المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من أخطاء ابن هشام في المغني



الاء هبة الله
2010-04-16, 03:40 PM
من أخطاء ابن هشام في المغني


من أمثلة تثنية اسم الجمع : قومان .قال الفرزدق :
وكلُّ رفيقَيْ كلِّ رحْـلٍ و إِن هما تَعاطىَ القنا قوماَهُما أخوَانِ .
و استشهد به ابن عصفور( في شرح الجمل الكبير) على تثنية قوم .
و كذا ابن مالك ( في شرح التسهيل ) . فقوماهما فاعل تعاطى ، و حذف نون التثنية للإضافة إلى هما .
و فيه شاهد أيضا على تثنية المضاف إلى اثنين المرجوحة ، فيكون من قبيل :
* ظهراهُما مثلُ ظهورِ التُّرسين *
و معنى البيت أن كل رفيقين في السفر أخوان و إن تعادى قوماهما و تعاطََوُا المطاعنة بالقنا . و رحلُ الشخص : مأواه في الحضَـر ، ثم أُطلق على أمتعة المسافر ، لأنها هناك مأواه .
و هذا البيت مع وضوح معناه قد حرَّفه أبو علىّ الفارسي ( في المسائل البغداديات ) بتنوين قوم ، و زعم أنه مفرد منصوب ، فاختل َّعليه معنى البيت و إعرابه ، فاحتاج إلى أن صَحَّحَه بتعسُّـفات و تمحُّلات كان غنياً عنها ، و مقامه أعلى و أجل من أن ينسب إليه مثل هذا التحريف ، و لكن هو كما قيل :
* كفى المرءَ نبلاً أًن تعـد معايبُه .*
و قد تبعه على هذا التحريف و التخريج ابن هشام (في مغني اللبيب ) و لخَّص كلامه من غير أن يعزوه إليه . و أنقل لك كلامهما حتى لا تقضيَ العجبَ منهما .
قال أبو على ّ(في البغداديات) : ينشد بيت الفرزدق و هو :
و كل رفيقي كل رحل ...................... البيت .
و فيه غير شيء من العربية .فمنه : قال تعاطى و قد تقدمه اثنان و لم يقل تعاطيا . فإن قلت : إنه حذف لام الفعل من تعاطى لالتقاء الساكنين و لم يرده إلى أصله للضرورة فيقول تعاطيا ، فهو قول . و هذه الضرورة عكسُ ما في قول امرئ القيس :
• لها متنتان خظاتا *
لأن هذا البيت اللام في موضع و جب حذفها ، مثل رمَتَا ، لأن الحركة للتاء في رمتا غير لازمة ، و الفرزدق حذفه في موضع و جب إثباته ، لأنك تقول تعاطيا و تراميا . و إن قلت تعاطى تفاعلَ ، و الألف لام الفعل ليست بضميره ،و في الفعل ضميرُ واحدٍ و إن كان في اللفظ مُثنى ، فهو في المعنى كناية عن كثرة ، و ليس المراد بالتثنية هنا اثنين فيحمل الكلام عليها ، و لكنه في المعنى يرجع إلى كل ، فحملت الضمير على كل ، فهو قول . و يقوي هذا : { وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا } .ألا ترى أن الطائفتين لما كانتا في المعنى جمعا لم يرجع الضمير إليهما مثنى لكنه جمع على المعنى . وكذلك تعاطى ، أفرد على المعنى إذ كان لكل ، ثم حمل بعد الكلام على المعنى فقال : هما أخوان . فالقول في هما أنه مبتدأ في موضع خبر الابتداء الأول وهو كل ، وثناه وإن كان في المعنى جمعا للدلالة المتقدمة أن المراد بهذه التثنية الجمع . ألا ترى أن قوله كل رفيقي كل رحل ، جمع ؟! و نظيره قوله { بينهما} بعد : { و إن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا } .
فإن قال قائل : إنَّ هما يرجع إلى رفيقين على قياس قولهم في قوله تعالى : {و الذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا يتربصن } فهو عندنا مخطئ ، لأن الاسم الأول يبقى متعلقا بغير شيء . و هذا القول ينتقض في قول من يقول به ، لأنه عندهم يرتفع بالثاني ، أو بالراجع إليه ، فإن لم يكن له ثان كان إياه في المعنى و لم يعد إليه شيء ، وجب أن لا يجوز ارتفاعه به عندهم . و الجملة التي هي هما أخوان رفعٌ خبر لكل . و لا أستحسن أن يكون هما فصلا لو كان المبتدأ والخبر معرفتين ، لأني وجدت علامة ضمير الاثنين يُعنى به الجمع في البيت و الآية ، و في قول الآخر :
إن المنية و الحتوف كلاهما يُوفي المخارمَ يرقُبان سَوادي .
و قوله : { أن السموات و الأرض كانتا رتقا ففتقناهما } ، و نحو هذا . و لم أجد الاثنين المظهرين يُعنى بهما الجمع و الكثرة .فإن كان كذلك جعلت هما مبتدأ و جعلت أخوان خبره ،و حملته على لفظ هما دون معناه . و لو جعلت هما فصلا و كان الاسمان معرفتين و ما قرب منهما ، و جعلت أخوان خبر كل لم يمتنع ، لأن الاثنين المظهرين قد عني بهما الكثرة أيضا .ألا ترى أن في نفس هذا البيـت : و كل رفيقي كل رحل ، و ليس الرفيقان باثنين فقط ، و إنما يراد بهما الكثرة . فكذلك يراد بأَخَوَان الكثرة . إلا أن قوله ’’ و كل رفيقي ‘‘ في الحمل على الجمع أحسن من حمل أخوان على الجمع ، لأن المعنى في قوله : و كل رفيقي كل رحل : كل الرفقاء ، إذ كانوا رفيقين رفيقين فهما أخوان و إن تعاطى كل واحد مغالبة الآخر ، لاجتماعهما في السَّفرة و الصحبة . فالقول الأول في هذا هو الوجه . ومثل هذا قولهم : هذان خير اثنين في الناس ، و هذان أفضل اثنين في العلماء .فيدلك على أن الاثنين في قولنا : هذان خير اثنين في الناس ، و الرفيقين في هذا البيت ، ما يذهب إليه سيبويه ، من أن المعنى : إذا كان الناس اثنين اثنين فهذا أفضلهم ، و إضافة رفيقين في هذا البيت إلى كل رحل ، لو كان المراد بهما اثنين فقط لكانت هذه الإضافة مستحيلة ، لأن رفيقين اثنين لا يكونان لكل رحل . ففي هذا البيت دليل على أن رفيقين يراد بهما الكثرة . و فيه أنه حمل هما على معنى كل ، و فيه الوجهان اللذان حمَّلناهما تعاطى .
فأما قوله قوماً فيحتمل ثلاثة أوجه : أحدها : أن يكون بدلا من القنا ، لأن قومهما من سببهما و ما يتعلق بهما . و يحتمل أن يكون مفعولا له ، و كأنه قال : و إن هما تعاطيا القنا للمقاومة ، أي لمقاومة كل واحد منهما صاحبه و مغالبتِه . و يحتمل أن يكون مصدرا من باب { صنع الله } و{ وعد الله} لأن تعاطى القنا يدل على مقاومة. فتحمل قوما على هذا كما حملت {وعد الله } على ما تقدم في الكلام ، مما فيه وعد . هذا آخر كلامه .
و قال ابن هشام (في المغنى ) :: هذا البيت من المشكلات لفظا ، و إعرابا ، و معنى ، فلنشرحه .
قوله : كل رحل ، كل هذه زائدة ، و عكسه حذفها في : { على كل قلب متكبر } فيمن أضاف . وتعاطى : أصله تعاطيا ، فحذفت لامه للضرورة . و عكسه إثبات اللام للضرورة فيمن قال :
• لها مَتْنتَانِ خظاتا *
إذا قيل إن خظاتا فعل و فاعل ، أو ألف تعاطى لام الفعل ، ووحَّد الضمير لأن الرفيقين ليسا باثنين معينين ، بل هما كثير ، كقوله تعالى : { و إن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا } ، ثم حمل على اللفظ ؛ إذ قال : هما أخوان ، كما قيل : {فأصلحوا بينهما } . و جملة هما أخوان خبر كل . و قوله : قوماً إما بدل من القنا لأن قومهما من سببهما إذ معناه تقاوُمُهما ، فحذفت الزوائد ، فهو بدل اشتمال . و إما مفعول لأجله ، أي تعاطيا القنا لمقاومة كل منهما للآخر ، أو مفعول مطلق من باب { صنع الله} لأن تعاطي القنا يدل على تقاومهما .
و معنى البيت : أن كل الرفقاء في السفر ، إذا اسْتُقْرُوا رفيقين رفيقين فهما كالأخوين ، لاجتماعهما في السفر و الصحبة ، و إن تعاطى كل منهما مغالبة الآخر .انتهى كلامه .
و هذا كله كما ترى فاسد لفساد أساسه . و قد تنبه له الدماميني ( في الحاشية الهندية ) إلا أنه لم يقف على كلام أبي علي ، و قال : أطال المصنف ، يعني ابن هشام ، في تقرير ما يزيل الإشكال الذي ادعاه ، و كله مبني على حرف واحد ، و هو ثبوت تنوين قوما من جهة الرواية ، و لعلها ليست كذلك . و إنما هي ’’ قوماهما ‘‘ تثنية قوم ، و المثنى مضاف إلى ضمير الرفيقين . ولا إشكال حينئذ لا لفظا ، و لا إعرابا ، و لا معنى . و قد رأيت في نسخة (من ديوان الفرزدق ) هذا البيت مضبوط الميم من ’’ قوماهما ‘‘ بفتحة واحدة ، و ملكت هذه النسخة في جِلدين . و ضبط هذا البيت هو الذي كان باعثا على شرائها . و لله الحمد و المنة . انتهى .
خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب . عبد القادر البغدادي ( 1030 ـ 1093 هـ ) . 7 / 572 ـ 577 .
ون . مغني اللبيب عن كتب الأعاريب . لابن هشام الأنصاري ( 761 هـ ) . ص : 259 ـ

القارئ المليجي
2010-04-17, 09:53 AM
كلام طيب وواضح.
يغني عن مراجعة ما في: الدماميني والشمني والعيني والسيوطي والبغدادي والأمير.

القارئ المليجي
2010-04-17, 10:03 AM
قال العبد الضعيف :
قال ابن هشام رحمه الله في الكلام على " ثم " : وأما الترتيب فخالف قوم في اقتضائها إياه تمسكاً بقوله تعالى " هو الذي خلقكم من نفس واحدة ثم جعل منها زوجها " اهـ
قال الأمير :
" قوله ( هو الذي خلقكم ) هكذا في نسخة ، وتلاوة الآية التي فيها ( ثم ) بدون (هو الذي ) فالصواب حذفها لأنها في الزمر ونصها " خلقكم من نفس واحدة ثم جعل " وأما التي فيها ( هو الذي ) فهي آية الأعراف وليس فيها " ثم " بل فيها الواو بدلها .اهـ
وعفواً على التطفل على النحويين .

من مشاركة للدكتور السالم الجكني على هذا الرابط:

http://qiraatt.com/vb/showthread.php?p=6321#post6321

حسانين أبو عمرو
2010-04-18, 11:34 PM
السلام عليكم
نص الفارسي وابن هشام :
قال أبو على ّ(في البغداديات) : ينشد بيت الفرزدق و هو :
و كل رفيقي كل رحل ...................... البيت .
و فيه هذا البيت غير ُ شئ من العربية .فمنهأنه قال تعاطى و قد تقدَّمه اثنان و لم يقل تعاطيا .
فإن قلت : إنه حذفَ لام الفعل من تعاطى لالتقاء الساكنين و لم يردّه إلى أصله للضرورة فيقول تعاطيا ، فهو قولٌ . و هذه الضرورة عكسُ ما في قول امرئ القيس :
.............. خظاتا... * ..............
لأنه أثبت اللامَ في موضع و جب { فيه } حذفُها ، مثلُ : رمَتَا ؛ لأن الحركة للتاء في رمتا غيرُ لازمة ، و الفرزدق حذفه في موضع و جب إثباته ، لأنك تقول تعاطيا و تراميا . و إن قلت تعاطى تفاعلَ ، و الألف لام الفعل ليست بضمير ، و في الفعل ضميرُ واحدٌ ؛ لأنَّ هما و إن كان في اللفظ مُثنى ، فهو في المعنى كناية عن كثرة ، و ليس المراد بالثنية هنا اثنين فيحمل الكلام عليها ، لكنه في المعنى يرجع إلى "كلٍّ" ، فحملت الضمير على كلٍّ ، فهو قولٌ . و يقوِّي هذا : { وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا } .ألا ترى أن الطائفتين لما كانتا في المعنى جمعا لم يرجع الضمير إليهما مثنى لكنه جمع على المعنى . فكذلك " تعاطى" ، أفرد على المعنى إذ كان لكلِّ ، ثم حمل بعد الكلام على المعنى فقال : هما أخوان .
فالقول في "هما " أنه مبتدأ في موضع خبر الابتداء الأول وهو "كلُّ " ، وثنَّاه وإن كان في المعنى جمعا للدلالة المتقدمة أن المراد بهذه التثنية الجمع . ألا ترى أنَّ قوله :
{كل ُّرفيقي ْكلِّ رحل} جمع ٌ, و نظيره قوله { بينهما} بعد : { وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا } .
فإن قال قائل : إنَّ "هما" يرجع إلى رفيقين على قياس قولهم في قوله تعالى : { وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ } فهو عندنا مخطئٌ ؛ لأنَّ الاسم الأول يبقى معلَّقًا بغير شيء . و هذا القول ينتقض في قول مَن ْ يقول به ؛ لأنَّه عندهم يرتفع بالثاني ، أو بالراجع إليه ، فإذا لم يكن له ثانٍ كان إياه في المعنى و لم يعد إليه شيءٌ ، وجب أن لا يجوزَ ارتفاعُه به عندهم . .................

و الجملة التي هي "هما أخوان" رفعٌ خبر لكلٍّ . و لا أستحسن أن يكون "هما " فصلا لو كان المبتدأ والخبر معرفتين ، لأنِّي وجدتُ علامةَ ضميرِ الاثنين يُعنى به الجمع في البيت و الآية ، و في قول الآخر :
إنَّ المنيةَ و الحتوفَ كلاهما * يُوفي المخارمَ يرقُبان سَوادي .
و قوله : { أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَ ا } ، و نحو هذا . و لم أجد الاثنين المظهرين يُعنى بهما الجمع و الكثرة .فإن كان كذلك جعلتَ" هما" مبتدأ , و جعلتَ " أخوان " خبره ،و حملته على لفظ هما دون معناه . و لو جعلتَ " هما " فصلا و كان الاسمان معرفتين و ما قرب منهما ، و جعلت "أخوان" خبرَ "كلٍّ " لم يمتنع ؛ لأن الاثنين المظهرين قد عُني بهما الكثرة أيضا .ألا ترى أنَّ في نفس هذا البيـت :
و كلُّ رفيقيْ كل ِّرحلٍ .. * .............
، و ليس الرفيقان باثنين فقط ، و إنما يراد بهما الكثرة . فكذلك يراد بأَخَوَان الكثرة . إلا أنَّ قوله ’’ و كلُّ رفيقي ‘‘ في الحمل على الجمع أحسنُ من حمل أخوان على الجمع ؛ لأن المعنى في قوله :
و كلُّ رفيقي كلِّ رحل .. * ...............
: كل الرفقاء ، إذ كانوا رفيقين رفيقين فهما أخوان و إن تعاطى كل واحد مغالبةَ الآخر ؛ لاجتماعهما في السَّفرة و الصُّحبة . فالقول الأول في هذا هو الوجهُ . ومثلُ هذا قولهم : هذان خير اثنين في الناس ، و هذان أفضل اثنين في العلماء .فيدلك على أن الاثنين في قولنا : هذان خير اثنين في الناس ، و الرفيقين في هذا البيت ، ما يذهب إليه سيبويه ، من أنَّ المعنى : إذا كان الناس اثنين اثنين فهذا أفضلُهم ، و إضافة رفيقين في هذا البيت إلى "كل ّرحل" ، لو كان المراد بهما اثنين فقط لكانت هذه الإضافة مستحيلة ، لأن رفيقين اثنين لا يكونان لكلِّ رحلٍ . ففي هذا البيت دليل ٌ على أن رفيقين يراد بهما الكثرة . و فيه أنه حمل "هما "على معنى "كلّ" ، و فيه الوجهان اللذان حمَّلناهما تعاطى .
فأما قوله "قوماً "فيحتمل ثلاثة أوجه : أحدها : أن يكون بدلا من القنا ، لأن قومهما من سببهما و ما يتعلق بهما . و يحتمل أن يكون مفعولا له ، و كأنه قال : و إن هما تعاطيا القنا للمقاومة ، أي لمقاومة كل ِّ واحد منهما صاحبَه و مغالبتِه . و يحتمل أن يكون مصدرا من باب { صُنْعَ اللَّهِ } و{ وَعْدَ اللَّهِ
} ؛ لأنَّ " تعاطى القنا " يدُل على مقاومة. فتحمل" قوما" على هذا كما حملت { وَعْدَ اللَّهِ } على ما تقدم في الكلام ، مما فيه وعدٌ . هذا آخر كلامه .

و قال ابن هشام (في المغنى ) : قول الفرزدق:

وكلُّ رفيقي كلِّ رحل وإن هما * تعاطى القنا قوماهما أخوان

وهذا البيت من المشكلات لفظا ومعنى وإعرابا، فلنشرحه. قوله (كلُّ رحلٍ) : "كل " هذه زائدة، وعكسه حذفها في قوله تعالى ( عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ ) فيمن أضاف، ورحل: بالحاء المهملة، وتعاطى: أصله (تعاطيا) فحذف لامه للضرورة، وعكسه إثبات اللام للضرورة فيمن قال:

لَها مَتنَتانِ خَظاتا كَما * أَكَبَّ عَلى ساعِدَيهِ النَمِرْ
إذا قيل: إن خظاتا فعل وفاعل، أو الألف من (تعاطى) لام الفعل، ووحَّد الضمير ؛ لأن الرفيقين ليسا باثنين معينين، بل هما كثير كقوله تعالى (وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا) ثم حمل على اللفظ، إذ قال (هما أخوان) كما قيل (فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا ) وجملة (هما أخوان) خبر كلّ، وقوله (قوما) إما بدل من القنا ؛ لأن َّقومهما من سببهما إذ معناها تقاومهما، فحذفت الزوائد، فهو بدل اشتمال، أو مفعول لأجله ، أي تعاطيا القنا لمقاومة كلِّ منهما الآخر، أو مفعول مطلق من باب ({ صُنْعَ اللَّهِ }؛ لأن تعاطى القنا يدل على تقاومهما. ومعنى البيت أن كلَّ الرفقاء في السفر إذا استقروا رفيقين فهما كالأخوين ؛ لاجتماعهما في السفر والصحبة، وإن تعاطى كل واحد منهما مغالبة الآخر. .انتهى كلامه .

حسانين أبو عمرو
2010-04-18, 11:37 PM
السلام عليكم
أفضِّل استعمال كلمة أخرى مكان " أخطاء " .

أبو حاتم ابن عاشور
2010-04-18, 11:59 PM
في المقال ألفاظ لا أقول شديدة بل لا تنبغي من طلبة علم, فمن أول العنوان (من أخطاء..) وهذه عينة من طيات مقالكم:

و هذا البيت مع وضوح معناه قد حرَّفه أبو علىّ الفارسي ( في المسائل البغداديات ) بتنوين قوم ، و زعم أنه مفرد منصوب ، فاختل َّعليه معنى البيت و إعرابه ، فاحتاج إلى أن صَحَّحَه بتعسُّـفات و تمحُّلات كان غنياً عنها ، و مقامه أعلى و أجل من أن ينسب إليه مثل هذا التحريف ، و لكن هو كما قيل :
* كفى المرءَ نبلاً أًن تعـد معايبُه .*
و قد تبعه على هذا التحريف و التخريج ابن هشام (في مغني اللبيب ) و لخَّص كلامه من غير أن يعزوه إليه . و أنقل لك كلامهما حتى لا تقضيَ العجبَ منهما .
ولا أدري ممن نعجب في هذه الأزمان !!

سليمان خاطر
2010-04-19, 02:15 PM
عمن تتكلمون ؟ أ يجوز عندكم الكلام عن أعلام العربية وعلومها بهذه العبارات ؟ أرجو أن أكون أخطأت أنا في فهم الموضوع من عنوانه إلى آخره،وإلا فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وإنا لله وإنا إليه راجعون !
أ يرضيكم هذا أيها الكرام من المشرفين والأعضاء ؟