تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الطريق المستقيم في نظم علامات الترقيم



محمود محمد محمود مرسي
2010-08-21, 03:39 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الطريقُ المستقيمُ فِي نظم علاماتِ الترقيم


يَقولُ رَاجِي رَحْمَةِ السَّمِيعِ ... [1] ... ذو العَجْز مَحْمُودٌ أبُو سَريعِ
الحَمْدُ للهِ الذِي بالقَلَمِ ... [2] ... قدْ عَلمَ الإِنسَانَ مَا لمْ يَعْلَمِ
وَأفضَلُ الصَّلاةِ وَالتَّسْلِيمِ ... [3] ... عَلى النَّبيِّ المُصْطفى الكَريمِ
وَبَعْدُ فالتَّرْقِيمُ ذو فوَائِدِ ... [4] ... لِكَاتِبٍ وَقارِئٍ وَناقِدِ
مَوَاقِعُ الفَصْل بهِ تنكَشِفُ ... [5] ... ويُدْركُ القَارِئُ أيْنَ يَقِفُ
كأنَّهُ إشَارَةُ المُرُور ... [6] ... تؤْذِنُ بالوُقُوفِ وَالعُبُور
يَمِيزُ أجْزَاءَ الكَّلام مَبْنى ... [7] ... وَينجَلِي بهِ اكْتِمَالُ المَعْنى
يُقرِّبُ المَعْنى إلى الأذْهَان ... [8] ... وَيكْشِفُ الغُمُوضَ في المَعَانِي
وَقدْ رَأيْتُ نظمَهُ للطَّالِبِ ... [9] ... نظمًا بَدِيعًا سَائِغًا للشَّاربِ
وَرَبُّنا المَسْئُولُ فِي الرِّعَايَة ... [10] ... وَالمُسْتعَانُ فِي بُلُوغ الغَايَة
سَألتهُ الصَّوابَ وَالتوْفِيقا ... [11] ... مُذَلِّلا لِعَبْدِهِ الطَّريقا



علامات الترقيم

احْصُرْ عَلامَاتٍ لهُ فِي الفَصْلةِ ... [12] ... وَفَصْلةٍ مَنقوطةٍ وَوَصْلةِ
وَوَقْفَةٍ أوْ نُقْطةٍ قوْسَيْنِ ... [13] ... عَلامةِ التَّنصِيص نُقطتيْنِ
عَلامَةِ اسْتفهَام انفِعَالِ ... [14] ... وَنُقَطِ الحَذفِ مِنَ المَقَالِ
وَبَعْضُ هَذِهِ العَلامَاتِ يَقَعْ ... [15] ... فِي أوَّل السَّطْرِ وَبَعْضُها امْتَنعْ
وَبَعْضُها وَهْوَ القَّلِيلُ قدْ يَفِي ... [16] ... فِي أوَّلٍ وَوَسَطٍ وَطرَفِ
وَكلهَا عِنْدِي لهَا مَعَانِي ... [17] ... بالوَضْع لا بهَذِهِ المَبَانِي
كمَا لهَا فِي رَسْمِنا مَوَاضِعُ ... [18] ... مَخْصُوصَةٌ كمَا أشَارَ الوَاضِعُ
وَسَوْفَ يَأتِي الشرْحُ وَالتفصِيلُ ... [19] ... مُمَثِّلا مَا أمْكنَ التمْثِيلُ



الفصلة ( ، )

الفصْلةُ الوَاوُ التِي قدْ كتِبَتْ ... [20] ... صَغِيرَةً فِي حَجْمِها وَقلِبَتْ
وَهْيَ عَلامَةٌ غَدَتْ مُشِيرَةْ ... [21] ... إلى الوُقوفِ وَقفةً قصِيرَةْ
تُوضَعُ بَيْنَ جُمَلٍ تألفا ... [22] ... مِنهَا كَلامٌ قدْ أفادَ وَكفى
وَمُفرَدَاتٍ أشْبَهَتْ بمَا اتَّصَلْ ... [23] ... بهَا مِنَ الألفاظِ فِي الطُّولِ الجُمَلْ
وَبينَ أنوَاعٍ لِشيْءٍ انقسَمْ ... [24] ... وبَعدَ ألفاظِ المُنادَى وَالقسَمْ
وَبيْنَ شَرْطٍ وَجَوَابٍ إنْ يَطُلْ ... [25] ... شَرْطٌ بمَا بهِ مِنَ اللفْظِ اتَّصَلْ



تنبيهٌ

ثمَّ الكلامُ هَاهُنا إشَارَةْ ... [26] ... لِمَا يُسَمَّى الآنَ بالعِبَارَة
وَليْسَ مَعْناهُ هُنا مَا يَحْوِي ... [27] ... مَعْنىً مُفِيدًا كاسْتقِمْ فِي النحْو



الفصلة المنقوطة ( ؛ )

وَالفصْلةُ المَنقُوطةُ اسْمٌ للتِي ... [28] ... يَكونُ فيها النَّقْطُ تحْتَ الفصْلةِ
تجِيءُ بينَ جُمْلتينِ السَّابقةْ ... [29] ... نتِيجَةٌ أوْ عِلَّةٌ للاحِقةْ
أوْ جُمْلة تسبَّبَتْ فِي أخْرَى ... [30] ... ومَا ذَكَرْتُ بالصَّوَابِ أحْرَى
وَبَيْنَ تِلكَ الجُمَلِ الطويلةْ ... [31] ... لَوِ المَعَانِي بَيْنها مَوْصُولةْ
حَتى نرَى فِي النَّظْمِ مَجْمُوعَ الجُمَلْ ... [32] ... مُكوِّنًا مَعنىً أفادَ وَاكْتَمَلْ
وَالوَقفُ عِندَها يَكونُ وَسَطا ... [33] ... كيْ نَتَنفَّسَ وَلا تخْتلِطا



الوقفة أو النقطة ( .)

وَالوَقفةُ النُّقْطةُ وَهْيَ تُلْفى ... [34] ... بَعْدَ كَلامٍ قدْ كَفى وَاسْتَكْفى
أيْ بَعْدَ مَا اكتمَلَ فِي أجْزَائِهِ ... [35] ... وَيَحْسُنُ السُّكوتُ بانتِهَائِهِ
ثمَّ الوُقوفُ طالَ عندَ النُّقطةِ ... [36] ... عَنْ وَقفاتِ الفَصْلةِ المنقُوطةِ
فهْيَ عَلامَةُ الوُقُوفِ قطعا ... [37] ... وَمِنْ هُنا بوَقْفةٍ قدْ تُدْعَى



الوصلة أو الشرطة ( ــ )

وَشرْطةٌ فِي أوَّل الحِوَار ... [38] ... إنْ لمْ تشأ للاسْم مِنْ تكرَار
وَبيْن أعْدَادٍ وَمَعْدودٍ جَرَتْ ... [39] ... مثل العَناوين وَقدْ تصدَّرَتْ
كمِثْلِ أوَّلا ـ وَمِثل ثانيا ... [40] ... فِي البَدْءِ وَالمَعْدُودُ جَاءَ تاليا
وَبيْنَ رُكنَيْ جُمْلةٍ إنْ طالا ... [41] ... أوَّلُ رُكنٍ كيْ نرَى اتصَالا
وَمِنْ هُنا قدْ سُمِّيَتْ بالوَصْلةِ ... [42] ... لِوَصْلِها ما بيْنَ رُكنيْ جُمْلةِ



القوسان ( )

وَكلُّ لفظٍ ليْسَ مِنْ أرْكانِ ... [43] ... كَلامِنا يَضُمُّهُ قوْسَانِ
مثل اعْتِرَاض جَاءَ في تعْبيرِ ... [44] ... ألفاظِ الاحْتِرَاس والتفسِيرِ
كقوْلِنا مِصْرُ (حَمَاها المَوْلى) ... [45] ... نحْنُ بها مِنَ الدَّخيل أوْلى
وَقدْ تنُوبُ الشَّرْطتانِ عَنهُمَا ... [46] ... إنْ تعْتَرِضْ أوْ إنْ تُفسِّر مُبْهَما
هَذا وَقدْ أضَافَ بَعْضُ العُلمَا ... [47] ... قوْسَيْنِ مَعْقوفيْن فِيمَا رَسمَا
وَيَحْصُرَان مَا أتى مِنْ قوْل ... [48] ... زيَادةً عَن الذي فِي الأصْل
وُجُودُها فِي الكُتُبِ المُحَقَّقةْ ... [49] ... وَافى بكثرَةٍ أو المُوَثَّقةْ



علامة التنصيص ("")

وَكلُّ مَنقول مِنَ النُّصُوص ... [50] ... تلزَمُهُ عَلامَة التَّنصِيص
وَتلكَ زَوْجانِ مِنَ الأقوَاسِ ... [51] ... يَكْتنِفان نصَّ الاقْتِبَاسِ
بشَرْطِ أنْ يُرْوَى هُنا بالحَرْفِ ... [52] ... بلا زيَادَةٍ وَدُون حَذْفِ
وَإِنْ تكنْ فِي النَّصِّ ذا تصَرُّفِ ... [53] ... أوْ ترْوِهِ مَعْنىً فتِلْكَ لا تفِي



النقطتان الرأسيتان (: )

توضَعُ نقطتانِ فِي المَنقُولِ ... [54] ... مَا بَين لفظِ القوْلِ وَالمَقولِ
وَبَيْنَ مُجْمَلٍ وَمَا قدْ فصَّلهْ ... [55] ... وَبَيْنَ قانُونٍ وَبَيْنَ الأمْثِلةْ



تنبيه

وَمَا جَرَى كالقَوْلِ فِي مَعْناهُ ... [56] ... يَأخُذُ حُكْمَهُ الذِي قُلْناهُ
فقوْلهُ أخْبَرَنِي أوْ قدْ حَكَى ... [57] ... فِي حُكْمِ قَالَ أوْ يَقُولُ اشْترَكا



علامة الاستفهام (؟)

إنْ لاحَ الاسْتِفهَامُ فِي الكَلامِ ... [58] ... فضَعْ لهُ عَلامَة اسْتِفَهَامِ
بشَرْطِ أنْ ترَى الأدَاةَ أوَّلهْ ... [59] ... صَريحَةً وَلمْ تكُنْ مُؤَوَّلةْ
وَمَا أتى مِثالَ عَلِّلْ وَاشْرَحِ ... [60] ... فنُقْطةً ضَعْها كمَا فِي وَضِّحِ



عَلامَة الانفعال أو التعجب (!)

ثمَّ عَلامَةُ التعَجُّبِ تفِي ... [61] ... بَعْدَ انفِعَالٍ ناتِجٍ عَنْ مَوْقِفِ
مِثل دُعَاءٍ أوْ تعَجُّبٍ فرَحْ ... [62] ... أو اسْتِغَاثةٍ وَحُزْنٍ وَترَحْ
وُجُودُها إذنْ بِكُلِّ حَالِ ... [63] ... يَنمُّ عنْ وُجُودِ الانْفِعالِ



الاستفهام التعجبي (؟!)

اجْمَعْ فِي الاسْتِفهَام ذِي التَّعَجُّبِ ... [64] ... بَيْنَ عَلامَتيْهِمَا إنْ تَكْتُبِ
كقوْل رَبِّ الخَلق جَلَّ فِي عُلاهْ ... [65] ... للنَّاسِ كيْفَ تكفرُونَ بالإلهْ



علامة الحذف (....)

عَلامَة الحَذفِ نِقاطٌ تُوضَعُ ... [66] ... مَكانَ مَا مِنَ الكَلام يُنزَعُ
إمَّا لأنَّ ذِكرَهُ قبَيحُ ... [67] ... أوْ لا يَهُمُّنا بهِ التَّصْريحُ
وَرُبَّمَا تكُونُ فِيها العِلَّةْ ... [68] ... هِيَ الغِنى بمَوْضِع الأدِلَّةْ
ثمَّ أقَلُّ مَا ترَى مِنَ النُّقطْ ... [69] ... ثلاثةٌ وَإنْ تزدْ فلا شَطَطَ



الخاتمة

وَقدْ رَأيْتُ أنْ تكُونَ الغَايَةْ ... [70] ... هُنا ففِيمَا قلتُهُ كِفايَةْ
فاعْنَ بهِ بحِفظِهِ وَفهْمِهِ ... [71] ... وَبالطَّريق المُسْتقِيمِ سَمِّهِ
واحْرِصْ عَلى التَّرَقِيم فِي الكِتَابَةِ ... [72] ... فإنَّهُ عَلامَةُ النَّجَابَةِ
وَالحَمْدُ للهِ عَلى انتِهَائِي ... [73] ... كمَا حَمَدْتُ اللهَ فِي ابْتِدَائِي
ثمَّ صَلاةُ اللهِ وَالسَّلامُ ... [74] ... عَلى النَّبيِّ المُصْطفى خِتَامُ




محمود محمد محمود مرسي
أبو سريع

محمود محمد محمود مرسي
2010-08-31, 12:53 AM
إخواني في الله ،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، وبعد :
فقد مضى على رفع هذا النظم عشرةُ أيام ، وشاهده أكثرُ من ثمانين زائرًا ، ومع ذلك لم أتلقَّ تعليقًا عليه ؛ يُكمل النقص ، ويُصلح الخلل ،
فلمَ يا أهلَ العربية ؟ ألم يرق لكم ؟
أخوكم محمود

حسام68
2010-09-11, 11:36 PM
جزاك الله خيرا وبارك الله فيك ،،،
يظهر أن الاخوة كانوا مشغولين بالعشر الأواخر بالاعتكاف ، وهذه الأيام بالعيد .

عبدالكريم القلالي
2010-10-08, 07:13 PM
سررت بالنظم كثيرا فسجلت الدخول لإبداء التقدير والإعجاب


هل هي من نظمك ياشيخ محمد؟


لله درك ...

أبو الأزهر السلفي
2010-10-09, 06:18 PM
لله درك -أبا سريع- على هذا النظم البديع؛ المحتاجِ لشيء من التلميع؛ بمزيد تمثيل منيع, ولو بشرح وديع !

دمت موفقًا, ولا حُرمنا قلمكَ !

عبق الياسمين
2010-10-09, 07:04 PM
راااااائعة جداً , بارك الله فيك .

أبو محمد حمادة سالم
2010-10-09, 07:15 PM
لله درك شيخنا أبا سريع , أسأل ربي أن يشرح َصدرك , وأن يعليَ قدرك , وأن يغفرَ ذنبك , وأن يباركَ لك في عمرك ووقتك.
آمـــــــــــــ ــــــــــــين

فهدة
2010-10-09, 08:13 PM
ما شاء الله؛ لاشُلَّت عشرك ولا طُوي نشرك !

لمثل هذا الإبداع اللطيف فلينشط الناظمون.
بارك الله فيك وزادك من فضله !
......
ثمَّ الكلامُ هَاهُنا إشَارَةْ ... [26] ... لِمَا يُسَمَّى الآنَ بالعِبَارَة
وَليْسَ مَعْناهُ هُنا مَا يَحْوِي ... [27] ... مَعْنىً مُفِيدًا كاسْتقِمْ فِي النحْو
ياسلام ! أعجبني هذان!

أما المواضع .. فليتك (شرُف علمك) تفيدني عن سبب استثقالي لها:


مَوَاقِعُ الفَصْل بهِ تنكَشِفُ ... [5] ... ويُدْركُ القَارِئُ أيْنَ يَقِفُ كأن فيها ثقلا..
وَبَعْضُها وَهْوَ القَّلِيلُ قدْ يَفِي ... [16] ... فِي أوَّلٍ وَوَسَطٍ وَطرَفِ ؟!
وَالوَقفُ عِندَها يَكونُ وَسَطا ... [33] ... كيْ نَتَنفَّسَ وَلا تخْتلِطا ــــــــــــ (ثقيلة)
أيْ بَعْدَ مَا اكتمَلَ فِي أجْزَائِهِ ... [35] ... وَيَحْسُنُ السُّكوتُ بانتِهَائِهِ ؟!
كقوْل رَبِّ الخَلق جَلَّ فِي عُلاهْ ... [65] ... للنَّاسِ كيْفَ تكفرُونَ بالإلهْ ــــــــــــــ (جلّ) أليست زائدة؟
.....

وُجُودُها فِي الكُتُبِ المُحَقَّقةْ ... [49] ... وَافى بكثرَةٍ أو المُوَثَّقةْ ـــــــــــ أهي وافى؟ أم : (وفى فهو وافٍ)؟

ومنكم نستفيد.

محمود محمد محمود مرسي
2010-10-10, 08:02 AM
الأخت الفاضلة ،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، وبعدُ :
فإنَّ المواضع التي أشرت إليها حقا ثقيلة ، وهذا إن دلَّ على شيءٍ فإنما يدل على إحساس صادق وأذن مرهفة تلك التي تتمتعين بهاـ أيتها الأخت الكريمة ـ ، لكن عن أي شيء تمخَّض هذا الثقلُ ؟ ، وكيف نتخفَّف منه ؟ أقولُ ـ وبالله التوفيق ، والرجا منه أن يوصلنا إلى المقصودِ من أقرب طريق : إن بحرَ الرجز يدخلُه الخبنُ فتصيرُ مستفعلن به متفعلن ، وهذا حسنٌ ، ويدخلُه الطيُّ فتصير به مستفعلن مستعلن وهذا صالحٌ ، وقد يجتمع الخبنُ والطيُّ فتصبح التفعيلةُ متعلن ، وهذا هو المعروفُ بالخبل ، وهذا الزحاف المزدوج قبيحٌ كما أشارَ الناظمُ بقوله :
وكلُّ ما من الزحاف ازدَوجا ***** فإنَّه في كل حالٍ سَمُجا
وكما قلت أنا في منظومتي :
وخبلُه وإنْ يكنْ أبيحا ***** فقدْ أتى عندهمُ قبيحا
هذا ـ يا أختي الفاضلة ـ السببُ الذي جعلك تستثقلين المواضعَ المذكورة ، وقد وقع مثلُها في منظومات من هو أفضلُ مني وأعلم كابن مالك ـ رحمه الله ـ استمعي مثلا إلى قوله :
وقدْ يُجَاء بخلافِ الأصل **** وقد يجي المفعولُ قبل الفعل
ومع أنَّ هذا تكرر منه كثيرا ، ومن غيره كالسيوطي ، فلم أجد أحدًا استثقلَ قوله ـ رحمه الله تعالى ـ ونحن ـ يا أختي الفاضلة ـ نجنحُ في مثل هذه المواضعِ إلى إشباع الحركةِ عند النطق ، أو ما يُسمَّى بمطلِ الحركة ؛ حتى نجبرَ ما حدثَ في التفعيلة من نقص ؛ فنقرأُ مثلا قولَ ابن مالكٍ هكذا : وقد يجاءُو بِيخلاف الأصل ، وهكذا نتخفَّفُ من الثقل ، هذا أولا .
وأما عن قولك في( جلَّ ) : أليست زائدة ؟ فأقول : نعم ليستْ زائدةً ؛ لأن هذا البيتَ من الرجز الذي دخله التذييلُ ، والتذييلُ زيادة حرفٍ ساكنٍ على ما آخره وتدٌ مجموعٌ ، وقد طرقه المحدثون في الرجزِ المشطور ، ووزنُ هذا الشطر ـ يا أختاه ـ بدون تحويل التفاعيل كالآتي : ( متفعلن مستفعلن متفعلان ) ، ولا خلل فيه عند العروضيين ، واعلمي أيضًا أننا لو حذفنا كلمة :( جلَّ) لصار الشطرُ أيضا من بحر الرجز المقطوع ، ووزنه : متفعلن مستفعلن متفعلْ ؛ لكنه سيخالفُ عندئذٍ الشطرَ الثاني في وزنه .
وأما عن قولك ـ رحمني الله وإياك ـ في (وافى) : هل هي وافى أم وفى ؟ فأنا أقصدُ : وافى التي بمعنى أتى ولا أقصد وفى التي بمعنى كثر، ولتعلمي أيتها الفاضلة أنني كنت بحاجةٍ إلى مثل هذا النقد البناء ، ولا أعبأُ بمدحٍ أو ثناء ؛ فإنَّ الأمر كما قلت في النظم المفيد الحاوي عقيدة التوحيد للطحاوي :
قصدتُ فيه وجهَهُ تعالى ***** وما قصدتُ سمعة أو مالا
وهذا النظمُ مودعٌ بمكتبة الألوكة ، فحمليه ، واطلعي عليه ، ورابطُه :
http://www.alukah.net/Library/0/25089/
هذا ، والله أعلمُ ، والسلام .

فهدة
2010-10-11, 08:36 AM
وعليكم السلام ورحمة الله

شكر الله لك حسن مردودك، أفدت وأجدت فجزاك الله عنا خيرا.
للمدارسة فحسب: كان سبب استشكالي (وافى) أني اعتدت أن أراها متعدية، فنبهتني بردّك؛ وتذكرت الساعة ماروي في الحديث: "من قال حين يصبح سبحان الله العظيم وبحمده مائة مرة وإذا أمسى كذلك لم يواف أحد من الخلائق بمثل ما وافى". وصلى الله على نبينا محمد وآله وسلم.