المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مسائل في علم التفسير..



المجلسي الشنقيطي
2007-07-25, 02:41 AM
الحمد لله
وبعد
يقول الله تعالى ...ففف والشعراء يتبعهم الغاوون ألم تر أنهم في كل واد يهيمون و أنهم يقولون ما لا يفعلون ققق
حينما يتكلم المفسرون على هذه الآية و يذكرون المسائل المتعلقة بالشعر ..يعرجون على مسألة اعتراف الشاعر بالفاحشة في شعره...ثم يذكرون آثارا عن الصحابة أنهم لم يكونوا يقيمون الحد على الشاعر في مثل هذا...ويذكرون مثلا ان الشاعر يستدل على عدم اقترافه لما ذكره
في شعره بقوله تعالى ففف و انهم يقولون ما لا يفعلون ققق
ويشكل علي هذا مع اني موقن أن الصحابة هم المصيبون حقا...الا أنه يشكل علي أني
أفهم من قوله تعالى ففف يقولون ما لا يفعلون ففف أنهم يتمدحون بما ليس فيهم من خصال الخير...اذ الزنا و الخنا ومعاقرة الخمور ليس مما يتمدح به....وزاد الامر قوة في نفسي
أن الله يقول ففف يا ايها الذين ىمنوا لم تقولون ما لا تفعلون ققق فلو كان الشعر هناك يسقط الحد لشهادة الله ان الشعراء يقولون ما لا يفعلون...فالكلام في آية الصف هذه
عام ولم يخصص فنا من الكلام دون فن...
وسالت أحد الاخوة عن هذا فقال إن العرب كانوا يتمدحون في اشعارهم بمثل تلك الامور المذكورة ولو لم يقترفوها...و أرى لكلامه وجها مناسبا جدا لمن علم حال العرب في عصر النبوة
وقبله بقليل....فهل من مفيد فنستفيد ?

أبو مالك العوضي
2007-07-25, 05:09 AM
إقامة الحدود مبني على درء الشبهات، وغاية ما ورد على خاطرك أن يكون ظنا راجحا، فهو محتمل للشبهة ولا شك، فينطبق عليه قول النبي صلى الله عليه وسلم (ادرءوا الحدود بالشبهات)

أبو حماد
2007-07-25, 04:46 PM
الذي يظهر - والعلم عند الله - أن مفهوم قوله تعالى " والشعراء " غير معتبر، لأنه خرج مخرج الغالب، وأما غير الشعراء فإذا تحقق من حالهم أنهم يكثرون الدعاوى، أو ينسجون الأوهام، كحال الراوة والقصاص، فإنهم يدخلون في كلام الأئمة، وتصير قرينة حالهم شبهة تدرأ الحد، كما أشار إليه الشيخ أبو مالك أحسن الله إليه.

أما في قوله تعالى: " لم تقولون ما لا تفعلون " فتفسيره لا يوافق ما أوردته من فهم، كما ورد ذلك في كتب التفسير:

قال الإمام الطبري: " وقوله : (( يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون )) يقول تعالى ذكره : يا أيها الذين آمنوا صدقوا الله ورسوله , لم تقولون القول الذي لا تصدقونه بالعمل , فأعمالكم مخالفة أقوالكم (( كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون ))، يقول: عظم مقتا عند ربكم قولكم ما لا تفعلون، واختلف أهل التأويل في السبب الذي من أجله أنزلت هذه الآية, فقال بعضهم: أنزلت توبيخا من الله لقوم من المؤمنين, تمنوا معرفة أفضل الأعمال، فعرفهم الله إياه, فلما عرفوا قصروا, فعوتبوا بهذه الآية ".

قال الإمام القرطبي: " (( لم تقولون ما لا تفعلون )) استفهام على جهة الإنكار والتوبيخ, على أن يقول الإنسان عن نفسه من الخير ما لا يفعله، أما في الماضي فيكون كذبا, وأما في المستقبل فيكون خلفا, وكلاهما مذموم، وتأول سفيان بن وجبرائيل قوله تعالى: (( لم تقولون ما لا تفعلون )) أي لم تقولون ما ليس الأمر فيه إليكم, فلا تدرون هل تفعلون أو لا تفعلون، فعلى هذا يكون الكلام محمولا على ظاهره في إنكار القول ".

وقال الإمام ابن كثير: " وقوله تعالى (( يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون ))، إنكار على من يعد وعدا أو يقول قولا لا يفي به، ولهذا استدل بهذه الآية الكريمة من ذهب من علماء السلف إلى أنه يجب الوفاء بالوعد مطلقاً، سواء ترتب عليه عزم الموعود أم لا ".