المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التربية الجنسية



محمد عزالدين المعيار
2007-08-25, 02:10 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
ما يزال موضوع التربية الجنسية في الإسلام - على الرغم مماكتبه عنه بعض الباحثين المعاصرين - لم ينل حظه المطلوب من العناية والدراسة بالشكل الذي يجليه على أساس من التأصيل ...
ما هو تعريف التربية الجنسية ؟ وهل عرفت العربية كلمة "جنس" بمعناها المستعمل اليوم وهل ألف علماء المسلمين مؤلفات مستقلة في الموضوع ؟وما هو المصطلح لذي وضعوه - قديما -مقابل مصطلح التربية الجنسية اليوم ؟ وما موقفهم من هذه التربية ؟ إلى أسئلة أخرى ترد على المتأمل في هذا الموضوع
آمل أن نجد عند الإخوان ما ينفع ويبصر في هذا الشأن / والله من وراء القصد

محمد عزالدين المعيار
2007-09-03, 12:57 PM
عقد الدكتور موريس بوكاي في كتابه الشهير"القرآن الكريم والتوراة والإنجيل والعلم "مبحثا تحت عنوان :القرآن والتربية الجنسية ،أكد فيه أنه منذ أربعة عشر قرنا نزل في القرآن حشد من التفاصيل عن الحياة العملية وفيما يختص بالسلوك الذي يجب أن يتبعه الناس في عديد من ظروف حياتهم ولم يستبعد القرآن الحياة الجنسية .
وفي إطار تقديم أمثلة على ذلك يقول :"تشير عبارات قرآنية إلى سلوك الرجال في علاقتهم الأثيرة مع نسائهم في ظروف متنوعة" فيذكر من ذلك السلوك اللازم في مدة الحيض كما تشير الى ذلكالآيتان 222و223 من سورة البقرة:{ويسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء في المحيض ولا تقربوهن حتى يطهرن فإذا تطهرن فاتوهن من حيث أمركم الله إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين نساؤكم حرث لكم فاتو حرثكم أنى شئتم وقدموا لأنفسكم واتقوا الله واعلموا أنكم ملاقوه وبشر المومنين}
ويعلق على ذلك قائلا : " لبداية هذه العبارة معنى واضح تماما فتحريم إقامة علاقات جنسية مع [الزوج] الحائض أمر قاطع أما الجزء الثاني فيشير الى الحرث الذي يسبق عند الباذر وضع البذور التي ستنبت زرعا جديدا إذن العبارة تؤكد بشكل غيرمباشر".."" على أهمية أن يكون واضحا لدى الإنسان أن الهدف النهائي للعلاقة الجنسية هو الإنجاب ..."
إنها فعلا صورة من صور التربية الجنسية التي يطفح بها ديننا الحنيف والتي نجد لها جوانب شتى في الكتاب والسنة ...

سالم سليم أبوسليم
2007-09-05, 12:46 AM
برأي الشخصي أن مسألة الجنس في الإسلام ليست ذات موضوع مهم !
ليس لشيء وإنما لكون المسلمين في السابق يدرسون أبناءهم و لابد جميع علوم الشريعة سواء من بنين أو بنات وعلوم الشريعة توضح هذا الموضوع بجلاء وسلاسة وبعد عن الإثارة وتوضح الأمور النفسية والفسيولوجية وغيرها.
ولم يحدث الاشكال إلا ببعدنا عن شرعنا , واحتجنا لملأ هذا الفراغ بشيء سمعناه من غيرنا
ولما درسه ودرًَََََسه من تلقاه على أنه الإثارة والأمور المخلة وألقاه بصيغة المرغب فيه حدثت ردة الفعل من كثير من الفضلاء.
وإلا ففي كتب الفقه مثلاً من التصريح لا التلميح الشيء الذي يغني ويكفي ولكنه يتميز بالبعد عن الإثارة أو أي معنى يتبادر للذهن عند طرق مثل هذه المواضيع .
والله يحفظكم .

محمد عزالدين المعيار
2007-09-05, 03:10 AM
اتفق مع الأخ الكريم في أن بعدنا عن ديننا من أسباب جهل الناشئة بالتناول الشرعي الشامل للحياة الجنسية للإنسان المسلم ، لكني لا أشاطره الرأي في أن موضوع الجنس غير مهم في الإسلام وأن الاهتمام به اليوم إنما هو وليد التقليد... مع أن الغرائز أو الدوافع كما يسميها البعض الآخر ترجع كلها الى أمرين اثنين هما :
1- المحافظة على الذات،و يتحقق ذلك بواسطة غريزة الملكية التي توفر الطعام الذي هو أساس البقاء الشخصي وكل ما يحمي الإنسان {وإنه لحب الخير لشديد} ، {جمع مالا وعدده يحسب أن ماله أخلده}
2- المحافظة على امتداد النسل ويتحقق بواسطة الغريزة الجنسية التي تنبعث بدورها من حفظ الذات ، فعمر الإنسان قصير وحياته منتهية وعزاؤه أنه يحيا في نسله {رب لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين }
وقد جمع القرآن الكريم بين هذين الدافعين - في إطار السمو بالغرائز الإنسانية - في نسق واحد فقال سبحانه على سبيل الإجمال :{المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير أملا } وقال على سبيل التفصيل:{ زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن المآب ...}
واتجه القرآن بالدافع الجنسي الى طريقه المشروع الذي هو الزواج القائم على المودة والرحمة {ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة } محذرا في الوقت ذاته من الاستسلام لطغيان هذين الدافعين { ياأيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله ومن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون }، {إنما أموالكم أولادكم فتنة والله عنده أجر عظيم }
أما عناية المسلمين بالتربية الجنسية في التعليم فلا نعدم له ما يشهد له منذ صدر الإسلام إلى اليوم كقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه : علموا فتياتكم القرآن ومن القرآن سورة النور ولا يخفى ما في التنصيص على تعلم سورة النور لما تعالجه مما يتعلق بالتربية الجنسية
للحديث بقية

سالم سليم أبوسليم
2007-09-06, 10:37 PM
شكرا لك يا أخي على جمال تناولك .
والذي أقصده أنه غير مهم بالنسبة للمسلمين هو : إفراد مصطلح التربية الجنسية أو العناية بها بأسلوب مخصوص أو طرق مخصوصة .
فقد كانت مفردات هذه التربية (الجنسية) جميعها تأتي في خضم الدراسة الشرعية الشاملة وبأسلوب تدريس العلم الشرعي _ ويدخل فيه علوم اللغة والأدب_ فيحصل عند المتلقي من شفاء الصدر ووضوح المعلومة مالا يحتاج معه إلى البحث عن مصادر أخرى.
والله يحفظكم.

محمد عزالدين المعيار
2007-09-06, 10:56 PM
أشكرك أخي الكريم بدوري على أدبك الذي ينم عن شخصيتك التي أشعر بقربها مني كثيرا والأرواح جنود مجندة ما تعارف منه ائتلف وما تناكر منها اختلف، وما قلته فيما يتعلق بتناول هذا الموضوع في الثقافة الإسلامية بشكل غير مباشر صحيح
وغير خاف أن القرآن والسنة لم يتناولا هذا الموضوع بأسمائه المعروفة في اللغة وإنما تناولاه بالكنايات اللطيفة والكلمات العفيفة بشكل يعلمنا النزاهة في التعبير عن هذا الموضوع عند ضرورة الكلام فيه

أبوإبراهيم
2007-12-28, 08:53 PM
التربية الجنسية للأطفال-الشيخ عدنان باحارث (http://alukah.net/majles/showthread.php?t=2738).

محمد عزالدين المعيار
2007-12-28, 09:46 PM
بارك الله فيك أخي الفاضل {أبو إبراهيم } وجازاك خيرا

يسري سويدان
2008-03-28, 11:33 PM
شكرا لك ... بارك الله فيك ...

محمد عزالدين المعيار
2008-06-07, 09:24 PM
أعود إلى هذا الموضوع من جديد لأجيب على تلكم التساؤلات التي وضعتها منذ البداية وكنت أتمنى أن يشاركني إخواني في إعدادها...خصوصا وأن الأمر يتعلق بالتعاريف وبوضع الأعلام على الطريق حتى لا يظل السائر فيه
وبعد فأقول متوكلا على الله مستعينا به :
تطلق التربية الجنسية - في العصر الحاضر - فيراد بها كل التدابير التربوية التي من شأنها أن تؤدي إلى سلامة الحياة الجنسية عند الفرد ، وإلى تهيئه لمواجهة مشكلات الحياة المتمركزة حول الدافع الجنسي ، ثم تظهر بعد ذلك بشكل ما في خبرة كل إنسان عادي
وعلى هذا فهي لون من ألوان التربية ، وهو ذلك اللون المنصب أساسا على ما يتعلق بالجانب الجنسي من حياة الإنسان أو بتعبير آخر هو : { جنس + تربية }
لكن ما هو الجنس ؟ وما هي التربية ؟ وما صلتهما بالإسلام ؟
أولا : الجنس:
يقول الباحث المغربي المعروف عبد الكريم الخطيبي :"إن الحديث عن الجنس في الإسلام هو مباشرة ، وضع ترجمة من لغة إلى أخرى ، ومن حضارة إلى أخرى "وهذا صحيح إلى حد ما ، لكنه لا يمنع من وجود معنى " الجنس" في اللغة العربية ، وفي الوقت ذاته وجود ما يبرر استعمال الكلمة للتعبير عن حقائق موجودة وأصيلة في الإسلام ،وقد يكون " الجنس" بمثابة كأس صنعت في الغرب لشرب الراح واستعملت في الشرق لشرب الماء القراح
يتبع

محمد عزالدين المعيار
2008-06-07, 11:24 PM
ما مفهوم الجنس في اللغة العربية؟ وهل الإنسان جنس أم نوع؟
لم ترد كلمة "جنس" في القرآن الكريم ولا في السنة النبوية ، حتى قيل إن الأصمعي كان يرد قول العامة : هذا مجانس لهذا ويقول : ليس بعربي صحيح ويقول هو كلام المولدين ، لكن ابن فارس يرد ذلك قائلا : إن هذا غلط على الأصمعي لأنه الذي وضع كتاب الأجناس وهو أول من جاء بهذا اللقب في اللغة .
وأنا وجدت مالكا يستعمل هذه الكلمة في الموطا كما في قول الخليل الآتي
وكيفما كان الحال فإن الذي يستفاد من المعاجم العربية في مجملها هو أن الجنس أعم من النوع فهو الأصل الذي تنشأ عنه عدة أنواع
قال الخليل : كل ضرب جنس وهو من الناس والطير والأشياء والجمع أجناس ، ويجمع كذلك على جنوس
قال الأنصاري يصف النخل:
تخيرتها صالحات الجنو* * * س لا أستميل و لا أستقبل
وعلى هذا فالإنسان جنس والإبل جنس ومن ثم يكون الذكر والأنثى نوعان وهو ما سياتي الحديث عنه في الحلقة القادمة إن شاء الله

أبو الفداء
2008-06-08, 09:58 PM
الحمد لله وحده
اخوتي الكرام، حياكم الله وشكر لكم
ينبغي التنبه الى قضية مهمة يغفل عنها كثير من الاخوان عند طرحهم لهذا الكلام وتناولهم لمسألة "التربية الجنسية" هذه على الأوساط الفكرية والدعوية. فالذي يقع اليوم هو ضغط من جهات سوداء مغرضة، لها في بلادنا أذنابها وأصابعها التي تعبث في الظلام، تريد أن يطبع المجتمع المسلم بالطابع الغربي الكافر بشتى السبل والطرق. فان انفتحت اليوم ثغرة صغيرة أمامهم، فلعلها غدا أن تصبح حفرة كبيرة، ولعلها أن تصير فيما بعد فجوة يمرون منها بسلاحهم وعتادهم ولا ننتبه نحن الا وقد غزوا حياة شبابنا وفكرهم ببضاعتهم النجسة، ولا حول ولا قوة الا بالله!
فأنا أسأل، متى كان الصحابة والسلف من بعدهم وأئمة المسلمين يُنَظرون ويصنفون فيما يسميه المتأخرون اليوم بالتربية الجنسية أو الجنس في الاسلام أو ما الى ذلك؟؟ متى رأيتم اماما من أئمة المسلمين يفرغ وقته وجهده وطاقته ويضع مصنفا في كيفية تربية الأطفال جنسيا وتعليمهم الجنس؟؟ سبحان الله العظيم! هل يحتاج الانسان الى أن يعلمه أبواه كيف يأكل وكيف يشرب؟؟ هذه مسألة فطرية وغريزية محضة، بمجرد أن ينغلق الباب على الرجل وامرأته، فانها تخرج بتلقائية، ولا يكدرها كدر ولا يعكرها عكر الا ان كان في قلب أحدهما او كلاهما مرض أو في جسده ما يحتاج الى علاج! فان كان المرض من جهة عضوية فالأطباء والطبيبات يملأون العيادات والمستشفيات! وان كان من جهة الحالة النفسية أو ما الى ذلك، فلو أصلح الرجل وامرأته ما بينهما وبين ربهما لأنزل الله السكينة عليهما ولأذهب عنهما الشيطان، ولزال كل سوء وكدرة بينهما! اما أن يقال أن الشاب والفتاة يحتاجان الى تعليم الجنس أو الى أن يخصص لهما منذ الطفولة درس مستقل يتعلمان فيه الحياة الجنسية وما الى ذلك، فهذه يا اخوان هي دعوة أعداء الله الكفار، الذين لا علم لهم بوحي ولا دين ولا خلق ولا فضيلة! لما وجدوا في بلادهم الفتيات يحبلن في سن العاشرة والثانية عشر، وهن تلميذات في المدارس لا يتصور لهن لذلك، ووقع من جرائه العنت الشديد عليهن وعلى آبائهن، دعت الحاجة عندهم الى تعليم الشباب والفتيات ما أسموه "بالجنس الآمن" أو safe sex وهو كيفية الوقاية من الحمل واستمعال الواقيات والمانعات وما الى ذلك!! ولما كانت نظريات فرويد النفسية تقوم كلها على أن الانسان لا يدفعه في نفسه دافع الى أي عمل يعمله أو ارادة يريدها الا أن يكون ذلك هو الشهوة والغريزة الجنسية الدفينة المكبوتة، كان تنظيرهم لذلك الأمر مبنيا على مكر الشيطان بهم في تلك الجهة، وكان كلامهم فيها من سوء الى ما هو أسوأ ومن فحش الى ما هو أفحش!
ولما جاءونا في جمعيات "حقوق الانسان" يقولون أن من حق الطفل والفتاة أن تعلموهما حقوقهما الجنسية، وكانت دعواهم شديدة البطلان، وعلموا أنها مرفوضة مردودة عندنا لا محالة، قالوا فلندعوهم اذا ليعلموا الشباب والفتيات "الثقافة الجنسية" حتى لا يقعوا في المعاناة من "الكبت" ومن الأمراض النفسية التي تؤدي الى فساد صحتهم النفسية والجسدية! فلعل هذه أن تكون خطوة تتبعها من بعدها خطوات!! كانوا من قبل يستنكرون أن تخرج المرأة من بيتها وتكشف وجهها واليوم يحرمون الختان بالقانون، ويمنعونها من لبس الحجاب بالقانون! فان هي الا خطوات يؤدي بعضها الى بعض!
متى كان الناس في بلاد المسلمين يحتاجون الى أن تخرج عليهم امرأة فاجرة في برنامج يذاع ويبث على الملأ تتكلم فيه في "المشكلات الجنسية" وفي العلاقة الخاصة بين الرجل وامرأته؟؟ ومتى كان الناس في بلاد المسلمين يجتاجون الى أن توضع لهم المناهج التربوية التي تعلم الصغار الجنس في ضوء تعاليم الاسلام وما الى ذلك؟؟ انما هي خطوات تتبع خطوات، ولا حول ولا قوة الا بالله.
لماذا نخافهم ونهابهم ونتأثر بدعواهم الى حد أن يتفرغ بعض فضلائنا للتصنيف في هذه المسألة ويكتب فيها كتبا يخلط فيها النقل من القرءان والسنة على النقل من أطبائهم وفلاسفتهم، وهو يحسب أنه يحسن العمل بذلك اذ يثبت أن الاسلام لا يخلو من تعليم الناس ما ينفعهم في هذا الباب؟؟ من الذي يزعم أن الاسلام يخلو من ضبط واصلاح لهذا الباب الحيوي في حياة الخلق؟ بل انه مبثوث في الكتاب والسنة لا يزال الناس يتعلمونه ويعلمونه أولادهم كل شيء في محله ومن مظنته، ولا يحتاجون الى جمعه في مصنفات مخصوصة تحت أمثال هذا العنوان المستفز "الجنس في الاسلام" أو "التربية الجنسية في الاسلام"! فما محله في باب الطهارة يأتي في باب الطهارة، وما محله في باب الحيض يأتي في باب الحيض، والذي مكانه هو باب النكاح يجدونه في باب النكاح، والذي لا مكان له الا كتب الطب فيدرسه أهل الطب، وهكذا.. أما تعليم الناس كيف يمارسون الجنس أو كيف يربى الصغار "تربية جنسية" صحيحة... فمن سلفكم في صوغ هذا المطلب على هذا النحو؟؟
الله المستعان.
ان الكفار لما غرقوا في الممارسات الجنسية الشاذة والمرضية، وفسدت فطرهم أشد الفساد، أصبحوا يرون أن الأمور الفطرية الغريزية تحتاج الى تعليم! وما هذا بدأب العقلاء فكيف بالمسلمين؟
ما حاجة طفل صغير لأن يقال له هكذا يعمل الجهاز التناسلي وهكذا يكون الجماع وما الى ذلك من أمور ومعارف فطرية يكتسبها المرء بتلقائية، ولا يعمل بها ولا يمارسها حتى يمن الله عليه ببلوغ الباءة والنكاح؟؟ ما حاجة المسلمين لأن تشحن عقولهم وأفكارهم وتصوراتهم بتلك الأمور منذ الصغر وهم لن يكن لهم منها حظ قبل أن يتمكنوا من النكاح الشرعي الصحيح؟؟ وهل من السلف من كان يعلم أولاده الصغار شيئا من هذه الأمور أو يشغله بها؟؟ أبدا! أما الكفار فلما أصبح الجنس والشهوة دينهم وديدنهم والطفل والفتاة يحاصران به في كل مكان حتى انهم ليتنفسونه في الهواء من حولهم، أصبحوا يجدون الحاجة لأن يعلموا أولادهم شيئا في هذا الأمر عساهم ألا يقعوا في مرض جنسي أو في حمل بالسفاح أو ما الى ذلك!!
ويحضرني الآن كلاما قرأته في مدونة كتبها بعض الباحثين الأمريكان، يذكرون فيها فيما ذكروا قصة امرأة جلست مع ابنتها جسلة تعلمها بعض الأمور المتعلقة بالجنس، وكان ذلك والفتاة عمرها ست عشرة سنة، فقالت لها الفتاة "ليتك علمتيني هذا الكلام قبل سنتين من الآن!!" ثم تحكي تلك الفتاة بعدما كبرت وأنجبت ابنة لها أنها لما جلست نفس تلك الجلسة مع ابنتها وهي في عمر الرابعة عشر، قالت لها: "ليتك علمتيني هذا الكلام قبل أربع سنوات من الآن!!" فأي كلام هو هذا الذي تعلمه لها والذي ندمت اذ لم تعلمه الأم لها؟ انه تعلم كيف تمارس الجنس بحرية مع الشباب دون خوف من المشكلات الصحية والنفسية وما الى ذلك! محور الأزمة عندهم والمشكلة هو كيف ننجو بالزنى والفعل الخسيس، هذه هي وباختصار!! فلماذا نتأثر بمحاولاتهم السفيهة العمياء لعلاج مشكلة ليست عندنا أصلا؟؟
ومن الذي يطالبنا بالدفاع عن عناية ديننا بهذا الأمر الفطري الغريزي، وكيف ننساق نحن الى ذلك الفخ بهذه السهولة؟؟
سبحان الله العظيم.
أسأل الله العصمة والصيانة للمسلمين،
والله الموفق المستعان.

الأمل الراحل
2008-06-08, 11:09 PM
اللهم لكَ الحمد . .

ماتوا اللي يستحون الله يرحمهم ويلحقنا بهم ويختم لنا بالخاتمة الحسنة .

محمد عزالدين المعيار
2008-06-09, 02:22 AM
هل نتكلم بالعلم أم بالرجم بالغيب ؟
إن القرآن تحدث كثيرا عن هذا الأمر- سميه ما شئت - حتى قال الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن بنات المسلمين : علموهن القرآن ومن القرآن سورة النور... ألم يقل النبي صلى الله عليه وسلم :"مروا أولادكم بالصلاة لسبع واضربوهن لعشر وفرقوا بينهم في المضاجع " ألم يقل:" يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ومن لم يستطع فعليه بالصيام فإنه له وجاء "
وماذا عن هذا الموقف من رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه زوجه وأبوها كما رواه الشيخان :"عن عائشة رضي الله عنها قالت : جاءت امرأة رفاعة القرظي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا جالسة وعنده أبو بكر فقالت : يا رسول الله إني كنت تحت رفاعى فطلقني فبث طلاقي فتزوجت بعده عبد الرحمن بن الزبير وإنه والله ما معه يا رسول الله إلا مثل هذه الهدبة وأخذت هدبة من جلبابها ، فسمع خالد بن سعيد قولها وهو بالباب لم يؤذن له ، قالت : فقال خالد : يا أبا بكر ألا تنهى هذه عما تجهر به عند رسول الله ؟ فلا والله ما يزيد رسول الله صلى الله عليه وسام على التبسم ، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم : لعلك تريدين أن ترجعي إلى رفاعة ؟ لا حتى يذوق عسيلتك ، و تذوقي عسيلته " والأمثلة كثيرة جدا وستاتي في محلها من هذا البحث إن شاء الله
ألم يقل سلمان الفارسي:" لقد علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم كل شيء حتى الخراءة "
هكذا ولا عجب بعد ذلك أن يرفع الفقهاء شعار :"لا حياء في الدين " لأن ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب
هل يمنع الحياء من تعلم أحكام الدين ؟
إن أبناءنا وبناتنا لابد أن يعرفوا العبادات وشرائط صحتها من الطهارات وذلك يستدعي أمورا يطول شرحها هنا وستاتي بحول الله فيما بعد المهم أنه لا حياء في تعلم أحكام الدين و ما يضطر المتعلم إلى معرفته من الفروج وما تفرزه من بول أو مذي أو مني أو حيض الخ... وإدخال هذا في منافاة الحياء أقل ما يقال عنه إنه حياء زائف و لا أريد أن أقول جهل فاضح ...وإن من الواجب أن تعرف الأنثى ما يتعلق بالحيض والحمل والنفاس وكل ما يتعلق بالحياة الزوجية الشي الذي لم يمنع الحياء منه نساء الأنصار كما هو معلوم بل إن الرجل لايستحيي أن يسأل أمه إن كانت فقيهة ولم يكن العلم بذلك إلا عندها فقد أتى أبو موسى الأشعري عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم فقال لها : لقد شق علي اختلاف أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في أمر إني لأعظم أن أستقبلك به فقالت : ما هو ، ما كنت سائلا عنه أمك فسلني { وهي أم المومنين رضي الله عنها }فقال : الرجل يصيب أهله ثم يكسل و لا ينزل فقالت إذا جاوز الختان الختان فقد وجب الغسل فقال أبو موسى الأشعري : لا أسأل عن هذا أحدا بعدك أبدا .
وسأقف فيما سيأتي عن جهود علماء المسلمين عبر العصور في الاهتمام بهذا الأمر وما خلفوا فيه من تراث علمي حري بالعناية والتعريف به
يتبع

أبو الفداء
2008-06-09, 04:37 AM
يا أخي الحبيب، سامحك الله وأصلح حالنا وحالك
لا تتهم من يخالفك بالجهل وأنت لا تفهم قصده من كلامه! هل أنكرنا أنه قد سأل الصحابة عن تلك الأمور؟؟ هل أنكرنا أن لله أحكاما في أدق دقائقها؟؟ وهل نحن نتهم من يريد تعلم هذا الأمر ويسأل عنه بقلة الحياء؟؟ لم تفهم اذا شيئا مما كتبت في ردي الآنف!
أنا أقول أن هذه المسائل مبثوثة في الكتاب والسنة كمسائل فقهية كل منها يتعلمه المسلم في محله وفي مظنته! فما كان منها من المعلوم من الدين بالاضطرار - كفقه الغسل والطهارة مثلا - وجب عليه تعلمه منذ الصغر، أما ما كان متعلقا بآداب النكاح وأحكام غرفة النوم، فلماذا يتعلمه صبي صغير لم يبلغ الحلم ولا الباءة ونحن نعلم أنه لا يزال بينه وبين الحاجة الى هذا العلم سنوات الله يعلم عددها؟؟ لو أنه سأل عن شيء لم يجز الكذب عليه أو تعميته عنه، وانما ينبغي أن يكون المجيب مراعيا لحاله، وينبغي عليه النظر في باعث هذا السؤال عنده، هل هو الفضول المحض - وكثيرا ما يكون هكذا - أم أنه من وحي رفقة فاسدة تبث اليه كلاما فاسدا مفسدا في هذا الباب؟؟ فان كان هذا هو ما يحمله على السؤال فليس العلاج كما يقول الراكبون في ركاب الغرب أن نقدم نحن له تفاصيل ذلك الأمر بصورة علمية وفي اطار شرعي بدلا من أن يحصل عليه من "مكان آخر"!! وانما العلاج أن نقطع السبيل ما استطعنا بينه وبين رفاق السوء والمفسدين، وتلك المصادر الأخرى التي يعرض بها هؤلاء، وأن نشغله بما يفيده ونمتص تلك الطاقة عنده فيما هو نافع! فهل هذا فهم يحتاج الى مصنفات فيما أسميتموه بالتربية الجنسية حتى يتحلى به المسلم في التعامل مع أبنائه؟؟
أما ما تفضلت أنت بسوقه من أدلة على أن الصحابيات لم يكن يخجلن من السؤال عن تلك المسائل ومن كون عمر يأمر بتعليم الفتيات سورة النور، فهذا ليس ما أعترض عليه! فما الذي في سورة النور يا أخي الحبيب؟ هل فيها شيء مما يصطلح القوم عليه في أي سياق فكري كان بقولهم "الثقافة الجنسية"؟؟ الذي فيها ويلزم الفتيات تعلمه منذ الصغر هو آيات الحجاب وحفظ الفروج، لأن الفتاة قد تبلغ من سن العاشرة أو دونها فينبغي ألا تبلغ الا وقد علمت أن هذا في حقها من فرائض الدين كما هي الصلاة!
ولو كنت تزعم أن قصد عمر أن يتفرغ المسلمون لتأليف مناهج فيما اصطلح عليه بعض الفضلاء بالتربية الجنسية في الاسلام، على غرار ما وضعه الكفار السفهاء من مؤلفات متخصصة في ذلك الأمر - واعذرني اذ صرحت بأنهم قد قلدوهم في ذلك مع حسن ظني بهم وبنيتهم - يجمعون لها تلك المسائل من كتب الفقه والتفاسير ثم يقولون علموا هذا لصغاركم منذ الطفولة فهذا هو الأمر المحدث الذي لن ترى لك سلفا فيه من المتقدمين مهما بحثت!
فهل كانت الأمة كلها مفرطة في هذا الشق التربوي حتى جاء اخواننا المتأخرون هؤلاء - هداهم الله وأصلحهم - وزعموا أنه لن تصلح تربية المسلم والمسلمة الا بأن يتعلما "الجنس" منذ الصغر؟؟
ثم تعال لأسألك ماذا تقصد بقولك "الجنس" بالضبط؟؟
ان كنت تقصد هذه الأحوال التي ضربت عليها المثال فهذه أحكام نكاح وطهارة ونحوها، وتعلمها ومعرفة حكم الله فيها واجب على من تعرض لها، ويكون ذلك من مظانها وفي محلها كما ذكرت لك! أما ما يستهدفه الحالمون بالتغريب فهو تعليم "الجنس" نفسه، وتربية الشاب والفتاة على ألا يكون عندهما حياء من الأمر وعلى أن يستكشفا تلك الأمور بلا خجل ولا خوف..
وتأمل فيما سقته لي أنت، كيف خجل أبو سعيد الخدري رضي الله عنه من سؤال أم المؤمنين رضي الله عنها أشد الخجل، مع أن المقام مقام علم وتعلم لا ينبغي الخجل فيه.. وكان من الممكن أن ينطلق اليها يسألها دون أن يفرغ وسعه في تلمس ذلك العلم في تلك المسألة عند أقرانه من رجال الصحابة رضي الله عنهم جميعا! ولكن لولا أنه لم يجد الى ذلك سبيلا الا سؤال أم المؤمنين ما سألها! فأي درس تستفيده من هذا الحال الرباني الطاهر يا أخانا الكريم؟
وتأمل كيف استنكر خالد على المرأة ما صرحت به أمام رسول الله صلى الله عليه وسلم. فسؤالها كان يمكن أن تعرضه بقولها مثلا: "لا أريد الحياة معه، وأريد الرجوع الى زوجي الأول فماذا أصنع؟" دون أن تصف تلك الصورة التي وصفتها بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم! فسؤالها لم يكن في ذات الفعل نفسه، ولم يكن يلزم له ذلك الكلام منها!
أين هذا كله من دعواكم تعليم "الثقافة الجنسية" ونحوها للشباب والفتيات؟؟؟
أي شيء هذا الذي تريدون لهم تعلمه وما كان المسلمون الذين يفقهون دينهم في نظركم يعتنون بتعليمه في وقته وفي محله لأولادهم، وبأي مسوغ تصنفون له كتبا - بغير سلف لكم في هذا - تحت ما أسميتموه - ويالقبح الاصطلاح! - بالتربية الجنسية؟؟؟
تقول هداك الله: "إن أبناءنا وبناتنا لابد أن يعرفوا العبادات وشرائط صحتها من الطهارات وذلك يستدعي أمورا يطول شرحها هنا وستاتي بحول الله فيما بعد "
وأقول وهل أنكرنا أن أبناءنا وبناتنا لابد أن يتعلموا شرائط صحة العبادات؟؟ فأي أمور تلك التي يستدعيها ذلك ويطول شرحها عندك وستأتي هنا فيما بعد؟؟ هل ستشرح لنا فقه الطهارة؟؟ سبحان الله!
تقول: "وإن من الواجب أن تعرف الأنثى ما يتعلق بالحيض والحمل والنفاس وكل ما يتعلق بالحياة الزوجية الشي الذي لم يمنع الحياء منه نساء الأنصار كما هو معلوم"
ونقول نعم هذا صحيح! يجب أن تتعلم تلك الأمور جميعا، ولكن كيف يا ترى؟ في المدرسة في الفصل وسط زميلاتها؟؟ يجمع لها تلك الأمور جميعا في منهج الثقافة الجنسية وتتعلمه في الفصل هكذا على الملأ؟؟ نعلمها فقه النكاح وأحوال الرجل وامرأته في غرفة نومهما وهي بعد في المرحلة الابتدائية؟؟ أم أنها تعلمها أمها - وليت الأمهات يتعلمن دينهن حتى يكن أهلا لتعليمه لفتياتهن بلا حرج - أو تحضر دروس الفقه في المساجد، فتتعلم تلك المسائل كل مسألة في حينها وفي بابها من أبواب الفقه الذي يلزم الفتاة الصغيرة أن تتعلمه؟؟
وفي زماننا هذا الذي أصبحت الشهوات تحاصر فيه الشباب والفتيات من كل ناحية، ما هو مقتضى الحكمة وقد صار الأمر لا يحتمل أن نلهب خيالهم وخيالهن بما لا يطيقون الصبر عليه؟؟ أن نعلمها ونعلمه تصور أمور لا طريق لهما الى بلوغه - مع شدة الاشتهاء - الا بعد سنوات من ذلك التعليم؟؟ أم أن نضع كل شيء في وقته وفي محله من تعلم فقه الدين؟ سبحان الله ماذا يريد لنا دعاة الثقافة الجنسية والتربية الجنسية وأمثال تلك المصطلحات الواسعة التي تبدأ من حيث يتكلم اخواننا وتمتد وصولا الى ما الله به عليم؟؟؟
خطوة خطوة يقال لكم لا خجل ولا حياء في الدين، فبدلا من أن تسألوا عن الشيء عند الحاجة اليه وتطلبوا تعلمه اذ ذاك، نأتيكم به في فصول، ثم نزيدكم منه تفصيلا في دقائق علاقة الرجل بالمرأة، فهذه أمور تحتاجون اليها في حياتكم يوما ما ولا شك.. ثم اذا بنا نقلدهم حذو القذة بالقذة ولا حول ولا قوة الا بالله!
فأرجوك يا أيها الأخ الكريم - وأنا أحسن الظن بنواياك - أن تراجع ما أنت بصدد كتابته في ضوء هذا الذي بينته لك قبل أن تكون من حيث لا تدري جسرا يعبر عليه أعداء دينك، ولا حول ولا قوة الا بالله.

أبو الفداء
2008-06-09, 05:35 AM
يا أخي الحبيب، سامحك الله وأصلح حالنا وحالك
صدق القائل
وكم من عائب قولا وآفته من الفهم السقيم!
لا تتهم من يخالفك بالجهل وأنت لا تفهم قصده من كلامه!

هل أنكرنا أنه قد سأل الصحابة عن تلك الأمور؟؟ هل أنكرنا أن لله أحكاما في أدق دقائقها؟؟ وهل نحن نتهم من يريد تعلم هذا الأمر ويسأل عنه بقلة الحياء؟؟ لم تفهم اذا شيئا مما كتبت في ردي الآنف!

أنا أقول أن هذه المسائل مبثوثة في الكتاب والسنة كمسائل فقهية كل منها يتعلمه المسلم في محله وفي مظنته! فما كان منها مما يجب تعلمه وجوبا عينيا - كفقه الغسل والطهارة مثلا - وجب عليه تعلمه منذ الصغر، اذ أن مجرد دخوله في سن التكليف يوجبه عليه، أما ما كان متعلقا بآداب النكاح وأحكام غرفة النوم، فلماذا يتعلمه صبي صغير لم يبلغ الحلم ولا الباءة ونحن نعلم أنه لا يزال بينه وبين الحاجة الى هذا العلم سنوات الله يعلم عددها؟؟ فلو أنه سأل عن شيء لم يجز الكذب عليه أو تعميته عنه، وانما ينبغي أن يكون المجيب مراعيا لحاله، وينبغي عليه النظر في باعث هذا السؤال عنده، هل هو الفضول المحض - وكثيرا ما يكون هكذا - أم أنه من وحي رفقة فاسدة تبث اليه كلاما فاسدا مفسدا في هذا الباب؟؟ فان كان هذا الأخير هو ما يحمله على السؤال فليس العلاج كما يقول الراكبون في ركاب الغرب أن نقدم نحن له تفاصيل ذلك الأمر بصورة علمية وفي اطار شرعي بدلا من أن يحصل عليه من "مكان آخر"!! وانما العلاج أن نقطع السبيل ما استطعنا بينه ورفاق السوء والمفسدين، وأن نمنعه من تلك الأمور التي تثير هذه الرغبة عنده وتلك المصادر الأخرى التي يعرض بها هؤلاء، ويضعون رقاب المسلمين تحت رحمتها يرهنون عملهم برد الفعل تجاهها! وأن نشغله بما يفيده ونمتص تلك الطاقة عنده فيما هو نافع! فهل هذا فهم يحتاج الى بسطه مصنفات فيما أسميتموه "بالتربية الجنسية" حتى يتحلى به المسلم في التعامل مع أبنائه؟؟ وهل كان السلف مفتقدين لتلك النظرة الشرعية الصحيحة التي يوضع بها كل جزء من أجزاء ذلك الأمر في محله الصحيح، حتى لزمنا نحن الآن أن نضع مصنفات متخصصة فيما أسميتموه بالتربية الجنسية؟؟؟
أما ما تفضلت بسوقه من أدلة على أن الصحابيات لم يكن يخجلن من السؤال عن تلك المسائل ومن كون عمر يأمر بتعليم الفتيات سورة النور، فهذا ليس ما أعترض عليه، بل هذه مصادرة على محل النزاع أصلا! فما الذي في سورة النور يا أخي الحبيب؟ هل فيها شيء مما يصطلح القوم عليه في أي سياق فكري كان بقولهم "الثقافة الجنسية"؟؟ الذي فيها ويلزم الفتيات تعلمه منذ الصغر هو آيات الحجاب وحفظ الفروج، لأن الفتاة قد تبلغ وتنبت في سن العاشرة أو دونها فينبغي ألا تبلغ الا وقد علمت أن هذا في حقها من فرائض الدين كما هو شأن الصلاة!
ولو كنت تزعم أن قصد عمر هو أن يتفرغ المسلمون لتأليف مناهج فيما اصطلح عليه بعض الفضلاء بالتربية الجنسية في الاسلام، على غرار ما وضعه الكفار السفهاء من مؤلفات متخصصة في ذلك الأمر - واعذرني اذ صرحت بأنهم قد قلدوهم في ذلك مع حسن ظني بهم وبنيتهم - يجمعون لها تلك المسائل جمعا من كتب الفقه والتفاسير ثم يقولون علموا هذا لصغاركم منذ الطفولة فهذا هو الأمر المحدث الذي لن ترى لك سلفا فيه من المتقدمين مهما بحثت!
فهل كانت الأمة كلها مفرطة في هذا الشق التربوي حتى جاء اخواننا المتأخرون هؤلاء - هداهم الله وأصلحهم - وزعموا أنه لن تصلح تربية المسلم والمسلمة الا بأن يتعلما "الجنس" منذ الصغر؟؟

ثم تعال لأسألك ماذا تقصد بقولك "الجنس" بالضبط؟؟
ان كنت تقصد هذه الأحوال التي ضربت عليها المثال فهذه أحكام نكاح وطهارة ونحوها، وتعلمها ومعرفة حكم الله فيها واجب على كل من تعرض لتلك الأحوال، ويكون ذلك من مظانها وفي محلها كما ذكرت لك! أما ما يستهدفه الحالمون بالتغريب فهو تعليم "الجنس" نفسه، وتربية الشاب والفتاة على ألا يكون عندهما حياء من الأمر ومن مطلق الكلام فيه، وعلى أن يستكشفا تلك الأمور بلا خجل ولا خوف، بدعوى أنهم متعرضون لها لا محالة حيثما ذهبوا!!
وتأمل فيما سقته لي أنت، كيف خجل أبو سعيد الخدري رضي الله عنه من سؤال أم المؤمنين رضي الله عنها أشد الخجل، مع أن المقام مقام علم وتعلم لا ينبغي الخجل فيه.. كان من الممكن أن ينطلق اليها يسألها دون أن يفرغ وسعه في تلمس ذلك العلم في تلك المسألة عند أقرانه من الصحابة رضي الله عنهم جميعا! ولكن لولا أنه لم يجد الى ذلك سبيلا الا سؤال أم المؤمنين ما سألها! فأي درس تستفيده من هذا الحال الرباني الطاهر يا أخانا الكريم؟ أن نجمع للناس المصنفات والكتب في "الثقافة الجنسية" ونضعها لهم يتدارسونها في المدارس وهم بعد أطفال صغار؟؟
وتأمل كيف استنكر خالد على المرأة ما وصفته أمام رسول الله صلى الله عليه وسلم. فسؤالها كان يمكن أن تعرضه بقولها مثلا: "لا أريد الحياة معه، وأريد الرجوع الى زوجي الأول فماذا أصنع؟" دون أن تصف تلك الصورة التي وصفتها بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم! فسؤالها لم يكن في ذات الفعل نفسه، ولم يكن يلزم له ذلك الكلام منها! فان قلت فان كان هذا منكرا فلم لم ينكر الرسول عليها؟ قلت لك لأنه يظل في النهاية مقم استعلام وسؤال، والحرج مرفوع فيه أصلا، وليس قصدي أنها قالت قولا قبيحا، وانما أردت أن ألفت انتباهك الى رد فعل الصحابي الذي يدل على أن كلامها هذا في نظره كان خارجا على أصل الحياء الذي كان مبثوثا فيهم آنذاك!
فأين هذا كله من دعواكم تعليم "الثقافة الجنسية" أو - وحتى لا أنسب لك ما لم تقل به بعد - "التربية الجنسية" ونحوها للشباب والفتيات منذ الصغر؟؟؟
أي شيء هذا الذي تريدون لهم تعلمه وما كان المسلمون الذين يفقهون دينهم في نظركم في القرون الماضية يعتنون بتعليمه في وقته وفي محله لأولادهم، وبأي مسوغ تصنفون له كتبا - بغير سلف لكم في هذا - تحت ما أسميتموه - ويالقبح الاصطلاح! - بالتربية الجنسية؟؟؟
تقول هداك الله: "إن أبناءنا وبناتنا لابد أن يعرفوا العبادات وشرائط صحتها من الطهارات وذلك يستدعي أمورا يطول شرحها هنا وستاتي بحول الله فيما بعد "
وأقول وهل أنكرنا أن أبناءنا وبناتنا لابد أن يتعلموا شرائط صحة العبادات؟؟ فأي أمور تلك التي يستدعيها ذلك ويطول شرحها عندك وستأتي هنا فيما بعد؟؟ هل ستشرح لنا فقه الطهارة مثلا؟؟ سبحان الله!
تقول: "وإن من الواجب أن تعرف الأنثى ما يتعلق بالحيض والحمل والنفاس وكل ما يتعلق بالحياة الزوجية الشي الذي لم يمنع الحياء منه نساء الأنصار كما هو معلوم"
ونقول نعم هذا صحيح! يجب أن تتعلم تلك الأمور جميعا، ولكن كيف يا ترى وأين؟ في المدرسة في الفصل وسط زميلاتها في كتاب التربية الجنسية؟؟ يجمع لها تلك الأمور جميعا في منهج مخصوص وتتعلمه في الفصل هكذا على الملأ؟؟ أم ترانا نعلمها فقه النكاح وأحكام وآداب الجماع وهي بعد في المرحلة الابتدائية؟؟
أم أنها تعلمها أمها - وليت الأمهات يتعلمن دينهن حتى يكن أهلا لتعليمه لفتياتهن بلا حرج - أو تحضر دروس الفقه في المساجد، فتتعلم تلك المسائل كل مسألة في حينها وفي بابها من أبواب الفقه الذي يلزم الفتاة الصغيرة أن تتعلمه؟؟
وفي زماننا هذا الذي أصبحت الشهوات تحاصر فيه الشباب والفتيات من كل اتجاه، ما هو مقتضى الحكمة وقد صار الأمر لا يحتمل أن نلهب خيالهم وخيالهن بما لا يطيقون الصبر عليه ولا يجدون له بعد سبيلا؟؟ أن نعلمها ونعلمه تصور أمور لا طريق لهما الى بلوغه - مع شدة الاشتهاء - الا بعد سنوات من ذلك التعليم؟؟ أم أن نضع كل شيء في وقته وفي محله من تعلم فقه الدين نفسه؟ سبحان الله ماذا يريد لنا دعاة الثقافة الجنسية والتربية الجنسية وأمثال تلك المصطلحات الواسعة القبيحة التي تبدأ من حيث يتكلم اخواننا وتمتد وصولا الى ما الله به عليم؟؟؟
خطوة خطوة يقال لكم لا خجل ولا حياء في الدين، فبدلا من أن تسألوا عن الشيء عند الحاجة اليه وتطلبوا تعلمه اذ ذاك، نأتيكم به في الفصول، ثم نزيدكم منه تفصيلا في دقائق علاقة الرجل بالمرأة، فهذه أمور تحتاجون اليها في حياتكم يوما ما ولا شك.. ثم اذا بنا نقلدهم حذو القذة بالقذة ولا حول ولا قوة الا بالله!
فأرجوك يا أيها الأخ الكريم - وأنا أحسن الظن بنواياك - أن تراجع ما أنت بصدد كتابته في ضوء هذا الذي بينته لك قبل أن تكون من حيث لا تدري جسرا يعبر عليه أعداء دينك، ولا حول ولا قوة الا بالله.

(ملحوظة: هذا التعقيب هو تعديل للتعقيب السابق، تأخرت في كتابته الى ما بعد الفترة المسموح بها في التعديل.. فأرجو اهمال التعقيب السابق وقراءة هذا في مكانه.. بارك الله فيكم)

محمد عزالدين المعيار
2008-06-09, 11:22 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
أستأنف أحاديثي عن التربية الجنسية في الإسلام وأبدأ بتصحيح عبارتي السابقة : "ومن ثم يكون الذكر والأنثى نوعان / والصواب نوعين وأرجو أن يقوم الإخوة المشرفون مشكورين بتصحيحها في مكانها الأول إن أمكن ، وأثني بالاعتذار للأخ الكريم أبي الفداء عما اعتبر نفسه مقصودا به في حين كان ردي موجها أساسا إلى من اعتبرالحديث في هذا الأمر قلة حياء أما فيما عدا ذلك فيبدو من كلام الأخ الأخير أن الخلاف بيننا شكلي بحيث لا يمكن بحال تجريد التربية الإسلامية في شمولها من الاهتمام بالجانب الجنسي في حياة الإنسان من المهد إلى اللحد
ثم أقول بعد ذلك متوكلا على الله : وهذا ما يميل إليه بعض العلماء كالشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله الذي يقول "إن الجنس هو ما يمكن أن ينشأ منه أفراد متساوون فأنا أقول : إنسان = جنس ، لأنه ينشأ منه نوعان وهما : ذكر وأنثى و لا اختلاف في تكوينهما الحقيقي " في حين هناك من قال إن الإنسان "نوع"
قال الفيومي في المصباح المنير :"الجنس : الضرب من كل شيء والجمع أجناس وهو أعم من النوع فالحيوان جنس والإنسان نوع "
وهذا ما يدل عليه الجنس عند المناطقة إذ الجنس عندهم هو ما يدل على كثيرين مختلفين في الواقع ، والجنس عندهم : قريب أو بعيد أو وسط ، والأول - و هو الذي يعنينا هنا -هو ما لا جنس تحته بل تحته الأنواع كالحيوان فإنه لا جنس تحته و إنما تحته الأنواع كالإنسان والفرس ونحوهما ...
واستعمل علم الأحياء "الجنس" على أنه " أحد شطري الأعضاء المتعضية مميزا بالذكورة أو الأنوثة فذكر نوع من الأنواع وبخاصة النوع البشري جنس يناظره جنس الإناث ، وهو ما أقره المجمع اللغة العربية بالقاهرة - انظر المادة في المعجم الوسيط
ويبدو من خلال ما تقدم أن القول الأول أكثر انسجاما مع ما اتفق عليه الجميع من أن الجنس أعم من النوع ...
يتبع

محمد عزالدين المعيار
2008-06-11, 12:02 AM
أما "الجنس " في اللغات اللاتينية فجاء من الكلمة sexiis وهي مشتقة من فعل لا تيني معناه {يبتر } أو {يقطع} والرومان هم أول من ابتدع هذه الكلمة ، ويذكر صلاح حافظ أن أول ذكر لهذه اللفظة في التاريخ كله جاء على لسان "شيشرون" في مقالة عن فن الخطابة حين قال :إن الإنسان يسمى ذكرا أو أنثى على أساس "جنسه"
وتعني اليوم كلمة{ sex في الأنجليزية } و {sexe في الفرنسية }ما بين الذكر والأنثى من تمايز من حيث التناسل ، وذلك بحسب إفراز الخلايا المنوية للذكر والبييضة للأنثى ، وبهذا المعنى انتقلت كلمة "جنس" إلى اللغة العربية فأصبحت تعني ذلكم التمايزبين الذكر والأنثى والذي يرتبط أساسا بالتناسل الجنسي
هكذا نجد أن هناك ما يبرر وضع كلمة "جنس" في مقابل كلمة "sex " من حيث الوضع اللغوي ، أما من حيث ما تحمله من دلالة فيعبر عنه مثل قول الله عز وجل :{ يأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم } وقوله سبحانه :{ يأيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء }
والغرض من التزويج - كما قال الفارسي - التوالد والتناسل

محمد عزالدين المعيار
2008-06-11, 01:31 AM
ثانيا : التربية
على قدر ما تصطبغ كلمة "جنس" بصبغة الترجمة كما تقدم بقدر ما تبدو كلمة "تربية" أكثر التصاقا بالعربية وبلإسلام إلى درجة الالتحام
إن كلمة تربية في اللغة العربية ترجع إلى أصول ثلاثة :
1- النمو والزيادة من ربا يربو أي نما وزاد
2-النشأة والترعرع من ربي يربى أي نشأ وترعرع
3-الإصلاح والرعاية من رب يرب أي أصلحه ورعاه
وهي معان تلتقي مجتمعة في التربية
ودون التوغل في التفاصيل المتعلقة بهذه المعاني كما وردت في المعاجم اللغوية تكفي الإشارة هنا إلى أن كلمة "الرب" في حق الله تعالى تحمل أكثر من دلالة الشيء الذي جعل كثيرا من العلماء والمفسرين يقولون إن كلمة"الرب" ذات علاقة متينة بالتربية فالله تعالى هو المربي الحق العالم بشؤون الخلق و ما يصلحهم ويهديهم إلى النهج القويم ...
يتبع

أبو الفداء
2008-06-11, 06:04 AM
الأخ المعيار ماض في سرد ما عنده على أي حال ولا يعنيه من يريد مناقشته في طرحه هذا وفيما يدعو اليه!
انا لله وانا اليه راجعون!

محمد عزالدين المعيار
2008-06-11, 09:30 AM
مرحبا بالأخ أبي الفداء تفضل فكلي آذان صاغية ... عسى أن توقفني على أخطائي ورحم الله من أهدى إلي عيوبي

محمد عزالدين المعيار
2008-06-11, 10:16 AM
نصوص من التراث التربوي لعلماء المسلمين :
1-" كتاب آداب المعلمين" لمحمد بن سحنون الإمام المالكي القيرواني {ت256هـ} :" و لا يجوز للمعلم أن يرسل الصبيان في حوائجه .
وينبغي للمعلم أن يامرهم بالصلاة إذا كانوا بني سبع سنين ويضربهم عليها إذا كانوا بني عشر ، وكذلك قال مالك ، وحدثنا عنه عبد الرحمن قال : قال مالك : يضربون عليها بنو عشر ويفرق بينهم في المضاجع ، قلت الذكور والإناث ؟ قال : نعم .
قال سحنون : ويلزمه أن يعلمهم الوضوء والصلاة لأن ذلك دينهم ...ولا بأس على الصبي - إذا لم يبلغ الحلم - أن يقرأ في اللوح على غير وضوء إذا كان يتعلم وكذلك المعلم ، و لا يمس الصبي المصحف إلا على وضوء ، وليامرهم بذلك حتى يتعلموه ...
قال سحنون : وأكره للمعلم أن يعلم الجواري و لا يخلطهن مع الغلمان لأن ذلك فساد لهم ...
يتبع

أبو الفداء
2008-06-11, 05:48 PM
"وأثني بالاعتذار للأخ الكريم أبي الفداء عما اعتبر نفسه مقصودا به في حين كان ردي موجها أساسا إلى من اعتبرالحديث في هذا الأمر قلة حياء أما فيما عدا ذلك فيبدو من كلام الأخ الأخير أن الخلاف بيننا شكلي بحيث لا يمكن بحال تجريد التربية الإسلامية في شمولها من الاهتمام بالجانب الجنسي في حياة الإنسان من المهد إلى اللحد"
بارك الله فيكم يا شيخ محمد، ووالله ما كنت قد قرأت هذا الكلام اذ كتبت عتابي الأخير.. فأنا الذي يرجو المعذرة منكم.. كما أرجو المعذرة على شدة الأسلوب التي عرفت الآن أنها ساءتكم مني.. غفر الله لي وأصلح حالي..
وما زلت أود مدارستكم في أسلوب ومدخل الطرح والتناول (ولعله ما تعدونه أنتم من الشكليات، ولعل هذا هو مكمن الخلاف بيننا)
فأنا بانتظار ردكم أستاذنا المفضال، بعد أن تقرأوا ما على الخاص.
بارك الله فيكم ونفع بكم.، وشكر لكم صبركم على رعونة تلميذكم هذا وحدة كلامه.

شذى الجنوب
2008-06-12, 12:13 AM
لا حول ولا قوة إلا بالله..
ما حاجتنا بالله لتخصيص مادة أوعلم لهذا الشيء؟؟
الله تعالى بين ما يتعلق بهذا الأمر في كتابه وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- ، الزوج وزوجته وحسن العشرة
الزنا وحكمه ، اللواط ، وغيره من العلاقات المحرمة والوعيد عليها ، ومكان الحرث وووالخ
والسلف الصالح لم يؤلفوا كتبا مستقلة في شأن ما يسمى بالتربية الجنسية ، بل كانوا يعلمون الناس من خلال الكتاب والسنة مباشرة ، فلم لا نسلك مسلك سلفنا الصالح ، وندع تتبع آثار الغرب ؟؟!!
الغرب هم من اخترع هذا العلم لأنهم أمة شهوة وسفول ، وهل انتفعوا به ؟؟
هاهم يعانون فوضى العلاقات بين الذكور والاناث وبين المثلين !! نسأل الله العافية !!

ووالله إنا لنربأبطلبة علم أن يفردوا لهذا الأمر موضوعا مستقلا!! ، ويولوه كل هذا الاهتمام !!

محمد عزالدين المعيار
2008-06-12, 02:06 AM
منذ أكثر من ثلاثين عاما كتب الراحل بوعلي ياسين كتابه الشهير :"الثالوث المحرم" وقبله وبعده كتب علماء أجلاء عشرات المؤلفات وآلاف المقالات في الجنس والثقافة والتربية الجنسية وفق التصور الإسلامي بما يمكن سرد جملة منه في مناسبات قادمة وكان يظن أن في ذلك ردا على بوعلي وأمثاله ولم نكن نتصور أن يأتي من الضفة الأخرى من يقول إن هذا الحديث فعلا حرام
سبحان الله، لقد كتب علماء المسلمين في الباه والجماع والعشق والغرام مثل داود الظاهري في الزهرة و ابن الجوزي في ذم الهوى وابن حزم في طوق الحمامة وابن القيم في روضة المحبين ونزهة المشتاقين والسيوطي في رشف الزلال من السحر الحلال ورجوع الشيخ إلى صباه للنفزاوي و نزهة الألباب فيما لا يوجد في كتاب للتيفاشي وغيرها من المؤلفات التي قد تتسبب في الانحراف إذا لم يكن الشباب محصنا بل إن الشيخ ابن تيمية رأى أن لا يقرأ سورة يوسف من يتلذذ بذلك
يقع كل هذا ثم يقال إن الحديث عن الشهوة وتربيتها لا يجوز ، فمن أين يتعلم أبناؤنا هذه الأمور هل من الأصدقاء والصديقات ؟ أم من الأنترنيت الذي أصبح مرجع الشباب في كل شيء ؟أم من القنوات الفضائية الإباحية التي هاجمت كل البيوت دون استئذان ؟ وهل سنظل نقول لأطفالنا الصغار عندما يسألوننا من أين أتوا؟ إننا وجدناهم تحت شجرة ؟ أو جاء بهم الطبيب في حقيبة
وننسى أن أول ما نزل من القرآن و أول ما نحفظه لأبنائنا الصغار:{بسم الله الرحمن الرحيم اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الإنسان من علق }
إن الذي يرفض شيئا عليه أن يقدم بديلا سليما وهل يوجد في الدين ما يمنع من هذه التربية ،مع الإشارة إلى أن تربيتنا هي غير التربية الغربية وأنها ليست دائما مباشرة
وإن مما يحز في النفس عدم الأخذ بالتربية الإسلامية في مناهج التعليم والتربية في أكثر بلاد المسلمين بل إن رجال التربية عندنا يعرفون جون ديوي وجان بياجيه ورونيه أوبير وغيرهم و لايعرفون على سبيل المثال : ابن سحنون والقابسي والغزالي وابن العربي وابن خلدون وابن القيم وغيرهم
أنا في انتظار بديل مقنع ولن أتردد لحظة واحدة في الإعلان عن الأخذ به وترك ما كنت أؤصل له لإيماني بأن الحق واحد لا يتعدد

الأمل الراحل
2008-06-12, 03:21 AM
سبحان الله، لقد كتب علماء المسلمين في الباه والجماع والعشق والغرام مثل داود الظاهري في الزهرة و ابن الجوزي في ذم الهوى وابن حزم في طوق الحمامة وابن القيم في روضة المحبين ونزهة المشتاقين والسيوطي في رشف الزلال من السحر الحلال ورجوع الشيخ إلى صباه للنفزاوي و نزهة الألباب فيما لا يوجد في كتاب للتيفاشي وغيرها من المؤلفات التي قد تتسبب في الانحراف إذا لم يكن الشباب محصنا بل إن الشيخ ابن تيمية رأى أن لا يقرأ سورة يوسف من يتلذذ بذلك
يقع كل هذا ثم يقال إن الحديث عن الشهوة وتربيتها لا يجوز ، فمن أين يتعلم أبناؤنا هذه الأمور هل من الأصدقاء والصديقات ؟ أم من الأنترنيت الذي أصبح مرجع الشباب في كل شيء ؟أم من القنوات الفضائية الإباحية التي هاجمت كل البيوت دون استئذان ؟ وهل سنظل نقول لأطفالنا الصغار عندما يسألوننا من أين أتوا؟ إننا وجدناهم تحت شجرة ؟ أو جاء بهم الطبيب في حقيبة
وننسى أن أول ما نزل من القرآن و أول ما نحفظه لأبنائنا الصغار:{بسم الله الرحمن الرحيم اقرأ باسم ربك الذي خلق الإنسان من علق }
إن الذي يرفض شيئا عليه أن يقدم بديلا سليما وهل يوجد في الدين ما يمنع من هذه التربية ،مع الإشارة إلى أن تربيتنا هي غير التربية الغربية وأنها ليست دائما مباشرة
وإن مما يحز في النفس عدم الأخذ بالتربية الإسلامية في مناهج التعليم والتربية في أكثر بلاد المسلمين بل إن رجال التربية عندنا يعرفون جون ديوي وجان بياجيه ورونيه أوبير وغيرهم و لايعرفون على سبيل المثال : ابن سحنون والقابسي والغزالي وابن العربي وابن خلدون وابن القيم وغيرهم
أنا في انتظار بديل مقنع ولن أتردد لحظة واحدة في الإعلان عن الأخذ به وترك ما كنت أؤصل له لإيماني بأن الحق واحد لا يتعدد

القول ما قالت شذى الجنوب وكذلك أبو الفداء ، لكنك لا تريد أن تقتنع وتظن أن كل الحق معك .
لا أدري ما المصلحة في التعمق في موضوع التربية الجنسية ؟
إذا كنتَ الآن تعترف بأن القنوات الفضائية والإباحية دخلت كل البيوت - رغم أنها ولله الحمد لم تدخل كل البيوت كما تصورتَ - ، وكذلك الانترنت ؛ فكيف تريد من المراهقين الالتفات إلى مثل كتاباتك التي لن تشبع فضولهم ولن تصرفهم عن القنوات والانترنت وما فيها من البلاء ؟!
أما عن كتاب طوق الحمامة فأنواع قلة الحياء فيه ، وشباب اليوم والمراهقين ما يعرفونه والروايات الآن غطت عليه . وانتشاره قديما لا يقارن بانتشار الروايات الجنسية الآن والأسباب طبعا معروفة .
وأما عن استشهادك بآية ( العلق ) فلا تنس أيضا الآية ( فأتوا حرثكم أنى شئتم ) ، كنا نقرأ هذه الآيات لكن لم نفكر أبدا في تفسيرها وكنا نكتفي بتفسير المعلمة لها .
ومن عاش في بيئة طاهرة ؛ فلن يشغل نفسه بمثل هذه الترهات ( كيف خرجتُ ، ليه ماما تنام مع بابا على سرير واحد ) وغيره من الأسئلة .
وحتى لو فرضا سئل الأب هذا السؤال فإنه سوف يجيبه إجابة ربما تكون غير صحيحة لكنها لن تكون ذات أثر على الطفل عندما يكبر !
حبذا لو وجهنا طاقتنا لتحذير الآباء من القنوات الفضائية ومن الانترنت على الشباب ووحضهم على احتواء أولادهم عاطفيا .
أما إننا نفتح عيون الصغار بحجة أنه يمكن يتلقى معلومات بطريقة مثيرة للغرائز فهذا ما لا يمكن منعه بـ ( التربية الجنسية ) .

عيب والله نعلم الطفل أبجديات الجنس ، ولما يرى والديه يبدأ يغمز عليهما أو يفتح موضوع الجنس معهما ليرى رد فعلهما .

أبو الفداء
2008-06-12, 06:42 AM
"سبحان الله، لقد كتب علماء المسلمين في الباه والجماع والعشق والغرام مثل داود الظاهري في الزهرة و ابن الجوزي في ذم الهوى وابن حزم في طوق الحمامة وابن القيم في روضة المحبين ونزهة المشتاقين والسيوطي في رشف الزلال من السحر الحلال ورجوع الشيخ إلى صباه للنفزاوي و نزهة الألباب فيما لا يوجد في كتاب للتيفاشي وغيرها من المؤلفات التي قد تتسبب في الانحراف إذا لم يكن الشباب محصنا بل إن الشيخ ابن تيمية رأى أن لا يقرأ سورة يوسف من يتلذذ بذلك
يقع كل هذا ثم يقال إن الحديث عن الشهوة وتربيتها لا يجوز ، فمن أين يتعلم أبناؤنا هذه الأمور هل من الأصدقاء والصديقات ؟ أم من الأنترنيت الذي أصبح مرجع الشباب في كل شيء ؟أم من القنوات الفضائية الإباحية التي هاجمت كل البيوت دون استئذان ؟ وهل سنظل نقول لأطفالنا الصغار عندما يسألوننا من أين أتوا؟ إننا وجدناهم تحت شجرة ؟ أو جاء بهم الطبيب في حقيبة"
يا شيخنا الكريم أعزك الله ووفقك.. لا يدعي عاقل أبدا أن مطلق الكلام في مسألة العلاقة الجسدية بين الرجل والمرأة هو من المحرمات! وليس هذا ما نستدركه على موضوعكم هذا. ولكن يا شيخ فرق بين الكلام في "الشهوة" والباه وفنون الجماع و.... وبين تعليم الناس أحكام الشرع المطهر في تلك المسألة والآداب الشرعية فيها، كل حكم في بابه! ولا أدري كيف يفوتكم هذا الفرق!
هذه الكتب التي ضربت المثال بها، منها ما مر عرضا على مسألة الجماع في اطار الحديث عن الشهوات وميول النفس أو نحو ذلك من الاطر الشرعية التي يأتي فيها ذكر تلك الشهوة لغرض علمي مستساغ ولا حرج، ومنها كتب لا غرض منها سوى اثارة شهوات الناس، تحت ذريعة لبس الشيطان بها على أصحابها، أنهم يعلمون الناس "فنون الجماع وبلوغ الذروة في الشهوة"!!! فهل مثل هذا العلم المشؤوم هو ما تريدون التنظير والتقعيد له في موضوعكم هذا؟؟ ان كان كذلك فأنا أربأ بكم عنه، وأطالبكم بأثر عن السلف أو الصحابة فيه ما يدل على أنهم كانوا يعلمون أولادهم هذه الأمور منذ الصغر، أو حتى في الكبر! يا شيخنا الكريم ان ذكور البهائم واناثهم - أكرمكم الله وأعزكم - لا يحتاجون الى من يعلمهم كيف يتلذذ كل منهم بالآخر! هذا أمر غريزي فطري مركوز في سائر الخلق ولم نعلم أحدا قال أن الشهوة تحتاج الى من يعلم الرجال كيف يصيبونها من نسائهم، والنساء كيف يصبنها من رجالهن! ولهذا وجهت انتباهكم الى كون تلك النصوص التي قمت بسوقها الينا من آثار الصحابة والسلف لا علاقة لها البتة بما تقصدون! بل ان فيها ما يدل على أن الواحد من هؤلاء الصحابة لو جئته ببعض تلك الكتب التي مثلت بها مما كتبه المتأخرون لكرهها ولأنكر على أصحابها أشد النكير!
فان كان غاية الأمر عندكم أن نقول، لنقدم لهم بديلا "اسلاميا" تربويا بدلا من أن يجدوا ضالتهم عند غيرنا، فأنا أقول بل الصواب أن نربيهم من الأساس على عدم الانشغال الا بما ينفعهم، كل مرحلة عمرية بما يناسبها، فان هم نشأوا على ذلك، وكنا حريصين على ألا تحوطهم الا صحبة صالحة منتقاة من أمثالهم، وألا يتعرضوا لزبالة أعداء الله الأنجاس، وأن يتربوا على الصد الشديد عنها وكراهتها والنفور منها، فلن يكون عندنا ما نخشاه، وسنربيهم في جو هو أقرب ما يكون طهارة وعفة وصيانة لهم، من جو الصحابة والسلف رضي الله عنهم!
أنتم تقولون أن تلك المؤلفات التي ذكرتموها بعضها قد يؤدي بالشباب الى الانحراف لو لم يكن محصنا! فهل يكون التحصين منها بوضع مثلها - في الموضوع - بين يديه على زعم أنه واقع على شيء منها لا محالة، فخير له أن يقع على شيء نحن الذين قمنا بكتابته؟ أم يكون التحصين بتعليمه تحقيق التقوى وألا يتطلع لما لا يستطيع اليه سبيلا؟؟ أعلمه الآن أحوال الجماع، ثم ماذا بعد؟؟ أتركه يهيم بخياله ولا يجد لشهوته متنفسا، ولا يزال لا يقدر على النكاح؟؟
ثم تقولون أن شيخ الاسلام نهى من يتلذذ بقراءة سورة يوسف عن قراءتها، ولا أدري أين قال شيخ الاسلام هذا الكلام، ولكن حتى وان قاله، فهذه حالة نفسية مرضية تحتاج الى علاج يا شيخنا الفاضل! وليس العلاج أن نزيده قراءة عن الشهوة والجماع!! وانما العلاج أن نعلمه تزكية نفسه وضبطها، حتى يعلم - على الأقل - أن لكلام الله قدسيته، فلا يحمله الشيطان عند تلاوة سورة يوسف - وليس فيها ما يحرك الشهوة أصلا - على أن يرسم في خياله صورة لامرأة تغتصب رجلا، أو لحال من أحوال الجماع!! وقد أوصى النبي صلى الله عليه وسلم كل من بلغ الباءة أن يتزوج، فان لم يجد فعليه بالصيام، فانه له وجاء، والوجاء لغة الخصاء، فهو يطفئ الشهوة ويصرف ذهنه عن الانشغال بهذا الأمر جملة وتفصيلا! فلا نجد خيرا من ذلك لنوصي به مثل هذا المسكين الذي يثيره السماع لسورة يوسف!! فالآيات الكريمات ليس فيها أي وصف لأي شيء مثير.. وغاية ما تجده فيها أن امرأة العزيز راودت يوسف عن نفسه وقالت هيت لك، وحاولت أن تمسكه فتفلت منها فمزقت قميصه من دبر.. وانتهى ما تذكره الآية من ذلك عند هذا الحد! فالذي يجنح بذهنه الى صورة من صور الجماع بلدا من التدبر في مغزى الآيات الكريمات هذا مسكين مريض يحتاج الى علاج قلبي ونفسي، وصد عن شهوانيته الزائدة ان لم يجد لها صرفا في النكاح.. وليس علاجه فيما يقعد له بعض الفضلاء تحت عنوان "التربية الجنسية"!! فان كنتم تجدون في كلام ابن تيمية رحمه الله أن التربية الجنسية هي العلاج الذي يوصي به لمثل هذا المريض، فأرجو أن تتحفونا بهذا النقل.
وقلتم "يقع كل هذا ثم يقال إن الحديث عن الشهوة وتربيتها لا يجوز ، فمن أين يتعلم أبناؤنا هذه الأمور هل من الأصدقاء والصديقات ؟ أم من الأنترنيت الذي أصبح مرجع الشباب في كل شيء ؟أم من القنوات الفضائية الإباحية التي هاجمت كل البيوت دون استئذان ؟"
فبالله أي أمور يا شيخنا الكريم هي تلك التي ترون أنه لابد له من أن يتعلمها، فان لم يكن من أفلام البورنو والانترنت و"الصديقات" فمن كتاب مخصوص للتربية الجنسية "الاسلامية"؟؟؟ تقصد أوضاع الجماع مثلا؟؟ ألا يكفيه اذا ما شرع في طلب النكاح أن يعلم أن الله قد رفع الحرج على الرجل والمرأة في ذلك الأمر فأباح الوطء للمرأة في أي وضع عدا اتيانها في موضع القذر؟؟ قال الملك: ((فاتوا حرثكم انى شئتم)) وثبت في السنة قوله عليه السلام لما قال له عمر "حولت رحلي البارحة" بعد أن سكت للمرة الأولى - وتامل كيف كان مجرد التلفظ بالألفاظ الصريحة في هذا الأمر مما يكرهه الصحابة فاستعملوا التعريض والكناية، رضي الله عنهم - فقال له أنه لا حرج أن يواقعها مستقبلة أو مستدبرة ما دام في موضع الولد، أو كما قال عليه السلام! فهل وراء ذلك من علم في السنة بشان وضع جنسي مستحب مثلا ومفضل على غيره ونحتاج الى أن يوصف لنا؟؟؟ هذا يا شيخ هو غاية ما يشرع تعليمه للشاب والفتاة المسلمة في مسألة أوضاع الجماع! فالشاب ذكر وامرأته أنثى ولا يحتاج ذكر وأنثى الى من يعلمهما كيف يتلذذ كل منهما بالآخر! بل غاية ذلك ما أجمله الله في مثل قوله ((َالآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُواْ مَا كَتَبَ اللّهُ لَكُمْ)) أما أن نقول لهم هذا الوضع أشهى للرجل من ذاك، وذاك الوضع أرجى للذة المرأة من ذاك، وما الى ذلك، فهذا كلام مذموم ولا يحتاج انسان صحيح الفطرة سوي الجسد الى تعلمه، ومفسدته على الشباب عظيمة لا تخفى، ولن تجد - مهما بحثت - دليلا واحدا على أن أحدا من الصحابة قد علم شيئا منه لأولاده!!
ولا عبرة بما ذكرتم يا مولانا من مؤلفات فليست من تراث السلف الأول والقرون الفاضلة، وبعضها أشد نكارة من أن يؤذن بطباعته وبيعه في الأسواق أصلا، فضلا عن أن يدرس مثله للأولاد، فتأمل!!
وتقولون: "وهل سنظل نقول لأطفالنا الصغار عندما يسألوننا من أين أتوا؟ إننا وجدناهم تحت شجرة ؟ أو جاء بهم الطبيب في حقيبة"
وأقول كلا! لن نعلمهم الكذب ولن نكذب عليهم، وفي نفس الوقت فلن نقول لهم: لقد جئتم من الجماع الجنسي الذي صفته كذا وكذا وهيئته كذا وكذا!!! ويكفي جدا أن تقول الوالدة الفطنة للطفل الصغير: "أنا ووالدك تزوجنا، فرزقني الله بك في بطني، ومن بطني خرجت!" وانتهى الأمر! ولا الحاجة الى الكذب ولا الشنطة ولا تحت الشجرة ولا شيء من هذا! فان أصر على معرفة كيف حملت أمه وسأل سؤالا ثانيا بعد هذا الأول - وقليل ما يقع ذلك - فليقال له أن سبب ذلك عشرتها لأبيه. يجعل الله شيئا ينتقل بين جسد الأب والأم فيحدث الحمل بسببه.. المهم أن الأب الحصيف والأم الذكية، يقدران على استيعاب أسئلة الطفل دون الوقوع في الكذب ودون وضع صورة في ذهنه لا يلزم أبدا، بل لا يصح أن توضع عنده في تلك السن! ولتقم تربيته على ألا ينشغل أصلا بهذا الأمر، وعلى ألا يجد ما يحمله على هذا الفضول ويفتح الأبواب أمامه في نفسه ابتداءا! هذا هو الأصل يا شيخنا الكريم! أما أن يقال أن وصول هذه الامور اليه واقع واقع لا محالة، فلنصنع له البديل الذي يغنيه، فلا وربي لن يغنيه ولن يكفيه، بل سيزيده تطلعا واثارة ولهفة لتلقي المزيد من حيث تكرهون له أن يتطلع ويتلقى!!
ثم يا شيخنا الفاضل قولكم "إن الذي يرفض شيئا عليه أن يقدم بديلا سليما" ليس مسلما ولا يقال باطلاق أبدا! فنحن نرفض المعازف، فهل يلزمنا أن نقدم للشباب بديلا لها؟؟ ونرفض القمار والخمر، فهل يلزمنا أن نجد بديلا له عندنا؟؟ ونرفض الكثير والكثير مما قذفته علينا امواج التغريب العاتية وأغرقت فيه شعوب الأرض كلها، فمن الذي قال أنه يلزمنا أن نقدم البديل لكل شيء من تلك الأشياء؟؟
لن نمنع الطفل اذا سأل عن تفسير قوله تعالى "علقة" من أن يعلم ان االأمر يبدأ من مني يمنى، أي من سائل مخصوص يخرج من الرجل - كيف وأين لا يعنيه ذلك ولا نتطرق اليه - وهذا السائل يقع في رحم المرأة في جوفها - كيف ومن أين لا يعنيه الآن أيضا - فيحدث خلق الانسان على الاطوار التي وصفها القرءان!! فمن الذي قال أن تعليمكم لتفسير تلك الآيات الكريمات للأطفال يلزم منه تعليمهم العملية الجنسية وصورتها وأوضاعها و... "التربية الجنسية"؟؟
وتقولون: "وإن مما يحز في النفس عدم الأخذ بالتربية الإسلامية في مناهج التعليم والتربية في أكثر بلاد المسلمين بل إن رجال التربية عندنا يعرفون جون ديوي وجان بياجيه ورونيه أوبير وغيرهم و لايعرفون على سبيل المثال : ابن سحنون والقابسي والغزالي وابن العربي وابن خلدون وابن القيم وغيرهم"
ووالله ما من غير هذا المنطلق انطلقت فيما أكتب وفيما أستدركه على مدخلكم وتناولكم هذا لتلك المسألة يا شيخنا الكريم.. فأرجو أن يتسع صدركم لكلامي وأن يكون قد اتضح لكم مقصدي ومأخذي على ما تكتبون.. بارك الله فيكم ونفع بكم.

محمد عزالدين المعيار
2008-06-13, 11:00 AM
هذه آيات وأحاديث وأقوال لصحابة وتابعين ولبعض من جاء بعدهم من أهل العلم أوردها تباعا دون تعليق مني عليها راجيا من الإخوة الكرام المعارضين لهذا الطرحالتعليق عليها - إن أرادوا - المهم هو أن يكون ذلك في إطار حوار مؤدبا غايته رضى الله تعالى ودون تعصب أو مراعاة لظروف خاصة :
يقول الله تعالى :{يأيها الذين ءامنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يومرون } التحريم :6
قال ابن كثير:" يقول أدبوهم وعلموهم ... وقال الضحاك : حق على المسلم أن يعلم أهله من قرابته وإمائه وعبيده ما فرض الله عليهم وما نهاهم عنه، وفي معنى هذه الآية الحديثالشريف :"مروا الصبي بالصلاة إذا بلغ سبع سنين ...."
وقال القابسي{ت403 هـ} في الرسالة المفصلة لأحكام المتعلمين وأحكام المعلمين والمتعلمين :"وإنه لينبغي للمعلم أن يحترس الصبيان بعضهم من بعض إذا كان فيهم من يخشى فساده يناهز الحلم أو يكون له جرأة ...
يقول الله تعالى :{ يأيها الذين ءامنوا ليستئذنكم الذين ملكت أيمانكم والذين لم يبلغوا الحلم منكم ثلاث مرات من قبل صلاة الفجر وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة ومن بعد صلاة العشاء ثلاث عورات لكم ليس عليكم و لا عليهم جناح بعدهن طوافون عليكم بعضكم على بعض كذلك يبين الله لكم الآيات والله عليم حكيم } النور :58
يتبع وخير الكلام ما قل ودل

أبو الفداء
2008-06-13, 11:46 AM
بارك الله فيكم يا أستاذنا الكريم، وأضم صوتي الى صوتكم في ضرورة لزوم أدب الحوار ان كنا نبتغي حوارا مثمرا..
والخلاف ولله الحمد ليس في أصل المسألة، مسألة تعليم المسلمين أمورا هي من صميم شريعتهم وتتعلق بالجنس.. ولكن خلافنا في دائرة تلك الأمور، ماذا يدخل فيها وماذا يخرج منها، وما دليل مشروعية تعليمه، وكيف يكون ذلك التعليم وفي أي اطار وسياق.
ولهذا ففي تعقيبكم السابق، سقتم الينا آيات وأحاديث تستدلون بها على أصل الموضوع، ألا وهو وجود أحكام ونصوص في الشريعة تتعلق "بالجنس" ويجب أن يتعلمها المسلمون، وهذه يا شيخنا الكريم لم نقل وما كنا لنقول بانكارها، معاذ الله!
ولكن سؤالي هو كالتالي: هل تجدون في هذه النصوص التي سقتموها في المشاركة الأخيرة، دلالة على مشروعية تصنيف كتب تعلم الناس فنون الجماع (مثلا)، حتى لا يتلقاها المسلمون من مصادر أخرى، كما تقولون؟
أولا: "يقول الله تعالى :{يأيها الذين ءامنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يومرون } التحريم :6
قال ابن كثير:" يقول أدبوهم وعلموهم ... وقال الضحاك : حق على المسلم أن يعلم أهله من قرابته وإمائه وعبيده ما فرض الله عليهم وما نهاهم عنه، وفي معنى هذه الآية الحديثالشريف :"مروا الصبي بالصلاة إذا بلغ سبع سنين ....""
فهل منا من ينكر شيئا من هذا أو يعترض عليه يا شيخنا الكريم؟
ثانيا: "وقال القابسي{ت403 هـ} في الرسالة المفصلة لأحكام المتعلمين وأحكام المعلمين والمتعلمين :"وإنه لينبغي للمعلم أن يحترس الصبيان بعضهم من بعض إذا كان فيهم من يخشى فساده يناهز الحلم أو يكون له جرأة ..."

هذا الكلام من البداهة في التربية بحيث لا يحتاج الى استدلال. وخير منه أن نقول فلنتق الله في صحبة أولادنا منذ الصغر، فلنتحرى ألا تكون الا صحبة صالحة، ولنا في حديث الجليس الصالح وجليس السوء ما يقعد لهذا الأمر ولغيره في بابته.
ثالثا: "يقول الله تعالى :{ يأيها الذين ءامنوا ليستئذنكم الذين ملكت أيمانكم والذين لم يبلغوا الحلم منكم ثلاث مرات من قبل صلاة الفجر وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة ومن بعد صلاة العشاء ثلاث عورات لكم ليس عليكم و لا عليهم جناح بعدهن طوافون عليكم بعضكم على بعض كذلك يبين الله لكم الآيات والله عليم حكيم } النور :58"
ما علاقة هذا بما تصطلحون أنتم عليه بالتربية الجنسية يا سيخنا الكريم؟ هذه آداب من جملة ما يجب أن يربي الرجل المسلم أولاده وينشئهم عليه، ولم نعلم أحدا من السلف أفرد لها مصنفا مخصوصا لها تحت مسمى التربية الجنسية! وكما قدمت فشيء من ذلك لا دخل له بما أشرتم أنتم اليه آنفا بكونه علما مهما ينبغي أن يتعلمه الشباب حتى لا يحصلوا عليه من مصادر أخرى!

محمد عزالدين المعيار
2008-06-13, 07:19 PM
أشكرك أخي أبا الفداء على ما تتحلى به من أخلاق المحاور اللبيب الذي يفرض عليك احترامه وإن خالفك الرأي وقد كان سبب طلبي الالتزام بأدب الحوار فيما نحن فيه من نقاش- أتمنى أن يكون مثمرا - ما رأيت من أحكام مجانية قطعية من بعض المناقشين إطلالة من برج عال من فوق والحالة هذه أنها أحكام ذاتية تبدأ من الذات وتنتهي إليها و لا تترك مجالا للاستئناف ثم النقض والإبرام إذا اقتضى الأمر ذلك مع أن الله تعالى نهانا أن نجادل أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن فكيف إذا كان الحوار بين أبناء الدين الحنيف والله تعالى يقول:{إنما المومنون إخوة }
نسأل الله أن يتجاوز عنا وأن لا نتعصب لأنفسنا ونظن أننا نمتلك الحقيقة كاملة ونهاجم الآخر ونقول أنت لست على حق دون أن نملك دليلا نقليا واحدا
إن بعض الناس يتصورون أن ما يسمى "التربية الجنسية" ويمكن أن نسميه " تربية شهوة النساء " -أخذا من قوله تعالى { زين للناس حب الشهوات من النساء ...} أو غير ذلك - هي تعليم مباشر متكشف يعلم الأطفال الصغار كل ما يتعلق بالجنس في جرعات متوالية بمختلف وسائل الإيضاح
هذا خطأ في الفهم للتربية الإسلامية في إحاطتها وشمولها ...
يقول الإمام أبو حامد الغزالي مقربا صورة التربية بشكل دقيق :"معنى التربية يشبه فعل الفلاح الذي يقلع الشوك ويخرج النباتات الأجنبية حتى ينمو الزرع ليتحسن نباته ويكتمل ريعه "
و لا يخفى أن التربية في أبسط تعاريفها هي " جملة الأفعال والآثار التي يحدثها بإرادته كائن إنساني في كائن إنساني آخر ، وفي الغالب راشد في صغير والتي تتجه نحو غاية قوامها أن نكون لدى الكائن الصغير استعدادات متنوعة تقابل الغايات التي يعد لعا حين يبلغ طور النضج "
يتبع

محمد عزالدين المعيار
2008-06-14, 02:39 AM
نص قيم في التربية للإمام ابن القيم في كتابه:" تحفة المودود بأحكام المولود ":
"{فصل} و مما يحتاج إليه الطفل غاية الاحتياج الاعتناء بأمر خلقه ، فإنه ينشأ عما عوده المربي في صغره من حرد وغضب ولجاج وعجلة وخفة مع هواء ، فيصعب عليه في كبره تلافي ذلك ، وتصير هذه الأخلاق صفات وهيئات راسخة له ، فلو تحرز منها غاية التحرز فضحته و لابد يوما ما ، ولهذا تجد أكثر الناس منحرفة أخلاقهم وذلك من قبل التربية التي نشأ عليها "
وكذلك يجب أن يجتنب الصبي إذا عقل مجالس اللهو والباطل والغناء وسماع الفحش والبدع ومنطق السوء ..."
{فصل} ويجنبه فضول الطعام والكلام والمنام ومخالطة الأنام ، فإن الخسارة في هذه الفضلات ... ويجنبه مضار الشهوات المتعلقة بالبطن والفرج غاية التجنب فإن تمكينه من أسبابها والفسح له فيها يفسده فسادا يعز عليه بعده صلاحه وكم من أشقى ولده وفلذة كبده في الدنيا والآخرة بإهماله وترك تأديبه وإعانته له على شهوته ، ويزعم أنه يكرمه وهو يهينه ... وإذا اعتبرت الفساد في الأولاد رأيت عامته من قبل الآباء ...
... الصبي وإن لم يكن مكلفا فإنه مستعد للتكليف ، ولهذا لا يمكن من الصلاة بغير وضوء و لا من الصلاة عريانا ونجسا ، ولا من شرب الخمر والقمار واللواط ...
يتبع

نضال مشهود
2008-06-14, 10:07 AM
للفائدة

محمد عزالدين المعيار
2008-06-14, 03:07 PM
بارك الله فيك

راجية الفردوس الأعلى
2009-08-30, 02:12 AM
للفائدة

سبحان الله.. أيُّ فائـدة!!

من صاحب النقب
2009-08-30, 03:25 AM
أصلاً التربية كلها جنسية و غير جنسية صارت كالبديل عن علم الآداب الشرعية الذي كتب فيه أتباع المذاهب الأربعة
عودوا إلى علم الآداب الشرعية و تفقهوا فيه و سترون أنكم في غنى عن علم التربية كله إلا في المصالح المرسلة المعاصرة التي لم يذكرها المؤلفون السابقون لأنها لم تكن في عصرهم

طرق التدريس يغني عنها آداب طلب العلم
التربية الجنسية يغني عنها آداب النكاح

و هلم جرا

كل أبواب التربية موجودة في الآداب الشرعية

محمد عزالدين المعيار
2009-08-30, 04:45 AM
شكرا للأخ الكريم و بارك فيه على مشاركته الطيبة التي من شأنها أن تساعد على الخروج بصيغة مرضية

محمد عزالدين المعيار
2013-03-25, 05:00 PM
الرجاء من الإخوة الكرام إكمال الآيتين :{بسم الله الرحمن الرحيم اقرأ باسم ربك الذي خلق الإنسان من علق}لتصبح :{بسم الله الرحمن الرحيم اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الإنسان من علق} و لكم جزيل الشكر
## تم التعديل## الإشراف###