المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : علم اللغة واللسانيات



المصباح المنير
2010-03-28, 11:30 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعرض على أعضاء المنتدى الكرام هذه المسألة طلبا للنقاش حولها, أو إفادتي بأي أبحاث تناولتها
== يستخدم طائفة من العلماء والأساتذة مصطلح علم اللغة ويقصدون بذلك كل علوم اللغة من نحو وصرف وصوت ومعجم وغير ذلك, وفي المقابل نجد طائفة أخرى تستخدم مصطلح اللسانيات ويعنون بذلك علم اللغة, فأي التسميتين أقرب للصواب, وأيهما أولى بالانتشار؟؟
وشاكر لكم مقدما حسن تعاونكم

عُبيد السعيد
2010-03-28, 01:40 PM
.

علم اللغة هو علم اللسانيات .. لكن اللسانيات عندي أدق لسببين :

الأول .. أن القرآن الكريم , استخدم اللسان , ولم يستخدم اللغة في هذا المعنى ,.. والله أعلم


الثاني .. أن اللغة قد تعني اللغة الواحدة وقد تعني اللغات عموماً .. أما اللسانيات فإنها تعني دراسة خصائص كل اللغات !







تحياتي

أبو إلياس الرافعي
2010-03-28, 10:55 PM
جزاك الله خيرا على هذه مشاركتك أخي الكريم، واسمح لي بالتعليق على ما كتبت - سلمتْ يداك.
قلت: الأول: أن القرآن الكريم استخدم اللسان, ولَم يستخدم اللغة في هذا المعنى... والله أعلم.
الثاني: أن اللغة قد تعني اللغة الواحدة وقد تعني اللغات عمومًا، أما اللسانيات فإنها تعني دراسة خصائص كل اللغات..
وأقول: أما القول الأول فليس عليه دليل مطلقا، ولو كنت تقصد باللسانيات علم التجويد والمخارج والصفات الخاصة بالحروف، والتي ترد للتجويد في النهاية، فهذه تسمية القصد منها تخريب لغة القرآن، وكل من تعلم علم اللسانيات عارض علماء التجويد واللغة في هذا الأمر، ورأوا آراء غريبة ما أنزل بها من سلطان.
وأقول: تسمية العلم باللسانيات هو طرف في قصة طويلة المقصد منها نسيان مصطلح التجويد، لذا تجد كثيرا من الأساتذة إذا درس هذا العلم إنما يدرسه باسم اللسانيات لا باسم التجويد، كذلك كما أشرتُ أن هذا العلم الأوربي الأصل فيه من الأخطاء والمخالفات ما الله به عليم، لذا اغتر به كثير من الناس لعدم علمهم بعلوم العرب في هذا الأمر، والدراسة اللسانية الأوربية - الحمد لله درستها - وأقول: تالله لا قيمة لها مطلقًا بجانب علم التجويد، بل لا يهزه من مكانه هزًّا، بداية من عدد الحروف، ومخارجها وطريقتها ونهاية بالنطق السقيم عندهم، الذي لا يغني ولا يسمن.

الاستراباذي
2010-03-29, 10:45 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
-استخدم العرب المحدثون مصطلحات مختلفة للتعبير عن المقابل العربي للمصطلح الانجليزي linguistics والفرنسي linguistique، ومن تلك المقابلات العربية المستعملة اليوم: علم اللغة وهو أقدمها استعمالا ويذكر اسم الأستاذ علي عبد الواحد وافي من أوائل الذين استعملوه، واللسانيات وصاحب المصطلح هو الأستاذ عبد الرحمن الحاج صالح وقد يعبّر عنه أحيانا بعلم اللسان، وهناك اللسنيات والألسنية.
-أما الأقرب فلا أظن أنه يمكن الجزم به، فيترك الأمر للاستعمال، لأنه لا مشاحّة في الاصطلاح، ومادام هناك من يستعمل المتقابلين علم اللغة واللسانيات فالأمر هيّن، ومما يذكره الأستاذ عبد الرحمن الحاج صالح استدلالا على قرب المصطلح الذي اقترحه شيوع استخدام الجمع لدى العرب في التعبير عن أسامي العلوم فيقولون الرياضيات والطبيعيات والإلهيات وغير ذلك من الأسماء، أما الاصطلاح فلأن هناك تفريقاً لدى اللسانيين المحدثين بين اللغة واللسان ينظر في مظانه وخاصة منها كتاب اللساني السويسري "دي سوسير" وهو موجود مترجما في مكتبة المجلس.
-هاجم أخونا أبو إلياس الرافعي اللسانيات ومن يدرسها من المحدثين دون تمييز، وما أظنه فعل ذلك إلا لأنه لم يطلع عليها جيدا فقد اختلطت لديه اللسانيات بالتجويد وهو خلط عجيب لا مبرر له، وإن كان يقصد باللسانيات الصوتيات فهي ليست إلا فرعاً من فروع هذا العلم مثل الصرف والتركيب والدلالة، وكلها موجودة في النحو القديم خاصة مع كتاب سيبويه، وقد درسنا هذا العلم فظهرت لنا فوائده في إظهار فضائل العربية التي تبزّ بها كل اللغات، كما أننا درسنا الصوتيات وكثيرا ما كان بعض الأساتذة يقارنون بين جهود القراء رحمهم الله وبين ما وصل إليه الصوتيون المحدثون.فأرجو من الأخ أن يوضّح لنا إن كان لا يعرف اللسانيات أم أنه لم يتلقّها بشكل جيد، وآنئذ يظهر لنا الفرق.
وفقكم الله

عُبيد السعيد
2010-03-29, 11:17 PM
جزاك الله خيرا على هذه مشاركتك أخي الكريم، واسمح لي بالتعليق على ما كتبت - سلمتْ يداك.
قلت: الأول: أن القرآن الكريم استخدم اللسان, ولَم يستخدم اللغة في هذا المعنى... والله أعلم.
الثاني: أن اللغة قد تعني اللغة الواحدة وقد تعني اللغات عمومًا، أما اللسانيات فإنها تعني دراسة خصائص كل اللغات..
وأقول: أما القول الأول فليس عليه دليل مطلقا، ولو كنت تقصد باللسانيات علم التجويد والمخارج والصفات الخاصة بالحروف، والتي ترد للتجويد في النهاية، فهذه تسمية القصد منها تخريب لغة القرآن، وكل من تعلم علم اللسانيات عارض علماء التجويد واللغة في هذا الأمر، ورأوا آراء غريبة ما أنزل بها من سلطان.
وأقول: تسمية العلم باللسانيات هو طرف في قصة طويلة المقصد منها نسيان مصطلح التجويد، لذا تجد كثيرا من الأساتذة إذا درس هذا العلم إنما يدرسه باسم اللسانيات لا باسم التجويد، كذلك كما أشرتُ أن هذا العلم الأوربي الأصل فيه من الأخطاء والمخالفات ما الله به عليم، لذا اغتر به كثير من الناس لعدم علمهم بعلوم العرب في هذا الأمر، والدراسة اللسانية الأوربية - الحمد لله درستها - وأقول: تالله لا قيمة لها مطلقًا بجانب علم التجويد، بل لا يهزه من مكانه هزًّا، بداية من عدد الحروف، ومخارجها وطريقتها ونهاية بالنطق السقيم عندهم، الذي لا يغني ولا يسمن.

مرحباً بك أخي الكريم أبا إلياس الرافعي ..


لعلّك لم تفهم قصدي في ردي السابق ..!

الموضوع كان عن مصطلحي ( علم اللغة ) و ( اللسانيات ) أيهما أقرب لهذا العلم !


فقلت إن القرآن الكريم عبّر عن اللغة بـ اللسان , ولم يذكر مطلقاً كلمة ( لغة ) ..!
فكان الأدق - في رأيي - أن يسمى العلم الذي يدرس اللغة بـ ( علم اللسان ) .. أو اللسانيات !

وذكرت سبباً آخر يدعم هذا الرأي .. وهو أن هذا العلم يبحث في كل اللغات ..
ومصطلح ( اللسان ) فيه عموم للغات أكثر من مصطلح اللغة الذي قد يطلق على لغة واحدة
أو بعض لغة .... والله أعلم


أما علم التجويد فليس له علاقة - فيما أعلم - بالمصطلح .. لكن قد يكون جزء من هذا العلم !




تحياتي

أبو إلياس الرافعي
2010-03-30, 12:34 AM
بل هو هو أخي، وإنما هو تغريب للمصطلح ليضيع.

عُبيد السعيد
2010-03-30, 12:48 AM
بل هو هو أخي، وإنما هو تغريب للمصطلح ليضيع.


هل يدرس التجويد كيفية نشوء اللغة , وتشابه اللغات , وخصائص اللغات , وكيفية اكتساب اللغة , ويدرس الجهاز النطقي ...؟!





.

أبو إلياس الرافعي
2010-03-30, 12:59 AM
المشكلة أخي أن العلم لم يبدأ هكذا ، وإنما بدأ بالتعارض مع علم التجويد، وما ذكرت إنما يدرس في أصول اللغة وهذا محله الأصلي، جزاك الله خيرا

المصباح المنير
2010-03-31, 01:47 AM
جزاكم الله خيرا على هذا النقاش المثمر
وأشكر كل من ساهم في إثراء الموضوع
وأنا بالطبع أعني باللسانيات ما هو أعم من علم القراءات
وأتمنى الاستزادة فأنا في حاجة لهذه الحوارات الطيبة.
ودعوني أسألكم سؤالا مباشرا, هل كلمة (لغة) أصولها عربية, أم أنها وافدة على اللسان العربي؟
وهل أجد عند أحدكم شاهدا على استعمال كلمة (لغة) بمعناها الحالي من كلام العرب الموثوق بهم ؟؟

عُبيد السعيد
2010-04-03, 07:07 PM
.


مصطلح لغة لا أعتقد أنه عُرف بهذا المعنى , قبل عصر النحو ( القرن الثاني الهجري )
ولا أذكر - حسب علمي البسيط القليل - أن هناك نصاً شعرياً أو نثرياً لأحد العرب عبّر عن
اللسان باللغة !

بل القرآن الكريم استخدم كلمة ( اللسان ) للتعبير عن اللغة أكثر من خمسٍ وعشرين مرة !

ولم يذكر مصطلح لغة !


وابن جني قال في الخصائص إن أصل " لغة " لُغوة , فتحوّلت لغة كما تحوّلت كرة وثُبة ..
وقال إنها من قولنا لغوت : أي تكلّمت !

ثم مثّل عليها ببيت من الشعر لايدل على أنها بمعناها الحالي !

والبيت يقول :


وربّ أسرابٍ حجيجٍ كُظّمِ // عن اللَّغا ورفث التلكم


وواضح من قول الشاعر " ورفث التكلم " أن اللغا المقصود جزء من الكلام , وليس الكلام على إطلاقه !


ومثّل عليها من القرآن الكريم باللغو : كقوله تعالى : " وإذا مروا باللغو مروا كراماً "
ولا دليل في هذه الآية على أن المقصود الكلام بوجه عام , بل التفسير يدل على أنه كلام مخصوص !

ومثّل بحديث " من قال في الجمعة : صه , فقد لغا " قال ابن جني : أي تكلّم !

وليس فيه دليل على أنه اسم عام للغة التي يتكلم بها الناس !


وسأبحث - إن شاء الله في كلام العرب - وأتتبّع المصطلح لمعرفة متى سمّوا اللسان " لغةً "




والله أعلم

يزيد الموسوي
2010-04-05, 06:07 AM
كما أشرتُ أن هذا العلم الأوربي الأصل فيه من الأخطاء والمخالفات ما الله به عليم، لذا اغتر به كثير من الناس لعدم علمهم بعلوم العرب في هذا الأمر
أخطاء نعم، فما مخالفات؟
ومن قال لك إنه علم أوربي الأصل؟
ومتى كانت أوربا أصلا؟
إن علم اللغة علم عربي سرقه الأوربيون،
يقول أ. د. أحمد مختار عمر رحمه الله:"ولم يسبق العرب إلى هذا العلم جنس سوى الهنود"
وحتى كلامه هذا فيه نظر كبير
أما الأوربيون فقد أخذوا من المسلمين علوما وفنونا كثيرة في فترة ضعف الأندلس ثم سقوطها، لكن الحق يقال لقد طوروها
واجتهدوا فيها
ثم صدروها إلينا على أنها من ابتكارهم واختراعهم
أما أن نقلل من شأنهم هكذا فليس هذا بمنهج علمي

أبو إلياس الرافعي
2010-04-06, 01:27 PM
هلا بك يزيد في حبنا ومناقشتنا، وأقول وبالله التوفيق:
قولك: ومن قال لك إنه علم أوربي الأصل؟
ما قصدت بقولي هذا إلا علم اللسانيات المخترع، وأعلم أن الأوربيون سرقوه من العرب، وهذا معروف، والحمد لله لا يخفى علي مثلي، ولكن كان مقصدي أن العلم المصدر إلينا جديد في شكله ومغزاه، فمثلاً لو نظرت مخارج الحروف لوجدت أن الأوربيين خربوه وقلبوه رأسا على عقب، وغيروا الكثير.
وذلك لأن الأصل عندنا أن هذا العلم علم القرآن، وأما هذا العلم عندهم فهو وهمي، لا يطبق على شيء البتَّة، بل معاملهم لا قيمة لها - أقصد المعامل الصوتية - أما نحن فالقرآن معملنا الذي نسير فيه ونخرج مخارجنا بطريقة صحيحة فيه. هذا مقصدي أخي بكلمة الأصل، بل نحن الأصل، ولو قرأت المشاركة كلها لاتضح لك قولي، فعذرا لهذا اللبس.
قولك: أمَّا أن نُقلل مِنْ شأنهم هكذا، فليس هذا بمنهج علمي!!
فهذا لم يحدَث مني مطلقًا، أتريد أن تتهمني بتُهَمَة أنا بريء منها، فلعل التعبير خانني، ولكن لم يحدث مني أنني قلت قولك هذا. فاستعن بالله ولا تكن شديدا على أخيك؛ فمن شدد شدد الله عليه، وما كان الرفق في شيء إلا زانه.
العجيب أخي يزيد أنك في أول مشاركة لك ودخلت فيها قلت عجبًا، ورددتُ عليك بلَيْن - هكذا على ضبط الجمزوري وليستْ صحيحة - ورِفْق، فذكرتَ أنك مصحح من نحو عشرين عامًا على ما أذْكُر - وأنا مُصحح لغوي مثلك، ولكن أقل شأنًا منك - وقلت: اعْذِروني - بكسر الذال -لو شددت في القول، وقد عذرناك، وشددت القول وكأنك ضرغام أسامة حمزة غضنفر قسورة أردت أن تلتهمني.
هذه مداعبة ولكن وزنها ثقيل (ابتسامة)

المصباح المنير
2010-04-06, 03:38 PM
إخواني الأعزاء
أنا شاكر لكم حواركم الطيب
ولكن أرجو أن تركزوا أكثر معي فيما وضعته من تساؤلات
وأشكر الأستاذ الفاضل عبيد سعيد على مشاركاته حول الموضوع
وأدعو من لم يشترك في الحوار بالمشاركة فيه
أنا الآن أسألكم: هل وجد أحدكم شاهدا من كلام العرب المحتج به فيه كلمة (لغة) بمعناها الحالي؟؟

يزيد الموسوي
2010-04-07, 11:28 AM
هلا بك يزيد
هلا بك أكثر، ويسرني أنك كففت عن الغمز اللمز بقولك فضيلة الشيخ

ما قصدت بقولي هذا إلا علم اللسانيات المخترع، وأعلم أن الأوربيون سرقوه من العرب، وهذا معروف، والحمد لله لا يخفى علي مثلي، ولكن كان مقصدي أن العلم المصدر إلينا جديد في شكله ومغزاه، فمثلاً لو نظرت مخارج الحروف لوجدت أن الأوربيين خربوه وقلبوه رأسا على عقب، وغيروا الكثير
وهل كونه مخترعا منقصة أو مثلبة؟ كل العلوم اخترعت أو اكتشفت
وماتراه أنت تخريبا يراه غيرك تطويرا واستدراكا على علمائنا القدامى


بل معاملهم لا قيمة لها - أقصد المعامل الصوتية -
أما هذي فعجيبة وكيف إذن تعرف مخرج الصوت؟ أبالفكاكة والفهلوة؟


ونخرج مخارجنا بطريقة صحيحة فيه
هذا ما تظنه وهو أساس الخلاف بيننا، ولقد أحلتك على كتب فلعلك تراجعها، وتعرف أن في علم التجويد الذي ورثته أخطاء جسيمة، استدركها علم الأصوات الحديث الذي لا يعجبك،
وإذا خانك التعبير، فإذن ليست التهمة باطلة كما تزعم، وأما الشدة فليس بيننا شيء شخصي، ولا سابق معرفة، ولك أسلوبه، ولكنك ترد أقوال الفطاحلة
وتقول كلاما انقرض، وعفى عليه الزمن، وأكل عليه الدهر وشرب، فالشدة على الكلام لا المتكلم، والقول لا القائل

ولكن أقل شأنًا منك
لاتقلل من شأن نفسك، ولا تتنازل عن مقامك الذي وضعك الله فيه، فلعلك دكتور أو بروفيسور ولا أدري، صدقا لا غمزا ولمزا كما تفعل

وقلت: اعْذِروني - بكسر الذال -لو شددت في القول
أوضعت أنا كسرة، لا أظن وما لنا وللختان؟
هل سنخرج من البحث اللغوي إلى التشريح؟
وأما الشدة - لكن بدليل - فإني أحثك عليها
فعلى الجاهل أن يتعلم، وأن يستمع أكثر مما يتكلم
ولو كنت أنا
فإني أستحق أي شدة
لا تتناول شخصي
شرط أن تكون بمنهج علمي متزن
وبألفاظ مهذبة
وخالية من الغمز واللمز
والتنابز بالألقاب
أما الاعتذار فقد يكون تقدما وليس شرطا أن يكون تأخرا، يعني ليس بالضرورة أن أكون أخطأت في حق أحد
ومرحبا بك
يا صديقي

أبو حاتم ابن عاشور
2010-04-07, 01:49 PM
/// كلمة لغة ذكرها سيبويه (ت180هـ تقريبا) في كتابه بكثرة, وهو إمام النحو, وناقل علم الأولين منهم.
ولعلي آتيك ببعض ما وقفت عليه مما يخدم بحثكم بعد الانتهاء منه, وفقكم الله تعالى

يزيد الموسوي
2010-04-08, 03:27 PM
من المعروف أن لفظ (لغة) لم يرد في التنـزيل العزيز
وما ورد في قوله تعالى
{وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ }فصلت26
فلاعلاقة له بالموضوع، ,مثله لفظ اللغو، الذي ورد خمس مرات، بمعان مختلفة لا علاقة لها بالموضوع أيضا
وقد أتعب اللغويين البحث؛ حتى زعموا أن أصلها كلمة يونانية هي (لوجوس)
ولو فرضنا أنها موجودة في اليونانية، فاليونانية أخذتها من العربية، وليس العكس
والخلاصة: أن اللغو الذي تعرفه لغة العرب في الجاهلية، إنما هو بمعنى الكلام غير المفهوم، والغمغمة والدمدمة والهمهمة.. وكل هذا لا علاقة له باللغة.
فاللغة - كما عرفها ابن جني - أصوات، يعبر بها كل قوم عن أغراضهم.
والتعبير يستلزم أن يكون الكلام مفهوما، لا لغوا
وقد قرر اللغويون المحدثون والمعاصرون أن:
مصطلع علم اللغة أول ما ظهر كان عند الثعالبي صاحب
فقه اللغة وسر العربية المتوفى 427 هـ.
وقد حاولوا التفريق بين مصطلحي علم اللغة وفقه اللغة
وأوضح وأسهل تفريق أن يقال:
علم اللغة لايختص بدراسة لغة بعينها، وإنما يدرس ماهية اللغة، وتركيبها، ووظيفتها، وعلاقة اللغات بعضها ببعض
أما علم اللغة عند الغرب، فهو حديث النشأة، لايتجاوز بضعة قرون. وقد سبقهم الهنود، واليونان
ولكنهم لم يسبقوا العرب، بل سرقوه منهم، وطوروه, وحدثوه, حتى ليخيل لغير المتمعن أنه علم مختلف عما كان عند العرب
أما اللسانيات فهي جزء من علم اللغة، وليست مرادفا له
فعلم اللغة ينقسم إلى:
1- علم الأصوات: Phpnpotics: phonology
2- علم الصرف: الاشتقاق:Morphology
3- علم النحو: التركيب: Grammar: Syntax
4- علم الدلالة: Semantics
وأكثر ما تتعلق اللسانيات بالفرع الأخير، ومن هذه الكلمة - وهي فرنسية - اشتق مصطلحات (السيمياء - السيموطيقا - السيمولوجي) وكلها مصطلحات تدور حول السيمانتك (علم الدلالة)

يزيد الموسوي
2010-04-09, 01:47 PM
وقد قرر اللغويون المحدثون والمعاصرون أن:
مصطلع علم اللغة أول ما ظهر كان عند الثعالبي صاحب
فقه اللغة وسر العربية المتوفى 427 هـ.
تصحيح

أول ما ظهر عند ابن فارس في كتابه
الصاحبي في فقه اللغة

الاستراباذي
2010-04-09, 02:06 PM
أما اللسانيات فهي جزء من علم اللغة، وليست مرادفا له
فعلم اللغة ينقسم إلى:
1- علم الأصوات: Phpnpotics: phonology
2- علم الصرف: الاشتقاق:Morphology
3- علم النحو: التركيب: Grammar: Syntax
4- علم الدلالة: Semantics
وأكثر ما تتعلق اللسانيات بالفرع الأخير، ومن هذه الكلمة - وهي فرنسية - اشتق مصطلحات (السيمياء - السيموطيقا - السيمولوجي) وكلها مصطلحات تدور حول السيمانتك (علم الدلالة)
السلام عليكم
بارك الله فيكم أخانا يزيد، ولكن اللسانيات ليست متعلقة مطلقا بالفرع الأخير لوحده، ويدلك على ذلك أنها في الأصل -ومصطلح علم اللغة معها- ترجمةٌ لمصطلح linguistique الفرنسي وlinguistics الانجليزي، أما علم الدلالة sémantique فقد ظهر قبل استقلال علم اللغة أو اللسانيات، ثم صار فرعا عنه يدرس المعنى، راجع في ذلك كتاب الأستاذ أحمد مختار عمر، علم الدلالة.
أما السيميائيات فقد اشار إليها دي سوسير في محاضراته على أنها علم عام يدرس كل أنواع العلامات، أو بشكل أدق الأنظمة التواصلية العامة، وليست اللسانيات في اعتباره إلا فرعا عن هذا العلم العام، أما من ناحية الفكرة فقد سبقهم إليها العلماء العرب القدماء، وأما الفرق بين الدلالة والسميائيات أو السيميوطيقا فهو فرق كبير، إذ علم الدلالة يدرس معاني الألفاظ والتراكيب في اللغة أما السيميائيات فهو علم يدرس كل أشكال المعنى سواءٌ كان لغويا أم لا.فأرجو أن يكون الفرق واضحاً.
وفقكم الله

يزيد الموسوي
2010-04-09, 02:10 PM
واضح بارك الله فيك

المصباح المنير
2010-04-11, 03:43 PM
أنا شاكر لكم
استفدت منكم كثيرا, وليت الأستاذ يزيد الموسوي يذكر لي من أين استقى هذه المعلومة:
وقد أتعب اللغويين البحث؛ حتى زعموا أن أصلها كلمة يونانية هي (لوجوس)
ولو فرضنا أنها موجودة في اليونانية، فاليونانية أخذتها من العربية، وليس العكس

المصباح المنير
2010-05-19, 05:26 PM
أنا شاكر لكم
استفدت منكم كثيرا, وليت الأستاذ يزيد الموسوي يذكر لي من أين استقى هذه المعلومة:
وقد أتعب اللغويين البحث؛ حتى زعموا أن أصلها كلمة يونانية هي (لوجوس)
ولو فرضنا أنها موجودة في اليونانية، فاليونانية أخذتها من العربية، وليس العكس
للتذكير .......

الشّك العلمي
2010-05-25, 06:05 PM
أنا شاكر لكم
استفدت منكم كثيرا, وليت الأستاذ يزيد الموسوي يذكر لي من أين استقى هذه المعلومة:
وقد أتعب اللغويين البحث؛ حتى زعموا أن أصلها كلمة يونانية هي (لوجوس)
ولو فرضنا أنها موجودة في اليونانية، فاليونانية أخذتها من العربية، وليس العكس

" يذكر ابن النديم في هذا العنوان كلمة "اللغات" و كلمة "اللسان"، ولا بد أن نقف قليلا عند الكلمتين، فالكلمة الثانية "اللسان" كلمة ترجع إلى أقدم اللغات السامية، هي من المعجم الأساسي المشترك في اللغات السامية حملتها الهجرة الأكادية معها، فهي أقدم من منتصف الألف الثالث قبل الميلاد. ولو نظرنا إلى الكلمة في اللغات السامية الأخرى وجدناها في العبرية "لاشون" وفي الآرامية "لشانا" والكلمات الثلاث "لسان، لاشون، لشانا" كلمة واحدة من الناحية الاشتقاقية، فالسين في العربية يقابلها شين في العبرية والآرامية، وهذا قانون صوتي والقوانين الصوتية مطردة لا تعرف الشذوذ والحركة التي بعد السين في العربية هي فتحة طويلة وفي العبرية نجد بعد الشين ضمة طويلة، والواقع أن الفتحة الطويلة في العربية يقابلها دائمًا ضمة طويلة في اللغات الكنعانية، والعبرية إحدى اللغات الكنعانية، وهذا أيضًا قانون صوتي مطرد. وإذا نظرنا بعد هذا إلى الكلمة الآرامية "لشانا" لاحظنا أنها بفتحة طويلة، وقد كانت هذه الفتحة الطويلة أداة التعريف في الآرامية فالجماعات السامية الأولى لم تكن تعرف أداة للتعريف فطورت العربية لنفسها أداة هي "أل" تدخل في أول الكلمة وطورت الآرامية لنفسها فتحة طويلة تلحق بآخر الاسم لتفيد التعريف. الكلمات: "لسان، لاشون، لشانا" كلمة واحدة اشتقاقيا وتفيد كل واحدة اللسان. بالمعنى المادي "كجزء من الفم" ثم المعنى المعنوي أيضًا... فقد تحدثوا عن اللسان العربي أو اللسان الآرامي أو اللسان العبري.
لقد استمر استخدام كلمة اللسان بالمعنى المعنوي قرونا طويلة، وعندما تأسست في القرن الماضي مدرسة للغات والترجمة أطلق عليها اسم "مدرسة الألسن" وكان ناظر هذه المدرسة رفاعة رافع الطهطاوي يستخدم في كتبه كلمة "لسان" مثلما نستخدم اليوم كلمة "لغة" فهو يتحدث عن اللسان العربي واللسان الفرنساوي واللسان اللاطيني... ونحن نتحدث اليوم عن الإنجليزي والألماني والعربي والإيطالي، وهذا التعبير ظهر أولا كصفة وموصوف تجده في القرآن الكريم: {بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِين}1. ونجده عند ابن النديم في القرن الرابع الهجري: "اللسان العربي، اللسان السرياني، اللسان اليوناني" وعند ابن النديم نجد أيضًا حذف الموصوف والاكتفاء بالصفة، أي: بالعربي، بالسرياني، باليوناني أو إلى العربي أو إلى السرياني أو إلى اليوناني، ومن هنا استقر التعبير الشائع عندنا والذي كان صفة لا لمؤنث بل لمذكر هو اللسان.
أما كلمة "لغة" فترجع إلى أصل غير سامي، إنها من الكلمة اليونانية Logos , ومعناها: كلمة، كلام، لغة. وقد دخلت الكلمة العربية في وقت مبكر، فاللغويون العرب جامعو اللغة في القرن الثاني للهجرة تحدثوا عن لغات القبائل وكثيرًا ما وصفت الصيغة اللغوية التي اعتبروها ثانوية أو جانبية بأنها "لغة" وقالوا مثلا: إن كلمة شهد أو كبر فيها أربع لغات شَهْد شِهْد، شَهَد شِهَد وكذلك كبر. فاللغات هنا هي الصيغ أو الأشكال الفرعية. ولكنهم تحدثوا أيضًا عن اللغة بالمعنى الاصطلاحي الذي نعرفه اليوم لكمة: كلام، قالوا: لغته فاسدة أو لغته جيدة، ثم تغيرت دلالة هذه الكلمة في العربية إلى أن حلت شيئًا فشيئًا محل كلمة "لسان" إن الحديث عن تاريخ حياة أي كلمة تاريخ طويل فالكلمة تعيش وتتفاعل، والمعنى هو حصيلة الملابسات التي عاشتها الكلمة."( الحجازي-علم اللغة -310 - 312)،


------------------ في رعاية الله وحفظه.

خديجة إيكر
2011-12-20, 03:49 AM
جزاك الله خيرا على هذه مشاركتك أخي الكريم، واسمح لي بالتعليق على ما كتبت - سلمتْ يداك.
قلت: الأول: أن القرآن الكريم استخدم اللسان, ولَم يستخدم اللغة في هذا المعنى... والله أعلم.
الثاني: أن اللغة قد تعني اللغة الواحدة وقد تعني اللغات عمومًا، أما اللسانيات فإنها تعني دراسة خصائص كل اللغات..
وأقول: أما القول الأول فليس عليه دليل مطلقا، ولو كنت تقصد باللسانيات علم التجويد والمخارج والصفات الخاصة بالحروف، والتي ترد للتجويد في النهاية، فهذه تسمية القصد منها تخريب لغة القرآن، وكل من تعلم علم اللسانيات عارض علماء التجويد واللغة في هذا الأمر، ورأوا آراء غريبة ما أنزل بها من سلطان.
وأقول: تسمية العلم باللسانيات هو طرف في قصة طويلة المقصد منها نسيان مصطلح التجويد، لذا تجد كثيرا من الأساتذة إذا درس هذا العلم إنما يدرسه باسم اللسانيات لا باسم التجويد، كذلك كما أشرتُ أن هذا العلم الأوربي الأصل فيه من الأخطاء والمخالفات ما الله به عليم، لذا اغتر به كثير من الناس لعدم علمهم بعلوم العرب في هذا الأمر، والدراسة اللسانية الأوربية - الحمد لله درستها - وأقول: تالله لا قيمة لها مطلقًا بجانب علم التجويد، بل لا يهزه من مكانه هزًّا، بداية من عدد الحروف، ومخارجها وطريقتها ونهاية بالنطق السقيم عندهم، الذي لا يغني ولا يسمن.
الأخ أبا إلياس الرافعي ،
ـــــ إن كان هذا هو قولك في اللسانيات أو علم اللغة فاسمح لي أن أقول لك إنك لا تعرف عنه شيئاً إطلاقاً .فأنت تَخلِط بين اللسانيات و علم الأصوات ، بينما علم الاصوات ( الذي يتجسد في علم التجويد ) هو مستوى واحد من أربعة مستويات تدرسها اللسانيات .
ــــــ فمَن يقول إنه أوربي الأصل فلا يعرفُ معناه لأن العرب كانوا السّباقين إلى هذا العلم بما وضعوه من علوم هي في الحقيقة مستويات اللغة التي تدرسها اللسانيات من علم الأصوات phonetics الذي تجسَّد في ما جاء به سيبويه و ابن الجزري و غيرهما ، و علم الصرف morphology الذي قَعَّد له الصرفيون العرب حين وضعوا الاشتقاقات والصيغ و الأبنية الصرفية المختلفة ، و علم التركيب ( النحو ) syntax الذي وضع قواعده النحاة العرب و على رأسهم سيبويه ، و علم المعجم semantics الذي أبلى فيه اللغويون البلاء الحسن حين جمعوا لنا اللغة و وضعوا لنا المعاجم المتنوعة الترتيب فمنها ذات الترتيب الصوتي ، و ذات الترتيب الألفبائي ، و ذات الترتيب الموضوعي .
فكيف بعد كل هذا المجهود الذي بذله اللغويون العرب نقول إن اللسانيات علمٌ أوربي وافِد ؟؟
ـــــ و هذا العلم ليس فيه أخطاء ما دام دارسُه و مُدرِّسُه يُوجِّهه توجيهاً صحيحاً و يأتي بأمثلة من التراث العربي تُثبت أن العرب كانوا لسانيين بامتياز .
ـــــ و هو أيضاً لم يغترّ به أبداً عالمٌ بكنوز التراث العربي ، و إنما يغترُّ به و يرفُضُه كذلك كلُّ جاهل بتراث هذه الأمة .لذلك لا بد أن نقرأ التراث جيّداً و ألا نحكُم على العلوم من خلال ما نسمعُه عنها ، فمَن جهِل شيئاً عاداه .

أبو بكر المحلي
2011-12-21, 04:10 AM
/// كلمة لغة ذكرها سيبويه (ت180هـ تقريبا) في كتابه بكثرة, وهو إمام النحو, وناقل علم الأولين منهم.
ولعلي آتيك ببعض ما وقفت عليه مما يخدم بحثكم بعد الانتهاء منه, وفقكم الله تعالى
ينظر للفائدة:
http://www.ahlalloghah.com/showthread.php?t=3531

محمود فرج عبد العال
2012-01-08, 09:35 AM
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته
لقد قرأت هذه المساجلة فى ترجمة مصطلح linguistics الى العربية أهو اللسانيات أم علم اللغة
أود أن أوضح عدة نقاط أؤسس بها لرأيى :
1-أن القران جاء فيه لفظ لسان عربى أى جاء بما يجرى على ألسنتهم من أصوات -تتركب منها كلمات ثم جمل - توافقوا فيما بينهم على دلالاتها وطرق ادائها
2-أن العرب وقتها لم تعرف الكتابة و التدوين الاقليلا ومن ثم لم تعكف العرب على دراسة أبنية الكلمات و تراكيب الجمل ودلالاتها الافى وقت متأخر مع بداية القرن الثانى الهجرى بينما ارتبط قول الله تعالى بلسان عربى بالاداء الصوتى الصحيح للقران الكريم و قراءاته التى رويت لنا عن رسول الله
3- و يؤكد النقطة السابقة أن بقية علوم العربية النحو و الصرف و الدلالة لم تنشأ على شكل علوم مسقلة كل منها له أهدافه و ابعاده و موضوعاته الا بعد الفتح الاسلامى وظهور اللحن على ألسنة الوافدون الجدد للاسلام - الاعاجم-
4-ان اللغويين القدامى استخدموا لفظ علوم اللغة و لم يستخدموا لفظ اللسانيات فكهذا كتاب السيوطى سماه :المزهر فى علوم اللغة و انواعها
5-ان علوم العربية هى : الاصوات و النحو و الصرف و العروض و المعاجم و البلاغة و فقه اللغة اما مصطلح linguistics فقد اندرج تحته علوم اخرى علم اللغةالاجتماعى و النفسى و الجغرافى و التطبيقى علاوة على منهج دراسة هذه العلوم - المنهج الوصفى و التاريخى و المقارن و التقابلى-
6-ان تعريف مصطلح linguistics يعنى : دراسة اللغة ذاتها ومن اجل ذاتها فهو لا يقصرعلى لغة معينة بل على كل اللغات
7- ان لفظ القران الكريم فى الاية جاء :بلسان عربى فجاءت كلمة لسان مقيدة بكلمة عربى - أى كل ما يرتبط بالاداء الصوتى الصحيح و الفصيح للعرب خاصة
8- ان مصطلح linguistics يترجمه الاخوة لغوى المغرب العربى - ليبيا و الجزائر و تونس و المغرب- اما لغوى المشرق-مصر و الشام و العراق و الخليج العربى - فيترجمونه بعلم اللغة
ومما سبق أرى ان مصطلح linguistics لو ترجمناه باللسانيات لشمل عندى علم التجويد بل تعداه الى اكثر من هذا فشمل علم القراءات و الوقف و الابتداء و أسباب النزول - فهى تمثل السياق الغير لغوى-و البلاغة العربية خاصة علم المعانى-للمناسبة بين التركيب و دلالته-
لذلك أرى بأن ترجمته لعلم اللغة هو اوسع و اوفى لعناصره و ابعاده و مجالاته التى بينها علماء اللغة والله اعلم

أبو طيبة
2012-01-12, 01:32 AM
حسب علمي فإن أول من ذكر اللسانيات ابن سيده - رحمه الله - في مقدمة "المحكم والمحيط الأعظم"، حيث قال (1/ 31-32، ط1، 1421هـ، دار الكتب العليمة):« وَذَلِكَ انه - أدام الله مدَّته، وَحفظ على مُلكه طُلاوته وجدتّه - لما جمع الْعُلُوم النافعة، من الديانيات واللسانيات، فسلك مناهجها، وشَهَر بمُقدماتها نتائجها، وذلّل من صعابها، وأخضع بفهمه من صِيِد رِقابها، وَعلم مُنتهى سِبارها، وميَّز بالتأمُّل اللَّطِيف طَبَقَات أقدارها، وضَح لَهُ فضلُ هَذَا الْكَلَام العربيِّ، الَّذِي هُوَ مَادَّة لكتاب الله جلَّ وعزّ، وَحَدِيث النبيّ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " وشرَّف وكرَّم "، فَلَمَّا وضح لَهُ مكانُ الْحَاجة إِلَى هَذِه اللِّسَان الفصيحة، الزَّائِدَة الْحسن، على مَا أُوتِيَه سَائِر الْأُمَم من اللُّسْن، أَرَادَ جمع ألفاظها، فَتَأمل لذَلِك كتب رواتها وحفَّاظها، فَلم يجد مِنْهَا كتابا مُسْتقِلّا بِنَفسِهِ، مُستغنيا عَن مثله، مِمَّا أُلِّف فِي جنسه، بل وجد كل كتاب مِنْهَا يشْتَمل على مَا لَا يشْتَمل عَلَيْهِ صَاحبه، وشلٌ " لَا " تعانَدُ عَلَيْهِ وُرًّادُه، وكلأ لَا تحاقدُ فِي مثله روَّادُه، لَا تشبع فِيهِ نابٌ وَلَا فطيمة، وَلَا تُغنى مِنْهُ خضراءُ وَلَا هشيمة».
وعرف علم اللسان في المخصص (1/ 40-41):« وَلَيْسَ هَذَا الَّذِي نذكرهُ هَهُنَا مَقْصُورا على اللِّسَان الْعَرَبِيّ فَحسب بل هُوَ حد شَامِل لَهُ ولعلم كل لِسَان فَأَرَدْت أَن أفيد المولع بِطَلَب هَذِه الْحَقَائِق هَذَا الْفَصْل اللَّطِيف وَالْمعْنَى الشريف. فَعلم اللِّسَان فِي الْجُمْلَة ضَرْبَان أَحدهمَا حفظ الْأَلْفَاظ الدَّالَّة فِي كل لِسَان وَمَا يدل عَلَيْهِ لشَيْء شَيْء مِنْهَا وَذَلِكَ كَقَوْلِنَا طَوِيل وقصير وعامل وعالم وجاهل وَالثَّانِي فِي علم قوانين تِلْكَ الْأَلْفَاظ وَمعنى القوانين أقاويل جَامِعَة تَنْحَصِر فِي كل وَاحِد مِنْهَا أَشْيَاء كَثِيرَة مِمَّا تشْتَمل عَلَيْهِ تِلْكَ الطَّرِيقَة حَتَّى يَأْتِي على جَمِيع الْأَشْيَاء الَّتِي هِيَ مصوغة للْعلم بهَا أَو على أَكْثَرهَا وَحفظ هَذِه الْأَشْيَاء الْكَثِيرَة أَعنِي هَذِه الْأَلْفَاظ المفردة إِنَّمَا يَدعِي علما بِأَن يكون مَا قصد بحفظه محصوراً بِتِلْكَ القوانين وَتلك القوانين كالمقاييس الَّتِي يعلم بهَا الْمُؤَنَّث من الْمُذكر وَالْجمع من الْوَاحِد والممدود من الْمَقْصُور والمقاييس الَّتِي تطرد عَلَيْهَا المصادر وَالْأَفْعَال وَيبين بهَا الْمُتَعَدِّي من غير الْمُتَعَدِّي وَاللَّازِم من غير اللَّازِم وَمَا يصل بِحرف وَغير حرف وَمَا يقْضِي عَلَيْهِ بِأَنَّهُ أصل أَو زَائِد أَو مبدل وكالاستدلالات الَّتِي يعرف بهَا المقلوب والمحول والاتباع..... »

وأما المحدثون فيخبطون خبط عشواء شأنهم شأن المغلوب في الاقتداء بالغالب، مثال ذلك ترجمتهم لكتاب
" cours de linguistique générale" لدو سوسر فهناك:
1- ترجمة تونسية لصالح القرمادي ومحمد عجينة ومحمد الشاوش بعنوان "دروس في الألسنية العامة" وصدرت سنة 1985 عن الدار العربية للكتاب.
2- وهناك ترجمة مصرية لأحمد نعيم الكراعين بعنوان "فصول في علم اللغة العام" سنة 1985 عن دار المعرفة الجامعية بالإسكندرية.
3- وترجمة عراقية ليوئيل يوسف عزيز بعنوان "علم اللغة العام" سنة 1985، عن دار آفاق عربية.
4- وترجمة سورية ليوسف غازي ومجيد نصر بعنوان "محاضرات في الألسنية العامة" سنة 1986 عن المؤسسة الجزائرية للطباعة.
5- وترجمة مغربية، لعبد القادر القنيني سنة 1987، بعنوان "محاضرات في علم اللسان العام" عن دار إفريقيا الشرق بالدار البيضاء.
واشتهرت عند الجزائريين باللسانيات.
وما أظن محدثي العرب أوتوا إلا من إلا مما أوتي منه متى بن يونس حينما قال له أبو سعيد السيرافي في مناظرته له كما الإمتاع والمؤانسة (1/ 115-116، دار مكتبة الحياة) :« على أنّ هاهنا سرّا ما علق بك، ولا أسفر لعقلك، وهو أن تعلم أن لغة من اللغات لا تطابق لغة أخرى من جميع جهاتها بحدود صفاتها، في أسمائها وأفعالها وحروفها وتأليفها وتقديمها وتأخيرها، واستعارتها وتحقيقها، وتشديدها وتخفيفها، وسعتها وضيقها ونظمها ونثرها وسجعها، ووزنها وميلها، وغير ذلك ممّا يطول ذكره، وما أظنّ أحدا يدفع هذا الحكم أو يشكّ في صوابه ممن يرجع إلى مسكة من عقل أو نصيب من إنصاف، فمن أين يجب أن تثق بشيء ترجم لك على هذا الوصف؟ بل أنت إلى تعرّف اللغة العربيّة أحوج منك إلى تعرّف المعاني اليونانيّة، على أنّ المعاني لا تكون يونانيّة ولا هنديّة، كما أنّ اللغات تكون فارسيّة وعربيّة وتركيّة، ومع هذا فإنّك تزعم أن المعاني حاصلة بالعقل والفحص والفكر، فلم يبق إلّا أحكام اللّغة، فلم تزري على العربيّة وأنت تشرح كتب أرسطوطاليس بها، مع جهلك بحقيقتها؟».

محمد عبد الأعلى
2017-01-12, 10:46 PM
http://majles.alukah.net/t158744/#post846035