تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : هل النية شرط في اجتناب الكبائر ؟



أمة الستير
2010-03-11, 04:01 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
فضلا ،أريد جوابا بأدلة على هذا السؤال:
هل النية شرط في اجتناب الكبائر ؟
فلو أن أحدا اجتنب الكبائر إما لأنه لم يخطر على باله فعلها ،أو لعلمه بأضرارها الصحية أو لأن مجتمعه لا يتيسر فيه ارتكابها ،فهل يستحق الثواب و الأجر لأنه اجتنبها ولو اتفاقا؟
أم لا بد من النية لتحصيل الثواب؟

الطيب صياد
2010-03-12, 12:25 PM
هناك فرق بين الكفّ و الترك ، فالكفّ هو الانتهاء عن الفعل قصدًا ، و الترك هو عدم الفعل بدون قصد إلى الانتهاء عنه ، قال لي شيخنا الأصولي أبو عبد المعزّ :" فمن ترك المعصية فقد سلم من تبعة الإثم و برئ ، و أما من انكفَّ عن المعصية فقد سلم من الإثم و تحصل على الأجر و الثواب ..." اهـ، فهذا يقتضي أن حصول الأجر عند عدم المواقعة متعلق بنية التعبد التَّرْكيِّ أي : نية عدم الفعل لتلك المعصية ، و إذا أخذنا بعين الاعتبار أن الكفَّ يسمَّى فعلاً من الناحية اللغوية و الشرعية ، و من شرط الفعل النية و القصد إليه ، تحصل لدينا أن النية شرط في الكفِّ أيضا ، أما الدليل على كون الترك يسمى فعلا و عملا فقد قال الشاعر - و هو أحد الصحابة - :
لئن قعدنا و النبيُّ يعمــلُ *** لَذاك منَّا العملُ المضلَّلُ
فسمَّى عدم عملهم مع النبي صلى اللع عليه و سلم عملا مضللا ، و قال الله تعالى عن اليهود :" كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه ، لبئس ما كانوا يفعلون " ، و هذه الآية استدلَّ بها الإمام الشنقيطي في مذكرته على أن الترك يسمَّى فعلا ، و تعجب - رحمه الله تعالى - من عدم تفطن الأصوليون لها .
قلتُ: و قد سرد شيخنا - حفظه اله تعالى - لهذه النقطة شواهد طيبة من القرآن و السنَّة ، لا أستحضرها الآن بألفاظها ، و هي مقيدة عند بعض إخواني فلعلي أوافيكم بها ، و الله الموفق ،،،

أمة الستير
2010-03-12, 12:58 PM
شكر الله لكم إجابتكم ويسر أمركم.
في انتظار إضافتكم للشواهد.

أمة الستير
2010-03-12, 07:29 PM
هل من الإخوة الكرام من يتفضل بإحالتي على مصادر تجيب على هذا السؤال.
شكر الله لكم وبارك فيكم.

أمة الستير
2010-03-14, 02:43 AM
للتذكرة.

أمة الستير
2010-03-17, 12:15 PM
هل من الإخوة الكرام من يتفضل بإحالتي على مصادر تجيب على هذا السؤال.
شكر الله لكم وبارك فيكم.
للتذكير.

سارة بنت محمد
2010-03-18, 06:00 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

من أهم المصادر شرح حديث إنما الأعمال بالنيات

وكذلك شرح أول أبواب رياض الصالحين

وكذلك إن وجدت شروحا لهذا الحديث
مثل هذه الأمة كمثل أربعة نفر رجل آتاه الله مالا وعلما فهو يعمل بعلمه في ماله ينفقه في حقه ورجل آتاه الله علما ولم يؤته مالا فهو يقول لو كان لي مثل هذا عملت فيه مثل الذي يعمل قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فهما في الأجر سواء ورجل آتاه الله مالا ولم يؤته علما فهو يخبط في ماله ينفقه في غير حقه ورجل لم يؤته الله علما ولا مالا فهو يقول لو كان لي مثل هذا عملت فيه مثل الذي يعمل قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فهما في الوزر سواء ، صححه الألباني في صحيح ابن ماجة

وشرح ما جاء في الحديث:"ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال ، فقال : إني أخاف الله " متفق عليه.

وحديث إن الله كتب الحسنات والسيئات ثم بين ذلك فمن هم بحسنة...الخ وهو متفق عليه وفيه روايات

كذلك للإمام ابن القيم باب كامل شرح فيه الفرق بين الفعل والترك لعله في كتاب حادي الأرواح؟؟ لا أتذكر في الواقع

فلدينا أحوال:
رجل لم يخطر بباله الكبيرة أصلا
رجل خطر بباله الكبيرة فردها لله أو لغير الله (مباح) أو لغير الله (رياء)
رجل خطر في باله الكبيرة فاشتهاها
رجل مقيم على الكبيرة ثم امتنع عنها لله ، أو لعارض قدري (مرض مثلا) ، فتاب (لله ) أو فترك لغير الله وهو ينوي العودة إن زال العارض

فمن لم يخطر بباله الكبيرة فهل ثم دليل على أنه يؤجر؟ والله أعلم : لا
ففي هذا حديث ابن عباس رضي الله عنه برواياته التي منها :إن الله كتب الحسنات والسيئات ثم بين ذلك ، فمن هم بحسنة فلم يعملها كتبها الله له عنده حسنة كاملة ، فإن هو هم بها وعملها كتبها الله له عنده عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة ، ومن هم بسيئة فلم يعملها كتبها الله له عنده حسنة كاملة ، فإن هو هم بها فعملها كتبها الله له سيئة واحدة متفق عليه


فإن هم بالسيئة فلم يعملها لله (ذكر الزيادة (لله) وردت في شرح ابن عثيمين رحمه الله لرياض ) ، كتبت له حسنة
وإلا لم تكتب كما في حديث أبي هريرة لا حسنة ولا سيئة
، وهذا يدل على أنه إن ترك لغير الله لا تكتب له حسنة كما لا تكتب له سيئة رغم أنه هم ،
و يدل على اشتراط الهم قبل الترك وإلا فمن لم يخطر بباله الكبيرة أصلا ولم يتركها لله فلا أجر ولا ذنب.
كما أنه إن هم ثم كان المانع قدري وهو يشتاق ويهم للمعصية فهو في الوزر سواء مع من عصى
فإن كان المانع قدري فقررالكف فنعود لحديث ابن عباس مرة أخرى ، فإما أن يكون الكف لله فيؤجر وإما لغير الله فلا أجر ولا وزر
نسأل الله العافية من الفتن.
والله تعالى أعلم
هذا على عجالة سدد الله خطاك

عبدالعزيز عبدالرحمن
2012-04-19, 02:47 PM
كتاب مقاصد المكلفين لعمر الأشقر أظنه تطرق لهذا الموضوع وأظن القرافي له كلام جميل حول هذه المسألة ولكن لا أعلم أي كتبه .