تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : مصر



محمد أحمد المصري
2010-07-26, 07:19 PM
فتاة الشعر بالنفحات جودي *****وهاتي لي من النبع المزيد
فلا طلعت على الشعراء شمس *****ولا هنئوا بكأس أو بغيد
إذا بخلت يميتك في عطائي ******فهذا يوم شاعرك المجيد
فإن اليوم يوم الفخر إني***** إى هذا لسباق عتيد
فلا أنا يومها بالراح أشدو******ولست بواصف خصرا وجيد
ولا أنا قائل قول ابن ليلى******ولا أصبو كما فعل الوليد
ولكني وقفت اليوم أصغي *******إلى التاريخ ذي العمر المديد
فقال من التعجب ليت شعري ***** أينكر فضلها أحد رشيد
أيا مصرسلام الله إني ******على فضل لك خير شهيد
أيا أهل الكنانة في رباط ******إلى ميقاتكم يوم الوعيد
فمذ خلق الإله الأرض أنتم *******لأهل العلم والفن الفريد
فشيدتم مباني باسقات ******وجنات بها حب الحصيد
فكان الناس في الظلمات تيها******وتحيا مصر في زمن الرشيد
لقد كانوا أراجيز الزمانوكنتم مثل أبيات القصيد
وشعبك خير جند الله طرا ***** وإن قالوا مساق كالعبيد
فكم جزت سيوفهم رقابا ****** وإن كانت لقلب كالحديد
أتنسى من لهولاكو تصدى ****** فأضحى لا يضر ولا يفيد
لأهل الغدر أرضكم سعير ******* لأرباب التقى الوادي السعيد
أتذكر حين كانت مصر دارا ****** بها يأوى المؤمن والشريد
بها النائي عن الأهل المغرب ******* بأهل الود لا يبقى وحيد

البشير الإبراهيمي
2010-07-26, 07:51 PM
قصيدة رائعة نظمتها عن أم الدنيا ذكرتني فيها بقصيدة محمد سعيد العباسي الشاعر السوداني الذي يقول :

ذكريات

قصرتُ مذ عاد الزمانُ فأقْصَرا** وغفرتُ لما جاءني مُستغفِرا
ما كنتُ أرضى يا زمانُ لَوَ انني** لم ألقَ منكَ الضاحكَ المستبشرا
يا مرحباً قد حقّق اللهُ المنى** فعلَيَّ إذ بُلّغْتُها أن أشكرا
يا حبّذا وادٍ نزلتُ، وحبذا إبداعُ** من ذرأ الوجودَ ومن برا
مِصْرٌ، وما مصرٌ سوى الشمسِ** التي بهرتْ بثاقب نورِها كلَّ الورى
ولقد سعيتُ لها فكنتُ كأنما** أسعى لطيبةَ أو إلى أُمِّ القُرى
وبقيتُ مأخوذاً وقيّدَ ناظري** هذا الجمالُ تَلفُّتاً وتَحيُّرا
****

فارقتُها والشَّعرُ في لون الدجى** واليومَ عدتُ به صباحاً مُسْفِرا
سبعون قَصّرتِ الخُطا فتركنَني** أمشي الهُوينى ظالعاً مُتَعثِّرا
من بعد أنْ كنتُ الذي يطأ الثرى** زهواً ويستهوي الحسانَ تَبختُرا
فلقيتُ من أهلي جحاجحَ أكرموا** نُزُلي وأولوني الجميلَ مُكرَّرا
وصحابةً بَكَروا إليَّ وكلُّهم خَطَب** العُلا بالمكرمات مُبَكِّرا
يا من وجدتُ بحيّهم ما أشتهي** هل من شبابٍ لي يُباع فيُشترى؟
ولَوَ انّهم ملكوا لما بخلوا بهِ** ولأرجعوني والزمانَ القهقرى
لأظلَّ أرفل في نعيمٍ فاتني** زمنَ الشبابِ وفِتُّه مُتحسِّرا
ووقفتُ فيها يومَ ذاك بمعهدٍ **كم من يدٍ عندي له لن تُكْفَرا
دارٌ درجتُ على ثراها يافعاً** ولبستُ من بُرْد الشبابِ الأنضرا
****

يا دارُ أين بنوكِ إخواني الأُلى** رفعوا لواءكِ دارعين وحُسَّرا ؟
زانوا الكتائبَ فاتحين وبعضُهم** بالسيف ما قنعوا فزانوا المنبرا
سبحان من لو شاء أعطاني كما** أعطاهمو وأحلّني هذي الذرى
لأُريهم وأُري الزمانَ اليومَ ما شأني** فكلُّ الصَّيْدِ في جوف الفَرا
إني لأذكرهم فيُضنيني الأسى** ومن الحبيب إليَّ أنْ أتذكّرا
لم أنسَ أيامي بهم وقَدِ انقضتْ** وكأنّها واللهِ أحلامُ الكرى
****

كذب الذي ظنّ الظنونَ فزفّها** للناس عن مصرٍ حديثاً يُفترى
والناسُ فيكِ اثنان شخصٌ قد رأى** حُسْناً فهام به، وآخرُ لا يرى
والسرُّ عند اللهِ جلّ جلاله** سَوّى به الأعمى وسَوّى الـمُبصِرا
يا من رعيتُ ودادَه وعددتُهُ**درعاً - إذا جار الزمانُ - ومِغْفَرا
اسمعْ نصيحةَ صادقٍ ما غيّرتْ** منه الخطوبُ هوىً ولن يتغيّرا
لم آتِ أجهلُ فضلَ رأيكَ والحِجى** لكنْ أتيتُكَ مُشفِقاً ومُذَكِّرا
والنصحُ من شيمِ الصديقِ فإن ونى** عَدُّوه في شرع الودادِ مُقصِّرا
عمري كتابٌ والزمانُ كقارئٍ** أبلى الصحائفَ منه إلا أَسْطُرا
فعلمتُ منه فوق ما أنا عالمٌ** ورأيتُ من أحداثه ما لا يُرى
****

قل لي: فديتُكَ ما الذي ترجوه من** تاجٍ وقد أُلْبِسْتَ تاجاً أزهرا
وورثتَ في ما قد ورثتَ شمائلاً** كانت أرقَّ من النسيم إذا سرى
أما السماحُ فلا يساجلكَ امرؤٌ فيه** ملكتَ جماعةً مُستأثِرا
فاربأْ بنفسكَ أن تكون مطيّةً** للخادعين وللسياسة مَعْبرا
وحذارِ من رُسل القطيعةِ إنهم** رهطٌ قد انتظموا ببابكَ عسكرا
ما ساقهم حبٌّ إليكَ وإنما** حُشِروا وجِيء بهم لأمر دُبِّرا
ولأنْ تبيتَ على الطوى وتظلّهُ** وتضمّ شملَ المسلمين وتُنْصَرا
خيرٌ، ففي التاريخ إن قلّبتَهُ** عظةٌ لذي نظرٍ وَعى وتَدبّرا
****

انظرْ إلى الملك «الحُسين» وإنه** من عترةٍ هي خيرُ من وطىء الثرى
منحوه تاجاً ثم لم يرضَوْا به** ذهباً فصاغوه لديه جوهرا
عجموه فاستعصى فلمّا استيأسوا** نزعوه عن فَوْديه نَزْعاً مُنكَرا
ويحٌ لهذا الشرقِ نام بنوه **عن طلبِ العلا وتأخّروا فتأَخّرا
ظنّوا السعادةَ وَهْيَ أسمى غايةٍ** قَصْراً يُشاد وبزّةً أو مَظهرا
قادتهمُ الأطماعُ حتى أشْبهوا كبشَ** الفِدا والجزلَ من نار القِرى
والجمرُ إن أخفى الرمادُ أُوارَهُ** شقيتْ به كفُّ الصبيِّ وما درى
واللهُ أحمدُ حين أبرزَ للورى** من غيبه ما كان سِرّاً مُضمَرا

وبقصيدة شاعر العرب الدكتور نجيب المراد التي مطلعها :
هبة الله من قديم الزمان ** هي مصر فانطلق يا لساني
ورحم الله شاعرنا ابن بني يزقن أقصد شاعر الثورة الجزائرية المجيدة حين قال في قصيدته :
يا مصر يا أخت الجزائر في الهوى ** لك في الفؤاد مودة لن تقطعا
وهي القصيدة التي تحدث فيها عن العرب قاطبة فقال :

نسبٌ بدنيا العُرب.. زكَّىغرسَه


ألمٌ.. فأورق دوحُه وتفرَّعَا


سببٌ، بأوتار القلوب.. عروقُهُ


إن رنّ هذا.. رنّ ذاكَ ورجَّعَا!


إمّا تنهَّد بالجزائرمُوجَع


آسى «الشآمُ» جراحَه، وتوجَّعَا!


واهتزَّ في أرض «الكِنانة» خافقٌ


وأَقضَّ في أرض «العراق» المضجعَا!


وارتجَّ في الخضراء شعبٌماجدٌ


لم تُثنِه أرزاؤه أن يَفزعَا


وهوتْ «مُراكشُ» حولَهوتألمّتْ


«لبنانُ»، واستعدى جديسَوتُبَّعَا


تلك العروبةُ.. إن تَثُرْأعصابُها


وهن الزمانُ حيالَها، وتضعضعَا!


الضادُ.. في الأجيال.. خلَّدمجدَها


والجرحُ وحَّد في هواها المَنزعَا


فتماسكتْ بالشرق وحدةُأمّةٍ


عربيّةٍ، وجدتْ بمصرَ المرتعَا


ولَـمِصرُ.. دارٌ للعروبةحُرّةٌ


تأوي الكرامَ.. وتُسندالمتطلِّع َا


سحرتْ روائعُها المدائنَعندما


ألقى عصاه بها «الكليمُ»..فروّع َا


وتحدّث الهرمُ الرهيبمباهياً


بجلالها الدنيا.. فأنطق«يُوشَعا»


واللهُ سطَّر لوحَهابيمينهِ


وبنهرها.. سكبَ الجمالَ فأبدعَا


النيلُ فتّحَ للصديقذراعَهُ


والشعبُ فتَّحَ للشقيق الأضلعَا!


والجيشُ طهَّر بالقتال (قنالَها


واللهُ أعمل في حَشاها المبضعَا!


(والسدُّ) سدّ على اللئاممنافذاً


وأزاح عن وجه الذئاب البُرقعَا!


و تعلّم ( التاميزُ ) عنأبنائها


و ( السينُ ) درساً في السياسةمُقنعَا


و تعلّم المستعمرون ، حقيقة


تبقى لمن جهل العروبة مرجعَا


دنيا العروبة ، لا تُرجَّحجانباً


في الكتلتين .. أو تُفضَّل موضعَا !


يا مصرُ .. يا أختَ الجزائر فيالهوى


لكِ في الجزائر حرمةٌ لنتُقطَعَا


هذي خواطرُ شاعرٍ .. غنّىبها


في ( الثورة الكبرى ) فقال .. وأسمعَا


و تشوّقاتٌ .. من حبيسٍ ،مُوثَقٍ


ما انفكّ صبّاً بالكنِانَة ،مُولَعَا


خلصتْ قصائدُه .. فما عرفالبُكا


يوماً .. و لا ندب الحِمى والمربعَا


إن تدعُه الأوطانُ .. كانلسانَها
أو تدعه الجُلَّى .. أجاب وأَسْرعَا
قط أود التنبيه إلى أن في قصيدتك يا بعض الكسور في الوزن كما أن حركة الروي بدأت بالكسر ثم أخذت تتراوح بين الكسر والرفع والنصب وهذا ما يسمى بالإقواء عند العروضيين.
شكرا لك على القصيدة
تحيتي

حسن الحضري
2010-07-26, 09:06 PM
أخي الكريم محمد أحمد المصري
شعرك رائع، لكن به هنات، مثل:
قولك: (لقد كانوا أراجيز الزمانوكنتم مثل أبيات القصيد) به كسر عروضي، وهو عدم إنهائك الشر الأول بساكن.
قولك: (بها النائي عن الأهل المغرب) نفس العلة.

يزيد الموسوي
2010-07-26, 10:34 PM
لابأس بالشعر، لكن سأشير إلى الأخطاء البارزة

فتاة الشعر بالنفحات جودي *****وهاتي لي من النبع المزيد
خطأ نحوي، صوابه (المزيدا) ولاينفعك أن تقول إنه صفة للنبع، فهذا لا يستقيم لغة
فلا أنا يومها بالراح أشدو******ولست بواصف خصرا وجيد
خطأ نحوي، صوابه (وجيدا) معطوف على منصوب
ولا أنا قائل قول ابن ليلى******ولا أصبو كما فعل الوليد
خطأ نحوي صوابه (الوليدُ) فاعل
فقال من التعجب ليت شعري ***** أينكر فضلها أحد رشيد
خطأ نحوي، صوابه (رشيدُ) صفة لمرفوع
أيا مصرسلام الله إني ******على فضل لك خير شهيد
مكسور، إلا إن جعلته (لكي) وهذا قبيح في الوافر
وشعبك خير جند الله طرا ***** وإن قالوا مساق كالعبيد
خطأ صرفي، اسم المفعول من ساق (مسوق) لا مساق
أتنسى من لهولاكو تصدى ****** فأضحى لا يضر ولا يفيد
خطأ نحوي، صوابه (يفيدُ) ولم اسمع بفعل مجرور
لأهل الغدر أرضكم سعير ******* لأرباب التقى الوادي السعيد
خطأ نحوي، صوابه (السعيدُ) صفة لمرفوع
أتذكر حين كانت مصر دارا ****** بها يأوى المؤمن والشريد
خطأ نحوي، صوابه (الشريدُ) معطوف على مرفوع
بها النائي عن الأهل المغرب ******* بأهل الود لا يبقى وحيد
خطأ نحوي، صوابه (وحيدا) حال منصوبة

أنت مشروع شاعر، لكنك بحاجة إلى دورة مكثفة في النحو، وهو الأساس
وفقك الله

محمد أحمد المصري
2010-07-27, 12:44 AM
شكر الله لك أخي
لكنك أتعبت نفسك في قضية منتهية ألا وهي أن هذه القصيدة قافيتها مقيدة أي مسكنة فلا خطأ في النحو

محمد أحمد المصري
2010-07-27, 12:47 AM
أخي الكريم محمد أحمد المصري
شعرك رائع، لكن به هنات، مثل:
قولك: (لقد كانوا أراجيز الزمانوكنتم مثل أبيات القصيد) به كسر عروضي، وهو عدم إنهائك الشر الأول بساكن.
قولك: (بها النائي عن الأهل المغرب) نفس العلة.

أخي الكريم
أليست لقد كانوا أراجيز الزمان بكسر النون
مفاعلتن مفاعلتن فعولن العروض كله منتهي بحركة
فمعذرة لم أعرف ما قصدت

يزيد الموسوي
2010-07-27, 10:02 AM
شكر الله لك أخي
لكنك أتعبت نفسك في قضية منتهية ألا وهي أن هذه القصيدة قافيتها مقيدة أي مسكنة فلا خطأ في النحو
أما هذا منك فعجب
وغير مقبول البتة مثل هذا في الشعر

محمد أحمد المصري
2010-07-27, 04:35 PM
ما هو غير المقبول رحمك الله
تسكين حرف الروي شائع لا أحد ينكره

محمد أحمد المصري
2010-07-27, 05:54 PM
أما قولك اسم المفعول من ساق مسوق فصواب
ولكن ألا يجوز مساق من أساق .
أما لكي فمعك كل الحق البيت مكسور إذا لم تشبع كسرة ضمير الخطاب وهذا من الضرورات
أما قولك من قبيح الوافر فلا الوزن بالكسرة مستقيم إلا أن توضح ما تقصد

حسن الحضري
2010-07-27, 06:07 PM
أخي الكريم
أليست لقد كانوا أراجيز الزمان بكسر النون
مفاعلتن مفاعلتن فعولن العروض كله منتهي بحركة
فمعذرة لم أعرف ما قصدت
أخي الكريم:
هي مكسورة النون كما تقول، لكن الكسر والفتح والضم في مثل هذا الموضع لا يولِّد بعده سكونًا، عدا ميم الجمع فقط، هي التي تولد بعدها واوًا إذا كانت مضمومة.. أما طريقتك هذه فلها بحورها الخاصة، كبحر الهزج؛ وبحر المتقارب حين تختم الشطر الأول بـ(فعول). راجع علم العروض... وفقنا الله جميعًا.

محمد أحمد المصري
2010-07-27, 06:25 PM
شكرا لك ... بارك الله فيك ...

أبو بكر المحلي
2010-07-29, 07:29 PM
الأخ/ محمد بن أحمد المصريّ
جزاك الله خيرا، وزادك توفيقا.
الأخ/ عمر بوشنة
لله درُّك.
قد هيَّجْتَ أشجاني!

أبو بكر المحلي
2010-07-30, 02:36 AM
تعديل يسير في قصيدة الشاعر السودانيّ:
قصرتُ مذ عاد الزمانُ فأقْصَرا** وغفرتُ لما جاءني مُستغفِرا
ما كنتُ أرضى يا زمانُ لَوَ انني** لم ألقَ منكَ الضاحكَ المستبشرا
يا مرحباً قد حقّق اللهُ المنى** فعلَيَّ إذ بُلّغْتُها أن أشكرا
يا حبّذا وادٍ نزلتُ، وحبذا ** إبداعُ من ذرأ الوجودَ ومن برا
مِصْرٌ، وما مصرٌ سوى الشمسِ التي ** بهرتْ بثاقب نورِها كلَّ الورى
ولقد سعيتُ لها فكنتُ كأنما** أسعى لطيبةَ أو إلى أُمِّ القُرى
وبقيتُ مأخوذًا وقيّدَ ناظري** هذا الجمالُ تَلفُّتًا وتَحيُّرا

****

فارقتُها والشَّعرُ في لون الدجى** واليومَ عدتُ به صباحًا مُسْفِرا
سبعون قَصّرتِ الخُطا فتركنَني** أمشي الهُوينى ظالعاً مُتَعثِّرا
من بعد أنْ كنتُ الذي يطأ الثرى** زهواً ويستهوي الحسانَ تَبختُرا
فلقيتُ من أهلي جحاجحَ أكرموا** نُزُلي وأولوني الجميلَ مُكرَّرا
وصحابةً بَكَروا إليَّ وكلُّهم ** خَطَب العُلا بالمكرمات مُبَكِّرا
يا من وجدتُ بحيّهم ما أشتهي** هل من شبابٍ لي يُباع فيُشترى؟
ولَوَ انّهم ملكوا لما بخلوا بهِ** ولأرجعوني والزمانَ القهقرى
لِأظلَّ أرفلُ في نعيمٍ فاتني** زمنَ الشبابِ وفُتُّه مُتحسِّرا
ووقفتُ فيها يومَ ذاك بمعهدٍ **كم من يدٍ عندي له لن تُكْفَرا
دارٌ درجتُ على ثراها يافعًا** ولبستُ من بُرْد الشبابِ الأنضرا
****

يا دارُ أين بنوكِ إخواني الأُلى** رفعوا لواءكِ دارعين وحُسَّرا ؟
زانوا الكتائبَ فاتحين وبعضُهم** بالسيف ما قنِعوا فزانوا المنبرا
سبحان من لو شاء أعطاني كما** أعطاهمو وأحلّني هذي الذرى
لأُريهم وأُري الزمانَ اليومَ ما** شأني فكلُّ الصَّيْدِ في جوف الفَرا
إني لأذكرهم فيُضنيني الأسى** ومن الحبيب إليَّ أنْ أتذكّرا
لم أنسَ أيامي بهم وقَدِ انقضتْ** وكأنّها واللهِ أحلامُ الكرى
****

كذب الذي ظنّ الظنونَ فزفّها** للناس عن مصرٍ حديثًا يُفترى
والناسُ فيكِ اثنان شخصٌ قد رأى** حُسْناً فهام به، وآخرُ لا يرى
والسرُّ عند اللهِ جلّ جلاله** سَوّى به الأعمى وسَوّى الـمُبصِرا
يا من رعيتُ ودادَه وعددتُهُ**درعاً - إذا جار الزمانُ - ومِغْفَرا
اسمعْ نصيحةَ صادقٍ ما غيّرتْ** منه الخطوبُ هوًى ولن يتغيّرا
لم آتِ أجهلُ فضلَ رأيكَ والحِجى** لكنْ أتيتُكَ مُشفِقًا ومُذَكِّرا
والنصحُ من شيمِ الصديقِ فإن ونى** عَدُّوه في شرع الودادِ مُقصِّرا
عمري كتابٌ والزمانُ كقارئٍ** أبلى الصحائفَ منه إلا أَسْطُرا
فعلمتُ منه فوق ما أنا عالمٌ** ورأيتُ من أحداثه ما لا يُرى
****

قل لي: فديتُكَ ما الذي ترجوه من** تاجٍ وقد أُلْبِسْتَ تاجًا أزهرا
وورثتَ في ما قد ورثتَ شمائلًا** كانت أرقَّ من النسيم إذا سرى
أما السماحُ فلا يساجلكَ امرؤٌ **فيه ملكتَ جماعةً مُستأثِرا
فاربأْ بنفسكَ أن تكون مطيّةً** للخادعين وللسياسة مَعْبرا
وحذارِ من رُسل القطيعةِ إنهم** رهطٌ قد انتظموا ببابكَ عسكرا
ما ساقهم حبٌّ إليكَ وإنما** حُشِروا وجِيء بهم لأمر دُبِّرا
ولأنْ تبيتَ على الطوى وتظلّهُ** وتضمَّ شملَ المسلمين وتُنْصَرا
خيرٌ، ففي التاريخ إن قلّبتَهُ** عظةٌ لذي نظرٍ وَعى وتَدبّرا
****

انظرْ إلى الملك «الحُسين» وإنه** من عترةٍ هي خيرُ من وطىء الثرى
منحوه تاجًا ثم لم يرضَوْا به** ذهباً فصاغوه لديه جوهرا
عجموه فاستعصى فلمّا استيأسوا** نزعوه عن فَوْديه نَزْعاً مُنكَرا
ويحٌ لهذا الشرقِ نام بنوه عن **طلبِ العلا وتأخّروا فتأَخّرا
ظنّوا السعادةَ وَهْيَ أسمى غايةٍ** قَصْرًا يُشاد وبزّةً أو مَظهرا
قادتهمُ الأطماعُ حتى أشْبهوا** كبشَ الفِدا والجزلَ من نار القِرى
والجمرُ إن أخفى الرمادُ أُوارَهُ** شقيتْ به كفُّ الصبيِّ وما درى
والله أحمدُ حين أبرزَ للورى** من غيبه ما كان سِرًّا مُضمَرا
أما القصيدتان الأخريان-على ما فيهما من حسن-، فيحذر من أن يتخذ منهما سبيل للدعوة إلى قومية ضالّة أو نحوها، والله المسئول أن يجمع المسلمين على الهدى ودين الحق، وهو حسبنا ونعم الوكيل.

مصطفى مدني
2010-08-02, 11:17 AM
الأخوة المعلقون ..................لقد أحسنتم التعليق وأخلصتم في النصح
الأخ الشاعر ...................... لقد أجدت أحيانا وأخفقت أحيانا ............... فاستفد بما قيل فالشاعر الجيد من يرى أن أفضل قصائده لم تكتب بعد