مشاهدة النسخة كاملة : اغتنموا ليلة المغفرة
محمد جمعة الحلبوسي
2010-07-23, 05:27 PM
يقول ربنا جل جلاله في محكم كتابه الخالد : (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) (الزمر:53)
أيها المسلم :
بعد أيام ستمر علينا ليلة من الليالي الفاضلة ، ليلة يتجلى الله فيها على عباده بالمغفرة وبالرحمة فيغفر للمستغفرين ويجيب دعاء السائلين ، الليلة التي ينزل الحق فيها إلى السماء الدنيا فيغفر لجميع خلقه إكراما منه وتفضلا ، إنها ليلة المغفرة ،إنها ليلة النصف من شعبان .
فينبغي على كل مسلم أن يغتنم هذه الليلة لأنها فرصة ربما ستدركها في هذا العام ولكن ربما لا تدركها في العام القادم لذلك قال الإمام علي رضي الله عنه : (اغتنموا الفرص فإنها تمر مر السحاب) ... وتصور معي أيها المسلم لو أن احدنا وقع في شدة وقالوا له لن تتخلص من شدتك هذه إلا بعد أن تفعل كذا وكذا .. ألا يسارع إلى انجاز ما أمر به ...
وكذلك أنت أخي المسلم إذا ما أردت الرحمة والمغفرة من الله ، وإذا ما أردت أن تنال نفحة من النفحات التي لا تشقى بعدها أبدا ، وإذا ما أردت أن يكون دعاؤك مستجابا ، ما عليك إلا أن تجيب نداء الله تعالى حين ينزل في الثلث الأخير من الليل ...فعن أبي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( يَنْزِلُ اللَّهُ تَعَالَى إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا كُلَّ لَيْلَةٍ لِنِصْفِ اللَّيْلِ الْآخِرِ أَوْ لِثُلُثِ اللَّيْلِ الْآخِرِ فَيَقُولُ مَنْ ذَا الَّذِي يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ مَنْ ذَا الَّذِي يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ مَنْ ذَا الَّذِي يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ أَوْ يَنْصَرِفَ الْقَارِئُ مِنْ صَلَاةِ الْفَجْرِ) سنن الدرامي
فأنت ما عليك إلا أن تقف وتقول يا رب : ها أنا واقف ببابك ، يا رب : جئتك تائبا ومستغفرا من ذنوبي فتب علي يا ارحم الراحمين ، وحاشا الله أن يخيب من ناداه
قف بالخضوع ونادى يا الله.......ان الكريم يجيب من ناداه
واطلب بطاعته وضاه فلميزل ......بالجود يرضى طالبين رضاه
واسأله مغفرة وفضلا انه............مبسوطت ان للسائلين يداه
واقصده منقطعا إليه فكلمن...........يرجو منقطعا إليه كفاه
شملت لطائفه الخلائقكلها........ ......مال الخلائق كافل إلا هو
ها هو النَّبيّ - صلى الله عليه وسلم – يقول فيما يحكِي عن ربهِ تبارك وتعالى : (( أذْنَبَ عَبْدٌ ذَنْباً ، فَقَالَ : اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي ، فَقَالَ الله تَبَاركَ وَتَعَالَى : أذنَبَ عبدي ذَنباً ، فَعَلِمَ أنَّ لَهُ رَبّاً يَغْفِرُ الذَّنْبَ ، وَيَأْخُذُ بالذَّنْبِ ، ثُمَّ عَادَ فَأذْنَبَ ، فَقَالَ : أيْ رَبِّ اغْفِرْ لِي ذَنْبي ، فَقَالَ تبارك وتعالى : أذنَبَ عبدِي ذَنباً ، فَعَلِمَ أنَّ لَهُ رَبّاً ، يَغْفِرُ الذَّنْبَ ، وَيَأْخُذُ بالذَّنْبِ ، قَدْ غَفَرْتُ لِعَبْدِي فَلْيَفْعَلْ مَا شَاءَ )) مُتَّفَقٌ عَلَيهِ ...وقوله تَعَالَى : (( فَلْيَفْعَلْ مَا شَاءَ )) أيْ : مَا دَامَ يَفْعَلُ هكذا ، يُذْنِبُ وَيَتُوبُ أغفِرُ لَهُ ، فَإنَّ التَّوْبَةَ تَهْدِمُ مَا قَبْلَهَا .
فينبغي على كل واحد منا أن يغتنم هذه الليلة في طاعة الله تعالى ...والله إنها فرصتنا جميعا لننال المغفرة من الله تعالى .. إنها ليلة المغفرة ... إنها ليلة النصف من شعبان ..
عَنْ مُعَاذِ بن جَبَلٍ، عَن ِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ:"يَطَّلِعُ اللَّهُ الى خَلْقِهِ في لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَيَغْفِرُ لِجَمِيعِ خَلْقِهِ إِلا لِمُشْرِكٍ أَوْ مُشَاحِنٍ) رواه ابن حبان قال شعيب الأرنؤوط : حديث صحيح بشواهده
عَنْ أَبِي ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيِّ ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، قَالَ : إِذَا كَانَ لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ اطَّلَعَ اللَّهُ إِلَى خَلْقِهِ ، فَيَغْفِرُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَيُمْلِي لِلْكَافِرِينَ ، وَيَدَعُ أَهْلَ الْحِقْدِ لِحِقْدِهِمْ حَتَّى يَدَعُوهُ[البيهقي، وحسنه الألباني في صحيح الجامع:771].
فكيف حالك أخي الحبيب مع زوجتك ومع أبنائك ومع والديك وأقاربك؟! وكيف حالك مع جيرانك وأصدقاء العمل؟ بل كيف حالك مع الناس جميعًا؟ هل في قلبك شيء لأحد؟ هل في قلبك غلٌّ لأحد؟ هل بينك وبين أخيك خصومة؟ سَل نفسَك، وإن وجدت شيئًا من ذلك فطهِّر قلبك واذهب إلى خصيمك وصالحْه حتى وإن كان هو المخطئ،فابدأ أنت، واعفُ حتى يعفوَ الله عنك، فأنت في أشدِّ الحاجة إلى عفْوِ ربك ومغفرته، وتذكر :وخيرهما الذي يبدا بالسلام
فهذه دعوة لكل المسلمين انه من أراد مغفرة الله في هذه الليلة فليتب إلى الله وليصطلح مع خصمائه وليكن شعار كل واحد منا يا رب إني سامحت كل الناس من اجل أن تغفر لي ... وليستغل هذه الليلة بالدعاء والاستغفار وصلاة القيام وتلاوة كتاب الله .
وان اقل القيام ان يحافظ المسلم على صلاة العشاء والفجر بجماعة فمن صلى العشاء والفجر بجماعة فكأنما قام الليل كله .
ملاحظة : ليلة النصف من شعبان ستكون في ليلة الثلاثاء 14/ شعبان /1431
محمود داود دسوقي خطابي
2010-07-23, 05:31 PM
جزاك الله خيراً وغفر الله تعالى لي ولك ولسائر المؤمنين.آمين.
صالح الطريف
2010-07-23, 05:35 PM
الاحتفال بهذه الليلة بدعة ..
محبة الفضيلة
2010-07-23, 05:37 PM
جزاك الله كل خير لكن كل الخير في اتباع نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وكل الشر في مخالفة أمره وليس في تخصيص تلك الليلة بالقيام والصيام أصل .
وخير الأمور السالفات على الهدى *** وشر الأمور المحدثات البدائع
طالع هنا لمزيد فائدة
http://www.khayma.com/kshf/B/Neusf-Sh3ban.htm
عبد الرحمن التونسي
2010-07-23, 05:40 PM
قال الشيخ ابن باز – رحمه الله - : في " حكم الاحتفال بليلة النصف من شعبان "
إن الاحتفال بليلة النصف من شعبان بالصلاة أو غيرها وتخصيص يومها بالصيام : بدعة منكرة عند أكثر أهل العلم ، وليس له أصل في الشرع المطهر .
وقال – رحمه الله - :
ليلة النصف من شعبان ليس فيها حديث صحيح ، كل الأحاديث الواردة فيها موضوعة وضعيفة لا أصل لها ، وهي ليلة ليس لها خصوصية لا قراءة ولا صلاة خاصة ولا جماعة ، وما قاله بعض العلماء أن لها خصوصية : فهو قول ضعيف ، فلا يجوز أن تُخصَّ بشيءٍ ، هذا هو الصواب ، وبالله التوفيق .
" فتاوى إسلامية " ( 4 / 511 ) .
محمد جمعة الحلبوسي
2010-07-23, 05:49 PM
عفوا اخي القيام مشروع سواء كانت ليلة النصف او غيرها ... ثم ليلة النصف من شعبان ورد فيها حديث القيام وان كان ضعيفا لكن يؤخذ به في فضائل الاعمال .. فالمفروض ان نشجع الناس على القيام بدلا من السهر على الافلام والمسلسلات نعلمهم على الصلاة وقراءة القران في الليل استعدادا لرمضان ، ما دام لا يوجد هناك نهي عن قيام ليل النصف فلنترك الناس يقومون ليلهم لله رب العالمين
ففي الحدبث الذي يرويه ابن ماجه
عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ فَقَدْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ لَيْلَةٍ فَخَرَجْتُ فَإِذَا هُوَ بِالْبَقِيعِ رَافِعٌ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ فَقَالَ لِي أَكُنْتِ تَخَافِينَ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْكِ وَرَسُولُهُ قَالَتْ قُلْتُ ظَنَنْتُ أَنَّكَ أَتَيْتَ بَعْضَ نِسَائِكَ فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَنْزِلُ لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَيَغْفِرُ لِأَكْثَرَ مِنْ عَدَدِ شَعَرِ غَنَمِ كَلْبٍ
فليت الذي لم يكن بالحق مقتنعا .... يخلي الطريق لمن كان بالحق مقتنعا
محمد جمعة الحلبوسي
2010-07-23, 06:02 PM
هذه اقوال اهل العلم فيها :
الشافعية
قال الشافعي) وبلغنا أنه كان يقال: إن الدعاء يستجاب في خمس ليال في ليلة الجمعة وليلة الاضحى وليلة الفطر وأول ليلة من رجب وليلة النصف من شعبان أخبرنا الربيع قال أخبرنا الشافعي قال أخبرنا إبراهيم بن محمد قال رأيت مشيخة من خيار أهل المدينة يظهرون على مسجد النبي صلى الله عليه وسلم ليلة العيد فيدعون ويذكرون الله حتى تمضى ساعة من الليل، وبلغنا أن عمر كان يحيى ليلة جمع وليلة جمع هي ليلة العيد لان صبيحتها النحر (قال الشافعي) وأنا أستحب كل ما حكيت في هذه الليالى من غير أن يكون فرضا
الام للشافعي ج 1 ص 264
(ويستحب استحبابا متأكدا إحياء ليلتي العيد بالعبادة قلت(النووي) وتحصل فضيلة الإحياء بمعظم الليل وقيل تحصل بساعة وقد نقل الشافعي رحمه الله في الأم عن جماعة من خيار أهل المدينة ما يؤيده ونقل القاضي حسين عن ابن عباس أن إحياء ليلة العيد أن يصلي العشاء في جماعة ويعزم أن يصلي الصبح في جماعة والمختار ما قدمته قال الشافعي رحمه الله وبلغنا أن الدعاء يستجاب في خمس ليال. ليلة الجمعة والعيدين وأول رجب ونصف شعبان قال الشافعي وأستحب كل ما حكيته في هذه الليالي ))) روضة الطالبين للنووي
ومثله في المجموع وغيره من كتب الشافعية
المالكية
نص في منح الجليل شرح مختصر خليل على ندب احياء ليلة العيد والنصف من شعبان في باب صلاة العيد وكذا في الفواكه الدواني
وكذا في شرح مختصر خليل للخرشي في صلاة العيد
وكذا في حاشية الدسوقي على الشرح الكبير للدردير
لكنهم صرحوا بان هذا الاحياء مندوب للفرادى اما الجماعة فيها فانها مكروهة
وقالوا ينبغي للائمة المنع منه كما في حاشية الدسوقي ومواهب الجليل وغيرها
وخلاصة مذهبهم : كمافي منح الجليل شرح مختصر خليل
( و ) كره ( اجتماع للدعاء ) وذكر وصلاة ونحوه ( يوم عرفة ) وليلة نصف شعبان وسبعة وعشرين من رجب ورمضان بمسجد أو غيره إن قصد به التشبيه بالحجاج أو أنه سنة في ذلك الوقت وإلا فيندب
الاحناف
قال في رد المحتار على الدر المختار:
من المندوبات ركعتا السفر والقدوم منه.... وإحياء ليلة العيدين ، والنصف من من شعبان ، والعشر الأخير من رمضان ، والأول من ذي الحجة ، ويكون بكل عبادة تعم الليل أو أكثره .... ثم قال
وفي الإمداد : ويحصل القيام بالصلاة نفلا فرادى من غير عدد مخصوص ، وبقراءة القرآن ، والأحاديث وسماعها ، وبالتسبيح والثناء ، والصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم الحاصل ذلك في معظم الليل وقيل بساعة منه .
[ تتمة ] أشار بقوله فرادى إلى ما ذكره بعد في متنه من قوله ويكره الاجتماع على إحياء ليلة من هذه الليالي في المساجد .
وقال في مراقي الفلاح:
ويندب الاغتسال في ستة عشر شيئا ).... و ) ندب ( في ليلة براءة ) وهي ليلة النصف من شعبان لإحيائها وعظم شأنها إذ فيها تقسم الأرزاق والآجال
الحنابلة
قال في كشاف القناع :
ولايقومه كله ( أي الليل ) الا ليلة عيد .... وفي معناها ليلة النصف من شعبان كما ذكره ابن رجب في اللطائف
وقال في مطالب اولي النهى: ولا يقومه ) أي : الليل ( كله ) لحديث عائشة : ما علمت { رسول الله صلى الله عليه وسلم قام ليلة حتى الصباح } وظاهره حتى ليالي العشر ، واستحبه الشيخ تقي الدين ( يقصد ابن تيمية )، وقال : قيام بعض الليالي كلها ؛ مما جاءت به السنة ، ( إلا ليلة عيد ) فطر أو أضحى ، وفي معناها ليلة النصف من شعبان ، للخبر .
ومثله في شرح منتهى الارادات
وقال في الروض المربع : ولا يقومه كله إلا ليلة عيد ويتوجه ليلة النصف من شعبان
قول ابن تيمية في المسالة:
(ومن هذا الباب ليلة النصف من شعبان فقد روى في فضلها من الأحاديث المرفوعة والآثار ما يقتضي أنها ليلة مفضلة وأن من السلف من كان يخصها بالصلاة فيها وصوم شهر شعبان قد جاءت فيه أحاديث صحيحة ومن العلماء من السلف من أهل المدينة وغيرهم من الخلف من أنكر فضلها وطعن في الأحاديث الواردة فيها كحديث إن الله يغفر فيها لأكثر من عدد شعر غنم بني كلب وقال لا فرق بينها وبين غيرها
لكن الذي عليه كثير من أهل العلم أو أكثرهم من أصحابنا وغيرهم على تفضيلها وعليه يدل نص أحمد لتعدد الأحاديث الواردة فيها وما يصدق ذلك من الآثار السلفية وقد روى بعض فضائلها في المسانيد والسنن وإن كان قد وضع فيها أشياء أخر فأما صوم يوم النصف مفردا فلا أصل له بل إفراده مكروه) . اقتضاء الصراط المستقيم
عبد الرحمن التونسي
2010-07-23, 06:13 PM
عفوا اخي القيام مشروع سواء كانت ليلة النصف او غيرها ...
القيام مشروع لا نشك في هذا بل هو مستحب لكن حديثنا عن تخصيص ليلة بعبادة فأنت عندما تقوم ليلة النصف من شعبان على أساس أنها سنة فهذه بدعة والنبي صلى الله عليه وسلم يقول من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد.
ثم ليلة النصف من شعبان ورد فيها حديث القيام وان كان ضعيفا لكن يؤخذ به في فضائل الاعمال ..
الصحيح من أقوال المحققين أن الحديث الضعيف لا يعمل به حتى في فضائل الأعمال
راجع إن شئت ضعيف الجامع (1/49) للشيخ الألباني رحمه الله ففيه تفصيل جيد.
فالمفروض ان نشجع الناس على القيام بدلا من السهر على الافلام والمسلسلات نعلمهم على الصلاة وقراءة القران في الليل استعدادا لرمضان ، ما دام لا يوجد هناك نهي عن قيام ليل النصف فلنترك الناس يقومون ليلهم لله رب العالمين.
ليست المسألة في صلاتهم أو في قراءة القرأن وإنما في تخصيصهم هذه الليلة بالذات بالعبادة وإعتقادهم فضل ذلك على غيرها من الليالي.
ففي الحدبث الذي يرويه ابن ماجه
عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ فَقَدْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ لَيْلَةٍ فَخَرَجْتُ فَإِذَا هُوَ بِالْبَقِيعِ رَافِعٌ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ فَقَالَ لِي أَكُنْتِ تَخَافِينَ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْكِ وَرَسُولُهُ قَالَتْ قُلْتُ ظَنَنْتُ أَنَّكَ أَتَيْتَ بَعْضَ نِسَائِكَ فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَنْزِلُ لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَيَغْفِرُ لِأَكْثَرَ مِنْ عَدَدِ شَعَرِ غَنَمِ كَلْبٍ
هذا الحديث ضعفه الشيخ الألباني في المشكاة (1299) والله أعلم وليس فيه تخصيص الليلة بعبادة
محبة الفضيلة
2010-07-23, 06:15 PM
عفوا اخي القيام مشروع سواء كانت ليلة النصف او غيرها ... ثم ليلة النصف من شعبان ورد فيها حديث القيام وان كان ضعيفا لكن يؤخذ به في فضائل الاعمال .. فالمفروض ان نشجع الناس على القيام بدلا من السهر على الافلام والمسلسلات نعلمهم على الصلاة وقراءة القران في الليل استعدادا لرمضان ، ما دام لا يوجد هناك نهي عن قيام ليل النصف فلنترك الناس يقومون ليلهم لله رب العالمين
قال عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (كل بدعة ضلالة وإن رآها الناس حسنة)
إن كنت تقصد هذا الأثر (إذا كان ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها وصوموا نهارها) فهو شديد الضعف لا يعمل به حتى عند الذين يرون جواز العمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال لأن من شروطهم الأ يشتد ضعفه , ولـٰكن إن كان الإنسان قد اعتاد أن يقوم الليل، فليقم ليلة النصف كغيرها من الليالي، وإن كان لم يعتد ذٰلك فلا يخصها بقيام
وهنا الكلام للألباني رحمه الله :
ومن العبرة في هٰذه المناسبة: أن نجد عامة الناس مع الأسف الشديد يهتمون ببعض العبادات التي لم تصح لارواية ولا دراية ما لا يهتمون بالعبادات التي صحت عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ولا خلاف بين علماء المسلمين في شرعيتها؛ فيهتمون بما لا يجوز الاهتمام به، ويعرضون عن ما ينبغي الاهتمام به؛ وهذه ذكرى والذكرى تنفع المؤمنين إن شاء الله.
محمد جمعة الحلبوسي
2010-07-23, 06:57 PM
اسمعي اختي الفاضلة الى كلام اهل العلم ماذا قالوا عن احياء ليلة النصف من شعبان:
قال الأمام الحافظ ابن الصلاح شيخ الامام النووي وشيخ الأمام الحافظ ابو شامه :
واما ليله النصف من شعبان فلها فضيله وأحياؤها بالعباده مستحب ولكن على انفراد من غير جماعه ووافقه على ذلك سلطان العلماء العز بن عبد السلام
الامام الاوزاعي امام اهل الشام
وقد استحب الامام الأوزاعي امام اهل الشام من التابعين في احياء ليله النصف من شعبان ان يصلي الرجل فيها لخاصه نفسه
واما اهل الشام من التابعين كأمثال خالد بن معدان ومكحول ولقمان بن عامر وغيرهم فقد كانوا يلبسون فيها احسن الثياب ويتبخترون وكتحلون ويحيون ليلتهم في المسجد تلك
و وافقهم الأمام الجليل اسحاق بن راهويه ( وهو شيخ البخاري ) على ذلك كما وافقهم طائفه من عباد اهل البصره
ذكر ابن تيميه في كتابه اقتضاء الصراط المستقيم ص 302
قال : ( ومن هذا الباب ليله النصف من شعبان فقد روي في فضلها من الأحاديث المرفوعه ما يقتضي انها ليله مفضله وأن من السلف من كان يخصها بالصلاه فيها الى ان فال لكن الذي عليه كثير من اهل العلم او اكثر هم من اصحابنا وغيرهم علىتفضيلها وعليه يدل نص احمد لتعدد الأحديث الوارده فيها ما يصدق ذالك من الاثار السلفيه وقد روي بعض فضائلها في المسانيد والسنن وان كان قد وضع فيها اشياء اخر)
وسئل ابن تيميه في مجموع فتاوي ابن تيميه
: عن صلاة نصف شعبان:
فأجاب: إذا صلى الإنسان ليلة النصف وحده، أو في جماعة خاصة كما كان يفعل طوائف من السلف، فهو أحسن
محبة الفضيلة
2010-07-23, 07:21 PM
نعم ليس بجديد أعرف أن هناك من يخصها بالصيام والقيام وخصوصاً في بلاد الشام وأنكر عليهم ذلك أهل الحجاز وقالوا لا نُعظم تلك الليلة إلا بدليل صحيح ,الأخ الكريم الإعتبار كله بورود دليل صحيح لأن العبادات توقيفية .
أسأل الله أن يوفقنا جميعاً لأن نكون وقّافين على الحق , سائرين على دربه .
محمد جمعة الحلبوسي
2010-07-23, 10:20 PM
هناك الكثير يقولون إذا لم يثبت عن النبي r انه فعل فعلاً أو لم يفعله أحد من أصحابه أراد أحد أن يفعله فهو بدعة وضلالة.
وهذا القول باطل من وجهين:
الوجه الأول:
ان عدم فعله لا يدل على مشروعية الفعل ولا على مشروعية الترك، بل يترك الأمر على الإباحة الأصلية، فعدم الفعل كما لا يقوم دليلاً على مشروعيته كذلك لا يقوم دليلاً على المنع من فعله ما دام الفعل لم يحصل نهي عنه ثم بعد ذلك ينظر: فان دخل تحت قاعدة من القواعد أو تمكنا من قياسه على أمر منصوص فيه قلنا بمشروعيته، وان رفضته القواعد أو خالف النصوص قلنا ببدعته.
الوجه الثاني:
إن قول القائل لو كان خيراً لفعله من هو خير منا قول بتجميد الشريعة الإسلامية وحصر لشموليتها في القرن الأول من هذه الأمة وواقعها خلاف ذلك، فإنها ليست عاجزة عن إعطاء حكمها لكل عمل يحدث اعتماداً على قواعد الإسلام ومبادئه سواء في المعاملات أو بعض العبادات الي لم يرد تحديد وحصر فيها من الشارع.
عبد الرحمن التونسي
2010-07-23, 10:41 PM
هناك الكثير يقولون إذا لم يثبت عن النبي r انه فعل فعلاً أو لم يفعله أحد من أصحابه أراد أحد أن يفعله فهو بدعة وضلالة.
وهذا القول باطل من وجهين:
الوجه الأول:
ان عدم فعله لا يدل على مشروعية الفعل ولا على مشروعية الترك، بل يترك الأمر على الإباحة الأصلية، فعدم الفعل كما لا يقوم دليلاً على مشروعيته كذلك لا يقوم دليلاً على المنع من فعله ما دام الفعل لم يحصل نهي عنه ثم بعد ذلك ينظر: فان دخل تحت قاعدة من القواعد أو تمكنا من قياسه على أمر منصوص فيه قلنا بمشروعيته، وان رفضته القواعد أو خالف النصوص قلنا ببدعته.
الوجه الثاني:
إن قول القائل لو كان خيراً لفعله من هو خير منا قول بتجميد الشريعة الإسلامية وحصر لشموليتها في القرن الأول من هذه الأمة وواقعها خلاف ذلك، فإنها ليست عاجزة عن إعطاء حكمها لكل عمل يحدث اعتماداً على قواعد الإسلام ومبادئه سواء في المعاملات أو بعض العبادات الي لم يرد تحديد وحصر فيها من الشارع.
اخي ماهو تعريف البدعة عندك وماهو ضابطها؟ طبعا أي كلام تقوله تخبرنا من سلفك فيه ؟
عبدالعزيز الحربي
2010-07-23, 11:01 PM
هذا من كلام العلامة ابن باز رحمه الله في المسألة :
السؤال :
يحتفل الكثير من المسلمين بليلة النصف من شعبان، بل ويخصها البعض بالقيام والصيام والدعاء، فما حكم ذلك العمل؟
المفتي: عبدالعزيز بن باز
الإجابة:
الحمد لله الذي أكمل لنا الدين ، وأتم علينا النعمة ، والصلاة والسلام على نبيه ورسوله محمد نبي التوبة والرحمة .
أما بعد :
فقد قال الله تعالى : { اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً } المائدة /3 ، وقال تعالى : { أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله } الشورى /21.
وفي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ) ..
وفي صحيح مسلم عن جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في خطبة يوم الجمعة : ( أما بعد : فإن خير الحديث كتاب الله ، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل بدعة ضلالة ) .
والآيات والأحاديث في هذا المعنى كثيرة .
وهي تدل دلالة صريحة على أن الله سبحانه وتعالى قد أكمل لهذه الأمة دينها ، وأتم عليها نعمته ولم يتوف نبيه عليه الصلاة والسلام إلا عندما بلّغ البلاغ المبين ، وبيّن للأمة كل ما شرعه الله لها من أقوال وأعمال ، وأوضح صلى الله عليه وسلم : أن كل ما يحدثه الناس بعده وينسبونه للإسلام من أقوال وأعمال ، فكله مردود على من أحدثه ، ولو حسن قصده ، وقد عرف أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الأمر ، وهكذا علماء الإسلام بعدهم ، فأنكروا البدع وحذروا منها كما ذكر ذلك كل من صنف في تعظيم السنة وإنكار البدعة ، كابن وضاح والطرطوشي ، وابن شامة وغيرهم .
ومن البدع التي أحدثها بعض الناس : بدعة الاحتفال بليلة النصف من شعبان ، وتخصيص يومها بالصيام ، وليس على ذلك دليل يجوز الاعتماد عليه ، وقد ورد في فضلها أحاديث ضعيفة لا يجوز الاعتماد عليها ، وما ورد في فضل الصلاة فيها فكله موضوع ، كما نبّه على ذلك كثير من أهل العلم ، وسيأتي ذكر بعض كلامهم إن شاء الله .
وورد فيها أيضاً آثار عن بعض السلف من أهل الشام وغيرهم ، والذي عليه جمهور العلماء : أن الاحتفال بها بدعة ، وأن الأحاديث الواردة في فضلها كلها ضعيفة ، وبعضها موضوع ، وممن نبه على ذلك الحافظ ابن رجب في كتابه لطائف المعارف وغيره ، والأحاديث الضعيفة إنما يعمل بها في العبادات التي ثبت أصلها بأدلة صحيحة ، وأما الاحتفال بليلة النصف من شعبان فليس له أصل صحيح حتى يستأنس له بالأحاديث الضعيفة .
وقد ذكر هذه القاعدة الجليلة الإمام أبو العباس شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله .
وقد أجمع العلماء رحمهم الله على أن الواجب رد ما تنازع فيه الناس من المسائل إلى كتاب الله عز وجل ، وإلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فما حكما به أو أحدهما فهو الشرع الواجب الاتباع ، وما خالفهما وجب اطّرَاحه ، وما لم يرد فيهما من العبادات فهو بدعة لا يجوز فعلها ، فضلاً عن الدعوة إليها وتحبيذها ، كما قال الله سبحانه وتعالى : {يا أيها الذين ءامنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلاً} النساء/59 ، وقال تعالى : {وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله} الشورى /10 ، وقال تعالى : {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم} آل عمران /31 .
وقال عز وجل: {فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليماً} النساء /65.
والآيات في هذا المعنى كثيرة ، وهي نص في وجوب رد مسائل الخلاف إلى الكتاب والسنة ، ووجوب الرضى بحكمهما ، وأن ذلك هو مقتضى الإيمان ، وخير للعباد في العاجل والآجل : { وأحسن تأويلاً } أي : عاقبة.
قال الحافظ ابن رجب رحمه الله تعالى في كتابه : لطائف المعارف في هذه المسألة - بعد كلام سبق - : "وليلة النصف من شعبان كان التابعون من أهل الشام ، كخالد بن معدان ، ومكحول ، ولقمان بن عامر ، وغيرهم يعظمونها ويجتهدون فيها في العبادة وعنهم أخذ الناس فضلها وتعظيمها ، وقد قيل : أنهم بلغهم في ذلك آثار إسرائيلية ، .. وأنكر ذلك أكثر علماء الحجاز ، منهم عطاء ، وابن أبي مليكة ، ونقله عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن فقهاء أهل المدينة ، وهو قول أصحاب مالك وغيرهم ، وقالوا : ذلك كله بدعة .. ولا يعرف للإمام أحمد كلام في ليلة النصف من شعبان ، .. ) إلى أن قال رحمه الله : قيام ليلة النصف لم يثبت فيها شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه .. " انتهى المقصود من كلام الحافظ ابن رجب رحمه الله .
وفيه التصريح منه بأنه لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه رضي الله عنهم شيء في ليلة النصف من شعبان .
وكل شيء لم يثبت بالأدلة الشرعية كونه مشروعاً ؛ لم يجز للمسلم أن يحدثه في دين الله سواء فعله مفرداً أو في جماعة ، وسواء أسرّه أو أعلنه لعموم قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد ) وغيره من الأدلة الدالة على إنكار البدع والتحذير منها .
وقال الإمام أبو بكر الطرطوشي رحمه الله ، في كتابه الحوادث والبدع ما نصه : "وروى ابن وضاح عن زيد بن أسلم قال : ما أدركنا أحداً من مشيختنا ولا فقهائنا يلتفتون إلى النصف من شعبان ، ولا يلتفتون إلى حديث مكحول ، ولا يرون لها فضلاً على ما سواها ، وقيل لابن أبي مليكة : إن زياداً النميري يقول : إن أجر ليلة النصف من شعبان كأجر ليلة القدر ، فقال : لو سمعته وبيدي عصاً لضربته . وكان زياداً قاصاً" انتهى المقصود .
وقال العلامة الشوكاني رحمه الله في الفوائد المجموعة ما نصه : "حديث : يا علي من صلى مائة ركعة ليلة النصف من شعبان ، يقرأ في كل ركعة بفاتحة الكتاب ، و( قل هو الله أحد ) عشر مرات ، إلا قضى الله له كل حاجة ... الخ " وهو موضوع [ أي مكذوب على النبي صلى الله عليه وسلم ] ، وفي ألفاظه - المصرحة بما يناله فاعلها من الثواب - ما لا يمتري إنسان له تمييز في وضعه ، ورجاله مجهولون ، وقد روي من طريق ثانية كلها موضوعة ، ورواتها مجاهيل .
وقال في المختصر : حديث صلاة نصف شعبان باطل ، ولابن حبان من حديث علي : ( إذا كان ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها وصوموا نهارها ) ضعيف .
وقال في اللآلئ: مائة ركعة في نصف شعبان بالإخلاص عشر مرات ... موضوع وجمهور رواته في الطرق الثلاث ، مجاهيل وضعفاء ، قال : واثنتا عشرة ركعة بالإخلاص ثلاثين مرة ، موضوع وأربع عشرة موضوع .
وقد اغتر بهذا الحديث جماعة من الفقهاء ، كصاحب الإحياء وغيره ، وكذا من المفسرين ، وقد رويت صلاة هذه الليلة - أعني : ليلة النصف من شعبان - على أنحاء مختلفة كلها باطلة موضوعة ، .. انتهى المقصود .
وقال الحافظ العراقي : "حديث : صلاة ليلة النصف ، موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكذب عليه".
وقال الإمام النووي في كتاب المجموع : "الصلاة المعروفة بـ : صلاة الرغائب ، وهي : اثنتا عشرة ركعة بين المغرب والعشاء ليلة أول جمعة من رجب ، وصلاة ليلة النصف من شعبان مائة ركعة ، وهاتان الصلاتان بدعتان منكرتان ، ولا يُغتر بذكرهما في كتاب قوت القلوب و إحياء علوم الدين ، ولا بالحديث المذكور فيهما ، فإن كل ذلك باطل ، ولا يغتر ببعض من اشتبه عليه حكمهما من الأئمة فصنف ورقات في استحبابهما ، فإنه غلط في ذلك"
وقد صنف الشيخ الإمام أبو محمد عبد الرحمن بن إسماعيل المقدسي كتاباً نفيساً في إبطالهما ، فأحسن وأجاد ، وكلام أهل العلم في هذه المسألة كثير جداً ، ولو ذهبنا ننقل كل ما اطّلعنا عليه من كلامهم في هذه المسألة لطال بنا الكلام ، ولعل في ما ذكرنا كفاية ومقنعاً لطالب الحق .
ومما تقدم من الآيات والأحاديث وكلام أهل العلم يتضح لطالب الحق : أن الاحتفال بليلة النصف من شعبان بالصلاة أو غيرها ، وتخصيص يومها بالصيام ، بدعة منكرة عند أكثر أهل العلم ، وليس له أصل في الشرع المطهر ، بل هو مما حدث في الإسلام بعد عصر الصحابة رضي الله عنهم ، ويكفي طالب الحق في هذا الباب وغيره قول الله عز وجل : ( اليوم أكملت لكم دينكم ) وما جاء في معناها من الآيات .
وقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ) وفي ما جاء في معناه من الأحاديث ، وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا تخصوا ليلة الجمعة بقيام من بين الليالي ، ولا تخصوا يومها بالصيام من بين الأيام ، إلا أن يكون في صوم يصومه أحدكم ) .
فلو كان تخصيص شيء من الليالي بشيء من العبادة جائزاً ، لكانت ليلة الجمعة أولى من غيره ، لأن يومها هو خير يوم طلعت عليه الشمس ، بنص الأحاديث الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما حذر النبي صلى الله عليه وسلم من تخصيصها بقيام من بين الليالي ، ذل ذلك على أن غيرها من الليالي من باب أولى لا يجوز تخصيص شيء منها من العبادة إلا بدليل صحيح يدل على التخصيص .
ولما كانت ليلة القدر وليالي رمضان يشرع قيامها والاجتهاد فيها ، نبه النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك وحث الأمة على قيامها ، وفعل ذلك بنفسه كما في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر الله له ما تقدم من ذنبه ) ، ( ومن قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر الله له ما تقدم من ذنبه ) .
فلو كانت ليلة النصف من شعبان ، أو ليلة أول جمعة من رجب ، أو ليلة الإسراء والمعراج بشرع تخصيصها باحتفال أو شيء من العبادة لأرشد النبي صلى الله عليه وسلم الأمة إليه أو فعله بنفسه ولو وقع شيء من ذلك لنقله الصحابة رضي الله عنهم إلى الأمة ولم يكتموه عنها ، وهم خير الناس وأنصح الناس بعد الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ورضي الله عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأرضاهم .
وقد عرفت آنفاً من كلام العلماء : أنه لم يثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه رضي الله عنهم شيء في فضل ليلة أول جمعة من رجب ، ولا في فضل ليلة النصف من شعبان فعلم أن الاحتفال بهما بدعة محدثة في الإسلام ، وهكذا تخصيصهما بشيء من العبادة بدعة منكرة ، وهكذا ليلة سبع وعشرين من رجب التي يعتقد بعض الناس أنها ليلة الإسراء والمعراج ، لا يجوز تخصيصها بشيء من العبادة ، كما لا يجوز الاحتفال بها للأدلة السابقة ، هذا لو عُلمت فكيف والصحيح من أقوال العلماء أنها لا تعرف ؟! وقول من قال : أنها ليلة سبع وعشرين من رجب ، قول باطل لا أساس له في الأحاديث الصحيحة.
والله المسؤول أن يوفقنا وسائر المسلمين للتمسك بالسنة والثبات عليها والحذر مما خالفها إنه جواد كريم .
وصلى الله على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
انتهى بتصرّف واختصار من مجموع فتاوى سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز 2/882
محمد جمعة الحلبوسي
2010-07-24, 11:23 PM
البدعة في اللغة:
إحداث شيء لانظير له سابقاً قال تعالى: (بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ) أي خلقهن دون سبق نظير لها.
وفي الاصطلاح:
إحداث فعل أو اعتقاد أو قول لم يرد به إذن من الشارع في كتاب أو سنة أو إجماع ولم يدخل تحت القواعد والمبادئ العامة للإسلام أو إحداث ما يعارض ذلك ويخالفه.
وعلى هذا فان أي حدث يحدث ينظر فيه فان دل عليه دليل من كتاب أو سنة أو إجماع أو قياس فهو مشروع، وان لم يدل عليه دليل من مصادر التشريع السابقة نظر هل يدخل تحت قاعدة من قواعد الإسلام وعمومياته أم لا فإن دخل تحتها فهو مشروع أيضا وليس بدعة، وان لم يدخل فهو بدعة وضلالة.
وبهذا التعريف يمكننا أن نوفق بين النصوص المحذرة من الأحداث والناهية عن البدع.
مثل قوله r: (أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وان تأمر عليكم عبدٌ وانه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين ، عضّوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فان كل بدعة ضلالة) رواه أبو داود.
مثل قوله r: (من سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة، ومن سن سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة) رواه مسلم.
وإذا نظرنا إلى التقسيم وجدنا أن شقه الأول يرغب في إحداث السنن الحسنة، لأنها من الإسلام وتقبله مبادئه، وان الشق الثاني يذم من يحدث سنة سيئة يترتب عليها الوزر والاثم فهي البدعة والضلالة المقصودة من الحديث الأول.
وهذا التعريف والتقسيم استمد من قوله r في حديث البدعة (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد) رواه البخاري، وفي رواية (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد) رواه مسلم، حيث أشار إلى أن الأحداث سيكون لا محالة، ولكنه ينقسم إلى أجدى اثنتين:
1.أحداث مردود: وهو ما يخالف الدين آخذا بمنطوق الحديث.
2.أحداث مقبول: وهو ما يوافقه: آخذا بمفهوم المخالفة من الحديث إذ مفهوم الحديث (من عمل عملاً عليه أمرنا أو احدث في أمرنا هذا ما هو منه فهو مقبول)
والمراد بالأمر في قوله (أمرنا) الدين كله ويستوي فيه العبادات والمعاملات.
والمراد بلفظ (سُنّة) الطريقة: وهي أيضاً تشمل العبادات والمعاملات فأي عمل يحدث موافقاً للقواعد الشرعية فهو سنة حسنة، وأي عمل يحدث يتنافى مع النصوص أو القواعد الشرعية فهو بدعة وسنة سيئة.
محمد جمعة الحلبوسي
2010-07-24, 11:27 PM
.ابن حجر العسقلاني (رحمه الله):
جاء في فتح الباري لشرح البخاري عند شرح قول سيدنا عمر t (نعمت البدعة هي) (والبدعة أصلها ما أحدث على غير مثال سابق ويطلق في الشرع في مقابل السنة فتكون مذمومة، والتحقيق انها أن كانت مما تندرج تحت مستحسن في الشرع فهي حسنة، وان كانت مما يندرج تحت مستقبح في الشرع فهي مستقبحة وإلا فهي من قسم المباح، وقد تنقسم إلى الأحكام الخمسة).
2.الإمام ابن تيمية (رحمه الله) :
جاء في منهاج السنة النبوية بعد أن تحدث عن اجتماع الصحابة في صلاة التراويح على جماعة واحدة خلف أبى بن كعب وقال سيدنا عمر: (نعمت البدعة هي)، قال : وهذا الاجتماع العام لما لم يكن قد فعل سمّاه بدعة لان ما فعل ابتداء يسمى بدعة في اللغة وليس ذلك بدعة شرعية كاستحباب ما لم يحبه الله وإيجاب ما لم يوجبه الله وتحريم ما لم يحرمه الله ، فلا تدفع الفعل من اعتقاد يخالف الشريعة وإلا فلو عمل إنسان فعلاً محرماً يعتقد تحريمه لم يقل له أنه فعل بدعة.
3.الإمام ابن رجب الحنبلي (رحمه الله) :
(المراد بالبدعة ما احدث ما لا أصل له في الشريعة يدل عليه، أما ما كان له أصل من الشرع يدل عليه فليس ببدعة شرعاً وان كان بدعة لغة)
4.الأمام الغزالي (رحمه الله) :
جاء في إحياء علوم الدين بعد أن تحدث عن الآكل على المائدة قال: (واعلم أنا وان قلنا الآكل على السفرة أولى فلسنا نقول الأكل على المائدة منهي عنه نهي كراهة أو تحريم، إذ لم يثبت فيه نهي.
وما يقال: انه أبدع بعد رسول الله r فليس كل ما أبدع منهياً عنه. بل المنهي عنه بدعة تضاد سنة ثابتة وترفع أمرا من أمر الشرع مع بقاء علته، بل الابتداع فيه يجب في بعض الأحوال إذا تغيرت الأسباب وليس في المائدة ألا رفع الطعام عن الأرض لتيسير الأكل).
محمديامين منيرأحمدالقاسمي
2010-07-25, 10:27 AM
اللهم اهدناالصراط المستفيم
وثبتناعلى الدين الصحيح
واحفظنامن البدعةوالضلالة
آمين يارب العالمين
عبد الرحمن التونسي
2010-07-25, 11:17 AM
طيب أخي لو أن شخصا أتخذا يوما وليكن مثلا 20 من جمادى الأولى وخرج يحث الناس على صيامه وقيامه وأن فيه أجرا عظيما على غيره من الأيام بدعوى أن هذا خير من مشاهدة المسلسلات فما يكون حكم هذا؟
هذا بعمله يدل على شيئين لا ثالث لهما إما أنه يعتقد أن النبي صلى الله عليه وسلم ما أكمل الرسالة وأنه ما دلنا على فضل هذا اليوم الذي يفوق أجر العبادة فيه على غيره من الأيام وإما أنه يعتقد أنه وقف على خير عظيم ما عرفه النبي صلى الله عليه وسلم ولا الصحابة ولا من بعدهم وهذا ضلال وإنحراف لأن الله يقول "اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا " والنبي صلى الله عليه وسلم يقول " من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد" أي فهو مردود على صاحبه.
وهذا مثله في النصف من شعبان أنت تقول نحث الناس على العبادة فيه وأن فيه أجرا أكثر من سائر الأيام ونحن نطالبك بدليل صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم فإن لم تأتي لنا فهي بدعة ضلالة و لا شك في هذا ولا ريب.
ضيدان بن عبد الرحمن اليامي
2010-07-25, 01:41 PM
أخي محمد جمعة - بارك الله فيه - :
البدعة تنقسم إلى قسمين : بدعة حقيقية ، وبدعة إضافية.
البدعة الحقيقية : إذا أُحدث شيء لا أصل له .ومثاله واضح .
والإضافية : أن نُحدِث للعبادة المشروعة وقتاً، أو صفة لم يشرعها الله ورسوله .
قال الشيخ علي محفوظ عند ذكره لأمثلة البدعة الإضافية : " تخصيص يوم لم يخصه الشارع بصوم ، أو ليلة لم يخصها الشارع بقيام . فالصوم في ذاته مشروع ، وقيام الليل كذلك ، وتخصيصهما بيوم أو بليلة بدعة " . الإبداع في مضار الابتداع (ص59).
فلو قلنا : ليلة النصف من شعبان يصلون النّاس ويتهجّدون ، أو نصوم النصف من شعبان.
فالصيام مشروع ، وقيام الليل مشروع، لكن إذا حدّدناه بوقت لا دليل عليه فهذا بدعة إضافية، لأن أصل العبادة مشروع، ولكن تقييدها بوقت محدّد، منه إضافة إلى العبادة وهي غير مشروعة، فهذه بدعة تسمى إضافية.
ذكر الله مشروع؛ التسبيح والتهليل والتكبير، لكن إذا قلنا للناس: سبِّحوا ألف تسبيحة، كبروا ألف تكبيرة، قولوا: كذا ألف مرة بدون دليل. فهذا يُعتبر بدعة إضافية.
وبتوضيح آخر :
البدعة الحقيقية : هي التي لم يدل عليها دليل شرعي ؛ لا من كتاب ، ولا سنة ، ولا إجماع ، ولا قياس ، ولا استدلال معتبر عند أهل العلم ؛ لا في الجملة ولا في التفصيل ، ولذلك سميت بدعة ؛ لأنها شىء مخترع على غير مثال سابق .
وإن كان المبتدع يأبى أن ينسب إليه الخروج عن الشرع ، إذ هو مدع أنه داخل بما استنبط تحت مقتضى الأدلة ، لكن تلك الدعوى غير صحيحة ، لا في نفس الأمر ، ولا بحسب الظاهر ، أما بحسب نفس الأمر ؛ فبالعرض ، وأما بحسب الظاهر ؛ فإن أدلته شُبَه ليست بأدلة إن ثبت أنه استدل ، وإلا فالأمر واضح .
وأما البدعة الإضافية ؛ فهي التي لها شائبتان :
فلما كان العمل الذي له شائبتان لم يتخلص لأحد الطرفين ؛ وضعنا له هذه التسمية ، وهي " البدعة الإضافية " .
أي أنها بالنسبة إلى إحدى الجهتين سنة ؛ لأنها مستندة إلى دليل ، وبالنسبة إلى الجهة الأخرى بدعة ؛ لأنها مستندة إلى شبهة لا إلى دليل ، أو غير مستندة إلى شيء .
والفرق بينهما من جهة المعنى : أن الدليل عليها من جهة الأصل قائم ، ومن جهة الكيفيات أو الأحوال أو التفاصيل لم يقم عليها ، مع أنها محتاجة إليه ؛ لأن الغالب وقوعها في التعبديات لا في العاديات المحضة .
انظر الاعتصام للشاطبي (1/367،368).
فعليك يا أخي بهذا التقسيم فإنه مفيد جداً في بابه ، وبه يتضح الجواب عما نحن بصدد ذكره .
راجية العفو والإخلاص
2010-07-25, 02:13 PM
ذكر ابن تيميه في كتابه اقتضاء الصراط المستقيم ص 302
قال : ( ومن هذا الباب ليله النصف من شعبان فقد روي في فضلها من الأحاديث المرفوعه ما يقتضي انها ليله مفضله وأن من السلف من كان يخصها بالصلاه فيها الى ان قال لكن الذي عليه كثير من اهل العلم او اكثر هم من اصحابنا وغيرهم علىتفضيلها وعليه يدل نص احمد لتعدد الأحاديث الوارده فيها ما يصدق ذلك من الاثار السلفيه وقد روي بعض فضائلها في المسانيد والسنن وان كان قد وضع فيها اشياء اخر)
وسئل ابن تيميه في مجموع فتاوي ابن تيميه
: عن صلاة نصف شعبان:
فأجاب: إذا صلى الإنسان ليلة النصف وحده، أو في جماعة خاصة كما كان يفعل طوائف من السلف، فهو أحسن
السلام عليكم جميعاً،
أسأل الله تعالى أن يبارك لنا أقوالنا وأعمالنا في هذا الشهر المبارك، ويبلغنا شهر رمضان المبارك على خير وسلامة.
بدايةً، أوضح وأؤكد بأني لا أخصص ولا أنوي تخصيص أي عبادة لنصف شعبان ، فضلاً عن القيام بأي احتفال من أي نوع (بصراحة، ممكن أستغفر زيادة شوي إذا خطر ببالي هذا الموضوع في تلك الليلة ولا أدري إن كان سيتفاقم الوضع أكثر ويزيد عن الاستغفار إلى التهليل أو ربما.. ركعتين زيادة ! أم برأيكم لو حصل هذا أمنع نفسي من عمل أي استغفار زائد وأتعوذ بالله من الشيطان الرجيم وأتلهى بأي شيء عدا العبادة-إن كانت زيادة عن المعتاد-!!) ! لذا فلنتجاوز رجاء أي استنكار مباشر أو مبطَّن بارك الله فيكم، إلى السؤال التالي :
هل يخبرني أحدكم إن كان المقتبس فعلاً كلام لشيخ الإسلام -رحمه الله تعالى- أم لا ، فإن كان فعلاً كلامه فعلى أي نحوٍ تفهمونه ؟
هذا، وأليس أحرى بكم الإنكار على أهل العلم الذي نقل الأخ عنهم أمثال الشافعي رحمه الله تعالى بدل الإنكار على الناس المقلدين للعلماء ؟
أسلوب استنكاركم يوحي للقارئ وكأن الناس الذين خصصوا عبادة في نصف شعبان ابتدعوا الأمر كله من عند أنفسهم، أو أخذوا في هذه المسألة بآراء علماء ليسوا بذي شأن.. وهذا كما يبدو لي غير صحيح، إلا أن تكون النصوص التي نقلها الأخ مُفتراة !.
فكأنّ المسألة يا إخوتي فيها خلاف لا يستدعي التشنيع على من يجتهدون بأداء العبادات المشروعة في تلك الليلة، والله تعالى أعلم ؟
أود أن أفهم، من فضلكم.
عبد الرحمن التونسي
2010-07-25, 02:30 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أختي بارك الله فيكي لو أردنا أن نأتي لكم بأقوال لعلماء أيضا يعارض أقوال من نقل الأخ عنهم لما صعب ذلك إذا ماهو السبيل إلى معرفة الحق في المسألة وقد تعارضت الأقوال؟
السبيل إلى ذلك هو قول الله " فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا"
نحن نقول هل ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم خصص النصف من شعبان بعبادة؟ إن كان كذلك فأنا أول العابدين
الذين نقل عنهم الأخ كلهم قالوا "إذا ثبت الحديث فهو مذهبي" وقالوا " لا يجوز لاحد أن يقول قولنا من غير أن يعرف دليلنا " فالعبرة عندهم بالدليل.
وراجعوا مشاركة الأخ ضيدان وفقه الله فهي نفيسة جدا في باب البدعة.
راجية العفو والإخلاص
2010-07-25, 02:43 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أختي بارك الله فيكي لو أردنا أن نأتي لكم بأقوال لعلماء أيضا يعارض أقوال من نقل الأخ عنهم لما صعب ذلك إذا ماهو السبيل إلى معرفة الحق في المسألة وقد تعارضت الأقوال؟
.
تأتون لنا ؟!
لا تأتوا لي بشيء أخي الفاضل، "أنا معاكم مش معاهم"!!
يبدو أني لم أفلح في توضيح مقصدي، فلا عليك.
أتفق معك.
عبد الرحمن التونسي
2010-07-25, 02:46 PM
هذا، وأليس أحرى بكم الإنكار على أهل العلم الذي نقل الأخ عنهم أمثال الشافعي رحمه الله تعالى بدل الإنكار على الناس المقلدين للعلماء ؟
أسلوب استنكاركم يوحي للقارئ وكأن الناس الذين خصصوا عبادة في نصف شعبان ابتدعوا الأمر كله من عند أنفسهم، أو أخذوا في هذه المسألة بآراء علماء ليسوا بذي شأن.. وهذا كما يبدو لي غير صحيح، إلا أن تكون النصوص التي نقلها الأخ مُفتراة !.
فكأنّ المسألة يا إخوتي فيها خلاف لا يستدعي التشنيع على من يجتهدون بأداء العبادات المشروعة في تلك الليلة، والله تعالى أعلم ؟
أود أن أفهم، من فضلكم.
أنا كان قصدي الرد على الكلام المسطر وأن المسألة ليست نقل عن أهل العلم فقط هم أجتهدوا لكن العبرة بالدليل.
راجية العفو والإخلاص
2010-07-25, 02:57 PM
هل يخبرني أحدكم إن كان المقتبس فعلاً كلام لشيخ الإسلام -رحمه الله تعالى- أم لا ، فإن كان فعلاً كلامه فعلى أي نحوٍ تفهمونه ؟
طيب هل من جواب على سؤالي ؟
ما معنى كلام ابن تيمية رحمه الله تعالى، وهل تحدث من عند نفسه بدون دليل، ولم ينتبه إلى مسألة البدعة في العبادة، أم ماذا ؟
أود -بعد إذن المجيب- أن أسمع جواب محدد لا عام .
محمد جمعة الحلبوسي
2010-07-25, 07:53 PM
اليكم اخواني واخواتي ما قاله العلامة الشيخ محمد علوي المالكي بشان ليلة النصف من شعبان وهو يتحدث عن اعتناء السلف بليلة النصف:-
قال ابن رجب الحنبلي: وليلة النصف من شعبان كان التابعون من أهل الشام كخالدبن معدان ومكحول ولقمان بن عامرو غيرهم يعظمونـها ويجتهدون فيها في العبادة،وعنهم أخذ الناس فضلها وتعظيمها،وقدقيل إنه بلغهم في ذلك آثار
إسرائيلية فلما اشتهر ذلك عنهم في البلدان اختلف الناس في ذلك،
فمنهم من قبله منهم ووافقهم على تعظيمها،منهم طائفة من عُبّاد
أهل البصرة وغيرهم .وأنكر ذلك أكثر علماءأهل الحجاز منهم عطاء وابن أبي مليكة
ونقل عبدالرحمن بن زيدبن أسلم عن فقهاءأهل المدينة وهو قول أصحاب مالك وغيرهم
وقالوا: ذلك كله بدعة، لطائف المعارف لابن رجب الحنبلي ص161
ونحن لاننكر على من يرى أن الاجتماع بدعة،فهذا رأيه وفكره بحسب اجتهاده ونظره
وبحثه وهو من حقه أن يرى وينظر ويفكر ويقرر كما يشاء مادام أنه يسعى في الخير
ويجتهد في الوصول إليه لكن المصيبة الكبرى التي يقع فيها كثير من هؤلاء المنكرين
هو حجب الحقائق عن الناس وإبراز أقوالهم فقط بأدلتها
أو جهة الاستنباط والاستظهار فيها وبـهذا يوهمون العامة والمثقفين البسطاء أنه
ليس في الباب إلا هذا القول وأن ماسواه باطلأ وكذب وهذا في الحقيقة هو
عين التدليس والكذب . وأقول لهم: اجتهدوا كماشئتم وأيدوا ماشئتم وقولوا ما شئتم
بعدبيان الخلاف الوارد في المسألة وإثبات ماجاء كما جاءمـهـما كان هذا الخلاف ولو كان مخالفاً لأقوالكم ثم أيدوا ماشئتم وردّوا ما شئتم.
وانظر أخي الكريم إلى ابن رجب
وأمانته فيما قال فقد بدأ كلامه بذكر الخلاف فقال: اختلف علماء الشام في
صفة إحيائها على القولين. أحدهما: أنه يستحب إحياؤهاجماعةفي المساجد.
والثاني: أنه يكره في المساجد ولا يكره أن يصلي الرجل فيها لخاصة نفسه
إلى آخر كلامه. ثم رجح وصحّح مايراه فقال: وهذا هو الأقرب.
الله أكبر! ماأعظم هذه الأمانة وياليت أصحابنامن الدعاة والوعاظ يلاحظون هذا المنهج
الراقي العقلاني الصافي في كلامهم وهجومهم على العلم والعلماء والمتعبدين
والعاملين بـهذه الفضائل.
وانا اقول :
ليت الذي لم يكن بالحق مقتنعا ... يخلي الطريق لمن كان بالحق مقتنعا
سارة بنت محمد
2010-07-25, 08:50 PM
ليت الذي لم يكن بالحق مقتنعا ... يخلي الطريق لمن كان بالحق مقتنعا
هذا يعتمد على نوعية الحق المدعى !!
أهو حق مطلق أم حق من وجهة نظر صاحبها؟
فإذا كان البعض يرى أن هذا ليس حقا بل هو باطل فهل يسكت ويدع من كان مقتنعا به يثبت عليه ؟
ورأيي أن تعطي أنت نفسك فرصة لقراءة الرأي المخالف وقراءة ما كتبه المشاركون أعلاه خصوصا المشاركة رقم 19
وعامة إذا أنت أنهيت كل السنن الثابتة في الصحيح فعملت بها ودعوت إليها ووجدت وقتا فانتقل إلى السنن التي لم تثبت فاعمل بها ، أليس على الإنسان أن يبدأ بالأقوى أولا ؟! على الأقل هذا لكي تتفق الأمة وتتوحد على الصحيح الذي لا يختلف فيه اثنان بدلا من الاختلاف على الضعيف الذي يسميه البعض - وأنا منهم - بدعة
والله أعلم
محمد جمعة الحلبوسي
2010-07-25, 09:31 PM
اختي سارة المحترمة شكرا على الرد اولا ............
ثم والله اني لاتعجب لماذا نحارب من يريد ان يقدم طاعة لله .. يعني الذي يريد ان يقوم الليل بقراءة القران او بصلاة او باستغفار وتسابيح وخصص ليلة النصف من شعبان باعتبار ان انها ليلة يغفر الله تعالى لجميع خلقه الا من استثناهم فاذا كان الله قد خصص هذه الليلة فلماذا لا نخصصها ...
ولنسمع الى العلماء :
ذهب جمهور الفقهاء من الحنفية والشافعية والحنابلة إلى ندب إحياء ليلة النصف من شعبان في ( مراقي الفلاح ص218 , وحاشية ابن عابدين 1/460 , شرح المنهاج 2/127 ) .
وقال البهوتي في ( الروض المربع 1/225 ) : ولا يقومه - الليل - كله إلا ليلة عيد ويتوجه ليلة النصف من شعبان . ويقول صاحب ( إعانة الطالبين 2/270 ) - الشافعي المذهب - : إن الأعمال تعرض على الله تعالى ليلة النصف من شعبان وهذا قوله : والمراد عرضها - الأعمال - على الله تعالى أي إجمالاً سواء كان عرض الأثنين والخميس أو ليلة النصف أو ليلة القدر , فالفرق إنما هو في الإجمال والتفصيل , فعرض الأثنين والخميس على الله تعالى إجمالي وكذا عرض ليلة النصف من شعبان.
استدل الجمهور بما يلي :
قوله عليه الصلاة والسلام : ( إذا كانت ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها وصوموا نهارها فإن الله ينزل فيها لغروب الشمس إلى السماء الدنيا فيقول : ألا من مستغفر فأغفر له , ألا مسترزق فأرزقه , ألا مبتلى فأعافيه ... كذا ... كذا ... حتى يطلع الفجر ) . [ رواه ابن خزيمة ] . وقوله http://majles.alukah.net/imgcache/2009/12/66.jpg : ( إن الله يطلع ليلة النصف من شعبان , فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن ) . [ رواه ابن ماجة 1/445 , وحسنه الشيخ الألباني ورواه ابن حبان في صحيحه 12/418 ] .
وعن معاذ بن جبل أن رسول الله http://majles.alukah.net/imgcache/2009/12/66.jpg قال : ( يطلع الله عز وجل إلى خلقه ليلة النصف من شعبان فيغفر لعباده إلا لاثنين مشاحن وقاتل نفس ) . [ رواه ابن حبان في صحيحه 5665 , قال الشيخ شعيب الأرناؤوط : حديث صحيح بشواهده ] .
قال صاحب ( تحفة الأحوذي 3/ 367 ) : فهذه الأحاديث بمجموعها حجة على من زعم أنه لم يثبت في فضيلة ليلة النصف من شعبان شيء .
الاجتماع لإحياء النصف من شعبان :
ذهب جمهور الفقهاء إلى كراهة الاجتماع لإحياء ليلة النصف من شعبان , نص على ذلك الحنفية والمالكية ( مراقي الفلاح ص219 , مواهب الجليل 1/74 ) وصرحوا بأن الاجتماع عليها بدعة , وعلى الأئمة المنع منه , وهو قول عطاء بن أبي رباح وابن ملكية وذهب الأوزاعي إلى كراهة الاجتماع لها في المساجد للصلاة لأن الاجتماع على إحياء هذه الليلة لم ينقل عن الرسول http://majles.alukah.net/imgcache/2009/12/66.jpg ولا عن أحد من أصحابه
كما تعلمون انه يجوز بالعمل بالاحاديث الضعيفه في فضائل الاعمال
قال ابن حجر الهيتمي في الدر المنضود وقد اتفق الائمة من المحدثين والفقهاءوغيرهم كما ذكره النووي وغيره على جواز العمل بالحديث الضعيف في الفضائل والترغيب والترهيب لا في الاحكام ونحوها مالم يكن شديد الضعف....
ثم هناك الكثير يقولون إذا لم يثبت عن النبي r انه فعل فعلاً أو لم يفعله أحد من أصحابه أراد أحد أن يفعله فهو بدعة وضلالة.
وهذا القول باطل من وجهين:
الوجه الأول:
ان عدم فعله لا يدل على مشروعية الفعل ولا على مشروعية الترك، بل يترك الأمر على الإباحة الأصلية، فعدم الفعل كما لا يقوم دليلاً على مشروعيته كذلك لا يقوم دليلاً على المنع من فعله ما دام الفعل لم يحصل نهي عنه ثم بعد ذلك ينظر: فان دخل تحت قاعدة من القواعد أو تمكنا من قياسه على أمر منصوص فيه قلنا بمشروعيته، وان رفضته القواعد أو خالف النصوص قلنا ببدعته.
الوجه الثاني:
إن قول القائل لو كان خيراً لفعله من هو خير منا قول بتجميد الشريعة الإسلامية وحصر لشموليتها في القرن الأول من هذه الأمة وواقعها خلاف ذلك، فإنها ليست عاجزة عن إعطاء حكمها لكل عمل يحدث اعتماداً على قواعد الإسلام ومبادئه سواء في المعاملات أو بعض العبادات الي لم يرد تحديد وحصر فيها من الشارع.
عبد الرحمن التونسي
2010-07-25, 10:00 PM
سبحان الله والله ما أرى إلا أنك تصف الكلام على بعضه ولو تدبرت كلام الأخ ضيدان لما قلت كلامك الأخير.
نسأل الله أن يهدينا جميعا إلى الحق وأن يعصمنا من إتباع الهوى أعتذر عن مواصلة الحوار.
محبة الفضيلة
2010-07-25, 10:19 PM
لحظة !
العلامة الشيخ محمد علوي المالكي
هل هو هذا أم غيره ?! سؤال لا يحتاج إلى إجابة .
http://saaid.net/feraq/sufyah/sh/1.htm
محمد جمعة الحلبوسي
2010-07-25, 10:37 PM
اخي الفاضل كلام الاخ ضيدان غير صحيح مع احترامي له ... يعني اني لو قمت ليلة النصف من شعبان مثلا بصلاة وقراءة قران واستغفار فعلى كلام الأخ ضيدان انا مبتدع والنبي (صلى الله عليه وسلم) اخبرنا ان كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار..
تصور معي اخي الكريم لو اني اثناء القيام مت وفارقت الحياة ماذا سيكون مصيري ؟ على كلام الاخ ضيدان انا من اهل النار باعتبار اني مت على البدعة كما يعتقد .. ساذهب الى النار ، اهل النار يسال بعضهم بعضا كما قال القران
: { مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ . قَالُواْ لَمْ نَكُ مِنَ المصلين . وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ المسكين . وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الخآئضين . . }فعندما يسالني اهل النار ما سبب دخولك الى النار ؟ ساقول لهم لاني قمت ليلة النصف من شعبان بصلاة وقراءة قران وصلاة على النبي (صلى الله عليه وسلم).. وهل يعقل هذا الكلام !!!!!!
ثم هل يعقل ان الائمة الاربعة الشافعي ومالك ابو حنيفة واحمد لايفهمون فيقولون بان احياء ليلة النصف من شعبان مندوب .. ايهم اقرب الى عهد النبوة نحن ام هم ..خير القرون قرني الى اخر الكلام ..
فعلى المسلمين جميعا : ان يسبروا على ما سار عليها خير القرون فانهم اقرب لفهم الحديث والحكم على الحدبث ....
وانا اعذروني كذلك لن ارد بعد ذلك ..واشكر كل من كان حريصا على شريعة الاسلام والله اسال ان يجعل عملنا وعملكم خالصا لوجه الكريم .
أبو برهومي
2010-07-25, 11:49 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين , الرحمن الرحيم , مالك يوم الدين
اللهم صلّ وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخرج عبد الرزاق في مصنفه أن سعيد بن المسيب رحمه الله رأى رجلاً يكرر الركوع بعد طلوع الفجر فنهاه.
فقال: يا أبا محمد أيعذبني الله على الصلاة؟
قال: لا، ولكن يعذبك على خلاف السنة.
قال الشيخ العلامة الألباني رحمه الله تعالى:وهذا من بدائع أجوبة سعيد بن المسيب رحمه الله تعالى، وهو سلاح قوي على المبتدعة الذين يستحسنون كثيرا من البدع باسم أنها ذكر وصلاة، ثم ينكرون على أهل السنة إنكار ذلك عليهم ويتهمونهم بأنهم ينكرون الذكر والصلاة!! وهم في الحقيقة إنما ينكرون خلافهم للسنة في الذكر والصلاة ونحو ذلك.
إرواء الغليل (2/236)/منقول
تامل فقه سعيد بن المسيب رحمه الله في الرد على اهل البدع حيث انه جاء هنا في امر الصلاة بعد طلوع الفجر لان النبي صلى الله عليه و سلم نهى عن الصلاة بين اذان الفجر الى طلوع الشمس الا ركعتين و ذلك الرجل صلى اكثر من ركعتين فخالف السنة و قس على ذلك في كل بدعة محدثة و لو كان اصل العمل مشروعا -و الله اعلم.
فنسال الله أن يجعلنا من أهل السنة المتمسكين والعاملين بها، ومن الذابين عنها .
وأن يجنبنا البدع والفتن ما ظهر منها وما بطن
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه .
منقوووووول للفائدة
ضيدان بن عبد الرحمن اليامي
2010-07-26, 12:35 AM
اختي سارة المحترمة شكرا على الرد اولا ............
ثم والله اني لاتعجب لماذا نحارب من يريد ان يقدم طاعة لله .. يعني الذي يريد ان يقوم الليل بقراءة القران او بصلاة او باستغفار وتسابيح وخصص ليلة النصف من شعبان باعتبار ان انها ليلة يغفر الله تعالى لجميع خلقه الا من استثناهم فاذا كان الله قد خصص هذه الليلة فلماذا لا نخصصها ...
ولنسمع الى العلماء :
ذهب جمهور الفقهاء من الحنفية والشافعية والحنابلة إلى ندب إحياء ليلة النصف من شعبان في ( مراقي الفلاح ص218 , وحاشية ابن عابدين 1/460 , شرح المنهاج 2/127 ) .
وقال البهوتي في ( الروض المربع 1/225 ) : ولا يقومه - الليل - كله إلا ليلة عيد ويتوجه ليلة النصف من شعبان . ويقول صاحب ( إعانة الطالبين 2/270 ) - الشافعي المذهب - : إن الأعمال تعرض على الله تعالى ليلة النصف من شعبان وهذا قوله : والمراد عرضها - الأعمال - على الله تعالى أي إجمالاً سواء كان عرض الأثنين والخميس أو ليلة النصف أو ليلة القدر , فالفرق إنما هو في الإجمال والتفصيل , فعرض الأثنين والخميس على الله تعالى إجمالي وكذا عرض ليلة النصف من شعبان.
استدل الجمهور بما يلي :
قوله عليه الصلاة والسلام : ( إذا كانت ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها وصوموا نهارها فإن الله ينزل فيها لغروب الشمس إلى السماء الدنيا فيقول : ألا من مستغفر فأغفر له , ألا مسترزق فأرزقه , ألا مبتلى فأعافيه ... كذا ... كذا ... حتى يطلع الفجر ) . [ رواه ابن خزيمة ] . وقوله http://majles.alukah.net/imgcache/2009/12/66.jpg : ( إن الله يطلع ليلة النصف من شعبان , فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن ) . [ رواه ابن ماجة 1/445 , وحسنه الشيخ الألباني ورواه ابن حبان في صحيحه 12/418 ] .
وعن معاذ بن جبل أن رسول الله http://majles.alukah.net/imgcache/2009/12/66.jpg قال : ( يطلع الله عز وجل إلى خلقه ليلة النصف من شعبان فيغفر لعباده إلا لاثنين مشاحن وقاتل نفس ) . [ رواه ابن حبان في صحيحه 5665 , قال الشيخ شعيب الأرناؤوط : حديث صحيح بشواهده ] .
قال صاحب ( تحفة الأحوذي 3/ 367 ) : فهذه الأحاديث بمجموعها حجة على من زعم أنه لم يثبت في فضيلة ليلة النصف من شعبان شيء .
الاجتماع لإحياء النصف من شعبان :
ذهب جمهور الفقهاء إلى كراهة الاجتماع لإحياء ليلة النصف من شعبان , نص على ذلك الحنفية والمالكية ( مراقي الفلاح ص219 , مواهب الجليل 1/74 ) وصرحوا بأن الاجتماع عليها بدعة , وعلى الأئمة المنع منه , وهو قول عطاء بن أبي رباح وابن ملكية وذهب الأوزاعي إلى كراهة الاجتماع لها في المساجد للصلاة لأن الاجتماع على إحياء هذه الليلة لم ينقل عن الرسول http://majles.alukah.net/imgcache/2009/12/66.jpg ولا عن أحد من أصحابه
كما تعلمون انه يجوز بالعمل بالاحاديث الضعيفه في فضائل الاعمال
قال ابن حجر الهيتمي في الدر المنضود وقد اتفق الائمة من المحدثين والفقهاءوغيرهم كما ذكره النووي وغيره على جواز العمل بالحديث الضعيف في الفضائل والترغيب والترهيب لا في الاحكام ونحوها مالم يكن شديد الضعف....
ثم هناك الكثير يقولون إذا لم يثبت عن النبي r انه فعل فعلاً أو لم يفعله أحد من أصحابه أراد أحد أن يفعله فهو بدعة وضلالة.
وهذا القول باطل من وجهين:
الوجه الأول:
ان عدم فعله لا يدل على مشروعية الفعل ولا على مشروعية الترك، بل يترك الأمر على الإباحة الأصلية، فعدم الفعل كما لا يقوم دليلاً على مشروعيته كذلك لا يقوم دليلاً على المنع من فعله ما دام الفعل لم يحصل نهي عنه ثم بعد ذلك ينظر: فان دخل تحت قاعدة من القواعد أو تمكنا من قياسه على أمر منصوص فيه قلنا بمشروعيته، وان رفضته القواعد أو خالف النصوص قلنا ببدعته.
الوجه الثاني:
إن قول القائل لو كان خيراً لفعله من هو خير منا قول بتجميد الشريعة الإسلامية وحصر لشموليتها في القرن الأول من هذه الأمة وواقعها خلاف ذلك، فإنها ليست عاجزة عن إعطاء حكمها لكل عمل يحدث اعتماداً على قواعد الإسلام ومبادئه سواء في المعاملات أو بعض العبادات الي لم يرد تحديد وحصر فيها من الشارع.
أخي الكريم محمد جمعة – وفقنا الله وإياه للحق والصواب ، وهدنا جميعاً للعلم النافع والعمل الصالح - .
قولك :
" ثم والله اني لاتعجب لماذا نحارب من يريد ان يقدم طاعة لله .. يعني الذي يريد ان يقوم الليل بقراءة القران او بصلاة او باستغفار وتسابيح .. " .
لا ، ياأخي الكريم ، نحن لا نحارب من يريد أن يقدم طاعة لله .. ولكن نحارب الطريقة التي يقدم فيها هذه الطاعة ، هل هذه الطريقة مشروعة ، هل وردت هذه العبادة بهذه الطريقة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، أو عن الخلفاء الراشدين الذين أمرنا باتباعهم ؛ لأننا في هذا الفعل ينطبق علينا قوله – صلى الله عليه وسلم - : « من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو ردّ» أخرجه مسلم (1718) من حديث عائشة – رضي الله عنها -
وانظر – أخي الكريم – إلى قوله – صلى الله عليه وسلم – في هذه الرواية « ليس عليه أمرنا » يعني : هدنا ، « فهو رد » أي مردود . وهذا قَلَّ من يتنبه له .
فرواية هذا الحديث عن أم المؤمنين عائشة – رضي الله عنها – جاءت بلفظين يدلان دلالة صريحة في محاربة البدعة الحقيقية ، والبدعة الإضافية التي سبق بيانها .
فالفظ الأول : « من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد » ، واللفظ الثاني : « من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد » . فلفظ فيه إحداث ، ولفظ فيه عمل .
فقيام ليلة النصف من شعبان ، عمل ، والقيام مشروع ، لكن أسألك بالله هل هو من أمر الرسول ، أي من هديه ؟
الجواب : بلا شك ، لا . فإذن ، كيف يطمئن الإنسان بقبول هذا العمل وقد اجتهد فيه ، وهو على غير هديه – صلى الله عليه وسلم - .
فهذا الإمام مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ – رحمه الله - مِنْ أَشَدِّ عُلَمَاءِ السَّلَفِ تَشْدِيدًا فِي اتِّبَاعِ السُّنَّةِ ، وَتَدْقِيقًا فِي إِنْكَارِ الْبِدَعِ وَالْمُحْدَثَات ِ فِي الدِّينِ ، حَتَّى إِنَّهُ أَنْكَرَ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ - وَنَاهِيكَ بِعِلْمِهِ وَهَدْيِهِ - وَضْعَ رِدَائِهِ فِي مَسْجِدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْحَرِّ وَالصَّلَاةِ عَلَيْهِ . وَأَنْكَرَ عَلَى مَنِ اسْتَشَارَهُ فِي الْإِحْرَامِ مِنْ مَسْجِدِ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ عِنْدِ قَبْرِهِ وَنَهَاهُ عَنْ ذَلِكَ وَأَمْرَهُ بِالْإِحْرَامِ مِنَ الْمِيقَاتِ ، فَلَمَّا أَلَحَّ الرَّجُلُ قَالَ لَهُ : " لَا تَفْعَلْ فَإِنِّي أَخْشَى عَلَيْكَ الْفِتْنَةَ " فَقَالَ الرَّجُلُ : وَأَيُّ فِتْنَةٍ فِي هَذَا ؟
إِنَّمَا هِيَ أَمْيَالٌ أَزِيدُهَا . قَالَ : وَأَيُّ فِتْنَةٍ أَعْظَمُ مِنْ أَنْ تَرَى أَنَّكَ قَدْ سَبَقْتَ إِلَى فَضِيلَةٍ قَصَّرَ عَنْهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ إِنِّي سَمِعْتُ اللهَ يَقُولُ : (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) وَمِنْ أَجَلِّ كَلَامِهِ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - : مَنْ أَحْدَثَ فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ شَيْئًا لَمْ يَكُنْ عَلَيْهِ سَلَفُهَا ، فَقَدْ زَعَمَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - خَانَ الدِّينَ " . وَفِي رِوَايَةٍ : الرِّسَالَةَ ؛ لِأَنَّ اللهَ يَقُولُ : (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ) فَمَا لَمْ يَكُنْ يَوْمَئِذٍ دِينًا لَا يَكُونُ الْيَوْمَ دِينًا " . اهـ .
نَقَلَ ذَلِكَ الْعَلَّامَةُ الشَّاطِبِيُّ فِي عِدَّةِ مَوَاضِعَ مِنْ كِتَابِ الِاعْتِصَامِ (1/167) ، (2/198) .
وقولك – بارك الله فيك - :
ولنسمع الى العلماء :
ذهب جمهور الفقهاء من الحنفية والشافعية والحنابلة إلى ندب إحياءليلة النصف من شعبان في ( مراقي الفلاح ص218 , وحاشية ابن عابدين 1/460 , شرحالمنهاج 2/127)
وقال البهوتي في ( الروض المربع 1/225 ) : ولا يقومه - الليل-كله إلا ليلة عيد ويتوجه ليلة النصف من شعبان . ويقول صاحب ( إعانة الطالبين2/270) الشافعي المذهب - : إن الأعمال تعرض على الله تعالى ليلة النصف من شعبانوهذا قوله : والمراد عرضها - الأعمال - على الله تعالى أي إجمالاً سواء كان عرضالأثنين والخميس أو ليلة النصف أو ليلة القدر , فالفرق إنما هو في الإجمال والتفصيل،فعرض الأثنين والخميس على الله تعالى إجمالي وكذا عرض ليلة النصف من شعبان.
استدل الجمهور بما يلي :
قوله عليه الصلاة والسلام : ( إذا كانت ليلةالنصف من شعبان فقوموا ليلها وصوموا نهارها فإن الله ينزل فيها لغروب الشمس إلىالسماء الدنيا فيقول : ألا من مستغفر فأغفر له , ألا مسترزق فأرزقه , ألا مبتلىفأعافيه ... كذا ... كذا ... حتى يطلع الفجر ) . [ رواه ابن خزيمة ] . وقوله: ( إن الله يطلعليلة النصف من شعبان , فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن ) . [ رواه ابن ماجة 1/445 , وحسنه الشيخ الألباني ورواه ابن حبان في صحيحه 12/418 ] .
وعن معاذ بنجبل أن رسول اللهقال : ( يطلع اللهعز وجل إلى خلقه ليلة النصف من شعبان فيغفر لعباده إلا لاثنين مشاحن وقاتل نفس ) . [ رواه ابن حبان في صحيحه 5665 , قال الشيخ شعيب الأرناؤوط : حديث صحيح بشواهده ] .
قال صاحب ( تحفة الأحوذي 3/ 367 ) : فهذه الأحاديث بمجموعها حجة على من زعم أنهلم يثبت في فضيلة ليلة النصف من شعبان شيء
أقول لك :
أن تعلم أن إحياء هذه الليلة كانت في في سنة 448 هـ :
قال الشاطبي في الاعتصام (1/218) : ومثاله ما حكى الطرطوشي في أصل القيام ليلة النصف من شعبان عن أبي محمد المقدسي :
قال : " لم يكن عندنا ببيت المقدس صلاة الرغائب هذه التي تصلى في رجب ، وشعبان ، وأول ما أحدثت عندنا في سنة ثمان وأربعين وأربعمائة ، قدم علينا رجل في بيت المقدس يعرف بابن أبي الحمراء ، وكان حسن التلاوة ، فقام ، فصلى في المسجد الأقصى ليلة النصف من شعبان ، فأحرم خلفه رجل ، ثم انضاف إليهما ثالث ورابع ، فما ختمها إلا وهو في جماعة كبيرة ، ثم جاء في العام القابل ، فصلى معه خلق كثير ، وشاعت في المسجد ، وانتشرت الصلاة في المسجد الأقصى وبيوت الناس ومنازلهم ، ثم استمرت كأنها سنة إلى يومنا هذا " . وانظر الباعث على انكار البدعوالحوادث ( 124-125 ) للمقدسي .
فهو أمر حاصل بعد القرون المفضلة .
وهب أن المسألة خلافية فالحق في مسائل الخلاف – كما تعلم - عند بعض أهل العلم الرجوع فيها إلى الكتاب وسنة رسوله – صلى الله عليه وسلم - ، كماقال - تعالى- : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً ) ( النساء 59) .
وقد صح عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه قال : « من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو ردّ» أخرجه مسلم (1718) من حديث عائشة – رضي الله عنها - .
فهذه من المسائل التي ينبغي البحث فيها عن الدليل الشرعي الصحيح دون متابعة من غير دليل ولا حجة ، والحق أحق أن يتبع ، ولذلك أنكر كثيرٌ من علماء السلف تخصيصَ هذه الليلةِ بعبادةٍ ، وقولهم أقربُ للسنةِ والدليل .
ثم إذا نظرت إلى قول ابن رجب – رحمه الله – في اللطائف ص ( 263) فيما تحته خط : " وليلةُ النصف من شعبان كان التابعون من أهل الشام ، كخالدِ بن معدان ، ومكحول ، ولقمانَ بنِ عامر وغيرِهم يُعظّمونها ويجتهدون فيها في العبادة ، وعنهم يأخذ الناس فضلها وتعظيمها ، وقد قيل: إنه بلغهم في ذلك آثار إسرائيلية ، فلما اشتُهر ذلك عنهم في البلدان اختلف الناس في ذلك ، فمنهم من قبله منهم ووافقهم على تعظيمها منهم طائفةٌ من عُبّاد أهل البصرة وغيرهم ، وأنكر ذلك أكثرُ العلماء من أهل الحجاز : منهم عطاءٌ وابنُ أبي مُليكة ، ونقله عبد الرحمنُ بنُ زيدِ بنِ أسلم عن فقهاءِ أهل المدينة ، وهو قولُ مالكٍ وغيرهم ، وقالوا: ذلك كلّه بدعة " .
علمت أن مرجع تعظيم هذه الليلة إلى الإسرائليات فإن مكحولاً الشامي ( وهو مرجعُ أكثرِ طرقِالحديث في فضل هذه الليلة ) قد رُوي هذا الحديث عنه في بعض الوجوه عن كعب الأحبار !! كما تراه في كتاب النـزول للدارقطني ( 162،164 ، 168 رقم 88) ، وانظر لطائف المعارف أيضاً ص (264) .
فهذا إمام أهل السنة أحمد بن حنبل ، يقول عنه ابن رجب في لطائف المعارف (264) أنه : " لا يُعرف للإمام أحمد كلام في ليلة النصف من شعبان " .
ولو كان فيها حديث ثابت ما خفي أمرها على هذا الإمام المحدث إمام أهل السنة والحديث .
، ومتى يا أخي الكريم نأخذ ديننا من الأحاديث الإسرائيلة .
أما الأحاديث التي ذكرتها في فضل هذه الليلة :
فاقول لك :
فعلى فرَض صحةِ حديثِ فضلِ ليلة النصف من شعبان ، فإن الذيأخبرنا بفضلها وهو النبي – صلى الله عليه وسلم -لم يخصها بعبادة معينة ، فلو كان ذلك مشروعاً لكان هو - صلى الله عليه وسلم - أحرصَ على فعلِهِ وبيانِهِ للناس .
فإن لفظ الحديث عند من قال بصحته بمجموع طرقه : « يطّلع الله عزوجل إلى خَلْقه ليلة النصف من شعبان ، فيغفرُ لعباده إلا : لمشرك أو مشاحن » ففيه الدعوة إلى نبذِ الشركِ بالله صغيرِهِ وكبيرِهِ ، وتركِ الشحناء والبغضاءِ بين المسلمين ، فأقل الأحوال أن تنامَ تلك الليلة ( ليلةِ النصف من شعبان ) خالصاً قلبَك من الشرك والشحناء على المسلمين .
أما قولك :
الاجتماع لإحياء النصف من شعبان:
ذهب جمهور الفقهاء إلى كراهة الاجتماع لإحياء ليلة النصف من شعبان , نص على ذلك الحنفية والمالكية ( مراقي الفلاح ص219،مواهب الجليل 1/74 ) وصرحوا بأن الاجتماع عليها بدعة , وعلى الأئمة المنع منه , وهوقول عطاء بن أبي رباح وابن ملكية وذهب الأوزاعي إلى كراهة الاجتماع لها في المساجد للصلاة لأن الاجتماع على إحياء هذه الليلة لم ينقل عن الرسول ولا عن أحد من أصحابه
كما تعلمون انه يجوز بالعمل بالاحاديث الضعيفه في فضائل الاعمال
قال ابن حجر الهيتمي في الدر المنضود وقد اتفق الائمة منالمحدثين والفقهاء وغيرهم كما ذكره النووي وغيره على جواز العمل بالحديث الضعيف في الفضائل والترغيب والترهيب لا في الاحكام ونحوها مالم يكن شديدالضعف ...
فاقول لك :
الأحاديثُ الضعيفةُ إنما يعملُ بها في العباداتِ التي قد ثبت أصلُها بأدلةٍ صحيحة ، أما الاحتفالُ بليلةِ النصف من شعبان ، فليس له أصلٌ صحيحٌ حتى يُستأنسَ له بالأحاديثِ الضعيفة . وقد ذكر هذه القاعدةَ الجليلةَ الإمامُ : أبو العباس شيخُ الإسلام ابنُ تيميةَ - رحمه الله - .
وهذه المقولة (جواز العمل بالحديث الضعيف فيالفضائل والترغيب والترهيب لا في الاحكام ونحوها مالم يكن شديدالضعف ) من أخطر ما رأيت في إدخال البدع في دين الله ، كل يدندن عليها ، ولا يفهمون معنى قول الأئمة في ذلك .
ولتوضيح الأمر أقول :
قول الأئمة : إذا جاء الحلال والحرام شددنا في الأسانيد ، وإذا جاء الترغيب والترهيب تساهلنا في الأسانيد ، دون أن يعرف مدلول هذه العبارة من هؤلاء الأئمة وهذه العبارة هي : منسوبة إلى الإمام أحمد ابن حنبل ، وعبد الرحمن بن مهدي ، وعبد الله بن المبارك، ولو عرف هؤلاء مدلول هذه العبارة لما سولت لهم أنفسهم أن يحتجوا بهذا في إثبات حجتهم في العمل بالحديث الذي لا تقوم به حجة ، حتى ولو في فضائل الأعمال ، دون أن يدققوا النظر في معنى الضعيف عند هؤلاء الأئمة ، والذين قالوا بالتساهل فيه في فضائل الأعمال إذا شئت أن تعرف مدلول هذه العبارة عندهم فإليك أقوال بعض المحققين من العلماء في مدلولها لدى أولئك الأئمة .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - في الفتاوى (ج18ص65) :
" قول أحمد : " إذا جاء الحلال والحرام شدّدنا في الأسانيد وإذا جاء الترغيب والترهيب تساهلنا في الأسانيد " ، وكذلك ما عليه العلماء بالعمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال ليس معناه إثبات الاستحباب بالحديث الذي لا يحتج به ، فإن الاستحباب حكم شرعي ، فلا يثبت إلا بدليل شرعي ، ومن أخبر عن الله أنه يحب عملاً من الأعمال من غير دليل شرعي فقد شرع من الدين ما لم يأذن به الله كما لو أثبت الإيجاب أو التحريم ". أهـ
وقال ابن القيم – رحمه الله - في إعلام الموقعين (ج1ص31) :
"ليس المراد بالضعيف عند أحمد الباطل ، ولا المنكر ، ولا ما في روايته متهم لا يسوغ الذهاب إليه والعمل به ، بل الحديث الضعيف عنده قسم من الصحيح وقسم من أقسام الحسن ولم يكن يقسم الحديث إلى صحيح ، وحسن ، وضعيف بل إلى صحيح وضعيف ، وللضعيف عنده مراتب " .
وقال طاهر الجزائري في كتابه " توجيه النظر إلى أصول الأثر " ص(292):
"قال شيخ الإسلام ابن تيميه في كتاب منهاج السنة النبوية – إن قولنا إن لحديث الضعيف خير من الرأي ليس المراد به الضعيف المتروك ، لكن المراد به الحسن كحديث عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، عن جده . وحديث إبراهيم الهجري ممن يحسن الترمذي حديثه أو يصححه . وكان الحديث في اصطلاح من قبل الترمذي ، إما صحيح وإما ضعيف ، والضعيف نوعان : ضعيف متروك ، وضعيف ليس بمتروك، فتكلم أئمة الحديث بذلك الاصطلاح ، فجاء من لا يعرف اصطلاح الترمذي فسمع قول بعض أئمة : " الحديث الضعيف أحب إلي من القياس " ، فظن أنه يحتج بالحديث الذي يضعفه مثل الترمذي " .
وقال الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على اختصار علوم لحديث لأبن كثير (ص92):
"وأما ما قاله أحمد بن حنبل ، وعبد الرحمن بن مهدي ، وعبد الله بن المبارك " إذا روينا في الحلال والحرام شددنا وإذا روينا في الفضائل ونحوها تساهلنا" ، فإنما يريدون به فيما أرجح - والله أعلم - أن التساهل إنما هو في الأخذ بالحديث الحسن الذي لم يصل إلى درجة الصحة فإن الاصطلاح في التفرقة بين الصحيح والحسن لم يكن في عصرهم متقرراً واضحاً بل كان أكثر المتقدمين لا يصف الحديث إلا بالصحة أو الضعف فقط ".
ويكفي هذا النقل في بيان أن المراد بالحديث الضعيف عند هؤلاء الأئمة هو الحسن .
قولك :
ثم هناك الكثير يقولون إذا لم يثبت عن النبيrانه فعل فعلاً أو لم يفعله أحد من أصحابه أراد أحد أن يفعله فهو بدعة وضلالة.
وهذا القول باطل من وجهين :
الوجه الأول :
ان عدم فعله لا يدل على مشروعية الفعل ولا على مشروعيةالترك، بل يترك الأمر على الإباحة الأصلية، فعدم الفعل كما لا يقوم دليلاً علىمشروعيته كذلك لا يقوم دليلاً على المنع من فعله ما دام الفعل لم يحصل نهي عنه ثمبعد ذلك ينظر: فان دخل تحت قاعدة من القواعد أو تمكنا من قياسه على أمر منصوص فيه قلنا بمشروعيته، وان رفضته القواعد أو خالف النصوص قلناببدعته.
هذا الكلام ليس بصحيح في باب العبادات ؛ لأن الأصل فيها مبني على التوقف وعلى ما ورد به الدليل ، وقد نقلت لك فيما سبق قول الإمام مالك .( فَمَا لَمْ يَكُنْ يَوْمَئِذٍ دِينًا لَا يَكُونُ الْيَوْمَ دِينًا ).
وهذه القاعدة أخي الكريم يصلح في باب المعاملات ، لا في باب العبادات .
وقولك عمن نقلت عنه :
الوجه الثاني :
إن قول القائل لو كان خيراً لفعله من هو خير منا قول بتجميدالشريعة الإسلامية وحصر لشموليتها في القرن الأول من هذه الأمة وواقعها خلاف ذلك،فإنها ليست عاجزة عن إعطاء حكمها لكل عمل يحدث اعتماداً على قواعد الإسلام ومبادئهسواء في المعاملات أو بعض العبادات الي لم يرد تحديد وحصر فيها منالشارع .
يا أخي والله هذا كلام خطير :
هل العبادات تحتاج إلى تحديد ، وهل إذا اقتصرنا على الدليل في العبادات أن في هذا تجميد للشريعة وقصرها وحصر شموليتها على القرن الأول ؟
عجيب قول هذا القائل ، وعجيب خلطه واستدلاله ، هذا الكلام يا أخي يقال في باب المعاملات ، حيث أن أحوال الناس ومعاملاتهم في تجديد وتطوير والشريعة صالحة لهذا التجديد والتطوير في كل زما ومكان ن لأنم الأصل في هذا الباب الإباحة إلا ما نص الدليل على حظره وتحريمه / فتنبه .
وفي الختام :
قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم ( وهو من أتباعِالتابعين من أهل المدينة ) : " لم أدرك أحداً من مشيختنا ولا فقهائِنا يلتفتون إلىليلة النصف من شعبان ، ولم ندركْ أحداً منهم يذكرُ حديثَ مكحولٍ ولا يرى لها فضلاً علىسواها من الليالي " . أخرجه ابن وضاح بإسناد صحيح في ما جاء في البدع ( رقم 119).
وقال ابن أبي مُليكة ( وهو من جِلّة التابعين وفقهائِهم بالمدينة ) ، وقيل له : إنزياداً النُّميري يقول : إن ليلةَ النصف من شعبان أجْرُها كأجرِ ليلةِ القدر ، فقال : لوسمعتُه يقول ذلك وفي يدي عصاً لضربته بها " . أخرجه عبد الرزاق في المصنف ( رقم 7928)، وابن وضاح في ما جاء في البدع ( رقم 120) بإسناد صحيح .
ولما سئل عبد الله بن المبارك عن النـزول الإلهي ليلة النصف من شعبان قال للسائل : " يا ضعيف ! ليلةُ النصف ؟! ينـزلُ في كل ليلةٍ " أخرجه أبو عثمانَ الصابوني في اعتقاد أهل السنة ( رقم 92 ) .
أسأل الله لنا ولكم العلم النافع والعمل الصالح .
محمد بن صالح السليم
2010-07-26, 12:42 AM
السؤال:
فضيلة الشيخ لدي ثلاثة أسئلة بارك الله فيك:
1ـ ما حكم إحياء ليلة النصف من شعبان لوحدي أو في المسجد مع الجماعة ..؟
2ـ هل يستحب الإكثار من صيام شعبان وهل يجوز صيامه كله ؟
3ـ هل صح النهي عن الصيام بعد النصف من شعبان وما هـي الحكمة ؟!
جواب الشيخ:
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعـد :
قد ورد في فضل ليلة النصف من شعبان بعض الأحاديث من أقربها ما رواه ابن حبان والبيهقي من حديث أبي موسى الأشعري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إن الله ليطلع في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن، روه البيهقي من حديث أبي موسى الاشعري ..
وفي ما يدل على استحباب إحياء تلك الليلة بالطاعات ، والأعمال الصالحات ، غير أنه لايُشرع أن يكون ذلك جماعيا ، كمــا :
قال شيخ الإسلام : ( وأما ليلة النصف فقد روي في فضلها أحاديث وآثار ونقل عن طائفة من السلف أنهم كانوا يصلون فيها فصلاة الرجل فيها وحده قد تقدمه فيه سلف وله فيه حجة فلا ينكر مثل هذا .
وأما الصلاة فيها جماعة فهذا مبني على قاعدة عامة في الاجتماع على الطاعات والعبادات فإنه نوعان أحدهما سنة راتبة إما واجب وإما مستحب كالصلوات الخمس والجمعة والعيدين . وصلاة الكسوف والاستسقاء والتراويح فهذا سنة راتبة ينبغي المحافظة عليها والمداومة . والثاني ما ليس بسنة راتبة مثل الإجتماع لصلاة التطوع مثل قيام الليل أو على قراءة قرآن أو ذكر الله أو دعاء .
فهذا لا بأس به إذا لم يتخذ عادة راتبة . فإن النبي صلى الله عليه وسلم صلى التطوع في جماعة أحيانا ولم يداوم عليه إلا ما ذكر وكان أصحابه إذا اجتمعوا أمروا واحدا منهم أن يقرأ والباقي يستمعون .
وقد روي في الملائكة السيارين الذين يتبعون مجالس الذكر الحديث المعروف . فلو أن قوما اجتمعوا بعض الليالي من غير أن يتخذوا ذلك عادة راتبة تشبه السنة الراتبة لم يكره .
لكن اتخاذه عادة دائرة بدوران الأوقات مكروه لما فيه من تغيير الشريعة وتشبيه غير المشروع بالمشروع .
ولو ساغ ذلك لساغ أن يعمل صلاة أخرى وقت الضحى أو بين الظهر والعصر أو تراويح في شعبان أو أذانا في العيدين أو حجا إلى الصخرة ببيت المقدس وهذا تغيير لدين الله وتبديل له .
وهكذا القول في ليلة المولد وغيرها )
إلى أن قال : ( وما لم يشرعه الله ورسوله . فهو بدعة وضلالة : مثل تخصيص مكان أو زمان باجتماع على عبادة فيه كما خص الشارع أوقات الصلوات وأيام الجمع والأعياد .
وكما خص مكة بشرفها والمساجد الثلاثة وسائر المساجد بما شرعه فيها من الصلوات وأنواع العبادات كل بحسبه ؛ وبهذا التفسير يظهر الجمع بين أدلة الشرع من النصوص والإجماعات فإن المراد بالبدعة ضد الشرعة وهو ما لم يشرع في الدين فمتى ثبت بنص أو إجماع في فعل أنه مما يحبه الله ورسوله خرج بذلك عن أن يكون بدعة وقد قررت ذلك مبسوطا في قاعدة كبيرة من القواعد الكبار ؟ )
أما استحباب الإكثار من صيام التطوع في شعبان ، فقد ورد فيه :
عن عائشة رضي الله عنها قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم حتى نقول لا يفطر ويفطر حتى نقول لا يصوم فما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استكمل صيام شهر إلا رمضان وما رأيته أكثر صياما منهفي شعبان رواه البخاري
قال الإمام ابن حجر رحمه الله : ( زاد حديث يحيى بن أبي كثير " فإنه كان يصوم شعبان كله "
زاد ابن أبي لبيد عن أبي سلمة عن عائشة عند مسلم " كان يصوم شعبان إلاّ قليلا "
ورواه الشافعي من هذا الوجه بلفظ " بل كان يصوم .. إلخ "
وهذا يبين أن المراد بقوله في حديث أم سلمة عند أبي داود وغيره " أنه كان لا يصوم من السنة شهرا تامّا إلاّ شعبان يصله برمضان " أي كان يصوم معظمه ,
ونقل الترمذي عن ابن المبارك أنه قال : جائز في كلام العرب إذا صام أكثر الشهر أن يقول صام الشهر كله , ويقال قام فلان ليلته أجمع ولعله قد تعشى واشتغل ببعض أمره , قال الترمذي : كأن ابن المبارك جمع بين الحديثين بذلك ,
وحاصله أن الرواية الأولى مفسرة للثانية مخصصة لها وأن المراد بالكل الأكثر وهو مجاز قليل الاستعمال ,
واستبعده الطيبي قال : لأن الكل تأكيد لإرادة الشمول ودفع التجوز , فتفسيره بالبعض مناف له , قال : فيحمل على أنه كان يصوم شعبان كله تارة ويصوم معظمه أخرى لئلا يتوهم أنه واجب كله كرمضان ,
وقيل المراد بقولها " كله " أنه كان يصوم من أوله تارة ومن آخره أخرى ومن أثنائه طورا فلا يخلي شيئا منه من صيام ولا يخص بعضه بصيام دون بعض .
إلى أن قال : ( والأول هو الصواب ـ يعني صيام أكثر شعبان وليس كله ـ ويؤيده رواية عبد الله بن شقيق عن عائشة عند مسلم وسعد بن هشام عنها عند النسائي ولفظه " ولا صام شهرا كاملا قط منذ قدم المدينة غير رمضان ) .
أما النهي عن الصيام بعد النصف من شعبان :
فنعم ، قـد صح من حديث أبي هريرة قال صلى الله عليه وسلم إذا انتصف شعبان فلاتصوموا حتى يكون رمضان رواه أصحاب السنن الاربعة
قال في تحفة الأحوذي شرح الترمذي : ( وفي رواية أبي داود وغيره : إذا انتصف شعبان , وفي رواية : فلا صيام حتى يكون رمضان .
قال القاري في المرقاة : والنهي للتنزيه رحمة على الأمة أن يضعفوا عن حق القيام بصيام رمضان على وجه النشاط .
وأما من صام شعبان كله فيتعود بالصوم ويزول عنه الكلفة ولذا قيده بالانتصاف أو نهى عنه لأنه نوع من التقدم والله أعلم .
قال القاضي : المقصود استجمام من لا يقوى على تتابع الصيام فاستحب الإفطار كما استحب إفطار عرفة ليتقوى على الدعاء , فأما من قدر فلا نهي له , ولذلك جمع النبي صلى الله عليه وسلم بين الشهرين في الصوم انتهى )
هذا ويمكن ان يجمع بين صيام النبي صلى الله عليه وسلم بعد النصف من شعبان ، كما تقدم في حديث عائشة ، وبين النهي الوارد في حديث أبي هريرة هذا ، على نهي الصائم أن لايصوم شيئا من شعبان إلاّ بعد النصف منـه يتقصّده .
وعلة النهي حتى لايزيد الناس في رمضان شيئا فشيئا فيُبدأ بصيامه قبل حلوله كالاحتياط له ، فيبتدعون في الشريعة ، ويتعدون حدود الله تعالى فيما افترض عليهم
ولهذا أيضا حُرّم صيام يوم العيد حتى يحافظ على الحد الشرعي للفريضة ، ويُوضّح الفرق بينها وبين النافلة ، ومن هذا أيضا نهي المصلّي للفريضة أن يصلي بعدها النافلة مباشرة من غير أن يغير المكان أو يفصل بكلام كما ورد في الحديث .
وقـد ذكر العلماء أن أهل الكتاب كان قد افتُرض عليهم صيام شهر ، فمازالوا يزيدون فيه حتى صار اربعين يوما ،
فحذرنا الله تعالى ان نسلك سبيلهم .
ويدل ذلك كله على أن الصائم إذا كان يصوم من أول شعبان فاستمر إلى آخره ولو بعد النصف منه أن ذلك جائز لاشيء فيه ،
وكذلك إذا كان معتادا صوم يوم الاثنين والخميس أو صيام يوم وفطر يوم ، فلامانع أن يتم ذلك إلى آخر شعبان ، وإنما النهي لمن يدع الصيام من اول شعبان ولايبتديء الصيام إلا بعد النصف الثاني منه والعلة في النهي ما ذكرته آنفا والله أعلم
راجية العفو والإخلاص
2010-07-26, 12:38 PM
شكراً للأخ (ضيدان) على المداخلة النافعة (درس مختصر ومفيد)، وشكر الله تعالى لك حسن أدبك ولينك مع أخيك في الله المخالف، بارك الله فيك.
إنما عندي تعليق على كلامك هنا :
فاقول لك :
فعلى فرَض صحةِ حديثِ فضلِ ليلة النصف من شعبان ، فإن الذي أخبرنا بفضلها وهو النبي – صلى الله عليه وسلم -لم يخصها بعبادة معينة ، فلو كان ذلك مشروعاً لكان هو - صلى الله عليه وسلم - أحرصَ على فعلِهِ وبيانِهِ للناس .
فإن لفظ الحديث عند من قال بصحته بمجموع طرقه : « يطّلع الله عزوجل إلى خَلْقه ليلة النصف من شعبان ، فيغفرُ لعباده إلا : لمشرك أو مشاحن » ففيه الدعوة إلى نبذِ الشركِ بالله صغيرِهِ وكبيرِهِ ، وتركِ الشحناء والبغضاءِ بين المسلمين ، فأقل الأحوال أن تنامَ تلك الليلة ( ليلةِ النصف من شعبان ) خالصاً قلبَك من الشرك والشحناء على المسلمين .
عندما أقرأ هذا الحديث أفهم منه -بدون تكلف- بأنّ الله تعالى في تلك الليلة يتفضل بالمغفرة على عباده (إلا مشرك أو مشاحن)، وهذا يستدعي الشكر لله عز وجل. وهو مختلف عما يحصل كل ليلة من نزول ربنا العظيم للسماء الدنيا، حيث أنّ المغفرة في الليالي الأخرى مرهونة بمن يستغفر ربه عز وجل فيغفر له .
ما أريد قوله هو أن هذا الحديث يعتبر باعث مقبول وقوي عندَ من صحّ عنده ليجتهد في العبادة -منفرداً-، لا ليخصص عبادة معينة ولا أجد عندئذ مَن أنكر عليه محقاً في إنكاره، وربما هذا يفسر قول ابن تيمية رحمه الله تعالى على من اجتهد في العبادة المشروعة تلك الليلة، والله أعلم .
الأخ (ضيدان)
إذا كنت ستفترض صحة الحديث فيلزمك أن لا تنكر على من اجتهد في العبادة تلك الليلة، بل يلزمك أن تجتهد أنت بنفسك، إذ عليك ان تذهب لأبعد من مجرد تفسير الحديث بالدعوة لعدم الشحناء والبغضاء ! فبحسب هذا الحديث المغفرة وجبت لكل مؤمن ما لم يكن مشركا أو مشاحنا، وهذا الفضل قطعاً يستلزم الشكر من العبد، وكيف يشكر المؤمن ربه الكريم إلا بالذكر والعبادة ؟!.
المختصر:
الحديث عند من صحّ فيه دعوتان للمؤمنين:
1- دعوة لترك الشرك وترك المشاحنة ليكونوا ممن ينالهم فضل المغفرة في تلك الليلة.
2- دعوة للشكر على فضل المغفرة، وهذا لا يتأتى إلا بالتعبد لله تعالى بشتى أنواع الذكر والعبادة .
بالتالي اجعلوا كلامكم في الحديث الوارد والأحاديث الأخرى التي تشد بعضها بعضاً بحسب قول المخالف، وأفهمونا .
ضيدان بن عبد الرحمن اليامي
2010-07-27, 10:54 AM
عندما أقرأ هذا الحديث أفهم منه -بدون تكلف- بأنّ الله تعالى في تلك الليلة يتفضل بالمغفرة على عباده (إلا مشرك أو مشاحن)، وهذا يستدعي الشكر لله عز وجل. وهو مختلف عما يحصل كل ليلة من نزول ربنا العظيم للسماء الدنيا، حيث أنّ المغفرة في الليالي الأخرى مرهونة بمن يستغفر ربه عز وجل فيغفر له .
ما أريد قوله هو أن هذا الحديث يعتبر باعث مقبول وقوي عندَ من صحّ عنده ليجتهد في العبادة -منفرداً-، لا ليخصص عبادة معينة ولا أجد عندئذ مَن أنكر عليه محقاً في إنكاره، وربما هذا يفسر قول ابن تيمية رحمه الله تعالى على من اجتهد في العبادة المشروعة تلك الليلة، والله أعلم .
الأخ (ضيدان)
إذا كنت ستفترض صحة الحديث فيلزمك أن لا تنكر على من اجتهد في العبادة تلك الليلة، بل يلزمك أن تجتهد أنت بنفسك، إذ عليك ان تذهب لأبعد من مجرد تفسير الحديث بالدعوة لعدم الشحناء والبغضاء ! فبحسب هذا الحديث المغفرة وجبت لكل مؤمن ما لم يكن مشركا أو مشاحنا، وهذا الفضل قطعاً يستلزم الشكر من العبد، وكيف يشكر المؤمن ربه الكريم إلا بالذكر والعبادة ؟!.
.
بارك الله في أختنا الفاضلة ونفعنا بعلمها :
أختي الفاضلة :
أعظم شكر وأعظم استجابة ، أن يلتزم الإنسان بحدود الله وبما شرعه الله في كتابه و سنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - ، وهل هناك أعظم من العمل على توحيد الله تعالى ، فتوحيد الله أعظم شيء أمر الله به ، والشرك به أعظم شيء نهى الله عنه ، فإذا أقام الإنسان توحيد الله في جميع أنواع العبادة لله ، وأفرد ذلك كله لله ، فقد تقرب إلى الله بأعظم ما أمر الله به ، ولذا قال أهل العلم : من حقق التوحيد دخل الجنة ، والأدلة على هذا كثيرة جدا ، ومنها هذا الحديث . فإذا أضيف إلى ذلك ترك الشحناء والبغضاء لعباد الله ، فقد حقق ما أوجب الله عليه تلقاء إخوانه المسلمين ، فقد أتى بشيء عظيم وعبادة يتقرب بها إلى الله .فإذا كانت الليالي الأخرى غير ليلة النصف من شعبان المغفرة مرهونة بمن يقوم ويسأل ويستغفر ، فكذا هذه الليلة مرهونة المغفرة فيها لمن حقق التوحيد ، وترك المشاحنة ، فلا حاجة أن نحدث فيها عبادة مخصوصة عن سائر الليالي . وهل نحن أفضل شكراً لله من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ؟ أو أفضل شكراً من أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وسائر الصحابة - رضي الله عنهم - ؟
لا ، والله .
ومع ذلك لم يحدثوا عبادة لهذه الليلة على دعوى الشكر لله على المغفرة والرحمة . فشكر الله يستلزم أن نعبد الله بما شرع .
أنا أعلم قولكم في هذه المسألة ، ولكن أحببت التنبيه والبيان لمن قد يلتبس عليه القول .
والله ولي التوفيق .
راجية العفو والإخلاص
2010-07-27, 03:04 PM
جزاك الله خيراً أخي الفاضل (ضيدان) ونفعنا بعلمك. يسرني أنك فهمت مداخلتي بالشكل الصحيح، هذا فاجأني حقيقةً .
أحييك أخي الفاضل، أحييك لا لشيء إلا لأنني قلما أرى من يسمع ما يقوله الآخر بقلب سليم، في موقف كهذا عادةً سيُساء الظن بي وبأني من الطرف الآخر (منهم) ويبدأ التشنيع، وربما إساءة الأدب والحط من القدر والازدراء ! وتكاد تحلف قائلاً (واللهِ أنا معاكم) وهم ينبشون في نواياك ليقولوا لا بل أنت (معاهم هم)!! فتدرك بأنهم لا يقرؤون ما تقول.. لا يسمعون.. فقط يتكلمون.. فلا يعود تسطير الكلام حقيقةً يُجدي!
شيء مثير للشفقة حقيقةً .
نحتاج.. كثيراً.. أن نعي ما نفعل !
كي لا نغرق في تفاصيل المسائل.. وننسى أهم ما يميزنا كمسلمين بأخلاقنا، وأدبنا، ونظرتنا للمخالف.. وحرصنا على أن ناخذ بأيدي الخلق للحق! طبعاً كلامي هذا يُعتبر عاطفي وغريب ولا محل له في "مجلس علمي" ! وهذه هي المصيبة.. أؤلئك يريدون فصل الدين عن الدولة والدنيا، و"نحن" نريد فصل العلم عن الأخلاق والروح والقلب.. عافانا الله تعالى .
محمد ال سالم
2010-07-30, 02:23 AM
وانا أقول بارك الله فيكما ونفع بعلمكما وجزى الله الجميع كل خير
أبو عزام بن يوسف
2010-07-31, 01:36 PM
لما قرأت هذه المشاركات لم أستطع إلا التعبير بقولي
( كلام جميل وأدب أجمل وروح عالية في الحوار لا سيما من الأخ ضيدان الذي نضد الفوائد وجمع الفرائد )
رزقني الله وإياكم العلم النافع والعمل الصالح والأخلاق الفاضلة
محمد جمعة الحلبوسي
2011-07-09, 05:46 PM
هذا سيدنا مُعَاذُ بن جَبَلٍ ( رضي الله عنه) يقول : قال ِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( يَطَّلِعُ اللَّهُ إلى خَلْقِهِ في لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَيَغْفِرُ لِجَمِيعِ خَلْقِهِ إِلا لِمُشْرِكٍ أَوْ مُشَاحِنٍ) رواه ابن حبان قال شعيب الأرنؤوط : حديث صحيح بشواهده
وفي حديث آخر : ( إِذَا كَانَ لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ اطَّلَعَ اللَّهُ إِلَى خَلْقِهِ ، فَيَغْفِرُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَيُمْلِي لِلْكَافِرِينَ ، وَيَدَعُ أَهْلَ الْحِقْدِ لِحِقْدِهِمْ حَتَّى يَدَعُوهُ ) [البيهقي، وحسنه الألباني في صحيح الجامع:771].
وما أكثر المتخاصمين في دنيا اليوم ، فكم من مسلم لا يسلم على أخيه ؟ وكم من مصل خاصم أخاه المصلي ؟ وكم من جار لا يكلم جاره ؟ وكم من زوجة لا تكلم زوجها ؟ وكم من صديق خاصم صديقه ؟ وليت هذه الخصومات التي بين المسلمين كانت من اجل الإسلام .. لكن أكثرها من اجل هذه الدنيا الفانية .ليسمع كل من يخاصم أخاه الى ما قاله النبي (صلى الله عليه وسلم) في حقه : والحديث يرويه الامام مسلم في صحيحه : (( تُفْتَحُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ وَيَوْمَ الْخَمِيسِ، فَيُغْفَرُ لِكُلِّ عَبْدٍ لاَ يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا، إِلَّا رَجُلًا كَانَتْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيهِ شَحْنَاءُ، فَيُقَالُ: أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا .. أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا.. أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا..)).و ي رواية: ((إِلاَّ الْمُتَهَاجِرَي ْنِ)).
( ثَلَاثَةٌ لَا تَرْتَفِعُ صَلَاتُهُمْ فَوْقَ رُءُوسِهِمْ شِبْرًا رَجُلٌ أَمَّ قَوْمًا وَهُمْ لَهُ كَارِهُونَ وَامْرَأَةٌ بَاتَتْ وَزَوْجُهَا عَلَيْهَا سَاخِطٌ وَأَخَوَانِ مُتَصَارِمَانِ ) رواه ابن ماجه (ومعنى متصارمان أي :متقاطعان ) يعني يا من تأتي إلى المسجد وتصلي لله تعالى نبيك يقول لك يا من تخاصمت مع أخيك وتقاطعت معه صلاتك لن تقبل منك بل لا ترفع فوق راسك شبرا واحدا ..الذي يقول هذا الكلام هو الذي لا ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى ... فهل ستتوب إلى الله وتصطلح مع الله لا من اجل فلان وفلان بل من اجل ان تنال مغفرة الله تعالى !!
Powered by vBulletin® Version 4.2.2 Copyright © 2025 vBulletin Solutions، Inc. All rights reserved.