مشاهدة النسخة كاملة : فوائد وعبر من السير
علي بن حسين فقيهي
2007-02-03, 05:09 PM
الحمد الله الذي جعل في التاريخ عبراً للمعتبرين وفي أحداثه وقصصه وعظاته مناراً للسالكين وفي تقلباته بأهل الدنيا دليلاً وعَلماً على فناء العالمين وصلى الله على سيدنا محمد الأمين وعلى أصحابه الأماجد الطيبين وعلى أتباعهم الكرام ومن تبعهم إلى يوم الدين وبعد : فالتاريخ علم عظيم النفع غزير الفائدة أنيس في الوحدة ومذهب للملل والسآمة أحداثه تورث العِبرة ومآسيه توجب العَبرة وهو من أعظم الوسائل التي تغرس في القلوب الفضائل وتشعل في النفوس علو الهمة ومعالي الأمور وخير الخصال
قال أبو حنيفة: الحكايات عن العلماء ومحاسنهم أحب إلى من كثير من الفقه لأنها آداب القوم وأخلاقهم وشاهده من كتاب الله قوله تعالى (( لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب )
وقال بعض السلف: الحكايات جند من جنود الله تعالى يثبت الله بها قلوب أوليائه وشاهده قوله تعالى ( وكلاً نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك )
والمتأمل في كتب التاريخ والسير يخرج بالكثير من الفوائد ويحوز العديد من الفرائد ويكتسب جملة من العبر والعظات والكنوز والحكم بشتى أنواعها وأصنافها العقدية والفقهية والحديثية واللغوية والتربوية وغيرها من أصناف العلوم وأنواع المعارف
وسأعرض جملة من فوائد التاريخ وفرائد السير وكنوز السلف وحكم الخلف لعلها تكون عبرة وعظة وموعظة وذكرى لإخواني طلبة العلم ورجال الدعوة أسأل الله عز وجل أن ينفع بها كاتبها وقارئها .
وقد صنفتُ الفوائد والفرائد والقصص والعبر على أنواع العلوم والفنون حتى يسهل الوصول إليها وتتحقق الاستفادة منها كل على حسب بابه وفي فنه وعلى حسب رغبته وميوله .
ملحوظة : ما بين القوسين لبيان السنة
علي بن حسين فقيهي
2007-02-03, 05:10 PM
الفوائد من كتاب شذرات الذهب في أخبار من ذهب لابن العماد أبي الفلاح عبد الحي بن أحمد بن محمد العكري الحنبلي الدمشقي ( 1 - 100 هـ )
1 - الفوائد العقدية
1- أخبار ابن صياد وأجمع ما كتب فيها من مشكاة المصابيح ( 11 )
2- استسقى عمر بالعباس رضي الله عنهما فسقوا . ( 17 )
3 - والإجماع منعقد على إمامة علي بن أبي طالب وبغى الطائفة الأخرى ولا يجوز تكفيرهم كسائر البغاة واستدل أهل السنة والجماعة على ترجيح جانب علي بدلائل أظهرها وأثبتها قوله صلى الله عليه وسلم لعمار بن ياسر تقتلك الفئة الباغية وهو حديث ثابت ولما بلغ معاوية ذلك قال إنما قتله من أخرجه فقال علي إذا قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم حمزة لأنه أخرجه وهو الزام لا جواب عنه ( 37 )
4 - وكان ممن توقف عن القتال سعد بن أبي وقاص وعبد الله بن عمر وأسامة بن زيد ومحمد بن مسلمة وآخرون ( 37 )
5 - خلاف أهل السنة في الفاضلة بين عثمان وعلى رضي الله عنه وقال ابن العماد : والصحيح تفضيل عثمان كما هو معلوم ( 40 )
6 - أبو أيوب الأنصاري خالد بن زيد توفي بالقسطنطينية وهم محاصرون لها وقبره تحت سورها يستسقى به ويتبرك به . ( 51 )
7 - حديث أبي هريرة ( صدقك وهو كذوب ) قال : فيه دليل على أن الإنسي أقوى وأشد بأساً من الجني كما اختاره الفخر الرازي ( 57 )
8 - سئل الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه أيما أفضل معاوية أو عمر بن عبد العزيز فقال لغبار لحق بأنف جواد معاوية بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم خير من عمر بن عبد العزيز رضي الله تعالى عنه ( 60 )
9 - والصحيح أن الرأس المكرم - رأس الحسين - دفن بالبقيع إلى جنب أمه فاطمة وذلك أن يزيد بعث به إلى عامله بالمدينة عمرو بن سعيد الأشدق فكفنه ودفنه ( 61 )
10 - ونقل الإتفاق أيضا على تحسين خروج الحسين على يزيد وخروج ابن الزبير وأهل الحرمين على بني أمية وخروج ابن الأشعث ومن معه من كبار التابعين وخيار المسلمين على الحجاج ثم الجمهور رأوا جواز الخروج على من كان مثل يزيد الحجاج ومنهم من جوز الخروج على كل ظالم وعد ابن حزم خروم الإسلام أربعة قتل عثمان وقتل الحسين ويوم الحرة وقتل ابن الزبير ( 61 )
11- قال ابن الصلاح والناس في يزيد ثلاث فرق فرقة تحبه وتتولاه وفرقة تسبه وتلعنه وفرقة متوسطة في ذلك لا تتولاه ولا تلعنه قال وهذه الفرقة هي المصيبة ومذهبها هو اللائق لمن يعرف سير الماضين ويعلم قواعد الشريعة الطاهرة ( 61 )
12 - واستولى عبد الملك على العراق وولاها أخاه بشرا وفيه يقول الشاعر
قد استوى بشر على العراق *** من غير سيف ودم مهراق ( 62 )
13 - قال النووي في شرح مسلم مذهب أهل الحق أن ابن الزبير كان مظلوما والحجاج ورفقته خارجون عليه ودخل الحجاج على أمه بعد قتله فقال كيف رأيتني صنعت بابنك فقالت أفسدت عليه دنياه وأفسد عليك آخرتك وقد أخبرنا رسول الله إن في ثقيف مبيرا وكذابا فأما الكذاب فرأيناه يعني المختار وأما المبير فلا أخالك إلا إياه والمبير المهلك) 16/ 99 . ( 73 )
14 - وفيها صلب عبد الملك معبد الجهني في القدر وقيل بل عذبه الحجاج بأنواع العذاب وقتله ( 80 )
15 - قام مع ابن الأشعث عامة أهل البصرة من العلماء والعباد فاجتمع له جيش عظيم ولقوا الحجاج يوم الأضحى فانكشف عسكر الحجاج وانهزم هو وتمت بينهما عدة وقعات حتى قيل كان بينهما أربع وثمانون وقعة في مائة يوم ثلاث وثمانون على الحجاج والآخرة له ( 81 - 82 )
16 - وعند الكيسانية أن ابن الحنفية لم يمت وأنه المهدي الذي يخرج في آخر الزمان وفي ذلك يقول كثيرة عزة ( 82 )
ألا أن الأئمة من قريش *** ولاة الحق أربعة سواء
على والثلاثة من بنيه *** هم الأسباط ليس بهم خفاء
فسبط سبط إيمان وبر *** وسبط غيبته كربلاء
وسبط لا يذوق الموت حتى *** تعود الخيل يقدمها اللواء
نراه مخيما بجبال رضوى *** مقيم عنده عسل وماء
علي بن حسين فقيهي
2007-02-03, 05:12 PM
ثانياً - الفوائد الفقهية .
1 - وتوفي سعد بن عبادة سيد الخزرج بحوران قعد يول في حجر فخر ميتا وسمع يومئذ صائح من الجن في داره بالمدينة يقول
( 15 )
نحن قتلنا سيد الخزرج سعد بن عبادة ***قد رميناه بسهم فلم يخط فؤاده
2 - قال في إعلام الموقعين والذين حفظت عنهم الفتوى من الصحابة مائة ونيف وثلاثون نفسا ما بين رجل وامرأة وكان المكثرون منهم سبعة عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب وعبد الله بن مسعود وعائشة أم المؤمنين وزيد بن ثابت وعبد الله بن عباس وعبد الله بن عمر ( 57 )
3 - ومعاذ بن الحارث أبو حليمة الأنصاري الذي أقامه عمر يصلى التراويح بالناس ( 63 )
4 - نظم بعض الفضلاء فقهاء المدينة السبع فقال ( 94 )
ألا كل من لا يقتدي بأئمة *** فقسمته ضيزي عن الحق خارجه
خذهم عبيد الله عروةُ قاسمٌ ***سعيدٌ أبو بكرٍ سليمانُ خارجة
5 - فقهاء المدينة السبعة أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام والقسم بن محمد بن أبي بكر الصديق وعروة ابن الزبير وسعيد بن المسيب وسليمان بن يسار وخارجة بن زيد بن ثابت وعبيد الله ابن عبد الله بن عتبة بن مسعود صاحب الترجمة ( 98 )
علي بن حسين فقيهي
2007-02-03, 05:12 PM
ثالثاً - الفوائد الحديثية
1 - قوله صلى الله عليه وسلم في سهيل بن عمرو ( عسى أن يقوم مقاماً يحمد فيه ) ( 13 )
2 - عبد الرحمن بن عوف وما يذكر أنه يدخل الجنة حبوا لغناه فلا أصل له . ( 32 )
3 - وقال صلى الله عليه وسلم لابن مسعود ( إنك عليم معلم ) رواه أحمد 1/379 . ( 32 )
4 - فتمت أيامه خلافة النبوة ثلاثون سنة وظهر تصديق الخبر النبوي( خلافة النبوة ثلاثون سنة ) د ( 4646) ت ( 2226 ) ( 40 )
5 - ورد خذوا نصف دينكم عن الحميراء وفي رواية ثلثي دينكم . ( 57 )
6 - قال الحافظ الذهبي المكثرون من رواية الحديث من الصحابة رضي الله عنهم أجمعين أبو هريرة مروياته خمسة آلاف وثلثمائة وأربعة وسبعون ( 57 )
7 - سبع من الصحب فوق الألف قد نقلوا *** من الحديث عن المختار خير مضر
أبو هريرة سعد جابر أنس *** صديقة وابن عباس كذا ابن عمر ( 57 )
8 - عبد الله بن عمرو بن العاص السهمي ولم يكن بينه وبين أبيه في الولادة إلا إحدى عشرة سنة وكان من فضلاء الصحابة وعبادهم المكثرين في الرواية وأسلم قبل أبيه وكان يلوم أباه على القيام في الفتن . ( 65 )
9 - الحارث بن عبد الله الهمداني الكوفي الأعور صحب على وابن مسعود وكان متهما بالكذب وحديثه في السنن الأربعة ( 65 )
10 - توفي عدى بن حاتم الطائي وله مائة وعشرون سنة أسلم سنة سبع وأكرمه النبي صلى الله عليه وسلم وألقى له وسادة وقال ( إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه ) . ( 67 )
11 - وقال فيه النبي صلى الله عليه وسلم( إن عبد الله رجل صالح )مسلم ( 2478) وقال ( نعم الرجل عبد الله لو كان يصلي من الليل ) فكان بعدها لا يرقد من الليل إلا قليلا وكان من زهاد الصحابة وأكثرهم أتباعا للسنن وأعزفهم عن الفتن . ( 74)
12 - أبو سعيد الخدري سعد بن مالك الأنصاري . ( 74 )
13 - جابر بن عبد الله بن عمر بن حرام الإنصاري السلمي وهو آخر من مات من أهل العقبة عن أربع وتسعين سنة وهو من أهل بيعة الرضوان وأهل السوابق والسبق في الإسلام . ( 78 )
14 - مات عبد الله بن جعفر بن أبي طالب الهاشمي وهو آخر من رأى النبي صلى الله عليه وسلم من بني هاشم وكان مولده بالحبشة ويقال لم يكن في المسلمين أجود منه وله فيه أخبار طويلة وفي الصحيح أن ابن الزبير قال له أتذكر إذا تلقينا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا وأنت وابن عباس قال نعم فحملنا وتركك وهذا من الأجوبة المسكتة لكن الذي في صحيح مسلم عن عبد الله بن أبي مليكة قال قال عبد الله بن جعفر لابن الزبير أتذكر إذ تلقينا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا وأنت وابن عباس فحملنا وتركك فلينظر ذلك وقال الإمام النووي في شرح مسلم وقد توهم القاضي أن القائل فحملنا وتركك هو ابن الزبير وجعله علطا في رواية مسلم وليس كما قال بل صوابه ما ذكرناه أن القائل فحملنا وتركك هو ابن جعفر . ( مسلم 2427 ) . ( 80 )
15 - أبو إدريس الخولاني عائذ الله بن عبد الله فقيه أهل الشام وقاصهم وقاضيهم سمع من أبي الدرداء وطبقته وقال ابن عبد البر سماع أبى إدريس عندنا عن معاذ صحيح ( 80 )
16 - أبو عبيدة بن عبد الله بن مسعود الهذلي روى عن طائفة ولم يدرك السماع من والده . ( 81 )
17 - وعمرو بن سلمة الهمذاني سمع عليا وابن مسعود ولم يخرجوا له في الكتب الستة شيئا وهو مقل . ( 85 )
18 - وعبد الله بن عامر بن ربيعة العنزي حليف آل عمر بن الخطاب روى عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثا ليس بمتصل خرجه أبو داود . [( 4991 ) وله حديث آخر في الموطأ في ترك الوضوء مما مست النار ( 1/27) ] وله رواية عن الصحابة رضي الله عنهم . ( 85 )
19 - أبو أمامة الباهلي الصحابي رضي الله عنه واسمه صدى بن عجلان نزيل حمص وقد قال كنت يوم حجة الوداع ابن ثلاثين سنة فيكون عمره مائة وست سنين . ( 86 )
20 - عبد الله بن أبي أوفى الأسلمي وهو آخر الصحابة موتا بالكوفة وآخر من مات من أهل بيعة الرضوان رضي الله عنهم
( 86)
21 - وفيها على الصحيح توفي عبد الله بن الحارث بن جَزء الزبيدي آخر الصحابة موتا بمصر . ( 86 )
22 - عبد الله بن بسر المازني بحمص وهو آخر من مات من الصحابة بحمص بل في الشام وأطلق الذهبي أنه آخر الصحابة موتا وكلامه ينتقض بسهل بن سعد في سنة إحدى وتسعين وأنس بن مالك في نة ثلاث وتسعين على الأصح وأبي الطفيل فإن المشهور أنه آخر الصحابة موتا وموته في سنة مائة لكن قيل إن ابن بسر مات سنة تسع وتسعين فعلى هذا يتجه أن يقال هو آخرهم موتا ( 88 )
23 - السائب بن يزيد الكندي ابن أخت النمر قال حج بي أبي مع النبي صلى الله عليه وسلم حجة الوداع وأنا ابن سبع سنين ورأيت خاتم النبوة بين كتفيه . ( 91 )
24 - أبو العباس سهل بن سعد الساعدي الأنصاري وقد قارب المائة وهو آخر من مات بالمدينة من الصحابة ( 91 )
25 - مالك الأنصاري النجاري وقيل توفي سنة تسعين أو إحدى أو اثنتين وتسعين قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة وله عشر سنين فخدمه ودعا له بكثرة المال والولد والبركة فيهما وفيما أوتي فدفن لصلبه إلى مقدم الحجاج البصرة مائة وعشرين وكان نخله يثمر في العام مرتين . ( 93 )
26 - قال سعيد بن المسيب لبرد مولاه : يا برد إياك أن تكذب على كما يكذب عكرمة على ابن عباس وقال كل حديث حدثكموه برد ليس مع غيره ما تنكرونه فهو كذب ( 94 )
27 - وفيها أوفى سنة ست محمود بن لبيد الأنصاري الأشهلي قال البخاري له صحبة وذكره مسلم وغيره في التابعين وله عدة أحاديث قال بعض المحدثين حكمها الإرسال ( 97 )
28 - توفى أبو الطفيل عامر بن واثلة بن الأسقع الكناني الليثي بمكة وهو آخر من مات ممن رأى النبي صلى الله عليه وسلم في الدنيا روى أنه ولد عام أحد وأدرك من النبي صلى الله عليه وسلم ثمان سنين وكان عاقلا حاضر الجواب يفضل عليا ويثني على الشيخين ويترحم على عثمان والعجب أن ابن قتيبة عده من غالية الشيعة وممن يؤمن بالرجعة ( 100 )
29 - حنش بن عبد الله الصنعاني صنعاء دمشق . ( 100 )
علي بن حسين فقيهي
2007-02-04, 09:07 PM
رابعاً / الفوائد التفسيرية والقرآنية
1 - قال العلامة الشيخ علي الحلبي في سيرته وقبل خيبر وقيل بعد خيبر نزلت آية الظهار قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وسبب ذلك أن أوس بن الصامت لا عبادة بن الصامت كما قيل أي وكان شيخا كبيرا قد ساء خلقه وفي لفظ كان به لمم أي نوع من الجنون وكان فاقد البصر قال لزوجته خولة بنت ثعلبة وفي لفظ بنت خويلد وكانت بنت عمه وقد راجعته في شيء فغضب فقال لها أنت على كظهر أمي وكان ذلك في زمن الجاهلية طلاقا أي كالطلاق في تحريم النساء ثم راودها عن نفسها فقالت كلا لا تصل إلي وقد قلت ما قلت حتى أسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي لفظ إنه لما قال لها أنت علي كظهر أمي أسقط في يده وقال ما أراك إلا قد حرمت علي انطلقي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاسأليه فدخلت عليه وهو يمشط رأسه أي عنده ماشطة وهي عائشة تمشط رأسه وفي لفظ كان الظهار أشد الطلاق وأحرم الحرام إذا ظاهر الرجل من امرأته لم يرجع أبدا فأخبرته فقال لها ما أمرنا بشيء من أمرك ما أراك إلا قد حرمت عليه فقالت يا رسول صلى الله عليه وسلم والذي أنزل عليك الكتاب ما ذكر الطلاق وإنه أبو ولدي وأحب الناس إلي فقال حرمت عليه فقالت أشكو إلى الله فاقتي وتركي بغير أحد وقد كبر سني ودق عظمي وفي لفظ أنها قالت اللهم إني أشكو إليك شدة وحدتي وما شق علي من فراقه وما نزل بي وبصبيتي قالت عائشة رضي الله عنها فلقد بكيت وبكى من كان في البيت رحمة لها ورقة عليها وفي لفظ قالت يا رسول الله إن زوجي أوس بن الصامت تزوجني وأنا ذات مال وأهل فلما أكل مالي وذهب شبابي ونفضت بطني وتفرق أهلي ظاهر مني فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أراك إلا قد حرمت عليه فبكت وصاحت وقالت أشكو إلى الله فقري ووحدتي وصبية صغارا إن ضممتهم إليه ضاعوا وإن ضممتهم إلي جاعوا وصارت ترفع رأسها إلى السماء فبينما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من شق رأسه وأخذ في الآخر أنزل الله عليه الآية فسرى عنه وهو يتبسم فقال لها مريه فليحرر رقبة فقالت والله ماله خادم غيري قال فمريه فليصم شهرين متتابعين فقالت والله إنه لشيخ كبير إنه إن لم يأكل في اليوم مرتين يندر بصره أي لو كان مبصرا فلا ينافى ما تقدم أنه كان فاقد البصر قال فليطعم ستين مسكينا فقالت والله مالنا اليوم وقية قال مريه فلينطلق إلى فلان يعني شخصا من الأنصار أخبرني أن عنده شطر وسق من تمر يريد أن يتصدق به فليأخذه منه وفي رواية مريه فليأت أم المنذر بنت قيس فليأخذ منها شطر وسق من تمر فليتصدق به على ستين مسكينا وليراجعك ثم أتته فقصت عليه القصة فانطلق ففعل أي وفي لفظ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنا سأعينه بفرق من تمر فبكت وقالت وأنا يا رسول الله سأعينه بفرق آخر قال قد أصبت وأحسنت فاذهبي فتصدقي به عنه ثم استوصي بابن عمك خيرا وفي رواية لما قال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أعلم إلا قد حرمت عليه قالت لها عائشة وراءك فتنحت فلما نزل عليه الوحي وسري عنه قال يا عائشة أين المرأة قالت ها هي هذه قال ادعها فدعتها قال النبي صلى الله عليه وسلم اذهبي فجيئي بزوجك فذهبت فجاءت به وأدخلته على النبي صلى الله عليه وسلم فإذا هو ضرير البصر فقير سيء الخلق فقال له أتجد رقبة قال لا وفي لفظ قال مالي بهذا من قدره قال أتستطيع أن تصوم شهرين متتابعين قال والذي بعثك بالحق إني إذا لم آكل المرة والمرتين والثلاثة يغشى علي وفي لفظ إني إذا لم آكل في اليوم مرتين كل بصري أي لو كان موجود قل فتستطيع أن تطعم ستين مسكينا قال لا إلا أن تعينني بها فأعانه رسول الله صلى الله عليه وسلم فكفر عنه في رواية أنه أعطاه مكتلا يأخذ خمسة عشر صاعا فقال أطعمه ستين مسكينا قال بعضهم وكانوا يرون أن عند أوس مثلها حتى يكون لكل مسكين نصف صاع وفيه أنه خلاف الروايات من أنه لا يملك شيئا فقال علي أفقر مني فوالله الذي بعثك بالحق ما بين لابتيها أهل بيت أحوج إليه مني فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال اذهب به إلى أهلك وهذا أول ظهار وقع في الإسلام ومر عمر رضي الله عنه بخولة هذه في أيام خلافته فقالت قف يا عمر فوقف لها ودنا منها وأصغى إليها وأطالت الوقوف وأغلظت القول أي قالت لها ههيا يا عمر عهدنك وأنت تسمى عميرا وأنت في سوق عكاظ ترعى القيان بعصاك فلم تذهب الأيام حتى سميت عمر ثم لم تذهب الأيام حتى سميت أمير المؤمنين فاتق الله في الرعية واعلم أنه من خاف الوعيد قرب عليه البعيد ومن خاف الموت خشي الفوت فقال لها الجارود قد أكثرت أيتها المرأة على أمير المؤمنين فقال عمر دعها وفي رواية فقال له قائل حبست الناس لأجل هذه العجوز قال ويحك وتدري من هذه قال لا قال هذه امرأة سمع الله شكواها من فوق سبع سموات هذه خولة بنت ثعلبة والله لو لم تتصرف عني إلى الليل ما انصرفت حتى تقضي حاجتها انتهى . ( 11 )
2 - وسعيد بن العاص بن سعيد بن العاص بن أمية والد عمرو الأشدق والذي أقيمت عربية القرآن على لسانه لأنه كان أشبههم لهجة برسول الله صلى الله عليه وسلم . ( 59 )
علي بن حسين فقيهي
2007-02-04, 09:33 PM
خامساً الفوائد اللغوية والنحوية
1 - قال في القاموس وبيرحا كفيعلا موضع بالمدينة ( 35 )
2 - صفوان بن أمية بن خلف القرشي الجمحي وكان من أشراف قريش ومسلمة الفتح وكان هرب يومئذ إلى جُدة ( 41 )
3 - هرشى بين مكة والمدينة جبل قريب من الجحفة ( 64 )
4 - وفيه مات قاضي البصرة أبو الأسود الدؤلي الذي أسس النحو بإشارة علي إليه ( 69 )
5 - ودفن في ذات أذاخر يعني فوق القرية التي يقال لها العابدة( الآن تسمى المعابدة ) وبعضهم يزعم أنه في الجبل الذي فوق البستان على يمين الخارج من مكة إلى المحصب ( 74 )
6 - شريح القاضي الكندي أحد السادات الطلس وهم أربعة عبد الله بن الزبير وقيس بن سعد بن عبادة والأخنف بن قيس وشريح والأطلس الذي لا شعر بوجهه ( 78 )
7 - وصلب منهم سماطين كل سماط أربعة فراسخ في نظام واحد [ السماط هو الصف من الرجال ] ( 90 )
8 - أبو الأسود ظالم بن عمرو الدؤلي قال ابن قتيبة هو ظالم بن عمرو بن جندل سفيان بن كنانة وأمه من بني عبد الدار بن قصى وكان عاقلا حازما بخيلا وهو أول من وضع العربية وكان شاعرا مجيدا - وضع والدي باب التعجب وقيل له من أين لك النحو قال تلقنت حدوده من علي رضي الله عنه ( 99 )
علي بن حسين فقيهي
2007-02-05, 10:52 PM
سادساً / الفوائد الشعرية والأدبية والأمثال
1 - قصيدة أبي محجن الثقفي في أبي بكر الصديق ( 13 )
وسميت صديقا وكل مهاجر @@@ سواك يسمى باسمه غير منكر
وبالغار إذ سميت بالغار صاحبا @@@وكنت رفيقا للنبي المطهر
سبقت إلى الإسلام والله شاهد @@@وكنت جليسا بالعريش المشهر
2 - عليك سلام لا زيارة بيننا &&& ولا وصل إلا أن يشاء ابن معمر ( 32 )
3 - والسبب في قتل على كرم الله وجهه أن ابن ملجم خطب امرأة من الخوارج على قتل علىومعاويةوعمرو بن العاص فانتدب لذلك ابن ملجم والحجاج بن عبد الله الضمري ودادويهالعنبريف كان من أمر ابن ملجم ما كان وضرب الحجاج معاوية في الصلاة بدمشق فجرحاليتهقيل أنه قطع منه عرق النسل فلم يحبل معاوية بعدها و أما صاحب عمرو فقدم مصرلذلكفوجد عمرا قد أصابه وجع في تلك الغذاة المعينة واستخلف على الصلاة خارجة ابنحذافةالذي كان يعدل ألف فارس فقتله يظنه عمرا ثم قبض ( فأدخل على عمرو فقال لهأردتعمرا وأراد الله خارجة فصارت مثلاً ) ( 40 )
4 - وذهب بصر ابن عباس آخرا فقال ( 68 )
أن يذهب الله من عيني نورهما *** ففي لساني وقلبي منهما نور
قلبي ذكى وذهني غير ذي وكل *** وفي فمي صارم كالسيف مشهور
5 - وضرب شريح امرأة له تميمية ثم ندم فقال ( 78 )
رأيت رجالا يضربون نساءهم ***فشلت يمينى حين أضرب زينبا
فز ينب بدر والنساء كواكب ***إذا طلعت لم تبق منهن كوكبا
6 - قال قطري بن الفجاءة ( 79 )
أقول لها وقد طارت شعاعا ***من الأبطال ويحك لا اتراعى
فإنك لو سألت بقاء يوم ***على الأجل الذي لك لم تطاعى
قصيرا في محال الموت صبرا ***فما نيل الخلود بمستطاع
سبيل الموت غاية كل حي ***وداعية لأهل الأرض داعى
7 - خالد بن يزيد بن معاوية الأموي كان له معرفة بالطب والكيمياء وفنون من العلم وله رسائل حسنة أخذ الصنعة عن راهب رومي ومن قوله في زوجته رملة بنت الزبير
تجول خلاخيل النساء ولا أرى *** لرملة خلخالاً يجول ولا قلباً
أحب بني العوام من أجل حبها *** ومن أجلها أحببت أخوالها كلباً ( 85 )
8 - وأبو الخطاب عمر بن عبد الله بن أبي ربيعة القرشي المخزومي الشاعر المشهور قيل لم يكن في قريش أشعر منه وهو كثير المجون والتغزل بالثريا ابنة علي بن عبد الله بن الحرث بن أمية بن عبد شمس الأموية التي جدتها قتيلة بالتصغير ابنة النضر بن الحارث المنشدة في قتيل أبيها يوم بدر الأبيات وكانت الثريا موصوفة بارعة الجمال وتزوجها سهيل بن عبد الرحمن بن عوف ونقلها إلى مصر وفيهما يقول عمر بن عبد الله بن أبي ربيعة
أيها المنكحُ الثريا سهيلا ***عَمركَ اللهِ كيفَ يلتقيان
هي شاميةٌ إذا ما استقلت ***وسهيلٌ إذا استقل يماني ( 93 )
9 - أتدعونني شيخا وقد عشت حقبة ***وهن من الأزواج نحوي فوارع
وما شاب رأسى عن سنيٍّ تتابعت *** علىّ ولكن شيبتني الوقائع ( 100 )
علي بن حسين فقيهي
2007-02-05, 10:54 PM
سابعاً / الفوائد القصصية
1 - وحكى أن عليا دخل على شريح مع خصم له ذمى فقام له شريح فقال له على كرم الله وجهه هذا أول جورك فقال لو كان خصمك مسلما لما قمت ويقال إنه قضى على علي وذلك أنه ادعى على الذمى درعا سقطت منه فقال للذمى ما تقول فقال مالى وبيدي فقال لعلى كرم الله وجهه ألك بينة أنها سقطت منك قال نعم فأحضر كلا من الحسن وعبده قنبر فقال قبلت شهادة قنبر ورددت شهادة الحسن فقال على ثكلتك أمك أما بلغك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة فقال اللهم نعم غير أني لا أجيز شهادة الولد لوالده فقال لليهودي خذها فليس عندي غيرهما فقال اليهودي لكني أشهد أنها لك وان دينكم هو الحق قاضي المسلمين يحكم على أمير المؤمنين ويرضى أشهد أن لا إله إلا الله واشهد أن محمدا رسول الله فدفع على الدرع له فرحا بإسلامه ( 78 )
2 - أوصى رجلا أن يأتي حي بثينة فيعلو شرفا ويصيح بهذين البيتين
صرخ النعي وما كنى بجميل *** وثوى بمصر ثوى بغير قفول
قومي بثينة فاندبي بعويل *** وابكي خليلا دون كل خليل
قال فخرجت كأنها بدر في دجنه تتثنى في مرطها فقالت يا هذا إن كنت صادقا فلقد قتلتني وإن كنت كاذبا فلقد فضحتني فقلت والله إني صادق وأخرجت حلته فلما رأتها صاحت وصكت وجهها وغشي عليها ساعة واجتمع نساء الحي يبكين معها ومن قوله فيها
وخبر تُماني أن تيماء منزل *** لليلى إذا ما الصيف ألقى المراسيا
فهذي شهور الصيف عنا قد انقضت *** فما للنوى يرمي بلبلي المراميا
في قصيدة وغلط بعضهم فجعلها لمجنون بني عامر وليس كذلك فإن تيماء من منازل بني عذرة ( 82 )
3 - فقال له الحجاج يا شقي بن كسير أما قدمت الكوفة وليس يؤم بها الأعرابي فجعلتك إماما فقال بلى قال أما وليتك القضاء فضج أهل الكوفة وقالوا لا يصلح للقضاء إلا عربي فاستقضيت أبا بردة وكان ابن أبي موسى الأشعري وأمرته أن لا يقطع أمرا دونك قال بلى قال أما جعلتك من سماري وكلهم رؤوس العرب قال بلى قال أما أعطيتك مائة ألف درهم تفرقها على أهل الحاجة في أول ما رأيتك ثم لم أسألك عن شيء منها قال بلى قال فما أخرجك علي قال بيعة كانت في عنقي لابن الأشعث فغضب الحجاج ثم قال أما كانت بيعة أمير المؤمنين عبد الملك في عنقك من قبل والله لأقتلنك وقال أبو بكر الهذلي لما دخل سعيد بن جبير على الحجاج قام بين يديه فقال له أعوذ منك بما استعاذت به مريم بنت عمران حيث قالت أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا فقال له الحجاج ما اسمك قال سعيد بن جبير قال شقي بن كسير قال أمي أعلم باسمي قال شقيت وشقيت أمك قال الغيب يعلمه غيرك قال لأوردنك حياض الموت قال أصابت إذا أمي قال فما تقول في محمد صلى الله عليه وسلم قال نبي ختم الله تعالى به الرسل وصدق به الوحي وأنقذ به من الهلكة إمام هدى ونبي رحمة قال فما تقول في الخلفاء قال لست عليهم بوكيل إنما استحفظت أمر ديني قال فأيهم أحب إليك قال أحسنهم خلقا وأرضاهم لخالقه وأشدهم فرقا قال فما تقول في علي وعثمان أفي الجنة هما أو في النار قال لو دخلتهما فرأيت أهلهما إذا لأخبرتك فما سؤالك عن أمر غيب عنك قال فما تقول في عبد الملك بن مروان قال مالك تسألني عن امرئ أنت واحدة من ذنوبه قال فمالك لم تضحك قط قال لم أر ما يضحك كيف يضحك من خلق من تراب وإلى التراب يعود قال فإني أضحك من اللهو قال ليست القلوب سواء قال فهل رأيت من اللهو شيئا ودعى بالناي والعود فلما نفخ بالناي بكى قال ما يبكيك قال ذكرني يوم ينفخ في الصور فأما هذا العود فمن نبات الأرض وعسى أن يكون قد قطع من غير حقه وأما هذه المغاش والأوتار فإنها سيبعثها الله معك يوم القيامة قال إني قاتلك قال إن الله عز وجل قد وقت لي وقتا أنا بالغه فإن يكن أجلي قد حضر فهو أمر قد فرغ منه ولا محيص ساعة وإن تكن العافية فالله تعالى أولى بها قال اذهبوا به فاقتلوه قال أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له استحفظكها يا حجاج حتى ألقاك يوم القيامة فلما تولوا به ليقتلوه ضحك قال له الحجاج ما أضحكك قال عجبت من جرأتك على الله وحلم الله جل وعلا عنك ثم استقبل القبلة فقال وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفا مسلما وما أنا من المشركين قال افتلوه عن القبلة قال فأينما تولوا فثم وجه الله إن الله واسع عليم قال اضربوا الأرض به قال منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى قال اضربوا عنقه قال اللهم لا تحل له دمي ولا تمهله من بعدي فلما قتله لم يزل دمه يجري حتى علا وفاض حتى دخل تحت سرير الحجاج فلما رأى ذلك هاله وأفزعه فبعث إلى صادوق المتطبب فسأله عن ذلك قال لأنك قتلته ولم يهله ففاض دمه ولم يجمد في جسده ولم يخلق الله عز وجل شيئا أكثر دما من الإنسان فلم يزل به ذلك الفزع حتى منع النوم وجعل يقول مالي ولك يا سعيد بن جبير وكان في جملة مرضه كلما نام رآه آخذا بمجامع ثوبه يقول يا عدو الله فيم قتلتني فيستيقظ مذعورا ويقول مالي ولابن جبير ( 95 )
4 - وفيها على الصحيح توفي عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود الهذلي الضرير أحد الفقهاء السبعة ومؤدب عمر بن عبد العزيز قال ابن الجوزي في كتاب ذم الهوى قدمت امرأة من هذيل المدينة فخطبها الناس وكادت تذهب بعقول أكثرهم لفرط جمالها فقال فيها عبيد الله بن عبد الله بن عتبة
أحبك حبا لو علمتِ ببعضه *** لجدتِ ولم يصعب عليك شديد
أحبك حبا لا يحبك مثله *** قريب ولا في العاشقين بعيد
وحبيك يا أم الصبي مدلهي ***شهيدي أبو بكر فذاك شهيد
ويعلم وجدى قاسم بن محمد ***وعروة ما ألقى بكم وسعيد
ويعلم ما عندي سليمانُ علمه ***وخارجة يبدي بنا ويعيد
متى تسألى عما أقول فتخبري ***فلله عندي طارف وتليد
فقال سعيد بن المسيب فقد أمنت أن تسألنا ولو سألتنا ما طمعت أن نشهد لك بزور ( 98 )
5 - وكان سليمان صاحب أكل كثير يجوز المقدار كان شعبة في كل يوم من الطعام مائة رطل بالعراقي وكان ربما أتاه الطباخون بالسفافيد التي فيها الدجاج المشوية وعليه الجبة الوشى المثقلة فلنهمه وحرصه على الطعام يدخل يده في كمه حتى يقبض على الدجاجة وهي حارة فيفصلها وحدث المنقرى عن العتبي عن إسحق بن إبراهيم بن الصباح بن مروان وكان مولى لبني أميه من أرض البلقاء من أعمال دمشق وكان حافظا لأخبار بني أمية قال لبس سليمان يوما في جمعة من ولايته لباسا تشهر به وتعطر ودعا بتخت فيه عمائم وبيده مرآه فلم يزل يعتم بواحد بعد أخرى حتى رضي منها واحدى فأرخى من سدولها وأخذ بيده مخصرة وعلا منبره ناظرا في عطفيه وجمع حشمه وخطبته التي أرادها التي يريد يخطب بها الناس فأعجبته نفسه فقال أنا المالك الكريم الحجاب الكريم الوهاب فتمثلت له جارية وكان يتحظاها فقال لها كيف ترين أمير المؤمنين قالت أراه مني النفس وقرة العين لولا ما قال الشاعر قال وما قال قالت قال
أنت نعم المتاع لو كنت تبقى *** غير أن لا بقاء للإنسان
ليس أنا يريبنا منك شيء *** علم الله غير أنك فان ( 99 )
علي بن حسين فقيهي
2007-02-06, 10:59 PM
ثامناً : الفوائد التربوية والإيمانية
1 - وكان سهيل بن عمرو يتردد في مكة إلى بعض الموالي يقرئه القرآن فعيره بعض قريش فقال سهيل هذا والله الكبر الذي حال بيننا وبين الخير ( 18 )
2 - وكانت أمرأته - بلال بن رباح - عند موته تقول واكرباه فيقول بل واطرباه غدا نلتقي الأحبة محمدا وصحبه ( 20 )
3 – قالت زوجة أبي الدرادء له ما عندنا نفقة فقال لها إن بين ايدينا عقبة لا يجوزها إلا المخفون ( 32 )
4 - محمد بن طلحة السجاد وكان له ألف نخلة يسجد تحتها في كل يوم ( 36 )
5 - وكان ابن عباس يأتي زيد بن ثابت إلى بيته للعلم ويقول العلم يؤتى ولا يأتي وكان إذا ركب أخذ بركابه ويقول ابن عباس هكذا أمرنا أن نفعل بالعلماء فيأخذ زيد كفه ويقبلها ويقول هكذا أمرنا أن نفعل بأهل بيت نبينا صلى الله عليه وسلم ( 45 )
6 - فقال الحسن بن علي يرحم الله أبا ذر أنا أقول من اتكل على حسن اختيار الله لم يحب غير ما اختاره ( 49 )
7 - مسروق الأجدع الهمداني الفقيه العابد صاب ابن مسعود وكان يصلى حتى تورم قدماه وحج فما نام إلا ساجدا وعن الشعبي قال ما رأيت أطلب للعلم منه كان أعلم بالفتوى من شريح ( 63 )
8 - وعمرو بن ميمون الأودي قدم مع معاذ من اليمن فنزل الكوفة وكان صالحا قانتا قيل حج مائة حجة وعمرة وكان إذا رؤى ذكر الله ( 75 )
9 - والأسود بن يزيد النخعي الكوفي الفقيه العابد كان يصلي في اليوم والليلة سبعمائة ركعة واستسقى به معاوية فسقوا ( 75 )
10 - زرارة بن أوفى العامري أبو حاجب قاضي البصرة قرئ في صلاة الصبح ( فإذا نقر في الناقور فذلك يومئذ يوم عسير ) فخر ميتا ( 93 )
11 - زين العابدين على بن الحسين الهاشمي وولد سنة ثمان وثلاثين بالكوفة أو سنة سبع سمى زين العابدين لفرط عبادته وكان ورده في اليوم والليلة ألف ركعة إلى أن مات وكان يوم استشهد والده مريضا فلم يتعرضوا له وكان عبد الملك يحترمه ويجله وأمه سلامة وقيل غزالة بنت يزد جرد ملك فارس سميت ثالثة ثلاث من بناته في خلافة عمر أمر عمر بيعهن فأشار علي بتقويمهن ويأخذهن من اختارهن فأخذهن علي فدفع واحدة لعبد الله بن عمر وأخرى لولده الحسين وأخرى لمحمد بن أبي بكر الصديق فولدت سالما وزين العابدين والقاسم بن محمد فهم بنو خالة وكان أهل المدينة يكرهون السراري حتى نشأ فيهم هؤلاء الثلاثة وفاقوا فقهاء المدينة ورعا فرغبت الناس في السراري ومن بر زين العابدين لأمه أنه كان لا يأكل معها في صحفة ويقول أخشى أن تسبق يدي إلى ما سبقت عينها إليه ومن وقوله أن لله عبادا عبدوه رهبة فتلك عبادة العبيد وآخرين عبدوه رغبة فتلك عبادة التجار وآخرين عبدوه شكرا فتلك عبادة الأحرار وتكلم فيه رجل وافترى عليه فقال له إن كنت كما قلت فأستغفر الله وإن لم أكن كما قلت فالله يغفر لك فقبل رأسه وقال جعلت فداك لست كما قلت فاغفر قال غفر الله لك فقال له الرجل الله أعلم حيث يجعل رسالاته وقصته مع هشام والفرزدق ومدح الفرزدق له مشهورة نذكر شيئا منها عند ذكر الفرزدق إن شاء الله تعالى قال الزهري ما رأيت أحدا أفقه من زين العابدين لكنه قليل الحديث وقال أبو حازم الأعرج ما رأيت هاشميا أفضل منه وعن سعيد بن المسيب قال ما رأيت أورع منه وقال مالك بلغني أن علي بن الحسين كان يصلي في اليوم والليلة ألف ركعة إلى أن مات وكان يسمى زين العابدين لعبادته ( 94 )
علي بن حسين فقيهي
2007-02-10, 11:16 PM
تاسعاً / الفوائد المتعلقة بالمرأة
1 - أم المؤمنين زينب بنت جحش الأسدية التي زوجها الله رسوله أسرع أزواج النبي صلى الله عليه وسلم لحوقا به وأطولهن يدا بالصدقة وهي التي كانت تسامى عائشة في الحظوة والمنزلة عند النبي صلى الله عليه وسلم ( 20 )
2 - سودة بنت زمعة الصحيح أنها توفيت سنة خمس وخمسين في خلافة معاوية ( 23 )
3 - وتوفيت أم حرام بنت ملحان بقبرس في هذه الغزاة وكانت مع زوجها عبادة بن الصامت ( 27 )
4 – تزوج النبي صلى الله عليه وسلم عائشة بمكة وهي ابنة ست وبني بها بالمدينة وهي بنت تسع وتوفي صلى الله عليه وسلم وهي بنت ثمان عشرة ( 57 )
5 – قال عروة بن الزبير ما جالست أحدا قط أعلم بقضاء ولا بحديث بالجاهلية ولا أروى للشعر ولا أعلم بفريضة ولا طب من عائشة رضي الله عنها ( 57 )
6 - أم سلمة هند آخر أمهات المؤمنين موتا ( 61 )
7 - وقتلت غزالة امرأة شبيب وكانت قد قاتلت في تلك الحروب قتالا عجز عنه كمل الرجال وكانت بحيث يضرب بشجاعتها المثل وكانت نذرت أن تأتي مسجد الكوفة فتصلى فيه ركعتين بسورة البقرة وآل عمران فخرجت إليه في سبعين رجلا ووفت نذرها فقال الناس
وفت الغزالة نذرها **** يارب لا تغفر لها
وقال الشاعر في الحجاج بن يوسف
أسد على وفي الحروب نعامة ****فتخاء تنفر من صفير الصافر
هلا كررت على غزالة في الوغى *** بل كان قلبك في جناحى طائر ( 77 )
8 - أم الدرداء الصغرى الأوصابية الحميرية وكان لها نصيب وافر من العلم والعمل ولها حرمة زائدة بالشام ( 81 )
9 - الفقيهة الفاضلة عمرة بنت عبد الرحمن الأنصارية نشأت في حجر عائشة فأكثرت الرواية عنها وهي العدل الضابطة
( 98 )
علي بن حسين فقيهي
2007-02-10, 11:25 PM
عاشراً / الطرائف والغرائب والملح والعجائب
1 - وكان في أبي هريرة دعابة وكان يخطب ويقول طرقوا لأميركم قيل هو أبو سعيد الخدري وكان يصلي خلف علي ويأكل على سماط معاوية ويعتزل القتال ويقول الصلاة خلف علي أتم وسماط معاوية أدسم وترك القتال أسلم ( 57 )
2 - من أدرك الجارف قال كان ثلاثة أيام فمات في كل يوم نحو من سبعين ألفا ومات لأنس بن مالك نحو سبعين ابنا ومات فيه عشرون ألف عروس وأصبح الناس في اليوم الرابع ولم يبق إلا اليسير من الناس وصعد ابن عامر المنبر يوم الجمعة فلم يجتمع معه إلا سبعة رجال وامرأة فقال ما فعلت الوجوه فقالت المرأة تحت التراب أيها الأمير ( 69 )
3 - وقال محمد بن الحنفية قولوا للعلج أن شاء جلس وأقمته كرها بيدي أو يقعدني وإن شاء فليكن هو القائم وأنا القاعد فاختار الرومي الجلوس فأقامه محمد وعجز هو عن إقعاده ثم اختار أن يقعد فعجز الرومي عن أقامته فانصرفا مغلوبين ( 81 )
4 - قتل الحجاج أيوب بن القرية وهي جدته لكن قال في القاموس القرية كجرية الحوصلة ولقب جماعة بنت جشم أم أيوب بن يزيد الفصيح المعروف الهلالي انتهى وكان أميا نصيحا وارتفع شأنه بالفصاحة والخطابة قدم على الحجاج فأعجبه وأوفده على عبد الملك ولما قام ابن الأشعث بعثه الحجاج إليه فقال إنما أنا رسول قال هو ما أقول لك ففعل ذلك وأقام عنده فلما هزم ابن الأشعث كتب الحجاج إلى عماله أن لا يجدوا أحدا من أصحاب ابن الأشعث إلا أرسلوه إليه أسيرا
فكان فيمن أرسلوا ابن القرية فسأله الحجاج عن البلدان والقبائل فقال أهل العراق أعلم الناس بحق وباطل وأهل الحجاز أسرع الناس إلى فتنة وأعجزهم فيها وأهل الشام أطوع الناس لخلفائهم وأهل مصر عبيد من خلب أي خدع وأهل البحرين نبط استعربوا وأهل عمان عرب استنبطوا وأهل الموصل أشجع الفرسان وأهل اليمن أهل أهواء وصبر عند اللقاء وأهل اليمامة أهل جفاء واختلاف وريف كثير وقرى يسير وأما القبائل فقال قريش أعظم أحلاما وأكرمها مقاما وبنو عامر بن صعصعة أطولها رماحا وأكرمها صباحا وثقيف أكرمها جدودا وأكثرها وفودا وبنو زيد ألزمها للرايات وأدركها للثارات وقضاعة أعظمها أخطارا وأكرمها نجارا وأبعدها أثارا والأنصار أثبتها مقاما وأحسنها إسلاما
وأكرمها أياما وتميم أظهرها جلدا وأكثرها عددا وبكر بن وائل أثبتها صفوفا وأحدها سيوفا وعبد القيس أسبقها إلى الغايات وأصبرها تحت الرايات وبنو أسد أهل تجلد وجلد وعسر ونكد ولخم ملوك وفيهم نوك أي حمق وعك ليوث جاهدة في قلوب فاسدة وغسان أكرم العرب أحسابا وأثبتها أنسابا وأمنع العرب في الجاهلية أن تضام قريش في بلدة حمى الله دارها ومنع جارها
وسأله عن مآثر العرب فقال كانت العرب تقول حمير أرباب الملك كندة ألباب الملوك ومذحج أهل الطعان وهمدان أحلاس الخيل والأزد أساس الناس
وسأله عن الأراضي فقال الهند بحرها دروجيلها ياقوت وشجرها عود وورقها عطر وأهلها طغام وخراسان ماؤها حامد وغذاؤها جاحد وعمان بلد سديد وصيدها عبيد والبحرين كناسة بين المصراعين واليمن أصل العرب وأهل البيوت والحسب ومكة رجالها علماء جفاة ونساؤها كساة عراة والمدينة رسخ العلم فيها وظهر منها والبصرة شتاؤها جليد وحرها شديد وماؤها ملح وحربها صلح والكوفة ارتفعت عن حر البحر وسفلت عن برد الشام وطاب ليلها وكثر خيرها وواسط جنة بين حماة وكنة قال وما حملتها وكنتها قال البصرة والكوفة يحسدانها ودجلة والفرات يتجاذبان بإفاضة الخير عليها والشام عروس بين نسوة جلوس
وسأله عن الآفات فقال آفة الحلم الغضب وآفة العقل العجب وآفة العلم النسيان وآفة السخاء المن وآفة الكرم مجاورة اللئام وآفة الشجاعة البغي وآفة العبادة الفترة وآفة الزهد حديث النفس وآفة الحديث الكذب وآفة المال سوء التدبير وآفة الكامل من الرجال العدم قال فما آفة الحجاج بن يوسف قال لا آفة لمن كرم حسبه وطاب نسبه وزكا فرعه فقال أظهرت نفاقا ثم قال اضربوا عنقه فلما رآه قتيلا ندم ( 84 )
5 - ابتدئ بناء جامع دمشق ودام العمل في بنائه وزخرفته بالجد والاجتهاد أكثر من عشرين سنة وكان فيه اثنا عشر ألف صانع وهو أحد عجائب الدنيا لتركيبه على الفلك ( 87 )
6 - طويس المغني مولى أروى بنت كريز أم عثمان بن عفان ضرب المثل بشؤمه وقيل لأنه ولد يوم مات النبي صلى الله عليه وسلم وفطم يوم مات الصديق وختن يوم قتل عمر وقبل بلغ الحلم في ذلك اليوم وتزوج يوم قتل عثمان وقيل ولد له ولد يوم قتل علي وقيل يوم مات الحسن بن علي رضي الله عنهم وهذا من عجائب الاتفاقات ( 92 )
7 - وعوتب أبو الأسود الدؤلي في البخل فقال لو أطعنا الفقراء في مالنا أصبحنا مثلهم وروى أنه عشى سائلا لحوحا وقيده فقيل له في ذلك فقال : لئلا يؤذي المسلمين الليلة ( 99 )
علي بن حسين فقيهي
2007-02-11, 09:20 PM
11 - سير العلماء
1 - أبو أمية شريح بن الحارث الكندي ولى قضاء الكوفة لعمر فمن بعده خمسا وسبعين سنة ولم يتعطل فيها إلا ثلاث سنين امتنع فيها من القضاء وعاش على ما قال ابن قتيبة مائة وعشرين سنة واستعفى عن القضاء قبل موته بعام فأعفاه الحجاج ( 78 )
2 - وغرق مع ابن الأشعث بدجيل عبد الرحمن بن أبي ليلى الأنصاري الفقيه الكوفي المقري قال ابن سيرين رأيت أصحابه يعظمونه كالأمير أخذ عن عثمان وعلي ورأى عمر يمسح على الخفين ( 83 )
3 - ظفر أصحاب الحجاج بابن الأشعث فقتلوه بسجستان وطيف برأسه في البلدان واسم ابن الأشعث عبد الرحمن بن محمد ( 84 )
4 - عقد عبد الملك من بعده لولده وبعث إلى عامله على المدينة هشام بن إسماعيل المخزومي ليبايع له الناس فامتنع سعيد بن المسيب وصمم فضربه هشام ستين سوطا وطيف به ( 85 )
5 - وقبيصه بن ذؤيب الخزاعي المدني الفقيه بدمشق روى عن أبي بكر وعمر قال مكحول ما رأيت أعلم منه وقال الزهري كان من علماء الأمة ( 86 )
6 - قتل الحجاج إبراهيم بن يزيد التيمي الكوفي العابد المشهور ولم يبلغ أربعين سنة روى عن عمرو بن ميمون الاودي وجماعة ( 92 )
7 - وأبو الشعثاء جابر بن زيد الذي قال فيه ابن عباس لو أن أهل البصرة نزلوا على قول أبي الشعثاء لأوسعهم علما عما في كتاب الله عز وجل ( 93 )
8 - أبو العالية رفيع بن مهران الرباحي مولاهم البصري المقرئ المفسر دخل على أبي بكر وقرأ القرآن على أبي وكان ابن عباس يرفعه على السرير وقريش أسفل وقال أبو بكر بن أبي داود ليس بعد الصحابة أحد أعلم بالقرآن من أبي العالية وبعده سعيد بن جبير قال ابن قتيبة حج أبو العالية ستين حجة ( 93 )
9 - أبو محمد سعيد بن المسيب المخزومي المدني أحد أعلام الدنيا سيد التابعين وقال ابن عمر لو رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه لسره وقال مكحول وقتادة والزهري وغيرهم ما رأينا أعلم من ابن المسيب قال علي بن المديني لا أعلم في التابعين أوسع علما منه وهو عندي أجل التابعين وقال أحمد العجلي كان لا يأخذ العطاء وله أربعمائة دينار يتجر بها في الزيت وقال مسعر عن سعد ابن إبراهيم قال سمعت سعيد بن المسيب يقول ما أحد أعلم بقضاء قضاه رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أبو بكر ولا عمر مني سمع من الصحابة وجل روايته عن أبيهريرة وكان تزوج ابنته قال قتادة ما جمعت علم الحسن إلى علم أحد إلا وجدت له عليه فضلا غير أنه كان إذا أشكل عليه شيء كتب إلى ابن المسيب يسأله قال حججت أربعين حجة وما فاتني التكبيرة الأولى منذ خمسين سنة وما نظرت إلى قفا رجل في الصلاة
وكان جابر بن الأسود على المدينة دعاه إلى بيعة ابن الزبير فأبى فضربه سوطا وضربه أيضا هشام بن إسماعيل ستين ستين سوطا وطاف في المدينة في تبان من شعر وذلك انه دعاه إلى البيعة لسليمان والوليد بالعهد فلم يفعل وكان مولده لسنتين مضتا من خلافة عمر ووفاته بالمدينة ( 94 )
10 - وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم لما مات العبادلة عبد الله بن عباس وعبد الله بن عمر وعبد الله بن الزبير وعبد الله بن عمرو بن العاص صار الفقه في جميع البلدان إلى الموالي فقيه مكة عطاء وفقيه اليمن طاووس وفقيه اليمامة يحيى بن أبي كثير وفقيه البصرة الحسن البصري وفقيه الكوفة إبراهيم النخعي وفقيه الشام مكحول وفقيه خراسان عطاء الخراساني إلا المدينة فإن الله تعالى حرسها بقرشي فقيه غير مدافع سعيد بن المسيب وهو من فقهاء المدينة جمع بين الحديث والتفسير والفقه والورع والعبادة ( 94 )
11- أحد فقهاء المدينة السبعة أبو محمد عروة ابن الزبير بن العوام الأسدي المدني الفقيه الحافظ جمع العلم والسيادة والعبادة ولد في سنة تسع وعشرين وحفظ عن والده وكان يصوم الدهر ومات صائما واشتهر أنه قطعت رجله وهو في الصلاة لاكلة وقعت فيها ولم يتحرك حتى لم يشعر الوليد بن عبد الملك بذلك وهو عنده حتى كويت فوجد رائحة الكي قال الزهري رأيته بحرا لا تكدره الدلاء ( 94 )
12 - أحد الفقهاء السبعة أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحرث ابن هشام بن المغيرة المخزومي الملقب براهب قريش لعبادته وفضله استصغر يوم الجمل فرد هو وعروة وكان مكفوفا وأبوه الحرث من الصحابة وهو أخو أبي جهل لأمه وهذه السنة تسمى سنة الفقهاء لأنها مات فيها جماعة منهم وإنما قيل الفقهاء السبعة لأنهم كانوا بالمدينة في عصر واحد ينشر عنهم العلم والفتيا وكان في عصرهم جماعة من فقهاء التابعين مثل سالم بن عبد الله بن عمر وغيره فلم يكن لهم مثل مالهم ( 94 )
13 - قال الزهري أربعة وجدتهم بحورا عروة وابن المسيب وأبو سلمة وعبيد الله ( 94 )
14 - وفي شعبان من السنة المذكورة قتل الحجاج قاتله الله سعيد بن جبير الوالي مولاهم الكوفي المقرئ المفسر الفقيه المحدث أحد الأعلام وله نحو من خمسين سنة أكثر من روايته عن ابن عباس وحدث في حياته بأذنه وكان لا يكتب الفتاوي مع ابن عباس فلما عمي ابن عباس كتب وروى أنه قرأ القرآن في ركعة في البيت الحرام وكان يؤم الناس في شهر رمضان فيقرأ ليلة بقراءة ابن مسعود وليلة بقراءة زيد بن ثابت وأخرى بقراءة غيرهما وكان سعيد مع عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث بن قيس لما خرج على عبد الملك بن مروان فلما قتل عبد الرحمن وانهزم أصحابه من دير الجماجم هرب فلحق بمكة وكان واليها يومئذ خالد بن عبيد الله القسري فأخذه وبعث به إلى الحجاج مع إسماعيل ابن أوسط البجلي وقتل ابن جبير وله تسع وأربعون سنة وقبره بواسط يتبرك به ( 95 )
15 - وقيل كان أعلم التابعين بالطلاق سعيد بن جبير وبالحج عطاء وبالحلال والحرام طاووس وبالتفسير مجاهد وأجمعهم لذلك سعيد بن جبير ( 95 )
علي بن حسين فقيهي
2007-02-12, 04:47 PM
12 - الكرامات
1 - أم أيمن حاضنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمه بعد أمه ومنزلتها من النبي صلى الله عليه وسلم ومنزلة زوجها وبنتها لا توصف ولا تكيف وخرجت مهاجرة وليس معها زاد ولا ماء فكادت تموت من العطش فلما كان وقت الفطر وكانت صائمة سمعت حسا على رأسها فرفعته فإذا دلو برشاء أبيض معلق فشربت منه حتى رويت وما عطشت بقية عمرها ( 11 )
2 - روى البخاري أن عباد بن بشر وأسيد بن حضير خرجا من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم في ليلة مظلمة فأضاء لهما طرف السوط فلما افترقا افترق الضوء معهما ( 20 )
3 – وكان عمران بن حصين الخزاعي يسمع تسليم الملائكة عليه حتى اكتوى بالنار فلم يسمعهم عاما ثم أكرمه الله برد ذلك ( 52 )
4 - أبو مسلم الخولاني اليمنى من سادات التابعين صاحب كرامات أجج له الأسود العنسى نارا عظيمة وألقاه فيها فلم تضره فنفاه لئلا يرتاب الناس فيه فوفد على أبي بكر مسلما فقال الحمد لله الذي لم يمتني حتى أراني من أمه محمد صلى الله عليه وسلم من فعل به ما فعل بإبراهيم خليل الله ( 62 )
5 - وروى أن حية كانت تدخل في منخر عبيد الله بن زياد وتدور على رأسه وفعلت ذلك والناس ينظرون ( 67 )
علي بن حسين فقيهي
2007-02-12, 04:51 PM
12 - الأحداث والوقائع والأوائل والأواخر
1 - توفي عثمان بن مظعون القرشي الجمحي وهو أول من مات من المهاجرين بالمدينة بعد رجوعه من بدر ( 2 )
2 - الخلاف في وقت الخندق وبني قريظة ( 5 )
3 - وتوفيت ابنته زينب وهي أكبر أولاده صلى الله عليه وسلم ( 8 )
4 - توفي إبراهيم بن النبي صلى الله عليه وسلم وهو ابن سنة ونصف وكسفت الشمس يوم مات ذكر بعض الشافعية أن كسوفها يوم مات إبراهيم يرد على أهل الفلك لأنه مات في غير يوم الثامن والعشرين والتاسع والعشرين وهم يقولون لا تنكسف إلا فيهما ( 10 )
5 - توفي النبي صلى الله عليه وسلم في وسط نهار الاثنين في ربيع الأول وما قيل أنه توفي في الثاني عشر فيه إشكال لأنه صلى الله عليه وسلم كانت وقفته في الجمعة في السنة العاشرة إجماعا ولا يتصور مع ذلك وقوع الاثنين ثاني عشر شهر ربيع الأول من السنة التي بعدها ( 11 )
6 - وهو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك ابن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد ابن عدنان هذا المتفق عليه ( 11 )
7 - ولحافظ دمشق ابن ناصر الدين قصيدة سماها بواعث الفكرة في حوادث الهجرة أحببت أن أثبتها هنا لما فيها من الفوائد ( 11 )
8 - وتزوج خديجة وهو ابن خمس وعشرين سنة وهي بنت أربعين على الصحيح فيهما ورجح كثيرون أنها ابنة ثمان وعشرين ( 11 )
9 - تزوجها علي رضي الله عنه فاطمة وهي بنت خمس عشرة سنة وخمسة أشهر ونصف وعمره إحدى وعشرين سنة وخمسة أشهر ( 11 )
10 - أبو عبيدة بن مسعود والد المختار الكذاب وكان من جلة الصحابة ( 14 )
11- زيادة عمر في المسجد النبوي ( 17 )
12 - توفي معاذ بن جبل وعمره ست أو ثمان وثلاثين - سلطان العلماء وأعلم الأمة بالحلال والحرام ( 18 )
13 - وتوفي سيف الله خالد بن الوليد المخزومي عن ستين سنة على فراشه بعد إرتكابه عظيم الأخطار في طلب الشهادة وفتحه الفتوحات العظيمة ونكايته في أعداء الله تعالى وفيه عبرة لكل جبان وحاصر حصنا فقالوا لا نسلم حتى تشرب السم فشربه ولم يضره ( 21 )
14 - أبي بن كعب أحد الأربعة الذين جمعوا القرآن وأمر الله نبيه أن يقرأ عليه سورة لم يكن وسماه له وناهيك بها وقال له ليهنك العلم يا أبا المنذر ( مسلم 810 ) ( 22 )
15 - وكان على بن أبي طالب رضي الله عنه يقول مانبعد أن السكينة تنطق على لسان عمر ثبت هذا عنه من رواية الشعبي ( 23 )
16 - مات قتادة بن النعمان الأنصاري الأوسى الذي ورد النبي صلى الله عليه وسلم عينه يوم أحد حين سقطت وكانت أحسن عينيه 23 )
17 - فاعتزل عمرو في ناحية فلسطين وكان ذلك بدء المخالفة ( 27 )
18 - العباس بن عبد المطلب وكان صيتا ينادى غلمانه من سلع وهم بالغابة فيسمعونه وذلك على ثمانية أميال ( 32 )
19 - حاصر المصريون أمير المؤمنين عثمان نحو شهرين وعشرين يوما ثم اقتحم عليه أراذل من أوباش القبائل فقتلوه والصحيح أنه لم يتعين قاتله ( 35 )
20 - قال البخاري بعد ذلك فجميع مال الزبير بن العوام خمسون ألف ألف ومائتا ألف انتهى وقال ابن الهائم رحمه الله بل الصواب أن جميع ماله حسبما فرض تسعة وخمسون ألف ألف وثمانمائة ألف ( 36 )
21 - عبد الله وهو أول مولود ولد بالمدينة للمهاجرين وبه كنى النبي صلى الله عليه وسلم عائشة على الصحيح لكفى ( 36 )
22- ذو الشهادتين خزيمة بن ثابت ( 37 )
23 - خباب بن الأرت التميمي أحد السابقين البدريين وصلى عليه علي بالكوفة سأله عمر يوما عما لقي من المشركين فقال لقد أوقدت نار وسحبت عليها فما أطفأها ألا ودك ظهري ثم أراه ظهره فقال عمر ما رأيت كاليوم ( 37 )
24 - سهل بن حنيف الأوسي في الكوفة شهد بدرا وما بعدها واستخلفه علي على المدينة حين خرج إلى العراق وولاه فارس وشهد معه صفين وتكلم بكلام عجيب مروى في البخارى ( 6934 ) ( 38 )
25 - وأبو مسعود عقبة بن عمرو الأنصاري البدري نزل بدرا ساكنا ولم يشهدها على الصحيح ( 40 )
26 - والأشعث بن قيس الكندي وعمرو بن معدي كرب الزبيدي ارتدا زمن الردة وأسلما وحسن إسلامهما وحمدت مواقفهما ( 40 )
27 - والسبب في قتل على كرم الله وجهه أن ابن ملجم خطب امرأة من الخوارج على قتل على ومعاوية وعمرو بن العاص فانتدب لذلك ابن ملجم والحجاج بن عبد الله الضمري ودادويه العنبري فكان من أمر ابن ملجم ما كان ( 40 )
28 - المغيرة بن شعبة الثقفي أسلم عام الخندق يقال أنه أحصن ثلاثمائة امرأة قيل الف امرأة ( 50 )
29 - وأبو بكرة بن نفيع بن الحارث وقيل ابن مسروح تدلى من حصن الطائف ببكرة للإسلام فلذا كنى بأبي بكرة ( 52 )
30 - وحسان بن ثابت الأنصاري الشاعر عن مائة وعشرين سنة مناصفة في الجاهلية والإسلام قيل وكذلك أبوه وجده وكان لسانه يصل إلى جبهته ( 54 )
31- حكيم بن حزام ولدته أمه في الكعبة وعاش ستين سنة في الجاهلية وستين سنة في الإسلام ( 54 )
32 - سعد بن أبي وقاص أول من رمى بسهم في سبيل الله مجاب الدعوة وفداه النبي صلى الله عليه وسلم وسلم بأبويه وما دعا قط ألا استجيب له ومناقبه جمة ( 55 )
33 - قثم بن العباس بن عبد المطلب وكان يشبه بالنبي صلى الله عليه وسلم وهو آخر من طلع من لحد النبي صلى الله عليه وسلم ( 56 )
34 - استشهد فيها في يوم عاشوراء أبو عبد الله الحسين بن علي بن أبي طالب سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم وريحانته بكربلاء عن ست وخمسين سنة ( 61 )
35 - فعل بسر بن ارطأة العامري أمير معاوية في أهل البيت من القتل والتشريد حتى خد لهم الأخاديد وكانت له أخبار شنيعة في على وقتل ولدى عبيد الله بن عباس وهما صغيران على يدي أمهما ففقدت عقلها وهامت على وجهها فدعا عليه على أن يطيل الله عمره ويذهب عقله فكان كذلك خرف في آخر عمره ولم تصح له صحبة وقال الدارقطني كانت له صحبة ولم تكن له استقامة بعد النبي صلى الله عليه وسلم ( 61 )
36 - النعمان ابن بشير أول مولود من الأنصار في الإسلام ( 61 )
37 - وفيها نقض أمير المؤمنين عبد الله بن الزبير الكعبة وبناها على قواعد إبراهيم صلى الله عليه وسلم على ما حدثته خالته عائشة رضي الله عنه وأدخل الحجر في البيت وكان قد تشقق أيضا من المنجنيق واحترق سقفه ( 64 )
38 - خرج سليمان بن صرد الخزاعي الصحابي والمسيب بن نجبة الفزاري صاحب على في أربعة ألاف يطلبون بدم الحسين ويسمى جيش التوابين وجيش السراة وكان مروان قد جهز ستين ألفا مع عبيد الله بن زياد ليأخذ و العراق والتقوا بالجزيرة فانكسر سليمان وأصحابه وقتل هو والمسيب وطائفة وكان لسليمان صحبة ورواية ( 65 )
39 - والمختار بن أبي عبيد الثقفي كان متلونا كذابا يدعو مرة إلى محمد بن الحنفية ومرة لابن الزبير حتى ادعى آخرا أن جبريل يأتيه بالوحي من السماء ( 67 )
40 - وقال مغيرة لابن عباس أني أصبت هذا العلم قال بلسان سئول وقلب عقول وقال مجاهد كان ابن عباس يسمى البحر من كثرة علمه وقال طاوس أدركت نحوا من خمسين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذكر ابن عباس شيئا فخالفوه لم يزل بهم حتى يقررهم ( 68 )
41 - قبيصة بن خالد الأسدي وكان فصيحا مفوها روى عبد الملك ابن عمير عنه قال قال لي عمر إني أراك شابا فصيح اللسان فسيح الصدر ( 69 )
42 - وفيها قال ابن جرير ثارت الروم وقووا على المسلمين لاختلاف كلمتهم فصالح عبد الملك ملك الروم على أن يؤدي كل جمعة ألف مثقال وهو أول وهن دخل على المسلمين والإسلام ( 70 )
43 - أبو بحر المعروف بالأحنف بن قيس التميمي السعدي كان من سادات التابعين يضرب بحلمه المثل فعن الحسن قال ما رأيت شريف قوم أفضل من الأحنف ( 72 )
44 - أبو جحيفة السوائي ويقال له وهب الخير له صحبة ورواية وكان صاحب شرطة على رضى الله عنه وكان يقوم تحت منبره يوم الجمعة وقيل تأخر إلى بعد الثمانين ( 74 )
45 - محمد بن حاطب بن الحرث الجمحي له صحبة ورواية وهو أول من سمى في الإسلام محمدا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ( 74 )
46 - وعمران بن حطان السدوسي البصري أحد رؤس الخوارج وشاعرهم البليغ ( 74 )
47 - افتتح إقليم الأندلس علي يد طارق مولى موسى بن نصير وتمم موسى فتحه في سنة ثلاث ( 92 )
48 - وفيها كانت الفتوح بأرض المغرب والأندلس وبأرض الروم وبأرض الهند ولم يفتح المسلمون منذ خلافة عثمان مثل هذه الفتوح التي جرت بعد التسعين شرقا وغربا فلله الحمد والمنة ( 93 )
49 - فيها أراح الله العباد والبلاد بموت الحجاج بن يوسف بن أبي عقيل الثقفي الطائفي في ليلة مباركة على الأمة ليلة سبع وعشرين من رمضان وله ثلاث وقيل أربع أو خمس وخمسون سنة أو دونها وكان شجاعا مقداما مهيبا متفوها فصيحا سفاكا
وكان معلما قال ابن قتيبة كان يعلم بالطائف واسمه كليب وأبوه أيضا يوسف كان معلما وسلط أيضا عليه البرد فكان يوقد النار تحته وتأجج حتى تحرق ثيابه وهو لا يحس بها فشكا إلى الحسن البصري فقال ألم أكن نهيتك أن تتعرض للصالحين فلما أخبر الحسن بموته سجد شكرا وقال اللهم كما أمته فأمت سنته ( 95 )
50 - وفيها قلع الله تعالى قرة بن شريك القيسي أمير مصر وكان عسوفا ظالما قيل كان إذا انصرف الصناع من بناء جامع مصر دخله فدعا بالخمر والملاهي ويقول لنا الليل ولهم النهار قال عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه الوليد بالشام وقرة بمصر والحجاج بالعراق وعثمان بن حيان بالحجاز امتلأت الأرض والله جورا ( 96 )
51 - أبو عبد الرحمن موسى بن نصير الأعرج الأمير الذي افتتح الأندلس وأكثر المغرب ولم يهزم له جيش قط وكان من رجال العالم حزما ورأيا وهمة ونبلا وشجاعة وإقداما وكان والده نصير على جيوش معاوية - وولى على طنجة وأعمالها مولاه طارق ابن زياد البربري ( 97 )
علي بن حسين فقيهي
2007-04-01, 10:29 PM
أولا / الفوائد العقدية
1 - وفيها وقيل في سنة خمس وتسعين الحسن بن محمد بن الحنفية الهاشمي العلوي روى أنه صنف كتابا في الأرجاء ثم ندم عليه وكان من عقلاء قومه وعلمائهم ( 101 )
2 - قال ابن قتيبة وكان عكرمة يرى رأي الخوارج وطلبه بعض الولاة فتغيب عند داود بن الحصين حتى مات عنده ومات سنة خمس ومائة وقد بلغ ثمانين سنة ( 105 )
3 - وحدثني عبد الرحمن عن الأصمعي عن أبيه قال ما رأيت أحدا أعرض زندا من الحسن كان عرضه شبرا وكان تكلم في شيء من القدر ثم رجع عنه وكان عطاء بن يسار قاضيا ويرى القدر ( 110 )
4 - أبو جعفر محمد الباقر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ولد سنة ست وخمسين من الهجرة وروى عن أبي سعيد الخدري وجابر وعدة وكان من فقهاء المدينة وقيل له الباقر لأنه بقر العلم أي شقه وعرف أصله وخفيه وتوسع فيه وهو أحد الأئمة الإثني عشر على اعتقاد الإمامية قال عبد الله بن عطاء ما رأيت العلماء عند أحد أصغر منهم علما عنده وله كلام نافع في الحكم والمواعظ منه أهل التقوى أيسر أهل الدنيا مؤونة واكثرهم معونة أن نسيت ذكروك وإن ذكرت أعانوك قوالين بحق الله قوامين بأمر الله ومنه أنزل الدنيا كمنزل نزلته وارتحلت عنه أو كمال أصبته في منامك فاستيقظت وليس معك منه شيء مات رضي الله عنه عن ست وخمسين سنة ودفن بالبقيع مع أبيه وعم أبيه الحسن والعباس رضي الله عنهم ( 113 )
5 - عدي بن ثابت الأنصاري قال في المغنى هو كوفى شيعى جلد ثقة مع ذلك وكان قاضي الشيعة وإمام مسجدهم قال المسعودي ما أدركنا أحدا أقول بقول الشيعة من عدي بن ثابت وقال ابن معين شيعي مفرط وقال الدارقطني رافضي غال .( 116)
6 - سلمة بن كهيل الكوفي روى عن جندب البجلي وطائفة وكان من أثبات الشيعة وعلمائهم حمل عنه شعبة والثوري ( 121 )
7 - هلك خالد بن عبد الله القسري الدمشقي الأمير تحت العذاب وله ستون سنة وكان جوادا ممدحا خطيبا مفوها خطب بواسط يوم أضحى وكان ممن حضره الجعد بن درهم فقال خالد في خطبته الحمد لله الذي اتخذ إبراهيم خليلا وموسى كليما فقال الجعد وهو بجانب المنبر لم يتخذ الله إبراهيم خليلا ولا موسى كليما ولكن من ورا ورا فلما أكمل خالد خطبته قال يا أيها الناس ضحوا قبل الله ضحاياكم فإني مضح بالجعدين درهم فإنه زعم أن الله لم يتخذ إبراهيم خليلا ولا موسى كليمافي كلام طويل ثم نزل فذبحه في أسفل المنبر فلله ما أعظمها وأقبلها من أضحية والجعد هذا من أول من نفى الصفات وعنه انتشرت مقالة الجهمية إذ ممن حذا حذوه في ذلك الجهم بن صفوان عاملها الله تعالى بعدله قال الذهبي في المغني الجعد بن درهم ضال مضل زعم أن الله تعالى لم يتخذ إبراهيم خليلا تعالى الله عما يقول الجعد علوا كبيرا انتهى وقال فيه أيضا خالد بن عبد الله القسري عن أبيه عن جده صدوق لكنه ناصبي جلد وقال ابن معين عن خالد هذا كان رجل سؤ يقع في علي رضي الله عنه ولي العراق لهشام ( 126 )
8 - كانت فتنة الإباضية وهم المنسوبون إلى عبد الله بن إباض قالوا مخالفونا من أهل القبلة كفار ومرتكب الكبيرة موحد غير مؤمن بناء على أن الأعمال داخلة في الإيمان وكفروا عليا وأكثر الصحابة وكان داعيتهم في هذه الفتنة عبد الله بن يحيى الجندي الكندي الحضرمي طالب الحق وكانت لهم وقعة بقديد مع عبد العزيز بن عبد الله بن عمرو بن عثمان فقتل عبد العزيز ومن معه من أهل المدينة فكانوا سبعمائة أكثرهم من قريش منهم مخرمة بن سليمان الوالبي روى عن عبد الله بن جعفر وجماعة وبعدها سارت الخوارج إلى وادي القرى ولقيهم عبد الملك السعدي فقتلهم ولحق رئيسهم إلى مكة فقتله أيضا ثم سار إلى تبالة وراء مكة بست مراحل فقتل داعيتهم الكندي ( 130 )
9 - قال الشافعي ولي يزيد بن الوليد فدعا الناس إلى القدر وحملهم عليه ( 126 )
10 - ولما قالت الخوارج بتكفير أهل الكبائر وقالت أهل السنة بفسقهم قال واصل بن عطاء لا مؤمنون ولا كفار فطرده الحسن عن مجلسه وصار له شيعة قال السيد الشريف في التعريفات الواصلية أصحاب أبي حذيفة واصل بن عطاء قالوا بنفي القدرة عن الله تعالى وتقدس وبإسناد القدرة إلى العباد ( 131 )
11- قال المدائني فيها ظهرت الريوندية وهم قوم خراسانيون على رأى أبي مسلم صاحب الدعوة يقولون بتناسخ الأرواح وإن ربهم الذي يطعمهم ويسقيهم المنصور وأن الهيثم بن معاوية جبريل فأتوا قصر المنصور وطافوا فيه فقبض على مائتين من كبارهم فغضب الباقون وحفوا بنعش وحملوا هيئة جنازة ثم مروا بالسجن فشدوا على الناس وفتحوا السجن وأخرجوا اصحابهم وقصدوا المنصور في ستمائة مقاتل فأغلق البلد وحاربهم العسكر مع معن بن زائدة ثم وضعوا فيهم السيف وأصيب يومئذ الأمير عثمان بن نهيك فاستعمل المنصور مكانه على الحرس أخاه عيسى وكان ذلك بالهاشمية حدث أبو بكر الهذلي قال اطلع المنصور فقال رجل إلى جانبي هذا رب العزة الذي يطعمنا ويرزقنا ( 141 )
12 - عمرو بن عبيد البصري العابد الزاهد المعتزلي القدرى صاحب الحسن ثم خالفه واعتزل حلقته فلذا قيل المعتزلة قال في العبر قال الحسن رأيته في النوم يسجد للشمس وقال ابن الأهدل لما اعتزل واصل بن عطاء مجلس الحسن وطرده تحول إليه عمرو فسموا معتزلة توفي بمران بتشديد الراء على طريق مكة وهو راجع منها ورثاه الخليفة المنصور ومدحه أيضا في حياته والناس مختلفون فيه انتهى وقال في المغنى عمرو بن عبيد شيخ المعتزلة سمع الحسن كذبه أيوب ويونس وتركه ابن أبي شيبة انتهى
وكانت له جرأة فإنه قال عن ابن عمر هو حشوى فانظر هذه الجرأة والإفتراء عامله الله بعدله ( 142 )
13 - أبو الحسن مقاتل بن سليمان الأزدي مولاهم الخراساني المفسر وقال في المغني مقاتل بن سليمان البلخي هالك كذبة وكيع النسائي انتهى وقال ابن الأهدل كان نبيلا واتهم في الرواية قال مرة سلوني عمادون العرش فقيل له من حلق رأس آدم لما حج وقال له آخر الذرة أو النملة معاؤها في مقدمها أو مؤخرها فلم يدر ما يقول وقال ليس هذا من علمكم لكن بليت به لعجبي بنفسي وسأله المنصور لما خلق الله الذباب فقال ليذل به الجبابرة ( 150 )
14 - غلبت الخوارج الإباضية على أفريقية وهزموا عسكرها وقتلوا متوليها عمر بن حفص الأزدي وكان رأسهم ثلاثة أبو حاتم الأباضي وأبو عاد وأبو قرة الصفرى وكان أبو قرة في أربعين ألفا من الصفرية قد بايعوه بالخلافة وكان أبو حاتم وصاحبه في ثمانين ألف فارس وأمم لا يحصون من الرجالة ( 153 )
15 - وعمر بن ذر الهمداني الكوفي الواعظ البليغ روى عن أبيه ثقة لكنه رأس في الأرجاء . ( 156 )
16 - قتل المهدي جماعة من الزنادقة وصرف همته إلى تتبعهم وأتي بكتب من كتبهم فقطعت بحضرته بحلب ( 163-167 )
17 - عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة الماجشون المدني الفقيه روى عن الزهري وطبقته وكان إماماً مفتياً صاحب حلقة وعد الذهبي في كتابه العلو الماجشون عبد العزيز هذا ممن قال بالجهة وأقام الدليل والتعليل على ذلك فراجعه ( 164 )
18 - خالد بن برمك وزير السفاح وجد جعفر البرمكي عن خمس وسبعين سنة وكان يتهم بالمجوسية قاله في العبر ( 164 )
19 - قتل في الزندقة بشار بن برد البصري الأعمى شاعر العصر قال ابن الأهدل بشار بن برد العقيلي مولاهم الشاعر المشهور كان أكمه جاحظ العينين فصيحا مفوها وكان يمدح المهدي فرمى عنده بالزندقة فضربه حتى مات وقد نيف على السبعين قيل كان يفضل النار على الطين ويصوب رأى إبليس في امتناعه من السجود لآدم
وقال ابن قاضي شهبة زنادقة الدنيا أربع بشار بن برد وابن الراوندي وأبو حيان التوحيدي وأبو العلاء المعري . ( 167 )
20 - قال إسماعيل بن حماد بن أبي حنيفة قاضي البصرة كان لنا جار طحان رافضي له بغلان فسمى أحدهما أبا بكر والآخر عمر فرمحه أحدهما فقتله فقال جدي أبو حنيفة انظروا الذي رمحه فلا تجدونه إلا الذي سماه عمر فوجدوه كذلك ( 176 )
21 - ابن عبد البر ولا أعلم قاضيا كان إليه تولية القضاء في الآفاق من المشرق إلى المغرب إلا أبا يوسف في زمانه وهو أول من لقب بقاضي القضاة ( 182 )
22 - السيد الجليل أبو الحسن موسى الكاظم بن جعفر الصادق ووالد علي بن موسى الرضا ولد سنة ثمان وعشرين ومائة روى عن أبيه قال أبو حاتم ثقة إمام من أئمة المسلمين وقال غيره كان صالحاً عابداً جواداً حليماً كبير القدر بلغه عن رجل الأذى له فبعث إليه بألف دينار وهو أحد الأئمة الإثني عشر المعصومين على اعتقاد الأمامية سكن المدينة فأقدمه المهدى بغداد وحبسه فرأى المهدي في نومه عليا كرم الله وجهه وهو يقول له يا محمد ( فهل عسيتم ان توليتم ان تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم ) فأطلقه على أن لا يخرج عليه ولا على أحد من بنيه وأعطاه ثلاثة آلاف ورده إلى المدينة ثم حبسه هارون الرشيد في دولته ومات في حبسه وقيل أن هارون قال رأيت حسينا في النوم قد أتى بالحربة وقال إن خليت عن موسى هذه الليلة وإلا نحرتك بها فخلاه وأعطاه ثلاثين ألف درهم وقال موسى رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وقال لي ( يا موسى حبست ظلماً فقل هذه الكلمات لا تبيت هذه الليلة في الحبس : يا سامع كل صوت يا سائق الفوت يا كاسي العظام لحما ومنشزها بعد الموت أسألك بأسمائك الحسنى وباسمك الأعظم الأكبر المخزون المكنون الذي لم يطلع عليه أحد من المخلوقين يا حليماً ذا أناةٍ يا ذا المعروف الذي لا ينقطع أبداً ولا يحصى عدداً فرج عني ) ( 183 )
علي بن حسين فقيهي
2007-04-01, 10:31 PM
2 - الفوائد الفقهية
1 - ينبغي في القاضي خمس خصال العلم بما يتعلق به والحلم عند الخصومة والزهد عند الطمع والإحتمال للأئمة والمشاورة لذوي العلم .( 101 )
2 - وكان بنو أمية يصيحون في الموسم لا يفتى أحد غير عطاء بن أبي رباح وما روى عنه أنه كان يرى إباحة وطء الإماء بإذن أهلهن وكان يبعث بهن إلى أضيافه فقد قال القاضي شرف الدين بن خلكان اعتقادي أن هذا لا يصح عنه فإنه لو رأى الحل فإن الغيرة والمروءة تمنعه عن ذلك قال اليافعي ينبغي أن يحمل بعثهن لسماع القول منهن نحو ما نقل عن بعض المشايخ الصوفية أنه كان يأمر جواريه يسمعن أصحابه وفيه أيضا ما فيه فإن صح فيحمل على ما إذا لم تحصل فتنة بحضورهن وسماعهن إذا قلنا إن صوت المرأة ليس بعورة والله أعلم ( 114 )
3 - عمير بن هانئ العنسي بالنون الدارني روى عن معاوية في الصحيحين وعن أبي هريرة في السنن قال له عبد الرحمن بن يزيد بن جابر أراك لا تفتر عن الذكر فكم تسبح كل يوم قال مائة ألف تسبيحة إلا أن تخطئ الأصابع قلت هذا صريح منه بأنه كان يعد التسبيح بأصابعه ولكن أورد أبو بكر ابن داود في التحفة أن أبا الدرداء كان يسبح كل يوم مائة ألف تسبيحة أيضا ثم قال ما معناه وهذا دليل أنه كان يستعمل السبحة إذ يبعد ويتعذر أن يضبط مثل هذا العدد بغيرها وجعله من جملة الأدلة على السبحة بعد أن ذكر أيضا أن أبا هريرة كان يسبح كل يوم اثني عشر ألف تسبيحة وسلسل إليه حديثا بالسبحة ( 127 )
علي بن حسين فقيهي
2007-04-03, 10:05 PM
3- الفوائد الحديثية
1- مقسم مولى ابن عباس ولم يكن مولاه بل مولى عبد الله بن الحرث ابن نوفل وأضيف إلى ابن عباس لملازمته إياه ( 101 )
2 - وقال ابن ناصر الدين احتج أحمد ويحيى والبخاري والجمهور بما روى عكرمة مولى ابن عباس وأعرض عنه مالك لمذهبه وما كان يرى قال طاووس لو ترك من حديثه واتقى الله لشدت إليه الرحال . ( 105 )
3 - قال أحمد وإسحاق أصح الأسانيد الزهري عن سالم عن أبيه وقيل مالك عن نافع عن ابن عمر والشافعي عن مالك عن نافع عن ابن عمر وهي سلسلة الذهب ( 106 )
4 - فقيه الشام أبو عبد الله مكحول مولى بني هذيل أرسل عن طائفة من الصحابة وسمع من واثلة بن الأسقع وأنس وأبي أمامة الباهلي وخلق قال ابن إسحاق سمعته يقول طفت الأرض في طلب العلم وقال أبو حاتم ما أعلم أفقه من مكحول ولم يكن في زمنه أبصر بالفتيا منه ولا يفتي حتى يقول لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ويقول هذا رأيي والرأي يخطئ ويصيب
كان فقيه أهل دمشق وأحد أوعية العلم والآثار روى عن أبي أمامة وواثلة وأنس وخلق من الأخبار وروى تدليسا عن أبي وعبادة بن الصامت وعائشة والكبار وقال سعيد بن عبد العزيز كان مكحول أفقه من الزهري وكان بريئا من القدر انتهى كلام ابن ناصر الدين وقال الذهبي في المغنى وثقة جماعة وقال ابن سعد ضعفه جماعة . ( 113 )
5 - أبو عبد الله وهب بن منبه الصنعاني من أبناء الفرس الذين بعث بهم كسرى إلى اليمن قال قرأت من كتب الله اثنين وتسعين كتابا مات بصنعاء روى عن ابن عباس قيل وأبى هريرة وغيره من الصحابة وولى القضاء لعمر بن عبد العزيز وكان شديد الإعتناء بكتب الأولين وأخبار الأمم وقصصهم بحيث كان يشبه بكعب الأحبار في زمانه ( 113 )
6 - عمرو بن شعيب بن محمد بن عبد الله بن عمرو بن العاص السهمي أبو إبراهيم روى عن زينب ربيبة النبي صلى الله عليه وسلم فهو تابعي وثقة يحيى ابن معين وابن راهويه وهو حسن الحديث قاله في العبر وقال في المغني هو مختلف فيه وحديثه حسن وفوق الحسن قال يحيى القطان إذا روى عنه ثقة فهو حجة وقال أحمد ربما احتججنا بحديثه وقال البخاري رأيت أحمد وإسحق وأبا عبيد وعامة أصحابنا يحتجون به فمن الناس بعدهم قلت ومع هذا القول لم يحتج به البخاري في صحيحه وقال أيوب السختياني كنت إذا أتيت عمرو بن شعيب غطيت رأسي حياء من الناس وقال ابن معين ليس بذاك وهو ثقة في نفسه إنما بلى بكتاب أبيه عن جده وقال أبو زرعة إنما أنكروا عليه أنه روى صحيفة كانت عنده وقال أحمد ربما وحش القلب منه وله منا كير وثقة أسحق وصالح جزره وقال الأوزاعي ما رأيت قريشا أكمل منه قال إسحق عمرو ابن شعيب عن أبيه عن جده كأيوب عن نافع عن ابن عمر وقال أحمد أيضا إنما تليت حديثه ليعتبر اما ليكون حجة فلا وعن أبي داود وقيل له عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده حجة فقال لا ولا نصف حجة وقال ابن المديني عن القطان حديثه واه وقال ابن عدي ثقة في نفسه انتهى ما قاله الذهبي في المغني وقال شمس الدين بن القيم في كتابه أعلام الموقعين وقد احتج الأئمة الأربعة والفقهاء قاطبة بصحيفة عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده ولا نعرف في أئمة الفتوى إلا من احتاج إليها واحتج بها وإنما طعن فيها من لم يتجمل أعباء الفقه والفتوى كأبي حاتم البستي وابن حزم وغيرهما انتهى ما قاله ابن القيم ( 118 )
7 - الإمام أبو بكر محمد بن عبد الله بن عبيد الله بن شهاب الزهري المدني أحد الفقهاء السبعة وأحد الأعلام المشهورين عن أربع وسبعين سنة سمع من سهل بن سعد وأنس بن مالك وخلق قال ابن المديني له نحو ألفي حديث وقال عمر بن عبد العزيز لم يبق أعلم بسنة ماضية من الزهري وكذا قال مكحول وقال الليث قال ابن شهاب ما استودعت قلبي علما فنسيته قال الليث فكان يكثر شرب العسل ولا يأكل شيئا من التفاح الحامض وقال من أحب حفظ الحديث فليأكل الزبيب وقال أيوب ما رأيت أعلم من الزهري قال في العبر قلت وكان معظما وافر الحرمة عند هشام بن عبد الملك أعطاه مرة سبعة آلاف دينار وقال عمرو بن دينار ما رأيت الدينار والدرهم عند أحد أهون منهما عند الزهري كائنها بمنزلة البعر انتهى ورأى عشرة من الصحابة رضي الله عنهم وكان إذا أقبل على كتبه لم يلتفت إلى شيء فقالت له امرأته والله إن هذه الكتب أشد على من ثلاث ضرائر وقال ابن تيمية حفظ الزهري الإسلام نحوا من سبعين سنة ( 124 )
8 - أبو سعد سعيد بن أبي سعيد المقبري المحدث المكثر عن أبي هريرة وروى عن سعد بن أبي وقاص قال ابن سعد ثقة لكنه اختلط قبل موته بأربع سنين قال الذهبي في العبر قلت ما سمع منه ثقة في اختلاطه . ( 125 )
9 - دراج بن سمعان أبو السمح المصري القاص مولى عبد الله بن عمرو بن العاص قال السيوطي في حسن المحاضرة يقال اسمه عبد الرحمن ودراج لقب ( 126 )
10 - وعمرو بن دينار أبو محمد الجمحي مولاهم اليمني الصنعاني الايناوي بمكة عن ثمانين سنة قال عبد الله بن أبي نجيح ما رأيت أحدا قط أفقه منه وقال شعبة ما رأيت في الحديث أثبت منه قال في العبر سمع ابن عباس وجابرا وطائفة انتهى وقال طاووس لابنه إذا قدمت مكة فجالس عمرو بن دينار فإن أذنيه قمع العلم ( 126 )
11- عالم المغرب وعابدها خالد بن أبي عمران التجيبي التونسي قاضي أفريقيه روى عن عروة وطبقته وسالم المدني أبو النضر وحديثه عن عبد الله بن أبي أوفى أجازه في الصحيحين [ البخاري( 2965 ) ومسلم ( 1742 ) بلفظ ( لا تتمنوا لقاء العدو ) ( 129 )
12 - يحيى بن أبي كثير صالح بن المتوكل وقيل اسم أبيه يسار وقيل نشيط وقيل دينار الطائي مولاهم كان أحد العلماء الأعلام الأثبات قال أيوب السختياني ما بقي على وجه الأرض مثل يحيى بن أبي كثير وقال في العبر هو أحد الأعلام في الحديث له حديث في صحيح مسلم عن أبي أمامة وآخر في سنن النسائي عن أنس ( 129 )
13 - الزاهد المشهور فرقد السبخي البصري حدث عن أنس وجماعة وفيه ضعف قال الذهبي في المغني [ المغني في الضعفاء ] فرقد السبخي أبو يعقوب قال البخاري في حديثه مناكير وقال يحيى القطان ما تعجبني الرواية عنه عن سعيد بن جبير وثقة يحيى بن معين وقال أحمد ليس بالقوي ( 131 )
14 - قال في المغني داود بن الحصين أبو سليمان المدني عن عكرمة صدوق يغرب ووثقه غير واحد كابن معين وقال ابن المديني ما روى عن عكرمة فمنكر وقال أبو حاتم الرازي لولا أن مالكا روى عنه لنزل حديثه وقال سفين بن عيينة كنا نتقي حديثه وقال أبو زرعة لين قلت رمى بالقدر ( 135 )
15 - قال في المغنى أشعث بن سوار الكوفي الأفرق التوايتي النجار مولى ثقيف روى عن الشعبي وغيره وهو من الضعفاء الذين روى لهم مسلم متابعة ضعفه أحمد وابن معين والدارقطني وقد وثقه بعضهم وقال الثوري هو أثبت من مجالد ( 136 )
16 - عطاء بن السائب بن مالك الثقفي الكوفي الصالح روى عن عبد الله ابن أبي أوفى وطائفه قال أحمد بن حنبل هو ثقة رجل صالح كان يختم كل ليلة من سمع منه قديما كان صحيحا قاله في العبر وقال في المغني عطاء ابن السائب تابعي مشهور حسن الحديث ساء حفظه بآخره قال أبو حاتم سمع منه حماد بن زيد قبل أن يتغير وقال ثقة رجل صالح وقال أيضا من سمع منه قديما فهو صحيح وقال غيره ليس بالقوي وقال ابن معين لا يحتج بحديثه ( 136 )
17 - وليث بن أبي سليم الكوفي قال في المغني قال أحمد مضطرب الحديث ولكن حدث عنه الناس وقال ابن معين ضعيف وقال ابن حبان اختلط في آخر عمره وقال أيضا لا بأس به
وفيها على الأصح ليث بن أبي سليم يروى عن مجاهد وطبقته وكان أحد الفقهاء قال الفضيل بن عياض كان أعلم أهل زمانه بالمناسك وقال الدارقطني كان صاحب سنة إنما أنكروا عليه جمعه بين عطاء وطاووس ومجاهد قد تقدم ذكره في سنة ثمان وثلاثين ومائة ( 138 - 143 )
18 - وقال في المغني أبان بن تغلب ثقة معروف قال ابن عدي وغيره غال في التشيع وقال الجوزجاني زائغ مذموم المذهب ووثقه أحمد وابن معين وأبو حاتم انتهى وقد خرج له مسلم والأربعة ( 141 )
19 - خالد الحذاء بن مهران البصري الحافظ يروى عن كبار التابعين وقد رأى أنسا وكان يجلس في الحذائين فنسب إليهم ولقب الحذاء لجلوسه بينهم قال في المغني هو ثقة جبل والعجب من أبي حاتم يقول لا يحتج به ( 142 )
20 - وحميد الطويل واسم أبي حميد تيروية أحد الثقات التابعين البصريين كان قائما يصلى فسقط ميتا سمع أنسا وطائفة وكنيته أبو عبيدة قال ابن ناصر الدين هو حميد بن أبي حميد الطويل البصري أبو عبيد ة واسم أبيه تيرويه على الأشهر وهو خال حماد بن سلمة كان أماما حافظا متقنا عمدة وكان من ثقات الرواة ولم يدع لثابت البناني علما إلا حفظه منه ووعاه ( 143 )
21 - سليمان بن طرخان التيمي القيسي مولاهم أبو المعتمر الحافظ الإمام أحد مشايخ الإسلام روى عن أنس والحسن وغيرهما وكان عابدا صواما قانتا لله قواما قال في العبر قال شعبة كان إذا حدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تغير لونه وما رأيت أحذق منه وقال معتمر مكث أبي أربعين سنة يصوم يوما ويفطر يوما ويصلى الفجر بوضوء العشاء وعاش سبعا وتسعين سنة
( 143 )
22 - وعمرو بن ميمون بن مهران الجزري الفقيه أخذ عن أبيه و مكحول وكان يقول لو علمت أنه بقي على حرف من السنة باليمن لأتيتها ( 143 )
23 - وعمرو بن عبد الله مولى غفرة عن سن عالية روى عن أنس والكبار قال أحمد أكثر أحاديثه مراسيل وليس به بأس وقال ابن معين ضعيف ( 145 )
24 - التدليس له معنيان لغوي واصطلاحي فاللغوي كتمان العيب في مبيع أو غيره ويقال دالسه كأنه خادعه كأنه من الدلس وهو الظلمة لأنه إذا غطى عليه الأمر أظلمه عليه وأما في الاصطلاح أي اصطلاح المحدثين والأصولين فهو قسمان
قسم مضر يمنع
القبول وهو تدليس المتن عمداً وهو محرم وفاعله مجروح ويسمى المدرج أيضا مثاله أن يدخل الراوي للحديث شيئا من كلامه فيه أولا أو آخر أو وسطا على وجه يوهم أنه من جملة الحديث الذي رواه ويسمى تدليس المتون وفاعله عمدا مرتكب محرما مجروح عند العلماء لما فيه من الغش أما لو اتفق ذلك من غير قصد من صحابي أو غيره فلا يكون ذلك محرما ومن ذلك كثير أفرده الخطيب البغدادي بالتصنيف ومن أمثلته حديث ابن مسعود في التشهد قال في آخره وإذا قلت هذا فإن شئت أن تقوم فقم وإن شئت أن تقعد فاقعد وهو من كلامه لا من الحديث المرفوع لما قاله البيهقي ولخطيب والنووي وغيرهم
والقسم الثاني غير مضر لكنه مكروه مطلقا عند الحنابلة وله صور إحداها أن يسمى شيخه في روايته باسم له غير مشهور من كنية أو لقب أو اسم أو نحوه كقول أبي بكر بن مجاهد المقرئ الإمام حدثنا عبد الله بن أبي أوفى يريد به عبد الله بن أبي داود السجستاني وهو كثير جدا ويسمى هذا تدليس الشيوخ وأما تدليس الإسناد وهو أن يروي يسمعه منه موهماً سماعه منه قائلا قال فلان ونحوه وربما لم يسقط شيخه ويسقط غيره ومثله بعضهم بما في الترمذي عن ابن شهاب عن أبي سلمة عن عائشة رضي الله عنها مرفوعا لا نذر في معصية وكفارته كفارة يمين ثم قال هذا حديث لا يصح لأن الزهري لم يسمعه من أبي سلمة ثم ذكر أن بينهما سليمان بن أرقم عن يحيى بن أبي كثير وإن هذا وجه الحديث قال ابن الصلاح هذا القسم مكروه جدا ذمه أكثر العلماء وكان شعبة من أشدهم ذما له وقال مرة التدليس أخو الكذب ومرة لأن أزني أحب إلي من أدلس وهذا إفراط منه محمول على المبالغة في الزجر عنه الصورة الثانية أن يسمى شيخه باسم شيخ آخر لا يمكن أن يكون رواه عنه كما يقول تلامذة الحافظ أبي عبد الله الذهبي حدثنا أبو عبد الله الحافظ تشبيها بقول البيهقي فيما يرويه عن شيخه أبى عبد الله الحاكم حدثنا أبو عبد الله الحافظ وهذا لا يقدح لظهور المقصود والصورة الثالثة أن يأتي في التحديث بلفظ يوهم أمرا لا قدح في إيهامه ذلك كقوله حدثنا وراء النهر موهما نهر جيحون وهو نهر عيسى ببغداد والحيرة ونحوها كمصر فلا حرج في ذلك قاله الآمدي لأن ذلك من باب الأغراب وأن كان فيه أيهام الرحلة إلا أنه صدق في نفسه ومن فعله بصورة الثلاثة متأولا قبل عند أحمد وأصحابه والأكثر من الفقهاء والمحدثين ولم يفسق لأنه صدر من الأعيان المقتدي بهم حتى قيل لم يسلم منه إلا شعبة والقطان ولكن من عرف به عن الضعفاء لم تقبل روايته حتى يبين سماعه عند المحدثين وغيرهم والإسناد المعنعن بلا تدليس بأي لفظ كان متصل عند أحمد والأكثر من المحدثين وغيرهم عملا بالظاهر والأصل عدم التدليس حكاه ابن عبد البر في التمهيد اجماعا واله سبحانه وتعالى اعلم ( 148 )
25 - قال في المغني حجاج بن أرطأة النخعي الكوفي من كبار الفقهاء تركه ابن مهدي والقطان وقال أحمد لا يحتج به وقال ابن عدي ربما أخطأ ولم يتعمد وقد وثق وقال ابن معين أيضا صدوق يدلس خرج له مسلم مقرونا بغيره انتهى وقد خرج له الأربعة وابن حبان ( 150 )
26 - محمد بن أسحق بن يسار المطلبي مولاهم المدني صاحب السيرة رأى أنسا وسمع الكثير من المقبري والأعرج وهذه الطبقة وكان بحرا من بحور العلم ذكيا حافظا طلابة للعلم أخباريا نسابة علامة قال شعبة هو أمير المؤمنين في الحديث قال ابن معين هو ثقة وليس بحجة وقال أحمد بن حنبل هو حسن الحديث قاله في العبر وقال ابن الأهدل لا تجهل أمانته ووثقه الأكثرون في الحديث ولم يخرج له البخاري شيئا وخرج له مسلم حديثا واحدا من أجل طعن مالك فيه وإنما طعن فيه مالك لأنه بلغه أنه قال هاتوا حديث مالك فأنا طبيب بعلله ومن كتب ابن إسحاق أخذ عبد الملك بن هشام وكل من تكلم في السير فعليه اعتماده توفي ببغداد ودفن في مقبرة الخيزران أم الرشيد نسبت المقبرة إليها لأنها أقدم من دفن فيها وهي بالجانب الشرقي انتهى وقال بعض المحدثين ابن إسحق ثقة مالم يعنعن فيخشى منه التدليس ( 151 )
27 - والوليد بن كثير المدني بالكوفة روى عن بشير بن يسار وطائفة وكان عارفا بالمغازي والسير ولكنه أباضى قاله في العبر
والإباضة هم المنسوبون إلى عبد الله بن أباض قالوا مخالفونا من أهل القبلة كفار ومرتكب الكبيرة موحد غير مؤمن بناء على أن الأعمال داخلة في الإيمان وكفروا عليا وأكثر الصحابة قال الذهبي في المغني الوليد بن كثير المخزومي ثقة حديثه في الكتب الستة سمع سعيد بن أبي هند والكبار قال أبو داود ثقة إلا أنه أباضى وقال ابن سعد ليس بذاك ( 151 )
28 - معمر بن راشد الأزدي مولاهم البصري الحافظ أبو عروة صاحب الزهري كهلا رأى جنازة الحسن وأقدم شيوخه موتا قتادة قال أحمد ليس نضم معمرا إلى أحد الأ وجدته فوقه وقال غيره كان معمر خيرا وهو أول من ارتحل في طلب الحديث إلى اليمن فلقى بها همام بن منبه صاحب أبي هريرة وله الجامع المشهور في السير أقدم من الموطأ وقال في المغني ثقة أمام له أوهام احتملت له قال أبو حاتم صالح الحديث وما حدث به بالبصرة ففيه أغاليط وقد قال أحمد بن حنبل ليس نظم معمرا إلى أحد إلا وجدته فوقه انتهى وقال ابن ناصر الدين معمر بن راشد بن أبو راشد أبي عمرو والأزدي مولاهم البصري عالم اليمن ثقة حجة ورع ( 153 )
29 - هشام بن أبي عبد الله الحافظ البصري ويقال الدستوائي لأنه كان يتجر في الثياب المجلوبة من دستوى وهي من الأهواز سماه أبو داود أمير ا لمؤمنين وقال شعبة ما من الناس أحد يقول إنه طلب الحديث لله إلا هشام الدستوائي وهو أعلم بحديث قتادة منى وقال شاذ بن فياض بكى هشام حتى فسدت عينه ( 153 )
30 - عبد الرحمن بن يزيد بن جابر الدمشقي محدث دمشق روى عن أبي الأشعث الصنعاني قال في المغني من ثقات الدماشقة أثنى عليه جماعة والعجب من البخاري كيف أورده في الضعفاء وما ذكر ما يدل على لينه بل قال : قال الوليد كان عنده كتاب سمعه وكتاب لم يسمعه ( 154 )
31 - مسعر بن كدام الحافظ أبو سلمة الهلالي الكوفي الأحول أحد الأعيان يسمى المصحف من اتقانه ويدعى الميزان لنقده وتحرير لسانه قاله ابن ناصر الدين وقال في العبر أخذ عن الحكم وقتادة وخلق وكان عنده نحو ألف حديث قال يحيى القطان ما رأيت أثبت منه وقال شعبة كنا نسمى مسعرا المصحف وقال أبو نعيم مسعر أثبت من سفيان وشعبة ( 155 )
32 - سعيد بن أبي عروبة الإمام أبو النضر العدوى شيخ البصرة وعالمها وأول من دون العلم بها وكان قد تغير حفظه قبل موته بعشر سنين روى عن أبي رجاء العطاردي وابن سيرين والكبار وخرج له ابن عدي قال في المغني وثقة ابن معين وأحمد وهو ثقة أمام تغير حفظه قال أبو حاتم هو قبل أن يختلط وقال ابن ناصر الدين قيل أنه كان يقول بالقدر سرا انتهى وعده ابن قتيبة في القدرية ( 156 )
33 - إمام الشاميين أبو عمرو عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي الفقيه روى عن القاسم بن مخيمرة وعطاء وخلق كثير من التابعين وكان رأسا في العلم والعمل جم المناقب ومع علمه كان بارعاً في الكتابة والترسل قال الهقل بن زياد أجاب الأوزاعي عن سبعين ألف مسألة وقال إسماعيل بن عياش سمعت الناس سنة أربعين ومائة يقولون الأوزاعي اليوم عالم الأمة وقال عبد الله الخريبي كان الأوزاعي أفضل أهل زمانه وقال الوليد بن مسلم ما رأيت أكثر اجتهادا في العبادة من الأوزاعي وقال أبو مسهر كان الأوزاعي يحيى الليل صلاة وقرآناً وبكاء ومات في الحمام أغلقت عليه زوجته باب الحمام ونسيته فمات والأوزاع قرية بدمشق اتصل بها العمران وهي المحلة التي تسمى الآن بالعقيبة ( 157 )
34 - عبد العزيز بن أبي رواد بمكة روى عن عكرمة وسالم وطائفة وخرج له الأربعة قال في المغني عبد العزيز بن أبي رواد صالح الحديث ضعفه ابن الجنيد وقال ابن حبان روى عن نافع عن ابن عمر نسخة موضوعة
وقال في العبر توفي بمكة روى عن عكرمة وسالم وطائفة قال ابن المبارك كان من أعبد الناس وقال غيره كان مرجئاً ( 159 )
35 - أبو بسطام شعبة بن الحجاج بن الورد العتكي الأزدي مولاهم الواسطي شيخ البصرة وأمير المؤمنين في الحديث روى عن معاوية بن قرة وعمرو بن مرة وخلق من التابعين قال الشافعي لولا شعبة ما عرف الحديث بالعراق وقال أبو زيد الهروي رأيت شعبة يصلي حتى ترم قدماه وكان موصوفا بالعلم والزهد والقناعة والرحمة والخير وكان رأسا أبو عبد الرحمن النسائي أمناء الله على علم رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة شعبة بن الحجاج ويحيى بن سعيد القطان ومالك بن أنس ( 160 )
36 - إبراهيم بن طهمان الخرساني بنيسابور روى عن عمرو بن دينار وطبقته قال اسحق بن راهويه كان صحيح الحديث ما كان بخراسان أكثر حديثا منه قال في المغني ثقة مشهور ضعفه محمد بن عبد الله بن عمار قال أحمد كان مرجئاً ( 163 )
37 - مبارك بن فضالة البصرى مولى قريش قال ابن ناصر الدين المبارك ابن فضالة بن أبي أمية كان كثير التدليس فتكلم فيه وذكر أبو زرعة وغيره أن المبارك إذا قال حدثنا فهو ثقة مقبول انتهى وقال في العبر روى عن الحسن وبكر المزني وطائفة وكان من كبار المحدثين والنساك وكان يحيى القطان يحسن الثناء عليه وقال أبو داود مدلس فإذا قال حدثنا فهو ثبت وقال مبارك جالست الحسن ثلاث عشرة سنة وقال أحمد ما رواه عن الحسن يحتج به انتهى وخرج له الترمذي وأبو داود والعقيلي ( 164 )
38 - إسماعيل بن زكريا الخلقاني الكوفي ببغداد روى عن العلاء بن عبد الرحمن وطبقته وعاش خمسا وستين سنة قال في المغني صدوق شيعي قال الميموني قلت لأحمد بن حنبل كيف هو قال أما الأحاديث المشهورة التي يرويها فهو فيها مقارب الحديث ولكنه ليس ينشرح الصدر له قال الميموني وسمعت ابن معين يضعفه وقال عبد الله بن أحمد عن أبيه حديثه مقارب وعن ابن معين أيضا هو ثقة قال العقيلي حدثنا إبراهيم ابن الجنيد حدثنا أحمد بن الوليد بن أبان حدثني جدي حسين بن حسن حدثني خالي إبراهيم سمعت إسماعيل الخلقاني يقول (الذي نادى من جانب الطور عنده على بن أبي طالب ) قال وسمعته يقول هو الأول والآخر على ابن أبي طالب قلت هذا لم يثبت عن الخلقاني وأن صح عنه فهو زنديق عدو الله انتهى ما قاله الذهبي في المغني ( 173 )
39 - نوح الجامع وهو أبو عصمة نوح بن أبي مريم الفقيه قاضي مرو ولقب بالجامع لأنه أخذ الفقه عن أبي حنيفة وابن أبي ليلى والحديث عن حجاج بن أرطأة والمغازي عن ابن إسحق والتفسير عن مقاتل وهو متروك الحديث ( 173 )
40 - وعبد الرحمن بن أبي الموالي المدني مولى آل علي رضي الله عنه روى عن أبي جعفر الباقر وطائفة وضربه المنصور أربعمائة سوط على أن يدله على محمد بن عبد الله بن حسن فلم يدله وكان من شيعته قاله في العبر قال في المغني عبد الرحمن ابن أبي الموالي مشهور ثقة خرج مع ابن حسن قال أحمد حديثه في الاستخارة منكر قلت خرجه البخاري [ 1109 ] وقد قال ابن عدي رواه غير واحد كما رواه ابن أبي الموالي ( 173 )
41 - الإمام أبو عبد الرحمن عبد الله بن لهيعة الحضرمي قاضي مصر الحافظ روى عن الأعرج وعطاء بن أبي رباح وخلق كثير قال أحمد بن صالح المصري كان ابن لهيعة صحيح الكتاب طلابة للعلم وقال زيد بن الحباب سمعت سفيان الثوري يقول عند ابن لهيعة الأصول وعندنا الفروع وقال أحمد بن حنبل من كان بمصر مثل ابن لهيعة في كثرة حديثه وضبطه وإتقانه وقال ابن معين ليس بذاك القوى انتهى وخرج له الترمذي وأبو داود وغيرهما قال في المغني قال بعض الناس ما روى عنه مثل ابن وهب وابن المبارك فهو أجود وأقوى انتهى وقال السيوطي في حسن المحاضرة ابن لهيعة عبد الله ابن عقبة بن لهيعة الحضرمي المصري أبو عبد الرحمن الفقيه قاضي مصر ومسندها عن عطاء وعمرو بن دينار والأعرج وخلق وعنه الثوري والأوزاعي وشعبة وماتوا قبله وابن المبارك وخلق وثقة أحمد وغيرها وضعفه يحيى القطان وغيره ( 174 )
42 - عبد الوارث بن سعيد أبو عبيدة العنبري مولاهم التنوري البصري كان على بدعة فيه أجمع على الاحتجاج به الشيخان وباقي أئمة الأثر ( 180 )
43 - فقيه مكة أبو خالد مسلم بن خالد الزنجي وله ثمانون سنة روى عن ابن أبي مليكة والزهري وطائفة وقال أحمد بن محمد الأزرقي كان فقيها عابدا يصوم الدهر وضعفه أبو داود وغيره ولقب بالزنجي في صغره وكان أشقر وعليه تفقه الشافعي ( 180 )
44 - الإمام محدث الشام ومفتي أهل حمص أبو عتبة إسماعيل بن عياش العنسي عن بضع وسبعين سنة روى عن شرحبيل بن مسلم ومحمد بن زياد الألهاني وخلق من التابعين بالشام والحرمين قال ابن معين هو ثقة في الشاميين وقال يزيد بن هارون ما لقيت شامياً ولا عراقياً أحفظ منه وما أدري ما الثوري وقال ابن عدي يحتج به في حديث الشاميين خاصة وقال أبو اليمان كان إسماعيل جارنا فكان يحيى الليل وقال داود بن عمرو ما حدثنا إسماعيل إلا من حفظه كان يحفظ نحوا من عشرين ألف حديث وقيل توفي سنة اثنتين وثمانين ومناقبه كثيرة ( 181 )
45 - أبو الحسن علي بن هاشم بن البريد الكوفي الخزاز يروي عن الأعمش وأقرانه وخرج له مسلم والأربعة وكان شيعيا جلدا قال في المغني قال ابن حبان روى المناكير عن المشاهير ( 181 )
46 - عبد الرحمن بن زيد بن أسلم العدوي العمري مولاهم المدني روى عن أبيه وجماعة وهو ضعيف كثير الحديث ( 182 )
47 - الفقيه إبراهيم بن يحيى الأسلمي مولاهم المدني روى عن الزهري وابن المنكدر وطبقتهما يروى عنه الشافعي فيقول اخبرني من لا أتهم وقال كان قدرياً وقال أحمد بن حنبل كان معتزلياً قدرياً جهمياً كل بلاءٍ فيه لا يكتب حديثه وقال البخاري جهمي تركه الناس وقال ابن عدي لم أر له حديثاً منكراً إلا عن شيوخ يحتملون وله كتاب الموطأ أضعاف موطأ مالك ( 184 )
48 - رشدين بن سعد المهري محدث مصر لكنه ضعيف وفيه دين صلاح روى عن زياد بن فائد وحميد بن هاني وخلق كثير قال السيوطي في حسن المحاضرة هو أبو الحجاج المصري عن عقيل ويونس بن يزيد وعنه قتيبة وأبو كريب وهاهُ ابن معين وغيره وقال ابن يونس كان رجلا صالحا لا يشك في صلاحه وفضله فأدركته غفلة الصالحين ( 188 )
49 - الإمام أبو عبد الله عبد الرحمن بن القاسم العتقي مولاهم المصري الفقيه صاحب مالك وله ستون سنة وقد أنفق أموالا كثيرة في طلب العلم ولزم مالكا مدة وسأله عن دقائق الفقه قال السيوطي في حسن المحاضرة عبد الرحمن بن القاسم ابن خالد العتقي المصري أبو عبد الله الفقيه راوية المسائل عن مالك روى عن ابن عيينة وغيره وعنه أصبغ وسحنون وآخرون قال ابن حبان كان حبرا فاضلا فقه على مذهب مالك وفرع على أصوله ولد سنة ثمان وعشرين ومائة ومات في صفر سنة إحدى وتسعين ومائة وكان زاهدا صبورا مجانبا للسلطان ( 191 )
50 - الإمام العلم أبو إسماعيل بشر بن علية الأسدي مولاهم البصري واسم أبيه إبراهيم بن مقسم وعلية أمه سمع أيوب وطبقته قال يزيد بن هارون دخلت البصرة وما بها أحد يفضل في الحديث على ابن علية وقال أحمد إليه المنتهى في التثبت بالبصرة وقال ابن معين كان ثقة ورعا تقيا وقال شعبه ابن علية سيد المحدثين وقال ابن ناصر الدين كان ثبتا متقنا لم يحفظ عنه خطأ فيما يرويه وشهرته بأمه علية دون أبيه ( 193 )
51 - محمد بن جعفر غندر الحافظ أبو عبد الله البصري صاحب شعبة وقد روى عن حسين المعلم وطائفة وقال لزمت شعبة عشرين سنة قال ابن معين كان من أصح الناس كتابا وقال غيره مكث غندر خمسين سنة يصوم يوما ويفطر يوما وقال ابن ناصر الدين روى عنه أحمد وابن المديني وغيرهما كان أصح الناس كتابا في زمانه وكان فيه بعض تغفل مع اتقانه ( 193 )
52 - وعبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي محدث البصرة روى عن أيوب السختياني ومالك بن دينار وطبقتهما وقال الفلاس كانت غلته في السنة أربعين ألفا ينفقها كلها على أصحاب الحديث وقال أبو إسحاق النظام المتكلم وذكر عبد الوهاب هو والله أحلى من أمن بعد خوف وبره بعد سقم وخصب بعد جدب وغنى بعد فقر ومن طاعة المحبوب وفرج المكروب وقال ابن ناصر الدين هو ثبت متقن ( 194 )
53 - أبو معاوية الضرير محمد بن معاوية الكوفي الحافظ ولد سنة ثلاث عشرة ومائة ولزم الأعمش عشر سنين قال أبو نعيم سمعت الأعمش يقول لأبي معاوية أما أنت قد ربطت رأس كيسك وكان شعبة إذا توقف في حديث الأعمش راجع أبا معاوية وسأله عنه وقال ابن ناصر الدين أبو معاوية محمد ابن خازم الضرير التيمي السعدي كان حافظا ثبتا محدث الكوفة وكان من الثقات وربما دلس وكان يرى الأرجاء فيقال إن وكيعاً لم يحضر جنازته لذلك ( 195 )
54 - محدث الشام أبو العباس الوليد بن مسلم الدمشقي وله ثلاث وسبعون سنة توفي بذي المروة راجعا من الحج في المحرم روى عن يحيى الذماري ويزيد ابن أبي مريم وخلائق وصنف التصانيف قال ابن جوصاء لم نزل نسمع أنه من كتب مصنفات الوليد صلح أن يلي القضاء وهي سبعون كتابا وقال أبو مسهر كان مدلسا ربما دلس عن الكذابين وقال ابن ناصر الدين الوليد ابن مسلم الدمشقي أبو العباس الأموي مولاهم كان إماما حافظا عالم الدمشقيين لكنه فيما ذكره أبو مسهر وغيره كان مدلسا وربما دلس عن الكذابين وهو واسع العلم صدوق من الإثبات ( 195 )
55 - محدث الشام أبو يحمد بقية بن الوليد الكلاعي الحمصي الحافظ مولده سنة عشر ومائة أخذ عمن دب ودرج وتفقه بالأوزاعي وكان مشهوراً بالتدليس كالوليد بن مسلم وقال ابن معين : إذا روى عن ثقة فهو حجة وقال بقية : قال لي شعبة : إني لأسمع منك أحاديث لو لم أسمعها لطرت . وقال ابن ناصر الدين ناصر الدين بقية بن الوليد بن صائد الحميري الكلاعي الحمصي أبو محمد محدث الشام كان إماما مكثرا ويدلس عن المتروكين لكن إذا قال حدثنا أو أخبرنا فهو مقبول ( 197 )
56 - أبو مطيع الحكم بن عبد الله البلخي الفقيه صاحب أبي حنيفة وصاحب كتاب الفقه الأكبر وله أربع وثمانون سنة ولي قضاء بلخ وحدث عن ابن عوف وجماعة قال أبو معين ثقة إلا أنه مرجى ء يتبع الشيطان وقال أبو حاتم محله الصدق وقال أبو داود كان جهميا تركوا حديثه وبلغنا أن أبا مطيع كان من كبار الآمرين بالمعروف و الناهين عن المنكر ( 199 )
57 - يونس بن بكير أبو بكر الشيباني الكوفي الحافظ صاحب المغازي روى عن الأعمش وخلق قال ابن معين صدوق وقال ابن ناصر الدين كان صدوقا شيعيا من مورطي الأعيان وقال ابن معين ثقة إلا أنه مرجى ء يتبع الشيطان ولين غير واحد وروى له مسلم متابعة والبخاري في الشواهد انتهى وقال في المغني صدوق مشهور شيعي روى له مسلم أحاديث في الشواهد لا الأصول قال ابن زرعة أما في الحديث فلا أعلمه مما ينكر عليه وقال أبو داود ليس بحجة عندي سمع هو والبكائي من ابن أسحق بالري وقال النسائي ليس بالقوى ( 199 )
58 - القاضي أبو البختري وهب بن وهب القرشي المدني ببغداد وكان جوادا محتشما حتى قيل أنه كان إذا بذل ظهر عليه السرور بحيث أنه يظن أنه هو المبذول له روى عن هشام بن عمرو وطائفة واتهم بالكذب قال ابن قتيبة أبو البختري هو وهب بن وهب بن وهب بن كثير بن عبد الله بن زمعة بن الأسود بن المطلب بن أسد بن عبد العزى بن قصي قدم بغداد فولاه هارون القضاء بعسكر المهدي ثم عزله فولاه مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم بعد بكار ابن عبد الله وجعل إليه حربها مع القضاء ثم عزل فقدم بغداد فتوفى بها سنة مائتين وكان ضعيفا في الحديث انتهى وقال في المغني كذبه أحمد وغيره انتهى وهو الذي وضع حديث المسابقة بذي الجناح ( 200 )
علي بن حسين فقيهي
2007-04-04, 05:10 PM
4 - الفوائد التفسيرية والقرآنية
1 - قال : مجاهد عرضت القرآن على ابن عباس ثلاثين مرة وقال له ابن عمر وددت أن نافعا يحفظ حفظك ( 102 )
2 - وطلحة بن مصرف اليامي الهمداني الكوفي كان يسمى سيد القراء قال أبو معشر ما ترك بعده مثله ولما علم إجماع أهل الكوفة على أنه أقرأ من بها ذهب ليقرأ على الأعمش رفيقه لينزل رتبته في أعينهم ويأبى الله إلا رفعته سمع عبد الله بن أبي أوفى وصغار الصحابة ومات كهلا رحمة الله تعالى ( 112 )
3 - قاريء مكة أبو معبد عبد الله بن كثير الكناني مولاهم الفارسي الأصل الداري العطار قرأ على عبد الله بن السائب المخزومي وعلى مجاهد وحدث عن ابن الزبير وغيره ( 120 )
4 - وعاصم بن أبي النجود الكوفي في الأسدي مولاهم أحد القراء السبعة كان حجة في القراآت - القرآن - صدوقاً في الحديث قرأ على أبي عبد الرحمن السلمي وغيره ( 128 )
5 - عبد الله بن أبي نجيح المكي المفسر صاحب مجاهد كان مولى لبني مخزوم ويكنى أبا يسار وكان يقول بالقدر قال الذهبي في المغني عبد الله بن أبي نجيح المكي المفسر ثقة قال القطان لم يسمع التفسير كله من مجاهد بل كله عن القاسم ابن أبي بزة وقد ذكره الجوزجاني فيمن رمى بالقدر ( 131 )
6 - زيد بن أسلم القرشي العدوي العمري مولاهم المدني أبو عبد الله وقيل أبو أسامة الإمام الفقيه العلامة روى عن ابن عمر وسلمة بن الأكوع وأنس وأضرابهم وله تفسير القرآن يرويه عنه ابنه عبد الرحمن ( 136 )
7 - ويحيى بن الحارث الذمارى مقرى ء دمشق وإمام جامعها قرأ على ابن عامر وروى عن واثلة بن الأسقع وخلق وورد أنه قرأ القرآن على واثلة بن الأسقع وعليه دارت قراءة الشاميين ( 145 )
8 - محمد بن السائب أبو النصر الكلبي الكوفي صاحب التفسير والأخبار والأنساب اجمعوا على تركه وقد اتهم بالكذب والرفض وقال ابن عدي ليس لأحد أطول من تفسيره ( 146 )
9 - وقال الشافعي الناس عيال على مقاتل بن سليمان في التفسير وعلى زهير بن أبي سلمى في الشعر وعلى أبي حنيفة في الفقه وعلى الكسائي في النحو وعلى ابن إسحاق في المغازي ( 150 )
10 - قارئ ء الكوفة أبو عمارة حمزة بن حبيب التيمي مولى تيم الله بن ربيعة الكوفي الزيات الزاهد أحد السبعة قرأ على التابعين وتصدر للإقراء فقرأ عليه جل أهل الكوفة وحدث عن الحكم بن عيينة وطبقته وكان رأسا في القرآن والفرائض قدوة في الورع قال حمزة القرآن ثلاثمائة ألف حرف وثلاثة وسبعون ألف حرف ومائتان وخمسون ورأى الحق سبحانه في المنام وضخمه بالغالية وسمع منه وهو منام مشهور ( 156 )
11- نافع بن أبي نعيم أبو عبد الرحمن قارئ المدينة وأحد السبعة قال موسى بن طارق : سمعته يقول : قرأت على سبعين من التابعين وقال الليث : حججت سنة ثلاث عشرة ومائة وإمام الناس في القراءة نافع بن أبي نعيم وقال مالك : نافع إمام الناس في القراءة قال في المغني وثقه ابن معين وقال أحمد :كانت تؤخذ عنه القراءة وليس بشيء في الحديث وكان إذا قرأ يشم من فيه ريح المسك . ( 169 )
12 - حفص بن سليمان الغاضري الكوفي قاضي الكوفة وتلميذ عاصم وقد حدث عن علقمة بن مرثد وجماعة وعاش تسعين سنة وهو متروك الحديث حجة في القراءة قاله في العبر ( 180 )
13 - توفي في صحبة الرشيد شيخ القراءات والنحو الإمام أبو الحسن علي بن حمزة الأسدي الكوفي الكسائي أحد السبعة قرأ على حمزة وأدب الرشيد وولده الأمين وهو من تلامذة الخليل قال الشافعي من أراد أن يتبحر في النحو فهو من عيال الكسائي وعنه قال من تبحر في النحو اهتدى إلى جميع العلوم وقال لا أسأل عن مسألة في الفقه إلا أجبت عنها من قواعد النحو فقال له محمد بن الحسن ما تقول فيمن سها في سجود السهو يسجد ؟ قال لا لأن المصغر لا يصغر وله مع اليزيدي وسيبويه مناظرات كثيرة توفي بالري صحبة هارون ( 189 )
14 - وفيها أوفى حدودها محمد بن مروان السدي الصغير الكوفي المفسر صاحب الكلبي وهو متروك الحديث ( 189 )
15 - الإمام أبو بكر بن عياش الأسدي مولاهم الكوفي الحناط شيخ الكوفة في القراءة وله بضع وتسعون سنة كان أجل أصحاب عاصم قطع القراءة والحديث قبل موته بتسع عشرة سنة وقال ابن المبارك ما رأيت أحدا أسرع إلى السنة من أبي بكر ابن عياش وقال غيره كان لا يفتر من التلاوة قرأ اثنتي عشرة ألف ختمة وقيل أربعين ألف ختمة ( 193 )
16 - شيخ الإقراء بالديار المصرية أبو سعيد عثمان بن سعيد القيرواني ثم المصري ورش صاحب نافع وله سبع وثمانون سنة قال السيوطي في حسن المحاضرة ورش وهو عثمان بن سعيد أبو سعيد المصري وقيل أبو عمرو وقيل أبو القاسم أصله قبطي مولى آل الزبير بن العوام ولد سنة عشر ومائة وأخذ القراءة عن نافع وهو الذي لقبه بورش لشدة بياضه وقيل لقبه بالورشان ثم خفف انتهت إليه رياسة الإقراء بالديار المصرية في زمانه وكان ماهرا في العربية ( 197 )
علي بن حسين فقيهي
2007-04-05, 09:37 AM
5 - الفوائد اللغوية والنحوية
1 - التقى المسلمون والترك بظاهر سمرقند فاستشهد الأمير الخطير سورة ابن أبجر الدارمي عامل سمرقند وعامة أصحابه ثم التقاهم الجنيد المري فهزمهم ( 113 )
2 - قال ا لذهبي في المغنى وهب بن منبه ثقة مشهور قصاص خيّر ضعفه أبو حفص الفلاس وحده ( 113 )
3 - وهلك عبيد الله بن مروان في غده قتلا وعطشا وخرج أخوه عبد الله فيمن بقي إلى ساحل المندب بناصع وأرض البجاء وقطعوا البحر إلى جدة فظفر به ( 132 )
4 - عيسى بن عمر النحوي الثقفي البصري مولى خالد ابن الوليد نزل في ثقيف فنسب إليهم وكان صاحب غريب في لفظه ونحوه وحكى أنه سقط عن حمار فاجتمع عليه الناس فقال مالكم تكأ كأتم على كتكأ كئكم على ذي جنة افرنقعوا عني معناه مالكم تجمعتم على كتجمعكم على مجنون افترقوا عني فقالوا أن شيطانه هندي وهو شيخ سيبويه وله كتاب الجامع في النحو وهو المنسوب إلى سيبويه وله أيضا الإكمال وصنف نيفا وسبعين كتابا في النحو ولم يبق منها سوى الجامع والإكمال لأنها كانت احترقت إلا هذين وكان سيبويه رحل إليه وعاد ومعه الجامع فسأله الخليل عن عيسى فأخبره بأخبار وأراه الجامع فقال الخليل
ذهب النحو جميعا كله @@@ غير ما أحدث عيسى بن عمر
ذاك إكمال وهذا جامع @@@وهما للناس شمس وقمر
وهو شيخ سيبويه والخليل وأيى عمرو بن العلاء وعيسى هذا هو الذي هذب النحو ورتبه ( 149 )
5 - صالح بن علي الأمير عم المنصور وأمير الشام وهو الذي أمر ببناء أذنه [ وتعرف اليوم ( أضنه ) وهي جنوب تركيا] ( 151 )
6 - إمام النحو عمرو بن عثمان المعروف بسيبويه الحارثي مولاهم أخذ النحو عن عيسى بن عمر واللغة عن أبي الخطاب الأخفش الأكبر وغيره قيل ولم يقرأ عليه كتابه قط وإنما قرى ء بعد موته على الأخفش قال أبن سلام سألت سيبويه عن قوله تعالى ( فلولا كانت قرية آمنت فنفعها إيمانها إلا قوم يونس ) بأي شيء نصب قوم قال إذا كانت إلا بمعنى لكن نصب . قيل وكان أعلم المتقدمين والمتأخرين بالنحو ولم يصنف فيه مثل كتابه وكان الخليل إذا جاءه سيبويه يقول مرحبا بزائر لا يمل وتناظر هو والكسائي في مجلس الأمين فظهر سيبويه بالصواب وظهر الكسائي بتركيب الحجة والتعصب انتهى كلام ابن الأهدل وقال الشمني في حاشيته على المغني أما سيبويه فعمرو بن عثمان بن قنبر أبو بشر طلب الآثار والفقه ثم صحب الخليل وبرع في النحو وهو مولى لبنى الحارث بن كعب ويكنى أيضا أبا الحسن وتفسير سيبويه بالفارسية رائحة التفاح قال إبراهيم الحربي سمى بذلك لأن وجنتيه كانتا كأنهما تفاحتان قال المبرد كان سيبويه وحماد بن سلمة أعلم بالنحو من النضر بن شميل والأخفش وقال ابن عائشة كنا نجلس مع سيبويه في المسجد وكان شابا جميلا نظيفا قد تعلق من كل علم بسببٍ مع حداثة سنه وقال أبو بكر العبدي النحوي لما ناظر سيبويه الكسائي ولم يظهر سأل من يرغب من الملوك في النحو فقيل له طلحة بن طاهر فشخص إليه إلى خراسان فمات في الطريق ذكر بعضهم أنه مات سنة ثمانين ومائة وهو الصحيح كذا قال الذهبي ويقال سنة أربع وتسعين ومائة انتهى كلام الشمني وما قاله هو الصواب وانظر تناقض ابن الأهدل كيف ذكر موته سنة إحدى وستين وذكر أن ما جرى مع الكسائي في مجلس الأمين وما أبعد هذا التناقض فلعله لم يتأمل
قال ابن هشام في المغنى [ مغني اللبيب عن كتب الأعاريب ] مسألة قالت العرب قد كنت أظن أن العقرب أشد لسعة من الزنبور فإذا هو هي وقالوا أيضا فإذا هو إياها وهذا هو الوجه الذي أنكره سيبويه لما سأله الكسائي وكان من خبرهما أن سيبويه قدم على البرامكة فعزم يحيى بن خالد على الجمع بينهما فجعل لذلك يوما فلما حضر سيبويه تقدم إليه الفراء وخلف فسأله خلف عن مسألة فأجاب فيها فقال له أخطأت ثم سأله ثانية وثالثة وهو يجيبه ويقول له أخطات فقال سيبويه هذا سوء أدب فأقبل عليه الفراء فقال إن في هذا الرجل حدة وعجلة ولكن ما تقول فيمن قال هؤلاء أبون ومررت بأبين كيف تقول على مثال ذلك من وأيتُ أو أويت فأجابه فقال أعد النظر فقال لست أكلمكما حتى يحضر صاحبكما فحضر الكسائي فقال له تسألني أو أسألك فقال له سيبويه سل أنت فسأله عن هذا المثال فقال سيبويه فإذا هو هي ولا يجوز النصب وسأله عن أمثال ذلك نحو خرجت فإذا عبد الله القائمُ أو القائمَ فقال كل ذلك بالرفع فقال له الكسائي العرب ترفع كل ذلك وتنصبه فقال يحيى قد اختلفتما وأنتما رئيساً بلديكما فمن يحكم بينكما فقال له الكسائي هذه العرب ببابك قد سمع منهم أهل البلدين فيحضرون ويسألون فقال جعفر ويحيى انصفت فحضروا فوافقوا الكسائي فاستكان سيبويه فأمر له يحيى بعشرة آلاف درهم فخرج إلى فارس فأقام بها حتى مات ولم يعد إلى البصرة فيقال أن العرب أرشوا على ذلك أو أنهم علموا منزلة الكسائي عند الرشيد ويقال إنما قالوا القولُ قول الكسائي ولم ينطقوا بالنصب وأن سيبويه قال ليحيى مرهم أن ينطقوا بذلك فإن ألسنتهم لا تطوع ( 161 )
7 - إمام اللغة والعروض والنحو الخليل بن أحمد الفراهيدي الأزدي وقيل سنة خمس وسبعين ومائة وهو الذي استنبط علم العروض وحصر أقسامه في خمس دوائر واستخرج منها خمسة عشر بحراً وزاد فيها الأخفش بحراً سماه الخبب قبل ان الخليل دعا بمكة أن يرزقه الله علماً لم يسبق إليه وهو في اختراعه بديهة كاختراع أرسطاطاليس علم المنطق ومن تأسيس بناء كتاب العين الذي يحصر لغة أمة من الأمم وهو أول من جمع حروف المعجم في بيت واحد فقال
صِف خُلقَ خَودٍ كمثلِ الشمسِ إذ بَزَغت @@@ يحظى الضجيعُ بها نجلاءَ مِعطَار
وقال تلميذه النضر بن شميل جاءه رجل من أصحاب يونس يسأله عن مسألة فأطرق الخليل يفكر وأطال حتى انصرف الرجل فعاتبناه فقال ما كنتم قائلين فيها قلنا كذا وكذا قال فإن قال كذا وكذا قلنا نقول كذا وكذا فلم يزل يغوص حتى انقطعنا وجلسنا نفكر فقال : إن المجيب يفكر قبل الجواب وقبيح أن يفكر بعده . وقال وقال ما أجيب بجواب حتى أعرف ما علي فيه من الاعتراضات والمؤاخذات وكان مع ذلك صالحا قانعا قال النضر أقام في خُصٍ بالبصرة لا يقدر على فلس وعلمه قد انتشر وكسب به أصحابه الأموال قال وسمعته يقول إني لأغلق على بابي مما يجاوزه همي وقيل للخليل وقد اجتمع مع ابن المقفع كيف رأيته فقال علمه أكثر من عقله وقيل لابن المقفع كيف رأيت الخليل قال عقله أكثر من علمه وقرأ عليه رجل في العروض فلم يفهم فقال له الخليل قطع هذا البيت
إذا لم تستطع شيئا فدعه @@@ وجاوزه إلى ما تستطيع
قال الخليل فشرع الرجل في تقطيعه على مبلغ علمه ثم قام فلم يرجع إلى فعجبت من فطنته لما قصدته في البيت مع بعد فهمه ويقال أن أباه أول من سمى أحمد بعد النبي صلى الله عليه وسلم وكان شاعرا مُفلُقاً مطبوعا ومن شعره
وما هي إلا ليلةً ثم يومُها @@@ وحولٌ إلى حولٍ وشهرُ إلى شهرِ
مطايا يقرّبن الجديد إلى البِلى @@@ ويدنين أشلاء الكرامِ إلى القبرِ
ويتركنَ أزواجَ الغيورِ لغيرهِ @@@ ويقسمن ما يحوِي الشحيحُ من الوفرِ
وكان من الزهد في طبقة لا تدرك حتى قيل أن بعض الملوك طلبه ليؤدب له أولاده فأتاه الرسول وبين يديه كسرٌ يابسة يأكلها فقال له قل لمرسلك مادام يلقى مثل هذه لا حاجة به إليك ولم يأت الملك
وسأله الأخفش لم سميت بحر الطويل طويلاً قال لأنه تمت أجزاؤه والبسيط لأنه انبسط على حد الطويل والمديد لتمدد سباعيه حول خماسيه والكامل لكمال أجزائه السباعيه ليس فيه غيرها والوافر لوفور أجزائه لأن فيه ثلاثين حركة لا تجتمع في غيره والرجز لاضطرابه كاضطراب قوائم الناقة الرجزاء والرمل لأنه يشبه رمل الحصير يضم بعضه إلى بعض والهزج لأنه يتصرف شبه هزج الصوت والسريع لسرعته على اللسان والمنسرح لانسراحه وسهولته والخفيف لأنه أخف السباعيات والمقتضب لأنه اقتضب من الشعر لقلته والمضارع لأنه ضارع المقتضب والمجتث لأنه اجتث أي قطع من طول دائرته والمتقارب لتقارب أجزائه وأنها خماسية كلها يشبه بعضها بعضا . قيل لما دخل الخليل البصرة لمناظرة أبي عمرو بن العلاء جلس إليه ولم يتكلم بشيء فسئل عن ذلك فقال هو رئيس منذ خمسين سنة فخفت أن ينقطع فيفتضح في البلد وقال الواحدي في تفسيره الإجماع منعقد على أنه لم يكن أحد أعلم بالنحو من الخليل قاله ابن الأهدل وقال في العبر الخليل بن أحمد الأزدي البصري أبو عبد الرحمن صاحب العربية والعروض روى عن أيوب السختياني وطائفة وكان أماماً كبير القدر خيراً متواضعاً فيه زهد وتعطف صنف كتاب العين في اللغة ( 170 )
علي بن حسين فقيهي
2007-04-06, 10:09 PM
6- الفوائد الشعرية والأدبية والأمثال
1 - ومن شعر ذي الرمة
هبت الأرواح من نحو جانب @@@ به أهل مي هاج قلبي هبوبها
هوى تذرف العينان منه إنما @@@ هوى كل نفس أين حل حبيبها ( 101 )
2- شاعرا العصر جرير والفرزدق قال ابن خلكان أجمعوا على أنه ليس في شعراء الإسلام مثلهما والأخطل وكان بينهما مهاجاة وتفاخر وفضل جرير ببيوته الأربعة الفخر والمدح والهجاء والتشبيب فالفخر قوله في قومه
إذا غضبت عليك بنو تميم @@@ حسبت الناس كلهم غضابا
والمدح قوله / ألستم خير من ركب المطايا @@@ وأندى العالمين بطون راح
والهجاء قوله / فغض الطرف إنك من نمير @@@فلا كعبا بلغت ولا كلابا
والتشبيب قوله / يصرعن ذا اللب حتى لا حراك به @@@ وهن أضعف خلق الله أركانا
وقال اليافعي وقد رجح كثير من المتأخرين أو أكثرهم ثلاثة متأخرين أبا تمام والبحتري والمتنبي واختلفوا في ترجيح أيهم ورجح الفقيه حسين المؤرخ قول شرف الدين بن خلكان وذلك لأن الأولين سبقوا إلى ابتكار المعاني الجزيلة بالألفاظ البليغة وأحسن حالات المتأخرين أن يفهموا أغراضهم وينسجوا على منوالهم وتبقى له فضيلة السبق ( 110 )
3- فقال الفرزدق أنا أعرفه فقال الشامي من هو يا أبا فراس فقال
هذا سليل حسين وابن فاطمة @@@بنت الرسول من انجابت به الظلم
هذا الذي تعرف البطحاء وطأته @@@والبيت يعرفه والحل والحرم
إذا رأته قريش قال قائلهم @@@إلى مكارم هذا ينتهي الكرم
هذا ابن خير عباد الله كلهم @@@هذا التقي النقي الطاهر العلم
يسمو إلى ذروة العز التي عجزت @@@ عن نيلها عرب الإسلام والعجم
يكاديمسكه عرفان راحته @@@ركن الحطيم إذا ما جاء يستلم
بكفه خيزران ريحه عبق @@@من كف أروع في عرنينه شمم
يغضى حياء ويغضى من مهابته @@@فما يكلم إلا حين يبتسم
يبين نور الضحى من نور غرته @@@كالشمس ينجاب من إشراقها القتم
مشتقة من رسول الله نبعته @@@طابت عناصره والخيم والشيم
الله شرفه قدرا وعظمه @@@جرى بذاك له في لوحة القلم
هو ابن فاطمة إن كنت جاهله @@@ بجده أنبياء الله قد ختموا
وليس قولك من هذا بضائره @@@العرب تعرف من أنكرت والعجم
كلتا يديه غياث عم نفعهما @@@تستوكفان ولا يعروهما عدم
سهل الخليقة لا تخشى بوادره @@@يزينه اثنان حسن الخلق والشيم
حمال أثقال إذا فدحوا @@@حلو الشمائل تحلو عنده النعم
لا يخلف الوعد ميمون نقيبته @@@رحب الفناء أريب حين يعتزم
عم البرية بالإحسان فانقشعت @@@عنها الغيابة والإملاق والعدم
من معشر حبهم دين وبغضهم @@@كفر وقربهم منجي ومعتصم
إن عد أهل التقى كانوا أئمتهم @@@أو قيل من خير أهل الأرض قيل هم
لا يستطيع جواد بعد غايتهم @@@ولا يدانيهم قوم وإن كرموا
هم الغيوث إذا ما أزمة أزمت @@@والأسد أسد الشرى والبأس محتدم
لا يقبض العدم بسطا من أكفهم @@@سيان ذلك ان أثروا وإن عدموا
مقدم بعد ذكر الله ذكرهم @@@في كل بر ومختوم به الكلم
يأبى لهم أن يحل الذم ساحتهم @@@خيمُ كرامُ وأيدٍ بالندى دِيم
من يعرف الله يعرف أولية ذا @@@والدين من بيت هذا ناله الأمم
ما قال لا قط إلا في تشهده @@@لولا التشهد كانت لاؤه نعم ( 110 )
4 - أقدام عمرو في شجاعة عنتر @@@ في حلم أحنف في ذكاء إياس ( 122 )
5 - فقال هشام ومن أشعب قال مضحكة بالمدينة وحدثه ببعض أحاديثه فضحك هشام وقال اكتبوا إلى إبراهيم بن هشام وكان عامله على المدينة في حمله إلينا فلما ختم الكتاب أطرق هشام طويلا ثم قال يا أبرش هشام يكتب إلى بلد رسول الله صلى الله عليه وسلم ليحمل إليه مضحك لاها الله ثم تمثل : إذا أنت طاوعت الهوى قادك الهوى @@@ إلى بعض ما فيه عليك مقال (125 )
6 - وكان الوليد بن يزيد بن عبد الملك صاحب شراب ولهو وطرب وسماع للغناء وهو أول من حمل المغنين إليه من البلدان وجالس الملهين وأظهر الشرب والملاهي والعزف وفي أيامه كان ابن سريج المغني ومعبد والغريض وابن عائشة وابن محرز وطويس ودحمان المغنين وغلبت شهوة الغناء في أيامه على الخاص والعام واتخذ القيان وكان متهتكا ماجنا خليعا وطرب الوليد لليلتين خلتا من ملكه وأرق فأنشأ يقول / طال ليلى وبت أُسقي السلافه @@@ وأتاني نعي من بالرصافه
فأتاني ببردة وقضيب @@@وأتاني بخاتم للخلافة
ومن مجونه قوله عند وفاة هشام وقد أتاه البشير بذلك وسلم عليه بالخلافة
إني سمعت خليلي @@@ نحو الرصافة رنه
أقبلت أسحب ذيلي @@@أقول ما حالهنه
إذا بنات هشام @@@يند بن والدهنه
يدعون ويلا وعولا @@@والويل حل بهنه
أنا المخنث حقا @@@إن لم أنيكهنه
ومن مليح قوله في الشراب / وصفراء في الكاس كالزعفران @@@ سباها لنا التجر من عسقلان
تريك القذاة وعرض الإناء @@@ ستر لها دون مس البنان
لها حبب كلما صفقت @@@ تراها كلمعة برق يماني
ومن مجونه أيضا على شرابه قوله لساقيه / اسقني يا يزيد بالطر جهاره @@@ قد طربنا وحنت الزمارة
اسقني اسقني فإن ذنوبي @@@ قد أحاطت فما لها كفارة
والوليد يدعى خليع بني مروان وقرأ ذات يوم ( واستفتحوا وخاب كل جبارعنيد من ورائه جهنم ويسقى من ماء صديد ) فدعا بالمصحف فنصبه غرضا وأقبل يرميه وهو يقول /
أتوعد كل جبار عنيد @@@ فها أنا ذاك جبار عنيد
إذا ما جئت ربك يوم حشر @@@ فقل يا رب خرقني الوليد ( 126 )
7 - يقول أبو دلامة / أبا مجرم ما غير الله نعمة @@@ على عبده حتى يغيرها العبد ( 131 )
8 _ ومما ذكر من أخباره واستفاض من آثاره ما ذكره البهلول بن العباس عن الهيثم بن عدي الطهماني عن يزيد الرقاشي قال كان السفاح تعجبه مسامرة الرجال وإني سمرت عنده ذات ليلة فقال يا يزيد أخبرني بأظرف حديث سمعته قلت يا أمير المؤمنين وإن كان في بني هاشم قال ذلك أعجب إلي قلت يا أمير المؤمنين نزل رجل من تنوخ بحي من بني عامر بن صعصعة فجعل لا يحط شيئا من متاعه ألا تمثل بهذا البيت
لعمرك ما تَبلى سرابيلُ عامرٍ @@@ من اللؤم ما دامت عليها جلودها
فخرجت إليه جاريه فحادثته وآنسته وساءلته حتى أنس بها ثم قالت ممن أنت متعت بك فقال رجل من تميم قالت أتعرف الذي يقول
تميم بطرق اللؤم أهدى من القَطا @@@ ولو سلكت سبل المكارم ضلتِ
أرى الليل بجلوة النهار ولا أرى @@@ عظام المخازي عن تميم تجلت
ولو أن برغوثا على ظهر قملة @@@ يكرُ على جمعي تميم لولت
فقال لا والله ما أنا من تميم قلت فممن أنت قال رجل من عجل قالت : أتعرف الذي يقول
أرى الناس يعطون الجزيل وإنما @@@ عطاء بني عجل ثلاث وأربع
إذا مات عجليٌ بأرضٍ فإنما @@@ يُشقُ له منها ذراعٌ وأصبع
فقال لا والله ما أنا من عجل قالت فممن أنت قال رجل من بني يشكر قالت أتعرف الذي يقول
إذا يشكريٌ مس ثوبك ثوبه @@@ فلا تذكرنّ الله حتى تطهرا
قال لا والله ما أنا من يشكر قالت فممن أنت قال رجل من عبد القيس قالت اتعرف الذي يقول
رأيت عبد القيس لاقت ذلا @@@ إذا أصابوا بصلا وخلا
ومالحاً مُعتّقاً قد صّلا @@@ باتوا يسلون الفساء سلّا
سل النبيط القصب المبتلا
قال لا والله ما أنا من عبد القيس قالت فمن أنت قال رجل من باهلة قالت أتعرف الذي يقول
إذا ازدحم الكرام على المعالي @@@ تنحى الباهلي عن الزحام
ولو كان الخليفة باهليا @@@لقصر عن مناوأة الكرام
وعرض الباهلي ولو توقى @@@ عليه مثل منديل الطعام
قال لا والله ما أنا من باهلة قالت فممن أنت قال رجل من بني فرازة قالت أتعرف الذي يقول
لا تأمنن فزاريا خلوت به @@@ على قلوصك واكتبها بأسيار
لا تأمنن فزاريا على حمر @@@ بعد الذي ابتل أير العير في النار
قال لا والله ما أنا من فزارة قالت فممن أنت قال رجل من ثقيف قالت أتعرف الذي يقول
أضل الناسبون أبا ثقيف @@@ فمالهم أب إلا الضلال
فإن نُسبت أو انتسبت ثقيف @@@ إلى أحد فذاك هو المحال
خنازير الحشوش فقتلوها @@@ فإن دماءها لكم حلال
قال لا والله ما أنا من ثقيف قالت فممن أنت قال رجل من بني عبس قالت أتعرف الذي يقول
إذا عبسية ولدت غلاما @@@ فبشرها بلؤم مستفاد
قال لا والله ما أنا من عبس قالت فممن أنت قال رجل من ثعلبة قالت أتعرف الذي يقول
فثعلبة بن قيس شر قوم @@@ وألأمُهُم وأغدرهم بجار
قال لا والله ما أنا من بني ثعلبة قالت فممن أنت قال رجل من غنيّ قالت أتعرف الذي يقول
إذا غنوية ولدت غلاما @@@ فبشرها بخياطٍ مجيدِ
قال لا والله ما أنا من غنى قالت فممن أنت قال رجل من بني مرة قالت أتعرف الذي يقول
إذا مرّّيةٌ خضبت يداها @@@ فزوِّجها ولا تأمن زناها
قال لا والله ما أنا من بني مرة قالت فممن أنت قال رجل من بني ضبة قالت أتعرف الذي يقول
لقد زرقت عيناك يا ابن معكبر@@@ كما كل ضبيٍّ من اللؤم أزرق
قال لا والله ما أنا من بني ضبة قالت فممن أنت قال رجل من بجيلة قالت أتعرف الذي يقول
سألنا عن بجيلة أين حلت @@@لتخبر أين قر بها القرار
قما تدري بجيلة حين تدعي @@@أقحطان أبوها أم نزار
فقد وقعت بجيلة بين بينٍ @@@ وقد خلعت كما خلع العذار
قال لا والله ما أنا من بجيلة قالت فممن أنت ويحك قال أنا رجل من الأزد قالت أتعرف الذي يقول
إذا أزدية ولدت غلاما @@@ فبشرها بملاح مجيد
قال لا والله ما أنا من الأزد قالت فممن أنت ويلك أما تستحي قل الحق قال رجل من خزاعة قالت أتعرف الذي يقول
إذا افتخرت خزاعة في قديم @@@وجدنا فخرها شرب الخمور
وباعت كعبة الرحمن جهرا @@@بزقٍ بئس مفتخر الفجور
قال لا والله ما أنا من خزاعة قالت فمن أنت قال رجل من سليم قالت أتعرف الذي يقول
فما لسليم شتت الله أمرها @@@ تنيكُ بايديها وتعيا أُيُورها
قال لا والله ما أنا من سليم قالت فممن أنت قال رجل من لقيط قالت أتعرف الذي يقول
لعمرك ما البحار ولا الفيافي @@@بأوسع من فقاح بني لقيط
لقيطٌ شرٌ من ركب المطايا @@@وأنذلٌ من يدب على البسيط
ألا لعن الإله بني لقيط @@@بقايا نِسبةٍ من قوم لوط
قال لا والله ما أنا من لقيط قالت فممن أنت قال رجل من كندة قالت فتعرف الذي يقول
إذا ما افتخر الكندي @@@ ذو البهجة والطُرة
فبالنسج وبالخف @@@وبالسدل وبالحفرة
فدع كندة للنسج @@@ فأعلى فخرها عره
قال لا والله ما أنا من كندة قالت فممن أنت قال رجل من خثعم قالت فتعرف الذي يقول
وخثعم لو صفرت لها صفيرا @@@لطارت في البلاد مع الجراد
قال لا والله ما أنا من خثعم قالت فممن أنت قال رجل من طيء قالت : فتعرف الذي يقول
وما طيء إلا نبيطٌ تجمعت @@@ فقالت طيايا كلمة فاستمرت
ولو أن حرقوصاً يمد جناحه @@@ على جبلي طي إذا لا ستظلت
قال لا والله ما أنا من طيى ء قالت فممن أنت قال رجل من مزينة قالت اتعرف الذي يقول
وهل مزينة إلا من قبيلةٍ @@@ لا يرتجى كرم منها ولا دين
قال لا والله ما أنا من مزينة قالت فممن أنت قال رجل من النخع قالت الفرق الذي يقول
إذا النخع اللئام عدوا جميعاً @@@ تأذى الناس من وفر اللئام
وما تسمو إلى مجدٍ كريمٍ @@@ وما هم في الصميم من الكرام
قال لا والله ما أنا من النخع قالت فممن أنت قال رجل من أود قالت اتعرف الذي يقول
إذا نزلتَ بأودٍ في ديارهم @@@ فاعلم بأنك منهم ليس بالناجي
لا تركنن إلى كهل ولا حدث @@@ فليس في القوم إلا كل عفّاج
قال لا والله ما أنا من أود قالت فممن أنت قال رجل من لخم قالت أتعرف الذي يقول
إذا ما انتمى قوم لفخرٍ قديمهم @@@ تباعدَ فخرُ الجود عن لخمِ اجمَعَا
قال لا والله ما أنا من لخم قالت فممن أنت قال رجل من جذام قالت اتعرف الذي يقول
إذا كاس المداد أدير @@@ يوما لمكرمة تنحى عن جذام
قال لا والله ما أنا من جذام قالت فممن أنت ويلك اما تستحي من كثرة الكذب قال أنا رجل من تنوخ وهو الحق قالت اتعرف الذي يقول
إذا تنوخٌ قطعت منهلا @@@ في طلب الغارات والثار
آبت بخزيٍ من آله السما @@@ وشهرةٍ في الأهل والجار
قال لا والله ما أنا من تنوخ قالت فممن أنت ثكلتك أمك قال أنا رجل من حمير قالت اتعرف الذي يقول
نبئتُ حميرَ تهجوني فقلت لهم @@@ ما كنت احسبهم كانوا ولا خلقوا
لأن حمير قومٌ لا نصاب لهم @@@ كالعود بالقاع لا ماءٌ ولا ورقُ
لا يكثرون وإن طالت حياتهم @@@ ولو يبولُ عليهم ثعلبٌ غرقوا
قال لا والله ما أنا من حمير قالت فممن أنت قال رجل من يحابر قالت اتعرف الذي يقول
ولو صرَّ صرارٌ با بأرض يحابر @@@ لماتوا وأضحوا في التراب رميما
قال لا والله ما أنا من بحاير قالت فممن أنت قال رجل من قشبرة قالت اتعرف الذي يقول
بني قشيرٍ قتلتُ سيدكم @@@فاليوم لا فدية ولا قود
قال لا والله ما أنا من قشير قالت فممن أنت قال رجل من بين أمية قالت أفتعرف الذي يقول
وهى بأمية بنيانها @@@ وهان على الله فقدانها
وكانت أمية فيما مضى @@@ جرىءٌ على الله سلطانها
فلا آل حربٍ أطاعوا الرسول @@@ ولم يتق الله مروانها
قال لا والله ما أنا من بني أمية قالت فممن أنت قال رجل من بين هاشم قالت أفتعرف الذي يقول
بني هاشم عودوا إلى نخلاتكم @@@ فقد صار هذا التمر صاعا بدرهم
فإن قلتم رهط النبي محمد @@@ فإن النصارى رهط عيسى بن مريم
قال لا والله ما أنا من بني هاشم قالت فممن أنت قال رجل من همدان قالت أتعرف الذي يقول
إذا همدان دارت يوم حرب @@@ رحاها فوق هامات الرجال
رأيتهم يحثون المطايا @@@ سراعاً هاربين من القتال
قال لا والله ما أنا من همدان قالت فممن أنت قال رجل من قضاعة قالت أتعرف الذي يقول
لا يفخرنَّ قضاعيٌ بأسرته @@@ فليس من يمنٍ محضاً ولا مضر
مذبذبين فلا قحطان والدهم @@@ولا نزار فخلّوهم إلى سقر
قال لا والله ما أنا قضاعيا قالت فممن أنت قال رجل من شيبان قالت أتعرف الذي يقول
شيبانُ قومٌ لهم عديدُ @@@ وكلهم مقرفٌ لئيمُ
ما فيهم من ماجدٌ حسيب @@@ ولا نجيبٌ لا ولا كريم
قال لا والله ما أنا من شيبان قالت فممن أنت قال رجل من بني نمير قالت أتعرف الذي يقول
فغض الطرف إنك من نمير @@@ فلا كعبا بلغت ولا كلابا
ولو وضعت فقاحُ بني نمير @@@ على خبثِ الحديدِ إذاً لذابا
قال لا والله ما أنا من نمير قالت فممن أنت قال أنا رجل من تغلب قالت أتعرف الذي يقول
ولا تطلبن خؤولةً في تغلبٍ @@@ فالزنجُ أكرمُ منهم أخوالا
والتغلبي إذا تنحنحَ للقرى @@@ حط استه وتمثلَ الأمثال
قال لا والله ما أنا من تغلب قالت فممن أنت قال رجل من مجاشع قالت أتعرف الذي يقول
تبكى المغيبةُ من بنات مجاشعٍ @@@ ولهاً إذا سمعت نهيق حمار
قال لا والله ما أنا من مجاشع قالت فممن أنت قال أنا رجل من كلب قالت أتعرف الذي يقول
فلا تقربن كلبا ولا باب دارها @@@ فما يطمعُ الساري يرى ضوء نارها
قال لا و الله ما أنا من كلب قالت فممن أنت قال رجل من تيم قالت أتعرف الذي يقول
تيمية مثل أنف الفيل مُقبِلُهَا @@@ تهدي الردى ببنانٍ غير مخدوم
قال لا والله ما أنا من تيمم قالت فممن أنت قال رجل من جرم قالت أتعرف الذي يقول
تمنيني سويق الكرم جرمٌ @@@ وما جرمٌ وما ذاك السويق
فما شربوه لما كان حلاً @@@ ولا غالي بها إذا قام سوق
فلما أنزل التحريم فيها @@@ إذا الجرمى منها لا يفيق
قال لا والله ما أنا من جرم قالت فممن أنت قال رجل من سليم قالت أتعرف الذي يقول
إذا ما سليم جئتها لغدائها @@@ رجعت كما قد جئت عريان جائعا
قال لا والله ما أنا من سلم قالت فممن أنت قال رجل من الموالي قالت أتعرف الذي يقول
ألا من أراد اللؤم والفحش والخنا @@@ فعند الموالى الجيد والطرفان
قال أخطأت نسبي ورب الكعبة أنا رجل من الخوز قالت أتعرف الذي يقول
لا بارك الله ربي فيكم أبدا @@@ يا معشر الخوز إن الخوز في النار
قال لا والله ما أنا من الخوز قالت ممن أنت قال من أولاد حام قالت أتعرف الذي يقول
ولا تنكحن أولاد حام فإنهم @@@ مشاويه خلق الله حاشا ابن أكوع
قال لا والله ما أنا من ولد حام ولكني من ولد الشيطان الرجيم قالت فلعنك ولعن أباك معك أتعرف الذي يقول
ألا يا عباد الله هذا عدوكم @@@ عدو نبي الله إبليس ينهق
فقال لها هذا مقام العائذ بك قالت قم فارحل خاسئا مذموما وإذا نزلت بقوم فلا تنشد فيهم شعرا حتى تعرف من هم ولا تتعرض للمباحثة عن مساوىء الناس فلكل قوم إساءة وإحسان إلا رسل رب العالمين ومن اختاره الله من عباده وعصمه من عدوه وأنت كما قال جرير للفرزدق
وكنت إذا حللت بدار قوم @@@ رحلت بخزيةٍ وتركت عاراً
فقال لها والله لا أنشدت بيت شعر أبدا
فقال السفاح لئن كنت عملت هذا الخبر ونظمت فيمن ذكرت هذه الأشعار فلقد أحسنت وأنت سيد الكذابين وأن كان الخبر صدقا وكنت فيما ذكرت محقا فإن هذه الجارية لمن أحضر الناس جوابا وأبصرهم بمثالب الناس قال المسعودي وللسفاح أخبار غير هذه وأسمار حسان أتينا على مبسوطها في كتابينا أخبار الزمان والأوسط ( 136 )
9 - رؤبة بن العجاج المصري التيمي السعدي كان هو وأخوه من المدونين في الرجز ليس فيه شعر مع أن الرجز شعر على الصحيح ( 148 )
10 _ ينسب لبشار بن برد العقيلي
الأرض مظلمة والنار مشرقة @@@ والنار معبودةٌ مذ كانت النار
قيل وفتشت كتبه فلم يوجد فيها شيء مما رمى به وقيل أن هجا صالح بن داود أخا يعقوب الوزير فقال
هم حملوا فوق المنابر صالحاً @@@ أخاك فضجت من أخيك المنابر
فقال يعقوب للمهدي أن بشارا هجاك بقوله
خليفة يزني بعماته @@@ يلعب بالدبوق وبالصولجان
أبدلنا الله به غيره @@@ ودسّ موسى في حِرِ الخيزران
والخيزران امرأة المهدي واليها تنسب دار الخيزران بمكة فقتله المهدي ( 167 )
11 _ يونس بن حبيب النحوي أحد الموالي المنجبين أخذ الأدب عن أبي عمرو بن العلاء وغيره وهو في الطبقة الخامسة من الأدب بعد علي كرم الله وجهه اختلف إليه أبو عبيد أربعين سنة وأبو زيد عشر سنين وخلف الأحمر عشرين سنة وله عدة تصانيف وكان يقول
(فرقة الأحباب سقم الألباب ) وينشد
شيئان لو بكتِ الدماءُ عليهما @@@ عيناي حتى يؤذنا بذهابِ
لم يبلغا المعشارَ من حقيهما@@@ شرخُ الشبابِ وفرقةُ الأحبابِ
ومات يونس وله مائة سنة وسنتان ( 182 )
12 _ مروان بن أبي حفصة الشاعر اليمامي ومن أجود شعره قوله في معن بن زائدة قصيدته اللامية وفضل بها على شعراء أرضه وأعطاه ثلاثمائة ألف درهم ومدح ولده مروان شراحيل بن معن بقوله
يا أكرمَ الناسِ من عُجمٍ ومن عربِ @@@ ويا ذوي الفضل والإحسان والحسب
أعطى أبوك أبي مالاً فعاش به @@@ فأعطني مثل ما أعطى أبوك أبي
ما حل قط أبي أرضاً أبوك بها @@@إلا وأعطاه قنطارا من الذهب
فأعطاه قنطارا والقنطار ألف أوقية ومائتا أوقية وقيل غير ذلك
ومثل هذه الحكاية ما روى أنه لما حبس عمر بن الخطاب رضي الله عنه الحطيئة في هجوه للناس كتب إليه
ماذا تقول لأفراخ بذي مرخٍ @@@ حمر الحواصل لا ماءٌ ولا شجرٌ
ألقيت كاسبهم في قعر مظلمةٍ @@@ فارحم عليك سلام الله يا عمر
أنت الذي قام فيهم بعد صاحبه @@@ ألقت إليك مقاليد النهى البشر
ما آثروك بها إذ قدموك لها @@@ لكن لأنفسهم قد كانت الأثر
فأطلقه وشرط عليه أن يكف لسانه فقال له إذ منعتني التكسب بلساني فأكتب لي إلى علقمة بن علاثة العامري فامتنع عمر فقيل له يا أمير المؤمنين ما عليك في ذلك فاكتب له فإنه ليس من عمالك وقد تشفع بك إليه فكتب له بمار أراد ورحل إليه فصادف الناس منصرفين من جنازته وولده واقف على قبره فأنشد الحطيئة
لعمري لنعم المرء من آل جعفر @@@بحوران أمسى علقته الحبائل
فإن تحي لا أملك حياتي وأن تمت @@@فما في حياتي بعد موتك طائل
وما كان بيني لو لقيتك سالماً @@@وبين الغنى إلا ليال قلائل
فقال له ابنه كم ظننت أنه كان يعطيك فقال مائة ناقة يتبعها مائة فأعطاه إياها ( 182 )
13 - وكان الفضل بن يحيى البرمكي كثير البر بأبيه حتى في السجن وكان في السجن ينشد قول أبي العتاهية
إلى الله فيما نالنا نرفع الشكوى @@@ ففي يده كشف المضرة والبلوى
خرجنا من الدنيا ونحن من أهلها @@@ فلسنا من الأموات فيها ولا الأحيا
إذا جاءنا السجان يوما لحاجة @@@ عجبنا وقلنا جاء هذا من الدنيا ( 192 )
14 _ أبو نواس الحسن بن هانئ الحكمي الأديب شاعر العراق قال ابن عيينة هو أشعر الناس وقال الجاحظ ما رأيت أعلم باللغة منه قال ابن الأهدل كان أبوه من جند مروان الصغير الأموي فتزوج امرأة بالأهواز فولدت أبا نواس فلما ترعرع أصحبته أبا أسامة الشاعر فنشأ على يديه وقدم به بغداد فبرع في الشعر وعداده في الطبقة الأولى من المولدين وشعره عشرة أنواع وقد اعتنى بشعره جماعة فجمعوه ولهذا يوجد ديوانه مختلفا وكان المأمون يقول لو وصفت الدنيا نفسها ما بلغت قول أبي نواس
ألا كل حي هالك وابن هالك @@@وذو نسب في الهالكين عريق
إذا امتحن الدنيا لبيب تكشفت @@@ له عن عدو في ثياب صديق
وكنى بأبي نواس لذؤابتين كانتا على عاتقه تنوسان وأثنى عليه ابن عيينة وعلماء عصره بالفصاحة والبلاغة
وكان كثير المجون قيل عاتب أبو العتاهية الحسن على مجونه فقال الحسن
والنفس لا تقلع عن غيها @@@ ما لم يكن منها لها زاجر
فقال أبو العتاهية : وودت أن هذا البيت بشعري كله ورأى رجل الحسن في النوم فقال له : ما فعل الله بك ؟ قال : رحمنى بأبيات قلتها وهي
يا ربِّ إن عظمت ذنوبي كثرةً @@@ فلقد علمتُ بأن عفوك أعظمُ
إن كان لا يرجوك إلا محسنٌ @@@ فبمن يلوذُ ويستجيرُ المجرمٌ
إدعوك رب كما أمرتَ تضرعاً@@@ ولئن رددتَ يدي فمن ذا يرحمُ
ما لي إليك وسيلةٌ إلا الرجا @@@ وجميلُ ظني ثم إني مسلم ( 196 )
علي بن حسين فقيهي
2007-04-09, 04:53 PM
- الفوائد المتعلقة بالمرأة
1- وعائشة بنت طلحة التيمية التي أصدقها مصعب بن الزبير مائة ألف دينار ( 101 )
2- فاطمة بنت الحسين الشهيد رضي الله عنه التي أصدقها الديباج عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان ألف ألف درهم
( 110 )
3 -توفيت الخيزران زوجة المهدي وأم الهادي والرشيد ولم تلد امرأة خليفتين غير ثلاثة ولادة بنت العباس العبسية تزوجها عبد الملك بن مروان فولدت له الوليد وسليمان فوليا الخلافة والثانية شافهر بنت فيروز بن يزدجرد تزوجها الوليد بن عبد الملك فولدت له يزيد وإبراهيم فوليا الخلافة والثالثة الخيزران اشتراها المهدي ثم أعتقها فولدت له الهادي والرشيد ووليا الخلافة ويلحق بهؤلاء خاتون جارية ملكشاه فإنها ولدت محمداً وسنجراً وكلاهما ولي السلطنة وكان كبير القدر ( 172 )
علي بن حسين فقيهي
2007-04-09, 04:56 PM
8 - الطرائف والملح والعجائب والغرائب
1 - وكان عامر بن شراحيل الشعبي نحيفا ضئيلا وقيل له مالنا نراك ضئيلا قال إني زوحمت في الرحم وكان ولد هو وأخ له في بطن واحد قال الشعبي لخياط مر به عندنا حب مكسور تخيطه فقال له نعم إن كان عندك خيط من ريح وحدثني بهذا الإسناد أن رجلا دخل عليه ومعه في البيت امرأة فقال أيكما الشعبي فقال هذه وقال له أبو بكر الهذلي تحب الشعر فقال إنما يحبه فحول الرجال ويكرهه مؤنثوهم وقال ما أودعت قلبي شيئا فخانني قط وقال إنما الفقيه من تورع عن محارم الله والعالم من خاف الله تعالى وقال ما كتبت سوداء في بيضاء إلا حفظتها ( 104 )
2- أبو يحيى عبد الله الأنطاكي أحد الشجعان الذين يضرب بهم المثل وله مواقف مشهودة وكان طليعة جيش مسلمة وله أخبار في الجملة لكن كذبوا عليه وحملوه من الخرافات والكذب ما لا يحد ولا يوصف ( 113 )
3 - أحد الشجعان والأبطال أبو محمد البطال وله حروب ومواقف ولكن كذبوا عليه فأفرطوا ووضعوا له سيرة كبيرة تقرأ كل وقت يزيد فيها من لا يستحي من الكذب ( 121 )
4 - وشق ابن خالة سطيح وكانا من أعاجيب الزمان كان سطيح جسدا ملقى بلا جوارح ووجهه في صدره ولم يكن له رأس ولا عنق وكان لا يقدر يجلس إلا إذا غضب فإنه ينتفخ فيجلس قيل وكان يطوي مثل الأديم وينقل من مكان إلى مكان وكان شق نصف إنسان له يد ورجل وولدا في يوم واحد وهو اليوم الذي ماتت فيه طريقة الكاهنة الحميرية زوجة عمرو بن مزيقياء بن عامر بن ماء السماء وحين ولدا تفلت في أفواههما وماتت من ساعتها ودفنت بالجحفة ( 126 )
5 - واصل بن عطاء المعتزلي المتكلم كان ألثغ يبدل الراء غينا وكان يخلص كلامه بحيث لا تسمع منه الراء حتى يظن خواص جلسائه أنه غير ألثغ حتى يقال إنه دفعت إليه رقعة مضمونها أمر أمير الأمراء الكرام أن يحفر بئر على قارعة الطريق فيشرب منه الصادر والوارد فقرأ على الفور حكم حاكم الحكام الفخام أن ينبش جب على جادة الممشى فيسقى منه الصادي والغادي فغير كل لفظ برديفه وهذا من عجيب الاقتدار ( 131 )
6 - وكان الاعمش فيه مزاح خرج إلى الطلبة يوما وقال لولا إن في منزلي من هو أبغض إلي منكم ما خرجت وطلبه رجل ليصلح بينه وبين زوجته فقال الرجل لزوجته لا تنظري إلى عموشة عينيه وخموشة ساقيه فإنه إمام فقالت ما لديوان الرسائل أريده فقال ما أردت إلا أن تعرفها عيوبي وقال له حائك ما تقول في شهادة الحائك فقال تقبل مع عدلين وذكر عنده حديث من نام عن قيام الليل بال الشيطان في أذنه فقال ما عمشت عيني إلا من بول الشيطان وكتب إليه هشام بن عبد الملك أن أكتب لي فضائل عثمان ومساوئ علي فأخذ كتابه ولقمه شاة عنده وقال لرسوله هذا جوابك فألح عليه الرسول في جواب وتحمل عليه بإخوانه وقال إن لم آت بالجواب قتلني فكتب بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد فلو كان لعثمان مناقب أهل الأرض ما نفعتك ولو كانت لعلي مساوئ ء أهل الأرض ما ضرتك فعليك بخويصة نفسك والسلام ( 148 )
7 - أشعب الطامع ويعرف بابن أم حميد روى عن عكرمة وسالم وله نوادر وملح في الطمع والتطفيل أشهر من أن تذكر( 154 )
8 - أبو دلامة زند - بالنون - بن الجون صاحب النوادر
ونوادره كثيرة جداً وهو مطعون فيه وليست له رواية ( 161 )
علي بن حسين فقيهي
2007-04-11, 05:08 PM
9- الفوائد الإيمانية والتربوية والدعوية
1- وذلك أن عمر خرج طائفا ذات ليلة فسمع امرأة تقول لبنية لها اخلطى الماء في اللبن فقالت البنية أما سمعت منادى عمر بالأمس ينهى عنه فقالت أن عمر لا يدري عنك فقالت البنية والله ما كنت لا طيعة علانية واعصيه سرا فأعجب عمر عقلها فزوجها ابنه عاصما فهي جدة عمر بن عبد العزيز ( 101 )
2 - قال عمر بن عبد العزيز أن لي نفسا ذواقة تواقه كلما ذاقت شيئا تاقت إلى ما فوقه فلما ذاقت الخلافة ولم يكن شيء في الدنيا فوقها تاقت إلى ما عند الله في الآخرة وذلك لا ينال إلا بترك الدنيا ومن كلامه رضى الله عنه ( 101 )
3- ربعى بن حراش أحد علماء الكوفة وعبادها قيل أنه لم يكذب قط وشهد خطبة عمر بالجابية وحلف لا يضحك حتى يعلم أفي الجنة هو أم في النار ( 101 )
4 - وقال الأعمش كنت إذا رأيت مجاهدا تراه مغموما فقيل له في ذلك فقال أخذ عبد الله يعنى ابن عمر بيدي ثم قال أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي وقال لي يا عبد الله كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل ومات مجاهد بمكة وهو ساجد ( 102 )
5- خالد بن معدان الكلاعي الحمصي الفقيه العابد قيل كان يسبح كل يوم أربعين ألف تسبيحة سمعه صفوان يقول لقيت سبعين من الصحابة وقال يحيى بن سعيد ما رأيت ألزم للعلم منه وقال الثوري ما أقدم عليه أحدا ( 104 )
6- دخل سليمان بن عبد الملك الكعبة فرأى سالما واقفا فقال له سلني حوائجك فقال لا والله لا سألت في بيت الله غير الله ( 106 )
7- ولما ولي عمر بن عبد العزيز كتب إليه طاووس إن أردت أن يكون عملك كله خيرا فاستعمل أهل الخير فقال عمر كفى بها موعظة ( 106 )
8 - أبو محمد علي بن عبد الله بن عباس جد السفاح والمنصور وكان سيدا شريفا أصغر أولاد أبيه وأجمل قرشي على وجه الأرض وأوسمه وأكثره صلاة ولذلك دعي بالسجاد وكان له خمسمائة أصل زيتون يصلي تحت كل ركعتين فالمجموع ألف ركعة روى أن عليا جاء بن عباس يهنئه به يوم ولد وقال له شكرت الواهب وبورك لك في الموهوب ( 113 )
9- فقيه الكوفة أبو إسماعيل حماد بن أبي سليمان الأشعري مولاهم صاحب إبراهيم النخعي روى عن أنس بن مالك وسعيد بن المسيب وطائفة وكان جوادا سريا محتشما يفطر كل ليلة من رمضان خمسمائة إنسان وقال شعبة كان صدوق السان ( 120 )
10 - أبو يحيى مالك بن دينار البصري الزاهد المشهور كان مولى لبني أسامة بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك وكان يكتب المصاحف بالأجرة أقام أربعين سنة لا يأكل من ثمار البصرة ولا يأكل إلا من عمل يده ووقع حريق بها فخرج متزرا بباريه وبيده مصحف وقال فاز المخففون وقيل له ألا تستسقي لنا فقال أنتم تنتظرون الغيث وأنا انتظر الحجارة وقال له رجل إن امرأتي حبلى منذ أربع سنين وأصبحت اليوم في كرب عظيم فادع الله لها فقال اللهم إن كان في بطنها جارية فأبدلها غلاما فإنك تمحو ما تشاء وتثبت وعندك أم الكتاب فجاء الرجل على رقبته غلام وقد استوت أسنانه وما قطع سراره ( 127 )
11 - محمد بن المنكدر التيمي المدني قيل له أي الأعمال أفضل قال إدخال السرور على المؤمنين وقيل له أي الدنيا أحب إليك قال الأفضال على الإخوان وكان يحج وعليه دين فقيل له أتحج وعليك دين فقال هو أقضى للدين وكان إذا حج خرج بنسائه وصبيانه كلهم فقيل له في ذلك أعرضهم على الله . قال مالك : كنت إذا وجدت من قلبي قسوة آتى ابن المنكدر فأنظر إليه نظرة فأبغض نفسي أياما وكان من أزهد الناس وأبعدهم وكان له أخوان فقيهان عابدان أبو بكر ابن المنكدر وعمر بن المنكدر وسمع محمد عائشة وأبا هريرة وكان بيته مأوى الصالحين ومجتمع العابدين ( 130 )
12 - ومنصور بن زاذان البصري زاهد البصرة وشيخها روى عن أنس وجماعة وكان يصلي من بكرة إلى العصر ثم يسبح إلى المغرب ( 131 )
13 - عبيد الله بن أبي جعفر الليثي مولاهم المصري الفقيه أحد العلماء والزهاد ولد سنة ستين قال محمد بن سعد كان ثقة بقية في زمانه قال ابن ناصر الدين من حكم كلامه ( إذا حدث المرء فأعجبه الحديث فليمسك وإن كان ساكنا فأعجبه السكوت فليتحدث ) ( 132 )
14- عطاء الخراساني نزيل بيت المقدس وهو كثير الإرسال عن الصحابة وكان يقول أوثق علمي في نفسي نشر العلم وقال ابن جابر كنا نغزو معه فكان يحيى الليل صلاة الأنومة السحر وكان يعظنا ويحثنا على التجهد ( 135 )
15- منصور بن عبد الرحمن العبدري الحجبي المكي ولد صفية بنت شيبة قال ابن عيينة كان يبكي عند كل صلاة فكانوا يرون أنه يذكر الموت ( 137 )
16- قال وكيع بقي الأعمش قريبا من سبعين سنة لم تفته التكبيرة الأولى وقال الخريبي ما خلف أعبد منه ( 148 )
17- والحكم بن أبان العدني روى عن طاووس وجماعة وكان شيخ أهل اليمن وعالمهم بعد يعقوب قال أحمد العجلي ثقة صاحب سنة كان إذا هدأت العيون وقف في البحر إلى ركبتيه يذكر الله حتى يصبح ( 154 )
18- وأبو مودود عبد العزيز بن أبي سليمان المدني القاص عن سن عالية رأى أبا سعيد الخدري وروى عن السائب بن يزيد وجماعة قال ابن سعد كان من أهل الفضل والنسك يعظ ويذكر ( 162 )
19- حماد بن سلمة بن دينار البصري الحافظ في آخر السنة سمع قتادة وأبا جمرة الضبعي وطبقتهما كان سيد أهل وقته قال وهيب بن خالد حماد ابن سلمة سيدنا وأعلمنا وقال ابن المديني كان عند يحيى بن ضريس عن حماد بن سلمة عشرة آلاف حديث وقال عبد الرحمن بن مهدي لو قيل لحماد بن سلمة أنك تموت غداً ما قدر أن يزيد في العمل شيئاً وقال شهاب البلخي كان حماد بن سلمة يعد من الأبدال وقال غيره كان فصيحاً مفوهاً إماماً في العربية صاحب سنة له تصانيف في الحديث وكان بطاينياً فروى سوار بن عبد الله عن أبيه قال كنت آتي حماد بن سلمة في سوقة فإذا ربح في ثوب حبة أو حبتين شد جيوبه وقام وقال موسى بن إسماعيل لو قلت أني ما رأيت حماد بن سلمة ضاحكاً لصدقت كان يحدث أو يسبح أو يقرأ أو يصلي قد قسم النهار على ذلك ( 167 )
20- الحسن بن صالح بن حي الهمداني فقيه الكوفة وعابدها وقال وكيع الحسن بن صالح يشبه بسعيد بن جبير كان هو وأخوه على وأمهما قد جزؤا الليل ثلاثة أجزاء فماتت فقسما الليل سهمين فمات على فقام الحسن الليل كله ( 167 )
21- صالح المري الزاهد وأعظ البصرة روى عن الحسن وجماعة وحديثه ضعيف قال عفان كان شديد الخوف من الله إذا قص كأنه ثكلى ( 172 )
22 - بشر بن منصور السليمي الأزدي البصري الزاهد روى عن أيوب وطبقته قال ابن المديني ما رأيت أحدا أخوف لله منه وكان يصلي كل يوم خمسمائة ركعة وقال عبد الرحمن بن مهدي ما رأيت أحدا أقدمه عليه في الورع والرقة ( 180 )
علي بن حسين فقيهي
2007-04-18, 05:11 PM
10 - سير العلماء
1- أبو قلابة الجرمي عبد الله بن زيد البصري الإمام طلب للقضاء فهرب ونزل الشام فنزل بداريا وكان رأسا في العلم والعمل سمع من سمرة وجماعة ومناظرته مع علماء عصره في القسامة بحضرة عمر بن عبد العزيز مشهورة في الصحيح بخ (6899) م ( 1669) ( 104 )
2 - ولما ولى ابن هبيرة العراق وخراسان نيابة عن يزيد بن عبد الملك استدعى الحسن وابن سيرين والشعبي وذلك في سنة ثلاث ومائة فقال لهم إن الخليفة كتب إلى بأمر فأقلده ما تقلد من ذلك الأمر فقال ابن سيرين والشعبي قولا فيه بعض تقية فقال ما تقول يا حسن قال يا ابن هبيرة خف الله في يزيد ولا تخف يزيدا في اله فإن الله يمنعك من يزيد ولا يمنعك يزيد من الله ويوشك أن يبعث إليك ملكا فيزيلك عن سريرك ويخرجك من سعة قصرك إلى ضيق قبرك ثم لا ينجيك إلا عملك يا ابن هبيرة إياك أن تعصي الله فإنما جعل الله هذا السلطان ناصرا لدين الله تعالى وعباده فلا تتركن دين الله وعباده لهذا السلطان فإنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق فأضعف جائزة الحسن عليهما فقالا له قشقشنا فقشقش لنا والقشقشة الردى ء من العطية وكتب إليه عمر بن عبد العزيز يقول له أني قد ابتليت بهذا الأمر فانظروا إلى أعوانا يعينوني عليه فكتب إليه الحسن أما أبناء الدنيا فلا تريدهم وأما أبناء الآخرة فلا يريدونه فاستعن بالله والسلام وله مع ا لحجاج وقعات هائلة وسلمه الله من شره ( 110 )
3 - لم يشهد ابن سيرين جنازة الحسن البصري لشيء كان بينهما ( 110 )
4 - وكان ابن سيرين غاية في العلم نهاية في العبادة روى عن كثير من الصحابة وروى عنه الجم الغفير من التابعين وأريد على القضاء فهرب إلى الشام ثم أتى المدينة قال ابن عون لم أر مثله وقال هشام بن حسان حدثني أصدق من رأيت من البشر محمد بن سيرين وقال ابن عون لم أر مثل ابن سيرين وله في التعبير عجائب قال له رجل رأيت على ساق رجل شعرا كثيرا فقال بركبه دين ويموت في السجن فقال الرجل أنت هو فاسترجع ومات في السجن وعليه أربعون ألف درهم قضاها عنه ولده أو بعض اخوانه وقوم ماله بستمائة ألف درهم وقالت له امرأة رأيت كان القمر دخل في الثريا فنادى مناد من خلفي قضى على ابن سيرين فاصفر لونه وقام وهو آخذ ببطنه فقالت له عمته مالك قال زعمت هذه المرأة أني أموت إلى سبعة أيام فدفن في اليوم السابع وقال له رجل رأيت طائرا سمينا ما أعرفه تدلى من السماء فوقع على شجرة وجعل يلتقط الزهر ثم طار فتغير وجه ابن سيرين وقال هذا موت العلماء ( 110 )
5 - عطية بن سعد العوفي الكوفي روى عن أبي هريرة وطائفة ضربه الحجاج أربعمائة سوط على أن يشتم عليا فلم يفعل وهو ضعيف الحديث قاله الذهبي ( 111 )
6 - وقال مسلمة الأمير في كندة رجاء بن حيوة وعبادة بن نسي وعدي بن عدي أن الله لينزل بهم الغيث وينصر بهم على الأعداء بلغ يوما عبد الملك قول من بعض الناس فهم أن يعاقب صاحبه فقال له رجاء يا أمير المؤمنين قد فعل الله بك ما تحب حيث أمكنك منه فافعل ما يحبه الله من العفو فعفا عنه وأحسن إليه ( 112 )
7 - فقيه الحجاز أبو محمد عطاء بن أبي رباح أسلم من مولدي الجند وأمه سوداء تسمى بركة وكان صبيا نشأ بمكة وتعلم الكتاب بها وهو مولى لبني فهر وكان على ما قال ابن قتيبة أسود أفطس أشل أعرج ثم عمى بعد ذلك ومات وله ثمان وثمانون سنة وقال في العبر كان من مولدي الجند أسود مفلفل الشعر سمع عائشة وأبا هريرة وابن عباس قال أبو حنيفة ما رأيت أفضل منه وقال ابن جريج كان المسجد فراش عطاء عشرين سنة وكان من أحسن الناس صلاة ( 113 )
8 - وعبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة القرشي التيمي المدني عن سن عالية وقد ولى القضاء لابن الزبير ويكنى أبا بكر وأبا محمد روى عن جده وابن عباس وابن عمر في آخرين كان إمام الحرم وشيخه ومؤذنه الأمين وقاضي مكة والطائف زمن ابن الزبير (117 )
9 - قاضي البصرة أبو واثلة إياس بن معاوية بن قرة المزني الليثي يضرب بذكائه وفطنته المثل روى عن أنس وجماعة ووثقة ابن معين ولا رواية له في الكتب ا الستة كان صاحب فراسة قال الحريري فإذا المعيتي المعية ابن عباس وفراستي فراسة إياس وقال أبو تمام
أقدام عمرو في شجاعة عنتر @@@ في حلم أحنف في ذكاء إياس ( 122 )
10 - سيد القراء وعالم البصرة وعابدها محمد بن واسع الأزدي أخذ عن أنس ومطرف بن الشخير وطائفة وهو مقل روى خمسة عشر حديثا ومناقبه مشهورة قال بعضهم كنت إذا وجدت فترة أو قسوة نظرت في وجهه فيذهب ( 123 )
11 - فقيه أهل البصرة أيوب السختياني أحد الأعلام كان من صغار التابعين قال شعبة كان سيد الفقهاء وقال ابن عيينة لم ألق مثله وقال حماد بن زيد كان أفضل من جالسته وأشده اتباعا للسنة وقال ابن المديني له نحو ثمانمائة حديث وقال ابن ناصر الدين هو أيوب بن أبي تميمة كيسان أبو بكر السختياني البصري كان سيد العلماء وعلم الحفاظ ثبتا من الأيقاظ ( 131 )
12 - قال الليث رأيت أبا الزناد وخلقه ثلثمائة تابع من طالب علم وفقه وشعر وصنوف ثم لم يلبث أن بقي وحده وأقبلوا على ربيعة قال أبو حنيفة كان أبو الزناد أفقه من ربيعة ( 131 )
13 - وهمام بن منبه اليماني صاحب أبي هريرة وكان من أبناء المائة قال أحمد كان يغزو فجالس أبا هريرة وكان يشتري الكتب لأخيه وهب ( 131 )
14 - أبو عتاب منصور بن المعتمر السلمي الكوفي الحافظ أحد الأعلام أخذ عن أبي وائل وكبار التابعين وقال ما كتبت حديثا قط وكان أحفظ أهل الكوفة صام أربعين سنة وقامها وعمى من البكاء وأكره على القضاء أي قضاء الكوفة وقضى شهرين وتوفي بالمدينة ( 132 )
15 - وربيعة بن أبي عبد الرحمن فروخ الفقيه أبو عثمان المدني عالم المدينة ويقال له ربيعة الرأي قيل له ذلك لأنه كان يتقوى بالرأي سمع أنسا وابن المسيب وكانت له حلقة للفتوى وأخذ عنه مالك وغيره وأدرك جماعة من الصحابة مات بالهاشمية ( 136 )
16 - إمام الحجاز أبو الوليد عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج الرومي ثم المكي مولى بني أمية عن أكثر من سبعين سنة أخذ عن عطاء وطبقته وهو أول من صنف الكتب بالحجاز كما أن سعيد بن أبي عروبة أول من صنف بالعراق قال أحمد كان من أوعية العلم قال في العبر ولم يطلب العلم إلا في الكهولة ولو سمع في عنفوان شبابه لحمل عن غير واحد من الصحابة فإنه قال كنت أتتبع الأشعار العربية والأنساب حتى قيل لي لو لزمت عطاء فلزمته ثمانية عشر عاما قال ابن المديني لم يكن في الأرض أعلم بعطاء بن أبي رباح من ابن جريج وقال عبد الرزاق ما رأيت أحدا أحسن صلاة من ابن جريج وقال خالد بن نزار الايلي رحلت بكتب ابن جريج سنة خمسين ومائة لألقاه فوجدته قد مات رحمه الله تعالى انتهى كلامه في العبر وقال ابن الأهدل هو أول من صنف الكتب في الإسلام كان باليمن مع معن بن زائدة قال فحضر وقت الحج وخطر بباله فول عمر بن أبي ربيعة
بالله قولي له من غير معتبة @@@ماذا أردت بطول المكث في اليمن
إن كنت حاولت دينا أو نعمت بها @@@ فما أجدت لترك الحج من ثمن
قال فدخلت على معن فأخبرته إني عزمت على الحج قال لم تذكره من قبل فأخبرته بما بعثني فجهزني وانطلقت انتهى ( 150)
17 - الإمام أبو حنيفة النعمان بن ثابت الكوفي مولى بني تيم الله بن ثعلبة ومولده سنة ثمانين رأى أنسا وغيره نظم بعضهم من لقي من الصحابة فقال
لقي الإمام أبو حنيفة ستة @@@ من صحب طه المصطفى المختار
أنسا وعبد الله نجل أنيسهم @@@ وسميه ابن الحارث الكرار
وزاد ابن أوفى وابن واثلة الرضي @@@ واضمم إليهم معقل بن يسار
ولكن لم تثبت له رواية عن أحد منهم وإنما روي عن عطاء بن أبي رباح وطبقته وتقفه على حماد بن سليمان وكان من أذكياء بني آدم جمع الفقه والعبادة والورع والسخاء وكان لا يقبل جوائز الدولة بل ينفق ويؤثر من كسبه له دار كبيرة لعمل الخز وعنده صناع وأجراء رحمه الله تعالى قال الشافعي الناس في الفقه عيال على أبي حنيفة وقال يزيد بن هارون ما رأيت أورع ولا أعقل من أبي حنيفة وروى بشر بن الوليد عن أبي يوسف قال بينما أنا أمشي مع أبي حنيفة أذ سمعت رجلا يقول لآخر هذا أبو حنيفة لا ينام الليل فقال والله لا يتحدث عن بما لم أفعل فكان يحيى الليل صلاة ودعاء وتضرعا وقد روى أن المنصور سقاه السم فمات شهيدا رحمه الله سمه لقيامه مع إبراهيم قاله في العبر وذكر الحافظ العامري في تأليفه الرياض المستطابة وكذلك ملخصه صالح ابن صلاح العلائي ومن خطه نقلت أن الإمام أبا حنيفة رأى عبد الله بن الحارث بن جزء الصحابي وسمع منه قوله صلى الله عليه وسلم ( من تفقه في دين الله كفاه الله همة ورزقه من حيث لا يحتسب) انتهى وقال ابن الأهدل نقله المنصور عن الكوفة إلى بغداد ليوليه القضاء فأبى فخلف عليه ليفعلن فحلف أن لا يفعل وقال أمير المؤمنين أقدر منى على الكفارة فأمر به إلى الحبس وقيل أنه ضربه وقيل سقاه سما لقيامه مع إبراهيم بن عبد الله بن حسن فمات شهيدا وقيل أنه أقام في القضاء يومين ثم اشتكى ستة أيام ومات وكان ابن هبيرة قد أراده على القضاء في الكوفة أيام مروان الجعدي فأبى وضربه مائة سوط وعشرة أسواط كل يوم عشرة وأصر على الإمتناع فخلى سبيله وكان الإمام أحمد إذا ذكر ذلك ترحم عليه ( 150 )
18 - قال في الإشباه والنظائر لما جلس أبو يوسف رحمه الله للتدريس من غير اعلام أبي حنيفة أرسل إليه أبو حنيفة رجلا فسأله عن خمس مسائل الأولى قصار جحد الثوب وجاءه به مقصوراً هل يستحق الأجر أم لا فأجاب أبو يوسف يستحق الأجر فقال له الرجل أخطأت فقال لا يستحق فقال أخطأت ثم قال له الرجل أن كانت القصارة قبل الجحود استحق وإلا فلا
الثانية هل الدخول في الصلاة بالفرض أم بالسنة فقال بالفرض فقال أخطأت فقال بالسنة فقال أخطأت فتحير أبو يوسف فقال الرجل يهما لأن التكبير فرض ورفع اليدين سنة
الثالثة طير سقط في قدر على النار فيه لحم ومرق هل يؤكلان أم لا فقال أبو يوسف يؤكلان فخطأه فقال لا يؤكلان فخطأه ثم قال إن كان اللحم مطبوخاً قبل سقوط الطير يغسل ثلاثا ويؤكل وترمى المرقة وإلا يرمي الكل
الرابعة مسلم له زوجة ذمية ماتت وهي حامل منه تدفن في أي المقابر فقال في مقابر المسلمين فخطأه فقال أبو يوسف في مقابر أهل الذمة فخطأه فتحير فقال الرجل تدفن في مقابر اليهود أي لأنهم يوجهون قبورهم إلى القبلة ولكن يحول وجهها عن القبلة حتى يكون وجه الولد إلى القبلة لأن الولد في البطن يكون وجهه إلى ظهر أمه
الخامسة أم ولد لرجل تزوجت بغير اذن مولاها فمات المولى هل تجب العدة من المولى فقال تجب فخطأه ثم قال : لا تجب فخطأه ثم قال الرجل ان كان الزوج دخل بها لا تجب وإلا وجبت
فعلم أبو يوسف تقصيره فعاد إلى أبي حنيفة فقال تزبيت قبل أن تحصرم كذا في إجارات الفيض انتهى كلام الأشباه والله أعلم ( 150 )
19 - - ولما طلب المنصور سفيان الثوري فر سفيان إلى اليمن فكان يقرأ على الناس أحاديث الضيافة الضيافه ليضفوه ويكتفي عن سؤالهم ( 151 )
20 - مقرئ ء البصرة الإمام أبو عمرو بن العلاء بن عمار التميمي المازني البصري أحد السبعة وله أربع وثمانون سنة قرأ على أبي العالية الرياحي وجماعة وروى عن أنس وإياس قال أبو عمرو كنت رأسا والحسن حي ونظرت في العلم قبل أن أفتن وقال أبو عبيدة كان أبو عمرو أعلم الناس بالقرآن والعربية والشعر وأيام العرب قال وكانت دفاتره ملء بيت إلى السقف ثم تنسك فأحرقها قاله في العبر
وقال ابن الأهدل فاحترقت كتبه فلما رجع إلى علمه الأول لم يكن عنده إلا ما حفظه وهو في النحو في الطبقة الرابعة من علي قال الأصمعي سألته عن ألف مسألة فأجابني فيها بألف حجة وفيه يقول الفرزدق مفتخرا
مازلت أفتح أبوابا وأغلقها @@@ حتى أتيت أبا عمرو بن عمار
وكنيته اسمه على الصحيح وكان إذا دخل رمضان لم ينشد بيتاً حي ينقضي ودخل يوماً على سليمان بن علي عم السفاح فسأله عن شيء فصدقه فلم يعجبه فخرج أبو عمرو وهو يقول
أنفت من الذل عند الملوك @@@ وأن أكرموني وأن قربوا
إذا ما صدقتهم خفتهم @@@ ويرضون مني بأن أكذب ( 154 )
21 - أبو الحارث محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة بن الحرث بن أبي ذئب هشام بن شعبة القرشي العامري المدني الفقيه ومولده سنة ثمان روى عن عكرمة ونافع وخلق قال أحمد بن حنبل كان يشبه بسعيد بن المسيب وما خلف مثله كان أفضل من مالك إلا أن مالكاً أشد تنقية للرجال وقال الواقدي كان ابن أبي ذئب يصلي الليل أجمع ويجتهد في العبادة فلو قيل له إن القيامة تقوم غداً
ما كان فيه مزيد من الاجتهاد وقال أخوه أنه كان يصوم يوما ويفطر يوما ثم سرده وكان شديد الحال يتعشى بالخبز والزيت وكان من رجال العالم صرامة وقولا بالحق وكان يحفظ حديثه لم يكن له كتاب وقال أحمد دخل ابن أبي ذئب على أبي جعفر يعني المنصور فلم يهله أن قال له الظلم ببابك فاش وأبو جعفر أبو جعفر حياه المنصور فلم يقم له فقيل له لا تقوم لأمير المؤمنين فقال إنما يقوم الناس لرب العالمين ( 159 )
22 - الإمام أبو عبد الله سفيان بن سعيد الثوري الفقيه سيد أهل زمانه علما وعملا وله ست وستون سنة روى عن عمرو بن مرة وسماك ابن حرب وخلق كثير قال ابن المبارك كتبت عن ألف شيخ ومائة شيخ ما فيهم أفضل من سفيان وقال شعبة ويحييى بن معين وغيرهما سفيان أمير المؤمنين في الحديث وقال أحمد بن حنبل لا يتقدم على سفيان في قلبي أحد وقال يحيى قطان ما رأيت أحفظ من الثوري وهو فوق مالك في كل شيء وقال سفيان ما استودعت قلبي شيئا قط فخانني وقال ورقاء لم ير الثوري مثل نفسه وكان سفيان كثير الحط على المنصور لظلمه فهم به وأراد قتله فما أمهله الله وأثنى عليه أئمة عصره بما يطول ذكره وكان أقسم برب البيت أن المنصور لا يدخلها أي الكعبة وفي رواية قال برئت منها يعني الكعبة إن دخلها المنصور ودخل على المهدي فسلم عليه تسليم العامة فأقبل عليه المهدي بوجه طلق وقال نفر وههنا أتظن أن لو أردناك بسوء لم نقدر عليك فما عسى أن نحكم الآن فيك فقال سفيان إن تحكم الآن في يحكم فيك ملك قادر عادل يفرق بين الحق والباطل فقال له الربيع مولاه ألهذا الجاهل أن يستقبلك بهذا ائذن لي في ضرب عنقه فقال المهدي ويلك اسكت وهل يريد هذا وأمثاله إلا أن نقتلهم فتشقى بسعادتهم اكتبوا عهده على قضاء الكوفة على أن لا يعترض عليه فيها حكم فخرج فرمى بالكتاب في دجلة وهرب فطلب فلم يقدر عليه وتولى قضاءها عنه شريك بن عبد الله النخعي ومات سفيان بالبصرة متواريا وكان صاحب مذهب ( 161 )
23 - ومفضل بن مهلهل السعدي الكوفي صاحب منصور قال أحمد العجلي كان ثقة صاحب سنة وفضل وفقه لما مات الثوري جاء أصحابه إلى المفضل فقالوا تجلس لنا مكانه قال ما رأيت صاحبكم يحمد مجلسه ( 167 )
24 - فقيه الشام بعد الأوزاعي أبو محمد سعيد بن عبد العزيز التنوخي عن نحو ثماني سنة أحذ عن مكحول و ربيعة القصير ونافع مولى ابن عمر وخلق وكان صالحا قانتا خاشعا قال ما قمت إلى صلاة إلا مثلت لي جهنم وقال الحاكم هو لأهل الشام كمالك لأهل المدينة ( 167 )
25 - أبو حمزة محمد بن ميمون المروزي السكري ارتحل وأخذ عن زياد بن علاقة ونحوه وكان شيخ بلده في الحديث والفضل والعبادة قال ابن ناصر الدين هو شيخ خراسان كان ثقة ثبتا كريما يقري الضيف ويبالغ في إكرامه ولقب بالسكري لحلاوة كلامه ( 167 )
26 - - أبو عبد الرحمن عبد الله بن عمر بن حفص بن عاصم العمري المدني أخو عبيد الله بن عمر روى عن نافع وجماعة وكان محدثا صالحا قال أحمد لا بأس به قال ابن الأهدل كان آية في العلم غاية في العبادة واجه الرشيد بالإنكار والموعظة الغليظة في المسعى فقال يا هارون قال لبيك يا عم قال انظر هل تحصيهم يعني الحجيج قال ومن يحصيهم قال أعلم أن كلا منهم يسأل عن نفسه وأنت تسأل عن كلهم ثم قال والله إن الرجل ليسرف في ماله فيستحق الحجر فكيف من يسرف في أموال المسلمين( 171 )
27 - شيخ الديار المصرية وعالمها أبو الحارث الليث بن سعد الفهمي مولاهم الفقيه وأصله فارسي أصبهاني قال في حسن المحاضرة الليث بن سعد ابن عبد الرحمن الفهمي أبو الحارث المصري أحد الأعلام ولد بقرقشندة سنة أربع وستين وروى عن الزهري وعطاء ونافع وخلق وعنه ابن شعيب وابن المبارك وآخرون قال ابن سعد كان ثقة كثير الحديث صحيحه وكان قد اشتغل بالفتوى في زمانه بمصر وكان سرياً من الرجال نبيلاً سخياً له ضيافة وقال يحيى بن بكير ما رأيت أحدا أكمل من الليث كان فقيه النفس عربي اللسان يحسن القرآن والنحو ويحفظ الحديث والشعر حسن المذاكرة . وقال الشافعي كان الليث أفقه من مالك إلا أنه ضيعه أصحابه قال ابن كثير وقد حكى بعضهم أنه ولى القضاء بمصر وهو غريب . وقال الذهبي في العبر كان نائب مصر وقاضيها من تحت أوامر الليث وإذا رابه من أحد شيء كاتب فيه فيعزل وقد أراد المنصور أن يلي إمرة مصر فامتنع مات يوم الجمعة رابع عشر شعبان سنة خمس وسبعين ومائة انتهى ما قاله السيوطي في حسن المحاضرة وقال ابن الأهدل أراده المنصور لولاية مصر فأبي وتولى قضاءها وروى أن الإمام مالكا أهدى له صينية رطبا فأعادها مملوءة ذهبا وكان يتخذ لأصحابه الفالوذج وكان يدخله في سنته ثمانون ألف دينار وما وجبت عليه زكاة وكان لا يتغذى كل يوم حتى يطعم ثلاثمائة وستين مسكينا انتهى ولعله أراد يصبح على كل سلامي من أحدكم صدقة الحديث وقال في العبر كان اتبع للأثر من مالك وقال يحيى بن بكير الليث أفقه من مالك لكن الحظوة لمالك ( 175 )
28 - إمام دار الهجرة أبو عبد الله مالك بن أنس الحميري الأصبحي شهير الفضل كان طوالا جسيما عظيما الهامة أبيض الرأس واللحية أشقر أزرق العين يلبس الثياب العربية البيض وإذا اعتم جعلها تحت ذقنه ويسدل طرفها بين كتفيه روى أنه قال [ ما أفتيت حتى شهد لي سبعون أني أهل لذلك وقلّ رجل كنت أتعلم منه ومات حتى يستفتيني ] قال اليافعي أخبر بنعمة الله وكان مالك عظيم المحبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم مبالغا في تعظيم حديثه حتى كان لا يركب في المدينة مع ضعفه وكبر سنه ويقول لا أركب في بلد فيها جسد رسول الله صلى الله عليه وسلم مدفون قال الشافعي قال لي محمد بن الحسن أيما أعلم صاحبنا أو صاحبكم يعني أبا حنيفة ومالكاً رحمهما الله تعالى قلت على الإنصاف قال نعم قلت أنشدك الله من أعلم بالقرآن قال صاحبكم قلت فمن أعلم بالسنة قال صاحبكم قلت فمن أعلم بأقاويل الصحابة قال صاحبكم قلت فما بقي إلا القياس وهو لا يكون إلى على هذه الأشياء وكان مالك يشهد الصلوات الخمس والجمعة ويصلى على الجنائز ويعود المرضى ويقضى الحقوق وأكثر جلوسه في المسجد ثم ترك ذلك فكان يصلي وينصرف وترك حضور الجنائز ثم ترك الكل وسعى به إلى جعفر بن سليمان بن علي بن عبد الله بن عباس وقيل له أنه لا يرى خلافتكم فضربه سبعين سوطا ومدت يده حتى انخلعت كتفه فلم يزل بعد ذلك في رفعة وعلو كأنما كانت السياط حلياً حلى به ولما ورد المنصور المدينة أراد أن يقيده منه فقال والله ما ارتفع سوط منها عن بدني إلا وقد جعلته في حل لقرابته من رسول الله صلى الله عليه وسلم وقيل ضرب لفتوى لم توافق أغراضهم وقيل أنه حمل إلى بغداد وقال له واليها ما تقول في نكاح المتعة فقال هو حرام فقيل له ما تقول في قول عبد الله بن عباس فيها فقال كلام غيره فيها أوفق لكتاب الله تعالى وأصر على القول بتحريمها فطيف به على ثور مشوهاً فكان يرفع القذر عن وجهه ويقول يا أهل بغداد من لم يعرفني فليعرفني أنا مالك بن أنس فعل بي ما ترون لأقول بجواز نكاح المتعة ولا أقول به ثم بعد ذلك لم يزده الله تعالى إلا رفعة وكان ذلك كالتميمة له فجزأه الله تعالى عن نفسه والأمة خيرا وحدث عتيق بن يعقوب الزبيدي قال قدم هارون الرشيد المدينة وكان قد بلغه أن مالك بن أنس عنده الموطأ يقرؤه على الناس فوجه إليه البرمكي فقال أقرئه السلام وقل له يحمل إلى الكتاب ويقرؤه على فأتاه البرمكي فقال أقرئه السلام وقل له أن العلم يؤتي ولا يأتي فأتاه البرمكي فأخبره وكان عنده أبو يوسف القاضي فقال يا أمير المؤمنين يبلغ أهل العراق أنك وجهت إلى مالك في أمر مخالفك أعزم عليه فبينما هو كذلك إذ دخل مالك فسلم وجلس فقال له الرشيد يا ابن أبي عامر ابعث إليك وتخالفني فقال يا أمير المؤمنين اخبرني الزهري عن خارجة بن زيد عن أبيه قال كنت أكتب الوحي بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لا يستوي القاعدون من المؤمنين ) وابن أم مكتوم عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إني رجل ضرير وقد أنزل الله عليك في فضل الجهاد ما قد علمت فقال النبي صلى الله عليه وسلم ( لا أدري ) وقلمي رطبٌ ما جف ثم وقع فخذ النبي صلى الله عليه وسلم على فخدي ثم أغمي على النبي صلى الله عليه وسلم ثم جلس النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا زيد اكتب (غير أولي الضرر) ويا أمير المؤمنين حرف واحد بعث فيه جبريل والملائكة عليهم السلام من مسيرة خمسين ألف عام ألا ينبغي لي أن أعزه وأجله وأن الله تعالى رفعك وجعلك في هذا الموضع بعملك فلا تكن أنت أول من يضيع عز العلم فيضيع الله عزك فقام الرشيد يمشي مع مالك إلى منزله ليسمع منه الموطأ فأجلسه معه على المنصة فلما أراد أن يقرأه على مالك قال لي تقرؤه على قال ما ما قرأته على أحد منذ زمان قال فيخرج الناس عني حتى أقرأه أنا عليك فقال إن العلم إذا منع من العامة لأجل الخاصة لم ينفع الله تعالى به الخاصة فأمر معن بن عيسى القزاز ليقرأه عليه فلما بدأ ليقرأه قال مالك لهارون يا أمير المؤمنين أدركت أهل العلم ببلدنا وأنهم ليحبون التواضع للعلم فنزل هارون عن المنصة وجلس بين يديه وسمعه رحمهما الله تعالى وقال أبو عبد الله الحميدي الأندلسي أنشدني والدي أبو طاهر إبراهيم
إذا قيل من نجم الحديث وأهله @@@ أشار أولو الألباب يعنون مالكا
إليه تناهى علم دين محمد @@@ فوطأ فيه للرواة المسالكا
ونظم بالتصنيف أشتات نشره @@@وأوضح ما قد كان لولاه حالكا
وأحيا دروس العلم شرقا ومغربا @@@ تقدم في تلك المسالك سالكا
وقد جاء في الآثار من ذاك شاهد @@@على أنه في العلم خص بذالكا
فمن كان ذا طعن على علم مالك @@@ ولم يقتبس من نوره كان هالكا
يشير بقوله وقد جاء في الآثار إلخ إلى حديث ( تضرب الإبل أكبادها إلى عالم المدينة لا ترى أعلم منه ) [ رواه أحمد (2/299) والترمذي (2682 ) والحاكم ( 1 / 91 ) ] وقال الشافعي رضي الله عنه إذا ذكر العلماء فمالك النجم وقال معن الفزاز وجماعة حملت بمالك أمه ثلاث سنين وقيل أنه بكى في مرض موته وقال والله لوددت إني ضربت في كل مسألة أفتيت بها وليتني لم أفت بالرأي وتوفي بالمدينة ودفن بالبقيع عن أربع وثمانين سنة وقيل تسعين ولما مات قال ابن عيينة ما ترك على وجه الأرض مثله ( 179 )
29 - - إمام أهل البصرة حماد بن زيد بن درهم الأزدي مولاهم البصري الضرير أبو إسماعيل كان من أهل الورع والدين قال ابن مهدي لم أرقط أعلم بالسنة منه وهو أحد الحمادين صاحبي المذهبين المشهورين وقال عبد الرحمن بن مهدي أئمة الناس أربعة الثوري بالكوفة ومالك بالحجاز وحماد بن زيد بالبصرة والأوزاعي بالشام وقال يحيى بن يحيى التميمي ما رأيت شيخا أفضل من حماد بن زيد وقال أحمد العجلي حماد بن زيد ثقة كان حديثه أربعة آلاف حديث يحفظها ولم يكن له كتاب وقال ابن معين ليس أحد أثبت من حماد بن زيد ( 179 )
30 - الإمام العلم أبو عبد الرحمن عبد الله بن المبارك الحنظلي مولاهم المروزي الفقيه الحافظ الزاهد ذو المناقب وله ثلاث وستون سنة سمع هشام بن عروة وحميد الطويل وهذه الطبقة وصنف التصانيف الكثيرة وحديثه نحو من عشرين ألف حديث قال أحمد بن حنبل لم يكن في زمان ابن المبارك أطلب للعلم منه وقال شعبة ما قدم علينا مثله وقال أبو إسحاق الفزاري ابن المبارك أمام المسلمين وعن شعيب بن حرب قال ما لقي ابن المبارك مثل نفسه وكانت له تجارة واسعة كان ينفق على الفقراء في السنة مائة ألف درهم
قال ابن ناصرالدين الإمام العلامة الحافظ شيخ الإسلام وأحد أئمة الأنام ذو التصانيف النافعة والرحلة الواسعة حدث عنه ابن معين وابن منيع وأحمد بن حنبل وغيرهم جمع العلم والفقه والأدب والنحو واللغة والشعر وفصاحة العرب مع قيام الليل والعبادة قال الفضيل بن عياض ورب هذا البيت ما رأت عيناي مثل ابن المبارك انتهى
وقال ابن الأهدل تفقه بسفيان الثوري ومالك بن أنس وروى عنه الموطأ وكان كثير الانقطاع في الخلوات شديد الورع وكذلك أبوه مبارك روى أنه نظر بستانا لمولاه فطلب منه رمانة حامضة فجاءه برمانة حلوة فقال له أنت ما تعرف الحلو من الحامض قال لا قال ولم قال لأنك لم تأذن لي فيه فوجده كذلك وعظم قدره عند مولاه حتى كان له بنت خطبت كثيراً فقال له يا مبارك من ترى نزوج هذه البنت فقال الجاهلية كانوا يزوجون للحسب واليهود للمال والنصارى للجمال وهذه الأمة للدين فأعجبه عقله وقال لأمها مالها زوج غيره فتزوجها فجاءت بعبد الله وكان واحد وقته وفيه يقول القائل
إذا سار عبد الله من مروَ ليلة @@@ فقد سار منها نورها وجمالها
إذا ذكر الأحبارُ في كل بلدة @@@ فهم أنجمٌ فيها وأنت هلالها
وقد صنف في مناقبه وعد بعضهم ما جمع من خصال الخير فوجدها خمسا وعشرين فضيلة وكان يحج عاما ويغزو عاما فإذا حج قبض نفقة إخوانه وكتب على كل نفقة اسم صاحبها وينفق عليهم ذهابا وإيابا من أنفس النفقة ويشتري لهم الهدايا من مكة والمدينة فإذا رجعوا اتخذ سماطا عليه من جفان الفالوذج نحو خمس وعشرين فضلا عن غيره فيطعم إخوانه ومن شاء الله ثم يكسوهم جديداً ويرد إلى كل منهم نفقته وذلك أنه كانت له تجارة واسعة قال سفيان الثوري وددت عمري كله بثلاثة أيام من أيام ابن المبارك قيل مات بهيت - بالكسر- بلد بالعراق منصرفا من غزوة وقيل مات في برية سائحا مختار للعزلة وكان كثيرا ما يتمثل بهذين البيتين
وإذا صاحبت فاصحب صاحباً @@@ ذا حياءِ وعفافٍ وكرم
قائلاً للشيء لا إن قلت لا @@@ وإذا قلت نعم قال نعم
وقال في العبر كان أستاذه تاجرا فتعلم منه وكان أبوه تركيا وأمه خوارزمية وقال عبد الرحمن بن مهدي كان ابن المبارك أعلم من سفيان الثوري قلت كان رأسا في العلم رأسا في الذكاء رأسا في الشجاعة والجهاد رأسا في الكرم وقبره بهيت ظاهر يزار رحمه الله تعالى ( 181 )
31 - شهر ربيع الآخر القاضي أبو يوسف واسمه يعقوب بن إبراهيم الكوفي قاضي القضاة وهو أول من دعي بذلك تفقه على الإمام أبي حنيفة وسمع من عطاء بن السائب وطبقته قال يحيى بن معين كان القاضي أبو يوسف يحب أصحاب الحديث ويميل إليهم وقال محمد بن سماعة كان أبو يوسف يصلي بعدما ولي القضاء كل يوم مائتي ركعة وقال يحيى بن يحيى النيسابوري سمعت أبا يوسف يقول عند وفاته كل ما أفتيت به فقد رجعت عنه إلا ما وافق السنة وكان مع سعة علمه أحد الأجواد الأسخياء قال أبو حاتم يكتب حديثه وقال أحمد بن حنبل صدوق قال جميع ذلك في العبر
وقال ابن الأهدل تفقه على أبي حنيفة وخالفه في مواضع وروى عنه محمد بن الحسن الشيباني وأحمد بن حنبل ويحيى بن معين وأكثر العلماء على تفضيله وتعظيمه ولي القضاء للمهدي وابنيه وذكر المؤرخون أن له استحسانات يخالف فيها وروى أنه قال عند وفاته كل ما أفتيت به فقد رجعت عنه إلا ما وافق الكتاب والسنة وقال اللهم إنك تعلم أني لم أجر في حكم حكمت فيه بين اثنين من عبادك متعمدا ولقد اجتهدت في الحكم فيما يوافق سنة نبيك صلى الله عليه وسلم وكلما أشكل على فقد جعلت أبا حنيفة بيني وبينك وكان عندي والله ممن يعرف أمرك ولا يخرج عن الحق وهو يعلمه وروى أن زبيدة ابنة جعفر امرأة الرشيد أرسلت إليه بمال وعند جلساؤه فقال بعضهم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من أهديت له هدية فجلساؤه شركاؤه فيها) فقال أبو يوسف ذلك حين كانت الهدايا من الأقط والتمر وقال بعضهم كان أبو يوسف يحفظ التفسير والمغازي وأيام العرب وكان أقل علومه الفقه ولم يكن من أصحاب أبي أبو حنيفة مثله وهو أول من نشر علم أبي حنيفة وسأله الأعمش عن مسألة فأجابه . فقال من أين ؟ قال من حديثك الذي حدثتنيه أنت فقال يا يعقوب إني لأعرف الحديث قبل أن يجتمع أبواك وما عرفت تأويله إلا الآن وتناظر هو وزفر بن الهذيل عند أبي حنيفة فأطالا فقال أبو حنيفة لزفر لا تطمع في رياسة بلد فيها مثل هذا وكان يقول (العلم لا يعطيك بعضه حتى تعطيه كلك ) وعاش قريبا من سبعين سنة انتهى ما قاله ابن الأهدل
وقال ابن ناصر الدين قال أحمد بن حنبل أول ما كتبت الحديث اختلفت إلى أبي يوسف القاضي فكتبت عنه وكان أبو يوسف أميل إلينا من أبي حنيفة ومحمد وقال الفلاس أبو يوسف صدوق كثير الغلط انتهى وقال ابن قتيبة في المعارف هو يعقوب بن إبراهيم بن سعد بن حبتة من بجيلة وكان سعد بن حتبة استصغر يوم أحد ونزل الكوفة ومات بها وصلى عليه زيد بن أرقم وكبر عليه خمسا وكان أبو يوسف يروي عن الأعمش وهشام بن عروة وغيرهما وكان صاحب حديث حافظ ثم لزم أبا حنيفة فغلب عليه الرأي وولي قضاء بغداد فلم يزل بها إلى أن مات وابنه يوسف ولي القضاء أيضا بالجانب الغربي في حياة أبيه وتوفي سنة اثنتين وتسعين ومائة انتهى كلام ابن قتيبة
وقال ابن خلكان هو أول من غير لباس العلماء إلى هذه الهيئة التي هم عليها في هذا الزمان وكان ملبوس الناس قبل ذلك شيئا واحد لا يتميز أحد عن أحد بلباسه انتهى وقال غير واحد كان يحفظ في المجلس الواحد خمسين حديثا بأسانيدها قال ابن الفرات في تاريخه روى على ابن حرملة عن أبي يوسف رحمه الله قال كنت أطلب الحديث والفقه وأنا مقل رث المنزل فجاء أبي يوما وأنا عند أبي حنيفة فانصرفت معه فقال يا بني أنت محتاج إلى المعاش وأبو حنيفة مستغن فقصرت عن طلب العلم وآثرت طاعة أبي فتفقدني أبو حنيفة وسأل عني فلما أتيته بعد تأخيري عنه قال ما خلفك قلت الشغل بالمعاش وطاعة والدي فلما أردت الانصراف أومأ إلي فجلست فلما قام الناس دفع إلي صرة وقال استعن بهذه والزم الحلقة وإذا فقدت هذه فأعلمني فإذا فيها مائة درهم فلزمت الحلقة فكان يتعاهدني بشيء بعد شيء وما اعلمته بنفاد شيء حتى استغنيت وتمولت فلزمت مجلسه حتى بلغت حاجتي وفتح الله لي ببركته وحسن نيته فأنتج من العلم المال فأحسن الله مكافأته وغفر له
وقال ابن عبد البر كان أبو يوسف القاضي فقيها عالما حافظا ذكر أنه كان يعرف بالحديث وأنه كان يحضر التحديث فيحفظ خمسين حديثا وستين حديثا ثم يقوم فيمليها على الناس وكان كثير الحديث وكان جالس محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى ثم جالس أبا حنيفة رضي الله عنهما وكان الغالب عليه مذهبه وربما كان يخالفه أحيانا في المسألة بعد المسألة وكان يقول في دبر كل صلاة اللهم اغفر لي ولأبي حنيفة ثم قال ابن عبد البر ولا أعلم قاضيا كان إليه تولية القضاء في الآفاق من المشرق إلى المغرب إلا أبا يوسف في زمانه وهو أول من لقب بقاضي القضاة وقال محمد بن جعفر أبو يوسف مشهور الأمر ظاهر الفضل وهو أفقه أهل عصره ولم يتقدم عليه أحد في زمانه وكان بالنهاية في العلم والحلم والرياسة والقدر والجلالة وهو أول من وضع الكتب في أصول الفقه على مذهب أبي حنيفة وأملي المسائل ونشرها وبث علم أبي حنيفة في أقطار الأرض وقال الصيمري بلغني أن الرشيد رحمه الله مشى إمام جنازة أبي يوسف رحمه الله وصلى عليه بنفسه ودفنه في مقبرة أهله في مقابر قريش بكرخ بغداد بقرب أم جعفر زبيدة وقال الرشيد حين دفن أبو يوسف ينبغي لأهل الإسلام إن يعزي بعضهم بعضا بأبي يوسف قيل رأى معروف الكرخي ليلة وفاة أبي يوسف كأنه دخل الجنة فرأى قصرا قد فرشت مجالسه وأرخيت ستوره وقام ولدانه قال معروف فقلت لمن هذا القصر فقيل لأبي يوسف القاضي فقلت سبحان الله وبم استحق هذا من الله تعالى فقالوا بتعليمه الناس العلم وصبره على أذاهم قيل مرض أبو يوسف رحمه الله في حياة أبي حنيفة رضي الله عنه مرضا شديدا فقيل له توفي فقال لا فقيل من أين علمت هذا قال لأنه خدم العلم ولم يجن ثمرته لا يموت حتى يجنى ثمرته فاجتنى ثمرته بأن ولي القضاء وتوفي وله سبعمائة ركاب ذهب فصدق أبو حنيفة رضي الله عنه في الفراسة انتهى ما ذكره ابن الفرات ( 182 )
32 - - الإمام أبو معاوية هُشيم بن بَشير السلمي الواسطي محدث بغداد روى عن الزهري وطبقته قال يعقوب الدورقي كان عند هشيم عشرون ألف حديث وقال عبد الرحمن بن مهدي هو أحفظ للحديث من الثوري وقال يحيى القطان هو أحفظ من رأيت بعد سفيان وشعبة وقال ابن أبي الدنيا حدثني من سمع عمرو بن عون يقول مكث هشيم يصلى الفجر بوضوء العشاء عشر سنين قبل موته وقال أحمد كان كثير التسبيح ( 183 )
33 - محمد بن الحسن الحنفي كان فصيحا بليغا قال الشافعي لو قلت أن القرآن نزل بلغة محمد بن الحسن لفصاحته لقلت وصنف الجامع الكبير والجامع الصغير وكان منشؤه بالكوفة وتفقه بأبي حنيفة ثم بأبي يوسف قال الشافعي ما رأيت سمينا ذكيا إلا محمد بن الحسن قال في العبر قاضي القضاة وفقيه العصر أبو عبد الله محمد بن الحسن الشيباني مولاهم الكوفي المنشأ ولد بواسط وعاش سبعا وخمسين سنة وسمع أبا حنيفة ومالك بن مغول وطائفة وكان من أذكياء العالم قال أبو عبيد ما رأيت أعلم بكتاب الله منه وقال الشافعي لو أشاء أن أقول نزل القرآن بلغه محمد بن الحسن لقلت لفصاحته وقد حملت عنه وقِر بٌختي وقال محمد خلف أبي ثلاثين ألف درهم فأنفقت نصفها على النحو والشعر وأنفقت الباقي على الفقه ( 189 )
34 - أبو محمد عبد الله بن وهب الفهري مولاهم المقريء ومولده سنة خمس وعشرين مائة وطلب العلم بعد الأربعين ومائة بعام أو عامين وروى عن ابن جريج وعمرو بن الحارث وتفقه بمالك والليث قال أبو سعيد بن يونس : جمع ابن وهب بين الفقه والرواية والعبادة ( 197 )
35 - الإمام العلم أبو سفيان وكيع بن الجراح الرؤاسي في المحرم راجعا من الحج بفيد وله سبع وستون سنة روى عن الأعمش وأقرانه قال ابن معين كان وكيع في زمانه كالأوزاعي في زمانه وقال أحمد ما رأيت أوعى للعلم ولا أحفظ من وكيع وقال القعنبي كنا عند حماد بن زيد فخرج وكيع فقالوا هذا راوية سفيان قال إن شئتم أرجح من سفيان وقال يحيى بن أكثم صحبت وكيعاً فكان يصوم الدهر ويختم القرآن كل ليلة وقال أحمد ما رأت عيني مثل وكيع قط وقال ابن معين ما رأيت أحفظ من وكيع كان يحفظ حديثه ويقوم الليل ويسرد الصوم ويفتي بقول أبي حنيفة قال وكان يحيى القطان يفتي بقوله أبضا وقال ابن ناصر الدين وكيع بن الجراح بن مليح بن عدي بن فرس الرؤاسي الكوفي أبو سفيان محدث العراق ثقة متقن ورع قال أحمد بن حنبل ما رأيت رجلا قط مثل وكيع في العلم والحفظ والإسناد والأموات مع خشوع وورع ( 197 )
36 - أبو محمد سفيان بن عيينة الهلالي مولاهم الكوفي الحافظ قال الشافعي : لولا مالك وابن عيينة لذهب علم الحجاز وقال ابن وهب : لا أعلم أحد أعلم بالتفسير من ابن عيينة . وقال أحمد : ما رأيت أحداً أعلم بالسنن من ابن عيينة . وحج سفيان سبعين حجة وقال الشافعي ما رأيت أحدا فيه من الفتيا ما فيه ولا أكف عن الفتيا منه ( 198 )
37 - أبو سعيد عبد الرحمن بن مهدي البصري اللؤلؤي الحافظ أحد أركان الحديث بالعراق وله ثلاث وستون سنة وروى عن هشام الدستوائي وخلق وأول طلبه سنة نيف وخمسين ومائة فكتب عن صغار التابعين أيمن بن نابل وغيره وقال أحمد بن حنبل هو أفقه من يحيى القطان واثبت من وكيع وقال ابن المديني كان عبد الرحمن بن مهدي أعلم الناس لو حلفت بين الركن والمقام لحلفت أني لم أر مثله أعلم منه قلت وكان أيضا أسا في العبادة رحمه الله تعالى قاله في العبر وهو أحد الموالي المنجبين من البصريين وقال ابن ناصر الدين عبد الرحمن بن مهدي بن حسان الأزدي مولاهم وقيل العنبري البصري اللؤلؤي أبو سعيد الحافظ المشهور والإمام المنشور كان فقيها مفتيا عظيم الشأن وهو فيما ذكره أحمد أفقه من يحيى القطان وأثبت من وكيع في الأبواب ( 198 )
38 - الإمام أبو سعيد يحيى بن سعيد القطان البصري الحافظ أحد الأعلام وله ثمان وسبعون سنة روى عن عطاء بن السائب وحميد وخلق قال أحمد بن حنبل ما رأيت بعيني مثله وقال ابن معين قال لي عبد الرحمن بن مهدي لا ترى بعينيك مثل يحيى القطان وقال بندار واختلفت إليه عشرين سنة فما أظن أنه عصى الله قط وقال ابن معين أقام يحيى القطان عشرين سنة يختم كل ليلة ولم يفته الزوال في المسجد أربعين سنة وقال ابن ناصر الدين يحيى بن سعيد بن فروخ التيمي مولاهم البصري أبو سعيد القطان الأحول سيد الحفاظ في زمانه والمتنهي إليه في هذا الشأن بين أقرانه ( 198 )
39 - الزاهد معروف الكرخي أبو محفوظ صاحب الأحول والكرامات كان من موالي علي بن موسى الرضى كان أبواه نصرانيين فأسلماه إلى مؤدبهم فقال له إن الله ثالث ثلاثة فقال بل هو الله أحد فضربه فهرب وأسلم على يد علي بن موسى الرضي ورجع إلى أبويه فأسلما واشتهرت بركاته وإجابة دعوته وأهل بغداد يستسقون بقبره ويسمونه ترياقا مجربا قال مرة لتلميذه السري السقطي إذا كانت لك إلى الله حاجة فاقسم عليه بي وكان من المحدثين ومن كلامه علامة مقت الله للعبد أن يراه مشتغلا بما لا يعنيه من أمر نفسه وقال طلب الجنة بلا عمل ذنب من الذنوب وانتظار الشفاعة بلا سبب نوع من الغرور وارتجاء رحمة من لا يطاع جهل حمق ( 200 )
علي بن حسين فقيهي
2007-04-21, 06:03 PM
11 - الأحداث والوقائع والأوائل والأواخر
1 - زحف الجراح الحكمي من برذعة إلى ابن خاقان وهو محاصر أردبيل فالتقى الجمعان فاشتد وكسر المسلمون وقتل الجراح الحكمي رحمه الله وغلبت الخزر لعنهم الله على أذربيجان وبلغت خيولهم إلى الموصل وكان بأسا شديدا على الإسلام قال الواقدي وكان البلاء عظيما على المسلمين بمقتل الجراح الحكمي وبكوا عليه روى أبو مسهر عن رجل أن الجراح قال تركت الذنوب أربعين سنة ثم أدركني الورع وكان من قراء أهل الشام وقال غيره ولي خراج خراسان لعمر ابن عبد العزيز وكان إذا مر بجامع دمشق يميل رأسه عن القناديل لطوله ( 112 )
2 - وعاصم بن عمر بن قتادة بن النعمان الأنصاري شيخ محمد بن إسحاق وكان أخباريا علامة بالمغازي يورى عن جابر وغيره ( 120 )
3 - قتل الإمام الشهيد زيد بن علي بن الحسين رضي الله عنهم بالكوفة وكان قد بايعه خلق كثير وحارب متولى العراق يومئذ لهشام بن عبد الملك يوسف بن عمر الثقفي فقتله يوسف وصلبه ويوسف هذا هو ابن عمر أبوه عم الحجاج بن يوسف ولما خرج زيد يدعو إلى طاعته جاءته طائفة وقالوا تبرأ من أبي بكر وعمر حتى نبايعك فقال بل أتبرأ ممن تبرأ منهما فقالوا إذا نرفضك فسموا رافضة من يومئذ وسميت شيعته زيديه وكان من أمر زيد رضي الله عنه أن هشاما لما عرف كماله واستجماعه لخلال الفضل كتب إلى عامله على الكوفة يوسف بن عمر بن أبي عقيل الثقفي بأمره أن يوجه زيدا إلى الحجاز ففعل فلما بلغ زيد العذيب لحقته الشيعة وأخبروه أن الناس مجمعة عليه ولم يزالوا به حتى رجع فأقام بالكوفة سنة يبايع الناس مختفيا وبالبصرة نحو شهر وكان ممن بايعه منصور بن المعتمر ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى وهلال بن خباب بن الأرت قاضي المدائن وابن شبرمة ومسعر بن كدام وغيرهم وأرسل إليه أبو حنيفة بثلاثين ألف درهم وحث الناس على نصره وكان مريضا وكان قد أخذ عنه كثيرا وحضر معه من أهله محمد بن عبد الله النفس الزكية وعبد الله بن علي بن الحسين وكان ظهوره ليلة الأربعاء من دار معاوية ابن إسحق الأنصاري لسبع بقين من المحرم سنة إحدى أو اثنتين وعشرين ومائة وقتل يوم الجمعة لثلاثة أيام من ظهوره وهو ابن ثلاث واربعين سنة واستخرج بعد دفنه وصلب بالكناسة تربة بالكوفة أربع سنين ونسجت العنكبوت على عورته ثم أنزل وأحرق وذر رماده رضي الله عنه روى عن أبيه وجماعة وروى عنه شعبة ( 121 )
4 - ومسلمة بن عبد الملك بن مروان الأموي الأميرة ويلقب بالجرادة الصفراء وكان موصوفا بالشجاعة والإقدام والرأي والدهاء ولى أرمينية وإذربيجان غير مرة وإمرة العراقين وسار في مائة وعشرين ألفا فغزا القسطنطينية في خلافة سليمان أخيه وروى عن عمر بن عبد العزيز (( 121 )
5 - ومن خطبة يزيد بن الوليد بن عبد الملك يوم قتل الوليد أيها الناس والله ما خرجت أشرا ولا بطرا ولا حرصا على الدنيا ولا رغبة في الملك وما بي إطراء نفسي إني لظلوم لها ولكني خرجت غضبا لله ولدينه لما ظهر الجبار العنيد المستحل لكل حرمة الراكب لكل بدعة الكافر بيوم الحساب وأنه لابن عمي في النسب وكفؤي في الحسب فلما رأيت ذلك استخرت الله في أمره وسألته أن لا يكلني إلى نفسي ودعوت إلى ذلك من أجابني حتى أراح الله منه العباد وطهر منه البلاد بحوله وقوته لا بحولي ولا قوتي (126)
6 - استولى أبو مسلم صاحب الدعوة على ممالك خراسان وهزم الجيوش وأقبلت سعادة بني العباس وولت الدنيا عن بني أمية وكان ابتداء دعوته بمرو وذلك أن أبا مسلم واسمه عبد الرحمن بن مسلم قام بالدعوة الهاشمية وابتداء أمره أن أباه مسلما رأى أنه خرج من إحليله نار وارتفعت في السماء ووقعت في ناحية المشرق فقصها على مولاه عيسى بن معقل العجلي فقال له يولد لك غلام يكون له شأن فمات أبوه ووضعته أمه ونشأ عند عيسى بن معقل ثم حبس عيسى وأخوه إدريس جد أبي دلف العجلي الذي يمدح في بقايا عليهم من الخراج فكان أبو مسلم يختلف إليهما فوافق عندهم يوما جماعة من نقباء الإمام محمد بن علي بن عبد الله بن عباس يدعون إلى بيعته سرا فمال إليهم أبو مسلم وسار معهم حتى قدموا على الإمام محمد بن علي بمكة فشكر فعلهم وأشار لأبي مسلم وقال له أنت ممن يتحرك في دولتنا ومات الإمام عقب ذلك وقد أوصى إلى ابنه إبراهيم فقدمت الدعاة على إبراهيم ومعهم أبو مسلم وهو غلام حزور فسلموا أبا مسلم إليه فكان يخدمه حضرا وسفرا ثم أرسله إلى خراسان فشهر الدعوة وهو ابن ثماني عشرة سنة وقيل ابن ثلاث وثلاثين سنة وكان يدعو إلى رجل من بني هاشم غير معين ثم أظهر الدعوة لإبراهيم بن محمد وكان إبراهيم بحران فقبض عليه مروان وجعل رأسه بحراب نورة وشد عليه فمات غما وهرب أخوه عبد الله السفاح فتوارى بالكوفة حتى أتته جيوش أبي مسلم من خراسان بعد وقعاته العظيمة ( 131 )
7 - ابتداء دولة العباسيين وبويع أبو العباس السفاح عبد الله بن محمد ابن علي بن عبد الله بن عباس بالكوفة وجهز عمه عبد الله بن علي لمحاربة مروان ابن محمد الجعدي فزحف مروان إليه في مائة ألف إلى أن نزل بالزاب دون الموصل فالتقوا في جمادى الآخرة فانكسر مروان واستولى عبد لله بن علي على الجزيرة وطلب الشام وهرب مروان إلى مصر فاتبعهم أيضا فأدركهم بفلسطين فأوقع بهم بضعا وثمانين رجلا ثم عبر مروان النيل طالباً الحبشة فلحقه صالح بن علي عم السفاح فأدركه بقرية من قرى الفيوم من أرض مصر يقال لها بوصير فوافاه صائما وقد قدم له الفطور فسمع الصائح فخرج وسيفه مصلت فجعل يضرب بسيفه
فقصدته الخيول من كل جانب وقتلوه وكان أهله وبناته في كنيسة هناك فأقبل خادمه بالسيف مصلتا يريد الدخول عليهم فأخذ وسئل عن مراده فقال أن مروان أمرني إذا تيقنت موته أن أضرب رقاب نسائه وبناته فأرادوا قتله فقال أن قتلتموني لتفقدن ميراث رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا فدلنا على ذلك أن كنت صادقا فخرج بهم إلى رمل هناك فكشفوه فإذا فيه القضيب والبرد والقعب والمصحف فأخذوه وكان الذي تولى قتله عامر ابن إسماعيل الخراساني وهو صاحب مقدمة صالح ولما قتله دخل بيته وركب سريره ودعا بعشائه وجعل رأس مروان في حجر ابنته وأقبل يوبخها فقالت له يا عامر إن دهرا أنزل مروان عن فراشه وأقعدك عليه حتى تعشيت عشائه لقد أبلغ في موعظتك وعمل في ايقاظك وتنبيهك أن عقلت وفكرت ثم قالت وأبتاه واأمير المؤمنيناه فأخذ عامراً الرعب من كلامها وبلغ ذلك أبا العباس السفاح فكتب إلى عامر يوبخه ويقول أما في أدب الله ما يخرجك عن عشاء مروان والجلوس على مهاده وقتل مروان وله تسع وخمسون سنة وقيل سبع وستون وإمارته خمس سنين وتسعة أشهر وأيام ( 132 )
8 - - وهرب عبد الرحمن بن معاوية بن هشام ابن عبد الملك وكثيرون من بني أمية إلى المغرب واستولى على بلاد الأندلس ومخاليفها وورثها بطنا بعد بطن ( 132 )
9 - أبو عبد الله صفوان بن سليم المدني الفقيه القدوة روى عن أبن عمر وجابر وعدة قال أحمد بن حنبل ثقة من خيار عباد الله يستزل بذكره القطر ( 132 )
10 - موسى بن عقبة المدني صاحب المغازي روى عن أم خلد بنت خلد المخزومية ولها صحبة وعن عروة وطبقته قال الواقدي كان موسى فقيها يفتي قال ابن ناصر الدين في بديعة البيان /
موسى فتى عقبة الأديب @@@ إسناده محرر قريب
أي إلى النبي صلى الله عليه وسلم بمعنى عالي السند وقال في شرحها موسى ابن عقبة بن ربيعة بن أبي عياش الأسدي مولاهم المدني أبو محمد مولى آل الزبير ابن العوام روى عن صحابية وعدة من التابعين وكان متقنافقيها حافظا نبيها صنف المغازي فأجاد ووصلت إلينا ولله الحمد بالإسناد ( 141 )
11 - بلغ محمدا وفاة أبيه ثار بالمدينة وسجن متوليها وتتبع أصحابه وخطب الناس وبايعوه طوعا وكرها واستعمل على مكة واليمن والشام عمالا لم يتمكنوا وأحبه الناس حبا عظيما وكان فيه من الكمال وخصال الفضل ويشبه النبي صلى الله عليه وسلم في الخلق والخلق واسمه واسم أبيه حتى قيل أن خاتمه بين كتفيه وكان أهل المدينة يعدون فيه من الكمال ما لو جاز أن يبعث الله نبيا بعد محمد صلى الله عليه وسلم لكان هو وتكاتب هو المنصور مكاتبات عظيمة ولكليهما قول فصل جزل والحق والتحقيق في جانب محمد وقد كان المنصور والسفاح في خلافة الأمويين من الدعاة إلى محمد بن عبد الله هذا ولما أعيا المنصور أمره جهز إليه ابن عمه عيسى ابن موسى بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس وقال لا أبالي أيهما قتل صاحبه لأن عيسى ولي العهد بعد المنصور على ما رتبه لهم السفاح فسار عيسى في أربعة آلاف وكتب إلى الأشراف يستمليهم فمال كثير منهم وتحصن محمد بالمدينة وأعمق خنادقها وزحف عليه عيسى وناداه بالأمان وناشده الله ومحمد لا يرعوى لذلك ولما ظهر له وتخاذل أصحابه اغتسل وتحنط وقاتلهم بنفسه قتالا شديدا ومعه ثمانون رجلا وقتل بيده اثني عشر رجلا ثم قتل واستشهد لثنتي عشرة ليلة من رمضان سنة خمس وأربعين وله اثنتان وخمسون سنة وقبره بالبقيع مشهور مزور وبعث برأسه إلى المنصور وكانت مدة قيامه شهرين واثني عشر يوما
وخرج أخوه إبراهيم بالبصرة في هذه السنة أيضا وقد كان سار إليها من الحجاز فدخلها سرا في عشرة أنفس فدعا غلى نفسه سرا وجرت له أمور وتهاون متولي البصرة في أمر إبراهيم حتى اتسع الخرق وخرج أول ليلة من رمضان ونزل إليه متولي الكوفة بالأمان ووجد إبراهيم في بيت المال ستمائة ألف ففرقها في أصحابه ولما بلغ المنصور خروجه تحول إلى الكوفة ليأمن غائلة أهلها وألزم الناس لبس السواد وجعل يقتل ويجبس من اتهمه وبعث إبراهيم عاملا إلى الأهواز وآخر إلى فارس وسائر البلدان فأتاه مقتل أخيه بالمدينة قبل عيد الفطر بثلاث فعيد منكسراً وجهز المنصور لحربه خمسة آلاف فكان بينهما وقعات قتل فيها خلق عظيم ولم يبرح المنصور حتى قدم عيسى من المدينة فوجهه إلى إبراهيم وجعل المنصور لا يقر له قرار ولا يأوي إلى فراش خمسين ليلة كل ليلة يأتيه فتق من ناحية وعنده مائة ألف بالكوفة ولو هجم عليه إبراهيم بالكوفة لا وقع به ولكنه قال أخاف أن يستباح الصغير والكبير فقيل له إذا كان هذا فلم خرجت عليه فالتقى الجمعان على يومين من الكوفة فظهر جيش إبراهيم وتهيأ له الفتح لولا حملة من عيسى بن موسى وظاهرة ابنا سليمان بن على فكسروا جيش إبراهيم وجاءه سهم فوقع في حلقه فأنزلوه وهو يقول وكان أمر الله قدرا مقدورا وبعثوا برأسه إلى المنصور وقتل وسنة ثمان وأربعون وهرب أهل البصرة بحرا وبرا
وكان خرج مع إبراهيم كثير من القراء والعلماء منهم هشيم وأبو خلد الأحمر وعيسى بن يونس وعباد بن العوام ويزيد بن هارون وأبو حنيفة وكان يجاهر في أمره ويحث الناس على الخروج معه كما كان مالك يحث الناس على الخروج مع أخيه محمد وقال أبو اسحق الفزاري لأبي حنيفة ما اتقيت الله حيث حثثت أخي على الخروج مع إبراهيم فقتل فقال أنه كما لو قتل يوم بدر وقال شعبة والله لهي عندي بدر الصغرى ( 144 )
12 - وقال ابن قتيبة في المعارف فأما الحسن بن الحسن بن على فولد عبد الله والحسن وإبراهيم وجعفرا وداود ومحمدا وكان عبد الله بن حسن بن حسن يكنى أبا محمد وكان خيرا فاضلا ورؤى يوما يمسح على خفيه فقيل له تمسح فقال نعم قد مسح عمر بن الخطاب ومن جعل عمر بينه وبين الله فقد استوثق فلما ولي أبو جعفر ألح في طلب ابنيه محمد وإبراهيم ابني عبد الله وتغيبا بالبادية فأمر أبو جعفر أن يؤخذ أبوهما عبد الله وإخوته حسن وداود وإبراهيم وأن يشدوا وثاقا ويبعث بهم إليه فوافوه في طريق مكة بالربذة مكتفين فسأله عبد الله أن يأذن له عليه فأبى أبو جعفر فلم يروه حتى فارق الدنيا ومات في الحبس وماتوا وخرج ابناه محمد وإبراهيم على أبي جعفر وغلبا على المدينة ومكة والبصرة فبعث إليهما موسى بن عيسى فقتل محمدا بالمدينة وقتل إبراهيم بباخمرا على ستة عشر فرسخا من الكوفة وإدريس بن عبد الله ابن حسن أخوهما هو الذي سار إلى الأندلس والبربر وغلب عليهما (وهرب إدريس بن عبد الله بن حسن إلى المغرب فقام معه أهل طنجة وهو جد الشرفاء الإدريسيين ) ( 144 - 169 )
13 - أمر المنصور فأسست بغداد وابتدئ بإنشائها ورسم هيئتها وكيفيتها أولا بالرماد وفرغت في أربعة أعوام بالجانب الغربي وتحول إليها المنصور في سنة ست وأربعين قبل تمامها وبغداد الآن أكثرها من الجانب الشرقي ( 145 )
14 - - أبو عبد الله جعفر الصادق بن محمد الباقر بن زين العابدين بن علي بن الحسين الهاشمي العلوي وأمه فروة بنت القسم بن محمد ابن أبي بكر فهو علوي الأب بكري الأم روى عن أبيه وجده القسم وطبقتهما وكان سيد بني هاشم في زمنه عاش ثمانيا وستين سنة وأشهرا وولد سنة ثمانين بالمدينة ودفن بالبقيع ي قبة أبيه وجده وعم جده الحسن وقد ألف تلميذه جابر بن حيان الصوفي كتابا في ألف ورقة يتضمن رسائله وهي خمسمائة وهو عند الأمامية من الأثني عشر بزعمهم قيل إنه سأل أبا حنيفة عن محرم كسر رباعية ظبى فقال لا أعرف جوابها فقال أما تعلم إن الظبي لا يكون له رباعية وقال في المغني جعفر بن محمد بن علي ثقة لم يخرج له البخاري وقد وثقة ابن معين وابن عدي وأما القطان فقال مجالد أحب إلى منه انتهى ( 148 )
15 - حماد الراوية بن أبي ليلى الديلمي الكوفي مولى لابن زيد الخيل الطائي الصحابي كان حماد من أعلم الناس بمآثر العرب وأشعارها وهو الذي جمع السبع الطوال قال له الوليد بن يزيد الأموي لم سميت الراوية قال لأني أروى لكل شاعر سمعت به أو لم أسمع وأميز بين قديمها وحديثها قال له كم تحفظ من الشعر قال كثير لكني أنشد على كل حرف مائة قصيدة كبيرة سوى المقطعات من شعر الجاهلية دون الإسلام فامتحنه في ذلك فوجده كما قال فأمر له بمائة ألف و وهبه هشام مائة ألف درهم ( 155 )
16 - شيخ افريقية وقاضيها وأول من ولد بها من المسلمين عبد الرحمن ابن زياد بن أنعم الشعباني الإفريقي الزاهد الواعظ روى عن أبي عبد الرحمن الحبلي وطبقته وقد وفد على المنصور فوعظه بكلام حسن وليس بقوى في الحديث ( 156 )
17 - نزل المنصور قصره المسمى بالخلد على دجلة ثم حج وتوفي ببئر ميمون وكانت مدة خلافته إحدى وعشرين سنة وأحد عشر شهرا وأربعة عشر يوما وهو محرم وأخذت البيعة للمهدي انتهى قال في العبر توجه المنصور للحج فأدركه أجله يوم سادس ذي الحجة عند بر ميمون بظاهر مكة محرما فأقام الموسم الأمير إبراهيم بن يحيى بن محمد صبى أمرد وهو ابن أخي المنصور واستخلف المهدي وتوفي وله ثلاث وستون سنة وكانت أمه بربرية وكان طويلا مهيبا اسمر خفيف اللحية رحب الجبهة كأن عينيه لسانان ناطقان تقبله النفوس وكان يخالطه أبهة الملك بزي أولى النسك ذا حزم وعزم ودهاء ورأى وشجاعة وعقل وفيه جبروت وظلم انتهى (158 )
18 - كان ظهور عطاء المقنع الساحر الملعون الذي ادعى الربوبية بناحية مرو واستغوى خلائق لا يحصون قال ابن خلكان في تاريخه عطاء المقنع الخراساني لا أعرف اسم أبيه وكان مبدأ أمره قصاراً من أهل مرو وكان يعرف شيئاً من السحر والنيرجات فادعى الربوبية من طريق المناسخة وقال لأشياعه والذين اتبعوه إن الله تعالى تحول إلى صورة آدم عليه السلام فلذلك قال للملائكة اسجدوا فسجدوا له إلا إبليس فاستحق بذلك السخط ثم تحول من صورة آدم إلى صورة نوح ثم إلى صورة واحد فواحد من الأنبياء عليهم السلام والحكماء حتى حصل في صورة أبي مسلم الخراساني ثم زعم أنه انتقل منه إليه فقبل قوم دعواه وعبدوه وقاتلوا دونه مع ما عاينوا من عظيم ادعائه وقبح صورته لأنه كان مشوه الخلق أعور ألكن قصيراً وكان لا يسفر عن وجهه بل اتخذ وجهاً من ذهب فتقنع به فلذلك قيل له المقنع وإنما غلب على عقولهم بالتمويهات التي أظهرها لهم بالسحر والنيرجات وكان في جملة ما أظهر لهم صورة قمر يطلع فيراه الناس من مسيرة شهرين من موضعه ثم يغيب فعظم اعتقادهم فيه ولما اشتهر أمر ابن المقنع وانتشر ذكره ثار عليه الناس وقصدوه في قلعته التي كان قد اعتصم بها وحصروه فلما أيقن بالهلاك جمع نساءه وسقاهن سماً فمتن ثم تناول شربة من ذلك السم فمات ودخل المسلمون قلعته فقتلوا من فيها من أشياعه وأتباعه وذلك في سنة ثلاث وستين ومائة لعنه الله تعالى ونعوذ بالله من الخذلان ( 161 )
19 - لثمان بقين من المحرم ساق المهدي واسمه محمد أبو عبد الله بن أبي جعفر عبد الله ابن محمد بن علي بن عبد الله عباس العباسي خلف صيد فدخل الوحش خربة فدخل الكلاب خلفه وتبعهم المهدي فدق ظهره في باب الخرب لشدة سوقه فتلف لساعته وقيل بل أكمل طعاما سمته جارية لضرتها فلما وضع يده فيه ما جسرت أن تقول هياته لضرتي فيقال كان إنجاصاً فأكل واحدة وصاح من جوفه ومات من الغد عن
ثلاث وأربعين سنة وكانت خلافته عشر سنين وشهراً وكان جواداً ممدحاً محبباً إلى الناس وصولاً لأقاربه حسن الأخلاق حليماً قصاماً - قصاباً ، قضاباً - للزنادقة وكان طويلا أبيض مليحا يقال إن المنصور خلف في الخزائن مائة ألف ألف وستين ألف ألف درهم ففرقها المهدي ولم يل الخلافة أحدا أكرم منه ولا أبخل من أبيه ( 169 )
20 - في أحد ربيعيها توفي الخليفة أبو محمد موسى الهادي بن المهدي وكان طويلا ابيض جسيما مات من قرحة أصابته وقيل قتلته أمه الخيزران لما هم بقتل أخيه الرشيد فعمدت لما وعك إلى أن غمته وعاش بضعا وعشرين سنة فالله يسامحه فلقد كان جبارا ظالم النفس قاله في العبر وقال في مروج الذهب كان موسى قاسي القلب شرس الأخلاق صعب المرام كثير الأدب محباً له وكان شديداً شجاعاً بطلاً جواداً سمحاً ( 170 )
21 - روح بن حاتم بن قبيصة بن المهلب بن أبي صفرة وكان روح متوليا على السند وتولى لخمسة من الخلفاء السفاح والمنصور والمهدي والهادي والرشيد ولم يتفق مثل هذا إلا لأبي موسى الأشعري عمل للنبي صلى الله عليه وسلم والخلفاء الأربعة بعده ( 170 )
22 - جمادى الأولى مات صاحب الأندلس الأمير أبو المطرف عبد الرحمن ابن معاوية بن الخليفة هشام بن عبد الملك الأموي الدمشقي المعروف بالداخل فر إلى المغرب عند زوال دولتهم فقامت معه اليمانية وحارب يوسف الفهري متولي الأندلس وهزمه وملك قرطبة في يوم الأضحى سنة ثمان وثلاثين ومائة وامتدت أيامه وكان عالما حسن السيرة عاش اثنتين وستين سنة وولى بعده ابنه هشام وبقيت الأندلس لعقبه إلى حدود الأربعمائة ( 172 )
23 - هاجت العصبية بين القيسية واليمينة بالشام ورأس القيسية أبو الهيذام المري وقتل بينهما بشر كثير واتصلت فتنتهما إلى زمننا هذا ( 175-180 )
24 - فوض الرشيد أموره كلها إلى يحيى بن خالد بن برمك ( 178 )
25 - كانت فتنة الوليد بن طريف الشارى الخارجي وأحد الشراة وهم الخوارج سموا بذلك لقولهم شرينا أنفسنا في طاعة الله أي بعناها بالجنة حين فارقنا الأئمة الجبابرة وكان الوليد أحد الشجعان وندب الرشيد لحربه يزيد بن زائدة ابن أخي معن بن زائدة الشيباني ومكث يزيد مدة يماكره ويخادعه وكانت البرامكة منحرفة عن يزيد فقالوا للرشيد إنه مداهن فأرسل إليه يتوعده فناجزه يزيد فظفر به ولما انهزم تبعه يزيد بنفسه حتى أدركه على مسافة بعيدة فقتله واحتز رأسه ولما قتل لبست أخته الفارعة عدة حربها وحملت فضرب يزيد بالرمح فرسها وقال اغربي غرب الله عنك فقد فضحت العشيرة فانصرفت ولها في أخيها مراث كثيرة شهيرة ( 179 )
26 - كانت الزلزلة العظمى بمصر التي سقط منها رأس منارة الإسكندرية ( 180 )
27 - أحدث الرشيد في صدور كتبه الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ( 180 )
28 - فيها كان خروج الخزر لعنهم الله ومن قصصهم إن ستيت ابنة مالك الترك خاقان خطبها الأمير الفضل بن يحيى البرمكي وحملت إليه في عام أول فماتت في الطريق ببرذعة فرد من كان معها في خدمتها من العساكر واخبروا خاقان أنها قتلت غيلة فاشتد غضبه وتجهز للشر وخرج بجيوشه من الباب الحديد وأوقع بأهل الإسلام وبالذمة وقتل وسبى وبدع وبلغ السبي مائة ألف وعظمت المصيبة على المسلمين فأنا لله وإنا إليه راجعون فانزعج هرون الرشيد واهتز لذلك وجهز البعوث فاجتمع المسلمون وطردوا العدو عن أرمينية ثم سدوا الباب الذي خرجوا منه قاله في العبر ( 183 )
29 - خلعت الروم من الملك الست ريتي وهلكت بعد أشهر وأقاموا عليهم نقفور والروم تزعم أن نقفور من ولد حفنة الغساني الذي تنصر وكان نقفور قبل الملك يلي الديوان فكتب نقفور هذا الكتاب
من نقفور ملك الروم إلى هارون ملك العرب أما بعد فإن الملكة كانت قبلي أقامتك مقام الرٌخ وأقامت نفسها مقام البيذق فحملت إليك من أموالها وذلك لضعف النساء وحمقهن فإذا قرأت كتابي هذا فاردد ما حصل قبلك وافتد نفسك وإلا فالسيف بيننا
فلما قرأ الرشيد الكتاب اشتد غضبه وتفرق جلساؤه خوفاً من بادرة تقع منه ثم كتب بيده على ظهر الكتاب من هارون أمير المؤمنين إلى نفقور كلب الروم قرأت كتابك يا ابن الكافرة والجواب ما تراه دون أن تسمعه ثم ركب من يومه وأسرع حتى نزل مدينة هرقلة وأوطأ الروم ذلاً وبلاءً فقتل وسبى وذل نفقور وطلب الموادعة على خراج يحمله فأجابه فلما رد الرشيد إلى الرقة نقض نفقور فلم يجسر أحد أن يبلغ الرشيد حتى عملت الشعراء أبياتا يلوحون بذلك فقال أوقد فعلها ؟ فكر راجعاً في مشقة الشتاء حتى أناخ بفنائه ونال مراده ( 187 )
30 - غضب الرشيد على البرامكة وضرب عنق جعفر بن يحيى البرمكي الوزير أحد الأجواد الفصحاء البلغاء وكان قد تفقه على القاضي أبي يوسف فلأجل ذلك كانت توقيعاته على منهج الفقه وكتب إلى بعض العمال أما بعد فقد كثر شاكوك وقل شاكروك فأما اعتدلت وأما عزلت وقال يهودي للرشيد إنك تموت هذه السنة فاغتم وشكا إلى جعفر فقال جعفر لليهودي كم عمرك أنت قال كذا وكذا مدة طويلة فقال للرشيد اقتله حتى تعلم أنه كذب فقتله وذهب ما عنده وكان جعفر يتحكم في مملكة الرشيد بما أراد من غير مشاورة فينفذها الرشيد وأول من ولى الوزارة منهم خالد بن برمك للسفاح وسبب قتله أمور انضم بعضها إلى بعض منها أنه زوج الرشيد جعفراً العباسة لغرض الاجتماع والمحرمية وشرط عليه ألا يجتمع بها فقدر الاجتماع لحصول رغبة من العباسة فواقعها وحملت منه وولدت سراً فأرسلت الولد إلى مكة ثم اتصل خبره بالرشيد ومنها أن الرشيد سلم لجعفر يحيى بن عبد الله بن الحسن المثنى وكان قد خرج عليه وأمره بحبسه عنده فرق له جعفر لقرابته من رسول الله صلى الله عليه وسلم واتصاله به فأطلقه فلما بلغ الرشيد إطلاقه أضمرها له وقال قتلني الله على البدعة إن لم أقتله ( 187)
31 - إبراهيم بن ماهان الموصلي التميمي مولاهم المعروف بالنديم صاحب الغناء ومخترع الإلحان فيه ( 187)
32 - فيها أول ظهور الخرمية ثاروا بجبال أذربيجان فغزاهم حازم بن خزيمة أو عبد الله بن مالك فسبى ذراريهم وبيعوا ببغداد ( 192 )
33- هارون الرشيد أبو جعفر بن المهدي محمد بن المنصور بن عبد الله العباسي بطوس روى عن أبيه وجده ومبارك بن فضالة وحج مرات في خلافته وغزا عدة غزوات وكان شهماً شجاعاً حازماً جواداً ممدحاً فيه دين وسنة مع انهماكه على اللذات والقيان وكان أبيض طويلا سمينا مليحا قد وخطه الشيب وورد أنه كان يصلي في اليوم مائة ركعة إلى أن مات ويتصدق كل يوم من بيت ماله بألف درهم وكان يخضع للكبار ويتأدب معهم وعظه الفضيل وابن السماك وغيرهما وله مشاركة في الفقه والعلم والأدب قاله في العبر وقال ابن الفرات كان الرشيد يتواضع لأهل العلم والدين
قال علي بن صالح كان مع الرشيد ابن أبي مريم المدني وكان مضاحكا محداثا فكها وكان الرشيد لا يصبر عن محادثته وكان قد جمع إلى ذلك المعرفة بأخبار أهل الحجاز ولطائف المجان فبلغ من خصوصيته به أنه أنزله منزلاً في قصره وخلطه ببطانته وغلمانه فجاء ذات ليلة وهو نائم وقد طلع الفجر فكشف اللحاف عن ظهره ثم قال له كيف أصبحت فقال يا هذا ما أصبحت بعدُ مُر إلى عملك قال ويلك قم إلى الصلاة فقال هذا وقت صلاة أبي الجارود وأنا من أصحاب أبي يوسف القاضي فمضى وتركه نائماً وقام الرشيد إلى الصلاة وأخذ يقرأ في صلاة الصبح (وما لي لا أعبد الذي فطرني ) وأرتج عليه فقال له ابن أبي مريم لا أدري والله لم لا تعبده فما تمالك الرشيد أن ضحك في صلاته ثم التفت إليه كالمغضب وقال يا هذا ما صنعت قطعت على الصلاة قال و الله ما فعلت إنما سمعت منك كلاما غمني حين سمعته فضحك الرشيد وقال( إياك والقرآن والدين ولك ما شئت بعدهما )
وكان كثير البكاء من خشية الله تعالى سريع الدمعة عند الذكر محباً للمواعظ قال يحيى بن أيوب العابد سمعت منصور بن عمار يقول ما رأيت اغزر دمعا عند الذكر من ثلاثة فضيل بن عياض وأبى عبد الرحمن الزاهد وهارون الرشيد ودخل الإمام الشافعي رضي الله عنه على الرشيد فقال له عظني فقال على شرط رفع الحشمة وترك الهيبة وقبول النصيحة قال نعم قال أعلم أن من أطال عنان الأمل في الغرة طوى عنان الحذر في المهلة ومن لم يعول على طريق النجاة خسر يوم القيامة إذا امتدت يد الندامة فبكى هارون ووصله بمال جزيل ودخل ابن السماك على الرشيد فاستسقى الرشيد ماء فقال له ابن السماك بالله يا أمير المؤمنين لو منعت هذه الشربة بكم تشتريها قال بملكي قال لو منعت خروجها بكم كنت تشتريه قال بملكي فقال أن ملكاً قيمته شربة ماء لجدير أن لا ينافس فيه وكان للرشيد شعر حسن منه
ملك الثلاث الغانيات عناني ً@@@ وحللن من قلبي بكل مكان
مالي تطاوعني البرية كلها @@@ وأطيعهن وهن في عصياني
ما ذاك إلا أن سلطان الهوى@@@ وبه قوين أعز من سلطاني
وكان نقش خاتم الرشيد العظمة والقدرة لله انتهى ما قاله ابن الفرات ( 193 )
34 - - وفيها مبدأ الفتنة بن الأمين والمأمون وكان الرشيد أبوهما قد عهد بالعهد للأمين ثم بعده المأمون وكان المأمون على إمرة خراسان فشرع الأمين في العمل على خلع أخيه ليقدم ولده ابن خمس سنين وأخذ ببذل الأموال للقواد ليقوموا معه في ذلك ونصحه أولو الرأي فلم يرعو حتى آل الأمر إلى أن قتل ( 194-195 )
35 - في المحرم ظفر طاهر بن الحسين بعد أمور يطول شرحها بالأمين فقتله ونصب رأسه على رمح وكان مليحا أبيض جميل الوجه طويل القامة عاش سبعا وعشرين سنة واستخلف ثلاث سنين وأياما وخلع في رجب سنة ست وتسعين وحارب سنة ونصفا وهو ابن زبيدة بنت جعفر بن المنصور وكان مبذرا للأموال قليل الرأي كثير اللعب لا يصلح للخلافة سامحه الله ورحمه قاله في العبر ( 198 )
36 - فتنة ابن طباطبا العلوي وهو محمد بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم ابن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب ظهر بالكوفة وقام بأمره أبو السرايا السري بن منصور الشيباني وشرع الناس إلى ابن طباطبا وغلب على الكوفة وكثر جيشه فسار لحربه زهير بن المسيب في عشرة آلاف فالتقوا فهزم زهير واستبيح عسكره وذلك في سلخ جمادى الآخرة فلما كان من الغد اصبح ابن طباطبا ميتا فقيل أن أبا السرايا سمه لكونه لم ينصفه في الغنيمة وأقام بعده في الحال محمد بن محمد بن يزيد بن على الحسنى شاب أمرد ثم جهز الحسن ابن سهل جيشا عليهم عبدوس المروذي فالتقوا فقتل عبدوس وأسر عمه وقتل خلق من جيشه وقوى العلويون ثم استولى أبو السرايا على واسط فسار لحربه هرثمة بن أعين فالتقوا فقتل خلق من أصحاب أبي السرايا وتقهقر إلى الكوفة ثم التقوا ثانيا وعظمت الفتنة وفي أول سنة مائتين وفي أولها هرب أبو السرايا والعلويون من الكوفة إلى القادسية وضعف سلطانهم فدخل هرثمة الكوفة وأمن أهلها ثم ظفر أصحاب المأمون بأبي السرايا ومحمد بن محمد العلوي فأمر الحسن بن سهل بقتل أبي السرايا وبعث بمحمد إلى المأمون وخرج بالبصرة بالحجاز آخرون فلم تقم لهم قائمة بعد فتن وحروب ( 199 – 200 )
37 - فيها أحصى ولد العباس فبلغوا ثلاثة وثلاثين ألفا ما بين ذكر وأنثى قاله ابن الجوزي في الشذور ( 200 )
علي بن حسين فقيهي
2007-04-21, 06:05 PM
12- أقوال مأثورة
1 - وقال أبو عمرو رحمه الله أول العلم الصمت ثم حسن السؤال ثم حسن اللفظ ثم نشره عند أهله وقال احتمال الحاجة خير من طلبها من غير أهلها وقال ما تساب اثنان إلا غلب ألأمهما وقال إذا تمكن الإخاء قبح الثناء وما ضاق مجلس بمتحابين وما اتسعت الدنيا لمتباغضين وسمع أعرابيا كان مختفيا من الحجاج يقول
ربما تجزعُ النفوسُ لأمرِ @@@ وله فَرجَة كحلِ العقالِ
فقال له أبو عمرو وما الأمر قال مات الحجاج قال فلم أدري بأيهما كنت أفرح بموت الحجاج أم بقوله فرجة يعني بفتح الفاء قال الاصمعي هي بالفتح من الفرج وبالضم من فرجة الحائط ونحوه ( 154 )
2 - عبد الواحد بن زيد البصري الزاهد الذي قيل أنه صلى الغداة بوضوء العشاء أربعين سنة ومن مواعظه قوله [إلا تستحيون من طول مالا تستحيون ] روى عن الحسن وجماعة وهو متروك الحديث قاله في العبر ( 177 )
3 - قال الفضيل بن عياض : إذا أحب الله عبد أكثر غمه وإذا أبغض وسع عليه دنياه وقال لو عرضت على الدنيا بحذافيرها لا أحاسب عليها لكنت أتقذرها كالجيفة وقال لو كانت لي دعوة مستجابة لما أجعلها إلا للإمام لأنه إذا صلح أمن العباد والبلاد ولد الفضيل رضي الله عنه بسمرقند وقدم الكوفة شابا وسمع من منصور وطبقته ثم جاور بمكة إلى أن مات وقبره بالأبطح مشهور مزور( 187 )
4 - ومن كلام يحيى بن خالد بن برمك البرمكي ثلاثة أشياء تدل على عقول أربابها الهدية والكتاب والرسول وكان يقول لبنيه اكتبوا أحسن ما تسمعون واحفظوا أحسن ما تكتبون وتحدثوا بأحسن ما تحفظون ( 190 )
علي بن حسين فقيهي
2008-01-02, 06:10 PM
1 - الفوائد العقدية
1 - السيدة نفيسة بنت الأمير حسن بن زيد الحسن بن علي بن أبي طالب الحسنية صاحبة المشهد بمصر ولي أبوها إمرة المدينة للمنصور ثم حبسه دهراً ودخلت هي مصر مع زوجها إسحاق بن جعفر الصادق وتوفيت في شهر رمضان وقال ابن الأهدل وقيل قدمت مصر مع ابنها وكانت من الصالحات سمع عليها الشافعي وحملت جنازته يوم مات فصلت عليه ولما ماتت هم زوجها إسحاق بحملها إلى المدينة فأبى أهل مصر فدفنت بين القاهرة ومصر يقال أن الدعاء يستجاب عند قبرها قال الذهبي ولم يبلغنا شيء من مناقبها وللجهال فيها اعتقاد لا يجوز وقد يبلغ بهم إلى الشرك بالله فإنهم يسجدون للقبر ويطلبون منه المغفرة وكان أخوها القاسم بن حسن زاهداً عابداً قلت وسلسلتها في النسب وسماع الشافعي منها وعليها وحمله ميتاً إلى بيتها أعظم منقبة فلم يكن ذلك إلا عن قبول وإقبال وصيت وإجلال نفع الله بها ومبلغها ( 208 )
2 - أمر المأمون فنودي برئت الذمة ممن ذكر معاوية بخير وأن أفضل الخلق بعد النبي صلى الله عليه وسلم علي رضي الله عنه ( 211 )
3 - أظهر المأمون القول بخلق القرآن مع ما أظهر في العام الماضي من التشيع فاشمأزت منه القلوب وقدم دمشق فصام بها رمضان ثم حج بالناس ( 212 )
4 - الحافظ أسد بن موسى الأموي نزيل مصر ويقال له أسد السنة روى عن شعبة وطبقته ورحل في الحديث وصنف التصانيف وهو أحد الثقات الأكياس ( 212 )
5 - امتحن المأمون العلماء بخلق القرآن وكتب في ذلك إلى نائبه على بغداد وبالغ في ذلك وقام في هذه البدعة قيام متعبد بها فأجاب أكثر العلماء على سبيل الإكراه وتوقفت طائفة ثم أجابوا وناظروا فلم يلتفت إلى قولهم وعظمت المصيبة بذلك وتهدد على ذلك بالقتل ولم يصبرمن علماء العراق إلا أحمد بن حنبل ومحمد بن نوح فقيدا وأرسلا إلى المأمون وهو بطرسوس فلما بلغا الرقة جاءهم الفرج بموت المأمون قال ابن الأهدل ومرض محمد بن نوح ومات بالطريق وهو الذي كان يشد أزر أحمد ويشجعه ولما مات المأمون عهد إلى أخيه المعتصم فامتحن الإمام أيضا وضرب بين يديه بالسياط حتى غشى ثم أطلقه وندم على ضربه ولحق من تولى ضربه عقوبات ظاهرة ( 218 )
6 - بشر المريسي الفقيه المتكلم وكان داعية للقول بخلق القرآن هلك في آخر السنة ولم يشيعه أحد من العلماء وحكم بكفره طائفة من الأئمة روى عن حماد بن سلمة وعاش نيفاً وسبعين سنة قاله في العبر وقال ابن الأهدل كان مرجئاً داعية الأرجاء وإليه تنسب طائفة المريسية المرجئة كان أبوه يهودياً صباغاً في الكوفة وكان يناظر الشافعي وهو لا يعرف النحو فيلحن لحناً فاحشاً ( 218 )
7 - ورد كتاب الواثق على أمير البصرة يأمره بامتحان الأئمة والمؤذنين بخلق القرآن وكان قد تبع أباه في امتحان الناس ( 231 )
8 - الأمير إسحاق بن إبراهيم بن مصعب الخزاعي ابن عم طاهر بن الحسين ولي بغداد أكثر من عشرين سنة وكان يسمى صاحب الجسر وكان صارما سايسا حازما وهو الذي كان يطلب العلماء ويمتحنهم بأمر المأمون (( 235 )
9 - أبو الهذيل العلاف محمد بن هذيل بن عبيد الله البصري شيخ المعتزلة ورأس البدعة وله نحو من مائة سنة قاله في العبر وكان يقول بفناء أهل النار (( 235 )
10 - أمر المتوكل بهدم قبر الحسين بن علي وكان كثير البعض في على بن أبي طالب رضي الله عنه ولكنه منع من القول بخلق القرآن ( 236 )
11 - أحمد بن أبي دؤاد على وزن فؤاد قاضي القضاة أبو عبد الله الإيادي وله ثمانون سنة وكان فصيحا مفوها شاعرا جوادا ممدحا رأسا في التجهم وهو الذي شغب على الإمام أحمد بن حنبل وأفتى بقتله قاله في العبر وقال ابن الأهدل كان عالما جوادا ممدحا معتزليا وكان له القبول التام عند المأمون والمعتصم وهو أول من بدأ الخلفاء بالكلام وكانوا لا يكلمون حتى يتكلموا وبسببه وفتياه امتحن الإمام أحمد وأهل السنة بالضرب والهوان على القول بخلق القرآن وابتلى ابن أبي دؤاد بعد ذلك بالفالج نحو أربع سنين ثم غضب عليه المتوكل فصادره هو وأهله وأخذ منهم ستة عشر ألف ألف درهم وأخذ من والده مائة ألف وعشرين ألف دينار وجوهرا بأربعين ألف دينار وقيل أنه صالحه على ضياعه وضياع أبيه بألف ألف دينار ( 240 )
12 - عبد العزيز بن يحيى الكتاني المكي سمع من سفيان بن عيينة وناظر بشر المريسي في مجلس المأمون بمناظرة عجيبة غريبة فانقطع بشر وظهر عبد العزيز ومناظرتهما مشهورة مسطورة وعبد العزيز هو صاحب كتاب الحيدة وهو معدود في أصحاب الشافعي ( 240 )
13 - قال السيوطي في كتاب حسن المحاضرة ذو النون المصري ثوبان بن إبراهيم أبو الفيض أحد مشايخ الطريق المذكورين في رسالة القشيري وهو أول من عبر عن علوم المنازلات وأنكر عليه أهل مصر وقالوا حدثت علما لم تتكلم فيه الصحابة وسعوا به إلى الخليفة المتوكل ورموه عنده بالزندقة وأحضروه من مصر على البريد فلما دخل سر من رأى وعظه فبكى المتوكل ورده مكرما وكان مولده باخميم حدث عن مالك والليث وابن لهيعة وروى عنه الجنيد وآخرون وكان أوحد وقته علما وورعا وحالا وأدبا مات في ذي القعدة سنة خمس وأربعين ومائتين وقد قارب التسعين قال السلمي كان أهل مصر يسمونه بالزنديق فلما مات أظلت الطير الخضر جنازته ترفرف عليه إلى أن وصل إلى قبره ( 245 )
14 - عمرو بن بحر الجاحظ أبو عثمان البصري المعتزلي واليه تنسب الفرقة الجاحظية من المعتزلة صنف الكثير في الفنون كان بحرا من بحورا لعلم رأسا في الكلام والإعتزال وعاش تسعين سنة وقيل بقي إلى سنة خمس وخمسين أخذ عن القاضي أبي يوسف وثمامة بن أشرس وأبى اسحق النظام قال في المغني عمرو بن بحر الجاحظ المتكلم صاحب الكتب قال ثعلب ليس بثقة ولا مأمون انتهى وقال غيره أحسن تأليفه وأوسعها فائدة كتاب الحيوان وكتاب البيان والتبيين وكان مشوه الخلق استدعاه المتوكل لتأديب ولده فلما رأه رده وأجازه وفلج في آخر عمره فكان يطلى نصفه بالصندل والكافور لفرط الحرارة ونصفه الآخر لو قرض بالمقاريض ما أحس به لفرط البرودة وسمى جاحظا لجحوظ عينيه أي نتوءهما وكان موته بسقوط مجلدات العلم عليه (( 250 )
15 - - السري بن المغلس السقطي أبو الحسن البغدادي أحد الأولياء الكبار وله نيف وتسعون سنة سمع من هشيم وجماعة وصحب معروفا الكرخي وله أحوال وكرامات قال ابن الأهدل هو خال الجنيد وأستاذه وتلميذ معروف الكرخي
وقال السخاوي في طبقات الأولياء هو إمام البغداديين في الإشارات وكان يلزم بيته ولا يخرج منه لا يراه إلا من يقصده إلى بيته انقطع عن الناس وعن أسبابهم وأسند عن الجنيد قال ما رأيت أعبد من السري أتت عليه ثمان وتسعون سنة ما رؤى مضطجعا إلا في علة الموت وسئل عن المتصوف فقال هو اسم لثلاثة معان وهو الذي لا يطفئ نور معرفته نور ورعه ولا يتكلم بباطن ينقضه عليه ظاهر الكتاب ولا تحمله الكرامات من الله على هتك أستار محارم الله . ( 253 )
16 - أبو الحسن على بن الجواد محمد بن الرضا على بن الكاظم موسى بن جعفر الصادق العلوي الحسني المعروف بالهادي كان فقيها اماما متعبدا وهو أحد الأئمة الإثني عشر الذين تعتقد غلاة الشيعة عصمتهم كالأنبياء سعي به إلى المتوكل وقيل له أن في بيته سلاحا وعدة ويريد القيام فأمر من هجم عليه منزله فوجده في بيت مغلق وعليه مدرعة من شعر يصلى ليس بينه وبين الأرض فراش وهو يترنم بآيات من القرآن في الوعد والوعيد فحمل إليه ووصف له حاله فما رآه عظمه وأجلسه إلى جنبه وناوله شرابا فقال ما خامر لحمى ولا دمى فاعفنى منه فأعفاه وقال له أنشدني شعرا فأنشده أبياتا أبكاه بها فأمر له بأربعة آلاف دينار ورده مكرما وإنما قيل له العسكري لأنه لما سعي به إلى المتوكل أحضره من المدينة وهي مولده وأقره بمدينة العسكر وهي سر من رأى سميت بالعسكر لأن المعتصم حين بناها انتقل إليها بعسكره فسميت بذلك وأقام بها صاحب الترجمة عشرين سنة فنسب إليها . ( 254 )
17 - محمد بن كرام أبو عبد الله السجستاني الزاهد شيخ الطائفة الكرامية وكان من عباد المرجئة قاله في العبر
وقال في المغني محمد بن كرام السجزي العابد المتكلم شيخ الكرامية أكثر عن الجويباري ومحمد بن تميم السعدي وكانا ساقطين
قال ابن حبان خذل حتى التقط من المذاهب أرداها ومن الأحاديث أوهاها وقال أبو العباس سراج شهدت البخاري ودفع إليه كتاب ابن كرام يسأله عن أحاديث فيها الزهري عن سالم عن أبيه يرفعه (الإيمان لا يزيد ولا ينقص ) فكتب أبو عبد الله على ظهر كتابه من حدث بهذا استوجب الضرب الشديد والحبس الطويل وقال ابن حبان جعل ابن كرام الإيمان قولا بلا معرفة وقال ابن حزم قال ابن كرام الإيمان قول بالسان وأن اعتقد الكفر بقلبه فهو مؤمن قلت هذه أشنع بدعة وقوله في الرب جسم لا كالاجسام انتهى ما قاله الذهبي في المغني في الضعفاء ( 255 )
18 - ويحيى بن معاذ الرازي الزاهد حكيم زمانه وواعظ عصره توفي في جمادى الأولى بنيسابور وقد روى عن إسحاق بن سليمان الرازي وغيره وقال السلمي في طبقات الأولياء يحيى بن معاذ بن جعفر الرازي الواعظ تكلم في علم الرجال فأحسن الكلام فيه وكانوا ثلاثة إخوة يحيى وإبراهيم وإسماعيل أكبرهم سنا إسماعيل ويحي أوسطهم وإبراهيم أصغرهم وكلهم كانوا زهادا وأخوه إبراهيم خرج معه إلى خراسان وتوفي بين نيسابور وبلخ وأقام يحيى ببلخ مدة ثم خرج إلى نيسابور ومات بها ومن كلامه من استفتح باب المعاش بغير مفاتيح الأقدار وكل إلى المخلوقين وقال العبادة حرفة وحوانيتها الخلوة وآلاتها المخادعة ورأس مالها الاجتهاد بالسنة وربحها الجنة وقال الصبر على الخلق من علامات الاخلاص وقال الدنيا دار الأشغال والآخرة دار الأهوال ولا يزال العبد مترددا بين الأشغال والأهوال حتى يستقر به القرار أما إلى جنة وإما إلى نار وقال على قدر حبك لله يحبك الخلق وعلى قدر شغلك بالله يشتغل في أمرك الخلق ( 258 )
19 - الحسن بن علي بن محمد بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق العلوي الحسيني أحد الاثني عشر الذين تعتقد الرافضة فيهم العصمة وهو والد المنتظر محمد صاحب السرداب ( 260 )
20 - وفيها حنين بن إسحاق النصراني شيخ الأطباء بالعراق ومعرب الكتب اليونانية ومؤلف المسائل المشهورة ( 261 )
21 - يزيد البسطامي العارف الزاهد المشهور واسمه طيفور بن عيسى وكان يقول إذا نظرتم إلى رجل أعطى من الكرامات حتى يرتفع في الهواء فلا تغتروا به حتى تنظروا كيف تجدونه عند الأمر والنهي وحفظ الشريعة قال أبو عبد الرحمن السلمي في طبقاته طيفور بن عيسى بن سروسان البسطامي وسروسان كان مجوسيا فأسلم وكانوا ثلاثة اخوة آدم أكبرهم وطيفور أوسطهم وعلي أصغرهم وكلهم كانوا زهادا عبادا ومات عن ثلاث وسبعين سنة وهو من قدماء مشايخ القوم له كلام حسن في المعاملات ويحكى عنه في الشطح أشياء منها ما لا يصح ويكون مقولا عليه
وكان أبو يزيد إذا ذكر الله يبول الدم وحكى عنه صاحبه أبو بكر الأصبهاني أنه أذن مرة فغشى عليه فلما أفاق قال العجب ممن لا يموت إذا أذن ( 265 )
22 - محمد بن الحسن العسكري بن علي الهادي بن محمد الجواد بن علي الرضى بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق العلوي الحسيني أبو القاسم الذي تلقبه الرافضة بالخلف وبالحجة وبالمهدي وبالمنتظر وبصاحب الزمان وهو خاتمة الإثني عشر إماما عندهم ويلقبونه أيضا بالمتظر فإنهم يزعمون أنه أتى السرداب بسامرا فاختفى وهم ينتظرونه إلى الآن وكان عمره لما عدم تسع سنين أو دونها وضلال الرافضه ما عليه مزيد قاتلهم الله تعالى (( 278 )
23 - - مبدأ ظهور القرامطة بسواد الكوفة وهو قوم خوارج زنادقة مارقة من الدين قال في الشذور وكان ابتداء أمرهم أن رجلا قدم إلى سواد الكوفة فأظهر الزهد وجعل يسف الخوص ويأكل من كسبه ويصلى ويصوم ثم صار يدعو إلى إمام من أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ويأخذ من كل من دخل في قوله دينارا فاجتمع إليه جماعة فاتخذ منهم اثني عشر نقيبا وقال أنتم كحوارى عيسى وكان قد آوى إلى بيت رجل يقال له كرميته فسمى باسمه ثم خفف فقيل قرمط ( 279 )
24 - نودي ببغداد لا يقعد على الطريق منجم ولا تباع كتب الكلام والفلسفة فمنع المعتضد من بيع كتب الفلاسفة والجدل وتهدد على ذلك ومنع المنجمين والقصاص من الجلوس فكان ذلك من حسناته ( 286 )
25 - ظهر بالبحرين أبو سعيد الجنابي القرمطي وقويت شوكته وانضم إليه جمع من الأعراب فعاث وأفسد وقصد البصرة فحصنها المعتضد وكان أبو سعيد كيالا بالبصرة وجنابة من قرى الأهواز قال الصولي كان أبو سعيد فقيرا يرفو غربال الدقيق فخرج إلى البحرين وانضم إليه طائفة من بقايا الزنج واللصوص حتى تفاقم أمره وهزم جيوش الخليفة مرات وقال غيره ذبح أبو سعيد الجنابي في حمام بقصره وخلفه ابنه أبو طاهر الجنابي القرمطي الذي أخذ الحجر الأسود ( 286 )
26 - الزاهد الكبير أحمد بن عيسى أبو سعيد الخراز شيخ الصوفية وهو أول من تكلم في علم الفناء والبقاء قال الجنيد لو طالبنا الله بحقيقة ما عليه أبو سعيد الخراز لهلكنا وعن أبي سعيد قال رأيت إبليس في المنام وهو عني ناحية فناديته فقال أي شيء أعمل بكم وأنتم طرحتم ما أخادع الناس به غير أن لي فيكم لطيفة وهي صحبة الأحداث وقال السلمي في التاريخ أبو سعيد إمام القوم في كل فن من علومهم بغدادي الأصل له في مبادئ أمره عجائب وكرامات مشهورة ظهرت بركته عليه وعلى من صحبه ( 286)
27 - شيخ الصوفية تاج العارفين أبو القسم الجنيد بن محمد القواريري الخزاز بالزاي المكررة صحب خاله السرى والمحاسبي وغيرهما من الجلة وصحبه أبو العباس بن سريج وكان إذا أفحم مناظريه قال هذا من بركة مجالستي للجنيد واصل الجنيد من نهاوند ونشأ بالعراق وتفقه على أبي ثور وقيل كان على مذهب سفيان الثوري وكان يقول من لم يحفظ القرآن ويكتب الحديث لا يقتدي به في هذا الأمر لأن علمنا مقيد بالكتاب والسنة وقال له خاله تكلم على الناس فاستصغر نفسه فرأى رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمره بذلك فلما جلس لذلك جاءه غلام نصراني وقال ما معنى قوله صلى الله عليه وسلم اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله فأطرق ساعة ثم رفع رأسه وقال له أسلم فقد حان وقت إسلامك فأسلم الغلام ولما صنف عبد الله بن سعيد بن كلاب كتابه الذي ردفيه على جميع المذاهب سأل عن شيخ الصوفية فقيل له الجنيد فسأله عن حقيقة مذهبه فقال مذهبنا إفراد القدم عن الحدث وهجران الإخوان والأوطان ونسيان ما يكون وما كان فقال ابن كلاب هذا كلام لا يمكن فيه المناظرة ثم حضر مجلس الجنيد فسأله عن التوحيد فأجابه بعبارة مشتملة على المعارف ثم قال أعد على لا بتلك العبارة ثم استعادة الثالثة فأعاده بعبارة أخرى فقال أمله على فقال لو كنت أجرده كنت أمليه فاعترف بفضله وقال الكعبي المعتزلي لبعض الصوفية رأيت لكم ببغداد شيخا يقال له الجنيد ما رأت عيني مثله كان الكتبة يحضرونه لألفاظه والفلاسفة لدقة كلامه والشعراء لفصاحته والمتكلمون لمعانيه وكلامه ناء عن فهمهم وسئل السري عن الشكر والجنيد صبي يلعب فأجاب الجنيد هو أن لا يستعين بنعمه على معاصيه
ونشأ الجنيد أحسن نشء وحج على قدميه ثلاثين حجة وقال الجريري كنت واقفا على رأس الجنيد في وقت وفاته وكان يوم جمعة ويوم نيروز الخليفة وهو يقرأ القرآن فقلت له يا أبا القاسم ارفق بنفسك فقال لي يا أبا محمد أرأيت أحدا أحوج إليه مني في هذا الوقت وهو ذا تطوي صحيفتي وكان قد ختم القرآن الكريم ثم بدأ بالبقرة فقرأ سبعين آية ثم مات رحمه الله تعالى ومناقبه كثيرة ولو أرسلنا عنان القلم لسودنا أسفارا من مناقبه رضي الله عنه ودفن بالشوينزية عند خاله سري السقطي رضي الله عنهما ( 298 )
علي بن حسين فقيهي
2008-01-02, 06:12 PM
2- الفوائد الفقهية
1 - شيخ الأندلس يحيى بن يحيى بن كثير الفقيه أبو محمد الليثي مولاهم الأندلسي في رجب وله اثنتان وثمانون سنة روى الموطأ عن مالك سوى فوت من الاعتكاف وانتهت إليه رياسة الفتوى ببلده وخرج له عدة أصحاب وبه انتشر مذهب مالك بناحيته وكان إماما كثير العلم كبير القدر وافر الحرمة كامل العقل خير النفس كثير العبادة والفضل كان يوما عند مالك فقدم فيل وخرج الناس ينظرون إليه ولم يخرج فقال له مالك لم لا تخرج تنظره فإنه ليس ببلدك فيل فقال إنما جئت من بلدي لأنظر إليك وأتعلم هديك وعلمك فقال له أنت عاقل الأندلس رحمه الله تعالى ( 234 )
2 - هدبة بن خالد القيسي البصري أبو خالد الحافظ سمع حماد بن سلمة ومبارك ابن فضالة والكبار فأكثر قال عبدان الأهوازي كنا لا نصلى خلف هدبة مما يطول كان يسبح في الركوع والسجود نيفا وثلاثين تسبيحة وكان من أشبه خلق الله بهشام بن عمار لحيته ووجهه وكل شيء منه حتى صلاته (( 236 )
3 - وسحنون مفتي القيروان وقاضيه أبو سعيد عبد السلام بن سعيد بن حبيب التنوخي الحمصي الأصل ثم المغربي المالكي صاحب المدونة أخذ عن أبي القاسم وابن وهب وأشهب وله عدة أصحاب وعاش ثمانين سنة ( 240 )
4 - والزعفراني أبو الحسن بن محمد الصباح وأحمد بن حنبل وأبو ثور والكرابيسي رواة قديم الشافعي وروى الجديد المزني وحرملة والبويطي ويونس بن عبد الأعلى والربيع الجيزي والربيع المرادي ( 260 )
5 - أبو بكر الأثرم أحمد بن محمد بن هانئ الطائي الحافظ الثبت الثقة أحد الأئمة المشاهير روى عن أبي نعيم وعفان وصنف التصانيف وكان من أذكياء الأمة قال ابن أبي يعلى في طبقاته أحمد بن محمد بن هانئ الطائي ويقال الكلبي الأثرم الإسكافي أبو بكر جليل القدر حافظ إمام سمع حرمي بن حفص وعفان ابن مسلم وأبا بكر بن أبي شيبة وعبد الله بن مسلمة القعنبي وإمامنا في آخرين
نقل عن إمامنا مسائل كثيرة وصنفها ورتبها أبوابا وروى عن الإمام قال سمعت أبا عبد الله يسأل عن المسح على العمامة قيل له تذهب إليه قال نعم قال أبو عبد الله ثبت من خمسة وجوه عن النبي صلى الله عليه وسلم وقال كنت أحفظ الفقه والاختلاف فلما صحبت أحمد بن حنبل تركت ذلك كله وكان معه تيقظ عجيب حتى نسبه يحيى ابن معين ويحيى بن أيوب المقابري فقالا أحد أبوي الأثرم جنى وقال أبو القاسم ابن الجبلي قدم رجل فقال أريد رجلا يكتب لي من كتاب الصلاة ما ليس في كتب ابن أبي شيبة قال فقلنا له ليس لك إلا أبو بكر الأ ثرم قال فوجهوا إليه ورقا فكتب ستمائة ورقة من كتاب الصلاة قال فنظرنا فإذا ليس في كتاب ابن أبي شيبة منه شى ء وقال الأثرم كنت عند خلف البزار يوم جمعة فلما قمنا من المجلس صرت إلى قرب الفرات فأردت أن اغتسل للجمعة فغرقت فلم أجد شيئا أتقرب به إلى الله عز وجل أكثر عندي من أن قلت اللهم أن نجيتني لأتوبن من صحبة حارث يعني المحاسبي قال الأثرم كان حارث في عرس لقوم فجاء يطلع على النساء من فوق الدرابزين ثم ذهب يخرجه- يعني رأسه- فلم يستطع فقيل له لم فعلت هذا فقال أردت أن اعتبر بالحور العين ( 261 )
6 - المزني الفقيه أبو إبراهيم إسماعيل بن يحيى بن إسماعيل المصري صاحب الشافعي في ربيع الأول وهو في عشر التسعين قال الشافعي المزني ناصر مذهبي وكان زاهدا عابدا يغسل الموتى حسبة صنف الجامع الكبير والصغير ومختصره مختصر المزني والمنثور والمسائل المعتبرة والترغيب في العلم وكتاب الوثاق وغيرها وصلى لكل مسألة في مختصره ركعتين فصار اصل الكتب المصنفة في المذهب وعلى منواله رتبوا ولكلامه فسروا وشرحوا وكان مجاب الدعوة عظيم الورع حكى عنه أنه كان إذا فاتته الجماعة صلى منفردا خمسا وعشرين مرة ولم يتقدم عليه أحد من أصحاب الشافعي وهو الذي تولى غسله يوم مات قيل وعاونه الربيع ودفن إلى جنبه بالقرافة الصغرى ونسبته إلى مزينة بنت كلب بن وبرة أم القبيلة المشهورة ( 264 )
7 - العلامة محمد بن سحنون المغربي المالكي مفتي القيروان تفقه على أبيه وكان إماما مناظرا كثير التصانيف معظما بالقيروان خرج له عدة أصحاب وما خلف بعده مثله ( 265 )
8 - ومحمد بن شجاع بن الثلجي فقيه العراق وشيخ الحنفية سمع من إسماعيل ابن علية وتفقه بالحسن بن زياد اللؤلؤى وصنف واشتغل وهو متروك الحديث توفي ساجدا في صلاة العصر وله نحو من تسعين سنة قاله في العبر
وقال في المغني محمد بن شجاع بن الثلجي الفقيه قال ابن عدي كان يضع الأحاديث في التشبيه ينسبها إلى أصحاب الحديث يثلبهم بذلك ( 266 )
9 - ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم الإمام أبو عبد الله المصري مفتي الديار المصرية تفقه بالشافعي وأشهب وروى عن ابن وهب وعدة قال ابن خزيمة ما رأيت أعرف بأقاويل الصحابة والتابعين منه وله مصنفات كثيرة وتوفي في نصف ذي القعدة ( 268 )
10 - داود بن على الإمام أبو سليمان الأصبهاني ثم البغدادي الفقيه الظاهري صاحب التصانيف في رمضان وله سبعون سنة سمع القعنبي وسليمان ابن حرب وطبقتهما وتفقه على أبي ثور وابن راهويه وكان ناسكا زاهدا قال ابن ناصر الدين تكلم أبو الفتح الأزدي وغيره فيه ومنعه أحمد بن حنبل من الدخول عليه لقوله المعروف في القرآن بلغه الذهلي لأحمد وكتب به إليه وكان داود حافظا مجتهدا إمام أهل الظاهر وقال ابن خلكان أبو سليمان داود بن علي بن خلف الأصبهاني الإمام المشهور المعروف بالظاهري كان زاهدا متقللا كثير الورع أخذ العلم عن إسحاق بن راهويه وأبي ثور وكان من أكثر الناس تعصبا للإمام الشافعي رضي الله عنه وصنف في فضائله والثناء عليه كتابين وكان صاحب مذهب مستقل وتبعه جمع كثير يعرفون بالظاهرية وكان ولده أبو بكر محمد علي مذهبه وانتهت إليه رياسة العلم ببغداد قيل إنه كان يحضر مجلسه أربعمائة صاحب طيلسان أخضر قال داود حضر مجلسي يوما أبو يعقوب الشريطي وكان من أهل للبصرة وعليه خرقتان فتصدر لنفسه من غير أن يرفعه أحد وجلس إلى جانبي وقال لي سل عما بدا لك فكأني غضبت منه فقلت له مستهزئا أسألك عن الحجامة فبرك ثم روى طريق أفطر الحاجم والمحجوم ومن أرسله ومن أسنده ومن وقفه ومن ذهب إليه من الفقهاء وروى اختلاف طرق احتجام رسول الله صلى الله عليه وسلم وإعطاء الحاجم أجره ولو كان حراما لم يعطه ثم روى طرقا أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم بقرن وذكر أحاديث صحيحة في الحجامة ثم ذكر الأحاديث المتوسطة مثل ما مررت بملأ من الملائكة ومثل شفاء أمتي في ثلاث وما أشبه ذلك وذكر الأحاديث الضعيفة مثل قوله عليه الصلاة والسلام لا تحتجموا يوم كذا ساعة كذا ثم ذكر ما ذهب إليه أهل الطب من الحجامة في كل زمان وما ذكروه فيها ثم ختم كلامه بأن قال وأول ما خرجت الحجامة من أصبهان فقلت له والله لا حقرت بعدك أحدا أبدا وكان داود من عقلاء الناس قال أبو العباس ثعلب في حقه كان عقل داود أكبر من علمه ونشأ ببغداد وتوفي بها سنة سبعين في ذي القعدة وقيل في شهر رمضان ودفن بالشوينزية وقيل في منزله وقال ولده أبو بكر محمد رأيت أبي داود في المنام فقلت له ما فعل الله بك فقال غفر لي وسامحني فقلت غفر لك فبم سامحك فقال يا بني الأمر عظيم والويل لمن لم يسامح رحمه الله ( 270 )
11 - الربيع بن سليمان المرادي مولاهم المصري الفقيه صاحب الشافعي وهو في عشر المائة سمع من ابن معين وكان إماما ثقة صاحب حلقة بمصر قال الشافعي ما في القوم أنفع لي منه وقال وددت أني حسوته العلم وقال في المزني سيأتي عليه زمان لا يفسر شيئا فيخطئه وفي البويطي يموت في حديده وفي ابن عبد الحكم سيرجع إلى مذهب مالك والربيع هذا آخر من روى عن الشافعي بمصر ( 270 )
12 - عبد الملك بن عبد الحميد الفقيه أبو الحسن الميموني الرقي صاحب الإمام أحمد في ربيع الأول روى عن إسحاق الأزرق ومحمد بن عبد وطائفة وكان جليل القدر في أصحاب الإمام أحمد بن حنبل وكان سنّه يوم مات دون المائة وكان أحمد يكرمه ويجله ويفعل معه مالا يفعل مع أحد غيره وقال صحبت أبا عبد الله على الملازمة من سنة خمس ومائتين إلى سنة سبع وعشرين قال وكنت بعد ذلك أخرج وأقدم عليه الوقت بعد الوقت قال وكان أبو عبد الله يضرب لي مثل ابن جريج في عطاء من كثرة ما أسأله ويقول لي ما أصنع بأحد ما أصنع بك وقال الميموني قلت لأحمد من قتل نفسه يصلى الإمام عليه قال لا يصلى الإمام على من قتل نفسه ولا على من غل قلت فالمسلمون قال يصلون عليهما وقال المرداوي في أواخر الأنصاف عبد الملك بن عبد الحميد الميموني كان الإمام أحمد يكرمه وروى عنه مسائل كثيرة جدا ستة عشر جزءا وجزءين كبيرين ( 274 )
13 - أبو بكر المروذي الفقيه أحمد بن محمد بن الحجاج في جمادى الأولى ببغداد وكان أجل أصحاب الإمام أحمد إماما في الفقه والحديث كثير التصانيف خرج مرة إلى الرباط فشيعه نحو خمسين ألفا من بغداد إلى سامراء قاله في العبر وقال في الإنصاف كان ورعا صالحا خصيصا بخدمة الإمام أحمد وكان يأنس به وينبسط إليه ويبعثه في حوائجه وكان يقول كل ما قلتَ فهو على لساني وأنا قلته وكان يكرمه ويأكل من تحت يده وهو الذي تولى إغماضه لما مات وغسله روى عنه مسائل كثيرة وهو المقدم من أصحاب الإمام أحمد لفضله وورعه ( 275 )
14 - حرب بن اسماعيل الكرماني صاحب الإمام أحمد حافظ فقيه نبيل نقل عن الإمام أحمد مسائل كثيرة قال ابن أبي يعلى في طبقاته كان حرب فقيه البلد وكان السلطان قد جعله على أمر الحكم وغيره في البلد قال حرب سألت أحمد عن قراءة حمزة فقال لا تعجبني قال وقلت لأحمد الإدغام فكرهه وقال سمعت الإمام أحمد يكره إلامالة مثل (والضحى) (والشمس ضحاها) وقال أكره الخفض الشديد والادغام وقال حرب سمعت أحمد بن حنبل يقول الناس يحتاجون إلى العلم مثل الخبز والماء لأن العلم يحتاج إليه في كل ساعة والخبز والماء في كل يوم مرة أو مرتين ( 280 )
15 - الإمام الحبر إبراهيم بن إسحاق بن بشير أبو إسحاق الحربي الحافظ أحد أركان الدين والأئمة الأعلام ببغداد في ذي الحجة وله سبع وثمانون سنة سمع أبا نعيم وعفان وطبقتهما وتفقه على الإمام أحمد وبرع في العلم والعمل وصنف التصانيف الكثيرة وكان يشبه بأحمد بن حنبل في وقته قال المرداوي في الإنصاف كان إماما في جميع العلوم متقنا مصنفا محتسبا عابدا زاهدا نقل عن الإمام أحمد مسائل كثيرة جدا حسانا جيادا ( 285 )
16 - مفتي بغداد الفقيه عثمان بن سعيد بن بشار أبو القاسم البغدادي الأنماطي صاحب المزني في شوال وهو الذي نشر مذهب الشافعي ببغداد وعليه تفقه ابن سريج قاله في العبر ( 288 )
17 - مطين وهو الحافظ أبو جعفر محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي الكوفي في ربيع الآخر بالكوفة وله خمس وتسعون سنة دخل على أبي نعيم وروى عن أحمد بن يونس وطبقته قال الدارقطني ثقة جبل وقال في الانصاف نقل عن الإمام أحمد مسائل حسانا جيادا ( 297 )
علي بن حسين فقيهي
2008-01-03, 12:58 PM
3 - الفوائد الحديثية
1 - علي بن عاصم أبو الحسن الواسطي محدث واسط وله بضع وتسعون سنة روى عن حصين بن عبد الرحمن وعطاء بن السائب والكبار وكان يحضر مجلسه ثلاثون ألفا وقال وكيع أدركت الناس والحلقة لعلي بن عاصم بواسط وضعفه غير واحد لسوء حفظه وكان إماما ورعا صالحا جليل القدر ( 201 )
2 - أبو بكر بن عبد الحميد بن أبي أويس المدني أخو إسماعيل روى عن ابن أبي ذئب وسليمان بن بلال وطائفة قال في المغني ثقة أخطأ الأزدي حيث قال كان يضع الحديث وقد خرج له الشيخان . ( 202 )
3 - أبو يحيى عبد الحميد بن عبد الرحمن الحماني الكوفي روى عن الأعمش وجماعة قال أبو داود وكان داعية إلى الإرجاء وقال النسائي ليس بالقوي . ( 202 )
4 - هشام بن محمد بن السائب الكلبي الإخباري النسابة صاحب كتاب الجمهرة في النسب ومصنفاته تزيد على مائة وخمسين تصنيفاً في التاريخ والأخبار وكان حافظاً علامة إلا أنه متروك الحديث فيه رفض روى عن أبيه وعن مجالد بن سعيد وغيرهما . ( 204 )
5 - والواقدي قاضي بغداد أبو عبد الله محمد بن عمر بن واقد الأسلمي المدني العلامة أحد أوعية العلم روى عن ثور بن يزيد وابن جريج وطبقتهما وكان يقول حفظي أكثر من كتبي وقد تحول مرة فكانت كتبه مائة وعشرين حملا ضعفه الجماعة كلهم قال ابن ناصر الدين أجمع الأئمة على ترك حديثه حاشا ابن ماجه لكنه لم يجسر أن يسميه حين أخرج حديثه في اللباس يوم الجمعة وحسبك ضعفا بمن لا يجسر أن يسميه ابن ماجه وقال الذهبي في كتابه المغني في الضعفاء محمد بن عمر بن واقد الأسلمي مولاهم الواقدي صاحب التصانيف مجمع على تركه وقال ابن عدي يروي أحاديث غير محفوظة والبلاء منه وقال النسائي كان يضع الحديث وقال ابن ماجه حدثنا ابن أبي شيبة حدثنا شيخ ثنا عبد الحميد بن صفوان فذكر حديثا في لباس الجمعة وحسبك بمن لا يجسر ابن ماجه أن يسميه قلت وقد كذبه أحمد والله أعلم وقال ابن الأهدل الإمام الواقدي أبو عبد الله محمد بن واقد الاسلمي قاضي بغداد كان يقول حفظي أكثر من كتبي وكانت كتبه مائة وعشرين حملاً وضعفه أهل الحديث ووثقوا كاتبه محمد بن سعد من تصانيفه كتاب الردة ذكر فيه المرتدين وما جرى بسببهم وكان المأمون يكرمه ويراعيه روي عنه قال كان لي صديقان أحدهما هاشمي وكنا كنفس واحدة فشكوت إليه عسرة فوجه إلي كيساً مختوماً فيه ألف درهم فما استقر في يدي حتى جاءني كتاب صديقي الآخر يشكو مثل ذلك فوجهته إليه كما هو وخرجت إلى المسجد فبت فيه حياء من زوجتي ثم إن صديقي الهاشمي شكا إلى صديقي الآخر فأخرجه إليه بحاله فجاءني به حين عرفه وقال أصدقني كيف خرج منك فعرفته الحكاية فتواجهنا وتواسيناه بيننا وعزلنا للمرأة مائة درهم ونمى الخبر إلى المأمون فوجه إلى كل منا ألف دينار وللمرأة ألفا وقد ذكر هذه الحكاية الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد ( 207 )
6 - عبد الرزاق بن همام العلامة الحافظ أبو بكر الصنعاني صاحب المصنفات روى عن معمر وابن جريج وطبقتهما ورحل الأئمة إليه إلى اليمن وله أوهام مغمورة في سعة علمه عاش بضعاً وثمانين سنة وتوفي في شوال قال ابن ناصر الدين وثقه غير واحد لكن نقموا عليه التشيع ( 211 )
7 - أسد بن الفرات الفقيه أبو عبد الله المغربي صاحب مالك وصاحب المسائل الأسدية التي كتبها عن ابن القاسم ( 213 )
8 - مسدد بن مسرهد بن مسربل بن مغربل بن مرعبل بن مطربل بن أرندل ابن سرندل بن غرندل بن ماسك بن المستورد الأسدي بالسكون ويقال بالتحريك كان يحيى بن معين إذا ذكر نسب مسدد قال هذه رقية عقرب قال ابن الأهدل في شرحه للبخاري نسب مسدد إذا أضيف إليه بسم الله الرحمن الرحيم كانت رقية من العقرب والخمسة الأول بصيغة المفعول والثلاثة الأخيرة أعجمية وكان مسدد أحد الحفاظ الثقات وهو ممن نفرد به البخاري دون مسلم ( 228 )
9 - سعيد بن محمد الجرمي الكوفي روى عن شريك وحاتم بن إسماعيل وطائفة وكان صاحب حديث خرج له الشيخان وأبو داود وغيرهم قال في المغني سعيد بن محمد الجرمي عن حاتم بن إسماعيل وطائفة وكان صاحب حديث خرج ثقة إلا أنه شيعي ووثقه أبو داود وخلق ( 230 )
10 - أبو بكر بن أبي شيبة وهو الإمام أحد الأعلام عبد الله بن محمد بن أبي شيبة إبراهيم بن عثمان العبسي الكوفي صاحب التصانيف الكبار توفي في المحرم وله بضع وسبعون سنة سمع من شريك فمن بعده قال أبو زرعة ما رأيت أحفظ منه وقال أبو عبيد انتهى علم الحديث إلى أربعة أبي بكر بن أبي شيبة وهو أسردهم له وابن معين وهو أجمعهم له وابن المديني وهو أعلمهم به وأحمد بن حنبل وهو أفقهم فيه وقال صالح جزرة أحفظ من رأيت عند المذاكرة أبو بكر بن أبي شيبة وقال نفطويه لما قدم أبو بكر بن أبي شيبة بغداد في أيام المتوكل حزروا مجلسه بثلاثين ألفا قال ابن ناصر الدين كان ثقة عديم النظير وخرج له الشيخان ( 235 )
11- هناد بن السري الحافظ الزاهد القدوة أبو السري الدارمي الكوفي صاحب كتاب الزهد روى عن شريك وإسماعيل بن عياش وطبقتهما فأكثر وجمع وصنف وروى عنه أصحاب الكتب الستة إلا البخاري ( 243 )
12 - إسماعيل بن موسى الفزاري الكوفي الشيعي المحدث ابن بنت السدى روى عن مالك وطبقته وروى عن عمر بن شاكر عن أنس بن مالك وخرج له أبو داود والترمذي وغيرهما قال في المغني إسماعيل بن موسى الفزاري السدى يترفض وقال أبو داود يتشيع ( 245 )
13 - ودحيم الحافظ الحجة أبو سعيد عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي قاضي فلسطين والأردن وله خمس وسبعون سنة سمع ابن عيينة والوليد بن مسلم وطبقتهما وروى عنه البخاري وغيره قال أبو داود لم يكن في زمانه مثله ( 245 )
14 - الحسن بن الصباح الإمام أبو علي البزار سمع سفيان بن عيينة وأبا معاوية وطبقتهما وكان أحمد بن حنبل يرفع قدره وبجله ويحترمه وروى عنه البخاري وقال البخاري وقال أبو حاتم صدوق كانت له جلالة عجيبة ببغداد رحمه الله تعالىوالبزار بالراء آخره لعله منسوب إلى بيع البزر وكذلك محمد بن السكن البزار وبشر بن ثابت البزار وخلف بن هشام البزار المقرى وكل من في البخاري ومسلم سوى هؤلاء الأربعة فهو البزاز بزايين ( 249 )
15 - وعبد بن حميد الحافظ أبو محمد الكشي صاحب المسند والتفسير واسمه عبد الحميد فخفف سمع يزيد بن هارون وابن أبي فديك وطبقتهما وكان ثقة ثبتا ( 249 )
16 - بندار محمد بن بشار بن عثمان بن داود بن كيسان العبدي البصري أبو بكر الحافظ الثقة في رجب سمع معتمر بن سليمان وغندر وطبقتهما قال أبو داود كتبت عنه خمسين ألف حديث ( 252 )
17 - أحمد بن المقدام أبو الأشعث البصري العجلي المحدث في صفر سمع حماد بن زيد وطائفة كثيرة قال في المغني ثقة ثبت وإنما ترك أبو داود الرواية عنه لمزاحه كان بالبصرة مجان يلقون صرة الدراهم ويرقبونها فإذا جاء من يرفعها صاحوا به وخجلوه فعلمهم أحمد أن يتخذوا صرة فيها زجاج فإذا أخذوا صرة الدراهم فصاح صاحبها وضعوا بدلها صرة الزجاج وقال النسائي ليس به بأس ( 253 )
18 - الإمام الحبر أبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن التميمي الدارمي السمرقندي الحافظ الثقة صاحب المسند المشهور رحل وطوف وسمع النضر بن شميل ويزيد بن هارون وطبقتهما قال أبو حاتم هو إمام أهل زمانه وقال محمد ابن عبد الله بن نمير غلبنا الدارمي بالحفظ والورع وقال رجاء بن مرجي : ما رأيت أعلم بالحديث منه ( 255 )
19 - وفيها ليلة عيد الفطر الإمام حبر الإسلام أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن بردزبه البخاري مولى الجعفين صاحب الصحيح والتاصنيف ولد سنة أربع وتسعين ومائة وارتحل سنة عشر ومائتين فسمع مكي بن إبراهيم وأبا عاصم النبيل وأحمد بن حنبل وخلائق عدتهم ألف شيخ وكان من أوعية العلم يتوقد ذكاء ولم يخلف بعده مثله قاله في العبر
وقال الحافظ عبد الغني في كتابه الكمال ما ملخصه محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن للغيرة بن بردزبة يكنى أبا عبد الله وبردزبة مجوسي مات عليها والمغيرة أسلم على يدي يمان البخاري وإلى بخارى ويمان هو أبو جد عبد الله بن محمد بن جعفر بن يمان وهذا هو الإمام أبو عبد الله الجعفي مولاهم البخارى صاحب الصحيح إمام هذا الشأن والمقتدى به فيه والمعول على كتابه بين أهل الإسلام رحل في طلب العلم إلى سائر محدثي الأمصار وكتب بخراسان والجبال ومدن العراق كلها وبالحجاز والشام ومصر
قال ابن وضاح ومكى بن خلف : سمعنا محمد بن إسماعيل يقول كتبت عن الف نفر من العلماء وزيادة ولم أكتب إلا عمن قال الإيمان قول وعمل وعن أبي اسحق الريحاني أن البخاري كان يقول صنفت كتاب الصحيح بست عشرة سنة خرجته من ستمائة ألف حديث وجعلته حجة فيما بيني وبين الله تعالى وقال محمد ابن سليمان بن فارس سمعت أبا عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري يقول رأيت النبي صلى الله عليه وسلم كأني واقف بين يديه وبيدي مروحة أذب عنه فسألت بعض المعيرين فقال أنك تذب عنه الكذب فهو الذي حملني على إخراج الصحيح وقال أبو حامد أحمد بن حمدون الأعمشى سمعت مسلم بن الحجاج يقول لمحمد بن إسماعيل البخاري لا يعيبك إلا حاسد واشهد أن ليس في الدنيا مثلك
وقال أحمد بن حمدون الأعمشى رأيت محمد بن إسماعيل في جنازة أبي عثمان سعيد بن مروان
ومحمد بن يحيى يسأله عن الأسامي والكنى وعلل الحديث ويمر فيه محمد بن إسماعيل مثل السهم كأنه يقرأ (قل هو الله أحد ) وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل سمعت أبي يقول ما أخرجت خراسان مثل محمد بن إسماعيل البخاري وروى أبو اسحق المستملي عن محمد بن يوسف الفربري أنه كان يقول سمع كتاب الصحيح من محمد بن إسماعيل تسعون ألف رجل وما بقى أحد يروى عنه غيري وقال محمد بن إسماعيل ما أدخلت في كتابي الجامع الا ما صح وتركت من الصحاح لحال الطول وقال النسائي ما في هذه الكتب كلها أجود من كتاب محمد بن اسماعيل وقال بكر بن منير سمعت محمد بن إسماعيل البخاري يقول أرجو أن ألقى الله عز وجل ولا يحاسبني أني اغتبت أحدا وقال عبدالقدوس بن عبد الجبار السمرقندي جاء محمد بن إسماعيل إلى خرتنك قرية من قرى سمرقند على فرسخين وكان له أقرباء فنزل عليهم قال فسمعته ليلة من الليالي وقد فرغ من صلاة الليل يدعو ويقول اللهم قد ضاقت على الأرض بما رحبت فاقبضني إليك قال فما تم الشهر حتى قبضه الله عز وجل وقبره بخرتنك ولد البخاري يوم الجمعة بعد صلاة الجمعة لثلاث عشرة ليلة خلت من شوال سنة أربع وتسعين ومائة وتوفي ليلة السبت عند صلاة العشاء ليلة الفطر ودفن يوم الفطر بعد صلاة الظهر لغرة شوال سنة ست وخمسين ومائتين وعاش اثنين وستين سنة إلا ثلاثة عشر يوما انتهى مالخصته من الكمال
وقال ابن الأهدل بعد الإطناب في ذكره أجمع الناس على صحة كتابه حتى لو حلف حالف بطلاق زوجته ما في صحيح البخاري حديث مسند إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا وهو صحيح عنه كما نقله ما حكم بطلاق زوجته نقل ذلك غير واحد من الفقهاءوقرروه
ونقل الفربري عنه قال ما وضعت في كتابي الصحيح حديثا إلا وقد اغتسلت قبله وصليت ركعتين . ( 256 )
20 - ومحمد بن يحيى بن عبد الله بن خالد بن فارس أبو عبد الله الذهلي النيسابوري أحد الأئمة الأعلام الثقات سمع عبد الرحمن وطبقته وأكثر الترحال وصنف التصانيف وكان الإمام أحمد يجله ويعظمه قال أبو حاتم كان إمام أهل زمانه وقال أبو بكر بن أبي داود هو أمير المؤمنين في الحديث روى عنه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه وكان ثقة مأمونا وكان سبب الوحشة بينه وبين البخاري أنه لما دخل البخاري مدينة نيسابور شنع عليه محمدبن يحيى في مسألة خلق اللفظ وكان قد سمع منه فلم يمكنه ترك الرواية عنه وروى عنه في الصوم والطب والجنائز والعتق وغير ذلك مقدار ثلاثين موضعا ولم يصرح باسمه لا يقول حدثنا محمد بن يحيى الذهلي بل يقول حدثنا محمد ولا يزيد عليه أو يقول محمد ابن عبد الله فينسبه لجده وينسبه أيضاً لجد أبيه انتهى من ابن خلكان ( 258 )
21 - أحمد بن عبد الله بن صالح أبو الحسن العجلي الكوفي نزيل طرابلس المغرب وصاحب التاريخ والجرح والتعديل وله ثمانون سنة نزح إلى المغرب أيام محنة القرآن وسكنها روى عن حسين الجعفي وشبابة وطبقتهما قال ابن ناصر الدين كان إماما حافظا قدوة من المتقنين وكان يعد كأحمد بن حنبل ويحيى بن معين وكتابه في الجرح والتعديل يدل على سعة حفظه وقوة باعه الطويل ( 261 )
22 - الإمام مسلم بن الحجاج بن مسلم بن ورد بن كرشان القشيري النيسابوري صاحب الصحيح أحد الأئمة الحفاظ وأعلام المحدثين رحل إلى الحجاز والعراق والشام وسمع يحيى بن يحيى النيسابوري وأحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه وعبد الله ابن مسلمة وغيرهم وقدم بغداد غير مرة فروى عنه أهلها وآخر قدومه إليها في سنة تسع وخمسين ومائتين وروى عنه الترمذي وكان من الثقات المأمونين قال محمد الماسرجسي سمعت مسلم بن الحجاج يقول صنفت هذا المسند الصحيح من ثلثمائة ألف حديث مسموعة وقال الحافظ أبو علي النيسابوري ما تحت أديم السماء أصح من كتاب مسلم في علم الحديث وقال الخطيب البغدادي كان مسلم يناضل عن البخاري حتى أوحش ما بينه وبين محمد بن يحيى الذهلي بسببه وقال أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ لما استوطن البخاري نيسابور أكثر مسلم من الاختلاف اليه فلما وقع بين محمد بن يحيى والبخاري وما وقع في مسئلة اللفظ فنادى عليه ومنع الناس من الاختلاف إليه حتى هجر وخرج من نيسابور في تلك المحنة وقطعه أكثر الناس غير مسلم فإنه لم يتخلف عن زياراته فأنهى إلى محمد بن يحيى أن مسلم بن الحجاج على مذهبه قديما وحديثا وأنه عوتب على ذلك بالحجاز والعراق ولم يرجع عنه فلما كان مجلس محمد بن يحيى قال في آخر مجلسه إلا من قال باللفظ فلا يحل له أن يحضر مجلسنا فأخذ مسلم الرداء فوق عمامته وقام على رؤوس الناس وخرج عن مجلسه وجمع كل ما كتب منه وبعث به على ظهر حمال إلى باب محمد بن يحيى فاستحكمت بذلك الوحشة وتخلف عنه وعن زيارته ( 261 )
23 - عمر بن شبة أبو زيد النميري البصري الحافظ العلامة الأخباري الثقة صاحب التصانيف حدث عن عبد الوهاب الثقفي وغندر وطبقتهما وكان ثقة وشبة لقب أبيه واسمه زيد لقب بذلك لأن أمه كانت ترقصه وتقول
يا رب ابني شبا @ وعاش حتى دبا @ شيخاً كبيراً خباً
كذا رواه محمد بن إسحاق السراج عن عمر بن شبة ( 262 )
24 - يعقوب بن شيبة السدوسي البصري الحافظ أحد الأعلام وصاحب المسند المعلل الذي ما صنف أحد أكثر منه ولم يتمه وكان سربا محتشما عين لقضاء القضاة ولحقه على ما خرج من المسند نحو عشرة آلاف مثقال وكان صدوقاً ( 262 )
25 - أبو زرعة عبيد الله بن عبد الكريم القرشي مولاهم الرازي الحافظ أحد الأئمة الأعلام في آخر يوم من السنة رحل وسمع من أبي نعيم والقعنبي وطبقتهما قال أبو حاتم لم يخلف بعده مثله علما وفقها وصيانة وصدقا وهذا مالا يرتاب فيه ولا أعلم في المشرق والمغرب من كان يفهم هذا الشأن مثله وقال اسحق بن راهويه كل حديث لا يحفظه أبو زرعة ليس له أصل وقال محمد بن مسلم حضرت أنا وأبو حاتم عند أبي زرعة والثلاثة رازيون فوجدناه في النزع فقلت لأبي حاتم إني لأستحي من أبي زرعة أن ألقنه الشهادة ولكن تعال حتى نتذاكر الحديث لعله إذا سمعه يقول فبدأت فقلت حدثني محمد بن بشار أنبأنا أبو عاصم النبيل أنا عبد الحميد بن جعفر فأرتج على الحديث كأني ما سمعته ولا قرأته فبدأ أبو حاتم فقال حدثنا محمد بن بشار أنا أبو عاصم النبيل أنا عبد الحميد بن جعفرفأرتج عليه كأنه ما سمعه ، فبدأ أبو زرعة فقال حدثنا محمد بن بشار أنا أبو عاصم النبيل أنا عبد الحميد بن جعفر عن صالح بن أبي عريب عن كثير بن مرة عن معاذ بن جبل قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من كان آخر كلامه لا إله إلا الله ) فخرجت روحه مع الهاء قبل أن يقول دخل الجنة وقال محمد أبو العباس المرداوي رأيت أبا زرعة في المنام فقلت ما فعل الله بك فقال لقيت ربي عز وجل فقال يا أبا زرعة إني أوتي بالطفل فآمر به إلى الجنة فكيف بمن حفظ السنن على عبادي فأقول له تبوأ من الجنة حيث شئت قال ورأيته مرة أخرى يصلي بالملائكة في السماء الرابعة فقلت يا أبا زرعة بم نلت أن تصلى بالملائكة قال برفع اليدين ( 264 )
26 - حنبل بن إسحاق الحافظ أبو علي ابن عم الإمام أحمد وتلميذه في جمادى الأولى سمع أبا نعيم الفضل بن دكين وأبا غسان مالك بن إسماعيل النهدي وعفان بن مسلم وسعيد بن سليمان وعارم بن الفضل وسليمان بن حرب وإمامنا أحمد في آخرين وحدث عنه ابنه عبيد الله أو عبد الله وعبد الله البغوي ويحيى بن صاعد وأبو بكر الخلال وغيرهم وذكره ابن ثابت فقال كان ثقة ثبتا وقال الدارقطني كان صدوقا وكان حنبل رجلا فقيرا خرج إلى عكبرا فقرأ مسائله عليهم وخرج إلى واسط أيضا وقال حنبل جمعنا عمي يعني الإمام أحمد أنا وصالح وعبد الله يعني أبناء أحمد وقرأ علينا المسند وما سمعه منه يعني تاما غيرنا وقال لنا إن هذا الكتاب قد جمعته وانتقيته من أكثر من تسعمائة وخمسين ألفا فما اختلف المسلمون فيه من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فارجعوا إليه فإن وجدتموه فيه وإلا فليس بحجة ومات حنبل بواسط في جمادى الأولى ( 273 )
27 - الإمام الحافظ أبو عبد الله محمد بن يزيد بن ماجه الكبير الشأن القزويني صاحب السنن والتفسير والتاريخ سمع أبا بكر بن أبي شيبة ويزيد ابن عبد الله اليمامي وهذه الطبقة قاله في العبر وقال ابن ناصر الدين محمد ابن يزيد بن ماجه أبو عبد الله الربعي مولاهم القزويني أحد الأئمة الإعلام وصاحب السنن أحد كتب الإسلام حافظ ثقة كبير صنف السنن والتاريخ والتفسير لم يحتو كتابه السنن على ثلاثين حديثا في إسنادها ضعف انتهى وقال ابن خلكان كان إماما في الحديث عارفا بعلومه وجميع ما يتعلق به ارتحل إلى العراق والبصرة والكوفة وبغداد ومكة والشام ومصر والري لكتب الحديث وله تفسير القرآن العظيم وتاريخ مليح وكتابه في الحديث أحد الصحاح الستة وكانت ولادته سنة تسع ومائتين وتوفي يوم الإثنين ودفن يوم الثلاثاء لثمان بقين من شهر رمضان وصلى عليه أخوه أبو بكر وتولى دفنه أخواه أبو بكر وأبو عبد الله ( 273 )
28 - الإمام أبو داود السجستاني سليمان بن الأشعث بن إسحق بن بشير الأزدي صاحب السنن والتصانيف المشهورة في شوال بالبصرة وله بضع وسبعون سنة سمع مسلم بن إبراهيم والقعنبي وطبقتهما وطوف الشام والعراق ومصر والحجاز والجزيرة وخراسان وكان رأسا في الحديث رأسا في الفقه ذا جلالة وحرمة وصلاح وورع حتى أنه كان يشبه بشيخه أحمد بن حنبل قاله في العبر
وقال ابن خلكان أبو داود سليمان بن الأشعث بن إسحق بن بشير بن شداد بن عمرو بن عمران الأزدي السجستاني أحد حفاظ الحديث وعلمه وعلله وكان في الدرجة العالية من النسك والصلاح طوف البلاد وكتب عن العراقين والخراسانيين والشاميين والمصريين والحرميين وجمع كتاب السنن قديما وعرضه على الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه فاستحسنه واستجاده وعده الشيخ أبو إسحق الشيرازي في طبقات الفقهاء من جملة أصحاب الإمام أحمد بن حنبل وقال إبراهيم الحربي لما صنف أبو داود كتاب السنن الين لأبي داود الحديث كما الين لداود الحديد وكان يقول كتبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسمائة ألف حديث انتخبت منها ما ضمنته هذا الكتاب يعني السنن جمعت فيه أربعة آلاف وثمانمائة حديث ذكرت الصحيح وما يشبهه ويقاربه ويكفى الإنسان لدينه من ذلك أربعة أحاديث أحدها قوله صلى الله عليه وسلم ( إنما الإعمال بالنيات ) والثاني قوله ( من حسن إسلام المرء تركه مالا يعنيه ) والثالث قوله (لا يكون المؤمن مؤمنا حتى يرضى لأخيه ما يرضاه لنفسه ) والرابع قوله (الحلال بين والحرام بين وبين ذلك أمور مشتبهات) الحديث بكماله وجاءه سهل بن عبد الله التستري رحمه الله تعالى فقال له يا أبا داود لي إليك حاجة قال وما هي قال حتى تقول قضيتها مع الإمكان
قال قد قضيتها مع الإمكان قال اخرج لسانك الذي حدثت به عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أقبله قال فأخرج لسانه فقبله وكانت ولادته في سنة اثنتين ومائتين وقدم بغداد مرارا ثم نزل إلى البصرة وسكنها وتوفي بها يوم الجمعة منتصف شوال سنة خمس وسبعين ومائتين رحمه الله تعالى ( 275 )
29 - حافظ المشرق أبو حاتم الرازي محمد بن إدريس الحنظلي في شعبان وهو في عشر التسعين وكان بارع الحفظ واسع الرحلة من أوعية العلم سمع محمد بن عبد الله الأنصاري وأبا مسهر وخلقا لا يحصون وكان ثقة جاريا في مضمار البخاري وأبى زرعة الرازي وكان يقول مشيت على قدمي في طلب الحديث أكثر من ألف فرسخ وقال ابن ناصر الدين محمد بن إدريس بن المنذر بن داود بن مهران الحنظلي أبو حاتم الرازي كان في مضمار البخاري وأبى زرعة جاريا وبمعاني الحديث عالما وفي الحفظ غالبا واثني عليه خلق من المحدثين وتوفي وهو في عشر التسعين ( 277 )
علي بن حسين فقيهي
2008-01-03, 12:59 PM
4 - الفوائد التفسيرية والقرآنية
1- قاريء أهل البصرة يعقوب بن أسحاق الحضرمي مولاهم المقرئ النحوي أحد الأعلام قرأ على أبي المنذر سلام الطويل وسمع من شعبة وأقرانه تصدر للإقراء والتحديث وحمل عنه خلق كثير وله في القراءة رواية مشهورة ثامنة على قراءة السبعة رواها عنه روح بن عبد المؤمن وغيره واقتدى به البصريون وأكثرهم على مذهبه بعد أبى عمرو بن العلاء وقد حافظ البغوي في تفسيره على رواية قراءته وقراءة أبي جعفر يزيد بن القعقاع وذكر سندهما إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أبو حاتم السجستاني كان يعقوب الحضرمي أعلم من أدركنا في الحروف والاختلاف في القرآن العظيم وتعليله ومذاهبه ومذاهب النحويين فيه وكتابه الجامع جمع فيه بين عامة الاختلاف ووجوه القراءات ونسب كل حرف إلى من قرأ به ( 205 )
2 - أبو عبد الرحمن المقرئ عبد الله بن يزيد شيخ مكة وقارئها ومحدثها روى عن ابن عون والكبار ومات في عشر المائة وقرأ القرآن سبعين سنة ( 213 )
3 - وقالون القارئ قارئ أهل المدينة صاحب نافع وهو أبو موسى عيسى بن ميناء الزهري مولاهم المدني قال الذهبي في المغني حجة في القراءة لا في الحديث سئل عنه أحمد بن صالح فضحك وقال يكتبون عن كل أحد ( 220 )
4 - الإمام أبو محمد خلف بن هشام البزار شيخ القراء والمحدثين ببغداد سمع من مالك بن أنس وطبقته وله اختيار خالف فيه حمزة في أماكن وكان عابدا صالحا كثير العلم صاحب سنة رحمه الله تعالى ( 229 )
5 - وفيها أوفى التي قبلها وجزم به ابن ناصر الدين السمين محمد بن حاتم بن ميمون المروزي ثم البغدادي القطيعي أبو عبد الله وله كتاب تفسير القرآن وكان إماما حافظا من الموثقين وثقة ابن عدي والدارقطني ولينه يحيى بن معين وخرج له مسلم وأبو داود ( 236 )
6 - أبو يعقوب الأزرق صاحب ورش وكان مقرئ ديار مصر في زمانه واسمه يوسف بن عمرو بن يسار
قال في حسن المحاضرة أبو يعقوب الأزرق يوسف بن عمرو بن يسار المدني ثم المصري لزم ورشا مدة طويلة وأتقن عنه الأداء وخلفه في الإقراء بالديار المصرية وانفرد عنه بتغليظ اللامات وترقيق الراءات قال أبو الفضل الخزاعي أدركت أهل مصر والمغرب على أبي يعقوب عن ورش لا يعرفون غيرها ( 240 )
7 - الإمام أبو عمرو عبد الله بن أحمد بن بشير بن ذكوان المقرئ إمام جامع دمشق قرأ على أيوب بن تميم وسمع من الوليد بن مسلم وطائفة قال أبو زرعة الدمشقي ما في الوقت اقرأ من ابن ذكوان وقال أبو حاتم صدوق قال في العبر قلت عاش سبعين سنة ( 242 )
8 - أبو عمر الدوري شيخ المقرئين في عصره وله ست وتسعون سنة وهو حفص بن عمر بن عبد العزيز بن صهبان المقرئ قرأ على الكسائي وإسماعيل بن جعفر ويحيى اليزيدي وحدث عن طائفة وصنف في القراءات وكان صدوقا قرأ عليه خلق كثير قال أدركت حياة نافع ولو كان عندي شيء لرحلت إليه ( 246 )
9 - قال الذهبي في المغني أحمد بن محمد ابن عبد الله البزي مقرئ ء مكة ثقة في القراءة وأما في الحديث فقال أبو جعفرالعقيلي منكر الحديث يوصل الأحاديث ثم ساق له حديثا متنه الديك الأبيض الأفرق حبيب وحبيب حبيبي وقال أبو حاتم ضعيف الحديث سمعت منه ولا أحدث عنه وقال ابن أبي حاتم روى حديثا منكرا انتهى ما أورده الذهبي في المغني ( 250 )
10 - الإمام بقى بن مخلد أبو عبد الرحمن الأندلسي الحافظ أحد الأئمة الأعلام في جمادى الآخرة وله خمس وسبعون سنة سمع يحيى بن يحيى الليثي ويحيى بن بكير وأحمد بن حنبل وطبقتهم وصنف التفسير الكبير والمسند الكبير قال ابن حزم أقطع أنه لم يؤلف في الإسلام مثل تفسيره وكان فقيها علامة مجتهدا قواما ثبتا عديم المثل ( 276 )
11 - وقنبل قارى ء أهل مكة وهو أبو عمرو محمد بن عبد الرحمن المخزومي مولاهم المكي وله ست وتسعون سنة شاخ وهرم وقطع الإقراء قبل موته بسبع سنين قرأ على أبي الحسن القواس ورحل إليه القراء وجاوروا وحملوا عنه ( 292 )
علي بن حسين فقيهي
2008-01-04, 08:26 PM
5 - الفوائد اللغوية والنحوية
1 - قطرب النحوي صاحب سيبويه وهو الذي سماه قطرباً لأنه كان يبكر في المجيء إليه فقال ما أنت إلا قطرب ليل وهي دويبة لا تزال تدب ولا تهتدي فغلب عليه وكنية قطرب أبو على واسمه محمد بن المستنير البصري اللغوي كان من أئمة عصره صنف معاني القرآن وكتاب الاشتقاق - وكتاب القوافي - وكتاب النوادر- وكتاب الأزمنة وكتاب الأصول وكتاب الصفات وكتاب العلل في النحو وكتاب الأضداد وكتاب خلق الإنسان وكتاب خلق الفرس وكتاب غريب الحديث وكتاب الهمز وكتاب فعل وأفعل وكتاب الرد على الملحدين في متشابه القرآن وغير ذلك وهو أول من وضع المثلث في اللغة وتبعه البطليوسي والخطيب وكان يعلم أولاد أبي دلف العجلي ( 206 )
2 - الفراء يحيى بن زياد الكوفي النحوي نزل بغداد وحدث في مصنفاته عن قيس بن الربيع وأبي الأحوص وهو أجل أصحاب الكسائي كان رأسا في النحو واللغة قال ابن الأهدل في تاريخه الإمام البارع يحيى بن زياد الفراء كوفي أجل أصحاب الكسائي هو والأحمر قيل لولاه لما كانت عربيه لأنه هذبها وضبطها وقال ثمامة بن أشرس المعتزلي ذاكرت الفراء فوجدته في النحو نسيج وحده وفي اللغة بحراً وفي الفقه عارفاً باختلاف القوم وفي الطب خبيراً وبأيام العرب وأشعارها حاذقاً ولحن يوما بحضرة الرشيد فرد عليه فقال يا أمير المؤمنين إن طباع الأعراب والحضر اللحن فإذا تحفظت لم ألحن وإذا رجعت إلى الطبع لحنت صنف الفراء للمأمون كتاب الحدود في النحو وكتاب المعاني واجتمع لإملائه خلق كثير منهم ثمانون قاضيا وعمل كتابا على جميع القرآن في نحو ألف ورقة لم يعمل مثله وكل تصنيفه حفظا لم يأخذه بيده نسخة إلا كتاب ملازم وكتاب نافع وعجب له تعظيم الكسائي وهو أعلم بالنحو منه قال الفراء أموت وفي نفسي من حتى شيء لأنها تجلب الحركات الثلاثة ولم يعمل الفراء ولا باعها وإنما كان يفري الكلام وقطعت يد والده في مقتلة الحسين بن علي رضي الله عنه وكان يؤدب ابني المأمون فطلب نعليه يوما فابتدر إليهما يسبق إلى تقديمهما له فقال له المأمون ما أعز من يتبادر إلى تقديم نعليه وليا عهد المسلمين فقال ما كنت أدفعهما عن مكرمة سبقا إليها وشريفة حرصاً عليها وقد أمسك ابن عباس بركابي الحسن والحسين وقد خرجا من عنده فقال المأمون لو منعتهما لأوجعتك لوماً فلا يحسن ترفع الرجل عن ثلاثة والده وسلطانه ومعلمه وأعطاهما عشرين ألف دينار وأعطاه عشرة آلاف وروى أن محمد بن الحسن صاحب أبي حنيفة سأل الفراء وهو ابن خالته عمن سها في سجود السهو فقال لا شيء عليه لأن المصغر لا يصغر وروى مثلك عن الكسائي ( 207 )
3 - وفيها أو في التي قبلها كما جزم به ابن الجوزي وابن ناصر الدين أبو عبيدة معمر بن المثنى التيمي البصري اللغوي العلامة الأخباري صاحب التصانيف روى عن هشام بن عروة وأبي عمرو بن العلاء وكان أحد أوعية العلم قال ابن ناصر الدين حكى عنه البخاري في تفسير القرآن لبعض لغاته وكان حافظا لعلوم إماما في مصنفاته قال الدارقطني لا بأس به إلا أنه يتهم بشيء من رأي الخوارج . وقال ابن الأهدل وفي سنة تسع ومائتين توفي معمر بن المثنى التيمي تيم قريش مولاهم كان مع استجماعه لعلوم جمة مقدوحا فيه بأنه يرى رأي الخوارج ويدخله في نسبه وغير ذلك وكانت تصانيفه نحو مائتي مصنف قرأ عليه الرشيد شيئا منها . قال أبو نواس الأصمعي بلبل في قفص وأبو عبيدة أديم طوي على علم وخلف الأحمر جمع علوم الناس وفهمها وإنما قال ذلك لأن الأصمعي كان حسن العبارة وكان معمر سيء العبارة وحضر أبو عبيدة ضيافة لموسى بن عبد الرحمن الهلالي فوقع على ثوبه المرق فأقبل موسى يعتذر إليه فقال لا عليك فإن مرقكم لا يؤذي أي ما فيه دسم وله كتاب المجاز وسبب تصنيفه أنه سئل عن قوله تعالى ( طلعها كأنه رؤوس الشياطين ) قيل له أن الوعد والإيعاد لا يكون إلا بما عرف وهذا لم يعرف فقال خوطب العرب بقدر كلامهم كقول امرئ القيس
أتقتلني والمشرفي مضاجعي @@@ ومسنونةٌ زرق كأنياب أغوال
والغول لم يروها قط ولكنها مما يهولهم وله مع الأصمعي مناظرات وممن أخذ عنه أبو عبيد القاسم بن سلام ( 210 )
4 - المروذي المؤدب ببغداد ونسبته بفتح الميم وضم الراء مع سكون الواو ويليها ذال مكسورة معجمة بعدها ياء النسبة نسبة إلى مرو الروذ من أشهر مدن خراسان ( 214 )
5 - العلامة أبو زيد الأنصار ي سعيد بن أوس البصري اللغوي وله ثلاث وتسعون سنة روى عن سليمان التيمي وحميد الطويل والكبار وصنف التصانيف قال بعض العلماء كان الاصمعي يحفظ ثلث اللغة وكان أبو زيد يحفظ ثلثي اللغة وكان صدوقا صالحا وغلبت عليها النوادر كالأصمعي مع أن الأصمعي كان يقبل رأسه ويقول أنت سيدنا منذ خمسين سنة وكان سفيان الثوري يقول الأصمعي أحفظ الناس وأبو عبيدة أجمعهم وأبو زيد أوثقهم ( 215 )
6 - الأخفش الأوسط سعيد بن مسعدة إمام العربية المجاشعي البصري كان يقول ما وضع سيبويه في كتابه شيئا إلا وعرضه علي وكان يرى أنه أعلم به مني وأنا اليوم أعلم به منه وزاد في العروض بحراً على الخليل وكان أجلع وهو الذي لا تنضم شفتاه على أسنانه والخفش صغر العينين مع سوء بصرهما ومصنفاته بضعة عشر مصنفا
وأما الأخفش الأكبر فهو عبد الحميد بن عبد الحميد أخذ عنه أبو عبيدة وسيبويه وهو مجهول الوفاة
وأما الأخفش الصغير فهو علي بن سليمان البغدادي النحوي قاله ابن الأهدل ( 215 )
7 - وقال أحمد أبو عبيد أستاذ ( 224 )
8 - يعقوب بن السكيت النحوي أبو يوسف البغدادي صاحب كتاب إصلاح المنطق وتفسير دواوين الشعراء وغير ذلك سبق أقرانه في الأدب مع حظ وافر في السنن والدين وكان قد ألزمه المتوكل تأديب ابنه المعتز فلما جلس عنده قال له يا بني بأي شيء يحب الأمير أن يبتدئ من العلوم قال بالانصراف قال ابن السكيت فأقوم قال المعتز أنا أخف نهوضا منك فقام المعتز مسرعا فعثر بسراويله فسقط فالتفت خجلا فقال ابن السكيت
يصاب الفتى من عثرة بلسانه @@@ وليس يصاب المرء من عثرة الرجل
فعثرته بالقول تذهب رأسه @@@ وعثرته بالرجل تبري على مهل
فلما كان من الغد دخل على المتوكل فقال له قد بلغني البيتان وأمر له بخمسين ألف درهم وقال أحمد بن محمد بن شداد شكوت إلى ابن السكيت ضائقة فقال هل قلت شيئا قلت لا قال فأقول أنا ثم أنشد
نفسي تروم أمورا لست أدركها @@@ ما دمت أحذر ما يأتي به القدر
ليس ارتحالك في كسب الغنى سفرا @@@ لكن مقامك ف ضر هو السفر
وكان ابن السكيت يوما عند المتوكل فدخل عليه ابناه المعتز والمؤيد فقال له يا يعقوب أيما أحب إليك ابناي هذان أم الحسن والحسين فغض من ابنيه وذكر محاسن الحسن والحسين فأمر المتوكل الأتراك فداسوا بطنه وحمل إلى داره فمات من الغد وروى أنه قال له والله إن قنبراً خادم علي خير منك ومن ابنيك فأمر بسل لسانه من قفاه رحمه الله ورضي عنه ويقال أنه حمل ديته إلى أولاده
( 244 )
9 - أبو عثمان المازني النحوي صاحب التصانيف واسمه بكر بن محمد قال تلميذه المبرد لم يكن بعد سيبويه أعلم من أبي عثمان المازني بالنحو قال ابن خلكان كان في غاية الورع ومما رواه المبرد أن بعض أهل الذمة قصده ليقرأ عليه كتاب سيبويه وبذل له مائة دينار في تدريسه إياه فامتنع أبو عثمان من ذلك قال فقلت له جعلت فداك أترد هذه المنفعة مع فاقتك وشدة إضاقتك فقال إن هذا الكتاب يشتمل على ثلاثمائة وكذا وكذا آية من كتاب الله عز وجل ولست أرى أن أمكن منها ذميا غيره على كتاب الله عز وجل وخشية له
قال فاتفق إن غنت جارية بحضرة الواثق بقول العرجي
أظلوم إن مصابكم رجلاً @@@ أهدى السلامَ تحيةً ظُلمُ
فاختلف من بالحضرة في أعراب رجلا فمنهم من نصبه وجعله اسم إن ومنهم من رفعه على أنه خبرها والجارية مصرة على أن شيخها أبا عثمان المازني لقنها إياه بالنصب فأمر الواثق بإشخاصه قال أبو عثمان فلما مثلت بين يديه قال ممن الرجل قلت من بني مازن قال أي الموازن أمازن تميم أم مازن قيس أم مازن ربيعة فقلت من مازن ربيعة فكلمني بكلام قومي وقال باسمك لأنهم يقلبون الميم باء والباء ميما فكرهت أن أجيبه على لغة قومي لئلا أواجهه بالمكر فقلت بكر يا أمير المؤمنين ففطن لما قصدته وأعجب به ثم قال ما تقول في قول الشاعر
أظلوم إن مصابكم رجلا * البيت أترفع رجلا أم تنصبه فقلت بل الوجه النصب يا أمير المؤمنين فقال ولما ذاك فقلت هو بمنزلة قولك إن ضربك زيدا ظلم فالرجل مفعول مصابكم وهو منصوب به والدليل عليه أن الكلام معلق إلى أن يقول ظلم فاستحسنه الواثق وقال هل لك من ولد قلت نعم يا أمير المؤمنين بنية قال ما قالت لك عند مسيرك قلت أنشدت قول الأعشى
أيا أبتا لا ترم عندنا @@@ فأنا بخير إذا لم ترم
أرانا إذا أضمرتك البلاد @@@ نُجفى وتقطع منا الرحم
قال فما قلت لها قال قلت قول جرير
ثقي بالله ليس له شريك @@@ ومن عند الخليفة بالنجاحِ
قال علي النجاح إن شاء الله تعالى ثم أمر لي بألف دينار وردني مكرما قال المبرد فلما عاد إلى البصرة قال لي كيف رأيت يا أبا العباس رددنا لله مائة فعوضنا ألفا ( 247 )
10 - الحسين بن علي الكرابيسي الفقيه المتكلم أبو علي ببغداد وقيل مات في سنة خمس وأربعين تفقه على الشافعي وسمع من اسحق الأزرق وجماعة وصنف التصانيف وكان متضلعا من الفقه والحديث والأصول ومعرفة الرجال ( والكرابيس الثياب الغلاظ ) ( 248 )
11 - الربيع بن سليمان الجيزي صاحب الشافعي أبو محمد وهوقليل الرواية عن الشافعي وكان ثقة روى عنه أبو داود والنسائي وتوفي بالجيزة ( 270 )
12 - كيلجة واسمه محمد بن صالح بن عبد الرحمن أبو بكر الأنماطي ثقة ماجد قاله ابن ناصر الدين ( 271 )
12 - الإمام أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري وقيل المروزي الإمام النحوي اللغوي صاحب كتاب المعارف وأدب الكاتب وغريب القرآن ومشكل الحديث وطبقات الشعراء وإعراب القرآن وكتاب الميسر والقداح وغيرها وكان فاضلا ثقة سكن بغداد وحدث بها عن ابن راهويه وطبقته روى عنه ابنه أحمد وابن درستويه وكان موته فجاءة قيل إنه أكل هريسة فأصابته حرارة فصاح صيحة شديدة ثم أغمى عليه ثم أفاق فما يزال يتشهد حتى مات قاله ابن الأهدل وقال ابن خلكان كان فاضلا ثقة سكن بغداد وحدث بها عن إسحق بن راهويه وأبى إسحق إبراهيم بن سفيان بن سليمان بن أبي بكر بن عبد الرحمن بن زياد وأبى حاتم السجستاني وتلك الطبقة وتصانيفه كلها مفيدة منها غريب القرآن وغريب الحديث وعيون الأخبار ومشكل القرآن ومشكل الحديث وطبقات الشعراء والأشربة وإصلاح الغلط وغير ذلك وأقرأ كتبه ببغداد إلى حين وفاته وقيل إن أباه مروزي وأما هو فمولده ببغداد وقيل بالكوفة وأقام بالدينور قاضيا مدة فنسب إليها وكانت ولادته سنة ثلاث عشرة ومائتين وكانت وفاته فجاءة صاح صيحة سمعت من بعد ثم أغمى عليه إلى وقت الظهر ثم اضطرب ساعة ثم هدأ فما يزال يتشهد إلى وقت السحر ثم مات رحمه الله تعالى ( 276 )
13 - أبو العباس المبرد محمد بن يزيد الأزدي البصري إمام أهل النحو في زمانه وصاحب المصنفات أخذ عن أبي عثمان المازني وأبي حاتم السجستاني وتصدر للاشتغال ببغداد وكان وسيما مليح الصورة فصيخا مفوها أخباريا علامة ثقة توفي في آخر السنة قاله في العبر وقال ابن خلكان كان إماما في النحو واللغة وله التآليف النافعة في الأدب منها كتاب الكامل ومنها الروضة والمقتضب وغير ذلك أخذ الأدب عن أبي عثمان المازني وأبي حاتم السجستاني وأخذ عنه نفطويه وغيره من الأئمة وكان المبرد المذكور وأبو العباس أحمد بن يحيى الملقب بثعلب صاحب كتاب الفصيح عالمين متعاصرين قد ختم بهما تاريخ الأدباء وفيهما يقول بعض أهل عصرهما من جملة أبيات وهو أبو بكر بن الأزهر
أيا طالب العلم لا تجهلن @@@ وعذ بالمبرد أو ثعلب
تجد عند هذين علم الورى @@@ فلا تك كالجمل الأجرب
علوم الخلائق مقرونة @@@ بهذين في الشرق والمغرب ( 285 )
14 - قال ابن حمدون كنت مع المعتضد يوما وقد انفرد من العسكر العسكر وتوسطنا الصحراء إذ خرج علينا أسد وقرب منا وقصدنا فقال لي يا ابن حمدون[ فيك خير] قلت لا والله يا سيدي قال ولا تلزم لي فرسي قلت بلى فنزل عن فرسه ولزمتها وتقدم إلى الأسد وأنا أنظره وجذب سيفه فوثب الأسد عليه ليلطمه فتلقاه بضربة وقعت في جبهته فقسمها نصفين ثم وثب الأسد ثانية وثبة ضعيفة فتلقاه بضربة أخرى وقعت أبان بها يده ثم وثب المعتضد عليه فركبه ورمى السيف من يده وأخرج سكينا كانت في وسطه فذبحه من قفاه ثم قام وهو يمسح السكين والسيف بشعر الأسد وعاد ركب فرسه وقال إياك أن تخبر بهذا أحدا فإنما قتلت كلبا قال بابن حمدون فما حدثت بهذا إلا بعد موت المعتضد ( 289 )
15 - والمروزي نسبة إلى مرو زوادوا عليها الزاي شذوذا وهي إحدى مدن خراسان الكبار فإنها أربعة نيسابور وهراة وبلخ ومرو وهي أعظمها وأما مرو الروذ فأنها تستعمل مقيدة والروذ براء مهملة مضمومة وذال معجمة هو النهر بلغة فارس والنسبة إلى الأولى مروزي وإلى الثانية مروروذى بثلاث راءات وقد يخفف فيقال مروذي وبين المدينتين ثلاثة أيام ( 294)
16 - وترمذ مدينة على طريق نهر جيحون وفيها ثلاثة أقوال الأول فتح التاء وكسر الميم وهو المتداول بين أهلها والثاني كسرهما والثالث ضمهما قال وهو الذي يقول أهل المعرفة ( 295 )
علي بن حسين فقيهي
2008-01-04, 08:27 PM
6- الفوائد الشعرية والأدبية والأمثال
1- قال الشافعي / ماحك جلدك مثل ظفرك @@@ فتول أنت جميع أمرك
وإذا بليت بحاجة@@@ فاقصد لمعترف بقدرك ( 204 )
2 - وأبو العتاهية إسماعيل بن القاسم العنزي الكوفي الشاعر المشهور مولى عنزة مولده بعين التمر بليدة بالحجاز قرب المدينة وأكثر الناس ينسبونه إلى القول بمذهب الفلاسفة وكان يقول بالوعيد وتحريم المكاسب ويتشيع على مذهب الزيدية وكان محيراً وهو من مقدمي المولدين ومن طبقة بشار بن برد وأبي نواس
ومن رائق شعره قوله في عتبة جارية الخيزران وكان يهواها ويشبب بها وهو
بالله يا حلوة العينين زوريني @@@ قبل الممات وإلا فاستزيريني
هذان أمران فاختاري أحبهما @@@ إليك أو لا فداعي الموت يدعوني
إن شئتِ موتاً فأنت الدهر مالكةُ @@@ روحي إن شئتِ أن أحيا فأحييني
يا عُتبَ ما أنتِ إلا بدعةً خُلقت @@@ من غير طين وخَلقُ الناسِ من طين
إني لأعجبُ من حبٍّ يقربني @@@ ممن يباعدني منه ويقصيني
أما الكثيرُ فلا أرجوه منكِ ولو @@@ أطعمتني في قليل كان يكفيني
قال الشريف العباسي في شرح الشواهد كان أبو العتاهية في أول أمره يتخنث ويحمل زاملة المخنثين ثم كان يبيع الفخار ثم قال الشعر فبرع فيه وتقدم ويقال أطبع الناس بالشعر بشار والسيد الحميري وأبو العتاهية وحدث خليل بن أسد النوشجاني قال أتانا أبو العتاهية إلى منزلنا فقال زعم الناس أني زنديق والله ما ديني إلا التوحيد فقلنا فقل شيئا نتحدث به عنك فقال
ألا إننا كلنا بائدُ @@@ وأي بني آدمَ خالدُ
وبدؤهم كان من ربهم @@@ وكلُّ إلى ربه عائدُ
فيا عجباً كيف يعصي الإله @@@ أم كيف يجحده الجاحد
وفي كلِ شيءٍ له شاهدٌ @@@ يدل على أنه واحد
وكان من أبخل الناس مع يساره وكثرة ما جمع من الأموال وأبو العتاهية لقب غلب عليه لأنه كان يحب الشهوة والمجون فكنى بذلك لعتوه ( 211 )
3 - قال أبو دلف قاسم بن عيسى العجلي صاحب الكرخ
ولو كنا إذا متنا تركنا @@@ لكان الموت راحة كل حي
ولكنا إذا متنا بعثنا @@@ ونسأل بعده عن كل شيء ( 225 )
4 - وقال أبو الفتح بن الأثير في كتاب المثل السائر يصف أبا تمام والبحتري والمتنبي وهؤلاء الثلاثة هم لات الشعر وعزاه ومناته الذين ظهرت على أيديهم حسناته ومستحسناته وقد حوت أشعارهم غرابة المحدثين وفصاحة القدماء وجمعت بين الأمثال السائرة وكلمة الحكماء أما أبو تمام فرب معان وصيقل ألباب وأذهان وقد شهد له بكل معنى مبتكر لم يمش فيه على أثر فهو غير مدافع عن مقام الإغراب الذي يبرز فيه على الأضراب ولقد مارست من الشعر كل أول وأخير ولم أقل ما أقول فيه إلا عن تنقيب وتنقير فمن حفظ شعر الرجل وكشف عن غامضه وراض فكره برائضه أطاعته أعنة الكلام وكان قوله في البلاغة ما قالت حزام فخذ مني في ذلك قول حكيم وتعلم ففوق كل ذي علم عليم
وأما البحتري فإنه أحسن في سبك اللفظ على المعنى وأراد أن يشعر فغنى ولقد حاز طرفي الرقة والجزالة على الاطلاق فبينا يكون في شظف نجد حتى يتشبب بريف العراق وسئل أبو الطيب عنه وعن أبي تمام وعن نفسه فقال أنا وأبو تمام حكيمان والشاعر البحتري قال ولعمري لقد أنصف في حكمه وأعرب بقوله هذا عن متانة علمه فإن أبا عبادة أتى في شعره بالمعنى المقدود من الصخرة الصماء في اللفظ المصوغ من سلاسة الماء فأدرك بذلك بعد المرام مع قربه من الإفهام وما أقول إلا أنه أتى في معانيه بأخلاط الغالية ورقى في ديباجة لفظه إلى الدرجة العالية وأما أبو الطيب المتنبي فأراد أن يسلك مسلك أبي تمام فقصرت عنه خطاه ولم يعطه الشعر ما أعطاه لكنه حظى في شعره بالحكم والأمثال واختص بالإبداع في وصف مواقف القتال قال وأنا أقول قولا لست فيه متأثما ولا منه متثلما و ذلك أنه إذا خاض في وصف معركة كان لسانه أمضى من نصالها وأشجع من أبطالها وقامت أقواله للسامع مقام أفعالها حتى تظن الفريقين فيه تقابلا والسلاحين فيه تواصلا وطريقه في ذلك يضل بسالكه ويقوم بعذر تاركه ولا شك أنه كان يشهد الحروب مع سيف الدولة بن حمدان فيصف لسانه وما أداه إليه عيانه ومع هذا فأني رأيت الناس عادلين فيه عن سنن التوسط فأما مفرط فيه وأما مفرط وهو وأن انفرد في طريق وصار أبا عذره فأن سعادة الرجل كانت أكبر من شعره وعلى الحقيقة و فأنه كان خاتم الشعراء ومهما وصف به فهو فدق الوصف وفرق الإطراء ( 213 )
5 - وكان أبو تمام قد قصد البصرة في جماعة من اتباعه وبه شاعرها عبد الصمد بن المعدل فخاف عبد الصمد أن يميل الناس إليه فكتب إليه قبل قدومه
أنت بين اثنتين تبرز للناس @@@ وكلتاهما بوجه مذال
أي ماء يبقى بوجهك هذا @@@ بين ذل الهوى وذل السؤال
فلما وقف عليه رجع وكتب على ظهر ورقته
أفي تنظم قول الزور والفند @@@ وأنت أنقص من لاشيء في العدد
أسرجت قلبك من غيظ على حنق @@@ كأنها حركات الروح في الجسد
أقدمت ويحك من هجوي على خطر @@@ كالعير يقدم من خوف على الأسد
قيل أن العير إذا شم رائحة الأسد وثب عليه فزعا
ومدح أبو تمام الخليفة بحضرة أبي يوسف الفيلسوف الكندي فقال
إقدام عمر في سماحة حاتم @@@ في حلم أحنف في ذكاء إياس
ومن شعره
لولا العيون وتفاح الخدود إذاً @@@ ما كان يحسدُ أعمى من له بصر
قالوا أتبكي على رسم فقلت لهم @@@ من فاته العين يذكي شوقه الأثر
إن الكرام كثير في البلاد وإن @@@ قلوا كما غيرهم قل وإن كثروا ( 231 )
6 - وقال ابن الأهدل قيل إن أم المنتصر بالله جاءته عائدة فبكى وقال يا أماه عاجلت أبي فعوجلت ثم أنشأ يقول
فما فرحت نفسي بدنيا أخذتها @@@ ولكن إلى الملك القدير أصير
ومالي شيء غير أني مسلم @@@ بتوحيد ربي مؤمن وخبير ( 248 )
7 - أبو عبادة الوليد بن عبيد الطائي المنبجي البحتري أمير شعراء العصر وحامل لواء القريض أخذ عن أبي تمام الطائي قال المبرد أنشدنا شاعر دهره ونسيج وحده أبو عبادة البحتري قال ابن الأهدل نسبة إلى بحتر جد من أجداده واسمه الوليد بن عبيد أخذ عن أبي تمام الطائي ومدح المتوكل ومن بعده وكان أقام ببغداد دهرا ثم رجع إلى الشام وعرض أول شعره على أبي تمام وهو بحمص فقال له أنت أشعر من أنشدني وكتب له بذلك فعظم وبجل وروى عنه قال لما سمع أبو تمام شعري أقبل على تقريظي والتقريض بالظاء والضاد مدح الإنسان في حياته بحق أو باطل
وكان البحتري كثيرا ما ينشد لبعض الشعراء ويعجبه قوله
حمام الأراك ألا فاخبرينا @@@ لمن تندبين ومن تعولينا
فقد شقت بالنوح منا القلوب @@@وأبكيت بالندب منا العيونا
تعالى نقم مأتما للهموم @@@ ونعول إخواننا الظاعنينا
ونسعد كن وتسعدننا @@@ فإن الحزين يوافى الحزينا ( 284 )
8 - وفيها والصحيح أنه في التي قبلها كما جزم بها ابن الأهدل وقدمه ابن خلكان فقال توفي يوم الأربعاء لليلتين بقيتا من جمادى الأولى سنة ثلاث وثمانين وقيل ست وسبعين ومائتين أبو الحسن علي بن العباس بن جريج وقيل ابن جرجيس المعروف بابن الرومي مولى عبد الله بن عيسى بن جعفر المنصور صاحب النظم العجيب والتوليد الغريب يغوص على المعاني النادرة فيستخرجها من مكامنها ويبرزها في أحسن صورة ولا يترك المعنى حتى يستوفيه إلى آخره ولا يبقى فيه بقية وكان شعره غير مرتب ثم رتبه أبو بكر الصولي على الحروف وله القصائد المطولة والمقاطيع البديعة وله في الهجاء كل شيء ظريف وكذلك في المديح
وقال ما سبقني أحد إلى هذا المعنى
آراؤكم ووجوهكم وسيوفكم @@@ في الحادثات إذا دجون نجوم
منها معالم للهدى ومصابح @@@ تجلوا الدجى والأخريات رجوم
وكان سبب موته أن الوزير أبا الحسين بن عبيد الله وزير المعتضد كان يخاف من هجوه وفلتات لسانه فدس عليه مأكلا مسموما في مجلسه فلما أحس بالسم قام فقال له الوزير أين تذهب قال إلى الموضع الذي بعثتني إليه فقال سلم على والدي فقال ما طريقي على النار وخرج إلى منزله فأقام أياما ومات وكان الطبيب يتردد إليه ويعالجه بالأدوية النافعة للسم فزعم أنه غلط في بعض العقاقير ( 284 )
9 - علامة الأدب أبو العباس ثعلب أحمد بن يحيى بن يزيد الشيباني مولاهم العبسى البغدادي شيخ اللغة والعربية حدث عن غير واحد وعنه غير واحد منهم الأخفش الصغير وسمع من القواريري مائة ألف حديث فهو من المكثرين وسيرته في الدين والصلاح مشهورة قاله ابن ناصر الدين وقال ابن مجاهد المصري قال ثعلب ( اشتغل أهل القرآن والحديث والفقه بذلك ففازوا واشتغلت بزيد وعمر وليت شعري ما يكون حظى في الآخرة ) قال ابن مجاهد فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فقال لي أقرى ء أبا العباس ثعلب عني السلام وقل له أنت صاحب العلم المستطيل قال العبد الصالح أبو عبد الله الروذباري أراد صلى الله عليه وسلم أن الكلام به يكمل والخطاب به يجمل وأن جميع العلوم تفتقر إليه صنف ثعلب التصانيف المفيدة منها كتاب الفصيح وهو صغير الحجم كبير الفائدة وكتاب القراءات وكتاب إعراب القرآن وغير ذلك وكان ثقة صالحا مشهورا بالحفظ والمعرفة وكان أصم فخرج من الجامع بعد العصر وفي يده كتاب ينظر إليه وهو يمشى ( 291 )
10 - قال ثعلب ( اشتغل أهل القرآن والحديث والفقه بذلك ففازوا واشتغلت بزيد وعمر وليت شعري ما يكون حظى في الآخرة )
قال ثعلب كنت أحب أن أرى أحمد بن حنبل فصرت إليه فلما دخلت عليه قال لي فيم تنظر فقلت في النحو والعربية فأنشدني أبو عبد الله أحمد بن حنبل
إذا ما خلوت الدهر يوما فلا تقل @@@ خلوت ولكن قل على رقيب
ولا تحسبن الله يغفل ما مضى @@@ ولا أن ما يخفى عليه يغيب
لهونا عن الأيام حتى تتابعت @@@ ذنوب على آثارهن ذنوب
فيا ليت أن الله يغفر ما مضى @@@ ويأذن في توباتنا فنتوب ( 291 )
علي بن حسين فقيهي
2008-01-06, 11:02 PM
7- الطرائف والعجائب والغرائب والملح
1- محمد بن عبد الرحيم أبو يحيى البغدادي الحافظ البزاز ولقبه صاعقة سمع عبد الوهاب بن عطاء الخفاف وطبقته وكان أحد الثقات الأثبات المجودين . ( 255 )
2 - العلامة أبو العيناء محمد بن القسم بن خلاد البصري الضرير اللغوي الأخباري وله إحدى وتسعون سنة وأضر وله أربعون سنة أخذ عن أبي عبيدة وأبي عاصم النبيل وجماعة وله نوادر وفصاحة وأجوبة مسكتة قاله في العبر وقال ابن خلكان أصله من اليمامة ومولده بالأهواز ومنشؤه بالبصرة وبها طلب الحديث وكتب الأدب وسمع من أبي عبيدة والأصمعي وأبي زيد الأنصاري والعتبي وغيرهم وكان من أفصح الناس لسانا وأحفظهم وكان من ظرائف العالم وفيه من اللسن وسرعة الجواب والذكاء ما لم يكن في أحد من نظرائه وله أخبار حسان وأشعار ملاح مع أبي علي الضرير
ودخل أبو العيناء على أبي الصقر إسماعيل بن بلبل الوزير يوما فقال له ما الذي أخرك عنا يا أبا العيناء فقال سرق حماري قال وكيف سرق قال لم أكن مع اللص فأخبرك قال فهلا أتيتنا على غيره قال قعد بي عن الشراء قلة يساري وكرهت ذلة المكاري ومنة العواري وخاصم علويا فقال له العلوي أتخاصمني وأنت تقول اللهم صل على محمد وعلى آله قال ولكني أقول الطيبين الطاهرين ولست منهم ووقف عليه رجل من العامة فلما أحسن به قال من هذا قال رجل من بني آدم فقال أبو العيناء مرحبا بك أطال الله بقاءك ما كنت أظن هذا النسل إلا قد انقطع ( 282 )
علي بن حسين فقيهي
2008-01-06, 11:03 PM
8 - الفوائد التربوية والإيمانية والدعوية
1-عاصم النبيل الضحاك بن مخلد الشيباني محدث البصرة توفي في ذي الحجة وقد نيف على التسعين سمع من يزيد بن أبي عبيد وجماعة من التابعين وكان واسع العلم ولم ير في يده كتاب قط قال عمر بن شيبة ما رأيت مثله وقال البخاري سمعت أبا عاصم يقول ما اغتبت أحدا قط منذ عقلت أن الغيبة حرام وروى عنه أحمد والبخاري وغيرهما وهو ثقة متقن ( 212 )
2 - أبو عامر قبيصة بن عقبة السوائي الكوفي العابد الثقة أحد الحفاظ روى عن قطر بن خليفة وطبقته وأكثر عن الثوري وهو أحد شيوخ الإمام أحمد قال إسحاق بن سيار ما رأيت شيخا أحفظ منه وقال آخر كان يقال راهب الكوفة وكان هناد بن السرى إذا ذكره دمعت عيناه وقال الرجل الصالح ( 215 )
3 - الفقيه هشام بن عبد الله الرازي الحنفي روى عن أبي ذئب ومالك وطبقتهما وكان كثير العلم واسع الرواية وفيه ضعف وقد جاء عنه أنه قال أنفقت في طلب العلم سبعمائة ألف درهم ( 221 )
4 - أبو حفص النيسابوري الزاهد شيخ خراسان واسمه عمر بن مسلم وكان كبير القدر صاحب أحوال وكرامات وكان عجبا في الجود والسماحة وقد نفذ مرة بضعة عشر ألف دينار يستفك بها السارى وبات وليس له عشاء وكان يقول ما استحق اسم السخاء من ذكر العطاء أو لمحه بقلبه وقال حسن أدب الظاهر عنوان أدب الباطن والفتوة أداء الإنصاف وترك طلب الإنتصاف ومن لم يرب أفعاله وأحواله كل وقت بالكتاب والسنة ولم يتهم خواطره فلا تعده من الرجال ( 265 )
5 - أبو قلابة عبد الملك بن محمد الرقاشي البصري الحافظ أحد العباد والأئمة في شوال ببغداد روى عن يزيد بن هرون وطبقته ووثقه أبو داود قال أحمد بن كامل قيل عنه أنه كان يصلى في اليوم والليلة أربعمائة ركعة ويقال إنه روى من حفظه ستين ألف حديث ( 276 )
6 - الحسين بن الفضل بن عمير البجلي الكوفي المفسر نزيل نيسابور كان آية في معان القرآن صاحب فنون وتعبد قيل إنه كان يصلى في اليوم والليلة ستمائة ركعة وعاش مائة وأربع سنين وروى عن يزيد بن هارون والكبار ( 282 )
علي بن حسين فقيهي
2008-01-06, 11:04 PM
9- الكرامات
1 - آدم بن أبي إياس الخراساني ثم البغدادي نزيل عسقلان روى عن ابن أبي ذئب وشعبة وكان صالحا ثقة قانتا لله لما احتضر قرأ الختمة ثم قال لا إله إلا الله ثم فارق قال أبو حاتم ثقة مأمون متعبد ( 220 )
2 - وقد عدت ميتة الواثق بالله بن هارون الرشيد هذه من فضائل الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه فأن المعتصم لم امتحنه للمقالة بخلق القرآن كان الواثق يقول له لم لا تقول بمقالة أمير المؤمنين قال لأنها باطلة قال لئن كان ما تقوله أنت حقا أحرقني الله بالنار فما مات حتى حرق بالنار انتهى ما قاله ابن الفرات ( 232 )
3 - وأبو عمرو نصر بن علي الجهضمي وقيل علي بن نصر الجهضمي الصغير البصري الحافظ الثقة أحد أوعية العلم روى عن يزيد بن زريع وطبقته وعنه أبو داود والترمذي والنسائي وغيرهم قال أبو بكر بن أبي داود كان المستعين طلب نصر بن علي ليوليه القضاء فقال لأمير البصرة حتى أرجع فاستخير الله فرجع وصلى ركعتين وقال اللهم إن كان لي عندك خير فاقبضني إليك ثم نام فنبهوه فإذا هو ميت رحمه الله تعالى مات في ربيع الآخر ( 250 )
علي بن حسين فقيهي
2008-01-08, 05:06 PM
10 - سير العلماء
1 - النضر بن شميل بن خرشة بن يزيد بن كلثوم المازني مازن بن مالك بن عمرو ابن تيم بن مر أبو الحسن البصري نزيل مرو وعالمها كان أماما حافظا جليل الشأن وهو أول من أظهر السنة بمرو وجميع بلاد خراسان روى عن حميد وهشام بن عروة والكبار وكان رأسا في الحديث رأسا في اللغة والنحو ثقة صاحب سنة قال ابن الأهدل ضاقت معيشته بالبصرة فرحل إلى خراسان فشيعه من البصرة نحو من ثلاثمائة عالم فقال لهم لو وجدت كل يوم كليجة باقلاء ما فارقتكم فلم يكن فيهم من تكفل له بذلك وأقام بمرو واجتمع له هناك مال سمع النضر من هشام بن عروة وغيره من أئمة التابعين وسمع عليه ابن معين وابن المديني وغيرهم وروى المأمون يوما عن هشيم بسنده المتصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إذا تزوج المرأة لدينها وجمالها فيها سداد من عوز ) بفتح السين فرده النضر وقال هو بكسر السين فقال له المأمون تلحنني فأقصر فقال إنما لحن هشيم وكان لحانة لأن السداد بالفتح القصد في الدنيا والسبيل وبالكسر البلغة وكل ما سددت به شيئا فهو سداد يعني بكسر السين ومنه قول العرجي
أضاعوني وأي فتى أضاعوا @@@ ليوم كريهة وسداد ثغر
فأمر له بجائزة جزيلة ( 203 )
2 - فقيه العصر والإمام الكبير والجليل الخطير أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعي المطلبي بمصر وله أربع وخمسون سنة أخذ عن مالك ومسلم بن خالد الزنجي وطبقتهما وكان مولده بغزة ونقل إلى مكة وله سنتان قال المزني ما رأيت أحسن وجها من الشافعي إذا قبض على لحيته لا تفضل عن قبضته وقال الزعفراني كان خفيف العارضين يخضب بالحناء وكان حاذقا بالرمي يصيب تسعة من العشرة وقال الشافعي استعملت اللبان سنة الحفظ فأعقبي صب الدم سنة قال يونس بن عبد الأعلى لو جمعت أمة لوسعهم وقال اسحق بن راهويه لقيني أحمد بن حنبل بمكة فقال تعال حتى أريك رجلا لم تر عيناك مثله قال فأقامني على الشافعي وقال أبو ثور الفقيه ما رأيت مثل الشافعي ولا رأى مثل نفسه وقال الشافعي سميت ببغداد ناصر الحديث وقال أبو داود ما أعلم للشافعي حديثا خطأ وقال الشافعي ما شيء أبغض إلى من الكلام وأهله قاله في العبر
ولد الشافعي سنة خمسين ومائة بغزة أو بعسقلان أو اليمن أو اليمن أو مني أقوال ونشأ بمكة وحفظ القرآن وهو ابن سبع سنين والموطأ وهو ابن عشر وتفقه على مسلم بن خالد الزنجي مفتي مكة وأذن له في الإفتاء وعمره خمس عشرة سنة ثم لازم مالكا بالمدينة وقدم بغداد سنة خمس وتسعين فاجتمع عليه علماؤها وأخذوا عنه وأقام بها حولين وصنف بها كتابه القديم ثم عاد إلى مكة ثم خرج إلى بغداد سنة ثمان وتسعين فأقام بها شهرا ثم خرج إلى مصر وصنف به كتبه الجديدة
كالأم والأمالي الكبرى والإملاء الصغير ومختصر البويطي ومختصر المزني ومختصر الربيع والرسالة والسنن قال ابن زولاق صنف الشافعي نحوا من مائتي جزء ولم يزل بها ناشراً للعلم ملازما للاشتغال إلى أن أصابته ضربة شديدة فمرض بسببها أياما ثم مات يوم الجمعة سلخ رجب سنة أربع ومائتين قال ابن عبد الحكم لما حملت أم الشافعي به رأت كأن المشتري خرج من فرجها حتى انقض بمصر ثم وقع في كل بلد منه شظية فتأوله أصحاب الرؤيا أنه يخرج عالم يخص علمه أهل مصر ثم يتفق في سائر البلدان وقال الإمام أحمد أن الله تعالى يقيض للناس في كل رأس مائة سنة من يعلمهم السنن وينفى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الكذب فنظرنا فإذا في رأس المائة عمر بن عبد العزيز وفي رأس المائتين الشافعي وقال ابن الربيع كان الشافعي يفتي وله خمس عشرة سنة وكان يحيى الليل إلى أن مات وقال أبو ثور كتب عبد الرحمن بن مهدي إلى الشافعي أن يضع له كتابا فيه معاني القرآن ويجمع مقبول الأخبار فيه وحجة الإجماع وبيان الناسخ والمنسوخ من القرآن والسنة فوضع له كتاب الرسالة قال الأسنوي الشافعي أول من صنف في أصول الفقه بإجماع وأول من قرر ناسخ الحديث من منسوخه وأول من صنف في أبواب كثيرة من الفقه معروفة ( 204 )
3 - أشهب بن عبد العزيز أبو عمرو العامري صاحب مالك وله أربع وستون سنة وكان ذا مال وحشمة وجلالة قال الشافعي ما أخرجت مصر أفقه من أشهب لولا طيش فيه وكان محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أشهب يفضل أشهب على ابن القاسم قال ابن عبد الحكم سمعت أشهب يدعوه على الشافعي بالموت فبلغ ذلك الشافعي فقال
تمنى رجال أن أموت وأن أمت @@@ فتلك طريق لست فيها بأوحد
فقل للذي يبغي خلاف الذي مضى @@@ تزود لأخرى مثلها فكأن قد ( 204 )
4 - الإمام أبو داود الطيالسي واسمه سليمان بن داود البصري الحافظ صاحب المسند كان يسرد من حفظه ثلاثين ألف حديث قال الفلاس ما رأيت أحفظ منه وقال عبد الرحمن بن مهدي هو أصدق الناس قال في العبر قلت كتب عن ألف شيخ منهم ابن عون وطبقته وقال ابن ناصر الدين الحافظ الكبير من الحفاظ المكثرين قيل غلط في أحاديث رواها من لفظه وأتى في ذلك من قبل اتكاله على حفظه قال عمر بن شبة كتبوا عن أبي داود من حفظه أربعين ألف حديث وقيل أنه أكل حب البلاذر لأجل الحفظ والفهم فأحدث له جذاماً وبرصاً ( 204 )
5 - يزيد بن هارون أبو خالد الواسطي الحافظ روى عن عاصم الأحول والكبار قال علي بن المديني ما رأيت رجلا قط أحفظ من يزيد ابن هارون يقول أحفظ أربعة وعشرين ألف حديث بإسنادها ولا فخر وقال يحيى بن يحيى التميمي هو أحفظ من وكيع وقال أحمد بن سنان القطان كان هو وهشيم معروفان بطول صلاة الليل والنهار وقال يحيى بن أبي طالب سمعت من يزيد ببغداد وكان يقال أن في مجلسه سبعين ألفا وقال ابن ناصر الدين كان حافظا إماما ثقة مأمونا مناقبه جمة خطيرة قال شعيب سمعت يزيد يقول أحفظ أربعة وعشرين ألف حديث ولا فخر وأحفظ للشاميين عشرين ألفا لا أسأل عنها ( 206 )
6 - عالم أهل الشام أبو مسهر الغساني الدمشقي عبد الأعلى بن مسهر في حبس المأمون ببغداد في رجب لمحنة القرآن سمع سعيد بن عبد العزيز وتفقه عليه وولد سنة أربعين ومائة وكان علامة بالمغازي والأثر كثير العلم رفيع الذكر قال يحيى ابن معين منذ خرجت من باب الأنبار إلى أن رجعت لم أر مثل أبي مسهر وقال أبو حاتم ما رأيت أفصح منه وما رأيت أحدا في كورة من الكور أعظم قدراً ولا أجل عند أهلها من أبي مسهر بدمشق إذا خرج اصطف الناس يقبلون يده وقال ابن ناصر الدين هو ثقة ( 218 )
7 - ومحمد بن نوح العجلي ناصر السنة حمل مقيدا مع الإمام أحمد بن حنبل متزاملين فمرض ومات بغابة في الطريق فوليه أحمد ودفنه وكان في الطريق يثبت أحمد ويشجعه قال أحمد ما رأيت أقوم بأمر الله منه روى عن إسحاق الأزرق ومات شابا رحمه الله قاله في العبر ( 218 )
8 - فيها وقيل في التي بعدها امتحن المعتصم الإمام أحمد بن حنبل وضرب بين يديه بالسياط حتى غشي عليه فلما صمم ولم يجب أطلقه وندم على ضربه قاله في العبر ( 219 )
9 - وفيها أبو نعيم الفضل بن دكين الملائي الحافظ محدث الكوفة روى عن الأعمش وزكريا ابن أبي زائدة والكبار قال ابن معين ما رأيت أثبت من أبي نعيم وعفان وقال أحمد كان يقظان في الحديث عارفا وقام في أمر الامتحان بما لم يقم غيره عافاه الله وكان أعلم من وكيع بالرجال وأنسابهم ووكيع أفقه منه وقال غيره لما امتحنوه قال والله عنقي أهون من زري هذا ثم قطع زره ورماه وقال ابن ناصر الدين الفضل بن دكين هو عمرو بن حماد التيمي مولاهم الكوفي الملائي التاجر حدث عنه أحمد وإسحاق والبخاري وغيرهم وكان حافظا ثبتا فقيها واسع المجال شارك الثوري في أكثر من مائة من الرواة وكان غاية في إتقان ما حفظه ووعاه ( 219)
10 - وعفان بن مسلم الأنصاري مولاهم البصري الصفار أبو عثمان أحد أركان الحديث نزل بغداد ونشر بها علمه وحدث عن شعبة وأقرانه قال يحيى بن معين أصحاب الحديث خمسة ابن جريج ومالك والثوري وشعبة وعفان وقال حنبل كتب المأمون إلى متولي بغداد يمتحن الناس فامتحن عفان وكتب المأمون فإن لم يجب عفان فاقطع رزقه وكان له في الشهر خمسمائة درهم فلم يجبهم وقال ( وفي السماء رزقكم وما توعدون ) وقال ابن ناصر الدين جعل له عشرة آلاف دينار على أن يقف عن تعديل رجل وعن جرحه فأبى وقال لا أبطل حقا من الحقوق ( 220 )
11 - أبو عبد الرحمن عبد الله بن مسلمة بن قعنب الحارثي المدني القعنبي الزاهد سكن البصرة ثم مكة وتوفي بها في المحرم روى عن سلمة بن وردان وأفلح بن حميد والكبار وهو أوثق من روى الموطأ وخرج له أصحاب الكتب الستة قال أبو زرعة ما كتبت عن أحد أجل في عيني من القعنبي وقال أبو حاتم ثقة حجة لم أر أخشع منه وقال الخريبي حدثني القعنبي عن مالك وهو والله عندي خير من مالك وقال الفلاس كان القعنبي مجاب الدعوة وقال محمد بن عبد الوهاب الفراء سمعتهم بالبصرة يقولون القعنبي من الأبدال ( 221 )
12 - العلامة العلم أبو عبيد القاسم بن سلام البغدادي صاحب التصانيف سمع شريكا وابن المبارك وطبقتهما وقال إسحاق بن راهويه الحق يحبه الله أبو عبيد أفقه مني واعلم وقال أحمد أبو عبيد أستاذ وقال ابن ناصر الدين هو ثقة إمام فقيه مجتهد أحد الأعلام وكان إماما في القراءات حافظا للحديث وعلله الدقيقات عارفا بالفقه والتعريفات رأسا في اللغة ذا مصنفات انتهى وقال ابن الأهدل قيل أنه أول من صنف غريب الحديث وصنف نيفا وعشرين كتابا وعنه قال مكثت في الغريب أربعين سنة ووقف عليه عبد الله بن طاهر فاستحسنه وقال أن عقلا دعا صاحبه لمثل هذا حقيق أن لا يحوج إلى طلب المعاش وأجرى له كل شهر عشرة آلاف درهم ولي القضاء بمدينة طرسوس ثماني عشرة سنة وكان يقسم الليل أثلاثا صلاة ونوما وتصنيفا وكان أحمر الرأس واللحية يخضب بالحناء وكان مهيبا توفي بمكة بعد أن حج وعزم على الانصراف إلى العراق مع الناس قال فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم وأردت الدخول عليه فمنعت فقيل لي لا تدخل عليه ولا تسلم وأنت خارج إلى العراق فقلت لا أخرج إذا فأخذوا عهدي على ذلك وخلوا بيني وبينه فسلمت عليه وصافحني فأقام بمكة حتى مات وعنه قال كنت مستلقيا بالمسجد الحرام فجاءتني عائشة المكية وكانت من العارفات فقالت يا أبا عبيد لا تجالسه إلا بأدب وإلا محاك من ديوان العلماء والصالحين وقال هلال بن العلاء الرقي من الله سبحانه على هذه الأمة بأربعة في زمانهم الشافعي ولولاه ما تفقه الناس في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وأحمد ولولاه ابتدع الناس ويحيى بن معين نفى الكذب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي عبيد فسر غريب الحديث ولولاه اقتحم الناس الخطأ وكان أبو عبيد موصوفا بالدين وحسن المذهب والسيرة الجميلة والفضل البارع وأثنى عليه علماء وقته بما يطول ذكره ( 224 )
13 - الفقيه أصبغ بن الفرج أبو عبد الله المصري الثقة مفتي أهل مصر ووراق ابن وهب أخذ عن ابن وهب وابن القاسم وتصدر للأشتغال والحديث قال ابن معين كان من أعلم خلق الله كلهم برأي مالك يعرفها مسألة مسألة متى قالها مالك ومن خالفه فيها وقال أبو حاتم هو أجل أصحاب ابن وهب وقال بعضهم ما أخرجت مصر مثل أصبغ ( 225 )
14 - أحمد بن عبد الله بن يونس أبو عبد الله اليربوعي الكوفي الحافظ سمع الثوري وطبقته وعاش أربعا وتسعين سنة قال أحمد بن حنبل لرجل سأله عمن اكتب قال أخرج إلى أحمد بن يونس اليربوعي فأنه شيخ الإسلام ( 227 )
15 - أبو نصر بشر بن الحارث المروزي الزاهد المعروف ببشر الحافي سمع من حماد بن زيد وإبراهيم بن سعد وطبقتهما وعني بالعلم ثم أقبل على شأنه ودفن كتبه حدث بشيء يسير وكان في الفقه على مذهب الثوري وقد صنف العلماء مناقب بشر وكراماته رحمه الله عاش خمسا وسبعين سنة ( 227 )
16 - قال الأزدي كان نعيم بن حماد الفارض الأعور يضع الحديث في تقوية السنة وحكايات مزورة في ثلب أبي حنيفة كلها كذب وكان من أعلم الناس بالفرائض ( 228 )
17 - نعيم بن حماد الخزاعي المروزي الحافظ أحد علماء الأثر سمع أبا حمزة السكري وهشيما وطبقتهما وصنف التصانيف وله غلطات ومناكير مغمورة في كثرة ما روى وامتحن بخلق القرآن فلم يجب وقيد ومات في الحبس ( 229 )
18 - قتل أحمد بن نصر الخزاعي الشهيد كان من أولاد الأمراء فنشأ في علم وصلاح وكتب عن مالك وجماعة وحمل عن هشيم مصنفاته وما كان يحدث ويزري على نفسه قتله الواثق بيده لامتناعه من القول بخلق القرآن ولكونه أغلظ للواثق في الخطاب وقال له يا صبي وكان رأسا في الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر فقام معه خلق من المطوعة واستفحل أمرهم فخافت الدولة من فتق يتم بذلك ( 231 )
19 - العلامة أبو يعقوب يوسف بن يحيى البويطي الفقيه صاحب الشافعي ببغداد في السجن والقيد ممتحنا بخلق القرآن وكان عابدا مجتهدا دائم الذكر كبير القدر قال الشافعي ليس في أصحابي أعلم من البويطي وقال أحمد العجلي ثقة صاحب سنة وسمع أيضا من ابن وهب وقال الأسنوي في طبقاته كان ابن أبي الليث الحنفي يحشده فسعى به إلى الواثق بالله أيام المحنة بالقول بخلق القرآن فأمر بحمله إلى بغداد مع جماعة من العلماء فحمل إليها على بغل مغلولا مقيدا مسلسلا في أربعين رطلا من حديد وأريد منه القول بذلك فامتنع فحبس ببغداد على تلك الحالة إلى أن مات يوم الجمعة قبل الصلاة وكان في كل جمعة يغسل ثيابه ويتنظف ويغتسل ويتطيب ثم يمشي إذا سمع النداء إلى باب السجن فيقول له السجان ارجع رحمك الله فيقول البويطي اللهم إني أجبت داعيك فمنعوني ( 231 )
20 - الإمام أبو زكريا يحيى بن معين البغدادي الحافظ أحد الأعلام وحجة الإسلام في ذي القعدة بمدينة النبي صلى الله عليه وسلم متوجها إلى الحج وغسل على الأعواد التي غسل عليها النبي صلى الله عليه وسلم وعاش خمسا وسبعين سنة سمع هشيما ويحيى بن أبي زائدة وخلائق وحدث عنه الإمام أحمد والشيخان وجاء عنه أنه قال كتبت بيدي هذه ستمائة ألف حديث يعني لمكرر وقال أحمد بن حنبل كل حديث لا يعرفه يحيى ابن معين فليس حديث وقال ابن المدني انتهى علم الناس إلى يحيى بن معين قال في العبر حديثه في الكتب الستة وقال ابن الأهدل كان بينه وبين احمد مودة واشتراك في طلب الحديث ورجاله وقيل لما خرج من المدينة إلى مكة سمع هاتفا في النوم يقول يا أبا زكريا أترغب عن جواري فرجع وأقام بالمدينة ثلاثا ومات رحمه الله وكان ينشد
المال يذهب حله وحرامه @@@ طوعاً وتبقى في غد آثامه
ليس التقى بمتق لإلهه @@@ حتى يطيب شرابه وطعامه
ويطيب ما تحوى وتكسب كفه @@@ويكون في حسن الحديث كلامه
نطق النبي لنا به عن ربه @@@ فعلى النبي صلاته وسلامه ( 233 )
21 - علي بن المديني وهو الإمام أحد الأعلام أبو الحسن علي بن عبد الله ابن جعفر بن نجيح السعدي مولاهم البصري الحافظ صاحب التصانيف سمع من حماد بن زيد وعبد الوارث وطبقتهما قال البخاري ما استصغرت نفسي عند أحد إلا عند ابن المديني وقال أبو داود ابن المديني أعلم باختلاف الحديث من أحمد ابن حنبل وقال عبد الرحمن بن مهدي علي بن المديني أعلم الناس بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وخاصة بحديث سفيان بن عيينة توفي في ذي القعدة وله ثلاث وسبعون سنة ( 234 )
22 - محمد بن عبد الله بن نمير الحافظ أبو عبد الرحمن الهمذاني الكوفي أحد الأئمة في شعبان سمع أباه وسفيان بن عيينة وخلقا قال أبو إسماعيل الترمذي كان أحمد بن حنبل يعظم محمد بن عبد الله بن نمير تعظيما عجيبا وقال علي بن الحسين ابن الجنيد الحافظ ما رأيت بالكوفة مثله قد جمع العلم والسنة والزهد وكان فقيرا يلبس في الشتاء لبادة وقال ابن صالح المصري ما رأيت بالعراق مثله ومثل أحمد ابن حنبل جامعين لم أر مثلهما في العراق ( 234 )
23 - إسحاق بن راهويه وهو الإمام عالم المشرق أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن مخلد الحنظلي المروزي ثم النيسابوري الحافظ صاحب التصانيف سمع الدراوردي وبقية وطبقتهما وعاش سبعا وسبعين سنة وقد سمع من ابن المبارك وهو صغير فترك الرواية عنه لصغره قال أحمد بن حنبل لا أعلم بالعراق له نظيرا وما عبر الجسر مثل إسحاق وقال محمد بن أسلم ما أعلم أحدا كان أخشى لله من إسحاق ولو كان سفيان حيا لاحتاج إلى إسحاق وقال أحمد بن سلمة أملى علي إسحاق التفسير على ظهر قلبه وجاء من غير وجه أن إسحاق كان يحفظ سبعين ألف حديث قال أبو زرعة ما رؤى أحفظ من إسحاق توفي إسحاق ليلة نصف شعبان بنيسابور قاله في العبر وناظر الشافعي في بيع دور مكة فلما عرف فضله صحبه وصار من أصحاب الشافعي رضي الله عنه ( 238 )
24 - أبو ثور إبراهيم بن خالد الكلبي البغدادي الفقيه أحد الأعلام تفقه وسمع من ابن عيينة وغيره وبرع في العلم ولم يقلد أحدا قال أحمد بن حنبل أعرفه بالسنة منذ خمسين سنة وهو عندي في صلاح سفيان الثوري انتهى قال ابن الأهدل صنف فجمع في تصنيفه بين الحديث والفقه واستعمل أولا مذهب أهل الرأي حتى قدم الشافعي العراق وصحبه فاتبعه وهو غير مقلد لأحد وقال له محمد ابن الحسن غلبنا عليك هذا الحجازي يعني الشافعي فقال أجد الحق معه ( 240 )
25 - توفي في ثاني عشر ربيع الأول بكرة الجمعة شيخ الأمة وعالم أهل العصر أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل الذهلي الشيباني المروزي ثم البغدادي أحد الأعلام ببغداد وقد تجاوز سبعا وسبعين سنة بأيام وكان أبوه جنديا فمات شابا أول طلب أحمد للعلم في سنة تسع وسبعين ومائة فسمع أحمد من هشيم وإبراهيم ابن سعد وطبقتهما وكان شيخا أسمر مديد القامة مخضوبا عليه سكينة ووقار وقد جمع ابن الجوزي أخباره في مجلد وكذلك البيهقي وشيخ الإسلام الهروي وكان إماما في الحديث وضروبه إماما في الفقه ودقائقه إماما في السنة ودقائقها إماما في الورع وغوامضه إماما في الزهد وحقائقه قاله في العبر
قال إبراهيم الحربي أدركت ثلاثة لن ير مثلهم أبدا يعجز النساء أن يلدن مثلهم رأيت أبا عبيد القاسم بن سلام ما أمثله إلا بجبل نفخ فيه روح ورأيت بشر بن الحرث ما شبهته إلا برجل عجن من قرنه إلى قدمه عقلا ورأيت أحمد بن حنبل كأن الله عز وجل جمع له علم الأولين من كل صنف يقول ما شاء ويمسك ما شاء وعن الحسن بن العباس قال قلت لأبي مسهر هل تعرف أحدا يحفظ على هذه الأمة أمر دينها قال لا أعلم إلا شابا بالمشرق يعني أحمد بن حنبل وقال قتيبة بن سعيد لو أدرك أحمد بن حنبل عصر الثوري والأوزاعي ومالك والليث بن سعد لكان هو المقدم وقيل لقتيبة يضم أحمد بن حنبل إلى التابعين قال إلى كبار التابعين وقال يحيى بن معين دخلت على أبي عبد الله أحمد بن حنبل فقلت له أوصني فقال لا تحدث المسند إلا من كتاب وقال علي بن المديني قال لي سيدي أحمد بن حنبل لا تحدث إلا من كتاب وقال يوسف بن مسلم قال حدث الهيثم بن جميل بحديث عن جميل بحديث عن هشيم فوهم فيه فقيل له خالفوك في هذا فقال من خالفني قالوا أحمد بن حنبل قال وددت أنه نقص من عمري وزيد في عمر أحمد بن حنبل وقيل لأبي زرعة من رأيت من المشايخ المحدثين أحفظ قال أحمد بن حنبل حزر كتبه اليوم الذي مات فيه فبلغ اثني عشر حملا وعدلا ما على ظهر كتاب منها حديث فلان ولا في بطنه حدثنا فلان وكل ذلك كان يحفظه من ظهر قلبه وروى عن أبي عبد الله أحمد بن حنبل إمام الحفاظ أنه قال إذا جاء الحديث في فضائل الأعمال وثوابها
وترغيبها تساهلنا في إسناده وإذا جاء الحديث في الحدود والكفارات والفرائض تشددنا فيه وقال إبراهيم بن شماس خاض الناس فقالوا إن وقع أمر في أمة محمد صلى الله عليه وسلم فمن الحجة على وجه الأرض فاتفقوا كلهم على أن أحمد بن حنبل حجته انتهى ما قاله في الكمال ملخصا وقال ابن الأهدل كان أحمد من خواص أصحاب الشافعي وكان الشافعي يأتيه إلى منزله فعوتب في ذلك فأنشد
قالوا يزورك أحمد وتزوره @@@ قلت الفضائل لا تفارق منزله
إن زارني فبفضله أو زرته @@@ فلفضله فالفضل في الحالين له
رضي الله عنهما وكان أحمد يحفظ ألف ألف حديث قال الربيع كتب إليه الشافعي من مصر فلما قرأ الكتاب بكى فسألته عن ذلك فقال إنه يذكر أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم وقال اكتب إلى أبي عبد الله أحمد بن حنبل واقرأ عليه مني السلام وقل له إنك ستمتحن على القول بخلق القرآن فلا تجبهم نرفع لك علما إلى يوم القيامة قال الربيع فقلت له البشارة فخلع على قميصه وأخذت جوابه فلما قدمت على الشافعي وأخبرته بالقميص قال لا نفجعك به ولكن بله وادفع إلى ماءه حتى أكون شريكا لك فيه وكان يخضب بالحناء خضابا ليس بالقاني وحزر من حضر جنازته من الرجال فكانوا ثمانمائة ألف ومن النساء ستين ألفا وأسلم يوم موته عشرون ألفا من اليهود والنصارى والمجوس وحكى عن إبراهيم الحربي قال رأيت بشر الحافي في النوم كأنه خارج من مسجد الرصافة وفي كمه شيء يتحرك فقلت ما هذا في كمك فقال نثر علينا لقدوم روح أحمد الدر والياقوت فهذا ما التقطته ( 241 )
26 - الزاهد الناطق بالحكمة الحارث بن أسد المحاسبي صاحب المصنفات في التصوف والأحوال روى عن يزيد بن هارون وغيره قال ابن الأهدل كان أحد الخمسة الجامعين بين العلمين في واحد هو والجنيد وأبو محمد وأبو العباس بن عطاء وعمرو بن عثمان المكي وله مصنفات نفيسة في السلوك والأصول ولم يأخذ من ميراث أبيه شيئا لأن أباه كان قدريا ومن قوله فقدنا ثلاثة أشياء حسن الوجه مع الصيانة وحسن القول مع الأمانة وحسن الإخاء مع الوفاء وهو أحد شيوخ الجنيد ( 243 )
27 - أحمدبن أبي الحواري الزاهد الكبير أبو الحسن الدمشقي سمع أبا معاوية وطبقته وكان من كبار المحدثين والصوفية وأجل أصحاب أبي سليمان الداراني وله كلام في الحقائق منه ما ابتلى الله عبدا بشيء أشد من القسوة والغفلة وقالت له زوجته رابعة الشامية أحبك حب الإخوان لا حب الأزواج وكانت زوجته أيضا من كبار الصالحات الذاكرات وكانت تطعمه الطيب وتطيبه وتقول اذهب بنشاطك إلى أهلك وتقول عند تقريبها الطعام إليه كل فما نضج إلى بالتسبيح وتقول إذا قامت من الليل
قام المحب إلى المؤمل قومةً @@@ كاد الفؤاد من السرور يطير ( 246 )
28 - الإمام العلم أبو جعفر أحمد بن صالح الطبري ثم المصري الحافظ سمع ابن عيينة وابن وهب وخلقا وكان ثقة قال محمد بن عبد الله بن نمير إذا جاوزت الفرات فليس أحد مثل أحمد بن صالح وقال ابن وارة الحافظ أحمد بن حنبل ببغداد وأحمد بن صالح بمصر وابن نمير بالكوفة و النفيلي بحران هؤلاء أركان الدين وقال يعقوب الفسوى كتبت عن الف شيخ حجتي فيما بيني وبين الله رجلان أحمد بن صالح وأحمد بن حنبل ( 248 )
29 - القدوة العارف أبو محمد سهل بن عبد الله التستري الزاهد في المحرم عن نحو من ثمانين سنة وله مواعظ وأحوال وكرامات وكان من أكبر مشايخ القوم ومن كلامه وقد رأي أصحاب الحديث فقال اجهدوا أن لا تلقوا الله إلا ومعكم المحابر وقيل له إلى متى يكتب الرجل الحديث قال حتى يموت ويصب باقي حبره في قبره وقال من أراد الدنيا والآخرة فليكتب الحديث فإن فيه منفعة الدنيا والآخرة وقال السلمي في الطبقات هو سهل بن عبد الله بن يونس بن عيسى بن عبد الله بن رفيع وكنيته أبو محمد أحد أئمة القوم وعلمائهم والمتكلمين في علوم الإخلاص والرياضات وعيوب الأفعال صحب خاله محمد بن سوار وشاهد ذا النون المصري سنة خروجه إلى الحج وأسند الحديث وأسند عنه أنه قال الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا وإذا انتبهوا ندموا وإذا ندموا لم تنفعهم الندامة وقال شكر العلم العمل وشكر العمل زيادة العلم وقال ما من قلب و لا نفس إلا والله مطلع عليه في ساعات الليل والنهار فأي قلب أو نفس رأى فيه حاجة إلى سواه سلط عليه إبليس وقال الذي يلزم الصوفي ثلاثة أشياء حفظ سره وأداه فرضه وصيانة فقره وقال من أراد أن يسلم من الغيبة فليسد على نفسه باب الظنون فمن سلم من الظن سلم من التجسس ومن سلم من التجسس سلم من الغيبة ومن سلم من الغيبه سلم من الزور ومن سلم من الزور سلم من البهتان وقال ذروا التدبير والإختيار فأنهما يكدران على الناس عيشهم وقال الفتن ثلاثة فتنة العامة من إضاعة العلم وفتنة الخاصة من الرخص والتأويلات وفتنة أهل المعرفة أن يلزمهم حق في وقت فيؤخرونه إلى وقت ثانٍ وقال أصولنا ستة التمسك بكتاب الله والإقتداء بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأكل الحلال وكف الأذى واجتناب الآثام وأداء الحقوق وقال لامعين إلا الله ولا دليل إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا زاد إلا التقوى ولا عمل إلا الصبر عليه وقال الأعمال بالتوفيق والتوفيق من الله ومفتاحه الدعاء والتضرع وطريقة سهل تشبه طريق الملامية وله كرامات كثيرة وكان يعتقد مذهب مالك رضي الله عنهما ( 283 )
علي بن حسين فقيهي
2008-01-08, 05:07 PM
11 - الأحداث والوقائع والأوائل والأواخر
1- وفيها أول ظهور بابك الخرمي الكافر فعاث وأفسد وكان يقول بتناسخ الأرواح ( 201 )
2 - أهل بغداد أصابهم بلاء عظيم في هذه السنوات حتى كادت تتداعى بالخراب وجلا خلق من أهلها عنها للنهب والسبي والغلاء وخراب الدور ( 201 )
3 - استوثقت الممالك للمأمون وقدم بغداد في رمضان من خراسان واتخذها سكنا ( 203 )
4 - وفيها في الحجة حدث بخراسان زلازل أقامت سبعين يوما وهلك بها خلق كثير وبلاد كثيرة ( 203 )
5 - وعلي بن موسى الرضي الإمام أبو الحسن الحسيني بطوس وله خمسون سنة وله مشهد كبير بطوس يزار روى عن أبيه موسى الكاظم عن جده جعفر ابن محمد الصادق وهو أحد الأئمة الاثني عشر في اعتقاد الإمامية ولد بالمدينة سنة ثلاث أو إحدى وخمسين ومائة ومات بطوس وصلى عليه المأمون ودفنه بجنب أبيه الرشيد وكان موته بالحمى وقيل بالسم وكان المأمون أرسله إلى أخيه زيد بن موسى وقد قام بالبصرة ليرده عن ذلك فقال على يا زيد ما تريد بهذا فعلت بالمسلمين الأذى وتزعم أنك من ولد فاطمة والله لأشد الناس عليك رسول الله صلى الله عليه وسلم يا زيد ينبغي لمن أخذ برسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعطي به ولما بلغ كلامه المأمون وبكى وقال في المغني علي بن موسى بن جعفر الرضي عن آبائه قال ابن طاهر يأتي عن آبائه بعجائب قلت الشأن في صحة الإسناد إليه فإنه كذب عليه وعلى جده ( 203 )
6 - استعمل المأمون على بغداد إسحاق بن إبراهيم الخزاعي فوليها مدة وهو الذي كن يمتحن الناس بخلق القرآن في أيام المأمون والمعتصم والواثق ( 206 )
7 - جاء سيل بمكة حتى بلغ الماء الحجر والباب وهدم أكثر من ألف دار ومات نحو من ألف إنسان ( 208 )
8 - وفي سنة عشر ومائتين تزوج المأمون بوران بنت الحسن بن سهل بواسط وكان عرساً لم يسمع بمثله في الدنيا نثر فيه على الهاشميين والقواد والوجوه بنادق مسك فيها رقاع متضمنة لضياع وجوار ودواب ومن وقع في حجره بندقة ملك ما فيها وأقام أبوها الجيش كله بضعة عشر يوماً فكتب له المأمون بخراج فارس والأهواز سنة ودخل عليها في الليلة الثالثة من وصوله فلما قعد عندها نثرت جدتها ألف درة فقال لها سلي حوائجك فقالت الرضى عن إبراهيم بن المهدي ففعل ولما أصبح جلس للناس فقال له أحمد بن يوسف الكاتب باليمن والبركة وشدة الحركة والظفر في المعركة فقال يعرض بحيضها
فارسٌ ماضٍ بحربته @@@ صادقاً بالطعن في الظلم
رامَ أن يدمي فريسته @@@ فاتقته من دمٍ بدمِ ( 210 )
9 - عبد الملك بن هشام البصري النحوي صاحب المغازي هذب السيرة ونقلها عن البكائي صاحب ابن إسحاق وكان أديبا إخباريا نسابة سكن مصر(218 )
10 - التقى الأفشين والخرمية لعنهم الله وهزمهم ونجا بابك فلم يزل الأفشين يتحيل عليه حتى أسره وقد عاث هذا الملعون وأفسد البلاد والعباد وامتدت أيامه نيفا وعشرين سنة وأراد أن يقيم ملة المجوس بطبرستان واستولى على أذربيجان وغيرها وفي أيامه ظهر المازيار القائم بملة المجوس بطبرستان ( 222 )
11 - أتى المعتصم ببابك الخرمي قال ابن الجوزي في الشذور أنبأنا محمد بن عبد الباقي أنبأنا على بن المحسن عن أبيه أن أخا بابك الخرمي قال له لما دخل على المعتصم بابك أنك قد عملت ما لم يعمل أحد فاصبر الآن صبرا لم يصبره أحد فقال له سترى صبري فأمر المعتصم بقطع أيدهما بحضرته فبدأ ببابك فقطعت يمينه فأخذ الدم فمسح به وجهه وقال لئلا يرى في وجهي صفرة فيظن أني جزعت من الموت ثم قطعت أربعته وضربت عنقه وقذف في النار وفعل ذلك بأخيه فما فيهما من صاح ( 223 )
12 - توفي الأمير إبراهيم بن المهدي بن محمد المنصور العباسي الأسود ولذلك ولضخامته يقال له التنين ويقال له ابن شكله وهي أمه وكان أديبا فصيحا شاعرا محسنا رأسا في معرفة الغناء وأنواعه ولي إمرة دمشق لأخيه الرشيد وبويع بالخلافة ببغداد ولقب المبارك ( 224 )
13 - وفي ذي الحجة توفي الواثق بالله أبو جعفر وقيل أبو القاسم هارون بن المعتصم محمد بن الرشيد بن المهدي العباسي عن بضع وثلاثين سنة وكانت أيامه خمس سنين وأشهرا ولي بعهد من أبيه وكان أديبا شاعرا أبيض تعلوه صفرة حسن اللحية في عينيه نكتة دخل في القول بخلق القرآن وامتحن الناس وقوي عزمه ابن أبي دؤاد القاضي ولما احتضر ألصق خده بالأرض وجعل يقول يا من لا يزول ملكه ارحم من قد زال ملكه واستخلف بعده أخوه المتوكل فأظهر السنة ورفع المحنة
وكان سبب موته أن طبيبه ميخائيل عبر عليه ذات يوم فقال له يا ميخائيل ابغ لي دواء للباه فقال يا أمير المؤمنين خف الله في نفسك النكاح يهد البدن فقال لا بد من ذلك فقال إذا كان ولا بد فعليك بلحم السبع اغله بالخل سبع غليات وخذ منه ثلاثة دراهم على الشراب وإياك أن
تكثر منه تقع في الإستقساء ففعل الواثق ذلك وأخذ منه فأكثر لمحبته في الجماع فاستسقى بطنه فأجمع الأطباء أن لا دواء له إلا أن يسجر له تنور بحطب الزيتون وإذا ملى ء جمرا نحى ما في جوفه وألقى فيه على ظهره ويجعل تحته وفوقه الأشياء الرطبة ويودع فيه ثلاث ساعات وإذا طلب ماء لم يسق فأن سقى كان تلفه فيه فأمر الواثق فصنع به كذلك وأخرج من التنور وهو في رأي العين أنه أحترق فلما أصاب جسمه روح الهواء اشتد عليه فجعل يخور كما يخور الثور ويصيح ردوني إلى التنور فاجتمعت جواريه ووزيره محمد بن الزيات فردوه إلى التنور فلما ردوه إليه سكن صياحه وأخرج ميتا ( 232 )
14 - إسحاق بن إبراهيم الموصلي النديم أبو محمد كان رأسا في صناعة الطرب والموسيقا أديبا عالما أخباريا شاعرا محسنا كثير الفضائل سمع من مالك وهشيم وجماعة وعاش خمسا وثمانين سنة وكان نافق السوق عند الخلفاء إلى الغاية يعد من الأجواد وثقه إبراهيم الحربي قاله في العبر وقال ابن الأهدل كان المأمون يقول لولا ما سبق لإسحاق من الشهرة بالغناء لوليته القضاء فإنه أولى وأعف وأصدق وأكثر دينا وأمانة من هؤلاء القضاة لكن طعن فيه الخطابي كما نقله النووي عنه وقال إنه معروف بالسخف والخلاعة وأنه لما وضع كتابه في الأغاني وأمعن في تلك الأباطيل لم يرض بما تزود من إثمها حتى صدر كتابه بذم أصحاب الحديث وزعم أنهم يروون مالا يدرون ( 235 )
15 - وفيها على ما قاله في الشذور تم جامع سر من رأى فبلغت النفقة عليه ثلثمائة ألف وثمانية آلاف ومائتين واثني عشر دينار ( 237 )
16 - غضب المتوكل على أحمد بن أبي دؤاد القاضي وآله وصادرهم وأخذ منهم ستة عشر ألف ألف درهم ( 237 )
17 - في شوال قتل المتوكل على الله أبو الفضل جعفر بن المعتصم محمد بن الرشيد العباسي فتكوا به في مجلس لهوه بأمر ابنه المنتصر وعاش أربعين سنة وكان أسمر نحيفا مليح العينين خفيف العارضين ليس بالطويل وهو الذي أحيا السنة وأمات التجهم ولكنه كان فيه نصب ظاهر وانهماك على اللذات والمكاره وفيه كرم وتبذير وكان قد عزم على ابنه المنتصر وتقدم إليه بتقديم المعتز عليه لفرط محبته لأمه وبقي يؤذيه ويتهدده إن لم ينزل عن العهد واتفق مصادرة المتوكل لوصيف فتعاملوا عليه ودخل عليه خمسة في جوف الليل فنزلوا عليه بالسيوف فقتلوه وقتلوا وزيره الفتح بن خاقان معه ولما قتلا أصبح الناس يقولون قتل المتوكل والفتح بن خاقان دبر عليهما المنتصر ولد المتوكل وكان الناس على لسان واحد يقولون والله لا عاش المنتصر إلا ستة أشهر كما عاش شيرويه بن كسرى حيث قتل أباه فكان الأمر كذلك وكان قتله ليلة الأربعاء لثلاث خلون من شوال ( 247 )
18 - فتنة الزنج وخروج العلوي قائد الزنج بالبصرة فعسكر ودعا إلى نفسه وزعم أنه علي بن محمد بن أحمد بن علي بن عيسى بن الشهيد زيد بن علي ولم يثبتوا نسبه فبادر إلى دعوته عبيد أهل البصرة السودان ومن ثم قيل الزنج والتف إليه كل صاحب فتنة حتى استفحل أمره وهزم جيوش الخليفة واستباح البصرة وغيرها وفعل الأفاعيل وامتدت أيامه الملعونة إلى أن قتل إلى غير رحمة الله في سنة سبعين
قال الصولي قتل من المسلمين ألف ألف وخمسمائة ألف قال وقتل في يوم واحد بالبصرة ثلاثمائة ألف وكان يصعد على المنبر فيسب عثمان وعليا ومعاوية وعائشة وهو اعتقاد الأزارقة وكان ينادي في عسكره على العلوية بدرهمين وثلاثة وكان عند الواحد من الزنج العشر من العلويات يفترشهن وكان الخبيث خارجيا يقول لا حكم إلا الله وقيل كان زنديقا يتستر بمذهب الخوارج وهو أشبه فإن الموفق كتب إليه وهو يحاربه في سنة سبع وستين يدعوه إلى التوبة والإنابة إلى الله مما فعل من سفك الدماء وسبى الحريم وانتحال النبوة والوحى فما زاده الكتاب إلا تجبرا وطغيانا ويقال أنه قتل الرسول فنازل الموفق مدينته المختارة فتأملها فإذا مدينة حصينة محكمة الأسوار عميقة الخنادق فرأى شيئا مهولا ورأى من كثرة المقاتلة ما أذهله ثم رموه رمية واحدة بالمجانيق والمقاليع والنشاب وضجوا ضجة ارتجت منها الأرض فعمد الموفق إلى مكاتبة قواد الخبيث واستمالهم فاستجاب له عدد منهم فأحسن إليهم وقيل كان الخبيث منجما يكتب الحروز وأول شيء كان بواسط فحبسه محمد بن أبي عون ثم أطلقه فلم يلبث أن خرج بالبصرة واستغوى السودان والزبالين والعبيد فصار أمره إلى ما صار ذكر جميع ذلك في العبر ( 255 )
19 - وفي صفر صاحب الأندلس محمد بن عبد الرحمن بن الحكم بن هشام الأموي الأمير أبو عبد الله وكانت دولته خمسا وثلاثين سنة وكان فقيها عالما فصيحا مفوها رافعا لعلم الجهاد قال بقي بن مخلد ما رأيت ولا سمعت أحدا من الملوك افصح منه ولا أعقل وقال أبو المظفر بن الجوزي هوصاحب وقعة وادي سليط التي لم يسمع بمثلها يقال إنه قتل فيها ثلثمائة ألف كافر ( 273 )
20 - أمر المعتضد في سائر البلاد بتوريث ذوي الأرحام وإبطال دواوين المواريث في ذلك وكثر الدعاء له وكان قبل ذلك قد أبطل النيروز ووقيد النيران وأمات سنة المجوس ( 283 )
21- ظهر أبو عبد الله الشيعي بالمغرب فدعا العامة إلى الإمام المهدي عبيد الله فاستجابوا له ( 288 )
22 - ثابت بن قرة بن هارون ويقال ابن هارون الحاسب الحكيم الحراني كان في مبدأ أمره بحران ثم انتقل إلى بغداد فاشتغل بعلوم الأوائل فمهر
فيها وبرع في الطب وكان الغالب عليه الفلسفة حتى قال ابن خلكان كان صابئي النحلة وله تآليف كثيرة في فنون من العلم مقدار عشرين تأليفا منها تاريخ حسن وأخذ كتاب اقليدس فهذبه ونقحه وأوضح منه ما كان مشتبها وكان من أعيان أهل عصره في الفضائل وجرى بينه وبين أهل مذهبه أشياء أنكروها عليه في المذهب فرفعوه إلى رئيسهم فأنكر عليه مقالته ومنعه من دخول الهيكل فناب ورجع عن ذلك ثم عاد بعد مدة إلى تلك المقالة فمنعوه من الدخول إلى المجمع فخرج من حران ونزل كفر توثا - قرية كبيرة بالجزيرة الفراتية - وأقام بها مدة إلى أن قدم محمد بن موسى من بلاد الروم راجعا إلى بغداد فاجتمع به فرآه فاضلا فصيحا فاستصحبه إلى بغداد وأنزله في داره ووصله بالخليفة فأدخله في جملة المنجمين فسكن بغداد وأولد أولادا ( 288 )
23 - أبو الحسن ثابت بن سنان بن قرة وكان صائبي النحلة أيضا وكان في أيام معز الدولة بن بويه وكان طبيبا عالما نبيلا يقرأ عليه كتاب بقراط وجالينوس وكان فكاكا للمعاني وكان سلك مسلك جده ثابت في نظره في الطب والفلسفة والهندسة وجميع الصناعات الرياضية ( 288 )
24 - فيها زاد أمر القرامطة وحاصر رئيسهم دمشق ورئيسهم يحيى بن زكرويه وكان زكرويه هذا يدعى أنه من أولاد علي رضي الله عنه ويكتب إلى أصحابه من عبيد الله بن عبد الله المهدي المنصور بالله الناصر لدين الله القائم بأمر الله الحاكم بحكم الله الداعي إلى كتاب الله الذاب عن حريم الله المختار من ولد رسول الله فقتل وخلفه أخوه الحسين صاحب الشامة فجهز المكتفي عشرة آلاف لحربهم عليهم الأمير أبو الأغر فلما قاربوا حلب كبستهم القرامطة ليلا ووضعوا فيهم السيف فهرب أبو الأغر في ألف نفس ودخل حلب وقتل تسعة آلاف ووصل المكتفي إلى الرقة وجهز الجيوش إلى أبي الأغر وجاءت من مصر العساكر الطولونية مع بدر الحمامي فهزموا القرامطة وقتلوا منهم خلقا وقيل بل كانت الوقعة بين القرامطة والمصريين بأرض مصر وأن القرمطي صاحب الشامة انهزم إلى الشام ومر على الرحبة وهيت ينهب ويسبي الحريم حتى دخل الأهواز ( 290 )
25 - دخل عبيد الله الملقب بالمهدي المغرب متنكرا والطلب عليه من كل وجه فقبض عليه متولي سجلماسة وعلى ابنه فحاربه أبو عبد الله الشيعي داعي المهدي فهزمه ومزق جيوشه وجرت بالمغرب أمور هائلة واستولى على المغرب المهدي المنتسب إلى الحسين بن علي أيضا بكذبه وكان باطني الإعتقاد وهو الذي بني المهدية ( 290 )
علي بن حسين فقيهي
2008-01-08, 05:09 PM
12 - أقوال مأثورة
1- وكان الشافعي يقول وددت أن لو أخذ عني هذا العلم من غير أن ينسب إلى منه شيء وقال ما ناظرت أحدا إلا وددت أن يظهر الله الحق على يديه وكان يقول لأحمد بن حنبل يا أبا عبد الله أنت أعلم بالحديث مني فإذا صح الحديث فأعلمني حتى أذهب إليه شاميا كان أو كوفيا أو بصريا
( 204 )
2 - وضجر شعبة يوما من إملاء الحديث فرأى أبا زيد في أخريات الحلقة فقال
استعجمت دارُ ميٍّ ما تكلمنا @@@ والدار لو كلمتنا ذات أخبار
ألا تعال يا أبا زيد فجاءه فتحادثا وتناشدا الأشعار فقال له بعض الحاضرين يا أبا بسطام تقطع إليك ظهور الإبل فتدعنا وتقبل على الأشعار فقال أنا أعلم بالأصلح لي أنا والله الذي لا إله إلا هو في هذا أسلم مني في ذلك كأنه يروح قلبه عند السآمة ومثل هذا ما روى أن ابن عباس كان يقول لأصحابه أحمضوا وكما قال أبو الدرداء إني لأجم نفسي بشيء من الباطل لأستعين به على الحق ( 215 )
3 - قال أبو سعيد عبد الملك بن قريب الأصمعي : رأيت شيخا بالبادية قد سقط حاجباه وله مائة وعشرون سنة وفيه بقية فسألته فقال تركت الحسد فبقي الجسد ، وبإسناده عن علي رضي الله عنه إنه قال : هذا المال لا يصلحه إلا ثلاث أخذه من حله ووضعه في حقه ومنعه من السرف ( 216 )
4 - قال عبيد الله بن محمد العيشي البصري الإخباري: ما أعرف كلمة بعد كلام الله ورسوله أخصر لفظا ولا أكمل وضعا ولا أعم نفعا من قول علي كرم الله وجهه قيمة كل امرئ ما يحسن ( 228 )
5 - حاتم الأصم أبو عبد الرحمن الزاهد صاحب المواعظ والحكم بخراسان وكان يقال له لقمان هذه الأمة قال أبو عبد الرحمن السلمي في طبقاته حاتم الأصم البلخي وهو حاتم بن عنوان ويقال حاتم بن يوسف كنيته أبو عبد الرحمن وهو من قدماء مشايخ خراسان ومن أهل بلخ صحب شقيق بن إبراهيم
قال حاتم من دخل في مذهبنا هذا فليجعل على نفسه أربع خصال من الموت موت ابيض وموت اسود وموت أحمر وموت أخضر فالموت الأبيض الجوع والموت الأسود احتمال الأذى والموت الأحمر مخالفة النفس والموت الأخضر طرح الرقاع بعضها على بعض وقال من أصبح وهو مستقيم في أربعة أشياء فهو يتقلب في رضا الله أولها الثقة بالله ثم التوكل ثم الإخلاص ثم المعرفة والأشياء كلها تتم بالمعرفة وقال الواثق برزقه هو أن لا يفرح بالغنى ولا يغتم بالفقر ولا يبالي أصبح
في عسر أو يسر وقال يعرف الإخلاص بالاستقامة والاستقامة بالرجاء والرجاء بالإرادة والإرادة بالمعرفة وقال أصل الطاعة ثلاثة أشياء الخوف والرجاء والحب وأصل المعصية ثلاثة أشياء الكبر والحسد والحرص وقال إذا أمرت الناس بالخير فكن أنت أولى به وأحق واعمل فيما تأمر وكذا فيما تنهى وأسند في الحلية قال مر عصام بن يوسف بحاتم الأصم وهو يتكلم في مجلسه فقال يا حاتم تحسن تصلي قال نعم قال كيف تصلي قال حاتم أقوم بالأمر وامشي بالخشية وادخل بالنية وأكبر بالعظمة وأقرأ بالترتيل والتفكر وأركع بالخشوع وأسجد بالتواضع وأجلس للتشهد بالتمام وأسلم السبل والسنة وأسلمها بالإخلاص لله عز وجل وأرجع على نفسي بالحق وأخاف أن لا تقبل مني وأحفظه عني إلى الموت قال تكلم فأنت تحسن تصلي انتهى ما ذكره السلمي ملخصا قال ابن الجوزي ولم يكن أصم وإنما كانت امرأة تسأله فخرج منها صوت فخجلت فقال ارفعي صوتك حتى أسمع فزال خجلها وغلب عليه هذا الاسم ( 237 )
6 - ومن كلامه أحمد بن أبي الحواري من عمل بلا اتباع سنة فعمله باطل وقال إني لا أقرأ القرآن فانظر في آية آية فيحار عقلي وأعجب
من حفاظ القرآن كيف يهنيهم النوم ويسعهم أن يشتغلوا بتدبير الدنيا وهم يتلون كلام الرحمن أما لو فهموا ما يتلون وعرفوا حقه وتلذذوا به واستحلوا المناجاة به لذهب عنهم النوم فرحا بما رزقوا ووفقوا
وقال الحافظ الذهبي في التهذيب قال محمد بن عوف الحمصي رأيت أحمد بن أبي الحواري صلى العتمة ثم قام يصلي فاستفتح بالحمد إلى إياك نعبد وإياك نستعين فطفت الحائط كله ثم رجعت فإذا هو لا يجاوز إياك نعبد وإياك نستعين ثم نمت ومررت به سحرا وهو يقول إياك نعبد وإياك نستعين فلم يزل يرددها إلى الصبح ( 246 )
7 - قال ثعلب ( اشتغل أهل القرآن والحديث والفقه بذلك ففازوا واشتغلت بزيد وعمر وليت شعري ما يكون حظى في الآخرة )
قال ثعلب كنت أحب أن أرى أحمد بن حنبل فصرت إليه فلما دخلت عليه قال لي فيم تنظر فقلت في النحو والعربية فأنشدني أبو عبد الله أحمد بن حنبل
إذا ما خلوت الدهر يوما فلا تقل @@@ خلوت ولكن قل على رقيب
ولا تحسبن الله يغفل ما مضى @@@ ولا أن ما يخفى عليه يغيب
لهونا عن الأيام حتى تتابعت @@@ ذنوب على آثارهن ذنوب
فيا ليت أن الله يغفر ما مضى @@@ ويأذن في توباتنا فنتوب ( 291 )
علي بن حسين فقيهي
2008-01-08, 05:10 PM
13 - الكوارث
1 - زلزلت مدينة فرغانة فمات منها أكثر من خمسة عشر ألفا قاله في الشذور ( 224 )
2 - كانت رجفة بالأهواز عظيمة تصدعت منها الجبال وهرب أهل البلد إلى البر وإلى السفن وسقطت فيها دور كثيرة وسقط نصف الجامع ومكثت ستة عشر يوماً ( 225 ))
3 - فيها كما قاله ابن الجوزي في الشذور رجفت دمشق رجفة شديدة من ارتفاع الضحى أي إلى ثلاث ساعات كما قاله في العبر فانتقضت منها البيوت زالت الحجارة العظيمة وسقطت عدة طاقات من الأسواق على من فيها فقتلت خلقا كثيرا وسقط بعض شرفات الجامع وانقطع ربع منارته وانكفأت قرية من عمل الغوطة على أهلها فلم ينج منهم إلا رجل واحد واشتدت الزلازل على أنطاكية والموصل ووقع أكثر من ألفي دار على أهلها فقتلتهم ومات من أهلها عشرون ألفا وفقد من بستان أكثر من مائتي نخلة من أصولها فلم يبق لها أثر ( 233 )
4 - زلزلت بلاد المغرب حتى تهدمت الحصون والمنازل والقناطر فأمر المتوكل بتفرقة ثلاثة آلاف الف درهم في الذين أصيبوا بمنازلهم وكانت بانطاكية زلزلة ورجفة قتلت خلقا كثيرا وسقط منها ألف وخمسمائة دار ووقع من سورها نيف وتسعون برجا وسمع أهلها أصواتا هائلة لا يحسنون وصفها فتركوا المنازل وهرب الناس إلى الصحراء وسمع أهل تنيس صيحة عالية دامت فمات منها خلق كثير وذهبت جبلة بأهلها ( 245 )
5 - ظهرت ظلمة بمصر وحمرة في السماء شديدة حتى كان الرجل ينظر إلى وجه الأرض فيراه أحمر وكذلك الحيطان وغيرها من العصر إلى العشاء فخرج الناس يدعون اله تعالى ويستغيثون إليه ووعد المنجمون الناس بالغرق فغارت المياه واحتاجوا إلى الإستسقاء ( 284 )
علي بن حسين فقيهي
2008-01-09, 04:49 PM
1- الفوائد العقدية
1 - أدخل الحلاج بغداد مشهورا على جمل وعلق مصلوبا ونودي عليه هذا أحد دعاة القرامطة فاعرفوه ثم حبس وظهر أنه أدعى الالهية وصرح بحلول اللاهوت في الأشراف وكانت مكاتباته تنبى ء بذلك فاستمال أهل الحبس بإظهار السنة فصاروا يتبركون به قاله في العبر ( 301 )
2 - أحمد بن يحيى بن الراوندي الملحد لعنه الله ببغداد وكان يلازم الرافضة والزنادقة قال ابن الجوزي كنت أسمع عنه بالعظائم حتى رأيت في كتبه ما لم يخطر على قلب إنه يقوله عاقل فمن كتبه كتاب نعت الحكمة وكتاب قضيب الذهب وكتاب الزمردة وقال ابن عقيل عجبي كيف لم يقتل وقد صنف الدامغ يدمغ به القرآن والزمردة يزري بها على النبوات قاله في العبر وقال ابن الأهدل ما ملخصه له مقالات في علم الكلام وينسب إليه الإلحاد وله مائة وبضعة عشر كتابا وله كتاب نصيحة المعتزلة رد فيه عليهم وأصحابنا ينسبونه إلى ما هو أصل من مذهبهم عاش نحوا من أربعين سنة وراوند قرية من قرى قاسان بالمهملة من نواحي أصبهان قيل وهو الذي لقن اليهود القول بعدم نسخ شريعتهم وقال لهم قولوا إن موسى أمرنا أن نتمسك بالسبت ما دامت السموات والأرض ولا تأمر الأنبياء إلا بما هو حق انتهى والعجب من ابن خلكان كيف يترجمه ترجمة العلماء ساكتا عن عوارة ه مع سعة اطلاع ابن خلكان ووقوفه على إلحاده وقد اعترض جماعات كثيرة على ابن خلكان من أجل ذلك حتى قال العماد بن كثير هذا على عادته من تساهله وغضه عن عيوب مثل هذا الشقي والله أعلم ( 301 )
3 - أبو علي الجبائي بالضم والتشديد نسبة إلى جبي بالقصر قرية بالبصرة وهو محمد بن عبد الوهاب البصري شيخ المعتزلة وأبو شيخ المعتزلة أبي هاشم وعن أبي علي أخذ شيخ زمانه أبو الحسن الأشعري ثم رجع عن مذهبه وله معه مناظرات في الثلاثة الإخوة وغيرها دونها الناس وسيأتي شيء منها في ترجمة الأشعري إن شاء الله تعالى ( 303 )
4 - قتل أبو عبد الله الحسين بن منصور بن محمى الفارسي الحلاج وكان محمى مجوسيا قال في العبر تصوف الحلاج وصحب سهل بن عبد الله التستري ثم قدم بغداد فصحب الجنيد والنوري وتعبد فبالغ في المجاهدة والترقب ثم فتن ودخل عليه الداخل من الكبر والرياسة فسافر إلى الهند وتعلم السحر فحصل له به حال شيطاني وهرب منه الحال الإيماني ثم بدت منه كفريات أباحت دمه وكسرت صنمه واشتبه على الناس السحر بالكرامات فضل به خلق كثير كدأب من مضى ومن يكون إلى مقتل الدجال الأكبر والمعصوم من عصمة الله وقد جال هذا الرجل بخراسان وما وراء النهر والهند وزرع في كل ناحية زندقة فكانوا يكاتبونه من الهند بالمغيث ومن بلاد الترك بالمقيت لبعد الدار عن الإيمان وأما البلاد القريبة فكانوا يكاتبونه من خراسان بأبي عبد الله الزاهد ومن خورستان بالشيخ حلاج الأسرار وسماه أشياعه ببغداد المصطلم وبالبصرة المحير ثم سكن بغداد في حدود الثلثمائة وقبلها واشترى أملاكا وبنى دارا وأخذ يدعو الناس إلى أمور فقامت عليه الكبار ووقع بينه وبين الشبلي والفقيه محمد بن داود الظاهري والوزير علي بن عيسى الذي كان في وزارته كابن هبيرة في وزارته علما ودينا وعدلا فقال ناس ساحر فأصابوا وقال ناس به مس من الجن فما أبعدوا لأن الذي كان يصدر منه لا يصدر من عاقل إذ ذلك موجب حتفه أو هو كالمصروع أو المصاب الذي يخبر بالمغيبات ولا يتعاطى بذلك حالا ولا إن ذلك من قبيل الوحي ولا الكرامات وقال ناس من الأغتام بل هذا رجل عارف ولى لله صاحب كرامات فليقل ما شاء فجهلوا من وجهين أحدهما أنه ولى والثاني أن الولي يقول ما شاء فلن يقول إلا الحق وهذه بلية عظيمة ومرضة مزمنة أعياء الأطباء داؤها وراج بهرجها وعز ناقدها والله المستعان قال أحمد بن يوسف التنوخي الأزرق كان الحلاج يدعو كل وقت إلى شيء على حسب ما يستبله طائفه أخبرني جماعة من أصحابه أنه لما افتتن به الناس بالأهواز لما يخرج لهم من الأطعمة في غير وقتها والدراهم ويسميها دراهم القدرة حدث الجبائي بذلك فقال هذه الأشياء تمكن الحيل فيها ولكن أدخلوه بيتا من بيوتكم وكلفوه أن يخرج منه جرزتي شوك فبلغ الحلاج قوله فخرج من الأهواز وروى عن عمرو بن عثمان المكي أنه لعن الحلاج وقال قرأت آية من القرآن فقال يمكنني أن أؤلف مثلها وقال أبو يعقوب الأقطع زوجت بنتي بالحلاج فبان لي بعد أنه ساحر محتال وقال الصولي جالست الحرج فرأيت جاهلا يتعاقل وعيبيا يتبالغ وفاجرا يتزهد وكان ظاهره أنه ناسك فإذا علم أن أهل بلد يرون الإعتزال صار معتزليا أو يرون التشيع تشيع أو يرون التسنن تسنن وكان يعرف الشعبذة والكيماء والطب ويتنقل في البلدان ويدعى الربويية ويقول للواحد من أصحابه أنت أدم ولذا أنت نوح ولهذا أنت محمد ويدعى التناسخ وإن أرواح الأنبياء انتقلت إليهم
وأجمع الفقهاء ببغداد أنه قتل كافرا وكان ممخرقا مموها مشعبذا وبهذا قال أكثر الصوفية فيه ومنهم طائفة كما تقدم أجملوا القول فيه وغرهم ظاهره ولم يطلعوا على باطنه ولا باطن قوله ولما أنشد لأبي عبد الله بن خفيف قول الحلاج ابن منصور
سبحان من أظهر ناسوته @@@ سرسنا لاهوته الثاقب
ثم بدا في خلقه ظاهرا @@@ في صورة الآكل والشارب
حتى لقد عاينه خلقه @@@ كلحظة الحاجب بالحاجب
فقال ابن خفيف على من يقول هذا لعنة الله فقيل له إن هذا من شعر الحلاج فقال قد يكون مقولا عليه ولما كان يوم الثلاثاء لتسع بقين من ذي القعدة سنة تسع وثلثمائة أحضر الحلاج إلى مجلس الشرطة بالجانب الغربي فضرب نحو ألف سوط ثم قطعت يداه ورجلا ثم ضربت عنقه وأحرقت جثته بالنار ونصب رأسه على سور الجسر الجديد وعلقت يداه ورجلاه إلى جانب رأسه وذكر السلمى بسنده قال أبو بكر بن ممشاد حضر عندنا بالدينور رجل ومعه خلاة فوجدوا فيها كتابا للحلاج عنوانه من الرحيم الرحمن إلى فلان بن فلان يدعوه إلى الضلالة والإيمان به فبعث بالكتاب إلى بغداد فسئل الحلاج عن ذلك فأقر أنه كتبه وعلى هذا جرى ما جرى ( 309 )
5 - قال أبو يعلى في الطبقات وأنبأنا على المحدث عن أبي عبد الله الفقيه أنه قال إذا رأيت البغدادي يحب أبا الحسن بن بشار وأبا محمد البربهاوي فاعلم أنه صاحب سنة وكان ابن بشار يقول من زعم أن الكفار يحاسبون ما يستحي من الله ثم قال من صلى خلف من يقول هذه المقالة يعيد انتهى ملخصا أي خلافا للسالمية فإنهم يقولون بحساب الكفار كالمسلمين والحق إنهم تحصى أعمالهم ويطالعون عليها ويقرعون بها تقريعا من غير وزن وحساب لقوله تعالى ( فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا ) ( 313 )
6 - الكعبي شيخ المعتزلة أبو القاسم عبد الله بن أحمد البلخي قال ابن خلكان أبو القسم عبد الله بن أحمد بن محمود الكعبي البلخي العالم المشهور كان رأس طائفة من المعتزلة يقال لهم الكعبية وهو صاحب مقالات ومن مقالاته إن الله سبحانه وتعالى ليست له إرادة وإن جميع أفعاله واقعة منه بغير إرادة ولا مشيئة منه لها وكان من كبار المتكلمين وله اختيارات في علم الكلام ( 319 )
7 - أبو جعفر أحمد بن محمد بن سلامة الطحاوي الأزدي الخجري المصري شيخ الحنفية الثقة الثبت سمع هارون بن سعيد الأيلي وطائفة من أصحاب ابن عيينة وابن وهب ومنه أحمد بن القاسم الخشاب والطبراني وصنف التصانيف منها العقيدة السُنية السَنية وبرع في الفقه والحديث توفي في ذي القعدة وله اثنتان وثمانون سنة قال ابن يونس كان ثقة ثبتا لم يخلف مثله وقال الشيخ أبو إسحاق انتهت إليه رياسة الحنفية بمصر وقرأ أولا على المزني قيل وكان ابن أخته فقال له يوما والله لا جاء منك شيء فغضب وانتقل إلى جعفر ابن عمران الحنفي ففاق أهل عصره وكان يقول بعد رحم الله أبا إبراهيم يعني المزني لو كان حيا لكفر عن يمينه وصنف كثيرا ونسبته إلى طحا قرية بصعيد مصر ( 321 )
8 - أبو هاشم عبد السلام بن محمد بن عبد الوهاب البصري الجبائي شيخ المعتزلة وابن شيخهم توفي في شعبان ببغداد(321 )
9 - الإمام العلامة البحر الفهامة أبو الحسن الأشعري على بن إسماعيل ابن أبي بشر المتكلم البصري صاحب المصنفات وله بضع وستون سنة أخذ عن زكريا الساجي وعلم الجدل والنظر عن أبي علي الجبائي ثم رد المعتزلة ذكر ابن حزم أن للأشعري خمسة وخمسين تصنيفا وأنه توفي في هذا العام وقال غيره توفي سنة ثلاثين وقيل بعد الثلاثين وكان قانعا متعففا . قلت ومما بيض به وجوه أهل السنة النبوية وسود به رايات أهل الاعتزال والجهمية فأبان به وجه الحق الأبلج ولصدور أهل الإيمان والعرفان أثلج مناظرته مع شيخه الجبائي التي بها قصم ظهر كل مبتدع مرائي وهي كما قال ابن خلكان سأل أبو الحسن المذكور أستاذه أبا علي الجبائي عن ثلاثة إخوة كان أحدهم مؤمنا برا تقيا والثاني كان كافرا فاسقا شقيا والثالث كان صغيرا فماتوا فكيف حالهم فقال الجبائي أما الزاهد ففي الدرجات وأما الكافر ففي الدركات وأما الصغير فمن أهل السلامة فقال الأشعري إن أراد الصغير أين يذهب إلى درجات الزاهد هل يؤذن له فقال الجبائي لا لأنه يقال له أخوك إنما وصل إلى هذه الدرجات بسبب طاعته الكثيرة وليس لك تلك الطاعات فقال الأشعري فإن قال ذلك التقصير ليس مني فإنك ما أبقيتني ولا أقدرتني على الطاعة فقال الجبائي يقول الباري جل وعلا كنت أعلم لو بقيت لعصيت وصرت مستحقا للعذاب الأليم فراعيت مصلحتك فقال الأشعري فلو قال الأخ الأكبر يا إله العالمين كما علمت حاله فقد علمت حالي فلم راعيت مصلحته دوني فانقطع الجبائي ولهذه المناظرة دلالة على أن الله تعالى خص من شاء برحمته وخص آخر بعذابه وإلى أبي الحسن انتهت رياسة الدنيا في الكلام وكان في ذلك المقدم المقتدي الإمام
قال في كتابه الإبانة في أصول الديانه وهو آخر كتاب صنفه وعليه يعتمد أصحابه في الذب عنه عند من يطعن عليه فصل في إبانة
قول أهل الحق والسنة فإن قال قائل قد أنكرتم قول المعتزلة والقدرية والجهمية والحرورية والرافضة والمرجئة فعرفونا قولكم الذي به تقولون وديانتكم التي بها تدينون قيل له قولنا الذي نقول به وديانتنا التي ندين بها التمسك بكلام ربنا وسنة نبينا وما روى عن الصحابة والتابعين وأئمة الحديث ونحن بذلك معتصمون وبما كان يقول أبو عبد الله أحمد بن حنبل نضر الله وجهه ورفع درجته وأجزل مثوبته قائلون ولما خالف قوله مخالفون لأنه الإمام الفاضل والرئيس الكامل الذي أبان الله به الحق ودفع به الضلال وأوضح المنهاج وقمع به بدع المبتدعين وزيغ الزائغين وشك المشاكين فرحمة الله عليه من إمام مقدم وجليل معظم وكبير مفهم وجملة قولنا إنا نقر بالله وملائكته وكتبه ورسله وبما جاء من عند الله وبما رواه الثقات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا نرد من ذلك شيئا وإنه واحد لا إله إلا هو فرد صمد لم يتخذ صاحبة ولا ولدا وأن محمدا عبده ورسوله أرسله بالهدى ودين الحق وأن الجنة حق وأن النار حق وأن الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور وأن الله مستو على عرشه كما قال الرحمن على العرش استوى وأن له وجها كما قال ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام وأن له يدين بلا كيف كما قال بل يداه مبسوطتان وأن له عينين بلا كيف كما قال تجري بأعيننا وأن من زعم أن أسماء الله غيره كان ضالا وندين بأن الله يقلب القلوب بين أصبعين من أصابع الله عز وجل يضع السموات على أصبع والأرضين على أصبع كما جاءت الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأن الإيمان قول وعمل يزيد وينقص ونسلم الروايات الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم التي رواها الثقات عدلا عن عدل ونصدق بجميع الروايات التي رواها وأثبتها أهل النقل من النزول إلى السماء الدنيا وأن الرب عز وجل يقول هل من سائل هل من مستغفر وسائر ما نقلوه وأثبتوه خلافا لأهل الزيغ
والتضليل ونقول إن الله يجيء يوم القيامة كما قال ( وجاء ربك والملك صفا صفا ) وأن الله يقرب من عباده كيف شاء كما قال ( ونحن أقرب إليه من حبل الوريد ) وكما قال ( ثم دنا فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى ) انتهى ملخصا وقد ذكر ابن عساكر في كتابه الذب عن أبي الحسن الأشعري ما يقرب من ذلك إن لم يكن بلفظه ولعمري إن هذا الإعتقاد هو ما ينبغي أن يعتقد ولا يخرج عن شيء منه إلا من في قلبه غش ونكد وأنا أشهد الله على أنني أعتقده جميعه وأسأل الله الثبات عليه وأستودعه عند من لا تضيع عنده وديعة ولحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات وصلى الله على سيدنا محمد معلم الخيرات ( 324 )
10 - أبو محمد المرتعش عبد الله بن محمد النيسابوري الزاهد أحد مشايخ العراق صحب الجنيد وغيره وكان يقال إشارات الشبلي ونكت المرتعش وحكايات الخلدي قاله في العبر وقال السخاوي في طبقاته عبد الله بن محمد النيسابوري من محلة بالحيرة صحب أبا حفص وأبا عثمان والجنيد وأقام ببغداد حتى صار أحد مشايخ العراق كانوا يقولون عجائب بغداد في التصوف ثلاث إشارات الشبلي ونكت المرتعش وحكايات الخلدي وكان مقيما في مسجد الشونيزية مات ببغداد ومن كلامه سكون القلب إلى غير المولى تعجيل عقوبة من الله في الدنيا وقال ذهبت حقائق الأشياء وبقيت أسماؤها فالأسماء موجودة والحائق مفقودة والدعاوي في السرائر مكنونة والألسنة بها فصيحة والأمور عن حقوقها مصروفة وعن قريب تفقد هذه الألسنة وهذه الدعاوي فلا يوجد لسان صادق ولا مدع صادق وقال الوسوسة تؤدي إلى الحيرة والإلهام يؤدي إلى زيادة فهم وبيان وقال أصول التوحيد ثلاثة أشياء معرفة الله تعالى بالربوبية والإقرار له بالوحدانية ونفى الأنداد عنه جملة وسئل بماذا ينال العبد حب الله تعالى قال بغض ما أبغض الله وهو الدنيا والنفس وسئل أي الأعمال أفضل فقال رؤية فضل الله عز وجل ( 328 )
11 - توفي البربهاري أبو محمد الحسن بن علي الفقيه القدوة شيخ الحنابلة بالعراق قالا وحالا وكان له صيت عظيم وحرمة تامة أخذ عن المروذي وصحب سهل بن عبد الله التستري وصنف التصانيف وكان المخالفون يغلظون قلب الدولة عليه فقبض على جماعة من أصحابه واستترهو في سنة إحدى وعشرين ثم تغيرت الدولة وزادت حرمة البربهاري ثم سعت المبتدعة به فنودي بأمر الراضي في بغداد لا يجتمع اثنان من أصحاب البربهاري فاختفى إلى أن مات في رجب رحمه الله تعالى قاله في العبر وقال القاضي أبو الحسين بن أبي يعلى في طبقاته الحسن بن علي بن خلف أبو محمد البربهاري شيخ الطائفة في وقته ومتقدمها في الإنكار على أهل البدع والمباينة لهم باليد واللسان وكان له صيت عند السلطان وقدم عند الأصحاب وكان أحد الأئمة العارفين والحفاظ للأصول المتقنين والثقات المأمونين صحب جماعة من أصحاب إمامنا أحمد رضي الله عنه منهم المروذي وصحب سهل التستري وصنف البربهاوي كتبا منها شرح كتاب السنة شذرات الذهب
وكانت له مجاهدات ومقامات في الدين كثيرة وكان المخالفون يغلظون قلب السلطان عليه ففي سنة إحدى وعشرين وثلثمائة تقدم ابن مقلة بالقبض على البربهاري فاستتر وقبض جماعة من كبار أصحابه وحملوا إلى البصرة فعاقب الله ابن مقلة على فعله ذلك بأن سخط عليه القاهر ووقع له ما وقع ثم تفضل الله عز وجل وأعاد البربهاري إلى حشمته وزادت حتى إنه لما توفي أبو عبد الله بن عرفة المعروف بنفطويه وحضر جنازته أماثل أبناء الدين والدنيا كان المقدم على جماعتهم في الإمامة البربهاري وذلك في صفر سنة ثلاث وعشرين وثلثمائة في خلافة الراضي وفي هذه السنة زادت حشمة البربهاري وعلت كلمته وظهر أصحابه وانتشروا في الإنكار على المبتدعة فبلغنا أن البربهاري اجتاز بالجانب الغربي فعطس فشتمه أصحابه فارتفعت ضجتهم حتى سمعها الخليفة ولم تزل المبتدعة يوغرون قلب الراضي على البربهاري حتى نودي في بغداد أن لا يجتمع من أصحاب البربهاري نفسان فاستتر وتوفي في الاستتار رحمه الله تعالى وحدثني محمد بن الحسن المقرئ قال حكى لي جدي وجدتي قالا كان أبو محمد البربهاري قد اختفى عند أخت توزون بالجانب الشرقي في درب الحمام في شارع درب السلسلة فبقي نحوا من شهر فلحقه قيام الدم فقالت أخت توزون لخادمها لما مات البرهاري عندها مستترا انظر من يغسله فجاء بالغاسل فغسله وغلق الأبواب حتى لا يعلم أحد ووقف يصلي عليه وحده فاطلعت صاحبة المنزل فرأت الدار ملأى رجالا بثياب بيض وخضر فلما سلم لم تر أحدا فاستدعت الخادم وقالت اهلكتني مع أخي فقال يا ستي رأيت ما رأيت فقالت نعم فقال هذه مفاتيح الباب وهو مغلق فقالت ادفنوه في بيتي وإذا مت فادفنوني عنده في بيت القبة فدفنوه في دارها وماتت بعده بزمان فدفنت في ذلك المكان ومضى الزمان عليه وصار تربة ( 329 )
12 - الشبلي أبو بكر دلف بن جحدر وقيل جعفر بن يونس وهذا هو المكتوب على قبره الزاهد المشهور صاحب الأحوال والتصوف قرأ في أول أمره الفقه وبرع في مذهب مالك ثم سلك وصحب الجنيد وكان أبوه من حجاب الدولة قال السخاوي في تاريخه أصله من أسروشنة من قرية من قراها يقال لها شبلية ومولده بسر من رأى كان خاله أمير الأمراء بالإسكندرية وكان الشبلي حاجب الموفق وكان أبوه حاجب الحجاب وكان الموفق جعل لطعمته دماوند ثم حضر الشبلي يوما فجلس خير النساج فتاب فيه ورجع إلى دماوند وقال أنا كنت حاجب الموفق وكان ولايتي بلدتكم هذه فاجعلوني في حل فجعلوه في حل وجهدوا أن يقبل منهم شيئا فأبى وصار بعد ذلك واحد زمانه حالا ويقينا وقال شيخه الجنيد لا تنظروا إلى الشبلي بالعين التي ينظر بعضكم إلى بعض فإنه عين من عيون الله وكان الشبلي فقيها عالما كتب الحديث الكثير وقال محمد بن الحسن البغدادي سمعت الشبلي يقول أعرف من لم يدخل في هذا الشأن حتى أنفق جميع ملكه وغرق في هذه الدجلة التي ترون سبعين قمطرا مكتوبا بخطه وحفظ الموطأ وقرأ بكذا وكذا قراءة عني به نفسه وقال كتبت الحديث عشرين سنة وجالست الفقهاء عشرين سنة وصحب الجنيد ومن في عصره وصار أوحد العصر حالا وعلما وتوفي في ذي الحجة ودفن بالخيزرانية ببغداد بقرب الإمام الأعظم وله سبع وثمانون سنة وورد أنه سئل إذا اشتبه على المرأة دم الحيض بدم الاستحاضة كيف تصنع فأجاب بثمانية عشر جوابا للعلماء ( 334 )
13 - أبو نصر الفارابي صاحب الفلسفة محمد بن محمد بن طرخان التركي ذو المصنفات المشهورة في الحكمة والمنطق والموسيقى التي من ابتغى الهدى فيها أضله الله وكان مفرط الذكاء قدم دمشق ورتب له سيف الدولة كل يوم أربعة دراهم إلى أن مات وله نحو من ثمانين سنة قاله في العبر وقال ابن الأهدل قيل هو أكبر فلاسفة المسلمين لم يكن فيهم من بلغ رتبته وبه أي بتآليفه تخرج أبو على بن سينا وكان يحقق كتاب ارسطاطاليس وكتب عنه في شرحه سبعون سفرا ولم يكن في وقته مثله ولم يكن في هذا الفن أبصر من الفارابي وسئل من أعلم أنت أو أرسطاطا ليس فقال لو أدركته لكنت أكبر تلامذته ويقال أن آلة الصابون من وضعه قال الفقيه حسين هؤلاء الثلاثة متهمون في دينهم يعنى الفارابي والكندي وابن سينا فلا تغتر بالسكوت عنهم
والفارابي بفتح الفاء والراء وبينهما ألف وبعد الألف الثانية باء موحدة نسبة إلى فاراب وتسمى في هذا الزمان أترار وهي مدينة فوق الشاش قريبة من مدينة بلاساغون وجميع أهلها على مذهب الشافعي رضي الله عنه وهي قاعدة من قواعد مدن الترك ويقال لها فاراب الداخلة ولهم فاراب الخارجة وهي في أطراف بلاد فارس
وبالجملة فأخباره وعلومه وتصانيفه كثيرة شهيرة ولكن أكثر العلماء على كفره وزندقته حتى قال الإمام الغزالي في كتابه المنقذ من الضلال والمفصح عن الأحوال لا نشك في كفرهما أي الفارابي وابن سينا وقال فيه أيضا وأما الآلهيات ففيها أكثر أغاليطهم وما قدروا على الوفاء بالرهان على ما شرطوا في المنطق ولذلك كثر الاختلاف بينهم فيه ولقد قرب مذهب أرسطاطاليس فيها من مذهب الإسلاميين الفارابي وابن سينا ولكن مجموع ما غلطوا فيه يرجع إلى عشرين أصلا يجب تكفيرهم في ثلاثة منها وتبديعهم في سبعة عشر ولإبطال مذهبهم في هذه المسائل العشرين صنفنا كتاب التهافت أما المسائل الثلاث فقد خالفوا فيها كافة الإسلاميين وذلك قولهم أن الأجسام لا تحشر وأن المثاب والمعاقب هي الروح روحانية لا جسمانية ولقد صدقوا في إثبات الروحانية فإنها كائنة أيضا ولكن كذبوا في إنكار الجسمانية وكفروا بالشريعة فيما نطقوا به ومن ذلك قولهم إن الله يعلم الكليات دون الجزئيات وهذا أيضا كفر صريح بل الحق أنه لا يعزب عن علمه مثقال ذرة في السموات ولا في الأرض ومن ذلك قولهم بقدم العالم وأزليته ولم يذهب أحد من المسلمين إلى شيء من هذه المسائل وأما ما وراء ذلك من نفيهم الصفات وقولهم أنه عالم بالذات لا بعلم زائد وما يجري مجراه فمذهبهم فيه قريب من مذهب المعتزلة ولا يجب تكفير المعتزلة
وقال فيه أيضا القسم الثالث الآلهيون وهم المتأخرون مثل سقراط وهو أستاذ أفلاطون وأفلاطون أستاذ أرسطاطاليس وهو الذي رتب لهم المنطق وهذب العلوم وخمر لهم ما لم يكن مخمرا من قبل وأوضح لهم ما كان انمحى من علومهم وهم بحملتهم ردوا على الصنفين الأولين من الدهرية والطبيعية وأوردوا في الكشف عن فضائحهم ما أغنوا به غيرهم وكفى الله المؤمنين القتال بتقابلهم ثم رد أرسطاطاليس على أفلاطون وسقراط ومن كان قبله من الآلهيين ردا لم يقصر فيه حتى تبرأ عن جميعهم إلا أنه استبقى أيضا من رذائل كفرهم وبدعتهم بقايا لم يوفق للنزوع عنها فوجب تكفيرهم وتكفير شيعهم من الإسلاميين كابن سينا والفارابي وأمثالهما على أنه لم يقم بعلم أرسطاطاليس أحد من المتفلسفة الإسلاميين كقيام هذين الرجلين وما نقله غيرهم ليس يخلو عن تخبيط يتشوش فيه قلب المطالع حتى لا يفهم ومالا يفهم كيف يرد أو يقبل ومجموع ما صح عندنا من فلسفة أرسطاطاليس بحسب نقل هذين الرجلين ينحصر في ثلاثة أقسام قسم يجب التفكير به وقسم يجب التبديع به وقسم لا يجب انكاره أصلا انتهى ما قاله حجة الإسلام الغزالي فرحمه الله تعالى رحمة واسعة فانظر ما يجر إليه علم المنطق وما يترتب عليه للمتوغل فيه ولهذا حرمه أعيان الإجلاء كابن الصلاح والنواوي والسيوطي وابن نجيم في أشباهه وابن تيمية وتلميذه ابن القيم وغيرهم وإن كان أكثر الحنابلة على كراهته قال الشيخ مرعي في غاية المنتهى مالم يخف فساد عقيدة أي فيحرم والله تعالى أعلم بالصواب ( 339 )
14 - اطلع الوزير المهلبي على جماعة من التناسخية فيهم رجل يزعم أن روح على رضي الله عنه انتقلت إليه وفيهم امرأة تزعم أن روح فاطمة رضي الله عنها انتقلت إليه وآخر يدعي أن جبريل فضربهم فتستروا بالانتماء إلى أهل البيت وكان ابن بويه شيعيا فأمر بإطلاقهم ( 341 )
15 - فيها يوم عاشوراء ألزم معز الدولة أهل بغداد بالنوح والمأتم على الحسين رضي الله عنه وأمر بغلق الأسواق وعلقت عليها المسوح ومنع الطباخين من عمل الأطعمة وخرجت نساء الرافضة منشرات الشعور مضمخات الوجوه يلطمن ويفتن الناس وهذا أول ما نيح عليه اللهم ثبت علينا عقولنا قاله في العبر وفيها في ثامن عشر ذي الحجة عملت الرافضة عيد الغدير خم ودقت الكوسات وصلوا بالصحراء صلاة العيد ( 352 )
16 - وأبو الحسن بن سالم الزاهد أحمد بن محمد بن سالم الزاهد البصري شيخ السالمية كان له أحوال ومجاهدات وعنه أخذ الأستاذ أبو طالب صاحب القوت وهو آخر أصحاب سهل التستري وفاة وقد خالف أصول السنة في مواضع وبالغ في الإثبات في مواضع وعمر دهرا وبقي إلى سنة بضع وخمسين ( 360 )
17 - النعمان بن محمد بن منصور القيرواني القاضي أبو حنيفة الشيعي ظاهرا الزنديق باطنا قاضي قضاة الدولة العبيدية صنف كتاب ابتداء الدعوة وكتابا في فقه الشيعة وكتبا كثيرة تدل على انسلاخه من الدين يبدل فيها معاني القرآن ويحرفها مات بمصر في رجب وولي بعده ابنه ( 363 )
18 - مات ملك القرامطة الحسن بن أحمد بن أبي سعيد الجنابي القرمطي والجنابي بفتح الجيم وقيل بضمها وتشديد النون آخره موحدة نسبة إلى جنابة بلد بالبحرين وكان الحسن هذا قد استولى على أكثر الشام وهزم جيش المعز وقتل قائدهم جعفر بن فلاح وذهب إلى مصر وحاصرها شهورا قبل مجيء المعز وكان يظهر طاعة الطائع لله وله شعر وفضيلة ولد بالأحساء ومات بالرملة قاله في العبر والقرمطي بكسر القاف وسكون الراء وكسر الميم وبعدها طاء مهملة والقرمطة في اللغة تقارب الشيء بعضه من بعض ويقال خط مقرمط ومشي مقرمط إذا كان كذلك لأن أبا سعيد والد هذا المذكور كان قصيرا مجتمع الخلق أسمر كريه المنظر فلذلك قيل له قرمطي ونسبت إليه القرامطة ( 366 )
19 - الجعل واسمه حسين بن علي البصري الحنفي العلامة صاحب التصانيف وله ثمانون سنة وكان رأس المعتزلة قاله أبو إسحق في طبقات الفقهاء ( 369 )
20 - في شوالها مات عضد الدولة فناخسرو بن الملك ركن الدولة الحسن بن بويه ولي سلطنة فارس بعد عمه عماد الدولة علي ثم حارب ابن عمه عز الدولة كما تقدم واستولى على العراق والجزيرة ودانت له الأمم وهو أول من خوطب بشاه شاه في الإسلام وأول من خطب له على المنابر ببغداد بعد الخليفة وكان من جملة ألقابه تاج الملة وهو الذي أظهر قبر الإمام علي كرم الله وجهه بالكوفة وبنى عليه المشهد الذي هناك وعمر النواحي وحفر الأنهار وأصلح طريق مكة وهو الذي بنى على مدينة النبي صلى الله عليه وسلم سورا وبنى المارستان العضدي ببغداد وأنفق عليه أموالا لا تحصى وكان أديبا مشاركا في فنون من العلم حازما لبيبا إلا أنه كان غاليا في التشيع ( 372 )
21 - أبو بكر الرازي محمد بن عبد الله بن عبد العزيز شادان الصوفي الواعظ والد المحدث أبي مسعود أحمد بن محمد البجلي الرازي روى عن يوسف بن الحسين الرازي وابن عقدة وطائفة وهو صاحب مناكير وغرائب ولا سيما في حكايات الصوفية قاله في العبر وقال في المغنى طعن فيه الحاكم ولأبي عبد الرحمن السلمي عنه عجائب ( 376 )
22 - محمد بن أحمد بن العباس أبو جعفر الجوهري البغدادي نقاش الفضة كان من كبار المتكلمين وهو عالم الأشعرية في وقته وعنه أخذ أبو علي بن شاذان علم الكلام توفي في المحرم وله سبع وثمانون سنة روى عن محمد بن محمد الباغندي وجماعة (379 )
23 - إسحاق بن حمشاد الزاهد الواعظ شيخ الكرامية ورأسهم بنيسابور قال الحاكم كان من العباد المجتهدين يقال أسلم على يديه أكثر من خمسة آلاف ولم أر بنيسابور جمعا مثل جنازته ( 383 )
24 - أبو طالب صاحب القوت محمد بن عطية الحارثي العجمي ثم المكي نشأ بمكة وتزهد وسلك ولقي الصوفية وصنف ووعظ وكان صاحب رياضة ومجاهدة وكان على نحلة أبي الحسن بن سالم البصري شيخ السالمية روى عن علي بن أحمد المصيصي وغيره
قال محمد بن طاهر المقدسي في كتاب الأنساب أن أبا طالب المكي لما دخل بغداد واجتمع الناس عليه في مجلس الوعظ خلط في كلامه وحفظ عنه أنه قال ليس على المخلوقين أضر من الخالق فبعده الناس وهجروه وامتنع من الكلام بعد ذلك وله كتب في التوحيد وتوفي سادس جمادى الآخرة ببغداد ودفن بمقبرة الملكية بالجانب الشرقي وقبره هناك يزار رحمه الله ( 386 )
25 - أبو الحسين بن سمعون الإمام القدوة الناطق بالحكمة محمد بن أحمد ابن إسماعيل البغدادي الواعظ صاحب الأحوال والمقامات روى عن أبي بكر ابن أبي داود وجماعة وأملى عدة مجالس ولد سنة ثلثمائة ومات في نصف ذي القعدة ولم يخلف ببغداد مثله قال ابن خلكان كان وحيد دهره في الكلام على الخواطر وحسن الوعظ وحلاوة الإشارة ولطف العبارة أدرك جماعة من المشايخ وروى عنهم منهم الشيخ أبو بكر الشبلي رحمه الله وأنظاره ومن كلامه ما رواه الصاحب بن عباد قال سمعت ابن سمعون يوما وهو على الكرسي في مجلس وعظه يقول سبحان من أنطق باللحم وبصر بالشحم واسمع بالعظم إشارة إلى اللسان والعين والأذن وهذه من لطائف الإشارات ومن كلامه أيضا رأيت المعاصي نذالة فتركتها مروءة فاستحالت ديانة وله كل معنى لطيف كان لأهل العراق فيه اعتقاد كثير ولهم به غرام شديد وإياه عنى الحريري صاحب المقامات في المقامة الحادية والعشرين وهي الرازية بقوله رأيت بها بكره زمرة أثر زمرة وهم منتشرون انتشار الجراد ومستنون استنان الجياد ومتواصفون واعظا يقصدونه ويحلون ابن سمعون دونه ولم يأت في الوعاظ مثله دفن في داره بشارع العباس ثم نقل يوم الخميس حادي عشر رجب سنة ست وعشرين وأربعمائة ودفن بباب حرب وقيل أن أكفانه لهم تكن بليت بعد رحمه الله تعالى ( 387 )
26 - تمادت الشيعة في هذه الأعصر في غيهم بعمل عاشوراء باللطم والعويل وبنضب القباب والزينة وشعار الأعياد يوم الغدير فعمدت غالية السنة وأحدثوا في مقابلة يوم الغدير يوم الغار وجعلوه بعد ثمانية أيام من يوم الغدير وهو السادس والعشرون من ذي الحجة وزعموا أن النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر اختفيا حينئذ في الغار وهذا جهل وغلط فإن أيام الغار إنما كانت بيقين في صفر وفي أول شهر ربيع الأول وجعلوا بإزاء يوم عاشوراء بعده بثمانية أيام يوم مصرع مصعب بن الزبير وزارو قبره يومئذ بمسكن وبكوا عليه ونظروه بالحسين لكونه صبر وقاتل حتى قتل ولأن أباه ابن عمة النبي صلى الله عليه وسلم وحواريه وفارس الإسلام كما أن أبا الحسين ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم وفارس الإسلام فنعوذ بالله من الهوى والفتن ودامت السنة على هذا الشعار القبيح مدة سنين ( 389 )
27 - أمر نائب دمشق الأسود الحاكمي بمغربي فطيف به على حمار ونودي عليه هذا جزاء من يحب أبا بكر وعمر ثم ضرب عنقه رحمه الله ولا رحم قاتله ولا أستاذه الحاكم ( 393 )
28 - فيها كانت فتنة هائلة ببغداد قصد رجل شيخ الشيعة ابن المعلم وهو الشيخ المفيد وأسمعه ما يكره فثار تلامذته وقاموا واستنفروا الرافضة وأتوا دار قاضي القضاة أبا محمد بن الأكفاني والشيخ أبا حامد بن الأسفرائيني فسبوهما وحميت الفتنة ثم إن السنة أخذوا مصحفا قيل أنه على قراءة ابن مسعود فيه خلاف كثير فأمر الشيخ أبو حامد والفقهاء بتحريقه فأحضر بمحضر منهم فقام ليلة النصف رافضي وشتم من أحرق المصحف فأخذ وقتل فثارت الشيعة ووقع القتال بينهم وبين السنة واختفى أبو حامد واستظهرت الروافض وصاحوا الحاكم يا منصور
فغضب القادر بالله وبعث خيلا لمعاونة السنة فانهزمت الرافضة وأحرقت بعض دورهم وذلوا وأمر عميد الجيوش بإخراج ابن المعلم من بغداد فأخرج وحبس جماعة ومنع القصاص مدة ( 398 )
29 - هدم الحاكم العبيدي كنيسة القيامة بالقدس لكونهم يبالغون في إظهار شعارهم ثم هدم الكنائس التي في مملكته ونادى من أسلم وإلا فليخرج من مملكتي أو يلتزم بما آمر ثم أمر بتعليق صلبان كبار على صدورهم وزن الصليب أربعة أرطال بالمصري وبتعليق خشبة كيد المكمدة وزنها ستة أرطال في عنق اليهودي إشارة إلى رأس العجل الذي عبدوه فقيل كانت الخشبة على تمثال رأس عجل وبقي هذا سنوات ثم رخص لهم الردة لكونهم مكرهين وقال ننزه مساجدنا عمن لا نية له في الإسلا ( 398 )
علي بن حسين فقيهي
2008-01-09, 04:52 PM
2 - الفوائد الفقهية
1 - توفي العلامة فقيه المغرب أبو عثمان الحداد الإفريقي المالكي سعيد ابن محمد بن صبيح وله ثلاث وثمانون سنة أخذ عن سحنون وغيره وبرع في العربية والنظر ومال إلى مذهب الشافعي وأخذ يسمى المدونة المدوّدة فهجره المالكية ثم أحبوه لما قام على أبي عبد الله الشيعي وناظره ونصر السنة ( 302 )
2 - القاضي أبو العباس أحمد بن عمر بن سريج البغدادي شيخ الشافعية وصاحب التصانيف في جمادى الأولى وله سبع وخمسون سنة وستة أشهر وكان يقال له الباز الأشهب ولي قضاء شيراز وله من المصنفات أربعمائة مصنف روى الحديث عن الحسن بن محمد الزعفراني وجماعه قال الأسنوى قال شيخ أبو إسحاق كان ابن سريج يفضل على جميع أصحاب الشافعي حتى علي المزني انتهى وقال ابن خلكان وأخذ الفقه عن ابي القسم الأنماطي وعنه أخذ فقهاء الإسلام ومنه انتشر مذهب الإمام الشافعي في اكثر الآفاق وكان يناظر أبا بكر محمد بن داود الظاهرى وحكى أنه قال له أبو بكر يوما أبلغني ريقي فقال له أبلعتك دجلة وقال له يوما أمهلني ساعة قال أمهلتك من الساعة إلى قيام الساعة وقال له يوما أكلمك من الرجل فتجيبني من الرأس فقال له هكذا البقر إذا جفت أظلافها دهنت قرونها وكان يقال له في عصره إن الله تعالى بعث عمر بن عبد العزيز على رأس المائة من الهجرة فأظهر كل سنة وأمات ( 306 )
3 - أبو بكر الخلال أحمد بن محمد بن هارون البغدادي الفقيه الحبر الذي أنفق عمره في جمع مذهب الإمام أحمد وتصنيفه تفقه على المروزي وسمع من الحسن بن عرفة وأقرانه وروى عن تلميذه أبو بكر عبد العزيز بن جعفر يعرف بغلام الخلال ومحمد بن المظفر الحافظ وغير واحد قال ابن ناصر الدين هو رحال واسع العلم شديد الاعتناء بالآثار له كتاب السنة ثلاث مجلدات كبار وكتاب العلل في عدة أسفار وكتاب الجامع وهو كبير جليل المقدار انتهى وتوفي في ربيع الأول ( 311 )
4 - وعلي بن محمد بن بشار أبو الحسن وأبو صالح البغدادي الزاهد شيخ الحنابلة أخذ عن صالح بن أحمد بن حنبل والمروذي وجاء عنه أنه قال أعرف رجلا منذ ثلاثين سنة يشتهي أن يشتهي ليترك لله ما يشتهي فلا يجد شيئا يشتهي قاله في العبر وقيل له كيف الطريق إلى الله فقال كما عصيت الله سرا تطيعه سرا حتى يدخل إلى قلبك لطائف البر وكان له كرامات ظاهرة وانتشار ذكر في الناس يتبرك الناس بزيارته قاله السخاوي ( 313 )
5 - الحافظ أبو نعيم عبد الملك بن محمد يبن عدي الجرجاني الحافظ الجوال الفقيه الاستراباذي سمع على بن حرب وعمر بن شبه وطبقتهما قال الحاكم كان من أئمة المسلمين سمعت أبا الوليد الفقيه يقول لم يكن في عصرنا من الفقهاء أحفظ للفقهيات وأقوال الصحابة بخراسان من أبي نعيم الجرجاني ولا بالعراق من أبي بكر بن زياد وقال أبو علي النيسابوري ما رأيت بخراسان بعد ابن خزيمة مثل أبي نعيم كان يحفظ الموقوفات والمراسيل كلها كما نحفظ نحن المسانيد انتهى وله كتاب الضعفاء في عشرة أجزاء وممن أخذ عنه ابن صاعد مع تقدمه وأبو علي الحافظ وأبو سعيد الأزدي قال الخطيب كان أحد الأئمة من الحفاظ لشرائع الدين مع صدق وتيقظ وورع ( 323 )
6 - ابن زياد النيسابوري أبو بكر عبد الله بن محمد بن زياد بن واصل الفقيه الشافعي الحافظ صاحب التصانيف والرحلة الواسعة سمع محمد بن يحيى الذهلي ويونس الصدفي وغيرهما ومنه ابن عقدة والدارقطني . قال الدارقطني ما رأيت أحفظ من ابن زياد كان يعرف زيادات الألفاظ وأثني عليه الحاكم وهو ثقة قال الأسنوي ولد في أول سنة ثمان وثمانين ومائتين ورحل في طلب العلم إلى العراق والشام ومصر وقرأ على المزني وبرع في العلم وسكن بغداد وصار إماما للشافعية بالعراق وسمع من جماعة كثيرة روى عنه جماعة منهم الدارقطني وقال إنه أفقه المشايخ وإنه لم ير مثله أقام أربعين سنة لا ينام الليل ويصلى الصبح بوضوء العشاء وصنف كتبا منها كتاب الربا ( 324 )
7 - العلامة أبو سعيد الأصطخري الحسن بن أحمد بن يزيد شيخ الشافعية بالعراق روى عن سعدان بن نصر وطبقته وصنف التصانيف وعاش نيفا وثمانين سنة وكان موصوفا الزهد والقناعة وله وجه في المذهب قال الأسنوي كان هو وابن سريج شيخي الشافعية ببغداد صنف كتبا كثيرة منها آداب القضاء استحسنه الأئمة وكان زاهدا متقللا من الدنيا وكان في اخلاقه حدة ولاه المقتدر بالله سجستان ثم حسبة بغداد ولد سنة أربع وأربعين ومائتين وتوفي ببغداد سنة ثمان وعشرين وثلثمائة زاد ابن خلكان أنه توفي يوم الجمعة ثاني عشر جمادى الآخرة وقيل رابع عشر ودفن بباب حرب واصطخر بكسر الهمزة وفتح الطاء وجوز بعضهم فتح الهمزة حكاه النووي في الحيض من شرح المهذب ( 328 )
8 - قاضي القضاة ببغداد أبو الحسين عمر بن قاضي القضاة أبي عمر محمد ابن يوسف بن يعقوب الأزدري كان بارعا في مذهب مالك عارفا بالحديث صنف مسندا متقنا وسمع من جده ولم يتكهل وكان من أذكياء الفقهاء ( 328 )
9 - الإمام العلامة الثقة أبو القسم الخرقي عمر بن الحسين البغدادي الحنبلي صاحب المختصر في الفقه بدمشق ودفن بباب الصغير قاله في العبر وقال ابن أبي يعلى في طبقاته قرأ العلم على من قرأ على أبي بكر المروذي وحرب الكرماني وصالح وعبد الله ابني إمامنا له المصنفات الكثيرة في المذهب لم ينتشر منها إلا المختصر في الفقه لأنه خرج من مدينة السلام لما ظهر فيها سب الصحابة رضوان الله عليهم وأودع كتبه في درب سليمان فاحترقت الدار التي كانت فيها ولم تكن انتشرت لبعده عن البلد قرأ عليه جماعة من شيوخ المذهب منهم أبو عبد الله بن بطة وأبو الحسن التميمي وأبو الحسين بن سمعون وغيرهم قرأت بخط أبي إسحاق البرمكي أن عدد مسائل المختصر ألفان وثلثمائة مسألة . وقال ابن خلكان وكان والده أيضا من الأعيان روى عن جماعة رحمهم الله تعالى أجمعين والخرقي بكسر الخاء المعجمة وفتح الراء وبعدها قاف هذه النسبة إلى بيع الخرق والثياب . ( 334 )
10 - العلامة أبو بكر بن الحداد المصري شيخ الشافعية محمد بن أحمد بن جعفر صاحب التصانيف ولد يوم وفاة المزني وسمع من النسائي ولزمه ومن ابن أبي الدنيا ومن القراطيسي وغيرهم ومنه يوسف بن قاسم القاضي وغيره وكان غير مطعون فيه ولا عليه وهو صاحب وجه في المذهب متبحر في الفقه مفنن في العلوم معظم في النفوس ولي قضاء الأقاليم وعاش ثمانين سنة وكان يصوم صوم داود عليه السلام ويختم في اليوم والليلة وكان جدا كله قال ابن ناصر الدين صنف في الفقه الفروع المبتكرة الغريبة وكتاب أدب القاضي والفرائض في نحو مائة جزء عجيبة وقال ابن خلكان كان ابن الحداد فقيها محققا غواصا على المعاني تولى القضاء بمصر والتدريس وكانت الملوك والرعايا تكرمه وتعظمه وتقصده في الفتاوي والحوادث وكان يقال في زمنه عجائب الدنيا ثلاث غضب الجلاد ونظافة السماد والرد على ابن الحداد وكان أحد أجداده يعمل في الحديد ويبيعه فنسب إليه انتهى ملخصا وقال الأسنوي به افتخرت مصر على سائر الأمصار وكاثرت بعلمه بحرها بل جميع البحار إليه غاية التحقيق ونهاية التدقيق كانت له الإمامة في علوم كثيرة خصوصا الفقه ومولداته تدل عليه وكان كثير العبادة وأخذ عن محمد بن جرير لما دخل بغداد رسولا في إعفاء ابن جربويه عن قضاء مصر وصنف كتاب الباهر في الفقه في مائة جزء وكتاب جامع الفقه وكتاب أدب القضاء في أربعين جزءا وكتابه الفروع المولدات معروف وهو الذي اعتنى الأئمة بشرحه وكان حسن الثياب رفيعها حسن المركوب وكان يوقع للقاضي ابن جربويه وباشر قضاء مصر مدة لطيفة بأمر أميرها عند شغوره فسعى غيره
من بغداد فورد تفويضه لذلك الغير وحج فمرض في الرجوع ومات يوم دخل الحجاج إلى مصر وهو يوم الثلاثاء لأربع بقين من المحرم سنة أربع وأربعين وثلثمائة وعمره تسع وسبعون سنة وأشهر هذا هو الصحيح وقيل توفي سنة خمس وأربعين واقتصر عليه النووي في تهذيبه وابن خلكان في تاريخه ثم دفن يوم الأربعاء بسفح المقطم عند أبويه ( 344 )
11 - أبو علي الطبري الحسن بن القاسم شيخ الشافعية ببغداد درس الفقه بعد شيخه أبي علي بن أبي هريرة وصنف التصانيف كالمحرر والإفصاح والعدة وهو صاحب وجه قال الأسنوي وصنف في الأصول والجدل والخلاف وهو أول من صنف في الخلاف المجرد وكتابه فيه يسمى المحرر سكن بغداد ومات بها ( 350 )
12 - وإبراهيم بن عبد الله بن محمد بن أبي العزائم أبو إسحق الكوفي صاحب أبي عمر وأحمد بن أبي عزيزة الغفاري (360)
13 - وأبو علي النجاد الصغير وهو الحسن بن عبد الله البغدادي الحنبلي المسند صنف في الأصول والفروع قال ابن أبي يعلى في طبقاته أنه كان فقيها معظما إماما في أصول الدين وفروعه صحب من شيوخ المذهب كأبي الحسن بن بشار وأبي محمد البربهاري ومن في طبقتهما وصحبه جماعة منهم أبو حفص البرمكي وأبو جعفر العكبري وأبو الحسن الجرزي ( 360 )
14 - عالم البصرة أبو حامد المروذي بفتح الميم والواو الأولى وضم الراء الثانية المشددة آخره معجمة نسبة إلى مرو الروذ أشهر مدن خراسان أحمد ابن عامر بن بشر الشافعي صاحب التصانيف وصاحب أبي إسحق المروزي وكان إماما لا يشق غباره تفقه به أهل البصرة قال الأسنوي أحمد بن بشر ابن عامر العامري المروروذي أخذ عن أبي إسحق المروزي ونزل البصرة وأخذ عنه فقهاؤها وكان إماما لا يشق غباره وشرح مختصر المزني وصنف الجامع في المذهب وهو كتاب جليل وصنف في أصول الفقه ومات سنة ثنتين وستين وثلثمائة ذكره الشيخ في طبقاته والنووي في تهذيبه وكذلك ابن الصلاح إلا أنه لم يؤرخ وفاته ونبه على أن الشيخ أبا إسحق جعل عامرا أباه وبشرا جده قال والصواب العكس أي أحمد بن بشر بن عامر وكان له ولد يقال له أبو محمد ذكره الشيخ في طبقاته فقال جمع بين الفقه والأدب وله كتب كثيرة وكان واحد عصره في صناعة القضاء قال وأظنه أخذ الفقه عن أبيه(362 )
15 - أبو بكر عبد العزيز بن جعفر بن أحمد الحنبلي صاحب الخلال وشيخ الحنابلة وعالمهم المشهور وصاحب التصانيف روى عن موسى بن هارون وأبي خليفة الجمحي وجماعة توفي في شوال وله ثمان وسبعون سنة وكان صاحب زهد وعبادة وقنوع قاله في العبر
وقال ابن أبي يعلى في طبقاته عبد العزيز بن جعفر بن أحمد بن يزداد بن معروف أبو بكر المعروف بغلام الخلال حدث عن محمد بن عثمان بن أبي شيبة وموسى بن هارون ومحمد بن الفضل وموسى بن هارون بن الحباب البصري وخلائق وروى عنه أبو إسحق بن شاقلا وأبو عبد الله بن بطة وأبو الحسن التميمي وأبو عبد الله ابن حامد وغيرهم وكان أحد أهل الفهم موثوقا به في العلم متسع الرواية مشهورا بالديانة موصوفا بالأمانة مذكورا بالعبادة وله المصنفات في العلوم المختلفات الشافي المقنع تفسير القرآن الخلاف مع الشافعي كتاب القولين زاد المسافر التنبيه وغير ذلك حدثنا جعفر بن محمد بن سليمان الخلال حدثنا محمد بن عوف الحمصي قال سمعت أحمد بن حنبل وسئل عن التفضيل فقال من قدم عليا على أبي بكر فقد طعن على رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن قدمه على عمر فقد طعن على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى أبي بكر ومن قدمه
على عثمان فقد طعن على أبي بكر وعمر وعثمان وعلى أهل الشورى والمهاجرين والأنصار وبه حدثنا محمد بن الحسن بن هارون بن بدينا قال سألت أبا عبد الله عن الاستثناء في الإيمان فقال نعم الاستثناء على غير معنى شك مخافة واحتياطا للعمل وقد استثنى ابن مسعود وغيره وهو مذهب الثوري ( 363 )
16 - الشاشي القفال الكبير أبو بكر محمد بن إسماعيل الفقيه الشافعي صاحب المصنفات رحل إلى العراق والشام وخراسان قال الحاكم كان عالم أهل ما وراء النهر بالأصول وأكثرهم رحلة في الحديث سمع ابن جرير الطبري وابن خزيمة وطبقتهما وهو صاحب وجه في المذهب قال الحليمي كان شيخنا القفال أعلم من لقيته من فقهاء عصره وقال ابن قاضي شهبة كان إماما وله مصنفات كثيرة ليس لأحد مثلها وهو أول من صنف الجدل الحسن من الفقهاء وله كتاب حسن في أصول الفقه وله شرح الرسالة وعنه انتشر فقه الشافعي فيما وراء النهر وقال النووي في تهذيبه إذا ذكر القفال الشاشي فالمراد هذا وإذا ورد القفال المروزي فهو الصغير ثم إن الشاشي يتكرر ذكره في التفسير والأصول والحديث والكلام والمروزي يتكرر ذكره في الفقهيات
ومن تصانيف الشاشي دلائل النبوة ومحاسن الشريعة وآداب القضاء جزء كبير وتفسير كبير مات في ذي الحجة
وقال ابن الأهدل هو شيخ الشافعية في عصره كان فقيها محدثا أصوليا متفننا ذا طريقة حميدة وتصانيف نافعة وله شعر جيد ولم يكن للشافعية بما وراء النهر مثله أخذ عن ابن سريج وطبقته وابن جرير الطبري وإمام الأئمة ابن خزيمة وغيرهم وأخذ عنه الحاكم أبو عبد الله وابن مندة والحليمي وأبو عبد الرحمن السلمي وغيرهم وهو والد القاسم صاحب التقريب وهو منسوب إلى شاش مدينة وراء نهر جيحون وأعلم أن لنا قفالا غير شاشي وشاشيا غير قفال وثلاثتهم يكنون بأبي بكر ويشترك اثنان في اسمهما واثنان في اسم أبيهما دون اسمهما فالقفال غير الشاشي هو المروزي شيخ القاضي حسين وأبي محمد الجويني وسيأتي في سنة سبعة وخمسمائة(365 )
17 - ابن شاقلا أبو إسحق إبراهيم بن أحمد البغدادي البزاز شيخ الحنابلة وتلميذ أبي بكر عبد العزيز توفي كهلا في رجب وكان صاحب حلقة للفتيا والأشغال بجامع المنصور ( 369 )
18 - أبو محمد بن حزم القلعي الأندلسي الزاهد واسمه عبد الله بن محمد بن القاسم بن حزم رحل إلى الشام والعراق وسمع أبا القاسم بن أبي العقب وإبراهيم ابن علي الهجيمي وطبقتهما قال ابن الفرضي كان جليلا زاهدا شجاعا مجاهدا ولاه المستنصر القضاء فاستعفاه فأعفاه وكان فقيها صلبا ورعا كانوا يشبهونه بسفيان الثوري في زمانه سمعت عليه علماء كثير وعاش ثلاثا وستين سنة ( 383 )
19 - المعافى بن زكريا القاضي أبو الفرج النهرواني الجريري نسبة إلى مذهب ابن جرير الطبري لأنه تفقه عليه ويعرف أيضا بابن طرارا سمع من البغوي وطبقته فأكثر وجمع فأوعى وبرع في عدة علوم قال الخطيب كان من أعلم الناس في وقته بالفقه والنحو واللغة وأصناف الآداب وولي القضاء بباب الطاق وبلغنا عن الفقيه أبي محمد الباقي أنه كان يقول إذا حضر القاضي أبو الفرج فقد حضرت العلوم كلها ولو أوصى رجل بشيء أن يدفع إلى أعلم الناس لوجب أن يدفع إليه وقال البرقاني كان المعافى أعلم الناس وقال ابن ناصر الدين كان حافظا علامة ذا فنون من الثقات ومن مصنفاته التفسير الكبير وكتاب الجليس والأنيس . ومن شعره
الأ قل لمن كان لي حاسدا @@@ أتدري على من أسأت الأدب
أسأت على الله في ملكه @@@ بأنك لم ترض لي ما وهب
فجازاك عني بأن زادني @@@ وسد عليك وجوه الطلب
وتوفي بالنهروان في ذي الحجة وله خمس وثمانون سنة وكان قانعا متعففا ( 390 )
20 - الأصيلي الفقيه أبو محمد عبد الله بن إبراهيم المغربي الأندلسي القاضي أخذ عن وهب بن ميسرة وكتب بمصر عن أبي الطاهر الذهلي وطبقته وبمكة عن الآجري وببغداد عن أبي علي بن الصواف وكان حافظا عالما بالحديث رأسا في الفقه قال الدارقطني لم أر مثله وقال غيره كان نظير أبي محمد بن أبي زيد بالقيروان وعلى طريقته وهديه ( 392 )
21 - أبو سعد بن الإسماعيلي شيخ الشافعية وابن شيخهم إسماعيل بن أحمد بن إبراهيم الفقيه وقد روى عن الأصم ونحوه وكان صاحب فنون وتصانيف توفي ليلة الجمعة وهو يقرأ في صلاة المغرب ( إياك نعبد وإياك نستعين ) ففاضت نفسه وله ثلاث وستون سنة رحمه الله قال ابن قاضي شهبة : العلامة أبو سعد بن الإمام أبي بكر الإسماعيلي الجرجاني شيخ الشافعية بها أخذ العلم عن أبيه قال فيه حمزة السهمي كان إمام زمانه مقدما في الفقه والأصول والعربية والكتابة والشروط والكلام صنف في أصول الفقه كتابا كبيرا وتخرج على يده جماعة مع الورع والمجاهدة والنصح للإسلام والسخاء وحسن الخلق قال القاضي أبو الطيب ورد بغداد فأقام بها سنة ثم حج وعقد له الفقهاء مجلسين تولى أحدهما أبو حامد الإسفرائيني والآخر أبو محمد الباني وقال الشيخ أبو إسحاق جمع بين رياسة الدين والدنيا بجرجان ( 396 )
22 - أبو الحسن بن القصار علي بن عمر البغدادي الفقيه المالكي صاحب كتاب مسائل الخلاف قال أبو إسحاق الشيرازي لا أعرف كتابا في الخلاف أحسن منه وقال أبو ذر الهروي هو أفقه من لقيت من المالكية ( 397 )
23 - ابن لآل الإمام أبو بكر أحمد بن علي بن أحمد الهمذاني قال شيرويه كان ثقة أو حد زمانه مفتي همذان له مصنفات في علوم الحديث غير أنه كان مشهورا بالفقه له كتاب السنن ومعجم الصحابة وعاش تسعين سنة والدعاء عند قبره مستجاب قاله في العبر وقال الأسنوي ابن لال بلامين بينهما ألف معناه أخرس أخذ عن أبي إسحق المروزي وابن أبي هريرة وكان ورعا متعبدا أخذ عنه فقهاء همذان ونقل عنه الرافعي قولا أن الأخوة للأبوين ساقطون في مسئلة المشركة ولد سنة سبع وثلاثمائة ( 398 )
24 - ابن أبي زمنين الإمام أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن عيسى المريى الأندلسي الالبيري نزيل قرطبة وشيخها ومفتيها وصاحب التصانيف الكثيرة في الفقه والحديث والزهد سمع من سعيد بن فحلون ومحمد بن معويه القرشي وطائفة وكان راسخا في العلم متفننا في الآداب مقتفيا لآثار السلف صاحب عبارة وإنابة وتقوى عاش خمسا وسبعين سنة وتوفي في ربيع الآخر ومن كتبه اختصار المدونة ليس لأحد مثله ( 399 )
علي بن حسين فقيهي
2008-01-10, 06:22 PM
3 - الفوائد الحديثية
1- جعفر بن محمد بن الحسن بن المستفاض التركي أبو بكر الفريابي قاضي الدينور كان إماما حافظا علامة من النقادين وهو صاحب التصانيف رحل من بلاد الترك إلى مصر وعاش أربعا وتسعين سنة وكان من أوعية العلم روى عن علي بن المديني وأبي جعفر النفيلي وطبقتهما وأول سماعه سنة أربع وعشرين ومائتين قال ابن عدي كنا نحضر مجلسه وفيه عشرة آلاف أو أكثر ( 301 )
2 - الإمام أحد الأعلام صاحب المصنفات التي منها السنن أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب بن علي النسائي نسبة إلى نسا مدينة بخراسان توفي في ثالث عشر صفر وله ثمان وثمانون سنة سمع قتيبة وإسحاق وطبقتهما بخراسان والحجاز والشام والعراق ومصر والجزيرة وكان رئيسا نبيلا حسن البزة كبير القدر له أربع زوجات يقسم لهن ولا يخلو من سرية لنهمته في التمتع ومع ذلك كان يصوم صوم داود ويتهجد قال ابن المظفر الحافظ سمعتهم بمصر يصفون اجتهاد النسائي في العبادة بالليل والنهار وأنه خرج إلى الغزو مع أمير مصر فوصف من شهامته وإقامته السنن في فداء المسلمين واحترازه عن مجالس الأمير وقال الدارقطني خرج حاجا فامتحن بدمشق وأدرك الشهادة فقال احملوني إلى مكة فحمل وتوفي بها في شعبان قال وكان أفقه مشايخ مصر في عصره وأعلمهم بالحديث قاله في العبر وقال السيوطي في حسن المحاضرة الحافظ شيخ الإسلام أحد الأئمة المبرزين والحفاظ المتقنين والأعلام المشهورين جال البلاد واستوطن مصر فأقام بزقاق القناديل قال أبو علي النيسابوري رأيت من أئمة الحديث أربعة في وطني وأسفاري النسائي بمصر وعبدان بالأهواز ومحمد بن إسحاق وإبراهيم بن أبي طالب بنيسابور وقال الحاكم النسائي أفقه مشايخ أهل مصر في عصره وأعرفهم بالصحيح والسقيم من الآثار وأعرفهم بالرجال وقال الذهبي هو أحفظ من مسلم له من المصنفات السنن الكبرى والصغرى وهي إحدى الكتب الستة وخصائص علي ومسند علي ومسند مالك ولد سنة خمس وعشرين ومائتين قال ابن يونس كان خروجه من مصر في سنة اثنتين وثلثمائة ومات بمكة وقيل بالرملة انتهى ما قاله السيوطي وقال ابن خلكان قال محمد بن إسحاق الأصبهاني سمعت مشايخنا بمصر يقولون إن أبا عبد الرحمن فارق مصر في آخر عمره وخرج إلى دمشق فسئل عن معاوية وما روى من فضائله فقال أما يرضى معاوية أن يخرج رأسا برأس حتى يفضل وفي رواية ما أعرف له فضيلة إلا ( لا أشبع الله بطنك)وكان يتشيع فما زالوا يدافعونه في خصيتيه وداسوه ثم حمل إلى مكة فتوفي بها وهو مدفون بين الصفا والمروة وقال الحافظ أبو نعيم الأصبهاني لما داسوه بدمشق مات بسبب ذلك الدوس فهو مقتول وكان صنف كتاب الخصائص في فضل علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأهل البيت وأكثر روايته فيه عن الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنهم عنه فقيل له ألا صنفت في فضل الصحابة رضي الله عنهم كتابا فقال دخلت دمشق والمنحرف عن علي كثير فأردت أن يهديهم الله بهذا الكتاب وكان إماما في الحديث ثقة ثبتا حافظا ( 303 )
3 - الحافظ الكبير أبو العباس الحسن بن سفيان الشيباني النسوي نسبة إلى نسا مدينة بخراسان صاحب المسند والأربعين تفقه على أبي ثور وكان يفتي بمذهبه وسمع من أحمد بن حنبل ويحي بن معين والكبار وكان ثقة حجة واسع الرحلة قال الحاكم كان محدث خراسان في عصره مقدما في التثبت والكثرة والفهم والأدب والفقه توفي في مضان وقال ابن ناصر الدين الحسن ابن سفيان بن عامر أبو العباس الشيباني النسائي ويقال النسوي صاحب المسند الكبير وكتاب الأربعين وكان شيخ خراسان في وقته مقدما في حفظه وفقهه وأدبه وثقته وثبته قلبت عليه أحاديث وعرضت فردها كما كانت ورويت ( 303 )
4 - أبو يعلى الموصلي أحمد بن علي المثنى بن يحيى التميمي الحافظ صاحب المسند روى عن علي بن الجعد وغسان بن الربيع والكبار وصنف التصانيف وكان ثقة صالحا متقنا توفي وله تسع وتسعون سنة ( 307 )
5 - وفيها أبو بحيى زكريا بن يحيى الساجي البصري الحافظ محدث البصرة روى عن هدبة بن خالد وطبقته وله كتاب في علل الحديث قال الأسنوي منسوب إلى الساج وهو نوع من الخشب كان أحد الأئمة الفقهاء الحفاظ الثقات ذكره الشيخ أبو إسحاق في طبقاته فقال أخذ عن الربيع والمزني وصنف كتاب اختلاف الفقهاء وكتاب علل الحديث وتوفي بالبصرة ( 307 )
6 - إبراهيم بن محمد بن سفيان الفقيه أبو إسحاق النيسابوري الرجل الصالح راوي صحيح مسلم روى عن محمد بن رافع ورحل وسمع ببغداد والكوفة والحجاز وقيل كان مجاب الدعوة ( 308 )
7 - وعبد الله بن وهب الحافظ الكبير أبو محمد الدينوري سمع الكثير وطوف الأقاليم وروى عن أبي سعيد الأشج وطبقته قال ابن عدي سمعت عمر بن سهل يرميه بالكذب وقال الدارقطني متروك وقال أبو علي النيسابوري بلغني أن أبا ذرعة كان يعجز عن مذاكرته وقال ابن ناصر الدين كان حافظا رحالا لكنه عند الدارقطني وغيره من المتروكين وقد قبله قوم وصدقوه فيما ذكره ابن عدي وعنه نقلوه ( 308 )
8 - إمام الأئمة أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة السلمي النيسابوري الحافظ صاحب التصانيف شيخ الإسلام ولد سنة اثنتين وعشرين ومائتين وروى عن علي بن حجر وابن راهويه ومحمود بن غيلان وخلق وعنه البخاري ومسلم خارج صحيحهما ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم وأبو علي النيسابوري قاله ابن برداس وهو حافظ ثبت إمام رحل إلى الشام والحجاز والعراق ومصر وتفقه على المزني وغيره قال الحافظ أبو علي النيسابوري لم أر مثل محمد بن إسحاق وقال أبو زكريا العنبري سمعت ابن خزيمة يقول ليس لأحد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قول إذا صح الخبر عنه وقال أبو علي الحافظ كان ابن خزيمة يحفظ الفقهيات من حديثه كما يحفظ القارئ
السورة وقال ابن حبان لم ير مثل ابن خزيمة في حفظ الإسناد والمتن وقال الدارقطني كان إماما معدوم النظير وقال الأسنوي في طبقاته صار ابن خزيمة إمام زمانه بخراسان رحلت إليه الطلبة من الآفاق قال شيخه الربيع استفدنا من ابن خزيمة أكثر مما استفاد منا وكان متقللا له قميص واحد دائما فإذا جدد آخر وهب ما كان عليه نقل عنه الرافعي في مواضع منها أنه إن رجع في الأذان ثنى الإقامة وإلا أفردها ومنها أن الركعة لا تدرك بالركوع ( 311 )
9 - ومحمد بن محمد بن سليمان الحافظ الكبير أبو بكر بن الباغندي أحد أئمة الحديث في ذي الحجة ببغداد وله بضع وتسعون سنة روى عن علي بن المديني وشيبا بن فروخ وطوف بمصر والشام والعراق روى أكثر حديثه من حفظه قال القاضي أبو بكر الأبهري سمعته يقول أجبت في ثلثمائة ألف مسألة في حديث النبي صلى الله عليه وسلم وقال الأسماعيلي لا أتهمه ولكنه خبيث التدليس ومصحف أيضا وقال الخطيب رأيت كافة شيوخنا يحتجون به وقال في المغني قال ابن عدي أرجو أنه كان لا يتعمد الكذب وكان مدلسا ( 311 )
10 - أبو العباس محمد بن إبراهيم بن إسحق بن مهران السراج الحافظ صاحب التصانيف روى عن قتيبة وإسحاق وخلق وعنه الشيخان خارج صحيحيهما وكان إمام هذا الشأن قال أبو إسحاق المزكي سمعته يقول ختمت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم اثني عشر ألف ختمة وضحيت عنه اثني عشر ألف أضحية قال محمد بن أحمد الدقاق رأيت السراج يضحي كل أسبوع وأسبوعين أضحية ثم يجمع أصحاب الحديث عليها وقد ألف السراج مستخرجا على صحيح مسلم وكان أمارا بالمعروف نهاء عن المنكر عاش سبعا وتسعين سنة ( 313 )
11 - ومحمد بن المسيب الأرغياني الحافظ الجوال الزاهد المفضال شيخ نيسابور الإسفنجي روى عن محمد بن رافع وبندار ومحمد بن هاشم البعلبكي وطبقتهم وكان يقول ما أعلم منبرا من منابر الإسلام بقي علي لم أدخله لسماع الحديث وقال كنت أمشي في مصر وفي كمي مائة جزء في الجزء ألف حديث قال الحاكم كان دقيق الخط وكان هذا كالمشهور من شأنه وعاش اثنتين وتسعين سنة قال ابن ناصر الدين حدث عن خلق وعنه خلق وكان من العباد المجتهدين والزهاد البكائين ( 315 )
12 - أبو بكر عبد الله بن أبي داود سليمان بن الأشعث الحافظ السجستاني ابن الحافظ ولد بسجستان سنة ثلاثين ومائتين ونشأ بنيسابور وغيرها وسمع من محمد بن أسلم الطوسي وعيسى بن زغبة وخلائق بخراسان والشام والحجاز ومصر والعراق وأصبهان وجمع وصنف وكان عنده عن أبي سعيد الأشج ثلاثون ألف حديث وحدث بأصبهان من حفظه بثلاثين ألف حديث وقال ابن شاهين كان ابن أبي داود يملي علينا من حفظه وكان يقعد على المنبر بعد ما عمي ويقعد تحته بدرجة ابنه أبو معمر وبيده كتاب يقول له حديث كذا فيسرد من حفظه حتى يأتي على المجلس وقال محمد بن عبد الله بن الشخير كان زاهدا ناسكا وقال عبد الأعلى بن أبي بكر بن أبي داود صلي على أبي ثمانين مرة وممن روى عنه ابن المظفر والدارقطني وأبو أحمد الحاكم غيرهم وقال في المغني عبد الله بن سليمان السجستاني ثقة كذبه أبوه في غير حديث ( 316 )
13 - أبو عوانة يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم بن يزيد الاسفراييني الحافظ صاحب الصحيح المسند رحل إلى الشام والحجاز واليمن ومصر والجزيرة والعراق وفارس وأصبهان وروى عن يونس بن عبد الأعلى وعلى بن حرب وطبقتهما وعنه أبو علي النيسابوري والطبراني ثقة جليل وعلى قبره مشهد باسفرائين وكان مع حفظه فقيها شافعيا إماما ( 316 )
14 - البغوي أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز ليلة عيد الفطر ببغداد وله مائة وثلاث سنين وشهر وكان محدثا حافظا مجودا مصنفا انتهى إليه علو الإسناد في الدنيا فإنه سمع في الصغر بعناية جده لأمه أحمد بن منيع وعمه علي بن عبد العزيز وحضر مجلس عاصم بن علي وروى الكثير عن علي بن الجعد ويحيى الحماني وأبي نصر التمار وعلي بن المديني وخلق وأول ما كتب الحديث سنة خمس وعشرين ومائتين وكان ناسخاً مليح الخط نسخ الكثير لنفسه ولجده وعمه ( 317 )
15 - أبو عبد الله محمد بن يوسف بن مطر الفربري صاحب البخاري وقد سمع من علي بن خشرم لما رابط بفرير وكان ثقة ورعا توفي في شوال وله تسع وثمانون سنة وكانت ولادته سنة إحدى وثلاثين ومائتين ورحل إليه الناس وسمعوا منه صحيح البخاري وهو أحسن من روى الحديث عن البخاري وفربر بفتح الفاء والراء وسكون الباء الموحدة وفي آخره راء ثانية وهي بليدة على طرف جيجون مما يلي بخارى ( 320 )
16 - أبو جعفر محمد بن عمروالعقيلي الحافظ صاحب الجرح والتعديل عداده في أهل الحجاز روى عن إسحق الدبري وأبي إسمعيل الترمذي وخلق وعنه أبو الحسن محمد بن نافع الخزاعي وأبو بكر بن المقرى قال الحافظ أبو الحسن القطان أبو جعفر ثقة جليل القدر عالم بالحديث مقدم بالحفظ وتوفي بمكة في شهر ربيع الأول ( 322 )
17 - الحافظ أبو بشر أحمد بن محمد بن عمرو بن مصعب الكندي المصعبي المروزي روى عن محمود بن آدم وطائفة وهو أحد الوضاعين الكذابين مع كونه كان محدثا إماما في السنة والرد على المبتدعة قاله في العبر وقال ابن ناصر الدين في بديعته
كالواضع الموهن المكذب @@@ ذاك الفقيه أحمد بن مصعب ( 323 )
18 - إبراهيم بن عبد الصمد بن موسى بن محمد أبو علي الأمير أبو إسحاق الهاشمي في المحرم وهو آخر من روى الموطأ عن أبي مصعب ( 325 )
19 - توفي عبد الرحمن بن أبي حاتم واسم أبي حاتم محمد بن إدريس بن المنذر الحافظ العلم الثقة أبو محمد بن الحافظ الجامع التميمي الرازي توفي بالري وقد قارب التسعين رحل به أبوه في سنة خمس وخمسين ومائتين فسمع من أبي سعيد الأشج والحسن بن عرفة وطبقتهما وروى عنه حسينك التميمي وأبو أحمد الحاكم وغيرهما قال أبو يعلى الخليلي أخذ علم أبيه وأبي زرعة وكان بحرا في العلوم ومعرفة الرجال صنف في الفقه واختلاف الصحابة والتابعين وعلماء الأمصار ثم قال وكان زاهدا بعد من الأبدال وقال ابن الأهدل هو صاحب الجرح والتعديل والعلل والمبوب على أبواب الفقه وغيرها ( 327 )
20 - الحافظ ابن عقدة أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد الكفوي الشيعي أحد أركان الحديث سمع من الحسن بن علي بن عفان ويحيى بن أبي طالب وخلق لا يحصون ومنه الطبراني وابن عدي والدراقطني وغيرهم ولم يرحل إلى غير الحجاز وبغداد لكنه كان آية من الآيات في الحفظ حتى قال الدارقطني اجمع أهل بغداد إنه لم ير بالكوفة من زمن ابن مسعود رضي الله عنه إلى زمن ابن عقدة احفظ منه وسمعته يقول أنا أجيب في ثلثمائة ألف حديث من حديث أهل البيت وبني هاشم وروى عن أبن عقدة قال احفظ مائة ألف حديث بإسنادها وإذاكر بثلثمائة ألف حديث وقال أبو سعيد الماليني تحول ابن عقدة مرة فكانت كتبه ستمائة حمل قال في العبر قلت ضعفوه واتهمه بعضهم بالكذب وقال أبو عمران حيوية كان يملى مثالب الصحابة فتركته انتهى . وعقدة لقب أبيه ( 332 )
21 - أبو علي اللؤلؤي محمد بن أحمد بن عمرو البصري راوية السنن عن أبي داود لزم أبا داود مدة طويلة يقرأ السنن للناس ( 333 )
22 - توفي الحافظ أبو محمد بن أحمد بن محمد بن إبراهيم الطوسي البلاذري الصغير روى عن ابن الضريس وطبقته قال الحاكم كان واحد عصره في الحفظ والوعظ خرج صحيحا على وضع مسلم وهو ثقة ( 339 )
23 - أحمد بن عيسى بن جمهور الخشاب أبو عيسى ببغداد روى أحاديث عن عمر بن شبة وبعضها غرائب رواها عنه ابن رزقويه وعمر مائة سنة قال الذهبي في كتابه المغني في الضعفاء أحمد بن عيسى التنيسي الخشاب عن عمرو بن أبي سلمة التنيسي قال الدارقطني ليس بالقوي وأسرف ابن طاهر فقال كذاب يضع الحديث قلت نعم رأيت للخشاب في موضوعات ابن الجوزي الأمناء ثلاثة أنا وجبريل ومعوية فصدق ابن طاهر ( 344 )
24 - علي بن إبراهيم بن سلمة الحافظ العلامة الثقة الجامع أبو الحسن القزويني القطان الذي روى عن ابن ماجه سننه رحل إلى العراق واليمن وروى عن أبي حاتم الرازي وطبقته كابن ماجه وعنه الزبير بن عبد الواحد وابن لال وغيرهما قال الخليلي أبو الحسن شيخ عالم بجميع العلوم التفسير والفقه والنحو واللغة وفضائله أكثر من أن تعد سرد الصوم ثلاثين سنة وكان يفطر على الخبز والملح وسمعت جماعة من شيوخ فزوين يقولون لم ير أبو الحسن مثل نفسه في الفضل والزاهد ( 345 )
25 - أبو العباس المحبوبي محمد بن أحمد بن محبوب المروزي محدث مرو وشيخها ورئيسها توفي في رمضان وله سبع وتسعون سنة روى جامع الترمذي عن مؤلفة وروى عن سعيد بن مسعود صاحب النضر بن شميل وأمثاله ( 346 )
26 - أبو بكر بن داسة البصري التمار محمد بن بكر بن محمد بن عبد الرزاق راوي السنن عن أبي داود ( 346 )
27 - العلامة أبو الوليد حسان بن محمد القرشي الأموي النيسابوري الفقيه شيخ الشافعية بخراسان وصاحب ابن سريج صنف التصانيف وكان بصيرا بالحديث وعلله خرج كتابا على صحيح مسلم روى عن محمد بن إبراهيم البوشنجي وطبقته وعنه الحاكم وغيره وهو ثقة أثنى عليه غير واحد وهو صاحب وجه في المذهب وقال فيه الحاكم هو إمام أهل الحديث بخراسان وأزهد من رأيت من العلماء وأعبدهم توفي في ربيع الأول عن اثنتين وتسعين سنة ( 349 )
28 - أبو أحمد العسال القاضي واسمه محمد بن أحمد بن إبراهيم قاضي أصبهان سمع محمد بن أسد المديني وأبي بكر بن أبي عاصم وطبقتهما ورحل وجمع وصنف وكان من أئمة هذا الشأن قال أبو نعيم الحافظ كان من كبار الحفاظ وقال ابن مندة كتبت عن ألف شيخ لم أر فيهم أتقن من أبى أحمد العسال وقال ابن ناصر الدين كان حافظا كبيرا متقنا وقال في العبر قلت توفي في رمضان وله نحو من ثمانين سنة أو أكثر وقال ابن درباس وروى عنه أولاده أبو عامر وأبو جعفر أحمد وابراهيم والعباس وأبو بكر عبد الله وابن مندة وأبو نعيم الحافظ وهو أحد الأئمة في الحديث فهما واتقانا وأمانة وقال أبو بكر بن علي هو ثقة مأمون قال أبو يعلى في الإرشاد له أبو أحمد العسال حافظ متقن عالم بهذا الشأن ( 349 )
29 - أبو القاسم خالد بن سعد الأندلسي القرطبي الحافظ كان ينظر بيحيى بن معين وكان أحد أركان الحديث بالأندلس سمع بعد سنة ثلثمائة من جماعة منهم محمد بن فطيس وسعيد بن عثمان الأعناقي ومنه قاسم بن محمد وغيره وكان إماما حجة مقدما على حفاظ زمانه عجبا في معرفة الرجال والعلل وقيل كان يحفظ الشيء من مرة ورد أن المنتصر بالله الحكم قال إذا فاخرنا أهل المشرق بيحيى بن معين فاخرناهم بخالد ابن سعد ( 352 )
30 - أبو علي بن السكن الحافظ الكبير سعيد بن عثمان بن سعيد بن السكن المصري صاحب التصانيف وأحد الأئمة سمع بالعراق والشام والجزيرة وخراسان وما وراء النهر من أبي القاسم البغوي وطبقته كالفربري وابن جوصا وممن روى عنه ابن منده وعبد الغني بن سعيد وكان ثقة حجة توفي في المحرم وله تسع وخمسون سنة ( 353 )
31 - العالم الحبر والعلامة البحر أبو حاتم محمد بن حبان بن أحمد بن حبان بن معاذ التميمي البستي الشافعي صاحب الصحيح كان حافظا ثبتا إماما حجة أحد أوعية العلم صاحب التصانيف سمع أبا خليفة الجمحي والنسائي وطبقتهما ومنه الحاكم وطبقته واشتغل بخراسان والشام والعراق ومصر والجزيرة وكان من أوعية العلم في الحديث والفقه واللغة والوعظ وغير ذلك حتى الطب والنجوم والكلام ولي قضاء سمرقند ثم قضاء نسا وغاب دهرا عن وطنه ثم رد إلى بست وتوفي بها في شوال وهو في عشر الثمانين قال الخطيب كان ثقة نبيلا وقال ابن ناصر الدين له أوهام أنكرت فطعن عليه بهفوة منه بدرت ولها محمل لو قبلت وقال الأسنوي أبو حاتم محمد بن حبان بكسر الحاء المهملة بعدها باء موحدة البستي بباء موحدة مضمومة وسين مهملة ساكنة وبالتاء بنقطتين من فوق الإمام الحافظ مصنف الصحيح وغيره رحل إلى الآفاق كان من أوعية العلم لغة وحديثا وفقها ووعظا ومن عقلاء الرجال
قاله الحاكم وقال ابن السمعاني كان إمام عصره تولى قضاء سمرقند مدة وتفقه به الناس ثم عاد إلى نيسابور وبنى بها خانقاه ثم رجع إلى وطنه وانتصب بها لسماع مصنفاته إلى أن توفي ليلة الجمعة لثمان بقين من شوال قلت وأكثر نقاد الحديث على أن صحيحه أصح من سنن ابن ماجة ( 354 )
32 - أبو بكر الشافعي محمد بن عبد الله بن إبراهيم البغدادي البزار صاحب الغيلانيات في ذي الحجة وله خمس وتسعون سنة وهو صاحب الغيلانيات وابن غيلان آخر من روى عنه تلك الأجزاء التي هي في السماء علوا روى عن موسى بن سهل الوشا ومحمد بن شداد المسمعي وابن أبي الدنيا وأكثر
وعنه الدارقطني وعمر بن شاهين وأبو طالب بن غيلان وخلق قال الخطيب كان ثقة ثبتا حسن التصنيف وقال الدارقطني هو الثقة المأمون الذي لم يغمز بحال وقال الخطيب أيضا لما منعت الديلم الناس من ذكر فضائل الصحابة وكتبوا السب على أبواب المساجد كان يعتمد إملاء أحاديث الفضائل في الجامع ( 354 )
33 - الحافظ أبو بكر الجعابي محمد بن عمر بن أحمد بن سلم التميمي البغدادي سمع يوسف بن يعقوب القاضي ومحمد بن الحسن بن سماعة وطبقتهما ومنه الدارقطني وابن شاهين وأبو عبد الله الحاكم وكان حافظا مكثرا وصنف الكتب وتوفي في رجب وله اثنتان وسبعون سنة وكان عديم المثل في حفظه قال القاضي أبو عمر الهاشمي سمعت الجعابي يقول أحفظ أربعمائة ألف حديث وأذاكر ستمائة ألف حديث قال الدارقطني ثم خلط ثم ذكر وهو شيعي قيل كان يترك الصلاة نسأل الله العفو وقال ابن ناصر الدين كان شيعيا رمي بالشرب وغيره وقال بن بردس كان حافظا مكثرا غير أنه اتهم بقلة الدين من ترك الصلاة وليس هذا موضع ذكره لأن فيه كلاما كثيرا يضيق هذا الموضع عنه وقال في المغني مشهور محقق لكنه رقيق الدين تالف ( 355 )
34 - محدث الأندلس محمد بن معاوية بن عبد الرحمن أبو بكر الأموي المرواني القرطبي المعروف بابن الأحمر روى عن عبيد الله بن يحيى وخلق وفي الرحلة عن النسائي والفريابي وأبي خليفة الجمحي ودخل الهند للتجارة فغرق له ما قيمته ثلاثون ألف دينار ورجع فقيرا وكان ثقة توفي في رجب وكان عنده السنن الكبير للنسائي ( 358 )
35 - الحافظ العلم مسند العصر الطبراني أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب ابن مطير اللخمي في ذي القعدة في أصبهان وله مائة سنة وعشرة أشهر وكان ثقة صدوقا واسع الحفظ بصيرا بالعلل والرجال والأبواب كثير التصانيف وأول سماعه في سنة ثلاث وسبعين ومائتين بطبرية المنسوب إليها ورحل أولا إلى القدس سنة أربع وسبعين ثم رحل إلى قيسارية سنة خمس وسبعين فسمع من أصحاب محمد بن يوسف الفريابي ثم رحل الى حمص وجبلة ومدائن الشام وحج ودخل اليمن ورد إلى مصر ثم رحل إلى العراق وأصبهان وفارس روى عن أبي زرعة الدمشقي وإسحق الديري وطبقتهما كالنسائي وعنه من شيوخه أبو خليفة الجمحي وابن عقدة وأبو نعيم الحافظ وأبو الحسين بن فاذ شاه وغيرهم قال ابن خلكان وعدد شيوخه ألف شيخ وله المصنفات الممتعة النافعة الغريبة منها المعاجم الثلاثة الكبير والأوسط والصغير وهو أشهر كتبه وروى عنه الحافظ أبو نعيم والخلق الكثير ومولده سنة ستين ومائتين بطبرية الشام وسكن أصبهان إلى أن توفي بها نهار السبت ثامن عشرى القعدة سنة ستين وثلثمائة
وقال ابن ناصر الدين هو مسند الآفاق ثقة له المعاجم الثلاثة المنسوبة إليه وكان يقول عن الأوسط هو روحي لأنه تعب عليه (360 )
36 - الآجري الإمام أبو بكر محمد بن الحسين البغدادي المحدث الثقة الضابط صاحب التصانيف والسنة كان حنبليا وقيل شافعيا وبه جزم الأسنوي وابن الأهدل سمع أبا مسلم الكجي وابا شعيب الحراني وطائفة ومنه أبو الحسن الحماني وأبو الحسين ابن بشران وأبو نعيم الحافظ وصنف كثيرا جاور بمكة وتوفي بها قيل إنه لما دخلها فأعجبته قال اللهم ارزقني الإقامة بها سنة فهتف به هاتف بل ثلاثين سنة فعاش بها ثلاثين سنة ثم مات بها في أول المحرم والآجري بضم الجيم نسبة إلى قرية من قرى بغداد (360 )
37 - أبو بكر بن السني الحافظ أحمد بن محمد بن إسحق بن إبراهيم الدينوري صاحب كتاب عمل اليوم والليلة ورحل وكتب الكثير وروى
عن النسائي وأبي خليفة وطبقتهما قال ابن ناصر الدين اختصر سنن النسائي وسماه المجتبي قال ابنه أبو علي الحسن كان أبي رحمه الله يكتب الأحاديث فوضع القلم في أنبوبة المحبرة ورفع يديه يدعو الله عز وجل فمات ( 364 )
38 - ابن عدي الحافظ الكبير أبو أحمد عبد الله بن عدي بن عبد الله بن محمد ويعرف بابن القطان الجرجاني مصنف الكامل قال ابن قاضي شهبة هو أحد الأئمة في الأعلام وأركان الإسلام طاف البلاد في طلب العلم وسمع الكبار له كتاب الانتصار على مختصر المزني وكتاب الكامل في معرفة الضعفاء والمتروكين وهو كامل في بابه كما سمي وقال ابن عساكر كان ثقة على لحن فيه وقال الذهبي كان لا يعرف العربية مع عجمة فيه وأما في العلل والرجال فحافظ لا يجارى ولد سنة سبع وسبعين ومائتين ومات في جمادى الآخرة سنة خمس وستين وثلثمائة
انتهى كلام ابن قاضي شهبة في طبقاته وقال ابن ناصر الدين سمع خلقا يزيدون على ألف ( 365 )
39 - أبو بكر القطيعي أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك البغدادي مسند العراق وكان يسكن بقطيعة الدقيق فنسب إليها روى عن عبد الله بن الإمام أحمد المسند وسمع من الكديمي وإبراهيم الحربي والكبار توفي في ذي الحجة وله خمس وتسعون سنة وكان شيخا صالحاً ( 368 )
40 - أبو القاسم الآبندوني بألف ممدودة وفتح الباء الموحدة وسكون النون وضم المهملة نسبة إلى آبندون من قرى جرجان واسمه عبد الله بن إبراهيم بن يوسف الجرجاني الحافظ سكن بغداد وحدث عن أبي خليفة والحسن بن سفيان وطبقتهما وهو ثقة ثبت قال الحاكم كان أحد أركان الحديث وقال البرقاني كان محدثا زاهدا متقللا من الدنيا لم يكن يحدث غير واحد لسوء أدب الطلبة وحديثهم وقت السماع عاش خمسا وتسعين سنة وممن حدث عنه الرماني وأبو العلاء الواسطي ( 368 )
41 - أبو أحمد الجلودي بضمتين وقيل بفتح الجيم نسبة إلى الجلود محمد ابن عيسى بن عمرويه النيسابوري راوية صحيح مسلم عن ابن سفيان الفقيه سمع من جماعة ولم يرحل قال الحاكم هو من كبار عباد الصوفية وكان ينسخ بالأجرة ويعرف مذهب سفيان وينتحله توفي في ذي الحجة وله ثمانون سنة ( 368 )
42 - الحافظ الكبير أبو بكر غندر محمد بن جعفر البغدادي الوراق الثقة كان رحالا جوالا توفي بأطراف خراسان غريبا سمع بالشام والعراق ومصر والجزيرة روى عن الحسن بن شبيب المعمري ومحمد بن محمد الباغندي وطبقتهما وعنه الحاكم وأبو نعيم وغيرهما قال الحاكم دخل إلى أرض الترك وكتب من الحديث ما لم يتقدمه فيه أحد كثرة ( 370 )
43 - الإسماعيلي الحبر الإمام الجامع أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل ابن العباس الجرجاني الحافظ الفقيه الشافعي ذو التصانيف الكبار في الحديث والفقه يجرجان في غرة رجب وله أربع وتسعون سنة اول سماعه في سنة تسع وثمانين ورحل في سنة أربع وتسعين وسمع من يوسف بن يعقوب القاضي وإبراهيم بن زهير الحلواني وطبقتهما وعنه الحاكم والبرقاني وحمزة اليمني قال الحاكم كان الإسماعيلي أوحد عصره وشيخ المحدثين والفقهاء وأجلهم في الرياسة والمروءة والسخاء ( 371 )
44 - أبو زيد المروزي الإمام الشافعي الفاشاني بفاء وشين معجمة ونون نسبة إلى فاشان قرية من قرى مرو واسمه محمد بن أحمد بن عبد الله الزاهد حدث بالعراق ودمشق ومكة وروى الصحيح عن الفربري ومات بمرو في رجب وله سبعون سنة قال الحاكم كان من أحفظ الناس لمذهب الشافعي وأحسنهم نظرا وأزهدهم في الدنيا سمعت أبا بكر البزار يقول عادلت الفقيه أبا زيد من نيسابور إلى مكة فما أعلم أن الملائكة كتبت عليه خطيئة
وقال الخطيب حدث بصحيح البخاري عن الفربري وأبو زيد أجل من روى ذلك الكتاب وعنه أخذ أبو بكر القفال المروزي وفقهاء مرو وكان من أزكى الناس قريحة جاور بمكة سبع سنين وقال ابن الأهدل كان أول أمره فقيرا ثم بسطت عليه الدنيا عند كبره وسقوط أسنانه وانقطاعه عن الجماع فقال مخاطبا لها لا أهلا بك ولا سهلا أقبلت حين لا ناب ولا نصاب ومات وله تسعون سنة ( 371 )
45 - أبو أحمد الحاكم محمد بن محمد بن أحمد بن إسحق النيسابوري الكراييسي الحافظ الثقة المأمون أحد أئمة الحديث وصاحب التصانيف روى عن ابن خزيمة والباغندي ومحمد بن المجدر وعبد الله بن زيدان البجلي ومحمد بن الفيض الغساني وطبقتهم وأكثر الترحال وكتب ما لا يوصف قال الحاكم بن البيع أبو أحمد الحافظ إمام عصره في الصنعة توفي في شهر ربيع الأول وله ثلاث وتسعون سنة صنف على الصحيحين وعلى جامع الترمذي وألف كتاب الكنى وكتاب العلل وكتاب الشروط والمخرج على كتاب المزني وولي قضاء الشاش ثم قضاء طوس ثم قدم نيسابور ولزم مسجده وأقبل على العبادة والتصنيف وكف بصره قبل موته بسنتين وهذا غير صاحب المستدرك بل هو شيخ ذاك وسيأتي ذكر ذلك إن شاء الله تعالى ( 378 )
46 - عبد الله بن أحمد بن حموية بن يوسف بن أعين أبو محمد السرخسي المحدث الثقة روى عن الفربري صحيح البخاري وروى عن عيسى بن عمر السمرقندي كتاب الدارمي وروى عن إبراهيم بن خريم مسند عبد بن حميد وتفسيره وتوفي في ذي الحجة وله ثمان وثمانون سنة ( 381 )
47 - الدارقطني بفتح الراء وضم القاف وسكون الطاء نسبة إلى دار القطن محلة ببغداد وهو أبو الحسن علي بن عمر بن أحمد بن مهدي بن مسعود البغدادي الإمام الحافظ الكبير شيخ الإسلام إليه النهاية في معرفة الحديث وعلومه وكان يدعى فيه أمير المؤمنين وقال في العبر الحافظ المشهور صاحب التصانيف توفي في ذي القعدة وله ثمانون سنة روى عن البغوي وطبقته ذكره الحاكم فقال صار أوحد عصره في الحفظ والفهم والورع إماما في القراءات والنحو صادفته فوق ما وصف لي وله مصنفات يطول ذكرها وقال الخطيب كان فريد عصره وقريع دهره ونسيج وحده وإمام وقته انتهى إليه علم الأثر والمعرفة بالعلل وأسماء الرجال مع الصدق وصحة الاعتقاد والاضطلاع من علوم سوى علم الحديث منها القراءات وقد صنف فيها مصنفا ومنها المعرفة بمذاهب الفقهاء وبلغني أنه درس فقه الشافعي على أبي سعيد الاصطخري ومنها المعرفة بالأدب والشعر فقيل أنه كان يحفظ دواوين جماعة وقال أبو ذر الهروي قلت للحاكم هل رأيت مثل الدارقطني فقال هو لم ير مثل نفسه فكيف أنا وقال البرقاني كان الدارقطني يملي على العلل من حفظه وقال القاضي أبو الطيب الطبري الدارقطني أمير المؤمنين في الحديث
وقال ابن قاضي شهبة قال الحاكم صار أوحد أهل عصره في الحفظ والفهم والورع وإماما في النحو والقراءة وأشهد أنه لم يخلف على أديم الأرض مثله توفي ببغداد ودفن قريبا من معروف الكرخي قال ابن ماكولا رأيت في المنام كأني أسأل عن حال الدارقطني في الآخرة فقيل لي ذاك يدعى في الجنة بالإمام ( 385 )
48 - أبو بكر الجوزقي بالجيم والزاي نسبة إلى جوزق كجعفر قرية بنيسابور وأخرى بهراة محمد بن عبد الله بن محمد بن زكريا الشيباني الحافظ المعدل شيخ نيسابور ومحدثها ومصنف الصحيح روى عن السراج وأبي حامد بن الشرقي
وطبقتهما ورحل إلى أبي العباس الدغولي وإلى ابن الأعرابي وإسماعيل الصفار قال الحاكم انتقيت له فوائد في عشرين جزءا ثم ظهر بعدها سماعه من السراج واعتنى به خاله المزكي وتوفي في شوال عن اثنتين وثمانين سنة وقال ابن ناصر الدين من مصنفاته كتاب الصحيح المخرج على كتاب مسلم وكتاب المتفق والمفترق الكبير في نحو ثلثمائة جزء خطير ( 388 )
49 - أبو الهيثم الكشميهني بالضم والسكون والكسر وتحتية وفتح الهاء نسبة إلى كشميهن قرية بمرو محمد بن مكي المروزي راوية البخاري عن الفربري توفي يوم عرفة وكان ثقة وله رسائل أنيقة ( 389 )
50 - أبو نصر الكلاباذي نسبة إلى كلاباذ محلة ببخارى الحافظ المشهور أحمد بن محمد بن الحسين أخذ عن الهيثم بن كليب الشاشي وعبد المؤمن بن خلف النسفي وطبقتهما وعنه المستغفري وقال هو أحفظ من بما وراء النهر اليوم ووثقه الدارقطني وصنف رجال صحيح البخاري وغيره وعاش خمسا وسبعين سنة ( 398 )
51 - أبو مسعود الدمشقي إبراهيم بن محمد بن عبيد الحافظ مؤلف أطراف الصحيحين روى عن عبد الله بن محمد بن السقا وأبي بكر بن المقرئ وطبقتهما وكان عارفا بهذا الشأن ومات كهلا فلم ينشر حديثه توفي في رجب ( 400 )
علي بن حسين فقيهي
2008-01-10, 06:25 PM
4 - الفوائد التفسيرية والقرآنية
1- إبراهيم بن إسحاق النيسابوري أبو إسحاق الأنماطي هو حافظ ثبت رحال وهو صاحب التفسير روى عن إسحاق بن راهويه وأحمد بن حنبل وكان الإمام أحمد ينبسط في منزله ويفطر عنده ( 303 )
2 - الحبر البحر الإمام أبو جعفر محمد بن جرير الطبري صاحب التفسير والتاريخ والمصنفات الكثيرة سمع إسحاق بن إسرائيل ومحمد بن حميد الرازي وطبقتهما وكان مجتهدا لا يقلد أحدا قاله في العبر قال إمام الأئمة ابن خزيمة ما أعلم على الأرض أعلم من محمد بن جرير وقال أبو حامد الأسفرائني الفقيه لو سافر رجل إلى الصين حتى يحصل تفسير محمد بن جرير لم يكن كثيرا وكذلك أثنى ابن تيمية على تفسيره للغاية ومولده بآمل طبرستان سنة أربع وعشرين ومائتين وتوفي ليومين بقي من شوال وكان ذا زهد وقناعه وتوفي ببغداد وممن أخذ عنه العلم محمد الباقرحي والطبراني وخلق قال الخطيب كانت الأئمة تحكم بقوله وترجع إلى رأيه لمعرفته وفضله جمع من العلوم ما لم يشاركه فيه أحد من أهل عصره وذكر له ترجمة طويلة ( 310 )
3 - أبو الحسن محمد بن أحمد بن أيوب بن الصلت بن شنبوذ المقرى ء أحد أئمة الأداء قرأ على محمد بن يحيى الكسائى الصغير وإسمعيل بن عبد الله النحاس وطائفة كثيرة وعنى بالقراءات أتم عناية وروى الحديث عن عبد الرحمن بن محمد بن منصور الحارثي و محمد بن الحسين الحنيني وتصدر للأقراء ببغداد وقد امتحن في سنة ثلاث وعشرين كما مر وكان مجتهداً فيما فعل رحمه الله قاله في العبر
وقال ابن خلكان كان من مشاهير القراء وأعيانهم وكان دينا وفيه سلامة صدر وفيه حمق وقيل إنه كان كثير اللحن قليل العلم وتفرد بقراءت شواذ وكان يقرأ بها في المحراب فأنكرت عليه وبلغ ذلك الوزير ابن مقلة الكاتب المشهور وقيل له إنه يغير حروفا من القرآن ويقرأ بخلاف ما أنزل فاستحضر في أول شهر ربيع الآخر سنة ثلاث وعشرين وثلثمائة واعتقله في داره أياما فلما كان يوم الأحد سابع الشهر المذكور استحضر الوزير المذكورالقاضي أبا الحسين عمر بن محمد وأبا بكر أحمد بن موسى ابن العباس بن مجاهد المقرى ء وجماعة من أهل القرآن واحضر ابن شنبوذ المذكور ونوظر بحضرة الوزير فأغلظ في الجواب للوزير والقاضي وأبى بكر بن مجاهد ونسبهم إلى قلة المعرفة وعيرهم بأنهم ما سافروا في طلب العلم كما سافر واستصبى أبا الحسين المذكور فأمر الوزير أبو علي بضربه فأقيم
فضرب سبع درر فدعا وهو يضرب على الوزير بأن يقطع الله يده ويشتت شمله فكان الأمر كذلك ثم أوقفوه على الحروف التي كان يقرأ بها فأنكر ما كان شنيعا وقال فيما سواه إنه قرأ قوم فاستتابوه فتاب وقال إنه قد رجع عما كان يقرؤه وإنه لا يقرأ إلا بمصحف عثمان بن عفان رضي الله عنه وبالقراءة المتعارفة التي يقرأ بها الناس فكتب الوزير عليه محضرا بما قاله وأمره أن يكتب خطه في آخره فكتب ما يدل على توبته ونسخة المحضر سئل محمد بن أحمد المعروف بابن شنبوذ عما حكى عنه أنه يقرؤه وهو( إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فأمضوا إلى ذكر الله ) فاعترف به وعن ( وتجعلون شكر كم أنكم تكذبون ) فاعترف به وعن ( فاليوم ننجيك ببدنك) فاعترف به وعن (تبت يدا أبي لهب وقد تب ) فاعترف به وعن ( إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد عريض ) فاعترف به وعن (ولتكن منكم فئة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويستعينون بالله على ما أصابهم وأولئك هم المفلحون ) فاعترف به وتاب عن ذلك وكتب الشهود الحاضرون شهادتهم في المحضر حسبما سمعوه من لفظه وكتب ابن شنبوذ بخطه ما صورته يقول محمد بن أحمد بن أيوب المعروف بابن شنبوذ ما في هذه الرقعة صحيح وهو قولي واعتقادي وأشهد الله عز وجل وسائر من حضر على نفسي بذلك ومتى خلفت ذلك أوبان مني غيره فأمير المؤمينن في حل من دمي وسعة وذلك يوم الأحد سابع ربيع الآخر سنة ثلاث وعشرين وثلثمائة وشنبوذ بفتح الشين المعجمة والنون وضم الباء الموحدة وسكون الواو وبعدها ذال معجمة ( 328 )
4 - إبراهيم بن عبد الرزاق الأنطاكي المقرى ء مقرى ء أهل الشام في زمانه قرأ على قنبل وهرون الأخفش وعثمان بن خرزاذ وصنف كتابا في القراءات الثمان وروى الحديث عن أبي أمية الطرسوسي وقيل توفي في السنة الآتية ( 338 )
5 - أبو بكر محمد بن جعفر الأدمي القارئ بالألحان حدث عن أحمد بن عبيد بن ناصح وجماعة وقيل إنه خلط قبل موته( 348 )
6 - أبو بكر النقاش محمد بن الحسن بن محمد بن زياد الموصلي ثم البغدادي المقرئ المفسر صاحب التصانيف في التفسير والقراآت روى عن أبي مسلم الكجى وطائفة وقرأ على أصحاب ابن ذكوان والبزي ورحل ما بين مصر إلى ما وراء النهر وعاش خمسا وثمانين سنة ومع جلالته في العلم ونبله فهو ضعيف متروك الحديث قال الذهبي في المغني مشهور اتهم بالكذب وقد أتى في تفسيره بطامات وفضائح وهو في القراءات أمثل ( 351 )
7 - أبو سعيد بن أبي عثمان الحيري واسمه أحمد بن محمد بن الزاهد أبي عثمان سعيد الحيري النيسابوري شهيدا بطرسوس وله خمس وستون سنة روى عن الحسن ابن سفيان وطبقته وصنف التفسير الكبير والصحيح على رسم مسلم وغير ذلك قال ابن ناصر الدين كان حافظا شجاعا له التفسير الكبير والصحيح على مسلم خرج يعسكر للجهاد مريدا فقتل بطرسوس شهيدا ( 353 )
8 - الإمام الحافظ الثبت الثقة أبو الشيخ وأبو محمد عبد الله بن محمد ابن جعفر ابن حيان الأصبهاني صاحب التصانيف في سلخ المحرم وله خمس وتسعون سنة وأول سماعه في سنة أربع وثمانين ومائتين من إبراهيم بن سعدان وابن أبي عاصم وطبقتهما ورحل في حدود الثلثمائة وروى عن أبي خليفة وأمثاله بالموصل وحران والحجاز والعراق وممن روى عنه أبو بكر أحمد بن عبد الرحمن الشيرازي والماليني وأبو نعيم وابن مردويه وقال ابن مردويه هو ثقة مأمون وصنف التفسير والكتب الكثيرة في الأحكام وغير ذلك وقال الخطيب كان حافظا ثبتا متقنا وقال غيره كان صالحا عابدا قانتا لله كبير القدر ( 369 )
9 - المطوعي أبو العباس الحسن بن سعيد بن جعفر العباداني المقرئ نزيل اصطخر وأسند من في الدنيا في القراءات قرأ القراءات على أصحاب الدوري وخلف وابن ذكوان والبزي وحدث عن أبي خليفة والحسن بن المثنى وضعفه ابن مردويه وقال أبو نعيم لين في روايته وقال في العبر عاش مائة سنة وسنتين قال الخزاعي كان أبوه سعيد واعظا محدثا ( 371 )
10 - أحمد بن الحسين بن مهران الأستاذ أبو بكر الأصبهاني ثم النيسابوري المقرئ العبد الصالح مجاب الدعوة ومصنف كتاب الغاية في القراءة قرأ بدمشق على أبي النضر الأخرم وببغداد على النقاش وأبي الحسن بن بويان وطائفة وسمع من السراج وابن خزيمة وطبقتهما قال الحاكم كان إمام عصره في القراءات وأعبد الناس ممن رأينا في الدنيا وكان مجاب الدعوة توفي في شوال وله ست وثمانون سنة وله كتاب الشامل في القراءات وهو كتاب كبير ( 381 )
11 - أبو حفص بن شاهين عمر بن أحمد بن عثمان بن أحمد بن محمد بن أيوب البغدادي الواعظ المفسر الحافظ صاحب التصانيف وأحد أوعية العلم توفي بعد الدارقطني بشهر وكان أكبر من الدارقطني بتسع سنين سمع من الباغندي ومحمد بن المجدر والكبار ورحل إلى الشام والبصرة وفارس قال أبو الحسين بن المهتدي بالله قال لنا ابن شاهين صنفت ثلثمائة وثلاثين مصنفا منها التفسير الكبير ألف جزء والمسند ألف وثلثمائة جزء والتاريخ مائة وخمسون جزءا قال ابن أبي الفوارس ابن شاهين ثقة مأمون جمع وصنف ما لم يصنفه أحد وقال محمد بن عمر الداودي كان ثقة بحاثا وكان لا يعرف الفقه ويقول أنا محمدي المذهب ( 385 )
12 - أبو الفرج الشنبوذي محمد بن أحمد بن إبراهيم المقرئ غلام ابن شنبوذ قرأ عليه القراءات وعلي ابن مجاهد وجماعة واعتنى بهذا الشأن وتصدر للإقراء وكان عارفا بالتفسير وكان يقول احفظ خمسين ألف بيت من الشعر شواهد للقرآن تكلم فيه الدارقطني ( 388 )
علي بن حسين فقيهي
2008-01-12, 05:06 PM
5 - الفوائد اللغوية والنحوية
1 - وفيها على الصحيح أوفي سنة إحدى عشرة أو ست عشرة أبو إسحق إبراهيم أبن محمد بن السري بن سهل الزجاج النحوي قال ابن خلكان كان من أهل العلم والأدب والدين المتين وصنف كتابا في معاني القرآن وله كتاب الأمالي وكتاب ما فسر من جمع المنطق وكتاب الإشتقاق وكتاب العروض وكتاب النوادر وكتاب الأنواء وغيرها وأخذ الأدب عن المبرد وثعلب وكان يخرط الزجاج ثم تركه واشتغل بالأدب فنسب إليه واختص بصحبة الوزير عبيد الله بن سليمان وعلم ولده القاسم الأدب ولما استوزر القاسم أفاد بطريقته مالا جزيلا
وحكى أبو على الفارسي النحوي قال دخلت مع شيخنا أبي إسحاق على القاسم بن عبيد الله الوزير فورد الخادم فساره بسر فاستبشرله ثم نهض فلم يكن بأسرع من أن عاد وفي وجهه أثر الوجوم فسأله شيخنا عن ذلك فقال له كانت تختلف إلينا جارية لأحدى القينات فسمتها أن تبيعني إياها فامتنعت من ذلك ثم أشار عليها أحد من ينصحها بأن تهديها إلى رجاء أن أضاعف لها ثمنها فلما جاءت أعلمني الخادم بذلك فنهضت مستبشرا لأفتضاضها فوجدتها قد حاضت فكان مني ما ترى فأخذ شيخنا الدواة وكتب
فارس ماض بحربته @@@ حاذق بالطعن بالظلم
رامَ أن يدمي فريسته @@@ فاتقته من دم بدم ( 310 )
2 - وعلى بن عبد الحميد الغضايري نسبة إلى الغضار بالغين المعجمة وهو الإناء الذي يؤكل فيه أبو الحسن بحلب في شوال روى عن بشر بن الوليد والقواريري وعدة وقال حججت من حلب ماشيا أربعين حجة ( 313 )
3 - العلامة أبو بكر بن السراج واسمه محمد بن السري البغدادي النحوي صاحب الأصول في العربية له مصنفات كثيرة منها شرح كتاب سيبويه أخذ عن المبرد وغيره وأخذ عنه السيرافي وغيره ونقل عنه الجوهري في صحاحه قال في العبر كان مغرى بالطرب والموسيقى وقال ابن الأهدل من شعره
ميزت بين جمالها وفعالها @@@ فإذا الملاحة بالجناية لا تفي
حلفت لنا أن لا تخون عهودنا @@@ وكأنما حلفت لنا أن لا تفي
والله لا كلمتها ولو أنها @@@ كالبدر أو كالشمس أو كالمتكفي
قال اليافعي يحسن استعارة هذه الأبيات لوصف الدنيا ( 316 )
4 - نفطويه النحوي أبو عبد الله إبراهيم بن محمد بن عرفة العتكي الواسطي صاحب التصانيف روى عن شعيب بن أيوب الصريفيني وطبقته وعاش ثمانين سنة وكان كثير العلم واسع الرواية صاحب فنون ولد سنة أربع وأربعين أو سنة خمسين ومائتين بواسط وسكن بغداد ومات بها يوم الأربعاء لست خلون من صفر بعد طلوع الشمس بساعة ودفن ثاني يوم بباب الكوفة قال ابن خالويه ليس في العلماء من اسمه إبراهيم وكنيته أبو عبد الله سوى نفطويه ومن شعره ما ذكره أبو علي القالي في كتاب الأمالي وهو
قلبي أرق عليك من خديكا @@@ وقواي أوهى من قوى جفنيكا
لم لا ترق لمن يعذب نفسه @@@ ظلما ويعطفه هواه عليكا
وفيه يقول أبو عبد الله محمد بن زيد بن علي بن الحسين الواسطي المتكلم المشهور صاحب كتاب الإمامة وكتاب إعجاز القرآن الكريم وغيرهما
من سره أن لا يرى فاسقا @@@ فليجتهد أن لا يرى نفطويه
أحرقه الله بنصف اسمه @@@ وصير الباقي صراخا عليه
وتوفي أبو عبد الله محمد المذكور سنة سبع وقيل ست وثلثمائة ونفطويه بكسر النون وفتحها والكسر أفصح قال الثعالبي لقب نفطويه لدمامته وأدمته تشبيها له بالنفط وزيد ويه نسبة إلى سيبويه لأنه كان يجري على طريقته ويدرس كتابه ( 323 )
5 - الإمام العلامة ابن الأنباري أبو بكر محمد بن القاسم بن بشار النحوي اللغوي صاحب المصنفات وله سبع وخمسون سنة سمع في صغره من الكديمي وإسمعيل القاضي وأخذ عن أبيه وثعلب وطائفة وعنه الدارقطني وغيره قال أبو علي القالي كان شيخنا أبو بكر يحفظ فيما قيل ثلثمائة ألف بيت شاهد في القرآن وقال محمد بن جعفر التميمي ما رأينا احفظ من ابن الأنباري ولا أغزر بحراً حدثوني عنه أنه قال أحفظ ثلاثة عشر صندوقاً قال وحدثت عنه أنه كان يحفظ مائة وعشرين تفسيراً بأسانيدها وقيل عنه إنه أملي غريب الحديث في خمسة وأربعين ألف ورقة قاله في العبر وقال ابن ناصر الدين كان في كل فن إمامه وكان إملاؤه من حفظه ومن أماليه المدققة غريب الحديث في خمسة وأربعين ألف ورقة انتهى وكان سائر ما يصنفه ويمليه من حفظه لا من دفتر ولا كتاب( 328 )
6 - فقال يا ستي رأيت ما رأيت فقالت نعم فقال ( 329 )
7 - قال ابن السمعاني والقاص هو الذي يعظ ويذكر القصص ( 335 )
8 - والأردبيلي بالفتح وسكون الراء وضم الدال المهملة وكسر الموحدة وسكون التحتية نسبة إلى أردييل من بلاد أذربيجان ( 339 )
9 - المعارفي نسبة إلى المعافر بطن من قحطان ( 339 )
10 - والمروزي بفتح الميم وسكون الراء وفتح الواو وبعدها زاي هذه النسبة إلى مرو والشاهجان وهي إحدى كراسي خراسان وهم أربع مدن هذه ونيسابور وهراة وبلخ وإنما قيل لها مرو الشاهجان لتتميز عن مرو الروذ والشاهجان لفظ عجمي تفسيره روح الملك ( 340 )
11 - أبو القاسم الزجاجي نسبة إلى الزجاج النحوي عبد الرحمن بن إسحق النهاوندي صاحب التصانيف أخذ عن أبي إسحق الزجاج وابن دريد وعلى ابن سليمان الأخفش وقد انتفع بكتابه الجمل خلق لا يحصون فقيل أنه جاور مدة بمكة وصنفه فيها وكان إذا فرغ من الباب طاف أسبوعا ودعا الله بالمغفرة وأن ينفع الله بكتابة وقراءته قال بعض المغاربة لكتابه عندنا مائة وعشرون شرحا اشتغل ببغداد ثم بحلب ثم بدمشق ومات بطبرية في رمضان ( 340 )
12 - وحكى أبو محمد الحسن بن عسكر الصوفي الواسطي قال كنت ببغداد في سنة إحدى وعشرين وخمسمائة جالسا على دكة بباب أبرز للفرجة إذ جاء ثلاث نسوة فأنشدتني الأبيات وزادت إحداهن بعد البيت الأول
إذا ما تأملتها وهي فيه @@@ تأملت نورا محيطا بنار
فهذا النهاية في الابيضاض @@@ وهذا النهاية في الاحمرار ( 342 )
13 - أبو عمر الزاهد صاحب ثعلب واسمه محمد بن عبد الواحد المطرز البغدادي اللغوي قيل أنه أملى ثلاثين ألف ورقة في اللغة من حفظه وكان ثقة إماما آية في الحفظ والذكاء وقد روى عن موسى الوشى وطبقته قال ابن الأهدل استدرك على فسيخ شيخه ثعلب في جزء لطيف ومصنفاته تزيد على العشرين وكان لسعة حفظه تكذبه أدباء وقته ووثقه المحدثون في الرواية قيل لم يتكلم في اللغة أحد أحسن من كلام أبي عمر الزاهد وتصانيفه أكثر ما يمليها من حفظه من غير مراجعة الكتب ( 345 )
14 - والطبري نسبة إلى طبرستان بفتح الباء الموحدة وهو إقليم متسع مجاور لخراسان ومدينته آمل بهمزة ممدودة وميم مضمومة بعدها لام وأما الطبراني فنسبة إلى طبرية الشام ( 350 )
15 - والقالي نسبة إلى قالى قلا من ديار بكر ( 356 )
16 - الميانجي بالفتح والتحتية وفتح النون وجيم نسبة إلى ميانة بلد بأذربيجان ( 360 )
17 - والأسيوطي بضم أوله والتحتية نسبة إلى أسيوط ويقال سيوط بلد بصعيد مصر قال الجلال السيوطي في لباب الأنساب قلت فيها خمسة أوجه ضم الهمزة وكسرها وإسقاطها وتثليث السين المهملة ( 361 )
18 - أبو بحر البربهاري نسبة إلى بيع البربهار وهو ما يجلب من الهند ( 362 )
19 - ابن خالويه الأستاذ أبو عبد الله الحسين بن أحمد الهمذاني النحوي اللغوي صاحب التصانيف وشيخ أهل حلب أخذ عن ابن مجاهد وأبي بكر بن الأنباري وأبي عمر الزاهد قال ابن الأهدل انتقل عن بغداد إلى حلب فاستوطنها ومات بها وكان بنو حمدان يعظمونه دخل على سيف الدولة فقال له أقعد ولم يقل اجلس فاتخذت فضيلة لسيف الدولة وذلك لأن القائم يقال له اقعد والنائم والساجد اجلس وله مواقف مع المتنبي في مجلس سيف الدولة ومن شعره
إذا لم يكن صدر المجالس سيدا @@@ فلا خير فيمن صدرته المجالس
وكم قائل مالي رأيتك راجلا @@@ فقلت له من أجل أنك فارس ( 370 )
20 - العلامة الأزهري أبو منصور محمد بن أحمد بن الأزهر الهروي اللغوي النحوي الشافعي صاحب تهذيب اللغة وغيره من المصنفات الكبار الجليلة المقدار مات بهراة في شهر ربيع الآخر وله ثمان وثمانون سنة روى عن البغوي ونفطويه وأبي بكر بن السراج وترك الأخذ عن ابن دريد تورعا لأنه رآه سكران وقد بقي الأزهري في أسر القرامطة مدة طويلة
وحكى بعض الأفاضل أنه رأى بخطه قال امتحنت بالأسر سنة عارضت القرامطة الحج بالهيبر وكان القوم الذين وقعت في سهمهم عربا نشأوا في البادية يتتبعون مساقط الغيث أيام النجع ويرجعون إلى أعداد المياه في محاضرهم زمان القيظ ويرعون النعم ويعيشون بألبانها وكنا نشتي بالدهناء ونرتبع بالصمان ونقيظ بالستارين واستفدت من محاورتهم ومخاطبة بعضهم بعضا ألفاظا جمة ونوادر كثيرة أوقعت أكثرها في كتابي يعني التهذيب ( 370 )
21 - إسحق بن أسعد بن الحافظ الحسن بن سفيان أبو يعقوب النسوى بفتحتين نسبة إلى مدينة بفارس ( 374 )
22 - الفسوى بفتح الفاء والسين المهملة وبعدها واو نسبة إلى مدينة فسا من أعمال فارس ( 377 )
23 - الكراييسي نسبة إلى بيع الكراييس وهي الثياب ( 378 )
24 - ابن فارس اللغوي أبو الحسين أحمد بن فارس بن زكريا بن محمد بن حبيب الرازي اللغوي كان إماما في علوم شتى خصوصا اللغة فإنه أتقنها وألف كتابه المجمل في اللغة وهو على اختصاره جمع شيئا كثيرا وله كتاب حلية الفقهاء وله رسائل أنيقة
ومنه اقتبس الحريري صاحب المقامات ذلك
الأسلوب ووضع المسائل الفقهية في المقامة الطيبية وهي مائة مسئلة وكان مقيما بهمذان وعليه اشتغل بديع الزمان الهمذاني صاحب المقامات وله أشعار جيدة فمنها قوله
مرت بنا هيفاء مجدولة @@@ تركية تنمى لتركي
ترنو بطرف فاتر فاتن @@@ أضعف من حجة نحوي
وله أيضا
اسمع مقالة ناصح @@@ جمع النصيحة والمقه
إياك وأحذر أن تبيت @@@ من الثقات على ثقة
وله أيضا
إذا كنت في حاجة مرسلا @@@ وأنت بها كلف مغرم
فأرسل حكيما ولا توصه @@@ وذاك الحكيم هو الدرهم
وله أيضا
سقى همذان الغيث لست بقائل @@@ سوى ذا وفي الأحشاء نار تضرم
ومالي لا أصفى الدعاء لبلدة @@@أفدت بها نسيان ما كنت أعلم
نسيت الذي أحسنته غير أنني @@@ مدين وما في جوف بيتي درهم
وله أشعار كثيرة حسنة توفي بالري ودفن مقابل مشهد القاضي علي بن عبد العزيز الجرجاني ومن شعره أيضا
وقالوا كيف حالك قلت خير @@@ تقضي حاجة وتفوت حاج
إذا ازدحمت هموم الصدر قلنا @@@ عسى يوم يكون به انفراج
نديمي هرتي وأنيس نفسي @@@ دفاتر لي ومعشوقي السراج ( 390 )
25 - أبو الفتح بن جني عثمان بن جني الموصلي النحوي صاحب التصانيف وكان أبوه مملوكا روميا لسليمان بن فهد بن أحمد الأزدي الموصلي وإلى هذا أشار بقوله
فإن أًصبح بلا نسب @@@ فعلمي في الورى نسبي
على أني أؤول إلى @@@ قرومٍ سادةٍ نجبِ
قياصرة إذا نطقوا @@@ أرّم الدهر ذو الخطب
أولاك دعا النبي لهم @@@ كفى شرفاً دعاءُ نبي
وله أشعار حسنة ويقال أنه أعور وأخذ عن أبي علي الفارسي ولازمه وله تصانيف مفيدة منها كتاب الخصائص وسر الصناعة والكافي في شرح القوافي والمذكر والمؤنث والمقصور والممدود والتذكرة الأصبهانية وغير ذلك ويقال أن الشيخ أبا إسحق الشيرازي أخذ منه أسماء كتبه وشرح ابن جني أيضا ديوان المتنبي شرحا كبيرا سماه النشر وكان قد قرأ الديوان على صاحبه وكان المتنبي يقول ابن جني أعرف بشعري مني وكانت ولادة ابن جني بالموصل قبل الثلاثمائة وتوفي يوم الجمعة ثامن عشري صفر ببغداد قال ابن خلكان وجني بكسر الجيم وتشديد النون وبعدها ياء ( 392 )
26 - الجوهري صاحب الصحاح أبو نصر إسماعيل بن حماد التركي اللغوي أحد أئمة اللسان وكان في جودة الحفظ في طبقة ابن مقلة ومهلهل أكثر الترحال ثم سكن بنيسابور قال القفطي أنه مات مترديا من سطح جامع نيسابور في هذا العام قال وقيل مات في حدود الأربعمائة وقيل أنه تسودن وعمل له شبه جناحين وقال أريد أن أطير فأهلك نفسه رحمه الله قاله في العبر وقال السيوطي في طبقات النحاة قال ياقوت كان من أعاجيب الزمان ذكاء وفطنة وعلما وأصله من فاراب من بلاد الترك وكان إماما في اللغة والأدب وكان يؤثر السفر على الحضر ويطوف الآفاق دخل العراق فقرأ العربية على أبي علي الفارسي والسيرافي وسافر إلى الحجاز وشافه باللغة العرب العاربة وطاف بلاد ربيعة ومضر ثم عاد إلى خراسان ثم أقام بنيسابور ملازما للتدريس والتأليف وكتابة المصاحف والدفاتر حتى مضى لسبيله عن آثار جميلة
وصنف كتابا في العروض ومقدمة في النحو والصحاح في اللغة مع تصحيف فيه في مواضع عدة تتبعها عليه المحققون قيل أن سببه أنه لما صنفه سمع عليه إلى باب الضاد المعجمة وعرض عليه وسوسة فانتقل إلى الجامع القديم بنيسابور فصعد سطحه وقال أيها الناس إني عملت في الدنيا شيئا لم أسبق إليه فسأعمل للآخرة أمرا لم يسبق إليه وضم إلى جنبيه مصراعي باب وتأبطهما بحبل وصعد مكانا عاليا وزعم أنه يطير فوقع فمات وبقي سائر الكتاب مسودة غير منقح ولا مبيض فبيضه تلميذه إبراهيم بن صالح الوراق فغلط فيه في مواضع ( 393 )
علي بن حسين فقيهي
2008-01-12, 05:07 PM
6 - الفوائد القصصية
القاضي أبو الحسن ومن أخبار منذر بن سعيد البلوطي المحفوظة له مع الخليفة الناصر في إنكاره عليه الإسراف في البناء أن الناصر كان اتخذ لسطح القبة التي كانت على الصرح الممرد المشهور شأنه بقصر الزهراء قراميد مغشاة ذهبا وفضة أنفق عليها مالا جسيما وقد مد سقفها به تستلب الأبصار بأشعة أنوارها وجلس فيها إثر تمامها يوما لأهل مملكته فقال لقرابته من الوزراء وأهل الخدمة مفتخرا بما صنعه من ذلك هل رأيتم أو سمعتم ملكا كان قبلي فعل مثل فعلي هذا وقدر عليه فقالوا لا يا أمير المؤمنين وإنك لأوحد في شأنك كله وما سبقك إلى مبتدعاتك هذه ملك رأيناه ولا انتهى إلينا خبره فأبهجه قولهم وسره وبينما هو كذلك إذ دخل عليه القاضي منذر بن سعيد واجما ناكس الرأس فلما أخذ مجلسه قال له كالذي قال لوزرائه من ذكر السقف المذهب واقتداره عليه وعلى إبداعه فأقبلت دموع القاضي تنحدر على لحيته وقال له والله يا أمير المؤمنين ما ظننت أن الشيطان لعنه الله تعالى يبلغ منك هذا المبلغ ولا أن تمكنه من قلبك هذا التمكين مع ما آتاك الله من فضله ونعمته وفضلك به على العالمين حتى ينزلك منازل الكافرين قال فانفعل عبد الرحمن لقوله وقال له انظر ما تقول وكيف أنزلني منزلتهم فقال له نعم أليس الله تعالى يقول ولولا أن يكون الناس أمة واحدة لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم سقفا من فضة ومعارج عليها يظهرون فوجم الخليفة واطردت عيناه وأطرق مليا ودموعه تتساقط خشية وخشوعا لله تعالى ثم أقبل على منذر فقال له جزاك الله يا قاضي عنا وعن نفسك خيرا وعن الدين والمسلمين أجمل جزائه وكثر في الناس أمثالك فالذي قلت هو الحق وقام من مجلسه ذلك وأمر بنقض سقف القبة وأعاد قرمدها ترابا على صفة غيرها ( 350 )
علي بن حسين فقيهي
2008-01-13, 05:01 PM
7 - الفوائد الشعرية والأدبية والأمثال
1 - أبو الحسن علي بن سليمان البغدادي النحوي وهو الأخفش الصغير روى عن ثعلب والمبرد قال ابن خلكان روى عن المبرد وثعلب عنه وغيرهما وروى عن المرزباني وأبو الفرج المعافى وغيرهما وهو غير الأخفش الأكبر والأخفش الأوسط وكان بين ابن الرومي وبين الأخفش المذكور منافسة وكان الأخفش يبادر داره ويقول عند بابه كلاما يتأذى به وكان ابن الرومي كثير التطير فإذا سمع كلامه لا يخرج ذلك اليوم من بيته فكثر ذلك منه فهجاه ابن الرومي بأهاج كثيرة وهي مثبتة في ديوانه وكان الأخفش يحفظها ويوردها استحسانا لها في جملة ما يورده وافتخارا أنه نوه بذكره إذ هجاه فلما علم ابن الرومي ذلك أقصر عنه وقال المرزباني لم يكن الأخفش المذكور بالمتسع في الرواية للأخبار والعلم بالنحو وما علمته صنف شيئا البتة ولا قال شعرا وكان إذا سئل عن مسئلة في النحو ضجر وانتهر من يسأله ومات فجأة ببغداد ودفن بمقبرة قنطرة بردان والأخفش هو صغير العين مع سوء بصرها. ( 315 )
2 - نصر بن أحمد البصري الشاعر وكان أميا وله الأشعار الفائقة منها
خليلي هل أبصرتما أو سمعتما @@@ بأحسن من مولى تمشي إلى عبد
أتى زائرا من غير وعد وقال لي @@@ أجلك عن تعليق قلبك بالوعد
فما زال نجم الوصل بيني وبينه @@@ يدور بأفلاك السعادة والسعد ( 317 )
3 - أبو بكر الحسن بن علي بن بشار بن العلاف البغدادي المقرئ صاحب الدوري وكان أديبا طريفا نديما للمعتضد ثم شاخ وعمي قال ابن خلكان كان من الشعراء المجيدين وحدث عن أبي عمرو الدوري المقرئ وحميد بن سعيد البصري وغيرهما
وكان لأبي بكر المذكور هر يأنس به وكان يدخل أبراج الحمام التي لجيرانه ويأكل أفراخها وكثر ذلك منه فأمسكه أربابها وذبحوه فرثاه بهذه القصيدة وقد قيل إنه رثي بها عبد الله بن المعتز وخشى من الإمام المقتدر أن يتظاهر بها لأنه هو الذي قتله فنسبها إلى الهر وعرض به في أبيات منها وكانت بينهما صحبة أكيدة وذكر صاعد اللغوي في كتاب الفصوص قال حدثني أبو الحسن المرزباني قال هويت جارية لعلي بن عيسى غلاما لأبي بكر بن العلاف الضرير ففطن بهما فقتلا جميعا وسلخا وحشى جلودهما تبنا فقال أبو بكر مولاه هذه القصيدة يرثيه وكنى عنه بالهر وهي من أحسن الشعر وأبدعه وعددها خمسة وستون بيتا وطولها يمنع من الإتيان بجميعهافنأتي بمحاسنها وفيها أبيات مشتملة على حكم فنأتي بها وأولها
يا هر فارقتنا ولم تعد @@@ وكنت عندي بمنزل الولد
فكيف ننفك عن هواك وقد @@@ صرت لنا عدة من العدد
تطرد عنا الأذى وتحرسنا @@@ بالغيب من حية ومن جرد
وتخرج الفأر من مكامنها @@@ ما بين مفتوحها إلى السدد
يلقاك في البيت منهم مدد @@@ وأنت تلقاهم بلا مدد
لا عدد كان منك منفلتا @@@ منهم ولا واحد من العدد
وكان يجري ولا سداد لهم @@@ أمرك في بيتنا على السدد
حتى اعتقدت الأذى لجيرتنا @@@ ولم تكن للأذى بمعتقد
وحمت حول الردى بظلمهم @@@ ومن يحم حول حوضه يرد
وكان قلبي عليك مرتعدا @@@ وأنت تنساب غير مرتعد
تدخل برج الحمام متئدا @@@ وتبلغ الفرخ غير متئد
أطعمك الغي لحمها فرأى @@@ قتلك أصحابها من الرشد
حتى إذا داوموك واجتهدوا @@@ وساعد النصر كيد مجتهد
صادوك غيظا عليك وانتقموا @@@ منك وزادوا ومن يصد يصد
ثم شفوا بالحديد أنفسهم @@@ منك ولم يرعووا إلى أحد
فلم تزل للحمام مرتصدا @@@ حتى سقيت الحمام بالرصد
لم يرحموا صوتك الضعيف كما @@@ لم ترث منها لصوتها الغرد
وكنت بددت شملهم زمنا @@@ فاجتمعوا بعد ذلك البدد
كأن حبلا حوى بجودته @@@ جيدك للخنق كان من مسد
كأن عيني تراك مضطربا @@@ فيه وفي فيك رغوة الزبد
وقد طلبت الخلاص منه فلم @@@ تقدر على حيلة ولم تجد
فجدت بالنفس والبخيل بها @@@ أنت ومن لم يجد بها تجد
فما سمعنا بمثل موتك إذ @@@ مت ولا مثل غيشك النكد
عشت حريصا يقوده طمع @@@ ومت ذا قاتل بلا قود
فلم تخف وثبة الزمان كما @@@ وثبت في البرج وثبة الأسد
عاقبة الظلم لا تنام وإن @@@ تأخرت مدة من المدد
أردت أن تأكل الفراخ ولا @@@ يأكلك الدهر أكل مضطهد
هذا بعيد من القياس وما @@@ أعزه في الدنو والبعد
لا بارك الله في الطعام إذا @@@ كان هلاك النفوس في المعد
كم دخلت لقمة حشا شرهٍ @@@ فأخرجت روحه من الجسد
ما كان أغناك عن تصعد البرج @@@ ولو كان جنة الخلد
قد كنت في نعمة وفي دعة @@@ من العزيز المهيمن الصمد
تأكل من فأر بيتنا رغدا @@@ وأين بالشاكرين للرغد ( 318 )
4 - أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد بن عتاهية الأزدي البصري اللغوي العلامة صاحب التصانيف أخذ عن الرياشي وأبى حاتم السجستاني وابن أخي الأصمعي وعاش ثمانيا وتسعين سنة قال أحمد بن يوسف الأزرق ما رأيت احفظ من ابن دريد ما رأيته قرى ء عليه ديوان إلا وهو يسابق في قراءته وقال الدارقطني تكلموا فيه وقال ابن خلكان إمام عصره في اللغة والآداب والشعر الفائق قال المسعودي في كتاب مروج الذهب في حقه كان ابن دريد ببغداد ممن برع في زماننا هذا في الشعر وانتهى في اللغة لم يوجد مثله في فهم كتب المتقدمين وقام مقام الخليل بن أحمد فيها وكان يذهب بالشعر كل مذهب فطورا يجزل وطورا يرق وشعره أكثر من أن نحصيه
وكان من تقدم من العلماء يقول إن ابن دريد أعلم الشعراء وأشعر العلماء ومن مليح شعره قوله
عزراء لو جلت الخدور شعاعها @@@ للشمس عند شروقها لم تشرق
غصن على دعص تأود فوقه @@@ قمر تألق تحت ليل مطبق
لو قيل للحسن احتكم لم يعدها @@@ أو قيل خاطب غيرها لم ينطق
فكأننا من فرعها في مغرب @@@ وكأننا من وجهها في مشرق
كانت فيهتف بالعيون ضياؤها @@@ الويل حل بمقلة لم تطبق
وكانت ولادته بالبصرة في سكة صالح سنة ثلاث وعشرين ومائتين ونشأ بها وتعلم فيها وسكن عمان وأقام بها ثنتي عشرة سنة ثم عاد إلى البصرة وسكنها زمانا ثم خرج إلى نواحي فارس وصحب ابني ميكال وكانا يومئذ على عمالة فارس وعمل لهما كتاب الجمهرة وقلداه ديوان فارس فكانت تصدر كتب فارس عن رأيه ولا ينفذ أمر إلا بعد توقيعه فأفاد معهما اموالا عظيمة وكان لا يمسك درهما سخاء وكرما ومدحهما بقصيدته المقصورة فوصلاه بعشرة آلاف درهم ثم انتقل إلى بغداد وعرف الإمام المقتدر بالله خبره ومكانه بالعلم فأمر أن يجري عليه خمسون دينارا في كل شهر ولم تزل جارية عليه إلى حين وفاته وكان واسع الرواية لم ير أحفظ منه وسئل عنه الدارقطني أثفة هو أم لا فقال تكلموا فيه وقيل إنه كان يتسامح في الرواية فيسند إلى كل واحد ما يخطر له وقال أبو منصور الأزهري البغوي دخلت عليه فرأيته سكران فلم أعد إليه وقال ابن شاهين كنا ندخل عليه فنستحي من العيدان المعلقة والشراب المصفى وذكر أن سائلا سأله شيئا فلم يكن عنده غيردن من نبيذ فوهبه له فأنكر عليه أحد غلمانه وقال تتصدق بالنبيذ فقال لم يكن عندي شيء سواه ثم أهدى له بعد ذلك عشر دنان من النبيذ فقال لغلامه أخرجنا دنا فجاءنا عشرة وينسب إليه من هذه الأمور شيء كثير وعرض له فالج فسقى التريان فشفى ثم عاوده الفالج بعد حول لغداء ضار تناوله فبطل من محزمه إلى قديمة وكان مع هذا الحال ثابت العقل صحيح الذهن يرد فيما يسأل ردا صحيحاً
وتوفي يوم الأربعاء لثنتي عشرة ليلة بقيت من شعبان ودريد بضم الدال المهملة وفتح الراء وسكون الياء المثناة من تحتها وبعدها دال مهملة وهو تصغير ادرد والادرد الذي ليس فيه سن وهو تصغير ترخيم لحذف الهمزة من أوله كما تقول في تصغير أسود سويد وأزهر زهير ( 321 )
5 - أبو علي محمد بن علي بن حسن بن مقلة الكاتب صاحب الخط المنسوب وقد وزر للخلفاء غير مرة ثم قطع يده ولسانه وسجن حتى هلك وله ستون سنة
ورثى يده فمن ذلك قوله
ما سئمت الحياة لكن توثقت @@@ بأيمانهم فبانت يمينى
بعت ديني لهم بدنياي حتى @@@ حرموني دنياهم بعد ديني
ولقد حطت ما أستطعت بجهدي @@@ حفظ أرواحهم فما حفظوني
ليس بعد اليمين لذة عيش @@@ ياحياتي بانت يميني فبيني
ومن شعره أيضا
وإذا رأيت فتى بأعلى رتبة @@@ في شامخ من عزه المترفع
قالت لي النفس العروف بقدرها@@@ ما كان أولاني بهذا الموضع
وله
إذا مامات بعضك فابك بعضا @@@ فإن البعض من بعض قريب
وهو أول من نقل هذه الطريقة من خط الكوفيين إلى هذه الصورة
ومن كلامه إنى إذا أحببت تهالكت وإذا بغضت أهلكت وإذا رضيت آثرت وإذا غضبت أثرت ومن كلامه يعجبني من يقول الشعر تأدبا لا تكسبا ويتعاطى الغناء تطربا لا تطلبا وله كل معنى مليح في النظم والنثر وكان ما أصابه نتيجة دعاء أبي الحسن بن شنبوذ عليه بقطع اليد وقد تقدم ذكر سبب ذلك ( 328 )
6 - أحمد بن محمد بن عبد ربه القرطبي وقرطبة مدينة كبيرة دار مملكة الأندلس وكان ابن عبد ربه أحد الفضلاء وهو أموي بالولاء وحوى كتابه العقد كل شيء وله ديوان وشعر جيد مات وله اثنتان وثمانون سنة وشعره في الذروة العليا سمع من بقى بن مخلد ومحمد بن وضاح ( 328 )
7 - قال أبو العباس السياري القاسم بن القاسم بن مهدي
صبرت على اللذات لما تولت @@@ وألزمت نفسي صبرها فاستمرت
وكانت على الأيام نفسي عزيزة @@@ فلما رأت عزمي على الذل ذلت
فقلت لها يا نفس موتي كريمة @@@ فقد كانت الدنيا لنا ثم ولت
خليلي لا والله ما من مصيبة @@@ تمر على الأيام إلا تجلت
وما النفس إلا حيث يجعلها الفتى @@@ فإن أطعمت تاقت وإلا تسلت ( 342 )
8- أبو محمد الخطبي إسماعيل بن علي بن إسماعيل البغدادي الأديب الإخباري صاحب التصانيف روي عن الحارث بن أبي أسامة وطائفة وكان يرتجل الخطب ولا يتقدمه فيها أحد فلذا نسب إليها ( 350 )
9 - فاتك المجنون أبو شجاع الرومي الإخشيدي قال ابن خلكان كان روميا أخذ صغيرا هو وأخوه وأخت لهما من بلد الروم من موضع قرب حصن يعرف بذي الكلاع فتعلم الخط بفلسطين وهو ممن أخذه الإخشيد من سيده كرها بالرملة بلا ثمن فأعتقه صاحبه وكان معهم حرا في عدة المماليك وكان كريم النفس بعيد الهمة شجاعا كثير الإقدام ولذلك قيل له المجنون وكان رفيق الأستاذ كافور في خدمة الإخشيد فلما مات مخدومهما وتقرر كافور في خدمة ابن الإخشيد أنف فاتك من الإقامة بمصر كيلا يكون كافور أعلى رتبة منه ويحتاج أن يركب في خدمته وكانت الفيوم وأعمالها أقطاعا له فانتقل إليها واتخذها سكنا له وهي بلاد وبيئة كثيرة الوخم فلم يصح له بها جسم وكان كافور يخافه ويكرمه وفي نفسه منه ما فيها فاستحكمت العلة في جسم فاتك وأحوجته إلى دخول مصر للمعالجة فدخلها وبها أبو الطيب المتنبي ضيفا للأستاذ كافور وكان يسمع بكرم فاتك وكثرة سخائه غير أنه لا يقدر على قصد خدمته خوفا من كافور وفاتك يسأل عنه ويراسله بالسلام ثم التقيا بالصحراء مصادفة من غير ميعاد وجرى بينهما مفاوضات فلما رجع فاتك إلى داره حمل لأبي الطيب في ساعته هدية قيمتها ألف دينار ثم أتبعها بهدايا بعدها فاستأذن المتنبى الاستاذ كافور في مدحه فأذن له فمدحه بقصيدته المشهورة وهي من غرر القصائد التي أولها
لا خيل عندك تهديها ولا مال @@@ فليسعد النطق إن لم تسعد الحال
وما أحسن قوله فيها
كفاتكٍ ودخول الكاف منقصة @@@ كالشمس ولت وما للشمس أمثال
ثم توفي فاتك المذكور عشية الأحد لأحدى عشرة ليلة خلت من شوال سنة خمسين وثلثمائة بمصر فرثاه المتنبي وكان قد خرج من مصر بقصيدته التي أولها
الحزن يقلق والتجمل يردع @@@ والدمع بينهما عصى طيع
وما أرق قوله فيها
إني لأجبن من فراق أحبتي @@@وتحس نفسي بالحمام فأشجع
ويزيدني غضب الأعادي قسوة @@@ ويلم بي عتب الصديق فأجزع
تصفو الحياة لجاهل أو غافل @@@ عما مضى منها وما يتوقع
ولمن يغالط في الحقيقة نفسه @@@ ويسومها طلب المحال فتطمع
أين الذي الهرمان من بنيانه @@@ ما قومه ما يومه ما المصرع
تتخلف الآثار عن أصحابها @@@ حينا ويدركها الفناء فتتبع
وهي من المراثي الفائقة وله فيه غيرها ( 350 )
10 - أبو محمد الحسن بن محمد الأزدي من ذرية المهلب بن أبي صفرة وزير معز الدولة بن بويه قال ابن خلكان كان الوزير المهلبي قبل اتصاله بمعز الدولة في شدة عظيمة من الضرورة والضائقة وكان قد سافر مرة ولقي في سفره مشقة صعبة واشتهى اللحم فلم يقدر عليه فقال ارتجالا
ألا موت يباع فأشتريه @@@ فهذا العيش ما لا خير فيه
ألا موت لذيذ الطعم يأتي @@@ يخلصني من العيش الكريه
إذا أبصرت قبرا من بعيد @@@ وددت بأنني مما يليه
ألا رحم المهيمن نفس حر @@@ تصدق بالوفاة على أخيه
وكان معه رفيق يقال له أبو عبد الله الصوفي وقيل أبو الحسن العسقلاني فلما سمع الأبيات اشترى له بدرهم لحما وطبخه وأطعمه وتفارقا وتنقلت بالمهلبي الأحوال وتولى الوزارة ببغداد لمعز الدولة وضاقت الأحوال برفيقه في السفر الذي اشترى له اللحم وبلغه وزارة المهلبي فقصده وكتب إليه
ألا قل لوزير فدته نفسي @@@ مقالة مذكر ما قد نسيه
أتذكر إذ تقول لضنك عيش @@@ ألا موت يباع فأشتريه
فلما وقف عليها تذكر وهزته أريحية الكرم فأمر له في الحال بسبعمائة درهم ووقع في رقعته ( مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء ) ثم دعا به فخلع عليه وقلده عملا يرتفق به ولما ولي المهلبي الوزارة بعد تلك الإضافة عمل
رق الزمان لفاقتي @@@ ورثى لطول تحرقي
فأنالني ما أرتجيه @@@ وحاد عما أتقي
فلأصفحن عما أتاه @@@ من الذنوب السُبق
حتى جنايته بما @@@ فعل المشيب بمفرقي
وكان لمعز الدولة مملوك تركي في غاية الجمال يدعى تكين الجامدار وكان شديد المحبة له فبعث سرية لمحاربة بعض بني حمدان وجعل المملوك المذكور مقدم الجيش وكان الوزير المهلبي يستحسنه ويرى أنه من أهل الهوى لا من أهل مدد الوغى فعمل فيه
طفل يرق الماء في @@@ جنباته ويرف عوده
ويكاد من شبه العذارى @@@ فيه أن تبدو نهوده
ناطوا بمعقد خصره @@@ سيفا ومنطقة تؤوده
جعلوه قائد عسكر @@@ ضاع الرعيل ومن يقوده
وكان كذلك فإنه ما أنجح وكانت الكرة عليهم
ومن شعره النادر في الرقة قوله
تصارمت الأجفان لما صرمتني @@@ فما تلتقي إلا على عبرة تجري ( 352 )
11 - المتنبي شاعر العصر أبو الطيب أحمد بن الحسين بن الحسن الجعفي الكوفي
في رمضان بين شيراز والعراق وله إحدى وخمسون سنة قال في العبر وليس في العالم أشعر منه أبدا وأما مثله فقليل وقال ابن الأهدل قدم الشام في صباه واشتغل في فنون الأدب ومهر فيها وتضلع من علم اللغة قال له أبو علي الفارسي صاحب الإيضاح والتكملة كم لنا من الجموع على وزن فعلى فقال له المتنبي سريعا حجلى وظربى قال الفارسي ففتشت كتب اللغة ثلاث ليال فلم أجد لهما ثالثا حجلى جمع حجل وهو الطائر المسمى بالقبج وظربى جمع ظربان كقطران وهي دابة منتنة الرائحة ومن الناس كثير يرجحون المتنبي على أبي تمام ومن بعده
ورزق سعادة في شعره واعتنى العلماء بديوانه فشرحوه أكثر من أربعين شرحا مدح جماعة من الملوك ووصله ابن العميد بثلاثين ألفا وأتاه من عضد الدولة صاحب شيراز مثلها
وسمي المتنبي لأنه ادعى النبوة في بادية السماوة وتبعه خلق كثير من كلب وأخرج إليه لؤلؤ أمير حمص نائب الأخشيدية فأسره واستتابه وتفرق أصحابه وكان كافور الإخشيدي يقول لما هجاه من ادعى النبوة إما يدعى الملك
وكان العلماء يحضرون مجلس سيف الدولة ويتناظرون كل ليلة فوقع بين المتنبي وابن خالويه ليلة كلام فوثب ابن خالويه على المتنبي فضرب وجهه بمفتاح فشجه فخرج ودمه يسيل على وجهه فغضب وخرج إلى كافور فلما صدر منه قصد بلاد فارس بالمشرق ومدح عضد الدولة الديلمي فأجزل جائزته فلما رجع من عنده عرض له فاتك بن أبي جهل فقتل المتنبي وابنه محسد وغلامه مفلح بالقرب من النعمانية على ميلين من دير العاقول ثم رأى المتنبي الغلبة ففر فقال له الغلام لا يتحدث عنك بفرار وأنت القائل
الخيل والليل والبيداء تعرفني @@@ والطعن والضرب والقرطاس والقلم
فكر راجعا فقتل
ويحكى أن المعتضد صاحب قرطبة أنشد يوما بيت المتنبي
إذا ظفرت منك العيون بنظرة @@@ أبان لها معنى المطي ورازمه
وجعل يردده فأنشده ابن وهبون الأندلسي بديها
لئن جاد شعر ابن الحسين فإنما @@@تجيد العطايا واللهى تفتح اللهى
تنبأ عجبا بالقريض ولو درى @@@ بأنك تروي شعره لتألها
وقال النامي الشاعر كان قد بقي من الشعر زاوية دخلها المتنبي وكنت أشتهي أن أكون قد سبقته إلى معنيين قالهما ما سبق إليهما أحد هما قوله
رماني الدهر بالأرزاء حتى @@@ فؤادي في غشاء من نبال
فصرت إذا أصابتني سهام @@@ تكسرت النصال على النصال
والآخر قوله
في جحفل ستر العيون غباره @@@ فكأنما يبصرن بالآذان
وقال أبو الفتح بن جني النحوي قرأت ديوان أبي الطيب عليه فلما بلغت قوله في كافور القصيدة التي أولها
أغالب فيك والشوق أغلب @@@ وأعجب من ذا الهجر والوصل أعجب
حتى بلغت إلى قوله
ألا ليت شعري هل أقول قصيدة @@@ ولا أشتكي فيها ولا أتعتب
وبي ما يذود الشعر عني أقله @@@ ولكن قلبي يا ابنة القوم قلب
فقلت يعز علي أن يكون هذا الشعر في مدح غير سيف الدولة فقال حذرناه وأنذرناه فما نفع ألست القائل فيه
أخا الجود أعط الناس ما أنت مالك @@@ ولا تعطين الناس ما أنا قائل
فهو الذي أعطاني كافور بسوء تدبيره وقلة تمييزه مولد المتنبي بالكوفة في سنة ثلاث وثلثمائة في محلة تسمى كندة فنسب إليها وليس هو من كندة التي هي قبيلة بل هو جعفى القبيلة من مذحج وقتل يوم الأربعاء لست بقين أو ليلتين بقيتا وقيل يوم الاثنين لثمان بقين من شهر رمضان ( 354 )
12 - صاحب الأغاني أبو الفرج علي بن الحسين الأموي الأصبهاني الكاتب الإخباري يروي عن مطين فمن بعده وكان أديبا نسابة علامة شاعرا كثير التصانيف ومن العجائب أنه مرواني يتشيع
توفي في ذي الحجة عن ثلاث وسبعين سنة قاله في العبر وقال ابن خلكان جده مروان بن محمد آخر خلفاء بني أمية وهو أصفهاني الأصل بغدادي المنشأ كان من أعيان أدبائها وأفراد مصنفيها وروى عن عالم كثير من العلماء يطول تعدادهم وكان عالما بأيام الناس والأنساب والسير قال التنوخي ومن المتشيعين الذين شاهدناهم أبو الفرج الأصبهاني كان يحفظ الشعر والأغاني والأخبار والآثار والأحاديث المسندة والأدب والنسب لم أر قط من يحفظ مثله ويحفظ دون ذلك من علوم أخرى منها اللغة والنحو والحرف والسير والمغازي ومن آلة المنادمة شيئا كثيرا مثل علم الجوارح والبيطرة وشيء من الطب والنجوم والأشربة وغير ذلك وله شعر يجمع إتقان العلماء وإحسان ظرفاء الشعراء وله المصنفات المستملحة منها كتاب الأغاني الذي وقع الاتفاق على أنه لم يعمل في بابه مثله يقال أنه جمعه في خمسين سنة وحمله إلى سيف الدولة بن حمدان فأعطاه ألف دينار واعتذر إليه وحكى عن الصاحب بن عباد أنه كان في أسفاره يستصحب حمل ثلاثين جملا من كتب الأدب ليطالعها فلما وصل إليه كتاب الأغاني لم يكن بعد ذلك يستصحب سواه استغناء به عنها وكان منقطعا إلى الوزير المهلبي وله فيه مدائح منها قوله فيه وكان قد خلط قبل أن يموت رحمه الله تعالى ( 356 )
13 - أبو فراس الحارث بن أبي العلاء سعيد بن حمدان بن حمدون الحمداني ابن عم ناصر الدولة وسيف الدولة ابني حمدان قال الثعالبي في وصفه كان فرد دهره وشمس عصره أدبا وفضلا وكرما ومجدا وبلاغة وبراعة وفروسية وشجاعة وشعره مشهور سائر بين الحسن والجودة والسهولة والجزالة والعذوبة والفخامة والحلاوة ومعه رواء الطبع وسمة الظرف وعزة الملك ولم تجتمع هذه الخلال قبله إلا في شعر عبد الله بن المعتز وأبو فراس يعد أشهر منه عند أهل الصنعة ونقدة الكلام وكان الصاحب بن عباد يقول بدئ الشعر بملك وختم بملك يعني امرأ القيس وأبا فراس وكان المتنبي يشهد له بالتقدم والتبريز ويتحامى جانبه فلا ينبري لمباراته ولا يجترئ على مجاراته وإنما لم يمدحه ومدح من هو دونه من آل حمدان تهيبا له وإجلالا لا إغفالا وإخلالا وكان سيف الدولة يعجب جدا بمحاسن أبي فراس ويميزه بالإكرام على سائر قومه ويستصحبه في غزواته ويستخلفه في أعماله وكانت الروم قد أسرته في بعض وقائعها وهو جريح قد أصابه سهم بقي نصله في فخذه ونقلته إلى خرشنة ثم منها إلى قسطنطينية وذلك في سنة ثمان وأربعين وفداه سيف الدولة ( 357 )
14 - ابن العميد الوزير العلامة أبو الفضل محمد بن الحسين بن محمد الكاتب وزير ركن الدولة الحسن بن بويه صاحب الري كان آية في الترسل والإنشاء فيلسوفا متهما برأي الحكماء حتى كان ينظر بالجاحظ وكان يقال بدئت الكتابة بعبد الحميد وختمت بابن العميد وكان الصاحب إسماعيل بن عباد تلميذه وخصيصه وصاحبه ولذلك قالوا الصاحب ثم صار لقبا عليه وكان الصاحب ابن عباد قد سافر إلى بغداد فلما رجع إليه قال كيف وجدتها قال بغداد في البلاد كالأستاذ في العباد وكان ابن العميد سايسا مدبرا للملك قائما بضبطه وقصده جماعة من مشاهير الشعراء من البلاد الشاسعة ومدحوه بأحسن المدائح ( 360 )
15 - وكشاجم أحد فحول الشعراء واسمه محمود بن حسين كان من الشعراء المجيدين والفضلاء المبرزين حتى قيل أن لقبه هذا منحوت من عدة علوم كان يتقنها فالكاف للكتابة والشين من الشعر والألف من الإنشاء والجيم من الجدل والميم من المنطق وكان يضرب بملحه المثل فيقال ملح كشاجم ومن شعره قوله في أسود له تعد
يا مشبها في لونه فعله @@@ لم تعد ما أوجبت القسمه
فعلك من لونك مستنبط @@@ والظلم مشتق من الظلمه
وقال بعضهم في ترجمته هو أبو الحسين وأبو الفتح بن السندي الكاتب
المعروف بكشاجم هو من أهل الرملة من نواحي فلسطين وكان رئيسا في الكتابة ومقدما في الفصاحة والخطابة له تحقيق يتميز به عن نظرائه وتدقيق يربى به على أكفائه وتحديق في علوم التعليم أضرم في شعلة ذكائه فهو الشاعر المفلق والنجم المتألق لقب نفسه بكشاجم فسئل عن ذلك فقال الكاف من كاتب والشين من شاعر والألف من أديب والجيم من جواد والميم من منجم وكان من شعراء أبي الهيجاء عبد الله بن حمدان والد سيف الدولة قيل أنه كان طباخ سيف الدولة شعره أنيق وأرج مدوناته فتيق منها كتاب المصائد والمطارد قال في تثقيف اللسان كشاجم لقب له جمعت أحرفه من صناعته ثم طلب علم الطب حتى مهر فيه وصار أكبر علمه فزيد في اسمه طاء من طبيب وقدمت فقيل طكشاجم ولكنه لم يشتهر ( 360 )
16 - أبو الحسن وأبو القاسم محمد بن هانئ حامل لواء الشعراء بالأندلس قيل أنه ولد يزيد بن حاتم وكان أبوه هانئ من قرية من قرى المهدية بإفريقية وكان شاعرا أديبا وانتقل إلى الأندلس فولد له محمد المذكور بها بمدينة إشبيلية ونشأ بها واشتغل وحصل له حظ وافر من الأدب وعمل الشعر فبهر فيه وكان حافظا لأشعار العرب وأخبارهم واتصل بصاحب إشبيلية وحظي عنده وكان كثير الانهماك في الملاذ متهما بمذهب الفلاسفة ولما اشتهر عنه ذلك نقم عليه أهل إشبيلية وساءت المقالة في حق الملك بسببه واتهم بمذهبه أيضا فأشار الملك عليه بالغيبة عن البلد مدة ينسى فيها خبره فانفصل عنها وعمره يومئذ سبع وعشرون سنة فخرج إلى عدوة المغرب ولقي جوهر القائد ثم رحل إلى جعفر ويحيى ابني علي وكانا بالمسيلة وهي مدينة الزاب وكانا والييها فبالغا في إكرامه والإحسان إليه ونمى خبره إلى معز أبي تميم معد بن المنصور العبيدي وطلبه منهما فلما انتهى إليه بالغ في الإنعام عليه ( 362 )
17 - أبو الحسن علي بن عبد العزيز بن الحسن الجرجاني القاضي بجرجان ثم بالري ذكره الشيخ أبو إسحق في طبقاته فقال كان فقيها أديبا شاعرا وذكره الثعالبي في اليتيمة فقال حسنة جرجان وفرد الزمان ونادرة الملك وإنسان حدقه العلم ودرة تاج الأدب وفارس عسكر الشعر جمع خط ابن مقلة ونثر الجاحظ ونظم البحتري ومن شعره
يقولون لي فيك انقباض وإنما @@@ رأوا رجلا عن موقف الذل أحجما
أرى الناس من داناهم هان عندهم @@@ ومن أكرمته عزة النفس إكرما
وما كل برق لاح لي يستفزني @@@ ولا كل من لاقيت أرضاه منعما
وإني إذا ما فاتني الأمر لم أبت @@@ أقلب كفي أثره متندما
ولم أقض حق العلم أن كان كلما @@@ بدا طمع صيرته لي سلما
إذا قيل هذا منهل قلت قد أرى @@@ ولكن نفس الحر تحتمل الظما
ولم أبتذل في خدمة العلم مهجتي @@@ لأخدم من لاقيت لكن لأخدما
أأشقي به غرسا وأجنيه ذلة @@@ إذا فاتباع الجهل قد كان أحزما
ولو أن أهل العلم صانوه وصانهم @@@ ولو عظموه في النفوس تعظما
ولكن أذلوه فهان ودنسوا @@@ محياه بالأطماع حتى تجهما
وطاف المذكور في صباه الأقاليم ولقي العلماء وصنف كتاب الوساطة بين المتنبي وخصومه أبان فيه عن فضل كبير وعلم غزير ذكر الحاكم في تاريخ نيسابور أنه مات بها في سلخ صفر سنة ست وستين وثلثمائة وحمل تابوته إلى جرجان ودفن بها قاله الأسنوي في طبقاته ومن شعره أيضا
ما تطعمت لذة العيش حتى @@@ صرت للبيت والكتاب جليسا
ليس شيء أعز عندي من العلم @@@ فلا تبتغي سواه أنيسا
إنما الذل في مخالطة الناس @@@ فدعهم وعش عزيزا رئيسا ( 366 )
18 - أبو الطاهر الوزير نصير الدولة محمد بن محمد بن بقية بن علي أحد الروساء والأجواد تنقلت به الأحوال ووزر لمعز الدولة بختيار وقد كان أبوه فلا حاثم عزل وسمل ولما تملك عضد الدولة قتله وصلبه في شوال ورثاه محمد بن عمر الأنباري بقوله
علو في الحياة وفي الممات @@@ لحق أنت إحدى المعجزات
كأن الناس حولك حين قاموا @@@ وفود نداك أيام الصلات
كأنك قائم فيهم خطيبا @@@ وكلهم قيام للصلاة
مددت يديك نحوهم احتفاءا @@@ كمدكها إليهم بالهبات
فلما ضاق بطن الأرض عن أن @@@ يضم علاك من بعد الممات
أصاروا الجو قبرك واستنابوا @@@ عن الأكفان ثوب السافيات
لعظمك في النفوس تبيت ترعى @@@ بحفّاظ وحرّاس ثقات
وتشعل عندك النيران ليلا @@@ كذلك كنت أيام الحياة
ركبت مطية من قبل زيد @@@ علاها في السنين الماضيات
وتلك فضيلة فيها تأس @@@ تباعد عنك تعيير العداة
فلم أر قبل جذعك قط جذعا @@@ تمكن من عناق المكرمات
أسأت إلى النوائب فاستثارت @@@ فأنت قتيل ثأر النائبات ( 367 )
19 - أبو يحيى بن نباتة خطيب الخطباء عبد الرحيم بن محمد بن إسماعيل ابن نباتة الفارقي اللخمي العسقلاني المولد المصري الدار ولي خطابة حلب لسيف الدولة وفي خطبه دلالة على قوة علمه وسعته وقوة قريحته وأجمعوا على أنه ما عمل مثل خطبه قط وهو الذي حث سيف الدولة بخطبه في الجهاد على التوسع فيه وسمع على المتنبي بعض ديوانه وكان رجلا صالحا رأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام في المقابر وقال له مرحبا بخطيب الخطباء وأدناه وتفل في فيه فلم تزل رائحة المسك توجد فيه إلى أن مات وأشار صلى الله عليه وسلم بيده إلى المقابر وقال كيف قلت يا خطيب قال قلت لا يخبرون بما إليه آلوا ولو قدروا على المقال لقالوا ثم أخذ يسوقها فاستيقظ وعلى وجهه نور وبهجة وعاش بعد ذلك ثمانيا وعشرين ليلة لا يستطعم طعاما ولا شرابا من أجل تلك التفلة وبركتها والخطبة التي فيها هذه الكلمات تعرف بالمنامية ومولده وموته بميافارقين قيل ومات وعمره دون الأربعين ورؤي بعد موته في المنام فقيل له ما فعل الله بك فقال دفع إلي رقعة فيها سطران بالأحمر وهما
قد كان أمن لك من قبل ذا @@@ واليوم أضحى لك أمنان
والصفح لا يحسن عن محسن @@@ وإنما يحسن عن جان
فاستيقظ الرائي وهو يحفظهما ( 374 )
20 - أبو بكر الزبيدي بضم الزاي وفتح الموحدة وبدال مهملة بعد الياء نسبة إلى زبيد واسمه منبه بن صعب بن سعد العشيرة بن مذحج محمد بن الحسن ابن عبيد الله بن مذحج بضم الميم وسكون الذال المعجمة وكسر الحاء المهملة وبعدها جيم اسم أكمة حمراء باليمن ولد ولا عليها أد فسمي باسمها كان صاحب الترجمة شيخ الأندلس بل وغيرها في العربية قال ابن خلكان هو نزيل قرطبة وكان واحد عصره في علم النحو وحفظ اللغة وكان أخبر أهل زمانه بالإعراب والمعاني والنوادر أي علم السير والأخبار ولم يكن بالأندلس في فنه مثله في زمانه وله كتب تدل على وفور علمه منها مختصر كتاب العين وكتاب طبقات النحويين واللغويين بالمشرق والأندلس من زمن أبي الأسود الدؤلي إلى زمن شيخه أبي عبد الله النحوي الرياحي وله كتاب هتك ستور الملحدين وكتاب
لحن العامة وكتاب الواضح في العربية وهو مفيد جدا وكتاب الأبنية في النحو ليس لأحد مثله واختاره الحكم المستنصر بالله صاحب الأندلس لتأديب ولده ولي عهده هشام المؤيد بالله فكان الذي علمه الحساب والعربية ونفعه نفعا كثيرا ونال أبو بكر الزبيدي به دنيا عريضة وتولى قضاء إشبيلية وخطة الشرطة وحصل له نعمة ضخمة لبسها بنوه من بعده زمانا وكان الزبيدي شاعرا كثير الشعر فمن ذلك قوله في أبي مسلم بن فهر
أبا مسلم إن الفتى بجنانه @@@ ومقوله لا بالمراكب واللبس
وليس ثياب المرء تغنى قلامة @@@ إذا كان مقصورا على قصر النفس
وليس يفيد العلم والحلم والحجا @@@أبا مسلم طول القعود على الكرسي ( 379 )
21 - أبو بكر محمد بن العباس الخوارزمي الشاعر المشهور ويقال له الطبرخي لأن أباه كان من خوارزم وأمه من طبرستان فركب له من الاسمين نسبة وهو ابن أخت أبي جعفر محمد بن جرير الطبري صاحب التاريخ وأبو بكر المذكور أحد الشعراء المجيدين الكبار المشاهير كان إماما في اللغة والأنساب أقام بالشام مدة وسكن بنواحي حلب وكان مشارا إليه في عصره ( 383 )
22 - القاضي التنوخي أبو علي المحسن بن علي بن محمد بن داود بن إبراهيم ابن تميم الأديب الأخباري صاحب التصانيف ولد بالبصرة وسمع بها من أبي العباس الأثرم وطائفة وببغداد من الصولي وغيره وعاش سبعا وخمسين سنة
ومن شعره في بعض المشايخ وقد خرج ليستسقي وكان في السماء سحاب فلما دعا أصحت السماء فقال التنوخي
خرجنا لنستسقي بفضل دعائه @@@ وقد كان هدب الفيم أن يبلغ الأرضا
فلما ابتدا يدعو تقشعت السما @@@ فما تم إلا والغمام قد انفضا
ومن المنسوب إليه أيضا
قل للمليحة في الخمار المذهب @@@ أفسدت نسك أخي التقي المترهب
نور الخمار ونور خدك تحته @@@ عجبا لوجهك كيف لم يتلهب
وجمعت بين المذهبين فلم يكن @@@ للحسن عن ذهبيهما من مذهب
فإذا أتت عيني لتسرق نظرة @@@ قال الشعاع لها اذهبي لا تذهبي ( 384 )
23 - ابن حجاج الأديب أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن محمد بن جعفر ابن الحجاج البغدادي الشيعي المحتسب الشاعر المشهور ذو المجون والخلاعة والسخف في شعره كان فرد زمانه في فنه فإنه لم يسبق إلى تلك الطريقة مع عذوبة ألفاظه وسلامة شعره من التكلف ويقال أنه في الشعر في درجة امرئ القيس وأنه لم يكن بينهما مثلهما لأن كل واحد منهما مخترع طريقة وله ديوان كبير يبلغ عشر مجلدات الغالب عليه الهزل والمجون والهجو والرفث وكان شيعيا غاليا
وتوفي يوم الثلاثاء سابع عشرى جمادى الآخرة بالنيل وحمل إلى بغداد ودفن عنه مشهد موسى بن جعفر رضي الله عنه وكان أوصى أن يدفن عند رجليه ويكتب على قبره وكلبهم باسط ذراعيه بالوصيد ورآه بعد موته بعض أصحابه في المنام فسأله عن حاله فأنشد
أفسد سوء مذهبي @@@ في الشعر حسن مذهبي
لم يرض مولاي على @@@ سبي لأصحاب النبي
والنيل التي مات بها على وزن نهر مصر بلدة على الفرات بين بغداد والكوفة خرج منها جماعة من العلماء والأصل فيه نهر حفره الحجاج بن يوسف في هذا المكان آخذ من الفرات وسماه باسم نيل مصر وعليه قرى كثيرة ( 391 )
24 - وكيع الشاعر المتقدم في زمانه على أقرانه ومن شعره
لقد قنعت همتي بالخمول @@@ فصدت عن الرتب العالية
وما جهلت طعم طيب العلا @@@ ولكنها تؤثر العافية
ونظم أبو الفتح االقضاعي المدرس بتربة الشافعي بالقرافة في هذا المعنى فقال
بقدر الصعود يكون الهبوط @@@ فإياك والرتب العالية
وكن بمكان إذا ما سقطت @@@ تقوم ورجلاك في عافية
لكن المتنبي أخذ بعلو همته في نقض ما قالوا فقال
إذا غامرت في شرف مروم @@@ فلا تقنع بما دون النجوم
فطعم الموت في أمر حقير @@@كطعم الموت في أمر عظيم ( 393 )
25 - توفي البديع الهمذاني أبو الفضل أحمد بن الحسين بن يحيى بن سعيد الحافظ المعروف ببديع الزمان صاحب المقامات المشهورة والرسائل الرائقة كان فصيحا مفوها وشاعرا مفلقا روى عن أبي الحسين أحمد بن فارس صاحب المجمل وعن غيره ومن رسائله المال إذا طال مكثه ظهر خبثه وإذا سكن متنه تحرك نتنه وكذلك الضيف يسمج لقاؤه إذا طال ثواؤه ويثقل ظله إذا انتهى محله والسلام ومن رسائله حضرته التى هى كعبة المحتاج لا كعبة الحجاج ومشعر الكرم لا مشعر الحرم ومني الضيف لا مني الخيف وقبلة الصلات لا قبلة الصلاة ومن شعره من جملة قصيدة طويلة
وكاد يحكيك صوب الغيث منسكبا @@@ لو كان طلق المحيا يمطر الذهبا
والدهر لو لم يخفف والشمس لو نطقت @@@ والليث لو لم يصد والبحر لو عذبا
وله كل معنى حسن من نظم ونثر وكانت وفاته بمدينة هراة مسموما وقال الحاكم أبو سعيد عبد الرحمن بن دوست جامع رسائل البديع توفي البديع رحمه الله تعالى يوم الجمعة حادي عشر جمادى الآخرة قال الحاكم المذكور وسمعت الثقات يحكون أنه مات من السكتة وعجل دفنه فأفاق في قبره وسمع صوته بالليل وأنه نبش عنه فوجدوه قد قبض على لحيته ومات من هول القبر .
والحريري به اقتدى في مقاماته وإياه عني بإنشاده
ولو قبل مبكاها بكيت صبابة @@@ بسعدى شفيت النفس قبل التندم
ولكن بكت قبلي فهيج لي البكا @@@ بكاها فقلت الفضل للمتقدم ( 398 )
26 - الببغاء الشاعر المشهور أبو الفرج عبد الواحد بن نصر المخزومي النصيبيني مدح سيف الدولة والكبار ولقبوه بالببغاء لفصاحته وقيل للثغة في لسانه ذكره الثعالبي في يتيمة الدهر وقال هو من أهل نصيبين وبالغ في الثناء عليه وذكر جملة من رسائله ونظمه ومن شعره
يا سادتي هذه روحي تودعكم @@@ إذ كان لا الصبر يسليها ولا الجزع
قد كنت أطمع في روحي الحياة لها @@@ والآن إذ بنتم لم يبق لي طمع
لا عذب الله روحي بالبقاء فما @@@ أظنها بعدكم بالعيش تنتفع
وله أيضا
ومهفهف لما اكتست وجناته @@@ خلع الملاحة طرزت بعذاره
لما انتصرت على أليم جفائه @@@ بالقلب كان القلب من أنصاره
كملت محاسن وجهه فكأنما اقتبس @@@ الهلال النور من أنواره
وإذا ألح القلب في هجرانه @@@ قال الهوى لا بد منه فداره
وله وهو معنى بديع
وكأنما نقشت حوافر خيله @@@ للناظرين أهلة في الجلمد
وكأن طرف الشمس مطروف وقد @@@ جعل الغبار له مكان الأثمد
وأكثر شعر الببغاء جيد ومقاصده فيه جميلة وكان قد خدم سيف الدولة ابن حمدان مدة وبعد وفاته تنقل في البلاد وتوفي يوم السبت سلخ شعبان وقال الخطيب في تاريخه توفي ليلة السبت سابع عشرى شعبان وقال الثعالبي سمعت الأمير أبا الفضل الميكالي يقول عند صدوره من الحج وحصوله ببغداد سنة تسعين وثلثمائة رأيت بها أبا الفرج الببغاء شيخا عالي السن متطاول الأمد قد أخذت الأيام من جسمه وقوته ولم تأخذ من ظرفه وأدبه ( 398 )
27 - وفيها وقيل في التي بعدها أبو الفتح البستي الشاعر المفلق علي بن محمد الكاتب شاعر وقته وأديب ناحيته صاحب الطريقة الأنيقة في التجنيس الأنيس البديع التأسيس فمن ألفاظه البديعة قوله من أصلح فاسده أرغم حاسده من أطاع غضبه أضاع أدبه عادات السادات سادات العادات من سعادة جدك وقوفك عند حدك الرشوة رشاء الحاجات أجمل الناس من كان للأخوان مولى الفهم شجاع العقل المنية تضحك الأمنية حد العفاف الرضا بالكفاف ( 400 )
علي بن حسين فقيهي
2008-01-13, 05:04 PM
8 - المرأة
1- أمَةُ الواحد ابنة القاضي أبي عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي حفظت القرآن والفقه والنحو والفرائض والعلوم وبرعت في مذهب الشافعي وكانت تفتي مع أبي علي بن أبي هريرة ( 377 )
2 - أمة السلام بنت القاضي أحمد بن كامل بن شجرة البغدادية كانت دينة فاضلة روت عن محمد بن إسماعيل البصلاني وغيره ( 390 )
علي بن حسين فقيهي
2008-01-13, 05:07 PM
9 - الطرائف والغرائب والملح
1 - يموت بن المزرع أبو بكر العبدي النضري الأخباري العلامة وهو في عشر الثمانين روى عن خاله الجاحظ وأبي حفص الفلاس وطبقتهما وقال ابن الأهدل هو ابن أخت أبي عمرو الجاحظ كان أديبا أخباريا صاحب ملح ونوادر وكان لا يعود مريضا خشية أن يتطيروا باسمه ومدحه منصور الضرير فقال
أنت تحيا والذي يكره @@@ أن تحيا يموت
أنت ضوء الشمس بل أنت @@@ لروح النفس قوت
وزاد ابن خلكان بيتا وهو
أنت للحكمة بيت @@@ لا خلت منك البيوت
وقال ابن خلكان وكان يقول بليت بالاسم الذي سماني به ابي فإني اذا عدت مريضا فاستأذنت عليه فقيل من هذا قلت ابن المزرع وأسقطت اسمى وقال ابن المزرع ( 304 )
2 - توفي الحافظ أبو الحسن علي بن سراج بن أبي الأزهر المصري وكان من الضعفاء لفسقه بشرب المسكر قال الحافظ ابن ناصر الدين في بديعة البيان
ثم على بن سراج المصري @@@ حوله شرابه ففر
أي حوله عن العدالة إلى الفسق وعدم قبول الرواية شربه المسكر ففر أي انفر منه وهو أمر من الفرار ( 308 )
3 - بدت من القاهر شهامة وإقدام فتحيل حتى قبض على مونس الخادم وبليق وابنه علي بن بليق ثم أمر بذبحهم وطيف برؤوسهم ببغداد ثم أمر بذبح يمن وابن زبرك فاستقامت بغداد وأطلقت أرزاق الجند وعظمت هيبة القاهرالنفوس ثم أمر بتحريم القيان والخمر وقبض على المغنين ونفى المخانيث وكسر آلات الطرب إلا أنه كان لا يكاد يصحو من السكر ويسمع القينات ( 321 )
4 - الصولي أبو بكر محمد بن يحيى البغدادي الأديب الأخباري العلامة صاحب التصانيف أخذ الأدب عن المبرد وثعلب وروى عن أبي داود السجستاني وطائفة وروى عنه الدارقطني وغيره ونادم غير واحد من الخلفاء وجده الأعلى هو صول ملك جرجان وكان الصولي حسن الاعتقاد جميل الطريقة يضرب به المثل في لعب الشطرنج ويعتقد كثيرون إنه الذي وضعه وإنما وضعه صصه بن داهر وقيل ابن يلهب وقيل ابن قاسم وضعه لملك الهند شهرام واسمه بلهيث وقيل ماهيت وكان أزدشير بن بابك أول ملوك الفرس الأخيرة قد وضع النرد ولذلك قيل له نردشير لأنهم نسبوه إلى واضعه المذكور وجعله مثالا للدنيا وأهله فرتب الرقعة اثني عشر بيتا بعدد شهور السنة ومن الجهة الأخرى اثني عشر بيتا بعدد البروج وجعل القطع ثلاثين بعدد أيام الشهر وجعل الفصوص فيما يرمي به من كل جهتين سبعة بعدد أيام الأسبوع وجعل ما يأتي به اللاعب مثالا للقضاء والقدر فتارة له وتارة عليه فافتخرت ملوك الفرس بذلك فلما وضع صصه الشطرنج قضت حكماء ذلك العصر بترجيحه على النرد لأمور يطول شرحها ( 335 )
5 - الطرائف وهي الأشياء الحسنة المتخذة من الخشب ( 346 )
6 - بعث صاحب أرمينية إلى ناصر الدولة رجلين ملتصقين خلفة من جانب واحد فويق الحقو إلى دوين الإبط ولدا كذلك ولهما بطنان وسرتان ومعدتان ولم يمكن فصلهما وكان ربما يقع بينهما تشاجر فيختصمان ويحلف أحدهما لا يكلم الآخر أياما ثم يصطلحان فمات أحدهما قبل الآخر فلحق الحي الغم من نتن الرائحة فمات ( 352 )
علي بن حسين فقيهي
2008-01-13, 05:09 PM
10 - الفوائد التربوية و الدعوية والإيمانية
1 - عبد الله بن زيدان بن بريد أبو محمد البجلي الكوفي عن إحدى وتسعين سنة روى عن أبي كريب وطبقته قال محمد بن أحمد بن حماد الحافظ لم ترعيني مثله كان ثقة حجة كان أكثر كلامه في مجلسه يا مقلب القلوب ثبت قلبي على طاعتك مكث نحو ستين سنة لم يضع جنبه على مضربة وكان صاحب ليل ( 313 )
2 - محمد بن الفضيل البلخي الزاهد أبو عبد الله نزيل سمرقند وكان إليه المنتهى في الوعظ والتذكير يقال إنه مات في مجلسه أربعة أنفس وقال ست خصال يعرف بها الجاهل الغضب من غير شيء والكلام في غير نفع والعطية في غير موضعها وإفشاء السر والثقة بكل أحد ولا يعرف صديقه من عدوه وقال خطأ العالم أضر من عمل الجاهل وقال من ذاق حلاوة العلم لم يصبر عنه ومن ذاق حلاوة المعاملة أنس بها وقال العلوم ثلاثة علم بالله وعلم من الله وعلم مع الله فالعلم بالله معرفة صفاته ونعوته والعلم من الله علم الظاهر والباطن والحلال والحرام والأمر والنهي والأحكام والعلم مع الله هو علم الخوف والرجاء والمحبة والشوق وقال ثمرة الشكر الحب لله والخوف من الله وقال ذكر اللسان كفارة ودرجات وذكر القلب زلفٌ وقربات وذكر السر مشاهدة ومناجاة . (319 )
3 - موسى بن العباس أبو عمران الجويني حدث عن جماعة وعنه جماعة صنف على صحيح مسلم مصنفا صار له عديلا وكان حافظا مجردا ثقة نبيلا وكان يقوم الليل يصلى ويبكي طويلا ( 323 )
4 - الوزير الماذرائي أبو بكر محمد بن علي البغدادي الكاتب وزر لخمارويه صاحب مصر وعاش نحو التسعين سنة واحترقت سماعاته وسلم له جزآن سمعهما من العطاردي وكان من صلحاء الكبراء وأما معروفه فاليه المنتهي حتى قيل أنه أعتق في عمره مائة ألف رقبة قاله المسبحي ذكره في العبر والماذراني بفتح الذال المعجمة نسبة إلى ماذرا جد ( 345 )
5 - وحكى غير واحد أنه وجد بخط الناصر رحمه الله تعالى أيام السرور التي صفت له دون تكدير يوم كذا من شهر كذا من سنة كذا ويوم كذا من كذا وعدت تلك الأيام فكان فيها أربعة عشر يوما فاعجب أيها العاقل لهذه الدنيا وعدم صفائها وبخلها بكمال الأحوال لأوليائها هذا الخليفة الناصر حلف السعود المضروب به المثل في الارتقاء في الدنيا ملكها خمسين سنة وستة أو سبعة أشهر وثلاثة أيام ولم يصف له إلا أربعة عشر يوما فسبحان ذي العزة العالية القائمة والمملكة الباقية الدائمة تبارك اسمه وتعالى جده لا إله إلا هو ( 350 )
6 - أبو الحسين الحجاجي نسبة إلى جدِّ محمد بن محمد بن يعقوب النيسابوري الحافظ الثقة المقرئ العبد الصالح الصدوق في ذي الحجة عن ثلاث وثمانين سنة قرأ على ابن مجاهد وسمع عمر بن أبي غيلان وابن خزيمة وهذه الطبقة بمصر والشام والعراق وخراسان وصنف العلل والشيوخ والأبواب قال الحاكم صحبته نيفا وعشرين سنة فلم أعلم أن الملك كتب عليه خطيئة وسمعت أبا علي الحافظ يقول ما في أصحابنا أفهم ولا أثبت منه وأنا ألقبه بعفان لثبته رحمه الله تعالى ( 368 )
7 - حسينك الحافظ أبو أحمد الحسين بن علي بن محمد بن يحيى التميمي النيسابوري روى عن ابن خزيمة والسراج وعمر بن أبي غيلان وعبد الله ابن زيدان والكبار ومنه الحاكم والبرقاني وكان ثقة حجة محتشما توفي في ربيع الآخر قال الحاكم صحبته حضرا وسفرا نحو ثلاثين سنة فما رأيته ترك قيام الليل وكان يقرأ كل ليلة سبعا وأخرج مرة عن نفسه عشرة إلى الغزو ( 375 )
علي بن حسين فقيهي
2008-01-16, 04:55 PM
11 - الاحداث والوقائع والأوائل والأواخر
1 - ومحمد بن زكريا الرازي الطبيب العلامة صاحب المصنفات في الطب والفلسفة وإنما اشتغل بعد أن بلغ الأربعين وكان في صباه مغنيا بالعود قاله في العبر وقال ابن الأهدل هو الطبيب الماهر أبو بكر محمد بن زكريا الرازي المشهور وله في الطب كتاب الحاوي والأقطاف وكتاب المنصور وحجمه صغير جمع فيه بين العلم والطب والعمل ومن قوله مهما أمكن العلاج بالأغذية فلا يعالج بالأدوية والمفرد أولى من المركب وكان شغله بالطب بعد أربعين من عمره ( 311 )
2 - كان أول ظهور الديلم وأول من غلب منهم على الري لبكى بن النعمان (( 315 )
3 - حج بالناس منصور الديلمي فدخلوا مكة سالمين فوافاهم يوم التروية عدو الله أبو طاهر القرمطي فقتل الحجيج قتلا ذريعا في المسجد وفي فجاج مكة وقتل أمير مكة ابن محارب وقلع باب الكعبة واقتلع الحجر الأسود وأخذه إلى هجر وكان معه تسعمائة نفس فقتلوا في المسجد ألفا وسبعمائة نسمة وصعد على باب البيت وصاح
أنا بالله وبالله أنا يخلق الخلق وأفنيهم أنا
وقيل إن الذي قتل بفجاج مكة وظاهرها زهاء ثلاثين ألفا وسبى من النساء والصبيان نحو ذلك وأقام بمكة ستة أيام ولم يحج أحد قال محمود الأصبهاني دخل قرمطي وهو سكران فصفر لفرسه فبال عند البيت وقتل جماعة ثم ضرب الحجر الأسود بدبوس فكسر منه قطعة ثم قلعة وبقي الحجر الأسود بهجر نيفا وعشرين سنة ( 317 )
4- المهدي عبيد الله والد الخلفاء الباطنية العبيدية الفاطمية افترى أنه من ولد جعفر الصادق وكان بسلمية فبعث دعاته إلى اليمن والمغرب وحاصل الأمر أنه استولى على مملكة المغرب وامتدت دولته بضعا وعشرين سنة ومات في ربيع الأول بالمهدية التي بناها وكان يظهر الرفض ويبطن الزندقة ( 322 )
5 - وكان الحج قد بطل من سنة سبع عشرة وثلثمائة إلى هذه السنة فكتب أبو علي محمد بن يحيى العلوي إلى القرامطة وكانوا يحبونه أن يأذنوا للحجاج ليسير بهم ويعطيهم من كل جمل خمسة دنانير ومن المحمل سبعة فأذنوا لهم فحج الناس وهي أول سنة مكس فيها الحاج ( 327 )
6 - الأخشيذ أبو بكر محمد بن طغج بن جف التركي الفرغاني صاحب مصر والشام ودمشق والحجاز وغيرها وصاحب سرير الذهب والأخشيد لقب لكل من ملك فرغانة وكان الأخشيد ملكها وولاه خلفاء العباسيين الأمصار حتى عظم شأنه قال في العبر والأخشيد بالتركي ملك الملوك وطغج عبد الرحمن وهو من أولاد ملوك فرغانة وكان جده جف من الترك الذين حملوا إلى المعتصم فأكرمه وقربه ومات في العام الذي قتل فيه المتوكل فاتصل طغج بابن طولون وكان من كبار امرائه وكان الأخشيد شجاعا حازما يقظا شديد البطش لا يكاد أحد يجر قوسه توفي بدمشق في ذي الحجة وله ست وستون سنة ودفنوه ببيت المقدس وكان له ثماينة آلاف مملوك انتهى ما قاله في العبر وقال ابن خلكان وذكر محمد بن عبد الملك الهمذاني في تاريخه الصغير الذي سماه عيون السير أن جيشه كان يحتوي على أربعمائة ألف رجل وأنه كان جبانا وله ثمانية آلاف مملوك يحرسه في كل ليلة الفان منهم ويوكل بجانب خيمته الخدم إذا سافر ثم لا يثق حتى يمضي إلى خيم الفراشين فينام فيها ولم يزل على مملكته وسعادته إلى أن توفي في الساعة الرابعة من يوم الجمعة ثاني عشرى الحجة سنة أربع وثلاثين وثلثمائة بدمشق وحمل تابوته إلى بيت المقدس فدفن به ثم قال ابن خلكان وهو استاذ كافور الأخشيذي وفاتك المجنون ( 334 )
7 - أعادت القرامطة الحجر الأسود إلى مكانه وكان بحكم بذل لهم في رده خمسين ألف دينار فلم يردوه وقالوا أخذناه بأمر وإذا ورد أمر رددناه فردوه وقالوا رددناه بأمر من أخذناه بأمره لتتم مناسك الناس ( 339 )
8 - المنصور أبو الطاهر إسماعيل بن القائم بن المهدي عبيد الله العبيدي الباطني صاحب المغرب حارب مخلد بن كنداد الأباضي الذي كان قد قمع بني عبيد واستولى على ممالكهم فأسره المنصور فسلخه بعد موته وحشا جلده وكان فصيحا مفوها بطلا شجاعا يرتجل الخطب مات في شوال وله تسع وثلاثون سنة وكانت دولته سبعة أعوام ( 341 )
9 - وقعة الحدث وهو مصاف عظيم جرى بين سيف الدولة والدمستق وكان الدمستق لعنه الله قد جمع خلائق لا يحصون من الترك والروس والبلغار والخزر فهزمه الله بحوله وقوته وقتل معظم بطارقته وأسر صهره وعدة بطارقة وقتل منهم خلق لا يحصون واستباح المسلمون ذلك الجمع واستغنى خلق ( 343 )
10 - استنصرت الكلاب الروم على المسلمين فظفروا بسرية فأسروها وأسروا أميرها محمد بن ناصر الدولة بن حمدان ثم أغاروا على الرها وحران فقتلوا وسبوا وأخذوا حصن الهارونية وأحرقوه وكروا على ديار بكر وفي هذه المدة عمل الخطيب عبد الرحيم بن نباتة خطبه الجهاديات يحرض الإسلام على الغزاة ( 348 )
11 - تمت وقعة هائلة ببغداد بين السنة والرافضة وقويت الرافضة بيني هاشم وبمعز الدولة وعطلت الصلوات في الجوامع ثم رأى معز الدولة المصلحة في القبض على جماعة من الهاشميين فسكنت الفتنة ( 349 )
12 - توفي خليفة الأندلس وأول من تلقب بأمير المؤمنين من أمراء الأندلس الناصر لدين الله أبو المطرف عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله المرواني وكانت دولته خمسين سنة وقام بعده ولده المنتصر بالله وكان كبير القدر كثير المحاسن أنشأ مدينته الزهراء وهي عديمة النظير في الحسن غرم عليها من الأموال ما لا يحصى قاله في العبر وقال الشيخ أحمد المقري المتأخر في كتابه زهر الرياض في أخبار عياض
وكانت سبتة مطمح همم ملوك العدوتين وقد كان للناصر المرواني صاحب الأندلس عناية واهتمام بدخولها في إيالته حتى حصل له ذلك
ومنها ملك المغرب وكان تملكه إياها سنة تسع عشرة وثلثمائة وبها اشتد سلطانه وملك البحر بعدوية وصار المجاز في يده
والناصر المذكور هو الباني لمدينة الزهراء العظيمة المقدار ولما بنى قصر الزهراء المتناهي في الجلالة أطبق الناس على أنه لم يبن مثله في الإسلام البتة وكل من رآه قطع أنه لم ير مثله ولم يبصر له شبها بل لم يسمع بمثله بل لم يتوهم كون مثله وذكر المؤرخ أبو مروان بن حيان صاحب الشرطة أن مباني قصر الزهراء اشتملت على أربعة آلاف سارية ما بين كبيرة وصغيرة حاملة ومحمولة ونيف على ثلثمائة سارية زائدة وأن مصارع أبوابها صغارها وكبارها كانت تنيف على خمسة عشر ألف باب وكان عدد الفتيان بالزهراء ثلاثة عشر ألف فتى وسبعمائة وخمسون فتى وعدة النساء بقصر الزهراء الصغار والكبار وخدم الخدمة ثلاثة آلاف وثلثمائة امرأة وأربع عشرة وذكر بعض أهل الخدمة في الزهراء أنه قدر النفقة فيها في كل يوم بثلثمائة ألف دينار مدة خمسة وعشرين عاما(350 )
13 - وفيها كما قال في العبر رفعت المنافقون رؤوسها ببغداد وقامت الدولة الرافضية وكتبوا على أبواب المساجد لعنة معاوية ولعنة من غصب فاطمة حقها ولعنة من نفى أبا ذر فمحته أهل السنة في الليل فأمر معز الدولة بإعادته فأشار عليه الوزير المهلبي أن يكتب ألا لعنة الله على الظالمين ولعنة معاوية فقط ( 351 )
14 - مات السلطان معز الدولة أحمد بن بويه الديلمي وكان في صباه يحتطب وأبوه يصيد السمك فما زال إلى أن ملك بغداد نيفا وعشرين سنة ومات بالاسمال عن ثلاث وخمسين سنة وكان من ملوك الجور والرفض ولكنه كان حازما سايسا مهيبا قيل أنه رجع في مرضه عن الرفض وندم على الظلم وقيل أن سابور ذا الأكتاف أحد ملوك الفرس من أجداده وكان أقطع طارت يده اليسرى في بعض الحروب وتملك بعده ابنه عز الدولة بختيار ( 356 )
15 - سيف الدولة علي بن عبد الله بن حمدان بن حمدون التغلبي الجزري صاحب الشام بحلب في صفر وله بضع وخمسون سنة وكان بطلا شجاعا كثير الجهاد جيد الرأي عارفا بالأدب والشعر جوادا ممدحا مات بالفالج وقيل بعسر البول وكان قد جمع من الغبار الذي أصابه في الغزوات ما جاء منه لبنة بقدر الكف وأوصى أن يوضع خده إذا دفن عليها وتملك بعده ابنه سعد الدولة خمسا وعشرين سنة وبعده ولده أبو الفضل وبموته انقرض ملك بني سيف الدولة قال الثعالبي في يتيمته كان بنو حمدان ملوكا أوجههم للصباحة وألسنتهم للفصاحة وأيديهم للسماحة وعقولهم للرجاحة وسيف الدولة شهم سادتهم وواسطة قلادتهم لم يجتمع بباب أحد من الملوك بعد الخلفاء ما اجتمع ببابه من شيوخ الشعراء وغيرهم وكان شاعرا يرتاح للشعر وجرت بينه وبين أخيه ناصر الدولة وحشة فكتب إليه من شعره
لست أجفو وإن جفوت ولا أترك @@@ حقا علي في كل حال
إنما أنت والد والأب الجافي @@@ يجازى بالصبر والاحتمال
وكتب إليه مرة أخرى
رضيت لك العليا وإن كنت أهلها @@@ وقلت وهل بيني وبين أخي فرق
ولم يك لي عنها نكول وإنما @@@ تجافيت عن حقي ليبقى لك الحق
ولا بد لي من أن أكون مصليا@@@ إذا كنت أرضى أن يكون لك السبق ( 356 )
16 - أبو المسك كافور الحبشي الأسود الخادم الإخشيدي صاحب الديار المصرية اشتراه الإخشيد وتقدم عنده حتى صار من أكبر قواده لعقله ورأيه وشجاعته ثم صار أتابك ولده من بعده وكان صبيا فبقي الاسم لأبي القاسم أنوجور والدست لكافور فأحسن سياسة الأمور إلى أن مات أنوجور ومعناه بالعربي محمودفي سنة تسع وأربعين عن ثلاثين سنة وأقام كافور في الملك بعده أخاه عليا إلى أن مات في أول سنة خمس وخمسين وله إحدى وثلاثون سنة فتسلطن كافور واستوزر أبا الفضل جعفر بن خنزابة ابن الفرات وعاش بضعا وستين سنة قاله في العبر
وأخباره كثيرة شهيرة منها أنه كان ليلة كل عيد يرسل وقر بغل دراهم في صرر مكتوب على كل صرة اسم من جعلت له من بين عالم وزاهد وفقير ومحتاج وتوفي يوم الثلاثاء عشرى جمادى الأولى فعلى هذا لم تطل مدته في الاستقلال بل كانت سنة واحدة وشيئا يسيرا رحمه الله تعالى وكانت بلاد الشام في مملكته أيضا مع مصر وكان يدعى له على المنابر بمكة والحجاز جميعه والديار المصرية وبلاد الشام من دمشق وحلب وأنطاكية وطرسوس والمصيصة وغير ذلك وكان تقدير عمره خمسا وستين ( 356 )
17 - وفي هذه السنة من ولايته سقطت القبة الخضراء بمدينة المنصور وكانت تاج بغداد ومأثرة بني العباس وهي من بناء المنصور ارتفاعها ثمانون ذراعا وتحتها إيوان طوله عشرون ذراعا في عشرين ذراعا وعليها تمثال فارس بيده رمح فإذا استقبل بوجهه علم أن خارجيا يظهر من تلك الجهة فسقط رأس هذه القبة في ليلة ذات مطر ورعد ( 357 )
18 - فيها كان خروج الروم من الكفور فأغاروا وقتلوا وسبوا ووصلوا إلى حمص وعظم المصاب وجاءت المغاربة مع القائد جوهر المغربي فأخذوا ديار مصر وأقاموا الدعوة لبني عبيد الرافضة مع أن الدولة بالعراق هذه المدة رافضية والشعار الجاهلي يقام يوم عاشوراء ويوم الغدير ( 358 )
19 - وفي رمضان قدم المعز أبو تميم العبيدي مصر ومعه توابيت آبائه ونزل بالقصر بداخل القاهرة المعزية التي بناها مولاه جوهر لما افتتح الإقليم وقويت شوكة الرفض شرقا وغربا وخفيت السنن وظهرت البدع نسأل الله تعالى العافية ( 362 )
20 - ثابت بن سنان بن ثابت بن قرة الصابئ الحراني الطبيب المؤرخ صاحب التصانيف كان صابئ النحلة وكان ببغداد في أيام معز الدولة بن بويه وكان طبيبا عالما نبيلا تقرأ عليه كتب بقراط وجالينوس وكان فكاكا للمعاني وكان قد سلك مسلك جده ثابت في نظره في الطب والفلسفة والهندسة وجميع الصناعات الرياضية للقدماء وله تصنيف في التاريخ أحسن فيه ( 363 )
21 - جوهر القائد أبو الحسن الرومي مولى المعز بالله ومقدم جيشه وظهيره ومؤيد دولته وموطد الممالك له وكان عاقلا سايسا حسن السيرة في الرعية على دين مواليه ولم يزل عالي الرتبة نافذ الكلمة إلى أن مات وجرت له فصول في أخذ مصر يطول ذكرها
من ذلك ما ذكره ابن خلكان أن القائد جوهر وصل إلى الجيزة وابتدأ في القتال في الحادي عشر من شعبان سنة ثمان وخمسين فأسرت رجال وأخذت خيل
وفي يوم الجمعة ثامن ذي القعدة أمر جوهر بالزيادة عقيب الخطبة اللهم صل على محمد المصطفى وعلى علي المرتضى وعلى فاطمة البتول وعلى الحسن والحسين سبطي الرسول الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا اللهم وصل على الأئمة الطاهرين آباء أمير المؤمنين وفي يوم الجمعة ثامن عشر شهر ربيع الآخر سنة تسع وخمسين صلى القائد في جامع طولون بعسكر كثير وخطب عبد السميع بن عمر العباسي الخطيب وذكر أهل البيت وفضائلهم رضي الله عنهم ودعا للقائد جوهر وجهر القراءة ببسم الله الرحمن الرحيم وقرأ سورة الجمعة والمنافقين في الصلاة وأذن بحي على خير العمل وهو أول ما أذن به بمصر ثم أذن به في سائر المساجد وقنت الخطيب في صلاة الجمعة وفي جمادى الأولى من السنة المذكورة أذنوا في جامع مصر العتيق بحي على خير العمل وسر القائد جوهر بذلك وكتب إلى المعز يبشره بذلك ولما دعا الخطيب على المنبر للقائد جوهر أنكر عليه وقال ليس هذا رسم موالينا وشرع في عمارة الجامع بالقاهرة وفرغ من بنائه في سابع شهر رمضان سنة إحدى وستين وجمع فيه الجمعة وأظن هذا الجامع المعروف بالأزهر ( 381 )
22 - أبو عبيد الله المرزباني محمد بن عمران بن موسى بن سعيد بن عبيد الله الكاتب الأخباري العلامة المعتزلي صنف أخبار المعتزلة وأخبار الشعراء وغير ذلك وحدث عن البغوي وابن دريد ومات في شوال وله ثمان وثمانون سنة قال ابن خلكان الخراساني الأصل البغدادي المولد صاحب التصانيف المشهورة والمجاميع الغريبة وكان راوية للآداب صاحب أخبار وتآليفه كثيرة وكان ثقة في الحديث ومائلا إلى التشيع في المذهب وهو أول من جمع ديوان يزيد بن معاوية بن أبي سفيان الأموي واعتنى به وهو صغير الحجم يدخل في مقدار ثلاث كراريس وقد جمعه من بعده جماعات وزادوا فيه أشياء ليست له وشعر يزيد مع قلته في غاية الحسن
وجزم الذهبي في العبر أنه كان معتزليا وقال ابن الأهدل المرزباني البغدادي صاحب التصانيف المشهورة كان راوية في الأدب ثقة في الرواية ( 384 )
23 - العزيز بالله أبو منصور نزار بن المعز معد بن المنصور إسماعيل بن القائم بالله محمد بن المهدي العبيدي الباطني صاحب مصر والشام وولى الأمر بعد أبيه وعاش العزيز اثنتين وأربعين سنة وكان شجاعا جوادا حليما وكان أسمر أصهب أعين أشهل حسن الخلق قريبا من الناس لا يحب سفك الدماء له أدب وشعر وكان مغرى بالصيد وقام بعده ابنه الحاكم وهو الذي اختط جامع مصر القاهرة وبنى قصر البحر وقصر الذهب وجامع القرافة قيل أنه كتب إلى صاحب الأندلس المرواني يهجوه ويذم نسبه فكتب إليه المرواني عرفتنا فهجوتنا ولو عرفناك لهجوناك وأجبناك والسلام فاشتد ذلك عليه وأفحمه لأن أكثر الناس لا يسلمون للعييديين نسبتهم إلى أهل البيت ووجد العزيز يوما رقعة على منبر الخطبة فيها
إنا سمعنا نسبا منكرا @@@ يتلى على المنبر بالجامع
إن كنت فيما تدعي صادقا @@@ فانسب أبا بعد الأب الرابع
وإن ترد تحقيق ما قلته @@@ فانسب لنا نفسك كالطائع
أو فدع الأشياء مستورة @@@وادخل بنا في النسب الواسع
فإن أنساب بني هاشم @@@ يقصر عنها طمع الطامع ( 386 )
24 - فيها أقبل الحاكم قاتله الله على التأله والدين وأمر بإنشاء دار العلم بمصر وأحضر فيها الفقهاء والمحدثين وعمر الجامع الحاكمي بالقاهرة وكثر الدعاء له فبقي كذلك ثلاث سنين ثم أخذ يقتل أهل العلم وأغلق تلك الدار ومنع من فعل كثير من الخير ( 400 )
علي بن حسين فقيهي
2008-01-16, 04:56 PM
12 - سير العلماء
1 - الوزير ابن الفرات وكان عالما محبا للعلماء وبسببه سار الإمام الدارقطني من العراق إلى مصر ولم يزل عنده حتى فرغ من تأليف مسنده وكان كثير الإحسان إلى أهل الحرمين واشترى بالمدينة دارا ليس بينها وبين الضريح النبوي إلا جدار واحد ليدفن فيها ولما مات حمل تابوته إلى مكة ووقف به في مواقف الحج ثم إلى المدينة وخرجت الأشراف إلى لقائه لسالف إحسانه ودفن حيث أمر وقيل دفن بالقرافة رحمه الله تعالى ( 301 )
2 - محمد بن سليمان بن فارس أبو أحمد الدلال النيسابوري انفق أموالا جليلة في طلب العلم وأنزل البخاري عنده لما قدم نيسابور وروى عن محمد ابن رافع وأبي سعيد الأشج وكان يفهم ويذاكر ( 312 )
3 - أبو بكر محمد بن جعفر الخرائطي السامري مصنف مكارم الأخلاق ومسارى ء الأخلاق وغيرها سمع الحسن بن عرفة وعمر بن شبة وطبقتهما وتوفي بفلسطين في ربيع الأول وقد قارب التسعين ( 327 )
4 - أبو الحسن المزين علي بن محمد البغدادي شيخ الصوفية صحب الجنيد وسهل بن عبد الله وجاور بمكة قال السلمي في طبقاته أقام بمكة مجاورا بها ومات بها وكان من أروع المشايخ وأحسنهم حالا قال الذنب بعد الذنب عقوبة الذنب والحسنة بعد الحسنة ثواب الحسنة وقال ملاك القلب في التبري من الحول والقوة ورؤى يوما متفكرا واغرورقت عيناه فقيل له مالك أيها الشيخ فقال ذكرت أيام تقطعي في إرادتي وقطع المنازل يوما فيوما وخدمه متى لأولئك السادة من أصحابي وتذكرت ما أنا فيه من الفترة عن شريف الأحوال وأنشد
منازل كنت تهواها وتألفها @@@ أيام كنت على الأيام منصورا
وقال المعجب بعمله مستدرج والمستحسن لشيء من أحواله ممكور به والذي يظن أنه موصول فهو مغرور ( 328 )
5 - علي بن محمد بن سختونة بن خمشاد أبو الحسن النيسابوري الحافظ العدل الثقة أحد الأئمة سمع الفضل بن محمد الشعراني وإبراهيم ديزيل وطبقتهما ورحل وطوف وصنف وله مسند كبير في أربعمائة جزء وأحكام في مائتين وستين جزءا توفي فجأة في الحمام وله ثمانون سنة قال أحمد بن إسحاق الضبعي صحبت علي بن خمشاد في الحضر والسفر فما أعلم أن الملائكة كتبت عليه خطيئة ( 338 )
6 - أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن احمد الأصبهاني الصفار روى عن أسيد بن أبي عاصم وابن أبي الدنيا وطبقتهما وصنف في الزهد وغيره وصحب العباد وكان من أكثر الحفاظ حديثا قال الحاكم هو محدث عصره مجاب الدعوة لم يرفع رأسه إلى السماء نيفا وأربعين سنة توفي في ذي القعدة وله ثمان وتسعون سنة ( 339 )
7 - ابن الأعرابي المحدث الصوفي القدوة أبو سعيد أحمد بن محمد ابن زياد بن بشر بن درهم البصري نزيل مكة في ذي القعدة وله أربع وتسعون سنة روى عن الحسن الزعفراني وسعد بن نصر وخلق كثير وعنه ابن المقرى وابن مندة وابن جميع وخلائق وكان ثقة نبيلا عارفا عابدا ربانيا كبير القدر بعيد الصيت وجمع وصنف ورحلوا إليه قال السخاوي وصنف للقوم كتبا كثيرة وصحب الجنيد وعمرو بن عثمان المكي والنوري وغيرهم
وقال الذهبي وكان شيخ الحرم في وقته سندا وعلما وزهدا وعبادة وتسليكا وجمع كتاب طبقات النساك وكتاب تاريخ البصرة وصنف في شرف الفقر وفي التصوف ( 340 )
8 - توفي العلامة أبو بكر أحمد بن إسحاق بن أيوب الضبعي بالضم والفتح ومهملة نسبة قال السيوطي إلى ضبيعة بن قيس بطن من بكر بن وائل وضبيعة بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان انتهى وكان الضبعي هذا شيخ الشافعية بنيسابور سمع بخراسان والعراق والجبال فأكثر وبرع في الحديث وحدث عن الحرث ابن أبي أسامة وطبقته وأفتى نيفا وخمسين سنة وصنف الكتب الكبار في الفقه والحديث وقال محمد بن حمدون صحبته عدة سنين فما رأيته ترك قيام الليل قال الحاكم وكان الضبعي يضرب بعقله المثل وبرأيه وما رأيت في مشايخنا أحسن صلاة منه وكان لا يدع أحدا يغتاب في مجلسه ( 342 )
9 - الإمام محمد بن محمد أبو النضر بنون وضاد معجمة الطوسي الشافعي مفتي خراسان كان أحد من عنى أيضا بالحديث ورحل فيه روى عن عثمان ابن سعيد الدارمي وعلي بن عبد العزيز وطبقتهما وصنف كتابا على وضع مسلم وكان قد جزأ الليل ثلثا للتصنيف وثلثا للتلاوة وثلثا للنوم قال الحاكم كان إماما بارع الأدب ما رأيت أحسن صلاة منه كان يصوم النهار ويقوم الليل ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويتصدق بما فضل عن قوته وسمعت منه كتابة المخرج على صحيح مسلم قال وقلت له متى تتفرغ للتصنيف مع ما أنت عليه من هذه الفتاوي فقال قد جزأت الليل ثلاثة أجزاء جزءا للتصنيف وجزءا للصلاة والقراءة وجزءا للنوم وله نحو ستين سنة يفتي لم يؤخذ عليه في قال شيء قال وسمعت أبا حامد الإسماعيلي يقول ما يحسن بواحد منا أن يحدث في مدينة هو فيها قال وتوفي ليلة السبت الثالث عشر من شعبان ( 344 )
10 - المسعودي المؤرخ صاحب مروج الذهب وهو أبو الحسن علي بن أبي الحسن رحل وطوف في البلاد وحقق من التاريخ مالم يحققه غيره وصنف في أصول الدين وغيرها من الفنون وقد ذكرها في صدر مروج الذهب وهو غير المسعودي الفقيه الشافعي وغير شارح مقامات الحريري قاله ابن الأهدل وتوفي في جمادي الآخرة ( 345 )
11 - محدث خراسان ومسند العصر أبو العباس الأصم محمد بن يعقوب ابن يوسف بن معقل بن سنان الأموي مولاهم النيسابوري المعقلي المؤذن الوراق بنيسابور في ربيع الآخر وله مائة الإسنة حدث له الصمم بعد الرحلة ثم استحكم به وكان يحدث من لفظه حدث في الإسلام نيفا وسبعين سنة وأذن سبعين سنة وكان حسن الأخلاق كريما ينسخ بالأجرة وعمر دهرا ورحل إليه خلق كثير قال الحاكم ما رأيت الرحالة في بلد أكثر منهم إليه رأيت جماعة من الأندلس ومن أهل فارس على بابه ( 346 )
12 - النجاد أبو بكر أحمد بن سليمان بن الحسن بن إسرائيل بن يونس البغدادي الفقيه الحافظ شيخ الحنابلة بالعراق وصاحب التصانيف والسنن سمع أبا داود السجستاني وإبراهيم الحربي وعبد الله بن الإمام أحمد وهذه الطبقة ومنه ابن مالك وعمر بن شاهين وابن بطة وصاحبه أبو جعفر العكبري وابن حامد وأبو الفضل التميمي وغيرهم وكانت له حلقتان في جامع المنصور
حلقة قبل الصلاة للفتوى على مذهب الإمام أحمد وبعد الصلاة لإملاء الحديث واتسعت رواياته وانتشرت أحاديثه ومصنفاته وكان رأسا في الفقه رأسا في الحديث قال أبو إسحاق الطبري كان النجاد يصوم الدهر ويفطر على رغيف ويترك منه لقمة فإذا كان ليلة الجمعة أكل تلك اللقم إني استفضلها وتصدق بالرغيف وقال أبو علي بن الصواف وكان أحمد بن سلمان النجاد يجيء معنا إلى المحدثين ونعله في يده فقيل له بم لا تلبس نعلك قال أحب أن أمشي في طلب حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا حاف فلعله ذهب إلى قوله صلى الله عليه وسلم ألا أنبئكم بأخف الناس يعني حسابا يوم القيامة بين يدي الملك الجبار المسارع إلى الخيرات ماشيا على قدميه حافيا أخبرني جبريل إن الله تعالى ناظر إلى عبد يمشي حافيا في طلب الخير وقال أبو بكر النجاد تضايقت وقتا من الزمان فمضيت إلى إبراهيم الحربي فذكرت له قصتي فقال اعلم إني تضايقت يوما حتى لم يبقى معي إلا قيراط فقالت الزوجة فتش كتبك وانظر ما لا تحتاج إليه فبعه فلما صليت عشاء الآخرة وجلست في الدهليز أكتب إذ طرق علي الباب طارق فقلت من هذا فقال كلمني ففتحت الباب فقال أطفئ السراج فطفيتها فدخل الدهليز فوضع فيه كاره وقال اعلم أنا أصلحنا للصبيان طعاما فأحببنا ان يكون لك وللصبيان فيه نصيب وهذا أيضا شيء آخر فوضعه إلى جانب الكارة وقال تصرفه في حاجتك وأنا لا أعرف الرجل وتركني وانصرف فدعوت الزوجة وقلت لها اسرجي فأسرجت وجاءت وإذا الكارة منديل له قيمة وفيه خمسون وسطا في كل وسط لون من الطعام وإذا إلى جانب الكارة كيس فيه ألف دينار قال النجاد فقمت من عنده فمضيت إلى قبر أحمد فزرته ثم انصرفت فبينا أنا أمشي إلى جانب الخندق إذ لقتني عجوز من جيراننا فقالت لي أحمد فأجبتها فقالت مالك مغموم فأخبرتها فقالت اعلم أن أمك أعطتني قبل موتها ثلثمائة درهم وقالت لأي أخبئي هذه عندك فإذا رأيت ابني مضيقا مغموما فأعطيه إياها فتعال معي حتى أعطيك إياها فمضيت معها فدفعتها إلي وقال النجاد حدثنا معاذ بن المثنى ثنا جلاد بن أسلم ثنا محمد ابن فضيل عن ليث عن مجاهد كلهم قال في قول الله عز وجل عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا قال يجلسه معه على العرش وتوفي النجاد وقد كف بصره ليلة الثلاثاء لعشر بقين من ذي الحجة ودفن صبيحة تلك الليلة عند قبر بشر بن الحارث وعاش خمسا وتسعين سنة ( 348 )
13 - أبو الحكم منذر بن سعيد البلوطي قاضي الجماعة بقرطبة سمع من عبيد الله ابن يحيى الليثي وكان ظاهري المذهب فطنا مناظرا ذكيا بليغا مفوها شاعرا كثير التصانيف قوالا بالحق ناصحا للخلق عزيز المثل له الخطب المفحمة الخالصة الخارجة من قلب مخلص سليم عاش اثنتين وثمانين سنة ( 355 ))
14 - أبو بكر بن النابلسي محمد بن أحمد بن سهل الرملي الشهيد سلخه صاحب مصر المعز وكان قد قال لو كان معي عشرة أسهم لرميت الروم سهما ورميت بني عبيد تسعة فبلغ القائد فلما قرره اعترف وأغلظ لهم فقتلوه وكان عابدا صالحا زاهدا قوالا بالحق ( 363 )
15 - أبو علي الماسرجسي الحافظ أحد أركان الحديث بنيسابور الحسين ابن محمد بن أحمد بن محمد بن الحسين بن عيسى بن ماسرجس النيسابوري الثقة المأمون توفي في رجب وله ثمان وستون سنة روى عن جده وابن خزيمة وطبقتهما ورحل إلى العراق ومصر والشام قال الحاكم هو سفينة عصره في كثرة الكتابة صنف المسند الكبير مهذبا معللا في ألف وثلثمائة جزء وجمع حديث الزهري جمعا لم يسبقه إليه أحد وكان يحفظه مثل الماء وصنف كتابا على البخاري وآخر على مسلم ودفن علم كثير بموته ( 365 )
16 - محمد بن خفيف أبو عبد الله الشيرازي شيخ إقليم فارس وصاحب الأحوال والمقامات روى عن حماد بن مدرك وجماعة قال السلمي هو اليوم شيخ المشايخ وتاريخ الزمان لم يبق للقوم أقدم منه سنا ولا أتم حالا متمسك بالكتاب والسنة فقيه على مذهب الشافعي كان من أولاد الأمراء فتزهد توفي في ثالث رمضان عن خمس وتسعين سنة وقيل عاش مائة سنة وأربع سنين
وقال السبكي شيخ المشايخ وذو القدم الراسخ في العلم والدين كان سيدا جليلا وإماما حفيلا يستمطر الغيث بدعائه ويؤوب المصر بكلامه عن إغوائه من أعلم المشايخ بعلوم الظاهر وممن اتفقوا على عظيم تمسكه بالكتاب والسنة وكانت له أسفار وبدايات وأحوال عاليات ورياضات لقي من النساك شيوخا ومن السلاك طوائف رسخ قدمهم في الطريق رسوخا وصحب من أرباب الأحوال أحبارا وأخيارا وشرب من منهل الطريق كاسات كبارا وسافر مشرقا ومغربا وصابر النفس حتى انقادت له فأصبح مثنى الثناء عليها معربا ذا صبر على الطاعة لا يعصيه فيه قلبه واستمرار على المراقبة شهيد عليه ربه وجنب لا يدري القرار ونفس لا تعرف المأوى إلا البيداء ولا سكن إلا القفار وكان من أولاد الأمراء فتزهد حتى قال كنت أذهب وأجمع الخرق من المزابل وأغسلها وأصلح منها ما ألبسه وروى عنه القاضي أبو بكر بن الباقلاني وغيره ورحل إلى الشيخ أبي الحسن الأشعري وأخذ عنه وهو من أعيان تلامذته وصنف من الكتب ما لم يصنفه أحد وعمر حتى عم نفعه البلدان وازدحم الناس على جنازته وصلى عليه نحو مائة مرة
( 371 )
17 - الإمام الكبير الحافظ ابن بطة أبو عبد الله عبيد الله بن محمد بن محمد ابن حمدان بن بطة العكبري الفقيه الحنبلي العبد الصالح توفي في المحرم وله ثلاث وثمانون سنة قال في العبر كان صاحب حديث ولكنه ضعيف من قبل حفظه روى عن البغوي وأبي ذر بن الباغندي وخلق وصنف كتابا كبيرا في السنة قال العتيقي كان مستجاب الدعوة انتهى كلام العبر وقال ابن ناصر الدين كان أحد المحدثين العلماء الزهاد ومن مصنفاته الإبانة في أصول الديانة انتهى وقال ابن أبي يعلى في طبقاته سمع من خلائق لا يحصون فإنه سافر الكثير إلى مكة والثغور والبصرة وغير ذلك وصحبه جماعة من شيوخ المذهب منهم أبو حفص البرمكي وأبو عبد الله بن حامد وأبو إسحاق البرمكي في آخرين ولما رجع من الرحلة لازم بيته أربعين سنة فلم ير في سوق ولا رؤي مفطرا إلا في يوم الفطر والأضحى وأيام التشريق وقال عبد الواحد بن علي العكبري لم أر في شيوخ أصحاب الحديث ولا في غيرهم أحسن هيئة من ابن بطة وكان أمارا بالمعروف
ولم يبلغه خبر منكر إلا غيره وقال أبو محمد الجوهري سمعت أخي أبا عبد الله يقول رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فقلت له يا رسول الله أي المذاهب خير وقال قلت على أي المذاهب أكون فقال ابن بطة ابن بطة ابن بطة فخرجت من بغداد إلى عكبرا فصادف دخولي يوم جمعة فقصدت الشيخ أبا عبد الله بن بطة إلى الجامع فلما رآني قال لي ابتداء صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال أبو عبد الله بن بطة ولدت يوم الاثنين لأربع خلون من شوال سنة أربع وثلثمائة وولد ابن منيع رحمه الله سنة أربع عشرة ومائتين ومات يوم الفطر سنة سبع عشرة وثلثمائة وقرأت عليه معجمه في نفر خاص في مدة عشرة أيام أو أقل أو أكثر وذلك في آخر سنة خمس عشرة وأول سنة ست عشرة وكان بعين ابن بطة ناصور وقد وصف له ترك العشاء فكان يجعل عشاءه قبل الفجر بيسير ولا ينام حتى يصبح وكان عالما بمنازل النيرين
واجتاز ابن بطة بالأحنف العكبري فقام له فشق ذلك عليه فأنشأ الأحنف
لا تلمني على القيام فحقي @@@ حين تبدو أن لا أمل القياما
أنت من أكرم البرية عندي @@@ ومن الحق أن أجل الكراما
فقال ابن بطة متكلفا له الجواب
أنت إن كنت لأعدمتك ترعى @@@ لي حقا وتظهر الاعظاما
فلك الفضل في التقدم والعلم @@@ ولسنا نحب منك احتشاما
فاعفني الآن من قيامك أولا @@@ فسأجزيك بالقيام قياما
وأنا كاره لذلك جدا @@@ أن فيه تملقا وآثاما
لا تكلف أخاك أن يتلقاك @@@ بما يستحل فيه الحراما
وإذا صحت الضمائر منا @@@ اكتفينا أن نتعب الأجساما
كلنا واثق بود أخيه @@@ ففيم انزعاجنا وعلام
ويقال أنه أفتى وهو ابن خمس عشرة سنة ومصنفاته تزيد على مائة رحمه الله تعالى ( 387 )
18 - حمد بن محمد بن إبراهيم بن خطاب الخطابي البستي بضم الموحدة وسكون السين المهملة وبالفوقية نسبة إلى بست مدينة من بلاد كابل أبو سليمان كان أحد أوعية العلم في زمانه حافظا فقيها مبرزا على أقرانه وقال ابن الأهدل أبو سليمان حمد بن محمد الخطابي البستي الشافعي صاحب التصانيف النافعة الجامعة منها معالم السنن وغريب الحديث وإصلاح غلط المحدثين وغيرها روى عن جماعة من الأكابر وروى عنه الحاكم وغيره ومن شعره
وما غربة الإنسان في شقة النوى @@@ ولكنها والله في عدم الشكل
وإني غريب بين بست وأهلها @@@ وإن كان فيها أسرتي وبها أهلي
ومنه
فسامح ولا تستوف حقك دائما @@@وأفضل فلم يستوف قط كريم
ولا تغل في شيء من الأمر واقتصد @@@ كلا طرفي قصد الأمور ذميم
ومنه
ما دمت حيا فدار الناس كلهم @@@ فإنما أنت في دار المداراة
ولا تعلق بغير الله في نوب @@@ إن المهيمن كافيك المهمات
وسئل عن اسمه أحمد أو حمد فقال سميت بحمد وكتب الناس أحمد فتركته ( 388 )
19 - أبو محمد بن أبي زيد القيرواني المالكي عبد الله بن أبي زيد شيخ المغرب أليه انتهت رياسة المذهب قال القاضي عياض حاز رياسة الدين والدنيا ورحل إليه من الأقطار ونجب أصحابه وكثر الآخذون عنه وهو الذي لخص المذهب وملأ البلاد من تآليفه حج وسمع من أبي سعيد بن الأعرابي وغيره وكان يسمى مالكا الأصغر قال الحبال توفي للنصف من شعبان ( 389 )
20 - التاهرتي بفتح الهاء وسكون الراء وفوقيه نسبة إلى تاهرت موضع بإفريقية أبو الفضل أحمد بن القسم بن عبد الرحمن التميمي البزاز العبد الصالح سمع بالأندلس من قاسم بن أصبغ وطبقته وهو من كبار شيوخ ابن عبد البر ( 395 )
21 - أبو نصر الملاحمي محمد بن أحمد بن محمد البخاري راوي كتاب قراءة خلف الإمام وكتاب رفع الأيدي تأليف البخاري رواهما عن محمود بن إسحق وكان حافظا ثقة عاش ثلاثا وثمانين سنة ( 395 )
22 - عبد الوارث بن سفيان أبو القسم القرطبي الحافظ ويعرف بالحبيب أكثر عن القاسم بن أصبغ وكان من أوثق الناس فيه توفي لخمس بقين من ذى الحجة حمل عنه أبو عمر بن عبد البر الكبير ( 395 )
23 - أبو عبد الله بن منده الحافظ العلم محمد بن اسحق بن محمد بن يحيى العبدى الاصبهانى الجوال صاحب التصانيف طوف الدنيا وجمع وكتب مالا ينحصر وسمع من ألف وسبعمائة شيخ وأول سماعه ببلده في سنة ثمان عشرة وثلثمائة ومات في سلخ ذى القعدة وبقى في الرحلة بضعا وثلاثين سنة قال أبو اسحاق بن حمزة الحافظ ما رأيت مثله وقال عبد الرحمن بن منده كتب أبى عن أبى سعيد بن الأعرابي ألف جزء وعن خيثمة ألف جزء وعن الأصم ألف جزء وعن الهيثم الشاشي ألف جزء وقال شيخ الإسلام الأنصاري أبو عبد الله ابن منده سيد أهل زمانه . وقال ابن ناصر الدين أبو عبد الله الإمام أحد شيوخ الإسلام وهو إمام حافظ جبل من الجبال ولما رجع من رحلته كانت كتبه أربعين حملا على الجمال حتى قيل أن أحدا من الحفاظ لم يسمع ما سمع ولا جمع ما جمع
وقال ابن خلكان أبو عبد الله محمد بن يحيى بن منده العبدي الحافظ المشهور صاحب كتاب تاريخ أصبهان كان أوحد الحفاظ الثقات وهم أهل بيت كبير خرج منهم جماعة من العلماء ولم يكونوا عبديين وإنما أم الحافظ أبو عبد الله المذكور واسمها برة بنت محمد كانت من بني عبد ياليل فنسب إلى أخواله ( 395 )
24 - أبو عمر الباجي أحمد بن عبد الله بن محمد بن علي اللخمي الإشبيلي الحافظ العلم المشهور في المحرم وله ثلاث وستون سنة وكان يحفظ عدة مصنفات وكان إماما في الأصول والفروع ( 396 )
علي بن حسين فقيهي
2008-01-16, 04:57 PM
13- الكرامات
1 - الفقيه الزاهد السيد الجليل الصالح الورع جعفر بن عبد الرحيم اليمني من نواحي الجند سأله وإليها الإقامة عندهم فقال بشرطين أحدهما الاعفاء عن الحكم والثاني أن لا يأكل من طعام الوالي شيئا فاتفق يوما أنه حضر عقدا عند الوالي فقال الوالي هذا الموز أهداه لي فلان وذكر رجلا من أهل الحل فأكل جعفر اثنتين ثم تقأيهما في الدهليز ولما تولاها الصليحي سأله تولية القضاء فقال لا أصلح لها فغضب وخرج من عنده فأمر جنده أن يلحقوه ويقتلوه فضربوه بسيوفهم فلم تقطع شيئا مع تكرير الضرب فأعلموا الصليحي فأمرهم بالكتمان وسئل الفقيه عن حاله حين الضرب فقال كنت أقرأ يس فلم أشعر بذلك
( 400)
علي بن حسين فقيهي
2008-01-16, 04:58 PM
14 - أقوال مأثورة
1 - قال بنان الحمال: الحر عبد ما طمع والعبد حر ما قنع ( 316 )
2 - قال الخطيب حدثني محمد بن يوسف القطان سمعت أبا الفضل التميمي سمعت المطيع لله سمعت شيخي ابن منيع سمعت أحمد ابن حنبل يقول إذا مات أصدقاء الرجل ذل ( 363 )
15 - الكوارث
1 - فيها كما قال في الشذور اشتد الجوع وكثر الموت فمات بأصبهان نحو مائتي ألف ( 324 )
2 - وأما بغداد فكان فيها قحط لم ير مثله وهرب الخلق وكان النساء يخرجن عشرين وعشرا يمسك بعضهن ببعض يصحن الجوع الجوع ثم تسقط الواحدة بعد الواحدة ميتة فأنا لله وإنا إليه راجعون ( 333 )
علي بن حسين فقيهي
2008-01-20, 09:15 PM
1- الفوائد العقدية
1- ابن الباقلاني القاضي أبو بكر محمد بن الطيب بن محمد بن جعفر البصري المالكي الأصولي المتكلم صاحب المصنفات وأوحد وقته في فنه روى عن أبي بكر القطيعي وأخذ علم النظر عن أبي عبد الله بن مجاهد الطائي صاحب الأشعري وكانت له بجامع المنصور حلقة عظيمة قال الخطيب كان ورده في الليل عشرين ترويحة في الحضر والسفر فإذا فرغ منها كتب خمسا وثلاثين ورقة من تصنيفه قاله في العبر وقال ابن الأهدل سيف السنة القاضي أبو بكر محمد ابن الطيب المشهور بابن الباقلاني الأصولي الأشعري المالكي مجدد الدين على رأس المائة الرابعة على الصحيح وقيل جدد بأبي سهل الصعلوكي صنف ابن الباقلاني تصانيف واسعة في الرد على الفرق الضالة حكي أن ابن المعلم متكلم الرافضة قال لأصحابه يوما وقد أقبل ابن الباقلاني جاءكم الشيطان فلما جلس ابن الباقلاني قال قال الله تعالى ألم تر أنا أرسلنا الشياطين على الكافرين تؤزهم أزا وكان ورعا لم تحفظ عنه زلة ولا نقيصة وكان باطنه معمورا بالعبادة والديانة والصيانة وقال الطائي رأيته في النوم بعد موته وعليه ثياب حسنة في رياض خضرة نضرة وسمعته يقرأ في عيشة راضية في جنة عالية ورأيت قبل ذلك حسن حالهم فقلت من أين جئتم فقالوا من الجنة من زيارة القاضي أبي بكر انتهى ملخصا وقال ابن تيمية القاضي أبو بكر محمد بن الخطيب الباقلاني المتكلم وهو أفضل المتكلمين المنتسبين إلى الأشعري ليس فيهم مثله لا قبله ولا بعده ( 403 )
2 - ويوم العنصرة رابع عشرى حزيران وهو موسم للنصارى مشهور ببلاد الأندلس وفي هذا اليوم حبس الله الشمس على يوشع بن نون عليه السلام وفيه ولد يحيى بن زكرياء عليهما السلام ( 403 )
3 - الإمام أبو بكر بن فورك بضم الفاء وفتح الراء الأستاذ محمد بن الحسن بن فورك الأصبهاني المتكلم صاحب التصانيف في الأصول والعلم روى مسند الطيالسي عن أبي محمد بن فارس وتصدر للإفادة بنيسابور وكان ذا زهد وعبادة وتوسع في الأدب والكلام والوعظ والنحو قال الأسنوي في طبقاته أقام بالعراق مدة يدرس ثم توجه إلى الري فسمعت به المبتدعة فراسله أهل نيسابور والتمسوا منه التوجه إليهم ففعل وورد نيسابور فبنى له بها مدرسة دار فأحيا الله تعالى به أنواعا من العلوم وظهرت بركته على المتفقهة وبلغت مصنفاته قريبا من مائة تصنيف ثم دعي إلى مدينة غزنة من الهند وجرت له بها مناظرات عظيمة فلما رجع إلى نيسابور رسم في الطريق فمات فنقل إلى نيسابور فدفن بها ونقل عن ابن حزم أن السلطان محمود بن سبكتكين قتله لقوله أن نبينا صلى الله عليه وسلم ليس هو رسول الله اليوم لكنه كان رسول الله ( 406 )
4 - وقعت فتنة عظيمة بين السنة والشيعة وتفاقمت وقتل طائفة من الفريقين وعجز صاحب الشرطة عنهم وقاتلوه فأطلق النيران في سوق نهر الدجاج ( 408 )
5 - اسستاب القادر بالله - وكان صاحب سنة - طائفة من المعتزلة والرافضة وأخذ خطوطهم بالتوبة وبعث الى السلطان محمود بن سبكتكين يأمره ببث السنة بخراسان ففعل ذلك وبالغ وقتل جماعة ونفى جماعة كثيرة من المعتزلة والرافضة والاسمعيلية والجهمية والمشبهة وأمر بلعنهم على المنابر ( 408 )
6 - قتل الدرزي[ محمد بن اسماعيل الدرزي ] وقطع لكونه ادعى ربوبية الحاكم ( 408 )
7 - قرئ في الموكب كتاب بمذاهب السنة وقيل فيه من قال أن القرآن مخلوق فهو كافر حلال الدم ( 409 )
8 - القاضي عبد الجبار بن أحمد أبو الحسن الهمذاني الاسداباذي المعتزلي صاحب التصانيف عمر دهرا في غير السنة وروى عن أبي الحسن علي بن إبراهيم بن سلمة القطان وعبد الله بن جعفر بن فارس وطبقتهما قال ابن قاضي شهبة في طبقاته عبد الجبار بن أحمد بن عبد الجبار بن أحمد بن الخليلي القاضي أبو الحسن الهمداني قاضي الري وأعمالها وكان شافعي المذهب وهو مع ذلك شيخ الاعتزال وله المصنفات الكثيرة في طريقهم وفي أصول الفقه قال ابن كثير في طبقاته ومن أجل مصنفاته وأعظمها كتاب دلائل النبوة في مجلدين أبان فيه عن علم وبصيرة جيدة وقد طال عمره ورحل الناس إليه من الأقطار واستفادوا به مات في ذي القعدة سنة خمس عشرة وأربعمائة ( 415 )
9 - وفيها أبو علي بن سينا الرئيس الحسين بن عبد الله بن الحسن بن علي بن سينا صاحب التصانيف الكثيرة في الفلسفة والطب وله من الذكاء الخارق والذهن الثاقب ما فاق به غيره وأصله بلخى ومولده ببخارا وكان أبوه من دعاة الإسماعيلية فأشغله في الصغر وحصل عدة علوم قبل أن يحتلم وتنقل في مدائن خراسان والجبال وجرجان ونال حشمة وجاها وعاش ثلاثا وخمسين سنة قال ابن خلكان في ترجمة ابن سينا اغتسل وتاب وتصدق بما معه على الفقراء ورد المظالم وأعتق مماليك وجعل يختم في كل ثلاثة أيام ختمة ثم مات بهمذان يوم الجمعة في شهر رمضان
وقال ابن الأهدل قال اليافعي طالعت كتابه الشفا وما اجدره بقلب الفاء قافاً لاشتماله على فلسفة لا ينشرح لها قلب متدين والله أعلم بخاتمته وصحة توبته وقد كفره الغزالي في كتابه المنقذ من الضلال وقال ابن الصلاح لم يكن من علماء الإسلام بل كان شيطانا من شياطين الأنس وأثنى عليه ابن خلكان ( 428 )
10 - قال اللقاني في شرح الجوهرة وأما رؤيته تعالى مناما فجائزة اتفاقا وهي حق فان الشيطان لا يتمثل به تعالى كما لا يتمثل بالأنبياء والى قول بعض الحنفية رضي الله تعالى عنهم ويكفر من قال رأيت الله في المنام انتهى ولكن لا ينبغي إطلاق اللسان بالتكفير في مثل هذا قال التمر تاشي في شرح تنوير الأبصار في أول باب المرتد ما لفظه وفي فتح القدير ومن هزل بلفظ كفر ارتد وان لم يعتقد للاستخفاف فهو ككفر العناد والألفاظ التي يكفر بها تعرف في الفتاوي انتهى
وقد أعرضنا عن ذكرها هنا لأنها أفردت بالتأليف وأكثر من ايرادها أصحاب الفتاوى
مع أنه لا يفتي بشيء منها بالكفر إلا فيما اتفق المشايخ عليه لا تفاق كلمتهم في الفتاوي وغيرها أنه لا يفتي بتكفير مسلم أمكن حمل كلامه على محمل حسن أو كان في كفره اختلاف ولو رواية ضعيفة قال شيخنا وهو الذي تحرر من كلامهم ثم قال فعلى هذا فأكثر ألفاظ التكفير المذكورة لا يفتي بالتكفير بها وقد ألزمت نفسي أن لا أفتي بشيء منها انتهى كلام التمر تاشي بحروفه ( 433 )
11 - أبو ذر الهروي عبد بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن غفير الأنصاري الحافظ الثقة الفقيه المالكي نزيل مكة روى عن أبي الفضل بن حميرويه وأبي عمر بن حيويه وطبقتهما وروى الصحيح عن ثلاثة من أصحاب الفربرى وجمع لنفسه معجما وعاش ثمانيا وسبعين سنة وكان ثقة متقنا دينا عابدا ورعا بصيرا بالفقه والأصول أخذ علم الكلام عن ابن البلاقاني وصنف مستخرجا على الصحيحين وكان شيخ الحرم في عصره ثم أنه تزوج بالسروات وبقي يحج كل عام ويرجع ( 434 )
12 - أبو الحسين البصري محمد بن علي بن الطيب شيخ المعتزلة وصاحب التصانيف الكلامية وكان من أذكياء زمانه توفي ببغداد في ربيع الآخر وكان يقرئ الاعتزال ببغداد وله حلقة كبيرة قاله في العبر وقال ابن خلكان كان جيد الكلام مليح العبارة غزير المادة إمام وقته وله التصانيف الفائقة في الأصول منها المعتمد وهو كتاب كبير ومنه اخذ فخر الدين الرازي كتاب المحصول وله تصفح الأدلة في مجلدين وغرر الأدلة في مجلد كبير وشرح الأصول الخمسة وكتاب في الامامة وأصول الدين وانتفع الناس بكتبه وسكن بغداد وتوفي بها يوم الثلاثاء خامس ربيع الآخر ودفن بمقبرة الشونيز وصلى عليه القاضي أبو عبد الله الصيمري ( 436 )
13 - عُيّن ابن النسوي لشرطة بغداد فاتفقت الكلمة من السنة والشيعة انه متى ولي نزحوا عن البلد ووقع الصلح بهذا السبب بين الفريقين وصار أهل الكرخ يترحمون على الصحابة وصلوا في مساجد السنة وخرجوا كلهم إلى زيارة المشاهد وتحابوا وتواددوا وهذا شيء لم يعهد من دهر ( 442 )
14 - وفيها كما قال في العبر في صفر زال الأنس بين السنة والشيعة وعادوا إلى أشد ما كانوا عليه وأحكموا الرافضة سوق الكرخ وكتبوا على الأبراج محمد وعلى خير البشر فمن رضى فقد شكر ومن أبى فقد كفر واضطرمت الفتنة وأخذت ثياب الناس في الطرق وغلقت الأسواق واجتمع للسنة جمع لم ير مثله وهجموا دار الخلافة فوعدوا بالخير وثار أهل الكرخ والتقى الجمعان وقتل جماعة ونبشت عدة قبور للشيعة مثل العونى والناسى والجذوعى وطرحوا النيران في التراب وتم على الرافضة خزى عظيم فعمدوا إلى خان الحنفية فأحرقوه وقتلوا مدرسهم أبا سعد السرخسي رحمه الله ( 443 )
15 - أبو القاسم عبد الواحد بن علي بن برهان العكبري النحوي صاحب التصانيف قال الخطيب كان مضطلعا بعلوم كثيرة منها النحو واللغة والنسب وأيام العرب والمتقدمين وله أنس شديد بعلم الحديث وقال ابن ماكولا سمع من ابن بطة وذهب بموته علم العربية من بغداد وكان أحد من يعرف الأنساب لم أر مثله وكان فقيها حنفيا أخذ علم الكلام عن أبي الحسين البصري وتقدم فيه وقال ابن الأثير له اختيار في الفقه وكان يمشي في الأسواق مكشوف الرأس ولا يقبل من أحد شيئا مات في جمادي الآخرة وقد جاوز الثمانين وكان يميل إلى أرجاء المعتزلة ويعتقد أن الكفار لا يخلدون في النار ( 456 )
16 - أبو القاسم القشيري عبد الكريم بن هوازن النيسابوري الصوفي الزاهد شيخ خراسان وأستاذ الجماعة ومصنف الرسالة توفي في ربيع الآخر وله تسعون سنة روى عن أبي الحسين الخفاف وأبي نعيم وطائفة قال أبو سعد السمعاني لم ير أبو القسم مثل نفسه في كماله وبراعته جمع بين الشريعة والحقيقة رحمه الله
وقال السخاوي عبد الكريم بن هوازن بن عبد الملك ابن طلحة بن محمد القشيري أبو القسم المفسر المحدث الفقيه الشافعي المتكلم الأصولي الأديب النحوي الكاتب الشاعر الصوفي لسان عصره وسيد وقته سيد لم ير مثل نفسه في كماله وبراعته جمع بين علمي الشريعة والحقيقة وصنف التفسير الكبير قبل العشر والاربعمائة وخرج في رفقه إلى الحج فيها الإمام أبو محمد الجويني وأحمد بن الحسين البيهقي الأمام وكان أملح خلق الله وأظرفهم شمائل ولد سنة ست وسبعين وثلثمائة في ربيع الأول وتوفي في صبيحة يوم الأحد قبل طلوع الشمس سادس عشر ربيع الآخر ودفن في المدرسة بجانب شيخه أبي علي الدقاق
قال السبكي ومن تصانيفه التفسير الكبير وهو من أجود التفاسير وأوضحها والرسالة المشهورة المباركة التي قل ما تكون في بيت وينكب والتحبير في التذكير وأدب الصوفية ولطائف الاشارات و كتاب الجواهر وعيون الأجوبة في أصول الأسئلة و كتاب المناجاه وكتاب نكت أولى النهى و كتاب أحكام السماع ( 465 )
17 - وكان ولده ( ولد أبي القاسم القشيري ) أبو نصر عبد الرحيم إماما كبيرا أشبه أباه في علومه ومجالسه
ثم واظب درس إمام الحرمين أبى المعالي حتى وصل طريقه في المذهب والخلاف ثم خرج للجم فوصل إلى بغداد وعقد بها مجلس وعظ وحصل له قبول عظيم وحضر الشيخ أبو اسحق الشيرازي مجلسه وأطبق علماء بغداد أنهم لم يروا مثله وجرى له مع الحنابلة خصام بسبب الاعتقاد لأنه تعصب للاشاعرة وانتهى الأمر إلى فتنة قتل فيها جماعة من الفريقين وتوفي بنيسابور ضحوة نهار الجمعة سابع عشرى جمادى الآخرة سنة أربع عشرة وخمسمائة ودفن بالمشهد المعروف بهم والقشيري بالضم والفتح نسبة إلى قشير بن كعب قبيلة كبيرة ( 465 )
18 - البكري أبو بكر المقرئ الواعظ م دعاة الأشعرية وفد على نظام الملك بخراسان فنفق عليه وكتب له سجلا أن يجلس بجوامع بغداد فقدم وجلس ووعظ ونال من الحنابلة سبا وتكفيرا ونالوا منه ولم تطل مدته ( 476 )
علي بن حسين فقيهي
2008-01-20, 09:16 PM
2 - الفوائد الفقهية
1 - أبو عمر بن المكوى أحمد بن عبد الملك الإشبيلي المالكي انتهت إليه رياسة العلم بالأندلس في زمانه مع الورع والصيانة دعى إلى القضاء بقرطبة مرتين فامتنع وصنف كتاب الاستيعاب في مذهب مالك في عشر مجلدات توفي فجأة عن سبع وسبعين سنة
( 401 )
2 - أبو عمر بن الجسور أحمد بن محمد بن أحمد بن سعيد الأموي مولاهم القرطبي روى عن قاسم بن أصبغ وخلق ومات في ذي القعدة وهو أكبر شيخ لابن حزم
( 401 )
3 - الوزير أحمد بن سعيد بن حزم أبو عمرو الأندلسي والد العلامة أبي محمد كان كاتبا مفتيا لغويا متبحرا في علم اللسان
( 402 )
4 - ابن اللبان الفرضي العلامة أبو الحسين محمد بن عبد الله بن الحسن البصري روى سنن أبي داود عن ابن داسه وسمعها منه القاضي أبو الطيب الطبري قال الخطيب انتهى إليه علم الفرائض وصنف فيها كتبا وكان يقول ليس في الأرض فرضي إلا من أصحابي وأصحاب أصحابي أو لا يحسن شيئا قال الأسنوي نقل عنه الرافعي في مواضع منها أن زكاة الفطر لا تجب وكذا قال ابن قاضي شهبة وقال أيضا انتهى إليه علم الفرائض وصنف فيه كتبا منها كتاب الإيجاز مجلد نفيس وكتبا كثيرة ليس لأحد مثلها ولديه علوم أخر وبنيت له مدرسة ببغداد وكان يدرس بها قال الشيخ أبو إسحق كان إماما في الفقه والفرائض وعنه أخذ الناس الفرائض وممن أخذ عنه أبو أحمد بن أبي مسلم الفرضي أستاذ أبي حامد الاسفرائيني في الفرائض ( 402 )
5 - أبو عبد الله الجعفي محمد بن عبد الله بن الحسين الكوفي القاضي المعروف بالهرواني نسبة إلى هراة مدينة بخراسان أحد الأئمة الأعلام في مذهب الإمام أبي حنيفة روى عن محمد بن القسم المحاربي وجماعة قال الخطيب قال من عاصره بالكوفة لم يكن بالكوفة من زمن ابن مسعود رضي الله عنه إلى وقته أفقه منه وقال لي العتيقي ما رأيت مثله بالكوفة وقال في العبر ولد سنة خمس وثلثمائة وقد قرأ عليه أبو علي غلام الهراس
( 402 )
6 - الحسن بن حامد بن علي بن مروان أبو عبد الله البغدادي إمام الحنبلية في زمانه ومدرسهم ومفتيهم قال القاضي أبو يعلى كان ابن حامد مدرس أصحاب أحمد وفقيههم في زمانه وله المصنفات العظيمة منها كتاب الجامع نحو أربعمائة جزء في اختلاف العلماء وكان معظما مقدما عند الدولة وغيرهم وقال غيره روى عن النجاد وغيره وتفقه على أبي بكر عبد العزيز وكان قانعا يأكل من النسخ ويكثر الحج فلما كان في هذا العام حج وعدم فيمن عدم إذ أخذ الركب قاله في العبر وقال القاضي حسين في طبقاته له المصنفات في العلوم المختلفات منها الجامع في المذهب نحو من أربعمائة جزء وله شرح الخرقي وشرح أصول الدين وأصول الفقه سمع أبا بكر بن مالك وأبا بكر الشافعي وأبا بكر النجاد وأبا علي بن الصواف وأحمد بن سلم الحنبلي في آخرين وقال أبو عبد الله بن حامد أعلم عصمنا الله وإياك من كل زلل أن الناقلين عن أبي عبد الله رضي الله عنه ممن سميناهم وغيرهم إثبات فيما نقلوه وأمناء فيما دونوه وواجب تقبل كل ما نقلوه وإعطاء كل رواية حظها على موجبها ولا تعل رواية وإن انفردت ولا ينسب إليه في مسئلة رجوع إلا ما وجد ذلك عنه نصا بالصريح وإن نقل كنت أقول به وتركناه فإن عرى عن حد الصريح في الترك والرجوع أقر على موجبه واعتبر حال الدليل فيه لا اعتقاده بمثابة ما اشتهر من روايته وقد رأيت بعض من يزعم أنه منتسب إلى الفقه يلين القول في كتاب إسحق بن منصور ويقول أنه يقال أن أبا عبد الله رجع عنه وهذا قول من لا ثقة له بالمذهب إذ لا أعلم أن أحدا من أصحابنا قال بما ذكره ولا أشار إليه وكتاب ابن منصور أصل بداية حاله يطابق نهاية شأنه إذ هو في بدايته سؤالات محفوظة ونهايته أنه عرض على أبي عبد الله فاضطرب لأنه لم يكن يقدر أنه لما سأله عنه مدون فما أنكر عليه من ذلك حرفا ولا رد عليه من جواباته جوابا بل أقره على ما نقله واشتهر في حياة أبي عبد الله ذلك بين أصحابه فاتخذه الناس أصلا إلى آخر أوانه ولابن حامد المقام المشهود في أيام القادر وقد ناظر ابا حامد الاسفرائيني في وجوب الصيام ليلة الغمام في دار القادر بالله بحيث سمع الخليفة الكلام فخرجت الجائزة السنية له من أمير المؤمنين فردها مع حاجته إلى بعضها فضلا عن جميعها تعففا وتنزها ( 403 )
7 - القاضي أبو عبد الله الحليمي الحسين بن الحسن بن محمد بن حليم البخاري الفقيه الشافعي صاحب التصانيف أخذ عن أبي بكر القفال الشاشي وهو صاحب وجه في المذهب قال ابن قاضي شهبة قال الحاكم أوحد الشافعيين بما وراء النهر وأنظرهم وآدبهم بعد أستاذيه أبوي بكر القفال والأودني وكان مفننا فاضلا له مصنفات مفيدة نقل منها الحافظ أبو بكر البيهقي كثيرا وقال في النهاية كان الحليمي رجلا عظيم القدر لا يحيط بكنه علمه الأغواص ولد سنة ثمان وثلاثين وثلثمائة ومات في جمادى وقيل في ربيع الأول ومن تصانيفه شعب الإيمان كتاب جليل في نحو ثلاث مجلدات وآيات الساعة وأحوال القيامة فيه معان غريبة لا توجد في غيره
( 403 )
8 - أبو الحسن القابسي علي بن محمد بن خلف المعافري القيرواني الفقيه شيخ المالكية أخذ عن ابن مسرور الدباغ وفي الرحلة عن حمزة الكتاني وطائفة وصنف تصانيف فائقة في الأصول والفروع وكان مع تقدمه في العلوم حافظا صالحا تقيا ورعا حافظا للحديث وعلله منقطع القرين وكان ضريرا ( 403 )
9 - أبو بكر الخوارزمي محمد بن موسى شيخ الحنفية ومن انتهت إليه رياسة المذهب في الآفاق أخذ عن أبي بكر أحمد بن علي الرازي وسمع من أبي بكر الشافعي قال البرقاني سمعته يقول ديننا دين العجايز ولسنا من الكلام في شيء وقال القاضي الصيمري ما شاهد الناس مثل شيخنا أبي بكر الخوارزمي في حسن الفتوى وحسن التدريس دعي إلى القضاء مرة فامتنع وتوفي في جمادى الأولى قاله في العبر ( 403 )
10 - أبو الطيب الصعلوكي سهل بن الإمام أبي سهل محمد بن سليمان العجلي النيسابوري الشافعي مفتي خراسان ومجدد القرن الرابع على قول روى عن الأصم وجماعة قال الحاكم هو أنظر من رأينا وقال ابن خلكان كان أبو الطيب المذكور مفتي نيسابور وابن مفتيها أخذ الفقه عن أبيه أبي سهل الصعلوكي وكان في وقته يقال له الإمام وهو متفق عليه عديم المثل في علمه وديانته وسمع أباه ومحمد بن يعقوب الأصم وابن مسطور وأقرانهم وكان فقيها أديبا متكلما خرجت له الفوائد من سماعاته وقيل أنه وضع له في المجلس أكثر من خمسمائة محبرة وجمع رياسة الدنيا والآخرة وأخذ عنه فقهاء نيسابور وتوفي في المحرم قال عبد الواحد اللخمي أصاب سهل الصعلوكي رمد فكان الناس يدخلون عليه وينشدونه من النظم ويروون من الآثار ما جرت العادة به فدخل الشيخ أبو عبد الرحمن السلمي وقال أيها الإمام لو أن عينيك رأتا وجهك لما رمدت فقال له الشيخ سهل ما سمعت بأحسن من هذا الكلام وسر به ( 404 )
11 - الشيخ أبو حامد الاسفرائيني أحمد بن أبي طاهر محمد بن أحمد الفقيه شيخ العراق وإمام الشافعية ومن إليه انتهت رياسة المذهب قدم بغداد صبيا فتفقه على ابن المرزبان وأبي القسم الداركي وصنف التصانيف وطبق الأرض بالأصحاب وتعليقته في نحو خمسين مجلدا وكان يحضر درسه سبعمائة فقيه توفي في شوال وله اثنتان وستون سنة وقد حدث عن أبي أحمد بن عدي وجماعة قاله في العير وقال ابن شهبة ولد سنة أربع وأربعين وثلثمائة واشتغل بالعلم قال سليم وكان يحرس في درب وكان يطالع الدرس على زيت الحرس وأفتى وهو ابن سبع عشرة سنة وقدم بغداد سنة أربع وستين فتفقه على ابن المرزباني والداركي وروى الحديث عن الدار قطني وأبي بكر الإسماعيلي وأبي أحمد بن عدي وجماعة وأخذ عن الفقهاء والأئمة ببغداد وشرح المختصر في تعليقته التي هي في خمسين مجلدا ذكر فيها خلاف العلماء وأقوالهم ومآخذهم ومناظراتهم حتى كان يقال له الشافعي وله كتاب في أصول الفقه قال الشيخ أبو إسحق انتهت إليه رياسة الدين والدنيا ببغداد وجمع مجلسه ثلثمائة متفقه واتفق الموافق والمخالف على تفضيله وتقديمه في جودة الفقه وحسن النظر ونظافة العلم وقال الخطيب أبو بكر حدثونا عنه وكان ثقة وقد رأيته وحضرت تدريسه وسمعت من يذكر أنه كان يحضر درسه سبعمائة فقيه وكان الناس يقولون لو رآه الشافعي لفرح به توفي في شوال ودفن في داره ثم نقل سنة عشر وأربعمائة إلى باب حرب ( 406 )
12 - الإمام أبو الحسن بن ماشاذه علي بن محمد بن أحمد بن ميله الأصفهاني الفقيه الفرضي الزاهد روى عن أبي عمرو أحمد بن محمد بن حكيم وأبي علي المصاحفي وعبد الله بن جعفر بن فارس وطائفة وأملى عدة مجالس قال أبو نعيم وبه ختم كتاب الحلية ختم المتحقق بطريقة الصوفية بأبي الحسن لما أولاه الله من فنون العلم والسخاء والفتوة كان عارفا بالله فقيها عاملا له الحظ الجزيل من الأدب وقال أبو نعيم أيضا كانت لا تأخذه في الله لومة لائم كان ينكر على المشبهة بالصوفية وغيرهم فساد مقالتهم في الحلول والإباحة والتشبيه ( 414 )
13 - توفي أبو الحسن المحاملي شيخ الشافعية أحمد بن محمد بن أحمد بن القسم ابن إسماعيل الضبي تفقه على والده أبي الحسين وعلى الشيخ أبي حامد الاسفرائيني ورحل به أبوه فأسمعه بالكوفة من ابن أبي السري البكائي ومات في ربيع الآخر عن سبع وأربعين سنة وكان عديم النظير في الذكاء والفطنة صنف عدة كتب قال الشيخ أبو حامد هو اليوم أحفظ للفقه مني وحكى ابن الصلاح عن الفقيه سليم أن المحاملي لما صنف كتبه المقنع والمجرد وغير ذلك من كتب أستاذه أبي حامد ووقف عليها قال بتر كتبي بتر الله عمره فما عاش إلا يسيرا حتى مات ونفذت فيه دعوة الشيخ أبي حامد ومن تصانيفه المجموع قريب من حجم الروضة مشتمل على نصوص كثيرة وكتاب رؤس المسائل مجلدان وكتاب عدة المسافر وغير ذلك ( 415 )
14 - أبو بكر القفال المروزي عبد الله بن أحمد شيخ الشافعية بخراسان صار إمام الخراسانيين كما أن القفال الكبير الشاشي شيخ طريقة العراقيين لكن المروزي أكثر ذكرا في كتب الفقه ويذكر مطلقا وإذا ذكر الكبير قيد بالشاشي قال ابن قاضي شهبة عبد الله بن أحمد بن عبد الله المروزي الإمام الجليل أبو بكر القفال الصغير شيخ طريقة خراسان وإنما قيل له القفال لأنه كان يعمل الاقفال في ابتداء أمره وبرع في صناعتها حتى صنع قفلا بآلاته ومفتاحه وزن أربع حبات فلما كان ابن ثلاثين سنة أحس من نفسه ذكاء فأقبل على الفقه فاشتغل به على الشيخ أبي زيد وغيره وصار إماما يقتدى به فيه وتفقه عليه خلق من أهل خراسان وسمع الحديث وحدث وأملى قال الفقيه ناصر العمرى لم يكن في زمان أبي بكر القفال أفقه منه ولا يكون بعده مثله وكنا نقول انه ملك في صورة إنسان
وقال الحافظ أبو بكر السمعاني في أماليه أبو بكر القفال وحيد زمانه فقها وحفظا وورعا وزهدا وله في المذهب من الآثار ما ليس لغيره من أهل عصره وطريقته المهذبة في مذهب الشافعي التي حملها عنه أصحابه امتن طريقة وأكثرها تحقيقا رحل إليه الفقهاء من البلاد وتخرج به أئمة وذكر القاضي الحسين أن أبا بكر القفال كان في كثير من الأوقات يقع عليه البكاء في الدرس ثم يرفع رأسه فيقول ما أغفلنا عما يراد بنا وقال الشيخ أبو محمد اخرج القفال يده فإذا على كفه آثار فقال هذا أثار عمل في ابتداء شبيبتي وكان مصابا بإحدى عينيه ( 417 )
15 - أبو اسحاق الإسفراييني إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن مهران الأصولي المتكلم الشافعي أحد الأعلام وصاحب التصانيف روى عن دعلج وطبقته وأملى مجالس وكان شيخ خراسان في زمانه توفي يوم عاشوراء وقد نيف على الثمانين وهو شيخ خراسان يقال انه بلغ رتبة الاجتهاد وله المصنفات الكثيرة منها الجامع في أصول الدين خمس مجلدات وتعليقة في أصول الفقه وغير ذلك وخرج له ابو عبد الله الحاكم عشرة أجزاء وذكره في تاريخه لجلالته وقد مات الحاكم قبله قال في حقه قد أقر له العلماء بالتقدم قال وبنى له مدرسة لم يبن مثلها فدرس بها وبه تفقه القاضي أبو الطيب الطبري والقشيري والبيهقي وكان يقول أشتهى أن أموت بنيسابور ليصلي على جميع أهلها فتوفي بها يوم عاشوراء ثم نقل إلى بلده إسفرائين ودفن في مشهده المعروف ( 418 )
16 - قال الشيخ أبو اسحق الشيرازي في الطبقات ومنهم
شيخنا وأستاذنا أبو الطيب الطبري توفي عن مائة وسنتين ولم يختل عقله ولا تغير فهمه يفتى مع الفقهاء ويستدرك عليهم الخطأ ويقضي ويشهد ويحضر المواكب إلى أن مات تفقه بآمل على الزجاجي صاحب ابن القاص وقرأ على أبي سعيد الإسماعيلي وأبي القسم بن كج بجرجان ثم ارتحل إلى نيسابور وأدرك ابا الحسن الماسرجسى وصحبه اربع سنين ثم ارتحل الى بغداد وعلق عن أبي محمد البافي صاحب الداركي وحضر مجلس أبي حامد ولم أر ممن رأيت أكمل اجتهادا وأشد تحقيقا وأجود نظرا منه شرح مختصر المزني وصنف في الخلاف والمذهب والأصول والجدل كتبا كثيرة ليس لأحد مثلها ولازمت مجلسه بضع عشرة سنة ودرست أصحابه في مجلسه بأذنه ورتبني في حلقته وسألني أن أجلس في مجلسه للتدريس ففعلت في سنة ثلاثين وأربعمائة أحسن الله عني حزاءه ورضى عنه وقال الخطيب البغدادي كان أبو الطيب ورعا عارفا بالأصول والفروع محققا حسن الخلق صحيح المذهب اختلفت إليه وعلقت عنه الفقه سنين وقال سمعت أبا بكر محمد بن محمد المؤدب سمعت أبا محمد الباقي يقول أبو الطيب أفقه من أبي حامد الأسفرائيني وسمعت أبا حامد يقول أبو الطيب أفقه من أبي محمد البافي ( 450 )
17 - الماوردي أقضي القضاة أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب البصري الشافعي مصنف الحاوي والاقناع وأدب الدنيا والدين وكان أماما في الفقه والأصول والتفسير بصيرا بالعربية ولي قضاء بلاد كثيرة ثم سكن بغداد وعاش ستا وثمانين سنة تفقه على أبي القسم الصيمري بالبصرة وعلى أبي حامد ببغداد وحدث عن الحسن الجيلي صاحب أبي خليفة الجمحي وجماعة وآخر من روى عنه أبو العز بن كادش قال ابن قاضي شهبة هو أحد أئمة أصحاب الوجوه قال الخطيب كان ثقة من وجوه الفقهاء الشافعين وله تصانيف عدة في أصول الفقه وفروعه وفي غير ذلك وكان ثقة ولي قضاء بلدان شتى ثم سكن بغداد وقال ابن خيرون كان رجلا عظيم القدر متقدما عند السلطان أحد الأئمة له التصانيف الحسان في كل فن من العلم وذكره ابن الصلاح في طبقاته واتهم بالاعتزال في بعض المسائل بحسب ما فهم عنه في تفسيره في موافقة المعتزلة فيها ولا يوافقهم في جميع أصولهم ومما خالفهم فيه أن الجنة مخلوقة نعم يوافقهم في القول في القدر وهي بلية على البصريين توفي في ربيع الأول سنة خمسين بعد موت أبي الطيب بأحد عشر يوما عن ست وثمانين سنة
ومن تصانيفه الحاوي قال الأسنوي ولم يصنف مثله و كتاب الأحكام السلطانية وهو تصنيف عجيب مجلد والإقناع مختصر يشتمل على غرائب والتفسير ثلاث مجلدات وأدب الدين والدنيا وغير ذلك ( 450 )
18- العبادي القاضي أبو عاصم محمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن عبد الله ابن عباد الهروي شيخ الشافعية وصاحب التصانيف تفقه على القاضي أبي منصور الازدي وبنيسابور على أبي عمر البسطامي وكان دقيق النظر أماما واسع العلم له المبسوط وأدب القاضي والهادي و كتاب المياه و كتاب الأطعمة و كتاب الزيادات وزيادات الزيادات و كتاب طبقات الفقهاء وأخذ عنه أبو سعيد الهروي وولده أبو الحسن العبادي وغيرهما قال أبو سعد السمعاني كان إماما ثبتا مناظرا دقيق النظر سمع الكثير وتفقه وصنف كتبا في الفقه مات في شوال ( 458 )
19 - أبو يعلي بن الفراء شيخ الحنابلة القاضي الحبر محمد بن الحسين بن محمد ابن خلف البغدادي صاحب التصانيف وفقيه العصر كان إماما لا يدرك قراره ولا يشق غباره عاش ثمانيا وسبعين سنة وحدث عن أبي الحربي والمخلص وطبقتهما وأملى عدة مجالس وولى قضاء الحريم وتوفي في تاسع عشر رمضان ( 458 )
20 - أبو الحسن الآمدي علي بن محمد بن عبد الرحمن الحنبلي ويعرف قديما بالبغدادي نزل ثغر آمد وأخذ عن اكابر أصحاب القاضي أبي يعلي قال ابن عقيل فيه بلغ من النظر الغاية وكان له مروءة يحضر عنده الشيخ أبو اسحق الشيرازي وأبو الحسن الدامغاني وكانا فقيهين فيضيفهما بالأطعمة الحسنة ويتكلم معهما إلى أن يمضي من الليل أكثره وكان هو المتقدم على جميع أصحاب القاضي أبي يعلي وقال القاضي الحسين وتبعه ابن السمعاني أحد الفقهاء الفضلاء والمناظرين الأذكياء ( 465 )
21- أبو الوليد الباجي سليمان بن خلف بن سعد بن أيوب التجيبي القرطبي بالمرية في رجب عن إحدى وسبعين سنة روى عن يونس بن عبد الله بن مغيث ومكى بن أبي طالب وجاور ثلاثة أعوام ولازم أبا ذر الهروي وكان يمضي معه إلى السراة ثم رحل إلى بغداد والى دمشق وروى عن عبد الرحمن ابن الطيوري وطبقته بدمشق وابن غيلان وطبقته ببغداد وتفقه علي أبي الطيب الطبري وجماعة وأخذ الكلام بالموصل عن أبي جعفر السمناني وسمع الكثير وبرع في الحديث والفقه والأصول والنظر ورد إلى وطنه بعد ثلاث عشرة سنة بعلم جم مع الفقر والقناعة كان يضرب ورق الذهب للغزل ويعقد الوثائق ثم فتحت عليه الدنيا وأجزلت صلاته وولى قضاء أماكن وصنف التصانيف الكثيرة
قال أبو علي بن سكرة ما رأيت أحدا على سمته وهيئته وتوقير مجلسه قاله في العبر وقال ابن خلكان كان من علماء الأندلس وحفاظها سكن شرق الأندلس ورحل إلى المشرق سنة ست وعشرين وأربعمائة فأقام بمكة مع أبي ذر الهروى ثلاثة أعوام وحج فيها أربع حجج ثم رحل إلى بغداد وأقام بها ثلاثة أعوام يدرس الفقه ويملي الحديث ولقى بها سادة من العلماء كأبي الطيب الطبري وأبي إسحق الشيرازي وأقام بالموصل مع أبي جعفر السمناني عاما يدرس عليه الفقه وكان مقامه بالمشرق نحو ثلاثة أعوام وروى عن الحافظ أبي بكر الخطيب وروى الخطيب أيضا عنه وقال أنشدني أبو الوليد الباجي لنفسه
إذا كنت أعلم علما يقينا @@@ بأن جميع حياتي كساعه
فلم لا أكون ضنينا بها @@@ واجعلها في صلاح وطاعه
وصنف كتبا كثيرة منها التعديل والتجريح فيمن روى عنه البخاري في الصحيح وغير ذلك وممن أخذ عنه أبو عمر بن عبد البر صاحب الاستيعاب وبينه وبين ابن حزم الظاهري مناظرات ومجالس
انتهى ملخصا وقال ابن ناصر الدين أنكروا عليه في قصة حديثه الكتابة وشنعوا عليه ذلك وقبحوا عند العامة جوابه وقال قائلهم
برئت ممن شرى دنيا بآخرة @@@ وقال أن رسول الله قد كتبا ( 474 )
22 - الشيخ أبو اسحاق الشيرازي إبراهيم بن علي بن يوسف الفيروزا باذى الشافعي جمال الدين أحد الأعلام وله ثلاث وثمانون سنة تفقه بشيراز وقدم بغداد وله اثنتان وعشرون سنة فاستوطنها ولزم القاضي أبا الطيب إلى أن صار معيده في حلقته وكان انظر أهل زمانه وأفصحهم وأورعهم وأكثرهم تواضعا وبشرا وانتهت إليه رياسة المذهب في الدنيا روى عن أبي علي بن شاذان والبرقاني ورحل إليه الفقهاء من الاقطار وتخرج به أئمة كبار ولم يحج ولا وجب عليه لأنه كان فقيرا متعففا قانعا باليسير ودرس بالنظامية وله شعر حسن توفي في الحادي والعشرين من جمادى الآخرة
قال الشيخ أبو اسحاق كنت أعيد كل قياس ألف مرة فإذا فرغت أخذت قياسا آخر على هذا وكنت أعيد كل درس مائة مرة وإذا كان في المسألة بيت يستشهد به حفظت القصيدة التي فيها البيت وكانت الطلبة ترحل من الشرق والغرب إليه والفتاوي تحمل من البر والبحر إلى بين يديه قال رحمه الله لما خرجت في رسالة الخليفة إلى خراسان لم أدخل بلدا ولا قرية إلا وجدت قاضيها أو خطيبها أو مفتيها من تلامذتي وبنيت له النظامية ودرس بها إلى حين وفاته ومع هذا فكان لا يملك شيئا من الدنيا بلغ به الفقر حتى كان لا يجد في بعض الأوقات قوتا ولا لباسا وكان طلق الوجه دائم البشر كثير البسط حسن المجالسة يحفظ كثيرا من الحكايات الحسنة والأشعار
إذا شئت أن تحيا ودينك سالم @@@ وحظك موفور وعرضك صين
لسانك لا تذكر به عورة امرئ @@@ فعندك عورات وللناس ألسن
وعينك أن أبدت إليك معايبا @@@ لقوم فقل يا عين للناس أعين
وصاحب بمعروف وجانب من اعتدى @@@ وفارق ولكن بالتي هي أحسن ( 476 )
23 - عبد الله بن أحمد بن عبد الوهاب بن جلبة البغدادي ثم الحراني الخزاز أبو الفتح قاضي حران اشتغل ببغداد وتفقه بها على القاضي أبي يعلى وسمع الحديث من البرقاني وأبي طالب العشاري وأبي علي بن شاذان وغيرهم ثم استوطن حران وصحب بها الشريف أبا القسم الزيدي وأخذ عنه وتولى بها القضاء قال عنه ابن السمعاني كان فقيها واعظا فصيحا وقال ابن أبي يعلى كان يلي قضاء حران من قبل الوالد كتب له عهدا بولاية القضاء بحران وكان ناشر للمذهب داعيا إليه وكان مفتي حران وواعظها وخطيبها ومدرسها وقال ابن رجب له تصانيف كثيرة وسمع منه جماعة منهم هبة الله بن عبد الوارث الشيرازي ومكي الدميلي وغيرهما وفي زمانه كانت حران لمسلم بن قريش صاحب الموصل وكان رافضيا فعزم القاضي أبو الفتج على تسليم حران إلى حبق أمير التركمان لكونه سنيا فأسرع ابن قريش إلى حران وحصرها ورماها بالمجانيق وهدم سورها وأخذها ثم قتل القاضي أبا الفتح وولديه وجماعة من أصحابه وصلبهم على السور وقبورهم بحران تزار رحمه الله عليهم وذكر ابن تيميه في شرح العمدة أن أبا الفتح بن جلبة كان يختار استحباب مسح الأذنين بماء جديد بعد مسحهما بماء الرأس وهو غريب جدا ( 476 )
علي بن حسين فقيهي
2008-01-21, 11:00 PM
3- الفوائد الحديثية
1- أبو الحسن العلوي الحسني النيسابوري محمد بن الحسين بن داود شيخ شيخ الأشراف سمع أبا حامد بن الشرقي ومحمد بن إسماعيل المروزي صاحب علي بن حجر وطبقتهما وكان سيدا نبيلا صالحا قال الحاكم عقدت له مجلس الإملاء وانتقيت له ألف حديث وكان يعد في مجلسه ألف محبرة توفي فجأة في جمادى الآخرة رحمه الله تعالى ( 401 )
2 - أبو علي الروذباري الحسين بن محمد الطوسي راوي السنن عن ابن داسة توفي في ربيع الأول وأكثر عنه البيهقي
( 403 )
3 - أبو علي بن حمكان الحسن بن الحسين بن حمكان بحاء مهملة بعدها ميم مفتوحتان وكاف الهمداني الفقيه الشافعي نزيل بغداد روى عن عبد الرحمن ابن حمدان الجلاب وجعفر الخلدي وطبقتهما وعنى بالحديث والفقه قال ابن قاضي شهبة روى عنه أنه قال كتبت بالبصرة عن أربعمائة وسبعين شيخا وروى عنه أبو القسم الأزهري وكان يضعفه ويقول ليس بشيء في الحديث قال ابن كثير له كتاب في مناقب الشافعي ذكر فيه مذاهب كثيرة وأشياء تفرد بها وكنت قد كتبت منه شيئا في ترجمة الإمام فلما قرأتها على شيخنا أبي الحجاج المزي أمرني أن أضرب على أكثرها لضعف ابن حمكان ( 405 )
4- أبو عبد الله الحاكم محمد بن عبد الله بن محمد بن حمدون بن نعيم بن البيع الضبي الطهماني النيسابوري الحافظ الكبير ولد سنة إحدى وعشرين وثلثمائة واعتنى به أبوه فسمعه في صغره ثم هو بنفسه وكتب عن نحو ألفي شيخ وحدث عن الأصم وعثمان بن السماك وطبقتهما وقرأ القراءات على جماعة وبرع في معرفة الحديث وفنونه وصنف التصانيف الكثيرة وانتهت إليه رياسة الفن بخراسان لا بل بالدنيا وكان فيه تشيع وحط على معوية وهو ثقة حجة قاله في العبر وقال ابن ناصر الدين له مصنفات كثيرة منها المستدرك على
الصحيحين وهو صدوق من الإثبات لكن فيه تشيع وتصحيح واهيات انتهى وقال ابن قاضي شهبة طلب العلم في صغره وأول سماعه سنة ثلاثين ورحل في طلب الحديث وسمع على شيوخ يزيدون على ألفي شيخ وتفقه على ابن أبي هريرة وأبي سهل الصعلوكي وغيرهم أخذ عنه الحافظ أبو بكر البيهقي فأكثر عنه وبكتبه تفقه وتخرج ومن بحره استمد وعلى منواله مشى وبلغت تصانيفه ألفا وخمسمائة جزء قال الخطيب البغدادي كان ثقة وكان يميل إلى التشيع قال الذهبي هو معظم للشيخين بيقين ولذي النورين وإنما تكلم في معاوية فأوذي قال وفي المستدرك جملة وافرة على شرطهما وجملة وافرة على شرط أحدهما لكن مجموع ذلك نصف الكتاب وفيه نحو الربع مما صح سنده وفيه بعض الشيء معلل وما بقي وهو الربع مناكير وواهيات لا تصح وفي ذلك بعض موضوعات قد علمت عليها لما اختصرته توفي فجاءة بعد خروجه من الحمام في صفر وقد أطنب عبد الغافر في مدحه وذكر فضائله وفوائده ومحاسنه إلى أن قال مضى إلى رحمة الله ولم يخلف بعده مثله وقد ترجمه الحافظ أبو موسى المديني في مصنف مفرد انتهى كلام ابن شهبة ملخصا وقال ابن خلكان والبيع بفتح الباء الموحدة وكسر الياء المثناة من تحتها وتشديدها وبعدها عين مهملة وإنما عرف بالحاكم لتقليده القضاء
( 405 )
5 - أبو الفضل الفلكي علي بن الحسين بن أحمد بن الحسن بن القاسم بن الحسن بن علي الهمداني كان حافظا بارعا متقنا لهذا الشأن له كتاب المنتهى في الكمال في معرفة الرجال كتبه في ألف جزء ولم يبيضه فيما يقال ( 406 )
6 - عبد الغني بن سعيد بن علي بن سعيد بن بشر بن مروان الأزدي المصري السمرقندي صاحب التصانيف كان ثقة صاحب سنة حافظا علامة من تآليفه كتاب المؤتلف والمختلف مات في سابع صفر وله سبع وسبعون سنة روى عن عثمان بن محمد السمرقندي وإسماعيل بن الجراب والدار قطني وطبقتهم ورحل إلى الشام فسمع من الميانجي وطبقته وكان الدارقطني يفخم أمره ويرفع ذكره ويقول كأنه شعلة نار وكان منصور الطرسوسي خرجنا نودع الدارقطني بمصر فبكينا فقال تبكون وعندكم عبد الغني وفيه الخلف وقال البرقاني ما رأيت بعد
الدارقطني أحفظ من عبد الغني وقال ابن خلكان انتفع به خلق كثير وكانت بينه وبين أبي أسامة جنادة اللغوي وأبي علي المقريء
الأنطاكي مودة أكيدة واجتماع في دار الكتب ومذاكرات فلما قتلهما الحاكم صاحب مصر استتر بسبب ذلك الحافظ عبد الغني خوفا أن يلحق بهما لاتهامه بمعاشرتهما وأقام مستخفيا مدة حتى حصل له الأمن فظهر وقال أبو الحسن علي بن بقا كاتب الحافظ عبد الغني سمعت الحافظ عبد الغني يقول رجلان جليلان لزمهما لقبان قبيحان معاوية بن عبد الكريم الضال لم يكن ضالا وإنما ضل في طريق مكة وعبد الله بن محمد الضعيف كان ضعيفا في جسمه لا في حديثه
( 409 )
7 - توفي الحافظ أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه الأصبهاني صاحب التفسير والتاريخ والتصانيف التي منها المستخرج على صحيح البخاري لست بقين من رمضان وقد قارب التسعين سمع بأصبهان والعراق وروى عن أبي سهل بن زياد القطان وطبقته وعنه عبد الرحمن بن منده وأخوه عبد الوهاب وخلق كثير وكان إماما في الحديث بصيرا بهذا الشأن
( 410 )
8 - أبو القاسم اللالكائي هبة الله بن الحسن الطبري الحافظ الفقيه الشافعي محدث بغداد تفقه على الشيخ أبي حامد وسمع من المخلص وطبقته وبالري من جعفر بن فناكى قال الخطيب كان يحفظ ويفهم صنف كتابا في شرح السنة في مجلدين وكتاب رجال الصحيحين ثم خرج في آخر أيامه إلى الدينور فمات بها في رمضان كهلا
( 418 )
9 - الحافظ الكبير الثقة البرقاني بالفتح نسبة إلى برقان قرية بخوارزم أحمد بن محمد بن أحمد بن غالب الخوارزمى الفقيه الشافعي مولده بخوارزم سنة ست وثلاثين وثلثمائة وسمع بها بعد الخمسين من أبي العباس بن حمدان وجماعة وببغداد من أبي علي بن الصواف وطبقته وبهراة وبنيسابور وجرجان ومصر ودمشق قال الخطيب كان ثبتا ورعا لم ير في شيوخنا أثبت منه عارفا بالفقه كثير التصنيف ذا حظ من علم العربية صنف مسندا ضمنه ما اشتمل عليه الصحيحان وجمع حديث الثورى وحديث شعبة وطائفة وكان حريصا على العلم منصرف الهمة إليه وقال أبو محمد الخلال كان البرقاني نسيج وحدة وقال الاسنوي كان المذكور إماما حافظا ورعا مجتهدا في العبادة حافظا للقرآن قال الشيخ في طبقاته تفقه في صباه وصنف في الفقه ثم اشتغل بعلم الحديث فصار فيه إماما وقال ابن الصلاح كان حريصا على العلم منصرف الهمة إليه لم يقطع التصنيف إلى حين وفاته قال وعاده الصورى في آخر جمادى الآخرة فقال له سألت الله أن يؤخر وفاتي حتى يهل رجب فقد روى أن فيه لله تعالى عتقاء من النار فعسى أن أكون منهم فاستجيب له
( 425 )
10 - أبو الفضل الفلكي علي بن الحسين الهمداني الحافظ رحل الكثير وروى عن أبي الحسين بن بشران وأبي بكر الحيري وطبقتهما ومات شابا قبل أوان الرواية ولو عاش لما تقدمه أحد في الحفظ والمعرفة لفرط ذكائه وشدة اعتنائه وقد صنف كتاب المنتهى في الكمال في معرفة الرجال ألف جزء لم يبيضه قال شيخ الإسلام الأنصاري ما أريت أحدا أحفظ من أبي الفضل ابن الفلكي ومات بنيسابور وكان جده يلقب بالفلكي لبراعته في الهيئة والحساب ( 427 )
11 - أبو بكر الأصبهاني اليزدي أحمد بن علي بن محمد بن منجويه الحافظ نزيل نيسابور ومحدثها صنف التصانيف الكثيرة ورحل ووصل إلى بخارا وحدث عن أبي بكر الإسماعيلي وأبي بكر بن المقرئ وطبقتهما روى عنه شيخ الإسلام وقال هو احفظ من رأيت من البشر قاله في العبر وتوفي في المحرم وله إحدى وثمانون سنة وقال ابن ناصر الدين كان أحد الحفاظ المجودين ومن أهل الورع والدين ثقة من الإثبات صنف على الصحيحين وجامع الترمذي وسنن أبي داود مصنفات ( 428 )
12 - أبو نصر الكسار القاضي أحمد بن الحسين الدينوري سمع سنن النسائي من ابن السني وحدث به في شوال من السنة
( 433 )
13 - أبو الحسين بن فاذشاه الرئيس أحمد بن محمد بن الحسين الاصبهاني الثاني الرئيس راوي المعجم الكبير عن الطبراني توفي في صفر وقد رمى بالتشيع والاعتزال
( 433 )
14 - مسند العراق أبو طالب بن غيلان محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان الهمداني البغدادي البزار سمع من أبى بكر الشافعي أحد عشر جزءا وتعرف بالغيلانيات لتفرده بها قال الخطيب كان صدوقا صالحا دينا وقال الذهبي مات في شوال وله أربع وتسعون سنة ( 440 )
15 - أبو علي بن المذهب الحسن بن علي بن محمد التميمي البغدادي الواعظ راوية المسند لأحمد قال الخطيب كان سماعه للمسند من القطيعي صحيحا إلا في أجزاء فإنه ألحق اسمه فيها وعاش تسعا وثمانين سنة قال ابن نقطة لو بين الخطيب في أي مسند هي لأتى بالفائدة وقال الذهبي توفى في تاسع عشرى ربيع الآخر ( 444 )
16 - قاضي القضاة أبو عبد الله بن ماكولا الحسين بن علي بن جعفر العجلي الجربا ذقاني بفتح الجيم والموحدة والقاف وسكون الراء والذال المعجمة نسبة إلى جرباذقان بلد بين جرجان واستراباذ واخرى بين أصبهان والكرج لا أدري إلى أيهما ينسب كان شافعي المذهب
قال الأسنوي هو من ولد الأمير أبي دلف العجلي ويعرف بابن ما كولا وهو الأمير أبو نصر مصنف الاكمال في أسماء الرجال تولى أبو عبد الله المذكور قضاء القضاة ببغداد سنة عشرين وأربعمائة قال الخطيب كان عارفا بمذهب الشافعي وسمع من ابن منده باصبهان قال ولم نر قاضيا أعظم نزاهة منه ولد سنة ثمان وستين وثلثمائة ومات في شوال وهو على قضائه ( 447 )
17 - أبو بكر محمد بن عبد الملك بن محمد بن عبد الله بن بشران الأموي البغدادي راوي السنن عن الدارقطني توفي في جمادي الأولى وكان ثقة حسن الأصول ( 448 )
18 - ابن بطال مؤلف شرح البخاري أبو الحسن علي بن خلف بن عبد الملك بن بطال القرطبي روى عن أبي المطرف القنازعي ويونس بن عبد الله القاضي وتوفي في صفر ( 449 )
19 - شعبة النسفي الحافظ أبو الليث أحمد بن جعفر بن مدني بن عيسى بن عدنان بن محمود النسفي الكائني الملقب شعبة ختن الأمام جعفر المستغفري وهو الذي بشعبة لقبه لما رأى من حذقه وحفظه وأعجبه سمع وهو شاب بسمرقند الكثير وحدث بها وهو شيخ كبير وذكره في حفاظ سمرقند أبو حفص النسفي في كتابه القند ( 462 )
20 - محمد بن أبي عمران أبو الخير المرندي بفتحتين وسكون النون ومهملة نسبة إلى مرند بلد باذربيجان الصفار آخر أصحاب الكشميهني ومن به ختم سماع البخاري عاليا ضعفه ابن طاهر ( 471 )
21 - ابن ماكولا الحافظ الكبير الأمام أبو نصر علي بن هبة الله بن علي ابن جعفر بن علي بن محمد بن دلف بن الأمير الجواد أبي دلف القسم بن عيسى العجلي الأمير سعد الملك أبو نصر بن ماكولا أصله من جرباذقان من نواحي أصبهان فهو الجرباذقاني ثم البغدادي النسابة صاحب التصانيف ولم يكن ببغداد بعد الخطيب احفظ منه ولد بعكبرا سنة اثنتين وعشرين وأربعمائة وزر أبوه للقائم بأمر الله وتولي عمه عبد الله قضاء القضاة وسمع هو من أبي طالب بن غيلان وطبقته قال الحميدي ما راجعت الخطيب في شيء إلا وأحالني على الكتاب وقال حتى أكشفه وما راجعت ابن ماكولا إلا وأجابني حفظا كأنه يقرأ من كتاب وقال ابن سعد السمعاني كأن لبيبا عارفا ونحويا مجودا وشاعرا مبرزا وقال الذهبي اختلف في وفاته على أقوال وقال ابن خلكان للامير أبي نصر المذكور كتاب الاكمال وهو في غاية الافادة في رفع الالتباس والضبط والتقييد وعليه اعتماد المحدثين وأرباب هذا الشأن فأنه لم يوضع مثله أي في المؤتلف والمختلف ومشتبه النسب وهو في غاية الإحسان ومن الشعر المنسوب إليه
قوض خيامك عن أرض تهان بها @@@ وجانب الذل أن الذل يجتنب
وأرحل إذا كان في الأوطان منقصة @@@ فالمندل الرطب في أوطانه حطب ( 487 )
علي بن حسين فقيهي
2008-01-21, 11:02 PM
4- الفوائد التفسيرية والقرآنية
1 - أبو عبيد الهروي أحمد بن محمد بن محمد صاحب الغريبين وهو الكتاب المشهور جمع فيه بين غريب القرآن وغريب الحديث وهو من الكتب النافعة السائرة في الآفاق قال الأسنوي ذكره ابن الصلاح في طبقاته ولم يوضح حاله وقد أوضحه ابن خلكان فقال كان من العلماء الأكابر صحب أبا منصور الأزهري وبه انتفع وكان ينسب إلى تعاطي الخمر توفي في رجب سنة إحدى وأربعمائة سامحه الله تعالى ( 401 )
2 - أبو الحسن الداراني علي بن داود القطان المقرئ حدث عن خيثمة وقرأ على أبي النضر الأخرم وولي إمامة جامع دمشق قال رشا بن نظيف لم ألق مثله حذقا وإتقانا في رواية ابن عامر وهو الذي طلع كبراء دمشق وطلبوه لإمامة الجامع فوثب أهل داريا بالسلاح فمانعوهم وقالوا لا ندع لكم إمامنا حتى يقدم أبو محمد بن أبي نصر فقال أما ترضون أن يسمع الناس في البلاد أن أهل دمشق احتاجوا إليكم في إمام فقالوا رضينا فقدمت له بغلة القاضي فأبى وركب حماره وسكن في المنارة وكان لا يأخذ على الصلاة ولا الإقراء أجرا ويقتات من أرض له ( 402 )
3 - أبو القاسم الحسن بن محمد بن حبيب النيسابوري المفسر صنف فى علوم القرآن والآداب وله كتاب عقلاء المجانين سمع من الأصم وجماعة ( 406 )
4 - أبو عبد الرحمن السلمي محمد بن الحسين بن موسى النيسابوري الصوفي الحافظ شيخ الصوفية صحب جده أبا عمر بن نجيد وسمع الأصم وطبقته وصنف التفسير والتاريخ وغير ذلك وبلغت تصانيفه مائة قال محمد ابن يوسف النيسابوري القطان كان يضع للصوفية وقال الخطيب قدر أبي عبد الرحمن عند أهل بلده جليل وكان مع ذلك مجودا صاحب حديث وله بنيسابور دويرة للصوفية توفي في شعبان وقال ابن ناصر الدين حدث عنه أبو القاسم القشيري والبيهقي وغيرهما وهو حافظ زاهد لكن ليس بعمدة وله في حقائق التفسير تحريف كثير ( 412 )
5 - أبو إسحاق الثعالي أحمد بن محمد بن إبراهيم النيسابوري المفسر روى عن أبي محمد المخلدي وطبقته من أصحاب السراج وكان حافظا واعظا رأسا في التفسير والعربية متين والديانة قاله في العبر وقال ابن خلكان كان أو حد زمانه في علم التفسير وصنف التفسير الكبير الذي فاق غيره من التفاسير وله كتاب العرائس في قصص الأنبياء وغير ذلك ذكره السمعاني وقال يقال له الثعلبي والثعالبي وهو لقب له وليس بنسب قاله بعض العلماء ( 427 )
6 - أبو محمد القيسي مكي بن أبي طالب حموش بن حمد بن مختار القيسي المقرئ أصله من القيروان وانتقل إلى الأندلس وسكن قرطبة وهو من أهل التبحر في العلوم خصوصا القران كثير التصنيف والتصانيف عاش اثنتين وثمانين سنة ورحل غير مرة وحج وجاور وتوسع في الرواية وبعد صيته وقصده النالس من النواحي لعلمه ودينه وولى خطابة قرطبة لأبي الزم جهور وكان مشهورا بالصلاح واجابة الدعوة حسن الفهم والخلق جيد الدين والعقل وحج أربع حجج متوالية ثم رجع من مكة إلى مصر ثم القيروان ثم ارتحل إلى الأندلس ثم صنف التصانيف الكثيرة منها الهداية إلى بلوغ النهاية في معاني القرآن الكريم وتفسيره وأنواع علومه وهو سبعون جزءا وكتاب التبصرة في القراءات في خمسة أجزاء وهو من أشهر تآليفه وكتاب المأثور عن مالك في أحكام القرآن وتفسيره عشرة أجزاء وكتاب مشكل المعاني والتفسير خمسة عشر جزءا ومصنفاته تفوت العد كثيرة ومن نظمه قوله من قصيدة
عليك باقلال الزيارة إنها @@@ إذا كثرت كانت إلى الهجر مسلكا
ألم ترأن الغيث يسأم دائما @@@ ويطلب بالأيدي إذا هو أمسكا ( 437 )
7 - تاج الأئمة مقرئ الديار المصرية أبو العباس أحمد بن علي بن هاشم المصري قرأ علي عمر بن عراك وأبي عدي وجماعة ثم رحل وقرأ علي أبي الحسن الحمامي وتوفي في شوال في عشر التسعين قال السيوطي في حسن المحاضرة أقرأ الناس دهرا طويلا بمصر وحدث عنه أبو عبد الله محمد بن أحمد الرازي في مشيخته ( 445 )
علي بن حسين فقيهي
2008-01-22, 08:48 PM
5- الفوائد النحوية واللغوية
1 - أبو الحسين السوسنجردي بالضم وفتح السين المهملة الثانية وسكون النون والراء وكسر الجيم آخره مهملة نسبة إلى سوسنجرد قرية ببغداد ( 402 )
2 - أبو القاسم إسماعيل بن الحسن الصرصري بفتح الصادين المهملتين نسبة إلى صرصر قرية على فرسخين من بغداد ( 402 )
3 - أبو الفضل السليماني الحافظ وهو أحمد بن علي بن عمر البيكندي نسبة إلى بيكند بلد على مرحلة من بخارى ( 404 )
4 - ابن كج القاضي أبو القاسم يوسف بن أحمد بن كج بفتح الكاف وتشديد الجيم وهو في اللغة اسم للجص الذي يبيض به الحيطان الكجي نسبة إلى جده هذا الدينوري صاحب الإمام أبي الحسين بن القطان وحضر مجلس الداركي ومجلس القاضي أبي حامد المروزي انتهت إليه الرياسة ببلده في المذهب ورحل الناس إليه رغبة في علمه وجوده وكان يضرب به المثل في حفظ المذهب ( 405 )
5 - والصنهاجي بضم الصاد المهملة وكسرها وسكون النون وبعد الألف جيم نسبة إلى صنهاجة قبيلة مشهورة من حمير وهي بالمغرب قال ابن دريد صنهاجة بضم الصاد لا يجوز غير ذلك ( 406 )
6 - الجرجرائي بفتح الجيمين والراء الثانية نسبة إلى جرجرايا بلد بين بغداد وواسط محمد بن إدريس بن الحسن بن ذئب نزيل بخارا وبها مات كان من الحفاظ الأثبات ( 415 )
7 - الحوفي أبو الحسن علي بن إبراهيم بن سعيد صاحب اعراب القرآن في عشر مجلدات كان أماما في العربية والنحو والأدب وله تصانيف كثيرة قال في العبر هو تلميذ الأدفوى انتفع به أهل مصر وتخرجوا به في النحو انتهى
وقال السيوطي في حسن المحاضرة هو من قرية يقال لها شبرا من أعمال الشرقية انتهى
وقال أيضا في لباب الأنساب والحوفي بالفاء نسبة إلى حوف وكنت أظن أنها قرية بمصر حتى رأيت في تاريخ البخاري أنها من عُمان قلت بل هي ناحية بمصر كبيرة معروفة فيها قرى كثيرة وجزم به ياقوت رحمه الله تعالى وغيره ( 430 )
8 - أبو الفتح سليم بن أيوب بن سليم بالتصغير فيهما الرازي الشافعي المفسر صاحب التصانيف والتفسير وتلميذ أبي حامد الأسفرائيني روى عن أحمد بن محمد النصير وطائفة كثيرة وكان رأسا في العلم والعمل غرق في بحر القلزم في صفر بعد قضاء حجه قال ابن قاضي شهبة تفقه وهو كبير لأنه كان اشتغل في صدر عمره باللغة والنحو والتفسير والمعاني ثم لازم الشيخ أبا حامد
وقال أبو القاسم بن عساكر بلغني أن سليما تفقه بعد أن جاوز الأربعين وغرق في بحر القلزم عند ساحل جدة بعد الحج في صفر ( 447 )
9 - الأمير المظفر أبو الحارث أرسلان بن عبد الله البساسيري التركي مقدم الاتراك ببغداد
والبساسيري بفتح الباء الموحدة والسين المهملة وبعد الألف سين مكسورة ثم ياء ساكنة مثناة من تحتها وبعدها راء هذه النسبة إلى بلدة بفارس يقال لها بسا وبالعربية فسا والنسبة إليها بالعربية فسوي ومنها الشيخ أبو علي الفارسي النحوي أهل فارس يقولون في النسبة إليها البساسيري وهي نسبة شاذة على خلاف الأصل وكان سيد أرسلان المذكور من بسافنسب إليه الملوك وأشتهر بالبساسيري قاله ابن خلكان ( 451 )
10 - أبو الحسن بن سيدة علي بن إسماعيل المرسي العلامة صاحب المحكم في اللغة وكان أعمى ابن أعمى رأسا في العربية حجة في نقلها قال أبو عمر الطلمنكي أتوني بمرسية ليسمعوا مني غريب المصنف فقلت أنظروا من يقرأ لكم فأتوني برجل أعمى هو ابن سيدة فقرأه من حفظه فعجبت قال ابن خلكان كان إماما في اللغة والعربية حافظا لهما وقد جمع في ذلك جموعا من ذلك كتابالمحكم في اللغة وهو كتاب كبير جامع مشتمل على أنواع اللغة وله كتاب المخصص في اللغة أيضا وهو كبير وكتاب الانيق في شرح الحماسة في ست مجلدات وغير ذلك من المصنفات وكان ضريرا وأبوه ضريرا وكان أبوه أيضا قيما بعلم اللغة وعليه اشتغل ولده في أول أمره ثم على أبي العلاء صاعد البغدادي وقرأ على أبي عمر الطلمنكي وتوفي بحضرة دانية عشية يوم الأحد سادس عشرى جمادي الآخرة وعمره ستون سنة أو نحوها ( 458 )
11 - عبد القاهر بن عبد الرحمن الجرجاني أبو بكر النحوي صاحب التصانيف منها المغني في شرح الايضاح ثلاثون مجلدا وكان شافعيا أشعريا قاله في العبر وقال ابن قاضي شهبه كان شافعي المذهب متكلما على طريقة ألاشعري وفيه دين وله فضيلة تامة في النحو وصنف كتبا كثيرة فمن أشهرها كتاب الجمل وشرحه و كتاب العمدة في التصريف و كتاب المفتاح وشرح الفاتحة في مجلد وغير ذلك أخذ النحو يجرجان عن أبي الحسين محمد بن الحسن الفارسي ابن أخت الشيخ أبي علي الفارسي وأخذ عنه علي بن أبي زيد الفصيحي وذكره السلفي في معجمه فقال دخل عليه لص وهو في الصلاة فأخذ جميع ما وجد والجرجاني ينظر إليه ولم يقطع صلاته ( 471 )
12 - الشيخ أبو اسحق الشيرازي إبراهيم بن علي بن يوسف الفيروزا باذى الشافعي جمال الدين أحد الأعلام وله ثلاث وثمانون سنة تفقه بشيراز وقدم بغداد وله اثنتان وعشرون سنة فاستوطنها ولزم القاضي أبا الطيب إلى أن صار معيده في حلقته ( 476 )
علي بن حسين فقيهي
2008-01-22, 08:50 PM
6- الفوائد الشعرية والأمثال والقصص
1- أبو رماد الرمادي شاعر الأندلس يوسف بن هرون القرطبي الكندي الأديب أخذ عن أبي علي القالي وغيره وكان فقيرا معدما ومنهم من يلقبه بأبي حنيش قال الحميدي في كتاب جذوة المقتبس أظن أحد آبائه كان من أهل رمادة موضع بالمغرب وهو شاعر قرطبي كثير الشعر سريع القول مشهور عند الخاصة والعامة هنالك لسلوكه في فنون كثيرة من المنظوم مسالك نفق عند الكل حتى كان كثير من شيوخ الأدب في وقته يقولون فتح الشعر بكندة وختم بكندة يعنون امرأ القيس ويوسف بن هرون والمتنبي وكانا متعاصرين وصنف كتابا في الطير وسجن مدة ومدح أبا إسماعيل القالي عند دخوله الأندلس في سنة ثلاثين وثلثمائة بقصيدة طنانة منها
من حاكم بيني وبين عذولي @@@الشجو شجوي والعويل عويلي
أي جارحة أصون معذبي @@@ سلمت من التعذيب والتنكيل
إن قلت في بصري فثم مدامعي @@@ أو قلت في كبدي فثم غليلي
وثلاث شيباتٍ نزلن بمفرقي @@@ فعلمت أن نزولهن رحيلي
طلعت ثلاث في نزول ثلاثة @@@ واشِ ووجه مراقب وثقيل
فعزلنني عن صبوتي فلئن ذللت @@@ لقد سمعت بذلة المعزول ( 403 )
2 - أبو نصر بن نباتة التميمي السعدي عبد العزيز بن عمر بن محمد بن أحمد ابن نباتة بن حميد بن نباتة بن الحجاج بن مطر بن خالد بن عمرو بن رباح بن سعد كان شاعرا مجيدا جمع بين حسن السبك وجودة المعنى وكان يعاب يعاب بكبر فيه طاف البلاد ومدح الملوك والوزراء والرؤساء وله في سيف الدولة غرر القصائد ونخب المدائح وكان قد أعطاه فرسا أدهم أغر محجلا فكتب إليه
يا أيها الملك الذي أخلاقه @@@ من خلقه ورواؤه من رأيه
قد جاء بالطرف الذي أهديته @@@ هاديه يعقد أرضه بسمائه
أولاية أوليتها فبعثته @@@ رمحا سبيب العرف عقد لوائه
نحتل منه على أغر محجل @@@ ماء الدجنة قطرة من مائه
وكأنما لطم الصباح جبينه @@@ فاقتص منه فخاض في أحشائه
متمهلا والبرق في أسمائه @@@ متبرقعا والحسن من أكفائه
ما كانت النيران يكمن جرها @@@ لو كان للنيران بعض ذكائه
لا تغلق الألحاظ في إعطافه @@@ إلا إذا كفكفت من غلوائه
لا يكمل الطرف المحاسن كلها @@@ حتى يكون الطرف من اسرائه
ومعظم شعره جيد وله ديوان كبير وجرى له مع ابن العميد أشياء تقدم ذكر شيء منها في ترجمته وتوفي يوم الأحد بعد طلوع الشمس ثالث شوال ودفن في مقبرة الخيزران ببغداد
وقال أبو الحسن محمد بن نصر البغدادي عدت ابن نباتة في اليوم الذي توفي فيه فأنشدني
متع لحاظك من خل تودعه @@@ فما أخالك بعد اليوم بالوادي
وودعته وانصرفت فأخبرت في طريقي أنه توفي وقال أبو علي محمد بن وشاح سمعت ابن نباتة يقول كنت يوما قائلا في دهليزي فدق على الباب فقلت من فقال رجل من أهل الشرق فقلت ما حاجتك فقال أنت القائل
ومن لم يمت بالسيف مات بغيره @@@ تنوعت الأسباب والداء واحد
فقلت نعم فقال أرويه عنك فقلت نعم فمضى فلما كان آخر النهار دق على الباب فقلت من فقال رجل من أهل تاهرت من المغرب فقلت ما حاجتك فقال أنت القائل ومن لم يمت بالسيف البيت فقلت نعم وعجبت كيف وصل شعري إلى الشرق والغرب
( 405 )
3 - الشريف الرضي نقيب العلويين أبو الحسن محمد بن الحسين بن موسى بن محمد الحسيني الموسوي البغدادي الشيعي الشاعر المفلق الذي يقال أنه أشعر قريش ولد سنة تسع وخمسين وثلثمائة وابتدأ بنظم الشعر وله عشر سنين وكان مفرط الذكاء له ديوان في أربع مجلدات وقيل أنه حضر مجلس أبي سعيد السيرافي فسأله ما علامة النصب في عمر فقال بغض على فعجبوا من حدة ذهنه ومات أبوه في سنة أربعمائة أو بعدها وقد نيف على التسعين وأما أخوه الشريف المرتضى فتأخر ( 406 )
4 - أبو الحسن التهامي علي بن محمد الشاعر له ديوان مشهور دخل مصر بكتب من حسان بن مفرج فظفروا به وقتلوه سرا في جمادى الأولى
وله مرثية في ولده وكان قد مات صغيرا وهي في غاية الحسن ولم يمنعني من الإتيان بها إلا أن الناس يقولون هي محذورة فتركتها ولكن من جملتها بيتان في الحساد ومعناهما غريب
إني لأرحم حاسدي لحرّ ما@@@ ضمت صدورهم من الأوغار
نظروا صنيع الله بي فعيونهم @@@ في جنة وقلوبهم في نار
ومنها في ذم الدنيا الدنيا
جبلت على كدر وأنت تريدها @@@ صفوا من الأقذاء والأكدار
ومكلف الأيام ضد طباعها @@@ متطلب في الماء جذوة نار
وإذا رجوت المستحيل فإنما @@@ تبني الرجاء على شفير هار
ومنها
جاورت أعدائي وجاور ربه @@@ شتان بين جواره وجواري
وتلهب الأحشاء شيب مفرقي @@@ هذا الشعاع شواظ تلك النار
وله بيت بديع من قصيدة وهو
وإذا جفاك الدهر وهو أبو الورى @@@ طرا فلا تعتب على أولاده
ورآه بعض أصحابه بعد موته في النوم فقال له ما فعل الله بك قال غفر لي قال بأي الأعمال قال بقولي في مرثية ولدي
جاورت أعدائي وجاور ربه @@@ شتان بين جواره وجواري ( 416 )
5 - أبو العلاء صاعد بن الحسن الربعي البغدادي اللغوي الأديب نزل الأندلس وصنف الكتب وروى عن أبي بكر القطيعي وطائفة قال ابن بشكوال كان يتهم بالكذب وقال ابن خلكان صاعد بن الحسن بن عيسى الربعي البغدادي اللغوي صاحب كتاب الفصوص روى بالمشرق عن أبي سعيد
السيرافي وأبي علي الفارسي وأبي سليمان الخطابي ودخل الأندلس في أيام هشام بن الحكم وولاية المنصور بن عامر في حدود ثمانين وثلثمائة وأصله من بلاد الموصل ودخل بغداد وكان عالما باللغة والأدب والأخبار سريع الجواب حسن الشعر طيب المعاشرة فأكرمه المنصور وزاد في الإحسان إليه والأفضال عليه وكان مع ذلك محسنا للسؤال حاذقا في استخراج الأموال وجمع كتاب الفصوص نحا فيه منحى القالي في أماليه وأثابه عليه خمسة آلاف دينار وكان يتهم بالكذب في نقله فلهذا رفض الناس كتابه ولما دخل مدينة دانية وحضر مجلس الموفق مجاهد بن عبد الله العامري أمين البلد وكان في المجلس أديب يقال له بشار وكان أعمى يا أبا العلاء فقال لبيك فقال ما الجر نفل في كلام العرب فعرف أبو العلاء أنه وضع هذه الكلمة وليس لها أصل في اللغة فقال له بعد أن أطرق ساعة هو الذي يفعل بنساء العميان ولا يفعل بغيرهن ولا يكون الجرنفل جرنفلا حتى لا يتعداهن إلى غيرهن فخجل بشار وضحك من كان حاضرا
( 417 )
6 - أبو عمر بن دراج أحمد بن محمد بن العاص بن أحمد بن سليمان بن عيسى بن دراج الأندلسي القسطلى بفتح القاف وسكون المهملة وفتح الطاء وتشديد اللام نسبة إلى قسطلة مدينة بالأندلس يقال لها قسطلة دراج الشاعر الكاتب الأديب شاعر الأندلس الذي قال فيه ابن حزم لو لم يكن لنا من فحول الشعراء إلا أحمد بن دراج لما تأخر عن شأو حبيب والمتنبي وكان من كتاب الإنشاء في أيام المنصور بن أبي عامر وقال الثعالبي كان مصقع الأندلس كالمتنبي مصقع الشام ومن نظمه وصف وداعه لزوجته وولده الصغير
ولما تدانت للوداع وقد هفا @@@ بصبري منها أنة وزفير
تناشدني عهد المودة والهوى @@@ وفي المهد مبغوم النداء صغير
عيي بمرجوع الخطاب ولحظه @@@ بموقع أهواء النفوس خبير
تبوأ ممنوع القلوب ومُهدت @@@ له أذرعٌ محفوفة ونحور
فكل مفداة الترائب مرضع @@@ وكل محياة المحاسن ظِيرُ
عصيت شفيع النفس فيه وقادني @@@ رواح لتدآب السُرى وبكور
وطار جناح البين بي وهفت بها @@@ جوانح من ذعر الفراق تطير
لئن ودعت مني غيورا فأنني @@@ على عزمتي من شجوها لغيور
ولو شاهدتني والهواجر تلتظي @@@ علي ورقراق السراب يمور
اسلّطُ حر الهاجرات إذا سطا @@@ على حر وجهي والأصيل هجير
وأستنشق النكباء وهي لوافح @@@ واستوطئ الرمضاء وهي تفور
وللموت في عين الجبان تلون @@@ وللذعر في سمع الجرئ صفير
لبان لها إني من البين جازع @@@ وإني على مض الخطوب صبور
أميرٌ على غول النتايف ماله @@@ إذا ريع إلا المشرفي وزير
ولو بصرت بي والسرى جل عزمتي @@@ وجرسى لجنّان الفلاة سمير
ودارت نجوم القطب حتى كأنها @@@ كؤوس مهاً والى بهن مدير
وقد خليت طرق المجرة إنها @@@ على مفرق الليل البهيم قتير
وثاقب عزمى والظلام مروع @@@ وقد غض أجفان النجوم فتور
لقد أيقنت أن المنى طوع همتي @@@ وإني بعطف العامري جدير ( 421 )
7 - وذكر أبو علي بن شوكة قال اجتمعنا جماعة من الفقهاء فدخلنا على القاضي أبي علي بن أبي موسى الهاشمي فذكرنا له فقرنا وشدة ضرنا فقال لنا اصبروا فإن الله سيرزقكم ويوسع عليكم وأحدثكم في مثل هذا ما تطيب به قلوبكم اذكر سنة من السنين وقد ضاق بي الأمر شيء عظيم حتى بعت رجل دارى ( نصفها) ونفذ جميعه ونقضت الطبقة الوسطى من داري وبعت أخشابها وتقوت بثمنها وقعدت في البيت لم أخرج وبقيت سنة فلما كان بعد سنة قالت لي المرأة الباب يدق فقلت افتحي له الباب ففعلت فدخل رجل فسلم علي فلما رأى حالي لم يجلس حتى أنشدني وهو قائم
ليس من شدة تصيبك إلا @@@ سوف تمضي وسوف تكشف كشفا
لا يضق ذرعك الرحيب فان النار @@@ يعلو لهيبها ثم تطفا
قد رأينا من كان أشفى على الهلاك @@@ فوافته نجاته حين أشفى
ثم خرج عني ولم يقعد فتفاءلت بقوله فلم يخرج اليوم حتى جاءني رسول القادر بالله ومعه ثياب ودنانير وبغلة بمركب ثم قال لي أجب أمير المؤمنين وسلم إلي الدنانير والثياب والبغلة فغيرت من حالي ودخلت الحمام وصرت إلى القادر بالله فرد إلي قضاء الكوفة وأعمالها وأثرى حالي أو كما قال ( 428 )
8 - أبو منصور الثعالبي عبد الملك بن محمد بن اسمعيل النيسابوري الأديب الشاعر صاحب التصانيف الاديبة السائرة في الدنيا عاش ثمانين سنة قال ابن بسام صاحب الذخيرة كان في وقته راعي بليغات العلم وجامع أشتات النثر والنظم رأس المؤلفين في زمانه وأمام المصنفين بحكم أقرانه سار ذكره سير المثل وضربت إليه آباط الإبل وطلعت دواوينه في المشارق والمغارب طلوع النجم في الغياهب وتآليفه أشهر مواضع وأبهر مطالع وأكثر راو لها وجامع من أن يستوفيها حد أو وصف أو يوفيها حقوقها نظم أو رصف وذكر له طرفا من النثر وأورد شيئا من نظمه فمن ذلك ما كتبه إلى الأمير أبي الفضل الميكالي
لك في المفاخر معجزات جمة @@@ أبدا لغيرك في الورى لم تجمع
بحران بحر في البلاغة شابه @@@ شعر الوليد وحسن لفظ الأصمعي
كالنور أو كالسحر أو كالبدر أو @@@ كالوشي في برد عليه موشع
شكرا فكم من فقرة لك كالغني @@@ وافي الكريم بعيد فقر مدقع
وإذا تفتق نور شعرك ناضرا @@@ فالحسن بين مرصّع ومضّرع
ارجلت فرسان الكلام ورضت @@@ أفراس البديع وأنت أمجد مبدع
ونقشت في فص الزمان بدائعاً @@@ تُزري بآثار الربيع الممرع
وله من التآليف يتيمة الدهر في محاسن اهل العصر وهو أكبر كتبه وأحسنها وأجمعها وفيها يقول ابن قلاقس
أبيات أشعار اليتيمه @@@ أبكارُ أفكارِ قديمه
ماتوا وعاشت بعدهم @@@فلذاك سميت اليتيمه
وله أيضا كتاب فقه اللغة وسحر البلاغة وسر البراعة وفي كتبه دلالة على كثرة اطلاعه وله أشعار كثيرة وكانت ولادته سنة خمسين وثلثمائة وتوفي في هذه السنة أو التي قبلها ونسبته إلى خياطة جلود الثعالب وعملها قيل له ذلك لانه كان فراء
( 430 )
9 - أبو العلاء المعري أحمد بن عبد الله بن سليمان التنوخي اللغوي الشاعر صاحب التصانيف المشهورة والزندقة المأثورة والذكاء المفرط والزهد الفلسفي وله ست وثمانون سنة جدر وهو ابن ثلاث سنين فذهب بصره ولعله مات على الإسلام وتاب من كفرياته وزال عنه الشك قاله في العبر وقال ابن خلكان الشاعر اللغوي كان متضلعا من فنون الأدب قرأ النحو واللغة على أبيه بالمعرة وعلى محمد بن عبد الله بن سعد النحوي بحلب وله التصانيف الكثيرة المشهورة واالرسائل المأثورة وله من النظم لزوم مالا يلزم وهو كبير يقع في خمس مجلدات أو ما يقاربها وله سقط الزند أيضا وشرحه بنفسه وسماه ضوء السقط وله كتاب الهمزة والردف أكثر من مائة مجلد وله غير ذلك وأخذ عنه أبو القسم بن المحسن التنوخي والخطيب أبو زكريا التبريزي وغيرهما وكانت ولادته يوم الجمعة عند مغيب الشمس سابع عشرى شهر ربيع الأول سنة ثلاث وستين وثلثمائة بالمعرة وعمى من الجدري أول سنة سبع وستين غشى يمني عينيه بياض وذهبت اليسرى جملة
والمعري نسبة إلى معرة النعمان بلدة صغيرة بالشام بالقرب من حماة وشيزر وهى منسوبة الى النعمان بن بشير الأنصاري رضي الله عنه
قيل ولد أعمى وترك أكل البيض واللبن واللحم وحرم اتلاف الحيوان وكان فاسد العقيدة يظهر الكفر ويزعم أن له باطنا وانه مسلم في الباطن وأشعاره والدالة على كفره كثيرة منها
أتى عيسى فأبطل شرع موسى @@@ وجاء محمد بصلاة خمس
وقالوا لا نبي بعد هذا @@@ فضل القوم بين غد وأمس
ومهما عشت في دنياك هذي @@@ فما يخليك من قمر وشمس
إذا قلت المحال رفعت صوتي @@@ وإن قلت الصحيح أطلت همسي
وقال
تاه النصاري والحنيفة ما اهتدت @@@ ويهود بطرى والمجوسي مضله
قسم الورى قسمين هذا عاقل @@@ لا دين فيه ودين لا عقل له ( 449 )
10 - لما خرج الماوردي من بغداد إلى البصرة أنشد أبيات ابن الأحنف
أقمنا كارهين لها فلما @@@ الفناها خرجنا مكرهينا
وما حب البلاد بنا ولكن @@@ أمر العيش فرقة من هوينا
خرجت أقر ما كانت لعيني @@@ وخلفت الفؤاد بها رهينا
وهو منسوب إلى بيع الماورد ( 450 )
11 - ابن زيدون شاعر الأندلس أبو الوليد أحمد بن عبد الله بن أحمد بن غالب بن زيدون المخزومي الأندلسي القرطبي الشاعر المشهور قال ابن بسام صاحب الذخيرة في حقه كان أبو الوليد غاية منثور ومنظوم وخاتمة شعراء بني مخزوم أحد من جر الأيام جرا وفات الأنام طرا وصرف السلطان نفعا وضرا ووسع البيان نظما ونثرا إلى أدب ليس للبحر تدفقه ولا للبدر تألقه وشعر ليس للسحر بيانه ولا للنجوم الزهر اقترانه وخط من النثر غريب المباني شعري الألفاظ والمعاني وكان من أبناء وجوه الفقهاء بقرطبة وبرع أدبه وجاد شعره وعلا شأنه وأنطلق لسانه ثم انتقل من قرطبة إلى المعتمد بن عباد صاحب إشبيلية سنة إحدى وأربعين وأربعمائة فجعله من خواصه يجالسه في خلواته ويركن إلى إشاراته وكان معه في صورة وزير وذكر له شيئا كثيرا من الرسائل والنظم
وله القصائد الطنانة ومن بديع قصائده القصيدة النونية التي منها
نكاد حين تناجيكم ضمائرنا @@@ يقضي علينا الأسى لولا تأسينا
حالت لبعدكم أيامنا فغدت @@@ سودا وكانت بكم بيضا ليالينا
بالأمس كنا ولا نخشى تفرقنا @@@ واليوم نحن وما يرجي تلاقينا
وهو طويلة كل أبياتها نخب وله في ولادة الرسالة الطنانة وكذا الرسالة الجهورية وشرح كل من رسالتيه هاتين وما جرياته مع ابن جهور لما حبسه وفر منه بعد أن استعطفه بكل ممكن فلم يطلقه مشهورة فلا نطيل بها ( 463 )
12 - صردر الشاعر صاحب الديوان أبو منصور علي بن الحسن بن علي بن الفضل الكاتب الشاعر المشهور أحد نجباء شعراء عصره جمع بين جودة السبك وحسن المعنى وعلى شعره حلاوة رائقة وبهجة فائقة وله ديوان شعر وهو صغير ومن شعره
أبك أن رحل الشباب وإنما @@@أبكي لأن يتقارب الميعاد
شعر الفتى أوراقه فإذا ذوى @@@ جفت على آثاره الأعواد ( 465 )
13 - محمد بن عمار أبو بكر المهري ذو الوزارتين شاعر الأندلس كان هو وابن زيدون كفرسي رهان وكان ابن عمار قد اشتمل عليه المعتمد وبلغ الغاية إلى أن استوزره ثم جعله نائبا على مرسية فخرج عليه ثم ظفر به المعتمد فقتله قال ابن خلكان وكانت ملوك الأندلس تخاف ابن عمار لبذاءة لسانه وبراعة احسانه لا سيما حين اشتمل عليه المعتمد على الله بن عباد صاحب غرب الأندلس وأنهضه جليسا وسميرا وقدمه وزيرا ومشيرا ثم رجع إليه خاتم الملك ووجهه أميرا وقداتي عليه حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا فتبعته المواكب والمضارب والجنائب والنجائب والكتائب وضربت خلفه الطبول ونشرت على رأسه الرايات والبنود فملك مدينة تدمير واصبح راقي منبر وسرير مع ما كان فيه من عدم السياسة وسوء التدبير ثم وثب على مالك رقة ومستوجب شكره ومستحقه فبادر إلى عقوقه وغش حقوقه فتحيل المعتمد عليه وسدد سهام المكايد إليه حتى حصل في يده قنيصا وأصبح لا يجد له محيطا إلى أن قتله المعتمد بيده ليلا في قصره بمدينة إشبيلية ومن جملة ذنوبه عند المعتمد بيتان هجاه وهجا ابنه المعتضد بهما وهما
مما يقبّح عندي ذكر أندلس @@@ سماع معتضد فيها ومعتمد
أسماء مملكة في غير موضعها @@@ كالهر يحكي انتفاخا صولة الأسد
وكان أقوى الأسباب على قتله انه هجاه بشعر ذكر فيه أم بنيه المعروفة بالرميكية منها
تخيرها من بنات الهجان @@@ رميكية لا تساوي عقالا
فجاءت بكل قصير الذراع @@@ لئيم النجادين عما وخالا
وهذه الرميكية كانت سرية المعتمد اشتراها من رميك بن حجاج فنسبت إليه وكان قد اشتراها في أيام أبيه المعتضد وأفرط في الميل إليها وغلبت عليه وأسمها اعتماد وهي التي أغرت المعتمد على قتل ابن عمار لكونه هجاها ( 477 )
علي بن حسين فقيهي
2008-01-23, 04:43 PM
7- الفوائد التربوية والإيمانية والدعوية
1 - أبو إسحق إبراهيم بن محمد بن حسين بن شنظير الأموي أبو إسحق كان حافظا ذا ورع وصيام وقيام كثير(402)
2 - أبو عمرو وعثمان الباقلاء نسبة إلى بيع الباقلا البغدادي الزاهد كان عابد أهل بغداد في زمانه رحمه الله تعالى ( 402 )
3 - وذكر القاضي الحسين أن أبا بكر القفال كان في كثير من الأوقات يقع عليه البكاء في الدرس ثم يرفع رأسه فيقول ما أغفلنا عما يراد بنا ( 417 )
4 - وقال القاضي أبو بكر الشامي قلت للقاضي أبي الطيب وقد عمر لقد متعت بجوارحك أيها الشيخ فقال ولما لا وما عصيت الله بواحدة منها قط أو كما قال وقال ابن الأهدل بلغ أبو الطيب مبلغا في العلم والديانة وسلامة الصدر وحسن السمت والخلق وعليه تفقه الشيخ أبو اسحق الشيرازي وولي القضاء ببغداد بربع الكرج دهرا طويلا وعاش مائة وسنتين ويقال وعشرين ولم يضعف جسده ولا عقله حتى حكى انه اجتاز بنهر يحتاج إلى وثبة عظيمة فوثب وقال أعظماً حفظها الله في صغرها فقواها في كبرها ( 450 )
5 - أبو بكر الخياط مقرئ العراق محمد بن علي بن محمد بن موسى الحنبلي الرجل الصالح وقال أبو ياسر البرداني كان من البكائين عند الذكر أثرت الدموع في خديه ( 467 )
6 - أبو الحسن الواحدي المفسر علي بن أحمد النيسابوري تلميذ أبي اسحق الثعلبي وأحد من برع في العلم وكان شافعي المذهب روى في كتبه عن أبن محمش وأبي بكر الحيري وطائفة وكان رأسا في اللغة والعربية توفي في جمادي الآخرة وكان من أبناء السبعين قال ابن قاضي شهبه كان فقيها أماما في النحو واللغة وغيرهما شاعرا وأما التفسير فهو إمام عصره فيه أخذ التفسير عن أبي اسحق الثعلبي واللغة عن أبي الفضل العروضي صاحب أبي منصور الأزهري والنحو عن أبي الحسن القهندزي بضم القاف والهاء وسكون النون وفي آخره زاي الضرير صنف الواحدي البسيط في نحو ستة عشر مجلدا والوسيط في أربع مجلدات والوجيز ومنه أخذ الغزالي هذه الأسماء وأسباب النزول و كتاب نفي التحريف عن القرآن الشريف و كتاب الدعوات و كتاب تفسير أسماء النبي صلى الله عليه وسلم و كتاب المغازي و كتاب الأغراب في الأعراب وشرح ديوان المتنبي وأصله من ساوة من أولاد التجار وولد بنيسابور ومات بها بعد مرض طويل في جمادى الآخرة سنة ثمان وستين ونقل عنه في الروضة في مواضع من كتاب السير في الكلام على الإسلام ( 468 )
7 - أبو الوفاء طاهر بن الحسين بن أحمد بن عبد الله بن القواس البغدادي الفقيه الحنبلي الزاهد الورع ولد سنة تسعين وثلثمائة وقرأ القرآن على أبي الحسن الحمامي وسمح الحديث من هلال الحفار وأبي الحسين بن بشران وغيرهم وتفقه أولا على القاضي أبي الطيب الطبري الشافعي ثم تركه وتفقه على القاضي أبي يعلى ولازمه حتى برع في الفقه وأفتى ودرس وكانت له حلقة بجامع المنصور للفتوى والمناظرة وكان يلقي المختصرات من تصانيف شيخة القاضي أبي يعلي ويلقى مسائل الخلاف درسا وكان إليه المنتهى في العبادة والزهد والورع وذكره ابن السمعاني في تاريخه فقال من أعيان فقهاء الحنابله وزهادهم كان قد أجهد نفسه في الطاعة والعبادة واعتكف في بيت الله خمسين سنة وكان يواصل الطاعة ليله بنهاره وكان قارئا للقرآن فقيها ورعا خشن العيش ( 476 )
8 - أبو منصور الخياط محمد بن أحمد بن عبد الرزاق الشيرازي الأصل البغدادي الصفار الحنبلي المقرئ الزاهد
وكان إماما بمسجد ابن جردة ببغداد بحريم دار الخلافة اعتكف فيه مدة طويلة يعلم العميان القرآن لوجه الله تعالى ويسأل لهم وينفق عليهم فختم عليه القرآن خلق كثير حتى بلغ عدد من أقرأهم القرآن من العميان سبعين آلفا قال ابن النجار هكذا رايته بخط أبي نصر اليونارتي الحافظ وقد زعم بعض الناس أن هذا كلام مستحيل وانه من سبق القلم وإنما أراد سبعين نفسا وهذا كلام ساقط فان أبا منصور قد تواتر عنه اقرأء الخلق الكثير في السنين الطويلة قال ابن الجوزي أقرأ الخلق السنين الطويلة وختم عليه القرآن ألوف من الناس وقال القاضي أبو الحسين أقرأ بضعا وستين سنة ولقن أمما وهذا موافق لما قاله أبو نصر وهذا أمر مشهور عن أبي منصور قال ابن الجوزى كان أبو منصور من كبار الصالحين الزاهدين المتعبدين كان له ورد بين العشاءين يقرأ فيه سبعا من القرآن قائما وقاعدا حتى طعن في السن وقال ابن ناصر عنه كان شيخا صالحا زاهذا صائما أكثر وقته ذا كرامات ظهرت له بعد موته
وذكر ابن السمعاني أن الشيخ أبا منصور الخياط رؤي في النوم فقيل له ما فعل الله بك قال غفر لي بتعليم الصبيان فاتحة الكتاب والصحيح انه توفي سنة تسع وتسعين وأربعمائة ( 497 )
علي بن حسين فقيهي
2008-01-23, 04:44 PM
8- الفوائد المتعلقة بالمرأة
1 - فيها منع الحاكم بمصر النساء من الخروج من بيوتهن ابدا ومن دخول الحمامات وأبطل صنعة الخفاف لهن وقتل عدة نسوة خالفن أمره وغرق جماعة من العجايز ( 405 )
2 - خديجة بنت محمد بن علي الشاهجانية الواعظة ببغداد كتبت بخطها عن جماعة وتوفيت في المحرم عن أربع وثمانين سنة ( 460 )
3 - عائشة بنت الحسن الموركانية الأصبهانية روت عن أبي عبد الله ابن منده ( 406 )
4 - كريمة بنت أحمد بن محمد بن حاتم أم الكرام المروزية المجاورة بمكة روت الصحيح عن الكشميهني وروت عن زاهر السرخسي وكانت تضبط كتابها وتقابل بنسخها لها فهم ونباهة وما تزوجت قط وقيل إنها بلغت المائة قاله في العبر وعدها ابن الأهدل من الحفاظ ( 463 )
5 - بيبى بنت عبد الصمد بن علي أم الفضل وأم عربي الهرثمية الهروية لها جزء مشهور ترويه عن عبد الرحمن بن أبي شريح توفيت في هذه السنة اوفي التي بعدها وقد استكملت تسعين سنة ( 477 )
6- فاطمة بنت الشيخ أبي علي الحسن بن علي الدقاق الزاهد زوجة القشيري كانت كبيرة القدر عالية الإسناد من عوابد زمانها روت عن أبي نعيم الاسفراييني والعلوي والحاكم وطائفة توفيت في ذي القعدة عن تسعين سنة( 480 )
7 - فاطمة بنت الحسن بن علي الاقرع أم الفضل البغدادية الكاتبة التي جودوا على خطها وكانت تنقل طريقة ابن البواب حكت أنها كتبت ورقة للوزير الكندري فأعطاها ألف دينار وقدروت عن أبي عمر بن مهدي الفارسي
( 480 )
علي بن حسين فقيهي
2008-01-23, 04:45 PM
9- سير العلماء
1 - قاضي الجماعة أبو المطرف عبد الرحمن بن محمد بن فطيس الأندلسي القرطبي صاحب التصانيف الطنانة منها كتاب أسباب النزول في مائة جزء وكتاب فضائل الصحابة والتابعين في مائتين وخمسين جزءا وكان من جهابذة الحفاظ والمحدثين جمع ما لم يجمعه أحد من أهل عصره بالأندلس وكان يملي من حفظه وقيل أن كتبه بيعت بأربعين ألف دينار قاسمية وولي القضاء والخطابة سنة أربع وتسعين وثلثمائة وعزل بعد تسعة أشهر وقد ولي الوزارة أيضا وتوفي في ذي القعدة وله أربع وخمسون سنة وسمع من أحمد بن عون وطبقته ( 402 )
2 - أبو الوليد الفرضي عبد الله بن محمد بن يوسف القرطبي الحافظ مؤلف تاريخ الأندلس قال ابن عبد البر كان فقيها عالما في جميع فنون العلم في الحديث والرجال قتلته البربر في داره وقال أبو مروان بن حبان وممن قتل يوم فتح قرطبة الفقيه الأديب الفصيح ابن الفرضي وواروه من غير غسل ولا كفن ولا صلاة ولم ير مثله بقرطبة في سعة الرواية وحفظ الحديث والافتنان في العلوم والأدب البارع ولي قضاء بلنسية وكان حسن البلاغة والحظ وروي أنه تعلق بأستار الكعبة وسأل الله الشهادة قال في العبر وعاش اثنتين وخمسين سنة وقال ابن ناصر الدين كان حافظا من الثقات ( 403 )
3 - أبو علي الهاشمي الحنبلي محمد بن أحمد بن أبي موسى البغدادي صاحب التصانيف ومن إليه انتهت رياسة المذهب اخذ عن أبي الحسن التميمي وغيره وحدث عن ابن المظفر وكان رئيسا رفيع القدر بعيد الصيت قال ابن أن أبي يعلى في طبقاته كان سامي الذكر له القدم العالي والحظ الوافر عند الأمامين القادر بالله والقائم بأمر الله صنف الإرشاد في المذهب وشرح كتاب الخرقي وكانت حلقته بجامع المنصور يفتي ويشهد ( 428 )
4 - أبو عمر الطلمنكي بفتحات وسكون النون نسبة إلى طلمنكة مدينة بالأندلس أحمد بن محمد بن عبد الله بن عيسى المعافرى بالفتح وكسر الفاء وراء نسبة إلى المعافر بطن من قحطان الأندلسي المقرئ المحدث الحافظ عالم أهل قرطبة صاحب التصانيف وله تسعون سنة روى عن أبي عيسى الليثي وأحمد بن عون الله وحج فأخذ بمصر عن أبي بكر الأدفوي وأبي بكر المهندس وخلق كثير وكان خبيرا في علوم القرآن تفسيره وقراءاته واعرابه وأحكامه ومعانيه وكان ثقة صاحب سنة واتباع ومعرفة بأصول الديانة قال ابن بشكوال كان سيفا مجردا على أهل الاهواء والبدع قامعا لهم غيورا على الشريعة شديدا في ذات الله تعالى ( 429 )
5 - توفي أبو نعيم الأصبهاني أحمد بن عبد الله بن أحمد الحافظ الصوفي الأحول الشافعي سبط الزاهد محمد بن يوسف البنا بأصبهان في المحرم وله أربع وتسعون سنة اعتنى به أبوه وسمعه في سنة أربع وأربعين وثلثمائة وبعدها استجاز له خيثمة الأطرابلسي والاصم وطبقتهما وتفرد في الدنيا بعلو الإسناد مع الحفظ والاستبحار من الحديث وفنونه روى عن ابن فارس والعسال وأحمد بن معبد السمسار وأبي علي بن الصواف وأبي بكر بن خلاد وطبقتهم بالعراق والحجاز وخراسان وصنف التصانيف الكبار المشهورة في الأقطار منها كتاب حلية الأولياء قال ابن ناصر الدين ولما صنف كتاب الحلية حملوه إلى نيسابور فبيع بأربعمائة دينار ولا يلتفت إلى قول من تكلم فيه لأنه صدوق عمدة كما لا يسمع قول أبي نعيم في ابن مندة وكلام كل منهما في الآخرة غير مقبول
( 430 )
6 - أبو زيد الدبوسي بفتح الدال المهملة وضم الموحدة المخففة ومهملة إلى دبوسية بلد بين بخارى وسمرقند عبد الله بن عمر بن عيسى الحنفي القاضي العلامة كان أحد من يضرب به المثل في النظر واستخراج الحجج وهو أول من أبرز علم الخلاف إلى الوجود وكان شيخ تلك الديار توفي ببخاري ( 430 )
7 - أبو محمد الجويني نسبة إلى جوين ناحية كبيرة من نواحي نيسابور تشتمل على قرى كثيرة عبد الله بن يوسف بن محمد بن حيوية بمثناتين تحت أولادهما مضمومة مشددة والثانية مفتوحة شيخ الشافعية ووالد أما الحرمين قال ابن شبهة في طبقاته كان يلقب ركن الإسلام اصله من قبيلة من العرب قرأ الدب بناحية جوين على والده والفقه على أبي يعقوب الابيوردى ثم خرج إلى نيسابور فلازم أبا الطيب الصعلوكي ثم رحل إلى مرو لقصده القفال فلازمه حتى برع عليه خلافا ومذهبا وعاد إلى نيسابور سنة سبع وأربعمائة وقعد للتدريس والفتوى وكان إمما في التفسير والفقه والأدب مجتهدا في العبادة ورعا مهيبا صاحب جد ووقار
( 488 )
8 - أبو عثمان الصابوني شيخ الإسلام اسمعيل بن عبد الرحمن النيسابوري الشافعي الواعظ المفسر المصنف أحد الاعلام روى عن زاهر السرخسي وطبقته وتوفي في صفر وله سبع وسبعون سنة وأول ما جلس للوعظ وله عشر سنين قال ابن ناصر الدين كان إماما حافظا عمدة مقدما في الوعظ والأدب وغيرهما من العلوم وحفظه للحديث وتفسير القرآن معلوم ومن مصنفاته كتاب الفصول في الأصول وقال الذهبي كان شيخ خراسان في زمانه وقال عبد الغافر الفارسي كان أوحد وقته في طريقه وعظ المسلمين سبعين سنة وخطب وصلى في الجامع نحوا من عشرين سنة وكان حافظا كثير السماع والتصنيف حريصا على العلم سمع الكثير ورحل وزرق العزة والجاه في الدين والدنيا وكان جمالا في البلد مقبولا عند الموافق والمخالف مجمعا على أنه عديم النظير وكان سيف السنة وأفعى أهل البدعة وقد طول عبد الغافر في ترجمته واطنب في وصفه وقال الحافظ أبو بكر البهيقي شيخ الإسلام صدقا وامام المسلمين حقا أبو عثمان الصابوني ( 449 )
9 - أبو محمد بن حزم العلامة على بن احمد بن سعيد بن حزم بن غالب ابن صالح الأموي مولاهم الفارسي الأصل الاندلسي القرطبي الظاهري صاحب المصنفات مات مشردا عن بلده من قبل الدولة ببادية لبلة بفتح اللامين وبينهما موحدة بلدة بالأندلس بقرية له ليومين بقيا من شعبان عن اثنتين وسبعين سنة روى عن أبي عمر بن الجسور ويحيى بن مسعود وخلق وأول سماعة سنة تسع وتسعين وثلثمائة وكان إليه المنتهى في الذكاء وحدة الذهن وسعة العلم بالكتاب والسنة والمذاهب والملل والنحل والعربية والآداب والمنطق والشعر مع الصدق والديانة والحشمة والسودد والرياسة والثروة وكثرة الكتب قال الغزالي وجدت في أسماء الله تعالى كتابا لأبي محمد بن حزم يدل على عظم حفظه وسيلان ذهنه وقال ابن صاعد في تاريخه كان ابن حزم أجمع أهل الأندلس قاطبة لعلوم الإسلام وأوسعهم مع توسعه في علم اللسان والبلاغة والشعر والسير والأخبار اخبرني ابنه الفضل انه اجتمع عنده بخط أبيه من تآليفه نحو أربعمائة مجلد قاله في العبر وقال ابن خلكان كان حافظا عالما بعلوم الحديث مستنبطا للأحكام من الكتاب والسنة بعد أن كان شافعي المذهب فانتقل إلى مذهب أهل الظاهر وكان متفننا في علوم جمة عاملا بعلمه زاهدا في الدنيا بعد الرياسة التي كانت له ولأبيه من قبله في الوزارة وتدبير الملك متواضعا ذا فضائل وتآليف كثيرة وجمع من الكتب في علم الحديث والمصنفات والمسندات شيئا كثيرا وسمع سماعا جما وألف في فقه الحديث كتابا سماه كتاب الإيصال إلى الفهم و كتاب الخصال الجامعة نحل شرائع الإسلام في الواجب والحلال والحرام والسنة والإجماع أورد فيه أقوال الصحابة والتابعين ومن بعدهم من أئمة المسلمين رضي الله عنهم أجمعين وله كتاب في مراتب العلوم وكيفية طلبها وتعلق بعضها ببعض وكتاب إظهار تبديل اليهود والنصاري التوراة والانجيل وبيان ناقض ما بأيديهم من ذلك مما لا يحتمل التأويل وهذا معنى لم يسبق إليه وكتاب التقريب بحد المنطق والمدخل إليه بالألفاظ العامية إلى غير ذلك مما لا يحصى كثرة وكان له كتاب صغير سماه نقط العروس جمع فيه كل غريبة ونادرة وقال الحافظ أبو عبد الله محمد بن فتوح ما رأينا مثله مما اجتمع له مع الذكاء وسرعة الحفظ وكرم النفس والتدين وما رأيت من يقول الشعر على البديهة أسرع منه قال أنشدني لنفسه
لئن أصبحت مرتحلا بجسمي @@@ فروحي عندكم أبدا مقيم
ولكن للعيان لطيف معنى @@@ له سأل المعاينة الكليم
وله
وذو عذل فيمن سباني بحسنه @@@ يطيل ملامي في الهوى ويقول
أفي حسن وجه لاح لم تر غيره @@@ ولم تدر كيف الجسم أنت قتيل
فقلت له أسرفت في اللوم ظالما @@@ وعندي رد لو أردت طويل
ألم تر أني ظاهري وأنني @@@ على ما بدا حتى يقوم دليل
وروى له الحافظ الحميدي
أقمنا ساعة ثم ارتحلنا @@@ وما يغني المشوق وقوف ساعه
كأن الشمل لم يك ذا اجتماع @@@ إذا ما شتت البين اجتماعه
وكان ابن حزم كثير الوقوع في العلماء المتقدمين لا يكاد أحد يسلم من لسانه فنفرت عنه القلوب واستملل من فقهاء وقته فمالوا على بغضه وردوا قوله وأجمعوا على تضليله وشنعوا عليه وحذروا سلاطينهم من فتنته ونهوا عوامهم عن الدنوا إليه والأخذ فأقصته الملوك وشردته عن بلاده وقال ابن العريف كان لسان ابن حزم وسيف الحجاج شقيقين ( 456 )
10 - قال ابن خلكان قال شيخنا ابن الأثير في تاريخه في سنة ست وخمسين وأربعمائة ان الوزير المذكور( عميد الملك ) كان شديد التعصب على الشافعية كثير الوقيعة في الشافعي رضي الله عنه حتى بلغ في تعصبه انه خاطب السلطان الب أرسلان السلجوقي في لعن الرافضة على منابر خراسان فأذن له في ذلك فأمر بلعنهم وأضاف إليهم الأشعرية فأنف من ذلك أئمة خراسان منهم أبو القسم القشيري وأمام الحرمين الجويني وغيرهما ففارقوا خراسان وأقام إمام الحرمين بمكة أربع سنين يدرس ويفتي فلهذا قيل له أمام الحرمين ( 456 )
11 - توفي البيهقي الأمام العلم أبو بكر أحمد بن الحسين بن علي الخسروجردى بضم الخاء المعجمة وسكون السين المهملة وفتح الراء الأولى وكسر الجيم آخره مهملة نسبة إلى خسروجرد قرية ببيهق الشافعي الحافظ صاحب التصانيف قال ابن ناصر الدين كان واحد زمانه وفرد أقرانه حفظا واتقانا وثقة وعمدة وهوشيخ خراسان وله السنن الكبرى والصغرى والمعارف وكتاب الأسماء والصفات ودلائل النبوة والآداب والدعوات والترغيب والترهيب والزهد وغير ذلك
وقال في العبر توفي في عاشر جمادى الأولى بنيسابور ونقل تابوته إلى بيهق وعاش أربعا وسبعين سنة لزم الحاكم مدة وأكثر عن أبي الحسن العلوي وهو أكبر شيوخه وسمع ببغداد من هلال الحفار وبمكة والكوفة وبلغت تصانيفه ألف جزء ونفع الله بها المسلمين شرقا وغربا بالأمانة الرجل ودينه وفضله وإتقانه فالله يرحمه
وقال ابن قاضي شهبه قال عبد الغافر في الدلائل كان علي سيرة العلماء قانعا من الدنيا باليسير متجملا في زهده وورعه وذكر غيره انه سرد الصوم ثلاثين سنة وقال إمام الحرمين ما من شافعي إلا وللشافعي عليه منة إلا البيهقي فان له على الشافعي منه لتصانيفه في نصرة مذهبه ومن تصانيفه المبسوط في جميع نصوص الشافعي و كتاب الخلاف وكتاب دلائل النبوة و كتاب البعث والنشور ومناقب الشافعي ومناقب أحمد و كتاب الاعتقاد مجلد وغير ذلك من المصنفات الجامعة المفيدة
وقال ابن خلكان وهو أول من جمع نصوص الشافعي في عشر مجلدات وكان أكثر الناس نصرا لمذهب الشافعي وطلب إلى نيسابور لنشر العلم فأجاب وانتقل إليها ( 458 )
12 - توفي القاضي الحسين بن محمد بن أحمد أبو علي المروزي المروروذي شيخ الشافعية في زمانه واحد أصحاب الوجوه تفقه على أبي بكر القفال وهو والشيخ أبو علي أنجب تلامذته وروى عن أبي نعيم الاسفراييني قال عبد الغافر كان فقيه خراسان وكان عصره تاريخا به وقال الرافعي في التذنيب انه كان كبيراً غواصاً في الدقائق من الأصحاب الغرالميامين وكان يلقب بحبر الأمة وقال النووي في تهذيبه وله التغليق الكبير وما أجزل فوائده وأكثر فروعه المستفادة وله الفتاوي المشهورة و كتاب أسرار الفقه وغير ذلك وممن أخذ عنه أبو سعيد المتولي والبغوي قال ويقال أن أبا المعالي تفقه عليه أيضاً ومتى أطلق القاضي في كتب متأخري المراوزة فالمراد المذكور وقال ابن الأهدل متى أطلق القاضي في فروع الشافعية فهو هو وفي كتب أصول اهل السنة فهو الباقلاني وإذا قالوا القاضيان فهو هو وعبد الجبار المعتزلي وإذا قالوا الشيخ فهو أبو الحسن الأشعري وإذا أطلقته الفقهاء فهو أبو محمد الجويني والد امام الحرمين ( 462 )
13 - أبو بكر الخطيب أحمد بن علي بن ثابت بن أحمد بن مهدي البغدادي الحافظ أحد الأئمة الأعلام وصاحب التآليف المنتشرة في الإسلام ولد في جمادى الآخرة سنة اثنتين وتسعين وثلثمائة وسمع أول سنة ثلاث وأربعمائة وتفقه في مذهب الشافعي على القاضي أبي الطيب الطبري وأبي الحسن المحاملى وغيرهما وروى عن أبي عمر بن مهدي وابن الصلت الأهوازي وطبقتهما قال ابن ماكولا كان أحد الأعيان ممن شاهدناه معرفة وحفظا واثباتا وضبطا لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وتفننا في علله وأسانيده وعلما بصحيحه وغريبه وفرده ومنكره قال ولم يكن للبغداديين بعد الدارقطني مثله وقال ابن السمعاني كان مهيبا وقروا ثقة متحريا حجة حسن الخط كثير الضبط فصيحا ختم به الحفاظ وقال غيره كان يتلو في كل يوم وليلة ختمه وكان حسن القراءة جهورى الصوت وله تاريخ بغداد الذي لم يصنف مثله ( 463 )
14 - العلامة العلم الحافظ أبو عمر بن عبد البر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر بن عاصم النمري القرطبي أحد الأعلام وصاحب التصانيف توفي في سلخ ربيع الآخر وله خمس وتسعون سنة وخمسة أيام روى عن سعيد ابن نصر وعبد الله بن أسد وابن صيفون وأجاز له من مصر أبو الفتح بن سيبخت الذي يروي عن أبي القاسم البغوي وليس لأهل المغرب أحفظ منه مع الثقة والدين والنزاهة والتبحر في الفقه والعربية والأخبار
قال القاضي علي بن سكرة سمعت شيخنا القاضي أبا الوليد الباجي يقول لم يكن بالأندلس مثل أبي عمر بن عبد البرفي الحديث قال الباجي أيضا أبو عمرا احفظ اهل المغرب وقال أبو علي الحسين الغساني الأندلسي ابن عبد البر شيخنا من أهل قرطبة بها طلب العلم وتفقه ولزم أبا عمر وأحمد بن عبد الملك الفقيه الإشبيلي وكتب بين يديه ولزم أبا الوليد بن الفرضي الحافظ وعنه أخذ كثيرا من علم الحديث ودأب في طلب العلم وتفنن فيه وبرع براعة فاق فيها من تقدمه من رجال الأندلس وألف في الموطأ كتبا مفيدة منها كتاب التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد ورتب أسماء شيوخ مالك على حروف المعجم وهو كتاب لم يتقدمه أحد إلى مثله وهو سبعون جزءا قال أبو محمد بن حزم لا أعلم في الكلام على فقه الحديث مثله فكيف أحسن منه ثم وضع كتاب الأستذكار لمذاهب علماء الامصار فيما تضمنه الموطأ من المعاني والآثار شرح فيه الموطأ على وجهه ونسق أبوابه وجمع في أسماء الصحابة كتابا جليلا مفيدا سماه الاستيعاب وله كتاب جامع بيان العلم وفضله وما ينبغي في روايته وحمله و كتاب الدرر في اختصار المغازي والسير و كتاب العقل والعقلاء وما جاء في أوصافهم وكتاب صغير في قبائل العرب وأنسابهم وغير ذلك وكان موفقا في التأليف معانا عليه ونفع الله به وكان مع تقدمه في علم الأثر وبصره في الفقه ومعاني الحديث له بسطة كبيرة في علم النسب وفارق قرطبة وجال في غرب الأندلس وسكن دانية من بلادها وبلنسية وشاطبة في أوقات مختلفة وتولى قضاء الأشبون وشنترين في أيام ملكها المظفر بن الأفطس وصنف كتاب بهجة المجالس وأنس المجالس في ثلاثة أسفار جمع فيه أشياء مستحسنة تصلح للمذاكرة والمحاضرة
( 463 )
15 - أبو جعفر بن أبي موسى شيخ الحنابلة عبد الخالق بن عيسى بن أحمد كان ورعا زاهدا علامة كثير الفنون رأسا في الفقه شديدا على المبتدعه نافذ الكلمة روى عن أبي القسم بن بشران وقد أخذ في فتنة ابن القشيري وحبس أياما قاله في العبر
وقال ابن السمعاني كان إمام الحنابلة في عصره بلا مدافعة مليح التدريس حسن الكلام في المناظرة ورعا زاهدا متقنا عالما بأحكام القرآن والفرائض مرضى الطريقة وقال ابن عقيل كان يفوق الجماعة من مذهبه وغيرهم في علم الفرائض وكان عند الإمام يعني الخليفة معظما حتى أنه وصى عند موته بأن يغسله تبركابه وكان حول الخليفة ما لو كان غيره لأخذه وكان ذلك كفاية عمرة فوالله ما التفت الي شيء منه بل خرج ونسى مئزره حتى حمل إليه قال ولم يشهد منه انه شرب ماء في حلقته مع شدة الحر ولا غمس يده في طعام أحد من أبناء الدنيا وقال ابن رجب له تصانيف عدة منها رءوس المسائل وشرح المذهب وله جزة في أدب الفقه وفي فضائل أحمد وترجيح مذهبه وتفقه عليه طائفة من أكابر المذهب كالحلواني والقاضي أبي الحسين وغيرهم وكان معظما عند الخاصة والعامة زاهدا في الدنيا إلى الغاية قائما في إنكار المنكرات بيده ولسانه مجتهدا في ذلك ( 470 )
16 - أبو القاسم بن منده عبد الرحمن بن محمد بن اسحاق بن محمد بن يحيى ابن إبراهيم بن الوليد بن منده بن بطة بن استندار واسمه الفيرزان بن جهان بخت العبدي الاصبهاني الأمام الحافظ ابن الحافظ الكبير أبي عبد الله بن منده ومنده لقب إبراهيم جده الأعلى ذكره ابن الجوزى في طبقات الحنابلة وترجمه في تاريخه فقال ولد سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة وسمع أباه وأبا بكر بن مردويه وخلقا كثيرا وكان كثير السماع كبير الشأن سافر البلاد وصنف التصانيف وخرج التخاريج وكان ذا وقار وسمت وأتباع فيهم كثرة وكان متمسكا بالسنة معرضا عن أهل البدع آمر بالمعروف ناهيا عن المنكر لا يخاف في الله لومة لائم وقال ابن السمعاني كان كبير الشأن جليل القدر كثير السماع واسع الرواية سافر إلى الحجاز وبغداد وهمذان وخراسان وصنف التصانيف وقال سعد بن محمد الزنجاني حفظ الله الإسلام برجلين أحدهما بأصبهان والآخر بهراة عبد الرحمن بن منده وعبد الله الأنصاري وقال يحيى بن منده كان عمي سيفا علي أهل البدع وهو أكبر من أن ينبه عليه مثلى كان والله آمرا بالمعروف ناهيا عن المنكر وفي الغدو والآصال ذاكرا ولنفسه في المصالح قاهرا أعقب الله من ذكره بالشر الندامة وكان عظيم الحلم كبير العلم قرأت عليه قول شعبة من كتبت عنه حديثا فأنا له عبد فقال من كتب عني حديثا فأنا له عبد وقال ابن تيمية وكان أبو القسم بن منده من الأصحاب وكان يذهب إلى الجهر بالبسملة في الصلاة وقال ابن منده في كتابه الرد على الجهمية التأويل عند أصحاب الحديث نوع من الكذب وقال في العبر كان ذا سمت ووقار وله أصحاب وأتباع وفيه تسنن مفرط أوقع بعض العلماء في الكلام في معتقده وتوهموا فيه التجسيم وهو برئ منه فيما علمت ولكن لو قصر من شأنه لكان أولى به أجاز له زاهر ابن أحمد السرخسي وروى الكثير عن أبيه وأبي جعفر الابهري وطبقتهما وسمع بنيسابور من أصحاب الأصم وبمكة من ابن جهضم وبهمذان والدينور وشيراز وبغداد وعاش تسعا وثمانين سنة
( 470 )
17 - أبو علي بن البنا الفقيه الزاهد الحسن بن أحمد بن عبد الله الحنبلي البغدادي الأمام المقرئ المحدث الفقيه الواعظ صاحب التصانيف ولد سنة ست وتسعين وثلثمائة وقرأ القراءات السبع على أبي الحسن الحمامي وغيره وسمع الحديث على القاضي أبي يعلى وهو من قدماء أصحابه وحضر عند ابن أبي موسى وناظر في مجلسه وتفقه أيضا علي أبي الفضل التميمي وأخيه أبي الفرج وقرأ عليه القرآن جماعة مثل عبد الله البارع وأبى العز القلانسى وغيرهما وسمع منه الحديث خلق كثير وقرأ عليه الحافظ الحميدي كثيرا ودرس الفقه كثيرا وأفتى زمانا طويلا وصنف كتبا في الفقه والحديث والفرائض وأصول الدين وفي علوم مختلفات قال ابن الجوزى ذكر عنه انه قال صنفت خمسمائة مصنف وتراجم كتبه مسجوعة وقال ابن شافع كتبت الحديث عن نحو من ثلثمائة شيخ ما رأيت فيهم من كتب بخطه اكثر من ابن البنا ( 471 )
18 - أبو محمد عبد الله بن عطاء بن عبد الله بن أبي منصور بن الحسن ابن إبراهيم الإبراهيمي الهروي المحدث الحافظ أحد الحفاظ المشهورين الرحالين سمع بهراة من عبد الواحد المليحي وشيخ الإسلام الأنصاري
وببوشنج من أبي الحسن الداودي وبنيسابور من أبي القسم القشيري وجماعة وببغداد من ابن النقور وطبقته وبأصبهان من عبد الوهاب وعبد الرحمن ابني منده وجماعة وكتب بخطه الكثير وخرج التاريخ للشيوخ وحدث وروى عنه أبو محمد سبط الخياط وابن الزعفراني وآخر من روى عنه أبو المعالي بن النحاس ووثقة طائفة منهم المؤتمن الساجي وقال شهردار الديلمي عنه كان صدوقا حافظا متقنا واعظا حسن التذكير وقد تكلم فيه هبة الله السقطي والسقطي مجروح لا يقبل قوله وقد رد قوله ابن السمعاني وابن الجوزى وغيرهما وتوفي في طريق مكة بعد عوده منها على يومين من البصرة ( 476 )
19 - إمام الحرمين أبو المعالي الجويني عبد الملك بن أبي محمد عبد الله بن يوسف الفقيه الشافعي ضياء الدين أحد الأئمة الأعلام قال ابن الأهدل تفقه على والده في صباه واشتغل به مدته فلما توفي والده أتى على جميع مصنفاته ونقلها ظهرا لبطن وتصرف فيها وخرج المسائل بعضها على بعض ولم يرض بتقليد والده من كل وجه حتى أخذ في تحقيق المذهب والخلاف وسلك طريق المباحثة والمناظرة وجمع الطرق بالمطالعة حتى أربى على المتقدمين وأنسى مصنفات الأولين توفي والده وهو دون العشرين سنة فأقعد مكانه للتدريس وكان يتردد إلى المشايخ في أنواع العلوم حتى ظهرت براعته ولما ظهر التعصب بين الأشعرية والمبتدعة خرج مع المشايخ الى بغداد فلقى الأكابر وناظر فظهرت فطنته وشاع ذكره ثم خرج إلى مكة فجاور بها أربع سنين ينشر العلم ولهذا قيل له إمام الحرمين ثم رجع بعد مضى نوبة التعصب إلى نيسابور في ولاية ألب أرسلان السلجوقي ثم قدم بغداد فتولى تدريس النظامية والخطابة والتذكير والإمامة وهجرت له المجالس وانغمر ذكر غيره من العلماء وشاعت مصنفاته وبركاته وكان يقعد بين يديه كل يوم نحو ثلثمائة رجل من الطلبة والائمة وأولاد الصدور وحصل له من القبول عند السلطان ما هو لائق بمنصبه بحيث لا يذكر غيره والمقبول من انتمى إليه وقرأ عليه وصنف النظامي والغياثي فقوبل بمل يليق به من الشكر والخلع الفائقة والمراكب الثمينة ثم قلد رعاية الأصحاب ورياسة الطائفة وفوض إليه أمر الأوقاف وسار إلى أصبهان بسبب مخالفة الأصحاب فقابله نظام الملك بما هو لائق بمنصبه وعاد إلى نيسابور وصار أكثر عنايته بنهاية المطلب في دراية المذهب وأودعه من التدقيق والتحقيق ما تعلم به مكانته من العلم والفهم واعترف أهل وقته بأنه لم يصنف في المذهب مثله وصنف الشامل في أصول الدين والإرشاد والعقيدة النظامية وغياث الأمم في الإمامة ومغيث الخلق في اختيار الأحق والبرهان في أصول الفقه وغيرها وكان مع رفعة قدره وجلالته له حظ وافر من التواضع فمن ذلك انه لما قدم عليه أبو الحسن المجاشعي تلمذ له وقرأ عليه كتاب اكسير الذهب في صناعة الأدب من تصنيفه
وكان إذا شرع في حكايات الأحوال وعلوم الصوفية ومجلس الوعظ والتذكير بكى طويلا حتى يبكي غيره لبكائه وربما زعق ولحقه الاحتراق العظيم لا سيما إذا أخذ في التفكر وسمع الحديث من جماعة كثيرة وأجاز له أبو نعيم صاحب الحلية وسمع سنن الدار قطني من ابن عليك وكان يعتمد تلك الأحاديث في مسائل الخلاف ويذكر الجرح والتعديل في الرواية ومن شعر أبي المعالي
نهاية أقدام العقول عقال @@@ وغاية آراء الرجال ضلال
وأرواحنا في وحشة من جسومنا @@@ وغاية دنيانا أذى ووبال
وذكر المناوي في شرحه على الجامع الصغير ما نصه وقال السمعاني في الذيل عن الهمداني سمعت أبا المعالي يعني إمام الحرمين يقول قرأت خمسين آلفا في خمسين آلفا ثم خليت أهل الإسلام بإسلامهم فيها وعلومهم الظاهرة وركبت البحر الخضم وغصت في الذي نهى أهل الإسلام عنه كل ذلك في طلب الحق وهرباً من التقليد والآن رجعت من العمل إلى كلمة الحق عليكم بدين العجائز فإن لم يدركني الحق بلطفه وأموت على دين العجائز وتختم عاقبة أمري على الحق وكلمة الإخلاص وألا فالويل لابن الجويني انتهى بحروفه فرحمه الله ورضى عنه ( 478 )
20 - آخر يوم من هذه السنة وهو يوم الأحد سلخ ذي الحجة أبو بكر محمد ابن علي بن الحسين بن القيم الحزار الحريمي الحنبلي ودفن بباب حرب طلب الحديث وسمع من أبي الغنايم بن المأمون والعشارى وغيرهما وكتب بخطهالحديث والفقه وحدث باليسير وسمع منه أبو طاهر بن الرحبي القطان وأبو المكارم الظاهري ( 480 )
21 - أبو إسماعيل الأنصاري شيخ الإسلام عبد الله بن محمد بن علي الهروي الصوفي القدوة الحنبلي الحافظ أحد الأعلام توفي في ذي الحجة وله ثمانون سنة وأشهر سمع من عبد الجبار الجراحي وأبي منصور محمد بن محمد الأزدي وخلق كثير وبنيسابور من أبي سعيد الصيرفي وأحمد السليطي صاحبي الأصم وكان قذى في أعين المبتدعة وسيفا على الجهميه وقد امتحن مرات وصنف عدة مصنفات وكان شيخ خراسان في زمانه غير مدافع ( 481 )
22 - توفي أحمد بن محمد بن صاعد بن محمد أبو نصر الحنفي رئيس نيسابور وقاضيها وكبيرها روى عن جده والقاضي أبي الحرى وطائفة وكان يقال له شيخ الإسلام وكان مبالغا في التعصب في المذهب فأغرى بعضا ببعض حتى لعنت الخطباء أكثر الطوائف في دولة طغرلبك فلما مات طغر لبك خمد هذا ولزم بيته مدة ثم ولى القضاء ( 482 )
23 - الشيخ أبو الفرج الشيرازي الحنبلي عبد الواحد بن محمد بن علي بن أحمد الشيرازي ثم المقدسي ثم الدمشقي الفقيه الزاهد الأنصاري السعدي العبادي الخزرجي شيخ الشام في وقته الواعظ الفقيه القدوة سمع بدمشق من أبي الحسن بن السمسار وأبي عثمان الصابوني وتفقه ببغداد زمانا على القاضي أبي يعلي ونشر بالشام مذهب أحمد وتخرج به الأصحاب وكان اماما عارفا بالفقه والأصول صاحب حال وعبادة وتأله وكان تتش صاحب الشام يعظمه لأنه كاشفه مرة وذلك أنه دعاه أخو السلطان وهو ببغداد فرعب وسأل أبا الفرج الدعاء له فقال لا تراه ولا تجتمع به فقال له تتش هو مقيم ببغداد ولا بد من المصير إليه فقال له لا تراه فعجب من ذلك وبلغ هيت فجاءه الخبر بوفاة السلطان ببغداد فعاد إلى دمشق وزادت حشمة أبي الفرج عنده ومنزلته لديه قال ابن رجب وكان أبو الفرج ناصرا لاعتقادنا متجردا في نشره مبطلا لتأويلات أخبار الصفات وله تصنيف في الفقه والوعظ والأصول ومات في مجلس وعظه شخص لوقع وعظه في القلوب ولاخلاصه وقال أبو يعلي بن القلانسي في تاريخه كان وافر العلم متين الدين حسن المواعظ محمود السمت توفي يوم الأحد ثامن عشرى ذي الحجة بدمشق ودفن بمقبرة الباب الصغير وقبره مشهور يزار وله ذرية فيهم كثير من العلماء يعرفون ببيت ابن الحنبلي ( 486 )
24 - قدم الأمام الغزالي دمشق متزهدا وصنف الأحياء واسمعه بدمشق وأقام بها سنتين ثم حج ورد إلى وطنه ( 488 )
25 - رزق الله بن عبد الوهاب بن عبد العزيز بن الحرث الأمام أبو محمد التميمي البغدادي الفقيه الواعظ شيخ الحنابلة قرأ القرآن على أبي الحسن الحمامي وتقدم في الفقه والأصول والتفسير والعربية واللغة وحدث عن أبي الحسين ابن المتيم وأبي عمر بن مهدي والكبار وتوفي في نصف جمادى الأولى عن ثمان وثمانين سنة قال أبو علي بن سكرة قرأت عليه ختمة لقالون وكان كبير بغداد وجليلها وكان يقول كل الطوائف تدعيني قاله في العبر وقال ابن عقيل في فنونه ومن كبار مشايخى أبو محمد التميمي شيخ زمانه كان حسنه العالم وما شطة بغداد وقال كان سيد الجماعة من أصحاب أحمد بيتا ورياسة وحشمة أبو محمد التميمي وكان احلى الناس عبارة في النظر وأجراهم قلما في الفتيا وأحسنهم وعظا ( 488 ))
26 - أبو عبد الله الحميدي محمد بن نصر بن فتوح بن عبد الله بن فتوح بن حميد بن بطل الميورقي بفتح الميم وضم التحتية وسكون الراء وقاف نسبة إلى ميورقة جزيرة قرب الأندلسي الحافظ الحجة العلامة مؤلف الجمع بين الصحيحين توفي في ذي الحجة عن نحو سبعين سنة وكان أحد أوعية العلم وكان ظاهري المذهب أكثر عن ابن حزم وابن عبد البر وحدث عن خلق ورحل في حدود الخمسين فسمع بالقيروان والحجاز ومصر والشام والعراق وكتب عن خلق كثير وكان دؤبا على الطلب للعلم كثير الاطلاع ذكيا فطنا صينا ورعا أخباريا متقنا كثير التصانيف حجة ثقة رحمه الله تعالى ( 488 )
27 - أبو عبد الله الطبري الحسين بن علي بن الحسين الفقيه الشافعي محدث مكة ونزيلها توفي في شعبان وله ثمانون سنة روى صحيح البخاري عن عبد الغافر بن محمد وكان فقيها مفتيا تفقه على ناصر بن الحسين العمري وجرت له فتن وخطوب مع هياج ابن عبيد وأهل السنة بمكة وكان عارفا بمذهب ألاشعري قاله في العبر وقال ابن قاضي شهبه تفقه على ناصر العمري بخراسان وعلى القاضي أبي الطيب الطبري ببغداد ثم لازم الشيخ أبا اسحق الشيرازي حتى برع في المذهب والخلاف وصار من عظماء أصحابه ودرس بنظامية بغداد قبل الغزالي وكان يدعى إمام الحرمين لأنه جاور بمكة نحوا من ثلاثين سنة يدرس ويفتي ويسمع وتوفي بها في شعبان وكتابه العدة خمسة أجزاء ضخمة ( 498 )
علي بن حسين فقيهي
2008-01-25, 09:03 PM
10- الأوائل والأواخر والوقائع والأحداث
1 - فيها كتب محضر ببغداد في قدح النسب الذي تدعيه خلفاء مصر والقدح في عقائدهم وأنهم زنادقة وأنهم منسوبون إلى ديصان بن سعيد الخرمي أخوان الكافرين شهادة يتقرب بها إلى الله شهدوا جميعا أن الناجم بمصر وهو منصور ابن نزار الملقب بالحاكم حكم الله عليه بالبوار إلى أن قال فإنه صار يعني المهدي إلى المغرب وتسمى بعبيد الله وتلقب بالمهدي وهو ومن تقدمه من سلف الأنجاس أدعياء خوارج لا نسب لهم في ولد علي رضي الله عنهم ولا يعلمون أن أحدا من الطالبيين توقف عن إطلاق القول في هؤلاء الخوارج لأنهم أدعياء وقد كان هذا الإنكار شائعا بالحرمين وأن هذا الناجم بمصر وسيلة كفار وفساق لمذهب الثنوية والمجوسية معتدون قد عطلوا الحدود وأباحوا الفروج وسفكوا الدماء وسبوا الأنبياء ولعنوا السلف وادعوا الربوبية وكتب في شهر ربيع الآخر سنة اثنتين وأربعمائة وكتب خلق في المحضر منهم الشريف المرتضي وأخوه الشريف الرضي وجماعة من كبار العلوية والقاضي أبو محمد الأكفاني والإمام أبو حامد الإسفرائيني والإمام أبو الحسين القدوري وخلق ( 402 )
2 - فيها سبق رجل بدوي اسمه فليتة بن القرى الحاج إلى واقصة في ستمائة إنسان من بني خفاجة قبيلته فغور المياه وطرح الحنظل في مصانع البرمكي والريان وغورهما فلما جاء الركب إلى العقبة حبسهم ومنعهم العبور إلا بخمسين ألف دينار فخافوا وضعفوا وعطشوا فهجم الملعون عليهم فلم تكن عندهم منعة وسلموا أنفسهم فاحتوى على الجمال بالأحمال فاستاقها وهلك الركب إلا القليل فقيل أنه هلك خمسة عشر ألف إنسان فأمر فخر الدولة الوزير علي بن مزيد فسار فأدركهم بناحية البصرة فظفر بهم وقتل طائفة كثيرة وأسر والد فليتة والاشتر وأربعة عشر رجلا ووجد أموال الناس قد تمزعت فانتزع ما أمكنه فعطشوا الأسرى على جانب دجلة يرون الماء ولا يسقون حتى هلكوا ( 403 )
3 - فيها كما قال في الشذور ورد إلى القادر كتاب من عين الدولة محمود بن سبكتكين يذكر ما افتتحه من بلاد الهند فيه أني فتحت قلاعا وحصونا وأسلم زهاء عشرين ألفا من عباد الأوثان وسلموا قدر ألف ألف درهم من الورق وبلغ عدد الهالكين منهم خمسين ألفا ووافى العبد مدينة لهم عاين فيها زهاء ألف قصر مشيد وألف بيت للأصنام ومبلغ ما في الصنم ثمانية وتسعون ألف مثقال وثلثمائة مثقال وقلع من الأصنام الفضة زيادة على ألف صنم فحصل منهم عشرون ألف ألف درهم وأفرد خمس الرقيق فبلغ ثلاثة وخمسين ألفا واستعرض ثلثمائة وستة وخمسين فيلا
وقال الذهبي وكان جيشه ثلاثين ألف فارس سوى الرجالة والمطوعة وقال ابن الأهدل فتح ما لم يبلغه أحد في الإسلام وبنى فيها أي الهند مساجد وكسر الصنم المشهور بسر منات وهو عند كفرة الهند يحيى ويميت ويقصدونه لأنواع العلل ومن لم يشف منهم احتج بالذنب وعدم الإخلاص ويزعمون أن الأرواح إذا فارقت الأجساد اجتمعت إليه على مذهب أهل التناسخ ويتركها فيمن شاء وإن مد البحر وجزره عبادة له ويتحفه كل ملوك الهند والسند بخواص ما عندهم حتى بلغت أوقافه عشرة آلاف قرية وخدمه من البراهمة ألف رجل وثلثمائة يحلقون رءوسهم ولحاهم عند الورود وثلثمائة امرأة يغنون ويضربون عند بابه وبين قلعة الصنم وبلاد المسلمين مسيرة شهر مفازة قليلة الماء صعبة المسلك لا تهتدي طرقها فأنفق محمود ما لا يحصى في طلبها حتى وصلها وفتحها في ثلاثة أيام ودخل بيت الصنم وحوله أصنام كثيرة من الذهب المرصع بالجوهر محيطة بعرشه يزعمون أنها الملائكة فأحرق الصنم ووجد في أذنه نيفا وثلاثين حلقة فسألهم محمود عن تلك الحلق فقالوا كل حلقة عبادة ألف سنة كلما عبدوه ألف سنة علقوا في أذنه حلقة ولهم فيه أخبار طويلة ( 410 )
4 - الحاكم بأمر الله أبو علي منصور بن عبد العزيز نزار بن المعز العبيدي
صاحب مصر والشام والحجاز والمغرب فقد في شوال وله ست وثلاثون سنة قتلته أخته ست الملك بعد أن كتب إليها ما أوحشها وخوفها واتهمها بالزنا فدست من قتله وهو طليب بن دواس المتهم بها ولم يوجد من جسده شيء وأقامت بعده ولده ثم قتلت طليبا وكل من اطلع على أمر أخيها وكان الحاكم شيطانا مريدا خبيث النفس متلون الاعتقاد سمحا جوادا سفاكا للدماء قتل عددا كثيرا من كبراء دولته صبرا وأمر بشتم الصحابة وكتبه على أبواب المساجد وأمر بقتل الكلاب حتى لم يبق في مملكته منها إلا القليل وأبطل الفقاع والملوخية والسمك الذي لافلوس له وأتى بمن باع ذلك سرا فقتلهم ونهى عن بيع الرطب ثم جمع منه شيئا عظيما وحرقه وأباد أكثر الكروم وشدد في الخمر وألزم الذمة بحمل الصلبان والقرامى في أعناقهم كما قدمناه وأمرهم بلبس العمائم السود وهدم الكنائس ونهى عن تقبيل الأرض له ديانة منه وأمر بالسلام فقط وأمر الفقهاء ببث ذلك واتخذ له مالكيين يفقهانه ثم ذبحهما صبرا ثم نفى المنجمين من بلاده وحرم على النساء الخروج فما زلن ممنوعات سبع سنين وسبعة أشهر حتى قتل ثم تزهد وتأله ولبس الصوف وبقي يركب حمارا ويمر وحده في الأسواق ويقيم الحسبة بنفسه ويقال أنه أراد يدعى الآلهية كفرعون وشرع في ذلك فخوفه خواصه من زوال دولته فانتهى وكان المسلمون والذمة في ويل وبلاء شديد معه ( 411 )
5 - تقدم بعض الباطنية من المصريين فضرب الحجر الأسود بدبوس ثلاث مرات وقال إلى متى يعبد الحجر ولا محمد ولا علي أفيمنعني محمد مما أفعله فإني اليوم أهدم هذا البيت فاتقاه أكثر الحاضرين وكاد يفلت وكان أحمر أشقر جسيما طويلا وكان على باب المسجد عشرة فوارس ينصرونه فاحتسب رجل فوجأه بخنجر ثم تكاثروا عليه فهلك وأحرق وقتل جماعة ممن اتهم بمعاونته واختبط الوفد ومال الناس على ركب المصريين بالنهب وتخشن وجه الحجر وتساقط منه شظايا يسيرة وتشقق وظهر مكسوره أسمر يضرب إلى صفرة محببا مثل حب الخشخاش فعجن الفتات بالمسك واللك وحشيت الشقوق وطليت فهو يبين لمن تأمله ( 413 )
6 - المفيد أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان البغدادي الكرخي ويعرف أيضا بابن المعلم عالم الشيعة وإمام الرافضة وصاحب التصانيف الكثيرة قال ابن أبي طي في تاريخ الإمامية هو شيخ مشايخ الصوفية ولسان الإمامية رئيس الكلام والفقه والجدل وكان يناظر أهل كل عقيدة مع الجلالة العظيمة في الدولة البويهية قال وكان كثير الصدقات عظيم الخشوع كثير الصلاة والصوم حسن اللباس وقال غيره كان عضد الدولة ربما زار الشيخ المفيد وكان شيخا ربعة نحيفا أسمر عاش ستا وسبعين سنة وله أكثر من مائتي مصنف كانت جنازته مشهورة شيعه ثمانون ألفا من الرافضة والشيعة وأراح الله منه وكان موته في رمضان ( 413)
7 - السلطان محمود بن سبكتكين سيف الدولة أبو القسم بن الأمير ناصر الدولة أبي منصور كان أبوه أميرا للغزاة الذين يغيرون من بلاد ما وراء النهر على أطراف الهند فأخذ عدة حصون وقلاع وافتتح ناحية بست وكان كراميا وأما محمود فافتتح غزنة ثم بلاد ما وراء النهر ثم استولى على سائر خراسان وعظم ملكه ودانت له الأمم وفرض على نفسه غزو الهند كل سنة فافتتح منه بلادا واسعة وكان ذا عزم وصدق في الجهاد قال عبد الغافر الفارسي كان صادق النية في إعلاء كلمة الله تعالى مظفرا في غزواته ما خلت سنة من سني ملكه عن غزوة أو سفرة وكان ذكيا بعيد الغور موفق الرأي وكان مجلسه مورد العلماء
وذكر شيخنا ابن الأثير في تاريخه أن بعض الملوك بقلاع الهند أهدى له هدايا كثيرة من جملتها طائر على هيئة القمري من خاصيته انه إذا حضر الطعام وفيه سم دمعت عيناه وجرى منها ماء وتحجر فإذا حل ووضع على الجراحات الواسعة ألحمها وذلك في سنة أربع عشرة وأربعمائة وذكر أمام الحرمين أبو المعالي عبد الملك الجويني في كتابه الذي سماه مغيث الخلق في اختيار الأحق أن السطان محمود المذكور كان على مذهب أبي حنيفة رضي الله عنه وكان مولعا بعلم الحديث وكانوا يسمعون الحديث من الشيوخ بين يديه وهو يسمع وكان يستفسر الأحاديث فوجد أكثرها موافقا لمذهب الشافعي رضي الله عنه فوقع في خلده حكمة ذلك فصار شافعيا وذكر قصة القفال في الصلاة بين يديه على كل من المذهبين وبالجملة فمناقبه كثيرة وسيرته أحسن السير ومولده ليلة عاشوراء سنة إحدى وستين وثلثمائة وتوفي بغرنة وقبره بها يزار ويدعى عنده وقد صنف في حركاته وسكناته وأحواله لحظة لحظة رحمه الله تعالى وتوفي في جمادي الأولى ( 421 )
8 - توفي القادر بالله الخليفة أبو العباس أحمد بن الأمير اسحق بن المقتدر جعفر بن المعتضد العباسي توفي ليلة الحادي عشر من ذي الحجة وله سبع وثمانون سنة وكانت خلافته إحدى ورأبعين سنة وثلاثة أشهر وكان أبيض كث اللحية طويلها يخضب شيبه قال الخطيب كان من الديانة وأدامة التهجيد وكثرة الصدقات على صفة اشتهرت عنه صنف كتابا في الأصول فيه فضل الصحابة رضي الله عنهم وتكفير المعتزلة القائلين بخلق القرآن فكان يقرأ كل جمعة ويحضره الناس مدة وقال أبو الحسن الأبهري أرسلني بهاء الدولة إلى القادر بالله فسمعته ينشد
سبق القضاء بكل ما هو كائن @@@ والله يا هذا لرزقك ضامن
تعنى بما يفنى وتترك ما به @@@ تغنى كأنك للحوادث آمن
أو ما ترى الدنيا ومصرع أهلها @@@ فاعمل ليوم فراقها يا خائن
واعلم بأنك لا أبالك في الذى @@@ أصبحت تجمعه لغيرك خازن
يا عامر الدنيا أتعمر منزلا @@@ لم يبق فيه مع المنية ساكن
الموت شيء أنت تعلم أنه @@@ حق وأنت بذكره متهاون
أن المنية لا تؤامر من أتت @@@ في نفسه يوما ولا تستأذن
فقلت الحمد الله الذي وفق أمير المؤمنين لإنشاد مثل هذه الأبيات فقال بل لله المنة إذا ألهمنا لذكره ووفقنا لشكره ألم تسمع قول الحسن البصري في أهل المعاصي هانوا عليه فعصوه ولو عزوا عليه لعصمهم ( 422 )
9 - وقال السيوطي في تاريخ الخلفاء قال الذهبي كان في هذا العصر رأس الأشعرية أبو إسحاق الإسفراييني ورأس والمعتزلة القاضي عبد الجبار ورأس الرافضة الشيخ المفيد ورأس الكرامية محمد بن الهيصم ورأس القراء أبو الحسن الحمامى ورأس المحدثين الحافظ عبد الغني بن سعيد ورأس الصوفية أبو عبد الرحمن السلمى ورأس الشعراء أبو عمر ابن دراج ورأس المجودين ابن البواب ورأس الملوك السلطان محمود بن سبكتكين قلت ويضم إلى هذا رأس الزنادقة الحاكم بأمر الله ورأس اللغويين الجوهري ورأس النجاة ابن جني ورأس البلغاء البديع ورأس الخطباء ابن نباتة ورأس المفسرين أبو القاسم بن حبيب النيسابوري ورأس الخلفاء القادر فإنه من أعلامهم تفقه وصنف وناهيك بأن الشيخ تقي الدين بن الصلاح عدة من الفقهاء الشافعية وأورده في طبقاتهم ومدته في الخلافة من أطول المدد . ( 422 )
10 - اشتد الخطب ببغداد بأمر الحرامية وأخذوا أموال الناس عيانا وقتلوا صاحب الشرطة وأخذوت لتاجر ما قيمته عشرة آلاف ديناروبقي الناس لا يجسرون إن يقولوا فعل البرجمي فوفا منه بل يقولوا عنه القائد أبو علي وإشتهر عنه إنه لا يتعرض لامرأة ولا يدع أحدا يأخذ شيئا عليها ( 424 )
11 - قويت شوكة الغز وتملك بنو سلجوق خراسان وأخذوا البلاد من السلطان مسعود ( 430 )
12 - لقب أبو منصور بن السلطان جلال الدولة بالملك العزيز وهو أول من لقب بهذا النوع من ألقاب ملوك زماننا
( 430 )
13 - أبو القاسم المعتمد بن عباد القاضي محمد بن إسمعيل بن عباد بن قريش اللخمي الإشبيلي الذي ملكه أهل اشبيلية عليهم عند ما قصدهم الظالم يحيى بن علي الادريسي الملقب بالمستعلي وكانت لصاحب الترجمة اخبار ومناقب وسيرة عالية قال ابن خلكان كان المعتمد المذكور صاحب قرطبة واشبيلية وما والاهما من جزيرة الأندلس وفيه وفي أبيه المعتضد يقول بعض الشعراء
من نبي المنذرين وهو انتساب @@@ زاد في فخره بنو عباد
فتيه لم تلد سواها المعالي @@@ والمعالي قليلة الأولاد
وكان من بلاد الشرق من أهل العريش المدينة القديمة الفاصلة بين الشام ومصر في أول الرمل من جهة الشام فتوجه به أبوه إلى المغرب فاستوطناقرية تومين من إقليم طشاتة من ارض اشبيلية ومحمد هذا أول من نبغ في تلك البلاد وتقدم بإشبيلية إلى أن ولى القضاء بها فأحسن السياسة مع الرعية وتلطف بهم فومقته القلوب وكان يحيى المستعلي صاحب قرطبة مذموم السيرة فتوجه إلى إشبيلية محاصرا لها فلما نزل عليها اجتمع رؤساء إشبيلية وأعيانها وأتو القاضي محمد المذكور وقالوا له ترى ما حل بنا من هذا الظالم وما أفسد من أموال الناس فقم بنا نخرج إليه ونملكك ونجعل الأمر لك ففعل ووثبوا علي يحيى فركب إليهم وهو سكران فقتل وتم الأمر لمحمد ثم ملك وبعد ذلك قرطبة وغيرها ثم قيل له بعد تملكه واستيلائه على البلاد أن هشام بن الحكم في مسجد بقلعة رباح فأرسل إليه من أحضره وفوض الأمر إليه وجعل نفسه كالوزير بين يديه وفي هذه الواقعة يقول الحافظ أبو محمد بن حزم الظاهري في كتابه نقط العروس أعجوبة لم يقع في الدهر مثلها فإنه ظهر رجل يقال له خلف الحضري بعد نيف وعشرين سنة من موت هشام بن الحكم المنعوت بالمؤيد وادعي انه هشام فبويع وخطب له على جميع منابر الأندلس في أوقات شتى وسفك الدماء وتصادمت الجيوش في أمره وأقام المدعي أنه هشام نيفا وعشرين سنة والقاضي محمد بن إسمعيل في رتبة الوزير بين يديه والأمر إليه ولم يزل كذلك إلى أن توفي المدعو هشام فاستبد القاضي محمد بالأمر بعده وكان من أهل العلم والأدب والمعرفة التامة بتدبير الدول ولم يزل ملكا مستقلا إلى أن توفي يوم الأحد تاسع عشرى جمادى الأولى ودفن بقصر إشبيلية وقيل أنه عاش إلى قريب خمسين وأربعمائة واختلف أيضا في مبدأ استيلائه فقيل سنة أربع عشرة وهو الذي ذكره العماد الكاتب في الخريدة وقيل سنة أربع وعشرين ولما مات محمد القاضي قام مقامه ولده المعتضد بالله عباد ( 433 )
14 - استولى طغرلبك السلجوقي على الري وخسر بها عسكره بالقتل والنهب حتى لم يبق بها إلا نحو ثلاثة آلاف نفس وجاءت رسل طغر لبك إلى بغداد فأرسل القاضي الماوردي إليه بذم مما صنع في البلاد ويأمره بالإحسان إلى الرعية فتلقاه طغر لبك واحترمه إجلالا لرسالة الخليفة ( 435 )
15 - توفي أبو الحزم جهور بن محمد بن جهور أمير قرطبة ورئيسها وصاحبها ساس البلد أحسن سياسة وكان من رجال الدهر حزما وعزما ودعاء ورأيا ولم يتسم بالملك وقال أنا أدبر الناس إلى أن يقوم لهم من يصلح فجعل ارتفاع الأموال بأيدي الاكابر وديعة وصير العوام جندا وأعطاهم أموالا مضاربة وقرر عليهم السلاح والعدة وكان يشهد الجنائز ويعوج المرضي وهو بزي الصالحين لم يتحول من داره الى دار السلطنة وتوفي في المحرم عن إحدى وسبعين سنة وولى بعده ابنه أبو الوليد ( 435 )
16 - الشريف المرتضى نقيب الطالبيين وشيخ الشيعة ورئيسهم بالعراق أبو طالب علي بن الحسين بن موسى بن محمد بن موسى بن إبراهيم بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي بن زين العابدين بن الحسين ابن علي بن أبي طالب رضي الله عنه الحسيني الموسوى وله إحدى وثمانون سنة وكان إماما في التشيع والكلام والشعر والبلاغة كثير التصانيف متبحرا في فنون العلم أخذ عن الشيخ المفيد وروى الحديث عن سهل الديباجي الكذاب وولى النقابة بعده ابن أخيه عدنان بن الشريف الرضي قال ابن خلكان كان إماما في علم الكلام والشعر والأدب وله تصانيف على مذهب الشيعة ومقالة في أصول الدين وله ديوان شعر إذا وصف الطيف أجاد فيه وقد أستعمله
كثير من المواضع
وقد اختلف الناس في كتاب نهج البلاغة المجموع من كلام علي بن أبي طالب رضي الله عنه هل هو جمعه أم جمع أخيه الرضى وقد قيل انه ليس من كلام علي وإنما الذي جمعه ونسبه إليه هو الذي وضعه والله أعلم وله الكتاب الذي سماه الدرر والغرر وهو في مجالس أملاها تشتمل على فنون في معاني الأدب تكلم فيها على النحو واللغة وغير ذلك وهو كتاب ممتع يدل على فضل كثير وتوسع في الاطلاع على العلوم ( 436 )
17 - أقام المعز بن باديس الدعوة بالمغرب للقائم بأمر الله العباسي وخلع طاعة المستنصر العبيدي فبعث المستنصر جيشا من العرب يحاربونه فذلك أول دخول العربان إلى إفريقية وهم بنو رياح وبنو زغبة وتمت لهم أمور يطول شرحها ( 440 )
18 - المعز بن باديس بن منصور بن بلكين الحميري الصنهاجي صاحب المغرب وكان الحاكم العبيدي قد لقبه شرف الدولة وأرسل له الخلعة والتقليد في سنة سبع وأربعمائة وله تسعة أعوام وكان ملكا جليلا عالي الهمة محبا للعلماء جوادا ممدحا أصيلا في الامرة حسن الديانة حمل أهل مملكته على الاشتغال بمذهب مالك وخلع طاعة العبيديين في أثناء أيامه وخطب لخليفة العراق فجهز المستنصر لحربه جيشا وطال حربهم له وخربوا حصون برقة وافرايقية وتوفي في شعبان بالبرص وله ست وخمسون سنة قاله في العبر وقال ابن خلكان كان واسطة عقد أهل بيته وكانت حضرته محط الآمال وكان مذهب أي حنيفة رضي الله عنه بأفريقية أظهر المذاهب فحمل المعز المذكور جميع أهل المغرب على التمسك بمذهب مالك بن أنس رضي الله عنه وحسم مادة الخلاف في المذاهب واستمر الحال في ذلك إلى الآن ( 454 )
19 - دخل السلطان أبو طالب محمد بن ميكال سلطان الغز المعروف بطغرلبك بغداد
قال في العبر وهو أول ملوك السلجوقية وأصلهم من أعمال بخارا وهم أهل عمود أول ما ملك هذا الري ثم نيسابور ثم أخذ أخوه داود بلخ وغيرهما واقتسما الممالك وملك طغرلبك العراق وقمع الرافضة وزال به شعارهم وكان عادلا في الجملة حليما كريما محافظا على الصلوات يصوم الخميس والاثنين ويعمر المساجد ودخل بابنة القائم وله سبعون سنة وعاش عقيما ما بشر بولد ومات بالري
وأقيم في السلطنة بعده ابن أخيه عضد الدولة الب أرسلان صاحب خراسان وبعث إليه القائم بالخلع والتقليد قال الذهبي هو أول من ذكر بالسلطان على منابر بغداد وبلغ ما لم يبلغه أحد من الملوك وافتتح بلادا كثيرة من بلاد النصاري واستوزر نظام الملك فأبطل ما كان عليه الوزير قبله عميد الملك من سب الأشعرية فانتصر للشافعية وأكرم إمام الحرمين وأبا القسم القشيري وبنى النظامية قيل وهي أول مدرسة بنيت للفقهاء
وطغرلبك بضم الطاء المهملة وسكون الغين المعجمة وضم الراء وسكون اللام وفتح الموحدة وبعدها كاف هو اسم تركي مركب من طغرل وهو بلغة الترك اسم علم لطائر معروف عندهم وبه سمى الرجل وبك معناه أمير ( 455 )
20 - ولما قام بالمملكة ألب أرسلان أقرالوزير عميد الملك أبو نصر محمد بن منصور الكندري على حاله وزاد في إكرامه ورتبته ثم أنه سيره إلى خوارزم شاه ليخطب له ابنته فارجف اعداؤه انه خطبها لنفسه وشاع ذلك بين الناس فبلغ عميد الملك الخبر فخاف تغير قلب مخدومه عليه فعمد إلى لحيته فحلقها والى مذاكيره فجبها فكان ذلك سبب سلامته من ألب أرسلان وقيل أن السلطان خصاه ثم أن الب ارسلان عزله ونقله إلى مرو الروذ وحبسه في دار وكان في حجرة تلك الدار عياله وكانت له بنت واحدة لا غير فلما احس بالقتل دخل الحجرة وأخرج كفنه وودع عياله وأغلق باب الحجرة وأغتسل وصلى ركعتين وأعطى الذي هم بقتله مائة دينار نيسابورية وقال حقي عليك أن تكفنني في هذا الثوب الذي غسلته بماء زمزم وقال لجلاده قل للوزير نظام الملك بئس ما فعلت علمت الأتراك قتل الوزراء وأصحاب الديوان ومن حفر مهواة وقع فيها ومن سن سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة ورضى بقضاء الله المحتوم وقتل يوم الأربعاء سادس عشرى ذي الحجة وعمره يومئذ نيف وأربعون سنة ومن العجائب انه دفنت مذاكيره بخوارزم وأريق دمه بمرو الروذ ودفن جسده بقرية كندر وجمجمته ودماغه بنيسابور وحشيت جثته بالتبن ونقلت إلى كرمان وفي ذلك عبرة لمن اعتبروا كندر قرية من قرى طرثيث من نواحي نيسابور ( 456 )
21 - خرج أرمانوس الرومي في مائتي ألف فارس من الروم والفرنج والكرج بالزاي والجيم وأرسل إليه السلطان ألب أرسلان يريد المهادنة فأبى فاستعد للشهادة وعهد إلى ولده ملكشاه ثم حمل عليهم في خمسة عشر ألف فارس فأعطاه الله النصر وقتل ما لا يحصى وأسر كثيرا وجيء بملكهم إلى بين يديه فضربه بيده ثم فاداه بألف ألف وخمسمائه الف دينار وبكل اسير معهم من المسلمين ولما اطلقه خلع عليه وهادنه خمسين سنة وزوده عشرة آلاف دينار ( 463 )
22 - المعتضد بالله أبو عمرو عباد بن القاضي محمد بن اسمعيل بن عباد اللخمي صاحب إشبيلية ولى بعد أبيه وكان شهما مهيبا صارما ذا هيبة مقداما جرى على سنن أبيه ثم تلقب بأمير المؤمنين وقتل جماعة صبرا وصادر آخرين ودانت له الملوك
وأخبار المعتضد في جميع انحائه وضروب أفعاله بديعة وكان ذا كلف بالنساء فاستوسع في اتخاذهن وخلط في أجناسهن فانتهى في ذلك إلى مدى لم يبلغه أحد من نظرائه ففشا نسله لتوسعته في النكاح وقوته عليه فذكر انه كان له من الولد نحو العشرين ذكورا ومن الإناث مثلهم
ولم يزل في عز سلطانه واغتنام مساره حتى أصابته علة الذبحة فلم تطل مدتها ولما أحس بتداني حمامه استدعى مغنيا يغنيه ليجعل ما يبدأ به فألا فأول ما غنى
نطوي الليالي علما أن ستطوينا @@@ فشعشعيها بماء المزن واسقينا
فتطير من ذلك ولم يعش بعده سوى خمسة أيام وقبل انه ما غنى منها إلا خمسة أبيات . ( 464 )
23 - قتل أبو شجاع محمد بن جغريبك داود بن ميكائيل بن سلجوق بن دقاق الملقب عضد الدولة ألب أرسلان وهو ابن أخي السلطان طغرلبك وتقدم ذكره واستولى ألب أرسلان على الممالك بعد عمه طغرلبك وعظمت مملكته ورهبت سطوته وفتح من البلاد ما لم يكن لعمه مع سعة ملك عمه فقصد هذا بلاد الشام فانتهى إلى مدينة حلب وصاحبها يومئذ محمود بن نصر بن صالح بن برداس الكلابي فحاصره مدة ثم جرت المصالحة بينهما فقال ألب أرسلان لا بد له من دوس بساطى فخرج إليه محمود ذليلا ومعه أمه فتلقاهما بالجميل وخلع عليهما وأعادهما إلى البلد ورحل عنهما قال المأموني في تاريخه قيل انه لم يعبر الفرات في قديم الزمان ولا حديثه في الإسلام ملك تركي قبل ألب أرسلان فانه أول من عبرها من ملوك الترك
وكانت ولادته سنة أربع وعشرين وأربعمائة وكانت مدة مملكته تسع سنين واشهر ونقل إلى مرو ودفن عند قبر أبيه داود وعمه طغرلبك ولم يدخل بغداد ولا رآها مع إنها كانت داخلة في مملكته وهو الذي بنى على قبر الأمام أبي حنيفة رضي الله عنه القبة وبني ببغداد مدرسة أنفق عليها أموالا عظيمة وألب أرسلان بفتح الهمزة وسكون اللام وبعدها باء موحدة اسم تركي معناه شجاع أسد فالب شجاع وأرسلان أسد وقال في العبر كان ألب أرسلان في آخر دولته من أعدل الناس وأحسنهم سيرة وأرغبهم في الجهاد وفي نصر الإسلام وكان أهل سمر قند قد خافوه وابتهلوا إلى الله وقرأوا الختم ليكفيهم أمر ألب أرسلان فكفوا ( 465 )
24 - عمل السلطان ملكشاه الرصد وانفق عليه أموالا عظيمة قال
السيوطي فيها جمع نظام الملك المنجمين وجعلوا النيروز أول نقطة من الحمل وكان قبل ذلك عند دخول الشمس نصف الحوت وصار ما فعله النظام مبدأ التقاويم ( 467 )
25 - القائم بأمر الله أبو جعفر عبد الله بن القادر بالله أحمد بن اسحق بن المقتدر العباسي توفي في شعبان وله ست وسبعون سنة وبقى في الخلافة أربعا وأربعين سنة وتسعة أشهر وأمه أرمنية كان ابيض مليح الوجه مشربا حمرة ورعا دينا كثير الصدقة له علم وفضل من خير الخلائف ولا سيما بعد عوده إلى الخلافة في نوبة البساسيري فأنه صار يكثر الصيام والتجهد غسله الشريف أبو جعفر بن أبي موسى شيخ الحنابلة وبويع حفيده المقتدي بأمر الله عبد الله بن محمد بن القائم ( 467 )
26 - أبو الحسن علي بن محمد الصليحي القائم باليمن كان أبوه قاضيا باليمن سيء العقيدة وكان الداعي عامر بن عبد الله الرواحي يتردد إليه لرياسته وصلاحه فاستمال الداعي ولده المذكور وهو دون البلوغ قيل انه رأى حليته في كتاب الصور وتنقل حاله وما يؤول إليه وهو عندهم من الذخائر القديمة المظنونة فاطلعه على ذلك وكتمه عن أبيه وأهله ومات الرواحي على القرب من ذلك وأوصى له بكتبه فعكف على درسها مع فطنته فلم يبلغ الحلم حتى تضلع من علوم الباطنية الضلالية الأوهامية الإسمعيلية متبصرا في علم التأويل المخالف لمفهوم التنزيل وكان قد قام بالدعوة الباطنية قبل الصليحي علي بن فضل من ولد جنفر بن سبأ سنة سبعين ومائتين وملك تهامة وجبالها وطرد الناصر بن الهادي ( 474 )
27 - عزم أهل حران وقاضيهم ابن جلبة الحنبلي على تسليم حران إلى جنق أمير التركمان لكونه سنيا وعصوا على مسلم بن قريش صاحب الموصل لكونه رافضيا ولكونه مشغولا بمحاصرة دمشق مع المصريين كانوا يحاصرون بها تاج الدولة تتش فأسرع إلى حران ورماها بالمجانيق وأخذها وذبح القاضي وولديه رحمهم الله تعالى ( 476 )
28 - أخذ الأذفونش لعنه الله مدينة طليطلة من الأندلس بعد حصار سبع سنين فطغى وتمرد وحملت إليه ملوك الأندلس الضريبة حتى المعتمد بن عباد ثم استعان المعتمد على حربه بالملثمين وأدخلهم الأندلس ( 478 )
29 - أبو علي بن الوليد شيخ المعتزلة محمد بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن الوليد الكرخي وله اثنتان وثمانون سنة أخذ عن أبي الحسين البصري وغيره وبه انحرف ابن عقيل عن السنة قليلا وكان ذا زاهد وورع وقناعة وتعبد وله عدة تصانيف ولما افتقر جعل ينقض داره ويبيع خشبها ويتقوت وكانت من حسان الدور ببغداد ( 478 )
30 - كانت وقعة الزلاقة بين الأدفونش والمعتمد بن عباد ومعه الملثمون فأتوا الزلاقة من عمل بطليوس فالتقى الجمعان فوقعت الهزيمة على الملاعين وكانت ملحمة عظيمة في أول جمعة من رمضان وجرح المعتمد عدة جراحات سليمة وطابت للملثمين فعمل أميرهم ابن تاشفين على ملكها ( 479 )
31 - أعيدت الخطبة العباسية بالحرمين وقطعت خطبة العبيديين ( 479 )
32 - أرسل يوسف بن تاشفين صاحب سبتة ومراكش إلى المعتمد أن يسلطنه وان يقلده ما بيده من البلاد فبعث إليه الخلع والاعلام والتقليد ولقبه بأمير المؤمنين ففرح بذلك وسربه فقهاء المغرب وهو الذي انشأ مدينة مراكش ( 479 )
33 - كانت فتنة هائلة لم يسمع بمثلها بين السنة والرافضة وقتل بينهم عدد كثير وعجز والى البلد واستظهرت السنة بكثرة من معهم من أعوان الخليفة واستكانت الشيعة وذلوا ولزموا التقية وأجابوا إلى أن كتبوا على مساجد الكرخ خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر ( 483 )
34 - نظام الملك الوزير أبو علي الحسن بن علي بن اسحق الطوسي قوام الدين كان من جلة الوزراء ذكره ابن السمعاني فقال كعبة المجد ومنبع الجود وكان مجلسه عامرا بالقراء والفقهاء أنشأ المدارس بالأمصار ورغب في العلم وأملى وحدث عاش ثمانيا وسبعين سنة أتاه شاب صوفي الشكل من الباطنية ليلة عاشر رمضان فناوله قصة ثم ضربه بسكين في صدره فقضى عليه فيقال أن ملكشاه دس عليه هذا والله أعلم
وكان إذا سمع الاذان امسك عن جميع ما هو فيه وكان إذا قدم عليه إمام الحرمين والإمام القشيري بالغ في اكرامهما وأجلسهما في مستنده وبنى المساجد والربط وهو أول من أنشأ المدارس فاقتدى الناس به وسمع نظام الملك الحديث وأسمعه وكان يقول أني أعلم أني لست أهلا لذلك ولكني أريد اربط نفسي في قطار النقلة لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ويروي له من الشعر قوله
بعد الثمانين ليس قوة @@@ قد ذهبت شرة الصبوة
كأنني والعصا بكفى @@@ موسى ولكن بلا نبوة ( 485 )
35 - السلطان ملكشاه أبو الفتح جلال الدولة بن السلطان ألب أرسلان محمد بن داود السلجوقي التركي تملك بلاد ما وراء النهر وبلاد الهياطلة وبلاد الروم والجزيرة والشام والعراق وخراسان وغير ذلك قال في العبر ملك من مدينة كاشغر الترك إلى بيت المقدس طولا ومن القسطنطينية وبلاد الخزر إلى نهر الهند عرضا وكان حسن السيرة محسنا إلى الرعية وكانوا يلقبونه بالسلطان العادل وكان ذا غرام بالعمائر والصيد مات في شوال بعد وزيره النظام بشهر فقيل انه سم في خلال ونقل في تابوت فدفن بأصبهان في مدرسة كبيرة له ( 485 )
36 - المقتدى بالله أبو القاسم عبد الله بن الأمير ذخيرة الدين محمد بن القائم بأمر الله عبد الله بن القادر بالله احمد بن الأمير اسحق بن المقتدر العباسي بويع بالخلافة بعد جده في ثالث عشر شعبان سنة سبع وستين وله تسع عشرة سنة وثلاثة اشهر قال السيوطي في تاريخ الخلفاء مات أبوه في حياة القائم وهو حمل فولد بعد وفاة أبيه بستة اشهر وأمه أم ولد اسمها ارجوان وبويع له بالخلافة عند موت جده وكانت البيعة بحضرة الشيخ أبي اسحق الشيرازي وابن الصباغ والدامغاني وظهر في أيامه خيرات كثيرة وآثار حسنة في البلدان وكانت قواعد الخلافة في أيامه باهرة وافرة الحرمة بخلاف من تقدمه ومن محاسنه انه نفى المغنيات والحواظي ببغداد وأمر أن لا يدخل أحد الحمام إلا بمئزر وخرب ابراج الحمام صيانة لحرم الناس وكان دينا خيرا قوى النفس عالي الهمة من نجباء بني العباس ( 487 )
37 - المستنصر بالله أبو تميم معد بن الظاهر علي بن الحاكم بأمر الله منصور ابن العزيز بن المعز العبيدي الرافضي صاحب مصر وكانت أيامه ستين سنة وأربعة أشهر وقد خطب له ببغداد في سنة إحدى وخمسين ومات في ذي الحجة عن ثمان وستين سنة وبويع بعده ابنه المستعلى
وقال ابن خلكان اتفق للمستنصر هذا أمور لم تتفق لغيره وسردها منها انه أقام في الأمر سنين سنة وهذا شيء لم يبلغه أحد من أهل بيته ولا من بني العباس ومنها انه ولى وهوابن سبع سنين ومنها انه حدث في أيامه الغلاء العظيم الذي ما عهد مثله منذ زمان يوسف عليه السلام وأقام سبع سنين وأكل الناس بعضهم بعضا وكانت ولادته صبيحة يوم الثلاثاء سابع عشر جمادى الآخرة سنة عشرين وأربعمائة وتوفي في ليلة الخميس ثامن عشر ذي الحجة وهذه الليلة تسمى عيد الغدير أعني غدير خم بضم الخاء المعجمة وتشديد الميم اسم مكان
بين مكة والمدينة فيه غدير ماء يقال انه غيض هناك فلما رجع النبي صلى الله عليه وسلم من حجة الوداع ووصل إلى هذا المكان وآخى علي بن أبي طالب رضي الله عنه وقال صلى الله عليه وسلم على منى كهرون من موسى اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله وللشيعة فيه تعلق كبير وهذا المكان موصوف بكثرة الوخامة وشدة الحمى
( 487 )
38 - أبو يوسف القزويني عبد السلام بن محمد بن يوسف بن بندار شيخ المعتزلة وصاحب التفسير الكبير الذي هو أزيد من ثلثمائة مجلد درس الكلام علي القاضي عبد الجبار بالري وسمع منه ومن أبي عمر بن مهدي الفارسي وتنقل في البلاد ودخل مصر وكان صاحب كتب كثيرة وذكاء مفرط وتبحر في المعارف وإطلاع كثير إلا انه كان داعية إلى الاعتزال مات في ذي القعدة وله خمس وتسعون سنة وأشهر ( 488 )
39 - المعتمد على الله أبو القاسم محمد بن المعتضد عباد بن القاضي محمد بن اسمعيل اللخمي الاندلسي صاحب الأندلس كان ملكا جليلا وعالما ذكيا وشاعرا محسنا وبطلا شجاعا وجوادا ممدحا كان بابه محط الرحال وكعبة الآمال وشعره في الذروة العليا ملك من الأندلس من المدائن والحصون والمعاقل مائه وثلاثين سورا وبقى في المملكة نيفا وعشرين سنة وقبض عليه أمير المسلمين ابن تاشفين لما قهره وغلب على ممالكه وسجنه بأغمات حتى مات في شوال بعد أربع وستين سنة وخلع من ملكه عن ثمانمائة سرية ومائة وسبعين ولدا وكان راتبه في اليوم ثمانمائة رطل لحم قاله جميعه في العبر وقال ابن خلكان جعل خواص الأمير يوسف بن تاشفين يعظمون عنده بلاد الأندلس لأنهم كانوا بمراكش وهي بلاد بربر وأجلاف العربان فجعلوا يحسنون له أخذ الأندلس ويوغرون قلبه على المعتمد بأشياء نقلوها عنه فتغير عليه وقصده فلما انتهى إلى سبتة جهز إليه العساكر وقدم عليها سيرين بن أبي بكر الاندلسي فوصل إلى إشبيلية وبها المعتمد فحاصره أشد محاصرة وظهر من مصابرة المعتمد وشدة بأشه وتراميه على الموت بنفسه ما لم يسمع بمثله والناس بالبلد قد استولى عليهم الفزع وخامرهم الجزع يقطعون سبلها سياحه ويخوضون نهرها سباحه ويترامون من شرفات الأسوار فلما كان يوم الأحد عشرى رجب سنة أربع وثمانين هجم عسكر الأمير يوسف البلد وشنوا فيه الغارات ولم يتركوا لأحد شيئا وخرج الناس من منازلهم يسترون عوراتهم بأيديهم وقبض على المعتمد وأهله
ولما أخذ المعتمد قيدوه من ساعته وجعل مع أهله في سفينة قال ابن خاقان في قلائد العقيان ثم جمع هو وأهله وحملتهم الجواري المنشآت وضمتهم كأنهم أموات بعد ما ضاق عنهم القصر وراق منهم العصر والناس قد حشروا بضفتي الوادي وبكوا بدموع الغوادي فساروا والنوح يحدهم والبوح باللوعة لا يحدوهم وفي ذلك يقول ابن اللبانة
تبكي السماء بدمع رائحٍ غادي @@@ على البهاليل من أبناء عباد
يا ضيف أقفر بيت المكرمات فخذ @@@ في ضم رحلك واجمع فضلة الزاد
وقال في هذه الحال وصفتها ابن حمد يس الصقلي
ولما رحلتم بالندى في أكفكم @@@ وقلقل رضوى منكم وثبير
رفعت لساني بالقيامة قد دنت @@@ فهذي الجبال الراسيات تسير
وتألم المعتمد يوما من قيده وضيقه وثقله فأنشد
تبدلت من ظل عز البنود @@@ بذل الحديد وثقل القيود
وكان حديدي سنانا ذليقا @@@ وعضبا رقيقا صقيل الحديد
وقد صاز ذاك وذا أدهما @@@ يعضعض ساقي عض الأسود
ثم انهم حملوه إلى الأمير يوسف بمراكش فأمر بإرسال المعتمد إلى مدينة اغمات واعتقله بها فلم يخرج إلى الممات
وفي اعتقاله يقول أبو بكر الداني قصيدته المشورة التي أولها
لكل شيء من الاشياء ميقات @@@ وللمنى من مناياهن غايات
والدهر في صبغة الحرباء منغمس @@@ ألوان حالاته فيها استحالات
ونحن من لعب الشطرنج في يده@@@ وربما قمرت بالبيدق الشاة
انفض يديك من الدنيا وساكنها @@@ فالأرض قد اقفرت والناس قد ماتوا
وقل لعالمها الأرضي قد كتمت @@@ سريرة العالم العلوي أغمات
وهي طويلة ودخل عليه يوما بناته السجن وكان يوم عيد وكن يغزلن للناس بالأجرة في أغمات حتى أن أحداهن غزلت لبيت صاحب الشرطة الذي كان في خدمة أبيها وهو في سلطانه فرآهن في إطماررثة وحالة سيئة فصدعن قلبه وأنشد
فيما مضى كنت بالأعياد مسروراً @@@ فساءك العيد في أغمات مأسوراً
ترى بناتك في الاطمار جائعة @@@ يغزلن للناس لا يملكن قمطيرا
برزن نحوك للتسليم خاشعة @@@ أبصارهن حسيرات مكاسيرا
يطأن في الطين والأقدام حافية @@@ كأنها تطأ مسكا وكافورا
ومنها
قد كان دهرك أن تأمره ممتثلا @@@ فردك الدهر منهيا ومأمورا
من بات بعدك في دهر يسر به @@@ فإنما بات بالأحلام مغرورا
وله
قالت لقد هِنّا هُنَا @@@ مولاي أين جاهنا
قلت لها إلى هنا @@@ صيرنا إلهنا
وأشعار المعتمد وأشعار الناس فيه كثيرة وكانت ولادته في ربيع الأول سنة إحدى وثلاثين وأربعمائة بمدينة باجة من بلاد الأندلس وملك بعد وفاة أبيه هناك وتوفي في السجن باغمات حادي عشر شوال وقيل في الحجة رحمه الله ومن النادر الغريب انه نودى في جنازته بالصلاة على الغريب بعد عظم سلطانه وجلالة وشأنه فتبارك من له البقاء والعزة والكبرياء واجتمع عند قبره جماعة من الشعراء الذين كانوا يقصدونه بالمدائح ويجزل لهم المنائح فرثوه بقصائد مطولات وأنشدوها عند قبره وبكوا عليه ( 488 )
40 - انتشرت دعوة الباطنية بأصبهان وأعمالها وقويت شوكتهم وأخذت الفرنج بيت المقدس بكرة الجمعة لسبع بقين من شعبان بعد حصار شهر ونصف قال ابن الأثير قتلت الفرنج بالمسجد الأقصى ما يزيد على سبعين آلفا وقال ابن الجوزى في الشذور أخذوا من عند الصخرة نيفا وأربعين قنديلا فضة كل قنديل وزنه ثلاثة آلاف وستمائة درهم وأخذوا تنور فضة وزنه أربعون رطلا وأخذوا نيفا وعشرين قنديلا وعشرين قنديلا من ذهب ( 492 )
41 - كثرت الباطنية بالعراق والجبل وزعيمهم الحسن بن صباح فملكوا القلاع وقطعوا السبيل وأهم الناس شأنهم واستفحل أمرهم لاشتغال أولاد ملكشاه بنفوسهم ( 494 )
42 - ظهر بنهاوند رجل ادعى النبوة وكان ساحرا صاحب مخاريق فتبعه خلق وكثرت عليهم الأموال وكان لا يدخر شيئا فأخذ وقتل ولله الحمد ( 499 )
43 - يوسف بن تاشفين أبو يعقوب أمير المسلمين وملك الملثمين وهو الذي اختط مدينة مراكش وكان عظيم الشأن كبير السلطان معتدل القامة أسمر اللون نحيف الجسم خفيف العارضين دقيق الصوت وكان يخطب لبني العباس وهو أول من تسمى بأمير المسلمين ولم يزل على حاله وعزة سلطانه إلى أن توفي يوم الاثنين ثالث محرم هذه السنة وعاش تسعين سنة ملك منها خمسين سنة قال ابن الأثير في تاريخه كان حسن السيرة خيرا عادلا يميل إلى أهل العلم والدين ويكرمهم ويحكمهم في بلاده ويصدر عن رأيهم وكان يحب العفو والصفح عن الذنوب العظام فمن ذلك أن ثلاثة نفر اجتمعوا فتمنى أحدهم ألف دينار يتجر بها وتمنى الآخر زوجته وكانت من أحسن النساء ولها الحكم
في بلاده وتمنى الآخر عملا فبلغه الخبر فأحضرهم وأعطى متمنى المال ألف دينار واستعمل الآخر وقال للذي تمنى زوجته با جاهل ما حملك على هذا الذي لا تصل إليه ثم أرسله إليها فتركته في خيمة ثلاثة أيام يحمل إليه في كلها طعام واحد ثم أحضرته وقالت له ما أكلت في هذه الثلاثة أيام فقال طعاما واحد فقالت كل النساء شيء واحد وأمرت له بمال وكسوة وأطلقته
( 500 )
علي بن حسين فقيهي
2008-01-25, 09:05 PM
11- الطرائف والملح والغرائب والعجائب
1 - ابن وجه الجنة أبو بكر يحيى بن عبد الرحمن بن مسعود القرطبي الخزاز شيخ ابن حزم روى عن قاسم بن أصبغ وطائفة وكان عدلا صالحا ( 402 )
2 - ذو القرنين أبو المطاع المطاع بن الحسن بن عبد الله بن حمدان وجيه الدولة بن ناصر الدولة الموصلي الأديب الشاعر الأمير ولي إمرة دمشق سنة إحدى وأربعمائة وعزل بعد أشهر من جهة الحاكم ثم وليها لابنه الظاهر سنة اثنتي عشرة وعزل ثم وليها ثالثا سنة خمس عشرة فبقى إلى سنة تسع عشرة وله شعر فائق ( 428 )
3 - رشأ بن نظيف بن ما شاء الله أبو الحسن الدمشقي المقرئ المحدث قرأ بدمشق ومصر وبغداد بالروايات ( 444 )
4 - فيها كما قال ابن الأثير وابن الجوزي والذهبي والسيوطي ولدت بنت لها رأسان ورقبتان ووجهان على بدن واحد ببغداد بباب الأزج وماتت ( 458 )
5 - أبو الفرج الزاز بالزاي المكررة عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن زاز ابن حميد الأستاذ السرخسي ثم المروزي فقيه مرو كان لا يأكل الأرز لأنه يحتاج إلى ماء كثير ( 494 )
علي بن حسين فقيهي
2008-01-25, 09:06 PM
12- الكوارث
1 - فيهاكان الغلاء المفرط بالعراق حتى أكلوا الكلاب والحمر ( 411 )
2 - كانت الزلزلة العظمي بتبريز فهدمت أسوارها وأحصى من هلك تحت الردم فكانوا أكثر من أربعين ألفا ( 434 )
3 - وفيها كان القحط الشديد بديار مصر والوباء المفرط وكانت العراق تموج بالفتن والخوف والنهب من جماعة طغرلبك ومن الأعراب ومن البساسيري قال ابن الجوزي في الشذور ثم وقع الغلاء والوباء في الناس وفسد الهواء وكثر الذباب واشتد الجوع حتى أكلوا الميتة وبلغ المكوك من بزر البقلة سبعة دنانير والسفرجلة والرمانة دينار والخيارة واللينوفرة دينار وعم الغلاء والوباء جميع البلاد وورد كتاب من مصر أن ثلاثة من اللصوص نقبوا دارا فوجودا عند الصباح موتى أحدهم على باب البيت والثاني على رأس الدرجة والثالث على الثياب المكوره ( 448 )
4 - فيها كما قال في الشذور بلغت كارة الخشكار أي النخالة عشرة دنانير ومات من الجوع خلق كثير وأكلت الكلاب وورد كتاب من بخاري انه وقع في تلك الديار وباء حتى أخرج في يوم ثمانية عشر ألف جنازة وأحصى من مات إلى تاريخ هذا الكتاب ألف ألف وستمائة وخمسون آلفا وبقيت الأسواق فارغة والبيوت خالية ووقع الوباء باذربيجان وأعمالها والأهواز وأعمالها وواسط والكوفة وطبق الأرض حتى كان يحفر للعشرين والثلاثين زبية فيلقون فيها وكان سببه الجوع وباع رجل أرضا له بخمسة أرطال خبز فأكلها ومات في الحال وتاب الناس كلهم وأراقوا الخمور وكسروا المعازف وتصدقوا بمعظم أموالهم ولزموا المساجد وكان كل من اجتمع بامرأة حراما ماتا من ساعتهما ودخلوا على مريض قد طال نزعه سبعة أيام فأشار بأصبعه إلى بيت في الدار فإذا بجانبه خمر فقلبوها فمات وتوفي رجل كان مقيما بمسجد فخلف خمسين الف درهم فلم يقبلها احد ورميت في المسجد فدخل أربعة أنفس ليلا إلى المسجد فماتوا ودخل رجل على ميت مسجي بلحاف فاجتذبه عنه فمات وطرفه في يده ( 449 )
5 - فيها على ما قال ابن الأثير وابن الجوزى واللفظ له كانت زلزلة بفلسطين وغيرها أهلكت من أهل الرملة خمسة عشر آلفا ووقعت شرافتان من مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وانشقت الأرض عن كنوز من المال وانشقت صخرة بيت المقدس ثم عادت فالتأمت وغار البحر من الساحل مسيرة يوم وساح في البر ودخل الناس إلى أرضه يلتقطون فرجع عليهم فأهلك خلقا كثيرا منهم وبلغت هذه الزلزلة إلى الرحبة والكوفة ( 460 )
6 - في نصف شعبان منها احترق جامع دمشق كله من حرب وقع بين الدولة فضربوا بالنار دارا مجاورة للجامع فقضى الأمر واشتد الخطب وأتى الحريق على سائره ودثرت محاسنه وانقضت مدة ملاحته ( 461 )
7 - أقيمت الخطبة العباسية بالحجاز وقطعت خطبة المصريين لاشتغالهم بماهم فيه من القحط والوباء الذي لم يسمع في الدهور بمثله وكاد الخراب يستولي على وادي مصر حتى أن صاحب مرآة الزمان نقل أن امرأة خرجت وبيدها مدجوهر فقالت من يأخذه بمد بر فلم يلتفت إليها أحد فألقته في الطريق وقالت هذا ما نفعني وقت الحاجة فلا أريده فلم يلتفت أحد إليه ( 462 )
8 - كان الغرق الكثير ببغداد فهلك خلق تحت الردم وأقيمت الجمعة في الطيار( نوع من السفن) على ظهر الماء وكان الموج كالجبال وبعض المحال غرقت بالكلية وبقيت كأن لم تكن وقيل أن ارتفاع الماء بلغ ثلاثين ذراعا ( 466 )
علي بن حسين فقيهي
2008-01-25, 09:09 PM
13- أقوال مأثورة
1 – سهل بن الإمام أبي سهل محمد بن سليمان العجلي النيسابوري الشافعي مفتي خراسان سئل عن الشطرنج فقال إذا سلم المال من الخسران والصلاة من النسيان فذلك أنس بين الأخوان وكتبه سهل بن محمد بن سليمان وله ألفاظ حسنة منها من تصدر قبل أوانه فقد تصدى لهوانه وقوله انما يحتاج الى اخوان العشرة لزمان العسرة ( 404 )
2 - أبو علي الدقاق الحسن بن علي النيسابوري الزاهد العارف شيخ الصوفية توفي في ذي الحجة
قال الغزالي وكان زاهد زمانه وعالم أوانه وأتاه بعض أكابر الأمراء فقعد على ركبتيه بين يديه وقال عظني فقال أسألك عن مسئلة وأريد الجواب بغير نفاق فقال نعم فقال أيما أحب إليك المال أو العدو قال المال قال كيف تترك ما تحبه بعدك وتستصحب العدو الذي لا تحبه معك فبكى وقال نعم الموعظة هذه ومن كلامه من سكت عن الحق فهو شيطان أخرس وقال من علامة الشوق تمني الموت على بساط العوافي كيوسف لما ألقي في الجب ولما أدخل السجن لم يقل توفني ولما تم له الملك والنعمة قال توفني وكان كثيرا ما ينشد
أحسنت ظنك بالأيام إذ حسنت @@@ ولم تخف شر ما يأتي به القدر
وسالمتك الليالي فاغتررت بها @@@ وعند صفو الليالي يحدث الكدر
3 - صريع الدلاء قتيل الغواشي محمد بن عبد الواحد البصري الشاعر الماجن صاحب المقصورة المشهورة
وله قصيدة في المجون ختمها ببيت لو لم يكن له فى الجد سواه لبلغ درجة الفضل وأحرز معه قصب السبق وهو
من فاته العلم وأخطاه الغنى @@@ فذاك والكلب على حال سوا ( 412 )
14- الكرامات
أبو حليم الخبري نسبة إلى خبر بنواحي شيراز كان فقيها صالحا وكان يكتب في مصحف فألقى القلم من يده واستند وقال والله أن هذا هو موت هنى طيب ثم مات رحمه الله تعالى ( 476 )
علي بن حسين فقيهي
2008-01-29, 08:52 PM
الفوائد والعبر من السير للأعوام ( 1 - 500 )
على ملف وورد بناء على طلب الأخوة الأكارم
نسأل الله عز وجل أن ينفع بها كاتبها وقارئها
العفالقي
2008-05-03, 06:09 AM
شكر الله لكم ونفع بكم .
Powered by vBulletin® Version 4.2.2 Copyright © 2025 vBulletin Solutions، Inc. All rights reserved.