صياد الخواطر
2010-09-24, 01:39 PM
لم أجد أفضل من السلامة بالسكوت وتجنّب الكلام وإن نُفخَت فيه روح الإخلاص
ذلك أن السكوت في بعض الأحيان أولى من الكلام خاصةً إذا كان الكلام الذي تقوله من ضَرْب الفضول لا يترتب عليه بيان واجب شرعي أو إنكار منكر . فاللسان هو من يغرف ما بعقلك فيتذوق حلوه ومرّهُ غيرك . وبعضه يجلب العداوات وأمور لاتُحمد عقباها ، فالسكوت لا يعادله شيئاً لا فضةً ولا ذهباً ولا زئبقاً أحمرا ، وهي دعوة للبُعد عن التكلّف والتشدّق ولنحرص على أن يكون لله وإلا فسيزلُّ عن القلوب كما يزل الماء عن الصَّفا .
- ما أجمل أن تكتب لنفسك في دفترٍ لايطّلع عليه غيرك ، فيأتي الكلام وتأتي الأفكار كالسيل المتدفّق لإخلاصك لنفسك ولإبتعادك عن التزيّن بكتاباتك أمام الخلق .
- قال ابن تيمية - رحمه الله - : " الناس كالقطا مجبولون على تشبه بعضهم ببعض " أ.هـ . فأكثر من في الأرض إمّعية لا ألمعية يكدحون كدحاً في منافسة الناس على الحسِّيَّات والماديَّات ويستوحشون من التفرّد ، فإن وجد أحدهم سُلَّماً للصعود إلى الفرودس الأعلى لربما يُلقيه في نحرك ، فهو زاهدٌ بآخرتك التي تجتهد لها كما أنك زاهدٌ في متاع الغُرور الذي غرّهُ فيها الغَرور .
- الناس يُشغلهم عنك أي عارض فلا تكترث بهم كثيراً ، فنم قرير العين ياعزيزي وأطع ربك وأمك وأباك وخالق الناس بخُلقٍ حَسَن .
- الباطل لايَرُوج إلا إذا شِيبَ بحق : فوائد بنكية ، أناشيد إسلامية ، مؤثرات صوتية ... وهلمَّ جرّا !!
- يُقسِّم بعض علماء النفس الناسَ إلى بصري وسمعي وحسِّي . فالبصري هو من يهتم بالأشياء المُشاهدة ، فلربما تتحدث معه الساعات الطوال بحديثٍ مهم ، ثم ينصرف بعدها ولم يفقه كثيراً مما تقول ، ولا يستطيع أن يتذكّر شيئاً من كلامك إلا بقرينة مشاهدة . كرفع يدك عندما تحدثت عن الأمر الفلاني ، وإغماض عينيك عندما تحدّثت عن الأمر الفلاني ، وإسراعك المشي عندما تحدثت عن الأمر الفلاني وشيئاً لاح لكم وشاهده حينما تطرّقت للأمر الفلاني ... وهكذا ، وهذا النوع أَغْدِق عليه بالكماليات والمحسوسات ليصفوا لك ودّه . أما الحسِّي فيستحضر ماقلت بقرائن حسّية شعورية داخلية ، أو من الجو المحيط به . أما السَّمعي فيهتم بالصوت من حيث ارتفاعه وانخفاضه ووضوحه وغموضه ... ، فيأتيك بكلامك بنفس النبرة ، ويتحدث بلسانك لكأنما هو أنت .
والتقسيمات الثلاثة - أقصد الحسي والسمعي والبصري - تجدها في كل شخص ، لكن كل شخصٍ منا يطغى عليه واحداً منها . أما أنا فأحدثكم عن نفسي بأني أتأرجح بين السمعي والحسّي . لكن الجانب السمعي هو الذي أثبت وجوده في إختبارات الأيام . وأظن بأن السمعي هو أفضل الأقسام الثلاثة - ليس لأني كذلك - لكن أرى فيه روح التواصل والإفادة والإستفادة ، فهو الذي يلقي السمع وهو شهيد ، فحريٌ أن تُعْمِلَ الحكمة في قلبه الأنوار فيمشي على نور وبصيرة لا كقلب الحسِّي الذي يمشي مكبّاً على وجهه جرّاء تحليلاته المعقِّدة لكل كلمة يسمعها ، يمر ( متن ) الكلام أمامه واضحاً كوضوح الشمس ليس فيه لَبْس ، لكنَّه يُضعِّفُ ( راويه ) زاعماً أن هناك علّةٌ ( قادحة ) سببها خُبث الطويّة !
فهو يعيش الويلات كلما زادت عنده هذه الحساسية المُفرطة .
ذلك أن السكوت في بعض الأحيان أولى من الكلام خاصةً إذا كان الكلام الذي تقوله من ضَرْب الفضول لا يترتب عليه بيان واجب شرعي أو إنكار منكر . فاللسان هو من يغرف ما بعقلك فيتذوق حلوه ومرّهُ غيرك . وبعضه يجلب العداوات وأمور لاتُحمد عقباها ، فالسكوت لا يعادله شيئاً لا فضةً ولا ذهباً ولا زئبقاً أحمرا ، وهي دعوة للبُعد عن التكلّف والتشدّق ولنحرص على أن يكون لله وإلا فسيزلُّ عن القلوب كما يزل الماء عن الصَّفا .
- ما أجمل أن تكتب لنفسك في دفترٍ لايطّلع عليه غيرك ، فيأتي الكلام وتأتي الأفكار كالسيل المتدفّق لإخلاصك لنفسك ولإبتعادك عن التزيّن بكتاباتك أمام الخلق .
- قال ابن تيمية - رحمه الله - : " الناس كالقطا مجبولون على تشبه بعضهم ببعض " أ.هـ . فأكثر من في الأرض إمّعية لا ألمعية يكدحون كدحاً في منافسة الناس على الحسِّيَّات والماديَّات ويستوحشون من التفرّد ، فإن وجد أحدهم سُلَّماً للصعود إلى الفرودس الأعلى لربما يُلقيه في نحرك ، فهو زاهدٌ بآخرتك التي تجتهد لها كما أنك زاهدٌ في متاع الغُرور الذي غرّهُ فيها الغَرور .
- الناس يُشغلهم عنك أي عارض فلا تكترث بهم كثيراً ، فنم قرير العين ياعزيزي وأطع ربك وأمك وأباك وخالق الناس بخُلقٍ حَسَن .
- الباطل لايَرُوج إلا إذا شِيبَ بحق : فوائد بنكية ، أناشيد إسلامية ، مؤثرات صوتية ... وهلمَّ جرّا !!
- يُقسِّم بعض علماء النفس الناسَ إلى بصري وسمعي وحسِّي . فالبصري هو من يهتم بالأشياء المُشاهدة ، فلربما تتحدث معه الساعات الطوال بحديثٍ مهم ، ثم ينصرف بعدها ولم يفقه كثيراً مما تقول ، ولا يستطيع أن يتذكّر شيئاً من كلامك إلا بقرينة مشاهدة . كرفع يدك عندما تحدثت عن الأمر الفلاني ، وإغماض عينيك عندما تحدّثت عن الأمر الفلاني ، وإسراعك المشي عندما تحدثت عن الأمر الفلاني وشيئاً لاح لكم وشاهده حينما تطرّقت للأمر الفلاني ... وهكذا ، وهذا النوع أَغْدِق عليه بالكماليات والمحسوسات ليصفوا لك ودّه . أما الحسِّي فيستحضر ماقلت بقرائن حسّية شعورية داخلية ، أو من الجو المحيط به . أما السَّمعي فيهتم بالصوت من حيث ارتفاعه وانخفاضه ووضوحه وغموضه ... ، فيأتيك بكلامك بنفس النبرة ، ويتحدث بلسانك لكأنما هو أنت .
والتقسيمات الثلاثة - أقصد الحسي والسمعي والبصري - تجدها في كل شخص ، لكن كل شخصٍ منا يطغى عليه واحداً منها . أما أنا فأحدثكم عن نفسي بأني أتأرجح بين السمعي والحسّي . لكن الجانب السمعي هو الذي أثبت وجوده في إختبارات الأيام . وأظن بأن السمعي هو أفضل الأقسام الثلاثة - ليس لأني كذلك - لكن أرى فيه روح التواصل والإفادة والإستفادة ، فهو الذي يلقي السمع وهو شهيد ، فحريٌ أن تُعْمِلَ الحكمة في قلبه الأنوار فيمشي على نور وبصيرة لا كقلب الحسِّي الذي يمشي مكبّاً على وجهه جرّاء تحليلاته المعقِّدة لكل كلمة يسمعها ، يمر ( متن ) الكلام أمامه واضحاً كوضوح الشمس ليس فيه لَبْس ، لكنَّه يُضعِّفُ ( راويه ) زاعماً أن هناك علّةٌ ( قادحة ) سببها خُبث الطويّة !
فهو يعيش الويلات كلما زادت عنده هذه الحساسية المُفرطة .