المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل يصح أن يقال : بئس القوم لا يعرفون الله حقاً إلا في رمضان



عبد المحسن بن عبد الرحمن
2007-08-04, 06:50 AM
هذه اللفظة قالها بشر الحافي رحمه الله لما سئل إن قوما يتعبدون و يجتهدون في رمضان ؟ فقال : ( بئس القوم لا يعرفون لله حقا إلا في شهر رمضان إن الصالح الذي يتعبد و يجتهد السنة كلها ) .
وهذه يرددها الكثير من الوعاظ ، وفيها نظر ، وقد صدق رحمه الله بأن الصالح من يتعبد السنة كلها ، لكن أيضا فإن من يعبد الله في رمضان خير ممن لا يعبده ولا في رمضان ، ولا شك أن من تاب وأناب ، وتعبد في رمضان ، فقد أتى خيرا ، وعمل صالحا ، وما ذلك إلا دلالة على مافيه من خير وصلاح فهل يقال عن هؤلاء بأنهم بئس القوم ، والله أعلم .
فهل توافقوني ..
وفقكم الله وبارك فيكم ونفع بعلمكم .

عبد المحسن بن عبد الرحمن
2007-09-11, 09:43 AM
فهل يقال عن هؤلاء بأنهم بئس القوم ؟
جزى الله خيرا من بذل علما

أبو عثمان السلفي
2007-09-11, 10:20 AM
مِن باب التربية الإيمانية تشجيع مثل هذا النوع مِن الناس، والدخول عليهم من تعبدهم في هذا الشهر، وحثهم على التعبد بعد رمضان، والاستمرار على ذلك.
أما أن ننفرهم ونقول لهم -وجهاً لوجه(!)- : (بئس القوم أنتم!) فهذه غِلظة، فتعبدهم في رمضان بذرة خير يجدر العناية بها وتربيتها؛ لتنمو في طاعة الله -عز وجل-.
والله أعلم.

عبدالله الشهري
2007-09-11, 02:17 PM
..إضافة إلى ما في ذلك من التعريض بتزكية نفس هذا الذام الذي يذم غيره ، بحيث يتوهم السامع أنه يعرف الله السنة كلها ، كما أن الله تعالى أخبر عن الفائدة من الصيام في شهر رمضان فقال ففف لعلكم تتقون ققق مع أن التقوى مطلوبة طوال العمر ، إلا أن رمضان مظنة زيادة التقوى ، الذي هو خير زاد.

أبو أمامة الوائلي
2007-09-11, 02:45 PM
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله . أما بعد :
فلا يظهر في هذا السياق ما ينكر لأنه إنكار للفعل ؛ وعلى الفاعل ، وقد جاء مثل هذا السياق فيما رواه مسلم في كتاب الجمعة من صحيحه ، باب تخفيف الصلاة والخطبة قال : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِى شَيْبَةَ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ قَالاَ : حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ ، عَنْ تَمِيمِ بْنِ طَرَفَةَ ، عَنْ عَدِىِّ بْنِ حَاتِمٍ أَنَّ رَجُلاً خَطَبَ عِنْدَ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ : مَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ رَشِدَ ، وَمَنْ يَعْصِهِمَا فَقَدْ غَوَى . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : (( بِئْسَ الْخَطِيبُ أَنْتَ. قُلْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ )) . قَالَ ابْنُ نُمَيْرٍ : (( فَقَدْ غَوِىَ )) .
وروى في كتاب الفتن من صحيحه باب الفتنة التي تموج كموج البحر قال : َحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى ، وَمُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ قَالاَ : حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ ، حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ ، عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ : قَالَ جُنْدُبٌ : جِئْتُ يَوْمَ الْجَرَعَةِ ؛ فَإِذَا رَجُلٌ جَالِسٌ فَقُلْتُ : لَيُهَرَاقَنَّ الْيَوْمَ هَا هُنَا دِمَاءٌ . فَقَالَ ذَاكَ الرَّجُلُ : كَلاَّ وَاللَّهِ . قُلْتُ : بَلَى وَاللَّهِ . قَالَ : كَلاَّ وَاللَّهِ . قُلْتُ : بَلَى وَاللَّهِ . قَالَ : كَلاَّ وَاللَّهِ إِنَّهُ لَحَدِيثُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَدَّثَنِيهِ . قُلْتُ : بِئْسَ الْجَلِيسُ لِي أَنْتَ مُنْذُ الْيَوْمِ ؛ تَسْمَعُنِي أُخَالِفُكَ وَقَدْ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَلاَ تَنْهَانِي . ثُمَّ قُلْتُ : مَا هَذَا الْغَضَبُ ؟ فَأَقْبَلْتُ عَلَيْهِ وَأَسْأَلُهُ فَإِذَا الرَّجُلُ حُذَيْفَةُ .
ولهذا نظائر كثيرة في السنة فلا ينكر .
وهو من باب مطلق الذم ؛ لا من الذم المطلق ؛ وفرق بينهما فليتنبه . والله أعلم .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد
وكتب / أبو أمامة الوائلي 29/8/1428هـ

عبدالله الشهري
2007-09-12, 07:29 AM
فرق بين معنى قولهم : بئس القوم لا يعرفون الله (حقاً) إلا في رمضان ، و معنى ما جاء في الأدلة التي استدللت بها ، تمعن تجد الفرق ، ولا يكفي في جعلها من النظائر أن حوت كلمة "بئس" ، فهذا كثير في القرآن والسنة ، كـ "بئس أخو العشيرة" وغيرها ، الاشكال هو في الحط على أقوامٍ يُزعم أنهم لا يعرفون الله حقا إلا في رمضان.

عبدالكريم الشهري
2007-09-15, 09:49 PM
وهذه يرددها الكثير من الوعاظ ، وفيها نظر ، وقد صدق رحمه الله بأن الصالح من يتعبد السنة كلها ، لكن أيضا فإن من يعبد الله في رمضان خير ممن لا يعبده ولا في رمضان ، ولا شك أن من تاب وأناب ، وتعبد في رمضان ، فقد أتى خيرا ، وعمل صالحا ، وما ذلك إلا دلالة على مافيه من خير وصلاح فهل يقال عن هؤلاء بأنهم بئس القوم ، .
انما يصح ايرادك وفقك الله لو كانت هذه العبارة للذم المطلق المستلزم نفي مطلق الخيرية وليست كذلك
فان هذه العبارة لمطلق الذم
والمراد ان من اقتصرت معرفتهم بالله والقيام بحقوقه على رمضان فهم بئس القوم بالنسبة لمن عرفوا الله وقاموا بحقوقه في سائر الشهور او بالنسبة لما ينبغي ان يكون عليه المؤمنون
وان كان هؤلاء المذمومون فيهم خير وهم احسن حالا ممن لم يعرفوا الله في رمضان وغيره
فهم مذمومون من جهة تقصيرهم في سائر الشهور وان كان فيهم خير في شهر رمضان ذلك ان معرفة الله والقيام بحقوقه واجبة في سائر الازمنه وبالله التوفيق.
ثم اني رايت بعد فراغي من كتابة هذه المشاركة ما كتبه الاخ ابو امامة الوائلي فوجدتني وافقته من غير قصد والحمدلله .

عابـر سبيل
2007-09-16, 03:22 AM
هل الاجتهاد في رمضان يترتب عليه كل هذه المذمة ؟
ألم يكن الرسول صلى الله عليه وسلم أكثر اجتهادا في رمضان واكثر تعبدا في العشر الأواخر ؟.
مع العلم الفتور في غير رمضان سمة عامة البشر ورمضان وبقية المناسبات فرص للتعويض عما فاتهم من تقصير
بخلاف من يصلي ويصوم في رمضان ويترك الصلاة ويعص في غير رمضان

فللأخير نقول إن الرب الذي يعبد ويطاع في رمضان هو نفسه الرب الذي يعبد ويطاع في غير رمضان فلما عبدتموه في رمضان وتناسيتموه في غير رمضان فبئس القوم الذي فرّق بين هذا وذاك
والله أعلم
والله من وراء القصد