أبو الحزم
2010-06-16, 11:58 AM
وقف الجدال المحتدم في حكم لعب و مشاهدة كرة القدم
بسم الله و الصلاة و السلام على رسول الله و على آله و صحبه و سلم ... و بعد
فقد جاء عن النبي الأمين رسول رب العالمين صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم – فيما صح عنه – أنه قال :-
"لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضب خرب لدخلتموه"قلنا يا رسول الله : اليهود والنصارى (http://www.kalemasawaa.com/vb/t4249.html)؟
قال: فمن؟
و إذا راجعنا تاريخ لعبة كرة القدم وجدنا استنتاجات هامة
فإرجاع أصل الكرة إلى الجزر البريطانية حيث تقول القصة: أن الدانماركيين احتلوا إنجلترا من عام 1016م إلى 1042م بالتأريخ الصليبي و بما يعادل 450 هجريا ، وإن الإنجليز كافحوا لإجلائهم عن أراضيهم، وفي المعركة الحاسمة قطع الإنجليز رأس القائد الدانماركي وداسوه بأقدامهم كما لو كانت كرة، وصارت هذه الفعلة تقليداً قومياً يدل على الثأر والانتقام، ثم تحول الأمر مع الأيام إلى لعبة كرة القدم، ولهذا يميل بعض المؤرخين إلى اعتبار المدة من 1050م إلى 1075م هي فجر ظهور اللعبة
وفي منتصف القرن التاسع عشر تفرعت اللعبة، قسم يريد استخدام اليد وقسم آخر لا يريد، فأدى ذلك إلى ظهور لعبتين إحداهما كرة القدم السائدة اليوم، والثانية لعبة (الروجبي)، فاعتمدت المدن الإنجليزية أمثال: كمبردج وشفيلد ولندن وغيرها وضع قوانين لعبة كرة القدم.
و بالرغم من انتشار هذه اللعبة في أوربه تقريبا بما يعادل القرن الخامس هجريا وقت الحملات الصليبية التي استلت سيوفها في تلك الفترة على بلاد الإسلام –حرسها الله - لمدة ثلاثة قرون تقريبا وهناك اطلاع متبادل بين المجتمعات إلا أن الواضح أن بداية نشوءها بين المسلمين قبل الاستعمار كان كنوع من التلهي و بشكل غير موسع لكنها لم تقتبس بشكلها الحالي و يتوسع فيها بشكل مغالبات و منافسات عامة و تنقل أساليب لعبها الأوربية و لم يسمع عن ذلك في تاريخ المسلمين إلا بعد فترة الاستعمار السرطانية الخبيثة مع أن هذه اللعبة موجودة لدي الأوربيين بمفاسدها قبل ذلك بمئات السنين
واليوم هناك أكثر من 130 دولة أعضاء في الاتحاد العالمي لفرق كرة القدم الذي تأسس في 21 أيّار عام 1904م بالتاريخ الصليبي بمدينة باريس تحت اسم (فيفا) تلك المنظمة المسئولة عن وضع و تنفيذ قوانين اللعبة دوليا و على جميع الدول الالتزام بها لتستطيع المشاركة في المسابقات الدولية سواء كانت هذه القوانين موافقة أو مخالفة للشرع و لو فيها كشف للعورات و لعب على عوض و مسابقاتلا يقرها الإسلام كما سيأتي بيان ذلك
و الغريب أن الناظر في تاريخ الكرة يرى أموراً عجيبة فقد حرمها ملوك في الدولة الإنجليزية نفسها قبل ذلك لما رأوه من إثارة هذه اللعبة للفساد في مجتمعاتهم و كان كل من الملوك: إدوارد الثاني عام 735 هـ 1314م، وإدوارد الثالث عام 785هـ ، 1365م،
وريتشارد الثاني، وهنري الرابع، والملكة إليزابيت الأولى. على تحريمها و منعها
وجاء في المرسوم الذي أصدره الملك إدوارد الثاني عام 1314م 735 هـ: "لما كان ضجيج وأصوات كثيرة تملأ البلاد بسبب التشاجر والتدافع خلف كرات كبيرة، ولما كانت شرور كثيرة تحدث بسبب هذا، ولما كان الله يحرم كل هذه الشرور... لذلك فإني آمر وأمنع بأمر الملك الاشتراكَ في مثل هذه الألعاب مستقبلاً، ومن يخالف ذلك تكون عقوبته السجن"
وينبغي ألا نكون أقل غيرة على ديننا من غيرة ملوك الإنجليز على مصالحهم عندما حرموا تلكم اللعبة على شعوبهم، لِما كانت تتسم به من خشونة ووحشية، مع ما تثيره من ضجيج وعراك ينتهي كثيراً إلى مراكز الشرطة
و رحم الله الإمام ابن القيم رحمه الله إذ يقول : "إذا تأملت أحوال هذه المغالبات رأيتها في ذلك كالخمر قليلُها يدعو إلى كثيرها، وكثيرُها يصدُّ عن ما يحبه الله ورسوله، ويوقع فيما يبغضه الله ورسوله، فلو لم يكن في تحريمها نصٌّ لكانت أصولُ الشريعة وقواعدها وما اشتملت عليه من الحكم والمصالح وعدم الفرق بين المتماثلين توجب تحريم ذلك والنهي عنه"، هذا في زمانه فكيف لو رأى رحمه الله منافسات و مغالبات هذا الزمان على لعبة مثل كرة القدم ؟!!
و يقول العلامة حمود التويجري رحمه الله تعالى في رسالته الموسومة بالإيضاح والتبيين لما وقع فيه الأكثرون من مشابهة المشركين
فصل
النوع الثامن والعشرون: من التشبه بأعداء الله تعالى اللعب بالكرة على الوجه المعمول به عند السفهاء في هذه الأزمان وذلك لأن اللعب بها على الوجه مأخوذ عن الإفرنج وأشباههم من أعداء الله تعالى.
وقد رأيت عمل الأمريكان في أخشاب الكرة ومواضع اللعب بها ورأيت عمل سفهاء المسلمين في ذلك فرأيته مطابقا لعمل الأمريكان أتم المطابقة.
وقد تقدم حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "من تشبه بقوم فهو منهم".
وتقدم أيضًا حديث عبد الله بن عمرو رضي عنهما أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "ليس منا من تشبه بغيرنا".
إذا علم هذا فاللعب بالكرة على الوجه الذي أشرنا إليه من جملة المنكر الذي ينبغي تغييره. وبيان ذلك من وجوه:
أحدها: ما فيه من التشبه بالإفرنج وأضرابهم من أعداء الله تعالى.
وأقل الأحوال في حديث عبد الله بن عمر وحديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهم أنهما يقتضيان تحريم التشبه بأعداء الله تعالى في كل شيء من زيهم وأفعالهم ففيها دليل على المنع من اللعب بالكرة.
ويدل على المنع من اللعب بها أيضا قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "خالفوا المشركين" متفق عليه من حديث ابن عمر رضي الله عنهما. ويدل على المنع منه أيضا قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "هدينا مخالف لهدي أهل الأوثان والشرك" رواه الشافعي مرسلاً والحاكم موصولاً من حديث المسور بن مخرمة رضي الله عنهما. "
و قد ذكر العلامة التوجري سبعة أوجه لمفاسد هذه اللعبة بالصورة التي هي عليها الآن و الرسالة بكاملها قد ألحقتها في آخر المقالة لمن أراد أن يطالعها و يستفيد منها
فمن أعجب العجاب و ما يحير الألباب أن تترك فئام من الناس عظيم تراثها و نهج أجدادها لتتبع عادات قوم ضالين و ثقافات حثالة سفهاء دهماء موتورين كانوا و لازالوا همج رعاع و أكثرهم فاسقين و تتشبه بأمم البربر السفلية و تقتبس عادتها الهمجية و تنقطع عن تراث أجدادها أعظم رجال التاريخ و أشرفهم سيرة و أعظمهم شأنا بعد الأنبياء
أيكون هذا في أمة أتم الله نعمته عليها بتمام الدين و كمال الرسالة و عظائم الأخلاق و أفضل الهدي و أقوم السبل و المنهج التام العام و الصراط المستقيم و أمثلة قرون العزة و السيادة و الريادة التي لم تبلغها أمة في التاريخ ؟!
كما قال رسول الله صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم
(خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم)
لقد دخل الاستعمار البغيض بعد قرون طويلة لم يفلح فيها سيف و لا رمح و لا نعرات و لا ثورات و ظلت أمة الإسلام عظيمة شامخة أبية رغم ما كان من كبوات و هفوات
و لكن دخول الاستعمار الأخير كان في جعبته سلاح آخر جديد و خبيث و خطير طعنه بكل ما أوتي من قوه في منفذ واهن و ثغر ضعيف
فدس السم الخبيث و انتشر
لقد نجحت جراثيم الاستعمار الخبيث في نقل عاداتها المنحطة و أفكارها السراطانية الخبيثة في منابت الفساد
و من هذه العادات التي نرفضها كرة القدم بشكلها الأوربي (!)
وللأسف يأبى كثير من شبابنا إلا و أن يشربوا السم حتى آخر قطرة
و مع أن الصورة واضحة و المصيبة لا تخفى على العيان
إلا أنه لا يزال كثير من المخدوعين يظنون أنه لا شيء عليهم من تلقف و تقليد و امتثال هذه العادة- المتمثلة في كرة القدم - و أنهم يجنون من ورائها الإيجابيات زعموا و يتركون السلبيات
و لا محظور شرعي البتة في مشاهدتها بل و احتراف اللعب فيها و التكسب من ورائها و أكل المال من عوضها المحرم (!)
و زين ذلك الشيطان لهم من زخرف القول غرورا كسراب يحسبه الظمآن ماءً
و من واجب النصح علينا لله و رسوله و للعامة المسلمين و أئمتهم
أن نبرز قول الحق في هذه المسألة الخطيرة و الطامة الشريرة
التي يعاين مفاسدها كل ذي عقل
فإن المنكر إذا فشى و لم ينكره أحد يوشك أن يعمنا الله بعذاب من عنده
و نظهر قول العلماء الأكابر حتى لا يغتر أحد بهذيان الأصاغر و سبيل المغرورين
فإن الكبير إذا تكلم تبعه الصغير فاهتدى
و أما من يصر على ما هو عليه فيه فليتولى ما تولى
و ليحيى من حي على بينة وليهلك من هلك عن بينة
و إن الكلام في هذا الموضوع عن لعبة كرة القدم
ليس هو من حيث كونها كرة ممتلئة بالهواء تتلقفها الرؤوس و تركلها الأقدام و يلهى بها بعض الناس فرادى أو مجتمعين بدون فرقٍ و بدون مغالبات
فهذا ليس مبحث الموضوع و لا تلك هي القضية التي نبحثها
فأرجوا ألا يتم خلط الأوراق حتى لا يلتبس علينا الباطل و يخفى الحق بتزرعات بعيدة كالذي يبيح الخمر لأنه ليس إلا عنبا (!)
فلا يدعي الداعي هزلا و صدا عن الحق أننا نحرم الكرة مجردة هكذا فلا يلعب بها الأطفال و تمزق كما تكسر الأصنام
فالكلام هنا عن حكم لعب و احتراف كرة القدم بالقوانين و التشريعات الغربية التي يلزمها اللعب الدول و المحلي و التزمت لمن احترفها و فيها كثير من المخالفات الشرعية الواضحة و التشبه بالأعداء
و حكم الاحتراف و التكسب من وراء هذه اللعبة
و حكم إجراء المسابقات عليها و إجراء الجوائز و العوض من إحدى الفريقين أو كليهما أو جهة ثالثة
و حكم إجراء المغالبات و المنافسات العامة عليها ،
و حكم حضور هذه المباريات و مشاهدتها على ما فيها من زور و باطل و مخالفات و إجراء المغالبات العامة عليها بتلك الصورة و إجراء جوائز عليها ..إلخ
و أعتذر لكم على هذه المقدمة الطويلة
و إليكم أقوال العلماء ففيها حجج و بينات لمن كان له عقل و فؤاد
فلا يشك قلب فيه إيمان أو عقل فيه رجحان بلا طول نظر أو مطالعة أن واقع هذا المرض المستشري في النفوس و العقول و البلدان من الاهتمام بهذه اللعبة اللقيطة و ما يحوي كثير من الباطل و وبيل من الشرور و الفساد
بما جرته علينا ثقافات تالفة و عادات تافهة ليس فيها من أمتنا أصل و لا وجود
و هذه فتاوى لسبعة من كبار علماء العصر تكفي واحدة منها لتسد أمام الباطل كل مسد و ختمتها بالمسك في رسالة العلامة أسد السنة حمود التوجري – رحمه الله و أجزل له الثواب فقد كفى ووفى -
بسم الله و الصلاة و السلام على رسول الله و على آله و صحبه و سلم ... و بعد
فقد جاء عن النبي الأمين رسول رب العالمين صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم – فيما صح عنه – أنه قال :-
"لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضب خرب لدخلتموه"قلنا يا رسول الله : اليهود والنصارى (http://www.kalemasawaa.com/vb/t4249.html)؟
قال: فمن؟
و إذا راجعنا تاريخ لعبة كرة القدم وجدنا استنتاجات هامة
فإرجاع أصل الكرة إلى الجزر البريطانية حيث تقول القصة: أن الدانماركيين احتلوا إنجلترا من عام 1016م إلى 1042م بالتأريخ الصليبي و بما يعادل 450 هجريا ، وإن الإنجليز كافحوا لإجلائهم عن أراضيهم، وفي المعركة الحاسمة قطع الإنجليز رأس القائد الدانماركي وداسوه بأقدامهم كما لو كانت كرة، وصارت هذه الفعلة تقليداً قومياً يدل على الثأر والانتقام، ثم تحول الأمر مع الأيام إلى لعبة كرة القدم، ولهذا يميل بعض المؤرخين إلى اعتبار المدة من 1050م إلى 1075م هي فجر ظهور اللعبة
وفي منتصف القرن التاسع عشر تفرعت اللعبة، قسم يريد استخدام اليد وقسم آخر لا يريد، فأدى ذلك إلى ظهور لعبتين إحداهما كرة القدم السائدة اليوم، والثانية لعبة (الروجبي)، فاعتمدت المدن الإنجليزية أمثال: كمبردج وشفيلد ولندن وغيرها وضع قوانين لعبة كرة القدم.
و بالرغم من انتشار هذه اللعبة في أوربه تقريبا بما يعادل القرن الخامس هجريا وقت الحملات الصليبية التي استلت سيوفها في تلك الفترة على بلاد الإسلام –حرسها الله - لمدة ثلاثة قرون تقريبا وهناك اطلاع متبادل بين المجتمعات إلا أن الواضح أن بداية نشوءها بين المسلمين قبل الاستعمار كان كنوع من التلهي و بشكل غير موسع لكنها لم تقتبس بشكلها الحالي و يتوسع فيها بشكل مغالبات و منافسات عامة و تنقل أساليب لعبها الأوربية و لم يسمع عن ذلك في تاريخ المسلمين إلا بعد فترة الاستعمار السرطانية الخبيثة مع أن هذه اللعبة موجودة لدي الأوربيين بمفاسدها قبل ذلك بمئات السنين
واليوم هناك أكثر من 130 دولة أعضاء في الاتحاد العالمي لفرق كرة القدم الذي تأسس في 21 أيّار عام 1904م بالتاريخ الصليبي بمدينة باريس تحت اسم (فيفا) تلك المنظمة المسئولة عن وضع و تنفيذ قوانين اللعبة دوليا و على جميع الدول الالتزام بها لتستطيع المشاركة في المسابقات الدولية سواء كانت هذه القوانين موافقة أو مخالفة للشرع و لو فيها كشف للعورات و لعب على عوض و مسابقاتلا يقرها الإسلام كما سيأتي بيان ذلك
و الغريب أن الناظر في تاريخ الكرة يرى أموراً عجيبة فقد حرمها ملوك في الدولة الإنجليزية نفسها قبل ذلك لما رأوه من إثارة هذه اللعبة للفساد في مجتمعاتهم و كان كل من الملوك: إدوارد الثاني عام 735 هـ 1314م، وإدوارد الثالث عام 785هـ ، 1365م،
وريتشارد الثاني، وهنري الرابع، والملكة إليزابيت الأولى. على تحريمها و منعها
وجاء في المرسوم الذي أصدره الملك إدوارد الثاني عام 1314م 735 هـ: "لما كان ضجيج وأصوات كثيرة تملأ البلاد بسبب التشاجر والتدافع خلف كرات كبيرة، ولما كانت شرور كثيرة تحدث بسبب هذا، ولما كان الله يحرم كل هذه الشرور... لذلك فإني آمر وأمنع بأمر الملك الاشتراكَ في مثل هذه الألعاب مستقبلاً، ومن يخالف ذلك تكون عقوبته السجن"
وينبغي ألا نكون أقل غيرة على ديننا من غيرة ملوك الإنجليز على مصالحهم عندما حرموا تلكم اللعبة على شعوبهم، لِما كانت تتسم به من خشونة ووحشية، مع ما تثيره من ضجيج وعراك ينتهي كثيراً إلى مراكز الشرطة
و رحم الله الإمام ابن القيم رحمه الله إذ يقول : "إذا تأملت أحوال هذه المغالبات رأيتها في ذلك كالخمر قليلُها يدعو إلى كثيرها، وكثيرُها يصدُّ عن ما يحبه الله ورسوله، ويوقع فيما يبغضه الله ورسوله، فلو لم يكن في تحريمها نصٌّ لكانت أصولُ الشريعة وقواعدها وما اشتملت عليه من الحكم والمصالح وعدم الفرق بين المتماثلين توجب تحريم ذلك والنهي عنه"، هذا في زمانه فكيف لو رأى رحمه الله منافسات و مغالبات هذا الزمان على لعبة مثل كرة القدم ؟!!
و يقول العلامة حمود التويجري رحمه الله تعالى في رسالته الموسومة بالإيضاح والتبيين لما وقع فيه الأكثرون من مشابهة المشركين
فصل
النوع الثامن والعشرون: من التشبه بأعداء الله تعالى اللعب بالكرة على الوجه المعمول به عند السفهاء في هذه الأزمان وذلك لأن اللعب بها على الوجه مأخوذ عن الإفرنج وأشباههم من أعداء الله تعالى.
وقد رأيت عمل الأمريكان في أخشاب الكرة ومواضع اللعب بها ورأيت عمل سفهاء المسلمين في ذلك فرأيته مطابقا لعمل الأمريكان أتم المطابقة.
وقد تقدم حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "من تشبه بقوم فهو منهم".
وتقدم أيضًا حديث عبد الله بن عمرو رضي عنهما أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "ليس منا من تشبه بغيرنا".
إذا علم هذا فاللعب بالكرة على الوجه الذي أشرنا إليه من جملة المنكر الذي ينبغي تغييره. وبيان ذلك من وجوه:
أحدها: ما فيه من التشبه بالإفرنج وأضرابهم من أعداء الله تعالى.
وأقل الأحوال في حديث عبد الله بن عمر وحديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهم أنهما يقتضيان تحريم التشبه بأعداء الله تعالى في كل شيء من زيهم وأفعالهم ففيها دليل على المنع من اللعب بالكرة.
ويدل على المنع من اللعب بها أيضا قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "خالفوا المشركين" متفق عليه من حديث ابن عمر رضي الله عنهما. ويدل على المنع منه أيضا قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "هدينا مخالف لهدي أهل الأوثان والشرك" رواه الشافعي مرسلاً والحاكم موصولاً من حديث المسور بن مخرمة رضي الله عنهما. "
و قد ذكر العلامة التوجري سبعة أوجه لمفاسد هذه اللعبة بالصورة التي هي عليها الآن و الرسالة بكاملها قد ألحقتها في آخر المقالة لمن أراد أن يطالعها و يستفيد منها
فمن أعجب العجاب و ما يحير الألباب أن تترك فئام من الناس عظيم تراثها و نهج أجدادها لتتبع عادات قوم ضالين و ثقافات حثالة سفهاء دهماء موتورين كانوا و لازالوا همج رعاع و أكثرهم فاسقين و تتشبه بأمم البربر السفلية و تقتبس عادتها الهمجية و تنقطع عن تراث أجدادها أعظم رجال التاريخ و أشرفهم سيرة و أعظمهم شأنا بعد الأنبياء
أيكون هذا في أمة أتم الله نعمته عليها بتمام الدين و كمال الرسالة و عظائم الأخلاق و أفضل الهدي و أقوم السبل و المنهج التام العام و الصراط المستقيم و أمثلة قرون العزة و السيادة و الريادة التي لم تبلغها أمة في التاريخ ؟!
كما قال رسول الله صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم
(خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم)
لقد دخل الاستعمار البغيض بعد قرون طويلة لم يفلح فيها سيف و لا رمح و لا نعرات و لا ثورات و ظلت أمة الإسلام عظيمة شامخة أبية رغم ما كان من كبوات و هفوات
و لكن دخول الاستعمار الأخير كان في جعبته سلاح آخر جديد و خبيث و خطير طعنه بكل ما أوتي من قوه في منفذ واهن و ثغر ضعيف
فدس السم الخبيث و انتشر
لقد نجحت جراثيم الاستعمار الخبيث في نقل عاداتها المنحطة و أفكارها السراطانية الخبيثة في منابت الفساد
و من هذه العادات التي نرفضها كرة القدم بشكلها الأوربي (!)
وللأسف يأبى كثير من شبابنا إلا و أن يشربوا السم حتى آخر قطرة
و مع أن الصورة واضحة و المصيبة لا تخفى على العيان
إلا أنه لا يزال كثير من المخدوعين يظنون أنه لا شيء عليهم من تلقف و تقليد و امتثال هذه العادة- المتمثلة في كرة القدم - و أنهم يجنون من ورائها الإيجابيات زعموا و يتركون السلبيات
و لا محظور شرعي البتة في مشاهدتها بل و احتراف اللعب فيها و التكسب من ورائها و أكل المال من عوضها المحرم (!)
و زين ذلك الشيطان لهم من زخرف القول غرورا كسراب يحسبه الظمآن ماءً
و من واجب النصح علينا لله و رسوله و للعامة المسلمين و أئمتهم
أن نبرز قول الحق في هذه المسألة الخطيرة و الطامة الشريرة
التي يعاين مفاسدها كل ذي عقل
فإن المنكر إذا فشى و لم ينكره أحد يوشك أن يعمنا الله بعذاب من عنده
و نظهر قول العلماء الأكابر حتى لا يغتر أحد بهذيان الأصاغر و سبيل المغرورين
فإن الكبير إذا تكلم تبعه الصغير فاهتدى
و أما من يصر على ما هو عليه فيه فليتولى ما تولى
و ليحيى من حي على بينة وليهلك من هلك عن بينة
و إن الكلام في هذا الموضوع عن لعبة كرة القدم
ليس هو من حيث كونها كرة ممتلئة بالهواء تتلقفها الرؤوس و تركلها الأقدام و يلهى بها بعض الناس فرادى أو مجتمعين بدون فرقٍ و بدون مغالبات
فهذا ليس مبحث الموضوع و لا تلك هي القضية التي نبحثها
فأرجوا ألا يتم خلط الأوراق حتى لا يلتبس علينا الباطل و يخفى الحق بتزرعات بعيدة كالذي يبيح الخمر لأنه ليس إلا عنبا (!)
فلا يدعي الداعي هزلا و صدا عن الحق أننا نحرم الكرة مجردة هكذا فلا يلعب بها الأطفال و تمزق كما تكسر الأصنام
فالكلام هنا عن حكم لعب و احتراف كرة القدم بالقوانين و التشريعات الغربية التي يلزمها اللعب الدول و المحلي و التزمت لمن احترفها و فيها كثير من المخالفات الشرعية الواضحة و التشبه بالأعداء
و حكم الاحتراف و التكسب من وراء هذه اللعبة
و حكم إجراء المسابقات عليها و إجراء الجوائز و العوض من إحدى الفريقين أو كليهما أو جهة ثالثة
و حكم إجراء المغالبات و المنافسات العامة عليها ،
و حكم حضور هذه المباريات و مشاهدتها على ما فيها من زور و باطل و مخالفات و إجراء المغالبات العامة عليها بتلك الصورة و إجراء جوائز عليها ..إلخ
و أعتذر لكم على هذه المقدمة الطويلة
و إليكم أقوال العلماء ففيها حجج و بينات لمن كان له عقل و فؤاد
فلا يشك قلب فيه إيمان أو عقل فيه رجحان بلا طول نظر أو مطالعة أن واقع هذا المرض المستشري في النفوس و العقول و البلدان من الاهتمام بهذه اللعبة اللقيطة و ما يحوي كثير من الباطل و وبيل من الشرور و الفساد
بما جرته علينا ثقافات تالفة و عادات تافهة ليس فيها من أمتنا أصل و لا وجود
و هذه فتاوى لسبعة من كبار علماء العصر تكفي واحدة منها لتسد أمام الباطل كل مسد و ختمتها بالمسك في رسالة العلامة أسد السنة حمود التوجري – رحمه الله و أجزل له الثواب فقد كفى ووفى -