المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شهادة الصحابة رضي الله عنهم لأبي هريرة رضي الله عنه بالحفظ



أم محمد الظن
2010-10-13, 12:52 AM
نأتي إلى شهادة الصحابة هل الصحابة شهدوا لأبي هريرة بالحفظ؟ وهل الصحابة أنكروا على أبي هريرة أحاديث؟ أقول نعم في الإثنتين ، نعم شهدوا له بالحفظ ، وأنكروا عليه أحاديث .
أما الشق الأول: شهدوا له بالحفظ : فعندنا مثلا ًعبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما : والحديث عند مسلم : من حديث عامر بن سعد بن أبي وقاص رضي الله عن سعد ورحم الله عامراً ، قال:" كنت عند عبد الله بن عمر بن الخطاب فإذا خباب صاحب المقصورة النبوية ،فقال لعبد الله بن عمر : ألا تنظر إلى أبي هريرة وما يحدِّث؟ قال إنه يقول ، قال رسول الله ﷺ " من خرج مع جنازة من بيتها وصلى عليها ودفنها– ثلاثة أشياء ، خرج مع الجنازة من البيت وصلى عليها "ومشى إلى المقابر حتى دفنها – كان له من الأجر قيراطان القيراط كأحد – كجبل أحد- ومن صلى عليها ولم يتبعها – ولم يدفنها- كان له قيراط ، فقال عبد الله بن عمر لخباب: اذهب إلى عائشة فاسألها ، فانطلق خباب إلى عائشة رضي الله عنها ليسألها عن هذا الكلام – لأن هذا أجر عظيم ، ذهب خباب إلى عائشة و المسجد لم يكن مفروشاً حصير كله حصباء ، فملأ يديه بالحصى ويحركها عبد الله بن عمر إلى أن يأتي خباب – قال: فجاء خباب فقال:" قالت عائشة صدق أبو هريرة ، قال: فقذف عبد الله بن عمر بالحصى في الأرض، وقال: لقد فرطنا في قراريط كثيرة " وروى هذا الحديث أيضاً الوليد بن عبد الرحمن كما في مسند الإمام أحمد وسياق أحمد طويل، لكن الترمذي أخرج آخر كلمة في هذا الحديث ، أن عبد الله بن عمر بن الخطاب مر بأبي هريرة وهو يحدث بهذا الحديث ، فقال : " يا أبا هريرة انظر كيف تحدث – هذا شيء عظيم قيراطان وقيراط لمن يعمل هذا العمل ! ، قال: فأخذ أبو هريرة بيد عبد الله بن عمر وانطلق به إلى عائشة ، وقال لها: أنشدك بالله أسمعتي رسول الله ﷺ يقول كذا وكذا؟- لهذا الحديث – فقالت عائشة : اللهم نعم ، فقال عبد الله بن عمر لأبي هريرة – وهذا هو القدر الذي رواه الترمذي – يا أبا هريرة أنت كنت أحفظنا لحديث رسول الله ﷺ
وروى الترمذي في سننه بسند حسنه وصححه أبو عبد الله الحاكم في المستدرك ، أن رجلاً جاء طلحة بن عبيد الله – طلحة بن عبيد الله أحد العشرة المبشرين بالجنة – فقال له:"أرأيت إلى هذا اليماني – أي أبا هريرة – إنه يحدِّث بحديث كثير لا نسمعه منكم ، أو هو يقول على رسول الله ﷺ ما لم يقل؟ فقال طلحة بن عبيد الله له : أما أن يكون سمع فنعم ، نحن كنا أصحاب أموال ، وكنا في أموالنا نصلحها ، ونأتي النبي ﷺ طرفي النهار – قبل ما يذهب إلى العمل يمر على النبي عليه الصلاة والسلام ، ويسمع منه كلمتين ويسلم عليه ويطلب منه الدعاء ، وبعدما ينهي فلاحته وزراعته ، يعود ليلا ًليصلي العشاء مع النبي ﷺ أو على الأقل لو لم يصلي العشاء سيذهب وينظر إلى صفحة وجه النبي ﷺ ويسمع منه كلمتين ، قال:" كنا نأتي النبي ﷺ طرفي النهار- أي بكرة وعشيا- أما أبو هريرة ، فكان فقيراً ملصقا يده مع يد النبي يمشي معه على ملأ بطنه ، ولا تجد خيراً في رجل يقول على رسول الله ﷺ ما لم يقل "هذا اعتراف من عبد الله بن عمر بن الخطاب، يقول: يا أبا هريرة كنت أحفظنا لحديث رسول الله ﷺ.
وعندنا طلحة بن عبيد الله ، وأبي بن كعب كما رواه الحاكم وغير قال:" كان أبو هريرة جريئا ًيسأل النبي ﷺ ما نهاب أن نسأله " وطبيعة الإنسان الجريء أن يكون عنده من العمل لكثرة أسئلته دون الذي يستحي أن يسأل .
وعائشة رضي الله عنها ، وأصل الحديث في الصحيحين ، واللفظ لفظ مسلم ، ويروه عروة ابن الزبير ابن العوام عن عائشة وهي خالته ، لأن عروة ابن الزبير ابن أسماء بنت أبي بكر، وعائشة أخت أسماء، إذن عائشة خالة عروة ابن الزبير ، قالت لعروة : " ألا تنظر إلى هذا – هو أبو هريرة – جاء فجلس إلى جانب حجرتي يسمعني ، وكنت أصلي السُبحة – أي كانت تصلي نافلة – فقال قبل أن أنتهي من صلاتي ولو بقي لرددت عليه : إن رسول الله ﷺ لم يكن يسرد الحديث كسردكم "في رواية أخرى خارج الصحيحين أو خارج مسلم ،"فقيل لها : يا أمي، أتنكرين شيئاً مما قال؟ قالت : لا ، ولكن رسول الله ﷺ ما كان يسرد الحديث كسردكم "
إذن ما الذي أنكرته عائشة ؟ أن أبا هريرة يأتي بالأحاديث وراء بعضها ، قال رسول الله ﷺ كذا ، وقال كذا ... ، ولم يكن هذا من دأب النبي ﷺ ، بل كان إذا تكلم بالكلمة ، تكلم بها ثلاثاً كما في صحيح البخاري ، وكان يتكلم بها ثلاثاً لتُفهم عنه ، أي كان يعيد الكلمة ثلاث مرات ، لتفهم عنه ، وكان يقول كلاماً فصلاً ، ليُفهم عنه ، إنما أن تجلس وتأتي بعشرين ثلاثين أربعين خمسين حديثاً في جلسة واحدة ، لا، فلم يكن هذا هدي النبي ﷺ.
فالذي أنكرته عائشة والذي قالت : "لو بقي لرددت عليه "، لم يكن لتكذيب أبي هريرة ، ولا أن أحاديث أبي هريرة خطأ، لا، إنما طريقة أبي هريرة رضي الله عنه هي التي أنكرتها عائشة " لم يكن يسرد الحديث كسردكم "
في مستدرك الحاكم أن عائشة رضي الله عنها حدثت بحديث أن أبا هريرة رضي الله عنه حدث بحديث أنكرته عليه عائشة ، فقال لها:" يا أم إنه كان يشغلك عن رسول الله ﷺ المرآة والمكحلة والتصنع لرسول الله ﷺ - التصنع أي التجمل ، فيقول لها أنت كان يشغلك عنه المشط والمرآة والمكحلة أي التزين للنبي ﷺ – أما أنا فما كان يشغلني عنه شيء" الشاهد:يريد أن يقول لها : إذا أنكرتي علي حديثاً ، فذلك لأنك شغلت له ، أما أنا فشغلت به ، وهذا هو الفرق، هي شغلت له ، إنما أبو هريرة شغل به ، وهناك فرق كبير بين الحالتين .
lk hgav من الشريط السابع والأربعين فك الوثاق لشيخنا أبي إسحاق الحويني حفظه الله وشفاه من كل داء اللهم آمين

أم محمد الظن
2012-03-17, 10:53 AM
يرفع للفائدة