ساعدوني ياأهل اللغة في حل لغز كلمة (وَدِدتُ)

[أحمد شهاب]

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخوة الأحباب
بعد التحية : أرجو مساعدتي في حل لغز كلمة وَدِدتُ

قال النبي صلى الله عليه وسلم (والذي نفس محمد بيده لوددت أني أغزو في سبيل الله فأقتل ، ثم أغزو فأقتل ، ثم أغزو فأقتل ). متفق عليه

واللغز الذي أرهقني في البحث هو كلمة (وَدِدتُ)
حيث أن أصل الكلمة هي (ود) وعند إضافة الضمير وهو تاء الفاعل فأن الكلمة تتحلل وتصبح (ودَدتُ)
وقد وردت في الحديث بالكسر (وَدِدتُ)
وأنا على يقين أنها لم تخرج من فيه النبي صلى الله عليه وسلم عبثاً
وكيف تصدر عبثاً من أبلغ العرب لغةً وأفصحهم لساناً

أرجو ممن يستطيع حل لغز هذه الكلمة ان يساعدني وبارك الله فيكم

[أبو مالك العوضي]

وفقك الله وسدد خطاك

من أخبرك أن الكلمة عند إضافة الضمير تصبح (ودَدت) ؟
الصواب أنها تصبح (ودِدت) كما جاءت في الحديث؛ لأن الفعل في المضارع يصبح (يوَد) بفتح الواو، وهذا دليل على أنه كان مكسورا في الماضي؛ لأنه لا يجتمع الفتح في الماضي والمضارع من المضعف، مثل (عض يعَض) فإنك تقول (عضِضت)، ومثل (هش يهَش) فإنك تقول (هشِشت)، ومثل (شم يشَم) فإنك تقول (شمِمت) وهكذا.
فالمقصود أن (وَدَّ) أصلها (وَدِدَ) لا (وَدَدَ).

أما إن كان مفتوحا في الماضي فإنه يأتي مضموما أو مكسورا في المضارع؛ مثل (رد يرُد)، فتقول: (ردَدت)، ومثل (شد يشُد) فتقول: (شدَدت) وهكذا.

[محمد أمنزوي]

وتأكيدا لمشاركة الأخ أبي مالك لاحظْ أن مضارع "وَدَّ" قد ورد في القرآن الكريم بصيغة "يَوَدُّ"/"يَوَدُّونَ" سبع مرات، منها قوله تعالى: {وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ} [البقرة : 96]

[أبو بكر المحلي]

بارك الله فيكم جميعا!
كلام أبي مالك-حفظه الله-جارٍ على القياس المشهور عند الصرفيين، والقاعدة عندهم في هذا: أنّه ليس يجيء فعل من باب نفع (أي: مفتوحَ العين في الماضي والمضارع) إلا إذا كان حلقيّ العين واللام أو أحدِهما، فإن قيل: لكن حكى الكسائيّ ودَدتُّ بالفتح، قلنا: "هُوَ غَلَطٌ عِنْدَ الْبَصْرِيِّينَ وَقَالَ الزَّجَّاجُ: لَمْ يَقُلْ الْكِسَائِيُّ إلَّا مَا سَمِعَ وَلَكِنَّهُ سَمِعَهُ مِمَّنْ لَا يُوثَقُ بِفَصَاحَتِهِ"(*).
والله تعالى أعلم.
ـــــــــــــــ ــــــــــــ
(*) المصباح المنير للفيوميّ.

[أبو بكر المحلي]

ولعلّ هذا الإشكال ورد على الأخ السائل-حفظه الله-؛ لظنّه أنّه يلزم توافق عين (*) كلّ من الماضي والمضارع في نوع الحركة، لعله سلّم بهذا ثم جاء الإشكال من ثَمّ، فظنّ أن الصواب في نحو هذا: ودَدتُّ أوَدُّ، فهل تراه يقول: ضرَب يضرَب، ونصَر ينصَر، وكرَم يكرَم، وحسَب يحسَب، وفرَح يفرَح!
أم أنّ لهذا ضابطا ذكره أهل الفنّ (علماء الصرف)!
الصواب هو الثاني، رحمة الله على علمائنا أجمعين!
ـــــــــــــــ ــــــــــــــ
(*) المقصود بالعين الحرفُ الأصليّ الثاني في الكلمة.