المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ( المشروع التغريبي إذ يحمله بعض الطيبين ) .. للأستاذ محمد جلال القصاص



سليمان الخراشي
2007-07-22, 05:45 PM
المشروع التغريبي إذ يحمله بعض الطيبين

في القرآن الكريم تتكرر الأحداث ، بل والألفاظ ، حتى أن القرآن الكريم يحكي عن المفسدين في كل العصور ذات الكلمات بنصها ، ثم يتساءل متعجبا ( أتواصوا به ) ويجيب مقررا ( بل هم قوم طاغون ) ، فالاشتراك في المفاهيم والتصورات ــ وهي هنا الظلم والطغيان ــ أدى إلى تطابق الخارج من الجوارح .

نعم تتشابه القلوب فتتكرر الكلمات والأفعال والمواقف ، في الخير والشر ، وفي ثنايا السيرة شواهد عديدة ؛ يُشبَّه أبو بكر ـ رضي الله عنه ـ بمؤمن آل فرعون ، وعُروة بن مسعود الثقفي بالرجل الذي جاء من أقصى المدينة يسعى ، وأبو جهل بفرعون ، وأمية بن أبي الصلت بالذي آته الله آياته فانسلخ منها ... وقريب من هذا " إِنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ حَوَارِيًّا وَحَوَارِيَّ الزُّبَيْرُ " و " لِكُلِّ أُمَّةٍ أَمِينٌ وَأَمِينُ هَذِهِ الْأُمَّةِ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ . وغير هذا كثير .

وفي الواقع المعاصر عجيبة لم أراها في التاريخ كله ، وهي أن الأحداث ... المشاريع ... تتكرر على مسافات قريبة جدا بذات الآليات . ولا يستطيع أحد أن يوقفها ، مع أن الأحداث تُنقل بالصوت والصورة من كل مكان في كل مكان . وهذا الأمر كثير جدا ، وبيِّن جدا في رحيل الاستعمار وتولي القوميون . . . العلمانيون ، تم الأمر بذات الطريقة تقريبا في كل الدول ، وذات الشيء يحدث في ما يعرف بتغريب المجتمعات الإسلامية ،وهو ما أردت الحديث عنه في هذا المقال .

أقول : بعد فشل المشروع التغريبي في مصر ، وقيام الصحوة الإسلامية على أنقاده ، بعد إفلاسه وانقلاب بعض كوادره وجمهوره عليه ، بدأ يظهر في أماكن أخرى من العالم الإسلامي المحافظ الذي تربى على التوحيد ودعا إليه في جميع أنحاء المعمورة ، وبذات الآليات ، وعلى ذات المحاور ، وبذات الأفكار التي كانت . !!

ولا يستخفنك العجب وتمهل .

سأعرض عليك الخطوط الرئيسية للمشروع التغريبي في مصر لتعلم كيف أنها اليوم تتكرر .

ــ بدأ المشروع التغريبي في مصر على عدة محاور ــ وكل محور كان يتطور في نفسه ويتعاون مع غيره ــ ؛ كان من أهمها حسب الترتيب الزمني :

ـــ البعثات العلمية ، التي أخرجت للمجتمع المصري فئة من ( المثقفين ) تشبعوا بحبِّ الغرب ، وراحوا يكتبون عنه بما يُحسِّن أحواله ، ويطالبون من طرف خفي أولا ثم على الملأ بعد ذلك أن يتخلى المجتمع المصري عن توجهه ( المحافظ ) وينفتح على العالم ؛كي يتقدم ويرتقي كما تقدم القوم وارتقوا .

ـ المدارس الخاصة ، ذات الخلفيات الدينية العلمانية في مناهجها أو مدرسيها ومدرائها ، وهذه كانت إحدى المصائب الكبرى التي رُميت بها الأمة في مصر وتركيا وغيرهما ، وكان لها أثرا كبيرا في المجتمع بعد ذلك ، والكلام فيها يطول . وهو مبثوث منشور في أماكن عدة ومن شاء أن يطلع فليفتش .

ويلاحظ أن أصحاب البعثات وخريجي المدارس الخاصة ، كان لهم وضع خاص في الهيكل التوظيفي في الدولة يومها ، ومازال الحال كما هو إلى اليوم .

ــ المجلات والصحف ، كانت إحدى المحاور الرئيسية أيضا ، فبعضها كان ثقافي تنظيري يتحدث عن القضايا الجديدة وينظر لها ، وبعضها كان يرتدي ثوب ( الأدب ) ، يجدد في الأدب ، وتجديده كان معولا في جدار الشريعة ، ولك أن تراجع ما كتبت يدُ إيليا أبو ماضي ، وجبران خليل جبران . وغيرهما ممن تطاول على عقيدة القضاء والقدر ، وبعض المجلات عملت على ترويض أصحاب الهمم الدنيئة من الذين في قلوبهم مرض بإظهار الكاسيات العاريات المائلات المميلات ، وبث أخبار الفن والفنانين ، وتلميعهم في أعين الناس ليكونوا ( أبطالا ) يحتذي بهم .

ــ الوطنية وهي القَدُوم الذي تكفل بقطع أواصل الولاء ودق وتَد البراء ، فخرجت الحركات الوطنية التي عقدت الولاء على الوطن بحدوده المصطنعة ، ونظرت ( للآخر ) على أنه محتل ذي أطماع اقتصادية وعنجهية عنصرية ، وتعامت عن أنه كافر لا يؤمن بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرم ما حرم الله ورسوله ولا يدين دين الحق ، وأن المسلمون أمة واحدة .. كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى .

ــ ومن المحاور المهمة جدا محور المرأة ، الذي بدأ يتكلم عن جواز كشف الوجه ، وأن الحجاب في الشريعة لا يطاله ــ وهو قول مرجوح ــ ، ثم تسلل إلى جميع أجزاء المرأة إلا ما قبح كشفه وجَمُل ستره . فقد كانت دعوة قاسم أمين لا تتعدى المطالبة بكشف الوجه ، وكانت زوجته هو متسترة لا يراها الأجانب من الرجال .
وهي ذات الدغدغة التي تدور اليوم في الصحف على يد ( المتنورين ) .
ثم تكلموا في خروج المرأة وعملها . مشروع أم غير مشروع ؟!
وما زالوا بالمرأة حتى أخرجوها من بيتها ؛ وكانت أقل الآثار التي ترتبت على خروج المرأة من بيتها تفكيك الأسرة ، وإهمال الأولاد ، ونشر الرزيلة في أماكن الاختلاط ، في الشارع وفي العمل ، نعم كانت هذه أقل الآثار على عظمها ، وكان أكبرها ــ وهو الغاية من التحرك على محور المرأة من وجهة نظري ــ هو مهاجمة العقيدة الإسلامية ؛ فبخروج المرأة ودخولها فيما لا يتناسب مع تركيبها الجسمي والنفسي الذي فطرها الله عليه ظهرت لها قضايا تتعارض مع الشريعة الإسلامية ، وتتعارض مع صريح النصوص القرآنية وصحيح الأحاديث النبوية ، فقالوا : تعمل كالرجل فلم تأخذ نصف الميراث ؟! وقالوا : تنفق من مالها كالرجل فلم القوامة للرجل وليست لها ؟
وقالوا وقالوا وكذبوا فيما قالوا .

فكانت المرأة إحدى القناطر التي عَبَرَ عليها الغرب لثوابتنا الشرعية ، وبثَّ من خلالها خطابا أقل نتائجه هي القول بأن الشريعة الإسلامية لم تعد تصلح لهذا الزمان .
والآن يدغدغون بكلام حول الوجه ويستأنسون بقول الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ بأن كشف الوجه جائز ، ويستدعون الغافلين من تلاميذه ليؤيدوا كلامهم . وكل نبيه ذكي يدري أن هؤلاء ليسوا كالشيخ الألباني ــ رحمه الله ــ وإن التقوا في هذه النقطة ؛ وكل نبيه ذكي يُعرض عليه هذا النقاش عليه أن ينظر في المآلات ثم يركل القوم بكلتا قدميه .

ــ وكان محور الهجوم على التراث الإسلامي بالتشكيك في بعضه ، وبالنبش عن النماذج السيئة في تاريخ الأمة وتقديمها للناس على أنه هذا هو ثمرة ( تحكيم الشريعة ) ، أو تقديم نموذج من تخلوا عن الدين وكفروا بالله رب العالمين ممن أمدهم الله بظاهرٍ من الحياة الدنيا ، وتشويق عامة الناس إلى رقي كرقي هؤلاء وتحضر كتحضرهم .

ــ وانتشر الغناء وأقبل أهل الرقص والزمر " الفن" يثبتون الأفكار والمفاهيم بأجسادهم العارية ووجوههم الجميلة .

كان في طرحهم هجوم مباشر على ثوابت الشريعة الإسلامية ، مثل تعدد الزوجات ، وترسيخ مفهوم الولاء على الوطن لا الدين . والسخرية من اللغة العربية ومن مدرسي اللغة العربية ، ومن رجال الدين ( الملتزمين ــ المطاوعة ) ، وتقديم النموذج الغربي للشباب على أنه هو النموذج المثالي . هذا بجانب نشر الرذيلة .

ــ ثم جاء دور ( رجال الدين !!) وكانوا هم ثاني المحاور من حيث الأهمية ــ من وجهة نظري ــ وكانوا هم الفاعل الرئيسي في مشروع التغريب ، فكل ما سبق كان بالإمكان رده أو حصره في إطار الانحراف الخلقي ، إلى أن جاء بعض المنتسبين للشريعة فألبسوا التغريب ثوب ( الإصلاح الديني ) . وبرزوا للأمة كمصلحين ... مناضلين ... ثائرين على ( الجمود ) و ( التعصب ) .

فقط أضع بعض الملامح للشخصيات الفاعلة في هذا المحور لترى كيف يُنتقى الشخصيات حديثا .

ــ من أبرز سمات الشخصيات ( الإصلاحية ) في المجتمع المصري يومها وخاصة ( محمد عبده )و ( الإيراني جمال الدين ) أنها كانت شخصيات ثائرة ، محسوبة على الثورة المصرية ضد الإنجليز ومن الواقفين في وجه الملك من أجل ( الإصلاح ) والمطالبة بالحقوق ، فقد برز ــ أو بالأحرى أُبرزَ ــ اسم محمد عبده في ثورة عرابي وتم نفيه للبنان ثم أعادوه بعد أن لمَّعوه ـــ . فكان هو ( رجل ) المرحلة ، كان هو التطور الطبيعي للطهطاوي و الإيراني .


ـ كل ما فعله ( الشيوخ ) هو أنهم تكلموا بأن ( الرقي ) و ( التحضر ) أو ( التجديد ) ــ بمفهومه المطروح من قبل الليبراليين اليوم ــ لا يتعارض مع الشريعة الإسلامية ، وإقصاء ( الآخر ) ــ وهو البراء منه عندنا ــ مناطاته متعددة وليس محرما من كل وجه .
وأعرض عليك في عجالة بعض أفكارهم .

رفاعة الطهطاوي ــ وهو فَرَطُ القوم على حياض الغرب الكدرة النجسة ــ في كتابيه ( المرشد الأمين للبنات والبنين ) و ( تخليص الإبريز في تلخيص باريز ) امتدح المجتمع الغربي .. أسلوب حياته وثقافته ، وحاول أن يحصر الأمر فقط في اختلاف المسميات.
وأثنى على الدستور الفرنسي الشرطة ، ووصفها بأنها عدلاً وإنصافا ًأدى إلى تعمير الممالك وراحة العباد وارتياح القلوب حتى أنه ما عاد يسمع عندهم من يشكو ظلماً أبدا .!!
وأحسب أن موسيقى حفلات الرقص التي أطال في وصفها ، ونساء باريس الآتي يرقصن مع الرجال ، صمَّت أذن ( الشيخ ) وألهته عن البحث في ضواحي باريس وقرى فرنسا عن إخوان ( المورسكيين ) وغيرهم ممن يثير الأرض ويسقي الحرث طلبا للرزق .

ثم جاء جمال الدين الأسد أبادي المشهور بالأفغاني والذي نفي إلى مصر لفكره الاعتزالي وأرائه الغريبة ، وادعى أن الأمة هي مصدر الحكم ، وأن الاشتراكية من الإسلام . ونادى بوحدة الأديان ، والسلام العالمي ؛ ومن أراد أن يستيقن أو يستزيد فليقرأ خاطرات جمال الدين الأفغاني اختيار عبد العزيز سيد الأهل ص : 14 والاتجاهات الفكرية والسياسية والاجتماعية علي الحوافظة :102، 181،182

ثم جاء محمد عبده ــ ولا حظ التطور في الطرح ــ وتحت مسمى ( الإصلاح ) أباح التشبه بالخواجات في الفتوى الترنسفالية ، وأباح الربا في شكل صناديق التوفير ، وحرَّم تعدد الزوجات ، وكان ظهيراً لقاسم أمين في كتابه " تحرير المرأة " وكان من ( أعظم من تجرأ على مفهوم الولاء والبراء ودار الحرب ودار الإسلام من المنتسبين للعلماء بتعاونه مع الحكومة الإنجليزية الكافرة ودعوته إلى التعامل مع الإنجليز وغيرهم بحجة أن التعامل مع الكافر ليس محرماً من كل وجه ) [ العلمانية : 578] .
وقد لخص العقاد ما أريد قوله عن محمد عبده في سطرين يقول في [ أعلام العرب : 176 ] : ( وجملةً يمكن أن يقال أن ما من عملٍ من أعمال الخدمة الاجتماعية تم بعد وفاته إلا كان من مشروعاته التي هيأ لها الأذهان ومهد لها الطريق وبدأ فعلاً بالاستعداد لتنفيذها ومنها الجامعة المصرية التي كان يعني بها أن تقوم بتعليم العلوم وفقاً للمناهج الحديثة وتسهم في تجديد الحضارة العربية القديمة )

وتدبر : التعامل مع الكفار ( قبول الآخر ) ، التشبه بهم ، إباحة الربا ، تحرير المرأة ، تحريم تعدد الزوجات ، أليست هي ذات المطالب التي ينادي بها الليبراليون اليوم ؟

ــ لم يتجه محمد عبده ومن معه في نقده للمؤسسة الدينية الرسمية ( الأزهر ) إلى من يخالفونه فيها ، لم يجلس معهم يخاطبهم بما عنده ، يعرض عليهم أطروحاته ويستمع لردودهم ، وقد كان الإخلاص يقتضي ذلك ، بل إن نصوص الشريعة تأمر بذلك ففي الحديث ( الدين النصيحة ... الحديث ) ، ولكنه اتجه للجماهير ، وأخذ يقلبها على المؤسسة الدينية الرسمية ، بل وينفرها منها ، بدعوى أنهم غير متفتحين ، لا يفقهون الواقع ، فتاويهم تصلح لخمسة قرون ماضية ، أما هذا اليوم فيحتاج لمفتي أوعى وأدرى بحال الناس ، وأخذ يرميهم بما ينفر الناس منهم . وكان متدنيا في كلماته يصف الأزهر بأنه ( المخروب ) و ( الأستبل ) في إشارة واضحة إلى أن ما فيه من علماء حيوانات لا يفقهون شيئا ، يتكلم بهذا ثم هو إمام ومجدد عند بعضهم !! ، وطبيعي أن يجد من يسمع له ويتحمس لفكرته .

ــ ومن أهم ما حدث أن هذا التيار الجديد أخذ يُربي مجموعة من النابهين الطامحين المتحمسين على أفكاره ، ولك أن تقرأ سير كل الشخصيات التي برزت بعد ذلك في جميع المجالات حتى السياسية لتجد أنها تأثرت مباشرة بالخطاب المنبعث من المؤسسة الدينية في شخص محمد عبده يومها ، قاسم أمين ، أحمد لطفي السيد ، سعد زغلول ، والذين جاءوا من بعدهم كابن العقاد وغيره . وكانت تربية هؤلاء الكوادر تعتمد على أسلوب الانتقاء والمتابعة . وسيأتي مزيد بيان لهذه النقطة إن شاء الله وقدر

ــ فالصورة التي انتهى إليها هؤلاء ( الإصلاحيون ) أنهم استدبروا المؤسسة الدينية ، وأخذوا يتكلمون للناس ويربون ، وأوجدوا واقعا جديدا بعيدا عن الواقع القديم ، وفرضوه على الواقع القديم . ثم حدث الاستبدال بعامل الوقت ، وبعصا السلطان .

ــ المحور الأخير وهو المنسق والمفعل لكل هذه المحاور هو عصا السلطان ، التي سمحت لهذا ومنعت هذا ، وقدمت هذا وأخرت هذا ، وولت هذا وعزلت هذا ، كانت يومها في أرض الكنانة مع المجرمين وتحارب الطيبين ، وهي اليوم غائبة بل منحازة ( للملتزمين ــ المطاوعة ) وهي نعمة من الله لا بد من شكرها .

ــ بقى أن شيء لابد من ذكره ، وهو أن سبب تقبل المجتمع المصري للطرح التغريبي هو الإرجاء جرثومة الإرجاء ، عَمَلَت جرثومة الإرجاء عملها في عقيدة الأمة ، فأخرجت العمل من مسمى الإيمان ليكون شرط كمال لا شرط صحة واقتضاء ، فانحسر الإيمان في ذهن العوام إلى نطق بالشهادتين ، وإقرار باللسان ، وانتساب في الجملة إلى الإسلام .
ولولاه ـ أعني الإرجاء ـ ما انبهر بهم الشعب ولا من ذهبوا مبعوثين عن الشعب .
لولاه ما ذهبت النخبة من أبناء الأمة بل من طلبة العلم الشرعي في الأزهر الشريف ، إلى هذه البلدان الكافرة تتلمذ على يد أبنائهم ، وتثني عليهم ، وتريد منا تقليدهم والسير في ركابهم .

لولا الخلل العقدي الذي أحدثته جرثومة الإرجاء في المفاهيم الإسلامية ، والتصورات العقدية عند هذه النخبة ، لوقفوا في ديارهم حين رأوا حالهم يقولون لهم : " اعبدوا الله ما لكم من إله غيره ." " قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن الإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون " " ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من إله إذا لذهب كل إله بما خلق ولعلا بعضهم على بعض سبحانه وتعالى عما يشركون .
ولعادوا إلينا يقولون لنا : إنهم أهل دياسة لا يغار الرجل على عرضه ، وأهل كفر لا يتحاكمون إلى شرع الله ...ولكن شيئا من هذا لم يحدث . بل أُشربت قلوبهم الفسق بضلالهم وبُعدهم عن منهج الله الصحيح ، فعادوا يريدون من الأمة أن تسير في ركاب الضالين ... وأن تقتفي أثر باريس وبرلين ، وأن تحمل على أعناقها الفسقة والمجرمين .
واليوم الإرجاء موجود ولكن بشكل آخر ( سلفي ) ملتزم هو بالسمت والشعائر ، ولكنه لا يرى حرجا على من ترك وبدّل أو ردَّ وعاند واستكبر ما دام ينطق بكلمة التوحيد !! . والموت بالزهرِ مثل الموت بالفحم . فالمحصلة واحدة بين إرجاء الأمس وإرجاء اليوم .


إرشادات لإحباط كيد المجرمين

ــ غالب من يتكلم يتجه للجماهير بخطاب عام ، وهذا وحده لا يكفي .
من يتدبر في نشأة الدول ، والفرق ، يجد أن الجماهير لا تدخل مراحل الصراع الأولى ، وان الجماهير مع مَنْ غلب في الأخير ، فهي طيِّعة تُؤتى من أذنها . ولكن تنشأ الدول والأفكار بطريقة التنشئة والتربية ثم التوجه للجماهير بخطاب عام يتناسب مع مستوى وعيها وقتئذ .

مثلا الدولة العباسية ، بدأت بالدعاة المخلصين ثم مارس هؤلاء الدعوة السرية ثم اتجهوا ـ بمن أطاعهم ــ للجماهير بخطاب حماسي تحريضي وساروا إلى بني أمية في دمشق وأسسوا الدولة ، واشتُهر في التاريخ اصطفاء مجموعة من الأفراد ذوي المهارات المعينة من أجل تنفيذ مهام محددة ، وكان أكثر ذلك في القتال ، وعلى سبيل المثال المماليك البحرية والفتيان العامريون والانكشارية

ومن هذا الكلية التي أنشأها اللورد ( كرومر ) و ( الشيخ ) محمد عبده ( 1849م ـ 1905م ) في مطلع القرن العشرين لتخريج قضاة شرع من ذوي الطابع التحرري . . . كانت بمثابة محضن تربوي لمجموعة منتقاة من الطلبة وتعتمد على برامج علمية منتقاة أيضا لتحقيق أهداف خاصة ... كانت ( نظم تذود الطالب ببرامج ثقافية ذات طابع تحرري ولا تحصر الطالب في الدراسات الخاصة) و( قد كانت تجربة أثبتت نجاحها من كل والوجوه ) كما يقول ( كرومر ) في تقريره لحكومته عام 1905م . وهذه المدارس هي التي خرج منها جيل كامل من الشاذين فكريا وأصحاب الطموحات الدنيوية ـ كما يصفهم الدكتور محمد محمد حسين ـ يرحمه الله ـ والذين كانوا سببا رئيسيا من أسباب تغريب الأمة .

وقد فطن عباد الصليب إلى هذا الأمر فعمدوا إلى إنشاء مدارس تربوية خاصة . تعتمد مناهج معينة تحقق أهدافهم ، وتقبل طلابا بصفات معينة من الذكاء أو الوضع الاجتماعي ـ أبناء الأمراء وكبراء القوم ـ ولكي تعرف خطورة هذه المدارس أنقل لك كلمة أحدهم ، يقول وقد أسس مدرسة في اسطنبول عام 1863م : « لقد أنشأ الأتراك حصناً لفتح إسطنبول ، وأنا سأنشئ هنا مدرسة لهدمهم » ، وما يعنيني هنا أن هذا المدارس قامت على نوعي الانتقاء الذي أتكلم عنه انتقاء الأفراد وانتقاء المنهج . وكانت محصلتها ما نحن فيه اليوم .

ولا بد من العمل على ذات المحور ، أعني تربية كوادر علميه تتصدى للمجرمين وتتولى مسئولية توجيه الأمة . أو تفرض واقعا جديدا على الموجودين .
إن الصراع بين الحق والباطل لا يظهر على السطح إلا في المراحل الأخيرة ، ومراحل الإعداد تكون كلها في إطار ضيق خفي لا يدري بها إلا النابهون من المهتمين ، فانتظار أن يحتدم الصراع على السطح . . . أمر من السذاجة بمكان ، ويكفي ما مضى في التاريخ من دروس وعبر .

ــ طرد الإرجاء الفكري ، والتصدي للمحاولات ( الإصلاحية ) التي تنبثق من داخل الصف الإسلامي ( الصحوي ) تحديدا ، فكما رأينا في التجربة المصرية ، لا بد من الصحويين أصحاب الأيدي النظيفة ، ليتكلموا للناس بأن الذي يدعوهم إليه القوم لا يفارق الشرع في كثير !! ، وهذا يقتضي إشاعة فقه المآلات في الفتوى ، والنظر في الخلفيات والدوافع ، ونذكرهم بالله وأن ينظروا في مآل ما يتكلمون به ) . انتهى .

وهنا مزيد :
http://saaid.net/Warathah/Alkharashy/22.htm

http://saaid.net/book/open.php?cat=83&book=1349

والله الهادي ..

شرياس
2007-07-22, 06:50 PM
ــ بقى أن شيء لابد من ذكره ، وهو أن سبب تقبل المجتمع المصري للطرح التغريبي هو الإرجاء جرثومة الإرجاء ، عَمَلَت جرثومة الإرجاء عملها في عقيدة الأمة ، فأخرجت العمل من مسمى الإيمان ليكون شرط كمال لا شرط صحة واقتضاء ، فانحسر الإيمان في ذهن العوام إلى نطق بالشهادتين ، وإقرار باللسان ، وانتساب في الجملة إلى الإسلام .
ولولاه ـ أعني الإرجاء ـ ما انبهر بهم الشعب ولا من ذهبوا مبعوثين عن الشعب .
لولاه ما ذهبت النخبة من أبناء الأمة بل من طلبة العلم الشرعي في الأزهر ، إلى هذه البلدان الكافرة تتلمذ على يد أبنائهم ، وتثني عليهم ، وتريد منا تقليدهم والسير في ركابهم .
.

من المعلوم أن المرجئة أو من يوافقهم في بعض عقائدهم لا يقولون أبدا باسلام العلماني بل يتفقون على كفر العلمانية فالعلمانية تدخل من ضمن الكفر الاعتقادي لذى لاداعي أن نتهمهم بأنهم من روّج أو ساهم بالترويج للعلمانية والفكر الغربي الالحادي ولي عوده ان شاء الله تعالى

محمد جلال القصاص
2007-07-22, 07:08 PM
أخي شرياس
الكلام ليس عن تكفير العلمانيين عند الإرجائيين

السياق لا يتكلم في هذا ، بل يتكلم في سبب تقبل العلمانية من الجماهير ، ويصرح بذلك في نفس الكلام ويشرح شرحا مطولا .يقول الكاتب :



المشروع التغريبي إذ يحمله الصحويونسبب تقبل المجتمع المصري للطرح التغريبي هو الإرجاء جرثومة الإرجاء ، عَمَلَت جرثومة الإرجاء عملها في عقيدة الأمة ، فأخرجت العمل من مسمى الإيمان ليكون شرط كمال لا شرط صحة واقتضاء ، فانحسر الإيمان في ذهن العوام إلى نطق بالشهادتين ، وإقرار باللسان ، وانتساب في الجملة إلى الإسلام .
ولولاه ـ أعني الإرجاء ـ ما انبهر بهم الشعب ولا من ذهبوا مبعوثين عن الشعب .
لولاه ما ذهبت النخبة من أبناء الأمة بل من طلبة العلم الشرعي في الأزهر الشريف ، إلى هذه البلدان الكافرة تتلمذ على يد أبنائهم ، وتثني عليهم ، وتريد منا تقليدهم والسير في ركابهم .
لولا الخلل العقدي الذي أحدثته جرثومة الإرجاء في المفاهيم الإسلامية ، والتصورات العقدية عند هذه النخبة ، لوقفوا في ديارهم حين رأوا حالهم يقولون لهم : " اعبدوا الله ما لكم من إله غيره ." " قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن الإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون " " ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من إله إذا لذهب كل إله بما خلق ولعلا بعضهم على بعض سبحانه وتعالى عما يشركون .
ولعادوا إلينا يقولون لنا : إنهم أهل دياسة لا يغار الرجل على عرضه ، وأهل كفر لا يتحاكمون إلى شرع الله ...ولكن شيئا من هذا لم يحدث . بل أُشربت قلوبهم الفسق بضلالهم وبُعدهم عن منهج الله الصحيح ، فعادوا يريدون من الأمة أن تسير في ركاب الضالين ... وأن تقتفي أثر باريس وبرلين ، وأن تحمل على أعناقها الفسقة والمجرمين .
واليوم الإرجاء موجود ولكن بشكل آخر ( سلفي ) ملتزم هو بالسمت والشعائر ، ولكنه لا يرى حرجا على من ترك وبدّل أو ردَّ وعاند واستكبر ما دام ينطق بكلمة التوحيد !! . والموت بالزهرِ مثل الموت بالفحم . فالمحصلة واحدة بين إرجاء الأمس وإرجاء اليوم .

شرياس
2007-07-22, 09:21 PM
أخي شرياس
الكلام ليس عن تكفير العلمانيين عند الإرجائيين
السياق لا يتكلم في هذا ، بل يتكلم في سبب تقبل العلمانية من الجماهير ، ويصرح بذلك في نفس الكلام ويشرح شرحا مطولا .يقول الكاتب :
عفوا أيه الأخ الكريم كلامك في غير محله قال الكاتب بالنص (( ولكنه لا يرى حرجا على من ترك وبدل أو رد و عاند واستكبر ما دام ينطق بكلمة التوحيد ))
كلام الكاتب أوضح من عين الشمس فهو يحمل بعض الجماعات الاسلاميه مسؤلية انتشار العلمانية لأنهم لايكفرونهم بل لايرون حرجا عليهم وهذا أشد من عدم تكفيرهم طبعا هذا كلام ليس له أساس من الصحة اذ أن المعروف عند الذين لا يكفرون الا بالاعتقاد أن العقيدة العلمانية كفر أكبر مخرج عن الملة

القبعة الحمراء
2007-07-22, 09:41 PM
في إعتقادي أن المرأة تشكل أكثر من قنطرة للقوم، وهم يدغدغون مشاعر النساء بضمان الحرية المزعومة، والبحث عن حقوقها المشروعة وفق منهجهم. كل ذلك يمر من خلال وجود الكثير من حالات الظلم الإجتماعي الذي لا علاقة له بالإسلام ومنهجه القويم..

ما أريد الوصول إليه هو أننا نعرف أن المشروع واحد وإن اختلف ظاهره في نظر البعض، لكن السؤال المهم: كيف نبني وننمي المشاريع التي تقف في وجه هذا الموج العالي من التغريب للأمة؟

في رأيي المتواضع أن نركز على:

1) الإصلاح من الداخل بتبيان الفروق الجلية بين الأحكام الشرعية والعادات الإجتماعية التي لا تتعارض مع تلك الأحكام.

2) الدفاع المستميت تجاه تلك الحملات التغريبية وفضح الفشل الذريع التي منيت به أكثر مشاريعهم التحررية في عقر دارهم (الغرب)، مثل مشروع تحرير المرأة الذي أخرجها من الإزدراء إلى سلعة رخيصة للرجل يقضي بها وطره أنى شاء وكيفما شاء!!

الطـــريــــق إلــــى تــــحــــريـــ ـر الــمـــرأة:

http://majles.alukah.net/showthread.php?t=5016

محمد جلال القصاص
2007-07-22, 09:49 PM
كلام الكاتب أوضح من عين الشمس فهو يحمل بعض الجماعات الاسلاميه مسؤلية انتشار العلمانية لأنهم لايكفرونهم بل لايرون حرجا عليهم وهذا أشد من عدم تكفيرهم طبعا هذا كلام ليس له أساس من الصحة اذ أن المعروف عند الذين لا يكفرون الا بالاعتقاد أن العقيدة العلمانية كفر أكبر مخرج عن الملة

نعم صدقت ، الأمر كذلك ، وشكر الله لك حسن خلقك في الرد .

ولكن ـ وليس لكن ـ :
الذين يُكفِّرون بالاعتقاد فقط لا يسقطون أقوالهم في العلمانية على العلمانيين . . على من بدّل ورد وعاند واستكبر ـ كما يقول الكاتب ، فهم يقولون هذا القول كفر ، وحين يسألون عمن ينظر له ويقوم عليه يقولون يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فهو إذا مسلم لا حرج عليه .
نعم ينكرون عليه ، ويشتدون في النكير عليه . لا أنكر هذا . وهو عندهم من الكبائر . ولكن في إطار المسلمين . وهذا يعكس عند العامة أن المسألة في إطار المعاصي ليس إلا .

إن سألتَ مرجئا ممن يقولون بأن شرط الكفر الاستحلال : ما قولك فيمن لا يحكم شريعة الرحمن ؟ وما قولك فيمن شرع بيع الخمور ورفع الحرج عن الموميسات وغير ذللك ؟
يقول هذا الفعل كفر ، ولكن فاعلة : هل يشهد أن لا إله إلا الله ، هل عنده عذر من تأويل أو جهالة ؟
وكل تأويل عندهم عذر ، وكل جهالة عندهم عذر ، ما دام يشهد أن لا إله إلا الله محمد رسول الله . فهو الباب الذي يدخل منه للإسلام ولا يخرج إلا من حيث دخل .!!

هذا الفكر جعل العلمانيين والملحدين ـ ولا أقول العلمانية أو المذاهب الملحدة ـ مسلمين لهم ما لنا وعليهم ما علينا على أن ننصحهم ونذكرهم بالله ونعظهم .

أقول : وهذه مرحلة تحتاجها العلمانية للتسلل للبلاد الإسلامية . وهو ما كان في مصر . هذا ما أردته في المقال أعلاه .


إن كان عندي غبش في رؤية مذهب القوم ( القائلون بالاستحلال كشرط صحة ) فهات ما عندك أستوضح بقولك .

شرياس
2007-07-22, 10:12 PM
إن كان عندي غبش في رؤية مذهب القوم ( القائلون بالاستحلال كشرط صحة ) فهات ما عندك أستوضح بقولك .
العلماء في شأن العلمانيين ممن لديهم أصل الاسلام (( الشهادتين )) مختلفون فهناك من يشترط لتكفيرهم اقامة الحجة ومنهم من لايشترط ذلك وهذا هو الصحيح لكن لايسوغ أن نصف الفريق الأول بأنهم مرجئة ففي هذا تجني واضح وأنا أتفق معك في وجوب تكفير العلمانيين والصدع بذلك لكن مشكلة الكاتب أنه أراد أن يحمل المسؤولية لبعض المشايخ ويتجاهل الواقع وهو أن العلمانية انما انتشرت وتوسعت بدعم الحكام نعم الحكام خذ عندك مثلا في السعودية من يمنع المحاكم الشرعية من محاكمة العلمانيين في الصحافة السعودية ؟ انها الحكومة السعودية التي توفر الحماية للصحفي العلماني فقضايا الصحافة لا تذهب للمحاكم الشرعية بل الا محاكم وضعيه تسمي مجازا لجان اعلامية تماما كمحاكم الربا الوضعيه التي تسمى مجازا لجان فض المنازعات لذى لانستغرب عندما نرى الملحد العلماني تركي الحمد يسب الله تعالى ثم يسرح ويمرح في البلاد :) ان من شجع وقوى ودعم العلمانيه هم الحكام الحكام الحكام

محمد جلال القصاص
2007-07-22, 11:10 PM
العلماء في شأن العلمانيين ممن لديهم أصل الاسلام (( الشهادتين )) مختلفون فهناك من يشترط لتكفيرهم اقامة الحجة ومنهم من لايشترط ذلك وهذا هو الصحيح لكن لايسوغ أن نصف الفريق الأول بأنهم مرجئة ففي هذا تجني واضح وأنا أتفق معك في وجوب تكفير العلمانيين والصدع بذلك لكن مشكلة الكاتب أنه أراد أن يحمل المسؤولية لبعض المشايخ ويتجاهل الواقع وهو أن العلمانية انما انتشرت وتوسعت بدعم الحكام نعم الحكام



أولا : أصل الإسلام ( الدين ) ليس هو الشهادتين فقط ، إلا إذا كنت تعني بالشهادتين الإقرار الذي هو التصديق المستلزم للإذعان والانقياد . . الذي معه يقبل القائل بشرع الله ويرفض شرع ما سواه .
أما إن كنت تقصد بالشهادتين قول اللسان ـ وإن أسميته الإقراـ فهذا عين قول المرجئة . لا أعرف غير ذلك .

ثانيا : الكل يشترط قيام الحجة ، وليس فريق دون فريق ، إذ أن الكل يعذر من لم تبلغه الدعوة لقرب زمان ـ قرب عهد بالإسلام ـ أو بعد مكان ، ولكن هم مختلفون في أمر الحجة ، هل يشترط مجرد السماع بالإسلام جملة ؟ أم لا بد من التفصيل والشرح وطرح الأدلة وإقناع المتلقي ، وهذا الكلام مرتبط بفهم القوم للفطرة وحجيتها والسياق العملي للدعوة الإسلامية على يد رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ومن تبعه من صحابته الكرام ـ رضوان الله عليهم ـ .

ثالثا : الوصف بالإرجاء والخروج نسبي يعتمد على أصول من يتكلم . والكل يرى أنه متبع لا مبتدع .

رابعا : تعجلت أخي الفاضل في قراءة المقال فقد قال الكاتب ـ وأنا هو كاتب المقال والشيخ سليمان حفظه الله تفضل علي بنقله وتثبيته ـ ما نصه : [ المحور الأخير وهو المنسق والمفعل لكل هذه المحاور هو عصا السلطان ، التي سمحت لهذا ومنعت هذا ، وقدمت هذا وأخرت هذا ، وولت هذا وعزلت هذا ، كانت يومها في أرض الكنانة مع المجرمين وتحارب الطيبين ، وهي اليوم غائبة بل منحازة ( للملتزمين ــ المطاوعة ) وهي نعمة من الله لا بد من شكرها . ]

وقبل هذا ذكرتُ عدة محاور هاجم منها الليبراليون . ولم أكتف بمحور واحد وإن كنت فاضلت بينها.

.

أخي القبعة الحمراء !

شكر الله لك مشاركتك ، وقد قدمت بعض الحلول لإحباط كيد المجرمين ولم أقتصر فقط على التشخيص .

.

نداء الأقصى
2007-07-23, 12:21 AM
بارك الله في الكاتب والناقل ،
والمحصلة أن ما يحدث في السعودية ـ اليوم ـ هو هو ما حدث في مصر قبل أكثر من مائة سنة ، حذو القذة بالقذة ،
غير أننا نأمل أن تكون التجربة الماثلة أمامنا دافعا لنا لليقظة ، والإيقاظ ،
وحتى في السعودية ، إذا قلت فلان وعلان من أذناب الحداثة والعلمنة قال وقال ، يقول لك هو يصلي ، وآخر يقول أنه من طلبة العثيمين .
فالأمر فيه تمييع للدين ، مما يجعل غير البصير لا يكاد يجزم بأمرهم ، ويوفضه إلى الله ، ( يعني ربما عندنا هنا في السعودية مفوِّضة )
نظرا لتحرجهم من التكفير ، حيث التكفير ارتبط بالإرهاب ،
فمن كفر العلمانيين ـ هنا في السعودية ـ لا تأمن أن تلصق به تهمة الإرهاب ، ثم يكون مآله عسرا .
والله أعلم .

الرايه
2007-07-23, 03:21 PM
شكرا لك ... بارك الله فيك ...

موضوع مهم جداً وطرح موفق

واتمنى لو كان هناك توضيح اكثر ، وضرب أمثلة .


/// اتمنى لو يعاد النظر في العنوان

المشروع التغريبي إذ يحمله الصحويون
لو عُدِّل الى
المشروع التغريبي إذ يحمله بعض الصحويون
او غيرها مما يكون مناسب .
جزاكم الله خير

ابن عقيل
2007-07-24, 03:37 PM
جزى الله الكاتب فيما أحسن فيه وعفا الله عنه وبصره بالصواب فيما أخطأ فيه
فمجمل الموضوع والغاية منه وصلت لمن يقرأ بتأني وفهم أسال الله أن أكون منهم
فلا شك بأن الخطر عظيم اليوم والهجمة شرسة من قِبل المتحللين من الدين المقاربين للكفر برب العالمين وخصوصاً على بلاد التوحيد ومنارة السنة المملكة العربية السعودية.
والرزية كل الرزية في غزو الدين بأسم الدين وممن يدّعون نصرة الدين وإن تلبسوا لباس الدين وخصوصاً زي بلاد التوحيد ؟!!
ونرجو من كاتبنا عفا الله عنا وعنه ألا يقابل الباطل بباطل مثله ولا نحسبه كذلك والله حسيبه
فقولك

أولا : أصل الإسلام ( الدين ) ليس هو الشهادتين فقط ،
.
هذا الكلام لا يستقيم ولا بد أن كاتبنا جزاه الله خيراً يفرق بين الإسلام والإيمان وهذا ثابت بصريح القرآن وصحيح السنة
قال تعالى { قَالَتِ الْأَعْرَابُ آَمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا } وجاء في الصحيح من حديث سعد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قَسَمَ قَسْمًا فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَعْطِ فُلَانًا فَإِنَّهُ مُؤْمِنٌ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْ مُسْلِمٌ أَقُولُهَا ثَلَاثًا وَيُرَدِّدُهَا عَلَيَّ ثَلَاثًا أَوْ مُسْلِمٌ.صحيح مسلم
فأصل الإسلام هو الشهادتين ما لم ينقضها بقول أو فعل أو اعتقاد
فإن وافقنا كاتبنا على قوله فلن يبقى في الإسلام من مسلمي اليوم إلا القليل من الناس
ثم قوله عفا الله عنا وعنه


إلا إذا كنت تعني بالشهادتين الإقرار الذي هو التصديق المستلزم للإذعان والانقياد . . الذي معه يقبل القائل بشرع الله ويرفض شرع ما سواه .

أقول لكاتبنا وفقه الله بأن حصره الإقرار والتصديق المستلزمان للإنقياد لمقتضى الشهادتين في الحاكمية كما يوحي كلامه لا يجوز.
فالحاكمية جزء لا يتجزء من توحيد الباري جل في علاه ولكن لا يجوز أن نجعله كل الدين وهذا الفعل هو من الأسباب الرئيسة لما نحن فيه من تسلط أعداء الدين في الداخل والخارج والله المستعان.

محمد جلال القصاص
2007-07-24, 05:25 PM
أخي ابن عقيل !

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ؛:ـ

تقول : [ فمجمل الموضوع والغاية منه وصلت لمن يقرأ بتأني وفهم ] وكأن كلماتي صعبة . تحتاج لمن يتأنى وهو يقرأ ويتدبر ، أهو ذا ؟ حتى أحسن أسلوبي ثانية تيسيرا على القارئ ؟


وقلتَ :

جزى الله الكاتب فيما أحسن فيه وعفا الله عنه وبصره بالصواب فيما أخطأ فيه.
تتكلم عن المقال ، ثم جاءت تعقيباتك ـ حفظك الله ـ على جزء من الحوار الذي اسفل المقال مع الأخ شرياس وليس على المقال . أم أنك كنت تريد أن تتحفظ على شيء في المقال ونسيت ؟

ثم دعوتني أو بالأحرى ذكرتني بأن الإسلام ليس هو الإيمان وأنت تعلق على قولي [ أصل الإسلام ( الدين ) ليس هو الشهادتين فقط ]
أقول : وما شأن هذه بتلك أخي الفاضل ؟!
ما وجه التفريق بين الإسلام والإيمان في التعليق على قولي هذا ؟ لم استحضار التفريق بين الإسلام والإيمان في التعليق على هذه الفقرة من مداخلتي مع شرياس .

وما ذكرته أنت في الفرق بين الإسلام والإيمان وتقول هو مادلت عليه السنة الصحيحة والأيات الصريحة ليس الفرق بتمامه .

دلالة ـ أقول دلالة ـ لفظ الإيمان هي هي دلالة لفظ الإسلام هي هي دلالة لفظ الدين إذا انفردا في السياق ، وإنما يختص المعنى حين يلتقيا في سياق ؛ كما هو في آية الحجرات ( قالت الأعراب آمنا ) ، وحين يلتقيا يختص الإيمان بالجزء الذي في القلب ، ويختص الإسلام بالجزء الذي في الجوارح ، وقد ينعكس الأمر كما في حديث عبد قيس . ولا أحسب أن الأمر يخفى عليكم فهذه من الأبجديات .

وأخي الفاضل !

أخذتني بالظن ، وأخذت الكلام بما لا يدل عليه لا باقتضاء ولا بتضمن ولا بلزوم ولا إشارة ولا حتى مفهوم مخالفة .
هل يشي كلامي من قريب أو بعيد [ بحصر الإقرار والتصديق المستلزمان للإنقياد لمقتضى الشهادتين في الحاكمية كما يوحي كلامه لا يجوز]

قلتُ [ إلا إذا كنت تعني بالشهادتين الإقرار الذي هو التصديق المستلزم للإذعان والانقياد . . الذي معه يقبل القائل بشرع الله ويرفض شرع ما سواه . ]
أقول : شرع الله وليس الحكم بشرع الله . وأظن الفرق كبير وواضح جدا .

الحمادي
2007-07-24, 06:13 PM
أحسنت أستاذ محمد جلال؛ وفقك الله ونفع بك
ولم يظهر لي صحة ما استشكله الأخ ابن عقيل وفقه الله

أمل الأمة
2007-07-25, 08:08 PM
جزاكم الله خيراً ونفع بكم ..


وفي الواقع المعاصر عجيبة لم أراها في التاريخ كله ، وهي أن الأحداث ... المشاريع ... تتكرر على مسافات قريبة جدا بذات الآليات . ولا يستطيع أحد أن يوقفها ، مع أن الأحداث تُنقل بالصوت والصورة من كل مكان في كل مكان . وهذا الأمر كثير جدا ، وبيِّن جدا في رحيل الاستعمار وتولي القوميون . . . العلمانيون ، تم الأمر بذات الطريقة تقريبا في كل الدول ، وذات الشيء يحدث في ما يعرف بتغريب المجتمعات الإسلامية ،وهو ما أردت الحديث عنه في هذا المقال .

لطالما عجبت من هذا وأنا أتأمل كيف لا نعتبر !
ولم نُصرّ على البدء من حيث بدأ الآخرون لا من حيث انتهوا !

محمد جلال القصاص
2007-07-25, 08:16 PM
لم أخي أمل ؟ لمه ؟

ما ذا رأيت وأنت تتأمل ؟
http://saaid.net/mktarat/iraq/85.htm

أبو عمر الكناني
2007-07-27, 01:38 AM
أخي محمد ، تقول : (واليوم الإرجاء موجود ولكن بشكل آخر ( سلفي ) ملتزم هو بالسمت والشعائر ، ولكنه لا يرى حرجا على من ترك وبدّل أو ردَّ وعاند واستكبر ما دام ينطق بكلمة التوحيد !! )

أخي : أوصيك ونفسي بتقوى الله .
أخي زِن كلامك قبل أن تكتبه ..
ثم أعطني شخصاً ينتسب للمنهج السلفي يقول ما ذكرته :( لا يرى حرجاً ) ..على من ترك وبدّل أو ردَّ وعاند واستكبر ما دام ينطق بكلمة التوحيد !!
فهذه ردة وزندقة ..
أنتظر إحالتك .

محمد جلال القصاص
2007-07-28, 02:21 PM
دكتور أحمد !

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ؛ :ـ
جعلني الله وإياك ممن يخشاه ويرجو رضاه ، بفضله وكرمه ومنته .

أبا عمر !

أكل من ينتسب للسلف يرى أن مَنْ بدل وعاند واستكبر ردة وزندقة ؟! ...كلهم يرون ذلك ؟؟
أسألُ ـ في المقال وهنا ـ عن الفاعل وليس الفعل .

أنتظر إجابتك .

وتقول : زن كلامك قبل أن تكتب ؟!

زنته جيدا وعرضته على من أثق في عقله وعلمه ونصحه ممن شابت لحاهم في طلب العلم ، فناداني : أحسنت يا أبا جلال فزد ... لو لم تكتب غيرها لكفتك . . . جعلتها محاضرة لي والتف حولي الحضور بعد الدرس عجبا مما فيها أعندك مثلها كي ألقيها ... ورآها الشيخ سلمان الخراشي ـ وهو شيخ عندي ـ فأخذها وثبتها مع أنها مقال في ذات الصفحة ، وغير ذلك كثير .

أبو عمر الكناني
2007-07-28, 03:54 PM
أخي محمد ،كون المقال مدحه فلان وفلان فلا يعني أنه عُصم بهم من الخطأ وفقك الله .

وأنت تعلم أنني حين أنصح لك بوزن الكلام لا أعني كل ما كتبته فكلامك على العين والرأس .

ولكن بعض (الطيبين) يضخم بعض الأمور وينساق خلف دعايات فيلقي أقوالاً لا واقع لها.
أنا أتوقف معك في المقال عند نقطتين إحداهما لن أتكلم عنها في غير هذا الموضع لأنها في النهاية قناعات ، لكني سأذكر طرفها وليست هي التي تهمني : وهي زجك بمسألة الإرجاء كسبب لتقبل الناس فكرة التغريب .
أخي لو سألت أحد أكثر الناس عن الإيمان والعمل ربما لم يعرف بم يجيبك وربما لأول مرة يطرق سمعه سؤال كهذا ..مع أنه ربما يبيع دينه بعرض من الدنيا قليل ..
نعم أنا معك أن الإرجاء كسلوك موجود وهو سبب فاعل في انحراف البشر في كل مكان ولو كانوا من الناحية العلمية على السنة ..
يعني مثلا الناس في المملكة يدرسون ويتعلمون منذ الصغر أن الإيمان لايتم ولا يصح ولا يجزئ .. إلخ هذه العبارات .. إلا بالعمل .
ويتعلمون أن الربا قادح في الإيمان ومستحله كافر ويتعلمون أن المشارك في أعمال الشر له حكم الفاعل ..
فانظر الآن لحالنا منذ سنين طويلة وقبل أن تنبغ هذه المسائل في العمل والإيمان ..
هل صد هذا كثيراً من الناس عن أكل الربا والمشاركة فيه ؟
وهل صد هذا الآلاف الذين اكتتبوا في شركات تسويق الدعارة والرذيلة ..
وكيف سارع الناس إلى إدخال الدشوش إلى البيوت رغم التحذير والنكير ..
منذ صغرنا ونحن ندرس أن تارك الصلاة كافر فانظر حولك كم من تارك لها ؟
هذا كله في رأيي أسبابه كثيره منها الجهل ومنها فعلاً الإرجاء كسلوك أي التساهل ونقص الإيمان والتسويف والرجاء الكاذب وربك غفور رحيم ونحو ذلك من تعابير تدل على غلبة الدنيا على الآخرة ونقص اليقين فيما عند الله من عقاب وعذاب ..
أما تعليق هذا بالإرجاء كفِكر وأن سبب تقبل المجتمع المصري للتغريب كونه لا يعد العمل من الإيمان فهذا في ظني مبالغة ..

أما النقطة الثانية : وهي التي كان سؤالي حولها أنك قلت: (واليوم الإرجاء موجود ولكن بشكل آخر ( سلفي ) ملتزم هو بالسمت والشعائر ، ولكنه لا يرى حرجا على من ترك وبدّل أو ردَّ وعاند واستكبر ما دام ينطق بكلمة التوحيد !! )
أنت تدعي أن هناك من يقول ذلك ممن ينتسب للسلف ..
وأنا أستنكر هذا حقيقة .. فإن كان لديك مزيد علم عن شخص أو جهة علمية سلفية تقول ذلك فأفدنا .
هذا هو سؤالي لأن عبارتك أنا على يقين أن غالب من يقرؤها سينصرف ذهنه إلى فئة معينة ، وغرضي أن نكون منصفين في نسبة الأقوال ولو على سبيل الإيحاء ، لهذا اسألك مرة أخرى من أين لك هذا ، هل قرأته في كتاب أم سمعته في شريط ؟
أما سؤالك لي فمبناه على عدم فهمك مرادي : فقولي هذه زندقة وردة : أي من يرى أن العناد والاستكبار والتبديل لا حرج فيه ، فهذا لا يوجد سلفي في الدنيا بل ولا مسلم لا يقول كذلك .
لا أن نفس العناد والاستكبار والتبديل ردة وزندقة فهذا مجال آخر .
أنتظر إحالتك .
والله الموفق .

سليمان الخراشي
2007-07-28, 04:36 PM
الأخوين الكريمين : لانريد أن يتحول النقاش إلى مسألة " الإرجاء " ؛ لأنه سيكثر الخوض فيها والتنازع ، كما هو معلوم . مع العلم أن أصحاب هذا المجلس - حسب علمي - لايرضون بنشر ما يخالف عقيدة السلف في هذه المسألة .
وقول الأستاذ محمد - مامعناه - إن الإرجاء من أسباب تقبل التغريب ، أمرٌ واضح وواقع ، لا أدري كيف خفي على الدكتور أحمد . فما انتشرت ((( الشركيات ))) - وهي أخطر من التبديل - إلا بسبب عقيدة الإرجاء التي نافح عنها الأشاعرة وغيرهم ، وحشوا بها رؤوس الناس في أماكن عديدة من العالم الإسلامي . فكيف بما عداها من المنكرات ؟ بل إلى اليوم لا زالت تسري هذه العقيدة في بعض الناس ، ومن قُدر له زيارة بعض الدول والحوار مع أهلها ؛ لتبين له هذا . فتجد الواحد منهم يدعي حب النبي صلى الله عليه وسلم ، وأنه مؤمن .. الخ ، لكنه لاينكر الشركيات بل يعدها من الأعمال الصالحة ، ويدع الصلاة .. الخ.
ولا تنس أن المرجئة طبقات .
فأنت - مثلا - تخالفهم في بعض الأمور ، كتكفيرك للحاكم بالقوانين ؛ كما في كتابك الأول . ( قيل لي إنك تراجعت عن هذا بعد حوار مع الشيخ علي الحلبي ! ) ( علمًا أن قولك السابق يتناقض مع جعلك العمل شرط كمال ) .
المهم : هم درجات . ولايعني الحديث عن فئة منهم ، تعميم ذلك عليهم . وفقك الله ..

أبو عمر الكناني
2007-07-28, 04:54 PM
أخي سليمان نحن لم ندخل في أي مسألة من مسائل الإرجاء ..
الكلام عن نقطتين :
الإرجاء هل هو سبب أم لا .. وهذه لن أعلق على كلامك فيها لأني قلت رأيي فيها فحسب ، وهو أن السبب التربية .. وليس المذهب الفكري لأنه لا يعلمه إلا القليل ونحن نتكلم عن عامة الناس .


أما الأخرى فنسبة قول لفئة تنتسب للسلف ؟
وهذه لن نتجاوزها حتى يتبين إما صواب النقل أو خطأه .

أخي أنتم لا تريدون الدخول في مسائل تخالف عقيدة السلف في ظنكم .. لا بأس .
لكن ليس من الإنصاف نسبة الأقوال لغير أصحابها أو اتهامهم بما ليس فيهم .
وقد لاحظت أكثر من مرة أنكم تسمحون بالدخول في هذه المسائل إذا كان فيه تجريحاً للآخرين فإن أراد أحدنا الدفع والحوار إما حذفتم الموضوع أو قلتم لا نسمح بطرح ما يخالف عقيدة أهل السنة ..
ومسألة كفر الحاكم نعم تراجعت عن قولي الأول بعد أن بصرني ببطوله الشيخ علي حسن وفقه الله وأجزل له المثوبة .. وسيصدر لي فيه قريباً رسالة إن شاء الله تعالى بعنوان : (جذر الفتنة الذي لم يُقلع بعد) .
وفقنا الله وإياك صواب القول والعمل .

محمد جلال القصاص
2007-07-28, 05:08 PM
بسم الله الرحمن الرحيم .
دكتور أحمد !
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته [ رد السلام ] .
لو أجبتني لانتهت المشكلة . ولكنت لم تجب ، ورحت تسأل من جديد وتُدْخل في الموضوع أمورا أخرى . وأنا أوفر الجهد عليك وعلي ؛ تقول :


أما النقطة الثانية : وهي التي كان سؤالي حولها أنك قلت: (واليوم الإرجاء موجود ولكن بشكل آخر ( سلفي ) ملتزم هو بالسمت والشعائر ، ولكنه لا يرى حرجا على من ترك وبدّل أو ردَّ وعاند واستكبر ما دام ينطق بكلمة التوحيد !! )
أنت تدعي أن هناك من يقول ذلك ممن ينتسب للسلف ..
وأنا أستنكر هذا حقيقة .. فإن كان لديك مزيد علم عن شخص أو جهة علمية سلفية تقول ذلك فأفدنا .
.
وجود من ينتسب للسلف ولا يرى كفر من رد عاند واستكبر هذه حقيقة يراها كل ذي عينين ، وإن أحببت أن أسمي فأنت أول من أسمي . الإيمان عندك قول وتصديق ، والعمل شرط كمال ، وتدعي أن هذا هو قول السلف الذي لم يفهمه الخلف ،إلا إن كنت تراجعت عنه والله أسأل ذلك ، أو أنني لم أفهم كلامك الذي شافهتني به وقرأته في كتابك ، فمن بدّل شريعة الرحمن وهو يشهد أن لا إله إلا الله ، أنت لا ترى كفره ، وترى أن ذلك كله من باب المعصية .
وكثيرون على قولك ، هنا في الخليج وهناك في مصر وفي غيرهم . وتعرف هذه الحقيقة تماما إن أجبت على سؤالي (أكل من ينتسب للسلف يرى أن مَنْ بدل وعاند واستكبر ردة وزندقة ؟! ...كلهم يرون ذلك ؟؟
أسألُ ـ في المقال وهنا ـ عن الفاعل وليس الفعل . )
أنتظر الإجابة ؟
ثانيا : الإرجاء جعل كل القضايا عدا النطق بالشهادتين في إطار المعصية ، جعل الفرد ما دام يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فهو مسلم وما بعد ذلك كله من المعاصي .
كان هذا كافيا لتمرير العلمانية على أنها معصية .
وكان هذا كافيا لتمرير ما ابتدع في النسك من تعظيم الموتى والطواف بقبورهم وصرف كثير من العبادات لهم .
كان هذا كافيا لأن يختفي النفاق ، ويصير الكل عصاة وملتزمون . أو معتدلون ومتشددون .
وكان هذا كافيا لأن تبدوا الكبائر الشركية على أنها معاصي تكفرها الصلاة والزكاة ، فذهب الناس للربا على أنها معصية ـ واليوم أصبح حلال أتكلم عن مصر ولا علم لي بالحال في السعودية ـ . وتحاكم الناس لغير شرع الله على أن هذا جائزا .. أو معصية في أحسن الأحوال . وخرج كل مفلوج الشفة مرّ اللسان يتكلم بأن لنا الحق ان نتحاكم إلى من نشاء ، وهو مسلم بل داعية يدعي أن ليس للنبي شيء سوى الشعائر التعبدية نلتزم باتباعه فيها وربعك يرى أنه مسلم كامل الإيمان وفي أحسن الأحوال عاصي اقترف معصية من جملة العصيان .
وكان هذا كافيا لتسلل الوسطيون لإيجاد حل وسط بين هؤلاء وهؤلاء . وهذا ما افسد الدين بالأمس ويفسده اليوم .
إن الإرجاء خيّم على الأمة اليوم . فضر خاصتها وعامتها .
الناس العامة أعني في غفلة .. ضلوا ـ بصغيرة أو كبيرة أو كفر أكبر ـ وهم يحسبون أنهم مهتدون والسبب هو الإرجاء .
والخاصة اشتد وثاقهم بالإرجاء ، إذ بدى للناس أنهم متنطعون ، متشددوون ، متفيهقون ، يكبرون الصغيرة ، ويكفرون المسلمين .... بالإرجاء .
وتسأل أين الإرجاء ؟؟!!
عجبي

الناس تجهل معنى الإرجاء ولكنها تمارسه .
من لا يصلي ومن يسب الدين والمتدينين ، بل ومن يسب رب العالمين ـ وهذا رأيته بعيني ـ ويدعي أنه مسلم إلى الجنة من أوسع أبوابها كونه يشهد أن لا إله إلا الله ... من هذا ؟ أليس مرجئ يتبنيى مذهب الإرجاء وإن لم يسمع بالمسمى من قبل .
ومن بدل شريعة الرحمن ، بأدنى الحيل ، ويدعي أنه مسلم إلى الجنة كونه يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله .. من هذا ؟
أليس مرجئ يتبنيى مذهب الإرجاء وإن لم يسمع بالمسمى من قبل ؟
أنتظر إجابة على سؤالي الذي طرحته عليك في المشاركة السابقة .

سليمان الخراشي
2007-07-28, 05:13 PM
أخي الكريم : لا نسمح بتجريح أحد من أهل السنة . ولكن المخالفات تُبين بالأسلوب العلمي . ورأيي أنك والشيخ علي قد جعلتما هذه القضية محور اهتمامكما ، وكان يكفيكما - إن أصررتما على قولكما المخالف - أن تكتفيا بكتاب واحد - مثلا - ، أما أن تنصرف جهودكما لها - وأنتما أهل للبحث والتحقيق المفيد - ، فهذا مما أربأ بكما عنه .
وبودي أخي الكريم - إن كنت تريد الحق ولا تأنف من الرجوع له - أن تجمع الشبهات التي جعلتك تقول بهذا القول ، ثم تتباحث فيها تباحث مستفيد ، مع من تراه أهلا للمباحثة ، فهو أفضل وأتقى من أن تتبنى قولا بين لك العلماء ثم من ألف الكتب خطأه ، وأجابوا عن الشبهات ، وأوردوا على القول المخالف الإيرادات التي لم ولن يستطيع دفعها إلا بتبني مذاهب شنيعة .
هذا رأيي الخاص .
وفقك الله ..

عبدالعزيز بن سعد
2007-07-28, 05:48 PM
ربما تقصد يا شيخ محمد بقولك: لا يرى حرجا
أي: لا يراه مكفرا، مع كونه يراه كبيرة أو معصية

محمد جلال القصاص
2007-07-28, 05:57 PM
نعم اخي هذا ما عنيت ، وهو مفهوم من السياق .
شكر الله لكم .

أبو عمر الكناني
2007-07-28, 06:28 PM
أخي محمد هداك الباري أنا سألتك فهل يكون جواب سؤالي سؤالاً ؟
وأرى أنك لم تتنبه إلى ما في تعبيرك من خطأ انتبه له الأخ عبدالعزيز ..
وتقول إنه مفهوم من السياق ، وأنا قول لا ليس مفهوماً .. إلا لمن يعرفك ويعرفنا ..
أما من لعله يطالع كلامك ولا يعرف القضية فلن يفهم من الكلام إلا ظاهره ..
فالآن عرفنا أنك تقصد بقولك : (لا حرج) أي (لا يراه مكفراً) فأين هذا من هذا أخي بارك الله فيك .
فأظنك لا تقبل أن أقول إن الشيخ ابن باز لا يرى حرجاً على من ترك الصوم ، ثم أقول إني أقصد أنه لا يراه مكفرا ..

مثل هذه العبارات التي تقول إنها مفهومة من السياق هي التي جرت علي وعلى إخواني الكثير من البغي والعدوان بغير ما نقول ..وانظر هذا كمثال : http://www.alkashf.net/vb/showthread.php?t=2241

لذلك قلت لك زن عباراتك من أجل هذا وأمثاله .. حتى إن الأخ سليمان تعامل مع كلامه بدون إنكار وكأنه يقره فالله المستعان !!
..........
ثم إنك عدت مرة أخرى فادعيت علي شيئاً لم أقله أنا ولا ربعي حين قلت :
1 . ( الإيمان عندك قول وتصديق ، والعمل شرط كمال )
أخي أنا لم أقل هذه العبارة ابداً ولم يقلها أحد من (ربعي) فلا تنسب عبارات توهم خلاف قولي .

2 . (وربعك يرى أنه مسلم كامل الإيمان وفي أحسن الأحوال عاصي اقترف معصية من جملة العصيان)
فمن أين لك هذا أخي أين قلت أنا أو أحد من (ربعي) هذا غفر الله لك .
-------
أما ما هولت فيه من مسألة الإرجاء فإني كما قلت سابقاً لا أنكر أن الإرجاء له أثر ، وقلت لك إن أغلب السعوديين على عقيدة السلف في أن الإيمان قول وعمل ندرسها منذ نعومة أظفارنا فهل رد هذا غالب الناس عن تقبل التغريب الذي نراه الآن أسرع من النار في الهشيم .
أخي راجع تراجم المرجئة الأوائل الذين ذمهم السلف أبو حنيفة وحماد والهروي وغيرهم وانظر عبادتهم ..
ولهذا لما سئل الإمام أحمد عن المرجئة لم كانوا يجتهدون وهذا قولهم ؟ قال : البلاء .

المسألة في الأساس ترجع إلى التربية ..

كان صلاح الدين أشعرياً في بيئة أشعرية والأمة غالبها غارق في الإرجاء ولم يصده ذلك عن فتح بيت المقدس ..

محمد جلال القصاص
2007-07-28, 06:56 PM
عجيب أمرك يا أبا عمر !

وما التربية ؟
اليست مفاهيم وتصورات تتحكم في أفعال الجوارح ؟
وما المفاهيم و التصورات ؟
اليس اتباع أو ابتداع ، إيمان أو عصيان ؟!


دكتور ولم الروغان ؟
سألتك : (أكل من ينتسب للسلف يرى أن مَنْ بدل وعاند واستكبر ردة وزندقة ؟! ...كلهم يرون ذلك ؟؟
أسألُ ـ في المقال وهنا ـ عن الفاعل وليس الفعل . )

هذه رابع مرة أطلب الإجابة ، وما زلت أنتظرها .

ولم المواربة ؟

تقول للإرجاء أثر ... ما مدى هذا الأثر . أيتفق مع ماذكرت .

ثم ما توصيف الإرجاء عندك ؟

وبالنسبة للمرجئة الأوائل الذين توصيني بالاطلاع على تراجمهم لأعلم كيف عبادتهم ، عندي دراسة وأحسب أنني لم أسبق إليها بعنوان ( قراءة في نفسية المرجئة الأوائل ) أعرضها الان على عدد ممن اثق في رأيهم . وفيها بيان لحقيقة مرضهم وأين كان الخلل في شخصيتهم .

محمد جلال القصاص
2007-07-28, 07:45 PM
عفوا !
الدراسة التي عندي بعنوان ( خصائص الشخصية المرجئة ـ قراءة في تراجم المرجئة الأوائل )

وليد الدلبحي
2007-07-28, 07:53 PM
نرجوا من الجميع التقيد بشروط المجلس العلمي، وعدم الخروج عن النقاش العلمي الجاد، وعدم الخروج عن الموضوع المطروح إلى موضوع فرعي بعيد.
الأخ محمد، والأخ أحمد، بارك الله فيكما نرجوا منكم حفظكم الله التقيد بشروط المجلس العلمي وفقكم الله، ولا نقبل بالتطرق لمواضيع منعنا من التطرق إليها بأي حال من الأحوال ، وعدم الكلام في مواضيع مخالفة لمنهج أهل السنة والجماعة.

أخي أنتم لا تريدون الدخول في مسائل تخالف عقيدة السلف في ظنكم .. لا بأس .
لكن ليس من الإنصاف نسبة الأقوال لغير أصحابها أو اتهامهم بما ليس فيهم .
وقد لاحظت أكثر من مرة أنكم تسمحون بالدخول في هذه المسائل إذا كان فيه تجريحاً للآخرين فإن أراد أحدنا الدفع والحوار إما حذفتم الموضوع أو قلتم لا نسمح بطرح ما يخالف عقيدة أهل السنة ..
أخي الكريم كلامك هذا فيه تضخيم وذكر لأمر غير صحيح، وكل ما تم حذفه أو إيقاف الموضوع الا بسبب معين، لا يلزم أن تعرفه أو يكون معروفاً للجميع ، يصل لكاتب الموضوع رسالة نصية إذا تم حذف موضوعه فيها السبب، ولا نقبل بأي تجاوز من أي عضو كان، والجميع لهم الإحترام والتقدير والمحبة الخالصة في الله ، ونسأل الله تعالى أن يوفق الجميع لما يحب ويرضى.

أبو عمر الكناني
2007-07-28, 08:08 PM
غفر الله لك لا مراوغة وإنما أنا أعتب عليك أنني بدأت أنا بالسؤال فلم تجبني ثم تتهمني أنا بالروغان !

سؤالك لم أجبك إليه لأنه غير واضح ولأني لم أتكلم عنه أصلاً فلا مكان له لو فطنت لذلك ..
ومع هذا سأجيبك حسب فهمي له
1 . إذا كان تقصد العموم حقاً : فما أدراني أخي ! فالمنتسبون للسلف كثيرون ولم أحط بهم علماً . وكل يدعي وصلاً بليلى !
2 . أما إذا كنت تقصد فئة منهم فحددهم لأجيبك حسب علمي.
3 . أما إذا كنت تقصد السلف أنفسهم فكل من التبديل والعناد والكبر جنس تحته أنواع منها ما هوكفر وزندقة ومنه ما هو كبيرة ومعصية .

===
التساهل في الوقوع في المعاصي هو إرجاء سلوكي يقع فيه العبد جهلاً بالله وبعظمته ، ولو كان ممن يقول الإيمان قول وعمل .
وهذا الذي أقول إن له الأثر ..
أما كون العمل من الإيمان أم لا فليس بهذا التضخيم لأن جانبه علمي أكثر منه عملي .
بدليل أن هؤلاء المرجئة وإن قالوا إن العمل ليس من الإيمان فإنهم مع سائر السلف في أن المعصية معصية والكبيرة كبيرة وأن صاحبها متوعد بالنار فالأثر من هذه الحيثية مندمل ..
فالمعصية إذا عرضت لشخصين من عوام الناس أحدهما نشأ في بيئة مذهبها أن العمل من الإيمان ..
والآخر نشأ في بيئة نذهبها أن العمل ليس من الإيمان ..
وهما متفقان على أنها معصية تغضب الرب تعالى ..
فالوقوع فيها سببه سوء التربية السلوكية الإيمانية ..ولا أنكر اثراً ما للمذهب ..
====
ما ذكرتموه أنت والأخ سليمان من الشركيات والبدع سببه الخطأ في فهم التوحيد والجهل بحقيقة السنة والشريعة ،فيحسبون ما هم فيه من حقيقة الدين ، وإلا فالمعتزلة والخوارج وهم من أشد الناس في الإيمان واقعون في طوام بسبب الجهل وخلط حقائق الدين ..
ولا يتم هذا إلا إن أقر الواقعون فيها بأنها بدعة وشرك ثم لم يكفروا صاحبها بدعوى أنه يقول لا إله إلا الله .. كما يقوله فعلاً كبراؤهم ..
والتغريب في عامته لا يقر الواقعون فيه من عامة الناس أنه تغريب وإنما ينجرون إليه بسبب ضغوط الحياة والجهل والبعد عن تعلم الدين وسبب ضعف الوازع الإيماني والرجاء الكاذب في رحمة الله تعالى .. وهم في هذا لا علاقة لهم بكون الإيمان قول وعمل أم قول واعتقاد فقط ..
======
ها أنا أجبتك فليتك تعاملني بإنصاف فتجيبني عن هذا :

قلت :
1 . ( الإيمان عندك قول وتصديق ، والعمل شرط كمال )
أين قلتُ هذا الكلام ؟

2 . (وربعك يرى أنه مسلم كامل الإيمان وفي أحسن الأحوال عاصي اقترف معصية من جملة العصيان)
فمن أين لك هذا أخي أين قلت أنا أو أحد من (ربعي) هذا غفر الله لك .
===
أنت لم تفسر لي كيف لم تؤثر عقيدة المرجئة الأوائل في عبادتهم وديانتهم ؟
وأزيدك من الشعر بيتاً كيف لم تؤثر عقيدة المعتزلة في مرتكب الكبيرة ي بعض رؤوسهم ممن عرفوا بالمجون وترك الفرائض كالجاحظ مثلاً ؟

نحن في حوار ولن ننتظر صدور أبحاثكم النفيسة أخي فأفدنا لتتضح الصورة .

محمد جلال القصاص
2007-07-28, 08:35 PM
عفوا شيخ أحمد !

خدني على قد عقلي ، وحده واحدة من فضلك .

الذي ـ الذي ـ يبدل شرع الله ويضع مكانه شرع آخر كليا أو جزئيا . ممن هو موجود الأن في مصر والأردن وفي باقي البلاد التي لا تنتسب للشريعة هذا ما حكمه عند السلف وعندك ؟

هذا هو سؤال .
اسأل عن الفاعل وليس عن الفعل .

جاوبني معلهش واحدة واحدة ... لسه عندي سؤالين .

وليد الدلبحي
2007-07-28, 08:47 PM
أسف وعذراً لغلق الموضوع، والسبب هو الخروج المستمر عن الموضوع الأساسي والدخول في جدال طويل لا ينتهي، وخصوصاً بعد التنبيه الأخير، فبارك الله فيكم ونفع بكم ونعتذر للجميع.