المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ( حتى الشِّسْع )



همّة
2010-05-02, 07:48 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته





بسم الله الرحمن الرحيم






( حتى الشِّسْع )





كثير من الناس لا يلجؤون إلى الله ، ولا يتضرعون إليه إلا إذا نزلت بهم عظائم الأمور وشدائدها من نحو المصائب الكبيرة كفقد الأحبة ،وخسارة الأموال الطائلة ، أو نزول الأمراض المستعصية ، وما جرى مجرى هذه الأمور .




أما ما عدا ذلك فلا يخطر ببالهم الدعاء ، والتضرع إلى الله ؛ لظنهم أنها أمور يسيرة لا تستدعي الانقطاع إلى الله .




ولا ريب أن ذلك خطأ يجدر بالمسلم تجنبه ؛ إذ اللائق به أن يعلِّق رجاءه بربه ، وأن يسأله كل صغيرة وكبيرة من أمره ؛فَتَكَدُّر الوالدين على الولد ، وسوء خلق الزوجة ، ونفور الأولاد ، وجفاء الأصحاب ،وتكاسل مَنْ يعمل تحت يد الإنسان ، وتَعكُّس بعض الأمور عليه ، ونحو ذلك مما شاكله وجرى مجراه ، كل ذلك من البلاء الذي يحتاج إلى دعاء وإنابة .




ويرشد إلى ذلك قول النبي - صلى الله عليه وسلم - : "سلوا الله كل شيء حتى الشِّسع ؛ فإن الله _عز وجل_ لو لم ييسره لم يتيسر" (1)




والشسع : هو أحد سيور النعل ،وهو الذي يُدْخل بين الأصبعين ، ويدخل طرفه في الثقب الذي في صدر النعل .




فقوله - صلى الله عليه وسلم- : " حتى الشسع " :- إشارة إلى أن ما فوقه أولى وأولى ، وأن الإنسان لا غنى له عن ربه - جل وعلا - .




والمقصود من ذلك أنَّ على العبد أن يتوجه إلى ربه في جميع حوائجه ؛ فالله - عز وجل - يحب أن يُسألَ ، ويُرْغَبَ إليه في الحوائج ، ويُلَحَّ في سؤاله ودعائه ، بل إنه - تبارك وتعالى - يغضب على من لا يسأله ،ويستدعي من عباده سؤاله ، وهو قادر على إعطاء خلقه سُؤْلَهم من غير أن ينقص من ملكه شيء ؛ فلا يحسن بالعبد - والحالة هذه - أن يدع الدعاء في دقيق أمره وجليله .




وقد جاء في أثر إسرائيلي أن موسى - عليه السلام - قال : "يا ربِّ إنه لَتَعْرِضُ لي الحاجةُ من الدنيا ؛ فأستحيي أن أسألك إياها يارب " ،فقال الله – تعالى - يا موسى : " سلني حتى مِلْحَ عجينتك، وعلف شاتك " .





وكان بعض السلف - كما يقول ابن رجب - يسأل الله في صلاته كل حوائجه ، حتى ملح عجينته ، وعلف شاته .





ولقد أحسن الشيخ المَكُّوْدي - رحمه الله - إذ يقول :





إذا عرضت لي في زماني حاجــة *** وقد أشكلت فيها عليَّ المقاصدُ





وقفت بباب الله وقفةَ ضـــارعٍ *** وقلت إلهي إنني لك قاصدُ





ولست تراني واقفاً عند بابِ مَـنْ *** يقول فتاه: سيديْ اليوم راقدُ





فإذا اعتاد الإنسان دعاء ربه ، وسؤاله كلَّ شأن من شؤونه ، كان حريَّاً بالإجابة ، جديراً بالعزة و الكرامة .
________________
(1) أخرجه الترمذي 2924 ، وابن السني في عمل اليوم والليلة (356) ، وضعفه الألباني في الضعيفة (1362)
ولكن الحديث صحيح موقوفاً من قول عائشة موقوفاً عليها - رضي الله عنها - .
انظر مسند أبي يعلى ( 4560 ) وعمل اليوم والليلة ( 357 )
قال الهيثمي في الحديث : "رجاله رجال الصحيح غير محمد بن عبيد الله وهو ثقة " انظر المجمع 10/150 .




كتبه الشيخ .د. / محمد بن إبراهيم الحمد

حفيدة المتولي
2010-05-02, 10:41 PM
جزاك الله خيرا حقا اخيتي
للدعاء شأن عظيم ونحن احوج ما نكون اليه
فاللهم تقبل دعائنا
وقال صلى الله عليه وسلم :" أفضل العبادة الدعاء"
وقال صلى الله عليه وسلم " ليس من شئ أكرم على الله تعالى من الدعاء"
وقال صلى الله عليه وسلم " إن ربكم تبارك وتعالى حي كريم يستحي من عبده إذا رفع يداه إليه أن يردهما صفراً خائبين ".
وقال صلى الله عليه وسلم :" لا يرد القضاء إلا الدعاء ، ولا يزيد في العمر إلا البر ".
وقال صلى الله عليه وسلم :" ما من مسلم يدعو الله بدعوةليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث : إما أن تعجل له دعوته ، وإما أن يدخرها له في الآخرة ، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها ". قالوا : إذاً نكثر الدعاء ، قال : " الله أكثر".
وقال صلى الله عليه وسلم :" إنه من لم يسأل الله تعالى يغضب عليه ".
وقال صلى الله عليه وسلم :" أعجز الناس من عجز عن الدعاء ، وأبخل الناس من بخل بالسلام "