المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل يعود ضمير المفرد على مثنى ؟



أبو الخليل
2010-07-01, 04:36 PM
حياكم الله أيها الأحبة ...


ما وجهُ عَـوْدِ ضميرِ المفردِ على المثنى في قولِه - (ص) - : " إنَّ مِن أفرى الفِـــرَى أن يُرِيَ الرَّجُلُ عينيهِ في المنام ما لم تَـرَ " ؟ (صححه الشيخ الألباني في صحيح الجامع 2211، والصحيحة 7/173)

جعلكم الله مبارَكين أينما كنتم!

أبو مالك العوضي
2010-07-01, 07:19 PM
قد يحصل هذا لغرض بلاغي؛ كما ذكر في قوله تعالى: {والله ورسوله أحق أن يرضوه}؛ قال السيوطي:

ومنه ذكر جمع او مثنى .............. أو مفرد عن آخر قد عنا


ولكن الأقرب في هذا الحديث أن يكون من تغيير الرواة؛ ويكون الأصل: (عينيه ما لم تريا) أو (عينه ما لم تر).
والله أعلم.

أبو بكر العروي
2010-07-01, 07:42 PM
وفقك الله أخي الكريم.
الرواية التي أوردتها هي رواية عبد الله بن عمر رضي الله عنهما وقد قال الحافظ عند شرحها : " قوله ‏(‏عينه ما لم تر‏)‏ كذا فيه بحذف الفاعل وإفراد العين ووقع في بعض النسخ ‏‏ (ما لم يريا) ‏ بالتثنية.
فينبغي أولاً أن ينظر في هذا، حيث ذكر إفراد العين مع أن رواية الباب بالتثنية.

و قد أورد البخاري الخبر في مناقب قريش من حديث واثلة بن الأسقع رضي الله عنه وفيه: " إن من أعظم الفرى أن يدعي الرجل إلى غير أبيه أو يُري عينه ما تر أو يقول على رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لم يقل."

أما هل يعود ضمير المفرد على المثنى فنعم، وهو أسلوب من أساليب اللغة العربية، ومنه قوله تعالى: "والله ورسوله أحق أن يرضوه إن كانوا مؤمنين"
والله تعالى أعلم.

أبو بكر العروي
2010-07-01, 07:43 PM
معذرة يا أستاذنا الفاضل، لم أر مشاركتك.

أبو الخليل
2010-07-02, 01:18 AM
شرح اللهُ صدرك يا أبا مالك!

وأطمع أن تتفضلوا عليَّ ببيان معنى بيت السيوطي، وهل ليس ثَمَّ فارقٌ بين كون ما يعود عليه الضمير مثنًّى -كالحديث-، وكونِه شيئين عُطِفَ أحدُهما على الآخر -كالآية-؛ إذْ يدلُّ المثنى على متحدَينِ معنًى في الأصل مع افتراقهما ذاتًا، وهو (أي: الاتحادُ) قد يكون الغرضَ البلاغيَّ من الإفراد كمِثلِ الآية؟

وإذا قيل: إنَّ الآية على التقديم والتأخير، والتقدير: (والله أحق أن يرضوه، ورسوله كذلك)، أو قوله -تعالى-: "ورسوله" اعتراض، فلا شاهد فيه= فهل تتحفونني -سددكم الله- بشاهد صريح في عوده على (مثنى)؟

شيخَنا الكريم أبا بكر، أثابكم الله!

قلتم: " فينبغي أولاً أن ينظر في هذا، حيث ذكر إفراد العين مع أن رواية الباب بالتثنية"

رواية الباب عندي (طبعة السلفية) بالإفراد: "عينه ما لم تر" -لا التثنية-، ولا إشكال فيها، كما أنه لا إشكال في تثنية العين مع تثنية الضمير.

ثم إن الرواية التي أوردتُّها والتي لم أوردها كلتيهما -كلتاهما- لابن عمر -رضي الله عنهما-.

والله أعلم.

أبو مالك العوضي
2010-07-02, 04:06 PM
وفقك الله وسدد خطاك
بيت السيوطي ذكره في باب الخروج عن مقتضى الظاهر، فذكر أن من أمثلة ذلك التعبير عن المثنى أو المفرد أو الجمع بضمير شيء آخر من هذه الثلاثة، وفي شرح السيوطي وشرح المرشدي عدة أمثلة على القاعدة في كل فرع، مع تفاوتها قلة وكثرة.
ولا يشترط أن يوجد شاهد صريح لا نزاع فيه على التعبير عن المثنى بمفرد؛ لأن ثبوت القاعدة في الجملة يدل على ثبوتها في فروعها ما لم يكن أحد الفروع مختصا بخصائص تخرجه عن الجملة.
وهذا الكلام إجمالي كما قلت سابقا، أما بخصوص المثال الذي معنا فالذي أراه راجحا أنه من الرواية بالمعنى.

أبو مالك العوضي
2010-07-02, 04:09 PM
أما تأويل الشاهد فهذا بابه واسع، وإذا أمكن تأويل الآية فالتأويل ممكن أيضا في هذه الرواية؛ كأن تقدر (يري عينيه ما لم إحداهما)، أو (ما لم تر كل منهما)، أو يكون قد عامل العينين كأنهما شيء واحد وهو البصر.

أبو بكر العروي
2010-07-02, 07:39 PM
شرح اللهُ صدرك يا أبا مالك!

وأطمع أن تتفضلوا عليَّ ببيان معنى بيت السيوطي، وهل ليس ثَمَّ فارقٌ بين كون ما يعود عليه الضمير مثنًّى -كالحديث-، وكونِه شيئين عُطِفَ أحدُهما على الآخر -كالآية-؛ إذْ يدلُّ المثنى على متحدَينِ معنًى في الأصل مع افتراقهما ذاتًا، وهو (أي: الاتحادُ) قد يكون الغرضَ البلاغيَّ من الإفراد كمِثلِ الآية؟

وإذا قيل: إنَّ الآية على التقديم والتأخير، والتقدير: (والله أحق أن يرضوه، ورسوله كذلك)، أو قوله -تعالى-: "ورسوله" اعتراض، فلا شاهد فيه= فهل تتحفونني -سددكم الله- بشاهد صريح في عوده على (مثنى)؟

شيخَنا الكريم أبا بكر، أثابكم الله!

قلتم: " فينبغي أولاً أن ينظر في هذا، حيث ذكر إفراد العين مع أن رواية الباب بالتثنية"

رواية الباب عندي (طبعة السلفية) بالإفراد: "عينه ما لم تر" -لا التثنية-، ولا إشكال فيها، كما أنه لا إشكال في تثنية العين مع تثنية الضمير.

ثم إن الرواية التي أوردتُّها والتي لم أوردها كلتيهما -كلتاهما- لابن عمر -رضي الله عنهما-.

والله أعلم.



بارك الله فيك شيخنا الفاضل.

اللفظة بالتثنية في النسخة التي عندي ( دار إحياء التراث العربي 1408) وكذاك هي في طبعة المطبعة المصرية، وهي بالإفراد في طبعات أخرى. فالذي يظهر أن الاختلاف من عمل النساخ.
والله تعالى أعلم.

أبو الخليل
2010-07-02, 11:29 PM
أما تأويل الشاهد فهذا بابه واسع، وإذا أمكن تأويل الآية فالتأويل ممكن أيضا في هذه الرواية؛ كأن تقدر (يري عينيه ما لم إحداهما)، أو (ما لم تر كل منهما)، أو يكون قد عامل العينين كأنهما شيء واحد وهو البصر.


زادَكَ اللهُ علمًا وفِقهًا، وأعظَمَ بكَ نفعَ عبادهِ الصالحين.

وشكر الله للشيخ أبي بكر.