مشاهدة النسخة كاملة : معنى حديث: (فيأتيهم الله في صورة غير صورته التي يعرفون ).
مسلم طالب العفو
2010-04-16, 06:46 PM
هذا الامر ربما يشكل على كثير من المسلمين
او يدخل فيه الشيطان بالنزغ
احببنا ان ننقله
السؤال:
ما معنى الحديث الذي يقول: (إن الله -سبحانه وتعالى- يتجلى لعباده المؤمنين في صورة ينكرونها، فيقول: أنا ربكم، فيقولون: لست ربنا، ثم يتجلى لهم في أحسن صورة فيعرفونه فيكشف عن ساقه فيخرون له سجدا)، هل هذا الحديث صحيح؟ وهل به مخالفات للعقيدة؟؟ جزاكم الله خيرا.
الجواب:دكتور ياسر برهامى
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فهو حديث صحيح ثابت في الصحيح، وليس به مخالفات للعقيدة، ولكن نص الحديث: (فيأتيهم الله -تبارك وتعالى- في صورة غير صورته التي يعرفون) (متفق عليه)، وفي رواية أخرى في الصحيح: (فيأتيهم الجبار في صورة غير صورته التي رأوه فيها أول مرة) (متفق عليه)، فهذا سبب استعاذتهم، ونحن نثبت لله صورة لا كالصور على قاعدة أهل السنة في إثبات الصفات مع نفي التمثيل.
راجع شرح الحديث في صحيح مسلم:
-36 باب إثبات رؤية المؤمنين في الآخرة ربهم وباب معرفة طريق الرؤية. (http://www.salafvoice.com/sndlib/lesson.php?id=1353&mode=r&back=aHR0cDovL3d3dy5zYWxhZnZva WNlLmNvbS9zbmRsaWIvc2hvd19zZXJ pZXMucGhwP2lkPTc0&from=lecturer&back=aHR0cDovL3d3dy5zYWxhZnZva WNlLmNvbS9zbmRsaWIvc2hvd19zZXJ pZXMucGhwP2lkPTc0)
-37 تكملة باب معرفة طريق الرؤية.. إلى باب إثبات الشفاعة وإخراج الموحدين من النار (http://www.salafvoice.com/sndlib/lesson.php?id=1354&mode=r&back=aHR0cDovL3d3dy5zYWxhZnZva WNlLmNvbS9zbmRsaWIvc2hvd19zZXJ pZXMucGhwP2lkPTc0&from=lecturer&back=aHR0cDovL3d3dy5zYWxhZnZva WNlLmNvbS9zbmRsaWIvc2hvd19zZXJ pZXMucGhwP2lkPTc0)
عدنان البخاري
2010-04-16, 09:16 PM
/// المعنى الصَّحيح للحديث من بحثٍ قديمٍ لي، اقتبس منه ما قد يوفي:
• وأما الحديث فقد أخرجه الشيخان -بألفاظ مختلفة– عن أبي هريرة وأبي سعيد رضي الله عنهما ولفظه عن أبي هريرة عند مسلم : أن ناسا ً قالوا لرسول الله: يارسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هل تضارون في رؤية القمر ليلة البدر ؟ قالوا: لا يارسول الله ، قال :هل تضارون في الشمس ليس دونها سحاب؟ قالوا: لا يارسول الله ، قال : " فإنكم ترونه كذلك . يجمع الناس يوم القيامة فيقول : من كان يعبد شيئاً فليتبعه فيتبع من كان يعبد الشمس الشمس , ويتبع من كان يعبد القمرالقمر , ويتبع من كان يعبد الطواغيت الطواغيت , وتبقى هذه الأمة فيها منافقوها فيأتيهم الله تبارك وتعالى في صورة غير صورته التي يعرفون فثقول : أنا ربكم , فيقولون ك نعوذ بالله منك هذا مكاننا حتى يأتينا ربنا , فإذا جاء ربنا عرفناه , فيأتيهم الله تعالى في صورته التي يعرفون فيقول : أنا ربكم فيقولون : أنت ربنا فيتبعونه ..." إلخ ما جاء في رواية الحديث الطويلة.
• أن إتيان ( الذات العلية ) في صورة بعد أخرى لا ضير فيها ولا استنكار ، مادام أن ذلك قد ثبت لدينا بطريق الشرع ، ثم إن كان ثمة استنكار على وصف ( الذات العلية ) بهذه السمة ووجوب تنزيهه عنها لكان النبي صلى الله عليه وسلم أحرص الناس عليه.
• لفظ التغير لفظ مجمل ، فالتغير في اللغة المعروفة لا يُراد به مجرد كون المحل قامت به الحوادث .
• فإن الناس لايقولون للشمس والقمر والكواكب إذا تحركت : إنها قد تغيرت ، ولا يقولون للإنسان إذا تكلم ومشى : إنه تغير ، ولا يقولون إذا طاف وسعى وركب : إنه تغير إذا كان هذه عادته .
• بل يقولون ( تغير ) : لمن استحال من صفة إلى صفة .
فإن الشمس إذا زال نورها ظاهراً لايقال إنها تغيرت ، فإذا اصفرت قيل لها : تغيرت .
وكذلك الإنسان إذا مرض أو تتغير جسمه بجوع أو تعب قيل : قد تغير ، وكذلك إذا تغير خلقه ودينه ، مثل أن يكون فاجراً فينقل ويصير بَرَّاً فإذا جرى عادته في أقواله فلا يقال إنه قد تغير .
• وإذا كان هذا معنى ( التغير ) فالرب تعالى لم يزل ولا يزال موصوفا بصفات الكمال ، منعوتا بنعوت الجلال ولإكرام ، وكماله من لوازم ذاته ، فيمتنع أن يزول عنه شيء من صفات كماله ، ويمتنع أن يكون ناقصا بعد كماله .
• وهذا الأصل عليه قول السلف وأهل السنة ، وهو أنه : لم يزل متكلما إذا شاء ، ولم يزل كذلك ، فلا يكون – [ أي الله عز وجل وأفعاله ] – متغيراً ..." بتصرف من: مجموع الفتاوى (6/249-250) .
• وقد ردَّ شيخ الإسلام ابن تيمية على من أول لفظ الحديث فقال رحمه الله: (( وأقرب ما يكون إتيان الله تعالى في صورة بعد صورة .
• ومن التأويل لهذه الصفة ما يذكره بعض أهل الحديث ؛ مثل أبي عاصم النبيل ؛ حيث إنه كان يقول : ( ذلك تغيير يقع في عيون الرائين ؛ كنحو ما يخيل الإنسان الشيء بخلاف ما هو به فيتوهمه على الحقيقة ) .
• وكذلك ما ذكره عثمان بن سعيد الدارمي ( في نقضه على المريسي ) حيث قال...
• ثم قال شيخ الإسلام رحمه الله : (( - وهذا باطل من وجوه :
• الوجه الأول : أن حديث أبي سعيد امتفق عليه : " فيأتيهم في صورة غير صورته التي رأوه فيها أول مره " ؛ وهذا يفسر حديث أبي هريرة : " فيأتيهم الله في صورة غير صورته التي يعرفون " ويبين أن تلك المعرفة كانت لرؤية منهم متقدمة ؛ وفي صورته غير الصورة التي أنكروه فيها .
• وفي هذا التفسير [أي: التأويل المردود] قد جعل صورته التي يعرفون هي التي عرّفهم صفاتها في الدنيا، وليس الأمر كذلك؛ لأنه أخبر أن الصورة التي رأوه فيها أول مرة، لا أنهم عرفوها بالنعت في الدنيا .
• ولفظ الرواية صريح في ذلك ، وقد بينا أنه في غير حديث ما يُبين انهم رأوه قبل هذه المرة .
• الوجه الثاني : أنهم لا يعرفون في الدنيا لله صورة ولم يروه في الدنيا في صورة ؛ فإن ما وصف الله تعالى به نفسه ووصفه به رسوله لا يوجب لهم معرفة صورة يعرفونه فيها ؛ ولهذا قال تعالى : ( ليس كمثله شيء ) الشورى [ 11 ] فلو أرادوا الصفات المخبر بها في الدنيا لذكروا ذلك .
• فعُلم أنهم لم يطبقوا الصورة التي رأوه فيها أول مرة .
• وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في سدرة المنتهى : " فغشيها من أمر الله ما غشيها ، حتى لا يستطيع أحد أن ينعتها من حُسنها " .
• فالله أعظم من أن يستطيع أحد أ ينعت صورته ، وهو سبحانه وص نفسه لعباده على قدر ما تحتمله أفهامهم .
• ومعلوم أن قدرتهم على معرف الجنة بالصفات أيسر، ومع هذا فقد قال : " أعددت لعبادي الصالحين، ما لاعبن رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر " .
• فالخالق أن لا يكونوا يطيقون معرفة صفاته كلها أولى .
• الوجه الثالث : أن في حديث أبي سعيد: " فيرفعون رؤوسهم وقد تحوّل في الصورة التي رأوه فيها أول مرة " ؛ فقوله[ أي الدارمي ] " لا يتحول من صورة إلى صورة ولكن يمثل ذلك في أعينهم " مخالف لهذا النص [ حيث إن الرواية أثبتت التحول في الصورة ونفاها الدارمي].
• الوجه الرابع : أن أبي هريرة وأبن مسعود من طريق العلاء : " أنه يُمثل لكل قوم ما كانوا يعبدون " وفي لفظ " أشباه ما كانو يعبدون " ثم قال : " ويبقى محمد وأمته ؛ فيتمثل لهم الرب تبارك وتعالى فيأتيهم فيقول : مالكم لا تنطلقون كما انطلق الناس ؟ فيقولون إن لنا غلها ً ما رأيناه بعد " ، فقد أخبر أن الله تعالى هو الذي يتمثل لهم ، ولم يقل لهم كما قال في معبودان المشركين وأهل الكتاب .
• الوجه الخامس: أن في عدة أحاديث؛ كحديث أبي سعيد وابن مسعود : " قال: هل بينكم وبينه علامة ؟ فيقولون: نعم؛ فيكشف عن ساقه فيسجدون له " . وهذا بين أنهم لم يعرفوه بالصفة التي وصف لهم في الدنيا، بل بآية وعلامة عرفوها في الموقف.
• وكذلك في حديث جابر: " قال: فيتجلى لنا يضحك " ومعلوم أنه وإن وصف في الدنيا بالضحك فصورته لا تعرف بغير المعاينة .
• الوجه السادس : أنه [ أي الدارمي ] مثل ذلك بقوله تعالى : ( وإذ يريكموهم إذ التقيتم في أعينكم قليلا ويقللكم في أعينهم ) الأنفال ك [ 44 ] وبقوله : ( ولكن شبه لهم ) النساء : [157 ] وهذا غير مناسب ؛ لأن اليهود غلطوا في الذي رأوه ؛ حيث ظنوه المسيح ولم يكن هو ؛ ولكن أُلقي شبهه عليه .
• وكذا يُقاس ما رؤي هو نفسه في صورة على مالم يُرَ ؟
• واما التقليل والتكثير في أعينهم فهو المقدار ، وليس المرئي ولكن في صفته .
• الوجه السابع : أن هذا المعنى [ أي في الأمثلة التي ذكرها الدارمي ] كان مقيدا بالرائي لا بالمرئي مثل قوله تعالى : ( وإذ يريكموهم إذ التقيتم في أعينكم قليلا ويقللكم في أعينهم ) الأنفال [ 44 ] .
• فقيد ذلك بأعين الرائين ولهذا يقال: كان هذا في عين فلان رجلا فظهر امرأة، وكان كبيرا فظهر صغيرا ونحو ذلك، ولا يقال: جاء فلان في صورة كذا ثم تحول في صورة كذا؛ ويكون التصوير في عين الرائي فقط..." انتهى كلام شيخ الإسلام بتصرف من : نقض التأسيس (3/397-404) المخطوط ، بواسطة شرح كتاب التوحيد من صحيح البخاري للغنيمان (2/11).
• تنبيه: التغير الذي نفاه الأئمة عن الله عز وجل ليس هو الذي نفاه شيخ الإسلام ونزه الله سبحانه وتعالى عنه – في أول هذا المبحث – .
• فشيخ الإسلام قد نفى التغير الذي يراد منه استحالة الشيء من صفة لأخرى، والأئمة الثلاثة متفقون معه في هذه .
• إلا أن نفيهم للتغير في أقوالهم السالفة إنما يريدون به نفي إتيان الله في صورة بعد صورة بالتأويل وهو نفي باطل كما سبق .
• ولهذا فالأسلم أن يلتزم المؤمن بالألفاظ الشرعية في هذه المسألة بالذات ؛ فيقول: أن الله يأتي في صورة بعد صورة .
• ولا يقول: إن الله تتغير صورته ؛ وذلك بعدا عن هذه اللفظة المشتبهة والتزاما بالألفاظ الشرعية .
• وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين ، والحمد لله رب العالمين..
http://www.ahlalhdeeth.cc/vb/showthread.php?p=1059491
مسلم طالب العفو
2010-04-20, 08:46 AM
جزاك الله خيرا
على الاضافة الطيبة
مسلم طالب العفو
2010-07-09, 03:54 PM
ولكن الكلام ما خرج عم ما ذكر
العمطهطباوي
2010-08-04, 02:11 AM
الإشكال المورد في الصورة :
الصورة التي ذكرت في الحديث " في غير صورته التي يعرفونها " هي صورة " تعارف الله عليها مع عباده " و ليست صورة مستقلة عن صورته تعالى كقول الرجل آتيك حاملا لواءا فتعرفني به فإن جئتك على هذه الصورة فذلك أنا فاللواء لم يغير صورتك الأصليه إنما أضاف لها " أمارة " .
كذلك ثبت في حديث سنده جيد كما قال الالباني في الصحيحة وابن تيمية في الفتاوى و اثبته الذهبي في العلو عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إذا جمع الله العباد بصعيد و احد نادى مناد : يلحق كل قوم بما كانوا يعبدون ، و يبقى الناس على حالهم ، فيأتيهم فيقول : ما بال الناس ذهبوا و أنتم ها هنا ********** ** ؟ فيقولون ننتظر إلهنا ، فيقول هل تعرفونه ؟ فيقولون : إذا تعرف إلينا عرفناه ، فيكشف لهم عن ساقه ، فيقعون سجدا ، و ذلك لقول الله تعالى : " يوم يكشف عن ساق و يدعون إلى السجود فلا يستطيعون " ، و يبقى كل منافق ، فلا يستطيع أن يسجد ، ثم يقودهم إلى الجنة .
فهو يأتيهم في صورته كما هو تبارك وتعالى ولكنه لا يكشف لهم عن ساق فلا يعرفونه و هو تعالى يفعل ذلك ليمتحن إيمان المؤمنين ثم يأتيهم فيكشف لهم عن ساق فيعرفونه بهذه الأمارة فيسجدون فليست الصورة الأولى غير الثانية و هم لم يروا الله قط و لم ينظروا اليه كما ذكر الحافظ و لكنهم يعرفونه بشيء هو يعرف به نفسه المقدسة لهم و هو الكشف عن الساق و قد ورد ذلك صريحا في لفظ ابن مسعود في العلو للذهبي : " فيقولون بيننا وبينه علامة فإذا رأيناه عرفناه . فيقول ما هي ؟ فيقولون يكشف عن ساق ، فعند ذلك يكشف عن ساقه فيخرون " .
ففي المرة الأولى يأتيهم و يقول انا ربكم فيتعوذون بالله منه ثم يأتيهم في الثانية بنفس الصورة و يكشف لهم عن ساق فيعرفونه و الغرض من ذلك كما هو مثبت في الحديث امتحان المؤمنين فيما بينهم في الاتيان الأول ثم امتحان المؤمن من المنافق في الكشف عن الساق و السجود .
والله اعلم
عدنان البخاري
2010-08-04, 07:47 PM
الإشكال المورد في الصورة :
الصورة التي ذكرت في الحديث " في غير صورته التي يعرفونها " هي صورة " تعارف الله عليها مع عباده " و ليست صورة مستقلة عن صورته تعالى كقول الرجل آتيك حاملا لواءا فتعرفني به فإن جئتك على هذه الصورة فذلك أنا فاللواء لم يغير صورتك الأصليه إنما أضاف لها " أمارة " .
كذلك ثبت في حديث سنده جيد كما قال الالباني في الصحيحة وابن تيمية في الفتاوى و اثبته الذهبي في العلو عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إذا جمع الله العباد بصعيد و احد نادى مناد : يلحق كل قوم بما كانوا يعبدون ، و يبقى الناس على حالهم ، فيأتيهم فيقول : ما بال الناس ذهبوا و أنتم ها هنا ********** ** ؟ فيقولون ننتظر إلهنا ، فيقول هل تعرفونه ؟ فيقولون : إذا تعرف إلينا عرفناه ، فيكشف لهم عن ساقه ، فيقعون سجدا ، و ذلك لقول الله تعالى : " يوم يكشف عن ساق و يدعون إلى السجود فلا يستطيعون " ، و يبقى كل منافق ، فلا يستطيع أن يسجد ، ثم يقودهم إلى الجنة .
فهو يأتيهم في صورته كما هو تبارك وتعالى ولكنه لا يكشف لهم عن ساق فلا يعرفونه و هو تعالى يفعل ذلك ليمتحن إيمان المؤمنين ثم يأتيهم فيكشف لهم عن ساق فيعرفونه بهذه الأمارة فيسجدون فليست الصورة الأولى غير الثانية و هم لم يروا الله قط و لم ينظروا اليه كما ذكر الحافظ و لكنهم يعرفونه بشيء هو يعرف به نفسه المقدسة لهم و هو الكشف عن الساق و قد ورد ذلك صريحا في لفظ ابن مسعود في العلو للذهبي : " فيقولون بيننا وبينه علامة فإذا رأيناه عرفناه . فيقول ما هي ؟ فيقولون يكشف عن ساق ، فعند ذلك يكشف عن ساقه فيخرون " .
ففي المرة الأولى يأتيهم و يقول انا ربكم فيتعوذون بالله منه ثم يأتيهم في الثانية بنفس الصورة و يكشف لهم عن ساق فيعرفونه و الغرض من ذلك كما هو مثبت في الحديث امتحان المؤمنين فيما بينهم في الاتيان الأول ثم امتحان المؤمن من المنافق في الكشف عن الساق و السجود . والله اعلم
/// قولك: "فهو يأتيهم في صورته كما هو تبارك وتعالى ولكنه لا يكشف لهم عن ساق فلا يعرفونه" =تأويلٌ للحديث باطلٌ غير صحيح! بل هو مصادمٌ للمعنى واللفظ الصَّريح الذي في الصَّحيحين، المبين بجلاء أنَّه سبحانه وتعالى يأتيهم في المرَّة الأولى في غير صورته التي هو عليها، فيستعيذون منه.
/// فقد تقدَّم أن اللَّفظ فيهما: "وتبقى هذه الأمة فيها منافقوها فيأتيهم الله تبارك وتعالى في صورة غير صورته التي يعرفون فيقول: أنا ربكم , فيقولون: نعوذ بالله منك هذا مكاننا حتى يأتينا ربنا , فإذا جاء ربنا عرفناه , فيأتيهم الله تعالى في صورته التي يعرفون".
/// أما اللَّفظ الذي أوردْتَه فليس فيه تصريح للمعنى الذي مهَّدتَ له وأوَّل إليه (واحتماله لمعنى لا يتضارب مع المصرَّح به ممكن)، ثم هو مصادم لما في لفظ الصَّحيحين.
/// أمَّا اعتمادك على لفظة: "إذا تعرَّف إلينا عرفناه" فلا يتنافى مع ما إتيانه في صورة غير صورته الأولى، إذ المقصود بالتعرُّف إمَّا إتيانه بصورته التي هو عليها، أوالعلامة التي بينه وبينهم، وهي الساق.
أبو سفيان الأثرى
2010-08-04, 09:18 PM
فليست الصورة الأولى غير الثانية و هم لم يروا الله قط و لم ينظروا اليه كما ذكر الحافظ و لكنهم يعرفونه بشيء هو يعرف به نفسه المقدسة لهم و هو الكشف عن الساق و قد ورد ذلك صريحا في لفظ ابن مسعود في العلو للذهبي : " فيقولون بيننا وبينه علامة فإذا رأيناه عرفناه . فيقول ما هي ؟ فيقولون يكشف عن ساق ، فعند ذلك يكشف عن ساقه فيخرون " ففي المرة الأولى يأتيهم و يقول انا ربكم فيتعوذون بالله منه ثم يأتيهم في الثانية بنفس الصورة و يكشف لهم عن ساق فيعرفونه و الغرض من ذلك كما هو مثبت في الحديث امتحان المؤمنين فيما بينهم في الاتيان الأول ثم امتحان المؤمن من المنافق في الكشف عن الساق و السجود .
والله اعلم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبى بعده وعلى آله وصحبه وبعد،
جاء فى رواية أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه عند البخارى باب قوله تعالى " وجووه يومئذ ناضرة " :
"....... قال: فيأتيهم الجبار في صورة غير صورته التي رأوه فيها أول مرة، فيقول: أنا ربكم.
فيقولون: أنت ربنا، فلا يكلمه إلا الأنبياء، فيقول: هل بينكم وبينه آية تعرفونه؟ فيقولون: الساق.
فيكشف عن ساقه، فيسجد له كل مؤمن، ويبقى من كان يسجد لله رياء وسمعه، فيذهب كيما يسجد فيعود ظهره طبقاً واحداً. "
وفي الرواية التي ذكرها [البخارى] في ((التفسير)): " أتاهم رب العالمين في أدنى صورة من التي رأوه فيها أول مرة " وهو لفظ رواية مسلم (1)، وفي السنة لابن أبي عاصم: (( ثم يتبدى الله لنا في صورة غير صورته التي رأيناه فيها أول مرة ))، وفي رواية عنده أيضا: (( ثم يرفع برنا ومسيئنا، وقد عاد لنا في صورته التي رأيناه فيها أول مرة )) (2) .
وفي صحيح مسلم في هذا الحديث: (( ثم يرفعون رؤوسهم وقد تحول في صورته التي رأوه فيها أول مرة، فقال: أنا ربكم، فيقولون: أنت ربنا )) (3).
ففي هذه الألفاظ بيان صريح بأنهم قد رأوه في صورة عرفوه فيها، قبل أن يأتيهم هذه المرة، وفي ذلك رد لما قاله الإمام أبو سعيد الدرامي - رحمه الله -، حيث جعل معرفتهم إياه بصفاته التي تعرف بها إليهم في الدنيا.
وكذلك قوله: (( إن هذا التحول من صورة إلى صورة، هو تمثيل يمثله الله في أعينهم.
أما هو - تعالى - فلا يتحول من صورة إلى صورة، وهذا خلاف ما صرحت به الأحاديث كما ذكرنا (4).
__________
(1) انظر (( صحيح مسلم مع النووي )) (3/27).
(2) انظر (( السنة )) (1/285).
(3)صحيح مسلم )) (1/169)، رقم (302).
(منقول من نقض التأسيس بواسطة شرح كتاب التوحيد من صحيح البخارى للعلامة الغنيمان رحمه الله، بتصرف).
إذ تقرر ذلك فقولك رحمك الله:
الصورة التي ذكرت في الحديث " في غير صورته التي يعرفونها " هي صورة " تعارف الله عليها مع عباده " و ليست صورة مستقلة عن صورته تعالى كقول الرجل آتيك حاملا لواءا فتعرفني به فإن جئتك على هذه الصورة فذلك أنا فاللواء لم يغير صورتك الأصليه إنما أضاف لها " أمارة " .
جانبه الصواب، والله أعلم.
وفى مشاركة شيخنا الفاضل عدنان البخارى الكفاية والبيان، والله المستعان.
الحمد لله الذى بنعمته تتم الصالحات
مسلم طالب العفو
2010-08-21, 03:06 PM
بارك الله فيك
ابومنذر الفاخري
2010-08-26, 08:51 PM
بارك الله في الاخوة على طرح مثل هذه المسائل وتوضيحها
مسلم طالب العفو
2010-08-30, 05:55 PM
بارك الله فى علمكم ونفع بكم
محب اهل الحديث
2010-11-10, 03:05 PM
بارك الله في الاخوة على طرح مثل هذه المسائل وتوضيحها
مسلم طالب العفو
2010-12-01, 10:21 AM
جزاك الله خيرا
أبو الحسن الرفاتي
2010-12-01, 10:44 AM
جزاكم الله خيراً
التغلبي
2011-06-14, 04:49 PM
/// المعنى الصَّحيح للحديث من بحثٍ قديمٍ لي، اقتبس منه ما قد يوفي:
http://www.ahlalhdeeth.cc/vb/showthread.php?p=1059491
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته .
شكر الله لكل الإخوة الذين وضحوا هذا الإشكال
ولكن لايزال هناك إشكال عندي بارك الله فيكم .
لم يتقدم أحد الإخوة بالمزيد من الشرح
السؤال هل المنافقون كذالك رأوا الله سبحانه وتعالى مرة أولى حيث يتعوذون منه ؟ فتكون هذه الرؤية الثانيه بالنسبة لهم
وإن كان الجواب بنعم ؟ فكيف نوفق بين ذالك وبين قوله تعالى كلا إنهم عن ربهم يومئذٍ لمحجوبون
السؤال الثاني هل الله يأتي بثلاث صور
أفيدونا مأجورين بارك الله فيكم بأسرع وقت إن أمكن فعندي مناظرة مع رافضي يوم الخميس بخصوص هذا الشأن
وهناك حديث الشاب الأمرد كذالك فقد جاء من طريقين
من طريق حماد بن سلمة عن عكرمه عن ابن عباس
ومن طريق آخر مروان بن عثمان عن عمارة
فالطريق الأول فقد قرأت في بعض المنتديات مسلم أعرض عن أحاديث حماد إلا فيما رواه عن ثابت .
فهل هذه الرواية صححها بعض أهل العلم
أو هناك من ضعفها المرجوا الفائدة مصحوبا بالمصادر
ولو صح الحديث هل هذا فيه من التشبيه ؟
وعلى رأي من صحح الحديث وقال أنها مجرد رؤية منام ولا تثبت بها عقيدة في الأسماء والصفات فكيف يوفق بين وبين أن رؤيا الأنبياء حق
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
التغلبي
2011-07-06, 08:59 PM
ليس هناك جواب أحبتي الأفاضل
أبو القاسم البيضاوي
2011-07-06, 10:01 PM
ليس هناك جواب أحبتي الأفاضل
http://www.mediafire.com/?s7qq3amb1p6ejgt
فسينفعك بإذن الله
والله أعلم.
عدنان البخاري
2011-07-06, 11:39 PM
السؤال هل المنافقون كذالك رأوا الله سبحانه وتعالى مرة أولى حيث يتعوذون منه ؟ فتكون هذه الرؤية الثانيه بالنسبة لهم
وإن كان الجواب بنعم ؟ فكيف نوفق بين ذالك وبين قوله تعالى كلا إنهم عن ربهم يومئذٍ لمحجوبون
/// الظاهر من حديث الصحيحين أنَّ المنافقين يرون الله تعالى مع المؤمنين في أرض المحشر قبل افتراقهم عن المؤمنين، بدخول المؤمنين الجنة والمنافقين في أسفل دركات النار.
/// التعوُّذ من الصورة التي يأتيهم الله فيها على غير صورته التي هو عليها سبقتها رؤية الحساب (العامة التي يراه فيها كل أحد)، بناء على حديث: (ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه ليس بينه وبينه ترجمان ولا حجاب يحجبه).
/// بمعنى أن المؤمنين والمنافقين والكفار يرون الله في الحساب (وهذه مسألة الخلاف فيها بين أهل السنة معروف) كما حكى ذلك الشيخ تقي الدين ابن تيمية رحمه الله.
/// أما التوفيق بين هذا وبين قوله: (كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون) فإنَّ الحجب لا يقتضي عدم الرؤية السابقة، فقد يحجب عن الرؤية بعد النظر، وهذا أشد في العذاب والنكال.
/// ثم إن لذة النظر إلى الله تعالى التي تكون في الجنة أعظم من نعيم الجنة كله = يحرم منه غير المؤمنين، كفارا كانوا أم منافقين، فالحجب عن هذه النعمة الزائدة الكبرى يكون بمنع دخول هؤلاء الجنة.
السؤال الثاني هل الله يأتي بثلاث صور
أفيدونا مأجورين بارك الله فيكم بأسرع وقت إن أمكن فعندي مناظرة مع رافضي يوم الخميس بخصوص هذا الشأن
/// لا ينبغي الدخول في مناظرة مع أهل البدع قبل إحكام باب في الاعتقاد يجري النقاش فيه.
/// على ظاهر الحديث فإنَّ الله يأتي في صورة غير صورته التي هو عليها، ثم يأتي في صورته التي هو عليها، فما ثَمَّ إلا صورتان لا ثلاث.
وهناك حديث الشاب الأمرد كذالك فقد جاء من طريقين
من طريق حماد بن سلمة عن عكرمه عن ابن عباس
ومن طريق آخر مروان بن عثمان عن عمارة
فالطريق الأول فقد قرأت في بعض المنتديات مسلم أعرض عن أحاديث حماد إلا فيما رواه عن ثابت .
فهل هذه الرواية صححها بعض أهل العلم
أو هناك من ضعفها المرجوا الفائدة مصحوبا بالمصادر
ولو صح الحديث هل هذا فيه من التشبيه ؟
وعلى رأي من صحح الحديث وقال أنها مجرد رؤية منام ولا تثبت بها عقيدة في الأسماء والصفات فكيف يوفق بين وبين أن رؤيا الأنبياء حق
ينظر الجواب عن هذه الرؤيا المنامية والكلام عن طرقها في هذا الموضوع المطول:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=4916
وللكلام عن بعض سؤالاتك جواب في نفس هذا الرابط ومنه:
/// تجوز رؤية الله سبحانه وتعالى في المنام عند أهل السُّنَّة والجماعة، وقد وقت لجماعة من السَّلف فيما نُقِل عنهم.
وليس المرئيُّ في المنام هو المرئيُّ بصفاته التي هو عليها، إذ ما في النوم أمثالٌ تضرب.
والنَّبي (ص) قد رأى ربَّه في صورة شاب.
ومن أدلَّة هذا:
1- ما أخرجه الترمذي في سننه في حديث اختصام الملأ الأعلى: وفيه: "رأيتُ ربي في أحسن صورة".
قال الترمذي عقبه: سألتُ محمد بن إسماعيل -يعني: البخاري- عن هذا الحديث فقال: "هذا حديث حسن صحيح".
2- ما أخرجه أحمد وابن أبي عاصم في السنة وعبدالله بن أحمد في السنة والطبراني في السنة والدارقطني في الرؤية ، وغيرهم ، من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( رأيت ربي عزوجل في صورة شابٍ أمردٍ ، له وفرةٌ ، جعدٌ قططٌ ، عليه حُلَّةٌ خضراء )) .
• صحَّحه الإمام أحمد وشيخ الإسلام ابن تيمية وغيرهما .
3- ما أخرجه ابن أبي عاصم في السنة وفي الآحاد والمثاني والطبراني في الكبير والدارقطني في الرؤية ، وغيرهم ، من حديث أم الطفيل إمرأة أُبيِّ بن كعبٍ رضي الله عنهما : أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلَّم يذكر : (( أنه رأى ربه عزوجل في النوم ، في صورة شابٍ ذي وفرةٍ ، قدماه في الخضرة ، عليه نعلان من ذهبٍ ، على وجهه فراشٌ من ذهبٍ )) .
• صحَّحه أبو زرعة الدمشقي وأحمد بن صالح المصري ، وضعَّفه أحمد لشيٍ في إسناده.
/// ثمَّ إنَّه لا مانع من هذه الرؤية لا شرعًا ولا عقلًا.
• ورؤية الله عزوجل في المنام من سائر الناس -غير الأنبياء- ممكنة؛ كما بيَّن ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.
/// وسأوافيكم بكلامه بعدُ إن فرغت له إن شاء الله .
• وقد ذكر الشيخ العلاَّمة بكر أبو زيد في كتابه المدخل المفصَّل -ضمناً- طائفة ممن نُقِلَ عنهم رؤيتهم لله عزوجل في المنام ، وهم :
1- أبو بكر المروذي ( صاحب الإمام أحمد ) : المدخل المفصل (2/653) .
2- نجم بن عبدالوهاب الشيرازي : المدخل المفصل (2/654) .
3- أبو الفرج عبدالرحمن بن محمود البعلي : المدخل المفصل (2/654) .
4- أحمد بن يحيى الكرمي : المدخل المفصل (2/654) .
/// ومما يستدرك عليه ممن نُقِل عنهم رؤية الله عزوجل في المنام :
5- الإمام أحمد بن حنبل : في طبقات الحنابلة (1/441) ط : العثيمين ، في قصة طويلة .
6- الإمام يزيد بن هارون : في طبقات الحنابلة (1/445) ط : العثيمين .
7- الإمام عبدالرحمن بن عمرو الأوزاعي : في حلية الأولياء (6/142) ، ترجمة الأوزاعي .
8- رقبة بن مصقلة : في حلية الأولياء (3/32) عن رقبة بن مصقلة قال : ( رأيت رب العزة في المنام ؛ فقال : وعزَّتي لأكرمنَّ مثوى سليمان ) يعني : سليمان التيمي .
/// وأيضًا:
/// وإيَّاكِ، وبارك الله فيك على استشكالاتك الجيِّدة..
/// أوَّلًا: ينبغي أن يعلم أنَّ ما يراه الإنسان في النَّوم -جميلًا كان أوقبيحًا- فهو له دلالةٌ على شيءٍ، ورمز إلى أمرٍ، يعلم ذلك أصحاب التأويل.
/// وأمَّا العبرة والفائدة في هذه الدِّلالات في اليقظة أوالمنامات فهي البُشرى والتَّثبيت لصاحبها إن كانت من الله تعالى، أوإغواء من الشَّيطان وحزبه إن كانت منهم.
/// وأمَّا دلالة رؤية الشَّيء الحَسَن، ففي حديث البراء في عذاب القبر ونعيمه حين ذكر المؤمن في قبره أنَّه: "يأتيه رجلٌ حَسَن الوجه، حسن الثياب، طيِّب الريح، فيقول: أبشر بالذي يسرُّك، هذا يومك الذي كنت توعد، فيقول له من أنت؟ فوجهك الوجه يجيء بالخير؟ فيقولُ: أنا عملك الصالح"، وقال عن الآخر -الكافر أوالفاجر-: "يأتيه رجلٌ قبيح الوجه، قبيح الثياب، منتن الرِّيح، فيقول: أبشر بالذي يسوءُك، هذا يومك الذي كنت تُوْعَد، فيقول: من أنت؟ فوجهك الوجه يجيء بالشَّرِّ؟ فيقول: أنا عملك الخبيث" نعوذ بالله من هذه الحال.
/// ولكن.. إذا تبيَّن هذا فإنَّ رؤية الله في المنام -صدقًا كانت أوخطأً، منه أومن الشَّيطان- لا ينبغي أن يكون فيها كبير أثرٍ على الإنسان، إذ قد تكون من الشيطان لإفساده جهة إدخال العجب في نفسه، فقد يكون من تمثُّل الشَّيطان، لإغواء الإنسان، وللشيطان طرق وأبواب هو فيها ماهر.
/// ومثل ما رآه الأخ الفاضل أحمد بوادي قد رأى نحوه أحد معارفي فلمَّا سأل أحد الأفاضل أمره بعدم الالتفات لمثل هذا والثَّبات على الدِّين والاستعاذة من الشَّيطان الرَّجيم، فإنَّ الأحلام لا يؤخذ منها الأحكام، ومنها الحكم بالغفران أودخول الجنان، لكن إن كان فيها خيرًا وعِبرةً فإنَّما تكون حثًّا للإنسان إلى العمل الصَّالح لا تثبيطًا له باسترواح كونه من أولياء الرجمن مثلًا!
/// ثمَّ إنَّ ما أشار إليه الأخ الفاضل أحمد بوادي من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله من أنَّ يوسف عليه السَّلام قد رأى أبويه وإخوته على هيئة كواكب وشمس وقمر، مع العلم أنَّهم ليسوا كذلك في اليقظة مثالٌ جيِّدٌ للتَّقريب، ومثله كثيرٌ.
/// وهذا المثال فيه أيضًا جوابٌ عن شبهة قد تَرِد على مثل هذا التَّقرير السَّابق ذكره؛ بأنْ يُقال إنَّ رؤى الأنبياء حقٌّ فالنَّبيُّ إذا رأى الله عزَّوجلَّ في النَّوم فهي وحيٌ لا يمكَّن الشَّيطان فيه التلبيس عليه بخلاف غيره، فلم لا نقول إنَّ النَّبيَّ (ص) قد رأى الله عزوجل على صفاته التي هو عليها؟
/// ويتبيَّن الجواب عن هذه الشُّبهة بمثالٍ قريبٍ ممَّا ذكره ابن تيميَّة رحمه الله، وهو أنَّ النَّبيَّ (ص) -كما في الصَّحيح- قد رأى أنَّ بقرًا تنحر، فأوَّلها بأصحابه الذين قتلوا في أحد رضي الله عنهم وألحقنا بهم، ومعلومٌ أنَّ ثمَّ تباينًا واسعًا بين البقر والصَّحابة رضي الله عنهم من جهة الشَّكل والجنس و...، فلو أردنا إجراء المنام على ظاهره لأنَّ رؤى الأنبياء حقٌّ فهل نأخذ الرويا على حقيقتها الظاهرة لأنَّها وحيٌ وحقٌّ نقول إنَّ الصَّحابة رضي الله عنهم كانت لهم قرون وأظلاف كالأبقار مثلًا؟!
وهل نقول إنَّ إخوة يوسف وأبويه كانت أشكالهم وأجسادهم كالشمس والقمر والكواكب، كرويَّة الشَّكل مضيئة... الخ؟! لأنَّ رؤياه كانت لأنَّها وحيًا وحقًّأ!
الجواب: طبعًا.. لا، لكن كان مثالا ضُرِبَ لهم، وهذا لا يخالف كون الرويا حقٌّ وأنَّ وحيٌ من الله تعالى.
وإذا كان هذا في النَّبيِّ (ص) ويوسف عليه السلام ففي غيرهما أولى.
/// إذا تقرَّر هذا وما في البيان والتَّوجيه في المثال السَّابق يُقال مثله في رؤية الإنسان لربِّه في المنام؛ من جهة كون ما رآه من أوصافه الحسَنة مثالًا على شيءٍ حسَنٍ، كالإيمان مثلًا عند القائلين به، لا أنَّه رآه على صفاته التي هو عليها.
/// بقي أنْ يًقال: فما الفارق بين رؤية النَّبيِّ لربِّه ورؤية غيره له؟
فالجواب: أنَّ رؤيا النَّبي يترتَّب عليها أحكام؛ لأنَّها من جنس الوحي، كما في حديث اختصام الملأ الأعلى من فوائد عديدة، في مسائل الكفَّارات والخطا للمساجد... ونحو ذلك = بخلاف رؤيا غيره فإنَّ فيها بشارة ودلالة حسبُ، ولا يؤخذ منها الأحكام كما تقدَّم بيانه.
/// الجواب: لا، لا يكون واقعً في التَّشبيه المحرَّم، لوجهين:
1- الأوَّل: أنَّ النَّبيَّ (ص) قد وصفَه بما رآه عليه، شاب أمرد قطط الشعر... ولم يكن ذلك منه تشبيهًا.
2- والثَّاني: أنَّ الرَّائي لم يشبِّه الله بخلقه، بل حكى ما رآه، فلا يُقال إنَّه شبَّهه بخلقه، بل حكى ما رآه في نومه، مع اعتقاده أنَّه ليس كذلك.
/// تفسير الرؤيا بالإيمان عند شيخ الإسلام والمشتغلين بتفسير الرُّؤى، ولأنَِّي لست من أهله، و(ما نحنُ يتأويل الأحلام بعالمين)! فلا أدري.
/// ولا أعلم له دليلًا الآن، لكن لعلَّ حُجَّة من فسَّره بذلك أنَّه معروفٌ ذلك باستقراء، كما يقولون: إنَّ من رأى نفسَه يؤذِّن فإنَّه سيحجُّ مثلًا؛ مع النَّظَر إلى القرائن فيه.
وهذه رموزٌ تعرف معانيها بالتَّجربة والاستقراء عند أهله.
/// ولعلَّ هذا يتبيَّن بمعرفة معنى الرُّؤى، وهذا ما أشرتُ إليه بقولي في المشاركة الأولى: "وليس المرئيُّ في المنام هو المرئيُّ بصفاته التي هو عليها، إذ ما في النوم أمثالٌ تضرب".
/// وأيضًا فلعل فيما ذكرته في أول المشاركة من حديث البراء في إتيان العمل الصَّالح على هيئة شاب حسن الوجه ... احتمالًا لهذا، والله أعلم.
مسلم طالب العفو
2011-07-13, 09:12 PM
جزاكم الله خيرا
التغلبي
2011-07-22, 05:05 AM
بارك الله فيكم أخي الحبيب مشايخنا الأفاضل ...
وشكر الله لك شيخنا عدنان البخاري على هذا التوضيح والنصيحة .
عاشق السنة
2011-09-08, 11:41 AM
جزاكم الله خيرا جميعا
مسلم طالب العفو
2012-07-21, 01:43 PM
بارك الله فيكم
يوسف التازي
2016-06-22, 06:43 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أنا أرى أن الحق في هذه المسألة مع ابي عاصم وابن الماجشون والدارمي رحمهم الله
مسلم طالب العفو
2016-06-25, 04:44 PM
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته أخى الفاضل
جزاك الله خير
العمطهطباوي
2017-10-18, 07:21 PM
الإشكال المورد في الصورة :
الصورة التي ذكرت في الحديث " في غير صورته التي يعرفونها " هي صورة " تعارف الله عليها مع عباده " و ليست صورة مستقلة عن صورته تعالى كقول الرجل آتيك حاملا لواءا فتعرفني به فإن جئتك على هذه الصورة فذلك أنا فاللواء لم يغير صورتك الأصليه إنما أضاف لها " أمارة " .
كذلك ثبت في حديث سنده جيد كما قال الالباني في الصحيحة وابن تيمية في الفتاوى و اثبته الذهبي في العلو عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إذا جمع الله العباد بصعيد و احد نادى مناد : يلحق كل قوم بما كانوا يعبدون ، و يبقى الناس على حالهم ، فيأتيهم فيقول : ما بال الناس ذهبوا و أنتم ها هنا ************ ؟ فيقولون ننتظر إلهنا ، فيقول هل تعرفونه ؟ فيقولون : إذا تعرف إلينا عرفناه ، فيكشف لهم عن ساقه ، فيقعون سجدا ، و ذلك لقول الله تعالى : " يوم يكشف عن ساق و يدعون إلى السجود فلا يستطيعون " ، و يبقى كل منافق ، فلا يستطيع أن يسجد ، ثم يقودهم إلى الجنة .
فهو يأتيهم في صورته كما هو تبارك وتعالى ولكنه لا يكشف لهم عن ساق فلا يعرفونه و هو تعالى يفعل ذلك ليمتحن إيمان المؤمنين ثم يأتيهم فيكشف لهم عن ساق فيعرفونه بهذه الأمارة فيسجدون فليست الصورة الأولى غير الثانية و هم لم يروا الله قط و لم ينظروا اليه كما ذكر الحافظ و لكنهم يعرفونه بشيء هو يعرف به نفسه المقدسة لهم و هو الكشف عن الساق و قد ورد ذلك صريحا في لفظ ابن مسعود في العلو للذهبي : " فيقولون بيننا وبينه علامة فإذا رأيناه عرفناه . فيقول ما هي ؟ فيقولون يكشف عن ساق ، فعند ذلك يكشف عن ساقه فيخرون " .
ففي المرة الأولى يأتيهم و يقول انا ربكم فيتعوذون بالله منه ثم يأتيهم في الثانية بنفس الصورة و يكشف لهم عن ساق فيعرفونه و الغرض من ذلك كما هو مثبت في الحديث امتحان المؤمنين فيما بينهم في الاتيان الأول ثم امتحان المؤمن من المنافق في الكشف عن الساق و السجود .
والله اعلم
لعلنا نرجع الى شرح العلماء ومانقلته اتراجع عنه
وهو للمناقشه فقط
والله اعلم
العمطهطباوي
2018-01-27, 11:56 PM
الإشكال المورد في الصورة :
الصورة التي ذكرت في الحديث " في غير صورته التي يعرفونها " هي صورة " تعارف الله عليها مع عباده " و ليست صورة مستقلة عن صورته تعالى كقول الرجل آتيك حاملا لواءا فتعرفني به فإن جئتك على هذه الصورة فذلك أنا فاللواء لم يغير صورتك الأصليه إنما أضاف لها " أمارة " .
كذلك ثبت في حديث سنده جيد كما قال الالباني في الصحيحة وابن تيمية في الفتاوى و اثبته الذهبي في العلو عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إذا جمع الله العباد بصعيد و احد نادى مناد : يلحق كل قوم بما كانوا يعبدون ، و يبقى الناس على حالهم ، فيأتيهم فيقول : ما بال الناس ذهبوا و أنتم ها هنا ************ ؟ فيقولون ننتظر إلهنا ، فيقول هل تعرفونه ؟ فيقولون : إذا تعرف إلينا عرفناه ، فيكشف لهم عن ساقه ، فيقعون سجدا ، و ذلك لقول الله تعالى : " يوم يكشف عن ساق و يدعون إلى السجود فلا يستطيعون " ، و يبقى كل منافق ، فلا يستطيع أن يسجد ، ثم يقودهم إلى الجنة .
فهو يأتيهم في صورته كما هو تبارك وتعالى ولكنه لا يكشف لهم عن ساق فلا يعرفونه و هو تعالى يفعل ذلك ليمتحن إيمان المؤمنين ثم يأتيهم فيكشف لهم عن ساق فيعرفونه بهذه الأمارة فيسجدون فليست الصورة الأولى غير الثانية و هم لم يروا الله قط و لم ينظروا اليه كما ذكر الحافظ و لكنهم يعرفونه بشيء هو يعرف به نفسه المقدسة لهم و هو الكشف عن الساق و قد ورد ذلك صريحا في لفظ ابن مسعود في العلو للذهبي : " فيقولون بيننا وبينه علامة فإذا رأيناه عرفناه . فيقول ما هي ؟ فيقولون يكشف عن ساق ، فعند ذلك يكشف عن ساقه فيخرون " .
ففي المرة الأولى يأتيهم و يقول انا ربكم فيتعوذون بالله منه ثم يأتيهم في الثانية بنفس الصورة و يكشف لهم عن ساق فيعرفونه و الغرض من ذلك كما هو مثبت في الحديث امتحان المؤمنين فيما بينهم في الاتيان الأول ثم امتحان المؤمن من المنافق في الكشف عن الساق و السجود .
والله اعلم
وارجع عن هذا القول إن كان خالف الصواب
وهنا فايده جميله
أرجو شرح هذا الحديث "... فيأتيهم الله تبارك وتعالى في صورة غير صورته التي يعرفون فيقول: أنا ربكم، فيقولون: نعوذ بالله منك، هذا مكاننا حتى يأتينا ربنا، فإذا جاء ربنا عرفناه، فيأتيهم الله تعالى في صورته التي يعرفون، فيقول: أنا ربكم، فيقولون: أنت ربنا..."؟
الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فمعنى هذا الحديث أن الله تعالى يأتي عباده المؤمنين يوم القيامة فيتجلى في صورة غير الصورة التي رأوه فيها سابقاً ابتلاء لهم فيقول: أنا ربكم، فيقولون: نعوذ بالله منك، هذا مكاننا حتى يأتينا ربنا، فإذا جاء ربنا عرفناه، فيأتيهم الله تعالى في صورته التي يعرفون. وهذا يعني أنهم لا يتحركون من أرض المحشر ولا يتبعون معبوداً غير الله تعالى، فبعد ذلك يأتيهم الله تعالى في صورته التي يعرفون فيقرون ويقولون: أنت ربنا... هذا وليعلم أن أحاديث الصفات يجب الإيمان بما دلت عليه من غير تكييف مع اعتقاد تنزيه الله تعالى عن الشبه بالمخلوق، فقاعدة السلف في صفات الله تعالى هي إمرارها كما جاءت بلا كيف كما قال شيخ الإسلام في كتاب (العقيدة الواسطية): ومن الإيمان بالله الإيمان بما وصف به نفسه في كتابه، وبما وصف به رسوله محمد صلى الله عليه وسلم من غير تحريف ولا تعطيل، ومن غير تكييف ولا تمثيل. انتهى.
وقال الترمذي في سننه بعد تخريج رواية من روايات هذا الحديث: هذا حديث حسن صحيح، وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم روايات كثيرة مثل هذا ما يذكر فيه أمر الرؤية أن الناس يرون ربهم وذكر القدم وما أشبه هذه الأشياء، والمذهب في هذا عند أهل العلم من الأئمة مثل سفيان الثوري ومالك بن أنس وابن المبارك وابن عيينة ووكيع وغيرهم أنهم رووا هذه الأشياء، ثم قالوا: تروى هذه الأحاديث ونؤمن بها ولا يقال كيف. وهذا الذي اختاره أهل الحديث أن تروى هذه الأشياء كما جاءت ويؤمن بها ولا تفسر ولا تتوهم ولا يقال كيف. وهذا أمر أهل العلم الذي اختاروه وذهبوا إليه. ومعنى قوله في الحديث فيعرفهم نفسه يعني يتجلى لهم، وقال أيضاً في كتاب الزكاة بعد روايته لحديث: إن الله يقبل الصدقة ويأخذها بيمينه... قال رحمه الله: وقد قال غير واحد من أهل العلم في هذا الحديث وما يشبه هذا من الروايات من الصفات ونزول الرب تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا، قالوا: قد تثبت الروايات في هذا ويؤمن بها ولا يتوهم ولا يقال كيف. هكذا روي عن مالك وسفيان بن عيينة وعبد الله بن المبارك أنهم قالوا في هذه الأحاديث أمروها بلا كيف. وهكذا قول أهل العلم من أهل السنة والجماعة. وأما الجهمية فأنكرت هذه الروايات وقالوا: هذا تشبيه، وقد ذكر الله عز وجل في غير موضع من كتابه اليد والسمع والبصر فتأولت الجهمية هذه الآيات ففسروها على غير ما فسر أهل العلم، وقالوا: إن الله لم يخلق آدم بيده، وقالوا: إن معنى اليد ههنا القوة، وقال إسحاق بن إبراهيم: إنما يكون التشبيه إذا قال: يد كيد أو مثل يد أو سمع كسمع أو مثل سمع، فإذا قال سمع كسمع أو مثل سمع فهذا التشبيه، وأما إذا قال كما قال الله تعالى يد وسمع وبصر ولا يقول كيف ولا يقول مثل سمع ولا كسمع، فهذا لا يكون تشبيهاً وهو كما قال الله تعالى في كتابه: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ. انتهى.
وروى ابن بطة في الإبانة: عن حنبل بن إسحاق قال: قلت لأبي عبد الله: ينزل الله تعالى إلى السماء الدنيا؟ قال: نعم، قلت: نزوله بعلمه أم بماذا؟ قال: فقال لي: اسكت عن هذا، وغضب غضباً شديداً، قال ابن بطة: وقال مالك: ولهذا امض الحديث كما روي بلا كيف. انتهى. وروى اللالكائي عن الوليد بن مسلم قال: سألت الأوزاعي وسفيان الثوري ومالك بن أنس عن هذه الأحاديث التي فيها ذكر الرؤية -يعني رؤية الله يوم القيامة- فقالوا: أمروها كما جاءت بلا كيف. انتهى.
وروى الدارقطني في الصفات عن الوليد بن مسلم قال: سألت مالكا والثوري والأوزاعي والليث بن سعد عن الأخبار في الصفات، فقالوا: أمروها كما جاءت، وأخرجه أيضاً الآجري في الشريعة وابن عبد البر في التمهيد، وجاء في روايته: أمروها كما جاءت بلا كيف. وروى أبو نعيم في الحلية عن جعفر بن عبد الله قال: كنا عند مالك بن أنس فجاءه رجل فقال: يا أبا عبد الله، الرحمن على العرش استوى كيف استوى؟ فما وجد مالك من شيء ما وجد من مسألته، فنظر إلى الأرض وجعل ينكت بعود في يده حتى علاه الرحضاء -يعني العرق- ثم رفع رأسه، ورمى بالعود، وقال: الكيف منه غير معقول، والاستواء منه غير مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة، وأظنك صاحب بدعة، وأمر به فأخرج. انتهى.
وقال المباركفوري في شرح سنن الترمذي: قوله (وأمروها بلا كيف) بصيغة الأمر من الإمرار أي أجروها على ظاهرها ولا تعرضوا لها بتأويل ولا تحريف بل فوضوا الكيف إلى الله سبحانه وتعالى... وقد صنف الحافظ الذهبي في هذا الباب كتاباً سماه كتاب العلو للعلي الغفار في إيضاح صحيح الأخبار وسقيمها وهو كتاب مفيد نفيس نافع جداً ذكر في أوله عدة من آيات الاستواء والعلو ثم قال: فإن أحببت يا عبد الله الإنصاف فقف مع نصوص القرآن والسنة ثم انظر ما قاله الصحابة والتابعون وأئمة التفسير في هذه الآيات وما حكوه من مذاهب السلف.. إلى أن قال: فإننا على اعتقاد صحيح وعقد متين من أن الله تعالى تقدس اسمه لا مثل له وأن إيماننا بما ثبت من نعوته كإيماننا بذاته المقدسة إذ الصفات تابعة للموصوف فنعقل وجود الباري ونميز ذاته المقدسة عن الأشباه من غير أن نعقل الماهية، فكذلك القول في صفاته نؤمن بها ونتعقل وجودها ونعلمها في الجملة من غير أن نتعقلها أو نكيفها أو نمثلها بصفات خلقه تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً. فالاستواء -كما قال مالك الإمام وجماعة- معلوم والكيف مجهول. ثم ذكر الذهبي الأحاديث الواردة في العلو واستوعبها مع بيان صحتها وسقمها ثم ذكر بعد سرد الأحاديث أقوال كثير من الأئمة وحاصل الأقوال كلها وهو ما قال إن إيماننا بما ثبت من نعوته كإيماننا بذاته المقدسة إلخ، ونقل عن الوليد بن مسلم قال: سألت الأوزاعي ومالك بن أنس وسفيان الثوري والليث بن سعد عن الأحاديث التي فيها الصفات فكلهم قالوا لي: أمروها كما جاءت بلا تفسير وإن شئت تفاصيل تلك الأقوال فارجع إلى كتاب العلو. انتهى.
وقد تكلم الشيخ عبد الله الغنيمان في شرح كتاب التوحيد من صحيح البخاري على بيان معاني هذا الحديث وتحقيق الحق في شأنه فقال: قوله (فيأتيهم الله) هذا من أوصاف الله وأفعاله التي يفعلها إذا شاء، وهي ما يجب الإيمان به على ظاهر النص، كما هي طريقة سلف هذه الأمة الذين تلقوا ذلك عن الله ورسوله بالقبول والتسليم، ومعلوم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أغير على الله وأعظم تعظيماً له، وأعلم به وبما يجب له، وما يمتنع عليه، من أهل التأويل الذي يزعمون أنهم ينزهون الله عن أوصاف المحدثين -كما يقولون- ولهذا تجدهم يجهدون أنفسهم في تحريف كلام الله تعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم زاعمين أنه لو أجري على ظاهره لأفاد التشبيه والتجسيم، فلذلك جعلوا تأويله واجباً، والواقع أن ما يسمونه من ذلك تأويلاً هو تحريف وإلحاد... وفي هذه الجملة من الحديث، وهي قوله (فيأتيهم الله، فيقول: أنا ربكم، فيقولون: هذا مكاننا حتى يأتينا ربنا، فإذا جاء ربنا عرفناه) شاهد للباب، لأن ظاهره أنهم يرونه غير أنهم في هذه المرة لم يعرفوه، لأنه تعالى لم يظهر لهم بأوصافه التي يعرفونه بها، وقد جاء في رواية أبي سعيد الآتية: (فيأتيهم الجبار في صورة غير صورته التي رأوه فيها أول مرة) ولهذا قالوا: هذا مكاننا حتى يأتينا ربنا، فإذا جاء ربنا عرفناه...
ثم ذكر الشيخ الغنيمان بعد ذلك كلام أهل العلم والتحقيق في المسألة فنقل عن شيخ الإسلام أنه قال: لفظ الصورة في الحديث كسائر ما ورد من الأسماء والصفات، التي قد يسمى المخلوق بها على وجه التقييد، وإذا أطلقت على الله اختصت به، مثل العليم والقدير والرحيم والسميع والبصير، ومثل خلقه بيديه، واستوائه على العرش ونحو ذلك... ونقل عنه أنه قال أيضاً: وكما أنه لا بد لكل موجود من صفات تقوم به، فلا بد لكل قائم بنفسه من صورة يكون عليها، ويمتنع أن يكون في الوجود قائم بنفسه ليس له صورة يكون عليها. ونقل عن ابن قتيبة قوله: الصورة ليست بأعجب من اليدين، والأصابع، والعين، وإنما وقع الإلف لتلك لمجيئها في القرآن، ووقعت الوحشة من هذه، لأنها لم تأت في القرآن، ونحن نؤمن بالجميع، ولا نقول في شيء منه بكيفية ولا حد. انتهى.. ونحسب أن هذا القدر كاف لما أردته من شرح ذلك الجزء من الحديث.
والله أعلم.
http://fatwa.islamweb.net/fatwa/index.php?page=showfatwa&Option=FatwaId&Id=118203
Powered by vBulletin® Version 4.2.2 Copyright © 2025 vBulletin Solutions، Inc. All rights reserved.