مشاهدة النسخة كاملة : فك الشفرة الجزائرية .
محمد المبارك
2007-08-08, 03:28 AM
فك الشفرة الجزائرية
و فتح الأيقونة الباريسية
الأمير عبدالقادر الجزائري:
نسبه ومولده:
هو الشيخ عبد القادر ابن الأمير محيي الدين الحسني، حيث يصلُ نسبه بالإمام الحسين بن علي ، يقول الأمير عبدالقادر عن سلسلة نسبه:
( إنني عبد القادر ابن محي الدين ابن مصطفى ابن محمد ابن المختار ابن عبد القادر ابن أحمد ابن محمد ابن عبد القوي ابن يوسف ابن أحمد ابن شعبان ابن محمد ابن أدريس ابن أدريس ابن عبدالله ( المحض ) أبن الحسن ( المثنى ) أبن الحسن ( السبط ) ابن فاطمة بنت محمد رسول الله وزوجة علي ابن أبي طالب عم الرسول .
كان أجدادنا يقطنون المدينة المنورة وأول من هاجر إليها هو أدريس الأكبر الذي أصبح فيما بعد سلطانا على المغرب وهو الذي بنى ( فاس ) وبعد أن كثر نسله توزعت ذريته ومنذ عهد جدي فقط قدمت عائلتنا لتستقر في "أغريس" قريبا من "معسكر" )
( انظر :"الأمير عبد القادر" – سلسلة الفن والثقافة – وزارة الإعلام والثقافة الجزائرية – الجزائر / ص 1974) .
إلاَّ أن فريبه الأمير محمد أورد سلسلة أخرى تختلف كلياً في كتابه :" تحفة الزائر في مآثر الأمير عبدالقادر وأخبار الجزائر " ، ممَّا يُضعف الثقة في هذه النسبة الشريفة ، لا سيما إذا عرفنا أ ن النسبة الشريفة من شروط الوصول الى مرتبة القطبية عند المتصوفة ، كما أننا إذا علمنا أيضاً أن الصوفية يجوِّزون الاكتساب الروحاني للنسبة الشريفة تقلُّ الثقة عندنا بتلك السلاسل النسبية المسبوكة .
ولد الأمير عبدالقادر في 23 من رجب عام 1222هـ / مايو 1807م، وذلك بقرية "القيطنة" بوادي الحمام من منطقة معسكر "المغرب الأوسط" أو الجزائر.
ثم انتقل والده الذي كان شيخ الطريقة القادرية في وقته إلى لمدينة "وهران"، و اثر اصطدام مع الوالي العثماني أمر الوالي بتحديد إقامة محيي الدين في بيته، فاختار أن يخرج من الجزائر كلها في رحلة طويلة.
رحلة محيي الدين الجزائري و ابنه عبدالقادر :
كان الإذن للشيخ محيي الدين بالخروج لفريضة الحج عام 1241هـ/ 1825م، فخرج الوالد واصطحب ابنه عبد القادر معه، فكانت رحلة عبد القادر إلى تونس ثم مصر ثم الحجاز ثم البلاد الشامية ثم بغداد، ثم العودة إلى الحجاز ، ثم العودة إلى الجزائر مارًا بمصر وبرقة وطرابلس ثم تونس، وأخيرًا إلى الجزائر من جديد عام 1828 م، على طريقة رحلات الصوفية و ما فيها من الوقوف على الآثار والأولياء، وما لبث الوالد وابنه أن استقرا في قريتهم "قيطنة".
الاحتلال الفرنسي :
ولم يمض وقت طويل حتى تعرضت الجزائر لحملة عسكرية فرنسية شرسة، وتمكنت فرنسا من احتلال العاصمة فعلاً في 5 يوليو 1830م، واستسلم الحاكم العثماني سريعًا، ولكن الشعب الجزائري كان له رأي آخر.
المبايعة:
فرّق الشقاق بين الزعماء كلمة الشعب، وبحث أهالي وعلماء "وهران" عن زعيم يأخذ اللواء ويبايعون على الجهاد تحت قيادته، واستقر الرأي على "محيي الدين الحسني"
شيخ الطريقة القادرية في وقته ، و والد الأمير عبدالقادر ،وعرضوا عليه الأمر، ولكن الرجل اعتذر عن الإمارة إلاَّ أنَّه قبل قيادة الجهاد.
فأرسلوا إلى صاحب المغرب الأقصى ليكونوا تحت إمارته، فقبل السلطان "عبد الرحمن بن هشام" سلطان المغرب، وأرسل ابن عمه "علي بن سليمان" ليكون أميرًا على وهران، وقبل أن تستقر الأمور تدخلت فرنسا مهددة السلطان بالحرب، فانسحب السلطان واستدعى ابن عمه ليعود الوضع إلى نقطة الصفر من جديد.
ولما كان محيي الدين قد رضي بمسئولية القيادة العسكرية، فقد التفت حوله الجموع من جديد، وخاصة أنه حقق عدة انتصارات على العدو، وقد كان عبد القادر على رأس الجيش في كثير من هذه الانتصارات، فاقترح الوالد أن يتقدم "عبد القادر" لهذا المنصب، فقبل الحاضرون، وقبل الشاب تحمل هذه المسؤولية، وتمت البيعة، ولقبه والده بـ "ناصر الدين" واقترحوا عليه أن يكون "سلطان" ولكنه اختار لقب "الأمير"، وبذلك خرج إلى الوجود "الأمير عبد القادر ناصر الدين بن محيي الدين الحسني"، وكان ذلك في 13 رجب 1248هـ/ نوفمبر 1832م، وقد وجه خطابه الأول إلى كافة العروش قائلاً: "… وقد قبلت بيعتهم (أي أهالي وهران وما حولها) وطاعتهم، كما أني قبلت هذا المنصب مع عدم ميلي إليه، مؤملاً أن يكون واسطة لجمع كلمة المسلمين، ورفع النزاع والخصام بينهم، وتأمين السبل، ومنع الأعمال المنافية للشريعة المطهرة، وحماية البلاد من العدو، وإجراء الحق والعدل نحو القوى والضعيف، واعلموا أن غايتي القصوى اتحاد الملة المحمدية، والقيام بالشعائر الأحمدية، وعلى الله الاتكال في ذلك كله".
ثقافته العالية :
لقد كان الأمير عبدالقادر ذا ثقافة علمية واسعة ، فقد كان أبوه الشيخ محيي الدين يُعِدُّه لمشيخة الطريقة القادرية من بعده ، وحتى تكتمل صورة الأمير عبد القادر، فقد تلقى الشاب مجموعة من العلوم فقد درس الفلسفة (رسائل إخوان الصفا - أرسطوطاليس - فيثاغورس) ودرس الفقه والحديث فدرس صحيح البخاري ومسلم، وقام بتدريسهما، كما تلقى الألفية في النحو، والسنوسية، والعقائد النسفية في التوحيد، وايساغوجي في المنطق، والإتقان في علوم القرآن .
صفاته الشخصية :
كان الأمير بتمتع بمؤهلات نادرة من حدة الذكاء و سرعة التعلم و بهما مع الرحلة و دقة المشاهدة اكتسب الأميركثيرا من الصفات كالخبرة العسكرية في ميدان القتال ، وحسن التصرف ، و الإفادة من الظروف المواتية، مع ما استفاده من العلوم و الثقافة الشرعية التي شابتها شائبة التصوف ، وكان قوي الجسم صلب العود ، ذا هيئة حسنة ، و ممَّا يُؤخذ على الأمير حبه للمال و السلطة الذين يخلطهما بحب العفو و المسامحة في أحيان كثيرة .
دولة الأمير عبد القادر و عاصمته المتنقلة:
وقد بادر الأمير عبد القادر بإعداد جيشه، ونزول الميدان ليحقق انتصارات متلاحقة على الفرنسيين، وسعى في ذات الوقت إلى التأليف بين القبائل وفض النزاعات بينها، وقد كانت بطولته في المعارك مثار الإعجاب من العدو والصديق فقد رآه الجميع في موقعة "خنق النطاح" التي أصيبت ملابسه كلها بالرصاص وقُتِل فرسه ومع ذلك استمر في القتال حتى حاز النصر على عدوه.
وأمام هذه البطولة اضطرت فرنسا إلى عقد اتفاقية هدنة معه وهي اتفاقية "دي ميشيل" في عام 1834، وبهذه الاتفاقية اعترفت فرنسا بدولة الأمير عبد القادر، وبذلك بدأ الأمير يتجه إلى أحوال البلاد ينظم شؤونها ويعمرها ويطورها، وقد نجح الأمير في تأمين بلاده إلى الدرجة التي عبر عنها مؤرخ فرنسي بقوله: «يستطيع الطفل أن يطوف ملكه منفردًا، على رأسه تاج من ذهب، دون أن يصيبه أذى!!». و كان الامير قد انشا عاصمة متنقلة كاي عاصمة اوربية متطورة آنذاك سميت الزمالة ، كما قام بضرب عملته الخاصة .
تنظيم الدولة:
وقبل أن يمر عام على الاتفاقية نقض القائد الفرنسي الهدنة، وناصره في هذه المرة بعض القبائل في مواجهة الأمير عبد القادر، ونادى الأمير قي قومه بالجهاد ونظم الجميع صفوف القتال، وكانت المعارك الأولى رسالة قوية لفرنسا وخاصة موقعة "المقطع" حيث نزلت بالقوات الفرنسية هزائم قضت على قوتها الضاربة تحت قيادة "تريزيل" الحاكم الفرنسي. ولكن فرنسا أرادت الانتقام فأرسلت قوات جديدة وقيادة جديدة، واستطاعت القوات الفرنسية دخول عاصمة الأمير وهي مدينة "معسكر" وأحرقتها، ولولا مطر غزير أرسله الله في هذا اليوم ما بقى فيها حجر على حجر، ولكن الأمير استطاع تحقيق مجموعة من الانتصارات دفعت فرنسا لتغيير القيادة من جديد ليأتي القائد الفرنسي الماكر الجنرال "بيجو"؛ ولكن الأمير نجح في إحراز نصر على القائد الجديد في منطقة "وادي تافنة" أجبرت القائد الفرنسي على عقد معاهدة هدنة جديدة عُرفت باسم "معاهد تافنة" في عام 1837م.
وعاد الأمير لإصلاح حال بلاده وترميم ما أحدثته المعارك بالحصون والقلاع وتنظيم شؤون البلاد، وفي نفس الوقت كان القائد الفرنسي "بيجو" يستعد بجيوش جديدة، ويكرر الفرنسيون نقض المعاهدة في عام 1839م، وبدأ القائد الفرنسي يلجأ إلى الوحشية في هجومه على المدنيين العزل فقتل النساء والأطفال والشيوخ، وحرق القرى والمدن التي تساند الأمير، واستطاع القائد الفرنسي أن يحقق عدة انتصارات على الأمير عبد القادر، ويضطر الأمير إلى اللجوء إلى بلاد المغرب الأقصى، ويهدد الفرنسيون السلطان المغربي، ولم يستجب السلطان لتهديدهم في أول الأمر ، وساند الأمير في حركته من أجل استرداد وطنه، ولكن الفرنسيين كانوا يضربون طنجة وموغادور بالقنابل من البحر، وتحت وطأة الهجوم الفرنسي اضطر السلطان إلى توقيع معاهدة الحماية، التي سبقت إحتلال المغرب الأقصى.
نهاية الحركة القادرية :
بدأ الأمير سياسة جديد في حركته، إذ سارع لتجميع مؤيديه من القبائل، و كان ديدنه الحركة السريعة بين القبائل فقد يصبح في مكان ويمسي في مكان آخر حتى لقب باسم "أبا ليلة وأبا نهار".
واستطاع أن يحقق بعض الانتصارات، ولكن فرنسا دعمت قواتها بسرعة، فلجأ مرة ثانية إلى بلاد المغرب، ومن ناحية أخرى ورد في بعض الكتابات أن بعض القبائل المغربية راودت الأمير عبد القادر أن تسانده لإزالة السلطان القائم ومبايعته سلطانًا بالمغرب، وعلى الرغم من انتصار الأمير عبد القادر على جيش الإستطلاع الفرنسي، إلا أن المشكلة الرئيسية أمام الأمير هي الحصول على سلاح لجيشه، ومن ثم أرسل لكل من بريطانيا وأمريكا يطلب المساندة والمدد بالسلاح في مقابل إعطائهم مساحة من سواحل الجزائر: كقواعد عسكرية أو لاستثمارها، وبمثل ذلك تقدم للعرش الإسباني ولكنه لم يتلقَ أي إجابة، وأمام هذا الوضع اضطر في النهاية إلى التفاوض مع القائد الفرنسي "الجنرال لامور يسيار" على الاستسلام على أن يسمح له بالهجرة إلى الإسكندرية أو عكا ومن أراد من اتباعه، وتلقى وعدًا زائفًا بذلك فاستسلم في 23 ديسمبر 1847م، ورحل على ظهر إحدى البوارج الفرنسية، وإذا بالأمير يجد نفسه بعد ثلاثة أيام في ميناء طولون ثم إلى إحدى السجون الحربية الفرنسية، وهكذا انتهت دولة الأمير عبد القادر، وقد خاض الأمير خلال هذه الفترة من حياته حوالي 40 معركة مع الفرنسيين والقبائل المتمردة .
الأمير في الأسر:
ظل الأمير عبد القادر في سجون فرنسا يعاني من الإهانة والتضييق خمس سنوات ، متنقلاً بين سجون مختلفة بما فيها قصر أمبواز، و قد توفي خمسة و عشرين من أقاربه الذين كانوا معه خلال ذلك الوقت جراء البرد و الجوع .وبعد أسابيع من تولي نابليون الثالث بعث إليه الأمير برسالة في 23 ديسمبر 1848 مذكرا له بوعد فرنسا، وسجن الإنجليز لنابليون الأول، وسجنه هو نفسه (نابليون الثالث) بأمر لوي فيليب ، و طالبا الاستجابة لرغبته في الذهاب إلى مصر أو سورية.
وفي عام 1852م استدعاه نابليون الثالث بعد توليه الحكم، وأكرم نزله، وأقام له المآدب الفاخرة ليقابل وزراء ووجهاء فرنسا، ويتناول الأمير كافة الشؤون السياسية والعسكرية والعلمية، مما أثار إعجاب الجميع بذكائه وخبرته، ودُعي الأمير لكي يتخذ من فرنسا وطنًا ثانيًا له، ولكنه رفض، ثم اقترح نابليون الثالث على الأمير أن يترأس الإمبراطورية العربية في الشرق بعد أن يتم تحريرها من الاحتلال العثماني .
ورحل الأمير عبدالقادر إلى الشرق براتب من الحكومة الفرنسية ، وبوعدٍ غير واضحٍ من الامبراطور الفرنسي بتنصيبه امبراطورا على البلاد العربية .
و توقف في استانبول حيث السلطان عبد المجيد، والتقى فيها بسفراء الدول الأجنبية، ثم استقر به المقام في دمشق منذ عام 1856 م وفيها أخذ مكانة بين الوجهاء والعلماء، وقام بالتدريس في المدرسة الأشرفية، ثم في المدرسة الحقيقية ، وأخيراً في المسجد الأموي .
التحول الكبير في حياة الأمير:
لم تُحيِّرني شخصية مثل شخصية الأمير عبدالقادر الجزائري ، فهذا الأسد الهزبر و الفارس الضرغام نجده يتحول بعد مجيئه من فرنسا إلى خادم مطيع و مريد متحمس للدولة الفرنسية و إلى كل ما يمت إلى الفرنسين بِصِلة ، فما الذي حصل للأمير فأدَّى به إلى كل ذلك التغيير .
في اعتقادي أن الأمير عبدالقادر قد تعرض خلال نشأته و مراحل حياته لعدَّة تأثيرات متغايرة بعضها استصحبها من ذاكرته خلال مراحل نشأته المبكرة ، و بعضها خلال وجوده في فرنسا ، و أثناء سلسلة النقاشات التي كانت تدور بينه وبين وجهاء فرنسا ، والشبهات التي كان يوردها عليه كبار المستشرقين ، لا سيما أن الفرنسيين كانوا قد حضَّروا لذلك الدرس بكل عناية ، إذ كانوا قد تعرفوا على الشخصية الشرقية جيداًُ من خلال الحملة الفرنسية على مصر ، لا سيما طريقة التخاطب والتعامل مع مشائخ الطرق الصوفية ، مِمَّا قلب كيان الرجل ، و غيَّره كل ذلك التغيير و أثر به أيَّ تأثير .
الأمر الأول: أن الأمير كان ذا ثقافة و اطلاع واسعين
و لديه قابلية عجيبة لقبول الآخر مهما بلغ ذلك الآخر من عدائه له بشرط أن يتحد معه في حوار يتخذ الطابع العلمي ، و لا يخفى مقدرة الغربيين على قلب الأمور ، و ادعاء النزاهة ممَّا قد يؤثر حتى على ذوي العقول الراجحة ، ومما حفِظ عن الأمير خلال تلك الحوارات قوله :" لو كان العالم يسمعني لجعلت من المسلمين والمسيحيين إخوةً ولعملنا معاً من أجل إرساء السلام في العالم" ، ولعلَّ هذه الجملة كانت هي البروتوكول الذي انتهجه فيما بعد الأمير و التزم به كل الالتزام .
الأمر الثاني: ذلكم البغض الكبير للدولة العثمانية
الذي اكتنفه خلال نشأته ، وبعد اخراج الوالي العثماني لأبيه من قريته الى الحجاز ، و ما صاحب ذلك من التغرُّب.
وكذلك كون الدولة العثمانية قد تخَّلت عن الجزائر أثناء الحملة الاستعمارية الفرنسية الجائرة عليه ، و لم تحرك ساكناً ، بل سرعان ما فرَّ الوالي العثماني ، تاركاً البلاد و من عليها في حيص بيص ، و لا ريب أن العثمانيين كانوا خلال ذلك يتلقون الضربات الخارجية و الداخلية الضربة تلو الأخرى ، مما شغلهم عن الدفاع عن بلدان الثغور و الأطراف الاسلامية .
و لذلك فقد كان موقف الأمير عبد القادر من الخلافة العثمانية حين كان في بلده الجزائر موقفاً انفصالياً ، فمن الملفت للنظر أن الأمير عبد القادر الذي تولى زعامة المقاومة الشعبية المسلحة في غرب ووسط الجزائر قد تبنى و منذ توليه الإمارة سنة 1832م عَلَما مغايرا للعَلَم الجزائري التابع للدولة العثمانية قبل دخول الفرنسيين الجزائر ، إذ اختفى اللون الأحمر كلية و عُوض بالأخضر و رُسمت على رايته يدٌ مبسوطة أحيطت في شكل نصف دائري بالعبارات التالية:
"نصر من الله وفتح قريب". ناصر الدين عبد القادر بن محي الدين
.أما توزيع الألوان على هذا العلم فقد كان على النحو التالي :
أعلاه و أسفله كانا أخضرين ، و أما وسطه فكان ابيضا.
و لم يكن ظهور هذا العلم بمحض الصدفة في هذه الفترة بل كان يرمز إلى استقلال سياسي عن الدولة العثمانية ، فكانت بذلك من أوائل الحركات الانفصالية التجزيئية التي أعلنت الخروج على الخلافة الاسلامية العثمانية .
و قد عاد الأمير ليكمل ذلك الدور في بلاد الشام ، فقد كانت الجمعية الماسونية قد أخذت على عاتقها محاربة الخلافة العثمانية لكونها كانت تقف سدا منيعا أمام الأطماع العالمية في العالم العربي و الاسلامي ، ولذلك فقد حاولت الجمعية آنذاك بتدبيرٍ من الأمير عبد القادر الجزائري رئيس المحفل السوري الماسوني آنذاك اغتيال متصرف جبل لبنان العثماني للإستقلال عن الدولة العثمانية.
الأمر الثالث = نشأته الصوفية :
إذ أن الأمير تربَّى في بيئة صوفية ، بل قد نشأ على تقديس يصل إلى حد الجنون لشخصية ابن عربي الحلولي الاتحادي ، و أمثاله من الاتحادية الحلولية كالحلاج والتلمساني و ابن الفارض وغيرهم .
بل قد أتمَّ الأمير تدريس كناب الفتوحات لابن عربي على طلبته مرارا ، و ألف كتابه "المواقف" على مذهب ابن عربي ، بل و قد اختار السكنى في دمشق لكونها بلد ابن عربي الذي أقام فيه ، ويقال أنه سكن في نفس البيت الذي عاش فيه ابن عربي بعد أن قام بإصلاحه ، و دُفِن ـ أيضاً ـ بجوار ابن عربي .
و قد تواتر عنه أنه كان يشتري كتب شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه الإمام ابن قيم الجوزية بأغلى الأثمان ليحرقها ، و ذلك أنهم كانوا يفتون بكفر ابن عربي ، كما يؤججون روح الجهاد في الشارع المسلم .
بل كان يشتري جميع ما صُنِّف في الرد على ابن عربي ثم يتلفه ، قال الشيخ الجليل محمد نصيف :" أقول انا محمد نصيف بن حسين بن عمر نصيف : سألت السائح التركي ولي هاشم عند عودته من الحج في محرم سنة 1355 عن سبب عدم وجود ما صنفه العلماء في الرد على ابن عربي ، وأهل نحلته الحلولية والاتحادية من المتصوفة ؟ فقال : قد سعى الأمير السيد عبدالقادر الجزائري بجمعها كلها بالشراء والهبة ، وطالعها كلها ، ثم أحرقها بالنار ، وقد ألف الأمير عبدالقادر كتابا في التصوف على طريقة ابن عربي . صرّح فيه بما كان يلوح به ابن عربي ، خوفا من سيف الشرع الذي صرع قبله :" أبو الحسين الحلاج " ، وقد طبع كتابه بمصر في ثلاث مجلدات ، وسماه المواقف في الوعظ والارشاد ، وطبع وقفا ، ولا حول ولاقوة الا بالله" اهـ
فمن هوابن عربي هذا ؟
هو محي الدين محمد بن علي بن محمد بن عربي الحاتمي الطائي الأندلسي الصوفي ، الملقب بالشيخ الأكبر ، وهو أول من صرَّح بنظرية وحدة الوجود ، بينما كان من قبله من ملاحدة الصوفية يحومون حول الحلول والاتحاد .
ونظرية وحدة الوجود تقول بأن الله عزو جل موجود ـ و العياذ بالله ـ في كل كان ، و بذلك تصحِّح نظرية وحدة الأديان الذي أسماه ابن عربي (دين الحب ) أيما تصحيح ، بحيث تنضوي تحته كل عقيدة ،فإذا جاز التعميم أمكن التخصيص ـ من باب أولى ـ،
يقول ابن عربي في بيان هذه العقيدة الحلولية :
((لقد صار قلبي قابلا كل صورة ...................فمرعى لغزلان ودير لرهبا ن
وبيت لأوثان وكعبة طائـف ...................وألوا توراة ومصحف قرآن
أدين بدين الحب أنى توجهـت ...................ركائب فالحب ديني وإيماني)) و يقول أيضاً :
الرب حق والعبد حـق ............... ياليت شعري من المكلف
إن قلت عبد فذاك ميت .............أو قلت رب أنى يكلف
و لذلك صرَّح ابن عربي بإيمان فرعون ، وصحَّح عبادة بني اسرائيل للعجل .
و زالت كل الفروق لدى بعضهم ؛ حتى صار لإبليس حظوة لديهم ، وانتفى عن النظر ما لابسه من كفر وعصيان . من ثم لا نستعجب حين نقرأ قول الحلاج : ((ما كان في السماء موحِّد مثل إبليس))
وأدبيات الصوفية الحلولية مليئة بهذا الشرك المتلاطم ، بل لهم دواوين خاصة في هذا الكفر الصراح و الشرك الوقاح ، مثل ابن الفارض ، وجلال الدبن الرومي ، و مثل حكم ابن عطاء الاسكندري و غيرهم .
و هذا المنهج الديني اللاديني الذي تختطه العقيدة الوحدوية تفتح باب الولاء على مصراعيه ، و حين ذاك لا فرق بين مسلم أو نصراني ، أو ما بين مؤمن أومشرك ، في حين تلقي بباب البراء خارج القائمة .
و في هذا المعنى يقول ابن عربي أيضاً ـ قبحه الله ـ:
وما الكلب والخنزير إلا إلهنا .....................وما الله إلا راهب في كنيسة .
و بالتالي فإن الوجودية و الماسونية يدوران في فلكٍ واحد ، و لذلك لم يكُن بِدعاً من الرأي أن ينتهج الأمير الخط الماسوني بعد المذهب الوحدوي لكونه بذلك لم يخرج عن نفس المسار ، و إنَّما انتقل من مدار إلى مدار.
وقد يقال أن ناحية التصوف كانت ناحية فلسفية بحتة عتد الأمير و لكن ذلك ليس بصحيح ، فنجد أن الجزائري يعتقد بمخاريق وكرامات الصوفية ، واستمع لما يسوقه النبهاني الصوفي ضمن كرامات الامير عبدالقادر الجزائري أنه قال :"…لما بلغت المدينة طيبة ، وقفت تجاه الوجه الشريف بعد السلام عليه صلى الله عليه وسلم ، وعلى صاحبيه الذين شرفهم الله تعالى بمصاحبته حياة وبرزخا ؛ وقلت : يارسول الله عبدك ببابك ، يارسول الله كلبك بأعتابك ، يارسول الله نظرة منك تغنيني ، يارسول الله عطفة منك تكفيني ، فسمعته صلى الله عليه وسلم يقول لي : " أنت ولدي ، ومقبول عندي بهذه السجعة المباركة " . وما عرفت هل المراد ولادة الصلب أو ولادة القلب ، والأمل من فضل الله انهما مرادان معا ، فحمدت الله تعالى ! " انتهى .
محمد المبارك
2007-08-08, 03:35 AM
الأمر الرابع =حب الأمير للسلطة و بالتالي احتياجه الشديد للمال :
يقول التميمي :
" إن المتتبع لحياة الأمير عبد القادر بدمشق، سوف يثير انتباهه تكالب الأمير على اقتناء الدور والأراضي الفلاحية ، والحصول على المال مهما كانت الوسائل المتبعة في ذلك. ففي البداية أقرت الحكومة الفرنسية منح الأمير راتباً سنوياً بما قدره 15000 فرنك فرنسي،تقول حفيدته الأميرة بديعة الحسني الجزائري :
( ظل (الأمير) سجينا مدة خمس سنوات إلى أن وصل نابليون (الثالث) إلى سدة الحكم في فرنسا فزار الأمير في سجنه متأسفاً معتذراً عن نقض الاتفاقية من قبل الحكومة السابقة وسلمه صك الإفراج وعرض عليه مبلغا كبيرا يدفع له سنوياً كتعويض على حجز حريته والغدر به, فقبل الأمير التعويض كمنحة من الله وعد بها الله تعالى المجاهدين والمهاجرين في سبيله).
وقد بلغ مع السنين ماقدره 300000 فرنك فرنسي وهو في ذلك الوقت مبلغ خيالي للغاية ، بل يفوق ميزانيات كثير من المصالح الحكومية العثمانية ، و لسنا من السذاجة بحيث نعتقد أن ذلك الكرم الفرنسي إنما كان حُباًّ من الامبراطورية الفرنسية لشخص الأمير عبدالقادر ، و تقديراً منها لجهاده ضد الفرنسييين ، دون أجندة عمل فرنسية كان الأمير ـ في المقابل ـ مطالبٌ بتنفيذها بكلِّ دقَّة ،و لعلَّ تلك الأجندة قد أسفرت عنها المواقف الأميرية المتضامنة مع المصلحة الفرنسية "العليا" خلال ما سيمر بنا من الأحداث المتتالية !!!.
ـ "و عندما قرر الأمير أن يقوم ببعض الإصلاحات على الدارين اللتين سلمتهما له الإدارة العثمانية في الشام ـ بعد أن قامت بتأثيثهما ـ ألحَّ الأمير لدى وزير خارجية فرنسا والسفير الفرنسي باستانبول للقيام بتدخلات لدى الحكومة العثمانية في تمليكه للدارين ، لأنهما محتاجان إلى الإصلاح والزيادة ولايمكن اصلاحهما قبل استملاكهما،
ـ كما ألح على السفير نفسه للتوسط لدى الدولة العثمانية للحصول على مبلغ مالي من الحكومة العثمانية لذلك ، وقد قدمت له الدولة العثمانية مبلغاً قدره ألف بورسه ، أي 100000 فرنك . وكان ذلك المبلغ يساوي ثلاثة أضعاف المبلغ الذي قرر أن يشتري به مسكنا ))المرجع السابق ص425.
ـ و قد كان الأمير خلال إقامته في الشام يعيش عيشة الملوك ، فقد كان محاطاً بنحو 180 شخصاً من عائلته، وكان يعمل لديه ألفا شخص كحراس شخصيين أو مزارعين أو موظفين، وشيئاً فشيئاً وصل إلى دمشق زهاء 15 ألف مغربي وجزائري وتونسي التحقوا بخدمته ، وكان يتولى الاشراف على أحوالهم .
ـ ثم لا ننسى ذلك الوعد الذي بذله نابليون الثالث للأمير عبدالقادر بتنصيبه إمبراطوراً للبلدان العربية في الشرق بعد أن يتم تحريرها من الاحتلال العثماني ، و بالمقابل أخذ وعداً من الأمير عبدالقادر ألاَّ يقاتل مجدَّداً ضد فرنسا .
لقد كان المخطط الفرنسي لوراثة التركة العثمانية يقضي بالسعي للقضاء على الخلافة العثمانية من خلال تأجيج ثورة عربية يترأسها بعض المنتسبين للبيت النبوي ،و يقوم بجر جميع تلك البلدان الى حظيرة الهيمنة الفرنسية .
ـ و لكن خطة فرنسا فشلت في الحقيقة لكون المنطقة بكاملها سرِقت منها فيما بعد ، نظرا لاكتساح السياسة البريطانية للمنطقة و تفوق اللاعب البريطاني ، فقد كان السقوط الفرنسي قد ابتدأ مسبقاً مع الفشل "العسكري" للحملة الفرنسية على مصر ، لتتتابع بعد ذلك سلسلة الإخفاقات الفرنسية ، و من ثمَّ تَمَّت سرقة المخطط برًمَّته ـ انجليزيا ـ من الحقيبة الفرنسية .
ليتم بعد ذلك تطبيقه بحذافيره على يد الجنرال البريطاني الشهير "اللنبي" لتنصيب دمية أخرى هي "الشريف فيصل بن الحسين" .
و ليحتل الجيشان البريطاني والعربي الأراضي السورية، بتاريخ11 تشرين الأول 1918 تنفيذاً لاتفاق غير معلن ، وفي نهاية الشهر ذاته يدخل الأمير فيصل دمشق تلبية لأمر والده الشريف حسين.
و من الغرابة بمكان أن يقوم الطابور الخامس الماسوني السوري وقبل يومين من وصول الأمير فيصل بإعلان استقلال البلاد باسم الشريف حسين، ورفع العلم العربي على سارية دار الحكومة، و من ثمَّ تبدأ عملية تنظيم وإكمال تشكيلات الدولة العربية و الجيش العربي ، و إزالة كل ما يمت للعهد العثماني و اللغة التركية بِصلة ، كل ذلك بسرعة غريبة و سطوة عجيبة ، بينما لم يكن من أعلن استقلال البلاد ، و حَكَم البلاد خلال ذَين اليومين الطويلين في تاريخ الأمة الاسلامية إلا الأمير محمد سعيد الجزائري القطب لأعظم للمحفل الأكبر السوري العربي الماسوني ، وحفيد الأمير عبدالقادر الجزائري .
الأمر الخامس = افتتانه بالحضارة الغربية :
فقد عرف عن الامير عبدالقادر افتتانه بالحضارة الفرنسية ، و علاقته الوطيدة بالفرنسيين .
و مما يحتفظ به التاريخ عن الأمير عبد القادر الجزائري أنه قد عمل أثناء معاركه ضد الغزو الاستعماري الفرنسي للجزائر، على سن وتطبيق مجموعة قوانين حول كيفية معاملة الأسرى الفرنسيين المعتقلين من جيش العدو، ومن ذلك: "اعتبار أن أي فرنسي يتم أسره في المعارك يجب ان يعتبر أسير حرب، وأن يعامل كذلك إلى أن تتاح فرصة تبادله مقابل أسير جزائري" ، مع أن الفرنسيين كانوا حينذاك يستخدمون سياستَي الأرض المحروقة والإبادة الجماعية ؟؟.
ـ كما حدد الأمير عبد القادر بأن "على أي عربي في حوزته أسير فرنسي، أن يعامل هذا الأخير معاملة حسنة. وفي حال شكوى الأسير من سوء المعاملة، فلن نكون العقوبة مجرد اسقاط المكافأة ، بل قد يرافق ذلك عقوبات أخرى".
ـ ولضمان عدم قتل الأسير الفرنسي فإن "أي عربي يقدم أسيرا فرنسيا يحصل على مكافأة قدرها 8 دورو (وهي العملة الجزائرية التي تساوي 5 سنتيم).
و ذكر صاحب كتاب "نابليون الثالث والأمير عبد القادر" كيف أن "أعدادا من الأسرى الفرنسيين القدامى الذين تلقوا علاجا من قبل الأمير، كانوا يأتون من مناطق نائية في اتجاه قصر "بو" وقصر "أمبواز" حيث كان الأمير معتقلا، لتحية من كان المنتصر بالأمس".
الأمير عبدالقادر في بلاد الشام :
أولاً= في عهد داود باشا:
ـ قبل عام 1860 كان المتصرف العثماني يقيم في جبل لبنان بينما يشرف على جميع لبنان و سورية ، و إثر ما عرف في التاريخ اللبناني بفتنة الجبل تدخل الأمير عبدالقادر للتوسط لدى الدولة العثمانية لصالح (ثورة يوسف بك كرم الماروني في (1859 ـ 1860 م) التي ثارت على داود باشا اول متصرف عثماني على الجبل اللبناني ، و طالبت بالحكم المحلي لموارنة الجبل ، ثم دعت الى التدخل الفرنسي بصوت مطرانها "طوبيا عون" ( لعلَّه جد العماد ميشيل عون الذي يسير الآن على خُطى جدِّه في العمالة لصالح فرنسا" .
ـ وحين أفرزت تلك الفتنة غضباً عارماً في دمشق والشام على المسيحيين الذين راسلوا و جلبوا المستعمر الاجنبي الفرنسي إلى ديار المسلمين ، قام الأمير عبد القادر، باعتراف العديد من قادة تلك الفترة بحماية و إنقاذ حوالي 12000 مسيحي ويهودي احتموا بالأمير من غضب جماعات ثائرة، و قد حمل مع أتباعه السلاح من أجل ذلك .
وهو ما دفع العديد من ملوك وقادة تلك الفترة ورجالات الدين إلى منح الأمير أوسمة شرف عرفانا لإنقاذ أرواح عدد من رعاياهم بمن فيهم قناصلة روسيا وفرنسا واليونان وأمريكا و قد انتهت تلك الفتنة بالتدخل الاجنبي الفرنسي ، و بعد تلك الخدمة الجليلة للتاج الفرنسي تهاطلت على الأمير الأوسمة والنياشين من عدد كبير من رؤساء الدول الأوربية ، وعلى الخصوص من نابليون الثالث الذي وشحه وسام الشرف الفرنسي الأول ، ((ونتيجة لذلك أخذت تنتشر في أوربا التآليف التي مجدت الجانب الإنساني للأمير وتسامحه "" .
و هناك نص ماسوني موثق كتبه الدكتور انطوان عاصي رئيس معهد الطقوس في المحفل الاكبراللبناني الموحد راداًّ فيه على بديعة الحسني حفيدة الأمير الجزائري ـ والتي أنكرت ماسونية الأمير ـ لاثبات ماسونية الجزائري ناقلاً فيه عن مصادر معروفة و موجودة
يقول الدكتور عاصي :
"في الاحداث الدامية التي وقعت في دمشق في تموز من العام 1860 بين المحمديين والمسيحيين , كلف عبد القادر بمهمات إنقاذية ، و وضع تحت حمايته آلاف المسيحيين الذين لقوا الحماية تحت لوائه .
هذه البادرة قدرها نابليون الثالث وقلد الامير وسام الشرف الفرنسي وارسلت من بعدها المحافل الماسونية كتابات شكر وتقدير له اهمها محفل هنري الرابع الذي اخذ المبادرة .
وفي 16 تشرين الاول 1860م اعترفت الماسونية في عدة رسائل له بناحيته الانسانية والاخلاقية واقترحت عليه في هذه الرسائل ان يكون عضوا في الماسونية دون ان يكون عضوا مكرسا بعد , اذ ان النظام الماسوني يسمح بتكريس هكذا رجال عظماء دون ان يكونوا مكرسين ، وارسلت له ما يسمى بالجوهرة او الرمز المعدني عرفانا منها اليه ولم يكن وقتها في الجزائر الدولة المسلمة اكثر من ثلاثين مكرسا ماسونيا .
وفي العام 1861 رد الامير عبد القادر الحسني الجزائري على محفل هنري الرابع الباريسي بقوله: ( لم المس في المبادئ الماسونية ما يتعارض وشريعة القران الكريم والسنة والفقه الاسلامي ) عندها طلب منه محفل هنري الرابع الاجابة على ثلاث اسئلة وهي اسئلة تقليدية للانتساب الى الماسونية :
_ ماهي واجبات الانسان تجاه الله ؟
_ ماهي واجباته تجاه الانسانية ؟
_ كيف ينظر الى خلود النفس والمساواة والاخاء والحرية ؟
كان جواب الامير بمثابة اطروحة فلسفية تفوق هذه الاسئلة بتعاليم صوفية وفلسفة اسلامية ادهشت السائلين ...كان وصول المارشال الفرنسي كاستاذ اعظم لهذا المحفل وخلافاته مع الامير قد اخرت تكريسه هنا كان لابد من حضوره شخصيا ففي 18 حزيران 1864 وباسم محفل الاهرام في الاسكندرية والذي كان عاملا تحت لواء الشرق الاكبر الفرنسي والممثل في محفل هنري الرابع تكرس الامير الامير عبد القادر الجزائري واعطي امتيازا قل نظيره في ذلك الوقت انه منحت له في جلسة واحدة الدرجات الاولى الثلاث .
وصدر عن محفل هنري الرابع في باريس جلسة عمومية اعطي بموحبها إذنا للامير أن ينشئ محافل ماسونية ذات الطابع العربي في جميع الاقطار العربية .
عام 1865 و خلال وجوده في فرنسا عقد الامير اجتماعات مع الماسونية الفرنسية في مدينةAmboise واعترف امام اساتذة الماسونية في هذا المذهب انه ( هناك بعض المصاعب التي ستواجهها الحركية في الشرق العربي نظا للانتماءات الذهبية رغم ان مبادئها هي من اجل المبادئ السامية والاخلاقية )
و بعد عودته الى سوريا اصبح عضوا فخريا في محفل سوريا الذي كان ينتمى الى الشرق الدمشقي ونظرا للمفهوم العلمني الماسوني المؤمن ولمفهوم الماسونية كحركة رمزيةولدت في الغرب المسيحي وتواجدها في الشرق الاسلامي .
حجب الامير عبد القادر بعضا من نشاطاته الماسونيه وبقي في الظل . بهذا المفهوم تصرف الامير بمعنى ان الماسونية ليست نسخة عن هذا العالم . لقد فهم الامير انه لايجوز كشف اسرار النظام الكوني امام اهل العماء ...... "
رئيس معهد الطقوس في المحفل الاكبر اللبناني الموحد
الدكتور انطوان عاصي
هذا النص التفصيلي الاستثنائي يفسر لنا كثيرا من الأسرار التي أحاطت بشخصية الأمير عبدالقادر في تلك المرحلة .
ثانياً = في عهد مخلص باشا:
بعد أحداث سنة 1860 في جبل لبنان صارت دمشق عاصمة ولاية سورية في الدولة العثمانية ، و خلال حقبة تسلط جمعية الاتحاد و الترقي على الدولة العثمانية كانت الجمعية تعين الولاة و المتصرفين من الماسونيين أنفسهم ، فعُين مخلص باشا الماسوني والياً على دمشق ، و الذي بدأ بنشر الماسونية بسرعة وجرأة عاليتين .
وكان الأمير عبدالقادر قد انتقل الى الشام قبل ذلك بأربع سنين ، فقرَّبه مخلص باشا من أجل علاقته بالقنصلية الفرنسية ، و اطلاعه على المحافل الماسونية الفرنسية.
و مع أن الأمير لم يكن ـ في ذلك الوقت ـ عضوا في المحافل الماسونية ، إلاَّ أن مخلص باشا ألقى إليه مقاليد نشر المبادئ الماسونية في الشام ، و قد أشار إلى ذلك مورخ الماسونية شاهين مكاريوس في كتابه المقتطف .
ـ ورأى الأمير عبدالقادر عند ذلك وجوب التنسيق مع محفل الأهرام الأكبر المصري ، مما جعله يشد الرحال للاجتماع بالماسونيين هنالك .
يقول شاهين مكاريوس الماسوني في كتابه فضائل الماسونية :
" إن الأمير عبد القادر الجزائري سمع كثيراً عن الجمعية الماسونية ومالها من صحيح المبادئ ، فتاقت نفسه إلى الإنضمام إليها واغتنم فرصة مروره بالإسكندرية أثناء عودته من الحجاز سنة 1864 فانتظم في سلكها في 18 حزيران بمحفل الأهرام التابع للشرق السامي الفرنساوي، و وافت مشاربه من كل الوجوه ، فأحبها وأحب أهلها ، ومال إليها وإليهم كثيراً، وكان لا يخفي نفسه ، وطالماً جاهر بأنه من أعضائها"
ثالثاً = في عهد راشد باشا
و في عهد راشد باشا ( أو رشيد باشا ) الماسوني أيضا الذي عُيِّن والياً سنة 1865م دخلت الأفكار الماسونية حيز التنفيذ ، فتعاون مع الأمير عبدالقادر بعد رجوعه من مصر بهذا الخصوص فأسَّسا محفل سوريا أو الجمعية الماسونية ، و كانت هذه الجمعية تتستر تحت اسم : (لجنة الإصلاح).
يقول جرجي زيدان الماسوني في كتابه "تاريخ الماسونية العام " ص 200 :
" إن االماسونية دخلت دمشق بمساعي الأمير عبد القادر الجزائري ، وإن أول محفل تأسس فيها هو محفل "سوريا" بشرق دمشق ، ... فثبت بمساعي الأخوة وتنشيطهم))
و كان الإعلام قد صنع هالةً على اسم الأمير عبدالقادر فانخدع أكثر الناس بالماسونية ، بل وأقبلت الطبقة الراقية في سوريا للا نخراط في "السلك" الماسوني
يقول شاهين مكاريوس في المقتطف-الجزء الثامن- ص469 عن نفسه أنه:
" زار في دمشق جمعية ماسونية باسم محفل سورية ، فدخل فرأى فيها أكثر وجوه دمشق ومعتبريها من كل الطوائف تقريباً ، وعند زيارته لدمشق في شهر أيلول عام 1881 قيل له أن الجمعية الماسونية أعظمها نجاحاوأوفرها أعضاءاً وأكثرها اجتماعاً وأن أعضاءها موصوفون بنبذ التعصب وأن جماعة من أهل دمشق وأكابر قومها منظمون فيها......
و ممن ذكرهم مكاريوس من فضلاء دمشق ومن مشائخ الصوفية آنذاك أصحاب الفضيلة والسيادة محمود أفندي الحمزاوي مفتي المدينة والشيخ سليم أفندي العطار ومحمد أفندي المنيني والشيخ مسلم أفندي الكزبري ، ومحمد أفندي الطنطاوي ومحمد أندي الخاني ، وغيرهم من السادات والأعلام الأشراف ، كما ذكر مكاريوس أنه تشرف بمقابلة الأمير عبد القادر الجزائري هنالك .
ـ و قد كان الأمير عبد القادر ـ خلال وجوده في الشام ـ دائما ما يفزع الى القنصلية الفرنسية عند تعذُّر بعض مهامه ، بل و كذلك في شئونه الخاصة كما مرَّ بنا ، فقد كانت هناك علاقة وطيدة بينه وبين الدولة الفرنسية الاستعمارية .
ـ فقد تمت وساطة فرنسية لدى الباب العالي للسماح للأمير عبدالقادر بالإقامة في الشام .
ـ فأثناء إقامته في منفاه في سوريا كان الأمير عبد القادر كثيراً ما يتدخل لانقاذ المسيحيين ((العملاء لفرنسا والجواسيس لها ضد المسلمين" .
مرحلة العمالة السافرة :
لقد تدرج التحول بالأمير حتى وصل إلى مرحلة العمالة السافرة ، فكان عاملا من عوامل تمزيق الدولة الإسلامية:
و أدى به طمعه بالحكم إلى أمور لم تكن تليق بتاريخه النضالي السابق ، فمن ذلك : أنه بعد إجبار الدولة العثمانية على توقيع معاهدة مع روسيا بسبب هزيمتها كانت المعاهدة تتضمن إنشاء كيانات قومية في كل الولايات العثمانية،ونتيج ة لذلك سافر أحمد الصلح من بيروت عام 1877 إلى صيدا والجبل ودمشق وحلب وحمص وحماة واللاذقية وحوران وجبل الدروز يرافقه محمد الأمين وأحمد عباس الأزهري، ومن خلال هذه الجولة عقدت عدة اجتماعات سرية بعضها في مصيف الأمير عبد القادر في دمر قرب دمشق ، وبعضها في دار مفتي مدينة دمشق ونقيب أشرافها حسن تقي الدين الحصيني، ويذكر المؤرخ محمد جابر آل صفا أسماء ممثلي الجبل في الإجتماعات السرية وهم :
محمد الأمين (شيعي) وعلي عسيران والشيخ علي الحر الجبعي (شيعي) وشبيب باشا الأسعد الوائلي (شيعي ( تاريخ جبل عامل ص208
ويقول ((وكان هذا المؤتمر أول مؤتمر يشترك فيه الشيعيون للنظر في استقلال البلاد الشامية وفصلها عن جسم الدولة العثمانية ، وقرر المؤتمرون اختيار عبد القادر الجزائري أميراً على سوريا) عن عادل الصلح ـ المرجع السابق ص96
و في هذه المرحلة من حياته يتحول الامير عبدالقادر المجاهد الضرغام إل مخذِّلٍ عن الجهاد و موالٍ للاستعمار ، يقول الاستاذ التميمي ـ عن هذه الفترة : ((إننا لانعرف ولاوثيقة واحدة صادرة عن الأمير تشجع الحركات الانتفاضية في بلاده (الجزائر) ، أو على الأقل مساندته المعنوية لعدد من الزعماء الجزائريين الذين أبلو البلاء الحسن حتى آخر رمق من حياتهم. بل إن الأمير ذهب لاحترام وعده إلى حد التنكر لابنه محي الدين الذي تحول سراً إلى الجزائر لانقاذ البلاد من فرنسا سنة 1870))
كما لجأ إليه فردينان ديليسبس للتوسط من أجل إقناع العثمانيين بمشروع قناة السويس ـ والذي جلب الاستعمار الانجليزي فيما بعد ـ ، و لذلك فقد كان الأمير عبدالقادر في طليعة المدعوين في الحفل الاسطوري الذي صنعه الخديوي اسماعيل في عام 1869 م احتفالا بافتتاح القناة .
ـ كما قام بإنشاء مصرف دولي كان يموّل الطريق التي تربط ما بين دمشق وبيروت، ، و من خلاله قام باستقبال أسرة آل روتشيلد اليهودية العالمية المُريبة "صانعة الملوك" و كذلك أسرة آل ديلي شيبس لذلك الغرض .
ـ وحين قامت الدولة العثمانية بإلغاء نظام أهل الذمة 1857م ، بحيث يتساوى المسلم بغيره ، ممَّا ولَّد غضباً عارماً لدى المسلمين الذين رأوا أن في ذلك انتهاكاً صارخاً لقوانين الشريعة الاسلامية ـ مع ما فيه من تحويل كثيرٍ من المسلمين إلى عاطلين عن العمل في مقابل توظيف غير المسلمين ـ، و قامت عناصر منها بالشغب بسبب تلك التحولات ، تدخّل الأمير عبدالقادر لصالح ذلك النظام الجديد .
مجاهرته بالماسونية :
بدأ الأمير بعد ذلك بالمجاهرة الفجة بالماسونية ، بل بالفرنسماسونية بشكل خاص ، يقول الأمير :
( إنني أعتبر منظمة البنائيين الأحرار كأول مؤسسة في العالم. وفي رأيي أن كل رجل لايجاهر بالعقيدة البنائية الماسونية يعد رجلاً ناقصاً وأؤمل يوماً أن أرى فيه انتشار مبادئ الفرنسماسونية في العالم ، ويومئذ فإن كل شعوب العالم ستعيش في سلام وأخوة".
و االنصوص في ذلك عنه كثيرة ، إذ تحتفظ الدوائر العلمية الشرقية و الغربية بكثير من رسائل الأمير الى كثير من المتنفذين و المسئولين المتعلقة بتكريس الماسونيين الجدد ، وافتتاح محافل ماسونية جديدة ، و ما إلى ذلك من المهام الماسونية المناطة به .
وفاته :وافاه الأجل بدمشق في منتصف ليلة 19 رجب 1300هـ/ 24 مايو 1883 عن عمر يناهز 76 عامًا، وقد دفن بجوار الشيخ ابن عربي بالصالحية بدمشق، و بعد استقلال الجزائر طلبت الحكومة الجزائرية من الحكومة السورية نقل جثمانه إلى الجزائر ، فتمَّ ذلك في عام 1965
ذرية الأمير عبدالقادر الجزائري:
اجتهد الأمير عبدالقادر في تأسيس "محفل سوريا المستقل" ، وكما أسس عدة محافل فرعية تابعة له ، وقد ترقى إلى أعلى الدرجات حتى لقب بأستاذ أعظم للشرق.
و قامت ذرية الأمير عبدالقادر برعاية المحفل الأكبر ، وسلسلة المحافل التابعة له ، و اتهمت ذرية الأمير عبدالقادر الجزائري برعاية الماسونية في سوريا إلى منتصف القرن الماضي ، وكان الشيخ عبده ـ و هو ماسوني شهير ـ أثناء منفاه البيروتي في ضيافة وموضع حفاوة أحفاد الأمير عبد القادر الجزائري.
وقد بقي حفيده الأمير محمد سعيد حتى الستينات قطبا أعظم لمحفل جدِّه "محفل سوريا المستقل" بدمشق ، و الذي دعِي ـ حينذاك ـ باسم "المحفل الأكبر السوري" ، وذلك عام 1939.
كما لعب الأمير محمد سعيد دورا كبيراً في تاريخ سوريا الجديد ، وكان يُعامل خلال الحكومات المتعاقبة معاملة الرؤساء .
وكان الأمير محمد سعيد قد خصص جناحاً في قصره الدمشقي لاجتماع المحافل الماسونية المشرقية وهي عديدة منها محفل ميسلون، ومحفل أمية ومحفل أبي العلاء ومحفل العدل الشقيق، ومحفل يحمل اسم الأمير عبد القادر الجزائري نفسه.
أبو حاتم الرازي
2007-08-10, 12:59 AM
عزى الشيخ الألباني رحمه الله فقد كتب ابن تيمية وابن القيم بعضها أعني إلى أن هذا الرجل كان يشتري المخطوطات ويحرقها وإن لم يبعها صاحبها استوهبها منه وحرقها ولا اعرف من أين أتى الشيخ رحمه الله بهذه الفائدة ... فهل عثرت على تحقيق لهذه المعلومة أخي المبارك
محمد المبارك
2007-08-10, 01:51 AM
اخي العزيزهذا نقله علامة الحجازمحمد نصيف في كناشة له و قد أوردتها في المقال
[ وقد د تواتر عنه أنه كان يشتري كتب شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه الإمام ابن قيم الجوزية بأغلى الأثمان ليحرقها ،..........
قال الشيخ الجليل محمد نصيف"أقول انا محمد نصيف بن حسين بن عمر نصيف : سألت السائح التركي ولي هاشم عند عودته من الحج في محرم سنة 1355 عن سبب عدم وجود ما صنفه العلماء في الرد على ابن عربي ، وأهل نحلته الحلولية والاتحادية من المتصوفة ؟ فقال : قد سعى الأمير السيد عبدالقادر الجزائري بجمعها كلها بالشراء والهبة ، وطالعها كلها ، ثم أحرقها بالنار ، وقد ألف الأمير عبدالقادر كتابا في التصوف على طريقة ابن عربي . صرّح فيه بما كان يلوح به ابن عربي ، خوفا من سيف الشرع الذي صرع قبله :" أبو الحسين الحلاج " ، وقد طبع كتابه بمصر في ثلاث مجلدات ، وسماه المواقف في الوعظ والارشاد ، وطبع وقفا ، ولا حول ولاقوة الا بالله" اهـ ]
نداء الأقصى
2007-08-10, 04:30 AM
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
محمد المبارك
2007-08-10, 10:29 AM
بارك الله فيك
و شكرا على المرور الكريم
سليمان الخراشي
2007-08-13, 11:02 AM
بارك الله فيك ..
ائذن لي بنقله إلى " كشف الشخصيات " في موقع الكاشف .
- أظن السبب الرئيس في تحوله هو إغراقه في التصوف ( الوحدة ..) ، الذي لا يفرق بين المسلم والكافر ، ويسير مع أقدار الله !
محمد المبارك
2007-08-13, 02:50 PM
شيخنا العزيز:
شرفتم الموضوع.
و المقال وصاحبه لكم .
بارك الله فيكم .
أبو حاتم الرازي
2007-08-14, 02:43 AM
اخي العزيزهذا نقله علامة الحجازمحمد نصيف في كناشة له و قد أوردتها في المقال
[ وقد د تواتر عنه أنه كان يشتري كتب شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه الإمام ابن قيم الجوزية بأغلى الأثمان ليحرقها ،..........
قال الشيخ الجليل محمد نصيف"أقول انا محمد نصيف بن حسين بن عمر نصيف : سألت السائح التركي ولي هاشم عند عودته من الحج في محرم سنة 1355 عن سبب عدم وجود ما صنفه العلماء في الرد على ابن عربي ، وأهل نحلته الحلولية والاتحادية من المتصوفة ؟ فقال : قد سعى الأمير السيد عبدالقادر الجزائري بجمعها كلها بالشراء والهبة ، وطالعها كلها ، ثم أحرقها بالنار ، وقد ألف الأمير عبدالقادر كتابا في التصوف على طريقة ابن عربي . صرّح فيه بما كان يلوح به ابن عربي ، خوفا من سيف الشرع الذي صرع قبله :" أبو الحسين الحلاج " ، وقد طبع كتابه بمصر في ثلاث مجلدات ، وسماه المواقف في الوعظ والارشاد ، وطبع وقفا ، ولا حول ولاقوة الا بالله" اهـ ]
معذركتبت سؤالي قبل الاستمتاع بالمقال ،، وقد يكون مع المستعجل الزلل
عدنان البخاري
2007-08-14, 09:22 PM
/// بارك الله فيكم أخي الكريم،، ولو غُيِّر عنوان موضوعكم إلى (فكِّ شَفرة عبدالقادر الجزائري) مثلًا لكان أولى.
/// وأنقل لكم نقلًا تأريخيًا عن عالمٍ من الثَِقات، أسبل الله على قبره الرحمات، ورفع له الدَّرجات، وأسكنه فسيح الجنَّات، من موضوعٍ قديمٍ لي كتبته من سنين بالملتقى، بعنوان: فوائد تأريخية ومتفرقة من كتب الأديب العلاَّمة الشيخ : علي الطنطاوي ( رحمه الله ).
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=51006&highlight=%C7%E1%D8%E4%D8%C7%E 6%ED+%D2%ED%CA%E6%E4%C9
/// أنقل لكم المقصود به ههنا:
/// عقيدة الأمير عبدالقادر الجزائري :
@ قال الشَّيخ العلَّامة علي الطَّنطاوي رحمه الله في ذكرياته (1/138) : (( ... وأنا أكتب هنا للحق والتاريخ ، فلا أستطيع أن أختم الكلام على جدِّنا من غير أن أعرض إلى أمرٍ صنعه ، ما أدري هل أحسن فيه أم أساء ؟
هو : أن الأمير عبدالقادر العالم المجاهد كان - وليته لم يكن - ممن يقول بوحدة الوجود ، وشيخ القائلين بها ابن عربي ، وأكبر كتبه الفتوحات المكية ؟
وكان منه نسخةكاملة في قونية بخط المؤلف ؛ فبعث الأمير جدنا الشيخ محمداً ، وتلميذه محمد الطيب ... إلى قونية ، لنسخ صورة عنها ، وطبعها .
هذا هو الذي صنعه .
وللأمير عبدالقادر كتاب اسمه ( المواقف ) مملوء بمذهب ( وحدة الوجود ) ، أُلزمتُ وأنا صغير بالمشاركة بتصحيح تجارب طبعه ، فلما رأيت ما فيه استعذت بالله وتركته )) . اهـ ، بتصرف يسير .
محمد المبارك
2007-08-14, 10:58 PM
بارك الله فيك .
و شكرا على هذه الفائدة القيمة .
=========================
أما اسم المقال فكان للسجع .
و لا أظن ذلك يخفى على الاخوة في الملتقى .
==========================
و بالنسبة للجزائر فهو بلد المليوني شهيد لا يضره أن خرج منه الامير عبدالقادر .
ففيه من العلماء المجاهدين امثال عبدالحميد بن باديس و البشير الابراهيمي و مبارك الميلي
و الطيب العقبي و غيرهم مالم يوجد في كثير من بلدان المسلمين .
============================== ======
و للمعلومية فقد خصصت ثلاثة مواضيع عن كبار الماسون في العالم الاسلامي
في سلسلة اسميتها :
الفرسان الثلاثة .
و هم:
1ـ محمد علي باشا .
في مقال عن "الحملة الفرنسية على مصر" ، موجود في الملتقى .
2ـ عبدالقادر الجزائري .
3ـ جمال الدين الافغاني .
و هو قيد الإعداد
--------------------
و مرادي بالفرسان هاهنا فرسان الماسونية .
و الفارس هو رتبة من رُتَبِ الماسونية .
و على هؤلاء الثلاثة يقع وزر كثير مما حاق بالأمة من التغريب و التبعية و العلمانية و النشاط الماسوني المشبوه .
و ما جرَّ ذلك على الامَّة من الهوان و التخلف و الانحطاط .
شكرا على مروركم ، و دمتم .
آل عامر
2007-08-20, 01:30 PM
الأخ المبارك ابن المبارك .. وفقه الله
جزاك الله خيرا ، فقد أفدتني كثيرا زادك الله علما وهدى
محمد المبارك
2007-08-21, 12:49 PM
بارك الله فيك أخي العزيز .
و شكرا على تشريفك للموضوع .
أبو البراء الأنصاري
2007-08-21, 03:03 PM
زداك ربي علماً نافعاً وعملاً صالحاً.
محمد المبارك
2007-08-23, 08:20 AM
واياك اخي العزيز.
بارك الله فيك .
سليمان الخراشي
2007-08-27, 05:04 PM
--------------------------------------------------------------------------------
بارك الله فيك أخي المبارك ..
=============
يُضاف :
1- كتب ( برونو إتيين ) مجلدًا موثقًا عن الجزائري بعنوان " عبدالقادر الجزائري " ، أثبت فيه :
- عقيدته الصوفية ( وحدة الوجود ) . ( ص 19 و 27 ) . ( و305 وما بعدها ) .
- تميعه مع النصارى . ( ص 284و412 ) .
- تعاونه مع دي لسبس بشأن قناة السويس وأخرى مثلها كان مقررًا إنشاءها بتونس . وكان الممهد لها عند الشعب المسلم هو الجزائري .
- ماسونيته ( ص 341و348و355و359و370و379و 405وهو مهم ) .
- دعوته لوحدة الأديان ! ( ص 345و360) .
2- كتبت الأميرة بديعة الحسني كتابًا عن الجزائري ، بعنوان " وما بدلوا تبديلا " !! 1423هـ . حاولت فيه الدفاع عنه ، وأرفقت مقالا لأحد أقاربه ( د خلدون الجزائري ) ، بعنوان : " إظهار المعارف في تبرئة الأمير عبدالقادر من كتاب المواقف " !
وكتاب المواقف من كتب عبدالقادر التي أبان فيها عن عقيدته الصوفية المنحرفة .
ذكره الشيخ عبدالرزاق البيطار في ترجمته ( حلية البشر 2/904) ، وقال : " وهو كتاب كبير في الواردات التي وردت عليه " .
محمد المبارك
2007-09-02, 12:17 AM
بارك الله فيك يا شيخنا العزيز .
و لا عدمنا فوائدك
أسامة بن الزهراء
2007-09-02, 06:37 PM
بارك الله فيك
فقج كشفت حقائق كثيرة عن هذا الرجل
محمد المبارك
2007-09-05, 12:47 AM
و اياكم أخي العزيز .
و شكرا على تشريفك للموضوع .
زكي التلمساني
2007-09-12, 10:12 PM
كان الأولى أن يصرف الحبر إلى دراسة الظاهرتين الاصلاحيتين الجزائريتين:
فارس المنابر: عبد الحميد بن باديس..
و أمير البيان: محمد البشير الابراهيمي.
عليهما رحمة الله
محمد المبارك
2007-09-14, 07:42 PM
أخي العزيز زكي .
الشهر مبارك عليكم .
رزقنا الله و اياكم حسن صيامه و قيامه .
ما ذكرتم من الكتابة عن العلمين الجليلين ابن باديس
و الابراهيمي رحمهما الله واجب على الباحثين .
لا سيما من اهل بلدهما الأفاضل .
فلعلكم تتحفون المنتدى بموضوعين عنهما .
لا حرمكم الله الاجر .
أما عن ناحية الأولى ، فهذا محل بحث .
فالأولى ما وافق زمن الحاجة اليه ،
فلا يجوز تأخير البيان عن وقت الحاجة .
و حين تحدث الاعلام و أكثرَ عن الامير عبدالقادر
وجب التنبيه الى ما ينبغي التنبيه اليه
في سيرته عفا الله عنه .
عبدالله الخليفي
2007-09-14, 09:33 PM
جزاك الله خيراً
بحث ممتاز
محمد المبارك
2007-09-15, 07:29 PM
بارك الله فيك أخي العزيز .
و شكرا على مروركم الكريم .
عبد القادر الجزائري
2007-10-02, 05:31 PM
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ماذكرة مبني على كتابات الغرب والمستشرقين والمسيحيين , في نسبته للماسونية
وهو من نوع حكايات كان يا مكان ,واما ما ذكرة من معاملته للاسرة فلقد اقرية بشجاعته وقوته وجهاده في الجزائر ,وفعله معهم يفعله كل فارس شجاع مجاهد ,وان شيئة طالع سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم واصحابه ومن بعدهم من ايمة الجهاد
,وان عجزة فكتب الفقه اسلم لك (*** حررت***) اما قولك( وبوعدٍ غير واضحٍ من الامبراطور الفرنسي بتنصيبه امبراطورا على البلاد العربية) فهذا عكس ما فعل الرجل فقد عرض عليه الخلافة فرفض وهذا مشهور طالعه عند اهل الاسلام (*** حررت ****) ,اما الراتب فليس وحده من اخذه من العلماء في زمانه ولا بعد زمانه وقد قبل النبي صلى الله عليه وسلم العطايا من النصارى وحتى المشركين
وارجع لكتب الفقه في ذلك , وقد قيل من تهيب الرجال هابوه ,ودولته سقطة وكان في السجن وضاع المال والولد ,فان سنحة له
سانحة ببعض ما يحمل به نفسه واهله واتباعه فما الضير في اخذه والرجل هو الامير عبد القادر الذي ذكرة قوته وعزمه وشجاعته
وما الضير في تعامله مع الفرنسيس واليهود وهو من هو تعامل الامراء الرجال لا اشباه الرجال خذ من سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم ما ينفعك انبي جاور اليهود وتعامل معهم مابك ,وقنات السويس وما كان فيها من الخلافة وكان جمع كبير من العلماء والمجاهدين حاظر وصورة الامير مع صديقه المجاهد الشيشاني
المشهور , وهو نفسه ايضاء من طلب منه الخليفة ان يحج مع الحجاج الى بيت الله ويحميهم من الوهابية , ولم يتعرض له الوهابيين لجلالته ومكانته ,اهم ايضاء ماسونيين ؟
ودعوى حبه لرياسة مفندة برفضه لمبايعة الناس له واعلانه خليفة ,وقبل ذلك في المغرب الاقصى ,مع تسليم الملك للمجاهدين ,
ومنهجه الصوفي يمنعه من طلبها , بقي تصوفه وليس عيب فيه بل مكرومة جمهور ايمة الاسلام كانوا صوفية ولا داعي لان اذكر لك بعضهم ,يكفي ان ابن تيمية اثنى على اكابر منهم وابن القيم الف على مدارجهم ,والناس اليوم مختلفين في صوفية ابن تيمية
,ولا يضر الرجل انتمائه للاشاعرة فهم جمهور علماء الاسلام , اما ابن عربي اختلف الناس فيه, كثير من العلماء الف في نفي الكفر عنه , والسيوطي منهم وزد في البحث تجد غيره كثير,يا هذا لا توجد شفرة تحتاج الى فك يوجد (*** حررت ****) , مارفضه الامير عبد القادر طلبه غيره في الاردن والسعودية ونحن لا نحتاج لاثبات ذلك للغرب واساتذتهم , اما الماسونية
فهي تهمة رومي بها كثير من علماء الاسلام ومجاهديهم ,وليس هو الاول فملك السعودية ايضاء رماه بها البعض وغيره كثير ,وذلك لا لشيئ الا انه اراد التغيير وفق نهجه وفكرته , وهذا عيب في من يريد ان يحمل راية البحث عن الحقيقة , ثم شهادة زعماء الماسونية لا ياخذ بها ,ومعروف لما واسال اهل الفقه من مذهبك .
بقي تنبيه في نسبه يظهر انك لم تقراء لكتب الانساب طالع يتظح لك فيها ايضاء كثير من الاختلاف ومع ذلك مثبتة ,وسلسلة المير اختلافها في اسم احد رجالاتها وهو شعبان اوغير هذا الاسم ,ام النفوس الزكية فتعلم انه قد يكون لرجل اسمين وربما ثلاث وكنية ,ومعروف ان النبي نهى عن الطعن في الانساب ,ومنطقة الجزائر وخاصة الوسط وبسكرة انسابها بينة عربية ,ومعظمها قبائل مشهورة عريقة ليس كما هو الحال في المشرق وفي الحواضر يحتاج الرجل الى شهادة حتى يكون من الاشراف ,وهذا الى يومنا هذا .
-امر ثاني موجه لحفيدة الامير عبد القادر ,لا يحتاج الامير عبد القادر الى نفي كتابه حتى يرضيك اويرضي العالم ,هذا الكتاب قيم
وثروة علمية وفكرية ,يجب الكشف عليه وتحقيقه تحقيقا يستحقه , وان كان فيه خطئ او تجاوز فما احد الا واخطاء , لكثير من كبار العماء اخطاء ,فهذا ابن تيمية اخطاء ورد عليه الامير الصنعاني في مسائل العقائد وذكر له الذهبي كثير من المسائل التي اخطاء فيها وجانب الصواب في بعض مسائل العقيدة , مع جلالته لكنه بقي هو شيخ الاسلام ,ويجب عليكي ان تراجعي كتب القوم الاصلية من اشاعرة واهل حديث وماتريدية وصوفية ,
رحمه الله الامير جاهد بيده وبلسانه وقلمه . وان اكرمنا الله بمراجع سنكتب كتابا عبه وافيا ونحن في صدد اختصار وشرح للمواقف اعننا الله على ذللك . نرجو المساعدة من اهل بيت الامير , وفي الخير ايه المتحامل ليكن قائدك في نقدك الورع
واعلم ان من قل لاخيه يا كافر فقد باء بها احدهم ان لم تكن كما قال ,الحذر لا تكن يد في يد الماسونية ,انها تتشرف بمثل هذا الامير حتى يكثر اتباعها ,فل تكثر سوادهم بتكقير عظماء امتك , ......والله من وراء القصد ..........
فريد المرادي
2007-10-03, 05:29 PM
الأخ عبد القادر الجزائري : في كلامك خلط كثير و مجانبة للصواب ...
لا يحملنك أن الأمير من الجزائر أن تتعصب له ؛ فللحق أحق أن يتبع ...
و لك في أنبياء الله أعظم العبرة و العظة ...
شرح الله صدري و صدرك للمعرفة الحق و اتباعه و اتباع أهله ، آمين ...
محمد المبارك
2007-10-03, 05:33 PM
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ماذكرة مبني على كتابات الغرب والمستشرقين والمسيحيين , في نسبته للماسونية
.........
و عليكم السلام
هات لي مصدرا واحدا ذكرته عن الغرب أ و المستشرقين .( *** حرره المشرف ***)
ومن ذكر الاشاعرة يا ... ذلك .
اللهم أدم علينا نعمة العقل
[quote= اما ابن عربي اختلف الناس فيه, ..........
حشرك الله معه .
نعم جدير بك أن تكون هذه بضاعتك .
[quote=. وان اكرمنا الله بمراجع سنكتب كتابا عبه وافيا ونحن في صدد اختصار وشرح للمواقف اعننا الله على ذللك .....
يقولون هذا عندنا غير جائز ..............و من أنتم حتى يكون لكم "عندُ" .
و لا أريد أن اطيل الحوار (*** حرر ***) لا سيما في هذه الايام الفاضلة . (**** حرر****) .
محمد المبارك
2007-10-04, 12:06 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
و هذا بحثٌ للأخ الفاضل أبوعبدالله همَّام بن محمد الجزائري
بعنوان :
التلاقـي المـاسونـي أو علاقة الأمير عبد القادر الجزائري بالمـاسونية
إن الحمد لله ، نحمده و نستعينه و نستهديه ، و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و من سيئات أعمالنا ، من يهده الله فهو المهتدي ، و من يضلل فلا هادي له ، و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أشهد أن محمدا عبده و رسوله صلى الله عليه و على آلـه و أصحابه أجمعين و سلم تسليمـا كثيرا.
أمـا بعد :
فإن الأمير عبد القـادر بن محي الدين الجزائري قد نُسجت حوله حكايات كثيرة غريبة قريبة من الخـيال ، أو القصص المشبَعَة بالأوهَام ، أو الأسَاطير الموغلة في الإختلاق !!
أُريدت لقصصه التي نُسِجت عنه و حوله أن تحتل مكانة في نفوس العرب عموماً ، و الجزائرين خصوصا ، ليصنعوا منه البطل المِقدَام ، و الرمز المغوار ، و الشخصية التاريخية الفذة التي صنعت أحداث التاريخ ، و أثرت في مجريات الأيـام ، و ضخت في نفوس الشعوب المبادئ السامية ، و المعاني العالية !
و علموا أن تحقيق ما يصبون إليه لا يتم إلا بالتضحية بالتاريخ الصحيح لهذا الأمير ، و تعويضه بتاريخ ساهم في بنـائه من التـفوا حوله ، و صنعوا منه تلك الشخصية المتألقة الممجدة !
و هم يعلمون أن تشويه التاريخ لن يدوم ، فسيأتي ذاك اليوم الذي يُنفض الغبار عن أوراق التاريخ ، و يُستخرج منها التاريخ الصحيح الذي لا يقبل التزييف و حينها ستظهر صورة من أهالوا عليه التمجيد و التقديس بأنه إنسان لا يستحق أن يُرفع في مصاف من تعتز بهم أممهم ، و تُكرمهم شعوبهم ، و تحتف بهم ذاكرة تاريخهم !!
نعم !
هذا الذي حدث مع شخصية الأمير عبد القادر بن محي الدين الجزائري
باختصار ..
حدث ذلك لإن الأمير عبد القادر انغمس في الحركة الماسونية قلبا و قالبا ، و تبوأ في مراتبها المنازل العالية ، و شُرِّف من قبل رموز هذه الحركة الباطنية بأعظم أوسمتهم ، و أفخم تشريفاتهم !
و من البديهي أن سخاء رؤوس الماسونية و رموزها على عربي مسلم من أمثال عبد القادر الجزائري بالتمجيد و التقديس و التعظيم لن يتم بدون مقـابل لأنه ضرب من الخيال ، و هذا [ المعلم الأكبر الإقليمي ] كان يُعارض قبول المسلمين في محافل الماسونية !! ؛ فكيف يُقبل أمثال عبد القادر، و كيف حدث هذا؟ !!
هذا هو السؤال الذي يتبادر إلى الأذهان ، و خاصة عند من كانوا ضحية التهويل الذي أحيط بشخصية الأمير عبد القادر و تاريخه ؛ كيف حدث هذا ؟!!
لا غرابة من هذا ؛ فمن جال في صفحات التاريخ ، و قرأ ما قاله الذين أثبتوا [ تهمة ] توغل عبد القادر في الماسونية ، و اطلع على ما كتبه نفاة انضماه ، سيعيش بينهما معارك ضارية أستعملت فيها كل الأسلحة الفكرية !
لكن ما يهمنا ـ نحن ـ الآن ليس الولوج معهم في معاركهم التي لا تزيدنا إلا تيها ، بل سنقدم بعض ما قاله من أثبتوا ماسونية عبد القادر !
و من هنا البداية ...
(يكتب عبد القادر في أشعاره الصوفيَّة فيقول : )
(شعر "فليس يدري الذي أقول غير فتى ** قد جاوز الكون من عَينٍ و من رُتَب")
( كما يكتب في رسالته الجهرية إلى الفرنسيين: )
(شعر " الدين واحد و لو يعيرني المسلمون و المسيحيون انتباههم لقضيت على اختلاف وجهات النظر بينهم، و لغدوا أخوة في الداخل و في الخارج...")
[[ بعد ( أحداث دمشق الدامية) ، غُمر عبد القادر برسائل التقريظ و الأوسمة ، و أتاحت له هذه القضية أن يلتقي مرَّة أخرى مع الماسونيين :
مرة أخرى ، بالرغم من أننا لا نعلم متى، و ما هي مناسبة اللقاء الأول. و الواقع أن بعض جهات الاتصال بينه و بين بوجو ـ الماسوني نفسه ـ كانوا من الماسونيين ، من " بن دوران " إلـى البارون " دي ميشيل " ، مروراً بالمترجم المشؤوم المقدَّم عبد الله.
و هذه المرة كانت الأشياء أكثر استقامة، لكنها ليست أقلّ غموضا. و هكذا ( فمنذ أن تلقى الرسالة الأولى من " محفل الشرق الكبير" Grand Orient في فرنسا)، و هي تهنئة على تصرفه، عمد الأمير[عبد القادر] إلى الاستماع إلى شروح عن أهداف هذه الجمعية و نشاطاتها، و مداخلها و مخارجها، يقدِّمها له أحد أصدقائه ، و هو لبناني و من المـاسونيين القلائل العرب، و المسلمين القلائل في تلك الفترة، و هو(مميز " شاهين مكاريوس " الذي ربطته بعائلة الأمير صداقة حميمة) بحيث وجَّه فيما بعد اثنين من أبناء الأمير و هما محي الدين، الابن الأكبر، و محمد ، إلى الانتساب إلى محفله " فلسطين" في بيروت. بينما انتسب ابن الثالث لاحقًا و هو الأمير عمر إلى محفل " النور" في دمشق و انتهى إلى رتبة عليا في محفل "معحبي الكون" في باريس ، كما كان ابن رابع للأمير هو علي خليل ماسونيا أيضا. و كلهم تابعون إلى الجهات الوصائية الانجليزية في الجمعية.
أخيرا فإن العديد من أحفاده كانوا ماسونيين، حتى من كان في الجزائر مثل أبوطالب[محي الدين ابن أحمد] في العام 1901م.
ليس لدي برهان عما إذا كان قد تحدَّث عن ذلك إلى شرشل أوَّل مَن نشر سيرته الذاتية و أشار [في عام 1867م] إلى مسارَّة الأمير ؟ و كان قادة الماسونية البريطانية في تلك الفترة من العسكريين و القناصل؛ و الأخوة الماسونيون يتنقلون كثيرا بين مصر و لبنان و سورية.
و تتيميز شهادة أحد الماسونيين الزائرين الأمريكيين و هو " روبير موريس " بدقتها، و هو يتحدث عن لقاء أجراه في دمشق بتاريخ 7 نيسان ـ أبريل 1868م ، حيث صحبه الأخ " ناصيف مشاقة" بعد اجتماع ماسوني إلى الأمير الذي قام " بمعاقبته على الطريقة الأخوية الماسونية" و كان حاضراً في ذلك اليوم عدا أبناء الأمير الماسونيون، جوزيف بيلاستر J.PILASTERE الماسوني الفرنسي من محفل " الحقيقة" في مرسيليا، و كذلك عدة أعضاء أنجليز ، و إيرانيين، و اتراك ، و يونانيين، من محفل "فلسطين" في بيروت؛ و بعض أفراد عائلة العظم المعروفة في دمشق . و كان عبد القادر نفسه مدرج الاسم في جداول محفل "سورية" في دمشق دون أن يتوفر برهان على حضوره اجتماعات ذلك المحفل.
غمرت القوى الغربية الأمير الشهم بمظاهر الامتنان و الإعجاب بعد قضية مذابح1860 : رسائل ، و هدايا ، و أوسمة ، و زوار تتتابع على دمشق و غص الدرب الصغير في باب الفراديس بالوفود حاملي الهدايا: فانجلترا قدمت له بندقية مضاعفة الماسورة مطعَّمة بالذهب؛ و الولايات المتحدة مسدسين؛ و قدَّم له الفرنسيون وسام جوقة الشرف من المرتبة الأولى ، و الروس وسام النسر الأبيض، و البروسيون وسام النسر الأسود، و اليونانيون وسام "المخلص" ، و الإيطاليون وسام "موريس واليعازر" ، و جزيرة سردينيا صلييبها و كذلك البابا بيوس التاسع، و بالطبع منحه السلطان العثماني النيشان المجيدي الهمايوني من المرتبة الأولى . كما بدرت من العالم الإسلامي ردَّات فعل مماثلة، كلن أفضلها في نظر الأمير تلك الرسالة التي وردته من البطل القوقازي محمد شامل أفندي المنفي في روسية.[الرسالة موجودة في تحفة الزائر(ص662-663) و في كتاب "فارس الجزائر ، الأمير عبد القادر" للعماد مصطفى طلاس (ص320-321)]
لم يستطع عبد القادر إلا أن يفكر بقدرهما المشترك ، فتعدَّى جوابه عبارات المجاملة إلى خلاصة عن مسيرته الخاصة، مع التأكيد على أن تصرفه يعود إلى عواطفه" الشريفة" و إلى شعوره كحام لأهل الكتاب.[الجواب موجود في التحفة(ص 663-664) و في كتاب العماد طلاس " فارس الجزائر" (ص 322-323)]
في هذا السياق من الغبطة بدا أيضا الماسونيون في تهنئتهم للأمير، بإرسَـال الهدايا ، و بالرسائل التي تعبر جيدا عن شعور الفرنسيين حيال المجاهد الجزائري في الفترة التي كان نابوليون الثالث يحلم فيها بمملكة عربية جاءت الرسالة الأولى من المحفل الباريسي " هنري الرابع" ، الذي قدم أولا للأمير حلية، و هي مدالية معبرة برموزها [ أعيدت هذه المدالية إلى G.O (الشرق الأكبر) بتاريخ 13 تشرين الأول – أكتوبر 1947م (الرسالة 2997) من قبل عبد الرزاق بن عبد القادر أحد أبناء أحفاد عبد القادر من الجنسية الفلسطينية في الأرض العربية المحتلة. و المدالية موجود في متحف شارع كادهCADET . ] اهتم لها الأمير و هي تتألف من دائرة موضوعة ضمن مربع مضاعف و في المركز على أساس من ميناء أخضر، كوس مثلث علَّقت عليه عناصر نظرية مربع فيثاغوث. و أمكن لعبد القادر أن يقول في نفسه إن في جعبة الماسونين شيئا يستحق الاهتمام.
(( أيّها الأمير الشهير
أينما تبرق الفضيلة، و يعمّ التسامح و تُمجَّد الانسانية، يهرع الماسونيون ليهللوا و ليقدموا التقدير لمن عرف ، مع بذل أكبر التضحيات، كيف يتمم صنيع الله على الأرض ، و يقدم للمظلوم دعما حافظا منزَّها عن كل غرض. ذلك لأن الماسونية تعتبر هؤلاء الرجال منهم، و أنهم يسيرون على طريقهم ، و هي تشعر بالحاجة لرفع الصوت عاليا لشكرهم و مباركة همتهم باسم الحظ العاثر ، و المجتمع، و المبادئ السامية التي تستند إليها.
لهذا السبب ، جئنا أيها الأمير الشهير، نحن أعضاء المحفل الماسوني " هنري الرابع" و " شرق باريس" ، بعد العديدين غيرنا، إنما بذات الحماسة و العرفان بالجميل، لنضيف زهرية إلى تاج التبريكات الذي يضعه العالم المتمدن فوق هامتكم الجليلة النبيلة، و لنقدم قسطنا من الاعجاب إلى من سما على أحكام إدانة مسبقة مصدرها الإنغلاق و التزمّت في الدين ، و تجلى إنسانا قبل كل شيء ، فلم يستمع إلا إلى إيحاءات قلبه ليضع حاجزا حصينا أمام الهيجانات البربرية و التعصب.
نعم إنك فعلا الممثل، و النموذج الحقيقي لتلك القومية العربية المجيدة التي تدين لها أوروبة بالقسم الأعظم من المدنية و العلوم التي نوَّرتها. و لقد برهنت بتصرفاتك، و شهامة طبعك على أن تلك الأرومة لم تنتكس، و أنها إن بدت خامدة فيمكن أن تستيقظ لتحقق إنجازات عظيمة بحوافز عبقرية قادرة كعبقريتك ، فبعد أن دعمتها بسيفك و حققت لها مجدا و كبرا عرفت فرنسا ـ وز قد كانت غريمتك ـكيف تقدِّرهما و تنظر لهما بإعجاب، و ها أنت تعظمهت بالشهامة و التضحية اللتين برهنت عليهما مثبتا أسس حضارة أشادها أمثال عمر و ابن رشد، و الفارابي، و هم قدوة المحاربين، و العلماء و الفلاسفة الذين تعتز بهم أمتكم و بحق.
(....)
إن الماسونية الحرَّة التي يقوم مبدؤها على الإيمان بالله و خلود الروح ، و تؤسس أفعالها على محبة الإنسانية و ممارسة التسامح و الأخوة الشاملة لا يمكنها إلا أن تشهد ببالغ التأثر العبرة الكبرى التي تعطيها للعالم. و هي تعترف بك و تعتبرك واحدا من أبنائها (بالمشاركة بالأفكار على الأقل) و أنت الرجل الذي مارس ، بدون تفاخر و بإلهـام أولي ، شعارها السامي :" الواحد للكلّ".
بهذا الشعور ، أيها الأمير الشهير، يجد محفل هنري الرابع ، و هو مجموعة صغيرة من العائلة الماسونية الكبرى، من واجبه أن يوجه لكم هذا التعبير البسيط إنما الصادق عن عميق مودَّته، و أن يقدم كعربون احترام حليته الرمزية .هذه الحلية التي لا قيمة لها إلا بدلالات رموزها : الكوس ،و المسواة ، و الفرجار ؛ و العدالة ، و المساواة ، و الأخوة ؛ لكنهاحلية تلتمع على صدور مخلصة للإنسانية و تستهيم حبا بأمثالها. و بهذه الصفة نقدمها لكم، و إذا تكرمتم بقبولها، و عندما ستلقون نظرة عليها، ستقولون في أنفسكم: إن هناك بعيدا في الغرب قلوبا تخفق في توافق مع قلبكم، و رجالا يبحلون اسمكم، و أخوة يحبونكم كواحد منهم؛ و سيكونون فخورين إن أتاحت لهم روابط أكثر وثوقا ليعتبروكم في عداد المؤيدين لمؤسستهم))[شرق باريس ، في 16/10/1860م]
و بما أننا نعلم بوجود دعوات عديدة وُجهت إلى الأمير، فمن المهم أن نتساءل لماذا لم يجب إلا على هذه (هذا إذا لم تكتشف رسائل جديدة في الملفات).
إن قِسما من الجواب موجود تماما في هذه الرسالة.
فأولاً هناك دعوة واضحة : إنها تقترح على الأمير أن يغدو في آن واحد ابنا لهذه الماسونية التي تقول الرسالة إنها أم جميع ذوي الإرادة الطيِّبة الذين يمارسون الأخوة، و أخاً لمجموعة الماسونيين الأحرار الذين يقولون عن أنفسهم إنهم "أبناء الأرملة" ، و علاقة أب ـ أخ تستتر كثيرا في أخوية يقتل أعضاؤها" رمزيا" المعلم المؤسس حيرام في طقوس و درجة إكمال [ يعتقد أن حيرام إيبور المستشار اليهودي لهيرودوس أغريبا ملك فلسطين هو المؤسس الأول للماسونية في العام 41م و سميت في حينه " القوة الخفية" . و كان حيرام قد فقد أباه و هو طفل فأطلق عليه اسم " ابن الأرملة" و لذلك يسمى الماسونية أنفسهم، و هم أخوته "أبناء الأرملة" و قد ذهب حيرام إلى صور ليفتش عن عمه حيث قتل أو مات و نهشت جثته الطيور الكواسر، و في مطلع القرن العشرين حضر أحد الماسونيين الأمريكان و هو "درايم ريغر" إلى صور، و فتش لمدة سنة إلى أن اهتدى إلى المكان الذي مات فيه فنصب له قبرا و عليه شعار الماسونية، و كان يؤمه الماسونيون للزيارة ]
يتعلق الأمر هنا بنداء مضاعف باتجاه العقل الباطن للأمير الذي اهتم بعد إخفاقه السياسي في البحث الصوفي (لكن هل عرف عنه ذلك في ـ تلك الفترة ؟ ، و هل كان الماسونيون يعرفون ذلك عنه ؟ هذا ما يُشك به) . فالماسونيون الأحرار يقترحون إذاً في آن واحد الاندماج الارتدادي، و التجربة الأخوية، إنما الاستيهامية إذ الأمر ليس في هذا الوارد دون عقدة اندساس.
أعتقد أن الأمير قد تحسَّس بهذه الدعوة ، إذ لا يمكنه إلا أن يبتسم للصورة الثلاثية التي يقترحها الماسونيون للإسلام : فقراءتهم مناقضة لقراءته، فالماسونيون يفكِّرون بالقوة المقاتلة( عمر صورة الأمير المقاتل التي ستتكرر في كل هذه القضية) و بالعلم (ابن رشد ، و تذاكراتهم عن تقدُّم العرب في هذا المضمار) ، و الفلسفة (الفارابي) ، و الواقع حتى في هذا الحال فإن المير لا يفكر إلا بالمعرفة الروحية، و بالشجاعة، و بالحسيَّة؛ كما ستلاحظ في إجاباته الخاصة فيما بعد ، و هذا ما سيطرح مشاكل في الترجمة أمام الأخوة...
نمتلك على الأقل رسالة أخرى موجهة إلى الأمير تؤكد فرضيتي، و هي تبدو عند القراءة الأولـى و كأنها تمثل الصورة الفرنسية ذاتها لعبد القادر حامي ضحايا التعصب ، و هي رسالة محفل " الصداقة المخاصة" ، و موقَّعة من قبل مورا MURAT ، الذي تذكَّر أنه أحد رؤساء الماسونية عبر O.P.A النابوليونية و الشغوف بالدراسات المصرية.
[لمجد مهندس الكون الأعظم.
محفل القديس يوحنا المعروف بمحفل " الصداقة المخلصة" و الموضوع إشراف شرق فرنسة الكبير.
إلى الأمير عبد القادر، نسأل الله له الحفظ و الرشاد*!
نحن جمعية الماسونيين الأحرار نردِّد معك : لا إله إلا الله.
و ليس لنا إلا مبدأ واحد : هو المجد لله مهندس الكون الأعظم **!
و الحب الأخوي لجميع أبناء البشر أبناء الله الأب الواحد،
الواثقون بالعدالة الإلهية الضامنة لخلود الروح.
نوجِّه لك أيها الأمير الورع هذه البادرة الودية لموقفك البطولي و النبيل وسط التعصب الرهيب الذي كسا بالحداد سورية بكاملها.
فليبارك الله، أيها الأمير الحكيم الباسل في هذا السلوك الديني المستوحى من عاطفة الأخوة الإنسانية أكثر منه من تسامح بسيط.
ألـم يتوقع الله، و الذي لم يخلق كائنين متمماثلين تمام التماثل حتى و لا ورقتي عشب أو حبتي رمل، طرقا مختلفة لفهمه و عبادته ؟
و ما اهمية هذه الفروق إذا كنا جميعً ننضوي تحت فكرة عدم إمكان خدمة الله بشكل حقيقي إلا بالعمل في محبة ليستنير و يساعد بعضنا بعضا الأخر. إن الله هو الأب السامي : أوليس السلام ، و الاتحاد ، و سعادة جميع أبنائه المتماعين بالعقل و الحرية ، مجده الأعظم ؟
على هذا الأساس ، نحن جمعية الماسونيين الأحرار المنتشرين في كل أرجاء الأرض ، بعدد ما يزال قليلا في الواقع ، سنكون معك دائما، دعاة الأخوة الإنسانية و المدافعين عن حرية المعتقد ، و كذلك عن استقلال الشعوب التي نحترم حقوق الجميع.
إليك إذًا أيها المير الورع تحية الأخوة بالله ، أبينا المشترك، و ليحقق الله السعادة لعائلته و الإزدهار لك في جميع مشاريعك الحقَّة]
هذه الرسالة في الواقع ، تختلف كليا عن السابقة، فهي أكثر تفيّدا بالشكل المسيحي منها بالشكل الإسلامي، بالرغم من أ، هذا المحفل يضم في عضويته سفير الشاه و عددا من الشخصيات الفارسية المسلمة . و بينما محفل "هنري الرابع" بأن تتطرق رسالته إلى بعض المعارف الثقافية العربية الإسلامية، فإن نصّ هذه الرسالة، فيما عدا الترجمة التقريبية للصيغة الإسلامية المؤكدة لوحدة الله الأحد ، إذ أنها تبدأ بشهادة " لا إله إلا الله " يؤكد على الآب " الأب المشترك" و " مهندس الكون الأعظم" , " الله " ؛ بينما رسالة محفل " هنري الرابع" ، لا تلمح إلى " الله الذب نعبده جميعا" و لكن يمكن أن يكون عبد القادر قد تحسس بصيغة " العرش ... في أعماق كل القلوب" الذي يتناسب مع مفاهيم العرش و الذكر في القلب ، و لكن يمكن أن يكون أيضا قد اهتم بفكرة الواحد و المتعدد الأشكال في الرسالة الثانية.
أراني ، و أنا ما زلت في موضوع اختيار الأمير الرد على رسالة المحفل الأول، مضطرا لوضع فرضية. الواقع أن عبد القادر قد فضَّل مقولة الأم ـ الإخوة ، على مقولة الأب ـ الأخوة ، ليس لأنه مسلم ، و بالتالي فهي رؤية مثالية، و لكن بالأحرى لأنها واقعه المغربي المعاش ، و ليس لديه في الواقع لا شعور مبن بطريقة أوديبية؛ خاصة و أن أباه قد لعب دورا رئيساً في توجيهه : فمحيي الدين حتى في اسمه، و كذلك عبر الطريقة القادرية هو في أساس ميل عبد القادر نحو ابن عربي . فالأب الموجّه و المعلم يحملان كلاهما الاسم ذاته و هو يعني " منعش و مجدد الدين" و الواقع أن الأمير لا يمكن أن يؤمن بالصدفة، لأنه سلك في آمبواز طريق إبراهيم القرآني، و كالصديق الحميم، قد أوضح الانكشاف، فهو لا يأخذ بالرؤيا و لا بالحلم، بحرفيتهما.
و من جهة أخرى فإن أمه ، التي يذكرها دائما في رسائله، بكلمة الوالدة ، وفق المتداول في المنطقة الوهرانية، قد توفيت مؤخرا ، و بذلك تحرّر من أجل مسيرته الأخيرة ، و هكذا ما فتئ بين عامي 1861 و 1865 يسافر بما فيها حجّه إلى الأماكن المقدسة . و قد كانت العقبة الأخيرة أمام تحقيق الأقل من مساراته. و كان يقول فيما بعد لمن يلومه على ترك عائلته : "صحيح أن عائلتي عزيزة عليّ ، لكن الله أعزّ "
(....)
لكن الماسونيين لا يعرفون كل هذا ، و لدينا البرهان في رسالة نشرها ياكونو YACONO في مؤلفه عن الماسونية الجزائرية[ المؤلف : "قرن من الماسونية 1785-1884" غير أن ياكومو قد كتب مقالا عن الأمير الماسوني في مجلة " شرق كبير فرنسة G.O.D.F" (الانسانية humanisme) رقم 57، أيار ـ مايو 1966 : 5-37 اعتبارا من وثائق متوفرة في تلك الفترة ضمن ملفات G.O.D.F.]
فبعد أن ترأس مادول Madaule إقامة محفل " سيدي بلعباس" ، و جب عليه السفر في المنطقة، و في تشرين الثاني ـ نوفمبر 1867 كتب إلى "المشرق الكبير" رسالة فيها بعض الغرابة فقد قال :
(( عدت من جولة قمت بها في القبائل التي تفصلنا عن مراكش، و التي تمارس شعائر إسلامية ، سبق لعبد القادر ممارستها و التي يمكن تسميتها الشعائر الحرة لموريتانيا. إن توجيه البريد إلى فرنسة خلال بضع دقائق يضطرني إلى تأجيل ذكر التفاصيل المثيرة للفضول ، و الواجب تبليغكم إياها حول هذا الاكتشاف الهام.إنني آمل أن أتمكن من توجيه هذه الطاعة الرهبانية الجديدة للخضوع لقوانينكم.
و يضيف " يا كونو" : ((هذه " الطاعة الرهبانية" الجديدة قد لا تكون إى أخوية القادرية المشهورة التي اعتمد عليها عبد القادر . و هكذا بعد سبع و ثلاثين سنة من الاستلاء على مدينة الجزائر، يجهل أحد أقطاب الماسونية ، الصديق للعرب ، و المتكلم بلغتهم على ما يبدوا بوجود الأخويَّات ! من المؤكد أن الوصول إلى الملغمة بين الأشخاص غير المتعارفين يقتضي السير في طريق طويل)).
هذا ما يجعل أيضا هذا الغموض في رسالة محفل " هنري الرابع "، و كذلك في النصوص التي سأعرضها لاحقا أكثر إثارة للذهول. إنها تتناول جميعها هذه التفاهات المبتذلة السائدة في ذلك العصر عن الشرق ، و لكنها في الوقت نفسه تعرض مظاهر إيجابية جدا في تمثيل الماضي و النظر إلى مستقبل ممكن عبر تلميحات إلى " القومية المجيدة ... و شهامة تلك الأرومة التي لم تنتكس و إنما تبدو خامدة ... و يمكن أن تستيقظ لتحقيق إنجازات عظيمة... تتجلّى بالشهامة و التضحية ... عدا ما حوته من أسلاف عظام نقلوا الثقافة إلى أوربة ..." مع ذلك تجدر الإشارة إلى أن هذه الصورة تتوافق عمليًا مع تلك التي سيبرزها بعد عدة سنوات باعثو النهضة العربية في باريس كما في أمكنة أخرى، من جمال الدين الأفغاني إلى الكواكبي و حتى فيما بعد إلى حزب " البعث" و الواقع أننا نعرف ، منذ أطروحة "تييري زركون " ، و أبحاث " فنسان كوش" ، أن أحد عوامل تلك الايديولوجية الجديدة يعود ، جزئيا إلى المحافل الماسونية ؛ إذ يوجد هنا تلاحق مدهش إلا إذا كان هناك خدعة أو إخراج آخر في تاريخ ليس له ، دون شك، ذات المعنى، بالنسبة للصوفيين و للمؤرخين. لكن يجب ألا ينسينا هذا غموض مسعى عبد القادر كما سأبينه في اللامنطق الذي يرتكبه الماسونيون في تفسيرهم؛ إضافة إلى أنه لا يمكن من شرح المظاهر السلبية كليا، التي ينشرونها في الوقت ذاته عن صورة الشرق. و إذا استثنينا ملاحظة سأقدِّمها لاحقا عن تسامح الإسلام لدى " مادول " ـ هذا القطب الذي سيلعب دورا كبيرا في نشر الماسونية في الجزائر ـ يبدو واضحا عبر جميع هذه النصوص أن الخطاب الماسوني يرتكز بشكل مطلق على مفهوم ذلك العصر أي نظرة الغرب إلى الإسلام من " كينه" Quinet إلـى " رنان" Renan ، مرورا بـ"سيلفتسر دي ساسي" De sacy ؛ و هو مفهمو ليس مستقلا أبدا ، و يقابل " الجهل " و " الجريمة" و " التعصب" و " البربرية" " بمشعل الحقيقة" و هكذا فما من جديد تحت الشمس.
لا يُستثنى "الماسونيون الأحرار" من القاعدة و هم يعيدون هذا الخطاب بعينه حتى عندما يتعلق الأمر بنغم يضيفونه للإشادة ببطلهم الجديد. و لأبين ذلك اخترت فيما يلي سردا تعظيميا لأحداث دمشق ، مجرَّدة من سياقها، لأعطاء عبد القادر مجددا مكانا متميِّزا في التصور الشعبي، بينما السلطات الفرنسية ما تزال حذرة منه كما يبيِّن السرد التاريخي للوقائع.
(مميز التـعظيم المَـاسوني)
إنه متضمن في نشرة خاصة صادرة عن " شرق فرنسة الكبير" G.O.D.F (تحت رقم 293، العام 1865، ص42) ، و هو مكرر فيما بعد من قبل جميع المؤلفين اللاحقين ؛ من هذه الوثيقة أنطلق إذا ، مع تصحيح بعض الأخطاء و خاصة تلك التي تعود إلى الترجمة عن رسائل أصلية.
(( - توقفوا ، فما زال أمامكم الوقت، و إذا لم تستمعوا إليّ فهذا يعني أن الله لم يمنحكم العقل و ما أنتم إلا بهائم لا تتحرك إلا عند مرأى العشب و الماء. صرخ المتجمهرون بغيظ كصرخة الرومان سابقا في الحلبات : المسيحيون * *! المسيحيون! سلمنا المسيحيين ، الكفرة ، و إلا سنشملك بالعقوبة ذاتها و نلحقك بأخوتك.
- أجاب عبد القادر و عيناه تبرقان بالشرر : لن تصلوا إلى المسيحيين مادام واحد من جنودي البواسل على قيد الحياة. إنهم في حماي، يا قتلة النساء و الأطفال ! و أبناء المعصية . جربوا إذًا أن تنتزعوا واحداً من هؤلاء المسيحيين الذين ألجأتهم إليّ و أعدكم بأنكم سترون يومًا رهيبا، لأنكم ستتعلمون كيف يتقن جنود عبد القادر استعمال البارود.
- ثم التفت نحو مرافقه الأمين "قره محمد" ، قائلاً :
- قرة ، إليّ بحصاني و سلاحي ، و أنتم يا رفاقي المغاربة ، فلتبتهج قلوبكم، و الله على ما أقول شهيد ، سنقاتل من أجل قضية بمثل قدسية القضية التي قاتلنا من أجلها سوية في السابق.
صرخة الحرب هذه كانت نهاية الصراع، و ستبقى منقوشة في ذاكرة كل مُعترف بالجميل في العالم المتمدِّن، فقد أحدثت لدى الجميع رجَّة انفعال حقيقية ، لأنها كشفت ، وحدها فقط ، عن قدرة العواطف الماسونية التي تعمر روح أخينا الشهير.
نعم ! كان ماسونيا مجيدا هذا الذي يسمي ، دون تمييز بين الأجناس و الأديان ، جميع البشر أخوته، و كتن مستعدا بذل دمه من أجلهم.))
هذا النص سيستخدم أساسا لجميع النصوص عن هذا الحدث لأكثر من مئة سنة : ففي عددنا الأخير ( ز هو يعود إلى مقال في مجلة العالم الماسوني ، العام 1865 ، ص228) و بخصوص فكاهة أطلقتها صحيفة فرنسة La gazette de France ذكرنا أن الأخ عبد القادر قد انتسب في الاسكندرية(مصر) إلى " محفل هنري الرابع" شرق باريس. إنما "محفل الأهرام" تمّ انتسابه بتاريخ 18 حيزران ـ جوان 1864. لكن ما جهلته أو تظاهرت بجهله صحيفة فرنسة، التي تتهمنا بأننا أعداء المذهب الكاثوليكي ، رغم احترامنا الأديان و المذاهب ، هو أن الأمير الشهير ، المتشيّع المتحمس للقرآن، كما وصفته الصحيفة ، قد قُبل في الماسونية عقب تصرفه الرائع خلال مذابح سورية حيث أنقذ اثني عشر ألف و خمسمئة مسيحي من أيدي المتعصبين؛ و أن مؤسستنا لم تحرص على اعتباره من أتباعها إلا لأنه ظهر وسط هذه المشاهد من المجازر و الدماء ، و هو من سلالة الرسول صلى الله عليه و سلم ، ليس كممثل متزمت لشيعة و إنما كنصير لمبادئ الأخلاق المستقلة عن كل فكرة فوق الطبيعة ، و هذا ما هو ، بالاستباق عمل ماسوني رئيس.
نتذكر أيضا القدرة التي أبداها عبد القادر أمام هذه الجمهور الهائج في [أحداث دمشق ] ، و كيف نقلت المجلات الماسونية تلك المواقف و كررتها عبر سردٍ تعظيمي في مجلاتها كلمة كلمة في نحو عشر مقالات ظهرت ، و عبر الصورة التي يرسمها الماسونيون للأمير ، و عبر المهمة التي سيقترحها الفرنسيون و الماسونيون عليه حيث سينتهزون بادرة عبد القادر لنشر مبادئهم .
و هذه كلمة قالها خطيب " محفل هنري الرابع " : (( و قد تأثرت الماسونية بدورها أمام هذا التصرف الذي يتماشى مع مبادئها و هدف إنشائها فقرَّر "محفل هنري الرابع" ، إلى جانب آخرين ، أن يوجِّه رسالة تهنئة إلى الأمير مع حلية كرمز تقدير))
[و لم يتأخر جواب الأمير أبداً و كان يحوي طلبًا صريحاً بالمسارَّة [الانضمام] .و أدرك " محفل هنري الرابع" أهمية هذه المسارّة لمستقبل الماسونية في الشرق، فاستقبل الطلب بمبادرة عاجلة ، و اهتم مباشرة بالسعي إلى تأمين وسائل تحقيقه. و كتبت رسالة أخرى إلى الأمير لاطلاعه على شروط المسارّة ، و على الأسئلة التي يجب عليها. و قد أجاب بالطريقة الأكثر صراحة و وضوحا، بشكل أرضى " المحفل " الذي كلَّف الأخ فنيز Vennez و هو آنذاك المحترم صاحب " الرتبة الأولى " فيه أن يتفاهم مع " المشرق الأكبر " في فرنسة حول الطريقة التي يمكن إجراء هذه المسارّة فيها نظرا للعقبة الكبرى الناتجة عن غياب العضو المُستقبَل.
و رغب صاحب السمو الأمير "لوسيان مورا" أن يحقق للمـاسونية هذا الكسب المجيد فأعلن استعداده بكل طيبة خاطر لإجراء كل التسهيلات الممكنة لتحقيقه..]
و عند رفع المرشال " مانيان" Magnan إلى رتبة " الأستاذية الكبرى" ، أراد المحفل متابعة مشروعه لضم الأمير عبد القادر إلى الماسونية ، مع أن " محفل أهرمات مصر " بالاسكندرية لم يقطع اتصاله بعبد القادر بتشجيع من " محفل هنري الرابع" و تابع المساعي مع الأمير الموجود آنذاك في مكة أو المدينة .
(مميز و في جوان 1864 تم رسميا إجراء المسارّة مع الأمير و تنسيبه في الدرجة الأولى من محفل "أهرامات مصر".)
قال (مميز " نيكولو " Nicoullau خطيب محفل "الأهرامات" ) ، شرق الاسكندرية (مصر) معبرا عن بهجته بانضمام الأمير عبد القادر : [إن أعجوبة الأخوة التي تمت اليوم يجب أن تعطي ثمارها ! (مميز فالسيف الماسوني الذي عهدنا به إلى يدي أخينا الحبيب عبد القادر لن يكون أقل بريقا من سيف المحارب) ؛ و يبدو لي أنني على ضوء نجمنا، و خلف شمسنا، نهارا جديدا يبزغ من أجل الشرق].
و أقيمت أيضا احتفالات متنوعة بمسارّة عبد القادر في الاسكندرية و باريس ، و هذا مقطع من كلام خطيب " محفل هنري الرابع " بباريس حيث قال : [ باعطائنا لمسارّة الأخ عبد القادر مثل هذا الدويّ ، يجب أن نعلن هنا ، قبل كل شيء ، أننا لا نمجد أبدا الأمير وحده ، أيا كانت فضائله و استحقاقاته التي يسرنا جميعا الاعتراف بها؛ فنحن كثيروا التشرب لمبدأ الماسونية الكبير الكافي الشافي ... و الماسونية ، و هي تجمُّعُ رجال أحرار مستقيمين ، أصدقاء للفضيلة و الإنسانية ، تؤكد استحقاق الرجال بحيث تريد جيدا دعوتهم للمساهمة في عملها بمنحهم المسارّة..
ما رأيناه في المسارّة التي كرّسناها اليوم بعد أن تابعنا طويلا اكتمالها ، هو انغراز الماسونية في مهد الجهل و التعصب ، إنه علَم التسامح يسلّم لأيد محترمة ، و يُعهد به إلى ذراع أثبتت جدارتها، و رفعته ، و الأمنية الأثيرة لدينا أن يرفع فوق أعلى مـآذن المساجد مقابل راية الرسول.
يعتبر الأمير الماسوني ، بالنسبة لنا الإسفين المنغرز في صخرة البربرية ، إنه الفأس الموضوعة على جذر شجرة سم الجهل ذات الثمار المميتة، و الموجّهة لاقتلاعها في زمن قريب. و يمكن تقدير نتائج هذه المسارّة عندما نسمع إجابات الأمير على الأسئلة التي وجّهت إليه من قبلنا عن هذا الموضوع من جهة ..
و إذا كنا قد تحدثنا عن الطاقة التي تميز الأمير ، و التي نعتمد عليها لنجاح مهمتنا التي غدت من الآن فصاعدا مهمته ، فلأننا نعلم كم ستكون هذه الطاقة ضرورية أمام المقاومات التي لن تتأخر في إبدائها المعتقدات الباطلة المستندة إلى تقاليد بربرية...و سنعمل من أجل مساعدته على تامين مراسلات منتظمة و مستمرة معه، نطلعه خلالها على أعمالنا ، و بقدر الإمكان على سير الماسونية في العالم و إذا تلطف " مهندس الكون الأعظم بدعم جهوده و جهودنا ، فسنرى أخيرا الشرق ينفض أكفانه ، و يخرج كما " ألـيعازر " من قبره ، و يولد من جديد مليئا بالحيوية من أجل الحياة الأخلاقية و الحضارة . هو ذا السبب ، أيها الأخوة الزائرون الأعزاء ، هو ذا لماذا وجد محفل " هنري الرابع " ، أن من واجبه الاحتفال بهذه المـسارّة كحدث واعد بمستقبل زاهر للماسونية...]] انتهى النقل
قلت : مع العلم أن " المعلم الأكبر الأقليمي " للماسـونية كان يُعارض قبول المسلمين !!!
هذا ما وصلت إليه يدي من وثائق في هذه العجالة ، و سأتناول هذا الموضوع في المرة القادمة ـ إن شاء الله تعالى ـ بتفصيل أخرى دونَّها من بحثوا في الموضوع و اهتموا به ؛ تجلي حقيقة تاريخ الأمير عبد القادر و ماسونيته المستورة !
و لا يغيب عنا دوره في جمع كتب شيخ الإسلام ابن تيمية و طلبته بالأثمان الغالية ، و تجميعها ثم حرقها في دمشق بمؤازة كل من يهمه إتلاف تراث أهل السنة و الجماعة ! و هذا الفعل قد اشتهر عنه عند علماء الشام السلفيين ، و عنهم ذكره الشيخ الألباني ـ رحمه الله تعالى ـ في أحد مجالسه !
و الله أعلم ، و صلى الله على محمد و آله و صحبه و سلم
( كتبه
أبوعبدالله همَّام بن محمد الجزائري
ـعفا الله تعالى عنه بمنه و كرمه ـ
الجزائر : الأحد 28صفر 1425هـ) شكرا لك ... بارك الله فيك ...
عبد القادر الجزائري
2007-10-04, 01:09 PM
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليم كنت عابر فشدني ماكتبة لذب عن هذا الرجل في زمن قل فيه الرجال واعرف اني لن اوافيه كل ما يستحق ,اما تحاملك عليا الان فاذا خاطبهم الجاهلون قالو سلاما ,واما قولك من انت ؟فانا انسان مسلم عاقل شملتني وكرمنا بني ادم .واما انت فمتحامل على الرجل وعلى الجزائر عنوانك تهمة للجزائر ليس للامير فقط ,فهل عمية مذاهب سجعك الا من هذا العنوان ,واما ما ذكر من الاخ لم اكن متعصب انما الحق ونصرة الرجال. وما ذكرفي المقال ففيه خلط وقلة فقه ودين وتناقض بين , واسمع مني اجابة عن ما ذكرةبخصوص الاستشهاد بمراجع غير اسلامية والكتاب العلمنيين والمسيحيين معدودين مما ذكرة .ثم باقي ما ذكرة سرد وحكاية,
- استشهادك عن الغرب والمستشرقين والمسحيين الذين اعتقد انك تحسبهم منا ,هاهو 1- ماذكرته من الاستشهاد بهذا الماسوني كما تقول ..رئيس معهد الطقوس في المحفل الاكبر اللبناني الموحد .
الدكتور انطوان عاصي
هذا النص التفصيلي الاستثنائي يفسر لنا كثيرا من الأسرار التي أحاطت بشخصية الأمير عبدالقادر في تلك المرحلة ..هذا ما ذكرة , وتذكر قولك و هناك نص ماسوني موثق..فيا فقها الاسلام هل ياخذ بهذا في تكفير الرجل واحلال دمه ؟وهل تاخذ شهادته؟وهل هي معتبرة؟
-2 وهذا ما ذكرة ...يقول شاهين مكاريوس الماسوني في كتابه فضائل الماسونية :
" إن الأمير عبد القادر الجزائري سمع كثيراً عن الجمعية الماسونية ومالها من صحيح المبادئ ، فتاقت نفسه إلى الإنضمام إليها واغتنم فرصة مروره بالإسكندرية أثناء عودته من الحجاز سنة 1864 فانتظم في سلكها في 18 حزيران بمحفل الأهرام التابع للشرق السامي الفرنساوي، و وافت مشاربه من كل الوجوه ، فأحبها وأحب أهلها ، ومال إليها وإليهم كثيراً، وكان لا يخفي نفسه ، وطالماً جاهر بأنه من أعضائها"
- واعود واقول يا فقهاء الاسلام هل ياخذ بقول هذا وشهادته ؟
3-وهذا هل ناخذ بقوله في تكفير الامير ؟يافقهاء الاسلام وكفره؟يقول جرجي زيدان الماسوني في كتابه "تاريخ الماسونية العام " ص 200 :
" إن االماسونية دخلت دمشق بمساعي الأمير عبد القادر الجزائري ، وإن أول محفل تأسس فيها هو محفل "سوريا" بشرق دمشق ، ... فثبت بمساعي الأخوة وتنشيطهم)) .
- وذكراخر من من نصر حكاية كان يامكان هذا ..- كتب ( برونو إتيين ) مجلدًا موثقًا عن الجزائري بعنوان " عبدالقادر الجزائري " ، أثبت فيه :......الخ
- اتقي الله وتادب باخلاق النبي صلى الله عليه وسلم ,وخاصة مع الرجال ,وهذه التهمة تهم بها كثير من علماء الاسلام ,ولا اذكر من ذكرة ,الالباني والحركة الوهابية والملك السعودي الاول وغيرهم من الزعماء والعلماء ,لكن هناك ميزان وهو الفقه
توزن به مثل هذه الاشياء لا بحكايات كان وقصص القصاص وشهادة من لا تصح شهادته .والله من وراء القصد ...والسلام عليكم
محمد المبارك
2007-10-04, 01:30 PM
-- ماذكرته من الاستشهاد بهذا الماسوني كما تقول ..رئيس معهد الطقوس في المحفل الاكبر اللبناني الموحد .
الدكتور انطوان عاصي
............................
-2 وهذا ما ذكرة ...يقول شاهين مكاريوس الماسوني في كتابه فضائل الماسونية ............
الاخ عبدالقادر
هذا نص عبارتي :
( هات لي مصدرا واحدا ذكرته عن الغرب أ و المستشرقين .)
سبحان الله و هل هذان مستشرقان ؟
أو غربيان ؟؟؟
---------
أما كلامك عن الأدب فلعلك ترجع الى مشاركتك الاولى ـ للأسف ـ التي استفتحت فيها دخولك في هذا الملتقى الراقي لتقرأ نص ما كتبتَه بقلمك ، ممَّا لم يتَّسِم بمسكة من أدب أو عفَّة لسان ..
------------------
و أما قولك عن العنوان أن به استهداف للجزائريين فالحمدلله الذي ردَّ كيدك إلى هذا .
و قد نقلتُ لك مقالاً لبعض الفضلاء الجزائريين المنصفين في شأن ذلك الماسوني .
فإن كنت صادقاً في ردِّك هذا و طالباً للحقِّ فأمِّن على هذا الدعاء في هذه الأيام الفاضلة ، ولن أؤّمِّن حتى تفعل :
اللهم احشر عبدك المسمَّى
أو المتلقِّب في هذا المنتدى بعبدالقادر الجزائري
عن يمين الامير عبدالقادر الجزائري ،
و عن يسار ابن عربي الحاتمي الصوفي
عبد القادر الجزائري
2007-10-04, 01:34 PM
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليم كنت عابر فشدني ماكتبة لذب عن هذا الرجل في زمن قل فيه الرجال واعرف اني لن اوافيه كل ما يستحق ,اما تحاملك عليا الان فاذا خاطبهم الجاهلون قالو سلاما ,واما قولك من انت ؟فانا انسان مسلم عاقل شملتني وكرمنا بني ادم .واما انت فمتحامل على الرجل وعلى الجزائر عنوانك تهمة للجزائر ليس للامير فقط ,فهل عمية مذاهب سجعك الا من هذا العنوان ,واما ما ذكر من الاخ لم اكن متعصب انما الحق ونصرة الرجال. وما ذكرفي المقال ففيه خلط وقلة فقه ودين وتناقض بين , واسمع مني اجابة عن ما ذكرةبخصوص الاستشهاد بمراجع غير اسلامية والكتاب العلمنيين والمسيحيين معدودين مما ذكرة .ثم باقي ما ذكرة سرد وحكاية,
- استشهادك عن الغرب والمستشرقين والمسحيين الذين اعتقد انك تحسبهم منا ,هاهو 1- ماذكرته من الاستشهاد بهذا الماسوني كما تقول ..رئيس معهد الطقوس في المحفل الاكبر اللبناني الموحد .
الدكتور انطوان عاصي
هذا النص التفصيلي الاستثنائي يفسر لنا كثيرا من الأسرار التي أحاطت بشخصية الأمير عبدالقادر في تلك المرحلة ..هذا ما ذكرة , وتذكر قولك و هناك نص ماسوني موثق..فيا فقها الاسلام هل ياخذ بهذا في تكفير الرجل واحلال دمه ؟وهل تاخذ شهادته؟وهل هي معتبرة؟
-2 وهذا ما ذكرة ...يقول شاهين مكاريوس الماسوني في كتابه فضائل الماسونية :
" إن الأمير عبد القادر الجزائري سمع كثيراً عن الجمعية الماسونية ومالها من صحيح المبادئ ، فتاقت نفسه إلى الإنضمام إليها واغتنم فرصة مروره بالإسكندرية أثناء عودته من الحجاز سنة 1864 فانتظم في سلكها في 18 حزيران بمحفل الأهرام التابع للشرق السامي الفرنساوي، و وافت مشاربه من كل الوجوه ، فأحبها وأحب أهلها ، ومال إليها وإليهم كثيراً، وكان لا يخفي نفسه ، وطالماً جاهر بأنه من أعضائها"
- واعود واقول يا فقهاء الاسلام هل ياخذ بقول هذا وشهادته ؟
3-وهذا هل ناخذ بقوله في تكفير الامير ؟يافقهاء الاسلام وكفره؟يقول جرجي زيدان الماسوني في كتابه "تاريخ الماسونية العام " ص 200 :
" إن االماسونية دخلت دمشق بمساعي الأمير عبد القادر الجزائري ، وإن أول محفل تأسس فيها هو محفل "سوريا" بشرق دمشق ، ... فثبت بمساعي الأخوة وتنشيطهم)) .
- وذكراخر من من نصر حكاية كان يامكان هذا ..- كتب ( برونو إتيين ) مجلدًا موثقًا عن الجزائري بعنوان " عبدالقادر الجزائري " ، أثبت فيه :......الخ
- اتقي الله وتادب باخلاق النبي صلى الله عليه وسلم ,وخاصة مع الرجال ,وهذه التهمة تهم بها كثير من علماء الاسلام ,ولا اذكر من ذكرة ,الالباني والحركة الوهابية والملك السعودي الاول وغيرهم من الزعماء والعلماء ,لكن هناك ميزان وهو الفقه
توزن به مثل هذه الاشياء لا بحكايات كان وقصص القصاص وشهادة من لا تصح شهادته .والله من وراء القصد ...والسلام عليكم
عبد القادر الجزائري
2007-10-04, 01:41 PM
لقد بعثة بردي الان وجزته ايدي مخابراة المنتدا حتى طالعه صاحبنا صاحب الدعاء اجاب الله دعائك حشرني الله معهم وفي زمرة الصوفية واهل الاسلام ,ولن ارد ثاني ومهما ردية فمع مثلك لا يجدي , والسلام
محمد المبارك
2007-10-04, 04:11 PM
اللهم آمين يارب العالمين .
في هذا الشهر الكريم .
عبد القادر الجزائري
2007-10-06, 04:09 PM
-محي الدين ابن عربي ا لشيخ الاكبر والكبرية الاحمر -
- عقيدة الشيخ - ماخوذا من الفتحات المكية وكتاب الوصايا-هذا دين الرجل -علما ان الفتحات اخر ما كتب
- من قال بالحلول فدينه معلول، وما قال بالاتحاد إلا أهل الإلحاد - محي الدين ابن عربي
فيا إخوتي و إحبائي رضي الله عنكم ، أشهدكم عيد ضعيف مسكين فقير إلي الله تعالي في كل لحظة و طرفة,أشهدكم علي نفسه بعد أن أشهد الله تعالي و ملائكته, و من حضره من المؤمنين و سمعه أنه يشهد قولا و عقدا, أن الله تعالي إله واحد ، لا ثاني له و ألوهيته منزه عن الصاحبة و الولد ، مالك لا شريك له ملك لا وزير له ، صانع لا مدبر معه ، موجود بذاته من غير افتقار إلى موجد يوجده, بل كل موجود سواء مفتقر إليه تعالي في وجوده فالعالم كله موجود به ، و هو وحده متصف بالوجود لنفسه ، ليس بجوهر متحيز فيقدر له مكان و لا بعرض فيستحيل اليه البقاء و لا بجسم فتكون له الجهة والتلقاء ، مقدس عن الجهات و الأقطار, مرئي بالقلوب و الأبصار, اذا شاء استوي على عرشه كما قاله و على المعني الذي اراده كما ان العرش و ما سواه به استوي, وله الآخرة الأولي ، ليس له مثل معقول و لا دلت عليه العقول, لا يحده زمان و لا يقله مكان بل كان و لا مكان و هو على ما عليه كان, خلق المتمكن و المكان و أنشأ الزمان و قال : أنا الواحد الحيي لا يؤوده حفظ المخلوقات و لا ترجع اليه صفة كم يكن عليها من صنعة المصنوعات, تعالى ان تحله الحوادث أو يحلها أو تكون بعده أو يكون قبلها بل يقال كان و لا شيء معه فإن الله قبل و البعد من صيغ الزمان الذي أبدعه فهو القيوم الذي لا ينام و القهار الذي لا يرام ليس كمثله شيء.
صفة الخلق
خلق العرش و جعله حد الاستوي و أنشأ الكرسي و أوسعه الأرض و السماوات العلى ، اخترع اللوح و القلم الأعلى و أجراه كاتبا بعلمه في خلقه إلي يوم الفصل و القضاء ، أبدع العالم كله علي غير مثال سبق و خلق الخلق و أخلق الذي خلق أنزل الأرواح في الأشباح أمناء و جعل هذه الأشباح المنزلة إليها الأرواح في الأرض خلفاء و سخر لنا ما في السماوات و ما في الأرض جميعا منه فلا تتحرك ذرة الا اليه و عنه خلق الكل من غير حاجة اليه و لا موجب أوجب ذلك عليه لكن علمه سبق بأن يخلق ما خلق
صفة العلم
فهو الأول و الآخر والظاهر و الباطن و هو على كل شيء قدير أحاط بكل شيء علما وأحصى كل شيء عددا يعلم السر و أخفى يعلم خائنة الأعين و ما تخفي الصدور كيف لا يعلم شيئا و هو خلقه (ألا يعلم من خلق و هو اللطيف الخبير) علم الأشياء منها قبل وجودها ثم أوجدها على حد ما علمها فلم يزل عالما بالأشياء لم يتجدد له علم عند تجدد الأشياء ، بعلمه أتقن الأشياء و أحكمها و به حكم عليها من شاء و حكمها علم الكليات على الأطلاق كما علم الجزئيات بإجماع من أهل النظر الصحيح و اتفاق ، فهو عالم الغيب و الشهادة فتعالي الله عما يشركون.
صفة الإرادة
فعال لما يريد فهو المريد الكائنات في عالم الأرض و السماوات لم تتعلق قدرته بشيء حتى أراده كما أنه لم يرده حتى علمه ، إذ في العقل أن يريد ما لا يعلم, أو يفعل المختار المتمكن من ترك ذلك الفعل ما لا يريد كما يستحيل أن توجد نسب هذه الحقائق في غير حي كما يستحيل أن تقوم الصفات بغير ذات موصوفة بها فما في الوجود طاعة و لا عصيان و لا ربح و لا خسران و لا عبد و لا حر و لا برد و لا حر و لا حياة و لا موت و لا حصول و لا فوت و لا نهار و لا ليل و لا اعتدال و لا ميل و لا بر و لا بحر و لا شفع و لا وتر و لا جوهر و لا عرض و لا صحة و لا مرض و لا فرح و لا ترح و لا روح و لا شبح و لا ظلام و لا ضياء و لا أرض و لا سماء و لا تركيب و لا تحليل و لا كثير و لا قليل و لا عداة و لا أصيل و لا بياض و لا سواد و لا رقاد و لا سهاد و لا ظاهر و لا باطن و لا متحرك و لا ساكن و لا يابس و لا رطب و لا قشر و لا لب و لا شيء من هذه النسب المتضادات منها و المختلفات و المتماثلات الا و هو مراد للحق تعالى. و كيف لا يكون مرادا له و هو أوجده فكيف يوجد المختار ما لا يريد لا راد لأمره و لا معقب لحكمه يؤتي الملك من يشاء و ينزع الملك ممن يشاء و يغر من يشاء و يذل من يشاء و يضل من يشاء و يهدي من يشاء ، ما شاء كان و ما لم يشاء أن يكون لم يكن لو اجتمع الخلائق كلهم على أن يريدوا شيئا لم يرد الله تعالى أن يريدوه ما أرادوه أو يفعلوا شيئا لم يرد الله تعالى إيجاده و أرادوه عندما أراد منهم أن يريدوه ما فعلوه و لا استطاعوا على ذلك و لا أقدرهم عليه فالكفر و الإيمان و الطاعة و العصيان من مشيئته و حكمه وإرادته و لم يزل سبحانه موصوفا بهذه الإرادة أزلا و العالم معدوم غير موجود و إن كان ثابتا في العلم في عينه ثم أوجد العالم من غير تفكر و لا تدبر عن جهل أو عدم علم فيعطيه التفكر و التدبر على ما جهل جل و علا عن ذلك عل أوجده عن العلم السابق و تعيين الإرادة المنزهة الأزلية القاضية على العالم بما أوجدته عليه من زمان و مكان أكوان و ألوان فلا مريد في الوجود علي الحقيقة سواه إذ هو القائل سبحانه ( و ما تشاءون الا أن يشاء الله) سورة الإنسان
صفه السمع
و أنه سبحانه كما علم فأحكم و اراد فخصص و قدر فأوجد كذلك سمع و رأى ما تحرك و سكن أو نطق في الورى من العالم الأسفل و الأعلى لا يحجب سمعه البعد فهو القريب و لا يحجب بصره القرب فهو البعيد يسمع كلام النفس في النفس و صوت المماسة الخفية عند اللمس و يري السواد في الظلماء و الماء في الماء لا يحجبه الامتزاج و لا الظلمات و لا النور و هو السميع البصير.
صفة الكلام
تكلم سبحانه لا عن صمت متقدم و لا سكوت متوهم بكلام قديم أزلي كسائر صفاته من علمه و إرادته و قدرته كلم به موسى عليه السلام سماه التنزيل و الزبور و التوراة و الإنجيل من غير حروف و لا أصوات و لا نغم و لا لغات بل هو خالق الأصوات و الحروف و اللغات فكلامه سبحانه من غير لهاة و لا لسان كما أن سمعه من غير أصمخة و لا أذان كما أن بصره من غير حدقة و لا أجفان كما أن إرادته في غير قلب و لا جنان كما أن علمه من غير اضطرار و لا نظر في برهان كما أن حياته من غير بخار بجويف القلب حدث عن امتزاج الأركان كما أن ذاته لا تقبل الزيادة و النقصان
التنزيه
فسبحانه سبحانه من بعيد دان عظيم السلطان عميم الأحسان جسيم الإمتنان كل ما سواه فهو في وجوده فائض ، و فضله و عدله الباسط له و القابض ، أكمل صنع العالم و أبدعه حين أوجده و إخترعه لا شريك له في ملكه و لا مدبر معه في ملك غيره فينسب إلي الجور و الحيف و لا يتوجه عليه لسواه حكم فيتصف بالجزع لذلك و الخوف كل ما سواه تحت سلطان قهره و متصرف عن إرادته
أمره
و أمره فهو الملهم نفوس المكلفين التقوي و الفجور و هو المتجاوز عن سيئات من شاء ، و ألآخذ بها من شاء هنا و في يوم النشور لا يحكم عدله في فضله و لا فضله في عدله أخرج العالم قبضتين و أوجد لهم منزلتين فقال هؤلاء للجنه و لا أبالي و هؤلاء للنار و لا أبالي و لم يعترض عليه معترض هناك ، اذ لا موجود كان ثم سواه فالكل تحت تصريف أسمائه فقبضة تحت أسماء بلائه و قبضة تحت أسماء الآئه و لو أراد ستحانه أن يكون العام كله سعيدا لكان أو شقيا لما كان من ذلك في شأن لكنه سبحانه لم يرد فكان كما أراد فمنهم الشقي و السعيد هنا و في يوم المعاد فلا سبيل إلى تبديل ما حكم عليه القديم و قد قال تعالى في الصلاة هي خمس و هي خمسون (ما يبدل القول لدي و ما أنا بظلام للعبيد) سورة ق: 29 لتصرفي في ملكي و إنفاذ مشيئتي في ملكي و ذلك لحقيقة عميت عنها الأبصار و البصائر و لم تعثر عليها الأفكار و لا الضمائر إلا بوهب ، الا هي وجود رحماني لمن اعتني الله به من عباده و سبق له ذلك بحضرة أشهاده فعلم حين أعلم أن الألوهة أعطت هذا التقسيم و أنه من رقائق القديم فسبحان من لا فاعل سواه و لا موجود لنفسه الا إياه (و الله خلقكم و ما تعملون) سورة الصافات: 96 و ( لا يسئل عما يفعل و هم يسئلون ) سورة الأنبياء : 23 (فلله الحجة البالغة فلو شاء لهداكم أجمعين) سورة الأنعام : 149
الشهادة الثانية
و كما أشهدت الله و ملائكته و جميع خلقه و إياكم على نفسي بتوحيده فكذلك أشهده سبحانه و ملائكته و جميع خلقه و إياكم على نفسي بالإيمان بمن اصطفاه و اختاره و اجتباه من وجوده ذلك سيدنا محمد صلي الله عليه و سلم الذي أرسله إلى جميع الناس كافة بشيرا و نذيرا و داعيا إلى الله بإذنه و سراجا منيرا فبلغ صلي الله عليه و سلم ما أنزل من ربه إليه و أدي أمانته و نصح أمته و وقف في حجة و داعه على كل من حضر من أتباعه فخطب و ذكر و خوف و حذر و بشر و أنذر و وعد و أوعد و أمطر و أرعد و ما خص بذلك التذكير أحدا من أحد عن إذن الواحد الصمد ثم قال ( الا هل بلغت ) فقالوا بلغت يارسول الله فقال صلي الله عليه و سلم اللهم اشهد و اني مؤمن بكل ما جاء به صلي الله عليه وسلم مما علمت و ما لا أعلم فمما جاء به فقرر أن الموت عن أجل مسمى عند الله إذا جاء لا يؤخر فأنا مؤمن بهذا إيمانا لا ريب فيه و لا شك كما آمنت و أقررت أن سؤال فتاني القبر حق و عذاب القبر حق و بعث الأجساد من القبور حق و العرض على الله تعالي حق و الحوض حق و الميزان حق و تطاير الصحف حق و الصراط حق و الجنة حق و النار حق و فريقا في الجنة و فريقا في النارحق و كرب ذلك اليوم حق على طائفة و طائفة أخري لا يحزنهم الفزع الأكبر وشفاعة الملائكة و النبين و المؤمنين و إخراج أرحم الراحمين بعد الشفاعة من النار من شاء حق و جماعة من أهل الكبائر المؤمنين يدخلون جهنم ثم يخرجون منها بالشفاعة و الامتنان حق و التأيد للمؤمنين و الموحدين في النعيم المقيم في الجنان حق و التأبيد لأهل النار في النار حق و كل ما جاءت به الكتب و الرسل من عند الله علم أو جهل حق. فهذه شهادتى علي نفسى أمانة عند كل وصلت إليه أن يؤديها إذا سئلها حيثما كان نفعنا الله و إياكم بهذا الإيمان و ثبتنا عليه عند الانتقال من هذه الدار إلى الدار الحيوان و أحلنا منها دار الكرامة و الرضوان و حال بيننا و بين دار سرابيلها من القطران و جعلنا من العصابة التي أخذت الكتب بالإيمان و ممن انقلب من الحوض و هو ريان و ثقل له ميزان و ثبتت له علي الصراط قدمان إنه المنعم المحسان, فالحمد الله الذي هدانا لهذا و ما كنا لنهتدي لو لا أن هداناالله لقد جاءت رسل ربنا بالحق.
- من حكمه واقواله...
-من قال بالحلول فدينه معلول، وما قال بالاتحاد إلا أهل الإلحاد-
الحكم نتيجة الحكمة والعلم نتيجة المعرفة فمن لا حكمة له لا حكم له ، و من لا معرفة له لا علم له1
"فإذا سمعت احدا من أهل الله يقول أو ينقل إليك عنه أنه قال الولاية أعلى من النبوة ، فليس يريد ذلك القائل الا ما ذكرناه. أو يقول ان الولي فوق النبي و الرسول فأنه يعني بذلك في شخص واحد وهو أن الرسول من حيث أنه ولي أتم منه من حيث أنه نبي و رسول لا أن الولي التابع له أعلي منه فإن التابع لا يدرك المتبوع أبدا فيما هو تابع له فيه إذ لو أدركه لم يكن تابعا فافهم"2
لا تعترضوا على المجتهدين من علماء الرسوم و لا تجعلوهم محجوبين على الإطلاق فإن لهم القدم الكبيرة في الغيوب و إن كانوا غير عارفين و علي غير بصيرة بذلك يحكمون بالظنون3
-قول ابن تيمية فيه وادبه رحمه الله... مجموع الفتاوى ج2ص143( ابن عربى صاحب فصوص الحكم وهى مع كونها كفرا فهو أقربهم إلى الاسلام لما يوجد في كلامه من الكلام الجيد كثيرا ولأنه لا يثبت على الاتحاد ثبات غيره بل هو كثير الاضطراب فيه وانما هو قائم مع خياله الواسع الذى يتخيل فيه الحق تارة والباطل أخرى والله أعلم بما مات عليه. )
علي أحمد عبد الباقي
2007-10-08, 12:58 PM
الأستاذ (عبد القادر الجزائري) أوردت كلامَ ابنِ عربي وعقيدته وفيها الكثير مما يخالف عقيدة أهل السنة والجماعة ، من ذلك نفي الجهة، قال القرطبي في تفسير قوله تعالى : {ثم استوى على العرش} (الأعراف/54) (7/219 - دار عالم الكتب) :
((وقد كان السلف الأول رضي الله عنهم لا يقولون بنفي الجهة ولا ينطقون بذلك بل نطقوا هم والكافة بإثباتها لله تعالى كما نطق كتابه وأخبرت رسله ولم ينكر أحد من السلف الصالح أنه استوى على عرشه حقيقة وخص العرش بذلك لأنه أعظم مخلوقاته وإنما جهلوا كيفية الإستواء فإنه لا تعلم حقيقته )) أ.هـ
وغير ذلك ، ثم عقبت على عقيدة ابن عربي بما نقلت عن شيخ الإسلام ابن تيمية ، وفيه التصريح بأن مقالة ابن عربي المتعلقة بوحدة الوجود كفر ، كل ما في الأمر أن شيخ الإسلام بين أنها أقرب إلى الإسلام من مقالة غيره ، لكنه حكم عليها بأنها كفر.
فهل توافق على ما قاله شيخ الإسلام من أن مقالة ابن عربي في هذه المسألة كفر كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية ؟!
خلدون الجزائري
2007-10-29, 10:25 PM
الموضوع أكبر ممن يخوض فيه، ورحم الله امرءا عرف قدر نفسه...ناس تصنع التاريخ، وآخرون لا يجيدون إلا فن الذبح وهم جالسون على الأرائك...أين وضعت ففففاعتبرواققق؟
فريد المرادي
2007-10-30, 01:10 PM
الأخ الكريم خلدون الجزائري : بارك الله فيك ، اقرأ جيداً ما جاء في المقال من حقائق علمية و تاريخية ...
و اترك جانباً التعصب للوطن و لأبناء الوطن ...
أسأل الله لي و لك التوفيق و السداد ...
وليد الدلبحي
2007-10-30, 01:45 PM
الموضوع أكبر ممن يخوض فيه، ورحم الله امرءا عرف قدر نفسه...ناس تصنع التاريخ، وآخرون لا يجيدون إلا فن الذبح وهم جالسون على الأرائك...أين وضعت ففففاعتبرواققق؟
أخي الكريم لا يجوز هذا الكلام، والموضوع يرج فيه بعلم أو يترك، ولا يجوز تنقص إخوانك، فممن شارك في الموضوع من نحسبهم أهل علم وأخلاق ومعرفة، نسأل الله لنا ولك الوقوف على الحق وتقبله.
محمد المبارك
2007-10-31, 08:16 AM
الاخ خلدون الجزائري.
هداه الله .
أقدِّر مشاركتك .
و ليتك تعمد الى النقاش العلمي .
دون العصبية للآباء و الأجداد .
و دعك من صاحب المقال
و القرَّاء هم الحكم .
و لا يستخفنَّك كائنٌ من كان .
أمَّا مجرد التهويش فيحسنه كل أحد .
ابن عبدالكريم
2008-04-12, 06:20 PM
للرفع ... لتجدد الحديث عن الأمير عبدالقادر الجزائري (http://majles.alukah.net/showthread.php?t=14559)..... و لفضح المدافعين عنه ممن لا يحسنون كتابة سطرين باللغة العربية ..
أبو شهاب التلمساني
2008-04-12, 08:34 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الإخوة الكرام ...
مرحبا بالنقد العلمي البناء المرتكز على أصول التحقيق العلمي
أما رمي الناس بالتهم
ثم البحث عن أدلة لها
فهذا يحسنه كل الناس...
ابن عبدالكريم
2008-04-13, 10:01 AM
أما رمي الناس بالتهم
ثم البحث عن أدلة لها
فهذا يحسنه كل الناس...
أخي " أبو شهاب " ... هل قرأت الموضوع أصلا ؟!
المغراوي الادريسي
2010-01-15, 08:06 PM
فك الشفرة الجزائرية
و فتح الأيقونة الباريسية
الأمير عبدالقادر الجزائري:
نسبه ومولده:
هو الشيخ عبد القادر ابن الأمير محيي الدين الحسني، حيث يصلُ نسبه بالإمام الحسين بن علي ، يقول الأمير عبدالقادر عن سلسلة نسبه:
( إنني عبد القادر ابن محي الدين ابن مصطفى ابن محمد ابن المختار ابن عبد القادر ابن أحمد ابن محمد ابن عبد القوي ابن يوسف ابن أحمد ابن شعبان ابن محمد ابن أدريس ابن أدريس ابن عبدالله ( المحض ) أبن الحسن ( المثنى ) أبن الحسن ( السبط ) ابن فاطمة بنت محمد رسول الله وزوجة علي ابن أبي طالب عم الرسول .
كان أجدادنا يقطنون المدينة المنورة وأول من هاجر إليها هو أدريس الأكبر الذي أصبح فيما بعد سلطانا على المغرب وهو الذي بنى ( فاس ) وبعد أن كثر نسله توزعت ذريته ومنذ عهد جدي فقط قدمت عائلتنا لتستقر في "أغريس" قريبا من "معسكر" )
( انظر :"الأمير عبد القادر" – سلسلة الفن والثقافة – وزارة الإعلام والثقافة الجزائرية – الجزائر / ص 1974) .
إلاَّ أن فريبه الأمير محمد أورد سلسلة أخرى تختلف كلياً في كتابه :" تحفة الزائر في مآثر الأمير عبدالقادر وأخبار الجزائر " ، ممَّا يُضعف الثقة في هذه النسبة الشريفة ، لا سيما إذا عرفنا أ ن النسبة الشريفة من شروط الوصول الى مرتبة القطبية عند المتصوفة ، كما أننا إذا علمنا أيضاً أن الصوفية يجوِّزون الاكتساب الروحاني للنسبة الشريفة تقلُّ الثقة عندنا بتلك السلاسل النسبية المسبوكة .
ولد الأمير عبدالقادر في 23 من رجب عام 1222هـ / مايو 1807م، وذلك بقرية "القيطنة" بوادي الحمام من منطقة معسكر "المغرب الأوسط" أو الجزائر.
ثم انتقل والده الذي كان شيخ الطريقة القادرية في وقته إلى لمدينة "وهران"، و اثر اصطدام مع الوالي العثماني أمر الوالي بتحديد إقامة محيي الدين في بيته، فاختار أن يخرج من الجزائر كلها في رحلة طويلة.
رحلة محيي الدين الجزائري و ابنه عبدالقادر :
كان الإذن للشيخ محيي الدين بالخروج لفريضة الحج عام 1241هـ/ 1825م، فخرج الوالد واصطحب ابنه عبد القادر معه، فكانت رحلة عبد القادر إلى تونس ثم مصر ثم الحجاز ثم البلاد الشامية ثم بغداد، ثم العودة إلى الحجاز ، ثم العودة إلى الجزائر مارًا بمصر وبرقة وطرابلس ثم تونس، وأخيرًا إلى الجزائر من جديد عام 1828 م، على طريقة رحلات الصوفية و ما فيها من الوقوف على الآثار والأولياء، وما لبث الوالد وابنه أن استقرا في قريتهم "قيطنة".
الاحتلال الفرنسي :
ولم يمض وقت طويل حتى تعرضت الجزائر لحملة عسكرية فرنسية شرسة، وتمكنت فرنسا من احتلال العاصمة فعلاً في 5 يوليو 1830م، واستسلم الحاكم العثماني سريعًا، ولكن الشعب الجزائري كان له رأي آخر.
المبايعة:
فرّق الشقاق بين الزعماء كلمة الشعب، وبحث أهالي وعلماء "وهران" عن زعيم يأخذ اللواء ويبايعون على الجهاد تحت قيادته، واستقر الرأي على "محيي الدين الحسني"
شيخ الطريقة القادرية في وقته ، و والد الأمير عبدالقادر ،وعرضوا عليه الأمر، ولكن الرجل اعتذر عن الإمارة إلاَّ أنَّه قبل قيادة الجهاد.
فأرسلوا إلى صاحب المغرب الأقصى ليكونوا تحت إمارته، فقبل السلطان "عبد الرحمن بن هشام" سلطان المغرب، وأرسل ابن عمه "علي بن سليمان" ليكون أميرًا على وهران، وقبل أن تستقر الأمور تدخلت فرنسا مهددة السلطان بالحرب، فانسحب السلطان واستدعى ابن عمه ليعود الوضع إلى نقطة الصفر من جديد.
ولما كان محيي الدين قد رضي بمسئولية القيادة العسكرية، فقد التفت حوله الجموع من جديد، وخاصة أنه حقق عدة انتصارات على العدو، وقد كان عبد القادر على رأس الجيش في كثير من هذه الانتصارات، فاقترح الوالد أن يتقدم "عبد القادر" لهذا المنصب، فقبل الحاضرون، وقبل الشاب تحمل هذه المسؤولية، وتمت البيعة، ولقبه والده بـ "ناصر الدين" واقترحوا عليه أن يكون "سلطان" ولكنه اختار لقب "الأمير"، وبذلك خرج إلى الوجود "الأمير عبد القادر ناصر الدين بن محيي الدين الحسني"، وكان ذلك في 13 رجب 1248هـ/ نوفمبر 1832م، وقد وجه خطابه الأول إلى كافة العروش قائلاً: "… وقد قبلت بيعتهم (أي أهالي وهران وما حولها) وطاعتهم، كما أني قبلت هذا المنصب مع عدم ميلي إليه، مؤملاً أن يكون واسطة لجمع كلمة المسلمين، ورفع النزاع والخصام بينهم، وتأمين السبل، ومنع الأعمال المنافية للشريعة المطهرة، وحماية البلاد من العدو، وإجراء الحق والعدل نحو القوى والضعيف، واعلموا أن غايتي القصوى اتحاد الملة المحمدية، والقيام بالشعائر الأحمدية، وعلى الله الاتكال في ذلك كله".
ثقافته العالية :
لقد كان الأمير عبدالقادر ذا ثقافة علمية واسعة ، فقد كان أبوه الشيخ محيي الدين يُعِدُّه لمشيخة الطريقة القادرية من بعده ، وحتى تكتمل صورة الأمير عبد القادر، فقد تلقى الشاب مجموعة من العلوم فقد درس الفلسفة (رسائل إخوان الصفا - أرسطوطاليس - فيثاغورس) ودرس الفقه والحديث فدرس صحيح البخاري ومسلم، وقام بتدريسهما، كما تلقى الألفية في النحو، والسنوسية، والعقائد النسفية في التوحيد، وايساغوجي في المنطق، والإتقان في علوم القرآن .
صفاته الشخصية :
كان الأمير بتمتع بمؤهلات نادرة من حدة الذكاء و سرعة التعلم و بهما مع الرحلة و دقة المشاهدة اكتسب الأميركثيرا من الصفات كالخبرة العسكرية في ميدان القتال ، وحسن التصرف ، و الإفادة من الظروف المواتية، مع ما استفاده من العلوم و الثقافة الشرعية التي شابتها شائبة التصوف ، وكان قوي الجسم صلب العود ، ذا هيئة حسنة ، و ممَّا يُؤخذ على الأمير حبه للمال و السلطة الذين يخلطهما بحب العفو و المسامحة في أحيان كثيرة .
دولة الأمير عبد القادر و عاصمته المتنقلة:
وقد بادر الأمير عبد القادر بإعداد جيشه، ونزول الميدان ليحقق انتصارات متلاحقة على الفرنسيين، وسعى في ذات الوقت إلى التأليف بين القبائل وفض النزاعات بينها، وقد كانت بطولته في المعارك مثار الإعجاب من العدو والصديق فقد رآه الجميع في موقعة "خنق النطاح" التي أصيبت ملابسه كلها بالرصاص وقُتِل فرسه ومع ذلك استمر في القتال حتى حاز النصر على عدوه.
وأمام هذه البطولة اضطرت فرنسا إلى عقد اتفاقية هدنة معه وهي اتفاقية "دي ميشيل" في عام 1834، وبهذه الاتفاقية اعترفت فرنسا بدولة الأمير عبد القادر، وبذلك بدأ الأمير يتجه إلى أحوال البلاد ينظم شؤونها ويعمرها ويطورها، وقد نجح الأمير في تأمين بلاده إلى الدرجة التي عبر عنها مؤرخ فرنسي بقوله: «يستطيع الطفل أن يطوف ملكه منفردًا، على رأسه تاج من ذهب، دون أن يصيبه أذى!!». و كان الامير قد انشا عاصمة متنقلة كاي عاصمة اوربية متطورة آنذاك سميت الزمالة ، كما قام بضرب عملته الخاصة .
تنظيم الدولة:
وقبل أن يمر عام على الاتفاقية نقض القائد الفرنسي الهدنة، وناصره في هذه المرة بعض القبائل في مواجهة الأمير عبد القادر، ونادى الأمير قي قومه بالجهاد ونظم الجميع صفوف القتال، وكانت المعارك الأولى رسالة قوية لفرنسا وخاصة موقعة "المقطع" حيث نزلت بالقوات الفرنسية هزائم قضت على قوتها الضاربة تحت قيادة "تريزيل" الحاكم الفرنسي. ولكن فرنسا أرادت الانتقام فأرسلت قوات جديدة وقيادة جديدة، واستطاعت القوات الفرنسية دخول عاصمة الأمير وهي مدينة "معسكر" وأحرقتها، ولولا مطر غزير أرسله الله في هذا اليوم ما بقى فيها حجر على حجر، ولكن الأمير استطاع تحقيق مجموعة من الانتصارات دفعت فرنسا لتغيير القيادة من جديد ليأتي القائد الفرنسي الماكر الجنرال "بيجو"؛ ولكن الأمير نجح في إحراز نصر على القائد الجديد في منطقة "وادي تافنة" أجبرت القائد الفرنسي على عقد معاهدة هدنة جديدة عُرفت باسم "معاهد تافنة" في عام 1837م.
وعاد الأمير لإصلاح حال بلاده وترميم ما أحدثته المعارك بالحصون والقلاع وتنظيم شؤون البلاد، وفي نفس الوقت كان القائد الفرنسي "بيجو" يستعد بجيوش جديدة، ويكرر الفرنسيون نقض المعاهدة في عام 1839م، وبدأ القائد الفرنسي يلجأ إلى الوحشية في هجومه على المدنيين العزل فقتل النساء والأطفال والشيوخ، وحرق القرى والمدن التي تساند الأمير، واستطاع القائد الفرنسي أن يحقق عدة انتصارات على الأمير عبد القادر، ويضطر الأمير إلى اللجوء إلى بلاد المغرب الأقصى، ويهدد الفرنسيون السلطان المغربي، ولم يستجب السلطان لتهديدهم في أول الأمر ، وساند الأمير في حركته من أجل استرداد وطنه، ولكن الفرنسيين كانوا يضربون طنجة وموغادور بالقنابل من البحر، وتحت وطأة الهجوم الفرنسي اضطر السلطان إلى توقيع معاهدة الحماية، التي سبقت إحتلال المغرب الأقصى.
نهاية الحركة القادرية :
بدأ الأمير سياسة جديد في حركته، إذ سارع لتجميع مؤيديه من القبائل، و كان ديدنه الحركة السريعة بين القبائل فقد يصبح في مكان ويمسي في مكان آخر حتى لقب باسم "أبا ليلة وأبا نهار".
واستطاع أن يحقق بعض الانتصارات، ولكن فرنسا دعمت قواتها بسرعة، فلجأ مرة ثانية إلى بلاد المغرب، ومن ناحية أخرى ورد في بعض الكتابات أن بعض القبائل المغربية راودت الأمير عبد القادر أن تسانده لإزالة السلطان القائم ومبايعته سلطانًا بالمغرب، وعلى الرغم من انتصار الأمير عبد القادر على جيش الإستطلاع الفرنسي، إلا أن المشكلة الرئيسية أمام الأمير هي الحصول على سلاح لجيشه، ومن ثم أرسل لكل من بريطانيا وأمريكا يطلب المساندة والمدد بالسلاح في مقابل إعطائهم مساحة من سواحل الجزائر: كقواعد عسكرية أو لاستثمارها، وبمثل ذلك تقدم للعرش الإسباني ولكنه لم يتلقَ أي إجابة، وأمام هذا الوضع اضطر في النهاية إلى التفاوض مع القائد الفرنسي "الجنرال لامور يسيار" على الاستسلام على أن يسمح له بالهجرة إلى الإسكندرية أو عكا ومن أراد من اتباعه، وتلقى وعدًا زائفًا بذلك فاستسلم في 23 ديسمبر 1847م، ورحل على ظهر إحدى البوارج الفرنسية، وإذا بالأمير يجد نفسه بعد ثلاثة أيام في ميناء طولون ثم إلى إحدى السجون الحربية الفرنسية، وهكذا انتهت دولة الأمير عبد القادر، وقد خاض الأمير خلال هذه الفترة من حياته حوالي 40 معركة مع الفرنسيين والقبائل المتمردة .
الأمير في الأسر:
ظل الأمير عبد القادر في سجون فرنسا يعاني من الإهانة والتضييق خمس سنوات ، متنقلاً بين سجون مختلفة بما فيها قصر أمبواز، و قد توفي خمسة و عشرين من أقاربه الذين كانوا معه خلال ذلك الوقت جراء البرد و الجوع .وبعد أسابيع من تولي نابليون الثالث بعث إليه الأمير برسالة في 23 ديسمبر 1848 مذكرا له بوعد فرنسا، وسجن الإنجليز لنابليون الأول، وسجنه هو نفسه (نابليون الثالث) بأمر لوي فيليب ، و طالبا الاستجابة لرغبته في الذهاب إلى مصر أو سورية.
وفي عام 1852م استدعاه نابليون الثالث بعد توليه الحكم، وأكرم نزله، وأقام له المآدب الفاخرة ليقابل وزراء ووجهاء فرنسا، ويتناول الأمير كافة الشؤون السياسية والعسكرية والعلمية، مما أثار إعجاب الجميع بذكائه وخبرته، ودُعي الأمير لكي يتخذ من فرنسا وطنًا ثانيًا له، ولكنه رفض، ثم اقترح نابليون الثالث على الأمير أن يترأس الإمبراطورية العربية في الشرق بعد أن يتم تحريرها من الاحتلال العثماني .
ورحل الأمير عبدالقادر إلى الشرق براتب من الحكومة الفرنسية ، وبوعدٍ غير واضحٍ من الامبراطور الفرنسي بتنصيبه امبراطورا على البلاد العربية .
و توقف في استانبول حيث السلطان عبد المجيد، والتقى فيها بسفراء الدول الأجنبية، ثم استقر به المقام في دمشق منذ عام 1856 م وفيها أخذ مكانة بين الوجهاء والعلماء، وقام بالتدريس في المدرسة الأشرفية، ثم في المدرسة الحقيقية ، وأخيراً في المسجد الأموي .
التحول الكبير في حياة الأمير:
لم تُحيِّرني شخصية مثل شخصية الأمير عبدالقادر الجزائري ، فهذا الأسد الهزبر و الفارس الضرغام نجده يتحول بعد مجيئه من فرنسا إلى خادم مطيع و مريد متحمس للدولة الفرنسية و إلى كل ما يمت إلى الفرنسين بِصِلة ، فما الذي حصل للأمير فأدَّى به إلى كل ذلك التغيير .
في اعتقادي أن الأمير عبدالقادر قد تعرض خلال نشأته و مراحل حياته لعدَّة تأثيرات متغايرة بعضها استصحبها من ذاكرته خلال مراحل نشأته المبكرة ، و بعضها خلال وجوده في فرنسا ، و أثناء سلسلة النقاشات التي كانت تدور بينه وبين وجهاء فرنسا ، والشبهات التي كان يوردها عليه كبار المستشرقين ، لا سيما أن الفرنسيين كانوا قد حضَّروا لذلك الدرس بكل عناية ، إذ كانوا قد تعرفوا على الشخصية الشرقية جيداًُ من خلال الحملة الفرنسية على مصر ، لا سيما طريقة التخاطب والتعامل مع مشائخ الطرق الصوفية ، مِمَّا قلب كيان الرجل ، و غيَّره كل ذلك التغيير و أثر به أيَّ تأثير .
الأمر الأول: أن الأمير كان ذا ثقافة و اطلاع واسعين
و لديه قابلية عجيبة لقبول الآخر مهما بلغ ذلك الآخر من عدائه له بشرط أن يتحد معه في حوار يتخذ الطابع العلمي ، و لا يخفى مقدرة الغربيين على قلب الأمور ، و ادعاء النزاهة ممَّا قد يؤثر حتى على ذوي العقول الراجحة ، ومما حفِظ عن الأمير خلال تلك الحوارات قوله :" لو كان العالم يسمعني لجعلت من المسلمين والمسيحيين إخوةً ولعملنا معاً من أجل إرساء السلام في العالم" ، ولعلَّ هذه الجملة كانت هي البروتوكول الذي انتهجه فيما بعد الأمير و التزم به كل الالتزام .
الأمر الثاني: ذلكم البغض الكبير للدولة العثمانية
الذي اكتنفه خلال نشأته ، وبعد اخراج الوالي العثماني لأبيه من قريته الى الحجاز ، و ما صاحب ذلك من التغرُّب.
وكذلك كون الدولة العثمانية قد تخَّلت عن الجزائر أثناء الحملة الاستعمارية الفرنسية الجائرة عليه ، و لم تحرك ساكناً ، بل سرعان ما فرَّ الوالي العثماني ، تاركاً البلاد و من عليها في حيص بيص ، و لا ريب أن العثمانيين كانوا خلال ذلك يتلقون الضربات الخارجية و الداخلية الضربة تلو الأخرى ، مما شغلهم عن الدفاع عن بلدان الثغور و الأطراف الاسلامية .
و لذلك فقد كان موقف الأمير عبد القادر من الخلافة العثمانية حين كان في بلده الجزائر موقفاً انفصالياً ، فمن الملفت للنظر أن الأمير عبد القادر الذي تولى زعامة المقاومة الشعبية المسلحة في غرب ووسط الجزائر قد تبنى و منذ توليه الإمارة سنة 1832م عَلَما مغايرا للعَلَم الجزائري التابع للدولة العثمانية قبل دخول الفرنسيين الجزائر ، إذ اختفى اللون الأحمر كلية و عُوض بالأخضر و رُسمت على رايته يدٌ مبسوطة أحيطت في شكل نصف دائري بالعبارات التالية:
"نصر من الله وفتح قريب". ناصر الدين عبد القادر بن محي الدين
.أما توزيع الألوان على هذا العلم فقد كان على النحو التالي :
أعلاه و أسفله كانا أخضرين ، و أما وسطه فكان ابيضا.
و لم يكن ظهور هذا العلم بمحض الصدفة في هذه الفترة بل كان يرمز إلى استقلال سياسي عن الدولة العثمانية ، فكانت بذلك من أوائل الحركات الانفصالية التجزيئية التي أعلنت الخروج على الخلافة الاسلامية العثمانية .
و قد عاد الأمير ليكمل ذلك الدور في بلاد الشام ، فقد كانت الجمعية الماسونية قد أخذت على عاتقها محاربة الخلافة العثمانية لكونها كانت تقف سدا منيعا أمام الأطماع العالمية في العالم العربي و الاسلامي ، ولذلك فقد حاولت الجمعية آنذاك بتدبيرٍ من الأمير عبد القادر الجزائري رئيس المحفل السوري الماسوني آنذاك اغتيال متصرف جبل لبنان العثماني للإستقلال عن الدولة العثمانية.
الأمر الثالث = نشأته الصوفية :
إذ أن الأمير تربَّى في بيئة صوفية ، بل قد نشأ على تقديس يصل إلى حد الجنون لشخصية ابن عربي الحلولي الاتحادي ، و أمثاله من الاتحادية الحلولية كالحلاج والتلمساني و ابن الفارض وغيرهم .
بل قد أتمَّ الأمير تدريس كناب الفتوحات لابن عربي على طلبته مرارا ، و ألف كتابه "المواقف" على مذهب ابن عربي ، بل و قد اختار السكنى في دمشق لكونها بلد ابن عربي الذي أقام فيه ، ويقال أنه سكن في نفس البيت الذي عاش فيه ابن عربي بعد أن قام بإصلاحه ، و دُفِن ـ أيضاً ـ بجوار ابن عربي .
و قد تواتر عنه أنه كان يشتري كتب شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه الإمام ابن قيم الجوزية بأغلى الأثمان ليحرقها ، و ذلك أنهم كانوا يفتون بكفر ابن عربي ، كما يؤججون روح الجهاد في الشارع المسلم .
بل كان يشتري جميع ما صُنِّف في الرد على ابن عربي ثم يتلفه ، قال الشيخ الجليل محمد نصيف :" أقول انا محمد نصيف بن حسين بن عمر نصيف : سألت السائح التركي ولي هاشم عند عودته من الحج في محرم سنة 1355 عن سبب عدم وجود ما صنفه العلماء في الرد على ابن عربي ، وأهل نحلته الحلولية والاتحادية من المتصوفة ؟ فقال : قد سعى الأمير السيد عبدالقادر الجزائري بجمعها كلها بالشراء والهبة ، وطالعها كلها ، ثم أحرقها بالنار ، وقد ألف الأمير عبدالقادر كتابا في التصوف على طريقة ابن عربي . صرّح فيه بما كان يلوح به ابن عربي ، خوفا من سيف الشرع الذي صرع قبله :" أبو الحسين الحلاج " ، وقد طبع كتابه بمصر في ثلاث مجلدات ، وسماه المواقف في الوعظ والارشاد ، وطبع وقفا ، ولا حول ولاقوة الا بالله" اهـ
فمن هوابن عربي هذا ؟
هو محي الدين محمد بن علي بن محمد بن عربي الحاتمي الطائي الأندلسي الصوفي ، الملقب بالشيخ الأكبر ، وهو أول من صرَّح بنظرية وحدة الوجود ، بينما كان من قبله من ملاحدة الصوفية يحومون حول الحلول والاتحاد .
ونظرية وحدة الوجود تقول بأن الله عزو جل موجود ـ و العياذ بالله ـ في كل كان ، و بذلك تصحِّح نظرية وحدة الأديان الذي أسماه ابن عربي (دين الحب ) أيما تصحيح ، بحيث تنضوي تحته كل عقيدة ،فإذا جاز التعميم أمكن التخصيص ـ من باب أولى ـ،
يقول ابن عربي في بيان هذه العقيدة الحلولية :
((لقد صار قلبي قابلا كل صورة ...................فمرعى لغزلان ودير لرهبا ن
وبيت لأوثان وكعبة طائـف ...................وألوا توراة ومصحف قرآن
أدين بدين الحب أنى توجهـت ...................ركائب فالحب ديني وإيماني))
و يقول أيضاً :
الرب حق والعبد حـق ............... ياليت شعري من المكلف
إن قلت عبد فذاك ميت .............أو قلت رب أنى يكلف
و لذلك صرَّح ابن عربي بإيمان فرعون ، وصحَّح عبادة بني اسرائيل للعجل .
و زالت كل الفروق لدى بعضهم ؛ حتى صار لإبليس حظوة لديهم ، وانتفى عن النظر ما لابسه من كفر وعصيان . من ثم لا نستعجب حين نقرأ قول الحلاج : ((ما كان في السماء موحِّد مثل إبليس))
وأدبيات الصوفية الحلولية مليئة بهذا الشرك المتلاطم ، بل لهم دواوين خاصة في هذا الكفر الصراح و الشرك الوقاح ، مثل ابن الفارض ، وجلال الدبن الرومي ، و مثل حكم ابن عطاء الاسكندري و غيرهم .
و هذا المنهج الديني اللاديني الذي تختطه العقيدة الوحدوية تفتح باب الولاء على مصراعيه ، و حين ذاك لا فرق بين مسلم أو نصراني ، أو ما بين مؤمن أومشرك ، في حين تلقي بباب البراء خارج القائمة .
و في هذا المعنى يقول ابن عربي أيضاً ـ قبحه الله ـ:
وما الكلب والخنزير إلا إلهنا .....................وما الله إلا راهب في كنيسة .
و بالتالي فإن الوجودية و الماسونية يدوران في فلكٍ واحد ، و لذلك لم يكُن بِدعاً من الرأي أن ينتهج الأمير الخط الماسوني بعد المذهب الوحدوي لكونه بذلك لم يخرج عن نفس المسار ، و إنَّما انتقل من مدار إلى مدار.
وقد يقال أن ناحية التصوف كانت ناحية فلسفية بحتة عتد الأمير و لكن ذلك ليس بصحيح ، فنجد أن الجزائري يعتقد بمخاريق وكرامات الصوفية ، واستمع لما يسوقه النبهاني الصوفي ضمن كرامات الامير عبدالقادر الجزائري أنه قال :"…لما بلغت المدينة طيبة ، وقفت تجاه الوجه الشريف بعد السلام عليه صلى الله عليه وسلم ، وعلى صاحبيه الذين شرفهم الله تعالى بمصاحبته حياة وبرزخا ؛ وقلت : يارسول الله عبدك ببابك ، يارسول الله كلبك بأعتابك ، يارسول الله نظرة منك تغنيني ، يارسول الله عطفة منك تكفيني ، فسمعته صلى الله عليه وسلم يقول لي : " أنت ولدي ، ومقبول عندي بهذه السجعة المباركة " . وما عرفت هل المراد ولادة الصلب أو ولادة القلب ، والأمل من فضل الله انهما مرادان معا ، فحمدت الله تعالى ! " انتهى
.
التشكيك في النسب ليس من اختصاص من هب ودب أخي الكريم بل من اختصاص علماء الأنساب وهم مو جودون لهذا العصر
أبو محمد الطنطاوي
2010-01-15, 11:03 PM
د/خلدون مكي الحسني كتب ردًّا منشور هنا
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=16969
محمد المبارك
2010-01-17, 10:41 AM
ما دام أن مجال النقاش مفتوح حول الأمير عبدالقادر في موضوع "الاشادات الوضيئة" المثبت أعلاه فأرى أن يُكتفى به خلال الموضوع المذكور و أن يقفل النقاش هاهنا
بارك الله في الجميع
سويد بن قيس
2010-01-17, 07:19 PM
بارك الله فيكم جميعا . لقد أعجبني النقاش في الموضوع كثيرا .
العاصمي من الجزائر
2010-01-17, 08:01 PM
بارك الله في الأستاذ الفاضل ابن المبارك وزاده الله علما وحلما ولا مزيد على قول أبي شهاب حفظه الله وفي انتظار مناقشة ما أورده الأستاذ الفاضل خلدون بن مكّي الحسني أرجوا من الإخوة الكرام إعطاء القرّاء فسحة للمتابعة وفك الرمّوز والأسرار فالعبرة بالحقائق التي تسندها الوثائق لا في الرغبات والإنطباعات فهي في الأخير نتيجة لتصوّرات مسبقة لا يسندها غير ما ورّثته البيئة للأذهان وشكرا لكم جميعا
سويد بن قيس
2010-01-18, 11:01 AM
قولك:
(فالعبرة بالحقائق التي تسندها الوثائق لا في الرغبات والإنطباعات فهي في الأخير نتيجة لتصوّرات مسبقة لا يسندها غير ما ورّثته البيئة للأذهان وشكرا لكم جميعا)
نحن ننتظر المزيد , أما الرغبات و الإنطباعات التى تتحدث عنها في ذهنك فإنك بعيد كل البعد عن التفكير السليم , كون الإخوة المشاركون في الموضوع أرى أن لهم الزاد الكافي في الموضوع.
ليس من السهل الوصول إلى نتيجة تنتظرها وتتمناها ,خاصة إذا كان الغموض يكتنفها .
وفترة إستعمار فرنسا للجزائر من أصعب فترات التاريخ .
العاصمي من الجزائر
2010-01-18, 12:07 PM
قولك:
(فالعبرة بالحقائق التي تسندها الوثائق لا في الرغبات والإنطباعات فهي في الأخير نتيجة لتصوّرات مسبقة لا يسندها غير ما ورّثته البيئة للأذهان وشكرا لكم جميعا)
نحن ننتظر المزيد , أما الرغبات و الإنطباعات التى تتحدث عنها في ذهنك فإنك بعيد كل البعد عن التفكير السليم , كون الإخوة المشاركون في الموضوع أرى أن لهم الزاد الكافي في الموضوع.
ليس من السهل الوصول إلى نتيجة تنتظرها وتتمناها ,خاصة إذا كان الغموض يكتنفها .
وفترة إستعمار فرنسا للجزائر من أصعب فترات التاريخ .
أخي الكريم : أعتقد بأنّ أكبر خطأ يقع فيه المحاور هو إسقاطه لصورة ذهنية راسخة في لاوعيه على واقع يرى تجلّياته أمام عينيه ولا يحسن قراءتها فتصبح تلك الصورة النمطية سيفا مسلّطا على فهمه كلّما أراد الحوار وعليه فإنّي أطالبك -وهذا من حقّي- أن تعفيني من مثل هذه المداخلات التي يكتنفها سوء الفهم نتيجة لسوء قراءة ما يكتبه (الآخر) أو يقرره ... وعليه فقولك ( أما الرغبات و الإنطباعات التى تتحدث عنها في ذهنك فإنك بعيد كل البعد عن التفكير السليم ) لا يستقيم فمفهومه الجليّ هو أنّ -أخي وحاشاه من ذلك- يعتقد بأنّ الرغبات الخاصة والإنطباعات الشخصية هي أولى من الأدلة القوية التي تسندها الوثائق ويرمي مخالفه في هذا الخطأ الظاهر بعدم (التفكير السليم ) وهذه وحدها كافية في إقناع أخي بحطورة (الإسقاط) اللاواعي للترسبات والصور الذهنية على الواقع دون عرضها على قوة الإدراك الواعي والإستنتاج المنطقي الذي يسنده الدليل المادي
المحسوس فالخوض في حياة (شخصية) تاريخية بحجم الأمير عبد القادر الجزائري رحمه الله مع ما اكتنفها من غموض وصاحبها من أحداث عضاب ذات نتائج وآثار عميقة في الذاكرة الشعبية للجزائريين أولا ولغيرهم ثانيا (البعد العالمي لحركة الأمير) وعليه فأنا شخصيا متوقف في العديد من المسائل والمشاكل المتعلّقة به وبجهاده وبعلاقته بالفرنسيين وغيرها وقد سرّني أن يفتح الأستاذ الفاضل هذا الموضوع فهو خير من يتطرّق لمثل هذه المواضيع خصوصا وقد حلّى كتاباته بصبغة أدبية راقية تدل على مدى تظلّع صاحبها في العربية ومما زاد في سعادتي هو مناقشة الدكتور الفاضل خلدون بن مكّي الحسني والتي كانت سيلا من الفوائد والمعلومات التاريخية الموثّقة وهو خير مدافع عن موروث عائلته وبلده كيف لا وهو سليل أسرة عريقة لها أمجادها وإمتدادها في التاريخ أرجوا أن يكون رأيي واضحا هذه المرة وأن لا يزيده وضوحي غموضا وشكرا
شيشناق الأمازيغي
2010-01-18, 12:41 PM
السؤال : هل الأمير عبدالقادر خان ثورة أحمد باي ام لا ؟ وهل المعاهدة (التافنة) خطأ ؟ وهل الاستسلام خيانة أم ؟
وهل هذا القول صحيح : لولا التافنة ما سقط أحمد باي (الشمال القسنطيني)
علي الغامدي
2010-01-18, 10:47 PM
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=26968
Powered by vBulletin® Version 4.2.2 Copyright © 2025 vBulletin Solutions، Inc. All rights reserved.