تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : مامعنى هذه الجملة " أليس قد قبلتموه؟ قال: فقلنا له أتجزيء؟ "



حفيدة البخاري
2010-03-21, 05:35 PM
أحسن الله إليكم مامعنى الجملة التالية التي ذكرها ابن سعد في طبقاته (9/250) قال:
أخبرنا عفان بن مسلم قال: حدثنا حماد بن زيد قال: كنا نقول لأيوب: أي شيء سمعت محمدا يقول في كذا وكذا؟ فيقول: كذا وكذا، فنقول: اذكره، فيقول: أليس قد قبلتموه؟ قال: فقلنا له أتجزيء؟ قال: نعم.

قبلوا ماذا ، وأجزئ عن ماذا ؟!

وجزاكم الله خيرا .

محمد بن عبدالله
2010-03-21, 06:19 PM
الذي يظهر لي -ولست به بقاطع-: أن المراد:
- أن أصحاب أيوب يسألونه عن فتيا أو رواية محمد بن سيرين في مسألةٍ من المسائل، فيقولون له -مثلاً-: أي شيء سمعت محمدًا يقول في الإناء يلغ فيه الهر؟ أو في المضمضة من اللبن؟
- فيجيب أيوب -في الإناء-: (يغسل مرة)، وفي المضمضة: (كان أنس بن مالك والحارث الهمداني يمضمضان من اللبن ثلاثًا).
- فيقولون له: (اذكره)، ولعل المراد بهذا: أسنِدْهُ لنا ابتداءً؛ كي نرويَهُ عنك، أي: قل: سمعت محمد بن سيرين يقول:...، فتكون روايتُهُ لهذا لا على هيئة إجابة السؤال، ويكون قد ذكرَ محمدَ بنَ سيرين في الإسناد.
- فيقول لهم: (أليس قد قبلتموه؟)، ولعل المراد بهذا: أنه يسألهم: ألم تسمعوا ذلك مني وتقبلوا نقلي له؟ يريد: أن ذلك كما لو رواه لهم ابتداءً.
أو: (أليس قد قلتموه؟)، أي: ألم تذكروا محمد بن سيرين في سؤالكم؟ فإنما أجبتُ بناءً عليه، فكأني ذكرتُهُ في الإسناد.
- فيقولون: (أتجزئ؟)، يعني: أتسمح لنا -والحال كذلك- بروايته عنك تامًّا: (أيوب، عن محمد بن سيرين، به)؟
أو: (أيجزئ؟)، يعني: أيجزئ ذلك في قانون الرواية؟
- فيقول: (نعم).
والله أعلم.

السكران التميمي
2010-03-21, 07:01 PM
هذه قضية كانت قد حصلت بين أيوب السختياني رحمه الله وبين بعض أقرانه من أهل الحديث؛ ومنهم: يحيى بن عتيق وهشاما وحمادا، حيث كانوا يتذاكرون حديثا كان قد حدث به محمد بن سيرين رحمه الله تعالى، فرواه أيوب عنه بخلاف ما رووه هم عنه.. وهذه القصة لها علاقة بالحفظ والتذكر.. فحفظ أيوب ونسي الباقين ممن نازعه الحديث عن محمد.
وهنا في هذه القصة؛ قد كنوا عن هذا الخلاف في الحديث بقولهم: (أي شيء سمعت محمدا يقول في كذا وكذا؟).. فيجيبهم؛ بأني سمعته يقول: (كذا وكذا).. فطلبوا منه التوثيق بالرواية؛ فقالوا: (أذكره).. فلما أن بين لهم وجه الراوية وملابساتها وذكره لفظه الثابت لهم، أخذ رحمه الله يحاجهم فيه فقال: (أليس قد قبلتموه؟) أي قولي الآن الذي قلته لكم.. فما قاموا من مجلسه حتى رجعوا إلى حفظ أيوب رحمه الله؛ فلذلك قالوا: (فقلنا له: أتجزئ؟ قال: نعم).

ولا أعرف هذا الحديث محل المناقشة بارك الله فيك، والأمر كله في بيان حفظ أيوب رحمه الله وتمكنه.

السكران التميمي
2010-03-21, 07:03 PM
معذرة يا شيخ محمد.. الآن رأيت مشاركتكم رحمك الله.. فلا تحسبن مشاركتي لها تعقيباً غفر الله لك.

محمد بن عبدالله
2010-03-21, 07:48 PM
بارك الله فيك ونفع بك وسددك.
وللتنبيه: فحماد بن زيد يُعدُّ من أصحاب أيوب وتلامذته، لا من أقرانه -وإن اشتركا في شيوخ-، كما لم يروِ حمادٌ عن محمد بن سيرين.
ويؤيد ما فسَّرتُ به: أن سياق ابن سعد للحكاية كان في قضايا رواية تلامذة أيوب وطرائق تحمُّلهم وأدائهم عنه، فذكر أنهم كانوا يختلفون إلى أيوب عند بيت أم يعلى بن حكيم، ثم ساق هذه الحكاية، ثم أسند قول شعبة: سألت أيوب عن قراءة الحديث؟ فقال: (جيد).

حفيدة البخاري
2010-03-22, 12:34 AM
بارك الله فيكم جميعا وجزاكم خيرا ، وفهمت منها مافهمه الشيخ الفاضل أنها من صيغ التحمل والأداء، لكن هل تعد صيغة من صيغ القراءة على الشيخ ؟


كان في قضايا رواية تلامذة أيوب وطرائق تحمُّلهم وأدائهم عنه،هذه الحكاية.

محمد بن عبدالله
2010-03-22, 10:25 PM
لا يظهر في هذه الطريقة قراءةٌ من التلاميذ على الشيخ.
وإنما هي طريقة صحيحة للتحمُّل، وهي من جملة طرائق (الترقيع) أو (التأليف) في ذلك.
روى إبراهيم الحربي، عن أبي زرعة الرازي، قال: سمعت إبراهيم بن موسى الفراء الصغير، قال: سمعت جريرًا يقول: (ليس هذه الأحاديث التي أحدثكم عن الأعمش سمعتُها كما أحدثكم، إنما كان الأعمش:
- يذكر الإسناد،
- فيقول بعض أصحابه: خَبَرُ هذا: كذا وكذا،
فنكتبه عنهم،
- ويذكر الخبر،
- فيقول بعض أصحابه: إسناد هذا: كذا وكذا،
فنكتبه عنهم).
قال إبراهيم الحربي: فحدَّثت بذلك ابنَ نمير، فقال: (هكذا ينبغي أن يكون سماع أبي، وابن فضيل، ووكيع، ونظرائهم؛ مرقَّعًا، ولكن هؤلاء كتموا ذلك، وذاك تكلم به).

وقال أبو داود السجستاني: سمعت أبا عبدالله -أحمد بن حنبل- سئل عن المحدث:
- يذكر الحديث،
- فيُقال: من دون فلان؟
- فيقول: فلان،
هو جائز؟
قال: (نعم)،
قلت: يؤلفه -أعني: الذي يسمع هكذا-؟
قال: (نعم، يؤلفه، وهل كان شريك يحدث إلا هكذا؟!
- كان يذكر الحديث، فيقول: فلان،
- فيقال: عمَّن؟
- فيقول: عن فلان).

حفيدة البخاري
2010-03-22, 11:26 PM
بارك الله فيكم وأجزل مثوبتكم وزادكم علما وعملا صالحا متقبلا هذا ماكنت أريده والحمد لله .