تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : مضى الشباب



علي مبارك
2007-08-23, 01:33 AM
مضى الشباب وأمْـر الله مفعـولُ =وجاءك الشيب إنّ الشيـب مَمْلـولُ
وإنْ بكيتَ على ماضيك من شَجَن ٍ = فالذنـبُ مُغتفـرٌ والعفـو مأمـولُ
إني رأيـتُ جميـل العمْـر أوّلـهُ = وما سـواه مـن الأيـام مَفضـولُ
لكنْ أرى الخير في نِسْيان مرحلـةٍ = من الليالي عليهـا الستـر مسـدولُ
فاتركْ تذكّرَ آثـار قـد انْدرَسَـتْ = وقد علاها مـن الكثبـان مَنخـولُ
وحاسـب النفـس فالدنيـا مُولّيـة ٌ =وأنت للقبر يـا مسكيـن مَحمـولُ
قال الحكيم وقـول الحـق مطلبنـا = = ( جيل يمرّ ويأتـي بعـده جيـلُ )
وأنت في رحلـة تُطـوى منازلهـا == =فمنزلٌ راحـلٌ أو عنـه مرحـولُ
فاسْأل مـن الله توفيقـا وعافيـة ً = = فكلّ أمر إلـى الرحمـن موكـولُ
والنفس إنْ أهمِلَتْ تهوي بصاحبهـا ==== والمرء من غير عون الله مخـذولُ
فاعرف طريق الهدى واسْلك مسالكهُ ===ولو أتاك من الأصحـاب تخذيـلُ
واصبر على الحق واحذر أن تخالفهُ ===فالعسـر يعقبـهُ يُسْـر وتسهـيـلُ
واقبل عتاب الذي تَرضـى مودتـهُ ==إن العتاب مـن الأحبـاب مقبـولُ
فاسمع كلامي وإن قصّرْتُ في عملي ===فقد يداويك شخص وهْـوَ معلـولُ
واعلم بأني وإن أكثرْتُ من زَلـل ٍ === فإنّ قلبـي بحـب الخيـر مأهـولُ
وإنْ يُعَوّلْ على الطاعات ذو عمـل ٍ == فعند قلبي علـى الرحمـن تعويـلُ
واعلم بأني وإن غنّيْتُ من طـرب ٍ === فالقلب في حب خير الناس مشغـولُ
وما سباني بحسْـن الـدلّ غانيـة ٌ==== جَيْداءُ مشرقـة حسنـاءُ عُطبـولُ
حوراء ساحـرة بيضـاء ناعمـة ٌ ==== نجلاء فاتنـة والطـرف مكحـولُ
حسناء إن أقبلتْ تهتزّ مـن تـرف ٍ === وإن تَولـتْ فكـم يهتـزّ مقـتـولُ
فلا تلوموا فـؤادي فالهـوى قـدَر ٌ ==== والفضل من ربنا والعفـو مأمـولُ
فهاكَ نظما ً بديعـا مـن عذوبتـهِ ==== يشدو بـه اليـوم قمْـريّ ورتيـلُ
لأنني جئتُ من عُـرْبٍ فصاحتهـا ===== بين الأنـام لهـا فضْـلٌ وتبجيـلُ
فمِنْ هوازن ياابن الأكرميـن أبـي ==== والأمّ طائيّـة والفضـل مكـفـولُ
ذكرتُ أصلي بلا فخر ولابطرٍ ======= ليعلم النـاس أنّ الفـرع موصـولُ
هـذا وإنـي بحمـدالله معـتـرفٌ ==== أن التفاخـر بالأنسـاب تضلـيـلُ
وأنّ طاعة ربـي خيـر مكرمـةٍ ====== وليس بعـد الهـدى إلا الأباطيـلُ
فاصدحْ بأبيات شعر من حلاوتهـا ==== تسبي الكرام إذا مـا دنـدن القيـلُ
لولا الحياء لزدنـا مـن محاسنهـا ==== لكن خشينـا الربـا فأحجـم النيـلُ

أمل*
2007-08-25, 04:11 AM
جزاكم الله خيرا ، مارأيكم لو كانت هكذا
مضى الشاب وأمر الله مفعول ****** وجاءك الشيب إن الشيب مكروه
وان بكيت على ماضيك من ندم ******* فالذنب مغتفر والعفو مأمول

أمل*
2007-08-25, 10:06 PM
المعذرة أخي الكريم ،أخطأت في البيت الأول ،مارأيكم في هذا:
مضى الشباب وأمر الله مفعول ****** وجاءك الشيب وكل منا مسؤول
وان بكيت على ماضيك من ندم ****** فالذنب مغتفر والعفو مأمول
أرجو ألا أكون أخطأت

أمل*
2007-08-25, 11:13 PM
المعذرة مرة أخرى ، التصحيح:
مضى الشباب وأمر الله مفعول ****** وجاءك الشيب مهلا أنت مسؤول
وان بكيت على ماضيك من ندم ***** فالذنب مغتفر والعفو مأمول

علي أحمد عبد الباقي
2007-08-26, 11:23 AM
جزاك الله خيرًا أخانا على المبارك جعلك الله مباركًا أينما كنت .
وقافية اللام خصوصًا إذا كانت من بحر البسيط ، من أجمل ما تستعذبه أذني من الشعر ، كقصيدة ((بانت سعاد)) لكعب بن زهير رضي الله عنه.

محمد عزالدين المعيار
2007-08-26, 12:59 PM
من الطريف أنه في مقابل ما قاله الشعراء في ذم الشيب نجدهم يقولون في مدحه كقول دعبل :
أهلا وسهلا بالمشيب فإنه * * * سمة العفيف وهيبة المتحرج
وكأن شيبي نظم در زاهر * * * في تاج ذي ملك أغر متوج
وقول البحتري:
وبياض البازي أصدق حسنا * * * إن تأملت من سواد الغراب
وقول ابن الرومي :
قد يشيب الفتى وغير عجيب * * * أن ترى النور في القضيب الرطيب

علي مبارك
2007-08-26, 02:56 PM
الأخت الفاضلة سارة
بارك الله فيك
الأبيات الأولى فيها بكاء على الشباب ، وليس على ماحصل في أيام الشباب ، فهو بكاء اشتياق إلى تلك الأيام وبكاء حزن على فقدها ، وليس بكاء ندم ، هذا مايتعلق بالندم وأما مايتعلق بالمسؤولية فلايخفى عليك أن كل مكلف مسؤول عن عمله سواء كان المكلف شابا فتيا أو شيخا كبيرا.
______________________
أخي الكريم علي
جزاك الله خيرا على زيارتك الكريمة ودعواتك الطيبة
_______________________
أخي الكريم محمد
بارك الله فيك
غالب من يمدح الشيب من الشعراء إنما يمدحه بعدما ابتلي به ، فهو مدح الاضطرار لامدح الاختيار
_______________________

أمل*
2007-08-26, 10:02 PM
الأخت الفاضلة سارة
بارك الله فيك
الأبيات الأولى فيها بكاء على الشباب ، وليس على ماحصل في أيام الشباب ، فهو بكاء اشتياق إلى تلك الأيام وبكاء حزن على فقدها ، وليس بكاء ندم ، هذا مايتعلق بالندم وأما مايتعلق بالمسؤولية فلايخفى عليك أن كل مكلف مسؤول عن عمله سواء كان المكلف شابا فتيا أو شيخا كبيرا.وفيك بارك الله ، نحن نتعلم منكم
أما في : وجاءك الشيب مهلا انت مسؤول ، فقد كنت أقصد : مهلا تنبه انك مسؤول ومحاسب ، ولاشك ان التذكر والمحاسبة يكون في الصغر وفي الكبر ولكنه في الكبر أوجب كما جاء في قوله تعالى(حتى إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة قال رب أوزعني ان أشكر نعمتك التي انعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحا ترضاه)
أما الندم فهو يناسب مقام التوبة لأن الحزن لايكفي في التوبة بل لابد من الندم ، وذكرت التوبة لقولك :فالذنب مغتفر والعفو مأمول
ولايكون الذنب مغتفر إلا إذا تاب العبد ، والله أعلم

علي مبارك
2007-08-27, 12:05 PM
الأخت الكريمة سارة
أحسن الله إليك ، ورفع منزلتك في الدارين،
وبالنسبة للمحاسبة فكلامك في محله،
وأما الأبيات فالمقصود منها التوجع على فقدان الشباب ، والمعنى كالتالي: ذهب شبابك أيها الإنسان وهذا كله بتقدير الله سنة الله ولن تجد لسنة الله تبديلا، وجاءك الشيب وهو ضيف ثقيل لاتحبه النفوس لما فيه من الآفات التي لاتخفى على أحد،وإن بكيتَ على شبابك الذي مضى وأيامك الجميلة فأنت معذور في ذلك ولن يلومك أكثر الناس ، وحتى اللائم سينظرإليك نظرة رحمة وشفقة وفي النهاية سيدع العذل ويتخلى عن العتاب . هذا معنى الأبيات.
وبهذا يتبين أن الذنب المقصود بالأبيات هو الخطأ في نظر العاذل والمنتقد.
وأما إطلاق هذه العبارة(لايكون الذنب مغتفرا إلا إذا تاب العبد) فهو إطلاق في غير محله لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( الصلوات الخمس مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر) ومن أراد الاستزادة فليقرأ قول الله عزوجل( إن الحسنات يذهبن السيئات) وينظر في تفسيرها.
ودمت بخير
والله يرعاك.

أمل*
2007-08-27, 03:09 PM
وأما إطلاق هذه العبارة(لايكون الذنب مغتفرا إلا إذا تاب العبد) فهو إطلاق في غير محله لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( الصلوات الخمس مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر) ومن أراد الاستزادة فليقرأ قول الله عزوجل( إن الحسنات يذهبن السيئات) وينظر في تفسيرها.
نعم أخطأت في هذه ، جزاك الله خيرا

علي مبارك
2007-08-27, 10:59 PM
الأخت الفاضلة سارة
أشكرك على هذا الموقف النبيل الذي يدل على طيب أخلاقك وكريم شمائلك، وليس هذا بغريب على من يسلك منهج السلف ،
وفي الختام أسأل الله أن يعلي منزلتك في الدارين، وأن يجعلك مباركة أينما كنتِ
ودمت موفقة