المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إن خير هذه الأمة أكثرها نساء



ماجد مسفر العتيبي
2010-06-09, 04:49 PM
‏عن ‏ ‏سعيد بن جبير ‏ ‏قال قال لي ‏ ‏ابن عباس: ‏ ‏هل تزوجت قلت: لا قال: فتزوج فإن خير هذه الأمة أكثرها نساء. [رواه البخاري كتاب النكاح 4681]


قال بن حجر في الفتح:
‏قوله ( فإن خير هذه الأمة أكثرها نساء ) ‏
‏قيد بهذه الأمة ليخرج مثل سليمان عليه السلام , فإنه كان أكثر نساء كما تقدم في ترجمته , وكذلك أبوه داود , ووقع عند الطبراني من طريق أيوب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس " تزوجوا فإن خيرنا كان أكثرنا نساء " قيل المعنى خير أمة محمد من كان أكثر نساء من غيره ممن يتساوى معه فيما عدا ذلك من الفضائل . والذي يظهر أن مراد ابن عباس بالخير النبي صلى الله عليه وسلم , وبالأمة أخصاء أصحابه ; وكأنه أشار إلى أن ترك التزويج مرجوح , إذ لو كان راجحا ما آثر النبي صلى الله عليه وسلم غيره , وكان مع كونه أخشى الناس لله وأعلمهم به يكثر التزويج لمصلحة تبليغ الأحكام التي لا يطلع عليها الرجال , ولإظهار المعجزة البالغة في خرق العادة لكونه كان لا يجد ما يشبع به من القوت غالبا , وإن وجد كان يؤثر بأكثره , ويصوم كثيرا ويواصل , ومع ذلك فكان يطوف على نسائه في الليلة الواحدة , ولا يطاق ذلك إلا مع قوة البدن , وقوة البدن كما تقدم في أول أحاديث الباب تابعة لما يقوم به من استعمال المقويات من مأكول ومشروب , وهي عنده نادرة أو معدومة . ووقع في " الشفاء " أن العرب كانت تمدح بكثرة النكاح لدلالته على الرجولية , إلى أن قال : ولم تشغله كثرتهن عن عبادة ربه , بل زاده ذلك عبادة لتحصينهن وقيامه بحقوقهن واكتسابه لهن وهدايته إياهن وكأنه أراد بالتحصين قصر طرفهن عليه فلا يتطلعن إلى غيره , بخلاف العزبة فإن العفيفة تتطلع بالطبع البشري إلى التزويج , وذلك هو الوصف اللائق بهن . والذي تحصل من كلام أهل العلم في الحكمة في استكثاره من النساء عشرة أوجه تقدمت الإشارة إلى بعضها . ‏
‏أحدها أن يكثر من يشاهد أحواله الباطنة فينتفي عنه ما يظن به المشركون من أنه ساحر أو غير ذلك . ‏
‏ثانيها لتتشرف به قبائل العرب بمصاهرته فيهم . ‏
‏ثالثها للزيادة في تألفهم لذلك . ‏
‏رابعها للزيادة في التكليف حيث كلف أن لا يشغله ما حبب إليه منهن عن المبالغة في التبليغ . ‏
‏خامسها لتكثر عشيرته من جهة نسائه فتزاد أعوانه على من يحاربه . ‏
‏سادسها نقل الأحكام الشرعية التي لا يطلع عليها الرجال , لأن أكثر ما يقع مع الزوجة مما شأنه أن يختفي مثله . ‏
‏سابعها الاطلاع على محاسن أخلاقه الباطنة , فقد تزوج أم حبيبة وأبوها إذ ذاك يعاديه , وصفية بعد قتل أبيها وعمها وزوجها , فلو لم يكن أكمل الخلق في خلقه لنفرن منه , بل الذي وقع أنه كان أحب إليهن من جميع أهلهن . ‏
‏ثامنها ما تقدم مبسوطا من خرق العادة له في كثرة الجماع مع التقلل من المأكول والمشروب وكثرة الصيام والوصال , وقد أمر من لم يقدر على مؤن النكاح بالصوم , وأشار إلى أن كثرته تكسر شهوته فانخرقت هذه العادة في حقه صلى الله عليه وسلم . ‏
‏تاسعها وعاشرها ما تقدم نقله عن صاحب " الشفاء " من تحصينهن والقيام بحقوقهن , والله أعلم . ووقع عند أحمد بن منيع من الزيادة في آخره " أما إنه يستخرج من صلبك من كان مستودعا " وفي الحديث الحض على التزوج وترك الرهبانية . ‏

أحمد السكندرى
2010-06-09, 05:14 PM
جزاكم الله خيرا ، و بارك في علمك

ابن العيد
2013-01-10, 05:31 PM
شكرا لك





اللهم يسر...