أبو زيد الشنقيطي
2010-08-06, 04:51 PM
الحمدُ لله والصلاةُ والسلامُ على نبيه ومصطفاهُ http://majles.alukah.net/imgcache/2014/08/148.jpg وآلهِ ومن والاه , وبعد:
فهذه بعضُ المسائلِ الخلافيَّـةِ التي قوَّى فيها الشيخُ - حرَسهُ الله وتلاهُ - قولاً على آخرَ أو رجَّـحهُ على غيرهِ , وهي مأخوذةٌ من شروح الشيخِ -حفظه اللهُ- ولم تُعرَض عليهِ أو يُراجعْـها , ولذا فإنَّ من المُحتَمَلِ أن يستجدَّ لهُ فيها غيرُ الذي أكتُـبُـهُ , لكنَّ طالبَ العلمِ إذا قرأها فلن يعدِمَ فائدةً أو قاعدةَ ترجيحٍ أو غيرَ ذلكَ مما يحتاجهُ المتَتفقِّـهُ دُربَـةً على دراسةِ الخلافِ , والله المستعانُ وحده.
http://majles.alukah.net/imgcache/broken.gif قال - حفظه الله ورضيَ عنهُ - في مسألةِ فرضِ الصِّـيامِ على الأمَّـةِ وخلافِ العُلماءِ فيما كانَ مفروضاً قبل رمضانَ هل هو صيامُ يومِ عاشوراءَ أم صيامُ الأيَّـامِ البيضِ.؟
إنَّ الصحيحَ هو مجـيئُ التَّكليفِ برمضانَ بدلاً عن التكليفِ بصيامِ عاشوراءَ , واستندَ الشيخُ في ذلكَ على قوله http://majles.alukah.net/imgcache/2014/08/148.jpg http://majles.alukah.net/imgcache/broken.gif إن الله فرض عليكم صيام يومكم هذا في ساعتي هذه http://majles.alukah.net/imgcache/broken.gif وقالَ بانَّ صومَ عاشوراءَ نُسِـخَ إيجابهُ بصوم رمضانَ , ليُرجِّحَ في ذلكَ مسألةً أخرى هي إمكـانُ حصولِ نسخِ الأخفِّ بالأثقلِ التي يمنعُـها بعضُ الأصوليينَ معلِّلينَ منعهم بأنَّ الشريعةَ شريعةُ رحمةٍ ونسخُ الأخفِّ بالأثقلِ يتنافى وذلكَ مرجوحٌ عند الشيخِ لقولهِ http://majles.alukah.net/imgcache/broken.gif والصحيح أنه ينسخ الأخف بالأثقل بدليل فرضية شهر رمضان فقد كان المفروض يوماً واحداً فنسخ بثلاثين يوماً فأوجب الله على الناس صيام شهر كامل فهذا يعبتره العلماء دليلاً على جواز نسخ الأخف بالأثقل ، وقد ينسخ الأثقل بالأخف - وهذا كثير - كما في مصابرة الواحد للعشرة نسخت بمصابرته للاثنين فهذا النسخ يعتبره العلماء من نسخ الأخف بالأثقل http://majles.alukah.net/imgcache/broken.gif انتـهى.
http://majles.alukah.net/imgcache/broken.gif وفي مسألةِ نهي بعضِ الفقهاءِ عن قول (دخل رمضانُ) و (جاء رمضانُ) استناداً على الحديثِ الضعيفِ http://majles.alukah.net/imgcache/broken.gif لاتقولوا : جاء رمضان ؛ فإنه اسم من أسماء الله http://majles.alukah.net/imgcache/broken.gif يرى الشيخَ أنَّ الصحيحَ جوازُ ذلكَ من غيرِ حرَجٍ لضعفِ الدليلِ من جِـهةٍ ولورودِ النَّـصِّ الصحيحِ بذلكَ من جهةٍ أخرى كما في الصحيح انَّـهُ http://majles.alukah.net/imgcache/2014/08/148.jpg قال http://majles.alukah.net/imgcache/broken.gif إذا دخل رمضان فتحت أبواب الجنة http://majles.alukah.net/imgcache/broken.gif.
http://majles.alukah.net/imgcache/broken.gif وفي مسألةِ تحريمِ صيامِ يومش الشَّـكِّ رجَّـحَ الشيخُ حُـرمةَ ذلكَ , وأنَّ فاعلهُ آثمٌ - باستثناءِ صاحبِ العادةِ كصيامِ الاثنينِ والخميسِ , والنَّـاذرِ أيضاً - لقوله http://majles.alukah.net/imgcache/2014/08/148.jpg http://majles.alukah.net/imgcache/broken.gif لا تقدموا رمضان بصوم يوم أو يومين http://majles.alukah.net/imgcache/broken.gif قال حفظه الله: وهذا نهى ، والأصل في النهي أنه يدل على التحريم.
http://majles.alukah.net/imgcache/broken.gif وفي مسألةِ رؤيةِ الهِـلالِ أثناءَ النَّـهارِ هلْ يُفَرَّقُ بين رؤيتهِ قبل الزَّوالِ وبعدهُ فيترتبَ على الفرقِ وجوب القضاء.؟ أم لا عبرةَ بوقت رؤيتهِ من النَّهارِ .؟ وهل يكونُ الهلالُ لليومِ الذي هم فيهِ أم لليلةِ التاليةِ.؟
قال الشيخُ إنَّ الصحيحَ في الهلالِ إذا رؤي نهاراً أنَّـهُ لليلةِ التاليةِ ولا فرقَ بين الرؤية قبل الزوال أو بعدها , ولا عبرةَ بقول من يستدلُّ بذلك على أنَّ يوم الشكِّ هو أولُ أيام رمضان.
http://majles.alukah.net/imgcache/broken.gif وفي مسألةِ اختلافِ العلمماءِ في تعدُّدِ الأمصار وكونِ الهلالِ ثبتت رؤيتُه في المشرق هل يصوم أهل المغرب لرؤية أهل المشرق .؟ أم يكونُ أهلُ كل قطرٍ ملزَمونَ برؤيةِ هلالهم ؟ أم يُنظَرُ إلى التقاربِ بين البُلدانِ وكونِها بمنزلةٍ واحدة.؟
قال الشيخُ حفظه الله ما نصُّـهُ:
http://majles.alukah.net/imgcache/broken.gif والذي يترجحُ - والعلمُ عند الله - أن لكل أهل بلد رؤيتهم ؛ وذلك لأن النبي http://majles.alukah.net/imgcache/2014/08/148.jpg قصد من قوله http://majles.alukah.net/imgcache/broken.gif صوموا لرؤيته http://majles.alukah.net/imgcache/broken.gif أن رؤية الرجل الواحد في البلد الواحد رؤية لجميعه ، وليس المراد أنها رؤية لجميع من في الأرض إِذْ لا يختلف إثنان أن الليل يكون هنا النهار ويكون عند غيرنا ، وتتفاوت الأماكن يوماً ويومين ، ولذلك لايمكننا أن نقول : إن حديث http://majles.alukah.net/imgcache/broken.gif صوموا لرؤيته http://majles.alukah.net/imgcache/broken.gif على العموم ، يقول العلماء : إن العموم قد يُخَـص بدلالة الحس وقد يدل الحس على تخصيصه ويمثل لها أهل الأصول بقوله -تعالى- : { تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا } قالوا : هذا العموم مخصص بالحس ؛ لأنها مادمرت كل شيء ؛ وإنما دمرت كل شيء عذاباً ونكالاً وإلا كان ما دمرت الأرض لأنه قال : { تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ } فهذا عام يشمل كل شيء في الأرض ومع ذلك قالوا : هذا العام مخصص بدلالة الحس بدليل الوجود .
كذلك - أيضاً - دليل الحس عندنا هنا لايمكننا أن نقول : إن رؤية بلد رؤية للجميع وهذه المسألة يقع فيها خطأ كثير وخلط كبير ، ولذلك تجد المسلمين في مشرق الأرض ينقسمون قرابة ثلاثة فرق :
http://majles.alukah.net/imgcache/broken.gif فرقة تقول نصوم مع بلد كذا .
http://majles.alukah.net/imgcache/broken.gif فرقة تقول : نصوم مع بلد كذا .
http://majles.alukah.net/imgcache/broken.gif وفرقة تقول : لانصوم لا ببلد كذا ولا بغيره بل نصوم برؤيتنا .
والصحيح الذي يظهر - والله أعلم - من خلال النصوص وسنة النبي http://majles.alukah.net/imgcache/2014/08/148.jpg وهديه التي تقطع النـزاع أن كل بلد ملزمون بالرؤية ، فإذا رأوا الهلال فالحمد لله وحينئذٍ يلزمهم ما يلزم الرائي من صيام ذلك الشهر .
وأما إذا لم يروا الهلال فإنهم باقون على الأصل ؛ لأن النبي http://majles.alukah.net/imgcache/2014/08/148.jpg قال http://majles.alukah.net/imgcache/broken.gif صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته فإن غم عليكم .. http://majles.alukah.net/imgcache/broken.gif فنجعل لكل بلد رؤيتهم ولو أن كل منطقة تراءت الهلال مثلاً منطقة المشرق تترآه ومنطقة المغرب تترآه فإن ثبت عندهم فبها ونعمت ، وإن لم يثبت أكملوا العدة فكل على خير ، أما لو قلنا : إن رؤية بلد هي رؤية لغيره يتنازعون هل نتبع هذا البلد أو نتبع هذا البلد ؟ نعتد بهذه الرؤية أو هذه الرؤية ؟
ولذلك تقع كثير من الفتن والمشاكل بسبب جعل الرؤية الواحدة رؤية للجميع والذي يظهر من خلال السُّنة خاصةً حديث ابن عباس http://majles.alukah.net/imgcache/broken.gif الذي قال فيه النبي http://majles.alukah.net/imgcache/2014/08/148.jpg http://majles.alukah.net/imgcache/broken.gif اللهم فقه في الدين وعلمه التأويل http://majles.alukah.net/imgcache/broken.gif يقول لا نفى هذا وقال : هكذا أمرنا رسول الله http://majles.alukah.net/imgcache/2014/08/148.jpg فصار تفسيراً لقوله http://majles.alukah.net/imgcache/2014/08/148.jpg http://majles.alukah.net/imgcache/broken.gif صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته http://majles.alukah.net/imgcache/broken.gif أي صوموا يا أهل الشام لرؤيتكم ، وصوموا يا أهل الحجاز لرؤيتكم ، فجعل لكل أهل منطقة رؤيتهم وهذا هو الذي يندفع به الإشكال ويزول به اللبس إذا جُعل لكل بلد رؤيتهم المعتبرة ، وحينئذٍ إذا رأوا الهلال عملوا بالرؤية ، وإذا لم يروه أكملوا العدة ثلاثين يوماً http://majles.alukah.net/imgcache/broken.gif انتـهى.
http://majles.alukah.net/imgcache/broken.gif وفي مسالةِ الفاسقِ يشهدُ برؤيةِ الهلالِ , هل تُرَدُّ شهادتهُ بفسقهِ أم يؤخَـذُ بقول الحنفيَّـةِ بالتفريقِ بين الفسقِ الذي تحصُلُ بهِ التهمةُ والذي لا تحصلُ بهِ التهمةُ.؟
قال الشيخُ: إنَّ الصحيحَ ردُّ شهادتهِ سواءً كان ممن يغلب على الظن صدقه أو لا يغلب على الظن صدقه , واستثنى من ذلكَ ما سبقهُ إليهِ بعضُ أهلِ العلمِ في حالِ عمَّ الفسق وانتشر , فإنَّتهُ يؤخَـذُ بشهادةِ أمثلِ الفُسَّـاقِ وأضبطهم إعمالاً للقاعدةِ الشرعيةِ القاضيةِ بانَّ الأمرَ إذا ضاقَ اتَّـسعَ , ولأنَّ هذا مما تعمُّ بهِ البلوى.
http://majles.alukah.net/imgcache/broken.gif وفي مسالةِ شهادةِ الأنثى برؤيةِ الهلالِ قال الشيخُ بعدمِ اعتبارها وأنَّ شهادةَ المراةِ مقصورةٌ على الأمور الماليَّـةِ وما في حُـكمِـها.
فهذه بعضُ المسائلِ الخلافيَّـةِ التي قوَّى فيها الشيخُ - حرَسهُ الله وتلاهُ - قولاً على آخرَ أو رجَّـحهُ على غيرهِ , وهي مأخوذةٌ من شروح الشيخِ -حفظه اللهُ- ولم تُعرَض عليهِ أو يُراجعْـها , ولذا فإنَّ من المُحتَمَلِ أن يستجدَّ لهُ فيها غيرُ الذي أكتُـبُـهُ , لكنَّ طالبَ العلمِ إذا قرأها فلن يعدِمَ فائدةً أو قاعدةَ ترجيحٍ أو غيرَ ذلكَ مما يحتاجهُ المتَتفقِّـهُ دُربَـةً على دراسةِ الخلافِ , والله المستعانُ وحده.
http://majles.alukah.net/imgcache/broken.gif قال - حفظه الله ورضيَ عنهُ - في مسألةِ فرضِ الصِّـيامِ على الأمَّـةِ وخلافِ العُلماءِ فيما كانَ مفروضاً قبل رمضانَ هل هو صيامُ يومِ عاشوراءَ أم صيامُ الأيَّـامِ البيضِ.؟
إنَّ الصحيحَ هو مجـيئُ التَّكليفِ برمضانَ بدلاً عن التكليفِ بصيامِ عاشوراءَ , واستندَ الشيخُ في ذلكَ على قوله http://majles.alukah.net/imgcache/2014/08/148.jpg http://majles.alukah.net/imgcache/broken.gif إن الله فرض عليكم صيام يومكم هذا في ساعتي هذه http://majles.alukah.net/imgcache/broken.gif وقالَ بانَّ صومَ عاشوراءَ نُسِـخَ إيجابهُ بصوم رمضانَ , ليُرجِّحَ في ذلكَ مسألةً أخرى هي إمكـانُ حصولِ نسخِ الأخفِّ بالأثقلِ التي يمنعُـها بعضُ الأصوليينَ معلِّلينَ منعهم بأنَّ الشريعةَ شريعةُ رحمةٍ ونسخُ الأخفِّ بالأثقلِ يتنافى وذلكَ مرجوحٌ عند الشيخِ لقولهِ http://majles.alukah.net/imgcache/broken.gif والصحيح أنه ينسخ الأخف بالأثقل بدليل فرضية شهر رمضان فقد كان المفروض يوماً واحداً فنسخ بثلاثين يوماً فأوجب الله على الناس صيام شهر كامل فهذا يعبتره العلماء دليلاً على جواز نسخ الأخف بالأثقل ، وقد ينسخ الأثقل بالأخف - وهذا كثير - كما في مصابرة الواحد للعشرة نسخت بمصابرته للاثنين فهذا النسخ يعتبره العلماء من نسخ الأخف بالأثقل http://majles.alukah.net/imgcache/broken.gif انتـهى.
http://majles.alukah.net/imgcache/broken.gif وفي مسألةِ نهي بعضِ الفقهاءِ عن قول (دخل رمضانُ) و (جاء رمضانُ) استناداً على الحديثِ الضعيفِ http://majles.alukah.net/imgcache/broken.gif لاتقولوا : جاء رمضان ؛ فإنه اسم من أسماء الله http://majles.alukah.net/imgcache/broken.gif يرى الشيخَ أنَّ الصحيحَ جوازُ ذلكَ من غيرِ حرَجٍ لضعفِ الدليلِ من جِـهةٍ ولورودِ النَّـصِّ الصحيحِ بذلكَ من جهةٍ أخرى كما في الصحيح انَّـهُ http://majles.alukah.net/imgcache/2014/08/148.jpg قال http://majles.alukah.net/imgcache/broken.gif إذا دخل رمضان فتحت أبواب الجنة http://majles.alukah.net/imgcache/broken.gif.
http://majles.alukah.net/imgcache/broken.gif وفي مسألةِ تحريمِ صيامِ يومش الشَّـكِّ رجَّـحَ الشيخُ حُـرمةَ ذلكَ , وأنَّ فاعلهُ آثمٌ - باستثناءِ صاحبِ العادةِ كصيامِ الاثنينِ والخميسِ , والنَّـاذرِ أيضاً - لقوله http://majles.alukah.net/imgcache/2014/08/148.jpg http://majles.alukah.net/imgcache/broken.gif لا تقدموا رمضان بصوم يوم أو يومين http://majles.alukah.net/imgcache/broken.gif قال حفظه الله: وهذا نهى ، والأصل في النهي أنه يدل على التحريم.
http://majles.alukah.net/imgcache/broken.gif وفي مسألةِ رؤيةِ الهِـلالِ أثناءَ النَّـهارِ هلْ يُفَرَّقُ بين رؤيتهِ قبل الزَّوالِ وبعدهُ فيترتبَ على الفرقِ وجوب القضاء.؟ أم لا عبرةَ بوقت رؤيتهِ من النَّهارِ .؟ وهل يكونُ الهلالُ لليومِ الذي هم فيهِ أم لليلةِ التاليةِ.؟
قال الشيخُ إنَّ الصحيحَ في الهلالِ إذا رؤي نهاراً أنَّـهُ لليلةِ التاليةِ ولا فرقَ بين الرؤية قبل الزوال أو بعدها , ولا عبرةَ بقول من يستدلُّ بذلك على أنَّ يوم الشكِّ هو أولُ أيام رمضان.
http://majles.alukah.net/imgcache/broken.gif وفي مسألةِ اختلافِ العلمماءِ في تعدُّدِ الأمصار وكونِ الهلالِ ثبتت رؤيتُه في المشرق هل يصوم أهل المغرب لرؤية أهل المشرق .؟ أم يكونُ أهلُ كل قطرٍ ملزَمونَ برؤيةِ هلالهم ؟ أم يُنظَرُ إلى التقاربِ بين البُلدانِ وكونِها بمنزلةٍ واحدة.؟
قال الشيخُ حفظه الله ما نصُّـهُ:
http://majles.alukah.net/imgcache/broken.gif والذي يترجحُ - والعلمُ عند الله - أن لكل أهل بلد رؤيتهم ؛ وذلك لأن النبي http://majles.alukah.net/imgcache/2014/08/148.jpg قصد من قوله http://majles.alukah.net/imgcache/broken.gif صوموا لرؤيته http://majles.alukah.net/imgcache/broken.gif أن رؤية الرجل الواحد في البلد الواحد رؤية لجميعه ، وليس المراد أنها رؤية لجميع من في الأرض إِذْ لا يختلف إثنان أن الليل يكون هنا النهار ويكون عند غيرنا ، وتتفاوت الأماكن يوماً ويومين ، ولذلك لايمكننا أن نقول : إن حديث http://majles.alukah.net/imgcache/broken.gif صوموا لرؤيته http://majles.alukah.net/imgcache/broken.gif على العموم ، يقول العلماء : إن العموم قد يُخَـص بدلالة الحس وقد يدل الحس على تخصيصه ويمثل لها أهل الأصول بقوله -تعالى- : { تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا } قالوا : هذا العموم مخصص بالحس ؛ لأنها مادمرت كل شيء ؛ وإنما دمرت كل شيء عذاباً ونكالاً وإلا كان ما دمرت الأرض لأنه قال : { تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ } فهذا عام يشمل كل شيء في الأرض ومع ذلك قالوا : هذا العام مخصص بدلالة الحس بدليل الوجود .
كذلك - أيضاً - دليل الحس عندنا هنا لايمكننا أن نقول : إن رؤية بلد رؤية للجميع وهذه المسألة يقع فيها خطأ كثير وخلط كبير ، ولذلك تجد المسلمين في مشرق الأرض ينقسمون قرابة ثلاثة فرق :
http://majles.alukah.net/imgcache/broken.gif فرقة تقول نصوم مع بلد كذا .
http://majles.alukah.net/imgcache/broken.gif فرقة تقول : نصوم مع بلد كذا .
http://majles.alukah.net/imgcache/broken.gif وفرقة تقول : لانصوم لا ببلد كذا ولا بغيره بل نصوم برؤيتنا .
والصحيح الذي يظهر - والله أعلم - من خلال النصوص وسنة النبي http://majles.alukah.net/imgcache/2014/08/148.jpg وهديه التي تقطع النـزاع أن كل بلد ملزمون بالرؤية ، فإذا رأوا الهلال فالحمد لله وحينئذٍ يلزمهم ما يلزم الرائي من صيام ذلك الشهر .
وأما إذا لم يروا الهلال فإنهم باقون على الأصل ؛ لأن النبي http://majles.alukah.net/imgcache/2014/08/148.jpg قال http://majles.alukah.net/imgcache/broken.gif صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته فإن غم عليكم .. http://majles.alukah.net/imgcache/broken.gif فنجعل لكل بلد رؤيتهم ولو أن كل منطقة تراءت الهلال مثلاً منطقة المشرق تترآه ومنطقة المغرب تترآه فإن ثبت عندهم فبها ونعمت ، وإن لم يثبت أكملوا العدة فكل على خير ، أما لو قلنا : إن رؤية بلد هي رؤية لغيره يتنازعون هل نتبع هذا البلد أو نتبع هذا البلد ؟ نعتد بهذه الرؤية أو هذه الرؤية ؟
ولذلك تقع كثير من الفتن والمشاكل بسبب جعل الرؤية الواحدة رؤية للجميع والذي يظهر من خلال السُّنة خاصةً حديث ابن عباس http://majles.alukah.net/imgcache/broken.gif الذي قال فيه النبي http://majles.alukah.net/imgcache/2014/08/148.jpg http://majles.alukah.net/imgcache/broken.gif اللهم فقه في الدين وعلمه التأويل http://majles.alukah.net/imgcache/broken.gif يقول لا نفى هذا وقال : هكذا أمرنا رسول الله http://majles.alukah.net/imgcache/2014/08/148.jpg فصار تفسيراً لقوله http://majles.alukah.net/imgcache/2014/08/148.jpg http://majles.alukah.net/imgcache/broken.gif صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته http://majles.alukah.net/imgcache/broken.gif أي صوموا يا أهل الشام لرؤيتكم ، وصوموا يا أهل الحجاز لرؤيتكم ، فجعل لكل أهل منطقة رؤيتهم وهذا هو الذي يندفع به الإشكال ويزول به اللبس إذا جُعل لكل بلد رؤيتهم المعتبرة ، وحينئذٍ إذا رأوا الهلال عملوا بالرؤية ، وإذا لم يروه أكملوا العدة ثلاثين يوماً http://majles.alukah.net/imgcache/broken.gif انتـهى.
http://majles.alukah.net/imgcache/broken.gif وفي مسالةِ الفاسقِ يشهدُ برؤيةِ الهلالِ , هل تُرَدُّ شهادتهُ بفسقهِ أم يؤخَـذُ بقول الحنفيَّـةِ بالتفريقِ بين الفسقِ الذي تحصُلُ بهِ التهمةُ والذي لا تحصلُ بهِ التهمةُ.؟
قال الشيخُ: إنَّ الصحيحَ ردُّ شهادتهِ سواءً كان ممن يغلب على الظن صدقه أو لا يغلب على الظن صدقه , واستثنى من ذلكَ ما سبقهُ إليهِ بعضُ أهلِ العلمِ في حالِ عمَّ الفسق وانتشر , فإنَّتهُ يؤخَـذُ بشهادةِ أمثلِ الفُسَّـاقِ وأضبطهم إعمالاً للقاعدةِ الشرعيةِ القاضيةِ بانَّ الأمرَ إذا ضاقَ اتَّـسعَ , ولأنَّ هذا مما تعمُّ بهِ البلوى.
http://majles.alukah.net/imgcache/broken.gif وفي مسالةِ شهادةِ الأنثى برؤيةِ الهلالِ قال الشيخُ بعدمِ اعتبارها وأنَّ شهادةَ المراةِ مقصورةٌ على الأمور الماليَّـةِ وما في حُـكمِـها.