مشاهدة النسخة كاملة : هل نفاة صفة اليد والوجه وغيرهما يعتبرون مجتهدين ؟
أبو شعيب
2010-04-24, 06:09 AM
بسم الله الرحمن الرحيم ،
استوقفني نص ذكره الشيخ عبدالرحمن بن حسن حبنكة الميداني - رحمه الله - في كتابه "العقيدة الإسلامية وأسسها" تحت باب : "النصوص المتشابهات في صفات الله تعالى" صـ 220 - 221 ، وهو :
( د ) الاحتمال الرابع :
وهو تأويل هذه النصوص لمعانٍ تحتملها بوجه من وجوه المجاز المعروفة في اللسان العربي ، والتي استعملها المصدران الشرعيان : القرآن والسنة ، في كثير من نصوصهما .
وعلى هذا الاحتمال يمكن تأويل اليد مثلاً في قوله تعالى في سورة ( الفتح 48 ) : { إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ } ؛ بأن المراد من اليد : القدرة ، وقد استعمل لفظ اليد مجازاً عنها ، وهذا استعمال شائع مقبول ، ذلك لأن اليد محل لظهور لون من ألوان القدرة ، أو المراد المعونة والرعاية والحفظ والمشاركة في البيعة .
ويمكن تأويل العين في قوله تعالى - خطاباً لموسى عليه السلام - في سورة ( طه 20 ) : { وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي } ؛ بأن المراد من العين : أن الله بصير ، واستعمل لفظ العين مجازاً عن ذلك ، أو أن المراد منها : الحفظ والرعاية والعناية ، لأن العين في مألوف البشر هي وسيلة مراقبة الأشياء المطلوب حفظها ورعايتها والعناية بها ، واستعمال العين في معنى الحفظ والرعاية والعناية استعمال شائع في اللغة العربية .
وعلى هذا النسق يجري تأويل جميع النصوص التي يوهم ظاهرها نسبة معانٍ لا تليق - بحسب ظاهرها - بكمال الألوهية والربوبية .
وهذا الاحتمال احتمال غير مرفوض إذا كان المعنى الذي أُوّل إليه اللفظ موافقاً لأصول العقيدة الإسلامية .
وقد جرى على هذا الاحتمال كثير من خلف أهل السنة والجماعة ، وطريقتهم تسمى بـ "طريقة التأويل لمعنى يحتمله اللفظ ، وفق أصول اللغة العربية واستعمالاتها المشهورة" ؛ وهي طريقة تجعل النصوص تدلّ على معانٍ مقبولة في مفاهيم الناس وتصوراتهم عن صفات الله ، التي هي منـزهة عن الجسمية والحدوث ومشابهة الحوادث . وليس من موجب لتضليل أصحاب هذه الطريقة ، على اعتبار أن فيها تعطيلاً لصفات أثبتها الشرع في نصوصه الصحيحة ، لأنه يقال : إنما يكون التعطيل بعد إثبات معنى الصفة بشكل قطعي ، أما حمل النص على بعض احتمالات المقبولة شرعاً ، وفق أصول اللغة العربية التي أنزل بها القرآن ، فهو مسلك لا تعطيل فيه . وحين نلاحظ أن كباراً من علماء المسلمين الذين هم مرجع للمسلمين في علوم الفقه والتفسير والحديث قد أخذوا بهذه الطريقة ، يتأكد لدينا أن لهم رأياً لا يصح أن نضللهم فيه ، ما دام لهم وجهة نظر ذات حجة ، ولها نظائر في الشريعة مما اتفق المسلمون جميعاً عليه . ولئن كانوا مخطئين في هذا ، فهم مجتهدون ضمن شروط الاجتهاد المقبول ، ولهم أجر على اجتهادهم الذي بذلوه ليصلوا إلى ما ينشدون من حق .
فما تعليقكم ؟
أسـامة
2010-04-24, 07:28 AM
الطبعة التي بين يدي، هي طبعة دار القلم، ص 246 - 252
وما تم ذكره، كان في مناقشة الاحتمال الرابع للتقسيم الذي وضعه الكاتب.
وهو يرى أن الأشاعرة في العموم ومن نحا نحوهم من ضمن أهل السنة والجماعة، كما وصفهم بقوله: (وخلف أهل السنة والجماعة).
فهو يحاول تبرير ما قاموا به من تحريف للمعني، وسلوكهم طريقة مخالفة لما كان عليه سلف الأمة.
وأقول: مخالفة سلف الأمة بالابتداع، لا يسمى اجتهاد.
فإن اجتهد وفقا لما كان عليه السلف، وأخطأ، فله أجر واحد -إن شاء الله-، ومن ابتدع في دين الله -عز وجل- فمردود عليه غير مقبول.
يزيد الموسوي
2010-04-24, 11:24 AM
تأويل اليد بالصنائع البيضاء والقوة والقدرة مجاز، ولا يصار إلى المجاز إلا إذا تعذر المعنى الحقيقي للفظ
ثم الأمر يستلزم استقراء جميع النصوص
ولو لم يكن إلا قوله تعالى
{إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ }الفتح10
لكفى للقطع بأنه على الحقيقة لا المجاز
وتفسير اليد في مثل هذه الآية بالمجاز.. تؤول وتمحل، وجهل بالعربية، وسنن أهلها في الكلام
أما في مثل قوله تعالى
{وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ }الذاريات47
فلا بد من التأويل؛ لأن لازمه أن لله أيدي كثيرة، فقد جاءت بصيغة الجمع (أيد)
فإذا عارضت الحقيقة ونافت الجمال والكمال حينئذ فقط نلجأ إلى التأويل
وإلا فهو التعطيل
تيم الله
2010-04-24, 12:40 PM
السلام عليكم
الأخ الفاضل أسامة,
فهو يحاول تبرير ما قاموا به من تحريف للمعني، وسلوكهم طريقة مخالفة لما كان عليه سلف الأمة.
وأقول: مخالفة سلف الأمة بالابتداع، لا يسمى اجتهاد.
إن خالفوا أو زادوا على ما كان عليه رسول الله مُحمد عليه الصلاة والسلام وأصحابه رضوان الله عليهم, فنعم هو ابتداع, وإلا فهو اجتهاد, ولا يضرّ كائن من كان أن يخالف جمعاً كبيراً من سلف الأمة من العلماء.. هذه ليست حجة.
عند الاختلاف لا مناص من الرد للنبع الأمّ, وإعادة النظر, لا العكوف عند أقوال علماء كل فريق, والتبديع والتفسيق بناء عليها.
هذه دائرة مفرغة, أسأل الله تعالى أن يعينينا على الخروج منها.
الاخ الفاضل يزيد
تأويل اليد بالصنائع البيضاء والقوة والقدرة مجاز، ولا يصار إلى المجاز إلا إذا تعذر المعنى الحقيقي للفظ
من يقرِّر تعذره ؟
{إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ }الفتح10
لكفى للقطع بأنه على الحقيقة لا المجاز
وتفسير اليد في مثل هذه الآية بالمجاز.. تؤول وتمحل، وجهل بالعربية، وسنن أهلها في الكلام
وما يمنع أن تكون على الحقيقة والمجاز معاً!
لله عز وجل يد حقاً -هو أعلم بها-, ولها معنى مؤثر فاعل نفهمه ونؤمن به.
المعنى المجازي لا يعطل حقيقة اليد.
فعندما يأتي فارس عظيم مشهود له بالقوة والشدة والشجاعة والحكمة.. ليعين فئة من المستضعفين تعاهدوا على رفع الظلم عن أنفسهم, فيضع يده فوق أيديهم.. فهل وضعه ليده وضع مادي مجرد أم يحمل معانٍ مجازية تؤثر في النفوس وتشحذ الهمم ؟!
ولله المثل الاعلى, سبحانه ليس كمثله شيء.
{وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ }الذاريات47
فلا بد من التأويل؛ لأن لازمه أن لله أيدي كثيرة، فقد جاءت بصيغة الجمع (أيد)
فإذا عارضت الحقيقة ونافت الجمال والكمال حينئذ فقط نلجأ إلى التأويل
وإلا فهو التعطيل
تعارِض الحقيقة وتنافي الجمال والكمال إذا كان المقياس ( بشر ).
وأنت بهذا تسوِّغ -بشكل أو بآخر- للمعتزلة ما ذهبوا إليه في العدل والتوحيد.. للتنـزيه , عندما رأوا بذائقتهم الجمالية.. غير ما رأينا, لأنّ مقياسهم حقيقةً بشري. ( مثلاً: أفعال الباري بائنة من أفعال العباد, وإحداث العبد لأفعاله الاختيارية.. تنزيهاً لله عن أفعال الشر -المنافية لقيم الخير والجمال-)
ما تراه يعارض الحقيقة وينافي معايير الجمال ( المادية والمعنوية ) قد لا أراه كذلك, لا سيما إن كنا نتحدث عن مَن ليس كمثله شيء, سبحانه!
حقيقةً.. هذا مقياس نسبي أخي.
يزيد الموسوي
2010-04-24, 01:18 PM
من يقرِّر تعذره ؟
يقرره المنطق والعقل، والقياس على كلام العرب؛
فإن الله خاطبنا بلغة الأوائل، وهم كانوا يفهمون شيئا فلا مناص لنا من فهمه كهم
مثال:
{وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا وَالْعِيْرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا وَإِنَّا لَصَادِقُونَ }يوسف82
هنا لا يمكن أن يكون السؤال للأطلال والأحجار، إلا على طريقة الشعراء العشاق الهائمين
فيكون
واسأل أهل القرية
وما يمنع أن تكون على الحقيقة والمجاز معاً!
إن كنت تسلم بالحقيقة، فلا مانع من المجاز
وإن كان مؤدى كلامك إنكار اليد على الحقيقة فلا
وأنت بهذا تسوِّغ -بشكل أو بآخر- للمعتزلة ما ذهبوا إليه في العدل والتوحيد.. للتنـزيه , عندما رأوا بذائقتهم الجمالية.. غير ما رأينا, لأنّ مقياسهم حقيقةً بشري.
لا أرى ذلك لازما من كلامي، و ليس المقياس نسبيا؛ لأنك يجب أن تفترض أجمل الجمال، وأكمل الكمال ولا نسبية في هذا، إلا عند أصحاب العقول المريضة
والأذواق الفاسدة، التي تستحلي طعم الخمر والخنـزير ورائحة السجائر
فهذي يجمع أصحاب الذوق السليم على أنها أشياء خبيثة
فأما السكير فيستمتع
وأما المدمن فيتمتع
وأما صاحب الذوق والفطرة السليمين فيستقبح ويستقذر
وهاك مثالا حيا
هل يستحسن مصري عاقل طعم الفسيخ؟
الجواب لا
وإن هي إلا عادات شركية ورثوها من الفراعنة
أسـامة
2010-04-24, 01:32 PM
السلام عليكم
الأخ الفاضل أسامة,
إن خالفوا أو زادوا على ما كان عليه رسول الله مُحمد عليه الصلاة والسلام وأصحابه رضوان الله عليهم, فنعم هو ابتداع, وإلا فهو اجتهاد, ولا يضرّ كائن من كان أن يخالف جمعاً كبيراً من سلف الأمة من العلماء.. هذه ليست حجة.
وعليكم السلام ورحمة الله
السؤال: هل ترى أن ما عليه الأشاعرة اجتهاد أم بدعة؟ الإجابة بـ : نعم أو لا.
عبد الكريم بن عبد الرحمن
2010-04-24, 01:32 PM
أما في مثل قوله تعالى
{وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ }الذاريات47
فلا بد من التأويل؛ لأن لازمه أن لله أيدي كثيرة، فقد جاءت بصيغة الجمع (أيد)
فإذا عارضت الحقيقة ونافت الجمال والكمال حينئذ فقط نلجأ إلى التأويل
وإلا فهو التعطيل
بأييد .
أيد جمع آد و ليس جمع يد فجمع يد أيدي.
الآد : القوة فلا تأويل في الآية و من هذا القبيل قوله تعالى : واذكر عبدنا داود ذا الأيد إنه أواب.
قال في لسان العرب : الأَيْدُ والآدُ جميعاً: القوة؛ قال العجاج: من أَن تبدّلت بآدِي آدا يعني قوّة الشباب.
وفي خطبة علي، كرم الله وجهه: وأَمسكها من أَن تمور بأَيْدِه أَي بقوّته؛ وقوله عز وجل: واذكر عبدنا داود ذا الأَيْد؛ أَي ذا القوة؛ قال الزجاج: كانت قوّته على العبادة أَتم قوة، كان يصوم يوماً ويفطر يوماً، وذلك أَشدّ الصوم، وكان يصلي نصف الليل؛ وقيل: أَيْدُه قوّته على إِلانةِ الحديد بإِذن الله وتقويته إِياه.
وقد أَيَّده على الأَمر؛ أَبو زيد: آد يَئِيد أَيداً إِذا اشتد وقوي.
والتأْييد: مصدر أَيَّدته أَي قوّيته؛ قال الله تعالى: إِذا أَيدتك بروح القدس؛ وقرئ: إِذا آيَدْتُك أَي قوّيتك، تقول من: آيَدْته على فاعَلْته وهو مؤيَد.
وتقول من الأَيْد: أَيَّدته تأْييداً أَي قوَّيته، والفاعل مؤَيِّدٌ وتصغيره مؤَيِّد أَيضاً والمفعول مُؤَيَّد؛ وفي التنزيل العزيز: والسماء بنيناها بأَيد؛ قال أَبو الهيثم: آد يئيد إِذا قوي، وآيَدَ يُؤْيِدُ إِيآداً إِذا صار ذا أَيد، وقد تأَيَّد.
وأُدت أَيْداً أَي قوِيتُ.
وتأَيد الشيء: تقوى. اهــ
أقوال المفسرين :
قال الشنقيطي رحمه الله :
قوله تعالى في هذه الآية الكريمة {بَنَيْنَـٰهَا بِأَيْدٍ}، ليس من آيات الصفات المعروفة بهذا الاسم، لأن قوله {بِأَيْدٍ} ليس جمع يد: وإنما الأيد القوة، فوزن قوله هنا بأيد فعل، ووزن الأيدي أفعل، فالهمزة في قوله: {بِأَيْدٍ} في مكان الفاء والياء في مكان العين، والدال في مكان اللام. ولو كان قوله تعالى: {بِأَيْدٍ} جمع يد لكان وزنه أفعلاً، فتكون الهمزة زائدة والياء في مكان الفاء، والدال في مكان العين والياء المحذوفة لكونه منقوصاً هي اللام.
والأيد، والآد في لغة العرب بمعنى القوة، ورجل أيد قوي، ومنه قوله تعالى {وَأَيَّدْنَـٰهُ بِرُوحِ ٱلْقُدُسِ} أي قويناه به، فمن ظن أنها جمع يد في هذه الآية فقد غلط فاحشاً، والمعنى: والسماء بنيناها بقوة ) انتهى أضواء البيان
قال الطبري في تفسيره : 24962 حدثني علي ، قال : ثنا أبو صالح ، قال : ثني معاوية ، عن علي ، عن ابن عباس ، قوله : { والسماء بنيناها بأيد } يقول : بقوة. 24963 حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى ؛ وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء جميعا ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله : { بأيد } قال : بقوة . 24964 حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة { والسماء بنيناها بأيد } : أي بقوة . 24965 حدثنا ابن المثنى ، قال : ثنا محمد بن جعفر ، قال : ثنا شعبة ، عن منصور أنه قال في هذه الآية : { والسماء بنيناها بأيد } قال : بقوة . 24966 حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : { والسماء بنيناها بأيد } قال : بقوة. 24967 حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان { والسماء بنيناها بأيد } قال : بقوة اهــ
فتفسير كلمة أيد هي قوة و القوة مفردة فلو كانت ايد جمع لكان تفيسرها قوى و ليس قوة فدل التفسير على أن كلمة أيد مفردة و هذا يوافق مصدرها الأَيْدُ والآدُ.
قال في مختار الصحاح
(اليَدُ أَصْلُها يَدْىَ على فَعْل ساكنة العَين لأنّ جَمْعَها أَيْدٍ ويُدِيّ وهُمَا جَمْعُ فَعْل كَفَلْس وأَفْلُس وفُلُوس. ولا يُجْمَع فَعَل على أَفْعُل إلا في حُرُوفٍ يَسيرة مَعْدُودة كَزَمَن وأَزْمُن وجَبَل وأَجْبُل. وقد جُمِعَت الأَيدِي في الشِّعْر على أيادٍ وهو جَمْعُ الجَمْع مثْل أَكْرُع وأَكَارع. وبَعْضُ العَرَب يقول في الجمع الأَيْدِ بحذف الياء. وبَعْضُهم يَقول لِليَد يَدًى مِثْل رَحًى. وتَنثْنيتُها على هذه اللُغَة يَدَيَانِ كَرَحَيَانِ. واليَدُ القُوَة. وأَيَّدَه قَوَّاهُ. وَمَالِي بفُلانٍ يدان أي طَاقَةٌ. وقال اللهُ تعالى (والسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بَأَيْد). قلتُ: قوله تعالى: (بأَيْد) أي بقُوَّةٍ وهو مَصْدَر آدَ يئِيدُ أَيْداً إذا قَوِيَ وليس جَمْعاً لِيدٍ ليُذْكَر هُنَا بل مَوْضعُه بابُ الدَّالِ. وقد نَصَّ الأزَهَري على هذه الآية في الأيدِ بمعنى المَصْدَر. ولا أَعْرِفُ أَحدَاً من أَئِمَة اللُّغَة أو التَّفْسِير ذَهَبَ إلى ما ذَهَب إليه الجَوْهَرِي من أَنَّها جَمْعُ يَدٍ.) اهـ
قال الألوسي
((بأيد) أي بقوة قاله ابن عباس . ومجاهد . وقتادة ، ومثله الآد وليس جمع { ( يَدُ ) وجوزه الإمام وإن صحت التورية به ) اهــ
قال الزمخشري في الكشاف في تفسير هذه الآية: بأيد : بقوة و الأيد و الآد : القوة ، و قد آد يئيد و هو أيد اهــ
أقوال أصحاب اللغة :
قال بهجت عبد الواحد صالح في الإعراب المفصل لكتاب الله المرتل : بنيناها بأيد : فعل ماض مبني على السكون لإتصاله بنا و "نا" ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل و "ها" ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به . بأيد : جار و مجرور متعلق ببنى و علامة جره الكسرة المنونة . و الكلمة مصدر "آد" يئيد أيدا : اذا قوى و "بأيد" أي بقوة اهــ
قال الخليل الفراهيدي في كتاب العين:
أيد، إدي: الايد: القوة، وبلغة تميم الآد، ومنه قيل: أد فلان فلانا إذا أعانه وقواه. والتأييد: مصدر أيدته أي قويته. وقوله تعالى: (والسماء بنيناها بأيد) أي بقوة. اهــ
و في المعجم الوسيط :
( آد )
أيدا و آدا قوي و اشتد فهو أيد و ذو أيد و في التنزيل العزيز ( والسماء بنيناها بأيد ) و في المثل الكيد أبلغ من الأيد. اهــ
أقوال أهل فن كتابة المصحف:
و من الملاحظ أن كلمة أيد كتبت في المصحف بأييد : قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني في كتابه المحكم فى نقط المصاحف صفحة 178 (و هو من علماء هذا الشأن و أدرى العلماء بخبايا المصحف): أولأن العرب لم يكونوا اصحاب شكل ونقط فكانوا يفرقون بين المشتبهين في الصورة بزيادة الحروف إلحاقهم الواو في ( عمرو ) فرقا بينه وبين ( عمر ) وإلحاقهم إياها في ( أولئك ) فرقا بينه وبين ( إليك ) وفي ( أولى ) فرقا بينه وبين ( إلى ) وإلحاقهم الياء في قوله ( والسماء بنيناها بأييد ) فرقا بين ( الايد الذي معناه القوة ) وبين الايدي ( التي هي جمع يد ) وإلحاقهم الالف في ( مائة ) فرقا بينه وبين
( منه و منة ) من حيث اشتبهت صورة ذلك كله في الكتابة . أهـ
http://www.albwader.com/modules.php?...ook=238&id=178 (http://www.albwader.com/modules.php?name=library&file=b****&book=238&id=178)
قال أبو العباس المراكشي إنما كتبت {بأييد} بياءين فرقا بين الأيد الذي هو القوة وبين الأيدي جمع يد ولا شك أن القوة التي بنى الله بها السماء هي أحق بالثبوت في الوجود من الأيدي فزيدت الياء لاختصاص اللفظة بمعنى أظهر في أدراك الملكوتي في الوجود.اهــ (عنوان الدليل من مرسوم خط التنزيل ص 91) و نقلها عنه الزركشي في (البرهان في علوم القرآن ج1 ص 387)
أقوال بعض العلماء:
قال أبو حسن الأشعري في كتابه الإبانة :
وقد اعتل معتل بقول الله تعالى ( 1 / 130 ) : ( والسماء بنيناها بأيد ) من الآية ( 47 / 51 ) قالوا : الأيد القوة فوجب أن يكون معنى قوله تعالى : ( بيدي ) بقدرتي قيل لهم : هذا التأويل فاسد من وجوه :
أحدها : أن الأيد ليس جمع لليد لأن جمع يد أيدي وجمع اليد التي هي نعمة أيادي وإنما قال تعالى : ( لما خلقت بيدي ) من الآية ( 75 / 38 ) فبطل بذلك أن يكون معنى قوله : ( بيدي ) معنى قوله : ( بنيناها بأيد )
وأيضا فلو كان أراد القوة لكان معنى ذلك بقدرتي وهذا ناقض لقول مخالفنا وكاسر لمذهبهم لأنهم لا يثبتون قدرة واحدة فكيف يثبتون قدرتين . ( 1 / 132 )
وأيضا فلو كان الله تعالى عنى بقوله : ( لما خلقت بيدي ) القدرة لم يكن لآدم صلى الله عليه وسلم على إبليس مزية في ذلك والله تعالى أراد أن يرى فضل آدم صلى الله عليه وسلم عليه إذ خلقه بيديه دونه ولو كان خالقا لإبليس بيده كما خلق آدم صلى الله عليه وسلم بيده لم يكن لتفضيله عليه بذلك وجه وكان إبليس يقول محتجا على ربه : فقد خلقتني بيديك كما خلقت آدم صلى الله عليه وسلم بهما فلما أراد الله تعالى تفضيله عليه بذلك وقال الله تعالى موبخا له على استكباره على آدم صلى الله عليه وسلم أن يسجد له : ( ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي أستكبرت ؟ ) ( 75 / 38 ) دل على أنه ليس معنى الآية القدرة إذ كان الله تعالى خلق الأشياء جميعا بقدرته وإنما أراد إثبات يدين ولم يشارك إبليس آدم صلى الله عليه وسلم في أن خلق بهما . ( 1 / 133 )
الإبانة الأشعري [ جزء 1 صفحة 133 ]
قال الشيخ العثيمين رحمه الله (بأيد، أي: بقوة كما قال تعالى: وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعاً شِدَاداً [النبأ:12] والأيد هنا ليست جمع يد كما يتوهمه بعض الناس ويظنون أن المراد أن الله بنى السماء بأيد أي: بيديه عز وجل، ذلك لأن الأيد هنا مصدر آد يئيد بمعنى: قوي، ولهذا لم يضف الله تعالى هذه الكلمة إلى نفسه الكريمة كما أضافها إلى نفسه الكريمة في قوله تعالى: أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَاماً [يس:71] فمن فسر الأيد هنا بالقوة فإنه لا يقال: إنه من أهل التأويل الذين يحرفون الكلم عن مواضعه، بل هو من التأويل الصحيح.) اهـ لقاءات الباب المفتوح
قال الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك حفظه الله :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فقوله تعالى: "والسماء بنيناها بأيدٍ" [الذاريات: 47]. قال المفسرون: أي بقوة، وهذا لا خلاف فيه. والأيد في الآية مصدر آد يئيد، يعني القوة، كما قال تعالى: "واذكر عبدنا داود ذا الأيد" [ص:17] أي ذا القوة، وليس هو بمعنى اليد، فاليد جمعها (أيدي)، كما قال تعالى: "أَولم يروا أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا" [يس: 71]، وعلى هذا فتفسير الأيد بالقوة ليس تأويلاً أصلاً، فإن التأويل هو صرف اللفظ عن معناه الظاهر إلى غيره، فلا يرد على هذا التفسير، فلا يجوز أن يقال: إن السلف أولوا هذه الآية، بل فسروها بمعناها الظاهر، وليس في هذا التفسير صرف للفظ عن ظاهره فلا يكون تأويلاً، ومن قال: إن السلف أولوا. فهو إما جاهل، وإما ملبس يريد أن يحتج بذلك على ما يذهب إليه من التأويل الباطل. والله أعلم. اهــ http://www.islamtoday.net/fatawa/quesshow-60-96726.htm
وفي حوار بين الشيخ الطيار و الشيخ الخضيري و الشيخ الشهري حفظهم الله :
الشيخ الطيار: {وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ}(ال ذاريات:47) يا أبا عبد الله، هذه بعض الناس يفهمها على غير وجهها الآية رقم سبع وأربعين.
الشيخ الخضيري: وسبحان الله اليوم تأتيني رسالة الساعة الرابعة صباحا يسألني شخص، يقول أني رأيت في أحد التفاسير {وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ} أي بقوة، وكأنه يظن أن هذا تأويلا فما تقول يا أبا عبد الله.
الشيخ الشهري: هذه آيات في القرآن الكريم قد يفهم منها أنها من الآيات التي تدل على صفات الله سبحانه وتعالى، بعضها يحتمل وبعضها ليس من آيات الصفات، مثل هذه الآية {وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْيدٍ} المقصود بالأيد هنا القوة.
الشيخ الخضيري: آد يئيد.
الشيخ الشهري: نعم، في اللغة العربية.
الشيخ الطيار: ومنه قوله:{ودَاوُودَ ذَا الْأَيْدِ}(سورة ص:17).
الشيخ الشهري: المقصود ذو القوة يعني، وهذا هو معنى الأيد في اللغة أنه بمعنى القوة، ولذلك تقول أيّد فلان فلانا بمعنى أنه قواه، وتقول هل تؤيدني في هذا؟ يعني بمعنى هل يكون رأيك مع رأيي في هذا الموضوع فيقوى به.
الشيخ الطيار: وفي القرآن {وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ}(سورة البقرة:87).
الشيخ الشهري: وأيدناه يعني وقويناه، فهذه الآية ليست من آيات الصفات، لا تدل على اليد، يعني لا تدل على صفة اليد لله سبحانه وتعالى، وإنما صفة اليد تؤخذ من نصوص أخرى.
الشيخ الخضيري: فليس تأويلها أو تفسيرها بالقوة تأويلا.
الشيخ الشهري: ليس تأويلا وتحريفا للكلام.
الشيخ الخضيري: وليست من آيات الصفات أصلا، والعجيب أنهم ذكروا أن الصحابة كتبوها بصوره مغايرة للصورة المعهودة للمغايرة بين جمع اليد وبين هذا المصدر، فجعلوها بياءين.
الشيخ الطيار: نعم، بسنتين.
الشيخ الخضيري: ولذلك لعل الأخوة المشاهدون يلاحظون فيه ياء أخرى زائدة.
الشيخ الطيار: مو موضوع عليها دائرة إشارة على أنها زائدة.
الشيخ الخضيري: دلالة على أنها لا تنطق.
الشيخ الشهري: لا تنطق، يعني أنت تقول بأيد ولا تقول بأييد.
الشيخ الطيار: وهذا يدل على أيضا مسألة سبق أن ذكرناها في سورة العنكبوت { بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ }(سورة العنكبوت:49) أن القرآن الأصل فيه المحفوظ وليس المرسوم، ولذلك لا نجد أحدا أبدا من القراء بل ولا من المسنين يقرأها كما ذكر أبو عبد الله بأييد هكذا، لا أحد يقرأها هكذا وإنما يقرأها بأيد. اهــ
لو كان بأيد جمع يد لقال تعالى بأيدينا كما في قوله تعالى أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا (http://quran.al-islam.com/Display/Display.asp?l=arb&nType=1&nSora=36%20&nAya=71)
قال تعالى : واذكر عبدنا داود ذا الأَيْد.
داود عليه السلام ليس له أكثر من يدين فلفظ أيد ليس بيد قطعا و الاية معناها ذا القوة فهذه هنا فسرت الاخرى هناك ، الشريعة تؤخد بجميعها لا ببعضها.
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=41216
عمر بن سليمان
2010-04-24, 01:37 PM
حجز مقعد
واحترامي للجميع
يزيد الموسوي
2010-04-24, 02:12 PM
بارك الله فيكم اشتقاق الأيد - الذي هو القوة - من اليد،
وهذا لاشك فيه
و لاينكره إلا جاهل باللغة
بقي أن حمل المعنى على الحقيقة فاسد مردود وهذا متفق عليه
والحمدلله
عبد الكريم بن عبد الرحمن
2010-04-24, 02:52 PM
بارك الله فيكم اشتقاق الأيد - الذي هو القوة - من اليد،
وهذا لاشك فيه
و لاينكره إلا جاهل باللغة
بقي أن حمل المعنى على الحقيقة فاسد مردود وهذا متفق عليه
والحمدلله
لعلك لم تقرأ جيدا :
قال الشنقيطي رحمه الله :
قوله تعالى في هذه الآية الكريمة {بَنَيْنَـٰهَا بِأَيْدٍ}، ليس من آيات الصفات المعروفة بهذا الاسم، لأن قوله {بِأَيْدٍ} ليس جمع يد: وإنما الأيد القوة، فوزن قوله هنا بأيد فعل، ووزن الأيدي أفعل، فالهمزة في قوله: {بِأَيْدٍ} في مكان الفاء والياء في مكان العين، والدال في مكان اللام. ولو كان قوله تعالى: {بِأَيْدٍ} جمع يد لكان وزنه أفعلاً، فتكون الهمزة زائدة والياء في مكان الفاء، والدال في مكان العين والياء المحذوفة لكونه منقوصاً هي اللام.
والأيد، والآد في لغة العرب بمعنى القوة، ورجل أيد قوي، ومنه قوله تعالى {وَأَيَّدْنَـٰهُ بِرُوحِ ٱلْقُدُسِ} أي قويناه به، فمن ظن أنها جمع يد في هذه الآية فقد غلط فاحشاً، والمعنى: والسماء بنيناها بقوة ) انتهى أضواء البيان.
يزيد الموسوي
2010-04-24, 03:03 PM
بل قرأت
وسؤالي لك وللمارة
ما هو أصل اشتقاق اليد؟
عبد الكريم بن عبد الرحمن
2010-04-24, 03:21 PM
بل قرأت
وسؤالي لك وللمارة
ما هو أصل اشتقاق اليد؟
قبل هذا السؤال أخبرني هل يدخل في قولك "و لاينكره إلا جاهل باللغة" كل من الشيخ الشنقيطي و الامام الألوسي و أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني و أبو العباس المراكشي و أبو حسن الأشعري و الشيخ العثيمين رحمهم الله و الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك حفظه الله ؟
يزيد الموسوي
2010-04-24, 04:02 PM
قبل هذا السؤال أخبرني هل يدخل في قولك "و لاينكره إلا جاهل باللغة" كل من الشيخ الشنقيطي و الامام الألوسي و أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني و أبو العباس المراكشي و أبو حسن الأشعري و الشيخ العثيمين رحمهم الله و الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك حفظه الله ؟
لم يتحدث أحد من هؤلاء المشايخ في أصل الاشتقاق، ولو فعلوا لذكروا ما قلت
لكن بحثهم لم يتعرض لهذا
الآن أجبني عن سؤالي فضلا ورجاء
عبد الكريم بن عبد الرحمن
2010-04-24, 04:23 PM
لم يتحدث أحد من هؤلاء المشايخ في أصل الاشتقاقولو فعلوا لذكروا ما قلت لكلكن بحثهم لم يتعرض لهذاالآن أجبني عن سؤالي فضلا ورجاء
الذي أراه أخي الكريم أن كلامك ينقصه التحقيق العلمي بل ضعيف جدا و ليس هكذا تناقش المسائل.
لقد نقلت لك كلام المفسرين و أهل اللغة, هذا هو المنهج العلمي لدراسة المسائل فبدل طرح أسئلة تضيع الوقت فضلا عن تجهيل الناس مما لا يصح اطلاقه في موضوع كهذا تفضل فأنقل لنا كلام المفسرين و أهل اللغة في المسألة.
لتبدأ من البداية أقوال المفسرين و أهل اللغة في كلمة أيد ثم ننظر بعدها الباقي بارك الله فيك .
يزيد الموسوي
2010-04-24, 04:28 PM
أولا أعتذر عن اللخبطة في الكتابة
ولاأدري لماذا تلتصق الحروف
ثانيا
بارك الله فيك، من المقرر في علم اللغة الحديث: أن أصل الاشتقاق هو الأشياء المادية الحسية
فمثلا.. الجمال من الجمل، والأناقة من الناقة، والغنيمة من الغنم، والثورة من الثور
والتأييد من اليد
هذا ثابت في اللغة وقد أثبته الدرس السامي المقارن باللغات السامية
الآرامية والكنعانية والأكدية
ولايمكن أن يكون لفظ التأييد ظهر قبل اليد
لأن اليد من أقدم الألفاظ
فهو من الأصول الثنائية للغات السامية
وأرى أننا نسينا أصل الموضوع
وهو الجواب عن السؤال وهو
أن من أنكر صفة عليها شواهد واضحة صريحة، لا كلام فيها، فقد وقع في بدعة التعطيل
وليس كل من وقع في البدعة وقعت البدعة عليه
بمعنى أنه لايجوز أن يوصف بالمبتدع
عبد الكريم بن عبد الرحمن
2010-04-24, 04:36 PM
أولا أعتذر عن اللخبطة في الكتابة
ولاأدري لماذا تلتصق الحروف
ثانيا
بارك الله فيك، من المقرر في علم اللغة الحديث: أن أصل الاشتقاق هو الأشياء المادية الحسية
فمثلا.. الجمال من الجمل، والأناقة من الناقة، والغنيمة من الغنم، والثورة من الثور
والتأييد من اليد
هذا ثابت في اللغة ولا يحتاج إلى دليل
وقد أثبته الدرس السامي المقارن باللغات السامية
الآرامية والكنعانية والأكدية
ولايمكن أن يكون لفظ التأييد ظهر قبل اليد
لأن اليد من أقدم الألفاظ
فهو من الأول الثنائية للغات السامية
كلام الله يفسره العلماء أخي الكريم ففضلا تقيد بذلك.
و لتسهيل الطريق عليك أعطيك المسائل التي تغافلت عنها .
أولا قلت بالمجاز في القرآن و هذه وحدها من المسائل الكبار
ثانيا قلت أن أيد جمع يد و قلت لك أنها من جمع آد فلماذا تغافلت عن جمع الآد و جعلتها يد ؟ بأي دليل فعلت ذلك و ما ردك على جمع الآد ؟
ثالثا نقلت لك كلما العلماء في هذه المسألة فلماذا تغافلت عنه ؟ و ما ردك على كلامهم ؟
رابعا أين كلام أهل الشأن في كلامك ؟ لا أرى أمامي إلا كلامك فهل سنأخده مسلما ؟
أخي الكريم هذا كلام الله عز و جل فلا يخاض فيه هكذا إنما ترجع الأمور لأهلها فلا بد من النظر في كلام المفسرين و أهل اللغة قبل الجزم بقول في كلام الله عز و جل و السلام عليكم
شذى الجنوب
2010-04-24, 05:19 PM
التأويل وصرف اللفظ عن ظاهره عند أهل السنة والجماعة لا يصح إلا بوجود دليل صارف متصل أو منفصل، ونصوص الصفات من أول ما ينبغي أن تحمل على ظاهرها ويمنع صرفها عن الظاهر إلا بدليل متصل أو منفصل، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية:
((حكى غير واحد إجماع السلف: أن صفات الباري - جل وعلا - تجري على ظاهرها، مع نفي الكيفية والتشبيه عنه، وذلك أن الكلام في الصفات فرع عن الكلام في الذات، يحتذى حذوه ويتبع فيه مثاله؛ فإذا كان إثبات الذات إثبات وجود لا إثبات كيفية، فكذلك إثبات الصفات إثبات وجود لا إثبات كيفية، فنقول: إن لله سبحانه يداً وسمعاً، ولا نقول: إن معنى اليد القدرة، ومعنى السمع العلم)). ا.ه مجموع الفتاوى.
وآية { إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ } والتي استدل بها الدكتور حبنكة على جواز التأويل وحمل اللفظ على المجاز لا أعلم أحدا من السلف تأولها على القدرة أو القوة -هذا طبعا على حد علمي القاصر جدا- إلا قول الطبري في تفسيره: ((وفي قوله: يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أيْدِيهِمْ وجهان من التأويل: أحدهما: يد الله فوق أيديهم عند البيعة، لأنهم كانوا يبايعون الله ببيعتهم نبيه صلى الله عليه وسلّم والآخر: قوّة الله فوق قوّتهم في نُصرة رسوله صلى الله عليه وسلّم، لأنهم إنما بايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلّم على نُصرته على العدوّ.)) ا. ه
وقال ابن خزيمة في كتاب التوحيد مؤكدا على ارادة معنى اليد على الحقيقة: ((فثبت ربنا جل وعلا لنفسه يدين، وخبرنا أن لبني آدم يدين، فقال: {ذلك بما قدمت أيديكم} ، وقال: {ذلك بما قدمت يداك} , وقال: {إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم}، )) ا.ه واستدل بالآية في ((باب ذكر إثبات اليد للخالق الباري جل وعلا)).
وقال الدارمي في الرد على الجهمية: ((وقال الله تبارك وتعالى: {بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء} . و {ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي} . و {بيدك الخير إنك على كل شيء قدير} . وقال: {يد الله فوق أيديهم} . قال هؤلاء: ليس لله يد، وما خلق آدم بيديه، إنما يداه نعمتاه ورزقاه. فادعوا في يدي الله أوحش مما ادعته اليهود {قالت اليهود يد الله مغلولة} ، وقالت الجهمية: يد الله مخلوقة، لأن النعم والأرزاق مخلوقة لا شك فيها، وذاك محال في كلام العرب فضلا أن يكون كفرا ؛ لأنه يستحيل أن يقال: خلق آدم بنعمته، ويستحيل أن يقال: في قول الله تبارك وتعالى: {بيدك الخير} : بنعمتك الخير ؛ لأن الخير نفسه هو النعم نفسها، ومستحيل أن يقال في قول الله عز وجل: {يد الله فوق أيديهم} : نعمة الله فوق أيديهم، وإنما ذكرنا هاهنا اليد مع ذكر الأيدي في المبايعة بالأيدي،)) ا.ه
وذكر هذه الآية عبدالله ابن الإمام أحمد في كتابه السنة في ((باب الآيات التي يحتج بها على الجهمية من القرآن))
وحقيقة الأمر أن السلف لم يؤلوا الصفة في هذه الآية وإنما تأويلهم وقع على الفوقية فهم ينفون الفوقية التي بمعنى المماسة والمباشرة والمخالطة، أو أن يد الرسول (ص) هي يد الله -تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا، ويفسرون قوله يد الله فوق أيديهم بمعنى أنهم عندما بايعوا الرسول (ص) وصافحوه كأنما صافحوا الله تعالى.
مع اثبات فوقيته التامة وعلوه التام على خلقه.
يقول شيخنا العلامة ابن عثيمين -رحمه الله-: ((وهذه أيضاً على ظاهرها وحقيقتها فإن يد الله تعالى فوق أيدي المبايعين لأن يده من صفاته وهو سبحانه فوقهم على عرشه فكانت يده فوق أيديهم وهذا ظاهر اللفظ وحقيقته وهو لتوكيد كون مبايعة النبي صلى الله عليه سلم مبايعة الله عز وجل ولا يلزم منها أن تكون يد الله جل وعلا مباشرة لأيديهم ألا ترى أنه يقال : السماء فوقنا مع أنها مباينة لنا بعيدة عنا فيد الله عز وجل فوق أيدي المبايعين لرسوله صلى الله عليه وسلم مع مباينته تعالى لخلقه وعلوه عليهم ولا يمكن لأحد أن يفهم أن المراد بقوله :{ يد الله فوق أيديهم }[ الفتح : 10] يد النبي صلى الله عليه وسلم ولا أن يدعى أن ذلك ظاهر اللفظ لأن الله تعالى أضاف اليد إلى نفسه ووصفها بأنها فوق أيديهم، ويد النبي صلى الله عليه وسلم عند مبايعة الصحابة لم تكن فوق أيديهم بل كان يبسطها إليهم فيمسك بأيديهم كالمصافح لهم فيده مع أيديهم لا فوق أيديهم))
وعلى كلام الدكتور حبنكة ملاحظات منها قوله:
وقد جرى على هذا الاحتمال كثير من خلف أهل السنة والجماعة ، وطريقتهم تسمى بـ "طريقة التأويل لمعنى يحتمله اللفظ ، وفق أصول اللغة العربية واستعمالاتها المشهورة" ؛ وهي طريقة تجعل النصوص تدلّ على معانٍ مقبولة في مفاهيم الناس وتصوراتهم عن صفات الله ، التي هي منـزهة عن الجسمية والحدوث ومشابهة الحوادث
يقصد من بقوله: خلف أهل السنة والجماعة؟؟
يُخشى أن يكون الدكتور ممن يدخلون المعطلة كالأشاعرة والماتريدية في اهل السنة والجماعة!!
وقد قرأت مقالا لأحدهم في موقع لجينيات صدر مقاله بإدخال الأشاعرة والمتصوفة وحتى المعتزلة في أهل السنة والجماعة!!
وهذا غلط كبير منه إن أراد بخلف أهل السنة والجماعة أولئك الذين عطلوا الصفات بتأويلات فاسدة كحملها على معنى لغوي مرجوح أو تفسيرها بلازم الصفة بزعم التنزيه.
وايضا قوله:
((وهي طريقة تجعل النصوص تدلّ على معانٍ مقبولة في مفاهيم الناس وتصوراتهم عن صفات الله ، التي هي منـزهة عن الجسمية والحدوث ومشابهة الحوادث))
ما الذي يريده بالتنزيه عن الجسمية والحدوث؟؟
لأن هذا المصطلح -مصطلح التجسيم والحدوث- عند المعطلة يساوي اثبات الصفات الذاتية الخبرية التي هي بالنسة للمخلوقين أبعاض!!
كصفة اليد والعين والقدم والوجه!!
والحدوث يقصدون بها الصفات الفعلية وصفة الكلام.
فإن أراد ذلك فقد غلط غلطا كبيرا ووافق أولئك المعطلة الذين اتهموا اهل السنة والجماعة بالتجسيم.
والله تعالى أعلم.
ايضا قوله:
وقد جرى على هذا الاحتمال كثير من خلف أهل السنة والجماعة ، وطريقتهم تسمى بـ "طريقة التأويل لمعنى يحتمله اللفظ ، وفق أصول اللغة العربية واستعمالاتها المشهورة" ؛ وهي طريقة تجعل النصوص تدلّ على معانٍ مقبولة في مفاهيم الناس وتصوراتهم عن صفات الله ، التي هي منـزهة عن الجسمية والحدوث ومشابهة الحوادث
هذا الكلام غير صحيح بل هو عين مذهب المؤولة من الأشاعرة وغيرهم، إذ لا يصح صرف اللفظ عن معناه الظاهر المتبادر إلى لفظ آخر مجازي مستعمل في لغة العرب كتفسير اليد بالنعمة لأن العرب تقول لك على يد أي نعمة أو إحسان، بل الواجب حمل اللفظ على معناه الظاهر المتبادر ولا يصرف إلى معنى محتمل إلا إن وُجدت قرينة صارفة متصلة كانت أو منفصلة. ومع هذا فآيات الصفات تعد في النصوص القطعية لا النصوص الظاهرة. هذه هي طريقة السلف الصالح المتقدمين والمتأخرين، والتأويل وصرف اللفظ عن ظاهره المتبادر بلا دليل طريقة الخلف من أهل التعطيل، ومن الباطنية الذين جعلوا للقرآن معنى ظاهر لعامة الناس ومعنى باطن لا يفهمه إلا الخاصة فعبثوا بالنصوص وتلاعبوا بها.
يقول العلامة ابن قاسم في معنى التأويل كتابه اصول التفسير:
((التأويل: التأويل في القرآن: نفي وقوع المخبر به، وعند السلف: تفسير الكلام، وبيان معناه، وعند المتأخرين من المتكلمة، والمتفقهة، ونحوهم: هو صرف اللفظ عن المعنى الراجح إلى المعنى المرجوح، بدليل يقترن به، أو حمل ظاهر على محتمل مرجوح، وما تؤوله القرامطة، والباطنية للأخبار، والأوامر، والفلاسفة للإخبار عن الله، واليوم الآخر، والجهمية، والمعتزلة، وغيرهم في بعض ما جاء في اليوم الآخر، وفي آيات القدر، وآيات الصفات، هو من تحريف الكلم عن مواضعه.))
قال الشيخ الشثري في شرحه للمتن.
وهذا التأويل ينقسم إلى قسمين: التأويل الصحيح، وهو الذي معه دليل يقترن به، وتأويل فاسد، وهو الذي يكون بدون دليل.
ولذلك، تجدون الفقهاء يقولون: هذا النص مؤول، بمعنى أنه مصروف عن المعنى الراجح، إلى المعنى المرجوح، فإن كان هناك دليل، فإنه يكون تأويلا صحيحا، مثل تخصص العموم لدليل خاص، وإن كان بدون دليل، فإنه حينئذ لا يكون تأويلا صحيحا، لو جاءنا إنسان، وقال بأن قوله -سبحانه-: http://majles.alukah.net/imgcache/2010/04/154.jpg وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ (http://www.taimiah.org/Display.asp?t=book72&f=ossol_t00010.htm&pid=1#)http://majles.alukah.net/imgcache/2010/04/155.jpg هذا يراد به عوام الناس دون خواصهم، فأهل اليقين، وأهل المنزلة العالية، هؤلاء لا يطالبون بالصلاة، قوله: "أقيموا" الواو: واو الجماعة، الأصل فيها أن تكون دالة على العموم، فقولنا بأن هذا اللفظ، يراد به البعض دون الجميع، يراد به غير أهل اليقين، يكون هذا تأويلا. لماذا؟ لأننا صرفنا هذا اللفظ عن المعنى الراجح، وهو العموم والاستغراق إلي المعنى المرجوح، وهو أن يكون لبعض الألفاظ دون الجميع...)) إلى أن قال:
وقال: "وآيات الصفات" يعني أن الجهمية، والمعتزلة يؤولون آيات الصفات، ويجعلون ظاهرها غير مراد، فينفون صفات الله. فهذا من التأويل على وفق المعنى الثالث، عند المتأخرين. قالوا: وهذا التأويل غير مستند إلى دليل، فيكون تأويلا فاسدا، باطلا، وحينئذ يكون من باب تحريف الكلم عن مواضعه. والتحريف -كما تقدم- هو الميل بالشيء عن الطريق المستقيم. والكلم المراد به الكلام عن مواضعه، يعنى عن المعاني التي أرادها الشارع.
وفي الحقيقة أن فعل هؤلاء لم يرد على النصوص الظاهرة، وإنما ورد على النصوص القطعية، المجزوم بمعانيها، وحينئذ، حتى على المعنى الثالث، لا يصح أن تسمى تأويلا، لأن التأويل على المعنى الثالث، صرف اللفظ عن ظاهره، وهذه المعاني ليست ظواهر في هذه الألفاظ، وإنما هي نصوص في معانيها.)) ا.ه من شرح الشيخ على متن أصول التفسير لابن قاسم.
تيم الله
2010-04-24, 07:28 PM
أخي الفاضل يزيد,
1- لا أنكر ما أثبت الله تعالى لنفسه من الوجه والعين...., وأثبت كل ما أثبته عز وجل لنفسه.
2- وهي ( اليد مثلاً ) عندي يد حقاً بلازم (ليس كمثله شيء).
3- ولها ( اليد ) كذلك معنى نفهمه قطعاً, فالله تعالى لا يعرض نفسه كجسم وأعضاء, فيقول هذه أجزائي أوأجزاء ذاتي: عندي عين وعندي يد وعندي ساق وعندي أنامل.., ولا يحدثنا بشيء عن نفسه بشكل مبهم أولا معنى له, تعالى الله.
هذا ما أؤمن به.
---------------
قلت أخي الكريم يزيد:
تأويل اليد بالصنائع البيضاء والقوة والقدرة مجاز، ولا يصار إلى المجاز إلا إذا تعذر المعنى الحقيقي للفظ
ثم أوضحت بشأن تعذر المعنى:
يقرره المنطق والعقل، والقياس على كلام العرب؛
وقد ذكرت في مداخلتك الأولى:
{وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ }الذاريات47
فلا بد من التأويل؛ لأن لازمه أن لله أيدي كثيرة، فقد جاءت بصيغة الجمع (أيد)
يبدو أن هناك خلاف في معنى أيدٍ كما ذكر الأخ الفاضل عبد الكريم.. طيب,
بفرض أنَّ أيدٍ مما أثبته الله تعالى لنفسه, وأنّ هذا المقصود بها فعلا , فالمنطق والعقل لا يمنعان من أن يكون لله الأحد الذي ليس كمثله شيء أيدٍ, ولا يمنع أن يكون له عز وجل أعين ( فإنك بأعيننا )! ليس بمستحيل !
الإشكال في الذائقة الجمالية يقع عندما نصوّر الله تعالى وذاته وما أثبت لنفسه على شكل بشر بأعضاء مادية لها مقاييس محددة.. عندئذ وبما أننا نرى وجود إعاقة في بشر كلتا يديه يمين, أو بأعين عدة, أو بعين واحدة, أو ساق واحدة.. فسنسقط تصورنا على الله تعالى قياساً وتماثلاً, فنرى أنه ينافي الجمال والكمال.. إلخ
أما عندما لا نمثل ولا نصوِّر وفق مقياس بشري تركيبي, ونعي معنى ( ليس كمثله شيء ) وأنه جل وعلا بخلاف أي تصور نتصوره, فلن يكون هناك إشكال, إذ سنفهم المعنى المراد من سياق الآية أو الحديث النبوي بحسب لسان العرب, ونثبت ما أثبت الله تعالى لنفسه.
نحتاج عقلنا لنفقه المعنى المراد من الكلمات, وليس لتصور تركيب ونسق جمالي حسي معين بتفاصيل حسية معينة لله تعالى.
الله عز وجل ليس خاضعاً لمنطقنا وتصورنا البشري, ولا لتصورات جمالية دقيقة نتذوقها ضمن تفاصيل وتراكيب وجزئيات جمالية حسية بشرية.. محددة.
فإن ذكر الله تعالى بكلماته أو بما أجرى على لسان رسوله عليه الصلاة والسلام, إن ذكر وجود ساقٍ -ضمن سياقها-, فهل يحق لنا أن نتألّى على الله تعالى فنقول بل له ساقين, لأنّ المعايير الجمالية البشرية تقتضي وجود ساقين لا ساق واحدة! فماذا نختلف عندئذ عن المنكرين.
لا أرى ذلك لازما من كلامي، و ليس المقياس نسبيا؛ لأنك يجب أن تفترض أجمل الجمال، وأكمل الكمال ولا نسبية في هذا، إلا عند أصحاب العقول المريضة
والأذواق الفاسدة، التي تستحلي طعم الخمر والخنـزير ورائحة السجائر
فهذي يجمع أصحاب الذوق السليم على أنها أشياء خبيثة
فأما السكير فيستمتع
وأما المدمن فيتمتع
وأما صاحب الذوق والفطرة السليمين فيستقبح ويستقذر
لا تراه لازماً من كلامك, صحيح بالنسبة لك, ولكني أرى غير ما ترى.
فما تقوله فهو على المستوى البشري ( بين البشر ) نعم صحيح, وبالمناسبة.. لولا أنّ الله تعالى حدد لنا قيم ومعايير الجمال والخير والطيبات بمقابل القباحة والشر والخبائث, لأصبحت هذه الأمور نسبية بين البشر, كما هو الحال عند الفلاسفة والملحدين, والحمد لله رب العالمين.
إنما..
لا يصح أخي أن تجعل الإنسان هو النموذج الذي تقيس به جمال وكمال الله تعالى !
سواء جمال البشر الحسي ( اتساق الأعضاء كماً ونوعاً ) أو جمال البشر المعنوي ( الرحمة, العدل, الخير..). لا يجب أن نقيس شبراً بشبر وعدداً بعدد وشكلاً بشكل فنماثل.. ولكن نستدل ونتعرّف, وشتان.
وما تقوله أنت هو بالضبط ما تقوله المعتزلة -وإن بشكل آخر يتعلق بقيم الجمال المعنوية- في تنـزيههم لله تعالى عن أفعال الظلم والشر التي تصدر عن الإنسان ولا يليق أن تُنسب لله تعالى. وهم أخطأوا وشطوا وإن كانت نواياهم طيبة. خطأهم أنهم قاسوا وماثلوا فعل الله تعالى على فعل البشر -كما هو بمقدماته وشكله ونتائجه-, وما عرفوا أن يتجاوزوا النموذج البشري.
لا أريد أن أشعب الموضوع, ولكن أردت لفت نظرك إلى النسبية في قيم الجمال الحسية أو المعنوية, عندما تسقطها على الله سبحانه وتعالى جاعلاً البشر هو نموذجك القياسي, وإلى أنك عندئذ ستضطر أن تعذر فرقا أخرى أخذت بذات "نظريتك الجمالية القياسية" .
يجب أن لا نتعلق بالجزئيات المجردة ( يد, وجه, ساق, عين.. إلخ ) ونتوقف عندها! لنغوص فيها ونخضعها -قياساً- وفق نموذج بشري ومقاييس بشرية جمالية ( كمية ونوعية ), ولكن لننظر إليها ضمن سياقها التي وردت فيه, نفهم المراد بما ينكشف لنا من السياق نفسه واللسان العربي, وإلا سنجد أنفسنا مضطرين للتمثيل والتشبيه والتجسيم! ولا بد أن تكون ( ليس كمثله شيء ) حاضرة أثناء النظر والخروج بفهم.
حتى لا يساء فهمي -مرة أخرى- بأي شكل:
نعم لله جل علا يد ووجه وأثبت كل ما أثبت الله تعالى لنفسه, ولا أحب أن أجزّئ الله تعالى بهذا الشكل ( لأن هذا خلاف آيات الله تعالى وخلاف الهدي النبوي ), ولكن أحب أن أنظر فيما أثبت الله لنفسه ضمن سياقه فأثبته وأفهمه.
أتمنى أن نعود للعلم الذي علّمه رسول الله عليه الصلاة والسلام لصحابته رضوان الله عليهم, للهدي النبوي.. ونتوقف هناك, بدون زيادة.. وبدون فلسفة.
------------------
الأخ الفاضل أسامة
السؤال: هل ترى أن ما عليه الأشاعرة اجتهاد أم بدعة؟ الإجابة بـ : نعم أو لا.
الأشاعرة عندهم خلل في أمور كثيرة, وبالعموم ابتدعوا ما لم يكن من هدي النبوة.
أما بالنسبة لسؤالك ضمن هذا السياق, فجوابي:
إن هم قالوا ننكر أن لله تعالى يد, وقالوا بعدها ما قالوا فنعم أظنهم ابتدعوا, لا أقول ابتدعوا بناء على علماء السلف رحمهم الله تعالى.. لا. ولكن أقول ابتدعوا وفق فهمي لمعنى بدعة في الهدي النبوي.. أي بناء على كتاب الله تعالى وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام, حيث أنه جل وعلا لو أراد أن يقول قدرة وعون وعناية.. إلخ لقال تبارك اسمه العليم الحكيم, ولكنه قال ( ضمن سياق الآيات الكريمة ) يد, وقال عين, وقال أعيننا, وقال وجه. وحيث أن رسول الله عليه الصلاة والسلام قال ( ضمن سياقات) أنامل, وقال ساق, ولو أراد أن يقول معنى طمأنينة أو معنى قيومية أو أي معنى آخر لقال.
وتعالى الله أن يقول ما ليس له لازمة, أو يلغو كالبشر.. وحاشا رسول الله عليه الصلاة والسلام أن يفعل.
بالتالي, إن من يقول منهم -بالحرف والكلمة.. وبالقطع-: أنكر أنّ لله تعالى يد, أو أنّ لله تعالى وجه, وأن الله تعالى إنما أراد أن يقول عناية وقدرة أو يقول ذات! فأظن -والله أعلم- أنّ من يقول هذا فقد افترى على الله تعالى وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم.
أما من يقول منهم, يد الله تعالى هي يد القدرة ويد العناية, بدون أن يُنكر ولكنه خاف أن يُفهَم من إثباته لليد على وجه الحقيقة بشكل مجرّد التجسيم, فلا.. لا أراه ابتدع, ولكن اجتهد وأعطى تأويلا, فلماذا تبدّعه ؟.
أخيراً..
إن كنا مبدّعين ولا بد, فالأولى أن نقيس على ما كان عليه رسول الله عليه الصلاة والسلام وصحابته رضوان الله عليهم ( هذا معيارنا ), ونرى كيف كان سائر كلامهم في الأمر, وعلى ماذا توقف علمهم في المسألة.. بل هل كان عندهم أصلاً مبحثاً اسمه (الصفات) جعلوا لله تعالى فيه الأجزاء والأقسام وأقاموا لأجله المناظرات والنزاعات والخصومات, وافترقوا فيه فرقاً وفرق.. وعندئذ.. سنرى أنّ المبتدعة كثر, والله أعلم.
-------------------
ربما الخلط سببه سوء فهم بين الفريقين, وسوء فهم ذاتي لكل من الفريقين, والله أعلم !
أرى بأنّ الأشاعرة -أو غيرهم- ( ما لم يقعوا في الإنكار والقطع كما قال الشيخ حبنكة ) مجرد أنهم أثبتوا معنى لليد - العون والقدرة مثلاً-, وقالوا اليد هي يد كذا.. فهم أثبتوا أنّ لله تعالى يد حقاً -على وجه الحقيقة كما يقال-, وإن لم يعوا هذا.. لماذا؟
لأنّ عون الله تعالى وقدرته حقائق ( معانٍ حَيـّة حقيقية ) لها أثر حسي حقيقي ملموس في الكون ككل وفي حياتنا, وليست كالمعاني المجازية البشرية.
ولا أظن -أو هكذا أرجو- أنّ أينا يظن أن لله تعالى يد من مادة نورانية مثلاً ( بمقابل حسية ) لها مثل ما لليد الحسية البشرية من خمسة أصابع بأظافرها وبفقراتها وجلدها وعظمها, ووجوباً متصلة بساعدٍ باتساق معين مع الذراع ككل, ووجوباً وحتى تتم معايير الجمال والكمال فلا بد أن تكون متصلة بكتف, ووجوباً إذن لا بد أن يكون الكتف متصلاً برقبة.. وإذا وصلنا للوجه والجبهة والرأس ( ضمن نظرية الوجوب الجمالية ).. فمعايير الجمال تحتم وجود شعر.. إلخ, وطبق هذه النظرية نزولاً من أعلى الرأس نحو القدمين!.
ثم سنجد أنفسنا أمام نموذج بشري حسي ( ربما أنثوي )! لأنه بحسب معايير الجمال.. أكثر جمالاً.
أظن الأشاعرة أساؤوا فهم معنى "حقيقية" أو على "وجه الحقيقة", فأرادوا أن ينزّهوا الله تعالى عن التجسيم فزلّ منهم من زلّ عندما أنكر,فالمناظرات والجدل ساهم في زيادة الهوة, حيث بدأ كل فريق يصدر "تصريحات" تلزمه بلوازم لا تصح عند مخالفه, بل لو تأمل لوجد أنها لا تصح عنده!.
نسأل الله تعالى السلامة والعافية.
أبو حمزة مأمون السوري
2010-04-24, 07:42 PM
المسألة أخي تيم الله ليس ما ترى أو أرى أنهم ابتدعوا أم لا وهل يعدون مبتدعة أم لا وإنما الأمر للعلماء أما أنت فليس لك من الأمر شيء وقد أخرجهم العلماء من مسمى أهل السنة لمخالفتهم في الأصول .........
الأخ عبد الرحمن عبد الكريم أرى أنك تدور والأخ الموسوي في دائرة فلو تترك الكلام معه لكان خيراً لأنه على ما يبدو لا يتقن أصول النقاش العلمي..
أرجو أن تتسع الصدور لهذه الكلمات..
تيم الله
2010-04-24, 08:20 PM
المسألة أخي تيم الله ليس ما ترى أو أرى أنهم ابتدعوا أم لا وهل يعدون مبتدعة أم لا وإنما الأمر للعلماء أما أنت فليس لك من الأمر
أخي الفاضل,
السلام عليكم.
الأمر لله من قبل ومن بعد.
وقول العلماء ليس منزهاً عن الخطأ والزلل, يُنظر فيه من قبل المجتهدين دائماً وأبداً -ولا أقول أني منهم -. ولولا هذا الفهم.. لما كان هناك من أمل لأن يهتدي أي ضال من أي فرقة من الفرق.
وأنا لم أقل بقول عجيب, فإن فعلت فأفدني, نفعك الله تعالى.
ويحق لكل منا أن يُعبر عما في نفسه إن كان منضبطاً بالكتاب والسنة, فإما أن يؤيَّد كلامه أو يُنقَض ( فينتفع ) أو يُتجاهَل, فأنا لست من الأنعام لأسير على عمى فلا يكون لي من الأمر شيء, بل.. لي سمع وبصر وفؤاد,, ولي قلب يعقل..وأمرني الله تعالى -وأمر كل مؤمن- بالتدبّر.. فأنظر في كل ما يُقال وأتبع الهدى, ولا أتابع أحداً على عمى, خلا رسول الله عليه الصلاة والسلام.
وقد سألني الأخ الفاضل أسامة سؤالاً مشروعاً, وأجبته جواباً مشروعاً, فإن كان لديك اعتراض على كلامي فتفضل به, فكم وددت لو أقرأ كلاماً مخالفاً فأغير به مفهوماً ما عندي. وإلا فما من داعي -بارك الله بك- لهذه العبارات المتشنجة منك أو من غيرك!
لماذا لا نعرف أن نركز في مضمون ما بدون إرهاب فكري أو إرهاب نفسي ؟!.
فواحد يخرس الألسنة إن لم يعجبه الكلام ولم يوافق مذهبه ( ولو وافق مذهبه لسكت وإن كان المتحدث يستند إلى رأيه الشخصي بدون بينة أو دليل ), وآخر يُرهِب الآخرين فكرياً بعبارات من قبيل " ولا يقول بهذا إلا جاهل" "ولا يفكر هكذا إلا غبي".. وثالث.. ورابع!
ويا أخي كما لا يخفى عليك, كل جماعة ترى أنها جماعة أهل السنة, وأن علماءها هم العلماء, فليتنا نتجاوز هذه الإشكالية وننظر في المضمون, بدون تصنّم مقيت, وبدون قمع لبعضنا البعض.
أكتفي بهذا القدر, وأعتذر عن الرد, إلا إن رأيت أنّ أحد الإخوة الأفاضل أساء فهم كلامي, فعندئذ أوضح إن شاء الله تعالى.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
يزيد الموسوي
2010-04-24, 10:14 PM
الأخ عبد الرحمن عبد الكريم أرى أنك تدور والأخ الموسوي في دائرة فلو تترك الكلام معه لكان خيراً لأنه على ما يبدو لا يتقن أصول النقاش العلمي..
أرجو أن تتسع الصدور لهذه الكلمات..
أيها الأخ الكريمالطرف الآخر لا يخرج عن ثلاثة: مثلك علما، أو فوقك، أو دونك فإن كان مثلك فما يكون لك أن تتكبر على ند لكوإن كان فوقك فمن سوء الأدب أن تقول هذاوإن كان دونك فحقه عليك أن تعلمه لا أن توبخه وتقرعهوليتك دخلت تلعب معنا، بدل أن تكتفي بالتحكيمأو ليتك إذ حكمت كنت محايداوأما التجريح فليس أسهل منهولكن ما قرأنا لك شيئا فننتقده
أسـامة
2010-04-24, 10:37 PM
الأشاعرة عندهم خلل في أمور كثيرة, وبالعموم ابتدعوا ما لم يكن من هدي النبوة.
هذا عين ما أردت سماعه منك، بارك الله فيك.
فها هنا ننطلق من قاعدة واحدة أن هذا ابتداع، والابتداع مردود على صاحبه.
ولكنك تفرق بين من أنكر "المعنى الحقيقي"، ومن لم ينكر.
والثاني هو ما عنه الكلام.
فأنت تراه لا ينكر وأثبت بطريقة ما، ولكن الحقيقة أنه أنكر، نظرًا لأنه ظن أن الإثبات فيه تشبيه، وبناء على هذا التشبيه عطّل.
وللخروج من هذا التعطيل صرف اللفظ إلى معنى آخر تحت مسمى التأويل.
وحول الكلام ذاته، فما هو موقفه من قوله تعالى: فففلِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّققق
فلا يسمى هنا هنا تأويلا، وليس عنده وجه من وجوه العربية لصرفه.
فكان لزاما عليه الانكار فالتعطيل.
وعليه فجميعهم وقع في الانكار، وإن لم ينطق به، فهو لا يسميه إنكار كما تسميه، ولكن يسميه تنزيهًا. وإن ضاقت به الأفاق لجأ إلى الإرجاء، وكلاهما مخالفان لما عليه أهل السنة والجماعة وسلف هذه الأمة.
وبالتالي فالتفصيل الذي أتيت به غير صحيح.
يزيد الموسوي
2010-04-24, 10:42 PM
كلام الله يفسره العلماء أخي الكريم ففضلا تقيد بذلك.
هذا مذهب ومدرسة في التفسير
والتفسير مذاهب كما تعلم
وليس تفسير السلف ملزما، إلا إن صح عن رسول الله
أما غير ذلك فهم رجال ونحن رجال
وباب الاجتهاد مفتوح إلى قيام الساعة
و لتسهيل الطريق عليك أعطيك المسائل التي تغافلت عنها .
أولا قلت بالمجاز في القرآن و هذه وحدها من المسائل الكبار.
وهل أنا أول قائل بذلك؟
ثانيا قلت أن أيد جمع يد و قلت لك أنها من جمع آد فلماذا تغافلت عن جمع الآد و جعلتها يد ؟ بأي دليل فعلت ذلك و ما ردك على جمع الآد ؟
لم أتغافل وقد أجبتك أنها كلها أصل اشتقاقها اليد الجارحة
ثالثا نقلت لك كلما العلماء في هذه المسألة فلماذا تغافلت عنه ؟ و ما ردك على كلامهم ؟
رابعا أين كلام أهل الشأن في كلامك ؟ لا أرى أمامي إلا كلامك فهل سنأخده مسلما ؟
اقرأ أي كتاب في علم الغة أو فقه اللغة يتحدث عن أصل الاشتقاق
وسأحيلك على اثنين
دلالة الألفاظ - د. إبراهيم أنيس
فقه اللغة المقارن - د. إبراهيم السامرائي
هذا فقط لأنك تريد مصدرا معينا
وإلا
فهذا أشهر من أن يذكر، ويعرفه الشداة في اللغة
أما قولك لايخاض فيه هكذا
فما خضنا فيه إلا بدليل علمي
وكل قول دون حديث صحيح ففيه أخذ ورد
ولو جاء نص لحسم الخلاف
فإذ لانص، فلا تلزمني بفهم فلان وعلان
أمة القادر
2010-04-24, 10:51 PM
بسم الله و الحمد لله
أنصح بقراءة كتاب : شرح القواعد المثلى في صفات الله و أسمائه الحسنى لشيخنا العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله
و مما جاء في الفصل الثالث المسمى : قواعد في أدلة الأسماء و الصفات
القاعدة الثانية :
الواجب في نصوص القرءان و السنة إجواؤها على ظاهرها دون تحريف لا سيما نصوص الصفات حيث لا مجال للرأي فيها
جاء قوله في الدليل السمعي :
[ قوله ـ تعالى ـ : (( إنا جعلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون )) الزخرف 3
و هذا يدل على وجوب فهمه على ما يقتضيه ظاهره باللسان العربي إلا أن يمنع منه دليل شرعي ]
و في الكتاب مزيد من البيان
و نسأل الله السداد
يزيد الموسوي
2010-04-24, 11:03 PM
أخي الفاضل يزيد,
1- لا أنكر ما أثبت الله تعالى لنفسه من الوجه والعين...., وأثبت كل ما أثبته عز وجل لنفسه.
2- وهي ( اليد مثلاً ) عندي يد حقاً بلازم (ليس كمثله شيء).
3- ولها ( اليد ) كذلك معنى نفهمه قطعاً, فالله تعالى لا يعرض نفسه كجسم وأعضاء, فيقول هذه أجزائي أوأجزاء ذاتي: عندي عين وعندي يد وعندي ساق وعندي أنامل.., ولا يحدثنا بشيء عن نفسه بشكل مبهم أولا معنى له, تعالى الله.
هذا ما أؤمن به.
كلام طيب لكن دعني حسما للأمر أسألك سؤالا صريحا
هل لله يد حقيقية؟
أرجو الإجابة بنعم أو لا
وأما الخلاصة - عندي - حتى لا نطيل على الإخوة، فهي:
1- جاء في التنزيل أن لله يدين اثنتين بالمثنى يعني.
2- ورد في السنة الصحيحة أن كلتيهما يمين.
3- إذ الأمر كذلك، فتفسيرنا بالجمع مناقض للتثنية، علما بأن التثنية قطعية، والجمع ظني
وإذ نتصور في ربنا غاية الكمال والجمال، نستبعد التناقض في النصوص الشرعية
وعلى هذا ينبغي تفسير (بأيد) لزاما بشيء آخر سوى جمع يد؛
لأن الله تبارك وتعالى لا يخاطب الناس إلا بما يفهمون
والله أعلم
أبو حمزة مأمون السوري
2010-04-25, 12:05 AM
هذا مذهب ومدرسة في التفسير
والتفسير مذاهب كما تعلم
وليس تفسير السلف ملزما، إلا إن صح عن رسول الله
أما غير ذلك فهم رجال ونحن رجال
وباب الاجتهاد مفتوح إلى قيام الساعة
باب الاجتهاد مفتوح لمن هو له أهلٌ
وليتك دخلت تلعب معنا،
أقول حري أن تترك اللعب والعبث بالأصول وبالعلم فهذا دين ...!!!!! يا رجل
لله در هذا الزمان .. صدق رسول الله ...
والله ما يأتي التشنج إلا عندما أقرأ مثل كلامك ...
أبو حمزة مأمون السوري
2010-04-25, 12:10 AM
فواحد يخرس الألسنة إن لم يعجبه الكلام ولم يوافق مذهبه
كلامك مجمل والجادة فيه التفريق بين من خالف أصلا فيرهَّب بل ويعزر حتى يفيء .. ومن خالف في فرع فهذا قد وسع سلفنا فأجدر بنا أن يسعنا...
أبو حمزة مأمون السوري
2010-04-25, 12:16 AM
قال الشيخ الخراشي سلمه الله :فالأشاعرة ليسوا من أهل السنة وإنما هم أهل كلام، عدادهم في أهل البدعة :
قال الإمام أبو نصر السجزي في فصل عقده في كتابه " الرد على من أنكر الصوت والحرف " لبيان السنة ما هي؟ وبم يصير المرء من أهلها؟
قال ص 100-101"...فكل مدَّعٍ للسنة يجب أن يطالب بالنقل الصحيح بما يقوله، فإن أتى بذلك علم صدقه، وقبل قوله، وإن لم يتمكن من نقل ما يقوله عن السلف، عُلم أنه محدث زائغ، وأنه لا يستحق أن يصغى إليه أو ينظر في قوله، وخصومنا المتكلمون معلوم منهم أجمع اجتناب النقل والقول به ، بل تمحينهم لأهله ظاهر، ونفورهم عنهم بين، وكتبهم عارية عن إسناد ، بل يقولون: قال الأشعري، وقال ابن كلاب، وقال القلانسي، وقال الجبائي... " .
بل يذهب - رحمه الله – أبعد من ذلك ؛ فيرى أن ضررهم أكثر من ضرر المعتزلة، فيقول ( ص 222 ) : " ثم بُليَ أهل السنة بعد هؤلاء؛ -أي المعتزلة- بقوم يدَّعون أنهم من أهل الاتّباع، وضررهم أكثر من ضرر المعتزلة وغيرهم ، وهم أبو محمد بن كلاب وأبو العباس القلانسي، وأبو الحسن الأشعري...".
معللاً رأيه هذا بقوله ( ص 223) : " فهؤلاء يردون على المعتزلة بعض أقاويلهم ويردون على أهل الأثر أكثر مما ردوه على المعتزلة " ، وقوله ( ص 177-178) : "... لأن المعتزلة قد أظهرت مذهبها ولم تستقف – أي تأتي من الخلف - ولم تموِّه .
بل قالت: إن الله بذاته في كل مكان وإنه غير مرئي، وإنه لا سمع له ولا بصر... فعرف أكثر المسلمين مذهبهم وتجنبوهم وعدوهم أعداء. والكلابية، والأشعرية قد أظهروا الرد على المعتزلة، والذب عن السنة وأهلها، وقالوا في القرآن وسائر الصفات ما ذكرنا بعضه ".
وروى ابن عبدالبر عن ابن خويز منداد المصري المالكي: أنه قال في كتاب الشهادات من كتابه "الخلاف"، في تأويل قول مالك: لا تجوز شهادة أهل البدع وأهل الأهواء قال: " أهل الأهواء عند مالك وسائر أصحابنا هم أهل الكلام، فكل متكلم فهو من أهل الأهواء والبدع أشعرياً كان أو غير أشعري، ولا تقبل له شهادة في الإسلام أبداً، ويهجر ويؤدب على بدعته " . ( جامع بيان العلم وأهله ، 2/117) .
وقال أبو العباس ابن سريج الشافعي : " لا نقول بتأويل المعتزلة ، والأشعرية ، والجهمية ... الخ " . ( منهج الأشاعرة للشيخ سفر ، ص 18 ) .
وقال الإمام أبوالحسن الكرجي الشافعي : " لم يزل الأئمة الشافعية يأنفون ويستنكفون أن يُنسبوا إلى الأشعري ، ويتبرأون مما بنى الأشعري مذهبه عليه ، وينهون أصحابهم وأحبابهم عن الحوم حواليه " . ( المرجع السابق ) .
ولما زلّ السفاريني في كتابه " لوامع الأنوار " ( 1/73) وقال : "أهل السنة والجماعة ثلاث فرق: الأثرية: وإمامهم أحمد بن حنبل. والأشعرية: وإمامهم أبو الحسن الأشعري. والماتريدية: وإمامهم أبو منصور الماتريدي " !
تعقبه في الحاشية بعض أهل العلم - ولعله الشيخ ابن سحمان رحمه الله - فقال: "هذا مصانعة من المصنف رحمه الله تعالى في إدخاله الأشعرية والماتريدية في أهل السنة والجماعة، فكيف يكون من أهل السنة والجماعة من لا يثبت علو الرب سبحانه فوق سماواته، واستواءه على عرشه ويقول: حروف القرآن مخلوقة، وإن الله لا يتكلم بحرف وصوت، ولا يثبت رؤية المؤمنين ربهم في الجنة بأبصارهم، فهم يقرون بالرؤية ويفسرونها بزيادة علم يخلقه الله في قلب الرائي، ويقول: الإيمان مجرد التصديق وغير ذلك من أقوالهم المعروفة المخالفة لما عليه أهل السنة اولجماعة ؟! ".
كما علق على ذلك أيضاً الشيخ عبدالله أبابطين – رحمه الله - بقوله: " تقسيم أهل السنة إلى ثلاث فرق فيه نظر، فالحق الذي لا ريب فيه أن أهل السنة فرقة واحدة، وهي الفرقة الناجية التي بينها النبي صلى الله عليه وسلم حين سئل عنها بقوله: (هي الجماعة)، وفي رواية: (من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي)، أو (من كان على ما أنا عليه وأصحابي). قال: وبهذا عرف أنهم المجتمعون على ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ولا يكونون سوى فرقة واحدة، -قال-: والمؤلف نفسه يرحمه الله لما ذكر في المقدمة هذا الحديث، قال في النظم:
وليس هذا النص جزماً يُعتبرْ *** في فرقةٍ إلا على أهل الأثر
يعني بذلك: الأثرية. وبهذا عرف أن أهل السنة والجماعة هم فرقة واحدة " .
وقال سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز –رحمه الله- جواباً عن قول الصابوني : "إن التأويل لبعض الصفات لا يخرج المسلم عن جماعة أهل السنة" :
قال: " الأشاعرة وأشباههم لا يدخلون في أهل السنة في إثبات الصفات لكونهم قد خالفوهم في ذلك وسلكوا غير منهجهم، وذلك يقتضي الإنكار عليهم وبيان خطئهم في التأويل، وأن ذلك خلاف منهج الجماعة... كما أنه لا مانع أن يقال: إن الأشاعرة ليسوا من أهل السنة في باب الأسماء والصفات، وإن كانوا منهم في الأبواب الأخرى، حتى يعلم الناظر في مذهبهم أنهم قد أخطأوا في تأويل بعض الصفات وخالفوا أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وأتباعهم بإحسان في هذه المسألة، تحقيقاً للحق وإنكاراً للباطل وإنزالاً لكل من أهل السنة والأشاعرة في منـزلته التي هو عليها..." . ( تنبيهات هامة على ماكتبه الصابوني ، ص 37-38) .
وقال الشيخ صالح الفوزان – حفظه الله - في تعقيبه على مقالات الصابوني: " ليسوا – أي الأشاعرة - منهم – أي أهل السنة - في باب الصفات وما خالفوا فيه، لاختلاف مذهب الفريقين في ذلك". ( البيان لأخطاء بعض الكُتاب ، ص 28 ) .
وقال الشيخ سفر : " الحكم الصحيح في الأشاعرة أنهم من أهل القبلة ، لا شك في ذلك ، أما أنهم من أهل السنة فلا " . ( منهج الأشاعرة ، ص 22 ) .
تيم الله
2010-04-25, 08:51 AM
الأخ الكريم أسامة
ألا نعذره -فنخطئه ولا نضلله- باعتبار أنّ لفظة "حقيقية" التي تمّ التشديد عليها قد تكون موهِمة, فلم يستطع أن يحملها إلا على وجه: حقيقية = مادية حسية ؟ فآثر التقوى والسلامة فأوّل دون أن ينكر ؟
الأخ الكريم أبو حمزة
اعتبار الأشاعرة خارج أهل السنة عموماً لا يلزم تبديعهم في كل مسألة, فالإنصاف والعدل يوجبان على علمائنا وطلبة العلم المجتهدين في كل عصر أن ينظروا في كل مسألة بقلب سليم وبتجرد للحق. فلا يكون جوابنا "هكذا قال أشياخنا" -بدون دليل وبدون فهم-, ولا تكون بينتنا "هذا ما كان عليه أسلافنا" . والأخ طرح مسألة محددة, ونحب أن نسمع ما عند طلبة العلم من نقل أو فهم, باستناد إلى الكتاب والسنة.
الأخ الكريم يزيد
- أعذرني عن إجابة سؤالك! فالجواب في مداخلاتي السابقة أعلاه.
- بالنسبة لي أخي أثبت ما أثبت الله تعالى لنفسه ضمن السياقات التي وردت في الكتاب والسنة, بدون تجزئة وبدون تجريد, وبدون زيادة عدد أو تنقيص, وبدون محاولة مني في تكميل وتجميل الله تعالى بما يتلاءم مع النموذج البشري, وإلا لزمني أن أضيف للوجه مثلاً أنف وفم ولزمني أن أضيف ساق ثانية ( فأقول لله ساقان اثنتان ) وأضيف للجسم أعضاء.
ولا أرى تناقضاً, لأني لا أجزّئ ولا أُجرّد ولا أعدِّد ابتداء, ولا أحب الخوض في الله تعالى وكأنني أشرّحه -تعالى الله-, بل أنظر -وفق الهدي النبوي- ضمن سياق الآيات والأحاديث (مع إثبات), وأعلم أنّ الله تعالى ليس كمثله شيء. واعذرني أخي الكريم.. لا شيء أضيفه, كما لا أريد أن أحيد بالموضوع عن اتجاهه.
أسـامة
2010-04-25, 10:36 AM
الأخ الكريم أسامة
ألا نعذره -فنخطئه ولا نضلله- باعتبار أنّ لفظة "حقيقية" التي تمّ التشديد عليها قد تكون موهِمة, فلم يستطع أن يحملها إلا على وجه: حقيقية = مادية حسية ؟ فآثر التقوى والسلامة فأوّل دون أن ينكر ؟
بارك الله فيك.
سبق أن اتفقنا على أنه ابتداع، وبالتالي هو خطأ من باب أولى، ولكن أنقول هم على خطأ أم هم على ضلالة؟
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: فففوكل بدعة ضلالةققق.
والحمد لله رب العالمين.
تيم الله
2010-04-25, 01:05 PM
بارك الله فيك.
سبق أن اتفقنا على أنه ابتداع، وبالتالي هو خطأ من باب أولى، ولكن أنقول هم على خطأ أم هم على ضلالة؟
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: فففوكل بدعة ضلالةققق.
والحمد لله رب العالمين.
جزاك الله خيراً.
أخي الكريم قصدت بسؤالي أن أقول: ألا نعذره ( غير المنكر )؛ فنخطئه ( كمجتهد ) ولكن لا نضلله أو نبدّعه في هذه الجزئية, للاعتبار الذي ذكرتُه هنا:
الأخ الكريم أسامة
ألا نعذره -فنخطئه ولا نضلله- باعتبار أنّ لفظة "حقيقية" التي تمّ التشديد عليها قد تكون موهِمة, فلم يستطع أن يحملها إلا على وجه: حقيقية = مادية حسية ؟ فآثر التقوى والسلامة فأوّل دون أن ينكر ؟
يزيد الموسوي
2010-04-25, 05:40 PM
الأخ الكريم يزيد
- أعذرني عن إجابة سؤالك! فالجواب في مداخلاتي السابقة أعلاه.
وما يمنعك أن تكتب نعم أو لا؟
و أما إلزاماتك فليست لازمة أبدا
إئذا قلنا لله يد، يلزم أن يكون له عضد وكتف؟
وإذا قلنا لله قدم يلزم أن يكون له ركبة
هذي فلسفة فاسدة فارغة
والنقد للقول لا للقائل، وللكلام لا للمتكلم
سببها علم الكلام ومؤداها التشبيه والتجسيم
ويقول بأي توقيت؟
أسـامة
2010-04-25, 08:57 PM
جزاك الله خيراً.
أخي الكريم قصدت بسؤالي أن أقول: ألا نعذره ( غير المنكر )؛ فنخطئه ( كمجتهد ) ولكن لا نضلله أو نبدّعه في هذه الجزئية, للاعتبار الذي ذكرتُه هنا
حتى بعد ضرب المثال السابق الذي ذكرته بعد هذه المشاركة نقول ألفاظ موهمة؟
لا أظنك تقول بهذا.
وتنزلا... على افتراض أنه هناك من ألتبس عليه شىء من الصفات، ألتبس عليه أيضًا في إثبات ما لم يثبته الله لنفسه؟
ألتبس عليه في نفي ما لم ينفيه الله عن نفسه؟
ألتبس عليه في الإلهيات؟
ألتبس عليه في النبوات؟
.... الخ
يا أخي الفاضل، هم على بدعة، وعلى ضلال.
وعن الأشاعرة أتحدث، إذ الخطأ وارد عند الجميع، ولكن الأشاعرة منهجهم منهج ضلال، والخلل عندهم بدايته من أصول التلقي والاستدلال وحتى الفروع.
وسبق منك أن قلتَ
الأشاعرة عندهم خلل في أمور كثيرة, وبالعموم ابتدعوا ما لم يكن من هدي النبوة.
وبهذا الاعتراف منك أكتفي، والحمد لله رب العالمين.
تيم الله
2010-04-26, 11:49 AM
وما يمنعك أن تكتب نعم أو لا؟
و أما إلزاماتك فليست لازمة أبدا
إئذا قلنا لله يد، يلزم أن يكون له عضد وكتف؟
وإذا قلنا لله قدم يلزم أن يكون له ركبة
هذي فلسفة فاسدة فارغة
والنقد للقول لا للقائل، وللكلام لا للمتكلم
سببها علم الكلام ومؤداها التشبيه والتجسيم
ويقول بأي توقيت؟
يا أخي الكريم
يمنعني أني أجبتك من قبل بوضوح وانتهى, يمنعني أني لا أحب تشجيع هذا الأسلوب.
وأنا يا أخي لم أقل مطلقاً أنَّ لازم إثبات أن لله تعالى يد هو وجود عضد وكتف!
عجيب!!
كيف قرأت كلامي, وكيف فهمت هذا, وكيف أقول هذا و أنا أصلاً أثبت أنّ لله تعالى يد, انتهى.
ردي عليك أخي كان حول نقطتك بخصوص ما يصح وما لا يصح جمالياً لله تعالى, من حيث يدين اثنتين لا أيدٍ (ولعل معنى أيد كما ذكر الأخ عبد الرحمن ولكني تحدثت بفرض أنها جمع يد), وساقين اثنتين لا ساق, وعينين اثنتين لا أعين.. إلخ.
فإن شئت وأحببت فعلاً أن تفهم ما قلته أنا لا ما قوّلتني أنت إياه, فراجع كلامي, فأنت -بعد رد لي عليك- طرحت إشكالية الجمال والكمال ضمن ذاك السياق, فرددتُ عليها, فلم تعقب بشأنها ولكن قفزتَ وطرحتَ بعدها إشكالية تناقض النصوص .
ولا يا أخي.. لا أتفق مع الأشاعرة الذين ينكرون ( النزول ) ويؤوّلوه, بل أثبته ضمن سياقه الذي ورد فيه في الحديث النبوي الشريف وضمن إطار (ليس كمثله شيء), وأفهم منه كذلك معنى القرب ومعانٍ أخرى تعتمل في نفسي.. وأكتفي.
أكتفي إذ لا أحب الفلسفات ولا الأسئلة ولا الإجابات التي لا تعود علينا بعلم ونفع, بل تنهك جسد أمتنا المرهقة أصلاً, وتعود علينا بمزيد خوض في ربنا الواحد الأحد العظيم, سبحانه, وبمزيد كلام مما لم يقله رسول الله محمد عليه الصلاة والسلام ولم يقله صحابته رضوان الله عليهم, وبمزيد بعد عن الهدي النبوي و"روح الهدي النبوي".. فأيُّ عِلمٍ -بربكم- حصّلنا وفاتهم فيما سطّرنا من كلام!. اللهم اهدنا لأقرب من هذا رشدا.
أسلوب الحوار هذا -محاولة الاستنطاق- هو أحد أسباب تعميق النزاعات بين الجماعات المختلفة بالعموم, إذ يزيد الهوة والتعنت والتعصب للرأي ( نحن لا نعين المخالِف على نفسه وشيطانه بهذا الأسلوب), وكأنّ الشخص يتمنى ويرجو لو أنّ الآخر مبتدع.. بل يبذل جهده ليكون مبتدع, وبعدها يرتاح!
وإن لم يكن كذلك.. بدل أن يحاول أن يقرّبه من الحق الذي يؤمن به, يظل يزنّ ويلف ويدور ويستنطق ويسأل أسئلة -يريد أن يستنطق لاوعيه ربما- حقيقةً ما سألها صحابة ولا تحدث بها نبي! سنة من هذه.. لا أدري!
ولا حول ولا قوة إلا بالله.
شكراً لك أخي الكريم, اكتفيت, ولكني رددت لما رأيت أنك حرّفت كلامي, وجعلتني من المبتدعين الذين يُلزمون من يقولون أنّ لله عز وجل يد -وأنا منهم- يَلزمهم كذا وكذا!
وكان في قلبي بضع كلمات أردتُ أن أقولها, وهي عامة وليست خاصة لك وحدك.. وعلى الله أتوكل.
ألتبس عليه في نفي ما لم ينفيه الله عن نفسه؟
ألتبس عليه في الإلهيات؟
ألتبس عليه في النبوات؟
.... الخ
يا أخي الفاضل، هم على بدعة، وعلى ضلال.
وعن الأشاعرة أتحدث، إذ الخطأ وارد عند الجميع، ولكن الأشاعرة منهجهم منهج ضلال، والخلل عندهم بدايته من أصول التلقي والاستدلال وحتى الفروع.
أخي الكريم, فليكن منهج ضلال! وهو منهج ضلال فعلاً.
إنما.. حقيقةً لا أفهم لماذا يتحول موضوعنا ليصبح الأشاعرة بالعموم وضلالاتهم!
أم لعله هكذا من البداية, ولكن كل واحد ينتظر اللحظة المناسبة ليطلق ما عنده!
مداخلتك هذه ومداخلات سبقت مداخلتك حقيقةً, أثارت بعض التداعيات عندي, فلا تأخذ كلامي بمحمل شخصي:
لماذا لا نعرف أن ننظر في جزئية واحدة بموضوعية وبتجرد للحق, وبدون تشنج!
لماذا يجب علينا أن ننقل ما قاله العلماء عن ضلالاتهم -الأشاعرة كمثال في هذا الموضوع- عامة, في حين لم يكن هذا أصلاً موضوع الطرح!
دائماً ننظر بذات العين والعقلية, تُطرح مسألة ( أتحدث بالعموم الآن ), فنقرر مسبقاً أن من يقول كذا وكذا هو معنا ومنا ومن يقول كذا وكذا أو ما يقاربه هو حتماً ضدنا ومنهم ويريد أن يقول قولهم, ولا يخطر ببالنا أنه ربما, ولعله.. يكون هناك نقطة جديدة ربما.. ربما تغير مفهومنا (تذكروا أتحدث بالعموم).. فينتهي الموضوع قبل أن يبدأ.
لأننا -إلا من رحم ربي- "نقرأ" ونحن نستمع إلى عقولنا وتصنيفاتها, "نقرأ" وكراهيتنا ( المشروعة طبعاً -هكذا يرى كل فريق-) حاضرة, "نقرأ" والأجوبة معدة سلف, وكذلك الأحكام, ويستخدم الجميع -إلا من رحم الله- ذات الأسلوب في الحوار (المناظرة طبعاً) ويسأل بنفس الطريقة والأسلوب حتى وإن كان المقام غير مناسب حقيقةً.
لا أتحدث عنكم, لا.. ولكني بمنتهى الصدق أتحدث عن حال المسلمين من كافة الفرق والجماعات, أتحدث عن حالنا, إلا من رحم الله تعالى.
وبهذا الاعتراف منك أكتفي، والحمد لله رب العالمين.
إعتراف!!
لا بد أنك انتزعته مني وأنا لا أشعر!!!
أو حين ضيّقت علي ولم تترك لي مناص من الاعتراف!!!
.......
لم أظن أننا كنا يا أخي الكريم في محاكمة أو حتى مناظرة!
ولم أظن أن كتابتي لما أؤمن به تعتبر اعتراف! لكن إن كان هذا يقر عينك, فليكن.
أخيراً أسجل فأقول:
لا, من ينفي وينكر اليد والوجه لا يعتبر مجتهداً.
بارك الله فيكم جميعاً.
والسلام عليكم.
أسـامة
2010-04-26, 12:46 PM
وهو منهج ضلال فعلاً.
أخيراً أسجل فأقول:
لا, من ينفي وينكر اليد والوجه لا يعتبر مجتهداً.
أحسنت، وهذا ما نقول به.
فالنفي والانكار الواقع منهم تحت مسمى التأويل، هو الضلال بعينه، ولا يتعبر صاحبه مجتهدًا.
وليتك اقتصرت على هذا.
لأني وجدت في طيات كلامك ما يشير إلى "عقدة المؤامرة"، والمقام مقام عقيدة.
وذريعة أن الكلام مُوهِم هي احدى الذرائع التي يتشدق بها أهل الكلام، فتارة موهم وتارة ليس له معنى، ويدور الرحى بين تحريف وإرجاء.
تيم الله
2010-04-26, 02:33 PM
والله يا أخي الكريم أسامة.. لم أقرأ من قبل ولم أسمع أنّ "الكلام موهم" أو "اللفظة موهمة" هي إحدى ذرائعهم! فأنا لم أقرأ لهم في هذا الباب, واكتفيت بما أعرفه بالعموم.
حاورت مرة بعض المعتزلة وكنت أحاول أن أشرح لهم المقصود فعلاً من كلمة "حقيقية", وكيف أنّهم يظلمون "السلفية" ويفترون عليهم عندما يتهمونهم بالتجسيم (طبعاً تم اعتباري أني من منهم - السلفية- لأني أتحدث بنفس منطقهم علماً أني لم أكن منهم, كما أني لم أكن طبعاً منهم هم -المعتزلة-! عجيب!!), فشعرت بعد أن انتهيت معهم أنّ اللفظة قد تكون فعلاً موهمة للبعض (هم لم يقولوا هذا فهم لا يقبلوا حتى أن تقول لله يد), فهي -لفظةُ "حقيقية"- مضافة -كلفظة- أصلاً على ما كان في الهدي النبوي.. ولم يخوض الصحابة هذا الخوض!! رضوان الله عليهم.. ولا أعرف كيف جاءت, هل قاموا هم (الأشاعرة وغيرهم) بالنفي والإنكار أولاً فظهرت ( بل هي يد حقيقية ) كرد على الإنكار والنفي ( فدخلنا في هذه الدائرة ), أم بدأ علماء السلفية بقول ( لله يد حقيقية ), فاضطروا هم ( الأشاعرة وغيرهم) عندئذ للنفي والإنكار بسبب اللفظة التي لم يستطيعوا ان يفهموا مقصودها وأشكلت عليهم, فزلوا زلل ضلال وافتراء على الله تعالى إذ أنكروا ما أثبته جل وعلا لنفسه!.
من الذي بدأ.. واللهِ لا أعرف, وودتُ لو أعرف.. لكن المشكلة التي تمنع من إتمام عملية المعرفة أنه إن تطابق بعض كلامنا -بشكل أو بآخر- مع كلام المخالفين, فوراً أسيء الظن بنا (وأننا منهم!)!
وغاية ما في الأمر في مداخلتي أعلاه أنّي قلت ما أظن أنه ربما يكون عذر معقول ( للتأويل دون القطع والإنكار ), وفقط. وإن كانت إحدى ذرائعهم أنَّ ( اللفظ موهم ) فربما هذا ينتج من كثرة الأخذ والرد والسؤال والجواب والاستنطاق.. والكلام في الله تعالى على نحو لم يتكلم به رسول الله عليه الصلاة والسلام وصحبه رضوان الله عليهم.
على أية حال, فهمت ما تقولون, فلا داعي لتكرار الكلام بارك الله فيكم, وأنا كنت أحاول أن أوضح مقصدي بخصوص اللفظ نفسه, لا أكثر.
شكراً لك أخي الكريم.
يزيد الموسوي
2010-04-27, 08:56 AM
وأنا يا أخي لم أقل مطلقاً أنَّ لازم إثبات أن لله تعالى يد هو وجود عضد وكتف!
عجيب!!
لا أظنني أسأت فهمك
ألست القائل
وإلا لزمني أن أضيف للوجه مثلاً أنف وفم ولزمني أن أضيف ساق ثانية ( فأقول لله ساقان اثنتان ) وأضيف للجسم أعضاء.
ولا يا أخي.. لا أتفق مع الأشاعرة الذين ينكرون ( النزول ) ويؤوّلوه, بل أثبته ضمن سياقه الذي ورد فيه في الحديث النبوي الشريف وضمن إطار (ليس كمثله شيء), وأفهم منه كذلك معنى القرب ومعانٍ أخرى تعتمل في نفسي.. وأكتفي.
شكراً لك أخي الكريم, اكتفيت, ولكني رددت لما رأيت أنك حرّفت كلامي, وجعلتني من المبتدعين الذين يُلزمون من يقولون أنّ لله عز وجل يد -وأنا منهم- يَلزمهم كذا وكذا!
لم أجعلك ولا يجوز لي الرجم بالغيب
لكن يبدو أنك متردد في التصريح بلفظ حقيقية
فهذا شأنك
وكنت مثلك في مرحلة ما
شريف شلبي
2010-04-27, 10:01 AM
أرجو التجرد للحق لدقيقة واحدة
أليس من الملاحظ أن الايات التي ذكر فيها العين واليد وغيرها ، لم تأت في سياق تدل على أن المقصود منها الاخبار بأن لله يد أو عين أو غير ذلك ، فلم نر آية تقول اعلموا أن لله عين ، أو أن الله ذو يدين كما ذكر الله تعالى عن مغفرته " اعلموا أن الله غفور رحيم " وكما ذكر عن جلاله واكرامه " ذو الجلال والاكرام "
وإذا قال قائد لجنوده : " عليكم بالجد والاجتهاد والعزيمة ويدي على أيديكم حتى ننتصر على أعدائنا "
كيف يمكن أن نفهم هذه الجملة بلغة العرب الفصيحة ؟
وما المقصود والمفهوم الذي أراد القائد ايصاله الى الجنود بها ؟
لا شك أن هذه رسالة تدعيم وعون ونصرة .
وانظروا في تفسير آية الفتح قال الطبري في تفسيره :
وفي قوله( يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ ) وجهان من التأويل:
أحدهما: يد الله فوق أيديهم عند البيعة، لأنهم كانوا يبايعون الله ببيعتهم نبيه صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم .
والآخر: قوّة الله فوق قوّتهم في نصرة رسوله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم، لأنهم إنما بايعوا رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم على نُصرته على العدو" ا.هـ .
انظرو الى شيخ المفسرين وقوله المختصر المبسط والمحتمل لوجهين من التأويل للآية بدون تشنج ولا تعصب وقارنوا بينه وبين ما سود من كلام المشاركين في الموضوع لتعرفوا الفارق بين مذهب السلف - وهو ما يمثله طريقة ابن جرير - وبين مذهب الخلف وهو ما يمثله التشنج والتعصب ورمي المخالفين بالبدعة والضلالة والحرب الضروس لاثبات أن الاشاعرة ليسوا مجتهدين ولا من أهل السنة بل هم مبتدعون ضالون .
أسـامة
2010-04-27, 10:16 AM
أرجو التجرد للحق لدقيقة واحدة.
دعوة طيبة للتجرد للحق.. ولكن فلنجعلها حتى الممات، واحتسب أجرك.
قلتَ:
أليس من الملاحظ أن الايات التي ذكر فيها العين واليد وغيرها ، لم تأت في سياق تدل على أن المقصود منها الاخبار بأن لله يد
وإن كنت قرأت هذا الموضوع قبل أن تأتي بهذا الادعاء، لمر عليك قول الله تعالى: فففلِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّققق
فما هو المقصود من الآية الكريمة؟ وهل هذا من باب الإخبار؟
أسـامة
2010-04-27, 10:24 AM
من الملاحظ أن الايات التي ذكر فيها العين واليد وغيرها ، لم تأت في سياق تدل على أن المقصود منها الاخبار بأن لله يد .
قال الله تعالى: فففوَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُققق
ما المقصود من الآية الكريمة؟ وهل هو من باب الإخبار؟
أسـامة
2010-04-27, 10:33 AM
هذا من الآيات الكريمة، والتي قصدتها بمشاركتك.
والسُّنة توضح القرآن.
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : (إن المقسطين عند الله على منابر من نور عن يمين الرحمن -عز وجل-، وكلتا يديه يمين..) الحديث. رواه مسلم.
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في حديث القلم: (أول ما خلق الله تعالى القلم، فأخذه بيمينه، وكلتا يديه يمين...) حديث صحيح. رواه ابن أبي عاصم فس كتابه "السنة" والآجري في كتابه "الشريعة".
تيم الله
2010-04-27, 12:05 PM
الأخ الكريم يزيد
- أعذرني عن إجابة سؤالك! فالجواب في مداخلاتي السابقة أعلاه.
- بالنسبة لي أخي أثبت ما أثبت الله تعالى لنفسه ضمن السياقات التي وردت في الكتاب والسنة, بدون تجزئة وبدون تجريد, وبدون زيادة عدد أو تنقيص, وبدون محاولة مني في تكميل وتجميل الله تعالى بما يتلاءم مع النموذج البشري, وإلا لزمني أن أضيف للوجه مثلاً أنف وفم ولزمني أن أضيف ساق ثانية ( فأقول لله ساقان اثنتان ) وأضيف للجسم أعضاء.
ولا أرى تناقضاً, لأني لا أجزّئ ولا أُجرّد ولا أعدِّد ابتداء, ولا أحب الخوض في الله تعالى وكأنني أشرّحه -تعالى الله-, بل أنظر -وفق الهدي النبوي- ضمن سياق الآيات والأحاديث (مع إثبات), وأعلم أنّ الله تعالى ليس كمثله شيء. واعذرني أخي الكريم.. لا شيء أضيفه, كما لا أريد أن أحيد بالموضوع عن اتجاهه.
أخي يزيد, لماذا تفعل هذا ؟!
أسلوب النظر بانتقائية عبر السطور بحثاً عن ما يدعم وجهة نظرنا أسلوب منافٍ للإيمان والتقوى, فضلاً عن ضعفه وهشاشته.
أنظر في السياق, أنظر بقلب سليم من حب الانتصار, وسترى أن كلامي ليس كما حرّفته.
ولازم الأنف والفم -الذي ذكرتُه كمثال- لا علاقة له من قريب أو بعيد بإثبات أو إنكار الوجه لله تعالى, لم يكن هذا حديثنا من الأساس!
ولكن - يـا أخي الكريم- تم طرحه بناء على "نظرية الجمال والكمال" التي جعلت تفاصيل جمال البشر مقياساً لها ( سبحان من ليس كمثله شيء ).
وهل مَن يُثبت الوجه لله تعالى يثبته لأنّ هذا أجمل وأكمل!!! قطعاً لا, ولكن يثبته لأن الله تعالى أثبته. لا أدري إن كنت تعي ما كنا نتحدث بشأنه أصلاً!
وأكاد أقسم أنّ الله تعالى يمقت ما تقوم به.
فإيماني في المسألة سجلته من البداية هاهنا, ويعلم ربي ويشهد أنه لا يوجد بينكم جميعاً من أخشاه من دون الله جل وعلا فيمنعني من التصريح بما أؤمن به, لا والله :
أخي الفاضل يزيد,
1- لا أنكر ما أثبت الله تعالى لنفسه من الوجه والعين...., وأثبت كل ما أثبته عز وجل لنفسه.
2- وهي ( اليد مثلاً ) عندي يد حقاً بلازم (ليس كمثله شيء).
3- ولها ( اليد ) كذلك معنى نفهمه قطعاً, فالله تعالى لا يعرض نفسه كجسم وأعضاء, فيقول هذه أجزائي أوأجزاء ذاتي: عندي عين وعندي يد وعندي ساق وعندي أنامل.., ولا يحدثنا بشيء عن نفسه بشكل مبهم أولا معنى له, تعالى الله.
هذا ما أؤمن به.
كم مؤسف أن نسطر الكلمات لمن لا يقرأ, ولكن.. لعل هناك من يقرأ بقلب سليم, ولعلّ الله تعالى يؤجرني خيراً إن كان فيها حق وخير, ويغفر لي ويعفو عني إن كان فيها باطل وزلل.
الأخ الفاضل شريف
نعم, ولا آية كريمة -أو حديث نبوي- ( فيما أعلم ) كان المقصود فيهما بشكل مباشر ومجرد أن "اعلموا أنّ لله تعالى يدان" أو "إنَّ الله له ساق وعينان"!.. إلخ ( كما في: فاعلم أن لا إله إلا الله, أو معرض ذكر أسمائه جل وعلا ), قطعاً لا, ولهذا أصر على السياق -كما في الهدي النبوي- فالعلم والنفع في السياق الذي وردت فيه اليد والوجه.. وكل ما أثبت مولانا لنفسه -عز وجل-.
إنما -وفي ذات الوقت- ما من داع أبداً لإنكار ونفي ما أثبت الله تعالى لنفسه ضمن تلك السياقات من الوجه واليدين والساق.. إلخ, فيقال: "لا.. لا يوجد لله يد", "لا.. لا يوجد لله وجه".. "بل أراد الله أن يقول قدرة أراد أن يقول عون"..!!
يا أخي أراها جرأة على الله تعالى, والله أعلم.
يعني هل أراد الله أن يقول شيئاً وغلط سبحانه وتعالى, أم ترادفت عنده الكلمات واختلطت, تعالى الله! لو أراد الحكيم أن يقول قدرة لقال وفي مواضع كثيرة من الآيات والأحاديث تحدث عن قدرته عز وجل, ولو أراد أن يقول عون لقال وكذلك ذكر العون في مواضع كثيرة, سبحان العليم الحكيم, ولكن ما قدرناه حق قدره.
بارك الله فيكم.
تيم الله
2010-04-27, 12:16 PM
أخي الكريم أسامة
مهما ذكرت, ستجد أنّ هناك تأويل يستمسكون به, سيقولون المقصود من خلق آدم بيديه هو لفت النظر للعناية, والإخبار عن أنّ "الله خلق آدم بيديه" عنايةً خاصة بهذا الخـَلق ( ولا مشكلة طبعاً في التأويل بحد ذاته ولكن في إنكار ما أثبت لنفسه عز وجل في الآية ), والمقصود من كلتا يديه عز وجل يمين أي القسط واليُمن والبركة..
وليت الأخ شريف يخبرنا لماذا الإصرار على نفي وإنكار ما أثبتَ الله تعالى لنفسه جل وعلا من خلال السياق, حتى وإن لم يكن الخبر في الآية أو الحديث متعلق مباشرة وصراحةً بالإثبات؟
محمد بن علي بن مصطفى
2010-04-27, 12:22 PM
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته وعلى من اتبع الهدى ولزم الهدي النبوي ونهج الصحابة رضي الله عنهم ولزم قول الله تعالى (فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه)
الجواب على السؤال الاساسي دون الدخول في الشخصنات السابقة بين البعض ودون تتبع لما تشابه من الكتاب،
برأي هو
ان كل مسألة جاءت عن دليل قطعي في ثبوته، قطعي في دلالته؛ فلا يجوز مخالفها لو بذريعة الاجتهاد ،فالاجتهاد فيها حرام شرعا. واما المسائل التي دليلها ظني ثبوتا (بأن كان سنده احاد لا متواتر) او ظني دلالة (بان كان ظاهرا او مجملا لا نص باصطلاح الاصوليين) فالاجتهاد فيها سائغ، بل المخطئ فيها مأجور بإذن الله تعالى
عمر بن سليمان
2010-04-27, 12:35 PM
لو أراد الحكيم أن يقول قدرة لقال وفي مواضع كثيرة من الآيات والأحاديث تحدث عن قدرته عز وجل, ولو أراد أن يقول عون لقال وكذلك ذكر العون في مواضع كثيرة, سبحان العليم الحكيم, ولكن ما قدرناه حق قدره.
بارك الله فيكم.
ما أجمل ما قلت
يزيد الموسوي
2010-04-27, 01:02 PM
أخي يزيد, لماذا تفعل هذا ؟!
أسلوب النظر بانتقائية عبر السطور بحثاً عن ما يدعم وجهة نظرنا أسلوب منافٍ للإيمان والتقوى, فضلاً عن ضعفه وهشاشته.
يبدو أنك أحصرت فذهبت تختلق الأعذار
هذا كلامك أم لا؟
وليس شرطا أن أنسخه من أوله إلى آخره
أنا أنسخ ما لي عليه تعليق وهذا يكفي
ولست انتقائيا كما تزعم
وهاك كلامك وبيني وبينك القراء
فإني لا أقبل الدعاوى والاتهامات الجزاف
هذا تمام الكلام ملونا
الأخ الكريم يزيد
- أعذرني عن إجابة سؤالك! فالجواب في مداخلاتي السابقة أعلاه.
- بالنسبة لي أخي أثبت ما أثبت الله تعالى لنفسه ضمن السياقات التي وردت في الكتاب والسنة, بدون تجزئة وبدون تجريد, وبدون زيادة عدد أو تنقيص, وبدون محاولة مني في تكميل وتجميل الله تعالى بما يتلاءم مع النموذج البشري, وإلا لزمني أن أضيف للوجه مثلاً أنف وفم ولزمني أن أضيف ساق ثانية ( فأقول لله ساقان اثنتان ) وأضيف للجسم أعضاء.
ولا أرى تناقضاً, لأني لا أجزّئ ولا أُجرّد ولا أعدِّد ابتداء, ولا أحب الخوض في الله تعالى وكأنني أشرّحه -تعالى الله-, بل أنظر -وفق الهدي النبوي- ضمن سياق الآيات والأحاديث (مع إثبات), وأعلم أنّ الله تعالى ليس كمثله شيء. واعذرني أخي الكريم.. لا شيء أضيفه, كما لا أريد أن أحيد بالموضوع عن اتجاهه.
فهل من فارق الآن بين هذا وما سبق؟
عجبا لك
شريف شلبي
2010-04-28, 09:52 AM
لو أراد الحكيم أن يقول قدرة لقال وفي مواضع كثيرة من الآيات والأحاديث تحدث عن قدرته عز وجل, ولو أراد أن يقول عون لقال وكذلك ذكر العون في مواضع كثيرة, سبحان العليم الحكيم, ولكن ما قدرناه حق قدره.
سبحان هل جاء في كلامي شيء عن الانكار .
إن كل ما أدعو اليه هو أن نفهم كلام الله عز وجل من خلال السياق
والقول بأن الحكيم لو أراد أن يقول كذا لقال كذا - كلام فاسد ، فالله أخبرنا أنه قد أنزل القرآن بلغة العرب " انا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون " والعرب تستخدم هذه الاساليب وفيها تكمن بلاغة اللغة ، بل نحن نستخدم هذه الاساليب
فلو ترك لك أخوك ابنه وقال لك احفظه فإنك تقول له " في عيني " ولا تقول له سأرعاه
ولا يستطيع أحد البتة أخذ كل الايات والاحاديث على ظاهرها المدعو
ما قولك في دعاء النبي " وأسندت ظهري اليك "
كيف تفهم " فأتى الله بنيانهم "
وما قولك في " لا يمل الله حتى تملوا "
وكيف تفهم " فإنك بأعيننا "
وما تقول " ولا تجعل يدك مغلولة الى عنقك ولا تبسطها كل البسط " ما هو الأمر الذي نهى الله عنه في هذه الأية ؟؟؟؟ أجب على هذا في نفسك ولا أريد أن أسمعه منك .
ثم مثالنا الذي نتحدث عنه " يد الله فوق أيديهم " فقد وقفتم عند يد الله وقلتم هي يد على الحقيقة ، فهلا أكملتم باقي الجملة وفهمتموها على ظاهرها فتقولون يد الله فوق أيدي الصحابة فوقية حقيقية ، وهو ما لم يقله عاقل أو مجنون .
أنا لا انكر صفات الله عز وجل ولكن أقول ينبغي فهم ما جاء عن الله ورسوله في ظل السياق ، وكما يفهمه العرب فما كان على ظاهره أخذ على ظاهره ، وما كان غير ذلك فهو بحسبه - والله أعلم .
أسـامة
2010-04-28, 11:09 AM
من الملاحظ أن الايات التي ذكر فيها العين واليد وغيرها ، لم تأت في سياق تدل على أن المقصود منها الاخبار بأن لله يد.
قال الله تعالى: فففلِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّققق
فما هو المقصود من الآية الكريمة؟ وهل هذا من باب الإخبار؟
ـــ
قال الله تعالى: فففوَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُققق
ما المقصود من الآية الكريمة؟ وهل هو من باب الإخبار؟
ـــ
هذا من الآيات الكريمة، والتي قصدتها بمشاركتك.
والسُّنة توضح القرآن.
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : (إن المقسطين عند الله على منابر من نور عن يمين الرحمن -عز وجل-، وكلتا يديه يمين..) الحديث. رواه مسلم.
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في حديث القلم: (أول ما خلق الله تعالى القلم، فأخذه بيمينه، وكلتا يديه يمين...) حديث صحيح. رواه ابن أبي عاصم فس كتابه "السنة" والآجري في كتابه "الشريعة".
للتذكير.
شريف شلبي
2010-04-28, 11:49 AM
يا أخ اسامة
أنت بداية قفزت على مشاركتي الاولى ولم ترد على ما فيها ، وتجاهلته ،
وإلا فما قولك في كلام شيخ المفسرين الذي عاش في القرون الثلاثة المفضلة في آية الفتح ، قل لي رأيك وأعدك بالرد على كل ما ذكرت.
أسـامة
2010-04-28, 12:14 PM
وإلا فما قولك في كلام شيخ المفسرين الذي عاش في القرون الثلاثة المفضلة
الجمع بين الآيات، هي طريقة المفسرين.
فهلا قمت تفضلاً بالإطلاع على أقواله في تفسير هاتين الآيتين... ومن ثم نقل أقواله.
قال الله تعالى: فففلِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّققق(سو ة ص: من الآية 75)
تفسير الطبري - ت التركي (20/145)
قال الله تعالى: فففوَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُققق (سورة المائدة: من الآية 64)
تفسير الطبري - ت التركي (8/552-558)
شريف شلبي
2010-04-28, 12:34 PM
قد اطلعت بالفعل على تفسيره وأنا معه تماما في كل ما ذكر ، وأنت تهرب من الإقرار بما قاله في تفسير الفتح لأنه يهدم مذهبك الذي تظنه مذهب السلف .
أما عن قوله في آية ص ، فإنه لم يقل شيئاً في تفسيرها سوى " إمرارها كما جاءت " كما ذكر عن السلف ، فقد قال : لما خلقت بيدي أي لخلق يدي ، وانا أقول بذلك ولا أزيد .
وأما عن قوله في آية المائدة : يقول تعالى ذكره: "وقالت اليهود"، من بني إسرائيل="يد الله مغلولة"، يعنون: أن خير الله مُمْسَك وعطاؤه محبوس عن الاتساع عليهم، كما قال تعالى ذكره في تأديب نبيه صلى الله عليه وسلم:( وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ ) [سورة الإسراء: 29]. وإنما وصف تعالى ذكره"اليد" بذلك، والمعنى العَطاء، لأن عطاء الناس وبذلَ معروفهم الغالبَ بأيديهم. فجرى استعمال الناس في وصف بعضهم بعضًا، إذا وصفوه بجود وكرم، أو ببخل وشحّ وضيق، بإضافة ما كان من ذلك من صفة الموصوف إلى يديه " - وهو يقصد بذلك أن المقصود من قول اليهود وصف الله عز وجل بالبخل وهو سبحانه أكرم الأكرمين - وانا اقول بذلك ايضاً .
أسـامة
2010-04-28, 01:04 PM
تركت لك النقل لكلام الإمام الطبري فقط لاختبار الأمانة في النقل.
ولكن...! دعه عنك، فاستفدتُ منك أن أراجع جميع ما تنقله، مراجعة وتمحيصا؛ والله المستعان.
قال الله تعالى: فففلِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّققق(سو ة ص: من الآية 75)
قال الإمام الطبري:
فففلِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّققق يقول: لخلق يدي. يخبر تعالى ذكرُه بذلك، أنه خلق آدم بيديه.
كما حدثنا ابن المثنى، قال: ثنا محمد بن جعفر، قال: ثنا شعبة، قال: أخبرني عبيد المُكْتِبُ، قال: سمعت مجاهدا يحدث عن ابن عمر، قال: خلق الله أربعة بيده؛ العرش، وعدن، والقلم، وآدم، ثم قال لكل شيء: كن. فكان.
انتهى كلامه -رحمه الله-. [ تفسير الطبري - ت التركي (20/145) ]
ولعلك تنظر إلى كلام الإمام الأشعري، فراجع ما قاله في الإبانة، المسألة رقم 155 - ت عيون ص 106
وللحديث بقية.
شريف شلبي
2010-04-28, 01:29 PM
ما الذي أخفيته من كلام الطبري في تفسير الآية ؟ إن كنت تقصد الاثر الذي ذكره فإن المنهج العلمي يوجب التثبت من صحة السند أولا وهو ما لم يتوفر لدي ، علاوة على انه ليس فيه ما يفيد قضيتنا .
واما إن كنت تقصد أنني لم أنقل كل كلامه في آية المائدة ، فأنا لم أدع نقل كلامه كله ، بل أدعوك ان تقرأ كلامه كله بتدبر
ولست - بحمد الله - ممن ينتقي الأقوال التي توافق مذهبه ، لذا فإنني أعاود مطالبتي لك بذكر موقفك من تفسيره لآية الفتح - لثالث مرة .
أسـامة
2010-04-28, 01:58 PM
وللحديث بقية.
وهي:
قال الله تعالى: فففوَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُققق (سورة المائدة: من الآية 64)
قال الإمام الطبري -رحمه الله- (عن الكلام حول الصفة) :
وَاخْتَلَفَ أَهْل الْجَدَل فِي تَأْوِيل قَوْله: فففبَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِق قق؛ فَقَالَ بَعْضهمْ: عُنِى بِذَلِكَ نِعْمَتَاهُ. وَقَالَ: ذَلِكَ بِمَعْنَى: يَدُ اللَّهِ عَلَى خَلْقِه، وَذَلِكَ نِعَمهُ عَلَيْهِمْ. وَقَالَ: إِنَّ الْعَرَب تَقُول: لَك عِنْدِي يَد. يَعْنُونَ بِذَلِكَ: نِعْمَة.
وَقَالَ آخَرُونَ مِنْهُمْ : عُنِى بِذَلِكَ الْقُوَّة. وَقَالُوا: ذَلِكَ نَظِير قَوْل اللَّه تَعَالَى ذِكْره: فففوَاذْكُرْ عِبَادنَا إِبْرَاهِيم وَإِسْحَاق وَيَعْقُوب أُولِي الْأَيْدِيققق [ص: 45].
وَقَالَ آخَرُونَ مِنْهُمْ: بَلْ يَده مُلْكه. وَقَالَوا: مَعْنَى قَوْله: فففوَقَالَتْ الْيَهُود يَد اللَّه مَغْلُولَةققق مُلْكه وَخَزَائِنه. قَالُوا: وَذَلِكَ كَقَوْلِ الْعَرَب لِلْمَمْلُوكِ: هُوَ مِلْك يَمِينه، وَفُلَان بِيَدِهِ عُقْدَة نِكَاح فُلَانَة. أَيْ يَمْلِك ذَلِكَ. وَكَقَوْلِ اللَّه تَعَالَى ذِكْره: ففففَقَدِّمُوا بَيْن يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةققق [المجادلة: 12].
وَقَالَ آخَرُونَ مِنْهُمْ: بَلْ يَد اللَّه صِفَة مِنْ صِفَاته، هِيَ يَد غَيْرَ أَنَّهَا لَيْسَتْ بِجَارِحَةٍ كَجَوَارِح بَنِي آدَم. قَالُوا: وَذَلِكَ أَنَّ اللَّه تَعَالَى ذِكْره أَخْبَرَ عَنْ خُصُوصِه آدَم بِمَا خَصَّهُ بِهِ مِنْ خَلْقه إِيَّاهُ بِيَدِهِ.
قَالُوا: وَلَوْ كَانَ معنى اليد في ذلك النعمة ما كان لخصوصه آدَم بِذَلِكَ وَجْه مَفْهُوم؛ إِذْ كَانَ جَمِيع خَلْقه مَخْلُوقِينَ بِقُدْرَتِهِ، وَمَشِيئَته فِي خَلْقه تَعُمُّهُ، وَهُوَ لِجَمِيعِهِمْ مَالِك.
قَالُوا : وَإِذَا كَانَ تَعَالَى ذِكْره قَدْ خَصَّ آدَم بِذِكْرِهِ خَلْقه إِيَّاهُ بِيَدِهِ دُون غَيْره مِنْ عِبَاده، كَانَ مَعْلُومًا أَنَّهُ إِنَّمَا خَصَّهُ بِذَلِكَ لِمَعْنًى بِهِ فَارَقَ غَيْره مِنْ سَائِر الْخَلْق.
قَالُوا : وَإِذَا كَانَ ذَلِكَ كَذَلِكَ، بَطَلَ قَوْل مَنْ قَالَ: مَعْنَى الْيَد مِنْ اللَّه الْقُوَّة وَالنِّعْمَة، أَوْ الْمُلْك فِي هَذَا الْمَوْضِع.
قَالُوا : وَأَحْرَى أَنَّ ذَلِكَ لَوْ كَانَ كَمَا قَالَ الزَّاعِمُونَ: إِنَّ يَد اللَّه فِي قَوْله: فففوَقَالَتْ الْيَهُود يَد اللَّه مَغْلُولَةققق. هِيَ نِعْمَته. لَقِيلَ: بَلْ يَده مَبْسُوطَة. وَلَمْ يَقُلْ: بَلْ يَدَاهُ؛ لِأَنَّ نِعْمَة اللَّه لَا تُحْصَى بِكَثْرَةٍ، وَبِذَلِكَ جَاءَ التَّنْزِيل، يَقُول اللَّه تَعَالَى: فففوَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَة اللَّه لَا تُحْصُوهَاققق. قَالُوا: وَلَوْ كَانَتْ نِعْمَتَيْنِ كَانَتَا مُحْصَاتَيْنِ.
قَالُوا : فَإِنْ ظَنَّ ظَانٌّ أَنَّ النِّعْمَتَيْنِ بِمَعْنَى النِّعَم الْكَثِيرَة، فَذَلِكَ مِنْهُ خَطَأ، وَذَلِكَ أَنَّ الْعَرَب قَدْ تُخْرِج الْجَمِيع بِلَفْظِ الْوَاحِد؛ لِأَدَاءِ الْوَاحِد عَنْ جَمِيع جِنْسه، وَذَلِكَ كَقَوْلِ اللَّه تَعَالَى ذِكْره: فففوَالْعَصْر إِنَّ الْإِنْسَان لَفِي خُسْرققق [العصر: 1،2]. وَكَقَوْلِهِ: فففلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانققق [البلد: 3]. وَقَوْله:فففوَك انَ الْكَافِر عَلَى رَبّه ظَهِيرًاققق [الفرقان: 55]. قَالَوا : فَلَمْ يُرَدْ بِالْإِنْسَانِ وَالْكَافِر فِي هَذِهِ الْأَمَاكِن إِنْسَان بِعَيْنِهِ، وَلَا كَافِر مُشَار إِلَيْهِ حَاضِر، بَلْ عُنِيَ بِهِ جَمِيع الْإِنْس وَجَمِيع الْكُفَّار، وَلَكِنَّ الْوَاحِد أَدَّى عَنْ جِنْسه، كَمَا تَقُول الْعَرَب: مَا أَكْثَر الدِّرْهَم فِي أَيْدِي النَّاس! وَكَذَلِكَ قَوْله: فففوَكَانَ الْكَافِرققق مَعْنَاهُ: وَكَانَ الَّذِينَ كَفَرُوا.
قَالُوا: فَأَمَّا إِذَا ثُنِّيَ الِاسْم، فَلَا يُؤَدِّي عَنْ الْجِنْس، وَلَا يُؤَدِّي إِلَّا عَنْ اِثْنَيْنِ بِأَعْيَانِهِمَ ا دُون الْجَمِيع وَدُون غَيْرهمَا.
قَالُوا : وَخَطَأ فِي كَلَام الْعَرَب أَنْ يُقَال: مَا أَكْثَر الدِّرْهَمَيْنِ فِي أَيْدِي النَّاس! بِمَعْنَى: مَا أَكْثَر الدَّرَاهِم فِي أَيْدِيهمْ! قَالُوا : وَذَلِكَ أَنَّ الدِّرْهَم إِذَا ثُنِّيَ لَا يُؤَدِّي فِي كَلَامهَا إِلَّا عَنْ اِثْنَيْنِ بِأَعْيَانِهِمَ ا. قَالُوا : وَغَيْر مُحَال: مَا أَكْثَر الدِّرْهَم فِي أَيْدِي النَّاس! وَمَا أَكْثَر الدَّرَاهِم فِي أَيْدِيهمْ! لِأَنَّ الْوَاحِد يُؤَدِّي عَنْ الْجَمِيع.
قَالُوا : فَفِي قَوْل اللَّه تَعَالَى ذكره: فففبَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِق قق. مَعَ إِعْلَامه عِبَاده أَنَّ نِعَمه لَا تُحْصَى، وَمَعَ مَا وَصَفْنَا مِنْ أَنَّهُ غَيْر مَعْقُول فِي كَلَام الْعَرَب أَنَّ اِثْنَيْنِ يُؤَدِّيَانِ عَنْ الْجَمِيع - مَا يُنْبِئ عَنْ خَطَأ قَوْل مَنْ قَالَ: مَعْنَى الْيَد فِي هَذَا الْمَوْضِع: النِّعْمَة.
وَصِحَّة قَوْل مَنْ قَالَ: إِنَّ يَد اللَّه هِيَ لَهُ صِفَة.
قَالُوا: وَبِذَلِكَ تَظَاهَرَتْ الْأَخْبَار عَنْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَالَ بِهِ الْعُلَمَاء وَأَهْل التَّأْوِيل.
انتهى كلامه -رحمه الله-.
تفسير الطبري [ ت التركي المجلد 8 صفحات (555-557) ]
أسـامة
2010-04-28, 02:10 PM
ما الذي أخفيته من كلام الطبري في تفسير الآية ؟ إن كنت تقصد الاثر الذي ذكره فإن المنهج العلمي يوجب التثبت من صحة السند أولا وهو ما لم يتوفر لدي ، علاوة على انه ليس فيه ما يفيد قضيتنا .
قلتَ:
أما عن قوله في آية ص ، فإنه لم يقل شيئاً في تفسيرها سوى " إمرارها كما جاءت " كما ذكر عن السلف ، فقد قال : لما خلقت بيدي أي لخلق يدي ، وانا أقول بذلك ولا أزيد .
وأما الذي قاله:
فففلِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّققق يقول: لخلق يدي. يخبر تعالى ذكرُه بذلك، أنه خلق آدم بيديه.
كما حدثنا ابن المثنى، قال: ثنا محمد بن جعفر، قال: ثنا شعبة، قال: أخبرني عبيد المُكْتِبُ، قال: سمعت مجاهدا يحدث عن ابن عمر، قال: خلق الله أربعة بيده؛ العرش، وعدن، والقلم، وآدم، ثم قال لكل شيء: كن. فكان.
انتهى كلامه -رحمه الله-. [ تفسير الطبري - ت التركي (20/145) ]
وأسألك:
ما هو المقصود من الآية الكريمة -عندك-؟ (بمعنى) ماذا يُفهم من إخبار الله تعالى أنه خلق آدم بيديه؟
أسـامة
2010-04-28, 02:37 PM
ذكر موقفك من تفسيره لآية الفتح
قال الله تعالى: فففإِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْققق
وحول الصفة: فففيَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْققق إنما هذا تأكيد لما قبله، وهو الذي ذكره الإمام الطبري -رحمه الله-، إذ قال:
وَفِي قَوْله: ففف يَد اللَّه فَوْق أَيْدِيهمْققق وَجْهَانِ مِنْ التَّأْوِيل؛ أَحَدهمَا: يَد اللَّه فَوْق أَيْدِيهمْ عِنْد الْبَيْعَة؛ لِأَنَّهُمْ كَانُوا يُبَايِعُونَ اللَّه بِبَيْعَتِهِمْ نَبِيّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَالْآخَر: قُوَّة اللَّه فَوْق قُوَّتهمْ فِي نُصْرَة رَسُوله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ لِأَنَّهُمْ إِنَّمَا بَايَعُوا رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى نُصْرَته عَلَى الْعَدُوّ . اهـ
قلتُ: والجمع بين الآيات هو طريقة المفسرين، ولا يجوز صرف النص عن ظاهره دون دليل.
وأما ما قلته عن كلام العرب، فقد تم الرد عليه من كلام الإمام الطبري -رحمه الله- في تفسيره لسورة المائدة، وانظر بماذا ختم كلامه. وهو منقول في موضعه.
وألخص الإشكال الذي وقعت فيه الفرق المبتدعة إجمالا:
قال الله تعالى: فففلَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُققق [الشورى: من الآية 11]
فففلَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌققق رد على المشبهة.
فففوَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرققق رد على المعطلة.
إلا أن جماعة وقعوا في كليهما، شبهوا فعطلوا، وسموه تأويلاً.
والسؤال لك الآن:
ما هي الصفة التي يتشابه فيها الرب -عز وجل- مع مخلوقه؟ حتى يستوجب عليك حينئذ صرف اللفظ عن ظاهره حتى لا يكون تشبيهًا؟
شريف شلبي
2010-04-28, 03:04 PM
السؤال للمرة الرابعة هل توافق الطبري على وجهي التأويل الذين ذكرهما في آية الفتح .
وأسألك سؤالاً آخر ، لماذا بدأت نقل كلام الطبري حينما أراد تفسير "بل يداه مبسوطتان " وتركت ما ذكره عند قوله تعالى " وقالت اليهود يد الله مغلولة " ؟؟؟؟؟؟؟؟
ولا سيما أن ما ذكره - مما تركته - قد أسند مثله للمفسرين من السلف أمثال ابن عباس ومجاهد ، بخلاف ما ذكره مما نقلته عنه .
علما بانه بإمكاني أيضاً أن انقل كلامه ، وقد منعني كراهية التطويل في النقل من نقله في المشاركات السابقة مما ظننته انتقاءً --
القول في تأويل قوله : { وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ } قال أبو جعفر: وهذا خبر من الله تعالى ذكره عن جرأة اليهود على ربهم، ووصفهم إياه بما ليس من صفته، توبيخًا لهم بذلك، وتعريفًا منه نبيَّه صلى الله عليه وسلم قديمَ جهلهم واغترارهم به، وإنكارهم جميع جميل أياديه عندهم، وكثرة صفحه عنهم وعفوه عن عظيم إجرامهم= واحتجاجًا لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم بأنه له نبيٌّ مبعوث ورسول مرسل: أنْ كانت هذه الأنباء التي أنبأهم بها كانت من خفيِّ علومهم ومكنونها التي لا يعلمها إلا أحبارهم وعلماؤهم دون غيرهم من اليهود، فضلا عن الأمة الأمية من العرب الذين لم يقرأوا كتابًا، ولاوَعَوْا من علوم أهل الكتاب علمًا، فأطلع الله على ذلك نبيه محمدًا صلى الله عليه وسلم، ليقرر عندهم صدقه، ويقطع بذلك حجتهم. - يقول تعالى ذكره:"وقالت اليهود"، من بني إسرائيل="يد الله مغلولة"، يعنون: أن خير الله مُمْسَك وعطاؤه محبوس عن الاتساع عليهم، كما قال تعالى ذكره في تأديب نبيه صلى الله عليه وسلم:( وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ )
وإنما وصف تعالى ذكره"اليد" بذلك، والمعنى العَطاء، لأن عطاء الناس وبذلَ معروفهم الغالبَ بأيديهم. فجرى استعمال الناس في وصف بعضهم بعضًا، إذا وصفوه بجود وكرم، أو ببخل وشحّ وضيق، بإضافة ما كان من ذلك من صفة الموصوف إلى يديه، كما قال الأعشى في مدح رجل:
يَدَاكَ يَدَا مَجْدٍ، فَكَفٌ مُفِيدَةٌ... وَكَفٌّ إذَا مَا ضُنَّ بِالزَّادِ تُنْفِقُ فأضاف ما كان صفة صاحب اليد من إنفاق وإفادة إلى"اليد". ومثل ذلك من كلام العرب في أشعارها وأمثالها أكثر من أن يُحْصى. فخاطبهم الله بما يتعارفونه ويتحاورونه بينهم في كلامهم فقال:"وقالت اليهود يد الله مغلولة"، يعني بذلك: أنهم قالوا: إن الله يبخل علينا، ويمنعنا فضله فلا يُفْضِل، كالمغلولة يده الذي لا يقدر أن يبسطَها بعطاء ولا بذلِ معروف، تعالى الله عما قالوا، أعداءَ الله! فقال الله مكذِّبَهم ومخبرَهم بسخَطه عليهم:"غلت أيديهم"، يقول: أمسكت أيديهم عن الخيرات، وقُبِضت عن الانبساط بالعطيات="ولعنوا بما قالوا"، وأبعدوا من رحمة الله وفضله بالذي قالوا من الكفر، وافتروا على الله ووصفوه به من الكذب والإفك
="بل يداه مبسوطتان"، يقول: بل يداه مبسوطتان بالبذل والإعطاء وأرزاق عباده وأقوات خلقه، غيُر مغلولتين ولا مقبوضتين (2) ="ينفق كيف يشاء"، يقول: يعطي هذا، ويمنع هذا فيقتِّر عليه. (3) وبمثل الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
ذكر من قال ذلك :
12242 - حدثني المثنى قال، حدثنا عبد الله بن صالح قال، حدثني معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس قوله:"وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا"، قال: ليس يعنون بذلك أن يد الله موثقةٌ، ولكنهم يقولون: إنه بخيل أمسك ما عنده، تعالى الله عما يقولون علوًّا كبيًرا.
12243 - حدثني محمد بن عمرو قال، حدثنا أبو عاصم قال، حدثنا عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قول الله:"يد الله مغلولة"، قالوا: لقد تَجَهَّدنا الله = يا بني إسرائيل، حتى جعل الله يده إلى نحره! وكذبوا!
12244 - حدثني المثنى قال، حدثنا أبو حذيفة قال، حدثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد:"يد الله مغلولة"، قال: اليهود تقوله: لقد تجهَّدنا الله يا بني إسرائيل ويا أهل الكتاب، (2) حتى إن يده إلى نحره="بل يداه مبسوطتان، ينفق كيف يشاء".
12245 - حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد، عن قتادة قوله:"وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا" إلى"والله لا يحب المفسدين"، أما قوله:"يد الله مغلولة"، قالوا: الله بخيل غير جواد! قال الله:"بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء"
12246 - حدثنا محمد بن الحسين قال، حدثنا أحمد بن مفضل قال، حدثنا أسباط، عن السدي:"وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء"، قالوا: إن الله وضع يده على صدره، فلا يبسطها حتى يردّ علينا ملكنا.
* * *
= وأما قوله:"ينفق كيف يشاء"، يقول: يرزق كيف يشاء.
12247 - حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج، عن ابن جريج قال، قال عكرمة:"وقالت اليهود يد الله مغلولة" الآية، نزلت في فنْحاص اليهوديّ.
12248 - حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثنا أبو تميلة، عن عبيد بن سليمان، عن الضحاك بن مزاحم قوله:"يد الله مغلولة"، يقولون: إنه بخيل ليس بجواد! قال الله:"غلت أيديهم"، أمسكت أيديهم عن النفقة والخير. ثم قال يعني نفسه:"بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء". وقال:( وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ ) [سورة الإسراء: 29]، يقول: لا تمسك يدك عن النفقة.
أسـامة
2010-04-28, 03:35 PM
أستاذ...
الكلام واضح، أعيده لك بصيغة أخرى، لعله يكون أقرب للفهم.
من العلوم أن يد الله -عز وجل- حقيقة ليست فوق أيديهم، كالمباشرة والمصافحة ونحو ذلك من أعمال الجارحة.
وأن التي فوق أيديهم، هي يد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وهو رسول رب العالمين، مبلغا عنه، لذا قلتُ: وإنما هو تأكيد لما قبله، بكلمة أخرى أوضح (المبايعة).
فالنبي -صلى الله عليه وسلم- رسول رب العالمين، فالذين بايعوه إنما بايعوا الله -عز وجل-.
وعليه فقد تم ترجيح القول الأول للإمام الطبري -رحمه الله-.
ونقول بأن يد الله فوق أيديهم مع المباينة، وعلى ظاهرها. كما أنك تقول: السماء فوقي، أهي مباشرة لرأسك؟ بالطبع لا.
فهذا مع المباينة، وهي على ظاهرها، ولا نصرف المعنى إلى غيره بلا دليل من عند الله.
وأما سؤالك الآخر، فانظر في موضعه ما بين الأقواس: (عن الكلام حول الصفة).
بهذا أجبتك على ما سألت، فأجبني على ما سألت.
في الانتظار يا أستاذ.
تيم الله
2010-04-29, 10:13 AM
سبحان هل جاء في كلامي شيء عن الانكار .
أخي الكريم, فهمت من كلامك أنك تدافع عن المنكرين.
إن كل ما أدعو اليه هو أن نفهم كلام الله عز وجل من خلال السياق
لو تفضلت أخي الكريم علي وعلى نفسك بالاستماع لعرفت أنه لا خلاف في هذه.
ينبغي فهم ما جاء عن الله ورسوله في ظل السياق ، وكما يفهمه العرب فما كان على ظاهره أخذ على ظاهره ، وما كان غير ذلك فهو بحسبه - والله أعلم .
دعنا نرى مفهوم " غير ذلك" هذه فيما يلي..
والقول بأن الحكيم لو أراد أن يقول كذا لقال كذا - كلام فاسد ، فالله أخبرنا أنه قد أنزل القرآن بلغة العرب " انا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون " والعرب تستخدم هذه الاساليب وفيها تكمن بلاغة اللغة ، بل نحن نستخدم هذه الاساليب
نعم هو كلام فاسد حتماً عند من يظن أنّ الله تعالى يجاري الشعراء والأدباء في كلماتهم وعباراتهم وأساليبهم البيانية ( سبحان الذي علم الإنسان البيان )!
وأنه جل وعلا نظر في الأرض فوجد العرب تلغو بكلام, فأعجبه, فأخذه عنهم وجعله قرآناً يُتلى!
وعند من يظن أنها جميعاً –كلمات الحق وكلمات الخلق- مجرد كلماتٍ تؤدي معانٍ ؛ فقول القدوس "كُن" كقول عنترة "كُن" ( وشتـَّـان )!
بل والله يا أخي الكريم, ما أكثر الذين يقدمون أقوال السكارى والجاهليين على قول رب العزة والجلالة, بل يجعلون أقوالهم حجة على قول العليم الحكيم, تعالى الله عما يصفون!
أما كيف.. فأعط نفسك بضعاً من دقائق التجرد للحق التي تدعونا إليها لو سمحت..
فلو ترك لك أخوك ابنه وقال لك احفظه فإنك تقول له " في عيني " ولا تقول له سأرعاه
ولا يستطيع أحد البتة أخذ كل الايات والاحاديث على ظاهرها المدعو
نعم, أقول له إن ترك ولده عندنـا اطمئن "ولدك بأعيننا".
وجارحة العين –الموجودة حقيقةً- هي الجارحة الأساس التي سنستخدمها لإبصار ومراقبة وملاحظة الولد للقيام بعملية الاعتناء به والحفظ به, ومبالغةً في الاعتناء -عناية خاصة يعني- وكأننا سنضعه في ذات الجارحة المسؤولة عن ذلك .
الآن, وبعد أن نكون قد فهمنا المقصود تماماً من سياق العبارة ( لا خلاف في هذه).. هل يقول عربي عاقل أنَّ المعنى المجازي لـِ "ولدك بأعيننا" يُلغي وجود وحقيقة العينين, التي بناء عليهما تم بناء هذا التركيب البياني اللساني أصلاً ؟!
هل يقبل أحدنا هذا؟!
بالقطع لا, بل نفهم المعنى المجازي المراد ونثبت وجود العينين لنا!
لماذا؟ ما دليلنا؟
دليلنا هو أننا ندرك أعيننا المادية والحسية, فلا يقبل أينا من أحد أن يتجرأ ويُنكر اليد والعين على وجه الحقيقة لنا -البشر- حتى مع صرف المعنى إلى المجاز بحسب السياق, فهناك حقيقة أصل بني عليها المعنى المجاز, حقيقة لا يمكن ( استحالة ) أن ننكرها -وهنا أصل الخلاف-.
طبعاً ولله المثل الأعلى, ليس كمثله شيء.
أيهما أكبر وأعظم حجة, حواسنا أم كلمات مُسندة إلى العليم الحكيم عز وجل؟!
فلماذا قبل المنكرون أن يأخذوا بالمعنى المجازي العربي ويجُروه على كلام الله تعالى –ولا إشكال-, ولكن.. انتهوا إلى أن أثبتوا للبشر ما لهم –بدليل حواسهم-, وأبوا أن يثبتوا ما أثبت الله تعالى لنفسه بدليل كلماته عز وجل!
كيف يقبلوا لله تعالى ما لم يقبلوه للبشر ( إنكار وجود العين واليد.. وكل ما أثبت لنفسه عز وجل )؟!
صرفوا المعنى عن ظاهره إلى المجاز بالصرف القطعي إذ أنكروا ما أثبت الله تعالى لنفسه, ولو أنهم أولوا معنى السياق بمعنىً مجازي دون أن ينكروا ما أثبت الله تعالى لنفسه -بشكل ظاهر- ضمن ذات السياق, لكان خيرا لهم.. فلماذا الإنكار ؟
ألأنهم لم يروه جل وعلا ؟!
إذن أقول سبحان الله فأين هو الإيمان بقدسية كلمات الله تعالى!
بل قد يخامر أبصارنا الشك ولا يحصل هذا مطلقاً في كلمات ربنا, بل كلام الله تعالى عن نفسه عز وجل أصدق عند المؤمن من جوارحه التي يدرك بها العالم من حوله.
فلماذا الإنكار؟
هل لأنهم لم يستطيعوا أن يتصورا العين واليد إلا وفق المقياس البشري, فنفروا؟!
إذن عقولهم هم الفاسدة. وما فقهوا "ليس كمثله شيء", ولن أعيد اجترار نفسي, فقلت ما فيه الكفاية عند حديثي عن "الجمال والكمال" في الصفحة السابقة.
ما قولك في دعاء النبي " وأسندت ظهري اليك "
كيف تفهم " فأتى الله بنيانهم "
وما قولك في " لا يمل الله حتى تملوا "
وكيف تفهم " فإنك بأعيننا "
وما تقول " ولا تجعل يدك مغلولة الى عنقك ولا تبسطها كل البسط " ما هو الأمر الذي نهى الله عنه في هذه الأية ؟؟؟؟ أجب على هذا في نفسك ولا أريد أن أسمعه منك .
تأمل أخي الكريم لو سمحت المثال الذي ضربته لك أعلاه وشرحته, فستجد إن شاء الله تعالى الجواب جلياً واضحاً.
وجاهد نفسك لتسمع أخي الكريم, فحتى تطبق قاعدة التجرد للحق العظيمة ينبغي لك بادئ ذي بدء أن تسمع, وتحمل نفسك على أن تسمع وإن لم تكن تريد هذا.
أقول ينبغي فهم ما جاء عن الله ورسوله في ظل السياق ، وكما يفهمه العرب فما كان على ظاهره أخذ على ظاهره ، وما كان غير ذلك فهو بحسبه - والله أعلم .
جميل..
لو أنك فقط قرأت حقاً -أو سمعت- ما كتبتُه, لأدركت بسهولة أني اجتررت نفسي إلى حد لا يطاق وانا أؤكد على السياق!
أما أن أُنكر ما أثبت الله تعالى لنفسه من اليد واليدين والوجه والعين والأعين والساق فأقول -مثل المنكرين- هي فقط معانٍ مجازية ولا يوجد حقيقةً لله تعالى يد ولا ساق ولا ولا, فهذا ما لن أفعله أبداً بإذن الله تعالى.. لماذا؟
لأني بفضل الله تعالى ورحمته لا أشبِّه الله تعالى بشيء, والله عز وجل ( ليس كمثله شيء ), ولأني أؤمن أنّ العليم الحكيم يعرف ما يريد عز وجل ولا يقول كلمات لدواعٍ أدبية أو شعرية –تعالى الله-, وأؤكد لو شاء لقال قدرة وقال عون وقال ما شاء من المعاني, وقد قال, ولا.. لم يكن فقط يقوم بتنويع الأساليب الأدبية البيانية حتى يُمتِّع القارئ, هذا ما يفعله البشر, تعالى الله!
وأخيراً ( فائدة )..
ليس كل حفظ ورعاية يسخرهما عز وجل للمؤمنين والمسلمين -وغيرهم- هو كالحفظ والرعاية بأعين الله عز وجل أو الاصطناع على عينه عز وجل لعباد الله ( خواص عباده )..
وليس كل قوة ومعونة وقدرة ييسرها رب العالمين كالقوة والمعونة والقدرة بيـد الله عز وجل المخصصة ( لخواص عباده ), فهذه مما يختص الله تعالى به عباداً له –جعلنا الله تعالى منهم-, فهل يؤمن القوم بالاختصاص ؟!
العليم الحكيم ( سبحانه ) اختار في ظل السياقات –المفهومة- التي اختارها أن يُعلمنا أنّ له يد وله وجه وله عز وجل وعلا كل ما أثبت بكلماته القدسية عن نفسه, وكلمات ربنا عندنا أصدق من أعيننا وجميع حواسنا! لم يقل "الله ذو اليدين" ولكن ضمن السياق الذي نؤول معناه أعلمنا أنه أثبت لنفسه اليدين, فلا ينبغي لنا أن ننكر ما أثبت لنفسه بكلماته عز وجل.
(وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً لا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)
(سورة الأنعام: 115)
أظن أني انتهيت وقلت ما عندي, فإن كان الكلام سيكون مجرد اجترار لما سبق فلن أكتب رداً, وإن كان من جديد أو رأيت سوء فهم لكلامي يستأهل التوضيح, رددت إن شاء الله تعالى.
بارك الله فيكم, وهدانا جميعاً إلى صراطه المستقيم.
والسلام عليكم
شريف شلبي
2010-04-29, 11:55 AM
من المعلوم أن يد الله -عز وجل- حقيقة ليست فوق أيديهم ، كالمباشرة والمصافحة ونحو ذلك من أعمال الجارحة .
----------
وعليه فقد تم ترجيح القول الأول للإمام الطبري -رحمه الله-.
----------
ونقول بأن يد الله فوق أيديهم مع المباينة، وعلى ظاهرها. كما أنك تقول: السماء فوقي، أهي مباشرة لرأسك؟ بالطبع لا.
.
أخي العزيز وفقني الله وإياك لما يحبه ويرضاه
لقد ناقضت نفسك كثيراً ، فانظر الى بداية ما قلت ، ثم انظر الى نهايته ، فستجد أنك قد خالفت حتى الطبري في تأويله رقم (1)
ثم انك قلت " وعليه تم ترجيح القول الأول " من الذي رجح القول الأول ؟ أنت ؟
ثم إن الترجيح معناه قبول القولين مع ترجيح أحدهما على الآخر ، فهل تقبل ذلك ؟
وإذا تبنى غيرك القول الثاني - مع العلم أني أنكر هذا القول ولا أقبله - فهل تتقبل ذلك أم تصف صاحبه بالابتداع ؟ وهل يمكن جر هذا الوصف عندك على ابن جرير نفسه حيث ذكر هذا القول ولم ينكره ؟
وإلى أخينا العزيز تيم الله :
قولك " وأنه جل وعلا نظر في الأرض فوجد العرب تلغو بكلام, فأعجبه, فأخذه عنهم وجعله قرآناً يُتلى! "
كلام عجيب جداًَ لا أفهم معناه
وماذا يفيد عندك قوله تعالى " انا أنزلناه قرآنا عربياً " " انا جعلناه قرآنا عربيا " " قرآنا عربيا غير ذي عوج " " بلسان عربي مبين " سوى أنه بلسان العرب وبأسلوبهم وبطريقتهم ومجازهم وبكناياتهم ، طبعاً مع الفارق في قوة المعنى والصياغة والبلاغة .
والمفسرون إذا أشكل عليهم لفظ نظروا في أشعار العرب وكلامهم ليفهموا المقصود ، وأظنك قد سمعت ما أثر عن ابن عباس حين قال : ما علمت معنى فاطر السماوات والأرض حتى سمع حوارا نازع فيه أعرابي آخر على بئر فقال له : أنا فطرتها .
وقولك " الآن, وبعد أن نكون قد فهمنا المقصود تماماً من سياق العبارة ( لا خلاف في هذه).. هل يقول عربي عاقل أنَّ المعنى المجازي لـِ "ولدك بأعيننا" يُلغي وجود وحقيقة العينين, التي بناء عليهما تم بناء هذا التركيب البياني اللساني أصلاً ؟! هل يقبل أحدنا هذا؟!
بالقطع لا, بل نفهم المعنى المجازي المراد ونثبت وجود العينين لنا! لماذا؟ ما دليلنا؟
دليلنا هو أننا ندرك أعيننا المادية والحسية, فلا يقبل أينا من أحد أن يتجرأ ويُنكر اليد والعين على وجه الحقيقة لنا -البشر- حتى مع صرف المعنى إلى المجاز بحسب السياق, فهناك حقيقة أصل بني عليها المعنى المجاز, حقيقة لا يمكن ( استحالة ) أن ننكرها -وهنا أصل الخلاف "
كلامك منتقض بقول الله عز وجل " واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين " فالمعلوم أن المقصود من الاية التواضع والمسامحة ، ولكن هل يدل ذكر الجناح على وجود جناح حقيقي للنبي أو للبشر ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أسـامة
2010-04-29, 12:49 PM
أخي العزيز وفقني الله وإياك لما يحبه ويرضاه
لقد ناقضت نفسك كثيراً ، فانظر الى بداية ما قلت ، ثم انظر الى نهايته ، فستجد أنك قد خالفت حتى الطبري في تأويله رقم (1)
ثم انك قلت " وعليه تم ترجيح القول الأول " من الذي رجح القول الأول ؟ أنت ؟
ثم إن الترجيح معناه قبول القولين مع ترجيح أحدهما على الآخر ، فهل تقبل ذلك ؟
وإذا تبنى غيرك القول الثاني - مع العلم أني أنكر هذا القول ولا أقبله - فهل تتقبل ذلك أم تصف صاحبه بالابتداع ؟ وهل يمكن جر هذا الوصف عندك على ابن جرير نفسه حيث ذكر هذا القول ولم ينكره ؟
غلب علىّ الظن مسبقًا أنك ستقع في هذا الفهم، وإيراد هذا الادعاء.
قال الله تعالى : فففيَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْققق
الاشكالات التي تعرض عليك.. هل يد الله فوق أيديهم من المباشرة أم من غير مباشرة؟
إن كانت مباشرة.. فهذا تشبيه بأيدي المخلوقين، فلابد من صرف اللفظ عن ظاهره.
فأعلمتك..
أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هو الذي وضع يده فوق أيديهم للبيعة مباشرا أيديهم، وهو رسول رب العالمين، مبلغًا عن ربه -سبحانه وتعالى-، وتمت البيعة.
وهل هذا ينفي أن فففيَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْققق؟ ؟؟!
بل يد الله فوق أيديهم، ولكن مع المباينة.
مثال توضيحي لفهم المراد:
كأن تقول.. السماء فوق رأسي؟
هل هي مباشرة لرأسك؟
لا.
هل لديك رأس؟
نعم.
هل هذا الكلام يناقض كلام الإمام الطبري؟
لا.
قال الطبري -رحمه الله-: {وَفِي قَوْله: ففف يَد اللَّه فَوْق أَيْدِيهمْققق وَجْهَانِ مِنْ التَّأْوِيل؛ أَحَدهمَا: يَد اللَّه فَوْق أَيْدِيهمْ عِنْد الْبَيْعَة؛ لِأَنَّهُمْ كَانُوا يُبَايِعُونَ اللَّه بِبَيْعَتِهِمْ نَبِيّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.}
وهذا ما قلناه أولاً.
والقول الثاني الذي أورده، قول مرجوح لأنه صرفٌ للنص عن ظاهره دون دليل.
ومن تبني هذا القول، فهو يقول بلا علم، وإن ادعى العلم، قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين.
وأما إيراد الإمام الطبري -رحمه الله- قول دون إنكاره، لا يعني الموافقة عليه.
لأنه سبق وأن أوضح موقفه من الإثبات للصفة، ويرجع لكلامه -رحمه الله- في تفسير المائدة الآية 64، بعد إيراد كافة الأقوال التي قيلت، ثم أثبت القول الأخير، وقال فيه: { خَطَأ قَوْل مَنْ قَالَ: مَعْنَى الْيَد فِي هَذَا الْمَوْضِع: النِّعْمَة. وَصِحَّة قَوْل مَنْ قَالَ: إِنَّ يَد اللَّه هِيَ لَهُ صِفَة. قَالُوا: وَبِذَلِكَ تَظَاهَرَتْ الْأَخْبَار عَنْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَالَ بِهِ الْعُلَمَاء وَأَهْل التَّأْوِيل. } اهـ
وهذا في المجلدات الأولى، فلا حاجة لإعادة ما قاله تارة أخرى، فهذا في التصنيف من قبيل الحشو المزيد دون حاجة.
وأيضًا لم يشترط الحكم على ما يورده، وأن ما يسكت عليه فهو موافق له.
ولكن لأنه سبق وأن أثبت الصفة، فاختصر كلامه في هذا الموضع، ومن أراد أن يتوسع في الأقوال والإثبات، وموقفه، فيرجع لموضعه المشار إليه آنفا.
إن كان لديك إشكالات أخرى.. فأهلا ومرحبا بها، على الرحب والسعة.
والآن.. هلا أجبت عن الأسئلة؟
هل توافق الإمام الطبري في إثباته صفة اليد لله تعالى، وقال هذا ما عليه العلماء وأهل التأويل؟
أسألك هذا السؤال تحديدًا... لأنك نصبته حكما في أول الأمر، وقلت يسعني ما قاله... فهل يسعك ما قاله في الإثبات؟ (الإجابة: نعم أثبت، أو، لا)
في انتظار ردك. وفقك الله.
العاصمي من الجزائر
2010-04-29, 01:39 PM
فائدة :
نصوص السلف في إثبات صفة اليدين لله تعالى حقيقة
الإمام التابعي ربيعة بن عمر الجرشي (64):
قال في قول الله تعالى : (والأرض جميعاً قبضته يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه) [الزمر:67] قال :( ويده الأخرى خلو ليس فيها شيء) .... رواه عبد الله في السنة (2/501) وابن جرير (24/25)
فيصل : وهذا صريح في إثبات حقيقة اليد لله وأنّها ليست النعمة أو القدرة.
الإمام التابعي حكيم بن جابر بن طارق الأحمسي (82) :
قال : (إنّ الله تبارك وتعالى لم يمس بيده من خلقه غير ثلاثة أشياء : خلق الجنّة بيده ثمّ جعل ترابها الورس والزعفران وجبالها المسك وخلق آدم بيده وكتب التوراة لموسى ) ... رواه ابن أبي شيبة (7/28) وهناد ابن سري في الزهد (1/66) وعبد الله في السنّة (1/295) والآجري في الشريعة (ص 340)
فيصل : وهذا صريح في إثبات حقيقة اليد لله تعالى إذ المسيس هو المباشرة باليد حقيقة .
زين العابدين علي بن الحسن بن علي بن أبي طالب (93) :
قال مستقيم : قال كنا عند علي بن حسين قال : فكان يأتيه السائل قال : فيقوم حتى يناوله ويقول : (إن الصدقة تقع في يد الله قبل أن تقع في يد السائل قال : وأومأ بكفيه ) .. رواه ابن سعد في الطبقات (5/166)
التابعي العابد خالد بن معدان الكلاعي الحمصي (103) :
قال :(إنّ الله عزّ وجلّ لم يمس بيده إلاّ آدم صلوات الله عليه خلقه بيده والجنّة والتوراة كتبها بيده) .. رواه عبد الله في السنّة (1/297)
عكرمة أبو عبد الله مولى ابن عباس (104) :
قال : (إنّ الله عزّ وجلّ لم يمس بيده شيئاً إلاّ ثلاثاً : خلق آدم بيده وغرس الجنّة بيده وكتب التوراة بيده) ... رواه عبد الله في السنّة (1/296)
وقال أيضاً : ( قوله تعالى : (بل يداه مبسوطتان) [المائدة:64] : يعني اليدين ) ... رواه الدارمي في الرد على المريسي (1/276)
الإمام التابعي عبد الله بن عبيد الله بن عبد الله بن أبي مليكة (117):
قال نافع بن عمر الجمحي : ( سألت نافع بن عمر الجمحي : (سألت ابن أبي مليكة عن يد الله : أواحدة أم اثنتان ؟ قال : بل اثنتان)
فيصل : وهذا أيضا بين في إثبات حقيقة اليد لله عزّ وجلّ وإبطال حملها على المجاز والقول بأنها النعمة أو القدرة .... المرجع السابق (2/286)
عن كتاب : الأشاعرة للشيخ فيصل بن قزار الجاسم حفظه الله بتصرف (إضافة إسم فيصل قبل كلامه)
تيم الله
2010-04-29, 03:06 PM
كلامك منتقض بقول الله عز وجل " واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين " فالمعلوم أن المقصود من الاية التواضع والمسامحة ، ولكن هل يدل ذكر الجناح على وجود جناح حقيقي للنبي أو للبشر ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
بارك الله فيك أخي الفاضل.
{وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلَى جَنَاحِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاء مِنْ غَيْرِ سُوءٍ آيَةً أُخْرَى} (22) سورة طـه
إن شاء الله تعالى لي عودة لاحقاً للتفصيل والرد على ما ذكرته في مداخلتك السابقة, ولكني كتبت هذه في عجالة الآن.
يزيد الموسوي
2010-04-30, 10:53 PM
وإلا فما قولك في كلام شيخ المفسرين الذي عاش في القرون الثلاثة المفضلة في آية الفتح ، قل لي رأيك وأعدك بالرد على كل ما ذكرت.
أحب أن أسجل هنا: ألو كان كلام الإمام ابن جرير خطأ، لقلنا خطأ
فنحن - بحمد الله - لا نعصم أئمتنا كما يفعل الشيعة والصوفية
لكن
تأمل الكلام بارك الله فيك - ولن أراجع وسأعتمد على نقلك منسوخا بتنسيقه -
وانظروا في تفسير آية الفتح قال الطبري في تفسيره :
وفي قوله( يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ ) وجهان من التأويل:
أحدهما: يد الله فوق أيديهم عند البيعة، لأنهم كانوا يبايعون الله ببيعتهم نبيه صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم .
والآخر: قوّة الله فوق قوّتهم في نصرة رسوله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم، لأنهم إنما بايعوا رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم على نُصرته على العدو" ا.هـ .
وعطفا على ما قاله الأخ أسامة وغيره، أقول:
إن صنيعك مع الإمام الطبري ذكرني بفعل الأشاعرة مع ابن تيمية؛
فهو يقول مثلا وقالت الرافضة كذا، فينسب القول إليه على أنه رأي
وهذا لا يخلو من ثلاثة: جهل - تدليس - كذب وافتراء
فجميع انتقاداتهم وكذا الشيعة عليه إنما هي انتقادات لأقوال لا لآراء
وهاك مثالا للتوضيح:
لنفرض أن مفسرا ما قال: وفي تفسير قوله تعالى (فناظرة بم يرجع المرسلون) قولان:
1- ناظرة بمعنى منتظرة 2- ناظرة بمعنى مبصرة.
ففي هذا المثال وقول الإمام الطبري، لم يحدث تبن لرأي من الأقوال المحكية
وأنت تعلم أن ناقل الكفر ليس بكافر
فلا يلزم من نقل الطبري هذه التفسيرات الفاسدة أنه يقول بها
ولو كان فقد سلف أن قلت لك سنقول أخطأت يا ابن جرير
بكل بساطة
ولكن، أثبت العرش ثم انقش
تيم الله
2010-05-01, 01:32 PM
وإلى أخينا العزيز تيم الله :
قولك " وأنه جل وعلا نظر في الأرض فوجد العرب تلغو بكلام, فأعجبه, فأخذه عنهم وجعله قرآناً يُتلى! "
كلام عجيب جداًَ لا أفهم معناه
وماذا يفيد عندك قوله تعالى " انا أنزلناه قرآنا عربياً " " انا جعلناه قرآنا عربيا " " قرآنا عربيا غير ذي عوج " " بلسان عربي مبين " سوى أنه بلسان العرب وبأسلوبهم وبطريقتهم ومجازهم وبكناياتهم ، طبعاً مع الفارق في قوة المعنى والصياغة والبلاغة .
والمفسرون إذا أشكل عليهم لفظ نظروا في أشعار العرب وكلامهم ليفهموا المقصود ، وأظنك قد سمعت ما أثر عن ابن عباس حين قال : ما علمت معنى فاطر السماوات والأرض حتى سمع حوارا نازع فيه أعرابي آخر على بئر فقال له : أنا فطرتها .
السلام عليكم
أخي الفاضل, ما أفهمه من كلامك -ومن كلام غيرك كثير طبعاً-, هو أنّ الله تعالى فقط أقوى بياناً من العرب!! تماماً كما تفاضل بين شاعر وآخر, فتقول فلان أقوى من فلان في الصياغة والبلاغة! تعالى الله عما تصفون.
أخي الكريم, رُدّ المعاني إلى أصولها!
هذا الكتاب المجيد يُرجعنا للأصول, أصول كل شيء.
العربي هو الذي يبين ويوضح ويفصل ويفصح, وعكسه الأعجمي وهو الذي لا يبين ولا يفصل ولا يوضِّح, فهذا الكتاب بيِّن واضح.، ولله تعالى الحكمة البالغة في أن جعل رسالته الخاتمةللناس أجمعين بلسان عربي مبين.
ويا أخي الفاضل..
العرب البشر من أكابر الشعراء.. تترادف عندهم الكلمات, فـَ "شك" عندهم مثلها مثل "ريب", أما عند ربك العليم الحكيم فإنّه إن قال عز وجل في موضعٍ ما "ريب" فهو إنما أراد "ريب" تحديداً ولو أراد أن يقول "شك" لقال تبارك اسمه الحكيم, وقد قالها فعلاً في مواضع أخرى!
فهناك اختلاف بين الشك والريب, أما عند العرب فتترادف!
ونعم.. العرب الأقدمون لسانهم كان أقوَم! ولهذا كان عرب الجاهلية يرسلون أبناءهم للبادية, حيث كانوا أكثر حفاظاً على ألسنتهم .
كثير من الكلمات لن تجد لها تفسيراً في كلام العرب ولا جذراً, لأنّ العرب لا تعلمها, ولكنك إن قدرتَ الله حق قدره, فعظّمت ومجّدت كلماته, ونزّهتها عن كلام البشر.. فستجد معناها بإذن الله تعالى في القرآن الكريم نفسه الذي فُصِّلت آياته, في كلام الله تعالى, وفي أحاديث رسول الله عليه الصلاة والسلام, فتذكر هذا.
وهناك كلام وتفصيل بهذا الشأن, ليس مقام بسطه هذا الموضوع.
وحتى لا أشتّ بعيداً عن أصل الموضوع, أقول لك أخي الفاضل بأنّ استخدامنا -نحن العرب البشر- للمعاني المجازية يكون على وجهين من المعاني ( بحسب فهمي ):
إما على وجه يتعلق بما هو منسوب لذاتنا فعلاً على وجه الحقيقة ( كاليد والعين والوجه.. إلخ) وهذا يستلزم وجود الجارحة حقاً.. كما شرحتُ لك في المثال أعلاه.
أو على وجه يتعلق بما هو منسوب لذوات أخرى غير ذواتنا, رأينا فيها ميزة تفوق ما عندنا فأردنا أن نشبه شيء عندنا بما هو معلوم عندها ومميز ( جرأة الأسد وقوته وقوة زئيره, سرعة الغزال ورشاقته, انطلاقة الطير وحريته.. وكذلك في خلق آخر كالأشجار وغيره), أو رأينا فيها ما هو دوننا فأردنا أن نشبه تشبيهاً للانتقاص ( نقيق الضفادع المزعج, قذارة الخنزير وبلادته..وغيره من الخلق).
فبربك الواحد الأحد.. الله.. العظيم.. يحتاج أن يشبِّه نفسه جل وعلا بأحد من خلقه.. بالإنسان ( كما يفعل الإنسان في تراكيبه البيانية فيشبه نفسه بمخلوقٍ غيره امتاز عنه بشيء أو دونه في شيء!! )! وكل خلقه جل وعلا دونه.. أستغفر الله, فهذه مقارنة لا تصح من الأساس!
اعلم يا أخي أنّ الأصل ( الأول والآخر والباق ) هو يد الله ( لا يد أي مخلوق ), الأصل عين الله ( لا عين أي مخلوق).. الأصل هو وجه الله تعالى (لا وجه أي مخلوق).. لا إله إلا هو ( كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام ), -كما أنّ الأصل هو أسماء الله الحسنى لا المعاني التي تراها متجسدة في الخلق-!
لا كما تتوهم بأنّ الله تعالى استخدم تلك الكلمات واستعارها من الإنسان ونسبها لنفسه جل وعلا ليعبِّر عن معنى, حقيقةً عبر عنه بشكل مباشر بألفاظه نفسها, وليُجاري العرب بأسلوب بيانهم الذي يشبهون به أنفسهم بغيرهم من المخلوقات ليعبروا عن معانٍ مجازية !
نعم الكلام تفهمه العرب ( لا خلاف ), لأنّ ربنا هو الذي خلق الإنسان بكل ما فيه -وخلق كل الخَلق-, وربنا هو الذي علّمه البيان بأصوله (ثم تشتت الأصول وتفرعت).. كيف؟ هناك أقوال ونظريات في الموضوع هذا ليس مجال الحديث بشأنها.
هذه المعاني التي تراها متجسدة في عالمٍ ماديٍّ محسوس ليست أصلاً بذاتها, وهي مجرد حوادث.. هي في علم الله تعالى فانية.. هالكة (والأنفس والأرواح يبعثها ويبقيها بإذنه تعالى). هذه المعاني المتجسدة قائمة بالله الحي القيوم لنتعرّف إلى مولانا العظيم تبارك اسمه الأحد, فنعلم أن لا إله إلا هو, فنُعلِم غيرنا ونشهد بالحق شهادة الحق !
أفجعلتموها ( هذه المعاني بتجسيداتها) أصلاً لله تعالى يشبه نفسه بها (أقصد الإنسان)! إن هذا هو الشيء العجيب!
يا أخي.. إن لم تعقل كلامي فلم تجد له مربطاً ولا فرَس, فصدقني لن يفيدنا الجدل وكثرة الكلام! لذا فإني أنسحب من هذا الحوار, لأني لستُ من أهل المناظرات, وأشغلني هذا الحوار عن أمور أخرى أهم. وقد سطرنا جميعاً ما عندنا, فماذا أكثر؟!
بالنسبة لمثال الجناح الذي أوردته, فراجع أخي الكريم المعاجم العربية, ففيها ما يعينك على فهم معنى الجناح إن شاء الله تعالى وقد ورد في أحاديث رسول الله عليه الصلاة والسلام ضمن اشتقاقات للفظ تفيد نسبة الجناح للإنسان, وحسبك ما أوردتُ لك من الآية الكريمة, فللإنسان جناح حقيقةً كما للطائر جناح, فليس كل جناح هو من ريش وليس كل جناح هو للطيران !. رد الكلمة لأصولها.
الإخوة الكرام
في قول الطبري رحمه الله وغفر له ولجميع الصالحين من علماء المسلمين:
وفي قوله( يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ ) وجهان من التأويل:
إن قرأت هذا الكلام فإني سأفهم بأنه يجده مقبولاً!
الأصل أنّ القائل إن نقل قولاً يرى بطلانه وفساده أن يبيـِّن -في ذات الموضع- وبوضوح ولو بعبارة أو كلمة, وإن لم يفعل -وهو يرى فساده وبطلانه- فهو بشكل أو بآخر يُضل خلقاً كثيراً.
وختاماً أقول..
أنا لا أفهم, هل إن قلنا بضلال من أنكروا ونفوا اليد والوجه وكل ما أثبت الله تعالى لنفسه لأنهم أوّلوا وصرفوا المعنى عن ظاهره ( تنزيهاً لله تعالى بحسب أفهامهم ), فهل هذا يلزم أنهم في النار!! فإن كان! فماذا أبقينا لمن ضل في الشرك والتوحيد ( لا إله إلا اله) !
استفدت منكم جميعاً -بدون استثناء-، فشكراً لكم.
هدانا مولانا العظيم إلى الحق, وثبتنا عليه, وجعلنا من أهله.
بارك الله فيكم
والسلام عليكم.
أسـامة
2010-05-01, 01:50 PM
فهل هذا يلزم أنهم في النار!!
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
لا يلزم.. بل نقول: هم متوعدون بالعقاب
ولا يمكن لأحد الجزم بشىء كهذا.
نسأل الله لنا ولكم النجاة وحسن الختام.
أبو الوليد التويجري
2010-05-02, 02:36 PM
سمعت الشيخ عبدالكريم الخضير ينقل عن شيخ الإسلام ما يفيد العذر لأولئك، فلينظر فيه.
عمر بن سليمان
2010-05-02, 06:46 PM
سمعت الشيخ عبدالكريم الخضير ينقل عن شيخ الإسلام ما يفيد العذر لأولئك، فلينظر فيه.
أين بارك الله فيك
عمر بن سليمان
2010-05-02, 07:05 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
لا يلزم.. بل نقول: هم متوعدون بالعقاب
ولا يمكن لأحد الجزم بشىء كهذا.
نسأل الله لنا ولكم النجاة وحسن الختام.
قوله بايعوا رسول الله يعني ليلة العقبة قوله ولا ننتهب ويروى ولا ننهب فالأول من الانتهاب والثاني من النهب قوله ولا نعصي أي في المعروف بالعين المهملة وذكر ابن التين أنه روي بالقاف على ما يأتي وذكره ابن قرقول بالعين والصاد المهملتين وقال كذا لأبي ذر والنسفي وابن السكن والأصيلي وعند القابسي ولا نقضي أي ولا نحكم بالجنة من قبلنا وقال القاضي الصواب العين
أبو الوليد التويجري
2010-05-02, 09:40 PM
يُنظر كلام ابن تيمية -رحمه الله- على نفاة الصفات :
مجموع الفتاوى (5/560 فمابعدها).
ومما قال -رحمه الله- : "لكن لم يعرف هؤلاء حقيقة ما جاء به الرسول، وحصل اضطراب في المعقول به، فحصل نقص في معرفة السمع والعقل، وإن كان هذا النقص هو منتهى قدرة صاحبه لا يقدر على إزالته، فالعجز يكون عذرا للإنسان في أن الله لا يعذبه إذا اجتهد الاجتهاد التام، هذا على قول السلف والأئمة في أن من اتقى الله ما استطاع، إذا عجز عن معرفة بعض الحق لم يعذب به". مجموع الفتاوى (5/563).
شريف شلبي
2010-05-03, 09:34 AM
العربي هو الذي يبين ويوضح ويفصل ويفصح, وعكسه الأعجمي وهو الذي لا يبين ولا يفصل ولا يوضِّح,
.
" فقد تبين إذًا -بما عليه دللنا من الدِّلالة- أن كلّ رسول لله جل ثناؤه أرسله إلى قوم، فإنما أرسله بلسان من أرسله إليه، وكلّ كتاب أنزله على نبي، ورسالة أرسلها إلى أمة، فإنما أنزله بلسان من أنزله أو أرسله إليه. فاتضح بما قلنا ووصفنا، أن كتاب الله الذي أنزله إلى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، بلسان محمد صلى الله عليه وسلم. وإذْ كان لسان محمد صلى الله عليه وسلم عربيًّا، فبيِّنٌ أن القرآن عربيٌّ. وبذلك أيضًا نطق محكم تنزيل ربنا، فقال جل ذكره: { إِنَّا أَنزلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ } [سورة يوسف: 2]. وقال: { وَإِنَّهُ
لَتَنزيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ * نزلَ بِهِ الرُّوحُ الأمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ * بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ } [سورة الشعراء: 192-195].
وإذْ كانت واضحةً صحةُ ما قلنا -بما عليه استشهدنا من الشواهد، ودللنا عليه من الدلائل- فالواجبُ أن تكون معاني كتاب الله المنزل على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، لمعاني كلام العرب موافقةً، وظاهرُه لظاهر كلامها ملائمًا، وإن باينه كتابُ الله بالفضيلة التي فضَلَ بها سائرَ الكلام والبيان، بما قد تقدّم وَصْفُنَاهُ.
فإذْ كان ذلك كذلك، فبيِّن -إذْ كان موجودًا في كلام العرب الإيجازُ والاختصارُ، والاجتزاءُ بالإخفاء من الإظهار، وبالقلة من الإكثار في بعض الأحوال، واستعمالُ الإطالة والإكثار، والترداد والتكرار، وإظهارُ المعاني بالأسماء دون الكناية عنها، والإسرار في بعض الأوقات، والخبرُ عن الخاصّ في المراد بالعامّ الظاهر، وعن العامّ في المراد بالخاصّ الظاهر، وعن الكناية والمرادُ منه المصرَّح، وعن الصفة والمرادُ الموصوف، وعن الموصوف والمرادُ الصفة، وتقديمُ ما هو في المعنى مؤخر، وتأخيرُ ما هو في المعنى مقدّم، والاكتفاءُ ببعض من بعض، وبما يظهر عما يحذف، وإظهارُ ما حظه الحذف- أن يكون ما في كتاب الله المنزل على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم من ذلك، في كلّ ذلك له نظيرًا، وله مِثْلا وشبيهًا "
من كلام لأحد علماء المسلمين سأخبركم به بعد حين
أسـامة
2010-05-03, 11:02 AM
من كلام لأحد علماء المسلمين سأخبركم به بعد حين
هو كلام الإمام الطبري، في مقدمة تفسيره (1/11-12-13)
وله كتاب آخر، يفصل فيه معتقده، واسمه: تبصير أولي النهى ومعالم الهدى التبصير في معالم الدين ( أو ) التبصير فى معالم الدين.. فليراجع.
وأيضًا له كتاب: صريح السنة.
وحول الصفة اليد، فلتراجع أيضًا:
الأربعين في صفات رب العالمين للإمام الحافظ الذهبي - الحديث السابع - وأحاديث الأبواب (61-99) وفيه من الأحاديث الكم الكبير، وما لا يحتمل التأويل؛ ومن كلام الصحابة في إثبات الصفة ذاتها، حوالي سبعة منهم. ص (73-104)
وأيضًا
الصفات للبيهقي (2/118)
رد الدارمي على بشر المريسي - ت الفقي ص 38
التوحيد لابن خزيمة ص 126
الرد على الجهمية لابن منده ص 78
مقالات الأشعري (1/345)
الشريعة للآجري (2/217)
شريف شلبي
2010-05-03, 12:43 PM
إن صنيعك مع الإمام الطبري ذكرني بفعل الأشاعرة مع ابن تيمية؛
فهو يقول مثلا وقالت الرافضة كذا، فينسب القول إليه على أنه رأي
وهذا لا يخلو من ثلاثة: جهل - تدليس - كذب وافتراء
شكراً جزيلاً .
ولكن يأيها المنصف ، الطبري لم يقل وقالت المؤولة أو الاشاعرة أو اهل البدع ، كما قال شيخ الاسلام وقالت الرافضة .
ولكن قال فيه تأويلان - فدل على أنهما مقبولان عنده
وقد ذكر ابن جرير في تفسيره 18 مرة قوله " فيه وجهان من التأويل " لا أريد سردها خشية التطويل ، فلتراجعها أنت - إن رمت الحق والانصاف - لتعلم أن ابن جرير إذا ذكر ذلك فإنه يقبل القولين إلا إذا علق على أحدهما
أسـامة
2010-05-03, 01:34 PM
إن رمت الحق والانصاف
نسأل الله أن يرشدنا إلى الحق والإنصاف.. وإياكم.
هدية من كلام الطبري.
قال ابن جرير الطبري -رحمه الله-:
(وذلك نحو إخبار الله تعالى ذكره إيانا أنه سميع بصير، وأن له يدين لقوله فففبَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِق قق. وأن له يمينًا لقوله: فففوَالسَّمَاوَ اتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِققق) اهـ
التبصير فى معالم الدين - ت الشبل - ط العاصمة ط1 - ص 133
http://majles.alukah.net/attachment.php?attachmentid=49 15&stc=1&d=1272886248
Powered by vBulletin® Version 4.2.2 Copyright © 2025 vBulletin Solutions، Inc. All rights reserved.