مشاهدة النسخة كاملة : * فوائد متنوعة متجددة :
محمد أبومعاذ البخاري
2010-08-16, 05:59 PM
1 ـ "أخلاق الكبار" :
جاء في السير للذهبي ١١/٣١٧ :
"قال عبدالله الوراق: كنت في مجلس أحمد بن حنبل، فقال: من أين أقبلتم؟ قلنا: من مجلس أبي كريب، فقال: اكتبوا عنه؛ فإنه رجل صالح، فقلنا:إنه يطعن عليك
قال: فأي شيء حيلتي؟ شيخ
صالح قد بلي بي "
فما أعظم هذه النفس، إنها والله أخلاق الكبار!
محمود داود دسوقي خطابي
2010-08-16, 06:15 PM
جزاك الله خيراً
رحمم الله تعالى علماء المسلمين
وليتنا نتأدب بهذا الأدب الرفيع.
أبو محمد خليل المكي
2010-08-16, 08:38 PM
جزاك الله خيرا أخي محمد ، و السلف ـ رحمهم الله ـ قد ضربوا لنا أروع الأمثلة في التعامل مع العلماء ، و على رأسهم إمام أهل السنة : أحمد بن حنبل ، حتى إنه عفا عن كل من آذاه في الفتنة ـ فتنة القول بخلق القرآن ـ من أولياء الأمر على الرغم مما أصابه من قبلهم .
رحم الله الجميع ، و جمع لنا بين العلم والعمل والخلق الحسن .
محمد أبومعاذ البخاري
2010-08-17, 03:25 AM
2 ـ أيوه !!
في حاشية الأمير على مغني اللبيب في الكلام على (إي) التي هي حرف جواب بمعنى "نعم" ، وأنها بهذا المعنى لابد أن تكون متلوة بقسم ، مثل : "إي وربي" قال :
(وعوام مصر يحذفون المقسم به ويقتصرون على الواو ، - أي يقولون : (إي و) - وربما ألحقوها هاء السكت : إيوه ، أو فتحوا الهمزة : أيوه) . انتهى [1/71] .
محمد أبومعاذ البخاري
2010-08-17, 03:56 AM
3 ـ كلمة حق أصابت محلاً خصباً فأثمرت :
في العبر في خبر من غبر للذهبي [5/3] في أخبار سنة ثمان وأربعين وخمسمائة :
(وفيها توفي ابن الطلاية أبو العباس أحمد بن أبي غالب بن أحمد البغدادي ، الوراق الزاهد العابد ، سمع من عبدالعزيز الأنماطي وغيره .. وقد زاره السلطان مسعود في مسجده بالحربية وتشاغل عنه بالصلاة ، وما زاده على أن قال : "يامسعود اعدل وادعُ لي ، الله أكبر" وأحرم بالصلاة ، فبكى السلطان وأبطل المكوس والضرائب وتاب ..)
محمد أبومعاذ البخاري
2010-08-17, 05:05 AM
4 ـ فضل الصدقة :
في الترغيب و الترهيب للإمام المنذري : (2/74) :
سأل رجل الإمام أبا عبدالرحمن عبدالله فقال له :
-يا أبا عبدالرحمن قَرحَة خرجت في ركبتي منذ سبع سنين ، وقد عالجت بأنواع العلاج ، وسألت الأطباء فلم أنتفع ؟!
فقال ـ له ابن المبارك ـ : اذهب فانظر موضعاً يحتاج الناس الماء , فاحفر هناك بئراً , فإني أرجو أن تنبع هناك عينٌ , ويمسك عنك الدم .
ففعل الرجل فبرأ .
قال البيهقي : وفي هذا المعنى حكاية شيخنا الحاكم أبي عبدالله رحمه الله : فإنه قرح وجهه , وعاجه بأنواع المعالجة , فلم يذهب , وبقي قريبا من سنة , فسأل الأستاذ أبا عثمان الصابوني ,أن يدعو له في مجلسه يوم الجمعة , فدعا له و أكثر الناسُ التأمينَ .
فلما كان يوم الجمعة ألقت امرأة في المجلس رقعة : بأنها عادت إلى بيتها , واجتهدت في الدعاء للحاكم أبي عبد الله تلك الليلة , فرأت في منامها رسول الله صلى الله عليه وسلم كأنه يقول لها : قولي لأبي عبد الله: يوسع الماء على المسلمين .
فجئ بالرقعة إلى الحاكم , فأمر بسقاية بُنيت على باب داره , وحين فرغوا من بنائها أمر بصب الماء فيها وطرح الجَمد [الثلج] في الماء , و أخذ الناس في الشرب , فما مر عليه أسبوع حتى ظهر الشفاء , وزالت القروح , وعاش بعد ذلك سنين ..
عدنان البخاري
2010-08-17, 06:09 AM
2 ـ أيوه !!
في حاشية الأمير على مغني اللبيب في الكلام على (إي) التي هي حرف جواب بمعنى "نعم" ، وأنها بهذا المعنى لابد أن تكون متلوة بقسم ، مثل : "إي وربي" قال :
(وعوام مصر يحذفون المقسم به ويقتصرون على الواو ، - أي يقولون : (إي و) - وربما ألحقوها هاء السكت : إيوه ، أو فتحوا الهمزة : أيوه) . انتهى [1/71] .
............
• قال محمد العدناني في : معجم الأغلاط اللغوية المعاصرة (41) : (( 118- إيْوَهْ : حين تسأل الناس : هل تصدَّقتم على الفقراء ؟ يجيبون : أَيْوَه ، والصواب : إيوه ، وهي مؤلفة من :
(أ): من حرف الجواب (إي)؛ ومعناه : نعم .
(ب): ومن واو القسم ؛ الباقية بعد حذف المقسم به ؛ فتصبح : إِيوَ .
(ج) : وتزاد عليها بعد ذلك هاء السكت؛ فتصير: إيوهْ.
وهي ليست عامية كما يظنها الكثيرون)) انتهى نقل المراد منه.
• قلت: الذي غلَّطه العدناني ، وهو ( أيوه ) بفتح الهمزة = هي لغة أهل مصر اليوم ، وأما كسر الهمزة فيها – وهي المصوَّبة – فهي لغة أهل مكة إلى الآن ؛ لكنهم على طريقتين ؛ فمنهم من ينطق هاء السكت ؛ فيقول ( إيوه ) ، ومنهم من يحذفها ؛ فيقول ( إيوَ ).
http://ahlalhdeeth.cc/vb/showpost.php?p=21471&postcount=15
محمد أبومعاذ البخاري
2010-08-17, 06:25 AM
أحسن الله إليكم ـ شيخنا الفاضل ـ ورفع قدركم ..
محمد عبد العزيز الجزائري
2010-08-17, 04:31 PM
بارك الله فيكم
محمد أبومعاذ البخاري
2010-08-17, 05:07 PM
5 ـ يحتاج ما تحتاجه "الذي" :
في الكشكول للبهاء العاملي : (مرض ابن عنين ، فكتب إلى السلطان هذين البيتين :
انظر إلي بعين مولى لم يزل ... يولي الندى وتلافَ قبل تلافي
أنا كـ"الذي" أحتاج ما تحتاجه ... فاغنم دعائي والثناء الوافي
فحضر السلطان إلى عيادته ، وأتى إليه بألف دينار وقال له : أنت "الذي" , وهذه الصلة , وأنا العايد...)
محمد أبومعاذ البخاري
2010-08-17, 05:20 PM
6 ـ قال البنوري في معارف السنن [2/387] :
(بحث دقيق من قواعد العربية :
"القراءة" و "المسح" و "الإيتار" كلها ألفاظ متعدية بنفسها في متعارف اللغة ، فإذا نقلتها الشريعة إلى عرفها وصارت ألقابا خاصة لمفهومات شرعية صارت لازمة ، فإذا أريد تعلقها بشئ خاص عديت بالباء ، ومن ههنا بحثهم في قوله تعالى : "هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون" هل العلم هنا لازم أو متعد ؟ ، فإذن يحصل الفرق بين قولهم : "قرأها" وقولهم : "قرأ بها" فالأول على ما تعورف ، والثاني بمعنى أتى بها في جملة القراءة ، وكذا إذا ورد في الشرع "قرأ" فمعناه على هذا فَعَل فِعْل القراءة ، وبعبارة أوضح منه لك أن تقول : إن "قرأ" إذا عديته بنفسه فقلت : "قرأت سورة كذا" اقتضى اقتصارك عليها لتخصيصها بالذكر ، وأما إذا عديته بالباء فقلت : "قرأت بسورة كذا" أي قرأته في جملة ما قرأت ، فلا يقتضي الاقتصارَ عليها بل يشعر بقراءة غيرها معها ، وعلى ذلك فقوله صلى الله عليه وسلم : "لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب" نفسه من غير قوله "فصاعدا" إشارة قراءة ما عدا الفاتحة وهو السورة .) وأطال البحث في المسألة .. فراجعه ـ إن أحببت ـ .
محمد أبومعاذ البخاري
2010-08-18, 03:12 AM
7 ـ قال الذهبي في تذكرة الحفاظ (84/4) :
(قال ابن الحاجب فيما قرأت بخطه : حدثني زين الأمناء قال: حدثني ابن القزويني عن والده مدرس النظامية أبي الخير قال : حكى لنا الفراوي قال: قدم ابن عساكر فقرأ عليً ثلاثة أيام , فأكثر وأضجرني , وآليت على نفسي أن أغلق بابي , فلما أصبحنا قدم عليً شخص فقال : أنا رسولُ رسولِ الله -صلى الله عليه وآله وسلم- إليك ؛ قلت: مرحبًا بك ، فقال: قال لي في النوم: "امضِ إلى الفراوي وقل له : قدم بلدكم رجل شاميٌ أسمر اللون يطلب حديثي , فلا تملًََََ منه".
قال القزويني : فوالله ما كان الفراوي يقوم حتى يقوم الحافظ ـ ابن عساكر ـ . ) اهـ
محمد أبومعاذ البخاري
2010-08-18, 03:20 PM
8 ـ "نصيحة طالب الحديث"
- قال المعلمي في مقدمته لكتاب الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (صفحة ب - صفحة ج): (ليس نقد الرواة بالأمر الهين , فإن الناقد لا بد أن يكون واسع الاطلاع على الأخبار المروية ، عارفاً بأحوال الرواة السابقين وطرق الرواية ، خبيراً بعوائد الرواة ومقاصدهم وأغراضهم ، وبالأسباب الداعية إلى التساهل والكذب والموقعة في الخطأ والغلط ، ثم يحتاج إلى أن يعرف أحوال الراوي متى ولد؟ وبأي بلد؟ وكيف هو في الدين والأمانة والعقل والمروءة والتحفظ؟ ومتى شرع في الطلب؟ ومتى سمع؟ وكيف سمع؟ ومع من سمع وكيف كتابه؟ ؛ ثم يعرف أحوال الشيوخ الذين يحدث عنهم وبلدانهم ووفياتهم وأوقات تحديثهم وعادتهم في التحديث ، ثم يعرف مرويات الناس عنهم ، ويعرض عليها مرويات هذا الراوي ويعتبرها بها ، إلى غير ذلك مما يطول شرحه ، ويكون مع ذلك متيقظاً ، مرهف الفهم ، دقيق الفطنة مالكاً لنفسه ، لا يستميله الهوى ولا يستفزه الغضب ، ولا يستخفه بادر ظن حتى يستوفي النظر ويبلغ المقر ، ثم يحسن التطبيق في حكمه فلا يجاوز ولا يقصر.
وهذه المرتبة بعيدة المرام عزيزة المنال لم يبلغها إلا الأفذاذ ..
وقد كان من أكابر المحدثين وأجلتهم من يتكلم في الرواة فلا يعول عليه ولا يلتفت إليه . قال الإمام علي بن المديني وهو من أئمة هذا الشان : (أبو نعيم وعفان صدوقان لا أقبل كلامهما في الرجال ، هؤلاء لا يدعون أحداً إلا وقعوا فيه).
وأبو نعيم وعفان من الأجلة ، والكلمة المذكورة تدل على كثرة كلامهما في الرجال ، ومع ذلك لا تكاد تجد في كتب الفن نقل شيء من كلامهما).
انتهى كلام المعلمي .
محمد أبومعاذ البخاري
2010-08-19, 02:56 AM
9 ـ "العمل بالعلم" - قال حبيب بن عبيد الرحبي: (تعلموا العلم واعقلوه وانتفعوا به ، ولا تعلموه لتجملوا به ، فإنه يوشك إن طال بكم العمر أن يُتجمل بالعلم كما يتجمل الرجل بثوبه .) (اقتضاء العلم العمل ص33-34 وأخلاق العلماء 80) - قال الحسن : (تعلموا ما شئتم أن تعلموا ؛ فلن يجازيكم الله على العلم حتى تعملوا ؛ فإن السفهاء همتهم الرواية وان العلماء همتهم الرعاية.) (جامع الخطيب 1/91) - قال أبو نعيم : حدثنا أبو بكر الآجري ، قال: حدثنا عبد الله بن محمد ، قال: حدثنا إبراهيم بن الجنيد ، قال: حدثنا الحسن بن عرفلة ، قال: حدثنا المبارك بن سعيد ، عن عباد بن كثير ، عن مالك بن دينار ، قال : (كنت مولعاً بالكتب أنظر فيها فدخلت ديراً من الديارات ليالي الحجاج فأخرجوا كتاباً من كتبهم فنظرت فيه ، فإذا فيه : يا ابن آدم لم تطلب علم ما لم تعلم وأنت لا تعمل بما تعلم.) (حلية الأولياء 3/166) .
أبو محمد خليل المكي
2010-08-19, 09:21 AM
جزاك الله خيرا أيها المبارك .
ومن باب المشاركة : ـ
يقول ابن القيم ـ رحمه الله ـ في الوابل الصيب و رافع الكلم الطيب ( ص 14 / 15 ـ ط دار عالم الفوائد ) : ـ
( فاستقامة القلب بشيئين :
أحدهما : أن تكون محبة الله تعالى تتقدم عنده على جميع المحاب، فإذا تعارض حب الله تعالى وحب غيره :سبق حب الله تعالى حب ما سواه فرتب على ذلك مقتضاه .
وما أسهل هذا بالدعوى وما أصعبه بالفعل !فعند الامتحان يكرم المرء أو يهان ، وما أكثر ما يقدِّم العبد ما يحبه هو ويهواه ، أو يحبه كبيره أو أميره أو شيخه أو أهله على ما يحبه الله تعالى .
فهذا لم تتقدم محبة الله تعالى في قلبه جميع المحاب ولا كانت هي الحاكمة عليها ، المؤمرة عليها .
وسنة الله تعالى فيمن هذا شأنه : أن ينكد عليه محابه ، وينغصها عليه ، فلا ينال شيئا منها إلا بنكد وتنغيص ؛ جزاء له على إيثار هواه وهوى من يعظمه من الخلق أو يحبه على محبة الله تعالى .
وقد قضى الله عز وجل قضاء لا يُرَدُّ ولا يُدفع : أن من أحب شيئا سِواه عُذِّبَ به ولا بد ، وأن من خاف غيره سلط عليه ، وأن من اشتغل بشيء غيره كان شؤما عليه ، ومن آثر غيره عليه لم يبارك له فيه،ومن أرضى غيره بسخطه أسخطه عليه ولا بد.
الأمر الثاني : الذي يستقيم به القلب : تعظيم الأمر والنهى ، وهو ناشئ عن تعظيم الآمر الناهي ، فإن الله تعالى ذم من لا يعظم أمره ونهيه .قال الله سبحانه وتعالى : { ما لكم لا ترجون لله وقارا } .
قالوا في تفسيرها : ما لكم لا تخافون لله تعالى عظمة .
وما أحسن ما قال شيخ الإسلام[ أي أبو إسماعيل الهروي في منازل السائرين ] في تعظيم الأمر والنهي : هو أن لا يعارضا بترخص جاف ، ولا يعرضا لتشديد غال ، ولا يحملا على علة توهن الانقياد ) .
محمد أبومعاذ البخاري
2010-08-19, 03:47 PM
أحسن الله إليك على المشاركة الطيبة , و أجزل لك الأجر و المثوبة ..
محمد أبومعاذ البخاري
2010-08-19, 03:54 PM
10 ـ أخذ العلم من الأكابر :
قال ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ : "لا يزال الناس صالحين متماسكين ما أتاهم العلم من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ومن أكابرهم , فإذا أتاهم من أصاغرهم هلكوا." (مصنف عبد الرزاق 20446)
وقال أيضاً: "إنكم لن تزالوا بخير ما دام العلم في ذوي أسنانكم ، فإذا كان العلم في الشباب أنف ذو السن أن يتعلم من الشباب." (العلم لأبي خيثمة ص35)
محمد أبومعاذ البخاري
2010-08-20, 03:49 AM
ـ استعمال العام في بعض أفراده :
قال في حاشية العطار :
(اسْتِعْمَالِ الْعَامِّ فِي الْخَاصِّ هُوَ حَقِيقَةٌ ، كَاسْتِعْمَالُ الدَّابَّةِ فِي ذَاتِ الْحَوَافِرِ أَوْ الْفَرَسِ فَلَا يَكُونُ مَجَازًا لُغَةً .
وَذلك أَنَّهُ اُسْتُعْمِالَ فِيهِ مِنْ حَيْثُ تَحَقُّقُ الْعَامِّ فِيهِ لَا مِنْ حَيْثُ خُصُوصُهُ كَمَا هُوَ مَشْهُورٌ .
- وَقَدْ قَالَ التَّفْتَازَانِ يُّ فِي شَرْحِ التَّلْخِيصِ : إذَا أُطْلِقَ لَفْظُ الْعَامِّ عَلَى الْخَاصِّ لَا بِاعْتِبَارِ خُصُوصِهِ بَلْ بِاعْتِبَارِ عُمُومِهِ ؛ فَهُوَ لَيْسَ مِنْ الْمَجَازِ فِي شَيْءٍ ، كَمَا إذَا رَأَيْت زَيْدًا فَقُلْت : رَأَيْت إنْسَانًا أَوْ رَأَيْت رَجُلًا ؛ فَلَفْظُ "إنْسَانٍ" أَوْ "رَجُلٍ" لَمْ يُسْتَعْمَلْ إلَّا فِيمَا وُضِعَ لَهُ ، لَكِنَّهُ قَدْ وَقَعَ فِي الْخَارِجِ عَلَى زَيْدٍ ، قَالَ : وَهَذَا بَحْثٌ يَشْتَبِهُ عَلَى كَثِيرٍ مِنْ الْمُحَصِّلِينَ حَتَّى يَتَوَهَّمُونَ أَنَّهُ مَجَازٌ بِاعْتِبَارِ ذِكْرِ الْعَامِّ وَأَرَادَ الْخَاصَّ ، وَيَعْتَرِضُونَ أَيْضًا بِأَنَّهُ لَا دَلَالَةَ لِلْعَامِّ عَلَى الْخَاصِّ بِوَجْهٍ مِنْ الْوُجُوهِ ، وَمَنْشَؤُهُ عَدَمُ التَّفْرِقَةِ بَيْنَ مَا يُقْصَدُ بِاللَّفْظِ مِنْ الْإِطْلَاقِ وَالِاسْتِعْمَا لِ ؛ وَبَيْنَ مَا يَقَعُ عَلَيْهِ بِاعْتِبَارِ الْخَارِجِ ا هـ .
قَالَ ابْنُ كَمَالٍ بَاشَا فِي حَاشِيَةِ التَّلْوِيحِ : وَفِيهِ بَحْثٌ وَهُوَ أَنَّك إذَا قُلْت رَأَيْت إنْسَانًا تُرِيدُ بِالْإِنْسَانِ مَا تَعَلَّقَ بِهِ رُؤْيَتُك وَمُتَعَلَّقُ الرُّؤْيَةِ هُوَ الْفَرْدُ الْمَوْجُودُ فِي الْخَارِجِ ؛ فَإِنَّ الْمَفْهُومَ تَتَعَلَّقَ بِهِ الرُّؤْيَةُ ، فَلَفْظُ "إنْسَانٍ" أَوْ "رَجُلٍ" فِي الْمِثَالِ الْمَذْكُورِ مُسْتَعْمَلٌ فِي غَيْرِ مَا وُضِعَ لَهُ بِلَا شُبْهَةٍ ، بَقِيَ هَاهُنَا مَوْضِعُ بَحْثٍ آخَرُ ، وَهُوَ أَنَّ زَيْدًا إذَا اُعْتُبِرَ لَا بِخُصُوصِهِ لَا يَصِحُّ عِنْدَ سَلْبِ الْإِنْسَانِ لَا لُغَةً وَلَا بِحَسَبِ نَفْسِ الْأَمْرِ ، فَلَا يَكُونُ مَجَازًا بِلَا اشْتِبَاهٍ .
وَأَمَّا إذَا اُعْتُبِرَ بِخُصُوصِهِ ؛ فَيَصِحُّ حِينَئِذٍ سَلْبُهُ عَنْهُ لُغَةً وَلَكِنْ لَا يَصِحُّ سَلْبُهُ عَنْهُ بِحَسَبِ نَفْسِ الْأَمْرِ ، فَيَنْبَغِي أَنْ لَا يَكُونَ مَجَازًا أَيْضًا ؛ لِأَنَّ مِنْ خَصَائِصِهِ صِحَّةَ السَّلْبِ لَا بِحَسَبِ اللُّغَةِ فَقَطْ بَلْ بِحَسَبِ نَفْسِ الْأَمْرِ أَيْضًا ؛ عَلَى مَا حَقَّقَهُ الْقَاضِي عَضُدُ الدِّينِ فِي شَرْحِ الْمُخْتَصَرِ .
وَمُوجِبُ هَذَا التَّحْقِيقِ : أَنْ لَا يَكُونَ ذِكْرُ الْعَامِّ وَإِرَادَةُ الْخَاصِّ مِنْ قَبِيلِ الْمَجَازِ وَالْمَشْهُورُ خِلَافُ ذَلِكَ اهـ .
قال العطار : وَهِيَ فَائِدَةٌ نَفِيسَةٌ فَاحْفَظْهَا .) اهـ بتصرف .
محمد أبومعاذ البخاري
2010-08-20, 01:35 PM
12 ـ :
- قال الذهبي في ترجمة أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه في (تذكرة الحفاظ) [3,4/1] وهي أول تراجم الكتاب:
(إن الكذب أس النفاق وآية المنافق ، والمؤمن يطبع على المعاصي والذنوب الشهوانية ، لا على الخيانة والكذب ، فما الظن بالكذب على الصادق الأمين صلوات الله عليه وسلامه ، وهو القائل : "إن كذباً عليّ ليس ككذب على غيري ، من يكذب عليَّ بني له بيت في النار ، ومن قال عليَّ ما لم أقل "، الحديث . فهذا وعيد لمن نقل عن نبيه [صلى الله عليه وسلم] ما لم يقله مع غلبة الظن أنه ما قاله ، فكيف حال من تهجم على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وتعمد عليه الكذب ، وقوَّله ما لم يقل ؛ وقد قال عليه السلام : "من روى عني حديثاً يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين". فإنا لله ، وإنا إليه راجعون ، ما ذي إلا بلية عظيمة وخطر شديد ممن يروي الأباطيل والأحاديث الساقطة المتهم نقلتها بالكذب .
فحقٌّ على المحدث أن يتورع فيما يؤديه ، وأن يسأل أهل المعرفة والورع ليعينوه على إيضاح مروياته.
ولا سبيل إلى أن يصير العارف الذي يزكي نقلة الأخبار ويجرحهم جهبذاً ؛ إلا بإدمان الطلب ، والفحص عن هذا الشأن ، وكثرة المذاكرة والسهر ، والتيقظ والفهم ، مع التقوى والدين المتين والإنصاف ، والتردد إلى مجالس العلماء ، والتحري والإتقان ؛ وإلا تفعل :
فدع عنك الكتابة ؛ لست منها ولو سودت وجهك بالمداد ؛ قال الله تعالى عز وجل: (فاسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون).
فإن آنست يا هذا من نفسك فهماً وصدقاً وديناً وورعاً ، وإلا فلا تتعنَّ ؛ وإن غلب عليك الهوى والعصبية لرأي ولمذهب ، فبالله لا تُتْعِب ؛ وإن عرفت أنك مخلط مخبط مهمل لحدود الله ، فأرحنا منك ، فبعد قليل ينكشف البهرج وينكب الزغل ، ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله.
فقد نصحتك ، فعلم الحديث صلف ، فأين علم الحديث؟ وأين أهله؟ كدت أن لا أراهم إلا في كتاب أو تحت تراب). انتهى كلام الذهبي.
محمد أبومعاذ البخاري
2010-08-20, 03:46 PM
13 ـ " إن التعليم في الصغر أشد رسوخا ، وهو أصل لما بعده " قاله ابن خلدون في مقدمته ط دار الباز ص 538 .
محمد أبومعاذ البخاري
2010-08-21, 04:09 AM
14 ـ "علم .. شدة .. وفقر .. !!"
ـ قال الذهبي في العبر في أخبار من غبر :
"و في حوادث سنة تسع وخمسين ومائة :
…وفيها توفي الإمام أبو الحارث محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة بن الحارث بن أبي ذئب : هشام بن شعبة القرشي العامري المدني الفقيه ، ومولده سنة ثمانين ، روى عن عكرمة ونافع وخلقٍ .
…قال أحمد بن حنبل: "كان يشبَّه بسعيد بن المسيب ، وما خلَّف مثله ، كان أفضل من مالك ، إلا أن مالكاً أشد تنقية للرجال" .… وقال الواقدي: "كان ابن أبي ذئب يصلي الليل أجمع ، ويجتهد في العبادة ، فلو قيل : إن القيامة تقوم غداً ما كان فيه مزيد من الاجتهاد!! ، وأخبرني أخوه أنه كان يصوم يوماً ، ويفطر يوماً ، ثم سردَه ، وكان شديد الحال ، يتعشى بالخبز والزيت ، وكان من رجال العالم صرامة وقولاً بالحق ، وكان يحفظ حديثه لم يكن له كتاب ".
…وقال أحمد : "دخل ابن أبي ذئب على أبي جعفر - يعني المنصور - فلم يؤهّله أن قال: الظلم ببابك فاشٍ !! ، وأبو جعفر أبو جعفر !! (أي مشهور في شدته وبطشه)" انتهى .
قلت : رحم الله أئمة الأمة , فقدد جمعوا بين العلم الغزير , والعمل الصالح الدؤوب , والشدة في الصدع بالحق الذي هو من آثار مراقبة الله عزَّوجلَّ ..
رحمهم الله أجمعين .. رحمهم الله أجمعين ..
محمد أبومعاذ البخاري
2010-08-21, 05:26 PM
15 ـ "المذاكرة" :
(ينبغي أن يتذاكر مواظبو مجلس الشيخ ما وقع فيه من الفوائد والضوابط والقواعد وغير ذلك ، فإن في المذاكرة نفعا عظيما ، [وتكون المذاكرة] عند القيام من مجلسه قبل تفرق أذهانهم وتشتت خواطرهم وشذوذ بعض ما سمعوه عن أفهامهم .
قال الخطيب : وأفضل المذاكرة مذاكرة الليل , فإن لم يجد الطالب من يذاكره ذاكر نفسه بنفسه ، وكرَّر معنى ما سمعه , ولَفَظَه على قلبه ليعلق ذلك على خاطره , فإن تَكرار المعنى على القلب كتَكرار اللفظ على اللسان سواء بسواء ، "وقلَّ أن يفلح من يقتصر على الفكر والتعقل!!".)
[تذكرة السامع والمتكلم لابن جماعة]
محمد أبومعاذ البخاري
2010-08-22, 04:36 AM
16 ـ "الحكمة ضالة المؤمن" :
- خطب الحجاج بن يوسف فقال : "أما بعد فإن الله قد كفانا مؤنة الدنيا وأمرنا بطلب الآخرة ، فليت الله كفانا مؤنة الآخرة وأمرنا بطلب الدنيا!" فقال الحسن: ضالة مؤمن عند فاسق ؛ فلنأخذها. (فيض القدير 5/65)
- سمع الشعبيُّ الحجاجَ بن يوسف وهو على المنبر يقول: "أما بعد فإن الله كتب على الدنيا الفناء ، وعلى الآخرة البقاء ؛ فلا فناء لما كتب عليه البقاء ، ولا بقاء لما كتب عليه الفناء ؛ فلا يغرنَّكم شاهد الدنيا عن غائب الآخرة ، وأقصروا من الأمل لقصر الأجل" ؛ فقال: كلام حكمة خرج من قلب خراب ! وأخرج ألواحه فكتب . (زهر الآداب 1/182) .
والمستغرب أن الشعبي ما كان يكتب !! فعن ابن شبرمة قال سمعت الشعبي يقول: ما كتبت سوداء في بيضاء إلى يومي هذا ، ولا حدثني رجل بحديث قط إلا حفظته ولا أحببت أن يعيده علي. (صفة الصفوة 3/75) .
محمد أبومعاذ البخاري
2010-08-22, 03:46 PM
17 ـ "ابن المبارك البغدادي"
- قال الذهبي في ترجمة الحافظ أبي البركات عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي البغدادي (462-538) في (التذكرة) (4/1282-1283) : (الحافظ العالم محدث بغداد ... قال السمعاني: هو حافظ ثقة متقن ، واسع الرواية ، دائم البشر ، سريع الدمعة عند الذكر ، حسن المعاشرة ، جمع الفوائد وخرج التخاريج ، لعلّه ما بقي جزء مروي إلا وقد قرأه وحصل نسخته ، ونسخ الكتب الكبار ، مثل الطبقات لابن سعد ، وتاريخ الخطيب ؛ وكان متفرغاً للحديث : إما أن يقرأ عليه ، أو ينسخ شيئاً ... وقال ابن ناصر: ... ولم يتزوج قط ، وقال ابن الجوزي : "كنت أقرأ عليه وهو يبكي ، فاستفدت ببكائه أكثر من استفادتي بروايته ، وكان على طريقة السلف ، انتفعت به ما لم أنتفع بغيره"). انتهى .
محمد أبومعاذ البخاري
2010-08-23, 03:25 AM
18 ـ "ما طلبُ الحديث؟؟"
ـ قال الذهبي في (تذكرة الحفاظ) (1/204-205):
(قال الخريبي : سمعت الثوري يقول : "ليس شيء أنفع للناس من الحديث" ؛ وقال أبو أسامة : سمعت سفيان يقول : "ليس طلب الحديث من عدة الموت لكنه علة يتشاغل بها الرجل" ؛ قلت [القائل هو الذهبي]: صدق والله ؛ إن طلب الحديث [شيء غير] الحديث ؛ فطلب الحديث اسم عرفي لأمور زائدة على تحصيل ماهية الحديث ؛ وكثير منها مراق إلى العلم ؛ وأكثرها أمور يشغف بها المحدث ، من تحصيل النسخ المليحة ، وتطلُّب الإسناد العالي ، وتكثير الشيوخ ، والفرح بالألقاب والثناء ، وتمني العمر الطويل ليروي ، وحب التفرد ؛ إلى أمور عديدة لازمة للأغراض النفسانية لا الأعمال الربانية.
فإذا كان طلبك الحديث النبوي محفوفاً بهذه الآفات فمتى خلاصك منها إلى الإخلاص؟!) . انتهى.
محمد أبومعاذ البخاري
2010-08-23, 04:44 AM
19 ـ "ودع" :
قال الفيومي :
(قال بعض المتقدمين : وزعمت النحاة أن العرب أماتت ماضي "يدع" ومصدره واسم الفاعل ، وقد قرأ مجاهد وعروة ومقاتل وابن أبي عبلة ويزيد النحوي "ما وَدَعَكَ ربك" بالتخفيف ، وفي الحديث : "لينتهين قوم عن ودْعِهم الجمعات" - بسكون الدال - أي عن تركهم ، فقد رويت هذه الكلمة عن أفصح العرب ، ونقلت من طريق القرَّاء ، فكيف يكون إماتة ؟
وقد جاء الماضي في بعض الأشعار ، وما هذه سبيله ، فيجوز القول بقلة الاستعمال ولا يجوز القول بالإماتة ) اهـ
[المصباح المنير صـ٣٣٧ـ مادة : "ودع" ]
محمد أبومعاذ البخاري
2010-08-23, 03:50 PM
20 ـ "الإنصاف في العلم"
يقول ابن عبد البر ـ رحمه الله ـ في (جامع العلم 1/530) : "من بركة العلم وآدابه الإنصاف فيه ، ومن لم ينصف لم يفهم ولم يتفهم . " أ.هـ
ذكر ابن عبد البر بسنده في (جامع العلم 1/531)
عن محمد بن كعب القرظي قال: سأل رجل علياً رضي الله عنه عن مسألة ، فقال فيها ،
فقال الرجل: ليس كذلك يا أمير المؤمنين ؛ ولكن كذا وكذا . فقال علي رضي الله عنه:
أصبتَ وأخطأتُ !!.
محمد أبومعاذ البخاري
2010-08-24, 02:55 PM
21 ـ قال الذهبي في العبر في أخبار من غبر :
(في حوادث سنة عشرين ومائة :
…وفيها (توفي) فقيه الكوفة أبو إسماعيل حماد بن أبي سليمان الأشقري مولاهم (شيخ الإمام أبي حنيفة) صاحب إبراهيم النخعي ، روى عن أنس بن مالك وسعيد بن المسيب وطائفة ، وكان سرياً محتشماً ، "يفطِّر كل ليلة في رمضان خمسمائة إنسان" ) .
وفقنا الله للطاعات ..
محمد أبومعاذ البخاري
2010-08-24, 03:08 PM
22 ـ قال ابن بشكوال في الصلة (170) :
(قال أبو الوليد : أنا أبو الحسن جهضم بمكة قال : نا أبو بكر أحمد بن علي قال : نا أحمد بن مروان قال : نا صالح بن أحمد بن حنبل قال : سمعت أبي يقول : "ما الناس إلا من قال حدثنا وأخبرنا وسائر الناس لا خير فيهم" ، ولقد التفت المعتصم إلى أبي فقال له : "كلم ابن دؤاد" , فأعرض عنه أبي بوجهه وقال : "كيف أكلم من لم أره على باب عالمٍ قط !!" .) .
عدنان البخاري
2010-08-24, 04:37 PM
أحسن الله إليكم ورفع قدركم..
/// وفيك بارك الله وبك نفع.
/// وما تسطِّره من الفوائد في هذا الموضوع مما ينتقى ويصطفى، فسدد الله قلمك وفكرك.
محمد أبومعاذ البخاري
2010-08-24, 05:42 PM
23 ـ "متى يفتي؟" أسند الخطيب في (الجامع) (2/174) ( .. سئل يحي ابن معين - رحمه الله - : "أيفتي الرجل من مئة ألف حديث؟ قال : لا ؛ قيل: ومن مئتي ألف؟ قال : لا ؛ قيل: ثلاثمئة؟ قال: لا ، قيل : خمس مئة ألف؟ قال: أرجو" - ثم قال الخطيب عقبه - : وليس يكفيه إذا نصب نفسه للفتيا أن يجمع في الكتب ما ذكره يحيى دون معرفته به ، ونظره فيه ، وإتقانه له ، فإن العلم هو الفهم والدِّراية ، وليس بالإكثار والتوسع في الرواية). ثم روى عن مالك بن أنس قال: (إن العلم ليس بكثرة الرواية ؛ إنما العلم نور يجعله الله في القلب) وروى عقبه عن أبي همام قال: (سمعت شريكاً سئل عن قوله تعالى "يؤتي الحكمة من يشاءُ"، قال: الفهم). [آمين .. جزاكم الله الجنة ـ شيخنا الفاضل : عدنان ـ وقد سعدت بردِّكم , وشرُفْتُ بمتابعتكم , وعَلَت الهمة بتشجيعكم ..]
ابو قتادة السلفي
2010-08-24, 09:50 PM
جزاكم الله خيرا اخي ابا معاذ على هذه الفوائد وقد تتبعتها واحدة واحدة ولازلت بانتظار المزيد
ولو تكرمت اخي ابو معاذ ان تتفضل علي بكتاب العبر في اخبار من غبر للامام الذهبي رحمه الله واين اجده
محمد أبومعاذ البخاري
2010-08-25, 05:01 AM
24 ـ أطيب الناس عيشاً :
" ... وعلم الله ما رأيت أحدا أطيب عيشا منه قط , مع ما كان فيه من ضيق العيش , وخلاف الرفاهية والنعيم , بل ضدها, ومع ما كان فيه من الحبس والتهديد والإرجاف , وهو مع ذلك من أطيب الناس عيشا , وأشرحهم صدرا , وأقواهم قلبا , وأسرهم نفسا , تلوح نضرة النعيم على وجهه ..
وكنا إذا اشتد بنا الخوف , وساءت منا الظنون , وضاقت بنا الأرض , أتيناه فما هو إلا أن نراه , ونسمع كلامه , فيذهب ذلك كله , وينقلب انشراحا وقوة ويقينا وطمأنينة ..
فسبحان من أشهد عباده جنته قبل لقائه , وفتح لهم أبوابها في دار العمل , فأتاهم من روحها ونسيمها وطيبها , ما استفرغ قواهم لطلبها , والمسابقة إليها " .
[ابن القيم يصف شيخه ابن تيمية في الوابل الصيب ] .
(أخي الفاضل : أبا قتادة ـ وفقك ربي وسددك ـ أشكرك على متابعتك , تولَّى ربي إيفاءك مثوبةً تكافئ وفاءك , وبالنسبة لكتاب "العبر" فهو عندي مصور على صيغة pdf بتحقيق محمد بسيوني زغلول , من مطبوعات دار الكتب العلمية , ولا أعرف كيفية التحميل , أخوك : محمد )
أبو محمد خليل المكي
2010-08-25, 09:21 AM
جزاك ربي خيرا على هذه الفوائد المتنوعة في طرحها ، المقتبسة من مختلف العلوم ، و أسأل الله تبارك و تعالى بمنه و كرمه : أن يجعل ذلك في ميزان حسناتك ، وأن ينفعك و يسرك بها حين تراها في صحائف أعمالك .
و هذا كتاب العبر وذيل العراقي عليه
1 ـ رابط كتاب العبر في خبر من غبر ( من المكتبة الوقفية )
http://www.waqfeya.com/book.php?bid=615
2 ـ رابط ذيل العراقي عليه ( من رفع الأخ عمر الإمبابي في المجلس ) .
رابط الكتاب : ـ
http://www.archive.org/download/Zayl_Ebar/Zayl_Ebar.pdf
رابط الموضوع : ـ
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=3627
وفق الله الجميع ،،،،،،،،،
محمد أبومعاذ البخاري
2010-08-25, 01:56 PM
25 ـ قال شيخ الاسلام ابن تيمية في درء التعارض(5 /64 , 65 ) :
(وهل وجد في العالم أمّة أجهل وأضل وأبعد عن العقل والعلم من أمة يكون رؤوسها فلاسفة ؟........ وهل رأيت فيلسوفا أقام مصلحة قرية من القرى ، فضلا عن مدينة من المدائن ؟ وهل يصلح دينه ودنياه إلا بأن يكون من غمار أهل الشرائع ؟) .
(أشكرك أخي الفاضل "صوت الخير" على المبادرة الطيبة ..)
ابو قتادة السلفي
2010-08-25, 03:18 PM
بارك الله فيكم وجزاكم الله خير الجزاء اشهد الله على حبك اخي ابا معاذ
محمد أبومعاذ البخاري
2010-08-25, 03:50 PM
26 ـ "نسب إلى الكذب من وفرة محفوظه" :
في بغية الوعاة - [1/164] : (قال التَّنوخي : لم أر أحفظ من محمد بن عبد الواحد غلام ثعلب (345 هـ) أملى مِنْ حفظه ثلاثين ألف ورقة ، ولِسعة حِفْظه نُسب إلى الكذب .. وبلغ من شدة حفظه : أنه حضر ابن دريد ، وابن الأنباري ، وابن مِقْسَم عند القاضي ، فعرض عليهم تلك المسائل – ثلاثين مسألة في اللغة وذكر غريبها ـ ، وختمها ببيتين من الشعر .
فما عرفوا منها شيئاً ، وأنكروا الشعر ، فقال لهم القاضي : ما تقولون فيها ؟ فقال ابن الأنباري : أنا مشغول بتصنيف مشكل القرآن ، ولا أقول شيئاً , وقال ابن مِقسْم كذلك ، وقال : أنا مشغول بالقراءات .
وقال ابن دريد : هذه المسائل من مصنوعات أبي عُمر ـ يريد غلام ثعلب ـ ، ولا أصل لها في اللغة ؛ فبلغه ذلك ، فاجتمع بالقاضي وسأله إحضار دواوين جماعة من قدماء الشعراء سمّاهم ، ففتح القاضي خزانته ، وأخرج له تلك الدواوين ، فلم يزل أبو عمر يعمد إلى كل مسألة ، ويخرج لها شاهداً من كلام العرب ، ويعرضه على القاضي ، حتى استوفاها ، ثم قال : وهذان البيتان أنشدهما ثعلب بحضرة القاضي وكتبهما القاضي بخِّطهِ على ظهر الكتاب الفلانيّ ، فأحضر الكتاب فوجد البيتين على ظهره بخطه كما قال .) انتهى .
(أخي الفاضل : أبا قتادة السلفي :أحبك الله الذي أحببتني فيه) .
محمد أبومعاذ البخاري
2010-08-26, 04:59 AM
27 ـ "حفظ القرآن وهو ابن أربع" :
- في اختصار علوم الحديث ص_120 : قال اَلشَّيخ أبو عمرٍو وبَلَغَنَا عن إبراهِيم بن سعِيد الجوهري أَنّه قال : "رأيتُ صبيًّا ابن أربع سنين قد حمل إلى المأمون قد قَرَأَ القرآن وَنظر في الرأي ، غير أنَّه إذا جاع بكى ." انتهى .
محمد أبومعاذ البخاري
2010-08-26, 03:12 PM
28 ـ قال الشاطبي في الإفادات والإنشادات :
"إفادة :
-تأويل (فأقبل بهما وأدبر) من حديث الوضوء :
سمعت من الشيخ الفقيه الشريف الجليل قاضي الجماعة محمد بن أحمد بن محمد الحسيني رضي الله عنه , فيما جاء في صفة وضوء النبي صلى الله عليه وسلم في قوله : "فأقبل بهما وأدبر" الحديث إلى آخره :
أنَّ أحسن الوجوه في تأويله أن يكون قدَّم الإقبال تفاؤلا ، ثم فسر بعد ذلك على معنى أدبر وأقبل .
قال : والعرب تقدم في كلامها ألفاظا على ألفاظ أخر , وتلتزمه في بعض المواضع , كقولهم :قام وقعد ، ولاتقول : قعد وقام ، وكذلك : أكل وشرب ودخل وخرج ، على هذا كلام العرب ، فتكون هذه المسألة من هذا .
قال : ويؤيِّد ما ذكرناه - وهو موضع النكتة - تفسيره لأقبل وأدبر في باقي الحديث على معنى أدبر ثم أقبل ، ولو كان اللفظ على ظاهره لم يحتج إلى تفسير " انتهى .
محمد أبومعاذ البخاري
2010-08-27, 04:42 AM
29 ـ "كنية أبي حيان سبب شهرته" :
- في البحر المحيط عند قوله تعالى :{ولا تنابزوا بِالألقاب} : (اللَّقب إن دلَّ على ما يكرهه المدعوُّ به ، كان منهياً ، وأما إذا كان حسناً ، فلا ينهى عنه. وما زالت الألقاب الحسنة في الأمم كلها من العرب والعجم تجري في مخاطباتهم ومكاتباتهم من غير نكير. وروي أن بني سلمة كانوا قد كثرت فيهم الألقاب ، فنزلت الآية بسبب ذلك . وفي الحديث : "كَنُّوا أولادكم". قال عطاء : مخافة الألقاب . وعن عمر : "أشيعوا الكنى فإنها سنة". انتهى . ولا سيما إذا كانت الكنية غريبة ، لا يكاد يشترك فيها أحد مع من تكنَّى بها في عصره ، فإنه يطير بها ذكره في الآفاق ، وتتهادى أخباره الرفاق ، كما جرى في كنيتي بـ"أبي حيان" ، واسمي محمد . فلو كانت كنيتي" أبا عبد الله" أو "أبا بكر" ، ممَّا يقع فيه الاشتراك ، لم أشتهر تلك الشهرة ) انتهى .
محمد أبومعاذ البخاري
2010-08-27, 02:19 PM
30 ـ "تتبع الرخص" :
ـ قال سليمان التيمي: "لو أخذتَ برخصة كل عالم ، أو زلة كل عالم ، اجتمع فيك الشر كله ."
- قال ابن عبد البر عقب إخراجه : "هذا إجماع لا أعلم فيه خلافاً ." انتهى .
[جامع بيان العلم وفضله 2/91]
محمد أبومعاذ البخاري
2010-08-28, 04:27 AM
31 ـ "أبو طلحة"
قال ابن أبي حاتم عند تفسير قوله تعالى : "انفروا خفافاً وثقالاً" [10393] :
- حدَّثنا أبو زرعة ، ثنا موسى بن إسماعِيل، ثنا حمَّاد بن سلمة ، ثنا ثَابِت ، وعلي بن زيدٍ ، عن أنس بن مالكٍ : أنَّ أبا طلحَة قرأ سورة براءَةَ فأَتَى على هذه الآيَة " انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ " قَال : "أرى ربنَا يستنفِرنَا شيوخًا وَشُبَّانًا ، جَهِّزوني بَنيَّ ، قال بنوه: يرحَمكَ اللَّه ، قد غزوتَ مع النَّبِي صلى اللّه عليه وسلَّم حتَّى مات، وغزوت مع أَبي بكرٍ حتَّى مات ، وغزوتَ مع عمر حتَّى مات، فنحن نَغْزُو عنك ، فأبى فركب البحر فماتَ ، فلم يَجدوا له جزيرَةً يدفنوهُ فيها إِلا بَعد تسعة أَيَّامٍ!! ، فلم يتغَيَّر فدفنوه فيها".
محمد أبومعاذ البخاري
2010-08-28, 03:01 PM
32 ـ "من المحبرة إلى المقبرة" :
في بغية الوعاة [1/51] :- (وكان عبد الله بن إبراهيم الخَبْرِيّ (476 هـ) مع المحبرة إلى المقبرة ، فقد ذكر أنه كان يكتب يوماً وهو مستند فوضع القلم من يده ، وقال : إن هذا موتٌ مهنأ طيب ، ثم مات ـ رحمه الله تعالى ـ ) انتهى .
محمد أبومعاذ البخاري
2010-08-29, 04:01 PM
ـ 33 :"الكلام في الصحابة" :
ـ روى الخطيب البغدادي من طريق الزبير حدثني عمي مصعب بن عبد الله قال: حدثني أبي عبدُ الله بن مصعب قال: قال لي أمير المؤمنين المهدي: يا أبا بكر ما تقول فيمن ينتقص أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم؟ قال: قلت: زنادقة، قال: ما سمعت أحداً قال هذا قبلك! قال: قلت: هم أرادوا رسول الله بنقص، فلم يجدوا أحداً من الأمة يتابعهم على ذلك، فتنقصوا هؤلاء عند أبناء هؤلاء، وهؤلاء عند أبناء هؤلاء، فكأنهم قالوا: رسول الله صلى الله عليه وسلم يصحبه صحابة السوء وما اقبح بالرجل أن يصحبه صحابة السوء فقال: ما أراه إلا كما قلت. (تاريخ بغداد 10/174)
وقال الإمام أحمد: "إذا رأيت أحداً يذكر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بسوء فاتهمه على الإسلام". (شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة للالكائي 7/1252 وتاريخ ابن عساكر 59/209)
وقال الإمام أبو زرعة: "إذا رأيت الرجل ينتقص أحداً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعلم أنه زنديق، وذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم عندنا حق والقرآن حق، وإنما أدى إلينا هذا القرآن والسنن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ وإنما يريدون أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنة والجرح بهم أولى وهم زنادقة." (الكفاية ص97 وتاريخ ابن عساكر 38/32).
محمد أبومعاذ البخاري
2010-08-30, 05:07 AM
34 ـ
قال الشيخ محمد المختار الشنقيطي ـ رحمه الله ـ في حديث ابن عمر : "كان الرجال والنساء يتوضؤون زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم جميعاً" :
(قوله : "جميعا" أي حال كونهم مجتمعين ، و"ال" في قوله "الرجال والنساء" المراد بها الحقيقة لا الاستغراق وليس المراد منها العموم ، وإن كان المتبادر العموم ، لأن القرينة خصصته بالبعض ، ولذا قال بعض العلماء : إن الجمع المتناول للعموم إذا عرف بأل كان دلالته على الجنس مجازية ، وهو في حكم النكرة يعم في النفي ويخص في الإثبات ، فلو قلت : فلان يركب الخيل ؛ صح أنه يركب بعضها ، ويعلم قطعا أنه لم يركب الكل ، وأما لو قال : والله لا أركب الخيل ، ولا أتزوج النساء ؛ فإنه يحنث في كل ما يركبه ، أو يتزوجه لأنه حينئذ عمَّ .
ذكر معناه العيني رحمه الله )
[شروق أنوار المنن الكبرى الإلهية ، بكشف أسرار السنن الصغرى النسائية : ٢/٤٠]
وثم جواب مشهور على قاعدة "الجمع المقابَل بالجمع يقتضي الإفراد في كل جمع وعدم التشريك"
محمد أبومعاذ البخاري
2010-09-13, 09:27 AM
ثبتنا الله و إياكم على الحق والطاعة , وجعلنا وإياكم من المقبولين ..
35 ـ "قيام الليل"
أخرج النسائي والترمذي وابن خزيمة وابن حبان عن أبي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (ثلاثة يحبهم الله وثلاثة يبغضهم الله , فأما الذين يحبهم الله : فرجل أتى قوما فسألهم بالله ولم يسألهم بقرابة بينه وبينهم , فمنعوه فتخلف رجل فأعطاهم سرا لا يعلم بعطيته إلا الله والذي أعطاه , وقوم ساروا ليلتهم حتى إذا كان النوم أحب إليهم مما يعدل به نزلوا فوضعوا رءوسهم , فقام أحدهم يتملقني ويتلو آياتي , ورجل كان في سرية فلقي العدو فهزموا وأقبل بصدره حتى يقتل أو يفتح له , والثلاثة الذين يبغضهم الله : الشيخ الزاني , والفقير المختال, والغني الظلوم ) .
وأخرج الطبراني في الكبير والبيهقي عن مطرف رضي الله عنه قال : (كان يبلغني عن أبي ذر حديثا وكنت أشتهي لقاءه فلقيته فقلت : يا أبا ذر كان يبلغني عنك حديث فكنت أشتهي لقاءك فقال : لله أبوك قد لقيتني فهات قال : قلت حديثا بلغني أن رسول الله صلى الله عليه و سلم حدثك قال : ( إن الله عز و جل يحب ثلاثة ويبغض ثلاثة ) قال : فلا أخالني أكذب على رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : فقلت : من هؤلاء الثلاثة الذين يحبهم الله عز و جل ؟ قال : ( ... رجل سافر مع قوم فارتحلوا حتى إذا كان من آخر الليل وقع عليهم الكرى أو النعاس فنزلوا فضربوا برؤوسهم ثم قام فتطهر وصلى رغبة لله عز و جل ورغبة فيما عنده ) ..
وفي الحلية (1/364) حدثنا أبو بكر بن مالك ن قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثني أبي ، قال: حدثنا عبد الوهاب، عن سعيد، عن قتادة، قال : كان يقال : قلما ساهر الليل منافق . [أي للصلاة]
وفي معرفة الثقات للعجلي (1/17)
(الحسن بن صالح بن صالح بن حُيَيّ كوفى ثقة متعبد رجل صالح .. وباع حسن جارية , فلما صارت عند الذي اشتراها قامت في جوف الليل فقالت : يا أيتها الدار الصلاة الصلاة !! قالوا : طلع الفجر ؟ قالت : وليس تصلون إلا المكتوبة ؟!! قالوا : نعم , ليس نصلى إلا المكتوبة , فرجعت إلى حسن فقالت : بعتنى من قوم سوء ليس يصلون بالليل فرُدَّني , فردَّها ..) اهـ .
محمد أبومعاذ البخاري
2010-09-15, 10:27 AM
36 ـ "خطأ العالم لا يُنْسي فضله"
قال الذهبي في السير في ترجمة قتادة بن دعامة السدوسي :
"وهو حجة بالإجماع إذا بين السماع ، فإنه مدلس معروف بذلك ، وكان يرى القدر ـ نسأل الله العفو ـ ومع هذا فما توقف أحد في صدقه وعدالته وحفظه , ولعل الله يعذر أمثاله ممن تلبَّس ببدعة يريد بها تعظيم الباري وتنزيهه ، وبذل وسعه ، والله حكم عدل لطيف بعباده ، ولا يسأل عما يفعل .
ثم إن الكبير من أئمة العلم إذا كثر صوابه ، وعلم تحريه للحق ، واتسع علمه ، وظهر ذكاؤه ، وعرف صلاحه وورعه واتباعه ، يغفر له زَللُه ، ولا نضلله ونطرحه ، وننسى محاسنه .
نعم ولا نقتدي به في بدعته وخطئه ، ونرجو له التوبة من ذلك ." [5-271]
محمد أبومعاذ البخاري
2010-09-15, 10:53 PM
37 ـ "الابتلاء" :
- قال الشوكاني في تفسير قوله تعالى "يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته" :
(وقد بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم لأمته ما نزل إليهم ، وقال لهم في غير موطن : "هل بلغت؟" فيشهدون له بالبيان ، فجزاه الله عن أمته خيراً ؛ ثم إن الله سبحانه وعده بالعصمة من الناس دفعاً لما يظنّ أنه حامل على كتم البيان ، وهو خوف لحوق الضرر من الناس ، وقد كان ذلك بحمد الله ، فإنه بين لعباد الله ما نزل إليهم على وجه التمام ، ثم حمل من أبى من الدخول في الدين على الدخول فيه طوعاً أو كرهاً ، وقتل صناديد الشرك وفرّق جموعهم وبدّد شملهم ، وكانت كلمة الله هي العليا ، فأسلم كل من نازعه ممن لم يسبق فيه السيف العذل ، حتى قال يوم الفتح لصناديد قريش وأكابرهم : " ما تظنون أني فاعل بكم؟ " فقالوا : أخ كريم وابن أخ كريم فقال : " اذهبوا فأنتم الطلقاء " .
وهكذا من سبقت له العناية من علماء هذه الأمة يعصمه الله من الناس ، إن قام ببيان حجج الله ، وإيضاح براهينه ، وصرخ بين ظهراني من ضادَّ الله وعانده ولم يمتثل لشرعه كطوائف المبتدعة ، وقد رأينا من هذا في أنفسنا وسمعنا منه في غيرنا ما يزيد المؤمن إيماناً وصلابة في دين الله وشدّة شكيمة في القيام بحجة الله ، وكل ما يظنه متزلزلوا الأقدام ، ومضطربوا القلوب ، من نزول الضرر بهم وحصول المحن عليهم فهو خيالات مختلة وتوهمات باطلة ، فإن كل محنة في الظاهر هي منحة في الحقيقة ، لأنها لا تأتي إلا بخير في الأولى والأخرى .) اهـ .
محمد أبومعاذ البخاري
2010-09-17, 03:27 AM
38 ـ
قال صلى الله عليه وسلم : (من غدا إلى المسجد أو راح أعد الله له نزلا في الجنة كلما غدا أوراح) متفق عليه .
قال الحافظ ابن حجر في الفتح :[183/2] "والنزل بضم النون والزاي: المكان الذي يهيأ للنزول فيه ، وبسكون الزاي : مايهيأ للقادم من الضيافة ونحوها"
قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله في شرح رياض الصالحين :"وظاهر الحديث أن من غدا إلى المسجد أو راح سواء غدا للصلاة أو لطلب علم أو لغير ذلك من مقاصد الخير أن الله يكتب له في الجنة نزلا"
محمد أبومعاذ البخاري
2010-09-17, 09:57 AM
39 ـ
قال البنوري في أول كتابه "معارف السنن" [2/1] :
ـ ( وحديث "كل أمر ذي بالٍ لا يبدأ فيه ببسم الله فهو أقطع" اضطرب لفظه , ففي لفظ : "بحمد الله" , وفي لفظ : "ببسم الله" , وفي لفظ : "بذكر الله" , وقد ضعفه بعض , وصححه بعض , ... وبالجملة الحديث واحدٌ ولفظه متعدد , ومفاده ـ بعد ثبوته ـ البداءة بذكر الله , سواء كان في صورة البسملة , أو الحمدلة , أو غيرهما .
وتوهم كثير من المصنفين تعدد الحديث , لاختلاف ألفاظه , فاضطربوا في جمع العمل بهما , فاخترعوا للإبتداء أقساماً من الحقيقي , والإضافي , والعرفي , فحملوا بعض الألفاظ على الحقيقي والبعض على الإضافي , كما هو معروفٌ , كل ذلك تكلفٌ وتنطع وغفلة عن الفن وقواعده , ومدار تحقيقهم وعنائهم على ظنهم تعدُّد الأحاديث , ولم يدروا أن الحديث واحد , وإنما الاختلاف في اللفظ ..) اهـ
محمد أبومعاذ البخاري
2010-09-18, 09:41 PM
40 ـ "زيادة كبد الحوت" :
في الصحيحين أن أول طعام أهل الجنة : زيادة كبد الحوت , أو النون , وهو تحفتهم .
قال العلامة ابن القيم - في التبيان في أقسام القرآن ، فصل في الكبد - :
(والكبد عضو لحمي تتخلله عروق رقاق وغلاظ ، وعلى الكبد غشاء عصبي حساس يحيط بها ، وينثني إلى غلافه ، والكبد هي الأصل في الغذاء ، وآلات الغذاء خدم لها ومعينات ، فإن الإنسان لما كان كالشجرة المستقلة جعل له ما يقوم مقام النهر الجاري في أصول الشجرة يسقيها ، وهو الأمعاء والمعدة بمنزلة العين وتجري منها العروق مجرى السواقي ، وعروق الكبد المتصلة بالأمعاء بمنزلة عروق الشجرة المتصلة بأرض الساقية تمتص الماء منها وتؤديه إلى الشجرة وأغصانها وورقها وثمارها ، وهذه العروق تمص الماء من الطين والثرى ، وكذلك عروق الكبد تمتص صفو الماء وخالصه من كليتيه وتحيله إلى طبيعة الأعضاء ، كما تفعل عروق الشجرة ، وشكل الكبد شكل هلالي محدب من ظاهره مقعر من باطنه وهي تحت الأضلاع الخمس ، ولها خمس شعب يقال لها الزوائد تحتوي على المعدة كما تحتوي الكف بأصابعها على الشيء المقبوض ، ويقال للشعبة الصغيرة منها خاصة زائد الكبد ، وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه و سلم [إن سبعين ألفا من أهل الجنة يأكلون من زيادة كبد الحوت الذي هو طعامهم] وهذا يدل على عظم قدر هذه الزائدة فما الظن بالكبد التي هي زائدته فكيف بالحوت الذي حواها ؟) >>> انتهى من التبيان في أقسام القرآن [1-240]
قال العلامة العيني :
(قوله "فزيادة كبد الحوت" الزيادة : هي القطعة المنفردة المعلقة بالكبد ، وهي في الطعم في غاية اللذة ، ويقال أنها أهنأ طعام وأمرؤه ، ووقع في حديث ثوبان أن تحفتهم حين يدخلون الجنة زيادة كبد النون ، والنون هو الحوت الذي عليه الأرض ، والإشارة بذلك إلى نفاذ الدنيا ، وفي حديث ثوبان بزيادة وهي أنه ينحر لهم عقيب ذلك نون الجنة الذي كان يأكل من أطرافها وشرابهم عليه من عين.. ) انتهى من عمدة القاري [1-181]
- وفي هدي الساري ص 135 فصل الزاي :
(زيادة كبد : الحوت هي القطعة المنفردة المتعلقة من الكبد)
- وفي فتح الباري شرح صحيح البخاري كتاب مناقب الأنصار ، باب مسائل عبد الله بن سلام للنبي صلى الله عليه وسلم [7-320] رقم الحديث : [3938] :
(قوله : "وأما أول طعام يأكله أهل الجنة فزيادة كبد الحوت" الزيادة : هي القطعة المنفردة المعلقة في الكبد ، وهي في المطعم في غاية اللذة ، ويقال إنها أهنأ طعام وأمراه ، ووقع في حديث ثوبان أن تحفتهم حين يدخلون الجنة زيادة كبد النون ، والنون هو الحوت ، ويقال هو الحوت الذي عليه الأرض ، والإشارة بذلك إلى نفاذ الدنيا) انتهى .
محمد أبومعاذ البخاري
2010-09-19, 09:34 PM
41 ـ قال القرطبي في تفسير قوله تعالى "لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا" : (وفي هذا دليل على جواز الإخبار بما يجده الإنسان من الألم والأمراض ، وأن ذلك لا يقدح في الرضا ، ولا في التسليم للقضاء , لكن إذا لم يصدر ذلك عن ضجر ولا سخط .) اهـ .
محمد أحمد محمود
2010-09-20, 09:21 PM
جزاكم الله خيرا
محمد أبومعاذ البخاري
2010-09-20, 10:38 PM
42 ـ "الصبر الجميل"
- قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في الفتاوى [183/10] :
(وَاَللَّهُ تَعَالَى ذَكَرَ فِي الْقُرْآنِ "الْهَجْرَ الْجَمِيلَ" و "الصَّفْحَ الْجَمِيلَ" و "الصَّبْرَ الْجَمِيلَ" ، وَقَدْ قِيلَ : إنَّ "الْهَجْرَ الْجَمِيلَ" هُوَ هَجْرٌ بِلَا أَذًى ..
وَ "الصَّفْحَ الْجَمِيلَ" صَفْحٌ بِلَا مُعَاتَبَةٍ ..
وَ "الصَّبْرَ الْجَمِيلَ" صَبْرٌ بِغَيْرِ شَكْوَى إلَى الْمَخْلُوقِ ..
وَلِهَذَا قُرِئَ عَلَى أَحْمَد بْنِ حَنْبَلٍ فِي مَرَضِهِ أَنَّ طاوسا كَانَ يَكْرَهُ أَنِينَ الْمَرِيضِ وَيَقُولُ : إنَّهُ شَكْوَى , فَمَا أَنَّ أَحْمَد حَتَّى مَاتَ .) اهـ .
[الأخ الفاضل : محمد أحمد محمود , أشكرك , وثبتنا الله و إياك على الحق .. أخوك : محمد .. ]
سال مصطفى
2010-09-21, 02:02 PM
أحسن الله إليكم ورفع قدركم ..
محمد أبومعاذ البخاري
2010-09-22, 05:11 PM
43 ـ "كلام المتكلم يحمل مطلقه على مقيده و .."
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في الجواب الصحيح [288/2] :
(.. فإنه يجب أن يفسر كلام المتكلم بعضه ببعضه , ويؤخذ كلامه من ههنا وههنا , وتعرف ما عادته بعينه ويريده بذلك اللفظ , فإذا عرف عُرْفه وعادته في معانيه وألفاظه , كان هذا مما يستعان به على معرفة مراده .
وأما إذا استعمل لفظاً في معنىً لم تجر عادته باستعماله فيه , وترك استعماله في المعنى الذي جرتت عادته باستعماله فيه , وحمل كلامه على خلاف المعنى الذي قد عرف أنه يريده بذلك اللفظ ـ بجعل كلامه متناقضاً ـ وترك حمله على ما يناسب سائر كلامه , كان ذلك تحريفاً لكلامه عن موضعه , وتبديلاً لمقاصده وكذباً عليه) اهـ .
[أشكرك أخي الفاضل : "سال" على الدعوات الطيبات .. بارك الله فيك ..]
كمال أحمد
2010-09-22, 05:33 PM
موضوع جميل أخي محمد، زدنا زادك الله من فضله ونعيمه.
محمد أبومعاذ البخاري
2010-09-27, 10:06 PM
44 ـ من الطرائف قول زين الدين ابن الوردي (ثمرات الأوراق للحموي) [ 39/1 ] :
(وشادن يسألني
ما المبتدا و[ما] الخبر
مثلهما لي مسرعا
فقلت[له]: أنت القمر) . اهـ .
ـ وما بين المعقوفتين ليست في الكتاب , زدتها للوزن ..
[الأخ الفاضل : كمال أحمد , شكر الله لك كلمات الطيبة , طابت أيامك , وأشكرك لك تشجيعك .. أخوك : محمد ..]
محمد أبومعاذ البخاري
2010-09-28, 10:42 AM
45 ـ قال الفيروزآبادي في بصائر ذوي التمييز [55/1] :
(أَمَّا التفسير فمن طريق اللغة : الإِيضاح والتَّبيين , يقال: فسَّرت الحديث أَى بيَّنته وأَوضحته.
واختلف فى اشتقاقه :
فقيل: من لفظ التَفْسِره ، وهو نظر الطبيب فى البول لكشف العلَّة والدواءِ ، واستخراج ذلك , فَكذلك المفسِّر ينظر فى الآية لاستخراج حكمها ومعناها.
وقيل: اشتقاقه من قول العرب: فسَرت الفرس وفسَّرته أَى أَجريته وأَعديته إِذا كان به حُصْر، ليستطلِق بطنُه , وكأَن المفسِّر يجرى فرس فكره فى ميادين المعانى ليستخرج شرح الآية، وَيُحلَّ عقْد إِشكالها.
وقيل: هو مأْخوذ من مقلوبه , تقول العرب: سفَرت المرأَةُ إِذا كشفت قِناعها عن وجهها، وسفرتُ إِذ كَنَسته ويقال للسَّفَر سفَر لأَنه يَسِفر ويكشف عن أَخلاق الرجال , ويقال للسُّفرة سُفْرة لأَنها تُسفَر فيظهر ما فيها ؛ قال تعالى: {وَالصُّبْحِ إِذَآ أَسْفَرَ} أَى أَضاءَ. فعلى هذا يكون أَصل التفسير التسفير على قياس صعق وصقع، وجذب وجبذ، وما أَطيبه وأَيطبه، ونظائِره .
ونقلوه من الثلاثىّ إلى باب التفعيل للمبالغة , وكأَنَّ المفسِّر يتتبع سورة سورة، وآية آية، وكلمة كلمة، لاستخراج المعنى . ) اهـ .
محمد أبومعاذ البخاري
2010-09-29, 05:26 PM
46 ـ في تفسير ابن كثير عند قوله تعالى [لُعِن الَّذين كفروا من بني إسْرائيل] :
(قال الإمام أحمد : حدثنا عمرو بن عاصم ، عن حماد بن سلمة ، عن علي بن زيد ، عن الحسن ، عن جندب ، عن حذيفة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لاينبغي لمسلم أن يذل نفسه" , قيل : وكيف يذل نفسه ؟ , قال : يتعرَّض من البلاء لما لايطيق") اهـ .
محمد أبومعاذ البخاري
2010-10-13, 11:31 PM
في الدرر الكامنة [177/1] :
قال الشهاب ابن فضل الله : " لما قدم ابن تيمية على البريد إلى القاهرة في سنة سبعمائة : نزل عند عمي شرف الدين ، وحض أهل المملكة على الجهاد ، فأغلظ القول للسلطان والأمراء .
ورتبوا له في مقر إقامته في كل يوم دينارا ومخفقة طعام ، فلم يقبل شيئا من ذلك ، وأرسل له السلطان بقجة قماش فردها .
قال : ثم حضر عنده شيخنا أبو حيان فقال :( ما رأت عيناي مثل هذا الرجل ) ، ثم مدحه بأبيات ذكر أنه نظمها بديها وأنشده إياها : ـ
لما أتانا تقي الدين لاح لنا *** داع إلى الله فرد ما له وزر
على محياه من سيما الأولى صحبوا *** خير البرية نور دونه القمر
حبر تسربل منه دهره حبرا *** بحر تقاذف من أمواجه الدرر
قام ابن تيمية في نصر شرعتنا *** مقام سيد تيم إذ عصت مضر
وأظهر الحق إذ آثاره اندرست *** وأخمد الشر إذ طارت له شرر
كنا نحدث عن حبر يجيء بها *** أنت الإمام الذي قد كان ينتظر
قال : ثم دار بينهما كلام ، فجرى ذكر سيبويه ، فأغلظ ابن تيمية القول في سيبويه ، فنافره أبو حيان وقطعه بسببه ، ثم عاد ذاما له وصير ذلك ذنبا لا يغفر.
قال : وحج ابن المحب سنة ( 34 ) فسمع من أبي حيان أناشيد ، فقرأ عليه هذه الأبيات ، فقال : ( قد كشطتها من ديواني ولا أذكره بخير ) ، فسأله عن السبب في ذلك فقال : ( ناظرته في شيء من العربية فذكرت له كلام سيبويه ، فقال : ( يفشر سيبويه ) .
قال أبو حيان : ( وهذا لا يستحق الخطاب ) .
ويقال : إن ابن تيمية قال له ( ما كان سيبويه نبي النحو ولا كان معصوما ، بل أخطأ في الكتاب في ثمانين موضعا ما تفهمها أنت ) ، فكان ذلك سبب مقاطعته إياه ، وذكره في تفسيره البحر بكل سوء ، وكذلك في مختصره النهر .. " .
قال شيخ الإسلام في النبوات [11/1] : ـ
( والمبرز في فن من الفنون يقدر على ما لا يقدر عليه أحد في زمنه ، وليس هذا دليلا على النبوة .
فكتاب سيبويه مثلا مما لا يقدر على مثله عامة الخلق ، وليس بمعجز إذ كان ليس مختصا بالأنبياء بل هو موجود لغيرهم ) .
ابو قتادة السلفي
2010-10-14, 09:55 PM
غفر الله لهما ورحمهما
نستفيد من القصة حفظ اللسان وما قد تؤدي اليه الكلمة
محمد أبومعاذ البخاري
2010-10-22, 04:36 PM
48 ـ قال مصطفى لطفي المنفلوطي : ( لا يزور العلم قلبا مشغولا بترقب المناصب ، وحساب الرواتب ، وسَوْقِ الآمال وراء الأموال ، كما لا يزور قلبا مقسما بين تصفيف الطرة ، وصقل الغرة ، وحسن القوام ، وجمال الهندام ، وطول الهيام بالكأسين : كأس المدام ، وكأس الغرام ) .
[ العبرات / ص 241 ] .
رضا الحملاوي
2010-10-22, 05:09 PM
جزاك الله خيرا وزادك لنفسك وللمسلمين نفعا
واصل شيخنا أبا معاذ إتحافنا بفوائدك القيمة والمنتقاة كما ينتقى الدر
إستفدت منها وجمعتها مع فوائدي ... مع إذنك
ابو انس الكردي
2010-10-23, 09:30 PM
جزاك الله خيرا ما أحوجنا الى هذه الاخلاق السامية والرفيعة
لا دار للمرء بعد الموت يسكنها الا التي كان قبل الموت بانيها
فمن بناها بخير طاب مسكنه ومن بناها بشر خاب بانيها
محمد أبومعاذ البخاري
2010-10-25, 02:40 PM
49 ـ قال شيخ الإسلام ابن تيمية في شرح الأصبهانية [ ص 467 ] : ـ
( طرق السلف والأئمة الموافِقة للطرق التي دل القرآن عليها و أرشد إليها : هي أكمل الطرق و أصحها .
و أكثر الناس صوابا في العقليات أقربهم إليهم ، كما أن أكثرهم صوابا في السمعيات أقربهم إليهم ... ) .
قال أحد مشايخنا : ثم يأتي من يقول : إن السلف قصروا في العقليات و ابن تيمية تدارك الأمر .
{ المشايخ : أبو قتادة السلفي ، رضا الحملاوي ، أبو أنس الكردي : شكر الله لكم مشاركتكم ، ونفعنا وإياكم بما نسمع ونكتب } .
محمد أبومعاذ البخاري
2010-10-26, 01:42 AM
50 ـ قال في لسان العرب [ مادة / ث م ر ] : (وجمعُ الثَّمَرِ ثمارٌ، وثُمُرٌ جمع الجمع، وقد يجوز أَن يكون الثُّمُر جمع ثَمَرَةٍ كخَشَبَةٍ وخُشُب ، وأَن لا يكون جمعَ ثِمارٍ لأَن باب خشبةٍ وخُشُبٍ أَكثر من باب رِهان ورُهُن .
قال ابن سيده: أَعني أَن جمع الجمع قليل في كلامهم .
وحكى سيبويه في الثَّمَر ثَمُرَةً، وجمعها ثَمُرٌ كَسَمُرَة وسَمُرٍ ،قال: ولا تُكَسَّرُ لقلة ( فَعُلَةٍ ) في كلامهم، ولم يحك الثَّمُرَة أَحد غيره... .
والثُّمُرُ الذهب والفضة ، حكاه الفارسي يرفعه إِلى مجاهد في قوله عز وجل: ( وكان له ثُمُر )؛ فيمن قرأَ به،
قال: وليس ذلك بمعروف في اللغة.
التهذيب: قال مجاهد في قوله تعالى: ( وكان له ثُمُر )؛ قال: ما كان في القرآن من ثُمُرٍ فهو مال وما كان من ثَمَر فهو من الثِّمار.
وروى الأَزهري بسنده قال: قال سلَّام أَبو المنذر القارئ في قوله تعالى: ( وكان له ثَمَر )؛ مفتوح جمع ثَمَرة، ومن قرأَ ثُمُر قال: من كل المال، قال: فأَخبرت بذلك يونس فلم يقبله كأَنهما كانا عنده سواء.
قال: وسمعت أَبا الهيثم يقول : ثَمَرة ثم ثَمَر ثم ثُمُر جمع الجمع، وجمع الثُّمُر أَثمار مثل عُنُقٍ وأَعناق ) ا هـ
رضا الحملاوي
2010-10-26, 02:14 AM
جزاك الله كل خيرٍ
ابو دهاس
2010-11-01, 01:46 PM
جزاك الله خير يا خوي
محمد أبومعاذ البخاري
2010-11-08, 01:26 PM
51 ـ التكبير عقب الصلاة ثلاثاً :
ـ في فتح الباري للحافظ ابن رجب [284/5] :
حدثنا عليٌ : ثنا سفيان : ثنا عمرو : أخبرني أبو معبدٍ ، عن ابن عباسٍ ، قال : كنت أعرف انقضاء صلاة رسول الله بالتكبير ...قال حنبلٌ : سمعت أبا عبد الله يقول : ثنا عليٌ بن ثابتٍ : ثنا واصلٌ ، قال : رأيتُ علي عبد الله بن عباسٍ إذا صلى كبر ثلاث تكبيراتٍ . قلت لأحمد : بعد الصلاة ؟ قال : هكذا . قلت له : حديث عمرو ، عن أبي معبد ، عن ابن عباسٍ : كنا نعرف انقضاء صلاة رسول الله "بالتكبير" ، هؤلاء أخذوه عن هذا ؟ . قال نعم .
ذكره أبو بكرٍ عبد العزيز ابن جعفر في كتابه الشافي .
فقد تبين بهذا أن معنى التكبير الذي كان في عهد رسول الله عقب الصلاة المكتوبة : هو ثلاث تكبيراتٍ متواليةٍ .
ويشهد لذلك : ما روي عن مسعرٍ ، عن محمد بن عبد الرحمن ، عن طيسلة ، عن ابن عمر ، قال : قال رسول الله : "من قال في دبر الصلوات ، وإذا أخذ مضجعه : الله أكبر كبيراً ، عدد الشفع والوتر ، وكلمات الله الطيبات المباركات - ثلاثاً - ، ولا إله إلا الله - مثل ذلك - كن له في القبر نوراً ، وعلى الحشر نوراً ، وعلى الصراط نوراً ، حتى يدخل الجنة" ... وقد دل حديث ابن عباسٍ على رفع الصوت بالتكبير عقب الصلاة المفروضة ، وقد ذهب إلى ظاهره أهل الظاهر ، وحكي عن أكثر العلماء خلاف ذلك ، وأن ألافضل الإسرار بالذكر ؛ لعموم قوله تعالى : (وَاذْكُر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً) وقوله تعالى : (ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً) ، ولقول النَّبيّ (لمن جهر بالذكر من أصحابه : (إنكم لا تدعون أصم ولا غائباً) .
قال شيخنا العلامة محمد علي آدم ـ حفظه الله ـ في ذخيرة العقبى [340/15] بعد أن نقل كلام الحافظ ابن رجب :
(قد تلخص مما ذكر في كلام الحافظ ابن رجب ـ رحمه الله ـ ، وكذا ما تقدم من كلام ابن حزم ـ رحمه الله ـ أن الصواب هو الذي ذهب إليه أحمد وبعض السلف من أن رفع الذكر مستحب ... وأنه لادليل لمن حمل حديث ابن عباس على أن الجهر كان وقتا يسيرا للتعليم ، كما لا دليل لمن ادعى أن الجهر بالتأمين كان لأجل التعليم .
وهذا ابن عباس رضي الله عنهما من أعلم الناس بالسنة يخبرنا إخبارا مطلقا ، دون أن يقيده بوقت دون وقت ، وأيضا فإن فيه لفظة "كان" المشعرة بالمداومة والمواظبة .
والحاصل أن أكثر عمل النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه قد كان على رفع الصوت بالتكبير عقب المكتوبة .
فتبصر بالإنصاف ، ولا تتحير بالاعتساف .
والله أعلم بالصواب ، وإليه المرجع والمآب ..
"وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب"
محمد أبومعاذ البخاري
2010-11-11, 12:06 AM
52 ـ عجيبة من ابن حزم ـ رحمه الله ـ :
قال ابن حزم ـ رحمه الله ـ في التقريب لحد المنطق [134] :
(واعلم أنك لا تورث العلو إلا من يكسبك الحسنات وأنت ميت ، والذكرَّ الطيب وأنت رميم ، ولا يذكرك إلا بكل جميل , ولا تورثه بعدك ولا تصحب في حياتك في طريقه إلا كل فاضل ، ولست تصحب في طلب المال والجاه إلا اشباه الثعالب والذئاب.
و أحدثك في ذلك بما نرجو أن ينتفع به قارئه إن شاء الله تعالى ، ذلك أني كنت معتقلا ... في مطبق [ سجن تحت الأرض ] وكنت لا أؤمن [الـ]ـقتل ... وكنت مفكرا في مسألة عويصة ... فطالت فكرتي فيها أياما وليالي , إلى أن لاح لي وجه البيان فيها , وصح لي وحق يقينا في حكمها وانبلج ، وأنا في الحال الذي وصفتُ , فبالله الذي لا إله إلا هو الخالق مدبر الأمور كلها أقسم ، الذي لا يجوز القسم بسواه ، لقد كان سروري يومئذ وأنا في تلك الحال بظفري بالحق فيما كنت مشغول البال به وإشراق الصواب لي = أشد من سروري بإطلاقي مما كنت فيه !! ، وما ألفنا كتابنا هذا وكثيرا مما ألفنا إلا ونحن مغربون مبعدون عن الوطن والأهل والولد ، مخافون مع ذلك في أنفسنا ظلما وعدوانا ، لا نستر هذا بل نعلنه ، ولا نمكن الطالب إبطال قولنا في ذلك ، إلى الله نشكو ، واياه نستحكم لا سواه ، لا إله الا هو ...)
رضا الحملاوي
2010-11-11, 12:17 AM
أدخلت السرور على قلبي بعودة فوائدك الرائعة أخي محمد أبا معاذ البخاري
واصل جزاك الله خيرا
محمد أبومعاذ البخاري
2010-11-13, 11:46 AM
53 ـ من آداب المعلمين :
نقل ابن سحنون [ أبو عبد الله محمد بن عبد السلام (سحنون) بن سعيد بن حبيب التنوخي (202- 256هـ ) فقيه مالكي مناظر، كثير التصانيف. انظر: الزركلي: الأعلام 6/204.] في كتابه : "آداب المعلمين" صـ 362 [وهو ملحق بكتاب التربية في الإسلام ، للدكتور أحمد الأهواني ] عن والده الإمام سحنون ، قوله : -
(... وإذا أجدب الناس , واستسقى الإمام , فأُحِبَّ للمعلم أن يخرج بمن يعرف الصلاة من طلابه ، وليبتهلوا إلى الله بالدعاء ويرغبوا إليه ، فإنه بلغني أن قوم يونس -صلى الله على نبينا وعليه السلام- لما عاينوا العذاب خرجوا بصبيانهم, فتضرعوا إلى الله بهم ...) .
في سياق كلام جميل جدا .
[أفادنيها أحد الأحبة وفقه المولى وسدده , وأشكرك أخي الفاضل رضا متابعتك الطيبة وتشجيعك ..]
محمد أبومعاذ البخاري
2010-11-20, 05:32 AM
54 ـ "عدم الزيادة على الفرائض"
- قال العلامة أنور الكشميري في فيض الباري بشرح صحيح البخاري في حديث الأعرابي :
"قوله : (والله لا أزيد على هذا ولا أنقص) قيل في توجيهه : إنه محاروةٌ لتحفظ الأمور ، وقيل معناه : لا أزيدُ عددَ الفرائض ولا أنقُص منها ؛ وهو مهمل ، والأول ينتقض بما أخرجه البخاري في الصيام من طريق إسماعيل بن جعفر: "والله لا أتطوع" فإنه صريحٌ في نفي التطوع والقصْرِ على الفرائض ، فسقط ما أجاب به المجيبون ..
والوجه عندي : أن هذا الرجل جاء إلى صاحب الشريعةَ واسترخَص منه بلا وَاسطة ، فرخَّصَ له الشارع خاصة ، فيصير مستثنى من القواعد العامة ، كما في الأضحية «ولا تجزىء عن أحد بعدك». وهذا أيضاً باب يعلمه أهل العرف، فلا أثر له على القانون العام ، فمن أراد أن يترخصَ برخصتِهِ فليسترخَّص من الشارع ، وإذ ليس فليس" اهـ .
[204/1]
محمد أبومعاذ البخاري
2010-11-21, 09:57 PM
55 ـ "شطحة من ابن حزم" :
قال ابن حزم في الفصل (2/283) : [مطلب : إطلاق الصفات] :
(قال أبو محمد : وأما إطلاق لفظ الصفة لله تعالى عز وجل فمحال لا يجوز ، لأن الله تعالى لم ينص قط في كلامه المنزل على لفظة الصفات ولا على لفظ الصفة ، ولا حفظ عن النبي صلى الله عليه وسلم بأن لله تعالى صفة أو صفات ، نعم ، ولا جاء قط ذلك عن أحد من الصحابة رضي الله عنهم ولا عن أحد من خيار التابعين ولا عن أحد من خيار تابعي التابعين ، ومن كان هكذا فلا يحل لأحد أن ينطق به ، ولو قلنا أن الإجماع قد تيقن على ترك هذه اللفظة لصدقنا ، فلا يجوز القول بلفظ الصفات ولا اعتقاده ، بل هي بدعة منكرة قال الله تعالى : "إن هي إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان إن تتبعون إلا الظن وما تهوى الأنفس ولقد جاءهم من ربهم الهدى" .
قال أبو محمد : وإنما اخترع لفظ الصفات المعتزلة وهشام ونظراؤه من رؤساء الرافضة ، وسلك سبيلهم قوم من أصحاب الكلام سلكوا غير مسلك السلف الصالح ليس فيهم أسوة ولا قدوة ، وحسبنا الله ونعم الوكيل .
ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه .
وربما أطلق هذه اللفظة من متأخري الأئمة من الفقهاء من لم يحقق النظر فيها ، فهي وهلة من فاضل وزلة عالم ، وإنما الحق في الدين ما جاء عن الله تعالى نصاً أو عن رسوله صلى الله عليه وسلم كذلك أو صح إجماع الأمة كلها عليه ، وما عدا هذا فضلال ، وكل محدثة بدعة ، فإن اعترضوا بالحديث الذي رويناه من طرق عبد الله بن وهب عن عمرو ابن الحارث عن سعيد بن أبي هلال عن أبي الرجاء محمد بن عبد الرحمن عن أمه عمرة عن عائشة رضي الله عنها في الرجل الذي كان يقرأ قل هو الله أحد في كل ركعة مع سورة أخرى وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر أن يسأل عن ذلك فقال : "هي صفة الرحمن فأنا أحبها" فأخبره عليه السلام أن الله يحبه ، فالجواب وبالله تعالى التوفيق :
- إن هذه اللفظة انفرد بها سعيد بن أبي هلال وليس بالقوي قد ذكره بالتخليط يحيى وأحمد بن حنبل .
- وأيضاً فإن احتجاج خصومنا بهذا لا يسوغ على أصولهم ، لأنه خبر واحد لا يوجب عندهم العلم
- وأيضاً فلو صح لما كان مخالفاً لقولنا ، لأننا إنما أنكرنا قول من قال إن أسماء الله تعالى مشتقة من صفات ذاته ، فأطلق لذلك على العلم والقدرة والقوة والكلام أنها صفات ، وعلى من أطلق إرادة وسمعاً وبصراً وحياة وأطلق أنها صفات ، فهذا الذي أنكرناه غاية الإنكار ، وليس في الحديث المذكور ولا في غيره شيء من هذا أصلاً ، وإنما فيه أن قل هو الله أحد خاصة صفة الرحمن ، ولم ننكر هذا نحن بل هو خلاف لقولهم وحجة عليهم ، لأنهم لا يخصون قل هو الله أحد بذلك دون القرآن ودون الكلام والعلم وغير ذلك ، وفي هذا الخبر تخصيص لقوله قل هو الله أحد وحدها بذلك ، وقل هو الله أحد خبر عن الله تعالى بما هو الحق ، فنحن نقول فيها هي صفة الرحمن لمعنى أنها خبر عنه تعالى حق ، فظهر أن هذا الخبر حجة عليهم لنا .
- وأيضاً فمن أعجب الباطل أن يحتج بهذا الخبر فيما ليس فيه منه شيءٌ من يخالفه ويعصيه في الحكم الذي ورد فيه من استحسان قراءة قل هو الله أحد في كل ركعة مع سورة أخرى فلهذه الفضائح فلتعجب أهل العقول وأما الصفة التي يطلقون هم فإنما هي في اللغة واقعة على عرض في جوهر لا على غير ذلك أصلاً وقد قال تعالى : "سبحان ربك رب العزة عما يصفون " فأنكر تعالى إطلاق الصفات جملة ، فبطل تمويه من موه بالحديث المذكور ليستحل بذلك ما لا يحل من إطلاق لفظة الصفات ، حيث لم يأت بإطلاقها فيه نص ولا إجماع أصلاً ولا أثر عن السلف ، والعجب من اقتصارهم على لفظة الصفات ومنعهم من القول بأنها نعوت وسمات ، ولا فرق بين هذه الألفاظ لا في لغة ولا في معنى ولا في نص ولا في إجماع ..) انتهى .
قلت : رحم الله الإمام ابن حزم ، فقد صدقت فيه مقولة ابن عبدالهادي أنه جامد في الفروع ، هارس في الأصول ، فهو ذا ينكر جواز إطلاق لفظ "الصفة أو الصفات" ويلوي لمذهبه في التعطيل الآية والحديث ، ويصرح بأن صفاته ليست متعلقة بذاته جل وعلا ، فهو سميع بلا سمع .. تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا ..
محمد أبومعاذ البخاري
2010-11-21, 10:03 PM
56 ـ "ابن حزم" :
قال ابن كثير في البداية والنهاية الجزء 14 ص 291 :
(ورأيت في ليلة الاثنين الثاني والعشرين من المحرم سنة ثلاث وستين وسبعمائة الشيخ محي الدين النواوي رحمه الله ، فقلت له : يا سيدي الشيخ لم لا أدخلت في شرحك المهذب شيئا من مصنفات ابن حزم ؟
فقال ما معناه : إنه لايحبه
فقلت له : أنت معذور فيه ، فإنه جمع بين طرفي النقيضين في أصوله وفروعه ، أما هو في الفروع فظاهري جامد يابس ، وفي الأصول متول مائع قرمطة القرامطة ، وهرس الهرائسة ، ورفعت بها صوتي حتى سمعت ، وأنا نائم ثم أشرت له إلى أرض خضرا تشبه النخيل ، بل هي أردأ شكلا ، لا ينتفع بها في استغلال ولا رعي ، فقلت له : هذه أرض ابن حزم التي زرعها .
قال : انظر هل ترى فيها شجرا مثمرا أوشيئا ينتفع به ؟
فقلت : إنما تصلح للجلوس عليها في ضوء القمر .
فهذا حاصل ما رأيته ووقع في خلدي أن ابن حزم كان حاضرنا عندما أشرت للشيخ محي الدين إلى الأرض المنسوبة لابن حزم وهو ساكت لا يتكلم .) اهـ .
قال الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء (ج 18 / ص 184):
(الإمام الأوحد، البحر، ذو الفنون والمعارف، أبو محمد، علي ابن أحمد بن سعيد بن حزم...)
وقال أيضا في (ج 18 / ص 186):
(أعرض عن تصانيفه جماعة من الأئمة، وهجروها، ونفروا منها، وأحْرِقَتْ في وقت، واعتنى بها آخرون من العلماء، وفتشوها انتقادا واستفادة، وأخذا ومؤاخذة، ورأوا فيها الدر الثمين ممزوجا في الرصف بالخرز المهين، فتارة يطربون، ومرة يعجبون، ومن تفرده يهزءون.)
وقال أيضا في (ج 18 / ص 187):
(وفيه دين وخير، ومقاصده جميلة، ومصنفاته مفيدة، وقد زهد في الرئاسة، ولزم منزله مكبا على العلم، فلا نغلو فيه، ولا نجفو عنه، وقد أثنى عليه قبلنا الكبار.)
قال شيخ الإسلام بن تيمية في نقض المنطق:
(وكذلك أبو محمد بن حزم فيما صنفه من ((الملل والنحل)) , إنما يستحمد بموافقته السنة والحديث , مثل ما ذكره في مسائل القدر والإرجاء , ونحو ذلك , بخلاف ما انفرد به من قوله بالتفضيل بين الصحابة , وكذلك ما ذكره في باب الصفات , فإنه يستحمد فيه بموافقة أهل السنة والحديث لكونه يثبت الأحاديث الصحيحة , وبعظم السلف , وأئمة الحديث , ويقول إنه موافق للإمام أحمد بن حنبل في مسألة القرآن وغيرها , ولاريب أنه موافق له ولهم في بعض ذلك , لكن الأشعري ونحوه أعظم موافقة للإمام أحمد بن حنبل ومن قبله من الأئمة في القرآن والصفات , فإن كان أبومحمد بن حزم في مسائل الإيمان والقدر أقوم من غيره , وأعلم بالحديث , وأكثر تعظيماً له ولأهله من غيره , لكن قد خالط من أقوال الفلاسفة والمعتزلة في مسائل الصفات ما صرفه عن موافقة أهل الحديث في معاني مذهبهم في ذلك, فوافق هؤلاء في اللفظ, وهؤلاء في المعنى) .
و قال في شرح العقيدة الأصفهانية :
(وقد قاربهم في ذلك من قال من متكلمة الظاهرية كابن حزم أن أسماءه الحسنى كالحي والعليم والقدير بمنزلة أسماء الأعلام التي لا تدل على حياة ولا علم ولا قدرة , قال : ولا فرق بين الحي وبين العليم , بين القدير في المعنى أصلاً , ومعلوم أن مثل هذه المقالات سفسطة في العقليات , وقرمطة في السمعيات , فإنا نعلم بالاضطرار الفرق بين الحي والقدير والعليم والملك والقدوس والغفور) .
قال ابن عبدالهادي (ت744هـ) في الطبقات :
(قلت: وقد طالعت أكثر كتاب (الملل والنحل) لابن حزم فرأيته قد ذكر فيه عجائب كثيرة ونقولاً غريبة, وهو يدل على قوة ذكاء مؤلفه وكثرة اطلاعه.
لكن تبين لي منه أنه جهمي جلد , لا يثبت معاني أسماء الله الحسنى إلا القليل , كالخالق والحق, وسائر الأسماء عنده لا تدل على معنى أصلاً كالرحيم والعليم والقدير ونحوها, بل العلم عنده هو القدرة, والقدرة هي العلم, وهما عين الذات, ولا يدل العلم على معنى زائد على الذات المجردة أصلاً, وهذا عين السفسطة والمكابرة.
وكان ابن حزم في صغره قد اشتغل في المنطق والفلسفة, وأخذ المنطق عن محمد بن الحسن المذحجي, وأمعن في ذلك فتقرر في ذهنه بهذا السبب معاني باطلة, ثم نظر في الكتاب والسنة فوجد ما فيهما من المعاني المخالفة لما تقرر في ذهنه فصار في الحقيقة حائراً في تلك المعاني الموجودة في الكتاب والسنة, فروغ في ردها روغان الثعلب, فتارة يحمل اللفظ على غيره معناه اللغوي, ومرة يحمل ويقول: هذا اللفظ لا معنى له أصلاً, بل هو بمنزلة الأعلام, وتارة يرد ما ثبت عن المصدوق, كرده الحديث المتفق على صحته في إطلاق لفظ الصفات, وقول الذي كان يلزم قراءة (قول هو الله أحد) لأنها صفة الرحمن عز وجل, فأنا أحب أن أقرأ بها.
ومرة يخالف إجماع المسلمين في إطلاق بعض الأسماء على الله عز وجل.
وفي كلامه على اليهود والنصارى ومذاهبهم وتناقضهم فوائد كثيرة, وتخليط كثير, وهجوم عظيم, فإنه رد كثيراً من باطلهم بباطل مثله, كما رد على النصارى في التثليث بما يتضمن نفي الصفات.
وكثيراً ما يلعن ويكفر و يشتم جماعة ممن نقبل كتبهم كمتىً ولوقا ويوحنا وغيرهم, ويقذع في القدح فيهم إقذاعاً بليغاً.
وهو في الجملة لون غريب وشيء عجيب, وقد تكلم على نقل القرآن والمعجزات وهيئة العالم بكلام أكثره مليح حسن .) اهـ
محمد أبومعاذ البخاري
2010-11-23, 07:44 PM
57 ـ "من أخبار جمع الكتب" :
- قال ابن الأبار ـ في ترجمته للحكم بن عبد الرحمن [تكملة الصلة 192/1] ـ : " .. ويستجلب المؤلفات من البلدان الشاسعة والأقاليم النائية , حتى غصت بها أماكنه , وضاقت عنها خزائنه , باذلا في ذلك الأموال الجليلة , ومتجشماً له الكلف الباهظة .. وقلما نجد له كتابا ولا ديوانا من خزائنه ألا وله فيها قراءة ونظر من أي فن كان .. ويأتي .. بغرائب لاتكاد توجد إلا عنده ؛ لكثرة مطالعته .."
- في بغية الوعاة : [1/451] : وكانت لإسماعيل بن عبّاد الملقب بالصاحب ( 385 هـ ) مكتبة عظيمة ، وقد دعاه أحد الملوك لوزارته ، فكان من جملة أعذاره إليه أنه يحتاج لنقل كتبه خاصة أربعمائة جمل .!!
محمد أبومعاذ البخاري
2010-11-23, 07:58 PM
58 ـ فائدة في التقاء الساكنين :
من القواعد المشهورة : كسر الحرف السابق في حالة التقاء الساكنين ـ مالم يكن السابق حرف علة ـ يستثنى من ذلك ما ذكره العكبري في كتابه إعراب ثلاثين سورة من القرآن الكريم صـ 6ـ حيث قال في فتح النون من قوله (أعوذ بالله منَ الشيطان) والأصل أن يكسر النون على القاعدة : ".. فإن قيل : لم فتحت النون في قولك (من الشيطان) وكسرت النون في قولك (عن الشيطان) ؟ , فالجواب في ذلك : أن النُّون حركت فيهما لالتقاء الساكنين , غير أنهم اختاروا الفتح في "من" لانكسار الميم , واختاروا الكسر في "عن" لانفتاح العين , فأما قولهم : "إنِ الله أمكنني من فلان" , فإنهم كسروا النون مع الهمزة لقلة استعمالهم إياه ." اهـ .
محمد أبومعاذ البخاري
2010-11-23, 08:06 PM
59 ـ أهل الخشية :
قال العلامة بدر الدين بن جماعة في [تذكرة السامع والمتكلم في أدب العالم والمتعلم صـ 42 ] :
" قال تعالى: { إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ } ، وقال تعالى: { أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ } إلى قوله: { ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ } .
فاقتضت الآيتان أن العلماء هم الذين يخشون الله تعالى , وأن الذين يخشون الله تعالى هم خير البرية , فينتج أن العلماء هم خير البرية .
وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين" ، وعنه - صلى الله عليه وسلم -: "العلماء ورثة الأنبياء" , وحسبك هذه الدرجة مجدًا وفخرًا ؛ وبهذه الرتبة شرفًا وذكرًا ؛ فكما لا رتبة فوق رتبة النبوة فلا شرف ؛ فوق شرف وارث تلك الرتبة ." اهـ .
فتاة التوحيد والعقيده
2010-11-23, 09:15 PM
بارك الله فيكم وجزيتم خيرا
أبو محمد خليل المكي
2010-11-25, 01:11 AM
جزيت خيرا على الفوائد الرائعة القيمة ، نفع الله بك وبما تكتب ، وأجزل لك الأجر و المثوبة .
لكن تبين لي منه أنه جهمي جلد[/color] , لا يثبت معاني أسماء الله الحسنى إلا القليل , كالخالق والحق, وسائر الأسماء عنده لا تدل على معنى أصلاً كالرحيم والعليم والقدير ونحوها, بل العلم عنده هو القدرة, والقدرة هي العلم, وهما عين الذات, ولا يدل العلم على معنى زائد على الذات المجردة أصلاً, وهذا عين السفسطة والمكابرة.
وكان ابن حزم في صغره قد اشتغل في المنطق والفلسفة, وأخذ المنطق عن محمد بن الحسن المذحجي, وأمعن في ذلك فتقرر في ذهنه بهذا السبب معاني باطلة, ثم نظر في الكتاب والسنة فوجد ما فيهما من المعاني المخالفة لما تقرر في ذهنه فصار في الحقيقة حائراً في تلك المعاني الموجودة في الكتاب والسنة, فروغ في ردها روغان الثعلب, فتارة يحمل اللفظ على غيره معناه اللغوي, ومرة يحمل ويقول: هذا اللفظ لا معنى له أصلاً, بل هو بمنزلة الأعلام, وتارة يرد ما ثبت عن المصدوق, كرده الحديث المتفق على صحته في إطلاق لفظ الصفات, وقول الذي كان يلزم قراءة (قول هو الله أحد) لأنها صفة الرحمن عز وجل, فأنا أحب أن أقرأ بها.
ومرة يخالف إجماع المسلمين في إطلاق بعض الأسماء على الله عز وجل.
وفي كلامه على اليهود والنصارى ومذاهبهم وتناقضهم فوائد كثيرة, وتخليط كثير, وهجوم عظيم, فإنه رد كثيراً من باطلهم بباطل مثله, كما رد على النصارى في التثليث بما يتضمن نفي الصفات.
وكثيراً ما يلعن ويكفر و يشتم جماعة ممن نقبل كتبهم كمتىً ولوقا ويوحنا وغيرهم, ويقذع في القدح فيهم إقذاعاً بليغاً.
وهو في الجملة لون غريب وشيء عجيب, وقد تكلم على نقل القرآن والمعجزات وهيئة العالم بكلام أكثره مليح حسن .) اهـ
صدق الإمام ابن عبد الهادي ،،،،،
محمد أبومعاذ البخاري
2010-11-28, 02:40 AM
إخوتي الأفاضل : خليل + قلبي مملكه , زادكم ربي من فضله وأحسن إليكم ..
60 ـ "أحكام المنسي" :
قال العلامة الحافظ العلائي في نظم الفرائد لما تضمنه حديث ذي اليدين من الفوائد : [236 - 238 ] :
(.. ثم هنا تفصيلٌ حسنٌ لأقسام المنسي , ينبغي ذكره لما فيه من الفائدة , وهو أن الشيء المنسي على أقسام :
الأول : نسيان العبادات المأمور بها رأسا , وذلك على ضربين :
أحدهما : أن تفوت المصلحة التي شرعت لها العبادة ولا تقبل التدارك ؛ كالجهاد والجمعات وصلاة الكسوف وصلاة الجنازة في بعض الصور ؛ فهذه وأمثالها تسقط بالفوات ولا يشرع تداركها .
وثانيهما : ما يقبل التدارك , لأن غرض الشرع تحصيلُ مصلحته كمن نسي صلاة أوصوماً أو حجاً أو عمرة أونذرا أو كفارة ؛ فيجب عليه تداركها ، قال رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم : "من نام عن صلاة أو نسيها فليصلها إذا ذكرها" .
وهذا لا خلاف فيه بين الأمة .
القسم الثاني : نسيان المنهيات عنها لذواتها إذا فعلت على وجه النسيان ، وهو على ضربين أيضاً :
أحدهما : ما لا يتضمن إتلاف حقٍّ للغير ، كمن نسي نجاسة الطعام فأكله ؛ أو كوَّن هذا الشراب خمراً فشربه [يعني ناسياً] ونحو ذلك ، فلاشك أنه لا يتعلق هنا إثم ولا حدٌّ ، ولا تعزيرَ لنسيانه ، ولا تدارك هنا لأن المنهي إذا وقع وتحققت مفسدته لم يمكن رفعها ، وما شرع في معاملته من الحد أوالتعزير إنما شرع زاجرا عن المعاودة ، وذلك إنما يكون في حالة الذُّكر دون النسيان .
والضرب الثاني : ما يتضمن إتلافاً لملك الغير ؛ كمن باع طعاما ثم نسي أنه باعه فأكله ؛ فلا إثم عليه في ذلك ؛ ولكنه يلزمه ضمانه ، إما بالمثل أو بالقيمة لمالكه ، لأن الضمان من الجوابر ؛ والجوابر لاتسقط بالنسيان .
= وينشأ من هذين الضربين ما كان من المنهيات له جهتان ويتعلق به حق لله وحق للعباد ، كالقتل والزنا ، فإذا قتل خطأ فهو كالنسيان فلا إثم ، والقصاص الذي هو زاجر سقط لنسيانه ، والضمان بالدِّية لا يسقط فإنها كبدل المتلف الذي فوته ، وهو حق للآدمي .
وكذلك الكفارة لا تسقط لأنها شرعت جابرة لعدم التحفظ ، لا مكفرة للإثم إذ لا إثم هنا .
ومثل هذا : الزنا ، فإذا أبان زوجته ثم نسي طلاقها فوطئها ، أو باع جاريته أو أعتقها ، ثم نسي ذلك فوطئها ، فلا إثم لنسيانه ، ولاحد أيضا لما تقدم أن الزجر إنما يصلح للذاكر ، ولكن يلزمه ضمان ما أتلف من البضع بمهر المثل ، لأنه حق للآدمي جابر لما أتلفه ولا يسقط بالنسيان .
القسم الثالث : نسيان الشروط المصححة للعبادة بالترك ؛ أو المفسدة لها بالفعل ، وهذا على ضربين أيضاً :
أحدهما : نسيان المأمورات التي وجودها شرطٌ في صحة العبادة كالوضوء مثلا ، فالذي يُسْقِطُه النسيان هنا الإثمَ والعقوبةَ في الإقدام على العبادة من غير شرطها ، ويجب عليه إعادة الصلاة تداركا للمأمور ، لأن الغرض من تحصيل مصلحته لم يوجد .
وثانيهما : نسيان المنهيات المنافية [فإن لم يكن من قبيل الإتلاف] كالكلام في الصلاة ، والأكل والأفعال فيها ، والأكل في الصوم ، وغير ذلك من منافيات العبادات فلا يبطلها الإتيان بهذه الأشياء على وجه النسيان ، لأنه لم يقصد إفسادها ، وبالأدلة الدالة على مفردات ذلك : لقوله صلى الله عليه وسلم : "من نسي وهو صائم فأكل أو شرب فليتم صومه ، فإنما أطعمه الله وسقاه" ، وقوله صلى الله عليه وسلم : "رفع عن أمتي الخطأ والنسيان" .. وبنائه صلى الله عليه وسلم في أحاديث ذي اليدين هذه على صلاته ؛ مع كلامه وأفعاله المنافية على وجه النسيان ...
أمَّا إذا كان ذلك من قبيل الإتلاف كقتل الصَّيد في الإحرام وحلق الشعر وتقليم الأظفار ؛ فلا تسقط كفارته لما تقدمت الإشارة إليه أنها جابرة , والجوابر لاتسقط مع النسيان ...) اهـ .
محمد أبومعاذ البخاري
2010-11-29, 12:30 AM
61 ـ مما بقي على أبي الحسن الأشعري :
قال الحافظ ابن حجر في الفتح [361/13] [رقم : 7375 كتاب التوحيد : باب ما جاء في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم أمته إلى توحيد الله تعالى. ] :
(قوله : "فليكن أول ما تدعوهم إلى أن يوحدوا الله فإذا عرفوا ذلك" = مضى في وسط الزكاة من طريق إسماعيل بن أمية عن يحيى بن عبد الله بلفظ : "فليكن أول ما تدعوهم إليه عبادة الله فإذا عرفوا الله" وكذا أخرجه مسلم عن الشيخ الذي أخرجه عنه البخاري , وقد تمسك به من قال أول واجب المعرفة كإمام الحرمين ... وقد ذكرت في كتاب الإيمان من أعرض عن هذا من أصله وتمسك بقوله تعالى : "فأقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها" وحديث : "كل مولود يولد على الفطرة" فإن ظاهر الآية والحديث أن المعرفة حاصلة بأصل الفطرة , وأن الخروج عن ذلك يطرأ على الشخص , لقوله عليه الصلاة و السلام : "فأبواه يهودانه وينصرانه" , وقد وافق أبو جعفر السمناني - وهو من رؤوس الأشاعرة - على هذا , وقال : إن هذه المسألة [يريد : أول واجب على العبد المعرفة] بقيت في مقالة الأشعري من مسائل المعتزلة , وتفرع عليها أن الواجب على كل أحد معرفة الله بالأدلة الدالة عليه , وأنه لا يكفي التقليد في ذلك . . انتهى .) اهـ .
عمار سليمان
2010-11-29, 02:50 PM
بوركتت و جزاك الله خيرا و رفع الله شأنك ..................
محمد أبومعاذ البخاري
2010-11-30, 01:38 AM
الأخ الفاضل الطيب : عمار , بارك ربي في صبحك ومسائك وألحقنا جميعا بالصالحين .. آمين .
62 ـ "العلم وسيلة والإخلاص غاية" :
قال شيخ الاسلام بن تيمية -رحمه الله - في درء التعارض : [66/6] :
(وكل مراد محبوب لذاته فلا معنى لكونه مراداً محبوبا لذاته إلا أن ذاته هو غاية مطلب الطالبين , بمعنى أن ما يحصل لهم من النعيم واللذة هو غاية مطلوبهم لا يطلبونها , لأجل غيرها , فأما بتقدير أن تنتفي كل لذة فلا يتصور حب , فإن حب ما لا لذة في الشعور به ممتنع .
... لكن يفرق بين من يكون قد عرف الله معرفة أحبه لأجلها وبين من سمع مدح أهل المعرفة فاشتاق إلى كونه منهم , لما في ذلك من الشرف , فإن هذا في الحقيقة إنما مراده تعظيم نفسه وجعل المعرفة طريقا إليها .
وكذلك كل من أراد الله لأمر من الأمور ؛ كما حكي أن أبا حامدٍ بلغه أن من أخلص لله أربعين يوما تفجَّرت ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه , قال : ( فأخلصت أربعين يوماً فلم يتفجر شيء!! , فذكرت ذلك لبعض العارفين فقال لي : إنك إنما أخلصت للحكمة لم تخلص لله !! )
وذلك لأن الإنسان قد يكون مقصوده نيل العلم والحكمة أو نيل المكاشفات والتأثيرات أو نيل تعظيم الناس له ومدحهم إياه أو غير ذلك من المطالب , وقد عرف أن ذلك يحصل بالإخلاص لله وإرادة وجهه , فإذا قصد أن يطلب ذلك بالإخلاص لله وإرادة وجهه كان متناقضا , لأن من أراد شيئا لغيره فالثاني هو المراد المقصود بذاته ؛ والأول يراد لكونه وسيله إليه , فإذا قصد أن يخلص لله ليصير عالما أو عارفا أو ذا حكمة أو متشرفا بالنسبة إليه أو صاحب مكاشفات وتصرفات ونحو ذلك ؛ فهو هنا لم يرد الله بل جعل الله وسيلة له إلى ذلك المطلوب الأدنى وإنما يريد الله ابتداءً من ذاق حلاوة محبته وذكره , وفطر العباد مجبولة على محبته لكن منهم من فسدت فطرته . اهـ
قال الشاطبي في الموافقات 1/60:
(كل علم شرعي فطلب الشارع له إنما يكون حيث هو وسيلة إلى التعبد به لله تعالى ، لا من جهة أخرى ، فإن ظهر فيه اعتبار جهة أخرى فبالتبع ، والقصد الثاني لا بالقصد الأول ، والدليل على ذلك أمور :
أحدها: ما تقدم في المسألة قبلُ أن كل علم لا يفيد عملا فليس في الشرع ما يدل على استحسانه ، ولو كان له غاية أخرى شرعية ؛ لكان مستحسنا شرعا ، ولو كان مستحسنا شرعا لبحث عنه الأولون من الصحابة والتابعين ، وذلك غير موجود فما يلزم عنه كذلك .
والثاني : أن الشرع إنما جاء بالتعبد ، وهو المقصود من بعثة الأنبياء عليهم السلام كقوله تعالى (يا أيها الناس اتقوا ربكم) (الر كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير ألا تعبدوا إلا الله) الآيات (كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد ) ... وما أشبه ذلك من الآيات التي لا تكاد تحصى كلها دال على أن المقصود التعبد لله .
والثالث: ما جاء من الأدلة الدالة على أن روح العلم هو : العمل ، و إلا فالعلم عارية ، وغير منتفع به ، فقد قال الله تعالى ( إنما يخشى الله من عباده العلماء ) ، وقال (وإنه لذو علم لما علمناه) قال قتادة: يعني: لذو عمل بما علمناه ..
والأدلة على هذا المعنى أكثر من أن تحصى ، وكل ذلك يحقق أن العلم وسيلة من الوسائل ليس مقصودا لنفسه من حيث النظر الشرعي ، وإنما هو وسيلة إلى العمل ، وكل ما ورد في فضل العلم ، فإنما هو ثابت للعلم من جهة ما هو مكلف بالعمل به .) اهـ .
فإياك إياك يا طالب العلم أن تتخذ من الإخلاص والتعبد وسيلة لنيل العلم الشرعي .. فالعلم وسيلة .. والإخلاص غاية .. وهذا - والله - مزلق ضيق خطير يتسلح به الشيطان ليتمكن به من طالب العلم , فتراه يتنسك ليفتح الله عليه في الفن الفلاني .. أو يصوم ليسهل عليه استذكار المتن الفلاني .. والله المستعان .. وقانا الله و إياكم مداخل الشيطان .. وبلغنا وإياكم منازل المحسنين .. آمين .
محمد أبومعاذ البخاري
2010-12-02, 01:03 PM
63 ـ "همٌّ لا سبب له" :
قال شيخ الاسلام بن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوي [111/14] في تفسير قوله تعالى : "وإن تبدوا مافي أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله" :
( ... وروي عن عائشة : "ما أعلنت فإن الله يحاسبك به , و أمَّا ما أخفيت فما عجلت لك به العقوبة فى الدنيا " وهذا قد يكون ممّا يعاقب فيه العبد بالغمِّ , كما سئل سفيان بن عيينة عن غمٍّ لايعرف سببه ؛ قال : "هو ذنب هممت به فى سرك و لم تفعله فجزيت همًّا به" , فالذنوب لها عقوبات السِّر بالسِّر , والعلانية بالعلانية ..) اهـ .
اللهم إنا نعوذ بك من الهم والغم ..
سعد الحسيني
2010-12-03, 04:29 AM
نريد المزيد من هذه الدرر أحسن الله إليك وكتب الله لك الأجر والمثوبة, ووفقك الله إلى كل خير...
محمد أبومعاذ البخاري
2010-12-04, 01:07 PM
- أخي الطيب "سعد" أشكر لك تشجيعك الطيب ودعاءك الطيب , وأسأل ربي أن يبارك لك في صبحك ومسائك ..
64 ـ مثل رائع [ترك الآداب يفضي إلى ..] :
في غذاء الألباب [36/1] :
(وَقال الحجَّاوي فِي شرحه : يقال مثلُ الإِيمان كمثَل بلدَةٍ لها خمس حصونٍ : ، الأَول من ذهبٍ ، والثاني من فضَّةٍ ، والثالث من حديدٍ ، والرابع من آجرٍّ ، والخامس من لبنٍ ، فما زال أهل الحصن متعاهدين حصن اللَّبنِ لا يطمع العدو في الثاني ، فإذا أهملوا ذلك طمعوا في الحصن الثاني ثمَّ الثالث حتَّى تَخْرَبَ الحصون كلُّها ، فكَذلك الإيمانُ في خمس حصون اليقين ، ثمَّ الإخلاصُ ، ثمَّ أَداء الفرائض ، ثمَّ السُّنَن ، ثمَّ حفظ الآداب ، فما دام يحفظ الآداب ويتعاهدها فالشَّيطان لا يطمع فيه ، وإذا ترك الآدآب طمع الشَّيطان في السّنن ، ثمَّ في الفرائض ، ثمّ في الإخلاص ، ثمَّ في اليقِينِ . )اهـ .
محمد أبومعاذ البخاري
2010-12-08, 10:15 PM
65 ـ "كتب شيخ الاسلام ابن تيمية "
في العقود الدرية ص [65] :
(... ويسأل عن الشيء فيقول : "قد كتبت في هذا" ، فلا يدري أين هو ، فيلتفت إلى أصحابه ، ويقول : "ردوا خطي وأظهروه لينقل" ، فمن حرصهم عليه لا يردونه ومن عجزهم لا ينقلونه ، فيذهب ولا يعرف اسمه .
فلهذه الأسباب وغيرها تعذر إحصاء ما كتبه وما صنفه ، وما كفى هذا إلا أنه لما حبس تفرق أتباعه وتفرقت كتبه وخوفوا أصحابه من أن يظهروا كتبه ، فذهب كل أحد بما عنده وأخفاه ، ولم يظهروا كتبه فبقي هذا يهرب بما عنده وهذا يبيعه أو يهبه وهذا يخفيه ويودعه ، حتى إن منهم من تسرق كتبه أو تجحد فلا يستطيع أن يطلبها ولا يقدر على تخليصها ، فبدون هذا تتمزق الكتب والتصانيف ، ولولا أن الله تعالى لطف وأعان ومن وأنعم وجرت العادة في حفظ أعيان كتبه وتصانيفه لما أمكن لأحد أن يجمعها .
ولقد رأيت من خرق العادة في حفظ كتبه وجمعها وإصلاح ما فسد منها ورد ما ذهب منها ما لو ذكرته لكان عجبا ، يعلم به كل منصف أن لله عناية به وبكلامه ، لأنه يذب عن سنة نبيه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين .) . انتهى .
قلت : صدق ـ والله ـ , فما تعدد طبعات كتب الإمام واستشراحها واستخراج وتحقيق المخطوط منها بعمل دؤوب لايطرقه كلل ولا ملل = إلا آية دالة على جميل رعاية الله لعلم هذا الإمام , وصيانة دينه ..
محمد أبومعاذ البخاري
2010-12-08, 10:49 PM
66 ـ "تقديم الأبناء للتدريس .. بحكمة !!"
في طبقات الشافعية للسبكي [399/10] :
(وشغر مرة مكان بدار الحديث الأشرفية , فنزلني فيه , فعجبت من ذلك ؛ فإنه كان لا يرى تنـزيل أولاده في المدارس , وها أنا لم ألِ في عمري فقاهة في غير دار الحديث , ولا إعادة إلا عند الشيخ الوالد , وإنما كان يؤخرنا إلى وقت استحقاق التدريس , على هذا ربانا - رحمه الله - فسألته فقال : ليقال إنك كنت فقيها عند المزي !! .
ولما بلغ المزي ذلك ؛ أمرهم أن يكتبوا اسمي في الطبقة العليا , فبلغ ذلك الوالد فانزعج , وقال :
"خرجنا من الجد إلى اللعب , لا - والله - عبد الوهاب شابٌّ , ولا يستحق الآن هذه الطبقة , اكتبوا اسمه مع المبتدئين" , فقال له شيخنا الذهبي : "والله هو فوق هذه الدرجة وهو محدث جيد" , هذه عبارة الذهبي , فضحك الوالد وقال : "يكون مع المتوسطين" .) اهـ .
محمد أبومعاذ البخاري
2010-12-09, 11:56 AM
67 ـ " عقوبة العالِـم .."
قال الشوكاني ـ رحمه الله في تفسير قوله تعالى : "ولئن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم مالك من الله من ولي ولا نصير" :
(وفي هذه الآية من الوعيد الشديد الذي ترجف له القلوب ، وتتصدع منه الأفئدة ، ما يوجب على أهل العلم الحاملين لحجج الله سبحانه ، والقائمين ببيان شرائعه ، ترك الدِّهان لأهل البدع المتمذهبين بمذاهب السوء ، التاركين للعمل بالكتاب والسنة ، المؤثرين لمحض الرأي عليهما ؛ فإن غالب هؤلاء ، وإن أظهر قبولاً ، وأبان من أخلاقه ليناً لا يرضيه إلا اتباع بدعته ، والدخول في مداخله ، والوقوع في حبائله ، فإن فعل العالم ذلك بعد أن علمه الله من العلم ما يستفيد به أن هدى الله هو ما في كتابه ، وسنّة رسوله ، لا ماهم عليه من تلك البدع التي هي ضلالة محضة ، وجهالة بينة ، ورأي منهار ، وتقليد على شفا جرف هار ، فهو إذ ذاك ما له من الله من وليّ ، ولا نصير ، ومن كان كذلك ، فهو مخذول لا محالة ، وهالك بلا شك ولا شبهة .) اهـ .
نسألك اللهم العافية ..
قف أيها العالم مع هاتين الآيتين :
ـ قال تعالى مخاطبا رسول الأمة : "وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذًا لَاتَّخَذُوكَ خَلِيلًا (73) وَلَوْلَا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا (74) إِذًا لَأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا (75)" الإسراء .
ـ وقال أيضا لمعلم الأمة : "وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ (49)" المائدة .
تأمل خطاب الله لنبيه , كيف يحذره من الفتنة عن بعض ما أنزله عليه , ويبين له أنه إن اتبع هوى الناس يتخذونه حِباً بل خليلاً , ويصرح له بترك نصرته وترك ولايته له إن فعل ذلك ..
محمد أبومعاذ البخاري
2010-12-10, 02:25 PM
68 ـ ممحقات الصغائر ماذا تكفر إن لم تجد الصغائر :
قال الإمام النووي في شرح مسلم [112/3] باب فضل الوضوء والصلاة عقبه في شرحه لحديث حمران في الوضوء :
(- قوله صلى الله عليه وسلم: "كانت كفارة لما قبلها من الذنوب ما لم يؤت كبيرة وذلك الدهر كله" معناه : أن الذنوب كلها تغفر إلا الكبائر فإنها لا تغفر ، وليس المراد أن الذنوب تغفر ما لم تكن كبيرة ، فإن كانت لا يغفر شيء من الصغائر فإن هذا وإن كان محتملاً فسياق الأحاديث يأباه ، قال القاضي عياض: هذا المذكور في الحديث من غفران الذنوب ما لم تؤت كبيرة هو مذهب أهل السنة ، وأن الكبائر إنما تكفرها التوبة أو رحمة الله تعالى وفضله والله أعلم .
- وقوله صلى الله عليه وسلم: "وذلك الدهر كله" أي : ذلك مستمر في جميع الأزمان.
- ثم إنه وقع في هذا الحديث: "ما من امرئ مسلم تحضره صلاة مكتوبة فيحسن وضوءها وخشوعها وركوعها إلا كانت كفارة لما قبلها من الذنوب ما لم يؤت كبيرة" , وفي الرواية المتقدمة : "من توضأ نحو وضوئي هذا ثم صلى ركعتين لا يحدث فيهما نفسه غفر له ما تقدم من ذنبه" , وفي الرواية الأخرى : "إلا غفر له ما بينه وبين الصلاة التي تليها" , وفي الحديث الاَخر: "من توضأ هكذا غفر له ما تقدم من ذنبه وكانت صلاته ومشيه إلى المسجد نافلة" , وفي الحديث الآخر : "الصلوات الخمس كفارة لما بينهن" , وفي الحديث الآخر : "الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات ما بينهن إذا اجتنبت الكبائر" = فهذه الألفاظ كلها ذكرها مسلم في هذا الباب .
- وقد يقال إذا كفر الوضوء فماذا تكفر الصلاة ؟ ، وإذا كفرت الصلاة فماذا تكفر الجمعات ورمضان ؟، وكذلك صوم يوم عرفة كفارة سنتين ، ويوم عاشوراء كفارة سنة ، وإذا وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه.؟
والجواب ما أجابه العلماء : أن كل واحد من هذه المذكورات صالح للتكفي ر، فإن وجد ما يكفره من الصغائر كفره ، وإن لم يصادف صغيرة ولا كبيرة كتبت به حسنات ورفعت به درجات ، وإن صادفت كبيرة أو كبائر ولم يصادف صغيرة رجونا أن يخفف من الكبائر والله أعلم .) اهـ .
محمد أبومعاذ البخاري
2010-12-16, 09:42 AM
69 ـ عاشوراء :
في لطائف المعارف لابن رجب في معرض كلامه عن فضائل يوم عاشوراء صـ [55] :
(.. وأما التوسعة فيه على العيال فقال حرب : سألت أحمد عن الحديث الذي جاء: "من وسع على أهله يوم عاشوراء" فلم يره شيئا وقال ابن منصور : قلت لأحمد : هل سمعت في الحديث: "من وسع على أهله يوم عاشوراء أوسع الله عليه سائر السنة" فقال: نعم رواه سفيان بن عيينة عن جعفر الأحمر عن إبراهيم بن محمد عن المنتشر - وكان من أفضل أهل زمانه - أنه بلغه : "أنه من وسع على عياله يوم عاشوراء أوسع الله عليه سائر سنته" , قال ابن عيينة : "جربناه منذ خمسين سنة أو ستين سنة فما رأينا إلا خير" .
وقول حرب "إن أحمد لم يره شيئا" إنما أراد به الحديث الذي يروى مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم ؛ فإنه لا يصح إسناده ؛ وقد روي من وجوه متعددة لا يصح منها شيء ؛ وممن قال ذلك محمد بن عبد الله بن عبد الحكم وقال العقبلي: هو غير محفوظ , وقد روي عن عمر من قوله , وفي إسناده مجهول لا يعرف .
... وكتب عمر بن عبد العزيز إلى الأمصار كتاباً قال فيه : قولوا كما قال أبوكم آدم عليه السلام :{رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} وقولوا كما قال نوح: {وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخَاسِرِينَ} وقولوا كما قال موسى: {رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي} وقولوا كما قال ذو النون: {لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ}.) اهـ .
محمد أبومعاذ البخاري
2010-12-16, 05:16 PM
70 ـ
قال شيخ الاسلام في الرد على المنطقيين في معرض كلامه عن شناعات القول بوحدة الأعيان :
( .. وهؤلاء المتفلسفة ومتصوفوهم كابن سبعين وأتباعه يجوِّزون ان يكون الرجل يهودياًّ , أو نصرانياً أو مشركاً يعبد الأوثان , فليس الإسلام عندهم واجباً , ولا التهود والتنصر والشرك محرماً , لكن قد يرجحون شريعة الإسلام على غيرها , وإذا جاء المريد إلى شيخ من شيوخهم وقال : أريد أن أسلك على يديك , يقول له : على دين المسلمين أو اليهود أو النصارى !! فإذا قال له المريد : اليهود والنصارى أما هم كفار ؟؟ , يقول : لا!! , ولكن المسلمون خير منهم !! , ...
وهذا أيضا أكثر اعتقاد علماء النصارى وكثير من اليهود : يرون دين المسلمين واليهود والنصارى بمنزلة المذاهب في دين المسليمن , فيجوز للرجل عندهم أن ينتقل من هذه الملة إلى تلك , إما لرجحانها عنده في الدين , وإما لمصلحة دنياه , كما ينتقل الإنسان من مذهب بعض أئمة المسلمين الى مذهب إمام آخر , كما ينتقل من مذهب مالك إلى الشافعي ومن مذهب أبي حنيفة الى مذهب أحمد ونحو ذلك .) انتهى هــ .
محمد أبومعاذ البخاري
2010-12-16, 06:59 PM
71 ـ
في السير [270/17] : (قال عبد الغنيِّ [الأزدي صاحب : "الأوهام التي في مدخل الحاكم" ]:لما رددتُ على أَبي عبد الله الحاكم ( الأَوهَامَ التي في المدخل ) بعث إليَّ يشكُرني، ويدعو لي، فعلمت أَنَّه رجل عاقل.) اهـ .
وفي البداية والنهاية [8/12] : (وقد صنَّف الحافظ عبد الغني هذا كتابا فيه أوهام الحاكم ، فلما وقف الحاكم عليه جعل يقرأه على النَّاس ويعترف لعبدالغني بالفضل ، ويشكره ويرجع فيه إلى ما أصاب فيه من الرد عليه ، رحمهما الله ) . آمين .
محمد أبومعاذ البخاري
2011-02-14, 08:43 PM
72 ـ قال ابن تيمية رحمه الله في المنهاج [4/409] : "إن الفتن إنما يعرف ما فيها من الشر إذا أدبرت ، فأما إذا أقبلت فإنها تزين ، ويظن أن فيها خيرا .."
محمد أبومعاذ البخاري
2011-03-10, 07:12 PM
73 ـ مما جاء في الصلاة .
في سير أعلام النبلاء ( 381/4 ) : ـ
ـ يحيى بن عيسى الرملي ، عن الاعمش، قال: كان يحيى بن وثاب من أحسن الناس قراءة، ربما اشتهيت أن أقبل رأسه من حسن قراءته ، وكان إذا قرأ لا تسمع في المسجد حركة ، كأن ليس في المسجد أحد.
حميد بن عبدالرحمن: حدثنا أبي عن الاعمش ، كان يحيى إذا قضى صلاته مكث مليا تعرف فيه كآبة الصلاة.
وفي ( 204/9 ) : ـ
_ قال عبدالرحمن رسته: سألت ابن مهدي عن الرجل يبني بأهله، أيترك الجماعة أياما ؟ قال: لا، ولا صلاة واحدة.
وحضرته صبيحة بني على ابنته، فخرج، فأذن، ثم مشى إلى بابهما، فقال للجارية: قولي لهما: يخرجان إلى الصلاة، فخرج النساء والجواري، فقلن: سبحان الله ! أي شئ هذا ؟ فقال: لا أبرح حتى يخرجا إلى الصلاة، فخرجا بعدما صلى، فبعث بهما إلى مسجد خارج من الدرب .
قلت: هكذا كان السلف في الحرص على الخير.
وفي ( 34/8 ) : ـ
ـ قال محمد بن المبارك الصوري : كان سعيد [بن عبدالعزيز] إذا فاتته صلاة الجماعة بكى.
وفي ( 181/8 ) : ـ
قال يحيى بن معين: إن يحيى بن سعيد [القطان] لم يفته الزوال في المسجد أربعين سنة.
وفي ( 328/10 ) : ـ
ـ عن الاوزاعي قال : كان عندنا ببيروت صياد، يخرج يوم الجمعة يصطاد ، ولا يمنعه مكان الجمعة ، فخرج يوما ، فخسف به وببغلته ، فلم يبق منها إلا أذناها وذنبها.
وفي ( 346/16 ) : ـ
ـ وروي عن ابن خفيف [محمد الشبرازي] ، أنه كان به وجع الخاصرة، فكان إذا أصابه أقعده عن الحركة، فكان إذا نودي بالصلاة يحمل على ظهر رجل، فقيل له: لو خففت على نفسك ؟ ! قال: إذا سمعتم حي على الصلاة ولم تروني في الصف فاطلبوني في المقبرة.
وفي ( 182/21 ) : ـ
ـ وكان الشيخ حياة .. ملازما لزاويته بحران منذ خمسين سنة، لم تفته جماعة إلا من عذر شرعي.
وفي ( 228/4 ) :ـ
ـ قال معن بن عيسى: حدثنا مالك، عن ابن شهاب، قلت لسعيد بن المسيب: لو تبديت، وذكرت له البادية وعيشها والغنم، فقال: كيف بشهود العتمة .
وفي ( 646/10 ) : ـ
ـ قال ابن معين: لو أن المحدثين يصدقون في الحديث كما يصدق ابن سماعة في الفقه، لكانوا فيه على نهاية .
وقال أحمد بن عطية: كان ورده في اليوم مئتي ركعة .
وقال محمد بن عمران: سمعته [ محمد بن سماعة] يقول: مكثت أربعين سنة لم تفتني التكبيرة الاولى إلا يوم ماتت أمي، فصليت خمسا وعشرين صلاة، أريد التضعيف .
وفي ( 276/14 ) : ـ
ـ قال أبو محمد الفرغاني : حدثني أبو بكر الدينوري قال: لما كان وقت صلاة الظهر من يوم الاثنين الذي توفي فيه في آخره ابن جرير طلب ماء ليجدد وضوءه ، فقيل له : تؤخر الظهر تجمع بينها وبين العصر , فأبى وصلى الظهر مفردة ، والعصر في وقتها أتم صلاة وأحسنها.
وفي ( 66/4 ) : ـ
ـ قال سعيد بن جبير، قال لي مسروق: ما بقي شئ يرغب فيه إلا أن نعفر وجوهنا في التراب، وما آسى على شئ إلا السجود لله تعالى.
محمد أبومعاذ البخاري
2011-03-10, 07:14 PM
74 ـ ما أكرم الله به البشر على الملائكة : ـ
في الإتقان [ النوع 35 ] : قال ابن الصلاح في فتاويه: قراءة القرآن كرامة أكرم الله بها البشر، فقد ورد أن الملائكة لم يعطوا ذلك، وأنها حريصة لذلك على استماعه من الأنس.
محمد أبومعاذ البخاري
2011-03-10, 07:25 PM
75 ـ تواضع رجل جمع الله له بين العلم و المال : ـ
* في سير أعلام النبلاء ( 20/429 ) : ـ
"كان يُقرأ عنده [ الوزير ابن هبيرة ] الحديث كل يوم بعد العصر، فحضر فقيه مالكي، فذكرت مسألة ، فخالف فيها الجمع، وأصَّر، فقال الوزير: أحمار أنت ! أما ترى الكُلَّ يخالفونك ؟
فلما كان من الغد، قال للجماعة : ( إنه جرى مني بالأمس في حق هذا الرجل مالا يليق، فليقُل لي كما قلت له، فما أنا إلا كأحِدكم ) ، فضبَّح المجلس بالبكاء، واعتذر الفقيه، قال : أنا أولى بالاعتذار .
وجعل يقول : القِصاصَ القِصاصَ ، فلم يزل حتى قال يوسف الدَّمشقيَّ : إذ أبى القصاص فالفداء، فقال الوزير : له حكمه. فقال الفقيه : نِعُمك علي كثيرة، فأي حكم بقي لي ؟ قال : لابُدَّ. قال : عليَّ دين مئة دينار. فأعطاه مئتي دينار، وقال لإبراء ذِمَّتِه، ومئة لإبراء ذمَّتي " اهـ .
* وفي ذيل طبقات الحنابلة : ـ
"ذكر مرة في مجلسه مفردة للإمام أحمد تفرد بها عن الثلاثة، فادعى أبو محمد الأشيري المالكي: أنها رواية عن مالك، ولم يوافقه على ذلك أحد، وأحضر الوزير كتب مفردات أحمد، وهي منها، والمالكي مقيم على دعواه.
فقال له الوزير: بهيمة أنت ! أما تسمع هؤلاء الأئمة يشهدون بانفراد أحمد بها، والكتب المصنفة، وأنت تنازع وتفرق المجلس؟
فلما كان المجلس الثاني، واجتمع الخلق للسماع أخذ ابن شافع في القراءة، فمنعه وقال: ( قد كان الفقيه أبو محمد جريء في مسألة أمس على ما يليق به عن العدول عن الأدب والانحراف عن نهج النظر حتى قلت تلك الكلمة، وها أنا فليقل لي كما قلت له فلست بخير منكم، ولا أنا إلا كأحدكم ) ، فضج المجلس بالبكاء، وارتفعت الأصوات بالدعاء والثناء، وأخذ الأشيري يعتذر، ويقول: أنا المذنب والأولى بالاعتذار من مولانا الوزير، ويقول: القصاص، القصاص .
فقال يوسف الدمشقي مدرس النظامية: يا مولانا، إذا أبى القصاص فالفداء .
فقال الوزير: له حكمه، فقال الأشيري: نعمك عليّ كثيرة، فأي حكم بقي لي ؟
فقال: قد جعل الله لك الحكم علينا بما ألجأتنا به إلى الافتيات عليك .
فقال: علي بقية دين منذ كنت بالشام، فقال الوزير: يعطى مائة دينار لإبراء ذمته وذمتي، فأحضر له مائة، فقال له الوزير: عفا الله عنك وعني، وغفر لك ولي." . اهـ .
محمد أبومعاذ البخاري
2011-03-10, 07:33 PM
76 ـ هجاه ثم رثاه : ـ
في نزهة الألباء في طبقات الأدباء في ترجمة أبي محمد اليزيدي [ص 35] : ـ
( وله أيضاً في ذمهم ـ أي نحاة الكوفة والكسائي على جهة الخصوص ـ : ـ
كنا نقيس النحو فيما مضى **** على لسان العرب الأول
فجاء أقوام يقيسونه **** على لغى أشياخ قطربل
فكلهم يعمل في نقض ما **** به يصاب الحق لا يأتلي
إن الكسائي وأصحابه **** يرقون في النحو إلى أسفل .
ـ وله أيضاً قصيدة يرثي بها الكسائي ومحمد بن الحسن صاحب أبي حنيفة , وكانا قد خرجا مع الرشيد إلى خراسان ، فماتا في الطريق ، فمنها :
تصرمت الدنيا فليس خلود **** وما قد ترى من بهجة سيبيد
سيغنيك ما أغنى القرون التي **** خلت فكن مستعداً فالفناء عتيد
أسيت على قاضي القضاة محمد **** فأذريت دمعي والفؤاد عميد
وقلت إذا ما الخطب أشكل : من لنا **** بإيضاحه يوماً وأنت فقيد
وأقلقني موت الكسائي بعده **** وكادت بي الأرض الفضاء تميد
وأذهلني عن كل عيش ولذة **** وأرق عيني والعيون هجود
هما عالمان أوديا وتخرما **** وما لهما في العالمين مزيد ) . اهـ .
محمد أبومعاذ البخاري
2011-03-10, 07:36 PM
77 ـ موقف الذهبي من ابن حزم : ـ
قال الذهبي في " سير أعلام النبلاء" (18/201) : ـ
" ولي أنا ميل إلى أبي محمد لمحبته في الحديث الصحيح، ومعرفته به، وإن كنت لا أوافقه في كثير مما يقوله في الرجال والعلماء، والمسائل البشعة في الأصول والفروع، وأقطع بخطئه في غير ما مسألة، ولكن لا أكفره، ولا أضلله، وأرجو له العفو والمسامحة وللمسلمين، وأخضع لفرط ذكائه وسعة علومه".
محمد أبومعاذ البخاري
2011-03-10, 07:37 PM
78 ـ في الإصابة [252/2] : ـ
(وقد صنف جماعة من القدماء في مقتل الحسين تصانيف؛ فيها الغث والسمين ، والصحيح والسقيم ... وقد صح عن إبراهيم النخعي أنه كان يقول : لو كنت فيمن قاتل الحسين ثم أدخلت الجنة ؛ لاستحييت أن أنظر إلى وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم . ) . اهـ ..
رضا الحملاوي
2011-03-10, 08:18 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أهلاً وسهلاً بعودة أخينا الفاضل الشيخ أبي معاذ ... وبعودة فوائده المباركة الطيبة التي أتابعها باستمرار
بارك الله فيك
محمد أبومعاذ البخاري
2011-03-17, 01:38 AM
79 ـ الرازي الطبيب : ـ
في عيون الأنباء في طبقات الأطباء لابن يونس السعدي الخزرجي : [1 / 417] : ـ
(ومما حكي عنه ـ أي محمد بن زكريا الرازي ، الطبيب البارع الفيلسوف ـ من بدائع وصفه وجودة استدلاله : قال القاضي أبو علي المحسن بن علي بن أبي جهم التنوخي في كتاب الفرج بعد الشدة : حدثني محمد بن علي بن الخلال البصري أبو الحسين ، أحد أمناء القضاة ، قال : حدثني بعض أهل الطب الثقاة : أن غلاما من بغداد قدم الري وهو ينفث الدم ، وكان لحقه ذلك في طريقه ، فاستدعى أبا بكر الرازي الطبيب المشهور بالحذق صاحب الكتب المصنفة ، فأراه ما ينفث ووصف ما يجد .
فأخذ الرازي مجسته ، ورأى قارورته ، واستوصف حاله منذ بدأ ذلك به ، فلم يقم له دليل على سل ولا قرحة ، ولم يعرف العلة ، فاستنظر الرجل ليتفكر في الأمر ، فقامت على العليل القيامة ، وقال : هذا يأس لي من الحياة ، لحذق المتطبب وجهله بالعلة ، فازداد ما به ، وولد الفكر للرازي أن أعاد عليه فسأله عن المياه التي شربها في طريقه ، فأخبره أنه قد شرب من مستنقعات وصهاريج ، فقام في نفس أبي بكر محمد بن زكريا الرازي المتطبب الرأي - بحدة الخاطر وجودة الذكاء - أن علقة كانت في الماء ، فحصلت في معدته وأن ذلك النفث الدم من فعلها .
فقال له : إذا كان في غد جئتك فعالجتك ولم أنصرف أو تبرأ ، ولكن بشرط تأمر غلمانك أن يطيعوني فيك بما آمرهم به .
فقال : نعم .
وانصرف الرازي ، فتقدم فجمع له ملء مركنين كبيرين من طحلب أخضر ، فأحضرهما من غد معه ، وأراه إياهما ، وقال له : ابلع جميع ما في هذين المركنين .! فبلع الرجل شيئا يسيرا ثم وقف ، فقال : ابلع ، فقال : لا أستطيع ، فقال للغلمان : خذوه فأنيموه على قفاه ، ففعلوا به ذلك وطرحوه على قفاه وفتحوا فاه ، وأقبل الرازي يدس الطحلب في حلقه ويكبسه كبسا شديدا ، ويطالبه ببلعه شاء أم أبى ، ويتهدده بالضرب إلى أن أبلعه كارها أحد المركنين بأسره ، والرجل يستغيث فلا ينفعه مع الرازي شيء ، إلى أن قال : الساعة أقذف ، فزاد الرازي فيما يكبسه في حلقه ، فذرعه القيء فقذف ، وتأمل الرازي قذفه ، فإذا فيه علقة ، وإذا هي لما وصل إليها الطحلب قرمت إليه بالطبع ، وتركت موضعها ، والتفتت على الطحلب ، فلما قذف الرجل خرجت مع الطحلب ، ونهض الرجل معافى ) انتهى ..
قال الذهبي في السير [355/14] : ـ
(مُحَمَّدُ بنُ زَكَرِيَّا الرَّازِيُّ الطَّبِيْبُ ، الأُسْتَاذُ، الفَيْلَسُوْفُ، أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ زَكَرِيَّا الرَّازِيُّ الطَّبِيْبُ، صَاحِبُ التَّصَانِيْفِ، مِنْ أَذْكِيَاءِ أَهْلِ زَمَانِهِ، وَكَانَ كَثِيْرَ الأَسفَارِ، وَافِرَ الحُرمَةِ، صَاحِبَ مُرُوْءةٍ وَإِيثَارٍ وَرَأْفَةٍ بِالمَرْضَى، وَكَانَ وَاسِعَ المَعْرِفَةِ، مُكبّاً عَلَى الاشْتِغَالِ، مَليحَ التَّأْلِيْفِ، وَكَانَ فِي بَصرِه رُطُوْبَةٌ؛لِكَ ثْرَةِ أَكلِه البَاقِلَّى، ثُمَّ عَمِيَ.
أَخَذَ عَنِ:البَلْخِيّ الفَيْلَسُوْفِ، وَكَانَ إِلَيْهِ تَدْبِيْرٌ بِيْمَارِسْتَان ِ الرَّيِّ، ثُمَّ كَانَ عَلَى بِيْمَارِسْتَان ِ بَغْدَادَ فِي دَوْلَةِ المُكْتَفِي، بَلَغَ الغَايَةَ فِي عُلُوْمِ الأَوَائِلِ - نَسْأَلُ اللهَ العَافيَةَ - ) .
أخي : رضا الحملاوي : جزاك الله خيرا وبارك فيك .
محمد أبومعاذ البخاري
2011-03-17, 01:46 AM
80 ـ " المتطبب الفاضل " : ـ
في طبقات الشافعية الكبرى : [8 / 305] : ـ
علي بن أبي الحزم القرشي الشيخ علاء الدين بن النفيس : الطبيب المصري صاحب التصانيف الفائقة في الطب الموجز وشرح الكليات وغيرهما .
كان فقيها على مذهب الشافعي ، صنف شرحا على التنبيه ، وصنف في الطب غير ما ذكرنا كتابا سماه الشامل ، قيل : لو تم لكان ثلاثمائة مجلدة !! ، تم منه ثمانون مجلدة ، وكان ـ فيما يذكر ـ يملي تصانيفه من ذهنه ، وصنف في أصول الفقه وفي المنطق ، وبالجملة كان مشاركا في فنون ، وأما الطب : فلم يكن على وجه الأرض مثله ، قيل : ولا جاء بعد ابن سينا مثله ، قالوا : وكان في العلاج أعظم من ابن سينا ، وكان شيخه في الطب الشيخ مهذب الدين الدخوار .) اهـ .
قال شيخ الاسلام ابن تيمية في درء التعارض : [203/1] :ـ
(ولهذا كان ابن النفيس "المتطبب الفاضل" يقول : ليس إلا مذهبان : مذهب أهل الحديث أو مذهب الفلاسفة ، فأما هؤلاء المتكلمون ؛ فقولهم ظاهر التناقض ، والاختلاف يعين أن أهل الحديث أثبتوا كل ما جاء به الرسل ، وأولئك جعلوا الجميع تخيلا وتوهيما ، ومعلوم بالأدلة الكثيرة السمعية والعقلية فساد مذهب هؤلاء الملاحدة ، فتعين أن يكون الحق مذهب السلف أهل الحديث والسنة والجماعة ) .
في الأعلام للزركلي : [239/9] : ـ
(وفى كتاب الطب العربي للدكتور أمين أسعد خير الله : ـ " إذا درسنا كتاب شرح تشريح القانون لابن النفيس درسا مدققا نجد أن المؤلف كان أول من وصف الدورة الدموية الرئوية، وأول من أشار إلى الحويصلات الرئوية والشرايين التاجية " ) .
محمد أبومعاذ البخاري
2011-03-21, 12:50 AM
81 ـ فضل العرب : ـ
قال ابن تيمية ـ رحمه الله ـ في الاقتضاء [صـ 377 ط الرشد] : ـ
( ومن الناس من قد يُفَضِّل بعض أنواع العجم على العرب ، والغالب أن مثل هذا الكلام لا يصدر إلا عن نوع نفاق : إما في الاعتقاد ، وإما في العمل المنبعث عن هوى النفس ، مع شبهات اقتضت ذلك ، ولهذا جاء في الحديث : « حب العرب إيمان وبغضهم نفاق » مع أن الكلام في هذه المسائل لا يكاد يخلو عن هوى للنفس ، ونصيب للشيطان من الطرفين ، وهذا محرم في جميع المسائل ) اهـ .
محمد أبومعاذ البخاري
2011-03-21, 12:52 AM
82 ـ " باب الإسلام " : ـ
سئل الإمام النسائي عن معاوية بن أبي سفيان ، فقال : ( إنما الإسلام كدار لها باب ، فباب الإسلام الصحابة ، فمن آذى الصحابة إنما أراد الإسلام ، كمن نقر الباب إنما يريد دخول الدار ، قال : فمن أراد معاوية إنما أراد الصحابة.) انتهى .
( تهذيب الكمال : 1 / 339 ) .
أبو البنات
2011-03-21, 10:55 PM
82 ـ " باب الإسلام " : ـ
سئل الإمام النسائي عن معاوية بن أبي سفيان ، فقال : ( إنما الإسلام كدار لها باب ، فباب الإسلام الصحابة ، فمن آذى الصحابة إنما أراد الإسلام ، كمن نقر الباب إنما يريد دخول الدار ، قال : فمن أراد معاوية إنما أراد الصحابة.) انتهى .
( تهذيب الكمال : 1 / 339 ) .
جزاك الله خيرا،،وأستأذنك في نقله..
محمد أبومعاذ البخاري
2011-03-23, 12:32 AM
83 ـ حقد الرافضة دين : ـ
في منهاج السنة : [377/3] : ـ
( "أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مَا هُمْ مِنْكُمْ وَلا مِنْهُمْ وَيَحْلِفُونَ عَلَى الْكَذِبِ وَهُمْ يَعْلَمُونَ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ عَذَاباً شَدِيداً إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئاً أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعاً فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَى شَيْءٍ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْكَاذِبُونَ اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنْسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُولَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ فِي الْأَذَلِّينَ كَتَبَ لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ... " فهذه الآيات نزلت في المنافقين ، وليس المنافقون في طائفة أكثر منهم في الرافضة ؛ حتى إنه ليس في الروافض إلا من فيه شعبة من شعب النفاق ...
ولهذا هم عند جماهير المسلمين نوع آخر ، حتى إن المسلمين لما قاتلوهم ـ بالجبل الذي كانوا عاصين فيه بساحل الشام يسفكون دماء المسلمين ويأخذون أموالهم ويقطعون الطريق استحلالا لذلك وتدينا به ـ فقاتلهم صنف من التركمان ، فصاروا يقولون : "نحن مسلمون" فيقولون : "لا ، أنتم جنس آخر" فهم بسلامة قلوبهم علموا أنهم جنس آخر ، خارجون عن المسلمين لامتيازهم عنهم ، وقد قال الله تعالى: "وَيَحْلِفُونَ عَلَى الْكَذِبِ وَهُمْ يَعْلَمُونَ" وهذا حال الرافضة ، وكذلك "اتخذوا أيمانهم جنة فصدوا عن سبيل الله " إلى قوله : "لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّه واليوم الآخر " الآية .
وكثير منهم يواد الكفار من وسط قلبه أكثر من موادته للمسلمين ، ولهذا لما خرج الترك والكفار من جهة المشرق ، فقاتلوا المسلمين وسفكوا دماءهم ببلاد خرسان والعراق والشام والجزيرة وغيرها ، كانت الرافضة معاونة لهم على قتال المسلمين ، ووزير بغداد المعروف بالعلقمي هو وأمثاله كانوا من أعظم الناس معاونة لهم على المسلمين ..
وكذلك الذين كانوا بالشام بحلب وغيرها من الرافضة كانوا من أشد الناس معاونة لهم على قتال المسلمين ..
وكذلك النصارى الذين قاتلهم المسلمون بالشام كانت الرافضة من أعظم أعوانهم ..
وكذلك إذا صار لليهود دولة بالعراق وغيره تكون الرافضة من أعظم أعوانهم ..!!
فهم دائما يوالون الكفار من المشركين واليهود والنصارى ، ويعاونونهم على قتال المسلمين ومعاداتهم ) انتهـى .
ــ أخي أبا البنات : لا مانع لدي ، حفظك الله ونفع بك .
محمد أبومعاذ البخاري
2011-03-23, 12:40 AM
84 ـ تصرف نادر : ـ
قال ابن أبي الدنيا في مكارم الأخلاق : [ صـ30( رقم 56 ) ] : ـ
(حدثنا أحمد بن إبراهيم نا يحيى بن المثنى الحلبي قال سمعت سفيان بن عيينة قال : عمل رجل من أهل الكوفة بخلق دني ، فأعتق جار له جارية شكرا لله إذ عافاه من ذلك الخلق) اهـ .
محمد أبومعاذ البخاري
2011-03-23, 12:43 AM
85 ـ تشميت الكافر : ـ
في الفتح [619/10] : ـ
( أخرج أبو داود وصححه الحاكم من حديث أبي موسى الأشعري قال : كانت اليهود يتعاطسون عند النبي صلى الله عليه و سلم رجاء أن يقول: "يرحمكم الله" ، فكان يقول : "يهديكم الله ويصلح بالكم" ... حديث أبي موسى دال على أنهم يدخلون في مطلق الأمر بالتشميت ، لكن لهم تشميت مخصوص ، وهو الدعاء لهم بالهداية وإصلاح البال ، وهو الشأن ، ولا مانع من ذلك ، بخلاف تشميت المسلمين ، فإنهم أهل الدعاء بالرحمة بخلاف الكفار ) انتهـى .
محمد أبومعاذ البخاري
2011-04-01, 08:13 AM
86 ـ تأثير العربية .
في الاقتضاء [2/469] : ـ
( واعلم أن اعتياد اللغة يؤثر في العقل ، والخلق ، والدين تأثيرا قويا بينا، ويؤثر أيضا في مشابهة صدر هذه الأمة من الصحابة والتابعين، ومشابهتهم تزيد العقل والدين والخلق .
وأيضا فإن نفس اللغة العربية من الدين ، ومعرفتها فرض واجب، فإن فهم الكتاب والسنة فرض، ولا يفهم إلا بفهم اللغة العربية، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب .
ثم منها ما هو واجب على الأعيان، ومنها ما هو واجب على الكفاية، وهذا معنى ما رواه أبو بكر بن أبي شيبة : حدثنا عيسى بن يونس ، عن ثور ، عن عمر بن زيد ، قال : كتب عمر إلى أبي موسى الأشعري رضي الله عنه : " أما بعد: فتفقهوا في السنة ، وتفقهوا في العربية وأعربوا القرآن ، فإنه عربي " ) انتـهى .
محمد أبومعاذ البخاري
2011-04-24, 03:29 PM
87 ـ القول بنفي التحسين والتقبيح مطلقا ؛ قول أُحدث بعد الأشعري :
في الرد على المنطقيين :
( وأكثر الطوائف على إثبات الحسن والقبح العقليين , لكن لا يثبتونه كما يثبته نفاة القدر من المعتزلة وغيرهم , بل القائلون بالتحسين والتقبيح من أهل السنة والجماعة من السلف والخلف ـ كمن يقول به من الطوائف الأربعة وغيرهم ـ يثبتون القدر والصفات ونحوهما مما يخالف فيه المعتزلة أهل السنة , ويقولون مع هذا بإثبات الحسن والقبح العقليين ، وهذا قول الحنفية ونقلوه أيضا عن أبي حنيفة نفسه , وهو قول كثير من المالكية والشافعية والحنبلية كأبي الحسن التميمي وأبي الخطاب وغيرهما من أئمة أصحاب أحمد كأبي علي بن أبي هريرة و أبي بكر القفال الشاشي وغيرهما من الشافعية وكذلك من أصحاب مالك وكذلك أهل الحديث كأبي نضر السجزي وأبي القاسم سعد بن علي الزنجاني وغيرهما.
بل هؤلاء ـ يريد السجزي والزنجاني ـ ذكروا أن نفي ذلك هو من البدع التي حدثت في الإسلام في زمن أبي الحسن الأشعري لما ناظر المعتزلة في القدر بطريق الجهم بن صفوان ونحوه من أئمة الجبر ، فاحتاج إلى هذا النفي ، قالوا : وإلا فنفي الحسن والقبح العقليين مطلقا لم يقله أحد من سلف الأمة ولا أئمتها ، بل ما يؤخذ من كلام الأئمة والسلف في تعليل الأحكام وبيان حكمة الله في خلقه وأمره , ... ينافي قول النفاة , والنفاة ليس لهم حجة في النفي أصلا ) انتهـى .
* الفرق بين إثبات المعتزلة وبين إثبات السلف للتحسين والتقبيح :
1 ـ أن السلف لم يرتبوا على التحسين والتقبيح ثوابا ولا عقابا , بخلاف المعتزلة فإنهم رتبوا العقاب في حق من ارتكب محظورا ولم يبلغه النهي .
2 ـ و أيضا عند السلف من الأمور ما لا يُثبت العقل المحض حسنه ولا قبحه .
محمد أبومعاذ البخاري
2011-04-24, 03:34 PM
88 ـ إجماع الطوائف على العمل بأخبار الآحاد :
* في الانتصار لأصحاب الحديث للسمعاني صـ 34 :
[فصل : ونشتغل الآن بالجواب عن قولهم فيما سبق إن أخبار الآحاد لا تقبل فيما طريقه العلم ، وهذا رأس شغب المبتدعة في رد الأخبار وطلب الدليل من النظر والاعتبار .
فنقول وبالله التوفيق : إن الخبر إذا صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ورواه الثقات والأئمة ، وأسنده خلفهم عن سلفهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وتلقته الأمة بالقبول : فإنه يوجب العلم فيما سبيله العلم ، هذا قول عامة أهل الحديث والمتقنين من القائمين على السنة .
وإنما هذا القول الذي يذكر أن خبر الواحد لا يفيد العلم بحال ؛ ولابد من نقله بطريق التواتر لوقوع العلم به > شيء اخترعته القدرية والمعتزلة ، وكان قصدهم منه رد الأخبار ، وتلقفه منهم بعض الفقهاء الذين لم يكن لهم في العلم قدم ثابت ؛ ولم يقفوا على مقصودهم من هذا القول .
ولو أنصفت الفرق من الأمة لأقروا بأن خبر الواحد يوجب العلم ، فإنك تراهم مع اختلافهم في طرائقهم وعقائدهم يستدل كل فريق منهم على صحة ما يذهب إليه بالخبر الواحد :
- ترى أصحاب القدر يستدلون بقول النبي صلى الله عليه وسلم : "كل مولود يولد على الفطرة" ، وبقوله : "خلقت عبادي حنفاء فاجتالتهم الشياطين عن دينهم " .
- وترى أهل الإرجاء يستدلون بقوله " من قال لا إله إلا الله دخل الجنة ، قالوا : وإن زنى وإن سرق ، قال : نعم وإن زنى وإن سرق" .
- وترى الرافضة يستدلون بقوله : " يجاء بقوم من أصحابي فيسلك بهم ذات الشمال فأقول أصيحابي أصيحابي ، فيقال : إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك إنهم لن يزالوا مرتدين على أعقابهم ".
- وترى الخوارج يستدلون بقوله "سباب المسلم فسوق وقتاله كفر" ، وبقوله :" لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن" . إلى غير هذا من الأحاديث التي يستدل بها أهل الفرق .
- ومشهور معلوم استدلال أهل السنة بالأحاديث ورجوعهم إليها ؛ فهذا إجماع منهم على القول بأخبار الآحاد ] انتهى .
اللهم انفعنا بما علمتنا , وثبتنا على دينك ..
أبو عبدالله البخاري
2011-04-25, 04:14 AM
:)جزاك الله خيرا يأبا معاذ وحفظك وحفظ أهلك
أبو محمد خليل المكي
2011-05-02, 11:35 PM
مرحبا بك أخي محمد ، وأرجو أن لا تحرمنا من فوائدك الرائعة .
محمد أبومعاذ البخاري
2011-05-02, 11:39 PM
89 - بلوغ الصبيان :
- في الفتح : [329/5 ط السلفية] ، [كتاب الشهادات ، باب بلوغ الصبيان وشهادتهم ] رقم [2664] :
(عن ابن عمر رضي الله عنهما : "أن رسول الله صلى الله عليه و سلم عرضه يوم أحد وهو ابن أربع عشرة سنة فلم يجزني ، ثم عرضني يوم الخندق وأنا ابن خمس عشرة فأجازني ". قال نافع فقدمت على عمر بن عبد العزيز وهو خليفة فحدثته الحديث فقال : إن هذا لحد بين الصغير والكبير ، وكتب إلى عماله أن يفرضوا لمن بلغ خمس عشرة . ) .
قال الحافظ : ـ
(واستدل بقصة ابن عمر على أن من استكمل خمسة عشرة سنة أجريت عليه أحكام البالغين وإن لم يحتلم ، فيكلف بالعبادات وإقامة الحدود ، ويستحق سهم الغنيمة ، ويقتل إن كان حربيا ، ويفك عند الحجر إن أونس رشده ، وغير ذلك من الأحكام .
وقد عمل بذلك عمر بن عبد العزيز وأقره عليه رواية نافع .
ـ وأجاب الطحاوي وابن القصار وغيرهما ـ ممن لم يأخذ به ـ:بأن الإجازة المذكورة جاء التصريح بأنها كانت في القتال ، وذلك يتعلق بالقوة والجلد.
ـ وأجاب بعض المالكية : بأنها واقعة عين فلا عموم لها ويحتمل أن يكون صادف أنه كان عند تلك السن قد احتلم فلذلك أجازه .
ـ وتجاسر بعضهم فقال : إنما رده لضعفه لا لسنه ، وإنما أجازه لقوته لا لبلوغه .
ـ ويرد على ذلك : ما أخرجه عبد الرزاق عن بن جريج ورواه بن عوانة وابن حبان في صحيحهما من وجه آخر عن بن جريج أخبرني نافع ، فذكر هذا الحديث بلفظ : "عرضت على النبي صلى الله عليه وسلم يوم الخندق فلم يجزني ، ولم يرني بلغت " ، وهي زيادة صحيحة لا مطعن فيها ، لجلالة بن جريج وتقدمه على غيره في حديث نافع ، وقد صرح فيها بالتحديث ، فانتفى ما يخشى من تدليسه ، وقد نص فيها لفظ ابن عمر بقوله : "ولم يرني بلغت" ، وابن عمر أعلم بما روى من غيره ، ولا سيما في قصة تتعلق به ) . انتهـى .
قال ابن العربي في أحكام القرآن [320/1 : ت البيجاوي] : ـ
( قوله تعالى : { وابتلوا اليتامى حتى إذا بلغوا النكاح فإن آنستم منهم رشدا فادفعوا إليهم أموالهم ولا تأكلوها إسرافا وبدارا أن يكبروا ومن كان غنيا فليستعفف ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف فإذا دفعتم إليهم أموالهم فأشهدوا عليهم وكفى بالله حسيبا } : ـ
فيها خمس عشرة مسألة : ... المسألة الخامسة : قوله تعالى ( حتى إذا بلغوا النكاح ) يعني : القدرة على الوطء ، وذلك في الذكور بالاحتلام ، فإن عدم فالسن ، وذلك خمس عشرة سنة في رواية ، وثماني عشرة في أخرى . وقد ثبت في الصحيح { أن النبي صلى الله عليه وسلم رد ابن عمر في أحد ابن أربع عشرة سنة ، وجوزه في الخندق ابن خمس عشرة سنة } ، وقضى بذلك عمر بن عبد العزيز ، واختاره الشافعي وغيره .
قال علماؤنا : إنما كان ذلك نظرا إلى إطاقة القتال لا إلى الاحتلام ، فإن لم يكن هذا دليلا فكل عدد من السنين يذكر فإنه دعوى ، والسن التي اعتبرها النبي عليه السلام أولى من سن لم يعتبرها ، ولا قام في الشرع دليل عليها .) انتهـى ..
أخي أبو عبد الله : جزيت خيرا على مرورك ودعائك .
فتاة التوحيد والعقيده
2011-05-02, 11:43 PM
ـ " إن التعليم في الصغر أشد رسوخا ، وهو أصل لما بعده " قاله ابن خلدون في مقدمته ط دار الباز ص 538
جزيتم خيرا
محمد أبومعاذ البخاري
2011-05-17, 10:38 AM
وإياكم ..
90 ـ أول منتفع بالتصنيف :
* في مقدمة صحيح الإمام مسلم :
(بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، والعاقبة للمتقين ، وصلى الله على محمد خاتم النبيين ، وعلى جميع الأنبياء والمرسلين ، أما بعد :
فإنك ـ يرحمك الله بتوفيق خالقك ـ ذكرت أنك هممت بالفحص عن تعرف جملة الأخبار المأثورة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في سنن الدين وأحكامه وما كان منها في الثواب والعقاب والترغيب والترهيب وغير ذلك ... وسألتني أن ألخصها لك في التأليف ... ولِلَّذي سألت ـ أكرمك الله ـ حين رجعتُ إلى تدبره وما تؤول به الحال إن شاء الله عاقبةٌ محمودةٌ ؛ ومنفعةٌ موجودةٌ ، وظننتُ ـ حين سألتنى تجشُّم ذلك ـ أن لو عزم لي عليه وقُضِي لي تمامه ؛ كان أول من يصيبه نفع ذلك : إياي خاصة قبل غيري من الناس ، لأسباب كثيرة يطول بذكرها الوصف .. ) انتـهى .
محمد أبومعاذ البخاري
2011-05-17, 10:50 AM
91 ـ من منهج ابن خلكان في وفيات الأعيان :
* في البداية والنهاية [767/14] ط دار هجر :
(وقد ذكره ـ أي ابن الراوندي الزنديق ـ ابنُ خلكان في "الوفيات" ، ودلس عليه ، ولم يجرحه بشيء ، ولا كأن الكلب أكل له عجينا ، على عادته في العلماء والشعراء ؛ فالشعراء يطيل تراجمهم ، والعلماء يذكر لهم ترجمة يسيرة ، والزنادقة يترك ذكر زندقتهم . ) انتـهى .
محمد أبومعاذ البخاري
2011-05-17, 10:52 AM
92 ـ حقُّ الفائدة :
* في الجامع للخطيب ط دار المعارف ت الطحان : [330/1] :
(حق الفائدة أن لا تساق إلا إلى مبتغيها ، ولا تعرض إلا على الراغب فيها ، فإذا رأى المحدث بعض الفتور من المستمع فليسكت ، فإن بعض الأدباء قال : « نشاط القائل على قدر فهم المستمع . » ).
محمد أبومعاذ البخاري
2011-05-17, 10:56 AM
93 ـ تعاهد العلم :
في التمهيد : في قول النبي صلى الله عليه وسلم : "إنما مثل صاحب القرآن كمثل صاحب الإبل المعقلة ، إن عاهد عليها أمسكها وإن أطلقها ذهبت" ط مؤسسة قرطبة [133/14] :
(في هذا الحديث التعاهد للقرآن ، ودرسه ، والقيام به ، وفيه الإخبار أنه يذهب عن صاحبه وينساه إن لم يتعاهد عليه ، ويقرأه ، ويدمن تلاوته ... ولا خلاف بين العلماء في تأويل قول الله عز وجل: {يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ} أي يعملون به حق عمله ، ويتبعونه حق اتباعه ، قال عكرمة : ألم تستمع إلى قول الله عز وجل: {وَالْقَمَرِ إِذَا تَلاهَا} أي تبعها.
وفي هذا الحديث دليل على أن من لم يتعاهد علمه ذهب عنه ، أي منْ كان ، لأن علمهم كان ذلك الوقت القرآن لا غير ، وإذا كان القرآن الميسر للذكر يذهب إن لم يتعاهد ، فما ظنّك بغيره من العلوم المعهودة !! ، وخير العلوم ما ضبط أصله ، واستذكر فرعه ، وقاد إلى الله تعالى ، ودل على ما يرضاه) . انتـهى .
اللّهم أصلح أحوالنا .. آمين .
محمد أبومعاذ البخاري
2011-05-17, 11:04 AM
94 ـ من حقوق الرسول صلى الله عليه وسلم : كمال التسليم :
* في المدارج : [388/2] :
(وأما الأدب مع الرسول : فالقرآن مملوء به ، فرأس الأدب معه : كمال التسليم له ، والانقياد لأمره ، وتلقي خبره بالقبول والتصديق ، دون أن يحمله معارضة خيال باطل يسميه معقولا ، أو يحمله شبهة أو شكا ، أو يقدم عليه آراء الرجال وزبالات أذهانهم .
فيوحده بالتحكيم والتسليم والإنقياد والإذعان ن كما وحد المرسل سبحانه وتعالى بالعبادة والخضوع والذل والإنابة والتوكل ، فهما توحيدان لا نجاة للعبد من عذاب الله إلا بهما : توحيد المرسل ، وتوحيد متابعة الرسول ، فلا يحاكم إلى غيره ، ولا يرضى بحكم غيره ، ولا يقف تنفيذ أمره وتصديق خبره على عرضه على قول شيخه وإمامه وذوي مذهبه وطائفته ومن يعظمه ، فإن أذنوا له نفذه وقبل خبره ، وإلا :
ـ فإن طلب السلامة : أعرض عن أمره وخبره وفوضه إليهم .
ـ وإلا : حرفه عن مواضعه وسمى تحريفه : "تأويلا وحملا" فقال : نؤوله ونحمله .
ـ فلأن يلقى العبد ربه بكل ذنب على الإطلاق ـ ما خلا الشرك بالله ـ خير له من أن يلقاه بهذه الحال ، ولقد خاطبت يوما بعض أكابر هؤلاء فقلت له : سألتك بالله لو قدر أن الرسول حي بين أظهرنا ، وقد واجهنا بكلامه وبخطابه : أكان فرضا علينا أن نتبعه من غير أن نعرضه على رأي غيره وكلامه ومذهبه ، أم لا نتبعه حتى نعرض ما سمعناه منه على آراء الناس وعقولهم .!!
فقال : بل كان الفرض المبادرة إلى الامتثال من غير التفات إلى سواه .
فقلت : فما الذي نسخ هذا الفرض عنا ؟!! ، وبأي شيء نسخ؟!! .
فوضع إصبعه على فيه ، وبقي باهتا متحيرا وما نطق بكلمة) . انتهـى .
* وإن حصلت مخالفة من أهل العلم المقبولين :
ففي مقدمة رفع الملام ط الإفتاء صـ 64 ــ :
(وَليعلم أنه ليس أحد من الأئمة -المقبولين عند الأمة قَبولا عاما- يتعمد مخالفة رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليْه وسلَّم في شيْءٍ من سنَّته ؛ دقيق ولا جليل.)
* لأنه لا يحيط أحد بالسنة :
ففي الرسالة للشافعي ت أحمد شاكر صـ 42 ــ :
(ولسان العرب أوسع الألسنة مذهبا ،وأكثرها ألفاظا ، ولا نعلمه يحيط بجميع علمه إنسان غير نبي ، ولكنه لا يذهب منه شيء على عامتها ، حتى لا يكون موجودا فيها من يعرفه .
والعلم به عند العرب كالعلم بالسنة عند أهل الفقه : لا نعلم رجلا جمع السنن فلم يذهب منها عليه شيء .
فإذا جمع علم عامة أهل العلم بها أتى على السنن ، وإذا فرق علم كل واحد منهم : ذهب عليه الشيء منها ، ثم كان ما ذهب عليه منها موجودا عند غيره .
وهم في العلم طبقات : منهم الجامع لأكثره ـ وإن ذهب عليه بعضه ـ ، ومنهم الجامع لأقل مما جمع غيره.
وليس قليل ما ذهب من السنن على من جمع أكثرها - : دليلا على أن يطلب علمه عند غير طبقته من أهل العلم ، بل يطلب عند نظرائه ما ذهب عليه ، حتى يؤتى على جميع سنن رسول الله ، بأبي هو وأمي ، فيتفرد جملة العلماء بجمعها ، وهم درجات فيما وَعَوْا منها...) انتـهى .
اللهم علمنا ماينفعنا .. وارزقنا اتباع سنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم ... آمين .
أبو البنات
2011-05-18, 05:54 AM
وخير العلوم ما ضبط أصله ، واستذكر فرعه ، وقاد إلى الله تعالى ، ودل على ما يرضاه)
92 ـ حقُّ الفائدة :
* في الجامع للخطيب ط دار المعارف ت الطحان : [330/1] :
(حق الفائدة أن لا تساق إلا إلى مبتغيها ، ولا تعرض إلا على الراغب فيها ، فإذا رأى المحدث بعض الفتور من المستمع فليسكت ، فإن بعض الأدباء قال : « نشاط القائل على قدر فهم المستمع . » ).
بارك الله فيكم أبا معاذ،،ومتابعون لكم
كوكب صافي
2011-05-22, 09:04 PM
جزاك الله كل خير
محمد أبومعاذ البخاري
2011-09-20, 09:59 AM
شكر الله لكما وطيب أيامكما ..
95 ـ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر :
* في فتح القدير [79/2] ط دار ابن حزم ، عند قوله تعالى : "لَوْلَا يَنْهَاهُمُ الرَّبَّانِيُّو نَ وَالْأَحْبَارُ عَنْ قَوْلِهِمُ الْإِثْمَ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَصْنَعُونَ " :
(وبَّخ سبحانه الخاصة ـ وهم العلماء التاركون للأمر بالمعروف والنَّهي عن المنكر ـ بما هو أغلظ وأشدّ من توبيخ فاعل المعاصي ، فليفتح العلماء لهذه الآية مسامعهم ويفرجوا لها عن قلوبهم ، فإنها قد جاءت بما فيه البيان الشافي لهم بأن كفهم عن المعاصي ، مع ترك إنكارهم على أهلها لا يسمن ولا يغني من جوع ، بل هم أشدّ حالاً وأعظم وبالاً من العصاة ، فرحم الله عالماً قام بما أوجبه الله عليه من فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، فهو أعظم ما افترضه الله عليه وأوجب ما أوجب عليه النهوض به .
اللهم اجعلنا من عبادك الصالحين الآمرين بالمعروف الناهين عن المنكر الذين لا يخافون فيك لومة لائم ، وأعنا على ذلك ، وقوّنا عليه ، ويسره لنا ، وانصرنا على من تعدى حدودك ، وظلم عبادك ، إنه لا ناصر لنا سواك ، ولا مستعان غيرك ، يا مالك يوم الدين ، إياك نعبد ، وإياك نستعين . ) . اللهم آمين اللهم آمين ..
محمد أبومعاذ البخاري
2011-09-20, 10:04 AM
96 ـ سر حلاوة كلام السلف :
* روى البيهقي في الشعب (2/299) عن أحمد بن عبد الله بن أبي الحواري حدثني أخي محمد قال: قال علي بن الفضيل لأبيه: يا أبه ما أحلى كلام أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم !! ، قال: يا بني وتدري لما حلا ؟! ، قال : لا يا أبه ، قال : "لأنهم أرادوا به الله تبارك وتعالى" .
وفي (2/297) عن عبد الله بن محمد بن منازل قال : سئل حمدون القصار : ما بال كلام السلف أنفع من كلامنا ؟! ، قال : "لأنهم تكلموا لعز الإسلام ونجاة النفوس ورضى الرحمن ، ونحن نتكلم لعز النفس وطلب الدنيا وقبول الخلق" .
وروى ابن أبي الدنيا في (الورع) (ص50) عن الضحاك قال : "أدركت الناس وهم يتعلمون الورع وهم اليوم يتعلمون الكلام" .
اللهم علِّمنا ما ينفعنا .. آمين ..
محمد أبومعاذ البخاري
2011-09-20, 10:06 AM
97 ـ لنستعملها لا لنتعجب منها :
* روى البيهقي في الشعب (2/303) عن أحمد بن سعيد الدارمي قال : سمعت من علي [بن] المديني كلمة أعجبتني ، قرأ علينا حديث الغار ثم قال : "إنما نقل إلينا هذه الأحاديث لنستعملها لا لنتعجب منها" .
محمد أبومعاذ البخاري
2011-09-20, 10:09 AM
98 ـ التمني على الله :
* في السلسلة الصحيحة [263/3] :
(1266 - " إذا تمنى أحدكم فليستكثر ، فإنما يسأل ربه عز وجل ".
أخرجه عبد بن حميد في " المنتخب من المسند " (ق 193 / 1 - مصورة المكتب) أنبأنا عبيد الله بن موسى عن سفيان عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره.
قلت : وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين .
والحديث عزاه السيوطي لأوسط الطبراني ، قال المناوي: " ورمز لحسنه وهو تقصير أو قصور ، وحقه الرمز لصحته ، فقد قال الحافظ والهيثمي وغيره: رجاله رجال الصحيح ".
قلت : لا يلزم من هذا القول صحة الإسناد لاحتمال أن يكون فيه علة تمنع الصحة كالانقطاع والتدليس ونحوه كما لا يخفى على أهل المعرفة بهذا العلم الشريف ، أما إسناد ابن حميد هذا فلا نعلم له علة ، وقد توبع عبيد الله بن موسى عن سفيان به نحوه .) .
وفي شرح السنة للبغوي [208/5] ط المكتب الإسلامي ت الشاويش والأرناؤوط :
(قال رحمه الله : هذا فيمن يتمنى شيئا مباحا من أمر دنياه وآخرته ، فليكن فزعه فيه إلى الله عز وجل ، ومسألته منه وإن عظمت أمنيته ، قال الله عز جل : " واسألوا الله من فضله " ، وليس من هذا القبيل أن يتمنى الرجل مال غيره ، أو نعمة خصه الله بها حسدا أو بغيا ، فإنه منهي عنه ، قال الله سبحانه وتعالى : " ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض ".) انتـهى .
محمد أبومعاذ البخاري
2011-09-21, 03:22 PM
99 ـ اعتزال الناس : ـ
* ذكر ابن الجوزي في صفة الصفوة (4/137) عن شقيق بن إبراهيم قال : قيل لابن المبارك: إذا صليت معنا لمْ [ أداة جزم ] تجلس معنا ؟!
قال: أذهب أجلس مع الصحابة والتابعين ؛
قلنا له: ومن أين الصحابة والتابعون ؟!
قال: أذهب أنظر في علمي فأدرك آثارهم وأعمالهم ؛ ما أصنع معكم ؟! أنتم تغتابون الناس! فإذا كانت سنة مئتين فالبعد من كثير من الناس أقرب إلى الله، وفر من الناس كفرارك من أسد وتمسك بدينك يسلم لك ) .
رضا الحملاوي
2011-09-21, 04:40 PM
الحمد لله ...
عادت فوائد الشيخ أبي معاذ
جزاك الله خيراً
محمد أبومعاذ البخاري
2011-09-24, 01:52 PM
طيب الله أيامك أخي المبارك ..
100 ـ إزالة وهم في فتح :ـ
* قال الأديب النقادة أبو القاسم الحسن بن بشر الآمدي البصري المتوفى في عام (370هـ) في كتابه (الموازنة بين الطائيين أبي تمام والبحتري) (ص372-375) :
(ثم إني أقول بعد ذلك : لعلك - أكرمك الله - اغتررتَ بأن شارفتَ شيئاً من تقسيمات المنطق ، وجُملاً من الكلام والجدال ، أو علمْتَ أبواباً من الحلال والحرام ، أو حفظتَ صَدْراً من اللغة ، أو اطلعتَ على بعض مقاييس العربية ؛ وأنك لما أخذتَ بطَرَف نوع من هذه الأنواع معاناةً ومزاولةً ومتَّصِلَ عنايةٍ فتوحدتَ فيه ومُيِّزتَ : ظننتَ أن كل ما لم تلابسه من العلوم ولم تزاوله يجري ذلك المجرى ، وأنك متى تعرضتَ له وأمررتَ قَريحتكَ عليه نفذَتْ فيه ، وكشفتْ لك عن معانيه ؛ وهيهات! لقد ظننتَ باطلاً ورمتَ عسيراً ، لأن العلم - أيَّ نوعٍ كان - لا يدركه طالبه إلا بالانقطاع إليه ؛ والإكباب عليه ؛ والجد فيه ؛ والحرص على معرفة أسراره وغوامضه ؛ ثم قد يتأتى جنس من العلوم لطالبه ويتسهل عليه ، ويمتنع عليه جنس آخر ويتعذر ؛ لأن كل امرئ إنما يتيسر له ما في طبعه قبولُه ، وما في طاقته تعلُّمُه ؛ فينبغي - أصلحك الله - أن تقفَ حيث وُقفَ بك ، وتقنعَ بما قُسِمَ لك ، ولا تتعدى إلى ما ليس من شأنك ولا من صناعتك). ا.هـ.
نفعنا الله وإياكم بما علمنا ..
محمد أبومعاذ البخاري
2011-09-24, 02:41 PM
هذي قواعد نافعة ، استخلصتها من معين التجارب ، واستفدتها من محن الزمان ،
ترجوا الرفق من قارئها في قراءتها ، وتذكر في الأخذ بها في غير ما يعارض شريعة ربها ، سهلة العبارة ، حلوة المعاني ، غابرت الناس وخابرتهم خبرا ، تعترف بفتوتها في بابها ، وتقبل النقد والنقاش من أربابها
( اضغط على رابط الموضوع في الأسفل )
تأملات ... !! (http://majles.alukah.net/showthread.php?p=537733#post53 7733)
http://majles.alukah.net/showthread.php?p=537733#post53 7733
محمد أبومعاذ البخاري
2011-10-14, 08:20 PM
١٠١ - نشوة العلم : -
في البداية والنهاية ط دار هجر : [601/15] سنة أربع عشرة وأربعمائة ، فيمن توفي فيها من الأعيان : -
(محمد بن أحمد ، أبو جعفر النسفي، عالم الحنفية في زمانه، وله طريقة في الخلاف، وكان فقيرا متزهدا، بات ليلة قلقا لما عنده من الفقر والحاجة، فعرض له فكر في فرع من الفروع كان أشكل عليه، فانفتح له، فقام يرقص ويقول: أين الملوك وأبناء الملوك؟ فسألته امرأته عن خبره، فأعلمها بما حصل له، فتعجبت من شأنه، رحمه الله ) .
أبو البنات
2011-10-14, 08:23 PM
جميلة..بارك الله فيك..وهذه حال عشاق العلم
محمد أبومعاذ البخاري
2011-11-25, 07:14 PM
وإياكم ..
اللهم انفعنا بما علمتنا ..
102 ـ
* في لطائف المعارف ط ابن حزم : [صـ 45] :
(من عجز عن مسابقة المحبين في ميدان مضمارهم = فلا يعجز عن مشاركة المذنبين في استغفارهم واعتذارهم .) انتــهى .
محمد أبومعاذ البخاري
2011-12-27, 02:32 AM
103 ـ
* في الفتح : كتاب فضائل القرآن ، باب الترتيل في القراءة ، [706/8] ، [5044] ط السلفية :
( عند أبي عبيد من طريق مجاهد أن رجلا سأله عن رجل قرأ البقرة وآل عمران ورجل قرأ البقرة فقط ، قيامهما واحد ، ركوعهما واحد ، وسجودهما واحد ، فقال : الذي قرأ البقرة فقط أفضل ، ثم تلا : "وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث" .
ومن طريق أبي حمزة : قلت لابن عباس : إني سريع القراءة ؛ وإني لأقرأ القرآن في ثلاث ؛ فقال : لأن أقرأ البقرة أرتلها فأتدبرها خير من أن أقرأ كما تقول .
وعند بن أبي داود من طريق أخرى عن أبي حمزة قلت لابن عباس : إني رجل سريع القراءة إني لأقرأ القرآن في ليلة ، فقال بن عباس : لأن أقرأ سورة أحب إلي ، إن كنت لا بد فاعلا فاقرأ قراءة تسمعها أذنيك ؛ ويوعها قلبك .
* قال الحافظ :
والتحقيق أن لكل من الإسراع والترتيل جهة فضل بشرط : أن يكون المسرع لا يخل بشيء من الحروف والحركات والسكون الواجبات ، فلا يمتنع أن يفضل أحدهما الآخر وأن يستويا ، فإنَّ من رتل وتأمل كمن تصدق بجوهرة واحدة مثمنة ، ومن أسرع كمن تصدق بعدة جواهر لكن قيمتها قيمة الواحدة ، وقد تكون قيمة الواحدة أكثر من قيمة الأخريات ، وقد يكون بالعكس ) . انتهـى .
محمد أبومعاذ البخاري
2012-05-03, 10:50 AM
104 ـ من صور سخاء السلف :
* في تاريخ بغداد : [366/9] في ترجمة دعلج السجستاني ط بشار عواد :
(وكان من أهل الدين والقرآن والصلاح، عن شيخ سماه، فذهب عني حفظ اسمه، قال: حضرت يوم جمعة مسجد الجامع بمدينة المنصور، فرأيت رجلا بين يدي في الصف حسن الوقار، ظاهر الخشوع، دائم الصلاة، لم يزل يتنفل مذ دخل المسجد إلى قرب قيام الصلاة ثم جلس، قال: فعلتني هيبته ودخل قلبي محبته، ثم أقيمت الصلاة فلم يصل مع الناس الجمعة، فكبر علي ذلك من أمره، وتعجبت من حاله، وغاظني فعله، فلما قضيت الصلاة تقدمت إليه، وقلت له: أيها الرجل ما رأيت أعجب من أمرك أطلت النافلة وأحسنتها وتركت الفريضة وضيعتها؟
فقال: يا هذا إن لي عذرا وبي علة منعتني عن الصلاة
قلت: وما هي؟
فقال: أنا رجل عليَّ دين اختفيت في منزلي مدة بسببه ، ثم حضرت اليوم الجامع للصلاة ، فقبل أن تقام التفت فرأيت صاحبي الذي له الدين علي ورائي، فمن خوفه أحدثت في ثيابي فهذا خبري، فأسألك بالله إلا سترت علي وكتمت أمري
قال: فقلت: ومن الذي له عليك الدين؟
قال: دعلج بن أحمد
قال: وكان إلى جانبه صاحب لدعلج قد صلى وهو لا يعرفه فسمع هذا القول ومضى في الوقت إلى دعلج فذكر له القصة، فقال له دعلج: امض إلى الرجل واحمله إلى الحمام واطرح عليه خلعة من ثيابي، وأجلسه في منزلي حتى أنصرف من الجامع .
ففعل الرجل ذلك، فلما انصرف دعلج إلى منزله أمر بالطعام فأحضر فأكل هو والرجل ثم أخرج حسابه فنظر فيه وإذا له عليه خمسة آلاف درهم.
فقال له: انظر لا يكون عليك في الحساب غلط أو نسي لك نقده
فقال الرجل: لا .
فضرب دعلج على حسابه وكتب تحته علامة الوفاء، ثم أحضر الميزان ووزن خمسة آلاف درهم وقال له: أما الحساب الأول فقد حللناك مما بيننا وبينك فيه، وأسألك أن تقبل هذه الخمسة آلاف الدرهم، وتجعلنا في حل من الروعة التي دخلت قلبك برؤيتك إيانا في مسجد الجامع) . انتـهى .
محمد أبومعاذ البخاري
2012-05-03, 10:52 AM
105 ـ من أخلاق الكبار [2] :
* في أدب الدنيا والدين [180/1] ط دار مكتبة الحياة :
(حكي عن بنت عبد الله بن مطيع أنها قالت لزوجها طلحة بن عبد الرحمن بن عوف الزهري، وكان أجود قريش في زمانه: ما رأيت قوما ألأم من إخوانك، قال مه ولم ذلك؟ قالت: أراهم إذا أيسرت لزموك، وإذا أعسرت تركوك.
قال: هذا والله من كرمهم ، يأتوننا في حال القوة بنا عليهم ، ويتركوننا في حال الضعف بنا عنهم.
انظر كيف تأول بكرمه هذا التأويل حتى جعل قبيح فعلهم حسنا، وظاهر غدرهم وفاء. وهذا محض الكرم ولباب الفضل، وبمثل هذا يلزم ذوي الفضل أن يتأولوا الهفوات من إخوانهم... ) , انتـهى .
Powered by vBulletin® Version 4.2.2 Copyright © 2025 vBulletin Solutions، Inc. All rights reserved.