مشاهدة النسخة كاملة : ما إعراب كلمة "درجات" في قوله تعالى: (نرفع درجات من نشاء)؟
البشير الإبراهيمي
2010-08-09, 11:50 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
ما إعراب كلمة درجات في قوله تعالى : نرفع درجات من نشاء .
هل هي مفعول ثان أم هي نائب مفعول مطلق
وفقكم الله
أبو ولاء
2010-08-10, 12:47 AM
تمييز منصوب بالكسرة لأنه جمع مؤنث سالم .
أبو حاتم ابن عاشور
2010-08-10, 01:05 AM
قال السمين الحلبي -رحمه الله تعالى- في كتابه القيم ((الدر المصون)):
"وقرأ أهل الكوفة « درجاتٍ » بالتنوين وكذا التي في يوسف ، والباقون بالإِضافة فيهما، فقراءة الكوفيين يحتمل نَصْبُ « درجاتٍ » فيها من خمسة أوجه:
/// أحدها : أنها منصوبةٌ على الظرف و « مَنْ » مفعول « نرفع » أي : نرفع مَنْ نشاء مراتب ومنازل.
/// والثاني : أن ينتصبَ على أنه مفعول ثان قُدِّم على الأول ، وذلك يحتاج إلى تضمين « نرفع » معنى فعلٍ يتعدَّى لاثنين وهو « يُعْطي » مثلاً ، أي : نعطي بالرفع مَنْ نشاء درجات أي : رُتَباً ، والدرجات هي المرفوعة كقوله : { رَفِيعُ الدرجات } [ غافر : 15 ] وفي الحديث : « اللهم ارفع درجته في عليين » فإذا رُفعت الدرجةُ فقد رُفِعَ صاحبها.
/// والثالث: أن ينتصب على حذف حرف الجر أي : إلى منازل وإلى درجات.
/// الرابع : أن ينتصبَ على التمييز ، ويكون منقولاً من المفعولية ، فيؤول إلى قراءة الجماعة إذ الأصل : { نَرْفَعُ دَرَجَاتِ مَّن نَّشَآءُ } بالإِضافة ثم حُوِّل كقوله : { وَفَجَّرْنَا الأرض عُيُوناً } [القمر : 12 ] أي : عيونَ الأرض .
/// الخامس : أنها منتصبةٌ على الحال وذلك على حذف مضاف أي : ذوي درجات . ويشهد لهذه القراءةِ قولُه تعالى : { وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ } [ الأنعام : 165 ] { وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَتَّخِذَ } [ الزخرف : 32 ] { وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآتَيْنَا عِيسَى } [البقرة : 253 ] .
/// وأمَّا قراءة الجماعة : فدرجاتِ مفعول « نرفع » " سورة الأنعام آية 83
القارئ المليجي
2010-08-10, 11:17 AM
جزاك الله خيرًا يا شيخنا أبا حاتم.
لقد وقعت على عين المقصود.
لم تُخطهِ ولم تجاوزْه.
القارئ المليجي
2010-08-10, 11:33 AM
قال الإمام الشاطبي:
وفي درجاتِ النونُ مع يوسفٍ ثوى
والثاء رمز الكوفيين؛ لقوله:
ومنهنَّ للكوفيِّ ثاءٌ مثلَّثٌ
وقد عبر الشاطبي هنا عن التنوين بالنون.
قال أبو شامة:
وقد يعبِّر عن التنوين بالنون نفيًا وإثباتًا، كقوله: شهاب بنون ثق - معًا سبأ افتح دون نون - وفي درجات النون - ولا نون شركًا.
ولو تجنَّب ذلك لكان أحسن؛ لأنَّه قد آخى بين النون والياء - كما يأتي - فيتَّحد اللفظُ والضدُّ يختلف، فيقول تارة: نغفر بنونِه فيكون ضدُّه الياء.
وضابطه أن يكون الحرف المختلَف فيه فعلا مضارعًا، وحيث يكون الحرف المختلف فيه اسمًا تكون النون فيه عبارة عن التنوين. اهـ.
وقد ذكر أبو شامة عند شرح البيت ثلاثة إعرابات: التمييز أو الحال أو على إسقاط الخافض.
وهو بعض ما نقله الشيخ أبو حاتم بن عاشور.
Powered by vBulletin® Version 4.2.2 Copyright © 2025 vBulletin Solutions، Inc. All rights reserved.