تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الطرق المختلفة بالقسوة والعتاب في الحوار أوالجواب!



عدنان البخاري
2007-08-08, 05:24 PM
/// الحمدلله وحده، والصَّلاة والسَّلام على من لا نبيَّ بعده، وبعد
/// فإنَّ الطرق والأساليب في خطاب الناس أوالإشارة إليهم كثيرة بالعتاب أوالَّلوم أوالتَّقريع.
ومنها طرق النصيحة أو اللوم، بالشِّدَّة أواللَّين.
/// ومما ينبغي التنبُّه له في هذا المقام أنَّ بعض الأخوة الأفاضل -وكلكم كذلك- لو أرد نصح أخيه بكلام فيه (قسوة) ولا يخلو من (تهمةٍ) لجأ إلى طريقة (العموم المراد به الخُصوص).
/// إما بمزامنة كتابة موضوع ذي صلةٍ بحدث ما.
/// وإما بالتعقيب في موضوع ذي صلة بكلامه الذي يعمِّمه (حتى يسلم من مقص المشرف وتحريره).
وليس هو على باب قول النبيِّ (ص): (ما بال أقوام يفعلون كذا وكذا).
فإنَّا لسنا في مدينة كبيرة حتى يقال مثل هذا الكلام، فيخفى مَن المقصود بالكلام! ويقع المراد من النصح والبيان، وإنَّما نحن في منتدىً محصورٌ ومعلومٌ عدد روَّاده وكتَّابه وهيئاتهم.
ومعروف أيضًا (بين الأعضاء) من القاسي في خطابه واللَّين في ألفاظه ((دائمًا)) أو ((أحيانًا)).
/// فحين تكتب مثل هذه المواضيع (للنُّصح) أو (التعريض) بالمزامنة مع ((بعض المواقف)) تتوجَّه الأذهان مباشرة لبعض الناس، المتهمين من البعض بشدتهم في الخطاب، أوقسوتهم في الرَّدِّ.
والحق والإنصاف أنَّ بعض من يوصفون بذلك كذلك، لكن.. ((أحياناً))، وعلى ((بعض الناس)).
/// لكن الأسى ومخالفة الإنصاف أن تتشكَّل صورةٌ بعيد هذه المواقف بأنَّ فلاناً طبعه القسوة والجفاء (مع الجميع)، (ودون مسوِّغ شرعي) و(دائمًا).
/// وعليه .. فعلى الأخ المحب لأخيه أن يكون حريصاً على إصلاح الودِّ، لا إفساده وتعكيره، فيسلك النصح في الخصوص قبل الإعلان في الملأ، وهذا لو كانت التهمة (بالتعميم والمداومة) صحيحة.
/// هذه واحدة فاحفظوها..

/// وأيضًا.. فإنَّ بعض الأخوة يتهم أخاه بعموم القسوة وسوء الخلق (إطلاقاً) أو (كثيرًا) في التعامل مع إخوانه كلهم، ثم يأتي فيقع هو فيما هو أنكى.
ألا وهو .. الشِّدَّةُ في مناصحته بحسن الخلق؛ فيصفه بأنَّه سيء الخلق، أومتكبِّر ... الخ؛ من الأوصاف الخارجة أيضاً عن حدود الأدب الذي ندعو إليه جميعاً، ونسأل الله أن يرزقناه على الدَّوام.
سواءٌ اكان ذلك النصح الشديد مباشرةً وعلانيةً، أو بالطريقة المبتكرة المتقدم ذكرها من التَّعميم بالمزامنة مع بعض المواضيع أوالحوارات الدَّائرة ههنا.
/// وهذه ثانيةٌ فتأمَّلوها..

/// والثالثة: أنَّ الخطاب أوالجدال ليست مشروعيَّته محصورةٌ كلُّها بالكلام الهيِّن الليَّن، وعلى الدوام، ومع كل الأنام ؛ بل لكل مقام مقال.
/// فمن ابتدأ سوء الخِطاب لأخيه أولمن يحرم عليه ذلك فإنَّه يُباح ردعه بمثله أوبما يناسبه، وقد قال الله تعالى: ((وقالت اليهود يد الله مغلولة غُلَّت أيديهم ولُعِنُوا بما قالوا)).
/// وقال تعالى: ((ولا تجادلوا أهل الكتاب إلَّا بالتي هي أحسن إلَّا الذين ظلمُوا منهم)).
/// وقد قال الله لنبيه (الرؤوف الرحيم بالمؤمنين): ((جاهد الكفَّار والمنافقين واغلظ عليهم)).
/// ولا يشك فاضلٌ من الأفاضل أنَّ الإنكار الشديد على من يغربُ كثيراً على العلم وأهله، أويقع في بدع الأقوال ولا يتراجع، أو غير ذلك =أمرٌ مشروعٌ لا ممنوع، بل قد يكون علاجًا له ولو بعد أمدٍ، أوكابحًا له عن التعجُّل والاستهتار، أوعبرةً لمن يُوعِظَ بغيره.
/// نعم .. لا شكَّ أنَّ اللِّين أولاً، فالإعراض والإشارة ثانيًا، ثم الإغلاظ ثالثاً.
/// ونعم.. الإعراض والملاينة حلٌّ سهلٌ وطريقة مريحة ومسلك أولى يقدر عليها كلُّ أحد، لكن.. من لهؤلاء؟! من لهم؟!
/// والحكمة من القسوة (أحياناً)، ومع ((بعض الناس)) هي زجره عن معاودة تلك الألفاظ الخارجة عن الأدب وحسن الخطاب، وأنَّه إنْ:

جاء (....) عارضًا رمحه /// /// /// إنَّ بني عمِّك فيهم رِماح
وزجره عن الخوض بالمحدثات الغرائب، أو التقحُّم في مضائق العلم بكلامٍ فيه باطل، أوتعالمٍ فاضح.
فقسا ليزدجروا...

/// وإليكم الرابعة فانتبهوا لها..
/// من الطرق المبتكرة في الشِّدَّة على الإخوان: التعريض بالدعاء، مثل أن يقال: رزقك الله (يا فلان!) حسن الخلق، والمعنى أنك سيء الخلق، أو شفاك الله؟! والمعنى أنك معتوه!، أو نسأل الله الإخلاص، والمعنى أنك مراءٍ!
أو يذكر حديثاً فيه تعريض، مثل أن يقول: (الحسد يأكل الحسنات)؛ والمعنى أنك (يا فلان) حاسد، أوغير ذلك من الأساليب التي تخفى على أحدٍ.

/// ثمَّ إليكم آخر هذه الطرق وأخسها وضعًا..
/// إذ من الطرق المبتكرة في الشدة على الإخوان، وإن كان فيها شيء من الجبن وخِسَّة الطَّبع والخور =ما أسمِّيه بـ(ولادة المعرِّفات)؛ وذلك باستخدام الكاتب للمعرِّفات الحادثة، اسمين أو ثلاثة أو أكثر -بحسب الحاجة-؛ لاستخدامه في مثل ما تقدم ذكره من أساليب الثلب وهتك العرض.
/// ومن المضحك المبكي أنَّ هذه المعرِّفات إنَّما تكثر ولادتها (العسرة المفضوحة) عند المحاككة والمحاصصة في بعض المواضيع، مرَّة بفلان الفلاني، ومرَّة بأبي فلان.
/// وقد يتجاوز ذلك فيثني على نفسه ويطريها ويزكِّيها، ويطعن فيمن خالف ((نفسه)) المتواضعة، ثم يشاء الله فضحه في يومٍ من الدَّهر، ويكون من باب: فعجبنا له يسأله ويصدِّقه؟!
/// وقد لا يكون أولئك المواليد الجدد المستترين خلف تلك المعرِّفات جبنًا أصحاب وجوهٍ وألوان في نفس الأمر، ولكن كما قيل: (بئس الرجل لا يُعرف إلَّا وقت الفتنة).
/// فأين كنت عن الإفادة والنُّصح يا (أبا فلان الفلاني) قبل هذا النِّقاش، أبعثك الله الآن لترفع الخلاف وتعيد الأمَّة إلى سلفها التَّليد؟! وبئس الرجل لا يكون إلَّا وقود فتنة وشقاق! ياحسرةً على العباد!

/// وعلى كلٍّ.. فكل الأساليب هي في الحقيقة قسوة؛ لكن القسوة في المخترعات المتقدمة أنكى وأحكم، ومن مقص المشرف أسلم، وفي نفوس الناس أقبل!
/// هذا بيان أردت به البيان، والله يغفر لنا جميعاً ويهدينا إلى سواء الصراط، ويرزقنا حسن الأدب والخطاب، وإليه سبحانه المرجع والمآب.

فريد المرادي
2007-08-08, 06:54 PM
بوركت يا شيخ و بوركت يمينك على هذا البيان الكاشف ، وفقنا الله للاستفادة منه ...

ابن رجب
2007-08-08, 09:45 PM
يقول الامام البربهاري رحمه الله :
ففففتح باب المناصحة فتح باب الفائدة , وفتح باب المناقشة اغلاق باب الفائدةققق .

أبو حازم الكاتب
2007-08-08, 09:48 PM
بارك الله فيك يا شيخ عدنان ووفقنا وإياك لكل خير
وهذا الكلام الجميل وغيره من كلام المشايخ والإخوة هنا ينبغي أن يؤخذ منه المقصود ويبعد المرء عن ذهنه تنزيل هذا الكلام على نفسه أو غيره من الإخوة ، وإحسان الظن في ذلك فهذا أسلم للصدر وأنفع للمرء في قبول الكلام ؛ فإن المرء حينما يظن أنه المقصود بالكلام أو هو تلميح له يكون سبباً في عدم قبوله فالنفس بطبيعتها تكره من يلمزها أو يسيء إليها ظاهرا أو باطناً ، والأصل في هذا هو الظاهر ، وحتى مع احتمال أن يكون هو المراد فالمتكلم بقصد الإساءة لا يضر إلا نفسه ، وهو يتحمل إثم أذية أخيه ، والمحظوظ من لم ترد إلى قلبه هذه الخطرات أصلاً ، واشتغل بما ينفعه ، وتغافل عن كثير من الكلام الذي لا يفيد لا سذاجة ولا غباء ولكن طلبا لمرضاة الله وسلامة للصدر وحفاظاً للود .
قال تعالى : ففف خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين ققق
قال أحمد بن إسحاق بن منصور : سمعت أبي يقول لأحمد بن حنبل : ما حسن الخلق ؟ قال : هو أن تحتمل ما يكون من الناس .
وحقيقةً إن لم يكن الصلاح والعلم سببا في حفظ اللسان وحفظ حقوق الخلق فماذا عسانا نقول للفاسق والجاهل ؟!

ابن رجب
2007-08-08, 10:03 PM
كلام جميل من شيخ جليل ,, بارك الله فيكم واجزل لكم المثوبة .

عاطف إبراهيم
2007-08-09, 12:31 AM
/// /// وعليه .. فعلى الأخ المحب لأخيه أن يكون حريصاً على إصلاح الودِّ، لا إفساده وتعكيره، فيسلك النصح في الخصوص قبل الإعلان في الملأ، وهذا لو كانت التهمة (بالتعميم والمداومة) صحيحة.
/// هذه واحدة فاحفظوها..
/// وأيضًا.. فإنَّ بعض الأخوة يتهم أخاه بعموم القسوة وسوء الخلق (إطلاقاً) أو (كثيرًا) في التعامل مع إخوانه كلهم، ثم يأتي فيقع هو فيما هو أنكى.
ألا وهو .. الشِّدَّةُ في مناصحته بحسن الخلق؛ فيصفه بأنَّه سيء الخلق، أومتكبِّر ... الخ؛ من الأوصاف الخارجة أيضاً عن حدود الأدب الذي ندعو إليه جميعاً،
/// وهذه ثانيةٌ فتأمَّلوها..
/// والثالثة: أنَّ الخطاب أوالجدال ليست مشروعيَّته محصورةٌ كلُّها بالكلام الهيِّن الليَّن، وعلى الدوام، ومع كل الأنام ؛ بل لكل مقام مقال.
/// فمن ابتدأ سوء الخِطاب لأخيه أولمن يحرم عليه ذلك فإنَّه يُباح ردعه بمثله أوبما يناسبه،
/// وإليكم الرابعة فانتبهوا لها..
/// من الطرق المبتكرة في الشِّدَّة على الإخوان: التعريض بالدعاء، مثل أن يقال: رزقك الله (يا فلان!) حسن الخلق، والمعنى أنك سيء الخلق، أو يذكر حديثاً فيه تعريض، مثل أن يقول: (الحسد يأكل الحسنات)؛ والمعنى أنك (يا فلان) حاسد،
/// ثمَّ إليكم آخر هذه الطرق وأخسها وضعًا..
=ما أسمِّيه بـ(ولادة المعرِّفات)؛ وذلك باستخدام الكاتب للمعرِّفات الحادثة، اسمين أو ثلاثة أو أكثر -بحسب الحاجة-؛ لاستخدامه في مثل ما تقدم ذكره من أساليب الثلب وهتك العرض.
/// وعلى كلٍّ.. فكل الأساليب هي في الحقيقة قسوة؛ لكن القسوة في المخترعات المتقدمة أنكى وأحكم، ومن مقص المشرف أسلم، وفي نفوس الناس أقبل!
.
بارك الله فيك أخي الكريم
واسمح لي وقد اختصرتها لعل هناك من يهتم بحفظها ومراعاتها والعمل بما جاء فيها
سلمت يمينك

آل عامر
2007-08-09, 12:45 AM
الأخ الحبيب والشيخ الكريم عدنان ، والله إني لأحبك في اللَّه ، فقد وجدت فيك من
الأدب والخلق الجم في قبولك للنقد مع حسن الكلام منك ؛ فما رأيتك حادا بل جادا ،
وفقك الله ،وحَسَّنَ خُلَقَكَ ،ورزقك منزلة العلماء الربانيين ، هذا ليس مدح فما
نحن للمدح ولا هو لنا ، إنما هو ثناء لمن يستحق الثناء .أرشدك الله لكل خير وثبت قلبك على الهداية آمين

عدنان البخاري
2007-08-09, 01:16 AM
/// الإخوة الكرام.. أبوحازم و(ابن رجب) وعاطف الرِّفاعي... وفَّقهم الله وبارك فيهم
جزاكم الله خيرًا وبارك فيكم ونفع بكم

/// الأخ الكريم الحبيب... أحمد آل عامر.. وفَّقه الله وبارك فيه
///آمين، وأسأل الله أن يأخذ بنواصينا لما فيه خير ديننا ودنيانا وآخرتنا، ومن أعزِّ الأشياء في الدُّنيا مجالسة أقوامٍ يذِّكِّرونك بالآخرة، وتتعلَّم منهم العلم والأدب، أدام الله ذلك الودِّ وصرف عنَّا مكايد الشَّيطان.

ابن رجب
2007-08-09, 10:07 AM
المشايخ الفضلاسلمكم الله .

تصحيح عبارة البربهاري :

فففالمجالسة للمناصحة فتح باب الفائدة , والمجالسة للمناقشة إغلاق باب الفائدةققق.

المعذرة كنت نقلتها من .... أحسب نفسي حافظ .
إبتسامة

وليد الدلبحي
2007-08-09, 11:53 AM
/// الشيخ الفاضل الغالي عدنان البخاري، لا حرمك الله الأجر.

/// قرأت ما خطه قلمك، وما جادت به قريحتك، وماذكرت إلا خيرًا، ولا قلت إلا صدقاً، ولكن لي تعليق بسيط على بعض ما قيل لعلك تسمح لي وفقك الله:

أولاً: النقاشات العلمية الجادة هي بضاعة هذا المجلس العلمي، ولا نقبل ببضاعة غيرها، والعلم وتدارسه، والنقاش فيه، وتعلمه، وتعليمه، هو أساس إنشاء هذا الموقع المبارك، ونحن نحاول بقدر المستطاع أن نجعل هذا المجلس العلمي يسير على ما تم التخطيط له مسبقاً، ولكن نجد وللأسف الشديد إخواناً لنا هداهم الله لا يستقر لهم قرار ولا يرتاح لهم بال حتى يعكروا صفو هذا المجلس العلمي، فتجدهم يختارون من المواضيع ما يثير الجدل العميق، ولو أنهم مع مواضيعهم يقبلون الحق ويسلمون للدليل لقلنا: طالبو حق ومريدوه، ولكن تجد النقاش يطول والموضوع يأخذ أكبر من حجمه، ويتشعب والنهاية ماهي؟ لا نهاية! يبقى كلا الطرفين على رأيه، وكأننا لم نفعل شيئاً سوى أن القلوب قد شحنت، والصدور قد أوغرت، فلا بركة في نقاشنا، ولا فائدة من كلامنا، فإلى الله المشتكى.

ثانياً: الكلام عام لا يقصد به شخصًا بعينه، فعلى الإنسان أن يتق الله تعالى، وأن يبحث عن ما يرضيه سبحانه، وليعلم الجميع أن الله مطلع على ما نخفي ونعلن، فالمرء يكتب وسوف يحاسب على ما يكتب، إن خيراً فخير، وإن شراً فلا يلومن إلا نفسك.

ثالثاً: المشرفون في هذا الموقع المبارك يسعون بقدر المستطاع إلى أن يجعلوا هذا المجلس علمياً صرفاً، لا مجاملة فيه لأحد، وسوف نعامل الجميع بمن فيهم أنفسنا معاملة واحدة، والله نسأل أن يوفق الجميع لكل خير.

عدنان البخاري
2007-08-09, 05:13 PM
/// بارك الله فيكم.
/// ولا أخالفك في شيءٍ ممَّا ذكرتَه حفظك الله، غير نقظةٍ فيها شيءٌ من الخفاء.
من المعلوم أنَّ مثل هذه المنتديات المقصود منها ملاقحة الأفكار بعلمٍ وأدبٍ، وليس المقصود منها توافق المتناظرين في كلِّ مسألةٍ يُتناظر فيها، حاشا ما يخالف مثل أهل السنُّة فإنَّه لا يمكَّن داعيه من طرح ما عنده كما هو منهج إدراتكم ههنا.
والحاصل أنَّه قد تحصل في كثيرٍ من المناظرات والمحاورات فوائد جمَّةٌ، ولا يخرج أحد الطرفين أوأكثر من اتفاقٍ غير مزيدٍ من الفوائد.
أمَّا ما يحصل من إيغار الصدور وشحنها فهذا أسبابه معروفةٌ وقد تقدَّم الكلام عنه كثيرًا، بسبب سوء الخطاب لأحد المتناظرين، أوالاستكبار والمغالطة عن قبول الحق بعد وضوحه.
ولا أظنُّك تخالفني في هذا أوأحد الإخوة، والله أعلم.

ابن رجب
2007-08-09, 05:36 PM
رفع الله قدرك وستر عيبك

عدنان البخاري
2007-08-10, 04:43 AM
/// تتمَّةٌ...
/// من الأساليب القديمة الجديدة في المحاورة ما شاع في السَّنوات الأخيرة من التباكي على السَّلفيَّة والحديث والسُّنَّة والعلم والعلماء =حين المناظرة أوارتفاع حِدَّة الرُّدود؛ فيلجأ بعض النَّاس عند إفلاس جُعبته من البراهين والحُجج في مجال نقاشٍ علميٍّ، تُقارع فيه الحُجَّة بالحُجَّة إلى استعمال الإرهاب الفكري ضدَّ مناظرِهِ ومحاوره.
/// فتراةً يتَّهمه بأنََّه يريد بانتقاده أومخالفته فيما ذهب إليه من بعض دقائق مسائل الفروع أوالأصول=(هدم السُّنَّة)، أو (محاربة السَّلفيَّة)، أو (معاداة أهل السُّنَّة)، أو(الطَّعن في العلماء والأئمَّة)، أو(التحقير من علمهم)، أو(تجهيلهم)... الخ!
/// وهكذا من الأساليب الدَّالَّة على إفلاس صاحبها من الحُجج والبراهين، وقلَّة ورعه بتطاوله على أعراض إخوانه، مثل الـ((لاساميَّة))!
/// وطالب الحقِّ ومبتغي العلم الصَّحيح لا يجعل من هذه البضاعة الكاسدة القديمة مادَّةً يحاور أويردُّ بها على من خالفه إن كان من إخوانه المسلمين، لأنَّ ثَمَّة جولتان، ستمضي الأولى، وستبقى الثَّانية!
/// وإنْ نسي المرءُ كلَّ شيءٍ من الأدب في المحاورة، ولم يرع حرمة أحدٍ فيها =فلا ينسَ أنَّه ستزول هذه المناظرات، وتنقضي هذه السَّاعات، وتبقى حقوق العباد تغلبها يوم القيامة المشاحة.
/// أسأل الله تعالى بأسمائه الحُسنى وصفاته العُلى أنْ لا يجعل لأحدٍ من النَّاس علينا شيئًا من حقٍّ أومظلمةٍ.
/// سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلَّا أنت، أستغفرك وأتوب إليك...

عدنان البخاري
2007-08-10, 07:53 PM
/// من المعلوم أنَّ مثل هذه المنتديات المقصود منها ملاقحة الأفكار بعلمٍ وأدبٍ، وليس المقصود منها توافق المتناظرين في كلِّ مسألةٍ يُتناظر فيها، حاشا ما يخالف مثل أهل السنُّة فإنَّه لا يمكَّن داعيه من طرح ما عنده كما هو منهج إدراتكم ههنا.
والحاصل أنَّه قد تحصل في كثيرٍ من المناظرات والمحاورات فوائد جمَّةٌ، ولا يخرج أحد الطرفين أوأكثر من اتفاقٍ غير مزيدٍ من الفوائد.
أمَّا ما يحصل من إيغار الصدور وشحنها فهذا أسبابه معروفةٌ وقد تقدَّم الكلام عنه كثيرًا، بسبب سوء الخطاب لأحد المتناظرين، أوالاستكبار والمغالطة عن قبول الحق بعد وضوحه...
/// وأيضًا... فإنَّه ما من مسألةٍ أوموضوعٍ أورأيٍ إلَّا وقد يجد المرء من ينازعه في بعض ما يذكره فيها، إمَّا لجهلٍ؟!، أولخفاء وعدم وضوحٍ في الطَّرح، أو(لمغالطةٍ وتشغيبٍ).
/// فالذَّنب ذنب من اعترض وشغَّب، لا من اجتهد فانتقى تلك النَّفيسة لأهلها.
/// وأنا أقول للإخوة كثيرًا -في نظري- لا تنبغي الكتابة في منتدى أكثر من يحضره من طلبة العلم المتقدِّمين أوالشيوخ وذوي الفهوم الجيِّدة =إلَّا بما فيه بحثٌ جديدٌ، أو عزيزٌ، يقلُّ الَّتنبيه عليه.
/// ويستثنى من هذا: المواضيع التي لها طابعٌ وعظيٌّ، أوفوائد، أوللتَّحميض أحيانًا بين كبار المسائل، أوالتَّذكير، ونحوها من المسائل، وهذه ينبغي أن تكون هي الأقل حظًّا.
/// وأمَّا المواضيع التي تثير الجدل العقيم، وتولِّد غالبًا الشِّقاق والنِّزاع، دون فائدةٍ تذكر =معروفةٌ معهودةٌ، إذْ لا تخرج -في الغالب- عن أمرين:
1- مواضيع عن أشخاصٍ وذواتٍ يقع فيهم التَّجاذب، وغالب من يتكلَّم فيها إنَّما دافعه التَّحامل أوالتعصُّب، ولا فائدة منها إلَّا إن أُريدَ بها دفع بهتان عن هؤلاء.
/// وكثيرٌ منها مكرورٌ معاد،ٌ تجده في كثيرٍ من المنتديات، ويتكلَّم فيه كلُّ من هبَّ ودبَّ.
/// ومعلومٌ من هم روَّاد هذه الأنواع! والله المستعان.
2- ومنها مواضيع عن مسائل بدعيَّةٍ أوخلافيَّة تكلَّم فيها بعض النَّاس، ولكنَّها قد قُتِلَت بحثًا، وأُشْبِعَت حوارًا، وردًّا ومناقشةً، و((نزاعًا))!
/// فهذه لا جديد فيها، فلِمَ تُطرح ههنا، ألأجل إعادة إحياء النِّزاع من جديد على لا شيء؟!
/// نعم.. قد يُستثنى منها ما جَدَّ من مناقشات، أوتنبيهًا على دقيقةٍ في تلكم المسائل، أوعلى دليلٍ أووجهٍ فات من تكلَّم فيه، أوقلَّ التنبيه عليه، أو نحو ذلك ممَّا قد يخفى على كثيرٍ من طلاَّب العِلم.

عدنان البخاري
2007-08-16, 08:10 PM
....
/// ثمَّ إليكم آخر هذه الطرق وأخسها وضعًا..
/// إذ من الطرق المبتكرة في الشدة على الإخوان، وإن كان فيها شيء من الجبن وخِسَّة الطَّبع والخور =ما أسمِّيه بـ(ولادة المعرِّفات)؛ وذلك باستخدام الكاتب للمعرِّفات الحادثة، اسمين أو ثلاثة أو أكثر -بحسب الحاجة-؛ لاستخدامه في مثل ما تقدم ذكره من أساليب الثلب وهتك العرض.
/// ومن المضحك المبكي أنَّ هذه المعرِّفات إنَّما تكثر ولادتها (العسرة المفضوحة) عند المحاككة والمحاصصة في بعض المواضيع، مرَّة بفلان الفلاني، ومرَّة بأبي فلان.
/// وقد يتجاوز ذلك فيثني على نفسه ويطريها ويزكِّيها، ويطعن فيمن خالف ((نفسه)) المتواضعة، ثم يشاء الله فضحه في يومٍ من الدَّهر، ويكون من باب: فعجبنا له يسأله ويصدِّقه؟!
/// وقد لا يكون أولئك المواليد الجدد المستترين خلف تلك المعرِّفات جبنًا أصحاب وجوهٍ وألوان في نفس الأمر، ولكن كما قيل: (بئس الرجل لا يُعرف إلَّا وقت الفتنة).
/// فأين كنت عن الإفادة والنُّصح يا (أبا فلان الفلاني) قبل هذا النِّقاش، أبعثك الله الآن لترفع الخلاف وتعيد الأمَّة إلى سلفها التَّليد؟! وبئس الرجل لا يكون إلَّا وقود فتنة وشقاق! ياحسرةً على العباد!
/// قد انزعج بعض الإخوة من تعميمي الحكم على من يكتب بمعرِّفات متعدِّدةٍ بأنَّه جبنٌ وخورٌ.. وو.. الخ
/// والذي أودُّ وأحبُّ التنبيه عليه أنَّ كلامي الماضي متوجِّهٌ فيمن يستعمل تلك المعرِّفات في الطَّعن في إخوانه، أو مدح نفسه، أوإثارة الفتن... ونحو ذلك ممَّا لا ينبغي، وقد يدخل هؤلاء في حديث ذي الوجهين، وذي اللِّسانين.
/// أمَّا لو كان لمقاصد شريفةٍ كمحاولة إثراء المنتديات بمواضيع شتَّى بمعرِّفاتٍ مختلفةٍ دون أن يُنسب ذلك له أو لأغراض أخرى فلا عتب ولا نكارة.

أشرف بن محمد
2007-08-17, 07:36 PM
"المعرفات" ليست من الأمور المبتكرة الحديثة، بل هي شأن قديم، واتحاد الصورة ليس بلازم ...
وللناس مقاصد .. أنَّى لنا الإحاطة بها ؟!
وهذه المقاصد على قسمين:
شريفة ...
ودون ذلك ...
وعلى صاحب المقاصد الشريفة أن يجتهد في وضع الضوابط المعِينَة له على تحصيل مقاصده ...
والله الموفق، وله الحمد في الأولى والآخرة ...

عدنان البخاري
2007-08-30, 10:34 PM
وجوب التَّفريق بين ما يجوز وما لا يجوز من المقاصَّة في الأعراض كالسَّبِّ (في المناظرة وغيرها) عند اختيار غير الأولى.
/// الأصل في ذا الباب قول الله تعالى في كتابه: ((وإنْ عاقبتم فعاقبُوا بمثل ما عُوقبتم به ولئن صبرتم لهو خيرٌ للصَّابرين)).
- وقوله تعالى: ((وجزاءُ سيِّئةٍ سيئةٌ مثلُها)).
/// فالسَّبُّ أوالدُّعاء أوالتَّقريع عند المقاصَّة جائزٌ، وإنْ كان خلاف الأولى والأفضل والأجمل، لكن يحرم منه ما كان أصل جنسه محرَّمًا.
/// وهو مثيل من قَتَل بفاحشةٍ أو سحرٍ فلا يشرع قتله بالمثل!
- وقال تعالى: ((فمَن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم)).
/// قال شيخ الإسلام ابن تيميَّة رحمه الله [كما في مجموع الفتاوى 34/135]: "يجوز القِصَاص في الأعراض، يجوز للرَّجل أنْ يقتصَّ؛ فإذا قال له الهاشميُّ: يا كلب! قال له: يا كلب! وإذا قال: لعنك الله، قال له: لعنك الله!
ويجوز ذلك.
وهذا من معنى قوله تعالى: ((ولمَن انْتَصَر بعد ظلمِهِ فأولئك ما عليهم من سبيل /// إنَّما السَّبيل على الذين يظلمون النَّاس ويبغون في الأرض بغير الحقِّ أولئك لهم عذابٌ أليمٌ /// ولمن صَبَر وغَفَر إنَّ ذلك لمن عزم الأمور)).
ولو كذب عليه لم يكن له أن يكذب عليه، وكذلك من سبَّ أبا رجُلٍ فليس له أنْ يسبَّ أباه؛ سواء كان هاشِمِيًّا أو غير هاشِمِيٍّ؛ فإنَّ أبَا السَّابِّ لم يظلِمْهُ، وإنَّما ظَلَمَه السَّابُّ، ((ولا تزرُ وازِرةٌ وزْرَ أُخْرَى)).
ولكن إنْ سبَّ مسلمٌ أبا مسلمٍ فإنَّه يعزَّر على ذلك...". انتهى.
/// وقال رحمه الله أيضًا [كما في مجموع الفتاوى 34/163]: "والعدل في القصاص معتبرٌ بحسب الإمكان، ومن المعلوم أنَّ الضَّارب إذا ضَرَبَ ضَرْبةً مثل ضربَتِه أو قريبًا منها كان هذا أقرب إلى العَدْلِ من أن يعزِّر بالضَّرْبِ بالسَّوط.
فالذي يمنع القِصَاص في ذلك خوفًا من الظُّلم يبيح ما هو أعظم ظلمًا ممَّا فرَّ منه، فعلم أنَّ ما جاءت به السُّنَّة أعدل وأمثل.
وكذلك له أن يسبَّه كما يسبُّه، مثل أن يلعنه كما يلعنه، أو يقول: قبَّحَك الله، فيقول: قبَّحك الله، أوأخزاك الله، فيقول له: أخزاك الله، أو يقول: يا كلب يا خنزير، فيقول: يا كلب ياخنزير.
فأمَّا إذا كان محرَّمَ الجِنْس، مثل تكفيرِهِ، أو الكذِبِ عليه لم يكن له أنْ يكفِّرَه ولا يكذِبَ عليه، وإذا لَعَنَ أبَاه لم يكن له أنْ يلعن أبَاه؛ لأنَّ أبَاه لم يظلِمْهُ...". انتهى نقل المراد منه.
/// ولتلميذه ابن القيَّم كلامٌ أظنُّه في البدائع لا يحضرني موضعه الآن، فليراجع.
والله أعلم.

عدنان البخاري
2008-04-14, 02:23 PM
/// يرفع..

إمام الأندلس
2008-04-14, 05:21 PM
ماشاء الله موضوع جميل
افدتنا بارك الله فيك شيخنا أبا عمر

الأمل الراحل
2008-06-11, 12:18 AM
ما شاء الله

موضوعاتك دوما جميلة وقيمة تستحق الرفع و الحفظ

بارك الله فيك أستاذ عدنان ونفع بك

عدنان البخاري
2008-06-11, 11:28 AM
/// الأخوان الكريمان.. الأندلسي والأمل "القادم"... جزاكم الله خيرا وبارك فيكما

عدنان البخاري
2008-08-05, 12:11 PM
/// وإليكم الرابعة فانتبهوا لها..
/// من الطرق المبتكرة في الشِّدَّة على الإخوان: التعريض بالدعاء، مثل أن يقال: رزقك الله (يا فلان!) حسن الخلق، والمعنى أنك سيء الخلق، أو شفاك الله؟! والمعنى أنك معتوه!، أو نسأل الله الإخلاص، والمعنى أنك مراءٍ!
أو يذكر حديثاً فيه تعريض، مثل أن يقول: (الحسد يأكل الحسنات)؛ والمعنى أنك (يا فلان) حاسد، أوغير ذلك من الأساليب التي تخفى على أحدٍ...
/// ومن تلكم الطرق في الشِّدَّة والقدح: التَّعريض والاستفزاز بمدح كلام فلانٍ في فلانٍ، وليس في مدح ردِّ فلان على مقال فلان. وكأنَّ المقصود من الرَّد والمدح هو صاحب المقال لا المقال!
/// وينبغي التنبُّه إلى أنَّه لا بأس بمدح مقالٍ أعجب به امرؤ؛ لكن دون استفزازٍ للطرف الآخر، واللبيب يفرق بينهما بسياق الكلام ولحنه.
/// ومنها: تسمية الردِّ العلمي -في مسألةٍ محل تجاذب وتباحث- سيفًا أوإلجامًا أوصارمًا أوصاعقة .. إلى غير ذلك من التسميات التي تصلح للردود على الزنادقة أوالمبتدعة، أوخطاب إعلان حرب!، وهي مستفزَّة للآخرين، فيخرجهم عن العلميَّة والموضوعيَّة إلى المعاملة بالمثل عند ترك الأولى. والله المستعان!

عدنان البخاري
2008-11-01, 07:09 PM
* ومن الطُّرق السَّقيمة التي شاعت وطمَّت عند بعض الناس وعمَّت، وفيها قسوةٌ على المحاور أو المناظر: التباهي من بعض "فاقدي الحُجَّة" بالتزكيات والمنازل و"الدكترات" عند عجزه حال المحاورة مقارعة حجَّة أخيه بمثلها.
فترى بعض هؤلاء البؤساء -رفع الله عنهم الأسقام وعافانا ممَّا ابتلاهم به- يقول في سياق المناظرة ودون مناسبةٍ سائغةٍ: (قد زكَّاني فلان وفلان)، فما عندك من التَّزكيات أوالإجازات؟! ومَن أثنى عليك من أهل العلم!
وكأنَّنا عند المحاورة والمناظرة بالحجة والوصول للتعلم يتقدَّم أحد الطَّرفين إلى الآخر في وظيفةٍ رسميَّةٌ والمحاور مديرها؟!
عجبًا لهذا التظريف!.. فقد بقي عليه أن يقول: هات ملفًّا، وصورًا شمسية، مع شهادتك التدريبية، ولا تنس صحبة وليَّ أمرك معك وشاهدي عدل = حتى نكمل النِّقاش! وإلَّا فلا كلام "لنا" معك!
وكأنَّ العلم بالشرع والفهم لنصوصه وكلام أهله (الذي يظهر بالمحاججة) لا يظهر إلَّا بتلك التَّزكيات والشهادات التي يستوي فيها المستحقِّ، مع المزوَّر أو المزوِّر!
وفي مثل هذا التَّصرُّف البائس صرفٌ للأنظار وإخفاء لمظاهر الضَّعف العلمي؛ بتدليس مهلهل.
* ولتأمُّل سوء تصرُّف هؤلاء البؤساء -نسأل الله العفو- وما هم عليه من السَّقم الفكري فليلحظ ما يلي:
* أنَّ من يبرز من جعبته بعض التزكيات التي عفا عليها الزمن لم يصنع شيئًا عند المحاججة بتلك الطريقة البليدة! ذلك أنَّ هؤلاء العلماء الذين قد زكَّوه في يومٍ ما أوقدَّموا له في كتابٍ ما = لم يخطر ببال أحدهم أنَّ تزكياتهم ستستعمل من مثل هؤلاء الذين لم يربُّوا أنفسهم على أدب العلم كصكِّ غفران مطلق يلوَّح بها لإبطال حقٍّ أو إحقاق باطلٍ!
* وأيضًا.. فإنَّ بعض هذه التَّزكيات قد يكتبها بعض أهل العلم لبعض "الأصاغر" في العلم أو الأقران في المناظرة؛ تشجيعًا لهم وحسن ظنٍّ بحالهم، وذلك بالثناء عليه في رسالةٍ خاصَّةٍ أو تقريظ لكتاب أو نحو ذلك؛ ولكنَّ الحيَّ لا تؤمن عليه الفتنة؛ فتزكية من زكَّى من أهل العلم قد انتهى مفعولها بتغيُّر الحال بعدالحال، وليس في تزكية أحد من النَّاس ضمانة بسلامة المزكَّى مطلقًا في كلِّ أحواله وكتبه و"اختياراته" وانحرافاته و(مرض قلبه!) بعد ذلك.
* وأخيرًا.. فإبراز هذه التزكيات في هذا السياق عند الفشل العلمي قدحٌ لا مدحٌ.. إذ يُقال أوينبغي ذلك: قد أخطأ من زكَّاك، فليته لم يفعل!!
كما قد يُقال لدكتور مزجى البضاعة: قد أخطأ من أنالك هذه الدكترة!
(مع فائق تقديري واحترامي لجميع الدكاترة الأكفاء).

* فيا مسكين.. يا أيُّها الزَّاهي بتزكياتك والمتباهي بها ارفق بنفسك.. فنحِّ ذلك كله جانبًا عند المحاججة بالموضوعيَّة والمنهجيَّة العلميَّة.
وإن أصررت فلك أن تؤطَّر تلك التَّزكيات بإطاراتٍ مذهَّبةٍ بعناية وتعلِّقها في كل غرفة ببيتك.. وتتأمَّلها غدوًّا وعشيًا..
لا لكي تزيد غرورك وأسقام فؤادك ودناءة تعاليك..
ولا لتنظر إلى عطفيك لأجلها، كما تنظر المرأة في المرآة.. كلَّا..
بل لكي تذكِّرك بماضيك الفائت البائد (إن كان)، ولتبذل جهدًا أكبر؛ بالتفرُّغ أوقاتًا مضاعفة في طلب العلم والمعرفة حتى بلوغ تلك المرتبة، التي أمَّل مزكُّوك وصولك إليها، أوحَسُن ظنُّهم بك حينها..
وأنت أعلم بقدر نفسك فلا تخدع نفسك بنفسك..
* أعاننا الله على بلوغ الإمامة في الدِّين على هدى واتِّباعٍ وإخلاص.

المعتز بدينه
2008-11-28, 11:09 AM
موضوع جميل استفدت منه ,فأحببت شكرك عليه ,, جزاك الله خيراً

عدنان البخاري
2008-11-28, 11:39 AM
/// وإيَّاك، وحيَّاك الله وبيَّاك..

/// ومن الطرق القديمة الجديدة في القسوة، التعصُّب للأشخاص دون الحقِّ الذي هم حاملون له، أوأخطأوه في تلكم المسألة، وما ينجم عن ذاك التعصُّب من بغيٍ وظلمٍ وإهدار عرضٍ لمسلمٍ؛ إذ يجب صيانة عرْضهِ على الدَّوام..
/// حتى لو كانت المنازعة بين شيخ الرَّاد وخصمه فلا ينبغي له أن يحشر نفسه بينهما، عصبيَّةً لشيخه وجاهليَّةً أسقطها الإسلام؛ بل يكون قوَّامًا بالقسط والعدل والإنصاف، ومن لم يقدر على قول الحقِّ فلا يقف في صفِّ الباطل، بل كُنْ محايدًا وأنكر بقلبك على الأقل:
تتمَّة وفائدة: حرمة التَّهاجر لأجل المعلِّمين أوالشُّيوخ فقط:
/// قال شيخ الإسلام ابن تيميَّة رحمه الله [كما في مجموع الفتاوى 28/14-16]: "وليس لأحدٍ أنْ يُعَاقِبَ أحدًا على غير ظُلْمٍ ولاتعدِّي حدٍّ، ولا تضييع حقٍّ، بل لأجل هَوَاه؛ فإنَّ هذا من الظُّلم الذي حرَّم الله ورسوله، فقد قال تعالى -فيما روى عنه نبيه-: ((يا عبادى إنى حرمت الظلم على نفسى وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا)).
وَإذَا جَنَى شخصٌ فلا يجوز أن يُعَاقَب بغير العقوبة الشَّرعيَّة.
وليس لأحدٍ من المتعلِّمِين والأستاذين أن يعاقبه بما يشاء، وليس لأحدٍ أن يعاونه ولا يوافقه على ذلك، مثل أن يأمر بهجر شخصٍ فيهجره بغير ذنبٍ شرعيٍ، أو يقول: أقعدته، أو أهدرته، أو نحو ذلك؛ فإنَّ هذا من جِنْس ما يفعله القَسَاوسة والرُّهبان مع النَّصارى، والحزَّابون مع اليهود، ومن جِنْس ما يفعله أئمَّة الضَّلالة والغِواية مع أتباعهم...
فإذا كان المعلِّمُ أو الأُستاذ قد أَمَر بهجر شخصٍ، أو بإهداره، وإسقاطه وإبعاده ونحو ذلك =نَظَرَ فيه؛ فإن كان قد فَعَلَ ذنبًا شرعيًّا عُوْقِبَ بقدر ذَنْبِهِ، بلا زيادةٍ، وإنْ لم يكن أذْنَبَ ذنبًا شرعيًّا لم يجز أنْ يعاقب بشيءٍ لأجل غرض المعلِّم، أوغيره.
وليس للمعلِّمين أن يحزِّبُوا النَّاس، ويفعلوا ما يُلْقِي بينهم العَدَاوة والبغضاء؛ بل يكونون مثل الأخوة المتعاونين على الِبِّر والتَّقوى، كما قال تعالى: ((وتعاونوا على البِرِّ والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان)).
وليس لأحدٍ منهم أن يأخذ على أحدٍ عهدًا بموا فقتة على كُلِّ ما يريده، وموالاة من يواليه، ومعاداة من يعاديه؛ بل مَنْ فَعَلَ هذا كان من جِنْسِ جنكزخان وأمثاله، الذين يجعلون من وافقهم صديقًا مواليًا، ومن خالفهم عدوًّا باغيًا.
بل عليهم وعلى أتباعهم عهدُ الله ورسولُه؛ بأنْ يطيعوا الله ورسوله، ويفعلوا ما أمر الله به ورسوله، ويحرِّموا ما حرَّم الله ورسوله، ويرْعَوا حقوق المعلِّمين كما أمر الله ورسوله.
فإنْ كان أستاذٌ أحدٍ مظلومًا نصَرَه، وإن كان ظالمًا لم يعاونه على الظُّلم، بل يمنعه من ذلك؛ كما ثبت فى الصَّحيح عن النَّبيِّ (ص) أنَّه قال: ((انصُرْ أخاك ظالمًا أو مظلومًا، قيل: يا رسول الله أنصره مظلومًا، فكيف انصرُه ظالمًا؟ قال: تمنعه من الظلم، فذلك نصرك إياه)).
وإذا وَقَعَ بين معلِّمٍ ومعلِّمٍ، أو تلميذٍ وتلميذٍ، أو معلِّمٍ وتلميذٍ خصومةٌ ومشاجرةٌ لم يجز لأحدٍ أنْ يُعِيْن أحدهما حتى يعلم الحقَّ، فلا يعادونه بجهلٍ ولا بهوىً، بل ينظر فى الأمر، فإذا تبيَّن له الحقُّ أعان المُحِقَّ منهما على المُبْطِل، سواء كان المُحِقُّ من أصحابه أو أصحاب غيره، وسواء كان المُبْطِل من أصحابه أو أصحاب غيرِهِ، فيكون المقصود عبادة الله وحده، وطاعة رسوله، واتِّبَاع الحق، والقيام بالقسط...".

أبو الفداء
2008-11-28, 02:55 PM
حياكم الله وبارك فيكم يا شيخ عدنان ..
ووالله قد أفدت من موضوعك هذا أيما افادة... وأسأل الله العفو عما قد أكون وقعت فيه مما حذرتم منه في غفلة مني، وأعتذر ها هنا الى كل من ظلمته دونما قصد، أو بغيت عليه في خطابي، أو احتددت عليه بغير مسوغ شرعي، وأستميحه العذر والعفو.. والله أسأل أن يصفح هؤلاء عني ... فالحمل يوم القيامة ثقيل ثقيل، ولا قبل لأحدنا بأن تنتزع منه يوم القيامة حسنة واحدة لعله ألا تكون نجاته الا بها، نسأل الله العافية ...
وأشهد الله يا شيخ عدنان أني أحبكم في الله وأحمده سبحانه على أن جعلني في هذا المجلس جليسا لأمثالكم، وان نفسي لتهفو للقياكم والله وغيركم من أكارم هذا المجلس المبارك ومشايخه، ولكن ما من سبيل أعلمه الى ذلك في الدنيا...
فأسأله تبارك وتعالى ألا يحرمنيه في الآخرة، وأن يجمعني واياكم في الفرودس الأعلى ...
آمين.

عدنان البخاري
2008-11-29, 11:27 AM
/// آمين.. وبارك الله فيكم يا أبا الفداء ونفع بكم وبمشاركاتكم.. وأسأله سبحانه أن يجمع بين إخوة الدين والعلم في دنياه على خيرٍ وعافيةٍ، ولا يحرم أحدًا من اللقاء في جنَّة عدنٍ..

سارة بنت محمد
2010-02-28, 04:09 PM
جزاك الله خيرا

عدنان البخاري
2010-11-22, 03:49 PM
/// وإياك.
يرفع للإفادة.

محبة الفضيلة
2010-11-22, 04:28 PM
2- ومنها مواضيع عن مسائل بدعيَّةٍ أوخلافيَّة تكلَّم فيها بعض النَّاس، ولكنَّها قد قُتِلَت بحثًا، وأُشْبِعَت حوارًا، وردًّا ومناقشةً، و((نزاعًا))!
/// فهذه لا جديد فيها، فلِمَ تُطرح ههنا، ألأجل إعادة إحياء النِّزاع من جديد على لا شيء؟!
/// نعم.. قد يُستثنى منها ما جَدَّ من مناقشات، أوتنبيهًا على دقيقةٍ في تلكم المسائل، أوعلى دليلٍ أووجهٍ فات من تكلَّم فيه، أوقلَّ التنبيه عليه، أو نحو ذلك ممَّا قد يخفى على كثيرٍ من طلاَّب العِلم.

لعل من أكثر ما يؤلم التعصب لبعض الأراء في المسائل التي يسوغ فيها الخلاف وغالب من يتعصب لرأيه هم أصحاب الهوى وما هم بطلاب حق إلا ما شاء الله , جزاكم الله خيرا على رفع هذا الموضوع فالواضح أنها تجارب شخص عارف بكل ما يدور في المنتديات .

رضا العربي
2010-11-22, 04:44 PM
السلام عليكم
بارك الله فيكم أخانا الحبيب الشيخ عدنان البخاري وثقل موازين طيباتك على ما أحسنت به من لفت من غفل من إخوانك ومن أساء بغير علم أو به إلى خطورة البغي على الخلطاء من إخوانهم في الخطاب..نعوذ بالله أن نكون ممن يبغي بغير الحق ونسأله تعالى أن يسلم قلوبنا وإياكم وكل المسلمين من النفاق وأعمالنا من الرياء أو البغي وأن يطهر أنفسنا من كل ما لا يليق بخشيته تعالى
أدام الله إحسانكم وبارك فيكم وأحسن إليكم
ودمتم في فضل من الله ونعمة

عدنان البخاري
2011-08-20, 04:49 AM
آمين.. وأحسن الله إليك ونفع بك.


______________

* تنبيهٌ: قد بدا لي أن أغيِّر عنوان الموضوع إلى ما ترون، ولعلَّه أنسب..

______________

* بعض الناس ممّن قد تكون لهم سابقة علم وأضواء ينادون كثيرًا بالتَّسامح والتَّلاطف مع [الآخر]، فإذا كانت القضية في خلافٍ لهم مع بعض أهل العلم المعاصرين، سواء أكان منهجيًا أو في أطراف مسائل علمية محتملة شنَّعوا عليهم بطعنٍ أو بلمز وتعريض.. يفتقد (على الأقل) ذاك التسامح والأدب في الاختلاف!
حقيقةً حاولت كثيرًا وتكرارًا إحسان الظَّن بهذا الأسلوب المتكرِّر المنفِّر الذي يشتم رائحته (كل عاقل).. لكنِّي فشلت؛ فإنَّ الشمس لا تحجب بغربال!
حسنًا.. اختصارا نردِّد في شهر القرآن: ﴿والذين جاؤا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا﴾!
ولا يفوتني ههنا أن أذكِّر دائمًا أنَّ المشكلة ليست في الاختلاف السَّائغ، فهي سُنَّةٌ ماضيةٌ، إنَّما في طريقته وألفاظ ممارسيه.
ما نفَّر الناس من الإمام ابن حزم رحمه الله؟!
أنريد أن تكون طريقته قدوة لنا..
أخي المناضل للإصلاح والاجتهاد والتَّجديد والتطهير والدعوة والعلم.. الخ = خالف من شئت فيما يسوغ ما دمتَ ناطقًا بحُجَّةٍ، ولكن معها أدبُها..
قطعًا.. العلم لا يكفي وحده دون أن يرتبط معه أدبُه!
حين يتكرَّر أسلوب مطَّردٌ فهل السَّبب فيه نقمةٌ في القلب تدفع لمثل هذه القسوة على فئات، وهي غير منظورة في الخطاب مع آخرين غيرهم؟ أم أنَّها جفوة تشمل الجميع من مُحِبِّين ومُبْغَضِين؟

عدنان البخاري
2011-08-20, 05:22 AM
/// ومن الطُّرق السَّقيمة التي شاعت في بعض المنتديات مؤخرًا، وفيها قسوةٌ على المحاور أوالمناظر التباهي من بعض "فاقدي الحُجَّة" بالتزكيات والمنازل و"الدكترات" عند عجزه حال المحاورة مقارعة حجَّة أخيه بمثلها...
رب عاقل يقال له: الحجة في كذا كيت وكيت، وقد أخطأك الحق فيما ذكرت.
فينبري للرد على حجتك ودحضها ونسفها وبيان وجه خطئها.. الخ وإسقاطك = بسؤال افتراضي بسيط: ومن أنت؟! حتى تطلع على الحق من دوني؟
ولا بأس من الاستطراد بتذكيري بما هو أولى من (مسألة الحق والغلط)، فيبرز إجازاته وتزكياته وشهاداته ومؤلفاته التي ملأت الأطر والرفوف وطارت بها الركبان.. الخ!

شكونا إليهم فساد السواد ** فعابوا علينا شحوم البقر
فكانوا كما قيل فيما مضى ** أريها السها وتريني القمر!
هنا فقط.. تنتهي القضية وتعلّق المناقشة أو تغلق! إذ يبقى أنِّي أقر بكل ذلك الفضل لك ولستُ غافلًا عن شيء ممَّا تفضَّلت به!
لكن المشكلة عندي أنَّ قضيتي الآن هي غير قضيَّتك!
و.. للأسف الشديد!