المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : « لا اعتزاز إلا بالإسلام »، مقال جديد لشيخِنا العلَّامة صالِح بن فَوزانَ الفَوْزَانِ



سلمان أبو زيد
2010-09-26, 12:17 PM
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

« لا اعتزاز إلا بالإسلام »،
لصَاحِبِ الفَضِيْلَةِ شَيْخِنَا المُبَارَك العَلاَّمَةِ صَالِحِ بنِ فَوْزَانَ الفَوْزَانِ
ـ سَلَّمَهُ اللَّـهُ تَعَالَى ـ





قال أميرُ المؤمنين عمرُ بنُ الخطَّاب رضي اللهُ عنه : نحنُ أمة أعزنا الله بالإسلام فمهما ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله. فلا اعتزاز إلا بالإسلام ولا انتماء إلا إلى الإسلام. قال أبو بكرةَ رضي الله عنه:

أبي الإسلام لا أب لي سواه * * * إذا افتخروا بقيس أو تميم

فالانتماءُ والاعتزاز بغيرِ الإسلامِ من أمور الجاهلية. لما سمع النّبيّ (ص) من يقول: يا للأنصار ومن يقول: يا للمهاجرين قال (ص) : « أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم ». وقال: « دعوها فإنها منتنه ».
فالاعتزاز بالقبيلة أو بالقومية أو بالعروبة أو بالإنسانية اعتزاز وانتماء بأمور الجاهلية ولما ظهر قبل فترة قريبة من يدعوا إلى القومية العربية أنكر عليه العلماء أشد الإنكار ورد عليهم الشيخُ عبدُ العزيز بنُ بازٍ برد مطول قوي سماه: نقد القومية العربية. وهو مطبوع ومتداول.
وذلك لأن الإسلام دين الرحمة ففف وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ققق [ سورة الأنبياء ، الآية 107 ] ودين البشرية: فففقُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا ققق[ سورة الأعراف ، الآية 158 ] والإنسانية بدون دين الإسلام لا تغني شيئا فقبل الإسلام كانت الإنسانية في وحشية وخصام وقتال ونهب وسلب وتناحر: فففوَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا ققق[ سورة آل عمران ، الآية 158 ] فكل رحمة وكل إحسان إلى الناس فذلك في دين الإسلام: فففلَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ققق [ سورة الممتحنة ، الآية 8 ] حتى البهائم عند ذبحها ومن يستحون القتل من بني آدم أمر الإسلام بالإحسان إليهم عن الذبح والقتل قالَ (ص) : « إن الله كتب الإحسان على كل شيء فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته »، وغفر الله لبغي سقت كلبًا وعذب امرأة حبست هرة حتى ماتت.
إن الإنسانية وحدها بدون الإسلام لا تغني شيئًا ولا تجلب خيرًا ولا تدفع ضرا وما سفكت الدّماء ولا استبيحت الأعراض ولا استحلت الأموال إلا من بني الإنسانية ولا حفظت هذه الحرمات إلا بالإسلام وإننا نسمع في هذا الوقت من يعتز بالإنسانية وينسب إليها كل إحسان ومعروف ناسياً أو متناسياً أو قاصداً جحود فضل الإسلام. واللَّـهُ سبحانه قال: فففوَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلَّا خَطَأً ققق [ سورة النّساء ، الآية 92 ] ولم يقل: وما كان لإنسان إن يقتل إنسانًا وما خالف الإسلام فهو من أمور الجاهلية التي أمرنا بتركها والاعتزاز بديننا والانتماء إليه وإظهار فضله والدَّعوة إليه.


وفَّق اللَّـهُ الجميعَ لما فيه الخير والصَّلاح والإصلاح للإسلامِ والمسلمينَ.
وصلّى اللَّـه وسلّم على نبيِّنا مُحمَّدٍ.


كَتَبَهُ:
صالِحُ بنُ فَوزانَ الفَوْزانُ
عضو هيئة كِبار العُلماءِ

سلمان أبو زيد
2010-09-26, 12:19 PM
المصدر : موقع شيخِنا.

http://www.alfawzan.ws/more-article

السليماني
2010-09-26, 09:24 PM
بارك الله في الشيخ وحفظه من كل سوء

سلمان أبو زيد
2010-09-30, 06:26 PM
آمين.
وجزاكُم اللَّـهُ خَيرًا، وباركَ فيكُم.