أم محمد الظن
2010-08-04, 05:26 AM
إن الْحَمْد لِلَّه تَعَالَى نَحْمَدُه وَنَسْتَعِيْن بِه وَنَسْتَغْفِرُه وَنَعُوْذ بِاللَّه تَعَالَى مِن شُرُوْر أَنْفُسِنَا وَسَيِّئَات أَعْمَالِنَا مَن يَهْدِى الْلَّه تَعَالَى فَلَا مُضِل لَه وَمَن يُضْلِل فَلَا هَادِى لَه وَأَشْهَد أَن لَا إِلَه إِلَّا الْلَّه وَحْدَه لَا شَرِيْك لَه وَأَشْهَد أَن مُحَمَّداً عَبْدُه وَرَسُوْلُه.
أَمَّا بَعــــــد.
فَإِن أَصْدَق الْحَدِيْث كِتَاب الْلَّه تَعَالَي وَأَحْسَن الْهَدْي هَدْي مُحَمَّدٍ صَلَّي الْلَّه عَلَيْه وَآَلِه وَسَلَّم ، وَشَّر الْأُمُور مُحْدَثَاتُهَا وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدَعِه وَكِل بِدْعَةٍ ضَلَالَة وَكُلَّ ضَلَالَةٍ فِي الْنَّار ، الْلَّهُم صَلّى عَلَى مُحَمّدٍ وَعَلَى آَل مُحَمِّد كَمَا صَلَّيْت عَلَى إِبْرَاهِيْم وَعَلَى آَل إِبْرَاهِيْم فِي الْعَالَمِيْن إِنَّك حَمِيْدٌ مَجِيْد ، وَبَارِك عَلَى مُحَمدٍ وَعَلَى آَل مُحَمِّد كَمَا بَارَكْت عَلَى إِبْرَاهِيْم وَعَلَى آَل إِبْرَاهِيْم فِي الْعَالَمِيْن إِنَّك حَمِيْدٌ مَجِيْد
فقد عدت بحمد الله تبارك وتعالى إليكم بعد تغيب دام قرابة أربعة أشهر ، لأبدأ معركة جديدة في الزود عن مصادرنا الأصلية ، ولا أدري كيف أبدأ ؟ لكن أبدأ الحكاية من قبل سفري :لقيني شاب فقال لي إن رجلاً تخصص في الطعن على السنة بعامة، وعلى صحيح البخاري بصفة خاصة وله حلقة أسبوعية يداوم الطعن فيها على هذه المصادر الأصلية فأين أنت وأين المشايخ في الرد على أمثال هؤلاء؟ حتى لا تختل الثقة بهذا الإرث الذي ورثناه كابراً عن كابر على مدى هذه القرون الطويلة .
فقلت له بلهجةٍ لا تخلو من جديةٍ ، قلت له : يا بني نحن متخصصون – هكذا قلت له بنص العبارة – في اصطياد النسور القشاعم والأسود الضراغم ، فلن نعجز أن نصطاد غراباً ! هؤلاء تعودنا منهم في السنوات الأخيرة أن يخرجوا ما كتبه أهل البدع قديماً وكان أهل البدع في القدم أعلم منهم وأذكى وآدب ، هؤلاء جمعوا قلة علم وقلة أدب ! وفي غياب لجنة كبار العلماء وفي غياب سلطان الشريعة خرج هؤلاء من الجحور وتكلموا بنفثة مصدور ، ونسى هؤلاء أن هذه المصادر الأصلية عليها حراسٌ شِداد غرهم أننا قلة في نظرهم
تُعيرنا أنا قليلٌ عديدنا
فقلت لها إن الكرام قليلُ
تصور هؤلاء لأنهم لا يرد عليهم أحد من المؤسسة الرسمية بل قد يرد أحدهم رداً هزيلاً جداً كما ستسمعون الآن وتصور هؤلاء أن لهم حُجة في المسألة ، ولذلك أنا طلبت الحقيقة من القناة ، قلت : أنا أريد وقتاً مفتوحاً ولا أريد أن يكون هناك برنامجٌ بعدي حتى أستطيع أن أوفي هذا الموضوع حقه ، وإن كنت أعلم أن حلقة واحدة لا تكفي بل حلقات ، لكن أنا سأحاول بقدر المستطاع أن أتكلم بكلامٍ موجزٍ وبينٍ في الوقت ذاته لأفضح هؤلاء، وجعلت عنوان حلقتي هذه أو دفاعي هذا عنواناً يبدوا طويلاً إلى حد ما ، وأنا حريص وأعلم أن العناوين تُصان عن الإسهاب ، إذا أنا وضعت عنواناً لمقالة أو عنوانا لكتاب ، فالأصل ألا أجعله فِضفاضاً طويلاً، لكن أنا مُضطر إلى هذا العنوان وهو :
العنوان الذي اختاره الشيخ _حفظه الله_ للحلقة:
الطعن علي البخاري نفق مظلم من دخله بغير مصباح إرتطم وجهه بالحائط : لم أجد عبارةً أبلغ من هذه وردت على خاطري الطعن على صحيح البخاري نفق مظلم من دخله بغير مصباحٍ ارتطم وجهه بالحائط.كلمة الطعن على البخاري نفق مظلم هذه أرجو ألا يتصور أحد أن البخاري معصوم كشخص وإن كان من صفوة البشر بعد الأنبياء والصحابة والتابعين ، الإمام البخاري نسيجه واحدة وعقِمت أرحام النساء أن تلد مثله في معناه ، وأنا في ألمانيا اتصل بعض الإخوة وقال: أن هناك رجل محامي استضافوه في بعض القنوات الفضائية وحاوره اثنان والحلقة موجودة على ألنت تستطيع أن تنزلها ، نزلت الحلقة بالفعل واستمعت إليها وأنا معني بالرد على هذا الإنسان ، وأرجو ألا يحمر أنفه إذا وصفته بالجهل فهذا أقل ما يُقال فيه ، وأنا ليس من عادتي أن أسب أحداً، عندما أصف إنسان بالجهل هذا ليس سباً إذا كان في موضعه لأن الله عز وجل قال: ﴿ لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ﴾وقال سبحانه وتعالى : ﴿ وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ﴾ولا شك أن هذا الطاعن باغ وظالم ، ﴿ إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ﴾وهو باغ وظالم ، لماذا ؟ لأنه عندما يتكلم عن البخاري ، لا يتكلم عن شخص البخاري إنما يتكلم عن صحيح البخاري .
صحيح البخاري تلقته الأمة بالقبول على رغم أنفه وأنف كل طاعن :،وسأبين كيف تلقته الأمة بالقَبول وما معنى التلقي بالقَبول أيضاً ، لأن بعض الناس يتصور أن تلقي الأمة بالقَبول لصحيح البخاري ، أنه لا يوجد أي ملاحظات على صحيح البخاري وهذا كلامٌ غير حقيقي ولم يعنه أي أحد من أهل العلم قط، لأن الكتاب الذي لا يأتيه الباطل لا من بين يديه ولا من خلفه هو كتاب الله عز وجل وحده ، أما أي كتاب فهو من تصنيف البشر .
ماتميز به صحيح البخاري عن غيره من الكُتُب الأخرى: لكن صحيح البخاري أخذ مزية لم يأخذها كتاب وهو أن الأمة اجتمعت على أنه أصح كتاب ، (كلمة أصح كتاب بعد كتاب الله سبحانه وتعالى) ليس معناه أنه ليس فيه ما يُنتقد ، لكن ما يُنتقد لا يساوي شيئاً بجانب ما أحرزه من الصواب وقد صح عن البخاري رحمه الله ، أنه قال : (عرضت كتابي هذا على علي بن المديني وأحمد بن حنبل ويحيى بن معين فأقرُّوه إلا أربعة أحاديث )، قال أبو جعفر العُقَيلي الإمام العلم صاحب كتاب الضعفاء والقول فيها قول البخاري أي أن الراجح هو قول البخاري ،إذن الكلام بين أئمة المجتهدين الذين يمتلكون أدوات الاجتهاد وعندهم أهلية ليس كهؤلاء الجهلاء والذين لا يعرفون القراءة ، مجرد القراءة ، يعني هذا الطاعن المحامي الذي طعن على البخاري لا يستطيع القراءة، وأنا طبعاً سأقول كلاماً وإذا عارضني في هذا ، في الحلقة القادمة سآتيه بالصوت والصورة لأنني نقلت كلامه بحرفه وأحفظه أيضاً لأنني سمعت هذه الحلقة أكثر من مرة ، لا يستطيع القراءة الصحيحة ولا يستطيع الفهم من باب أولى وأنا سأبين فيما يأتي إن شاء الله سبحانه وتعالى الاعتراض على البخاري كيف يكون والذين اعترضوا على البخاري في بعض ما أودعه في صحيحه كالدار قطني ، كأبي العالية الغساني كابن حزم ، أي واحد من هؤلاء العلماء اعترض على البخاري اعتراض عالم وليس اعتراض جاهل .في بداية الأمر ، محاوران في البرنامج حاورا هذا المحامي واستضافا شيخاً من شيوخ الأزهر واستضافا أيضاً بعض الدعاة الشباب .
أجود ما في البرنامج هو أسئلة المحاورين كانت أسئلة ممتازة لم يجب عنها هذا المعترض أبداً.أول سؤال قالا له: قبل ما نبدأ أريد أن أعرف خلفيتك الدينية التي تؤهلك لهذا الكلام في هذا الموضوع ؟فلم يزد على أن قال : أن هذا الدين بتاعي my old ( ماي أولد) هذا الدين بتاعي ، هذه أول غلطة ، هذا الدين ليس أولدك لوحدك ، هذا أولد الناس كلها لكن كاعتقاد ،.
إنما الدين كعلم له رجاله قال عز وجل: ﴿ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾هذا الكلام موجه لمن؟ لمن ليس من أهل الذكر فبين في الآية أن الناس ينقسمون إلى فريقين : إلى عالم وإلى متعلم لا أريد أن أقول الجهل يعني ، إلى عالم وإلى متعلم ، المتعلم هذا الذي لا يدري شيئاً عن العلم يسأل أهل العلم ويجب عليه أن يسأل ، هو نفسه تناقض بعدما قال ( ماي أولد) قال: إن الله عز وجل قال: ﴿ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ ﴾ولم يقل: أفلا يتدبر أهل الأزهر القرآن؟ تدبر القرآن يجب على الناس أن يتدبروا القرآن وهذا الوجوب لا أدري من أين أتى به؟ ولو سلمنا فإن فهم إمام كإبن جرير الطبري مثلاً إمام المفسرين ليس كفهم هذا المعترض ، لأن ابن جرير مثلاً يمتلك الأدوات من لغة وأحاديث وأسانيد وفهم وقراءات ، رجل بحر من البحور ، لا يستوي تدبره مع هذا إذا قلنا أن التدبر مفتوح لكل لناس بعض الناس لا يحسنون التدبر ولا يعرف معنى التدبر هو نفسه ناقض نفسه لما قال: أن ابن مسعود البخاري أودع في صحيحه إن المعوذتين ليستا من القرآن الكريم ، واتجهت إلى بعض العلماء أسألهم فأجابوني إجابة كان ممكن أن تخيل على آبائي وأجدادي قبل ذلك ، لكن إحنا دماغنا منورة حبة ، فهذه الدماغ المنورة نرى هي منورة حبة ولا حبتين بعد قليل يعني ، فاتهم آباءه وأجداده وطبقتهم أنهم لا يتدبرون القرآن!ولا يفهمون ، إنما هو ذكي ويفهم ولذلك هو أفضل من أجداده!!فإن هذا الذي يقول : ﴿ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ ﴾هل آباءه وأجداده وهذه الطبقة كانوا أهلاً لتدبُر القرآن؟ فكلامه يعارض بعضه .السؤال الثاني: قال له: سأسألك سؤالاً قد يبدوا غبياً، كم عمر صحيح البخاري ؟ قال له من يوم ما ألفوا البخاري ، قال له: كم سنة يا فندم؟ - أنا أنقلها بالنص لأنني حفظت الحلقة- قال له: من يوم ما ألفوا البخاري ، يعني البخاري ولد سنة 195 ومات سنة 245، قال له: يعني له أكثر من ألف سنة ؟ - المحاور الآخر قال له : ألف ومائتان وشوية ، فهو لا يعرف متى وُلد البخاري ولا متى مات لأن البخاري أولا لم يولد سنة 195 البخاري ولد سنة 194 ولم يمت البخاري سنة 245 إنما مات سنة 256 ، واحد يقول لي : أنت جئت تتصدر في التواريخ، فوتها ، أقول لك: لا ، هذه لا تفوت، نعم ، يفوتها أمثال هؤلاء ، لكن بالنسبة لعلماء الحديث لا تفوت المسألة التي مثل هذه.
مولد البخاري ووفاته: وُلد البخاري في شوال سنة 194 ومات في شوال في ليلة عيد الفطر ودفن يوم عيد الفطر بعد صلاة الظهر سنة 256 ، فالبخاري عاش إثنان وستون عاماً إلا ثلاثة عشر يوماً .
أهمية التورايخ عند عُلماء الحديث: يقول قائل: ، ما هذه التواريخ التي تقولها؟ أقول لك : هذه عند علماء الحديث مسألة مهمة في مباحث الاتصال والانقطاع ، يعني مثلا : البخاري دفن بعد صلاة الظهر يوم واحد شوال سنة 256 ، لو أن رجلاً قال: حدثني محمد بن إسماعيل البخاري يوم عيد الفطر سنة 256 بعد صلاة العصر حكمه أنه كذَّاب, لأن البخاري دُفن بعد صلاة الظهر ، فعندما يقول : حدثني بعد صلاة العصر هذا يكون كذاباً ، والفرق بين صلاة الظهر وصلاة العصر ساعتين ثلاثة ، هذا من سنة 245 وهو مات سنة 256 ، فانظر كم سنة ، وعلم الحديث عندنا الانقطاع يثبت بلحظة وبغمضة عين ، ليس بعدد من السنوات!. فالرجل لا يعرف البخاري متي وُلد ، ولا متي مات ، ولا متي ألف صحيحه ! ؟
متي ألف البخاري _رحمه الله_ صحيحه؟ ألف البخاري صحيحه في سبعة عشر عاماً، ، وانتقي صحيحه من ستمائة ألف حديثٍ يحفظها – وكل هذا الكلام بالأسانيد الصحيحه- وما وضع حديثاً صحيحاً في كتابه إلا توضأ وصلى ركعتين قبله ، وحوَّلَّ تراجمه وكتب تراجم الصحيح الخاص به ,أكثر التراجم,في الروضة الشريفة بجانب قبر النبي ﷺ
كم مرَّه نقَّحَ البخاري_ رحمه الله _صحيحه؟ نقح البخاري كتابه ثلاث مرات ولذلك نجد أحياناً في بعض روايات البخاري في تبويب ليس مذكوراً ، أحياناً التبويب يكون ناقص كلمة ، مثلما العلماء لا سيما الحافظ بن حجر العسقلاني ذكر روايات البخاري والفروق بين هذه الروايات وخرجت بعض الكتب أي الأجزاء المفردة في رواية البخاري وزيادة بعضهم على بعض ، هذه الزيادة من أين أتت؟ أن البخاري في المرة الأولى ممكن يكون نقح صحيحه زود كلمة ، زود كلمتين زود باب إلى آخره كما هو معروف .
فقال له المحاور: ألف ومائتان سنة ؟ لم يتفتق ذهن واحد في خلال ألف ومائتان سنة عن هذه الاعتراضات التي أتيت بها أنت اليوم؟
فلم يُجب إلا بمثال المحاور الثاني اعترض عليه ، قال له: يعني المسيح عليه السلام ولد من كم سنة؟ قال له ألفين وعشرة ، قال له : لو أن واحداً جاء إلى النصارى وقال لهم أن عيسى ليس هو ابن الله وإنما هو إله وليس عبداً لله، ماذا سيقولوا له ؟ المحاور قال له : سيكذبوه ، المحاور الثاني قال له : أنا أختلف معك في هذا المثال، قال له : إرميه ، ولم يضع مثالاً آخر ، سوى أن له عقلاً يفكر به .
المثال الأول الذي ضربه المفتري علي صحيح البخاري:ثم بدأ يقول: إن صحيح البخاري مشتمل على تكذيب كتاب الله! وأول مثال ضربه : (أن البخاري روى في صحيحه أن ابن مسعود رضي الله عنه أنكر أن تكون المعوذتين من كتاب الله ، قال: كيف يكون أصح كتاب بعد كتاب الله ويشككني في القرآن ؟ !)
رد الشيخ _حفظه الله_ علي الفرية علي بن مسعود _رضي الله عنه_: قبل أن أبتدئ الرد على هذه الفرية الصلعاء الكاذبة ، لأن هذا رجل كذَّاب ، كما سأقرأ عليكم ، أنا أتيت بنصوص البخاري لكي أقرأ ، أنا أعرفها وأحفظها ، ولكن أنا سأقرأ لكي أأتي لكم بالنص بالكامل، وبكل أسف استضافوا شيخاً أزهرياً ليرد عليه ، فزاد الطين بله وكان رده أسوأ من اعتراض المعترض ، ليته ما رد لأنه جرأ هؤلاء المشايخ غير المتخصصين في الصحيح أو في السنة ، خذلوا الحق في هذا الموضع، لأن العوام مع المنتصر، مع الغالب أيا كان هذا الغالب قال بحق أو قال بباطل ، المهم أنه غلب .
فإذا لم يكن المرء متخصصاً في الرد فإنه يهزم الحق ،: ويتصور هذا المعترض أنه على حق، إذا عجز مثل هؤلاء العلماء أن يردوا عليه ، فيزدادوا كبراً وعناداً وإصراراً على باطلهم .
رجاء الشيخ _حفظه الله_ من غير المتخصصين في السنة : أرجو من السادة العلماء غير المتخصصين في السنة ، وغير المتخصصين في معرفة صحيح البخاري ألا يتكلموا صحيح البخاري ليس كتاباً هيناً حتى يدخل فيه أعشار المتعلمين وأخماس المتعلمين وأرباع المتعلمين ، هذا كتاب ليس ذلولاً، ليس سهلاً،.
رحلة الشيخ_حفظه الله_مع البخاري: أنا رحلتي مع البخاري إلى اليوم استمرت خمساً وعشرين سنة بالتمام والكمال ، أروز الكتاب وأنظر فيه ، وأتأمله ، ومع ذلك لا أدَّعي أنني عرفت كل أسرار هذا الكتاب ، وعلى هذا الكتاب ، وعلى كتب السنة حُرَّاسٌ أقوياء أشداء في جنبات العالم الإسلامي وأنا أفتخر أنني واحد منهم وإن كنت من أقلهم علماً، وهناك من هم أعظم علماً وهناك من هم أقوى علماً يستطيع أن يرد ، لكن أين هم؟ لابد أن يخرجوا ويردوا، هؤلاء يشتمون السنة ويشتمون البخاري .
الجريدة التي وقعت تحت يدي الشيخ أثناء قدومه إلي الحلقة: اليوم وأنا قادم إلى الحلقة وقع تحت يدي جريدة، و صورت والله الكلام ، و حدث لي ألم في معدتي فوراً عندما قرأت هذا الكلام!العدد القادم في جريدة الأسبوع القادم يقول: ننشر فصول أجرأ رواية مصرية ، أنا أقرأ هذا الكلام لعدد سيصدر الأسبوع القادم وأقول هذا الكلام للمراقبين على الصحف، إن كانوا مسلمين ويتقون الله سبحانه وتعالى ، الرقابة على الصحف أين هي؟ إذا كان الصحف تسب رئيس الجمهورية ورئيس الجمهورية راض أن يُشتم ، هذا هو حر في هذا ، لكن أن يُشتم النبي عليه الصلاة والسلام وفي العدد القادم من الصحيفة ، هذا لا يحل مطلقاً! أنا أقول هذا الكلام حتى لا يصدر هذا العدد ، وأحذر ، والمؤسسة الرسمية ينبغي أن تأخذ إجراءاً فورياً ضد هذه الصحيفة
الإفتراءات التي وردت في الجريدة علي النبي _ ﷺ _ أنا اقرأ الآن وأقول: ( العدد القادم ننشر فصولا أجرأ رواية مصرية محاكمة النبي محمد ! على صفحات اليوم السابع فقط ، لماذا يجاهد أعداءه بالسيف قتلاً وسبياً ويستحل الغنائم ؟لماذا جعل الحكم بعده ملكية خاصة لأصهاره وأقاربه؟الأسرار الحمراء لعلاقة محمد بالنساء !!!)هذا الكلام يُكتب في دولة دينها الرسمي الإسلام ؟!! الذي قال الحمراء لمحمد!! محمد من إذن ؟!!!الله سبحانه وتعالى قال: ﴿ لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا﴾يعني لا يحل لأحدٍ أن يقول له : يا محمد هكذا مجرداً ، وهذا يقول الأسرار الحمراء ، الذي قال الحمراء لمحمد مع النساء ، هذا نبي ، وهذا كلام يكتب عن النبي ﷺ في جريدة ويقال أجرأ رواية في دولة دينها الرسمي الإسلام؟!! ويقولون الأزهر الأزهر إلى أن أوجعوا أدمغتنا بالأزهر .
مناشدة الشيخ حفظه الله علماء الأزهر بالرد علي الجريدة: أنا أريد الأزهر يتصرف في هذا ، أريد شيخ الأزهر يتصرف في هذا ، أريد علماء الأزهر يتصرفون في هذا ، الذي قال الحمراء لمحمد مع النساء ، ولماذا لا يتزوج أحد من أمته بنسائه بعده ؟!!أنا لا أفهم والله هؤلاء مسلمين أم كفرة ، والله عز وجل يقول : ﴿ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمًا ﴾يريد أن يقول ماذا ؟ أن يتزوجوا نساء النبي؟!! هؤلاء مسلمين الذين يكتبون هذا الكلام؟!! يتاجرون بعرض النبي ﷺ ، حتى وصل أنه لا يوجد أي خط أحمر إطلاقا؟!! والنبي ﷺ صار كلئاً مباحاً ، وصار عرضه كلئاً مباحاً على صفحات الجرائد ؟!! والليالي الحمراء ؟!! للنبي مع النساء !!أنا والله لا أدري ما أقول يعني .
الخراب والدمار والعار الذي نعيش فيه ، سببه أمثال هؤلاء: أرضنا لو أُحتلت وما بقي لنا منها شبر ، لا تساوي قِلامة ظفر أمام هذا الكلام نحن نستحق أن نُضرب بالنعال في كل مكان ، لأمثال هؤلاء ، الذين ضيعوا البلاد والعباد وفرضوا علينا الضنك .
النبي ﷺ خطٌ أحمر لا يجوز لأحد مطلقاً أن يتكلم عنه: هذا الكلام ولا عُشر هذا الكلام ، لكن تجرءوا عندما تخلت المؤسسة الرسمية عن دورها الحقيقي وهو الدفاع عن دين الله ، والدفاع عن الله ورسوله ، ويخرج يقول لك : هذه حرية فكر!! هذا ليس فكر، ، هذا اسمه كفر ، فالهجوم علينا من كل مكان ، بكل أسف كما قال القائل :
لو كان سهماً واحداً لاتقيته
ولكنه سهمٌ وثانٍ وثالثُ
أنا كدت ألا أأتي اليوم عندما رأيت هذا العنوان ، لأن قلبي إنصدع من هذا الكلام أنا لا أريد أن أكمل الكلام ، طبعاً لازال هناك عناوين أخرى في هذه الورقة ، لا أستطيع أن أكملها .
نرجع إلى كلامنا الذي كنا نتحدث فيه ، عن هذا المعترض الذي يقول: كيف يكون صحيح البخاري أصح كتاب بعد كتاب الله وفيه الطعن على القرآن في إنكار المعوذتين
هل هناك فرق بين صحة الرواية وبين صدق القول؟نحن عندنا شيئين : أولاً : صحة الرواية ثانياً: صحة المروي، عندما حكي الله سبحانه وتعالى عن الكافرين ، ﴿ وَقَالُوا إِنْ هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ﴾ ن جهة صحة نسبة الكلام إليهم، صحيح مائة بالمائة ، لكن هل كلامهم حق؟ لا ، ليس كلاماً حقاً، لا ينفع أن أقول هذا الكلام كذب، لا، لابد أن نفرق بين صحة الرواية وبين صدق القول .
مثلا: عندنا ابن حزم ، ابن حزم_ رحمه الله_، كان ينكر القياس جليه وخفيه ، و هو الدليل الرابع المتفق عليه بين الأصوليين في أصول الفقه ، الدليل هو : ( القرآن ، السنة الإجماع ثم القياس)وبعد ذلك يوجد ثمانية أدلة مُختلف فيها بين العلماء ولكن الأربعة المتفق عليهم هؤلاء الذين ذكرتهم ، ماعدا ابن حزم خالف في القياس ، فأنا عندما أقول : حدثنا فلان عن فلان عن فلان أن ابن حزم أنكر القياس ، نقول في هذه الحالة : صح هذا إلى ابن حزم أما إنكار ابن حزم فباطل أو خطأ .
رد الشيخ حفظه الله علي المثال الأول الذي ضربه المفتري علي صحيح البخاري: المعترض لا يفهم هذه القضية البخاري رحمة الله عليه لما روى حديث المعوذتين في الصحيح ، هو يقول البخاري يشككنا في القرآن !طيب البخاري روى هذا الحديث في كتاب التفسير ، قال: ( باب سورة الفلق .وبعد ذلك أعقبها : باب سورة الناس) . إذاً البخاري يثبت أن الفلق سورة في القرآن ، والناس أيضاً سورة من القرآن ، لأنه في كتاب التفسير في صحيح البخاري ، يقول : ( باب سورة البقرة ويأتي بتفسير بعض آياتها ، باب سورة آل عمران ، النساء ، المائدة ، إلى آخره ).فلما يقول : باب سورة الفلق ، باب سورة الناس إذن البخاري يثبت أن سورة الفلق والناس من القرآن وبعد ذلك أخرج حديثاً واحداً عن شيخين مختلفين في السورتين ، ماذا قال البخاري أيها الإخوة ؟ لتعلموا أن هؤلاء الجهلة لا يستطيعون إطلاقاً أن يصلوا إلى هدفهم من الطعن في البخاري .
إيراد الشيخ حفظه الله لنص البخاري :البخاري قال بنص كلامه : ( سورة قل أعوذ برب الفلق )حدثنا قُتيبة بن سعيد ، ثنا سفيان ابن عيينة – عن عاصم – هذا هو ابن بهدنة ابن النجود صاحب القراءة المشهورة ، أي هو حفص عن عاصم – وعبدة ابن أبي لُبابة عن زِر بن حُبيشٍ قال – أنا أريد لو سمحتم أن تركزوا معي جداً لأن البخاري له شُفوف نظر لا يبصره أمثال هؤلاء المتخلفين وهذا الشُفوف هو الذي سأوضحه الآن إن شاء الله –سألت أُبيٌ بن كعب عن المعوذتين فقال:" سألتُ النبي ﷺ فقال: قيل لي فقلت ، قال أُبيٌ ، فنحن نقول كما قال رسول الله ﷺ".هذا النص ورد في سورة الفلق بعدما قال: ( باب قل أعوذ برب الفلق) أورد هذا الحديث ومن ثم أتى وقال: ( باب سورة قل أعوذ برب الناس) .قال: حدثنا علي بن عبد الله – هو علي بن المديني – ثنا سفيان – هو ابن عيينة أيضا- ثنا عبده ابن أبي لُبابة عن زِر بن حُبيشٍ – وقال ( حاء) أي كتب حرف الحاء ، يعني سيحول الإسناد ، أي سيأتي بإسناد آخر ( حاء ) حرف من التحويل – اختصار أو اختزال لكلمة تحويل – وحدثنا عاصم – الذي قال حدثنا عاصم هو ابن عيينة – عن زِرٍ قال – انتبه للكلام الذي سيأتي مهم جدا – قال:" سألت أُبي ابن كعب قلت : أبا المنذر إن أخاك ابن مسعود يقول كذل وكذا ، فقال أُبيٌ: سالت رسول الله ﷺ فقال لي: قيل لي فقلت : فنحن نقول : كما قال رسول الله ﷺ."هذا الحديث يرويه عن سفيان ابن عيينة اثنان (عند البخاري) (قتيبة ابن سعيد وعلي بن عبد الله ألمديني ) روى هذا الحديث( عن ابن عُيينة)(أيضاً الشافعي وأحمد بن حنبل في المسند ، والحُميدي أيضاً في مسنده ، وسعدان ابن كلمة غير واضحة أربعة ، كلهم رووا هذا الحديث باللفظ الآتي :"قلتُ أبا المنذر إن أخاك ابن مسعود يحكهما من المصحف _يحك المعوذتين من المصحف_ ويقول : ليستا من كتاب الله"إذن الذين صرحوا بلفظة يحك المعوذتين من كتاب الله: الشافعي أحمد بن حنبل ابن الحميدي ، وسعدان ابن كلمة غير واضحة ,البخاري تنكَّب الرواية عن هؤلاء جميعاً ,أخذ الرواية المبهمة التي أبهمها ابن عُيينة استعظاماً لكلام ابن مسعود ، لأجل ذلك في حديث علي بن المديني الذي ذكر فيه المعوذتين عن ابن قتيبة : اختصر الحديث وأتى بقول أُبي فقط ، ولم يأت بكلام ابن مسعود رضي الله عن الجميع.
علي بن المديني عندما روى الحديث عن سفيان ابن عُيينة قال: قلت – بإسناده إلى زِرٍ بن حُبيش- قال : "سألتُ أُبي بن كعب ، قلت : أبا المنذر إن أخاك ابن مسعود يقول كذا وكذا – "لم يأت البخاري يحكهما من المصحف وإنما قال كذا وكذا هكذا على الإبهام .
لماذا اختارالبخاري هذه الرواية ؟ لماذا لم يأت برواية عن ألحميدي وهو من مشايخه ؟ لماذا لم يأت برواية عن أحمد وهو من مشايخه أيضاً ، وأحمد والحُميدي الاثنين صرحا بأنه كان يحك المعوذتين من المصحف ؟.
أولاً:لأن البخاري استعظم هذا ، وابن عيينة هو الذي مرة يصرح ومرة يذكرها على الإبهام .فتلقى أحمد بن حنبل والحميدي والشافعي الرواية عن ابن عيينة بالتصريح بحك المعوذتين من المصحف ، وعلي بن ألمديني تلقاها عن ابن عيينة على الإبهام : إن أخاك يقول كذا وكذا ، ولم يرض أن يقول ماذا يقول ، اختار البخاري رواية علي بن ألمديني التي لم يصرح فيها أنه يحك المعوذتين ، لماذا فعل البخاري ذلك؟ استعظاما لهذا الكلام هذا أول شيء، وسنرى مثل هذا النظر ، لا يمكن أن يصلوا له مثل هؤلاء أبداً ولا يعرفوا تصرف البخاري .
ثانياً: أن الإمام البخاري رحمة الله عليه ذكر كلام ابن مسعود في سياق الحكاية وليس على سبيل الاحتجاج ، وهذه مسألة مهمة جداً ، هذه حكاية يحكيها ، لو كان البخاري يتبنى قول ابن مسعود لما قال: باب سورة الناس ، لو كان يشكك في كتاب الله ، لم يكن عنون بكلمة ( باب سورة ) ولم يكن يأتي بكلام أُبي بن كعب ,إذن انا عندي كلام سيق على سبيل الحكاية ليس على سبيل الاحتجاج ، وكلام سيق للاحتجاج .طيب، النص أمامك هكذا .
أَمَّا بَعــــــد.
فَإِن أَصْدَق الْحَدِيْث كِتَاب الْلَّه تَعَالَي وَأَحْسَن الْهَدْي هَدْي مُحَمَّدٍ صَلَّي الْلَّه عَلَيْه وَآَلِه وَسَلَّم ، وَشَّر الْأُمُور مُحْدَثَاتُهَا وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدَعِه وَكِل بِدْعَةٍ ضَلَالَة وَكُلَّ ضَلَالَةٍ فِي الْنَّار ، الْلَّهُم صَلّى عَلَى مُحَمّدٍ وَعَلَى آَل مُحَمِّد كَمَا صَلَّيْت عَلَى إِبْرَاهِيْم وَعَلَى آَل إِبْرَاهِيْم فِي الْعَالَمِيْن إِنَّك حَمِيْدٌ مَجِيْد ، وَبَارِك عَلَى مُحَمدٍ وَعَلَى آَل مُحَمِّد كَمَا بَارَكْت عَلَى إِبْرَاهِيْم وَعَلَى آَل إِبْرَاهِيْم فِي الْعَالَمِيْن إِنَّك حَمِيْدٌ مَجِيْد
فقد عدت بحمد الله تبارك وتعالى إليكم بعد تغيب دام قرابة أربعة أشهر ، لأبدأ معركة جديدة في الزود عن مصادرنا الأصلية ، ولا أدري كيف أبدأ ؟ لكن أبدأ الحكاية من قبل سفري :لقيني شاب فقال لي إن رجلاً تخصص في الطعن على السنة بعامة، وعلى صحيح البخاري بصفة خاصة وله حلقة أسبوعية يداوم الطعن فيها على هذه المصادر الأصلية فأين أنت وأين المشايخ في الرد على أمثال هؤلاء؟ حتى لا تختل الثقة بهذا الإرث الذي ورثناه كابراً عن كابر على مدى هذه القرون الطويلة .
فقلت له بلهجةٍ لا تخلو من جديةٍ ، قلت له : يا بني نحن متخصصون – هكذا قلت له بنص العبارة – في اصطياد النسور القشاعم والأسود الضراغم ، فلن نعجز أن نصطاد غراباً ! هؤلاء تعودنا منهم في السنوات الأخيرة أن يخرجوا ما كتبه أهل البدع قديماً وكان أهل البدع في القدم أعلم منهم وأذكى وآدب ، هؤلاء جمعوا قلة علم وقلة أدب ! وفي غياب لجنة كبار العلماء وفي غياب سلطان الشريعة خرج هؤلاء من الجحور وتكلموا بنفثة مصدور ، ونسى هؤلاء أن هذه المصادر الأصلية عليها حراسٌ شِداد غرهم أننا قلة في نظرهم
تُعيرنا أنا قليلٌ عديدنا
فقلت لها إن الكرام قليلُ
تصور هؤلاء لأنهم لا يرد عليهم أحد من المؤسسة الرسمية بل قد يرد أحدهم رداً هزيلاً جداً كما ستسمعون الآن وتصور هؤلاء أن لهم حُجة في المسألة ، ولذلك أنا طلبت الحقيقة من القناة ، قلت : أنا أريد وقتاً مفتوحاً ولا أريد أن يكون هناك برنامجٌ بعدي حتى أستطيع أن أوفي هذا الموضوع حقه ، وإن كنت أعلم أن حلقة واحدة لا تكفي بل حلقات ، لكن أنا سأحاول بقدر المستطاع أن أتكلم بكلامٍ موجزٍ وبينٍ في الوقت ذاته لأفضح هؤلاء، وجعلت عنوان حلقتي هذه أو دفاعي هذا عنواناً يبدوا طويلاً إلى حد ما ، وأنا حريص وأعلم أن العناوين تُصان عن الإسهاب ، إذا أنا وضعت عنواناً لمقالة أو عنوانا لكتاب ، فالأصل ألا أجعله فِضفاضاً طويلاً، لكن أنا مُضطر إلى هذا العنوان وهو :
العنوان الذي اختاره الشيخ _حفظه الله_ للحلقة:
الطعن علي البخاري نفق مظلم من دخله بغير مصباح إرتطم وجهه بالحائط : لم أجد عبارةً أبلغ من هذه وردت على خاطري الطعن على صحيح البخاري نفق مظلم من دخله بغير مصباحٍ ارتطم وجهه بالحائط.كلمة الطعن على البخاري نفق مظلم هذه أرجو ألا يتصور أحد أن البخاري معصوم كشخص وإن كان من صفوة البشر بعد الأنبياء والصحابة والتابعين ، الإمام البخاري نسيجه واحدة وعقِمت أرحام النساء أن تلد مثله في معناه ، وأنا في ألمانيا اتصل بعض الإخوة وقال: أن هناك رجل محامي استضافوه في بعض القنوات الفضائية وحاوره اثنان والحلقة موجودة على ألنت تستطيع أن تنزلها ، نزلت الحلقة بالفعل واستمعت إليها وأنا معني بالرد على هذا الإنسان ، وأرجو ألا يحمر أنفه إذا وصفته بالجهل فهذا أقل ما يُقال فيه ، وأنا ليس من عادتي أن أسب أحداً، عندما أصف إنسان بالجهل هذا ليس سباً إذا كان في موضعه لأن الله عز وجل قال: ﴿ لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ﴾وقال سبحانه وتعالى : ﴿ وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ﴾ولا شك أن هذا الطاعن باغ وظالم ، ﴿ إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ﴾وهو باغ وظالم ، لماذا ؟ لأنه عندما يتكلم عن البخاري ، لا يتكلم عن شخص البخاري إنما يتكلم عن صحيح البخاري .
صحيح البخاري تلقته الأمة بالقبول على رغم أنفه وأنف كل طاعن :،وسأبين كيف تلقته الأمة بالقَبول وما معنى التلقي بالقَبول أيضاً ، لأن بعض الناس يتصور أن تلقي الأمة بالقَبول لصحيح البخاري ، أنه لا يوجد أي ملاحظات على صحيح البخاري وهذا كلامٌ غير حقيقي ولم يعنه أي أحد من أهل العلم قط، لأن الكتاب الذي لا يأتيه الباطل لا من بين يديه ولا من خلفه هو كتاب الله عز وجل وحده ، أما أي كتاب فهو من تصنيف البشر .
ماتميز به صحيح البخاري عن غيره من الكُتُب الأخرى: لكن صحيح البخاري أخذ مزية لم يأخذها كتاب وهو أن الأمة اجتمعت على أنه أصح كتاب ، (كلمة أصح كتاب بعد كتاب الله سبحانه وتعالى) ليس معناه أنه ليس فيه ما يُنتقد ، لكن ما يُنتقد لا يساوي شيئاً بجانب ما أحرزه من الصواب وقد صح عن البخاري رحمه الله ، أنه قال : (عرضت كتابي هذا على علي بن المديني وأحمد بن حنبل ويحيى بن معين فأقرُّوه إلا أربعة أحاديث )، قال أبو جعفر العُقَيلي الإمام العلم صاحب كتاب الضعفاء والقول فيها قول البخاري أي أن الراجح هو قول البخاري ،إذن الكلام بين أئمة المجتهدين الذين يمتلكون أدوات الاجتهاد وعندهم أهلية ليس كهؤلاء الجهلاء والذين لا يعرفون القراءة ، مجرد القراءة ، يعني هذا الطاعن المحامي الذي طعن على البخاري لا يستطيع القراءة، وأنا طبعاً سأقول كلاماً وإذا عارضني في هذا ، في الحلقة القادمة سآتيه بالصوت والصورة لأنني نقلت كلامه بحرفه وأحفظه أيضاً لأنني سمعت هذه الحلقة أكثر من مرة ، لا يستطيع القراءة الصحيحة ولا يستطيع الفهم من باب أولى وأنا سأبين فيما يأتي إن شاء الله سبحانه وتعالى الاعتراض على البخاري كيف يكون والذين اعترضوا على البخاري في بعض ما أودعه في صحيحه كالدار قطني ، كأبي العالية الغساني كابن حزم ، أي واحد من هؤلاء العلماء اعترض على البخاري اعتراض عالم وليس اعتراض جاهل .في بداية الأمر ، محاوران في البرنامج حاورا هذا المحامي واستضافا شيخاً من شيوخ الأزهر واستضافا أيضاً بعض الدعاة الشباب .
أجود ما في البرنامج هو أسئلة المحاورين كانت أسئلة ممتازة لم يجب عنها هذا المعترض أبداً.أول سؤال قالا له: قبل ما نبدأ أريد أن أعرف خلفيتك الدينية التي تؤهلك لهذا الكلام في هذا الموضوع ؟فلم يزد على أن قال : أن هذا الدين بتاعي my old ( ماي أولد) هذا الدين بتاعي ، هذه أول غلطة ، هذا الدين ليس أولدك لوحدك ، هذا أولد الناس كلها لكن كاعتقاد ،.
إنما الدين كعلم له رجاله قال عز وجل: ﴿ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾هذا الكلام موجه لمن؟ لمن ليس من أهل الذكر فبين في الآية أن الناس ينقسمون إلى فريقين : إلى عالم وإلى متعلم لا أريد أن أقول الجهل يعني ، إلى عالم وإلى متعلم ، المتعلم هذا الذي لا يدري شيئاً عن العلم يسأل أهل العلم ويجب عليه أن يسأل ، هو نفسه تناقض بعدما قال ( ماي أولد) قال: إن الله عز وجل قال: ﴿ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ ﴾ولم يقل: أفلا يتدبر أهل الأزهر القرآن؟ تدبر القرآن يجب على الناس أن يتدبروا القرآن وهذا الوجوب لا أدري من أين أتى به؟ ولو سلمنا فإن فهم إمام كإبن جرير الطبري مثلاً إمام المفسرين ليس كفهم هذا المعترض ، لأن ابن جرير مثلاً يمتلك الأدوات من لغة وأحاديث وأسانيد وفهم وقراءات ، رجل بحر من البحور ، لا يستوي تدبره مع هذا إذا قلنا أن التدبر مفتوح لكل لناس بعض الناس لا يحسنون التدبر ولا يعرف معنى التدبر هو نفسه ناقض نفسه لما قال: أن ابن مسعود البخاري أودع في صحيحه إن المعوذتين ليستا من القرآن الكريم ، واتجهت إلى بعض العلماء أسألهم فأجابوني إجابة كان ممكن أن تخيل على آبائي وأجدادي قبل ذلك ، لكن إحنا دماغنا منورة حبة ، فهذه الدماغ المنورة نرى هي منورة حبة ولا حبتين بعد قليل يعني ، فاتهم آباءه وأجداده وطبقتهم أنهم لا يتدبرون القرآن!ولا يفهمون ، إنما هو ذكي ويفهم ولذلك هو أفضل من أجداده!!فإن هذا الذي يقول : ﴿ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ ﴾هل آباءه وأجداده وهذه الطبقة كانوا أهلاً لتدبُر القرآن؟ فكلامه يعارض بعضه .السؤال الثاني: قال له: سأسألك سؤالاً قد يبدوا غبياً، كم عمر صحيح البخاري ؟ قال له من يوم ما ألفوا البخاري ، قال له: كم سنة يا فندم؟ - أنا أنقلها بالنص لأنني حفظت الحلقة- قال له: من يوم ما ألفوا البخاري ، يعني البخاري ولد سنة 195 ومات سنة 245، قال له: يعني له أكثر من ألف سنة ؟ - المحاور الآخر قال له : ألف ومائتان وشوية ، فهو لا يعرف متى وُلد البخاري ولا متى مات لأن البخاري أولا لم يولد سنة 195 البخاري ولد سنة 194 ولم يمت البخاري سنة 245 إنما مات سنة 256 ، واحد يقول لي : أنت جئت تتصدر في التواريخ، فوتها ، أقول لك: لا ، هذه لا تفوت، نعم ، يفوتها أمثال هؤلاء ، لكن بالنسبة لعلماء الحديث لا تفوت المسألة التي مثل هذه.
مولد البخاري ووفاته: وُلد البخاري في شوال سنة 194 ومات في شوال في ليلة عيد الفطر ودفن يوم عيد الفطر بعد صلاة الظهر سنة 256 ، فالبخاري عاش إثنان وستون عاماً إلا ثلاثة عشر يوماً .
أهمية التورايخ عند عُلماء الحديث: يقول قائل: ، ما هذه التواريخ التي تقولها؟ أقول لك : هذه عند علماء الحديث مسألة مهمة في مباحث الاتصال والانقطاع ، يعني مثلا : البخاري دفن بعد صلاة الظهر يوم واحد شوال سنة 256 ، لو أن رجلاً قال: حدثني محمد بن إسماعيل البخاري يوم عيد الفطر سنة 256 بعد صلاة العصر حكمه أنه كذَّاب, لأن البخاري دُفن بعد صلاة الظهر ، فعندما يقول : حدثني بعد صلاة العصر هذا يكون كذاباً ، والفرق بين صلاة الظهر وصلاة العصر ساعتين ثلاثة ، هذا من سنة 245 وهو مات سنة 256 ، فانظر كم سنة ، وعلم الحديث عندنا الانقطاع يثبت بلحظة وبغمضة عين ، ليس بعدد من السنوات!. فالرجل لا يعرف البخاري متي وُلد ، ولا متي مات ، ولا متي ألف صحيحه ! ؟
متي ألف البخاري _رحمه الله_ صحيحه؟ ألف البخاري صحيحه في سبعة عشر عاماً، ، وانتقي صحيحه من ستمائة ألف حديثٍ يحفظها – وكل هذا الكلام بالأسانيد الصحيحه- وما وضع حديثاً صحيحاً في كتابه إلا توضأ وصلى ركعتين قبله ، وحوَّلَّ تراجمه وكتب تراجم الصحيح الخاص به ,أكثر التراجم,في الروضة الشريفة بجانب قبر النبي ﷺ
كم مرَّه نقَّحَ البخاري_ رحمه الله _صحيحه؟ نقح البخاري كتابه ثلاث مرات ولذلك نجد أحياناً في بعض روايات البخاري في تبويب ليس مذكوراً ، أحياناً التبويب يكون ناقص كلمة ، مثلما العلماء لا سيما الحافظ بن حجر العسقلاني ذكر روايات البخاري والفروق بين هذه الروايات وخرجت بعض الكتب أي الأجزاء المفردة في رواية البخاري وزيادة بعضهم على بعض ، هذه الزيادة من أين أتت؟ أن البخاري في المرة الأولى ممكن يكون نقح صحيحه زود كلمة ، زود كلمتين زود باب إلى آخره كما هو معروف .
فقال له المحاور: ألف ومائتان سنة ؟ لم يتفتق ذهن واحد في خلال ألف ومائتان سنة عن هذه الاعتراضات التي أتيت بها أنت اليوم؟
فلم يُجب إلا بمثال المحاور الثاني اعترض عليه ، قال له: يعني المسيح عليه السلام ولد من كم سنة؟ قال له ألفين وعشرة ، قال له : لو أن واحداً جاء إلى النصارى وقال لهم أن عيسى ليس هو ابن الله وإنما هو إله وليس عبداً لله، ماذا سيقولوا له ؟ المحاور قال له : سيكذبوه ، المحاور الثاني قال له : أنا أختلف معك في هذا المثال، قال له : إرميه ، ولم يضع مثالاً آخر ، سوى أن له عقلاً يفكر به .
المثال الأول الذي ضربه المفتري علي صحيح البخاري:ثم بدأ يقول: إن صحيح البخاري مشتمل على تكذيب كتاب الله! وأول مثال ضربه : (أن البخاري روى في صحيحه أن ابن مسعود رضي الله عنه أنكر أن تكون المعوذتين من كتاب الله ، قال: كيف يكون أصح كتاب بعد كتاب الله ويشككني في القرآن ؟ !)
رد الشيخ _حفظه الله_ علي الفرية علي بن مسعود _رضي الله عنه_: قبل أن أبتدئ الرد على هذه الفرية الصلعاء الكاذبة ، لأن هذا رجل كذَّاب ، كما سأقرأ عليكم ، أنا أتيت بنصوص البخاري لكي أقرأ ، أنا أعرفها وأحفظها ، ولكن أنا سأقرأ لكي أأتي لكم بالنص بالكامل، وبكل أسف استضافوا شيخاً أزهرياً ليرد عليه ، فزاد الطين بله وكان رده أسوأ من اعتراض المعترض ، ليته ما رد لأنه جرأ هؤلاء المشايخ غير المتخصصين في الصحيح أو في السنة ، خذلوا الحق في هذا الموضع، لأن العوام مع المنتصر، مع الغالب أيا كان هذا الغالب قال بحق أو قال بباطل ، المهم أنه غلب .
فإذا لم يكن المرء متخصصاً في الرد فإنه يهزم الحق ،: ويتصور هذا المعترض أنه على حق، إذا عجز مثل هؤلاء العلماء أن يردوا عليه ، فيزدادوا كبراً وعناداً وإصراراً على باطلهم .
رجاء الشيخ _حفظه الله_ من غير المتخصصين في السنة : أرجو من السادة العلماء غير المتخصصين في السنة ، وغير المتخصصين في معرفة صحيح البخاري ألا يتكلموا صحيح البخاري ليس كتاباً هيناً حتى يدخل فيه أعشار المتعلمين وأخماس المتعلمين وأرباع المتعلمين ، هذا كتاب ليس ذلولاً، ليس سهلاً،.
رحلة الشيخ_حفظه الله_مع البخاري: أنا رحلتي مع البخاري إلى اليوم استمرت خمساً وعشرين سنة بالتمام والكمال ، أروز الكتاب وأنظر فيه ، وأتأمله ، ومع ذلك لا أدَّعي أنني عرفت كل أسرار هذا الكتاب ، وعلى هذا الكتاب ، وعلى كتب السنة حُرَّاسٌ أقوياء أشداء في جنبات العالم الإسلامي وأنا أفتخر أنني واحد منهم وإن كنت من أقلهم علماً، وهناك من هم أعظم علماً وهناك من هم أقوى علماً يستطيع أن يرد ، لكن أين هم؟ لابد أن يخرجوا ويردوا، هؤلاء يشتمون السنة ويشتمون البخاري .
الجريدة التي وقعت تحت يدي الشيخ أثناء قدومه إلي الحلقة: اليوم وأنا قادم إلى الحلقة وقع تحت يدي جريدة، و صورت والله الكلام ، و حدث لي ألم في معدتي فوراً عندما قرأت هذا الكلام!العدد القادم في جريدة الأسبوع القادم يقول: ننشر فصول أجرأ رواية مصرية ، أنا أقرأ هذا الكلام لعدد سيصدر الأسبوع القادم وأقول هذا الكلام للمراقبين على الصحف، إن كانوا مسلمين ويتقون الله سبحانه وتعالى ، الرقابة على الصحف أين هي؟ إذا كان الصحف تسب رئيس الجمهورية ورئيس الجمهورية راض أن يُشتم ، هذا هو حر في هذا ، لكن أن يُشتم النبي عليه الصلاة والسلام وفي العدد القادم من الصحيفة ، هذا لا يحل مطلقاً! أنا أقول هذا الكلام حتى لا يصدر هذا العدد ، وأحذر ، والمؤسسة الرسمية ينبغي أن تأخذ إجراءاً فورياً ضد هذه الصحيفة
الإفتراءات التي وردت في الجريدة علي النبي _ ﷺ _ أنا اقرأ الآن وأقول: ( العدد القادم ننشر فصولا أجرأ رواية مصرية محاكمة النبي محمد ! على صفحات اليوم السابع فقط ، لماذا يجاهد أعداءه بالسيف قتلاً وسبياً ويستحل الغنائم ؟لماذا جعل الحكم بعده ملكية خاصة لأصهاره وأقاربه؟الأسرار الحمراء لعلاقة محمد بالنساء !!!)هذا الكلام يُكتب في دولة دينها الرسمي الإسلام ؟!! الذي قال الحمراء لمحمد!! محمد من إذن ؟!!!الله سبحانه وتعالى قال: ﴿ لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا﴾يعني لا يحل لأحدٍ أن يقول له : يا محمد هكذا مجرداً ، وهذا يقول الأسرار الحمراء ، الذي قال الحمراء لمحمد مع النساء ، هذا نبي ، وهذا كلام يكتب عن النبي ﷺ في جريدة ويقال أجرأ رواية في دولة دينها الرسمي الإسلام؟!! ويقولون الأزهر الأزهر إلى أن أوجعوا أدمغتنا بالأزهر .
مناشدة الشيخ حفظه الله علماء الأزهر بالرد علي الجريدة: أنا أريد الأزهر يتصرف في هذا ، أريد شيخ الأزهر يتصرف في هذا ، أريد علماء الأزهر يتصرفون في هذا ، الذي قال الحمراء لمحمد مع النساء ، ولماذا لا يتزوج أحد من أمته بنسائه بعده ؟!!أنا لا أفهم والله هؤلاء مسلمين أم كفرة ، والله عز وجل يقول : ﴿ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمًا ﴾يريد أن يقول ماذا ؟ أن يتزوجوا نساء النبي؟!! هؤلاء مسلمين الذين يكتبون هذا الكلام؟!! يتاجرون بعرض النبي ﷺ ، حتى وصل أنه لا يوجد أي خط أحمر إطلاقا؟!! والنبي ﷺ صار كلئاً مباحاً ، وصار عرضه كلئاً مباحاً على صفحات الجرائد ؟!! والليالي الحمراء ؟!! للنبي مع النساء !!أنا والله لا أدري ما أقول يعني .
الخراب والدمار والعار الذي نعيش فيه ، سببه أمثال هؤلاء: أرضنا لو أُحتلت وما بقي لنا منها شبر ، لا تساوي قِلامة ظفر أمام هذا الكلام نحن نستحق أن نُضرب بالنعال في كل مكان ، لأمثال هؤلاء ، الذين ضيعوا البلاد والعباد وفرضوا علينا الضنك .
النبي ﷺ خطٌ أحمر لا يجوز لأحد مطلقاً أن يتكلم عنه: هذا الكلام ولا عُشر هذا الكلام ، لكن تجرءوا عندما تخلت المؤسسة الرسمية عن دورها الحقيقي وهو الدفاع عن دين الله ، والدفاع عن الله ورسوله ، ويخرج يقول لك : هذه حرية فكر!! هذا ليس فكر، ، هذا اسمه كفر ، فالهجوم علينا من كل مكان ، بكل أسف كما قال القائل :
لو كان سهماً واحداً لاتقيته
ولكنه سهمٌ وثانٍ وثالثُ
أنا كدت ألا أأتي اليوم عندما رأيت هذا العنوان ، لأن قلبي إنصدع من هذا الكلام أنا لا أريد أن أكمل الكلام ، طبعاً لازال هناك عناوين أخرى في هذه الورقة ، لا أستطيع أن أكملها .
نرجع إلى كلامنا الذي كنا نتحدث فيه ، عن هذا المعترض الذي يقول: كيف يكون صحيح البخاري أصح كتاب بعد كتاب الله وفيه الطعن على القرآن في إنكار المعوذتين
هل هناك فرق بين صحة الرواية وبين صدق القول؟نحن عندنا شيئين : أولاً : صحة الرواية ثانياً: صحة المروي، عندما حكي الله سبحانه وتعالى عن الكافرين ، ﴿ وَقَالُوا إِنْ هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ﴾ ن جهة صحة نسبة الكلام إليهم، صحيح مائة بالمائة ، لكن هل كلامهم حق؟ لا ، ليس كلاماً حقاً، لا ينفع أن أقول هذا الكلام كذب، لا، لابد أن نفرق بين صحة الرواية وبين صدق القول .
مثلا: عندنا ابن حزم ، ابن حزم_ رحمه الله_، كان ينكر القياس جليه وخفيه ، و هو الدليل الرابع المتفق عليه بين الأصوليين في أصول الفقه ، الدليل هو : ( القرآن ، السنة الإجماع ثم القياس)وبعد ذلك يوجد ثمانية أدلة مُختلف فيها بين العلماء ولكن الأربعة المتفق عليهم هؤلاء الذين ذكرتهم ، ماعدا ابن حزم خالف في القياس ، فأنا عندما أقول : حدثنا فلان عن فلان عن فلان أن ابن حزم أنكر القياس ، نقول في هذه الحالة : صح هذا إلى ابن حزم أما إنكار ابن حزم فباطل أو خطأ .
رد الشيخ حفظه الله علي المثال الأول الذي ضربه المفتري علي صحيح البخاري: المعترض لا يفهم هذه القضية البخاري رحمة الله عليه لما روى حديث المعوذتين في الصحيح ، هو يقول البخاري يشككنا في القرآن !طيب البخاري روى هذا الحديث في كتاب التفسير ، قال: ( باب سورة الفلق .وبعد ذلك أعقبها : باب سورة الناس) . إذاً البخاري يثبت أن الفلق سورة في القرآن ، والناس أيضاً سورة من القرآن ، لأنه في كتاب التفسير في صحيح البخاري ، يقول : ( باب سورة البقرة ويأتي بتفسير بعض آياتها ، باب سورة آل عمران ، النساء ، المائدة ، إلى آخره ).فلما يقول : باب سورة الفلق ، باب سورة الناس إذن البخاري يثبت أن سورة الفلق والناس من القرآن وبعد ذلك أخرج حديثاً واحداً عن شيخين مختلفين في السورتين ، ماذا قال البخاري أيها الإخوة ؟ لتعلموا أن هؤلاء الجهلة لا يستطيعون إطلاقاً أن يصلوا إلى هدفهم من الطعن في البخاري .
إيراد الشيخ حفظه الله لنص البخاري :البخاري قال بنص كلامه : ( سورة قل أعوذ برب الفلق )حدثنا قُتيبة بن سعيد ، ثنا سفيان ابن عيينة – عن عاصم – هذا هو ابن بهدنة ابن النجود صاحب القراءة المشهورة ، أي هو حفص عن عاصم – وعبدة ابن أبي لُبابة عن زِر بن حُبيشٍ قال – أنا أريد لو سمحتم أن تركزوا معي جداً لأن البخاري له شُفوف نظر لا يبصره أمثال هؤلاء المتخلفين وهذا الشُفوف هو الذي سأوضحه الآن إن شاء الله –سألت أُبيٌ بن كعب عن المعوذتين فقال:" سألتُ النبي ﷺ فقال: قيل لي فقلت ، قال أُبيٌ ، فنحن نقول كما قال رسول الله ﷺ".هذا النص ورد في سورة الفلق بعدما قال: ( باب قل أعوذ برب الفلق) أورد هذا الحديث ومن ثم أتى وقال: ( باب سورة قل أعوذ برب الناس) .قال: حدثنا علي بن عبد الله – هو علي بن المديني – ثنا سفيان – هو ابن عيينة أيضا- ثنا عبده ابن أبي لُبابة عن زِر بن حُبيشٍ – وقال ( حاء) أي كتب حرف الحاء ، يعني سيحول الإسناد ، أي سيأتي بإسناد آخر ( حاء ) حرف من التحويل – اختصار أو اختزال لكلمة تحويل – وحدثنا عاصم – الذي قال حدثنا عاصم هو ابن عيينة – عن زِرٍ قال – انتبه للكلام الذي سيأتي مهم جدا – قال:" سألت أُبي ابن كعب قلت : أبا المنذر إن أخاك ابن مسعود يقول كذل وكذا ، فقال أُبيٌ: سالت رسول الله ﷺ فقال لي: قيل لي فقلت : فنحن نقول : كما قال رسول الله ﷺ."هذا الحديث يرويه عن سفيان ابن عيينة اثنان (عند البخاري) (قتيبة ابن سعيد وعلي بن عبد الله ألمديني ) روى هذا الحديث( عن ابن عُيينة)(أيضاً الشافعي وأحمد بن حنبل في المسند ، والحُميدي أيضاً في مسنده ، وسعدان ابن كلمة غير واضحة أربعة ، كلهم رووا هذا الحديث باللفظ الآتي :"قلتُ أبا المنذر إن أخاك ابن مسعود يحكهما من المصحف _يحك المعوذتين من المصحف_ ويقول : ليستا من كتاب الله"إذن الذين صرحوا بلفظة يحك المعوذتين من كتاب الله: الشافعي أحمد بن حنبل ابن الحميدي ، وسعدان ابن كلمة غير واضحة ,البخاري تنكَّب الرواية عن هؤلاء جميعاً ,أخذ الرواية المبهمة التي أبهمها ابن عُيينة استعظاماً لكلام ابن مسعود ، لأجل ذلك في حديث علي بن المديني الذي ذكر فيه المعوذتين عن ابن قتيبة : اختصر الحديث وأتى بقول أُبي فقط ، ولم يأت بكلام ابن مسعود رضي الله عن الجميع.
علي بن المديني عندما روى الحديث عن سفيان ابن عُيينة قال: قلت – بإسناده إلى زِرٍ بن حُبيش- قال : "سألتُ أُبي بن كعب ، قلت : أبا المنذر إن أخاك ابن مسعود يقول كذا وكذا – "لم يأت البخاري يحكهما من المصحف وإنما قال كذا وكذا هكذا على الإبهام .
لماذا اختارالبخاري هذه الرواية ؟ لماذا لم يأت برواية عن ألحميدي وهو من مشايخه ؟ لماذا لم يأت برواية عن أحمد وهو من مشايخه أيضاً ، وأحمد والحُميدي الاثنين صرحا بأنه كان يحك المعوذتين من المصحف ؟.
أولاً:لأن البخاري استعظم هذا ، وابن عيينة هو الذي مرة يصرح ومرة يذكرها على الإبهام .فتلقى أحمد بن حنبل والحميدي والشافعي الرواية عن ابن عيينة بالتصريح بحك المعوذتين من المصحف ، وعلي بن ألمديني تلقاها عن ابن عيينة على الإبهام : إن أخاك يقول كذا وكذا ، ولم يرض أن يقول ماذا يقول ، اختار البخاري رواية علي بن ألمديني التي لم يصرح فيها أنه يحك المعوذتين ، لماذا فعل البخاري ذلك؟ استعظاما لهذا الكلام هذا أول شيء، وسنرى مثل هذا النظر ، لا يمكن أن يصلوا له مثل هؤلاء أبداً ولا يعرفوا تصرف البخاري .
ثانياً: أن الإمام البخاري رحمة الله عليه ذكر كلام ابن مسعود في سياق الحكاية وليس على سبيل الاحتجاج ، وهذه مسألة مهمة جداً ، هذه حكاية يحكيها ، لو كان البخاري يتبنى قول ابن مسعود لما قال: باب سورة الناس ، لو كان يشكك في كتاب الله ، لم يكن عنون بكلمة ( باب سورة ) ولم يكن يأتي بكلام أُبي بن كعب ,إذن انا عندي كلام سيق على سبيل الحكاية ليس على سبيل الاحتجاج ، وكلام سيق للاحتجاج .طيب، النص أمامك هكذا .