المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أنت مجرد ...طالبة علم!!



سارة بنت محمد
2010-03-05, 05:02 PM
كانت تشعُر بالسعادة.

لماذا؟

لأنَّها تمكَّنت أخيرًا من التَّدريس بمسجد.

كان مسجدًا بعيدًا.

لكنَّها كانت رغْم كل شيء سعيدةً.

أنتم تعرفون صعوبة أن يُوافق مَجلس إدارة مسجد على تدريسها فيه.

وتعرفون الأسباب طبعًا.

أبلغت حلقتها بالموعد ووصفت لهم المكان.

هل ترون الحلقة؟

ما شاء الله، لا قوَّة إلا بالله.

أتتعجَّبون من كونِهم أقرانَها في السنِّ؟

أتتعجَّبون من وجودِ مَن هم أكبرُ منها في السن؟

هكذا العلم، لا يعرف سنًّا.

إنَّما يعرف ضبطًا وحسنَ تأصيل، وقبل ذلك توفيقًا من الله تعالى.

لكن ليس كلُّ الطُّلاب يعرفون هذا.

هناك مَن يشعر بـ ... بماذا؟

دعنا لا نسبق الأحداث.

نترك لكم الحكم.

بذلت الأخت مَجهودًا مُضْنيًا مع هذه الحلقة لتعلِّمهنَّ ما تعلَّمت.

فقد أفنت سِنَّها الصغيرة في العلم.

تعلَّمن منها شُروح الحديث، والعقيدة الصافية، والسيرة.

أقرأتْهُنَّ القرآن.

لم تقصِّر ولم تألُ جهدًا.

لم تبخلْ عليْهِنَّ بأي شيء ممَّا أعطاها الله من العلوم والفنون.

ومرَّت الأيَّام والحلقة في تقدُّم.

ثُمَّ توقَّفت الحلقة فترةً لظروف وضْع الأخْت لطِفْلها الرَّابع.

ثُمَّ عادت الإدارة تُطالِبُها بعمل نادٍ صيفي للأولاد.

فعادت الأُخت للمسجد وهي تَحمل رضيعَها على كتفها.

وما أدراك كم المشقَّة!

اتَّصلت الأختُ بعدَّة طالبات.

ممَّن حضرن معها في الحلقة، ممَّن أخذن منها عِلْم الاعتِقاد، وقرأْنَ عليْها من كتاب الله.

عرضت عليهِنَّ مساعدتَها في إعادة النَّشاط للمسجد.

لكن هذه المرَّة العمل سينحصِر في حلقات الأطفال.

رحَّبتْ بعض الأخوات، واعترضتْ أُخريات لانشغالِهنَّ بأنشطة في مساجد أخرى.

عذرت الأختُ من اعتذرت.

ولِمَ لا؟ والهدف الجنَّة، فمن عمِل في هذا المسجد أو في غيره فهو يُحقِّقُ الهدف.

وبدأت العمل مع باقي الأخوات، اللاتي اشترطنَ عوْدة الحلقة القديمة.

درس الأخت:
وافقت الأخت، مع الاتِّفاق على أنَّها لن تكون مسؤولة إلاَّ عن حلقتها الخاصَّة بها.

وأنَّ نشاط الأطفال سيكون مسؤوليَّة الطالبات اللاَّتي وافقنَ على العمل.

وبدأت الحلقات.

كانتِ الأُخْت تردِّد دائمًا.

هذا مسجد جديدٌ.

يَحُتاج للصَّبر؛ ليعرفَه النَّاس، ويؤمُّونه.

والأخوات يردِّدْنَ: نعلم هذا جيِّدًا، سنصبِر.

ومرَّ أسبوع.

نعم، لا تتعجَّب.

أسبوع واحد فقط.

يعني ثلاثة أيَّام حضور في المسجد.

ثُمَّ انسحبت الأولى.

ثُمَّ الثانية.

وحضرت الأخت في يوم لتقابِل آخِرَ أُخْت ثابتة على العمل معها في المسجد.

رغْم مرضِهْا حضرت، رغْم مشقَّة الخروج بطفل حضرت.

وظلَّت منتظِرة طويلاً، فلم تحضر الثَّالثة، واتَّصلتْ تعتذر.

عادت الأُخْت لِمنزلها البعيد وهي تتعجَّب.

لماذا لم تفِ أيٌّ من طالباتِها بِما قطعته على نفسها من وعود؟!

لقد كان هناك أطفال، وكان النشاط سيستمر، وسيتَّسِع.

وكمْ نبَّهت على ضرورة الصَّبر.

وكم ردَّدنَ أنَّهن سيصبِرْن؛ ليحقِّقن الحلم.

المسجِد الذي نشأ على السُّنَّة، بأيديهن وعلى أكتافهنَّ.

على التصفية، والتَّربية، على مبادئ الجماعةِ والسُّنَّة.

تعجَّبت مُعلِّمتُهن من الانسحاب السريع.

وتساءلت: لماذا وعدْنَها ومنَّيْنها بتحقيق الحلم؟!

إنَّها تأتي رغم المشقَّة ومعها رضيعها، وتَجلس تنتظرهُنَّ لتُنْجِز وعدَها لهنَّ باستِمْرار الحلقة.

وقد لا يأتي إلا واحدةٌ منهنَّ.

وتتغيَّب الباقيات.

لماذا؟!

بل هي اليوم مريضة لكنَّها آثَرَتِ النزول وفاءً بالوعد.

اتَّصلت بإحدى الطَّالبات التي وعدتْها بالاستِمْرار في المسجد.

وسألتْها بهدوء: لماذا لم تحضري اليوم الاجتماع؟

قالت لها باندفاع: لا أحدَ يحضُر من الأطفال، وأنا آتي وأنتظر ثم أعود لمنزلِي، وهذا النشاط ليس له فائدة، واليوم كان لديَّ عدَّة أعمال، ولم أستطِعْ تأجيلها.

قالت لها بِهدوء ظاهري لا ينمُّ عن ثورتها الداخلية: عجبًا؛ كنتُ اليوم بالمسجد، ووجدت أطفالاً، ولم أجِد معلمات! ثم ألَم نتَّفق أنَّ المسجد يحتاج لصبر؟!

قالت الطالبة بعصبيَّة: لا، لم يعد لديْنا وقت.

قالت لها في حيرة: لم يَعُدْ لديْنا وقت لماذا؟

قالت الطالبة بانفعال: ولماذا نأتي نحن ونَجلس في انتظارِ حضور هؤلاء الأطفال غير المنتظمين، وأنت جالسةٌ في بيتِك لا تُعانين أيَّ مشقَّة!

ضبطت المعلمة أعصابَها بصعوبة، فهي تعرف أنَّ الفرق العمريَّ القليل بيْنَها وبين تلميذتِها أنسى الأخيرةَ حسن الأدب معها.

قالت في هدوء: كم مرَّةً حضرت إلى المسجد من أجل حلقتنا وجلست أنتظر فلم يأت أحد؟

قالت لها الطالبة – ولا تزال منفعلة -: لا أعرف ولا أريد أن أعرف، ليس من شأني؛ أنا منضبطة، وعندما أغيب أعتذر، كما أنَّ هناك مساجدَ قريبة من بيتي، وهي أولى بطاقتي وجهدي.

قالت المعلِّمة وهي لا تزال تُحافظ على هدوءِ كلِماتها: وهل منعْتُك من العمل في أي مسجد؟ لقد عرضت عليك الأمْرَ من بدايتِه بمنتهى الصَّراحة، فهل ظهرت هذه المساجدُ فجأة؟ ثُمَّ إنَّني أعاني المشقَّة أيضًا في الذهاب إلى الحلْقة الخاصَّة بكم، وكان الأفضل لي إذًا أن أوفِّر طاقتي، وأبحث عن مسجد قريب من بيتي الجديد.

ثُمَّ صمتتِ المعلمة لحظة، ثم قالت: على أيِّ حال مادام هذا منطقكم، فأنا لا أستطيعُ الاستِمرار في تدريس الحلقة إلا عندما تفينَ وعودَكن، وتُقِمن المسجِد على أكتافكن. أنا لم أُجْبِر أحدًا على شيء و ...

قاطعتْها الطالبة بانفعال: لا يهمُّ، لا تُدرِّسي في الحلقة؛ فالعلم لن يقِفَ عندك، العلم في كلِّ مكان، وأنت الخاسرة.

سكتتِ المعلِّمة مبهوتة!! ثُمَّ قالت للطَّالبة: حسنًا أستأذِنُك الآن فأنا مُرْهقة جدًّا.

قالت لها: مع السلامة.

ظلَّت المعلِّمة مصدومة ممَّا حدث.

هل هذا هو الأدب؟!

هل هذا هو الأدب مع مَن تعلمت على يده؟! لماذا؟!

هل صِغَر سنِّها يُتيح لطلَبَتِها تعدِّي حدودِهم معها؟ وبِهذه الطَّريقة المَهينة؟!

ألَم يشفع لها عند طالِبَتها معلومة تعلَّمتها على يديْها؟!

ليْتها عاملتْها حتَّى كصديقة لا كمعلِّمة، ليتَها تعاملت معها بذوْق وأدب العرف بين الأصدقاء، لكن جرحتْها بقسوة، وليت الجرح كان لنصحٍ صادق!

هي لا تريد أن يبجِّلنها لأنَّهنَّ تعلَّمن على يديْها، لكن لا تحب أن تُهان، ولِماذا تُهان؟!

ظلَّت تؤنِّب نفسها وتقول: لعلَّها أحسَّت أنَّني استكبرتُ عليْها.

ظلَّت في هذا الحُزْن عدَّة أيَّام، ثُمَّ عاودت الاتِّصال بالأخت لتؤلِّف قلبها، ففي النِّهاية هما أُخْتان في الله.

قالت لها بجفاء: أنا متضايقة منك.

سكتت المعلمة على مضض ثم قالت: لماذا؟

قالت: لأنَّك تتطاولين بعلمك عليَّ.

قالت المعلِّمة: عن أي تطاوُل تتحدثين؟

قالت: لأنك تريدين فرْض رغباتِك علينا.

قالت المعلمة: فرْض ماذا؟ رغباتي أنا؟ اسمعي يا صديقتي، أنا لم ولن أُجْبِر أحدًا أن يدرس في مكانٍ ما يَخصُّني مقابل العِلم الذي يصيبُه مني؛ فالعِلْم ليس حِكْرًا على من ينفِّذ رغباتي، لكِنْ ألَم أتَّصل بك في بداية المسجد أنت والأُخْريات، أنت وافقتِ على التدريس في المسجد في حين اعتذر غيرك، أليس كذلك؟

قالت: بلى.

قالت المعلمة: هل طردتُهم من الحلقة؟ هل منعتُهم الدَّرس؟

إنَّني أقدِّر ظروف كلَّ أخت، أخت قد تتحمَّل مشقَّة الحضور للمسجد يومًا واحدًا؛ لكي تحصل علمًا نافعًا، وأخرى لا تستطيعُ الاستِمْرار لعدَّة أيام، أنا احترمتُ رغباتِهنَّ ولم أشترط على أحدٍ للحضور للحلقة أن تُدَرِّس في المسجد. بل حتى مَن وافق على التَّدريس لم أشترِطْ عليْه أسلوبًا معيَّنا، لم أفْرِض عليه أيَّ شيء.

هناك مَن قطع وعدًا على نفسِه، بدون إكراه منِّي وبدون اشتراط منِّي، كنتِ تتحدَّثين عن مسجد تُديرينَه بنفسِك على السُّنَّة، كانت أمنيَّتك قبل أن تكون أمنيتي، وعندما تمكَّنَّا من البدْء في تَحقيق الحلم ورأيْنا المشقَّة انسحبْنا، وليْتنا انسحبْنا بهدوء!

توقَّفت المعلمة لحظةً ثُمَّ أكملتْ بِحزن: انسحبتِ وأنت تلقين أحجارًا صمَّاء عليَّ، جرح شديد أن يُصيبَني منك أنتِ بالذَّات مثلُ ما أصابني من الكلِمات القاسية الجارحة.

أخبريني يا صديقتي، هل يصحُّ أن يصدر هذا من إحْدى صديقاتي فضلاً عن طالباتي؟

انفعلت الأخت وقالت: ما هذا؟ أنتِ لسْتِ معلِّمة كبيرة إلى هذه الدرجة، ماذا تظنِّين بنفسك؟ ما هذا الغرور؟! أنت مجرَّد طالبة علم صغيرة، جلستِ معنا عدَّة جلسات لنتذاكر، فهل صيَّرتِ نفسَك بذلك شيْخَتَنا ومعلِّمتَنا؟ أنتِ مثلُنا جميعًا لا فضْل لكِ عليْنا.

ثم إنَّك تتعاملين باعتِبار أنَّ حلقتَك لا مثيلَ لَها، هل ظننْتِ أن إجازاتِك تُتيحُ لكِ أن تتكبَّري عليْنا هكذا؟!

بهتت المعلمة، وبحَّ صوتُها، فلم تستطِعْ أن تُصْدِر صوتًا، ثم استجْمعتْ قوَّتَها وقالت: أتكبَّر عليْكُنَّ؟! وهل صدَر منِّي شيء من هذا؟

أكملتْ بانفعال: نعم، كلُّ لهجَتِك ولُكْنتك تدلُّ على هذا، هل تظنِّين أنَّ متابعة الشَّيخ فلان لِهذه الحلقة، وموافقته على تدريسِك فيها يدلُّ على أنَّك أفضل؟! فقط نَحنُ قبِلْنا أن نُذاكِر معك؛ لأنَّنا كنَّا نَحسبُك على خير، وهذا شرف لك، وكان جديرًا بكِ أن تسجُدي لله شُكْرًا على أنَّ هناك مَن يَحضُر هذه الحلقة معكِ رغم صغر سنِّك، وأكرِّرُها لك، لن نذهَبَ للمَسْجِد ثلاثة أيام وأنت جالسة في بيتك، ولا تتعلَّلي بالرَّضيع، وعدم تدريسِك في الحلقة لا يهمني، وأنتِ الخاسرة.

قالت المعلمة: حسنًا هذا يَكفي، أستأذِنُك الآن.

قالت الأخت - وهي لا تزال منفعلة -: تفضَّلي.

مرَّ أسبوع ثُمَّ اتَّصلت أختٌ أُخْرى بِها، وقالت في أسف: لقد بلغني ما حدَث واتَّفقت أنا وسائر الحلْقة على الاعتِذار لك.

قالت المعلمة وهي تقاوم عبَراتِها: لا عليك.

قالت في صوتٍ يقْطر حرجًا: لا أعرف ماذا أقول، لكن ...

قاطعتْها المعلِّمة: أعرف أنَّه لا ذنبَ لك، لكنِّي حقًّا مُرهقةٌ وحزينة.

قالت الأخت في لَهْفة: خذي وقْتَك لكن لا تتركي الحلقة، لقَدِ استفدنا أيَّما استفادة.

قالت المعلمة في ألَم: الله المستعان.

وأنْهت الاتصال.

ومرَّت السَّنوات، ولَم تقُم لهذه الحلقة قائمة.

حقًّا، إنَّ سوء الأدَب مع المعلِّم - ولو كان أقلَّ قدرًا أو سِنًّا - يُذْهِب بركة العلم.
وإنَّا لله وإنَّا إليه راجعون.

جذيل
2010-03-07, 05:33 PM
ما نراه اليوم من تصرفات البعض سواء كان ذلك في الدعوة او في التصرفات العامة مع الاسرة او مع الناس على وجه العموم هي عبارة عن تصرفات مرهونة بطبع الشخص نفسه
ولهذا يعجز البعض كيف يقرا بعض استعجالات بعض المحسوبين على الدعوة سواء كان ذلك في سرعة غضب او بعدم فهم للواقعة المعينة , او حتى بطبع البخل او الجبن او غير ذلك من التصرفات الشخصية .. وان ذلك عائد الى طبيعة الشخص لا الدعوة .. ولا الاسلام نفسه ..
لابد ان يعلم من يدخل الى هذا السلك كيف يتخير الافراد
إما للدعوة
او للتدريس
او للامر بالمعروف والنهي عن المنكر
او لفض الخصومات والمناظرات
او للحديث المباشر مع الناس
اذ كل حالة من هذه الحالات تحتاج الى طبيعة معينة من الافراد
ولو تتبعنا سيرة النبي عليه الصلاة والسلام لرأينا كيف يختار لذلك
سواء في القضاء او الدعوة او لقيادة الجيش او لخدمته او لغير ذلك
ولهذا يحسن ان ينبه بعض من يطلع على مثل هذه التصرفات من العامة الا ان مثل هذه الامور عائد الى طبيعة الشخص وسوء اسلوبه وتصرفه .. وليس تدينه او دعوته او غير ذلك .
ولو اردت ان اضرب بعض الامثلة لطال الكلام .. وقد رأيت من هذا ايام الحلق مايستغرب ..
ولكن يكفينا ان نفهم هذه النقطة حتى لا ينعكس على همومنا وهمتنا فننخذل من القيام بالدعوة او الامر بالمعروف والنهي عن المنكر او غير ذلك ..
وفقكم الله ورعاكم

سارة بنت محمد
2010-03-14, 12:31 PM
ما نراه اليوم من تصرفات البعض سواء كان ذلك في الدعوة او في التصرفات العامة مع الاسرة او مع الناس على وجه العموم هي عبارة عن تصرفات مرهونة بطبع الشخص نفسه



بارك الله فيكم لخصتم المسألة في عبارة واحدة

بالفعل الطبع يغلب التطبع وهو سبب القاء التهمة والصاقها بالدين

ونحن ننتقد الطبع ليلتفت صاحب الطبع السيء إلى خطإ فعله

والله المستعان

بنت الإسلآم
2010-07-29, 05:23 PM
للأسف تصرفات بعض الأشخآص معيبة ولا ينبغي أن تكون لمن لهم الفضل
بعد فضل الله في تزويدهم بنصح و إرشآد و تذكرة ..

بارك الله فيكِ أخيتي ونفع بك

شجرة الدرّ
2010-07-29, 08:55 PM
ولو اردت ان اضرب بعض الامثلة لطال الكلام .. وقد رأيت من هذا ايام الحلق مايستغرب ..


وللأسف كان انتكاس عدد ممن أعرفهم من شباب الحلقات لهذه الأسباب ..

جزاك الله خيرا أيتها الأخت الفاضلة ..

أمة الوهاب شميسة
2010-07-29, 09:09 PM
بارك الله فيك أخيتي ..
وأنا لمواضيعك القيمة متابعة
إن شاء الله تعالى

الطيب صياد
2010-07-29, 11:24 PM
الأسلوب بديع للغاية ، وهو صورة أدبية عن اللاأدب الذي أفسد النفوس و أبقاها خرابًا يبابًا ،
خاصة هذا الموقف المخجل - حقيقةً - :
حين تُلَمِّحُ لأصحابك بإقامة دروس أو حلقات علمية من زادك العلمي ، فتبصر منهم سخرية أو تطاولا و ترى من بعضهم أنه يحسبك متعالما متكبرا ، و قد تمشي الحلقات أياما سعيدة ثم تتلاشى وينطفئ نورها بتقاعس الأصحاب و التخلي عن جملة الآداب بين الأحباب حتى لتظن أن أقامة الدرس و نشر العلم شيء غير محمود و أنه مدعاة إلى الفرقة و الفتنة ......و الله المستعان على حوادث الزمان .

المشاشي
2010-08-01, 02:38 PM
نسأل الله لهم الهداية و الثبات

و لكن موقف المعلمة يجب ان لا تنصدم في بداية الطريق فهذا الحدث شيء متوقع و متعارف عليه لدى كل من سلك طرق التدريس ، و النصح ، و الارشاد

يجب ان تأخذ في الاعتبار فارق السن ،و قلة الخبرة ، و حسن الادب، و اللباقة

و تنوي بذلك كله الثواب من الله

أبو قتادة المصري
2010-08-04, 05:34 PM
بارك الله فيكم اختي الفاضلة

أم أويس وفردوس
2010-08-04, 07:29 PM
شكرا لك ... بارك الله فيك ... أختي سارة رووعة ما سطرته يدك.

سارة بنت محمد
2010-08-05, 10:19 PM
أرجو من الجميع أن يعذرني فلدي رغبة أكيدة في التعليق على كل مشاركة ولدي عدد من النقاط التي تحتاج للبحث والطرح والمناقشة بشأن هذه المقالة لكن لعلنا نرجئ ذلك لما بعد رمضان خشية انبدأ النقاش فلا ينتهي الآن
فأرجو أن تسامحوني جميعا

أسأل الله تعالى أن يبلغنا رمضان وأن يرزقنا العتق من النيران وأن يشرح صدورنا ويغفر ذنوبنا ويستر عيوبنا

الحضرمية
2010-08-09, 10:17 PM
قصتك حركت أشياء كثيرة وهي واقعة وستقع بدلالة القرأن والسنة لكن ماذا علينا أن نفعل ؟؟؟
قال تعالى ففف ولربك فاصبر ققق
وقال تعالى ففف ولقد كُذبت رُسُلٌ من قبلِكَ فصبروا على ما كذبِّوا وأُوذٌوا حتَّى أتَاهُم نصرُنا ققق
قال الشيخ أبن عثيمين رحمه الله تعالى في شرح ثلاثة الاصول
أن أذية الداعين الى الخير من طبيعة البشر إلا من هدى الله , ولكن كلما قويت الاذية قرب النصر وليس النصر مختصاً بأن ينصر الانسان في حياته ويرى أثر دعوته قد تحقق بل النصر يكون ولو بعد موته بأن يجعل الله في قلوب الخلق قبولاً لما دعا إليه وأخذاً به وتمسكاً به فإن هذا يعتبر نصراً للداعية وإن كان ميتاً فعلى الداعية أن يكون صابراً على دعوته مستمراً فيها صابراً على ما يدعو إليه من دين الله صابراً على ما يعترضه من الاذى وها هم الرسل صلوات الله وسلامه عليهم أوذوا بالقول وبالفعل ..أهــ
والقرأن حافل بكثير من الايات التي تبين الاشكال المختلفة من أنواع الاذى لأنبياء الله ورسله
صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ومما يقابله من الصبر وفي مقدمهم رسولنا الكريم (ص)
مثال لذلك الرجل الذي قال للنبي (ص)
إعدل وهو ممن قال الشهادة ( يعني مسلم وموحد ) وهذا الرجل لايكلم احد من الناس وإنما كان يكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم ويتطاول عليه وهو رسول الله (ص) وذلك الذي شد النبي (ص) من ردائه ( وهو من المسلمين ) ....
فكيــــف بنا نــحن في هذا الـــزمان الذي تقل فيه كثير من من الآداب والاخلاق حتى ممن ينتسبون لطلاب العلم إلا من رحم ربـي
فأوصي نفسي وإياك بالصــــبر مع الاخلاص والمتابعة لرسولنا الكريم (ص) ولنقرأ سيرته العطرة وما فيها من عبر وعضات وصبر وتربية ووو....

سارة بنت محمد
2010-09-19, 06:29 PM
للأسف تصرفات بعض الأشخآص معيبة ولا ينبغي أن تكون لمن لهم الفضل
بعد فضل الله في تزويدهم بنصح و إرشآد و تذكرة ..

بارك الله فيكِ أخيتي ونفع بك




وفيك بارك أختي الفاضلة وأحسن الله إليك




وللأسف كان انتكاس عدد ممن أعرفهم من شباب الحلقات لهذه الأسباب ..

جزاك الله خيرا أيتها الأخت الفاضلة ..

وجزاك أختي الفاضلة

وأما الانتكاس بسبب أفعال البعض منا ، فهذا عيب في المنتكس ،قال تعالى :"ومن الناس من يعبد الله على حرف فإن أصابه خير اطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة"
وقال تعالى :" أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون"

فكل ما لا يروقنا من هذه الحياة وتصرفات الآخرين من الفتنة التي يُظهر الله بها الخبيث ويميزه من الطيب

أسأل الله لنا جميعا الثبات

محمد بن علي بن مصطفى
2010-09-19, 06:58 PM
أنت قاصَة جيدة سارة وأسلوبك فيه ابداع وتشويق أرجو أن تستثمري موهبتك في عمل احترافي دعوي لكن احذري المباشرة في طرح الفكرة
وهذا ميدان واسع جدا الا انه شبه فارغ
ولا تنسي أخيَة أن:
الفن مزرعة القيم

أبو محمد خليل المكي
2010-09-19, 08:48 PM
لا إله إلا الله.
وقفة إجلال و إكبار لهذه المعلمة و أمثالها ممن يسدون هذه الثغور محتسبين بذلك الأجر عند الله تعالى .
وأمثال هذه الصور و المشاهد المؤسفة والمحزنة تتكرر كثيرا بين الطلاب و المدرسين ، أو بين الطالبات و المدرسات ، و إن اختلفت في الوسيلة ، واختلفت الظروف إلا أن النتيجة واضحة ؟؟
وأترك للقارئ استنباطها من خلال هذه القصة المؤسفة .

الأخلاق الأخلاق ، فمن فقدها لم ينفعه علمه ، وكان وبالا عليه في الدنيا و الآخرة .

سارة بنت محمد
2010-12-01, 03:21 PM
أختي الفاضلة أمة الوهاب
الأخ الفاضل الطيب صياد
الأخ الفاضل المشاشي
الأخت الفاضلة مزن
الأخ الفاضل أبو قتادة
الأخت الفاضلة الحضرمية
الأخ الفاضل محمد بن عليّ
الأخ الفاضل أبو محمد

بارك الله فيكم جميعا وأحسن إليكم

والتعليق الذي كنتُ أريد إضافته هو
أن التعليم عملية تربوية تحتاج للألفة والتفاعل بين المعلم والمتعلم

لم نختلف جميعا في أهمية الأدب خصوصا من المتعلم تجاه المعلم ، ولا يسقط حق المعلم في التأدب معه لصغر سنه أو قلة جاهه أو ماله ...الخ كما في كل كتب آداب الطلب.

كما لم نختلف أن طريق الدعوة كله عوائق وأشواك وأذى، وأن المعلم للناس الخير لابد أن يتحمل ويصبر أيضا

ولكن النقطة التي أريد أن يدور حولها النقاش، هل صبر المعلم على الأذى يعني أن يقبل بالتعامل مع مجموعة من الدارسين يتعاملون بسوء أدب مع عدم قدرته على تقويم أسلوبهم؟
أم ما هو معني قولنا يصبر المعلم على الأذى؟؟

طويلبة علم حنبلية
2012-04-10, 05:22 AM
بارك الله فيكم لخصتم المسألة في عبارة واحدة

بالفعل الطبع يغلب التطبع وهو سبب القاء التهمة والصاقها بالدين

ونحن ننتقد الطبع ليلتفت صاحب الطبع السيء إلى خطإ فعله

والله المستعان

تعجبُني مقولة سمعتُها من الشّيخ أبو إسحاق الحويني-حفظه الله- في سلسلة مدرسة الحياة على شرحه لكتاب صيد الخاطر ، قال:

أهلُ اليقظة: يزيحون العلة ثم يمضون بلا تردد وبلا التفات - فلو توقفَ بهم ركب الطبع ؛ لضجُّوا!
وركب الطبع يعني مثلاً : أنتَ إذا تخاصمتَ مع أحدٍ و نحاول أن نلين قلبك تقول : أصل أنا عصبي!
هكذا وضعت عقبة بيننا و بينك ، كأننا نطرق على الحديد البارد!

"فلا تركب جوادَ الطّبعِ ؛ فإنَّ جوادَ الطَّبعِ يسيرُ معَ ركبِ الشّيطان"!

وعمر بن الخطاب -رضي الله عنه- كان من أشدِّ النّاس ، و كان من أصلبهم فى الجاهليّة!
و كان من أكثرِ النّاس بُكاءاً فى الإسلام!

رقَّ طبعُه ؛ لأنه استسلمَ للشّرع!

و هذا هو الفرق ما بين أهل الالتزام على الحقيقة ، وأهل الجهل حتى و لو تزيوا بزي الالتزام!

وهذه آفة نعانى منها كثيرًا ... ، رجل متسنن أعفى لحيته ، قصّر قميصه ، يحضُر الصّلاة فى الجماعات ، سيماهُ سيمة أهل التدين والالتزام كثير منهم يركب جواد الطبع!

مع أن المفترض أن يكون أسيرًا فى يد الشريعة ؛ هى التى توجهه و تأمره و تنهاه!
و يُعرف قدر العبد و التزامه بهذه الخصيصة!




فلا تقل : " أنا طبعي كده "!
" أنا جبلت على هذا "!


لأنَّ الله عز وجل أرسلَ رسوله -صلّى الله عليه و سلم- ليحملك على مكارمِ الأخلاق ، حتى و لو كانت خلافَ الطّبع . . . هذا هو كلامُ ابن الجوزي . .
" لو توقَّفَ قليلا و فكَّر ؛ لركبَ جوادَ الطبع و لرجع القهقرا"!

الأترجة المصرية
2012-04-25, 11:51 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا أختي الفاضلة وبارك فيك ، وعلى الرغم من قدم الموضع إلا أنه يتجدد من حين لآخر ، هدى الله طلاب وطالبات العلم الذين صدق فيهم القول : يأتي قوم يتعلمون القرآن ثم يتعلمون الإيمان ، فليتهم تعلموا الإيمان قبل القرآن ، والله يا أختي : لقد نكأت جرحا لم يندمل بعد ، وحسبنا الله ونعم الوكيل .

الحفيشي
2012-04-27, 01:16 AM
ولكن النقطة التي أريد أن يدور حولها النقاش، هل صبر المعلم على الأذى يعني أن يقبل بالتعامل مع مجموعة من الدارسين يتعاملون بسوء أدب مع عدم قدرته على تقويم أسلوبهم؟أم ما هو معني قولنا يصبر المعلم على الأذى؟؟[/color][/size]هو يصبر عليهم بقدر ما يستطيع الحفاظ على نفسه وأن يؤمن على نفسه من الضياع..ولنا في رسول الله عليه السلام أسوة حسنة فلقد كان أصبر الصابرين ليس على تلاميذ سوء بل على كفر قريش..فالصبر الصبر يا أصدقاء..

الأمة الفقيرة إلى الله
2013-03-18, 08:26 AM
أحسَنَ اللهُ إليكُم وجزاكُم خيرًا جميعًا،
نسألُ اللهَ أن يهدِيَنا لأحسَنِ الأخلاقِ لا يهدِي لأحسَنِها إلّا هوَ.

ابوخزيمةالمصرى
2013-03-18, 09:33 AM
ماشاء الله لاقوة إلا بالله
مع قدم الموضوع المتجدد
أحسن ثم أحسنت والله في العرض لكأني أري انكسار قلب الفاضلة المعلمة من حسن بيان العرض ورقة الأسلوب
حتى انكسر قلبي
ولا أستحي أن أقول كادت تغلبني العبرة
لتأثير الأسلوب فما نعانيه اليوم من جفاء الطلبة ...... للسنة والهدي وجفاء الأخلاق وركوب جواد الطبع شئ شديد
ودائما تقابلني مشاكل في الدعوة ولكن ليس بهذه القسوة والجحود والنكران البشع والتنمر

فأتمثل بكلمة شيخي وأستاذي الذي أدعو له مع والدي غالبا .
((إن كنت تحمل علما أكثر من الذي أحمله ،فإنك لا تملك القلب الذي أملكه)

حينما أتمثل به يهون علي الخطب من إخواني الذين صار دأبهم المنهج لاالعمل
ولقد كسر قلبي حسن طرح الأخت الفاضلة زادها الله فضلا وتقى
تصويرها انكسار قلب الأستاذة أمام جحود من كانت ترجو مساندتهم
وأقول كما

(يا لانصداع القلب الذي يسمونه الحسرة)
إي والله وأي حسرة
وأكون مخطئا إن قلت أنها تستطيع القيام بمفردها مرة أخرى إلا أن يشاء ربي شيئا
فإن الكلم قد ترك في القلب جرحا عميقا كيف الذهاب به وحتى لو تقطعت المأسوف لها بكاءا بين يديها لتصفح عنها لاأحسبه يشفي لقوة الثلم

وأما المأسوف لها ،
فأخشى عليها أن تكون ممن قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا.......)نسأل الله أن يعفو عنا وعنها
...(وَتَذُوقُواْ السُّوءَ بِمَا صَدَدتُّمْ عَن سَبِيلِ اللَّهِ ....)
وإذا اشتد عجبنا من الفاضلة

فكيف برسول الله صلى الله عليه وسلم
وما لا قاه من جحود وتعذيب وتشريد وهو يدعوهم إلى الله
رب اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون
اللهم أدبنا اللهم أدبنا اللهم أدبنا
وأعنا على أن ننزل الناس منازلهم آمين
ومعذرة للأطالة وجزى الله صاحبة الموضوع خيرا
فقد وضعت اليد على الجرح
والله المستعان

سارة بنت محمد
2013-04-03, 01:19 PM
الأخوة الأفاضل والأخوات الفاضلات

تفاجأت وأنا أبحث في بعض المواضيع بتعليقاتكم القيمة فعذرا إن كنتُ تأخرت عن المتابعة وشُكر كل من أضاف وعلق

جزاكم الله خيرا وبارك فيكم جميعا ولعلي أعود فأضيف شيئا أو تسامحوني لو لم أستطع العودة للتعليق

سارة بنت محمد
2013-04-03, 01:24 PM
فقط استحضرت مع كلمات الأخ أبو خزيمة قصة أخت رحمها الله

جافاها أصحابها من تلميذاتها وأقرانها لما خالفتهن في جرح عالم ضمن موجات التعدي على العلماء والدعاة التي جرفت الأخضر واليابس وتطاول بها الأصاغر على الأكابر

فقذفوها بالتهم ورموها بالضلال والبدع حتى أصابها المرض فازادت مرضا مرضا على مرض

وظلت تدعو لهن كما شهد بهذا القاصي والداني وتقول اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون

وإلى يومنا هذا حتى بعد موتها لازلن - هداهن الله - يقذفون طالباتها الأفاضل بأقذع التهم ويرمونهن بالبدع والضلال دون أن يرتدعن عن فعلهن

وما ذنبهن غير أنهن : طالبات المرأة التي نقلت عن عالم رموه بالبدع والضلال!!

فما أكثر ما يضل الناس عن سواء السبيل وهم يحسبون أنهم مهتدون

وكم يشهد البعض لنفسه بلسان الحال أو المقال بالتفضل على الآخرين ويخالف الهدي النبوي والسنة زاعما أنه من أهل الهدى

اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون.

طويلبة
2013-11-17, 08:26 PM
جزاك الله كل خير
أسأل الله تعالى أن يجلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه