مشاهدة النسخة كاملة : ما ردُّك يا كبير؟
الدكتور حسين حسن طلافحة
2010-03-10, 04:08 AM
ادّعت امرأة النبوة على عهد المأمون، فأحضرت إليه فقال لها: من أنت؟ قالت: أنا فاطمة النبية. فقال لها المأمون: أتؤمنين بما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم؟ قالت: نعم، كل ما جاء به فهو حق. فقال المأمون: فقد قال محمد صلى الله عليه وسلم: " لا نبي بعدي " . قالت: صدق عليه الصلاة والسلام، فهل قال: لا نبية بعدي؟ فقال المأمون لمن حضره: أما أنا فقد انقطعت، فمن كانت عنده حجة فليأت بها، وضحك حتى غطى على وجهه.
هنا: اختبر نفسك، وأرنا يا كبير، ردّكَ على العاميّة هذه!
أشجعي
2010-03-11, 08:00 PM
حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في صحيح مسلم وغيره وباختلاف رواياته
لا نبوة بعدي...
وأنا لا أعجب إلا ممن يستظرف هذه القصة ويقول هي من الطرائف والنكت!!!
وبارك الله بك دكتورنا.
الدكتور حسين حسن طلافحة
2010-03-11, 10:25 PM
مداح نفسه كذاب ومن شهد لنفسه بشيئ فأعلم انه ليس فيه ( هدا رأي ) وجزاك الله خيرا
يا سلام عليك، أبا بشّار، لم يخطر ببالي! بارك الله فيك!
أشجعي
2010-03-13, 09:38 PM
بارك الله بالشيخ عبدالله غنيمان حيث قال في شرحه لكتاب التوحيد:
ونظير ذلك أن امرأة خرجت وادعت النبوة، فلما قيل لها: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبر أنه لا نبي بعده، والله جل وعلا يقول: { مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ } [الأحزاب:40] قالت: ولكنه لم يقل: لا نبية بعدي، أنا نبية، وهو أخبر أنه لا يكون بعده نبي،
سخافات واستهانة بعقول الناس وأديانهم إلى هذا الحد! وليس معنى هذا كما يقول بعض الأدباء: هذه من الطرائف، هذه ما هي طرائف، هذا كفر واستهانة بأمر الله جل وعلا وبدينه وبأديان الناس وعقولهم وأفكارهم، وهذا العدد الذي أخبر عنه الرسول صلى الله عليه وسلم المقصود به من يأتي ويظهر ويكون له قوة.
شيشناق الأمازيغي
2010-03-14, 12:09 AM
يكفينا رد أبو بكر رضي الله عنه والصاحبة الكرام رضي الله عنهم جميعا على سجاح والثانية نسيتها التي قتلها خالد بن الوليد.
الطيب صياد
2010-03-15, 04:29 PM
أما قولكم :" مدَّاح نفسو كذَّاب " فلا يصلح أن يكون ردًّا ألبتَّةَ ،
لأن كل نبي من الأنبياء قال عن نفسه : أنا نبي الله فاسمعوني و أطيعوا الله ..
و قالها نبيكم صلى الله عليه و آله و سلَّم ..
فالمرأة لمَّا قال : أنا نبية ،
فالرد عليها أن يقال : هاتِ برهانك إن كنتِ صادقة ، و إلا :
فالدعاوى ما لم يقيموا عليها ***** بيناتٍ أبناؤها أدعياءُ
فإن أقامتْ بيِّنة فذاك و إلا فهي إحدى امرأتين : كافرة أو مجنونة ، هذا من جانبها هي ، أمَّا من جانبنا نحن فقد قال تعالى عن نبيه محمد :" و خاتم النبيين " ، فهذا نص صريح قاطع على ارتفاع النبوة أبدا أمدا ، فمن ادَّعاها فقد كذَّب ربَّه سبحانه و تعالى في خبره اليقين و من كذَّب الله فهو مرتدٌّ أثيم ساقط ،
هذا من جهةٍ ،،،
و من جهة أخرى : فإني أريد معرفة اسم هذه المرأة التي ادعت النبوة بهذه الوقاحة في عهد المأمون ، فلعلكم تخبروني باسمها و تفاصيل خبرها ...بارك الله فيكم .
الصامت
2010-03-17, 05:25 AM
قال تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) .
الطيب صياد
2010-03-17, 02:34 PM
ما مقصودك بإيراد هذه الآية الشريفة يا حبيبي ؟
بلى ، إنها نصٌّ صريح في أن الرسالة لا تكون إلا في الرجال ، و ليست نصا في أن النبوءة لا تكون إلا في الرجال ، فقد تكون النبوءة في الرجال و في النساء ، أعني : جواز كون النبوءة في النساء و لا أدَّعي وقوعها ....ففرق بين الجواز - أي: الإمكان الذي هو ضد الاستحالة - و بين الوقوع ،،،
عبد الكريم بن عبد الرحمن
2010-03-17, 02:54 PM
عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه و سلم : " كَمَلَ مِنَ الرِّجَالِ كَثِيرٌ وَلَمْ يَكْمُلْ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا آسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ وَمَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ ، وَإِنَّ فَضْلَ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ عَلَى سَائِرِ الطَّعَامِ " متفق عليه
عنْ أَبِي سَعِيدٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه و سلم : فَاطِمَةُ سَيِّدَةُ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، إِلَّا مَا كَانَ مِنْ مَرْيَمَ بِنْتِ عِمْرَانَ " المسند
أشجعي
2010-03-18, 09:00 PM
إذا أردنا أن نناقش المسألة كما يتناقش "الفلاسفة"
قال تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) .
///فرق بين الرسالة والنبوة كما تقدم ومع ذلك يستطيع الصامت أن يستدل بقوله تعالى ((وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ..)) ومع ذلك فليس هذا بالاستدلال القوي -الذي يلجم الألسنة-
لأنه و بكل بساطة سيأتي "متفلسف" ويقول لك "وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ" وليس من بعدك!!!
تماما كما قالوا " لا نبية بعدي" والله المستعان.
يزيد الموسوي
2010-03-18, 09:24 PM
انا عندي جواب لغوي يفهمه مثلك يا دكتور
من المقرر أن المؤنث فرع المذكر، ولا عكس
فإذا قلت جاء ليلى جاز، و لايجوز قولك جاءت زيد
فالأصل في الاسم أن يكون مذكرا، والتأنيث طارئ عليه
والجري على الأصل دائما صحيح صواب
وعلى هذا فقوله صلى الله عليه وسلم: لانبي بعدي، يشمل المؤنث، وهذا تحصيل حاصل في اللغة لكل ذي لب
وهنا أذكر بالزيادة في الحديث الشريف: طلب العلم فريضة على كل مسلم
فزاد المحدثون - جهلا - ومسلمة، ولا يلزم ذلك، فالوصف بالمذكر يشمل المؤنث، و لو قال ومسلمة فأحد شيئين:
1- إما لغرض بلاغي كالتوكيد ونحوه، كقوله تعالى "ولا نساء من نساء" فإن (قوم) السابقة تشمل الجنسين، ولكن خص النساء للتوكيد؛ لميلهن وولعهن الشديد بالسخرية
2- أو حشو إن كان في غير نص شرعي.
بارك الله فيكم
فليس من داع اصلا أن يقول الرسول الكريم:
لا نبي و لانبية، فهذا - من غير مقتض - لغو من الكلام وحاشاه صلى الله عليه وسلم
وأضم صوتي إلى صوت من استنكر جودة الرد بأن (مادح نفسه كذاب)
كيف ويوسف عليه السلام يقول "إني حفيظ عليم"
أبو حاتم ابن عاشور
2010-03-18, 09:57 PM
وهنا أذكر بالزيادة في الحديث الشريف: طلب العلم فريضة على كل مسلم
فزاد المحدثون - جهلا - ومسلمة، ولا يلزم ذلك، فالوصف بالمذكر يشمل المؤنث، و لو قال ومسلمة فأحد شيئين:
1- إما لغرض بلاغي كالتوكيد ونحوه، كقوله تعالى "ولا نساء من نساء" فإن (قوم) السابقة تشمل الجنسين، ولكن خص النساء للتوكيد؛ لميلهن وولعهن الشديد بالسخرية
2- أو حشو إن كان في غير نص شرعي.
سامحك الله أخي
أين فعل المحدثون ذلك ؟؟ أنت مطالب بذكر الحديث مسندا بهذه الزيادة, وإلا فاعتذر في هذه الصفحة عن فريتك تلك, وإلا فهم خصمك يوم القيامة, منذ قليل ذكرت النحاة بما لا يليق, والآن جاء وقت المحدثين لينالهم حظ من لسانك !!!
ما هذا العبث ؟!!
يزيد الموسوي
2010-03-18, 10:08 PM
سامحك الله أخي
أين فعل المحدثون ذلك ؟؟ أنت مطالب بذكر الحديث مسندا بهذه الزيادة, وإلا فاعتذر في هذه الصفحة عن فريتك تلك, وإلا فهم خصمك يوم القيامة, منذ قليل ذكرت النحاة بما لا يليق, والآن جاء وقت المحدثين لينالهم حظ من لسانك !!!
ما هذا العبث ؟!!
الـمُحْدَثون
وليس أهل الحديث
رويدك، وأحسن الظن
غفر الله لك
يزيد الموسوي
2010-03-18, 10:28 PM
ما مقصودك بإيراد هذه الآية الشريفة يا حبيبي ؟
بلى ، إنها نصٌّ صريح في أن الرسالة لا تكون إلا في الرجال ، و ليست نصا في أن النبوءة لا تكون إلا في الرجال ، فقد تكون النبوءة في الرجال و في النساء ، أعني : جواز كون النبوءة في النساء و لا أدَّعي وقوعها ....ففرق بين الجواز - أي: الإمكان الذي هو ضد الاستحالة - و بين الوقوع ،،،
مع شديد الاحترام والرد على القول لا القائل
هذي فلسفة فارغة، لاقيمة لها، وغير مقبولة لغة ، فضلا عن شرعا
ذلك إن قوله تعالى أرسلنا لايلزم منه الرسل دون الأنبياء، فهنا المعول على المعنى الأصلي اللغوي المحض (بعثنا)
فافهم يا فهيم
الطيب صياد
2010-03-18, 11:30 PM
مع شديد الاحترام والرد على القول لا القائل
هذي فلسفة فارغة، لاقيمة لها، وغير مقبولة لغة ، فضلا عن شرعا
ذلك إن قوله تعالى أرسلنا لايلزم منه الرسل دون الأنبياء، فهنا المعول على المعنى الأصلي اللغوي المحض (بعثنا)
فافهم يا فهيم
زادني الله فهما !
قال تعالى :" و ما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم " ، الإرسال له معنيان أحدهما لغوي و هو ما ذكرتَه أي : البعث ، و الآخر شرعي و هو : الإيحاء إلى رجل بشريعة ما و أمره بتبليغها إلى قوم محددين ، فإذا اتضح هذان المعنيان فاعلم أن الأصل في كل متكلم أن يحمل كلامه على عرفه ، و هو ما عليه محققو الأصوليين و هو مذهب أهل السنة و الجماعة خلافا للأشعريين و غيرهم ، إلا أن يدل دليل صحيح يقيني على أن المراد هو غير ما جرى على عرفه الأصليِّ فهناك يحمل على ما دلَّ عليه الدليل ...و عليه فحمل الإرسال في الآية الشريفة الآنفة الذكر - على المعنى الشرعي أولى من حملها على المعنى اللغوي ، و ليس هذا فلسفة بحال ...يا صديقي !
فأنا أسأل سؤالا سهلا : ما دليلك على قولك " هنا المعول على المعنى الأصلي اللغوي المحض (بعثنا) " ؟
بوركتَ ...
يزيد الموسوي
2010-03-18, 11:48 PM
أنت الذي تحتاج الدليل لأنك تصرفه عن معناه الأصلي اللغوي
وما أرسلنا يعني بعثنا
فتريده أوحينا
هات الدليل
الطيب صياد
2010-03-19, 12:24 AM
أنتَ لم تفهمْ كلامي إذًا ...
قد قلتُ لك : إنَّ حمل اللفظ على المعنى الشرعي أولى من حمله على المعنى اللغوي ، أقصد في كلام الشارع
هذا هو دليلي على حمل معنى الإرسال على خصوص الإيحاء إلى رجل بشرع و أمرِهِ بالتبليغ ،،،
شيء واضح ..
يزيد الموسوي
2010-03-19, 12:38 AM
فاعلم أن الأصل في كل متكلم أن يحمل كلامه على عرفه ، و هو ما عليه محققو الأصوليين و هو مذهب أهل السنة و الجماعة خلافا للأشعريين و غيرهم ، إلا أن يدل دليل صحيح يقيني على أن المراد هو غير ما جرى على عرفه الأصليِّ فهناك يحمل على ما دلَّ عليه الدليل
بل فهمت، ولكن
إن كانت هذه قاعدة مطردة، فليست صحيحة في كل نص
وها هنا قد دل دليل على أن المراد هو غير ما جرى على عرفه الأصلي
بارك الله فيك
المسألة تتعلق بتفسير اللفظ
وبالحقيقة المجاز وموقفك منهما
وإن كنت قد أحددت العبارة فإني أعتذر
الدكتور حسين حسن طلافحة
2010-03-19, 03:40 AM
ادّعت امرأة النبوة على عهد المأمون، فأحضرت إليه فقال لها: من أنت؟ قالت: أنا فاطمة النبية. فقال لها المأمون: أتؤمنين بما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم؟ قالت: نعم، كل ما جاء به فهو حق. فقال المأمون: فقد قال محمد صلى الله عليه وسلم: " لا نبي بعدي". قالت: صدق عليه الصلاة والسلام، فهل قال: لا نبية بعدي؟ فقال المأمون لمن حضره: أما أنا فقد انقطعت، فمن كانت عنده حجة فليأت بها، وضحك حتى غطى على وجهه.
هنا: اختبر نفسك، وأرنا يا كبير، ردّكَ على العاميّة هذه!
هذه مناظرةٌ وجدالٌ –إن صحّ- أُدرِجَ في أبوابٍ كثيرةٍ، منها:
1-بابُ "الكَفِّ عن مجادلةِ العامّة"؛ غيرَ أنّ ذلك، كان في مقامِ استتابةٍ، فوقعَ ما وقعَ، وأُلزِمَ الجدالَ، وهذا ما حذّر منه الإمام الشافعي بقوله: "ما جادلتُ عالماً؛ إلا وغلبته، وما جادلني جاهل؛ إلا غلبني!".
2-بابُ "فنِّ بناء المُقدِّماتِ"، انظر إلى هذه المقدمةِ الراقيةِ، التي بناها المأمون؛ كيف بنى مُقدمةً عندَ خصمهِ؛ ليلقمَهُ حجراً؛ لم يَقُل لها على الفورِ: "قال محمد صلى الله عليه وسلم لا نبي بعدي"؛ لقد سألها: أتؤمنين بما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم؟
فأجابت بالمُقدِّمة طوعاً، بقولها:
نعم، كل ما جاء به فهو حق.
فلمّا أقرّت على المُقدِّمةِ، التي صنعها، أسرعَ ليبني عليها، ردّاً لا يَردُّهُ سوى الجّهال؛ لقد ربطَ الكلام السابق بالفاء، وقال: "فقد قال محمد صلى الله عليه وسلم لا نبي بعدي"، وهنا تكمنُ الروعةُ الجّدليّة الفنيّة؛ في حرف الفاء.
3-بابُ "الفطنةِ في المناظرة وفنيّة التنقُّل بين الأدلةِ"، وفيه أنَّ المسلمَ يُعدُّ نفسه، جيِّداً؛ للردِّ على كلِّ شيء، سواء أكانتِ الشبهةُ الملقاةُ عليه (منطقيّة) أم (تشكيكيّة تمويهيّة)، وهذا ما طبّقَهُ إبراهيم –عليه السّلام- على النمرود؛
إبراهيم: يهاجم النّمرودَ بدليل "رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِـي وَيُمِيتُ"
النمرود: يردُّ بأن يلاحق اللفظَ لا المعنى: "قَالَ أَنَا أُحْيِـي وَأُمِيتُ"؛ أي: أقتل مَن أردتُ قَتْلَه, وأستبقي مَن أردت استبقاءه, كما فعلت المرأة؛ إذ لاحقت اللفظ، لا المعنى، وتحدَّثت عن عدم قولِ نبينا في نفيه النبوة بعده "تاء التأنيث"؛ لغباوتها وجهلها.
إبراهيم: ينتقلُ بسرعة إلى دليلٍ آخر، وهذا لا يعني أنّه هُزِمَ أمامَ هذا الغبي، وهذا ما كان يَجِبُ على المأمون أن يفعله، أن يُتبِعَ الدليلَ بالدليلِ الآخر، فيقول لها مثلاً "الأمة تُولّي أمرها للأنبياء، والنبيُّ –صلى اللهُ عليه وسلمَ- قال "لا يفلح قوم ولّوا أمرهم امرأةً" فسَتبهتُ حينها، "قالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ }البقرة258
وعليه، فإنّ ما قاله الأخ الكريم الغزاوي، كان صحيحاً.
معنى القصّة، الجّدليّة، الحواريّة عند العلماء:
هزليٌّ بحتٌ، فهم يعرفون عَوَرَ وغباوةَ ما استدلت به المرأة، ولا يقصدون من روايتها –القصّة- أنّ المأمون عجزَ عن الإجابةِ عليها؛ إذ كيفَ يتصوَّرُ المسلمُ أنّ هؤلاء الأدباء العلماء في آن واحد، ضحكوا من الدّينِ، واستهزءوا من الشّريعةِ، والظاهرُ أنّهم يضحكون من صنيعِ المرأة، وهبلِها، وغباوتِها، وسوء إجابتها، وحالتِها التي لا تُحسدُ عليها؛ إذ إنّها قاعدةٌ بينَ رجلٍ ذي سيادة، وحولَه فقهاء ومتكلمون، يأكلون الأخضرَ واليابس؛ إذن يجوزُ للمسلمِ أن يضحكَ على شريعةِ غيره، من فسّاق ومجّان، وملاحدة، ويسخرَ بها؛ بأن يروي ما تيسّرَ له من فضائحهم، وهذا ما قاله نوح: "إِن تَسْخَرُواْ مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ" هود38، واللهُ تعالى سمحَ لنا بأن نسخر من المنافقين، وأهل الأهواء، وسَخِرَ هو جلَّ جلالُهُ منهم فقال "سَخِرَ اللّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ" التوبة79؛ سخرية تليق به –سبحانه جلَّ جلالُهُ-.
أخيراً أقول بخصوص المشاركات:
1-إنّها معاركٌ نقديّة شديدةٌ، وكان الأولى أن نترفق ببعض، فجميعنا "أهل سنة وجماعة".
2-بارك اللهُ في الشيخ عبد الله غنيمان، لقد تسرّع، وأعتقدُ أنّه لو روجع في هذا لرجع؛ لأنّ السخرية والمعرّة في القصّة، لاحقةٌ بالأغبياء، لا بالشريعة، والنبوّة، وهذه أساليبٌ معروفة عند الأدباء؛ فربما قالوا لك "أنتَ جميلٌ"؛ ليقصدوا قبحك، وروايتهم القصّة، توبيخٌ للأغبياء، والسّفهاء؛ وتسييرٌ للرُّكبان، "ذق إنّك أنت العزيز الكريم".
3-أما عن مشاركة الفاضل (الطيب صياد)، بأنّ "مدَّاح نفسو كذَّاب" فلا يصلح أن يكون ردًّا ألبتَّةَ؛ لأن كل نبي من الأنبياء قال عن نفسه: أنا نبي الله فاسمعوني و أطيعوا الله".
فقولنا: أنّه يصلحُ بأن يكون ردّاً؛ وشتّان ما بين مُخبرٍ عن صدقٍ، وقعَ ولا مُشاحةَ فيه؛ هو رسولٌ من ربِّ العالمين يخبرُ عن نفسه بذلك، ولا يمدحُ نفسه، وبين مدعٍ كاذبٍ أفَّاكٍ، يمدحُ نفسه بادعائه النبوَّة، وإذا كان لكلِّ مقام مقال، فهذا مقالها (من المعهودِ عند كلِّ البشر أنّ النبيّ مرتبة عليا، ومدحٌ للنفسِ، وفي المثل أيّتُها العاميّة "مدَّاح نفسو كذَّاب" فأنتِ كذّابةٌ؛ لأنكِ مدحتِ نفسكِ بأن وصفتِها بالنبّوة). أرجو أن يتّضِحَ المعنى، ويُميّزَ بين (الإخبار)، و (المدح).
4-مشاركة أخرى جميلة (للطيب صياد) : فالرد عليها أن يقال : هاتِ برهانك إن كنتِ صادقة، و إلا :
فالدعاوى ما لم يقيموا عليها ***** بيناتٍ أبناؤها أدعياءُ
فإن أقامتْ بيِّنة فذاك و إلا فهي إحدى امرأتين : كافرة أو مجنونة، هذا من جانبها هي.
5-ومشاركة جميلةٌ من (الصامت) : قال تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ).
6- ومشاركة جميلةٌ من الأصوليّ –كما أذكُرُ- (عبد الكريم بن عبد الرحمن): عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه و سلم : " كَمَلَ مِنَ الرِّجَالِ كَثِيرٌ وَلَمْ يَكْمُلْ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا آسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ وَمَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ ، وَإِنَّ فَضْلَ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ عَلَى سَائِرِ الطَّعَامِ " متفق عليه
عنْ أَبِي سَعِيدٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه و سلم : فَاطِمَةُ سَيِّدَةُ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، إِلَّا مَا كَانَ مِنْ مَرْيَمَ بِنْتِ عِمْرَانَ " المسند
7-ويعود (أشجعي) بكلام جميل: إذا أردنا أن نناقش المسألة كما يتناقش "الفلاسفة "فرق بين الرسالة والنبوة كما تقدم ومع ذلك يستطيع الصامت أن يستدل بقوله تعالى ((وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ..)) ومع ذلك فليس هذا بالاستدلال القوي -الذي يلجم الألسنة- لأنه و بكل بساطة سيأتي "متفلسف" ويقول لك "وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ" وليس من بعدك!!! تماما كما قالوا " لا نبية بعدي" والله المستعان.
8-ثم يأتي جوابُ الأدباء؛ وتفسيرٌ جميلٌ لما يضحكون منه، من (يزيد الموسوي): أنا عندي جواب لغوي يفهمه مثلك يا دكتور؛ من المقرر أن المؤنث فرع المذكر، ولا عكس، فإذا قلت جاء ليلى جاز، و لا يجوز قولك جاءت زيد، فالأصل في الاسم أن يكون مذكرا، والتأنيث طارئ عليه، والجري على الأصل دائما صحيح صواب، وعلى هذا فقوله صلى الله عليه وسلم: لا نبي بعدي، يشمل المؤنث، وهذا تحصيل حاصل في اللغة لكل ذي لب، وهنا أذكر بالزيادة في الحديث الشريف: طلب العلم فريضة على كل مسلم، فزاد المحدثون - جهلا - ومسلمة، ولا يلزم ذلك، فالوصف بالمذكر يشمل المؤنث، و لو قال ومسلمة فأحد شيئين:
1-إما لغرض بلاغي كالتوكيد ونحوه، كقوله تعالى "ولا نساء من نساء" فإن (قوم) السابقة تشمل الجنسين، ولكن خص النساء للتوكيد؛ لميلهن وولعهن الشديد بالسخرية.
2-أو حشو إن كان في غير نص شرعي. بارك الله فيكم فليس من داع اصلا أن يقول الرسول الكريم: لا نبي و لانبية، فهذا - من غير مقتض - لغو من الكلام وحاشاه صلى الله عليه وسلم.
9-أخيراً هناك (هوشة) نقديّة بين (يزيد الموسوي) و (الطيب صياد)، نتمنى أن تنتهي على خير، أو أن تتوقف.
يزيد الموسوي
2010-03-19, 04:40 AM
ليس في الأمر هوشة يا دكتور
إنما هو البحث العلمي وإن سلق بعضنا بعضا بلسانه فلا بأس
فهذي طبيعة النقاش العربي الاتجاه المعاكس
أشجعي
2010-03-19, 08:54 PM
بارك الله بك أخي الغالي الدكتور حسين
وأضحك الله سنك : )
الطيب صياد
2010-03-19, 09:00 PM
بل فهمت، ولكن
إن كانت هذه قاعدة مطردة، فليست صحيحة في كل نص
وها هنا قد دل دليل على أن المراد هو غير ما جرى على عرفه الأصلي
بارك الله فيك
المسألة تتعلق بتفسير اللفظ
وبالحقيقة المجاز وموقفك منهما
وإن كنت قد أحددت العبارة فإني أعتذر
قلتَ يا صديقي :" ها هنا قد دل الدليل على أنَّ المراد هو غير ما جرى على عرفه الأصليِّ " ، أريد منك - يا صديقي - أن تُطْلِعَني على هذا الدليل ...هذا طلبي فقط ...و لا علاقة لهذا بمبحث الحقيقة و المجاز ...و أمَّا اعتذاركَ فسأدرسه - الليلةَ - في مجلس خاص بيني و بين نفسي و عقلي و هوايَ و حِلمي و غضبي و معرفتي و جهلي و..و..و..و..:):):)
أبويوسف فارس
2010-03-20, 12:34 PM
هنا: اختبر نفسك، وأرنا يا كبير، ردّكَ على العاميّة هذه!
ما ردُّك يا كبير؟ أنا صغير ولست كبير.
على العاميّة هذه : قلت بنفسك أنها عاميّة وهذا يكفينا الرد عليها.
تمام القصة .
وقد أمر بوضعها في السجن ، وبعد مدة سألها ماذا أمرك الوحي في السجن فقالت الوحي لا يدخل السجن.
فضحك الخليفة وأمر بإطلاق سراحها كما أمر لها بهدية.
يزيد الموسوي
2010-03-21, 12:38 AM
ما زلت أنتظر تعليقا من أبي حاتم بن عاشور
وخاتمة القصة هي جهيزة
شيشناق الأمازيغي
2010-03-21, 11:11 AM
هنا: اختبر نفسك، وأرنا يا كبير، ردّكَ على العاميّة هذه!
ما ردُّك يا كبير؟ أنا صغير ولست كبير.
على العاميّة هذه : قلت بنفسك أنها عاميّة وهذا يكفينا الرد عليها.
تمام القصة .
وقد أمر بوضعها في السجن ، وبعد مدة سألها ماذا أمرك الوحي في السجن فقالت الوحي لا يدخل السجن.
فضحك الخليفة وأمر بإطلاق سراحها كما أمر لها بهدية.
لقد كفيتنا الرد يا أبايوسف، كنت أريد معرفة نهاية القصة فقط
أبو حاتم ابن عاشور
2010-03-21, 03:37 PM
ما زلت أنتظر تعليقا من أبي حاتم بن عاشور
وخاتمة القصة هي جهيزة
وفقك الله أخي
أنا نصحتك خوفا عليك من حدتك مع الأحياء والأموات
كونك تقصد شيئا آخر فهذا لا يطلع عليه إلا من يعلم السر وأخفى
وعليك أخي الكريم أن تراعي المتلقين لكلامك حتى لا يكون سببا للشحناء معهم
نفع الله بكم
يزيد الموسوي
2010-03-23, 11:07 AM
وفقك الله أخي
أنا نصحتك خوفا عليك من حدتك مع الأحياء والأموات
كونك تقصد شيئا آخر فهذا لا يطلع عليه إلا من يعلم السر وأخفى
وعليك أخي الكريم أن تراعي المتلقين لكلامك حتى لا يكون سببا للشحناء معهم
نفع الله بكم
وإياك وفق
وشكر الله لك نصيحتك
ولعلي أوضحت قصدي، ولست أدري كيف تظن بي وصف أهل الحديث - وهم حفظة الدين - بالجهل؟ وكان واضحا لكنك تعجلت غفر الله لك
أما الشحناء فلا مكان لها عندي، و لو بلغ الخلاف مداه
وأما غيري فليس في طوقي، وعلينا أن نتعلم أدب الخلاف
والله المستعان
احمد شبيب
2010-04-14, 02:13 PM
حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في صحيح مسلم وغيره وباختلاف رواياته
لا نبوة بعدي...
ردٌ موفق
ويرد عليها أيضا بما في الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
إن لي أسماء أنا محمد وأنا أحمد وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي وأنا العاقب الذي ليس بعده أحد
أشجعي
2010-04-15, 01:01 PM
بارك الله بك ونفع شيخي.
Powered by vBulletin® Version 4.2.2 Copyright © 2025 vBulletin Solutions، Inc. All rights reserved.