المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سؤال مهم: هل قوم لوط كانوا على التوحيد؟ وهل عقوبتهم كانت بسبب الفاحشة؟



مبتدئة في الطلب
2010-02-25, 10:12 AM
قرأت في موقع ما أن قوم لوط -عليه السلام- كانوا على التوحيد وأن العذاب الذي أنزله الله بهم كان بسبب المعصية العظيمة التي كانوا عليها (فاحشة اللواط).

هل حقا أنهم كانوا موحدين وأن العقوبة لم تكن بسبب الشرك والفاحشة معا؟؟
لأني قد سمعت منذ سنوات أحد الدعاة يقول أن الله ضاعف لقوم لوط العذاب لأنهم جمعوا بين الشرك والاعراض عن دعوة نبيهم لوط -عليه السلام- وبين فعل الفاحشة والمجاهرة بها.

حمد
2010-02-25, 10:26 AM
(( فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين * فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين ))
سورة الذاريات

مبتدئة في الطلب
2010-02-25, 11:30 AM
(( فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين * فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين ))
سورة الذاريات
جزاك الله خيرا.
سأعود لتفسير الآيات وأنقله هنا.
وأنتظر المزيد من الفائدة.

رشيد الكيلاني
2010-02-25, 12:11 PM
كل الاقوام التي عذبها الله كانت تجمع بين الشرك بالله والسبب الموجب لتعذيبها كالتطفيف وفاحشة اللواط وعقر الناقة ولهذا كانت الايات المنزلة تصدر بالدعوة الى توحيد الالوهية - لا الربوبية - وعلى ذلك المنهج القويم درج السلف رضوان الله عليهم في الدعوة والارشاد والتوجيه لانه ان استقام الاصل صلح بقيته ونصوص شيخ الاسلام في عامة مؤلفاته تؤكد على هذا الاصل ويمكنك مراجعة كتاب العبودية او العبادة لشيخ الاسلام ففيه غنية وكفاية .

ابو عبدالعزيز
2010-02-25, 12:28 PM
هناك بعض الايات التي تشير الى تكذيبهم :

(كذبت قوم لوط المرسلين)

(كذبت قوم لوط بالنذر)

فإن قال قائل : تكذيبهم ليس بالشرك بل بفعلهم هذا الأمر المحرم ..

إذا ماذا يقال عن قوله تعالى بعد ذكر قصص الأنبياء وآخرهم لوط :

(قل الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى آلله خير أم ما يشركون)

إلا إن قصد بالشرك استحلالهم للواط ..؟؟

الله اعلم ..

عبدالرحمن الجفن
2010-02-26, 01:39 AM
السلام عليكم
عمل قوم لوط اذى متعد , ولهذا عجلت لهم العقوبة في الدنيا لذلك , بخلاف الشرك فإنه قد يؤخر , وهذا لا يعني ان يكون اتيان الرجل اقل شرا من الشرك .
كما هي الحال في اقرار اهل الذمة على شركهم بخلاف مالو سرقوا او زنوا او غير ذلك , فإنهم لا يقرون على ذلك , مع ان شركهم اعظم من السرقة والزنى ...
فالاشكال في تعدي الضرر .

أنا إنسان
2010-02-26, 07:14 AM
جزاكم الله خيرا

الطيبوني
2020-05-10, 01:09 AM
قرأت في موقع ما أن قوم لوط -عليه السلام- كانوا على التوحيد وأن العذاب الذي أنزله الله بهم كان بسبب المعصية العظيمة التي كانوا عليها (فاحشة اللواط).

هل حقا أنهم كانوا موحدين وأن العقوبة لم تكن بسبب الشرك والفاحشة معا؟؟
لأني قد سمعت منذ سنوات أحد الدعاة يقول أن الله ضاعف لقوم لوط العذاب لأنهم جمعوا بين الشرك والاعراض عن دعوة نبيهم لوط -عليه السلام- وبين فعل الفاحشة والمجاهرة بها.

يقول شيخ الاسلام في كتاب النبوات

قوم لوط ذكر عنهم استحلال الفاحشة، ولم يذكروا بالتوحيد، بخلاف سائر الأمم. وهذا يدلّ على أنّهم لم يكونوا مشركين، وإنما ذنبهم استحلال الفاحشة، وتوابع ذلك. وكانت عقوبتهم أشد؛ إذ ليس في ذلك تديّن، بل شر يعلمون أنه شرّ . انتهى

هنا استدل رحمه الله بعدم ذكر الشرك عنهم انهم لم يكونوا مشركين

لكنه رحمه الله علل في موطن اخر ان عدم ذكر ذلك عنهم ان القران ذكر ما اختصوا به عن سائر ملل الكفر فلا يدل ذلك على انهم لم يكونوا مشركين .

فقال رحمه الله في تفسير آيات أشكلت من القرآن

وكانوا كفاراً من جهات؛ من جهة استحلال الفاحشة، ومن جهة الشرك، ومن جهة تكذيب الرسل؛ ففعلوا هذا وهذا، ولكن الشرك والتكذيب مشترك بينهم وبين غيرهم، والذي اختصوا به الفاحشة، فلهذا عوقبوا عقوبة تخصهم، لم يعاقب غيرهم بمثلها، وجعل جنس هذه العقوبة هو الرجم .

السعيد شويل
2020-05-10, 07:42 AM
.....
انفضوا عن كاهلكم ما أثقلكم .. من اتخاذ قول فلان أو ابن فلان وكأنه آية فى القرآن ..
تدبروا كتاب الله فأبواب العلم والحكمة فيه لاتحصى ولاتستقصى ..
.....
{ كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ بِالنُّذُرِ } .. تكذيب بالتوحيد .. شأنهم : كشأن قوم ثمود . وغيرهم .. { كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِالنُّذُرِ } ..
...
{ وَلُوطاً إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ إِنَّكُمْ لَتَأتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّنَ الْعَالَمِينَ } ..
إتيان للفاحشة .. شأنهم : كشأن قوم شعيب فى نقص الكيل والبخس فى الميزان ..
{ وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءتْكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ فَأَوْفُواْ الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ وَلاَ تَبْخَسُواْ النَّاسَ أَشْيَاءهُمْ }
...

محمدعبداللطيف
2020-05-10, 12:53 PM
.....

تدبروا كتاب الله فأبواب العلم والحكمة فيه لاتحصى ولاتستقصى ..
.....
{ كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ بِالنُّذُرِ } .. تكذيب بالتوحيد .. شأنهم : كشأن قوم ثمود . وغيرهم .. { كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِالنُّذُرِ } ..
...
{ وَلُوطاً إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ إِنَّكُمْ لَتَأتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّنَ الْعَالَمِينَ } ..
إتيان للفاحشة .. شأنهم : كشأن قوم شعيب فى نقص الكيل والبخس فى الميزان ..
{ وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءتْكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ فَأَوْفُواْ الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ وَلاَ تَبْخَسُواْ النَّاسَ أَشْيَاءهُمْ }
...

نعم بارك الله فيك اخى السعيد شويل- - سبحان الله - فى بعض الاحيان تأتى بفوائد أَتَّفِق معك فيها تماما لو تسير على هذا المسلك لكان الانتفاع من تدبرك لايات القرآن مفيد ولكن الخوف فى بعض الاحيان من الشطحات
وهذا مزيد فائدة تزيد ما أتيت به حسنا وبيانا
قال شيخ الإسلام في النبوات
" إذ الدنيا ليست دار الجزاء التام وانما فيها من الجزاء ما تحصل به الحكمة والمصلحة

كما في العقوبات الشرعية فمن أراد أعداؤه من أتباع الانبياء أن يهلكوه فعصمه الله وجعل صورة الهلاك نعمة في حقه
ولم يهلك أعداءه بل أخزاهم ونصره فهو أشبه بإبراهيم واذا عصمه من كيدهم وأظهره حتى صارت الحرب بينه وبينهم سجالا ثم كانت العاقبة له فهو أشبه بحال محمد صلى الله عليه و سلم

فان محمدا سيد الجميع وهو خليل الله كما أن ابراهيم خليله والخليلان هما أفضل الجميع وفي طريقتهما من الرأفة والرحمة ما ليس في طريقة غيرهما

ولم يذكر الله عن قوم ابراهيم دينا غير الشرك وكذلك عن قوم نوح

وأما عاد فذكر عنهم التجبر وعمارة الدنيا

وقوم صالح ذكر عنهم الاشتغال بالدنيا عن الدين لم يذكر عنهم من التجبر ما ذكر عن عاد وإنما أهلكهم لما عقروا الناقة

وأما أهل مدين فذكر عنهم الظلم في الاموال مع الشرك قالوا يا شعيب أصلاتك تأمرك أن نترك ما يعبد أباؤنا أو أن نفعل في أموالنا ما نشاء

وقوم لوط ذكر عنهم استحلال الفاحشة ولم يذكروا بالتوحيد بخلاف سائر الامم وهذا يدل على أنهم لم يكونوا مشركين وانما ذنبهم استحلال الفاحشة وتوابع ذلك وكانت عقوبتهم أشد إذ ليس في ذلك تدين بل شر يعلمون أنه شر وهذه الامور تدل على حكمة الرب وعقوبته لكل قوم بما يناسبهم فان قوم نوح أغرقهم اذ لم يكن فيهم خير يرجى"
السؤال
لماذا في قصص الأنبياء في القرآن يتم ذكر دعوة الرسل إلى قومهم بـ لا اله إلا الله. لكن قصة لوط يتم دائما ذكر لوط وهو ينهى عن الفاحشة من غير البدء في الدعوة بـ لا اله إلا الله مثل سائر الأنبياء ؟
نص الجواب
الحمد لله
فحقيقة الأمر أنه ما من نبي إلا ودعا قومه إلى التوحيد ، وأمرهم بعبادة الله تعالى ، ونهاهم عن الشرك، كما دلت على ذلك الآيات الصريحة في كتاب الله تعالى ، ومن ذلك قوله تعالى: (ولَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ) النحل/ 36 . وقال تعالى: ( وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ) الأنبياء/25.
ولوط عليه السلام هو من جملة الرسل الذين يصدق عليهم ما نصت عليه الآيات ، كما قال تعالى: (وَإِنَّ لُوطاً لَّمِنَ الْمُرْسَلِينَ ) الصافات/ 133.
ويتضح ذلك بما ورد من النصوص الخاصة في قصة لوط ، والتي تدل على أنه دعاهم إلى التوحيد ، منها قوله تعالى: ( كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ الْمُرْسَلِينَ . إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلا تَتَّقُونَ . إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ . فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ . وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ) الشعراء / 160 – 163.
وأول ما يتقي العبد ربه به هو عبادته لله ، واجتناب الشرك والأوثان، وهذه الآية وردت في سورة الشعراء وسبقها وتلاها قصص للأنبياء عليهم السلام، وكلهم قال لقومه: (أَلا تَتَّقُونَ . إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ . فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ ) ، كما قال لوط عليه السلام مما يدل على اتحاد دعوتهم ، وأنها كانت دعوة إلى التوحيد ولوازمه ونهيا عن الشرك وشُعَبه.
ولذا قال ابن كثير ـ رحمه الله ـ : " فدعاهم إلى الله عز وجل، أن يعبدوه وحده لا شريك له، وأن يطيعوا رسولهم الذي بعثه الله إليهم، ونهاهم عن معصية الله، وارتكاب ما كانوا قد ابتدعوه في العالم، مما لم يسبقهم الخلائق إلى فعله، من إتيان الذكْران دون الإناث) انتهى من "تفسير ابن كثير " (6/ 157) .

قال القرطبي في تفسير قوله تعالى ـ عن قوم لوط ـ : (بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ) الأعراف/ 81 : " نظيره [ قوله تعالى ] :( بل أنتم قوم عادون ) في جمعكم إلى الشرك هذه الفاحشة" .
فلا يصح أن يقال: إنه لم يبدأ قومه بالدعوة إلى التوحيد، ونهيهم عن الشرك، وإنما اقتصر في دعوته على النهي عن الفاحشة، للأدلة التي سبق إيرادها.

غاية ما في الأمر أن يقال : ما الحكمة من عدم تنصيص القرآن على أنه لم يرد في قصته مع قومه أنه قال لهم كما قال غيره من الأنبياء: ( اعبدوا الله ما لكم من إله غيره ).

فيقال ـ والله أعلم ـ : لعل من أسرار ذلك: التنبيه إلى بشاعة ما كان عليه قوم لوطٍ من العصيان، ومخالفتهم للطبع والشرع، حيث ابتدعوا ذنوبًا لم يُسْبَقوا إليها، ومن أشدها إتيانهم الرجال من دون النساء،
وجعلوا ذلك عملاً شائعا معلناً، ونظاما اجتماعيا يضاهون به الفطرة، ويبدلون به الشريعة، بل ويحاربون وينبذون من نهاهم عن ذلك حتى يكون عرضة للإهانة والطرد من بلدهم، وقد أشار القرآن صراحة إلى استنكار لوط ـ عليه السلام ـ لذلك بقوله: ( أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ * إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ ) الأعراف/80 ، 81 .

اذا جواب السؤال لماذا لم يذكر القرآن الكريم عن لوط عليه السلام أنه دعا قومه إلى التوحيد على وجه الخصوص كما فعل مع باقي إخوانه من الرسل عليهم السلام؟
الجواب
نقول: السر في ذلك هو بشاعة ما كان عليه قوم لوطٍ من العصيان، ومخالفتهم للطبع والشرع، حيث ابتدعوا ذنوبًا لم يُسْبَقوا إليها، كان أشدها إتيانهم الرجال، وقد أشار القرآن صراحة إلى استنكار لوط لذلك بقوله: أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ * إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ
المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب -

السعيد شويل
2020-05-10, 07:09 PM
فى بعض الاحيان تأتى بفوائد أَتَّفِق معك فيها تماما لو تسير على هذا المسلك لكان الانتفاع من تدبرك لايات القرآن مفيد
......
يا أخى محمد .. تخلص من ممارسة الوصاية . وتذكر دائماً أنك عبد من عبد الله ..
......

السعيد شويل
2020-05-10, 07:11 PM
كل الاقوام التي عذبها الله كانت تجمع بين الشرك بالله والسبب الموجب لتعذيبها كالتطفيف وفاحشة اللواط وعقر الناقة .
........
بارك الله فيكم أخى رشيد

محمدعبداللطيف
2020-05-10, 10:44 PM
......
تخلص من ممارسة الوصاية .
...... ليست لمحمد عبد اللطيف ولا غيره وصاية على أحد -إحقاق الحق وإبطال الباطل ليس وصاية - فان كنت تسمى بيان الحق بإسم ممارسة الوصاية فهذا من تسمية الامور بغير اسمها كما يسمى البعض ايضا انكار المنكر بممارسة الوصاية على الناس - لا تتصور فكرة ثم تسميها بأسماء ثمَّ تأمرنى بالتخلص منها- فكثيرا ما يسمون الحق بأسماء لينفروا الناس عنه -يسمون الغلو فى الصالحين وعبادتهم من دون رب العالمين بالولاية والمحبة- ويذمون الرجل ويكفرونه بتجريد التوحيد والمتابعة- هذه هى الوصاية - وصاية الاحبار والرهبان فى افساد متبعيهم يحللون ويحرمون ويشرعون شرائع ما انزل الله بها من سلطان ثم يأمرون الناس بطاعتهم فى التبديل والتحريف هذه هى الوصاية وكذلك الوصاية فى الصوفية من الشيوخ لمريديهم يضلونهم عن طريق الانبياء والمرسلين بإسم الوصاية- وكذلك طاعة الناكبين المنحرفين عن توحيد رب العالمين فى اسمائه وصفاته والوهيته وربوبيته طاعة كل هؤلاء خلاف وصية الله لعباده

- اما اخراج العباد من ربقة التقليد الاعمى وكشف اوهام وشبهات اهل الزيغ الذين يلبسون الحق بالباطل - ونصرة الحق و اتباع الصراط المستقيم فهذه وصية الله
فالوصاية والوصية هنا من الله لعباده قال جل وعلا -وأَنَّ هَٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ۚ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ
قال : ابن مسعود - رضي الله عنه - " من أراد أن ينظر إلى وصية محمد - صلى الله عليه و سلم - التي عليها خاتمه فليقرأ قوله - تعالى - : {قل تعالوا أتل ما حرم ربكم ألا تشركوا به شيئا} إلى قوله : {و أن هذا صراطي مستقيما}

السعيد شويل
2020-05-11, 03:19 AM
.........
ما زلت تمارس الوصاية أخى محمد .. حتى فى محاولة نفيها ..
....
ولقد قلت حقاً هنا :

فالوصاية والوصية هنا من الله لعباده قال جل وعلا -{ وأَنَّ هَٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ۚ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}
....
من الذى وصى : الله سبحانه .. إذن ما عليك إلا أن تبين ما أنزل الله .. لا أن تفرضه على عباده .. من ضل عنه فلنفسه . ومن اهتدى به فقد أثابك الله عليه ..
..........

محمدعبداللطيف
2020-05-11, 12:55 PM
من الذى وصى : الله سبحانه .. إذن ما عليك إلا أن تبين ما أنزل الله .. لا أن تفرضه على عباده .. من ضل عنه فلنفسه . ومن اهتدى به فقد أثابك الله عليه ..
.......... نحن لا نفرض شيئا الله جلَّ وعلا هو الذى فرض التوحيد على جميع العباد

لا أن تفرضه على عبادهنحن لا نفرض شيئا نحن ندعوا الى ما فرضه الله على العباد ونجادل بالتى هى احسن
قال الله سبحانه: ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَ جَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَ هُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِين َ .
فالحكمة هي التعريف بالحق، وهذه المرتبة للمستجيبين الطالبين للحق، والموعظة الحسنة هي قرن الحكمة بالترغيب والترهيب، وهذه المرتبة للغافلين المعرضين، وأما مرتبة الجدال، فهي للمعارضين المعاندين.

قال شيخ الاسلام ابن تيمية: الإنسان له ثلاثة أحوال: إما أن يعرف الحق ويعمل به، وإما أن يعرفه ولا يعمل به، وإما أن يجحده.
فأفضلها أن يعرف الحق ويعمل به. والثاني: أن يعرفه، لكن نفسه تخافه، فلا توافقه على العمل به. والثالث: من لا يعرفه، بل يعارضه.
فصاحب الحال الأول هو الذي يدعى بالحكمة؛ فإن الحكمة هي العلم بالحق والعمل به. فالنوع الأكمل من الناس من يعرف الحق ويعمل به، فيدعون بالحكمة.
والثاني: من يعرف الحق، لكن تخالفه نفسه، فهذا يوعظ الموعظة الحسنة.
فهاتان هما الطريقان: الحكمة والموعظة. وعامة الناس يحتاجون إلى هذا وهذا؛ فإن النفس لها أهواء تدعوها إلى خلاف الحق وإن عرفته، فالناس يحتاجون إلى الموعظة الحسنة وإلى الحكمة، فلا بد من الدعوة بهذا وهذا.
وأما الجدل: فلا يدعى به، بل هو من باب دفع الصائل. فإذا عارض الحق معارض، جودل بالتي هي أحسن؛ ولهذا قال: وجادلهم، فجعله فعلا مأمورا به، مع قوله: ادعهم، فأمره بالدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة، وأمره أن يجادل بالتي هي أحسن. وقال في الجدال بالتي هي أحسن، ولم يقل بالحسنة، كما قال في الموعظة؛ لأن الجدال فيه مدافعة ومغاضبة، فيحتاج أن يكون بالتي هي أحسن حتى يصلح ما فيه من الممانعة والمدافعة والموعظة لا تدافع، كما يدافع المجادل. فما دام الرجل قابلا للحكمة أو الموعظة الحسنة، أو لهما جميعا لم يحتج إلى مجادلة. فإذا مانع، جودل بالتي هي أحسن .اهـ. من الرد على المنطقيين.
وقال ابن القيم: والدعوة الى الله بالحكمة للمستجيبين، والموعظة الحسنة للمعرضين الغافلين، والجدال بالتي هي أحسن للمعاندين المعارضين. فهذه حال أتباع المرسلين وورثة النبيين.

وقال أيضا: جعل الله سبحانه مراتب الدعوة بحسب مراتب الخلق. فالمستجيب القابل الذكي الذي لا يعاند الحق ولا يأباه: يدعى بطريق الحكمة. والقابل الذي عنده نوع غفلة وتأخر: يدعى بالموعظة الحسنة. وهي الأمر والنهي المقرون بالترغيب والترهيب. والمعاند الجاحد: يجادل بالتي هي أحسن .اهـ. من مفتاح دار السعادة.

قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنْ اتَّبَعَنِي
(هَذِهِ سَبِيلِي) أنني أدعو إلى الله، فمهمة الرسل هي الدعوة إلى الله جل وعلا وهذا يدل على وجوب الدعوة الى التوحيد,
أَدْعُو إِلَى اللَّهِ - الدعاء إلى الله جل وعلا لا إلى غيره، الدعوة إلى الله دعوة إلى توحيده, دعوة إلى دينه،
فَلْيَكُنْ أَوّلَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ شَهَادَةُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاّ الله (وفي رواية: إلى أن يوحِّدوا الله)
وفى قوله (أَدْعُو إِلَى اللَّهِ) فيها ايضا، التَّنبيهُ على الإخلاصِ ؛ لأنَّ كثيرًا من الناس لو دعا إلى الحقِّ ، فهو يدعو إلى نفسه .
قال ابن عثيمين
الثانية : التنبيه على الإخلاص: وتؤخذ من قوله : " أدعو إلى الله " ولهذا قال : " لأن كثيراً من الناس لو دعا إلى الحق ، فهو يدعو إلى نفسه
" فالذي يدعو إلى الله هو الذي لا يريد إلا أن يقوم دين الله ،
والذي يدعو إلى نفسه هو الذي يريد أن يكون قوله هو المقبول ، حقاً كان أم باطلاً
(عَلَى بَصِيرَةٍ) البصيرة هي العلم؛ البصيرة للقلب كالبصر للعين يبصر بها المعلومات والحقائق،
(أَنَا وَمَنْ اتَّبَعَنِي) يعني أدعو أنا إلى الله ومن اتبعني ممن أجاب دعوتي فإنهم يدعون إلى الله أيضا على بصيرة،
إذن المتبعون للرسل الموحدون لابد لهم من الدعوة إلى الله؛ بل هذه صفتهم التي أمر الله نبيه أن يُخبر عن صفته وعن صفتهم، قال (قُلْ) يعني يا محمد, (هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنْ اتَّبَعَنِي) فهذه إذن خصلة أتباع الأنبياء أنهم لم يعلموا التوحيد ويعملوا به فحسب؛ بل أنهم دعوا اليه.
هذا أمر حتمي؛ لأن من عرف عِظم حق الله جل وعلا فلابد أن يدعو إلى أصل الدين وأصل الملة الذي اجتمعت عليه الأنبياء والمرسلون ألا وهو توحيده جل وعلا في عبادته وفي ربوبيته وفي أسمائه وصفاته جل وعلا .
قال ابن القيِّم رحمه الله : «ولهذا كان الجهاد نوعين :
جهادٌ بِاليَدِ والسِّنَانِ ، وهذا المُشَارِكُ فيه كَثِيرٌ !
والثاني : الجِهَادُ بِالحُجَّةِ وَالبَيَانِ ، وهذا جِهَادُ الخاصَّةِ مِنْ أتْبَاعِ الرُّسُلِ وَهْوَ جِهَادُ الأَئِمَّةِ ، وَهْوَ أَفْضَلُ الجِهَادَيْن لِعِظَمِ مَنْفَعَتِهِ ، وَشِدَّةِ مُؤْنَتِهِ ، وَكَثْرَةِ أَعْدَائِهِ، قَال الله تعالى في «سُورة الفرقان» وهي مكية : ﴿ ولو شئنا لبعثنا في كلِّ قريةٍ نذيراً * فلا تُطِعِ الكافرين وجاهدهم به جهاداً كبيراً ﴾ . فهذا جِهَادٌ لهم بالقرآن وهو أكبرُ الجِهَادَيْن»
الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ حَسِيبًا
واما فضل من دعا الى الله
فمن دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا أخرجه مسلم

ابن أمارة
2020-05-11, 01:43 PM
اذا كان قوم لوط جمعوا بين الشرك والفاحشة وتكذيبهم الرسول ، فهل يعقل ان ينكر عليهم الله في القرآن الفاحشة وتكذيبهم الرسول ، ولا ينكر عليهم الشرك في الالوهية ، هذا مذهب بعيد
وكل من قوم نوح وعاد وثمود ومدين وقوم ابراهيم وفرعون وغيرهم جاءتهم رسلهم بقولهم اعبدوا الله ما لكم من اله غيره ، الا قوم لوط ما قال لهم لوط قط، اعبدوا الله وحده ، او اتركوا شرككم بالله واتركوا الهتكم ، فاين الدليل علي شركهم في الالوهيه بعبادة اصنام او احجار او غيرها قبل ارسال لوط لهم
اما المستدل بقول نبي الله شعيب ليقول انهم جمعوا بين الشرك في الالوهية واتيان الفاحشة بقوله تعالي { وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءتْكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ فَأَوْفُواْ الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ وَلاَ تَبْخَسُواْ النَّاسَ أَشْيَاءهُمْ } فهي دليل عليه كالعادة ، اذا ان شعيب انكر عليهم الشرك وانقاص الميزان ، فقال اعبدوا الله ثم قال اوفوا الكيل ، اما لوط فلم يقل لقومه اعبدوا الله ، فاذا كان قوم لوط اشركوا في الالوهية قبل ارسال لوط لهم ، فما الذي يمنع لوط ان يقول مثل ما قال شعيب ، وهل يعقل ان ينكر عليهم لوط الفاحشة ، ولا ينكر عليهم الشرك ، وماذا الذي تبدأ به الرسل في دعوة اقوامهم ، اليس ترك الاشراك بالله ان كانوا مشركين ، فلما لم يفعل لوط هذا علمنا انهم قبل ارسال لوط ما كانوا مشركين ، والله اعلي واعلم ، فايه شعيب دليل علي عدم اشراك قوم لوط في العبادة والألوهية قبل لوط فتدبر
اما المستدل بقوله (( فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين * فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين ))فهي ايضا ليس فيها دليل علي انهم اشركوا قبل ارسال لوط في الالوهيه بعبادة اصنام واحجار ، وبيان ذلك يرحمكم الله ، ان الاية تخص حالهم قبيل انزال عذاب الله عليهم ، وبعد ارسال الرسول لهم ، وقبيل عقابهم علي تكذيبهم لرسولهم وكونه اصالة رسول ، وعلي عدم الانقياد والاسلام والطاعة بترك الفاحشة ، فهم قبيل انزال العذاب عليهم ، وبعد ارسال الرسول لهم ، وبعد تكذيبهم الرسول ورفضهم طاعة ربهم ، لم يكونوا مؤمنين ، ولم يكونوا مسلمين
لم يكونوا مؤمنين لان ركن الايمان هو الايمان بالرسل وهم كذبوا رسولهم انه رسول من عند الله
ولم يكونوا مسلمين لان ركن الاسلام الانقياد لله بالطاعة والاستسلام لاوامره سبحانه ، وهم ما اطاعوا الله ولا اطاعوا رسوله بترك الفاحشة ، فكيف يكونوا مسلمين لله منقادين له ، بل هم تمادوا فيها حتي ضيقوا علي رسولهم فتدبر لذلك نري ان كفرهم كان لتكذيبهم رسولهم ، وان شركهم كان بعد الرسل من ناحية شرك الطاعة وليس قبل الرسل من ناحية شرك العبادة ، وجزاكم الله خيرا

محمدعبداللطيف
2020-05-11, 02:17 PM
ولا ينكر عليهم الشرك في الالوهية ، هذا مذهب بعيد......
.....، فاين الدليل علي شركهم في الالوهيه بعبادة اصنام او احجار او غيرها
.....وان شركهم كان من ناحية شرك الطاعة وليس شرك العبادة ، [/B] أنت اثبتَّ لهم الشرك اخى الكريم- وهذا دليل قاطع على ان دعوة لوط عليه السلام كانت متضمنه الدعوة الى التوحيد
ان شركهم كان من ناحية شرك الطاعة وليس شرك العبادة ما الفرق بين شرك الطاعة وشرك العبادة كله شرك- والدعوة تكون باعبدوا الله ما لكم من اله غيره-
فاين الدليل علي شركهم في الالوهيه بعبادة اصنام او احجار او غيرها هل نحصر الشرك فى عبادة الاصنام والاحجار ؟!
شركهم كما تقدم كان باستحلال الفاحشة جعلوا ذلك عملاً شائعا معلناً، ونظاما اجتماعيا يضاهون به الفطرة، ويبدلون به الشريعة،
العبادة بالمعنى العام فهي : مطلق التعظيم والخضوع والطاعة وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُم ْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ) أي إذا جادلوكم في تحليل الحرام وتحريم الحلال فقد كذّبوا ، والتكذيب : كفرٌ ، لو أطعتموهم عليه لصرتم مكذّبين لله ومشركين في طاعته الشرك الأكبر
قال تعالى: {اتخذُواْ أَحْبَـارَهُمْ وَرُهْبَـانَهُم ْ أَرْبَاباً مّن دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَـهاً واحِداً لاَّ إله إِلاَّ هُوَ سُبْحَـانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ} [التوبة:31].

قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب: "وتفسيرها الذي لا إشكال فيه هو طاعة العلماء والعباد في معصية الله سبحانه، لا دعاؤهم إياهم، كما فسّرها رسول الله صلى الله عليه وسلم لعدي بن حاتم لما سأله فقال: لسنا نعبدهم! فذكر له أن عبادتهم طاعتهم في المعصية".

عن عدي بن حاتم رضي الله عنه قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وفي عنقي صليب من ذهب فقال: ((يا عدّي، اطرح عنك هذا الوثن))، وسمعته يقرأ في سورة براءة: {اتَّخَذُواْ أَحْبَـارَهُمْ وَرُهْبَـانَهُم ْ أَرْبَاباً مّن دُونِ اللَّهِ}، قال: ((أما إنهم لم يكونوا يعبدونهم، ولكنهم كانوا إذا أحلوا لهم شيئاً استحلوه، وإذا حرموا عليهم شيئاً حرموه)
قال الامام محمد ابن عبد الوهاب
قال تعالى: {وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرائيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ} .
وهو أربعة أنواع:
"النوع الأول" شرك الدعوة، والدليل قوله تعالى: {فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ} .
"النوع الثاني" شرك النية والإرادة والقصد، والدليل قوله تعالى: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لا يُبْخَسُونَ أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} .
"النوع الثالث" شرك الطاعة، والدليل قوله تعالى: {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهاً وَاحِداً لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ} :

فقال رحمه الله في تفسير آيات أشكلت من القرآن

وكانوا كفاراً من جهات ؛ من جهة استحلال الفاحشة، ومن جهة الشرك، ومن جهة تكذيب الرسل؛ ففعلوا هذا وهذا، ولكن الشرك والتكذيب مشترك بينهم وبين غيرهم، والذي اختصوا به الفاحشة، فلهذا عوقبوا عقوبة تخصهم، لم يعاقب غيرهم بمثلها، وجعل جنس هذه العقوبة هو الرجم .

نعم

ابن أمارة
2020-05-11, 02:51 PM
يا اخي محمد بارك الله فيك
الاختلاف هاهنا هل قوم لوط ، قبل ارسال لوط ، عبدوا غير الله فاشركوا بالله مع كونهم كانوا ياتون الفاحشة ، لذلك ارسل الله لهم لوطا
ام انهم كانوا علي التوحيد ويأتون الفاحشة فارسل الله اليهم نبيهم ، فالاختلاف قبل ارسال الرسول وليس بعد ارساله فتدبر
ثم نقول
انه بعد ارسال الله لهم لوطا وتكذيبهم له ، وعدم طاعتهم لما شرعه لهم الله ، والانتهاء عن الفاحشة الصادرة منهم ، اصبحوا كافرين مشركين
كفرهم من جانب التكذيب والاستحلال ، وشركهم من جانب عدم الطاعة والاستسلام لله فهذا هو شرك الطاعة ، وهو يختلف عن شرك العبادة
وان كان كله شرك بارك الله فيك ولكن هذا تقسيم للشرك ، واقرأ اذا شئت تفسيرات قوله تعالي ( جعلوا له شركاء فيما آتاهما )
فالذي نراه الي الان هنا ان قوم لوط قبل ارسال لوط لم يأتوا بشرك في العبادة ، مع اتيانهم الفاحشة ، وبعد ارسال لوط وقعوا في شرك الطاعة اذ لم ينقادوا مسلمين ، لاوامر رب العالمين، وعليه فالقول انهم كانوا مشركين قبل ارسال لوط لهم هو قول يفتقر الي الدليل ، والقول انهم كانوا موحدين بعد ارسال لوط لهم وبعد تدمير الله لهم ، هو قول مجانب للصواب ينقضه الدليل ، وقد عدلت في مشاركتي السابقة بما يزيد ايضاحا لما نقصده وفقني الله واياكم الي ما يحبه ويرضاه

محمدعبداللطيف
2020-05-11, 07:03 PM
، فالاختلاف قبل ارسال الرسول وليس بعد ارساله فتدبر
ثم نقول
.....، وعدم طاعتهم لما شرعه لهم الله ، والانتهاء عن الفاحشة الصادرة منهم ، اصبحوا كافرين مشركين
كفرهم من جانب التكذيب والاستحلال ، وشركهم من جانب عدم الطاعة والاستسلام لله فهذا هو شرك الطاعة ، وهو يختلف عن شرك العبادة
لوطاً عليه السلام -هو ابن أخي إبراهيم عليهما السلام آمن مع إبراهيم عليه السلام، وهاجر معه إلى أرض الشام، فبعثه الله تعالى إلى أهل (سدوم) -وهي اليوم من أراضي فلسطين المحتلة- وما حولها من القرى، يدعوهم إلى الله عز وجل، ويأمرهم بالمعروف، وينهاهم عما كانوا يرتكبونه من الفواحش، التي لم يسبقهم بها أحد من بني آدم، ودعوة لوط عليه السلام أهل سدوم كانت إلى الدين الحق وإلى طريق مستقيم، وصدَّر دعوته بالأمر بتقوى الله؛ إذ هي ملاك الأمر كله، {فاتقوا الله وأطيعون}
وهذا شأن الرسل أجمعين
وأول ما يتقي العبد ربه به هو عبادته لله ، واجتناب الشرك والأوثان، وهذه الآية وردت في سورة الشعراء وسبقها وتلاها قصص للأنبياء عليهم السلام، وكلهم قال لقومه: (أَلا تَتَّقُونَ . إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ . فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ ) ، كما قال لوط عليه السلام مما يدل على اتحاد دعوتهم ، وأنها كانت دعوة إلى التوحيد ولوازمه ونهيا عن الشرك وشُعَبه.
ولذا قال ابن كثير ـ رحمه الله ـ : "
فدعاهم إلى الله عز وجل، أن يعبدوه وحده لا شريك له، وأن يطيعوا رسولهم الذي بعثه الله إليهم، ونهاهم عن معصية الله، وارتكاب ما كانوا قد ابتدعوه في العالم، مما لم يسبقهم الخلائق إلى فعله، من إتيان الذكْران دون الإناث) انتهى من "تفسير ابن كثير " (6/ 157) .
وعدم طاعتهم لما شرعه لهم الله ، والانتهاء عن الفاحشة الصادرة منهم ، اصبحوا كافرين مشركينأنت المطالب بالدليل لأنك انت الذى تستثنى- ونحن على الاصل ان دعوة جميع الرسل مع اقوامهم المخالفين كانت بدايتها الدعوة الى عبادة الله وحده - كل رسول اول ما يقرع به اسماع قومه اعبدوا الله ما لكم من اله غيره فكيف تستثنى قوم لوط ثم تطالبنى بالدليل- والسؤال لماذا ارسل لوطا عليه السلام الى قوم سدوم وما الدين الذى كان عليه قبل ارسال لوط عليه السلام وما هو كتابهم ومن هو الرسول الذى ارسل اليهم قبل لوط كل هذه اسئلة انت المطالب بالرد عليها

السعيد شويل
2020-05-11, 07:05 PM
........
أخى ابن أمارة .. ماالذى تعنيه فى هذه الطلاسم :
..

الاختلاف هاهنا هل قوم لوط ، قبل ارسال لوط ، عبدوا غير الله فاشركوا بالله مع كونهم كانوا ياتون الفاحشة ، لذلك ارسل الله لهم لوطا
ام انهم كانوا علي التوحيد ويأتون الفاحشة فارسل الله اليهم نبيهم ،
......

فاين الدليل علي شركهم في الالوهيه بعبادة اصنام او احجار او غيرها قبل ارسال لوط لهم
...
إذا كنت تتساءل عن الدليل على كفر وشرك قوم لوط .. فأتى أنت بالدليل على إيمانهم .. ( حتى لانجعلهم من القوم المشركين )
..........

محمدعبداللطيف
2020-05-11, 07:17 PM
......

...
أخى ابن أمارة .... فأتى أنت بالدليل على إيمانهم ..
.........
نعم أرأيت ما يطالبك به الاخ السعيد شويل؟- اذا قلت الدليل ان الله لم يذكر عنهم الا الفاحشة فالجواب قد تقدم جواب ذلك - وكذلك قولك انهم قبل دعوة لوط كانوا مسلمين عصاة وبعد دعوته صاروا مكذبين - السؤال -أى المفسدتين أعظم -الموحد العاصى -ام المشرك الجاحد؟
فأتى أنت بالدليل على إيمانهم نعم الله جل وعلا قال عن ابراهيم ولوط عليها السلام-فآمن له لوط- ولم يذكر اي ايمان لقوم لوط لابراهيم عليه السلام وهذا دليل على انهم لم يؤمنوا لابراهيم عليه السلام ويصدقوه

ابن أمارة
2020-05-11, 10:31 PM
نعم فخلاصة مشاركتكما اربعة امور
الاول ان نحن الذين علينا الاتيان بالدليل علي عدم شركهم في العبادة قبل ارسال لوط لهم
الثاني اسئلة ونحن مطالبون بالرد عليها
الثالث اي المفسدتين اعظم
الرابع قول الله عز وجل فآمن له لوط
اما الامر الاول فنقول فيه هل الاصل في الناس الشرك ام التوحيد
فان قلتم ان الاصل في الناس الشرك - وهذا باطل - اذن فيلزمنا نحن الدليل علي عدم شركهم ، لاننا حينها نخالف الاصل ، وان قلتم ان الاصل في الناس التوحيد - وهو الحق - اذن فيلزمكم انتم الدليل علي شركهم قبل ارسال لوط لهم ، فمن منا علي الاصل يا اخي محمد بارك الله فيك
اما الامر الثاني فنقول فيه يكفيني ويكفيك جوابا لهذه الاسئلة ، قول الله ( ورسلا قد قصصناهم عليك من قبل ورسلا لم نقصصهم عليك )
اما الامر الثالث فنقول فيه ان الله سبحانه لا يحاسب الناس بعلمه بل يحاسبهم بأفعالهم ، والله لايسئل عما يفعل سبحانه ، وهو يأمر وينهي ولا معقب لحكمه ، فلا يقال ان النهي عن شرب الخمور كان سببا في ردة اناس عن الاسلام ، او الامر بالزكاة كان سببا في ردة اقوام ، والنبي الذي ارسل لقوم ولم يؤمن منهم احد او آمن له القليل ، لا نقول انه اقام علي قومه الحجة ورفع عنهم العذر ، بلا فائدة ، وكان عدم ارساله افضل لانهم كانوا علي فترة من الرسل ولهم العذر، فالخلاصة انه لا يقاس ويعمل بلوازم الاوامر والنواهي عند العباد علي اوامر الله ونواهيه ، فالله يأمر وينهي وعلي العباد الطاعة وتأمل في تحويل القبلة مثلا واخبار النبي صلى الله عليه وسلم بالإسراء والمعراج
وانت اذا صرت وليا في امر المسلمين ، ورأيت ان قرية من قرى المسلمين انتشر فيها الربا مثلا بتأول ، فهل فهل ستتركهم وكأنك تقرهم علي ذلك وينتشر في غيرهم هذا الفساد ، ام سترسل لهم من يذكرهم بالله وينهاهم عن الربا ، واذا ارسلت وهم امتنعوا وجحدوا ، فهل يلام عليك ، وان الافضل انك كنت تتركهم مسلمين عصاة ، وان قلت انا لا اعلم انهم سيجحدون ولكن الله يعلم ، اقول لك لذلك قلنا ان الله لا يحاسب الناس بعلمه في اول كلامنا ، بل يحاسبهم بافعالهم ، وليس لانه يعلم انهم سيجحدون ، يترك الله اوامره فيهم ونواهيه فتدبر
بل ولكان اكتفي سبحانه بالنهي عن الشرك فقط ، ولم يشرع شرائع ، واوامر ونواهي ، تثقل علي الناس وتفتنهم ، بل ويكفر ويشرك بعضهم او اكثرهم بتركها ، وهم بدونها سيظلون مسلمون
اما الامر الرابع فنقول فيه ان لوطا كما ذكرت ابن اخ ابراهيم عليه السلام ، وانت ذكرت يا اخ محمد بارك الله فيك انه آمن لابراهيم وهاجر معه ، فهو بارك الله فيك من قوم ابراهيم ، وارسل الي قرية سدوم هو وليس ابراهيم بارك الله فيك ، وقرية سدوم وقومها غير قوم ابراهيم بل وتبعد عنهم ، فكيف تستدل علينا بهذه الايه وكأن ابراهيم هو الذي ارسل لقرية سدوم وآمن له لوط وباقي قريته لم يؤمنوا ، كيف يستدل بهذه الايه علي عدم توحيد قوم لوط قبل ارسال لوط ، ايه في قوم ابراهيم تنزلها علي قوم لوط
اما الذي للحق يصح دليلا قويا ونذهب اليه والي قولكم هذا ان صح ، هو اني قد قرأت فيما قرأت ان في عهد نبي الله ابراهيم وبداية دعوته وقبل هجرته ، لم يكن هناك مؤمن علي وجه الارض الا نبي الله ابراهيم وسارة زوجته ولوط ، وانا لم احقق هذا القول ولا بحثت عن صحته ومصادره ، ولعلك تساعدني اخي محمد في هذا ، او ان نري ويأتينا دليل آخر نرتكن عليه ، فانا لايعنيني قوم لوط في شيء والله الموفق للجميع

محمدعبداللطيف
2020-05-11, 11:45 PM
نعم فخلاصة مشاركتكما اربعة امور
الاول ان نحن الذين علينا الاتيان بالدليل علي عدم شركهم في العبادة قبل ارسال لوط لهم
الثاني اسئلة ونحن مطالبون بالرد عليها
الثالث اي المفسدتين اعظم
الرابع قول الله عز وجل فآمن له لوط
اما الامر الاول فنقول فيه هل الاصل في الناس الشرك ام التوحيد
فان قلتم ان الاصل في الناس الشرك - وهذا باطل - اذن فيلزمنا نحن الدليل علي عدم شركهم ، لاننا حينها نخالف الاصل ، وان قلتم ان الاصل في الناس التوحيد - وهو الحق - اذن فيلزمكم انتم الدليل علي شركهم قبل ارسال لوط لهم ، فمن منا علي الاصل يا اخي محمد بارك الله فيك
اما الامر الثاني فنقول فيه يكفيني ويكفيك جوابا لهذه الاسئلة ، قول الله ( ورسلا قد قصصناهم عليك من قبل ورسلا لم نقصصهم عليك )
اما الامر الثالث فنقول فيه ان الله سبحانه لا يحاسب الناس بعلمه بل يحاسبهم بأفعالهم ، والله لايسئل عما يفعل سبحانه ، وهو يأمر وينهي ولا معقب لحكمه ، فلا يقال ان النهي عن شرب الخمور كان سببا في ردة اناس عن الاسلام ، او الامر بالزكاة كان سببا في ردة اقوام ، والنبي الذي ارسل لقوم ولم يؤمن منهم احد او آمن له القليل ، لا نقول انه اقام علي قومه الحجة ورفع عنهم العذر ، بلا فائدة ، وكان عدم ارساله افضل لانهم كانوا علي فترة من الرسل ولهم العذر، فالخلاصة انه لا يقاس ويعمل بلوازم الاوامر والنواهي عند العباد علي اوامر الله ونواهيه ، فالله يأمر وينهي وعلي العباد الطاعة وتأمل في تحويل القبلة مثلا واخبار النبي صلى الله عليه وسلم بالإسراء والمعراج
اما الامر الرابع فنقول فيه ان لوطا كما ذكرت ابن اخ ابراهيم عليه السلام ، وانت ذكرت يا اخ محمد بارك الله فيك انه آمن لابراهيم وهاجر معه ، فهو بارك الله فيك من قوم ابراهيم ، وارسل الي قرية سدوم هو وليس ابراهيم بارك الله فيك ، وقرية سدوم وقومها غير قوم ابراهيم بل وتبعد عنهم ، فكيف تستدل علينا بهذه الايه وكأن ابراهيم هو الذي ارسل لقرية سدوم وآمن له لوط وباقي قريته لم يؤمنوا ، كيف يستدل بهذه الايه علي عدم توحيد قوم لوط قبل ارسال لوط ، ايه في قوم ابراهيم تنزلها علي قوم لوط
اما الذي للحق يصح دليلا قويا ونذهب اليه والي قولكم هذا ان صح ، هو اني قد قرأت فيما قرأت ان في عهد نبي الله ابراهيم وبداية دعوته وقبل هجرته ، لم يكن هناك مؤمن علي وجه الارض الا نبي الله ابراهيم وسارة زوجته ولوط ، وانا لم احقق هذا القول ولا بحثت عن صحته ومصادره ، ولعلك تساعدني اخي محمد في هذا ، او ان نري ويأتينا دليل آخر نرتكن عليه ، فانا لايعنيني قوم لوط في شيء والله الموفق للجميع سأوضح لك هذه المسألة
الاصل فى الناس فى البداية فى عهد آدم عليه السلام التوحيد والدليل كان الناس امة واحدة فاختلفوا - فنسى العلم وحدث الشرك وصار الناس امة واحدة فى الشرك - يعنى الاصل فى الناس الشرك - فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ - أّعَلِمْتَ اخى ابن امارة متى كان الاصل فى الناس التوحيد والاصل فى الناس الشرك-فى البداية فى زمن ادم كان الاصل التوحيد وقبل دعوة نوح ومحمد صلى الله عليه وسلم كانت الجاهلية كما فى حديث بعث النار - عن عمران بن الحسين - : إنه لم يكن نبي قط إلا كانت قبله جاهلية فيؤخذ العدد من الجاهلية - هل يمكن هنا ان نقول ان الناس قبل دعوة الانبياء الاصل فيهم الاسلام - فَلِمَ إذا بعث الله الرسل اذا كان الناس الاصل فيهم التوحيد؟--- الوظيفةَ الأولى للرسل هي إخراجُ النَّاس من الظُّلمات إلى النُّور، من ظلمات الجهل والشرك إلى نور العلم والتوحيد، “الر ۚ كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَىٰ صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ، واكتفى بهذا لانه جواب على الامور الاربعة التى ذكرتها -
والخوض فى مسألة هل الاصل فى الناس االكفر او الاسلام --الكثير يخوض فيها يخوض بغير علم لان استصحاب الاصل راجع لحال الناس ووجود التوحيد فى الناس او عدمه كما فى الجاهليات التى سبقت دعوة الرسل- وبعد خروج الناس من ظلمات الشرك الى نور التوحيد يكون الاصل التوحيد - اما الجاهلية العامة المطلقة فلا جاهلية عامة بعد مبعث النبى صلى الله عليه وسلم ولكن تكون فى دار دون دار وفى ناحية دون اخرى وفى شحص دون شخص-- وكلامك هذا اخى ابن امارة يدل على انك متأثر كثيرا بالفكر القطبى الذى يقول ان الاصل فى الناس اليوم فى الديار التى غلب على اهلها الشرك وطبق الشرك على اكثر الناس - ان الاصل فيهم الاسلام-- والرد بسيط جدا - انظر سيرة الصحابة فى حروب الردة تجد ما يبين لك حقيقة دين الانبياء وسيرتهم مع المخالفين لدعوة الرسل

السعيد شويل
2020-05-11, 11:55 PM
........
{ كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ الْمُرْسَلِينَ }
{ كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ بِالنُّذُرِ }
......
{ كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ }
{ كَذَّبَتْ عَادٌ الْمُرْسَلِينَ }
{ كَذَّبَ أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ }
.............................. .......
ماذا يعنى التكذيب ..
.............................. ......

السعيد شويل
2020-05-12, 12:10 AM
..........
أخى محمد .. لاتعالج الخطأ بخطأ ..
الأصل فى الناس التوحيد .. منذ سيدنا آدم عليه السلام . وإلى أن تقوم الساعة ..
{ وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ .. أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ .. قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا }
.....
تلك هى الفطرة التى فطر الله الناس عليها . ولقد كان الرسل عليهم السلام يذكرونهم بهذه الفطرة التى شهدوا بها ..
{ فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا .. لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى }
{ لِتُنذِرَ قَوْمًا مَّا أَتَاهُم مِّن نَّذِيرٍ مِّن قَبْلِكَ .. لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ }
{ وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ .. لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ }
..........

أبو البراء محمد علاوة
2020-05-12, 12:26 AM
مما جاء في موقع الدرر السنية:

المبحث الثاني: هل الأصل في الإنسان التوحيد أم الشرك؟



هذا السؤال يتطلب جوابه أن نرجع إلى أصل الإنسان، فالذين يقولون:
إن أصل الإنسان أنهم خلقوا من نفس واحدة، كما قال تعالى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا [النساء: 1]
قالوا: إنهم خلقوا من آدم، وعليه اتفاق جميع الأديان السماوية، وعليه اتفقت كلمة أصحاب الملل -اليهود والنصارى والمسلمون - إلا من شذ منهم واتبع الملاحدة في أقوالهم، وآرائهم، فجميع أصحاب الأديان السماوية يقولون إن الأصل في الإنسان هو التوحيد، والشرك طارئ عليهم.
ويستدل عليه من وجوه:
أولاً: أن الإنسان الأول هو آدم عليه السلام كان نبياً يعبد الله وحده لا شريك له،وعلم أبناءه التوحيد؛ حيث سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن آدم: أنبي هو؟ قال: ((نعم، نبي مكلم خلقه الله بيده ثم نفخ فيه روحه...)) (
1) ثم وقع بنو آدم في الشرك بعده بأزمان – وهذا يقر ويقول به كل من يؤمن بأن الله هو الخالق، وكل من يؤمن بالأديان السماوية الثلاث؛ الإسلامية والنصرانية واليهودية، إلا من تابع قول الملحدين منهم.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمة الله- (ولم يكن الشرك أصلاً في الآدميين، بل كان آدم ومن كان على دينه من بنيه على التوحيد لله، لا تباعهم النبوة... فإن آدم أمرهم بما أمره الله به، حيث قال له: قُلْنَا اهْبِطُواْ مِنْهَا جَمِيعاً فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ وَالَّذِينَ كَفَرواْ وَكَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ [البقرة:38-39]
فهذا الكلام الذي خاطب الله به آدم وغيره لما أهبطهم قد تضمن أنه أوجب عليهم اتباع هداه المنزل)
ثانياً: بين الله سبحانه أن البشرية كانت في أول أمرها على التوحيد، ثم طرأ عليها الشرك وتعدد الآلهة، لقوله تعالى كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلاَّ الَّذِينَ أُوتُوهُ مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ [البقرة: 213]
وجمهور المفسرين يقولون بأن الناس كانوا أمة واحدة على الهدى والتوحيد، فظهر فيهم الشرك عن طريق تعظيم الموتى، فبعث الله إليهم رسله ليردوهم إلى التوحيد.
قال الطبري: (وأولى التأويلات في هذه الآية بالصواب أن يقال: إن الله عز وجل أخبر عباده أن الناس كانوا أمة واحدة على دين واحد وملة واحدة، وقد يجوز أن يكون ذلك الوقت الذي كانوا فيه أمة واحدة في عهد آدم إلى عهد نوح - عليهما السلام - كما روى عكرمة عن ابن عباس (2) ، وكما قاله قتادة) ويؤيده ما جاء في قراءة أبي بن كعب، وعبد الله بن مسعود رضي الله عنهما (كان الناس أمة واحدة فاختلفوا فبعث الله النبيين...) كما يؤيده قوله تعالى: (وَمَا كَانَ النَّاسُ إِلاَّ أُمَّةً وَاحِدَةً فَاخْتَلَفُواْ [يونس: 19]) (3)
وهو الذي رجحه ابن كثير معللاً بقوله: (لأن الناس كانوا على ملة آدم حتى عبدوا الأصنام – فبعث الله إليهم نوحاً-عليه السلام – فكان أول رسول بعثه الله إلى أهل الأرض)، ويقول: (ثم أخبر الله تعالى أن هذا الشرك حادث في الناس كائن بعد أن لم يكن ،وأن الناس كلهم كانوا على دين واحد وهو الإسلام) (4)
ثالثاً: أخبر الله سبحانه وتعالى في كتابه أن الفطرة التي فطرت عليها البشرية كلها هي فطرة الإسلام التي هي التوحيد الخالص، قال تعالى: فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ [الروم: 30]
وقال تعالى: وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ [الأعراف: 172]
فهاتان الآيتان تبينان أن العباد كلهم مفطورون على التوحيد وأنه الأصل في بني آدم ،وقد فسر مجاهد الفطرة بأنها الإسلام.
رابعاً: بيّن الله في كتابه: أن التوحيد هو أصل دعوة الرسل وإليه دعوا أقوامهم، قال تعالى: شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاء وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ [الشورى: 13]
وقال تعالى: وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ [النحل:36]
وقال تعالىوَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رُّسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِن دُونِ الرَّحْمَنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ [الزخرف: 45]
وكل رسول افتتح دعوته لأمته بالدعوة إلى عبادة الله، فقال اعْبُدُواْ اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ [الأعراف:59]
قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله-: (إن الناس كانوا بعد آدم عليه السلام وقبل نوح عليه السلام على التوحيد والإخلاص كما كان أبوهم آدم أبو البشر عليه السلام ، حتى ابتدعوا الشرك وعبادة الأوثان بدعة من تلقاء أنفسهم لم ينزل الله بها كتاباً ولا أرسل بها رسولاً، بشبهات زينها الشيطان من جهة المقاييس الفاسدة والفلسفة الحائدة، قوم منهم زعموا أن التماثيل طلاسم الكواكب السماوية والدرجات الفلكية والأرواح العلوية ، وقوم اتخذوها على صورة من كان فيهم من الأنبياء والصالحين، وقوم جعلوها لأجل الأرواح السفلية من الجن والشياطين، وقوم على مذاهب أخرى، فابتعث الله نبيه نوحاً عليه السلام يدعوهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له وينهاهم عن عبادة ما سواه... وجاءت الرسل بعده تترى، إلى أن عم الأرض دين الصابئة والمشركين كما كانت النماردة والفراعنة، فبعث الله تعالى إليهم إمام الحنفاء وأساس الملة الخالصة والكلمة الباقية إبراهيم خليل الرحمن فدعا الخلق من الشرك إلى الإخلاص ونهاهم عن عبادة الكواكب والأصنام... فجعل الأنبياء والمرسلين من أهل بيته.. وبعث بعده أنبياء من بني إسرائيل... ثم بعث الله المسيح بن مريم...) (5
) وقد قال قتادة: (ذكر لنا أنه كان بين آدم ونوح- عليهما السلام- عشرة قرون كلهم على الهدى وعلى شريعة من الحق، ثم اختلفوا بعد ذلك، فبعث الله عز وجل نوحاً وكان أول رسول بعثه الله إلى أهل الأرض) (6) .
سادسًا: ما رواه عياض بن حمار: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه عز وجل قال: ((إني خلقت عبادي حنفاء كلهم، فاجتالتهم الشياطين وحرمت عليهم ما أحللت، وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطاناً)) (7)
سابعاً: ما رواه أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلي عليه وسلم: ((ما من مولود إلا يولد على الفطرة فأبواه يهودانه وينصرانه ويمجسانه كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء، هل تحسون فيها من جدعاء؟ ثم يقول أبو هريرة: اقرؤوا إن شئتم: فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا [الروم: 30])) (8)
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الحديث: (فالصواب أنها فطرة الإسلام وهي الفطرة التي فطرهم عليها يوم قال: أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا[ الأعراف: 172]
وهي السلامة من الاعتقادات الباطلة والقبول للعقائد الصحيحة... وقد ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل ذلك فقال: ((كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء هل تحسون فيها من جدعاء؟)) (9)
بين أن سلامة القلب من النقص كسلامة البدن، وأن العيب حادث طارئ) (10)
وقال ابن القيم: (فجمع عليه الصلاة والسلام بين الأمرين، تغيير الفطرة بالتهويد والتنصير، وتغيير الخلقة بالجدع، وهما الأمران اللذان أخبر إبليس أنه لابد أن يغيرهما، فغير فطرة الله بالكفر وهو تغيير الخلقة التي خلقوا عليها،وغير الصورة بالجدع والبتك، فغير الفطرة إلى الشرك، والخلقة إلى البتك والقطع، فهذا تغيير خلقة الروح، وهذا تغيير خلقة الصورة) (11) ويقول كذلك: (فالقلوب مفطورة على حب إلهها وفاطرها وتأليهه ،فصرف ذلك التأله والمحبة إلى غيره تغيير للفطرة) (12) .
ومن هذا يتبين لنا أن الشرك لم يكن أصلاً في بني آدم، بل كان آدم ومن جاء بعده من ذريته على التوحيد إلى أن وقع الشرك.
فإن هذه الأدلة تنص على أن بني آدم عبدوا الله فترة من الزمن، وهي عشرة قرون كما يذكره ابن عباس - رضي الله عنهما- (13) ثم انحرف من انحرف عن هذا المنهج القويم، فبعث الله إليهم الرسل ليردوهم إلى التوحيد.
وهناك رواية أخرى تبين لنا كيف بدأ وقوع بني آدم في الشرك ،فقد أخرج البخاري بسنده عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أنه قال في معنى قول الله عز وجل: وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا [نوح: 23]
قال: ((هذه أسماء رجال صالحين من قوم نوح، فلما هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم أن انصبوا إلى مجالسهم التي كانوا يجلسون إليها أنصاباً وسموها بأسمائهم، ففعلوا، فلم تعبد ،حتى إذا هلك أولئك ونسي العلم عبدت)) (14)
فهذا كان مبدأ وقوع بني آدم في الشرك وانحرافهم عن توحيد الله عز وجل. (15)
<span style="font-family:arabic typesetting;"><font size="5">
https://dorar.net/aqadia/1475/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A8%D8%AD %D8%AB-%D8%A7%D9%84%D8%AB%D8%A7%D9%86 %D9%8A:-%D9%87%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B5%D9%84-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%86%D8%B3 %D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%88%D8%AD %D9%8A%D8%AF-%D8%A3%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%83 %D8%9F

أبو البراء محمد علاوة
2020-05-12, 12:45 AM
عذاب قوم لوط ومعنى قوله تعالى (وماهي من الظالمين ببعيد)

السؤال

كيف كان هلاك قوم لوط؟ وهل فعلا سيدنا جبريل عليه السلام رفع القرى؟ وهل هذه القصة حقيقية اْم من الإسرائيليات؟ حيث قرأت أن الهلاك كان بالزلازل ,الحمم البركانية، وما معنى: وما هي من الظالمين ببعيد؟ وهل المقصود بالاْمراض الجنسية اْم الحجارة؟ وهل من شروط تحقيق هذا الوعيد أن يكون هناك اْناس مثلهم في الكفر والفعل والمنكر وقطع الطريق والفاحشه؟ فزوجة سيدنا لوط كانت كافرة ولم تكن تفعل الفاحشة والنساء كن يفعلن السحاق الذي هو أقل من اللواط وقد أصابهم كلهم نفس العذاب؟.


الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد ورد في السنة النبوية في أمر تعذيب قوم لوط أن جبريل ضربهم بجناحه، فطمس أعينهم، وأذهب بصرها، فقد روى الحاكم في كتابه المستدرك على الصحيحين بإسناده عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ـ وَعَنْ مُرَّةَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، وَعَنْ أُنَاسٍ، مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرْفُوعًا قَالَ: لَمَّا خَرَجَتِ الْمَلَائِكَةُ مِنْ عِنْدِ إِبْرَاهِيمَ نَحْوَ قَرْيَةِ لُوطٍ وَأَتَوْهَا نِصْفَ النَّهَارِ، فَلَمَّا بَلَغُوا نَهَرَ سَدُومٍ لَقَوُا ابْنَةَ لُوطٍ تَسْتَقِي مِنَ الْمَاءِ لِأَهْلِهَا ـ وَكَانَ لَهُ ابْنَتَانِ ـ فَقَالُوا لَهَا: يَا جَارِيَةُ، هَلْ مِنْ مَنْزِلٍ؟ قَالَتْ: نَعَمْ، مَكَانَكُمْ لَا تَدْخُلُوا حَتَّى آتِيَكُمْ فَأَتَتْ أَبَاهَا، فَقَالَتْ: يَا أَبَتَاهُ أَدْرِكْ فِتْيَانًا عَلَى بَابِ الْمَدِينَةِ مَا رَأَيْتُ وُجُوهَ قَوْمٍ هِيَ أَحْسَنُ مِنْهُمْ لَا يَأْخُذُهُمْ قَوْمُكَ فَيَفْضَحُوهُمْ ، وَقَدْ كَانَ قَوْمُهُ نَهَوْهُ أَنْ يُضِيفَ رَجُلًا حَتَّى قَالُوا: حَلَّ عَلَيْنَا فَلْيُضَيِّفِ الرِّجَالَ فَجَاءَهُمْ وَلَمْ يُعْلِمْ أَحَدًا إِلَّا بَيْتَ أَهْلِ لُوطٍ، فَخَرَجَتِ امْرَأَتُهُ فَأَخْبَرَتْ قَوْمَهُ، قَالَتْ: إِنَّ فِي بَيْتِ لُوطٍ رِجَالًا مَا رَأَيْتُ مِثْلَ وُجُوهِهِمْ قَطُّ، فَجَاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ، فَلَمَّا أَتَوْهُ قَالَ لَهُمْ لُوطٌ: يَا قَوْمِ اتَّقُوا اللَّهَ وَلَا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رُشَيْدٌ هَؤُلَاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهُرُ لَكُمْ ـ مِمَّا تُرِيدُونَ، قَالُوا لَهُ: أَوَ لَمْ نَنْهَكَ إِنْ تُضَيِّفَ الرِّجَالَ قَدْ عَلِمْتَ أَنَّ مَا لَنَا فِي بَنَاتِكَ مِنْ حَقٍّ، وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ مَا نُرِيدُ، فَلَمَّا لَمْ يَقْبَلُوا مِنْهُ مَا عَرَضَهُ عَلَيْهِمْ، قَالَ: لَوْ أَنَّ لِيَ بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ ـ يَقُولُ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ: لَوْ أَنَّ لِي أَنْصَارًا يَنْصُرُونِي عَلَيْكُمْ أَوْ عَشِيرَةً تَمْنَعُنِي مِنْكُمْ لَحَالَتْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ مَا جِئْتُمْ تُرِيدُونَهُ مِنْ أَضْيَافِي، وَلَمَّا قَالَ لُوطٌ: لَوْ أَنَّ لِيَ بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ بَسَطَ حِينَئِذٍ جِبْرِيلُ جَنَاحَيْهِ فَفَقَأَ أَعْيُنَهُمْ وَخَرَجُوا يَدُوسُ بَعْضُهُمْ فِي آثَارِ بَعْضٍ عُمْيَانًا، يَقُولُونَ: النَّجَا النَّجَا، فَإِنَّ فِي بَيْتِ لُوطٍ أَسْحَرَ قَوْمٍ فِي الْأَرْضِ فَذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: وَلَقَدْ رَاوَدُوهُ عَنْ ضَيْفِهِ فَطَمَسْنَا أَعْيُنَهُمْ { القمر: 37} وَقَالُوا: يَا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ، فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطِعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتُكَ ـ فَاتَّبِعْ آثَارَ أَهْلِكَ، يَقُولُ: وَامْضُوا حَيْثُ تُؤْمَرُونَ ـ فَأَخْرَجَهُمُ اللَّهُ إِلَى الشَّامِ وَقَالَ لُوطٌ: أَهْلِكُوهُمُ السَّاعَةَ فَقَالُوا: إِنَّا لَمْ نُؤْمَرْ إِلَّا بِالصُّبْحِ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ، فَلَمَّا أَنْ كَانَ السَّحَرُ خَرَجَ لُوطٌ وَأَهْلُهُ عَدَا امْرَأَتِهِ، فَذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: إِلَّا آلَ لُوطٍ نَجَّيْنَاهُمْ بِسَحَرٍ {القمر: 34
ـ هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ وقال الذهبي في كتابه التلخيص: على شرط مسلم. اهـ.
وأما تعذيب الله تعالى قوم لوط عن طريق جبريل على نبينا وعليه الصلاة والسلام حيث قَلَبَ مدائنهم بطرف جناحه، حتى صار عاليها سافلها، فلم نجده من كلام النبي صلى الله عليه وسلم، وذلك بعد البحث والتنقيب فيما بين أيدينا من دواوين السنة النبوية المشهورة، وإنما وجدناه من كلام بعض التابعين، ولا نعلم إن كان مستندهم الإسرائيليات أو غيرها، ومن ذلك ما ذكره ابن كثير في تفسيره عن مجاهد أنه قال: أَخَذَ جبريلُ قَوْمَ لُوطٍ مِنْ سَرْحهم وَدُورِهِمْ، حَمَلَهُمْ بِمَوَاشِيهِمْ وَأَمْتِعَتِهِم ْ، وَرَفَعَهُمْ حَتَّى سَمِعَ أَهْلُ السَّمَاءِ نُباح كِلَابِهِمْ ثُمَّ أَكْفَأَهُمْ، وَقَالَ وَكَانَ حَمَلَهُمْ عَلَى خَوَافِي جَنَاحِهِ الْأَيْمَنِ. اهـ.
ولم يورد حديثاً يشهد لهذا، وكذلك روى أبو الشيخ الأصبهاني في كتابه العظمة بإسناده عَنْ قَتَادَةَ ـ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى ـ قَالَ: كَانَتْ مَدَائِنُ قَوْمِ لُوطٍ ثَلَاثَةَ آلَافِ أَلْفٍ بِالسَّهْلِ بِبَطْنِ الْغَوْرِ، وَالرَّابِعَةُ عَلَى الظَّاهِرِ مِنَ الشَّرَاةِ، فِيهَا أَرْبَعَةُ آلَافِ أَلْفِ إِنْسَانٍ، قَالَ قَتَادَةُ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى: وَبَلَغَنَا أَنَّ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ كَثِيرًا مَا يَشْتَرِفُ عَلَى مَدَائِنِ قَوْمِ لُوطٍ بِسَدُومَ، فَيَقُولُ: أَيُّ يَوْمٍ لَكِ؟ قَالَ قَتَادَةُ: بُعِثَ جِبْرِيلُ فَانْتَسَفَهَا مِنْ أُصُولِهَا مِنَ الْعُرْوَةِ السُّفْلَى بِجَنَاحِهِ، حَتَّى سَمِعَ أَهْلُ السَّمَاءِ أَصْوَاتَ الدُّيُوكِ، وَضُغَاءَ الْكِلَابِ، ثُمَّ أَهْوَى بِهَا إِلَى الْأَرْضِ، وَصَارَ أَسْفَلُهَا أَعْلَاهَا، وَجَرْجَمَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ، وَأَتْبَعَ شُذَّاذَ الْقَوْمِ صَخْرًا مَنْضُودًا. اهـ.
وقال ابن جرير الطبري في تفسيره: قَوْلُهُ: وَالْمُؤْتَفِكَ ةَ أَهْوَى {النجم: 53} يَقُولُ تَعَالَى: وَالْمَخْسُوفَ بِهَا، الَمْقَلْوُبَ أَعْلَاهَا أَسْفَلَهَا، وَهِيَ قَرْيَةُ سَدُومَ قَوْمُ لُوطٍ، أَهْوَى اللَّهُ، فَأَمَرَ جِبْرِيلَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَرَفَعَهَا مِنَ الْأَرْضِ السَّابِعَةِ بِجَنَاحِهِ، ثُمَّ أَهْوَاهَا مَقْلُوبَةً، وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ. اهـ.
وبعد أن ذكر الشوكاني في تفسيره الأثر الآنف ذكره عن مجاهد قال: وَقَدْ ذَكَرَ الْمُفَسِّرُونَ رِوَايَاتٍ وَقَصَصًا فِي كَيْفِيَّةِ هَلَاكِ قَوْمِ لُوطٍ طَوِيلَةً مُتَخَالِفَةً، وَلَيْسَ فِي ذِكْرِهَا فَائِدَةٌ، لَا سِيَّمَا وَبَيْنَ مَنْ قَالَ بِشَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ وَبَيْنَ هَلَاكِ قَوْمِ لُوطٍ دَهْرٌ طَوِيلٌ لَا يَتَيَسَّرُ لَهُ فِي مِثْلِهِ إِسْنَادٌ صَحِيحٌ، وَغَالِبُ ذَلِكَ مَأْخُوذٌ عَنْ أَهْلِ الْكِتَابِ، وَحَالُهُمْ فِي الرِّوَايَةِ مَعْرُوفٌ، وَقَدْ أُمِرْنَا بِأَنَّا لَا نُصَدِّقُهُمْ وَلَا نُكَذِّبُهُمْ. اهـ.
وبالنسبة للمراد من قوله تعالى: وَما هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ ـ قال ابن جُزيٍّ في تفسيره التسهيل لعلوم التنزيل: وَما هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ ـ الضمير للحجارة، والمراد بالظالمين: كفار قريش، فهذا تهديد لهم، أي ليس الرمي بالحجارة ببعيد منهم لأجل كفرهم، وقيل: الضمير للمدائن ـ أي قرى قوم لوط ـ فالمعنى: ليست ببعيدة منهم، أفلا يعتبرون بها، كقوله: وَلَقَدْ أَتَوْا عَلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي أُمْطِرَتْ مَطَرَ السَّوْءِ {الفرقان: 40} وقيل: إن الظالمين على العموم. اهـ.
وقال الشنقيطي في كتابه: أضواء البيان: قَوْلُهُ تَعَالَى: وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ ـ فِي هَذِهِ الْآيَةِ الْكَرِيمَةِ ثَلَاثَةُ أَوْجُهٍ مِنَ التَّفْسِيرِ لِلْعُلَمَاءِ: اثْنَانِ مِنْهَا كِلَاهُمَا يَشْهَدُ لَهُ الْقُرْآنُ، وَوَاحِدٌ يَظْهَرُ أَنَّهُ ضَعِيفٌ...
أَمَّا الْوَجْهَانِ اللَّذَانِ يَشْهَدُ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا قُرْآنٌ: فَالْأَوَّلُ مِنْهُمَا: أَنَّ دِيَارَ قَوْمِ لُوطٍ لَيْسَتْ بِبَعِيدَةٍ مِنَ الْكُفَّارِ الْمُكَذِّبِينَ لِنَبِيِّنَا، فَكَانَ عَلَيْهِمْ أَنْ يَعْتَبِرُوا بِمَا وَقَعَ لِأَهْلِهَا إِذَا مَرُّوا عَلَيْهَا فِي أَسْفَارِهِمْ إِلَى الشَّامِ، وَيَخَافُوا أَنْ يُوقِعَ اللَّهُ بِهِمْ بِسَبَبِ تَكْذِيبِ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَ مَا وَقَعَ مِنَ الْعَذَابِ بِأُولَئِكَ بِسَبَبِ تَكْذِيبِهِمْ لُوطًا عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، وَالْآيَاتُ الدَّالَّةُ عَلَى هَذَا كَثِيرَةٌ جِدًّا كَقَوْلِهِ: وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُصْبِحِينَ وَبِاللَّيْلِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ـ وَقَوْلِهِ: وَإِنَّهَا لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ ـ وَقَوْلِهِ: وَتَرَكْنَا فِيهَا آيَةً لِلَّذِينَ يَخَافُونَ الْعَذَابَ الْأَلِيمَ ـ وَقَوْلِهِ: وَلَقَدْ تَرَكْنَا مِنْهَا آيَةً بَيِّنَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ـ إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الْآيَاتِ، وَعَلَى هَذَا الْقَوْلِ فَالضَّمِيرُ فِي قَوْلِهِ: وَمَا هِيَ ـ رَاجِعٌ إِلَى دِيَارِ قَوْمِ لُوطٍ الْمَفْهُومَةِ مِنَ الْمَقَامِ.
الْوَجْهُ الثَّانِي أَنَّ الْمَعْنَى: وَمَا تِلْكَ الْحِجَارَةُ الَّتِي أُمْطِرَتْ عَلَى قَوْمِ لُوطٍ بِبَعِيدٍ مِنَ الظَّالِمِينَ لِلْفَاعِلِينَ مِثْلَ فِعْلِهِمْ، فَهُوَ تَهْدِيدٌ لِمُشْرِكِي الْعَرَبِ كَالَّذِي قَبْلَهُ، وَمِنَ الْآيَاتِ الدَّالَّةِ عَلَى هَذَا الْوَجْهِ قَوْلُهُ تَعَالَى: أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكَافِرِين َ أَمْثَالُهَا ـ فَإِنَّ قَوْلَهُ: وَلِلْكَافِرِين َ أَمْثَالُهَا ـ ظَاهِرٌ جَدًّا فِي ذَلِكَ، وَالْآيَاتُ بِنَحْوِ ذَلِكَ كَثِيرَةٌ. اهـ.
وعلى كلا المعنيين، فلا يشترط ـ والعلم عند الله ـ اجتماع جميع الخصال التي كان يفعلها قوم لوط في تحقيق الوعيد، فإن قريشًا ومشركي العرب مع تكذيبهم للنبي صلى الله عليه وسلم لم يجتمع فيهم تلك الخصال أجمعين، ومع ذلك توعدهم الله بأن يصنع فيهم صنيعه في قوم لوط.
وأما الزعم بأن نساء قوم لوط كُن يفعلن فاحشة السحاق، فإنه يحتاج إلى دليل ناهض، فإن القرآن أخبرنا بما كان يفعله رجال قوم لوط ولم يخبرنا بما كان يفعله نساؤهم، وعلى كل حال قد شمل العذاب قوم لوط أجمعين، رجالاً ونساءً، ولو لم يفعل النساء ما فعله رجالهم، فقد كان الجميع كافرين مكذبين للوط عليه السلام، فاستحقوا العذاب، ولا يظلم ربك أحدًا، قال تعالى: كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ الْمُرْسَلِينَ {الشعراء:160}.
ومما يستدل به على أن الكفر بتكذيب الرسول كافٍ في إيقاع العقوبة التي أصابت قوم لوطٍ، ما تقدم ذكره من أن الله تعالى توعَّد قريشًا لما كذبوا نبينا عليه الصلاة والسلام بأن يصيبهم ما أصاب قوم لوط.
والله أعلم.

https://www.islamweb.net/ar/fatwa/259972/%D8%B9%D8%B0%D8%A7%D8%A8-%D9%82%D9%88%D9%85-%D9%84%D9%88%D8%B7-%D9%88%D9%85%D8%B9%D9%86%D9%89-%D9%82%D9%88%D9%84%D9%87-%D8%AA%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%89-%D9%88%D9%85%D8%A7%D9%87%D9%8A-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B8%D8%A7%D9%84 %D9%85%D9%8A%D9%86-%D8%A8%D8%A8%D8%B9%D9%8A%D8%AF[/

محمدعبداللطيف
2020-05-12, 01:12 AM
..........
أخى محمد .. لاتعالج الخطأ بخطأ ..
الأصل فى الناس التوحيد .. منذ سيدنا آدم عليه السلام . وإلى أن تقوم الساعة ..

{ وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ .. أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ .. قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا } انا لا اعالج الخطأ بالخطأ وانما انقاش الدليل بالدليل والبرهان

الأصل فى الناس التوحيد .. منذ سيدنا آدم عليه السلام . وإلى أن تقوم الساعة ..

{ وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ .. أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ .. قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا } هنا ثلاثة امور يجب الفصل بينها حتى تتضح المسألة
الاولى - الاصل فى الناس من جهة الخِلْقَة- انهم ولدوا على الاسلام- كما فى الحديث كل مولود يولد على الفطرة
الثانية والثالثة - الاصل فى الناس من جهة الدين
1- فى البداية فى زمن آدم وزريته كان الناس على التوحيد ودين ابيهم آدم
2- فى الازمنة والفترات التى تسبق دعوة الرسل فكما نقل الاخ الفاضل -ابو البراء - عن شيخ الاسلام
قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله-: (إن الناس كانوا بعد آدم عليه السلام وقبل نوح عليه السلام على التوحيد والإخلاص كما كان أبوهم آدم أبو البشر عليه السلام ، حتى ابتدعوا الشرك وعبادة الأوثان بدعة من تلقاء أنفسهم لم ينزل الله بها كتاباً ولا أرسل بها رسولاً، بشبهات زينها الشيطان من جهة المقاييس الفاسدة والفلسفة الحائدة، قوم منهم زعموا أن التماثيل طلاسم الكواكب السماوية والدرجات الفلكية والأرواح العلوية ، وقوم اتخذوها على صورة من كان فيهم من الأنبياء والصالحين، وقوم جعلوها لأجل الأرواح السفلية من الجن والشياطين، وقوم على مذاهب أخرى، فابتعث الله نبيه نوحاً عليه السلام يدعوهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له وينهاهم عن عبادة ما سواه... وجاءت الرسل بعده تترى، إلى أن عم الأرض دين الصابئة والمشركين كما كانت النماردة والفراعنة، فبعث الله تعالى إليهم إمام الحنفاء وأساس الملة الخالصة والكلمة الباقية إبراهيم خليل الرحمن فدعا الخلق من الشرك إلى الإخلاص ونهاهم عن عبادة الكواكب والأصنام... فجعل الأنبياء والمرسلين من أهل بيته.. وبعث بعده أنبياء من بني إسرائيل... ثم بعث الله المسيح بن مريم...

الخلاصة
انه يجب الفصل بين دين الناس قبل دعوة الرسل وبعد ان يعم الارض الشرك ويتأصل فى نفوس الناس فيشب عليه الصغير ويهرم عليه الكبير هل يمكن فى هذه الحال ان يقال الاصل الاسلام والكفر طارئ لابد من فهم كلام اهل العلم جيدا والتفريق بين الكفر الطارئ والكفر الاصلى وتعريف كل منهما وكذلك لابد من معرفة الفرق بين حال الناس قبل دعوة الرسل وبعد دعوة الرسل وقبول الناس لدعوة التوحيد-اما اطلاق القول بان الاصل فى الناس الاسلام بدون تفصيل فهذا هو الذى بسببه تَخَبَّط الكثير فى الاحكام واختلفت الافهام
الأصل فى الناس التوحيد .. منذ سيدنا آدم عليه السلام . وإلى أن تقوم الساعة ..
إذا لا يوجد كافر على وجه الارض الى ان تقوم الساعة هذا ما فهمته من كلامك-- الا اذا كنت تقصد اصل الخلقة انهم ولدوا على الفطرة فهذا امر آخر

السعيد شويل
2020-05-12, 03:20 AM
........

الا اذا كنت تقصد اصل الخلقة انهم ولدوا على الفطرة فهذا امر آخر
بارك الله فيكم
فقد قال سبحانه : { ... مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ ... }
.......................
وأما عن عذاب قوم لوط :
{ فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ }
{فَلَمَّا جَاء أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ مَّنضُودٍ مُّسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ }
..............

ابن أمارة
2020-05-12, 12:49 PM
اخي محمد بن عبد اللطيف بارك الله فيك
اما قولك ( وكلامك هذا اخي ابن امارة يدل علي انك متأثر كتيرا بالفكر القطبي ) فهلا اخرجتها مخرج السؤال اخي الكريم فتقول ( فهل انت متأثر بالفكر القطبي ) فتهرب من الرجم بالغيب والقول بالظنون ، وتكون ابلغ في الكلام واحسن ما يكون ، واحري الا يرمي الناس بما ليس فيهم ، ( وقل لعبادي يقولوا التي هي احسن ان الشيطان ينزغ بينهم ) ، وانت الحليم بارك الله فيك ، وما اعلمه عنك ومن مشاركاتك الحكمة والتأني ، وقد سبقتنا عائشة رضي الله عنها بهذا ، فقالت للمرأة السائلة، أحرورية انت ؟
وما عندي من علم علي عكس هذا ، اي ان القطبيين يقولون ان الاصل في الناس الشرك ، او لعلي مخطئ
اما قولك ( ونسي العلم وحدث الشرك وصار الناس امة واحدة فى الشرك - يعنى الاصل فى الناس الشرك ) فهذا نري خطأه اخي الكريم ، فإذا كان الاصل في الناس الشرك ، فهذا معناه ان الانسان يولد ويخرج من بطن امه مشركا ، واذا علم وثبت عكس ذلك ، اذن فالاصل في الناس التوحيد والفطرة ، والشرك هو الحادث والطارئ وقولنا بهذا بارك الله فيك لا يعني اطلاقا اننا لا نأخذ بالظاهر ، ولا يعني اننا لا نفرق بين الطوائف والافراد ، حتي لا نرمي بما ليس فينا ، او يقال اننا ننزل احكام الافراد علي الطوائف ، ولا ننزل احكام الطوائف علي الافراد ، او لا نفرق بين احكام الديار ، وان كنا دائما نريد ان لا نربط بين مسألتنا هذه وهي ان التوحيد هو الاصل والشرك هو الطاري وبين احكام الديار وان الحكم بالظاهر ، حتي لا يحدث الايهام ، كما حدث وكان ، وعلي كل حال ، فإذا اقررت بان التوحيد هو الاصل والشرك طارئ عليه ونري انه لا مناص من ذلك لقول النبي كل مولود يولد عل الفطرة ، اضفنا علي ذلك قولك انت ( لان استصحاب الاصل راجع لحال الناس ووجود التوحيد فى الناس او عدمه ) وحاججناك به في قوم لوط ، وان اثبات شركهم قبل الرسل في ذمتكم ، وان لم تقر بذلك ، علمنا منشأ الخلاف واصله ، والله يوفقنا انا وانت فيما بعد في حله ، فهو العليم بالنوايا ، والموفق لجميع البرايا
واما تقسيم اصل الناس الي اصل الخلقة واصل الدين ، فهو وان كان تقسيما متجها ، الا انه في عين مسألتنا هذه لا يفيد ، لان هذا ما كنت اقصده بإثارة مسألة الاصل في الناس ، وهو انه من اين لك انهم بدلوا اصل الخلقة ، طالما نقر انا وانت انه الاصل ، فلعلهم كانوا من بقايا غير مشركين ، خاصة وان رسولهم لم يثبت عنه انه انكر عليهم شركا ، ولا ذلك اصالة متجه وهو ان الرسل ينكرون اشياء ولا ينكرون الشرك ان كان موجودا ، وان كان استدلالك اخي الكريم ان الرسل والأنبياء لا ترسل الا لجاهلين مشركين ، فهلا نعتبر برسل وانبياء بني اسرائيل ، فكل ذلك جعلنا نقول انه لم يثبت عندنا ان قوم لوط قبل ارسال لوط لهم كانوا يشركون في عبادة الله ، وفقني الله واياك الي ما يحبه ويرضاه

محمدعبداللطيف
2020-05-12, 04:18 PM
وما عندي من علم علي عكس هذا ، اي ان القطبيين يقولون ان الاصل في الناس الشرك ، او لعلي مخطئ
اما قولك ( ونسي العلم وحدث الشرك وصار الناس امة واحدة فى الشرك - يعنى الاصل فى الناس الشرك ) فهذا نري خطأه اخي الكريم ، فإذا كان الاصل في الناس الشرك ، فهذا معناه ان الانسان يولد ويخرج من بطن امه مشركا ، واذا علم وثبت عكس ذلك ، اذن فالاصل في الناس التوحيد والفطرة ، والشرك هو الحادث والطارئ وقولنا بهذا بارك الله فيك لا يعني اطلاقا اننا لا نأخذ بالظاهر ، ولا يعني اننا لا نفرق بين الطوائف والافراد ، حتي لا نرمي بما ليس فينا ، او يقال اننا ننزل احكام الافراد علي الطوائف ، ولا ننزل احكام الطوائف علي الافراد ، او لا نفرق بين احكام الديار ، وان كنا دائما نريد ان لا نربط بين مسألتنا هذه وهي ان التوحيد هو الاصل والشرك هو الطاري وبين احكام الديار وان الحكم بالظاهر ، حتي لا يحدث الايهام ، كما حدث وكان ، وعلي كل حال ، فإذا اقررت بان التوحيد هو الاصل والشرك طارئ عليه ونري انه لا مناص من ذلك لقول النبي كل مولود يولد عل الفطرة ، اضفنا علي ذلك قولك انت ( لان استصحاب الاصل راجع لحال الناس ووجود التوحيد فى الناس او عدمه ) وحاججناك به في قوم لوط ، وان اثبات شركهم قبل الرسل في ذمتكم ، وان لم تقر بذلك ، علمنا منشأ الخلاف واصله ، والله يوفقنا انا وانت فيما بعد في حله ، فهو العليم بالنوايا ، والموفق لجميع البرايا
واما تقسيم اصل الناس الي اصل الخلقة واصل الدين ، فهو وان كان تقسيما متجها ، الا انه في عين مسألتنا هذه لا يفيد ، لان هذا ما كنت اقصده بإثارة مسألة الاصل في الناس ، وهو انه من اين لك انهم بدلوا اصل الخلقة ، طالما نقر انا وانت انه الاصل ، فلعلهم كانوا من بقايا غير مشركين ، خاصة وان رسولهم لم يثبت عنه انه انكر عليهم شركا ، ولا ذلك اصالة متجه وهو ان الرسل ينكرون اشياء ولا ينكرون الشرك ان كان موجودا ، وان كان استدلالك اخي الكريم ان الرسل والأنبياء لا ترسل الا لجاهلين مشركين ، فهلا نعتبر برسل وانبياء بني اسرائيل ، فكل ذلك جعلنا نقول انه لم يثبت عندنا ان قوم لوط قبل ارسال لوط لهم كانوا يشركون في عبادة الله ، وفقني الله واياك الي ما يحبه ويرضاه


وما عندي من علم علي عكس هذا ، اي ان القطبيين يقولون ان الاصل في الناس الشرك ، او لعلي مخطئ فكر القطبيين فى هذه المسالة -مدون فى كتابهم واقعنا المعاصر لمحمد قطب وكتب الشيخ عبد المجيد الشاذلى - وقد تعرضوا لقضية الاصل فى الناس - والحكم على الناس فى الواقع المعاصر - بناءا على نفس الشبهات

( ونسي العلم وحدث الشرك وصار الناس امة واحدة فى الشرك - يعنى الاصل فى الناس الشرك ) فهذا نري خطأه اخي الكريم ، فإذا كان الاصل في الناس الشرك ، فهذا معناه ان الانسان يولد ويخرج من بطن امه مشركا ، واذا علم وثبت عكس ذلك ، اذن فالاصل في الناس التوحيد والفطرة ، ما الخطأ فيه ؟ - ارجع وتأمل ما الاصل فى اهل الجاهليه - هل تستصحب لهم اصل الاسلام؟ - بل انت نفسك استدللت بتفسير قوله تعالى ان ابراهيم كان امة - بأن ابراهيم عليه السلام فى بداية دعوته كان وحده على الاسلام
قال ابن كثير رحمه الله تعالى: " يقول تعالى مخبرا عن إبراهيم أنّه آمن له لوط ... يعني : ولم يؤمن به من قومه سواه ، وسارّة امرأة إبراهيم الخليل .

لكن يقال: كيف الجمع بين هذه الآية ، وبين الحديث الوارد في الصّحِيح: أنّ إبراهيم حين مرّ على ذلك الجبّار، فسأل إبراهيم عن سارة: ما هي منه؟ فقال: هي أختي، ثمّ جاء إليها فقال لها: إنّي قد قلت له: إنّك أختي، فلا تكذّبيني،
فإنه ليس على وجه الأرض مؤمن غيري وغيرك، فأنت أختي في الدّين؟ .
وكأنّ المراد من هذا- واللّه أعلم- أنّه ليس على وجه الأرض زوجان على الإسلام غيري وغيرك، فإنّ لوطا عليه السّلام آمن به من قومه، وهاجر معه إلى بلاد الشّام، ثمّ أرسل في حياة الخليل إلى أهل "سدوم" "انتهى من "تفسير ابن كثير" (6 / 272 - 273)
نحن قيدنا الشرك الاصلى والكفر الاصلى بقيود فيما سبق
وانا اسألك سؤال فى الرد على قولك - ويخرج من بطن امه مشركا - هذا القول يدل على عدم استيعابك للمسألة
وسأختصر بذكر امثلة حتى توضح المراد
فى حديث عمرو بن عبسة فى صحيح مسلم انظر ماذا قال - قَالَ: كنتُ وَأَنَا في الجَاهِلِيَّةِ أَظُنُّ أَنَّ النَّاسَ عَلى ضَلالَةٍ، وَأَنَّهُمْ لَيْسُوا عَلَى شيءٍ، وَهُمْ يَعْبُدُونَ الأَوْثَانَ
هل كان عمرو ابن عبسة يعتقد ان الاصل فى الناس الاسلام ام الشرك - كلامه بكل وضوح يدل انه يعتقد ان الناس ليسوا على دين الاسلام لذلك استصحب لهم ان الاصل فيهم الكفر من جهة الدين
مثال آخر يوكد ما سبق
عن أسماء بنت ابى بكر رضي الله عنهما قالت: "رأيت زيد بن عمرو بن نُفَيل قائمًا مُسنِدًا ظهره إلى الكعبة يقول: يا معشرَ قريش، والله ما منكم على دين إبراهيم غيري،
وقال النبي صلى الله عليه وسلم فيه: ((يُبعث أمَّةً وحده))
فهذا نري خطأه اخي الكريم ، فإذا كان الاصل في الناس الشرك ، فهذا معناه ان الانسان يولد ويخرج من بطن امه مشركا ، واذا علم وثبت عكس ذلك ، اذن فالاصل في الناس التوحيد والفطرة ، هل تبين لك من المخطئ فينا بالدليل والبرهان
فإذا كان الاصل في الناس الشرك ، فهذا معناه ان الانسان يولد ويخرج من بطن امه مشركا ليس هذا من لوازم قولنا لأننا نفرق بين الاصل الذى خلق عليه الناس من جهة انهم ولدوا على الفطرة والدين من جهة التغيير- حتى من يولد على الفطرة تجتالهم الشياطين وكذلك الابوان يهودانه او ينصرانه او يمجسانه
وأسألك اخى الكريم ابن امارة - اذا كان الاصل فى الناس الاسلام - فهل تستصحب هذا الاصل لليهود والنصارى بناءا على اصل الخلقة ام تستصحب ان الاصل فيهم الكفر بناءا على دينهم

وان كان استدلالك اخي الكريم ان الرسل والأنبياء لا ترسل الا لجاهلين مشركين ، فهلا نعتبر برسل وانبياء بني اسرائيل استدلالك بأنبياء بنى اسرائيل فقد ابعدت النجعة فيه--لانهم ارسلوا لقوم موافقين فى العقيدة والتوحيد- اما موضوعنا هو الارسال لقوم مخالفين فى الدين- الا اذا كنت تعتقد ان قوم لوط مؤمنين - وقد طالبك الاخ السعيد شويل بالدليل - فاستدللت بأصل الخلقة وقد ابطلنا هذا الاستدلال
اما عن الفرق بين الكفر الاصلى والطارئ فسأبينه لك اخى ابن امارة ثم بعد ذلك يكون الكلام على عموم هذا الكفر اهل الارض قبل دعوة الانبياء- والفرق بينه وبين الكفر الطارئ بعد دعوة الانبياء وهذا كلام علماء الدعوة يبين ذلك
قال الشيخ حمد بن ناصر المعمر : "أما من دخل في دين الإسلام ثم ارتد، فهؤلاء مرتدون، وأمرهم عندك واضح، وأما من لم يدخل في دين الإسلام، بل أدركته الدعوة الإسلامية، وهو على كفره ، كعبدة الأوثان، فحكمه حكم الكفار الأصلي، لأنا لا نقول الأصل إسلامهم، والكفر طارئ عليهم.
بل نقول: الذين نشؤوا بين الكفار، وأدركوا آباءهم على الشرك بالله، هم كآبائهم، كما دل عليه الحديث الصحيح في قوله «فأبواه يهوِّدانه، أو ينصِّرانه، أو يمجِّسانه»، فإن كان دين آبائهم الشرك بالله، فنشأ هؤلاء واستمروا عليه، فلا نقول الأصل الإسلام والكفر طارئ، بل نقول: هم الكفار الأصليون" الدرر السنية10/335 --وقال أيضاً: ( فإنه لا يمكن أن نحكم على كفار زماننا بما حكم به الفقهاء في المرتد أنه لا يرث ولا يورث وأن ما له لبيت المال ، لأنه يلزم أن جميع أموال الكفار اليوم لبيت المال, أما إذا حكمنا فيهم بحكم الكفار الأصليين لم يلزم شيء من ذلك بل يتوارثون فمن أسلم على شيء فهو له).---------------------
قال الإمام الصنعاني: ( فإن قلت: هم جاهلون أنهم مشركون بما يفعلونه قلت: قد خرّج الفقهاء في كتب الفقه في باب الردة أن من تكلم بكلمة الكفر يكفر، وإن لم يقصد معناها، وهذا دال على أنهم لا يعرفون حقيقة الإسلام، ولا ماهية التوحيد، فصاروا حينئذ كفاراً كفراً أصلياً) اهـ تطهير الاعتقاد من أدران الإلحاد - (1 / 23)

سئل الشيخ محمد بن الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن--- عن حكم من اتصف بالكفر اليوم وقام به، من بادية نجد، هل هو كفر أصلي، أم طارئ؟وهل عمهم الإسلام، في وقت دعوة شيخ الإسلام، محمد بن عبد الوهاب، رحمه الله تعالى أم لا؟
فأجاب: - اعلم - وفقني الله وإياك للصواب - أن أهل نجد باديتهم وحاضرتهم، قبل دعوة شيخ الإسلام، وعلم الهداة الأعلام، مجدد ما اندرس من معالم الإسلام، الشيخ محمد بن عبد الوهاب، قدس الله روحه، ونور ضريحه، في جاهلية جهلاء، وضلالة عمياء؛ قد اشتدت غربة الإسلام فيما بينهم، واستحكمت، وعم الشر وطم، وفشا الشرك، وشاع الكفر وذاع، في القرى والأمصار، والبادية والحضار، وصارت عبادة الطواغيت والأوثان، دينا يدينون به، ويعتقدون في الأولياء، أنهم ينفعون ويضرون، وأنهم يعلمون الغيب، مع تضييع الصلاة، وترك الزكاة، وارتكاب المحرمات، ولم يوجد من ينكر ذلك؛نشأ عليه الصغير وهرم عليه الكبير.
فشرح الله صدر إمام الدعوة الإسلامية، الشيخ محمد رحمه الله، فدعا الخلق إلى دين الله، وعرفهم حقيقة العبادة التي خلقوا لها، وأمروا بها، ودعت إليها الرسل، فشمروا له عن ساق العداوة، فعارضوه، وصادموه، العلماء منهم
والأمراء، وسعوا بالتهييج عليه عند القريب والبعيد، ولم يبقوا ممكنا. فعند ذلك ثبته الله، وصبر على أعباء الدعوة ومكابدة من عارضه، ولم يعبأ بمن خالفه، لأنه قام مقام نبوة،لأن حقيقة ما دعا إليه هي دعوة الرسل، من أولهم إلى آخرهم.
فأعانه على هذه الدعوة، والقيام بها، وتحمل عداوة القريب والبعيد، وآواه ونصره الإمام محمد بن سعود، وأولاده، وإخوانه، فعاضدوه رحمهم الله، فثبتهم الله وقوى عزمهم. وبادأهم من بادأهم بالعداوة والقتال، وألبوا عليهم،فما ثنى عزمهم ولا تضعضعوا، فأظهرهم الله، وخذل جميع من ناوأهم، فدخل كافة أهل نجد والجزيرة، من البادية والحاضرة، تحت ولايتهم، والتزموا ما دعوا إليه، ودانوا به. ولم يوجد في نجد من البادية والحاضرة، من لم يدخل في هذا الدين، ولم يلتزم شرائعه; بل شملتهم الدعوة الإسلامية، والتزموا أحكام الإسلام، وواجباته.
وأقاموا على ذلك مدة سنين، في أمن وعافية، وعز وتمكين، وبنودهم تخفق شرقا وغربا، جنوبا وشمالا، حتى دهمهم ما دهمهم،من الحوادث العظام، التي أزعجت القلوب، وزلزلتهم من الأوطان، عقوبة قدرية، سببها ارتكاب الذنوب والمعاصي، لأن من عصى الله وهو

يعرفه، سلط الله عليه من لا يعرفه.
والفتنة التي حلت بهم، هي فتنة العساكر التركية، والمصرية، فانتثر نظام الإسلام، وشتت أنصاره وأعوانه،وارتحلت الدولة الإسلامية; وأعلن أهل النفاق بنفاقهم، فرجع من رجع إلى دين آبائه، وإلى ما كان عليه سابقا من الشرك والكفر; وثبت من ثبت على الإسلام; وقام بهم من أمور الجاهلية أشياء، لا تخرج من ثبت منهم عن الإسلام.
إذا تبين هذا: فاعلم أن الكفر الموجود في أعراب نجد، الذين قد دخلوا في الإسلام سابقا،إنما هو كفر طارئ، لا كفر أصلي، فيعامل من وجد منه مكفر بما يعامل به أهل الردة، ولا يحكم عليهم بعموم الكفر، لأنه يوجد فيهم من هو ملتزم لشرائع الإسلام وواجباته.
وأما من ظاهره الإسلام منهم، ولكن ربما قد يوجد فيهم من الكفر العملي، الذي لا يخرج من الملة، وفيهم شيء من أمور الجاهلية، ومن أنواع المعاصي، صغائر كانت أو كبائر، فلا يعاملون معاملة المرتدين; بل يعاملون بالنصح برفق ولين، ويبغضون على ما معهم من هذه الأوصاف.
وليعلم: أن المؤمن تجب موالاته ومحبته، على ما معه من الإيمان،ويبغض ويعادى على ما معه من المعاصي، وهجره مشروع إن كان فيه مصلحة، وزجر

وردع، وإلا فيعامل بالتأليف وعدم التنفير، والترغيب في الخير برفق ولطف ولين، لأن الشريعة مبنية على جلب المصالح، ودفع المضار; والله ولي الهداية. --[ الدرر السنية فى الاجوبة النجدية -المجلد العاشر -كتاب حكم المرتد]


اذن فالاصل في الناس التوحيد والفطرة ، والشرك هو الحادث والطارئ وقولنا بهذا بارك الله فيك لا يعني اطلاقا اننا لا نأخذ بالظاهر ، ولا يعني اننا لا نفرق بين الطوائف والافراد ، حتي لا نرمي بما ليس فينا ، او يقال اننا ننزل احكام الافراد علي الطوائف ، ولا ننزل احكام الطوائف علي الافراد ، او لا نفرق بين احكام الديار ، وان كنا دائما نريد ان لا نربط بين مسألتنا هذه وهي ان التوحيد هو الاصل والشرك هو الطاري وبين احكام الديار وان الحكم بالظاهر ، حتي لا يحدث الايهام ، كما حدث وكان ، وعلي كل حال ، فإذا اقررت بان التوحيد هو الاصل والشرك طارئ عليه ونري انه لا مناص من ذلك لقول النبي كل مولود يولد عل الفطرة انت تستصحب الاصل اصل الاسلام بناءا على اصل الخلقة ثم بعد ذلك تأخذ بالظاهر - لا مشكلة بينى وبينك فى الاخذ بالظاهر - ولكن المشكلة فى استصحاب الاصل بناءا على ما فطروا عليه هنا الاشكال وقد اوضحته فيما سبق-
او لا نفرق بين احكام الديار هذه المسألة مرتبطة بأحكام الديار والحكم على الناس ارتباط وثيق

فإذا اقررت بان التوحيد هو الاصل والشرك طارئ عليه ونري انه لا مناص من ذلك لقول النبي كل مولود يولد عل الفطرة من قال انه لا مناص - وما حكم الناس فى الجاهلية بعد تغيير وتبديل دين ابراهيم كما قال زيد بن عمرو لا اعلم احد على دين ابراهيم غيرى-
وان كنا دائما نريد ان لا نربط بين مسألتنا هذه وهي ان التوحيد هو الاصل والشرك هو الطاري وبين احكام الديار وان الحكم بالظاهرالمسألة دائما مرتبطة بين الشرك الاصلى والطارئ واحكام الديار والحكم بالظاهر
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله
وَكَون الأَرْض دَار كفر وَدَار إِيمَان وَدَار فاسقين لَيست صفة لَازِمَة لَهَا بل هِيَ صفة عارضة بِحَسب سكانها وكل أَرض سكانها الْمُؤْمِنُونَ المتقون هِيَ دَار أَوْلِيَاء الله فِي ذَلِك الْوَقْت وكل أَرض سكانها الْكفَّار فَهِيَ دَار كفر فِي ذَلِك الْوَقْت وكل أَرض سكانها الْفُسَّاق فَهِيَ دَار فسق فِي ذَلِك الْوَقْت فَإِن سكنها غير من ذكرنَا وتبدلت بغيرهم فَهِيَ دَارهم وَكَذَلِكَ الْمَسْجِد إِذا تبدل بخمارة أَو صَار دَار فسق أَو دَار ظلم أَو كَنِيسَة يُشْرك فِيهَا بِاللَّه كَانَ بِحَسب سكانه وَكَذَلِكَ دَار الْخمر والفسوق وَنَحْوهَا إِذا جعلت مَسْجِدا يعبد الله فِيهَا عز وَجل كَانَ بِحَسب ذَلِك
وَكَذَلِكَ الرجل الصَّالح يصير فَاسِقًا أَو الْفَاسِق يصير صَالحا أَو الْكَافِر يصير مُؤمنا أَو الْمُؤمن يصير كَافِرًا وَنَحْو ذَلِك كل بِحَسب انْتِقَال الْأَحْوَال من حَال إِلَى حَال
إِلَى أَن قَالَ
فأحوال الْبِلَاد كأحوال الْعباد فَيكون الرجل تَارَة مُسلما وَتارَة كَافِرًا وَتارَة مُؤمنا وَتارَة منافقا وَتارَة برا تقيا وَتارَة فَاسِقًا وَتارَة فَاجِرًا شقيا وَهَكَذَا المساكن بِحَسب سكانها إِلَى آخر كَلَامه[كشف الاوهام للشيخ سليمان ابن سحمان]

أبو بكر العروي
2020-05-13, 12:29 AM
وفق الله الجميع.

كان بعض السلف يحكي عدم إيمانهم أصلا ، منهم سعيد بن جبير والنخعي وقتادة والسدي وابن إسحاق رحمهم الله.
ينظر أقوالهم في تفسير الطبري عند قوله تعالى مخبرا عن نبيه إبراهيم عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام : "يجادلنا في قوم لوط".
والله تعالى أعلم

ابن أمارة
2020-05-13, 06:59 AM
اخي محمد بن عبد اللطيف والله ما ادري ما اقول وما هذا وبماذا تستدل او علام تستدل ، واين التثبت فيما تنقل ، خصوصا اذا نقلت عمن تحاور
اولا علام تستدل بحديث عمرو بن عبسة وحديث اسماء بنت ابي بكر اتستدل علينا ان قريشا قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم كانوا مشركين كافرين علي ضلال مبين ، ومن خالفك في هذا ، اتظن اننا نقول بانهم كانوا مسلمين ، ام تأتي بأدلة فيما نتفق فيه ، فاين وجه الدلالة يا اخي
فانت تستطيع ان تأتي علي ان قريشا كانوا مشركين ليس بحديثين اثنين بل بمائة دليل ، وانا ازيدك علي مائتك مائة اخري ، لكن هل سيثبت ذلك ان الاصل في الناس الشرك ، بالطبع لا ، وكل ذلك لانك لم تتريث قليلا وتتفهم قولي ( ولكن الحكم بالظاهر ) اتدري ماذا اعني بقولي الاصل في الناس فطرة التوحيد ولكن الحكم علي الظاهر، سنبين ذلك ان شاء الله في اخر كلامي
ثانيا بماذا تستدل ، فانت لما استدلت ان الرسل يبعثون في جاهلية وشرك ، لاثبات شرك قوم لوط ، قلنا لك اعتبر برسل بني اسرائيل ، تقول لنا ( فقد ابعدت النجعة فيه--لانهم ارسلوا لقوم موافقين فى العقيدة والتوحيد- اما موضوعنا هو الارسال لقوم مخالفين فى الدين ) فما هذا ، اتستدل علينا بمحل النزاع ، اتدري ما تقول ، هذا هو محل النزاع بارك الله فيك ، فالنزاع هل هم مخالفين للوط في الدين ام لا ، فتريث بارك الله فيك ولا تتعجل ، ثم تقول ( فاستدللت بأصل الخلقة وقد ابطلنا هذا الاستدلال ) ونحن لا زلنا نتناقش فيه ، وعلام النقاش اذن ان كنت ابطلته ، والله الاعلم من سيبطل اقوال من
ثالثا عدم تثبتك في النقل عني فتقول ( بل انت نفسك استدللت بتفسير قوله تعالى ان ابراهيم كان امة - بأن ابراهيم عليه السلام فى بداية دعوته كان وحده على الاسلام ) افصار مني هذا ، وانا استدلت بهذا ، فأين هذا ، والله ما اعجب هذا
رابعا مرة اخري تحشد اقولا لتستدل علينا فيما لا نخالفك فيه ، كقولك في الصفة اللازمة والعارضة ، او الثابتة والمتغيرة ، وقبلها تقول ( وما حكم الناس فى الجاهلية بعد تغيير وتبديل دين ابراهيم ) فتثبت ان ذلك بعد التغير والتبديل ، وقبل التغير والتبديل اما زال هو الاصل ؟ فتدبر اخي
وهذا هو عين ما نريدك ان تتفهمه من حديث النبي صلى الله عليه وسلم كل مولود يولد على الفطرة ولكن ابواه يهودانه او ينصرانه او يمجسانه ، فهو يولد علي الفطرة قبل التبديل والتغير ، هذا هو الاصل ، ولكن في الحكم لا يعتبر الا بالظاهر ، والحكم بالظاهر هو ان يولد من ابوين كافرين او ان يحدث هو كفرا او ان يجمع بين هذين القبحين ، اعلمت اخي ماذا اعني بقولي ( ولكن الحكم بالظاهر )
فاستدلالك بحديث عمرو بن عبسة واسماء بنت ابي بكر ، نوافقك عليه وان قريشا كانوا بالطبع مشركين ، لكن لا وجه لك في الدلالة فيه ، لان الحكم بالظاهر ، ولان قريشا جمعت بين القبيحين ، فاحدثوا الكفر وولدوا من ابوين كافرين ، واي دليل تأتي به ان تأملته ستجد ان الحكم بالظاهر يفك عقدته
ولكن لا يقال ان الاصل في الناس الشرك فنضرب بآيات واحاديث الفطرة عرض الحائط ، فكيف هذا
فكيف مثلا في حديث كل مولود يولد علي الفطرة ، تعمل بآخر الحديث ولا تعمل بأوله ، فتعمل ب ولكن ابواه يهودانه او ينصرانه او يمجسانه ، ولا تعمل ب كل مولود يولد علي الفطرة ، فذلك نراه خطأ مبين ، ثم تقول ( هل تبين لك من المخطئ فينا بالدليل والبرهان ) سبحان الملك ، سبحان الملك ، فاي دليل واي برهان ، والدليل لا وجه له في الدلاله ، والبرهان معمول بشطره الثاني ، ومتروك نوره الاول
اما قولي اني لا اريد ان اربط بين هذه المسألة وبين غيرها ، فهو حتي لا تتشابك الافهام ، ويحدث الايهام ، فنفصل في كل مسألة عل حدة ، ولا نعني انه لا ارتباط بينهم كتقسيمات التوحيد الثلاثة مثلا
اما قولك ( انت تستصحب الاصل اصل الاسلام بناءا على اصل الخلقة ثم بعد ذلك تأخذ بالظاهر - لا مشكلة بينى وبينك فى الاخذ بالظاهر - ولكن المشكلة فى استصحاب الاصل بناءا على ما فطروا عليه )
فقد وقفت كثيرا امام هذا القول مستغربا متعجبا ، ولا ادري اهي اقوال ترمي ، واعتقادات تقلد ، ام هو كلام يعقل ثم يقال ، فبالله عليك ما تنقم علينا او ما يضرك في استصحاب الاصل ان كان الحكم علي الظاهر ، فهذا خمر كان اصله عصير عنب ولكن الحكم انه مسكر ، وهذا مسجد كان اصله كنيسة ولكن حكمه حكم المساجد ، والنصاري واليهود والمجوس والمشركين اصلهم مولودون علي الفطرة وحكمهم علي ظاهرهم ، ولا يؤثر اصلهم في الحكم كما لا يؤثر اصل الخمر انه عصير ، ولا اصل المسجد انه كنيسة ، فما تنكر علينا في هذا بارك الله فيك

ابن أمارة
2020-05-13, 07:08 AM
وفق الله الجميع.

كان بعض السلف يحكي عدم إيمانهم أصلا ، منهم سعيد بن جبير والنخعي وقتادة والسدي وابن إسحاق رحمهم الله.
ينظر أقوالهم في تفسير الطبري عند قوله تعالى مخبرا عن نبيه إبراهيم عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام : "يجادلنا في قوم لوط".
والله تعالى أعلم

ووفقك الله اخي ابا بكر
ولكنا رجعنا الي الموضع المذكور ، فوجدنا ان اقوالهم ائمة السلف كانت قبيل وقوع العذاب والعقوبة علي قوم لوط ، ولاشك انهم حينئذ مشركون كافرون ، ولكن الاختلاف قبل ارسال لوط لهم
وقد قلت فيما سبق في مشاركة قولا انقله بنصه هنا فقلت ( اما الذي للحق يصح دليلا قويا ونذهب اليه والي قولكم هذا ان صح ، هو اني قد قرأت فيما قرأت ان في عهد نبي الله ابراهيم وبداية دعوته وقبل هجرته ، لم يكن هناك مؤمن علي وجه الارض الا نبي الله ابراهيم وسارة زوجته ولوط ، وانا لم احقق هذا القول ولا بحثت عن صحته ومصادره ، ولعلك تساعدني اخي محمد في هذا ، او ان نري ويأتينا دليل آخر نرتكن عليه ، فانا لايعنيني قوم لوط في شيء والله الموفق للجميع )
وقد اشار علينا اخي محمد بن عبد اللطيف جزاه الله خيرا بدليل قوي جدا وهو ما كنت اعنيه ، وهو حديث الكذبات الثلاثة لنبي الله ابراهيم ، والحديث في البخاري ومسلم ، وفي لفظ البخاري يقول نبي الله ابراهيم لزوجته ساره ( ليس علي وجه الارض مؤمن غيري وغيرك )
وانتم كما ترون انه دليل لا غبار عليه البتة في الصحة والاستدلال ، فان قرية سدوم قوم لوط مزامنون معاصرون لنبي الله ابراهيم ، فهم داخلون ولا شك فيمن كان علي وجه الارض
ولكن يعكر صفو دليلنا هذا امران
الاول لفظ مسلم وفيه ( فإني لا أعلم في الأرض مسلمًا غيري وغيرك ) فهنا القول متوقف علي علم ابراهيم عليه السلام ، فقد يكون هناك علي وجه الارض مسلمون وهو لا يعلم
ويرد علي ذلك ان ابراهيم عليه السلام نبي وقد يتكلم بما علمه ربه ، وثانيا ان قريه سدوم ليست بعيدة جدا عن منشأ ومهجر ابراهيم عليه السلام ، حتي يخفي امرها وامر اهلها عليه
اما المعكر الثاني انه قد يكون حين قال ابراهيم عليه السلام مقولته هذه ، كان لوط عليه السلام بالفعل قد بعث قبل مقولة نبي الله ابراهيم الي قرية سدوم ، فكفروا به وكذبوه وما اسلموا لرب العالمين ، فكانت تلك المقولة بعد كفرهم وشركهم ، خصوصا وان اهل العلم يقولون ان لوطا هاجر مع ابراهيم ، وان ابراهيم وسارة هم الذان دخلوا بلد هذا الجبار ، فلعل لوطا قد بعث في هذا الوقت ، وهذا الذي لم استطع ان اتحقق منه الان
وعليه فاني اتوقف في مسألة ان قوم لوط لم يكونوا مشركين قبل ارسال لوط لهم ، لحين التحقق من امرنا هذا او يفيدنا احد الاخوة فيه ، والله الموفق للجميع

محمدعبداللطيف
2020-05-13, 12:42 PM
اخي محمد بن عبد اللطيف والله ما ادري ما اقول وما هذا وبماذا تستدل او علام تستدل ، واين التثبت فيما تنقل ، خصوصا اذا نقلت عمن تحاور
اولا علام تستدل بحديث عمرو بن عبسة وحديث اسماء بنت ابي بكر اتستدل علينا ان قريشا قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم كانوا مشركين كافرين علي ضلال مبين ، ومن خالفك في هذا ، اتظن اننا نقول بانهم كانوا مسلمين ، ام تأتي بأدلة فيما نتفق فيه ، فاين وجه الدلالة يا اخي
فانت تستطيع ان تأتي علي ان قريشا كانوا مشركين ليس بحديثين اثنين بل بمائة دليل ، وانا ازيدك علي مائتك مائة اخري ، لكن هل سيثبت ذلك ان الاصل في الناس الشرك ، بالطبع لا ، وكل ذلك لانك لم تتريث قليلا وتتفهم قولي ( ولكن الحكم بالظاهر ) اتدري ماذا اعني بقولي الاصل في الناس فطرة التوحيد ولكن الحكم علي الظاهر، سنبين ذلك ان شاء الله في اخر كلامي
ثانيا بماذا تستدل ، فانت لما استدلت ان الرسل يبعثون في جاهلية وشرك ، لاثبات شرك قوم لوط ، قلنا لك اعتبر برسل بني اسرائيل ، تقول لنا ( فقد ابعدت النجعة فيه--لانهم ارسلوا لقوم موافقين فى العقيدة والتوحيد- اما موضوعنا هو الارسال لقوم مخالفين فى الدين ) فما هذا ، اتستدل علينا بمحل النزاع ، اتدري ما تقول ، هذا هو محل النزاع بارك الله فيك ، فالنزاع هل هم مخالفين للوط في الدين ام لا ، فتريث بارك الله فيك ولا تتعجل ، ثم تقول ( فاستدللت بأصل الخلقة وقد ابطلنا هذا الاستدلال ) ونحن لا زلنا نتناقش فيه ، وعلام النقاش اذن ان كنت ابطلته ، والله الاعلم من سيبطل اقوال من
ثالثا عدم تثبتك في النقل عني فتقول ( بل انت نفسك استدللت بتفسير قوله تعالى ان ابراهيم كان امة - بأن ابراهيم عليه السلام فى بداية دعوته كان وحده على الاسلام ) افصار مني هذا ، وانا استدلت بهذا ، فأين هذا ، والله ما اعجب هذا
رابعا مرة اخري تحشد اقولا لتستدل علينا فيما لا نخالفك فيه ، كقولك في الصفة اللازمة والعارضة ، او الثابتة والمتغيرة ، وقبلها تقول ( وما حكم الناس فى الجاهلية بعد تغيير وتبديل دين ابراهيم ) فتثبت ان ذلك بعد التغير والتبديل ، وقبل التغير والتبديل اما زال هو الاصل ؟ فتدبر اخي
وهذا هو عين ما نريدك ان تتفهمه من حديث النبي صلى الله عليه وسلم كل مولود يولد على الفطرة ولكن ابواه يهودانه او ينصرانه او يمجسانه ، فهو يولد علي الفطرة قبل التبديل والتغير ، هذا هو الاصل ، ولكن في الحكم لا يعتبر الا بالظاهر ، والحكم بالظاهر هو ان يولد من ابوين كافرين او ان يحدث هو كفرا او ان يجمع بين هذين القبحين ، اعلمت اخي ماذا اعني بقولي ( ولكن الحكم بالظاهر )
فاستدلالك بحديث عمرو بن عبسة واسماء بنت ابي بكر ، نوافقك عليه وان قريشا كانوا بالطبع مشركين ، لكن لا وجه لك في الدلالة فيه ، لان الحكم بالظاهر ، ولان قريشا جمعت بين القبيحين ، فاحدثوا الكفر وولدوا من ابوين كافرين ، واي دليل تأتي به ان تأملته ستجد ان الحكم بالظاهر يفك عقدته
ولكن لا يقال ان الاصل في الناس الشرك فنضرب بآيات واحاديث الفطرة عرض الحائط ، فكيف هذا
فكيف مثلا في حديث كل مولود يولد علي الفطرة ، تعمل بآخر الحديث ولا تعمل بأوله ، فتعمل ب ولكن ابواه يهودانه او ينصرانه او يمجسانه ، ولا تعمل ب كل مولود يولد علي الفطرة ، فذلك نراه خطأ مبين ، ثم تقول ( هل تبين لك من المخطئ فينا بالدليل والبرهان ) سبحان الملك ، سبحان الملك ، فاي دليل واي برهان ، والدليل لا وجه له في الدلاله ، والبرهان معمول بشطره الثاني ، ومتروك نوره الاول
اما قولي اني لا اريد ان اربط بين هذه المسألة وبين غيرها ، فهو حتي لا تتشابك الافهام ، ويحدث الايهام ، فنفصل في كل مسألة عل حدة ، ولا نعني انه لا ارتباط بينهم كتقسيمات التوحيد الثلاثة مثلا
اما قولك ( انت تستصحب الاصل اصل الاسلام بناءا على اصل الخلقة ثم بعد ذلك تأخذ بالظاهر - لا مشكلة بينى وبينك فى الاخذ بالظاهر - ولكن المشكلة فى استصحاب الاصل بناءا على ما فطروا عليه )
فقد وقفت كثيرا امام هذا القول مستغربا متعجبا ، ولا ادري اهي اقوال ترمي ، واعتقادات تقلد ، ام هو كلام يعقل ثم يقال ، فبالله عليك ما تنقم علينا او ما يضرك في استصحاب الاصل ان كان الحكم علي الظاهر ، فهذا خمر كان اصله عصير عنب ولكن الحكم انه مسكر ، وهذا مسجد كان اصله كنيسة ولكن حكمه حكم المساجد ، والنصاري واليهود والمجوس والمشركين اصلهم مولودون علي الفطرة وحكمهم علي ظاهرهم ، ولا يؤثر اصلهم في الحكم كما لا يؤثر اصل الخمر انه عصير ، ولا اصل المسجد انه كنيسة ، فما تنكر علينا في هذا بارك الله فيك
اخي محمد بن عبد اللطيف والله ما ادري ما اقول وما هذا وبماذا تستدل او علام تستدل اخى ابن امارة لو تدبرت كلامى قليلا لعلمت وجه الاستدلال- انا أُنَوِّع لك فى الادلة لكى تتفهم المقصود- الاشكال عندك اخى الكريم ان تخلط بين مفهوم - الاصل والظاهر - وسأحاول فى هذه المشاركة ان اقترب اكثر فأريدك ان تتأمل ما انقل جيدا قبل ان تعترض لان عدم فهم ما اقصده هو ما يجعلك تظن ان كلامى مضطرب ومتعارض

وكل ذلك لانك لم تتريث قليلا وتتفهم قولي ( ولكن الحكم بالظاهر ) اتدري ماذا اعني بقولي الاصل في الناس فطرة التوحيد ولكن الحكم علي الظاهر، سنبين ذلك ان شاء الله في اخر كلامي انا اتفهم كلامك جيدا واعرف موطن الاشكال
تقول لنا ( فقد ابعدت النجعة فيه--لانهم ارسلوا لقوم موافقين فى العقيدة والتوحيد- اما موضوعنا هو الارسال لقوم مخالفين فى الدين ) فما هذا ، اتستدل علينا بمحل النزاع ، اتدري ما تقول ، هذا هو محل النزاع بارك الله فيك نعم استدل عليك لان الاستشهاد بأنبياء بنى اسرائيل استدلال مع الفارق - قوم لوط اصابهم عذاب الاستئصال بسبب مخالفتهم للرسل اما من ارسل اليهم انبياء بنى اسرائيل فكانوا على دين يعقوب عليه السلام وهذا هو الاصل عند استصحاب الاصل - لا نستصحب اصل الخلقة عند الحكم ولكن نستصحب الدين الموجود- أنت لم تستصحب دين صحيح لهم وقد طالبك الاخ السعيد شويل بالدليل على ايمانهم - فاحتججت باصل الخلقة !!!- فى البداية عند الكلام على ادم قلنا ان الناس كانوا على دين ابيهم ادم هذا هو الاصل - ثم انتقل هذا الاصل الى اصل اخر حينما عمَّ الكفر اهل الارض واصبح الاصل الشرك - ولا دخل هنا لاصل الخلقة على الاطلاق لذلك بعث الله النبيين - وسأزيدك فهم هذا بمزيد توضيح فى التعليقات القادمة
-
( وما حكم الناس فى الجاهلية بعد تغيير وتبديل دين ابراهيم ) فتثبت ان ذلك بعد التغير والتبديل ، وقبل التغير والتبديل اما زال هو الاصل ؟ فتدبر اخي هذه هى المشكلة عندك هذا الاصل يتغير- هل اهل الجاهلية قبل مبعث النبى كانوا على اصل دين ابراهيم ام انتقلوا الى اصل آخر وتأصل فيهم الشرك- لذلك قال الله لهم ما كان ابراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما وما كان من المشركين -ولم ينسبهم الى اصل دين الانبياء الاول لم ينسبهم الى ابراهيم ولا يعقوب ولا موسى ولا عيسى مع دعواهم الانتساب اليه- وسأضرب لك مثال بسيط - اخوة يوسف عليه السلام حينما نريد ان نعرف الاصل فيهم الجواب مباشرة انهم على دين ابيهم يعقوب عليه السلام- اما بعد الدين المحرف كما عليه اليهود والنصارى والمشركين فى ادعائهم انهم على دين ابراهيم فهؤلاء الاصل فيهم الكفر الا بقايا من اهل الكتاب كما فى الحديث القدسى بعد ان ذكر الله اصل الخلقة انتقل الى اصل اخر وهو الدين المحرف ذكر انه تأصل فيهم -
وإنِّي خَلَقْتُ عبادي حُنَفاءَ كُلَّهم، وإنَّهُم أتتْهُمُ الشياطينُ فاجْتَالَتْهُمْ عن دينِهِمْ، وحَرَّمَتْ عليهم ما أحْلَلْتُ لهمْ، وأمرتهُمْ أنْ يُشْركُوا بِي ما لَمْ أُنزِلْ بهِ سُلْطَانًا، وإِنَّ اللهَ نظر إلى أهْلِ الْأَرْضِ، فمقَتَهُمْ عَرَبَهُمْ وعَجَمَهُمْ ، إِلَّا بقَايَا من أهْلِ الْكِتَابِ


والنصاري واليهود والمجوس والمشركين اصلهم مولودون علي الفطرة وحكمهم علي ظاهرهم ما دور الفطرة هنا بالنسبة الى هؤلاء-- هم كفار بعد البلوغ الاصل فيهم الكفر - اما قبل البلوع فسأبين فى اخر المشاركة حكم اطفال المشركين وتعارض اصل الخلقة مع الاصل الاخر وهو دين الاباء وكيفية اعمال كل من الاصلين عند التعارض وهذا فى كلام الامام النووى رحمه الله وسأعقب به فى اخر المشاركة للفائدة - واقول لا ينسب شخص او قوم الى نبى من الانبياء الا اذا كان الدين لم يحرف وضربنا المثال سابقا باخوة يوسف لان الدين كان فى ذلك الوقت النسبة اليه صحيحة ولم يحرف - اما النسبة بعد التحريف فقد كذبها الله وبين ان هذا الاصل تغير الى اصل اخر فلم يعد ينفع الاصل الاول لذك قال مقتهم عربهم وعجمهم---
فتثبت ان ذلك بعد التغير والتبديل ، وقبل التغير والتبديل اما زال هو الاصل ؟ فتدبر اخي
وهذا هو عين ما نريدك ان تتفهمه من حديث النبي صلى الله عليه وسلم كل مولود يولد على الفطرة ولكن ابواه يهودانه او ينصرانه او يمجسانه ، فهو يولد علي الفطرة قبل التبديل والتغير ، هذا هو الاصل ، ولكن في الحكم لا يعتبر الا بالظاهر ، والحكم بالظاهر هو ان يولد من ابوين كافرين او ان يحدث هو كفرا او ان يجمع بين هذين القبحين ، اعلمت اخي ماذا اعني بقولي ( ولكن الحكم بالظاهر ) نعم قبل التغير اصل وهو الدين الذى هم عليه ولا دخل للفطرة هنا - هنا اشكال كبير تقع فيه وهو ان الفطرة أوالتبعية كلام العلماء فيها واحكامها - فى الاطفال -- اما البالغ فاسلامه او كفره بنفسه واعتقاده ودخول الكلام على الفطرة فى كلام العلماء اذا بلغ ولم يخالف الفطرة هل يستصحب له الحكم هذه مسألة اخرى-- اما انت فتريد ان تستصحب اصل الخلقة فى جميع الازمان والاحوال وفى جميع الامم قبل دعوة الانبياء وتنسى الاصل فى الناس عندما يعم الشرك اهل الارض - عند ذلك نقول الاصل الشرك حتى يثبت عكس ذلك -انت اخى الكريم تقسم المسألة قسمين فقط هذا هو مربط الاشكال عندك منذ البداية- ولذلك اعترضت علىَّ فى هذا التقسيم منذ البداية - وان كنت انت قلت -ان هذا التقسيم الثلاثى للأصل من جهة التقعيد لا غبار على تقسيم الاصل الى ثلاثة اصل الخلق واصل الدين قبل التغيير والاصل بعد التغيير-
والجواب على اشكالك لابد ان تفرق اولا - بين اصل الخلقة فى ان كل مولود يولد على الفطرة وبين ما يعتبره العلماء فى الاصل فى الحكم على الناس من جهة الدين-
هذه اهم مسألة فى هذا الموضوع لحل اشكالك-
والقاعدة الكبرى التى يجب عليك ان تفهمها أولا - وينبنى عليها موضوعنا - هى ما معنى الكافر الاصلى -
اذا عرفت ذلك انحلت لك جميع الاشكالات - فتعريف الكافر الاصلى- هو كل من لم يدخل فى الاسلام إبتداءا- وهذا بخلاف المرتد -فتعريفه هو من دخل الاسلام ثم ارتد- لذلك قال بعضهم فى بيان متى يصير قوم كفار اصليين- قالوا هذا يحدث فى الجيل الثالث - الجيل الاول يكونو على الاسلام وهنا يكون الاصل الاسلام والكفر طارئ -والجيل الثانى يرتد الاباء وهذا يكون كفر ردة لا كفر اصلى - والجيل الثالث بعد موت الاباء- فيصبح هذا الجيل كفارا اصليين لانهم لم يدخلوا فى الاسلام فى اى وقت ولا تبعيه للوالدين المسلمين او المرتدين - - يعنى قوم نشأوا على الكفر واستمروا عليه -- وقد ذكرت ذلك عن الشيخ الامام حمد ابن ناصر ابن معمر سابقا والشيخ غنى عن التعريف فكان الشيخ محمد ابن عبد الوهاب يرسله الى القرى لمناقشة ومناظرة علمائها المخالفين لدعوة التوحيد - ومناظرته مع شريف مكة معروفة مشهورة مسطرة فى الكتاب القيم تاريخ نجد للشيخ الامام حسين ابن غنام
قال الشيخ حمد فيما سبق
وأما من لم يدخل في دين الإسلام، بل أدركته الدعوة الإسلامية، وهو على كفره ، كعبدة الأوثان، فحكمه حكم الكفار الأصلي، لأنا لا نقول الأصل إسلامهم، والكفر طارئ عليهم.
بل نقول: الذين نشؤوا بين الكفار، وأدركوا آباءهم على الشرك بالله، هم كآبائهم، كما دل عليه الحديث الصحيح في قوله «فأبواه يهوِّدانه، أو ينصِّرانه، أو يمجِّسانه»، فإن كان دين آبائهم الشرك بالله، فنشأ هؤلاء واستمروا عليه، فلا نقول الأصل الإسلام والكفر طارئ، بل نقول: هم الكفار الأصليون"
- هذا مثال للتقريب فقط وان كان يحتاج الى بسط ولكن ذكرته للتقريب كلام الشيخ حمد ابن ناصر واضح فى حكمهم على بلاد نجد قبل دعوة الامام محمد ابن عبد الوهاب الى التوحيد - وكذلك الشيخ سليمان ابن سحمان بيَّن فى رسالة له حال بلاد نجد والفرق بين الكفر الاصلى والطارئ وحكم البلد التى لم تدخلها دعوة الامام وحكم البلد التى اسلمت ثم ارتدت وقد افردت موضوع لذلك على هذا المجلس باسم حال بلاد نجد قبل وبعد دعوة الامام محمد ابن عبد الوهاب من جهة الكفر الاصلى والطارئ ومتى يستصحب الكفر الاصلى

ولكن المشكلة فى استصحاب الاصل بناءا على ما فطروا عليه )
فقد وقفت كثيرا امام هذا القول مستغربا متعجبا ، ولا ادري اهي اقوال ترمي ، واعتقادات تقلد ، ام هو كلام يعقل ثم يقال بل هو كلام يعقل ثم يقال - ولكن لا يعقله الا من تدبره جيدا
فقد بينته فى اول الموضوع وبينته فى مواضيع اخرى ولا مانع من اعادته هنا لازالة الاستغراب والتعجب - وان تعجب فعجب قولهم فى استصحاب الاصل للمشركين بناءا على ما فطروا عليه وغضوا الطرف عن استصحاب الاصل-بحجة الحكم بالظاهر -- وهنا اسقطوا اصلا معتبرا فى الشريعة وهو تعارض الاصل بأصل اخر- او تعارض الاصل والظاهر هذه عندك اخى ابن امارة لا اشكال فيها كما تقدم وانا اعلم عقيدتك جيدا فى الحكم على الظاهر المسألة بيننا فيها وفاقية وقد اقررتُك على ذلك فى كلامك على العذر بالجهل والحكم على المشرك بالشرك وتسميته مشركا -لا اختلاف بيننا فى ذلك - المشكلة فى اعتبار الحال-اعتبار الحال يغير الاصل الى اصل اخر - وقد ناقشت الطيبونى فيما وقعتم فيه فى مسألة استصحاب الاصل فى موضوع كان ينقل فيه كلام الشيخ مدحت فراج فى استصحاب اصل العلم للناطق بالشهادتين وبينت له ان علماء الدعوة كانوا يستصحبون العلم لمن تعلم التوحيد لذلك كانت دعوتهم تبدأ بتعلم الاصول الثلاثة اما من لم تبلغهم دعوة الامام محمد بن عبد الوهاب فكانوا يستصحبون له الجهل كما فى كلام الشيخ حمد ابن ناصر - وقد بين ذلك الامام محمد ابن عبد الوهاب فى مختصر السيرة وقال ان الذى يدعى العلم بلا اله الا الله بدون تعلم- هذه الدعوى يلزم منها انهم افضل من الصحابه لان الصحابة كانوا يجلسون الى النبى صلى الله عليهم وسلم لتعلم التوحيد سنين عددا - فالعلم بالتعلم العلم قبل القول والعمل - فاذا لم يتعلم التوحيد وصار الناس فى جهل باصل الرسالة فكيف نستصحب اصل العلم - هذه هى المشكلة بينى وبينكم -- تريدون ان تفرضوا أصلا غُيِّر بأصل آخرمُنَخَرِما ؟؟! - ساء ما تحكمون -
السؤال متى يستصحب اصل الاسلام ومتى يستصحب العلم؟
الجواب يسير جدا
يستحب اصل الاسلام اذا كان الاصل الاسلام والشرك طارئ
متى يستصحب اصل الكفر ؟
الجواب يستصحب اصل الكفر كما تقدم - اذا نشأوا على الكفر واستمروا عليه واطبق عليه اهل البسيطة - أمور بسيطة جدا يفهمها العامى من الموحدين
متى يستصحب اصل العلم بلا اله الا الله ؟
الجواب- اذا دخلت دعوة التوحيد كما كان حال بلاد نجد بعد الاستجابة لدعوة الامام محمد ابن عبد الوهاب -
متى يستصحب اصل الجهل بلا اله الا الله ؟ - الجواب - كما فى حال بلاد نجد قبل دعوة الامام محمد ابن عبد الوهاب - قال علماء الدعوة كما فى تاريخ نجد - كانوا فى جاهليه جهلاء شب عليها الصغير وهرم عليها الكبير - فهل نقول فيهم ان الاصل الاسلام او ان الاصل العلم -
السؤال هنا اذا ما سبب الشرك فيهم؟
الجواب بكل تأكيد سببه ما تأصل فيهم من الجهل بلا اله الا الله
الاشكال عندك - فى تعارض الاصل بأصل اخر هذا الذى لا تحيد عن الكلام فيه وتُقْحِم الحكم بالظاهر!- الاختلاف بيننا فى استصحاب الاصل وليس الحكم بالظاهر الذى هو محل اتفاق بيننا - هل وصلتك هذه؟- هذه مشكلتى معك بل ومع الاخ الفاضل الطيبونى فتنبه جيدا لذلك - ولا أريد ان أُلَمِّح أكثر واللبيب بالاشارة يفهم - وسأنقل ما كتبته فى موضوع آخر هنا للفائدة لعل الله ان يفتح عليك بفهم هذه المسألة
عبارة (الأصل )
ـ أصل الشيء: هو مصدره وبدايته، فأصل الناس من حيث النسب هو آدم، وأصلهم من حيث الخلقة هو التراب. وأصلهم من حيث الولادة ولدوا على الفطرة
ـ الأصل في الشيء: هو القاعدة التي نرجع إليها ابتداء في الحكم عليه قبل معرفة حاله على حقيقته.
، مثل قولنا: الأصل في الأشياء الإباحة، أي حكمها ابتداء هو الإباحة حتى يثبت عن شيء معين خلاف ذلك، ولا يقال: أصل الأشياء الإباحة، فأصل الشيء ليس حكمه، بل ما كان عليه هو بالذات أول مرة.
وكذلك الكلام على الاصل فى بنى ادم يتضمن الكلام على اصل الخلقة وأصل ما فطروا عليه و يتضمن الاصل الذى تغير بتغيير ما فطروا عليه كما قال النبى فابواه يهودانه وينصرانه - هنا ثلاثة اصول فتنبه اليها اخى ابن امارة ولا تخلط بينها ولا تسقط منها اصل فيختل الفهم لهذه الاصول وتظن الاضطراب - هل وصلك ذلك؟؟؟؟؟؟
أصل الإنسان انه مولود على الفطرة ، فهذا أصله الحقيقي الذي ولد عليه
فأصل بنى ادم أنهم كانوا على الإسلام من جهة أبيهم آدم وذريته كان الناس امة واحدة على الاسلام حتى حصل الشرك ثم جاء نوح عليه السلام لاناس تأصل فيهم الشرك
والامر الثانى جهة خلقهم على الفطرة، قال النبي صلى الله عليه وسلم في ما يرويه عن ربه عز وجل: (وَإِنِّي خَلَقْتُ عِبَادِي حُنَفَاءَ كُلَّهُمْ، وَإِنَّهُمْ أَتَتْهُمُ الشَّيَاطِينُ فَاجْتَالَتْهُم ْ عَنْ دِينِهِمْ) (رواه مسلم)،
وعبارة الاصل فى الناس غير عبارة اصل الفطرة التى فطروا عليها لان البعض يخلط بين الامرين فالاصل فى الناس مرتبطة بزمان ومكان معين وليست مطلقة،فالكلام عن الاصل فى عموم بنى ادم شئ من جهة الاصل الذى فطروا عليه والكلام عن الواقع والحال يختلف من زمان الى زمان ومن جيل الى آخر - ، لأن هناك أمما مسلمة وأمما كافرة ، ومثال ذلك الأصل في أهل مكة قبل إسلامهم هو الكفر ، حتى يثبت عن الواحد منهم أنه مسلم،والأصل فيهم في القرون التي تلت الإسلام حتى يثبت عن الواحد منهم الكفر.
ولمزيد فائدة بينتها فى هذا الموضوع
https://majles.alukah.net/t182533/

-----------------------

عبارة الاصل فى الناس غير عبارة اصل الفطرة التى فطروا عليها لان البعض يخلط بين الامرين فالاصل فى الناس مرتبطة بزمان ومكان معين وليست مطلقة،فالكلام عن الاصل فى عموم بنى ادم شئ من جهة الاصل الذى فطروا عليه والكلام عن الواقع والحال يختلف من زمان الى زمان ومن جيل الى آخر - ، لأن هناك أمما مسلمة وأمما كافرة ، ومثال ذلك الأصل في أهل مكة قبل إسلامهم هو الكفر ، حتى يثبت عن الواحد منهم أنه مسلم،والأصل فيهم في القرون التي تلت -الاصل فيهم الإسلام - حتى يثبت عن الواحد منهم الكفر.تأمل ذلك جيدا يحل لك جميع اشكالاتك - فان لم تنحل العُقْدَة والاشكال فاهجع الى الله فى السحر وقل
اللَّهُمَّ اهْدِنِي لِمَا اخْتُلِفَ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِكَ، إِنَّكَ تَهْدِي مَنْ تَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ)
راجع هذه المشاركة الاخيرة جيدا حتى تقف على موضع الاشكال واللإلتباس ثم ناقش

ابن أمارة
2020-05-15, 07:43 PM
اخي محمد بن عبد اللطيف بارك الله فيك
اما قولك ( انا أُنَوِّع لك فى الادلة لكى تتفهم المقصود )
اين الادلة هذه بارك الله فيك ، فإنه لم يقم لكم دليل واحد علي ما تذهبون اليه ، وانت بارك الله فيك تعلم انه ليس كل من حشد لنا آيات واحاديث ولا وجه له في الدلالة بها ، نسميها ادلة
وقولك ( الاشكال عندك اخى الكريم انك تخلط بين مفهوم - الاصل والظاهر )
لا اخلط ورب الكعبة ، بل افرق ولكني الفرق بيننا علي تقسيمك هو ، في اصل الفطرة اننا نثبت اصل الفطرة ولا نعتد بها في الحكم ، وانت لا تعتدون بها في الحكم ولا تثبتونها بقولكم الاصل في الناس الشرك ، والفرق بيننا في اصل الدين اننا نعتبر فيه الحكم بالظاهر وهو هنا الولادة من ابوين كافرين او احداث الكفر ، وانتم تعتبرون تغير الحال والزمان ، ولا تعتبرون الظاهر واعتبار الظاهر هو الاصح
فما يمنع ان تقولوا ان الاصل في الناس جميعهم فطرة التوحيد ولكن الحكم بدينهم متوقف علي الظاهر منهم ( الولادة من كافرين او احداث الكفر ) ، وهذا الذي نقوله ضابط مستقيم ، ويشمل جميع الازمنة والامكنة
وقولك (انا اتفهم كلامك جيدا واعرف موطن الاشكال)
فاستدل اذن علي موطن الاشكال وبينه ، ان كان ثم دليل
وقولك (نعم استدل عليك لان الاستشهاد بأنبياء بنى اسرائيل استدلال مع الفارق - قوم لوط اصابهم عذاب الاستئصال بسبب مخالفتهم للرسل اما من ارسل اليهم انبياء بنى اسرائيل فكانوا على دين يعقوب عليه السلام)
با اخي لما الذهاب يمنة ويسرة ، يسر الله لك الافهام ، قوم لوط كفروا عن بكرة ابيهم ، فنزل عليهم العقاب ، وبني اسرائيل منهم من يؤمن ومنهم من يكفر ، فلم ينزل عليهم عقاب ، وليس في نزول العذاب علي قوم لوط دليل علي مخالفتهم لرسولهم في الاعتقاد قبل ارساله لهم ، فالرسول قد يرسل الي قوم يوافقونه في الاعتقاد ، كحال رسل بني اسرائيل، فأين الفارق المزعوم ، وما دخل انزال العقاب هنا وهذا بعد ارسال الرسل ، والايمان والكفر
وقولك ( لا نستصحب اصل الخلقة عند الحكم ولكن نستصحب الدين الموجود )
اليس هذا هو نفس قولي ( ولكن لا تعتبر في الحكم )وقولك ( الدين الموجود ) فدين الناس ما اظهروه ، فمرده الي الحكم بالظاهر ، لا الي الزمان
وقولك (ثم انتقل هذا الاصل الى اصل اخر حينما عمَّ الكفر اهل الارض واصبح الاصل الشرك)
وهنا ما ننكره ان يقال ان الاصل الشرك هكذا كما تزعمون ، وهذا ما اردناه منك ان تتأمله ، حينما ربطنا لك في مشاركتنا السابقة بين قولك ( وما حكم الناس فى الجاهلية بعد تغيير وتبديل دين ابراهيم ) وبين حديث النبي ( كل مولود ) ولكن هذا ما لم تتأمله ولا بأس من بسط الكلام هنا
وذلك ان العلة عندك في انتقال الاصل وتغيره ، هي تغير حال الاقوام ، من اسلام وايمان الي شرك وكفران ، فلما لا تأخذ بنفس العلة علي شخص الانسان ، فكما تقول ان الاصل في الاقوام ( زمن آدم ) هو الفطرة والتوحيد ، فقل ان الاصل في الانسان هو الفطرة والتوحيد ، وكما تقول ان الاصل في الاقوام قد تغير ، فقل بتغير الاصل علي نفس الانسان بيدي ابويه غير المسلمين ، فيصير القول ان الاصل في الناس الفطرة ولكن الحكم علي ما ينتهون اليه بعد التغير، وهذا هو معني حديث كل مولود ، فبعلتك واستدلالك حاججناك
وقولك (ولا دخل هنا لاصل الخلقة على الاطلاق لذلك بعث الله النبيين )
لا دخل لاصل الخلقة باعتبارها في الحكم ، مع الاقرار بثبوتها علي كل انسان وفي كل زمان ، وعدم نفيها ، وبعث الله النبين ليردوا الناس الي فطرتهم ، لذلك كان الرسل يستدلون علي اقوامهم بما اقروا به من الفطرة والربوبية ، علي توحيد الالوهية
وقولك (وسأضرب لك مثال بسيط - اخوة يوسف عليه السلام حينما نريد ان نعرف الاصل فيهم الجواب مباشرة انهم على دين ابيهم يعقوب عليه السلام)
مرة اخري نأتي علي ما اتفقنا عليه دون جديد يذكر ، فالاولي كانت ان قريشا مشركين ، وهذه ان اخوة يوسف مسلمين ، ونقول لك كما قلنا لك في قريش ، ان اخوة يوسف مسلمون لظاهرهم لا لزمانهم ، فظاهرهم انهم ولدوا من ابوين مسلمين ، ولم يحدثوا شركا ، وازيدك هنا شيئا وهو هل اذا احدث اخوة يوسف شركا ، سيكون الحكم كما تقول مباشرة انهم علي دين ابيهم يعقوب ، فلا دخل لحال وزمان ابيهم يعقوب هنا ، بل علي ظاهرهم ، وان لم يحدثوا شركا ، فمرد دينهم ايضا الي الظاهر انهم من ابوين مسلمين ، وهذا ما نعنيه ان الحكم علي دين الناس متوقف علي الظاهر لا علي الزمان والحال ، فإن تمسكت ان العلة والاعتبار هو تغير الحال والزمان ، فانزل هذه العلة وهذا الاعتبار علي شخص الانسان ، فكما تنكر علي من يقول ان الاصل في الاقوام ( زمن آدم ) الشرك ، فنحن ننكر علي من يقول ان الاصل في الناس الشرك ، وكما تقول ان الاصل في الاقوام تغير لتغير الحال ، فكذلك قل ان الاصل في الانسان يتغير بتغير الحال ، مع كونه الاصل فيه فطرة التوحيد ، كما الاصل في الاقوام فطرة التوحيد ، فالاصل في كل انسان التوحيد ويتغير ذلك وفقا لابويه ، والحكم علي ماينتهي اليه بعد التغير ، بلا اعتبار اصل الفطرة في الحكم ، فانت محاج في الحالتين ولا مخرج ، الاولي في عدم اعتبار الظواهر في الحكم في اصل الدين ، والثانيه في اعتبار علة تغير اصل الدين انها الحال والزمان مع عدم انزال نفس هذه العلة علي الانسان بقولك ان الاصل في الناس الشرك
وقولك (وإِنَّ اللهَ نظر إلى أهْلِ الْأَرْضِ، فمقَتَهُمْ عَرَبَهُمْ وعَجَمَهُمْ)
فالله مقتهم عربهم وعجمهم ، لما اظهروه وبدلوا به فطرتهم من الشرك والكفر ، لا لعين زمانهم ، ولا لانه خلقهم مشركين وعاشوا علي شركهم ، بل خلقهم جميعهم علي فطرة التوحيد ، وهم بدلوها بانفسهم ، ولو حدث هذا السبب في اي زمان ومكان لترتب عليه نفس النتيجة ، ولا عبرة بالزمان نفسه في هذه النتيجة ، بل العبرة بالشرك والكفر الذي يحدثوه ويبدلوا به فطرة الله
وقولك (هم كفار بعد البلوغ الاصل فيهم الكفر )
وهذا تناقض في مذهبكم ، فما الاصل قبل البلوغ الي سن التميز ، وما الاصل من سن التميز الي الولادة ، تأمل ستجد ان مرد ذلك الي قولنا الحكم بالظاهر ( الولادة من كافرين او احداث الكفر )
وقولك (اما انت فتريد ان تستصحب اصل الخلقة فى جميع الازمان والاحوال وفى جميع الامم قبل دعوة الانبياء )
لست انا المريد ورب الكعبة ، بل تلك ارادة الله وقوله ( فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ) ، وقوله رسوله ( كل مولود يولد على الفطرة ) ، وهذا عام لكل زمان وحال ، فاستثن انت ان استطعت ، ولن تستطع ولو اعانك علي ذلك مؤيدون موسعون
ولكن يغيب عن بالك هنا شيء مهم سأوضحه لك ، وهو ان استصحاب الاصل ليس هو القاضي والحاكم علي الحكم بالظاهر ، بل الظواهر هي التي تقضي علي استصحاب الاصل وتحكم عليه وتبت في امره ، فإذا كان هناك امر ظاهر ، يعتبر به هو في الحكم ولا عبره بالاصل واستصحابه الا اذا عدمت الظواهر ، ومن يقول او يذهب الي استصحاب الاصل معناه انه قد عدمت الظواهر عنده ، فإذا جاءت الظواهر ( وهي هنا الولادة من كافرين او احداث الكفر ) فلا عبرة باستصحاب الاصل ، فافهم هذا وتدبره جيدا ، لتعي ما نقصده
وقولك (لذلك قال بعضهم فى بيان متى يصير قوم كفار اصليين- قالوا هذا يحدث فى الجيل الثالث - الجيل الاول يكونو على الاسلام وهنا يكون الاصل الاسلام والكفر طارئ -والجيل الثانى يرتد الاباء وهذا يكون كفر ردة لا كفر اصلى - والجيل الثالث بعد موت الاباء- فيصبح هذا الجيل كفارا اصليين لانهم لم يدخلوا فى الاسلام فى اى وقت )
هذا بارك الله فيك في جانب التقعيد علي الورق ، اما اذا اردت انزاله علي ارض الناس فلابد من اعتبار الحكم بالظاهر ، والا فكيف ستحكم بردة الاباء الا بالظواهر ، فنحن نفعد علي الورق ان الزاني يرجم ، وعلي الارض لابد من اعتبار الظواهر لنتحقق من انه زني ، وعلي الورق الميتة حرام لا تؤكل ، اما علي الارض نعتبر بالظواهر لنعرف انها ميتة ، لذلك نقول ان اصل الدين يعتبر فيه بالظاهر
اما نقلك عن الشيخ حمد قوله ( فإن كان دين آبائهم الشرك بالله، فنشأ هؤلاء واستمروا عليه، فلا نقول الأصل الإسلام والكفر طارئ، بل نقول: هم الكفار الأصليون)
الم تدبر هنا قوله ( فنشأ هؤلاء واستمروا عليه ) وانه هو اعتبار الظاهر ، واما قوله ( فلا نقول الأصل الإسلام والكفر طارئ ) فهو يقصد اصل الدين بناءا علي ما اظهروه ، ولا يقصد اصل الفطرة ، فاصل فطرة الناس جميعهم فطرة التوحيد ، والشرك والكفر هو الحادث الطارئ علي اصل فطرتهم ، و لإننا لا نعتبر بفطرة التوحيد في الحكم ، لا نقول انهم مرتدون بل نقول انهم كفار اصليون ، فتدبر هذا فانه سيفيدك

وقولك (وان تعجب فعجب قولهم فى استصحاب الاصل للمشركين بناءا على ما فطروا عليه )
يا اخي اتق الله ، واتق ان ترمي الناس بما اخطأت انت في فهمه ، فمن قبل قلت اننا متأثرون بالقطبيين ، والان يؤل قولك الي اننا لا نكفر المشركين ، فاتق الله واحذر الحكم علي الناس بالظنون واختلاط الفهم ، فنحن والله لا نستصحب الاصل ابدا للمشركين بل للمسلمين ، فاذا ظهر انهم مشركون ( الولادة من مشركين او احداث شرك ) ، فلا استصحاب للاصل ، فافهم
وقولك ( وغضوا الطرف عن استصحاب الاصل-بحجة الحكم بالظاهر )
وهذا يدل ايضا انك لم تفهم معني الحكم بالظاهر جيدا ، ولم تفهم ان استصحاب الاصل معناه انعدام الظواهر ، ولعل كل ذلك يتضح لك بعد مشاركتي هذه ، وان الحكم بالظاهر هو القاضي علي استصحاب الاصل ، فالامر هكذا علي الترتيب ، اعتبار الظواهر ( الولادة من كافرين او احداث كفرا ) فان عدمت الظواهر ، نستصحب الاصل ، ولكنك تفهم من كلامنا ما لم نقله وما لم نقصده ، بل ولا ينبغي اصلا ان يفهم ، فانت تفهم اننا نقول باستصحاب الاصل مع وجود الظواهر ( الولادة من كافرين او احداث كفرا ) ولا ادري كيف هذا ، ونحن عند كلامنا علي قوم لوط ، قلنا لعلهم من بقايا غير مشركين ، وانه لم يثبت عندنا انهم احدثوا شركا ، وقلنا انه من يقول بغير هذين فعليه ان يثبت ما يقول ، فأين اننا نستصحب الاصل مع وجود الظواهر !!!!؟؟
وقولك (فاهجع الى الله فى السحر وقل
اللَّهُمَّ اهْدِنِي لِمَا اخْتُلِفَ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِكَ، إِنَّكَ تَهْدِي مَنْ تَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ)
فتالله لقد نصحت نصحا ، وأبلغت قولا ، واحمد اليك نصحك ، فنعم النصيحة ذي ورب الكعبة
ودعني ازيدك علي ما قلت مقولة ، وعلي ما يغتنم غنيمة ، فلطالما المؤمنون يتناصحون
وتلك هي ان الرجل اذا تكلم بغير دليل ، يصبح فريسة في الارض لكل طائر يطير بجناحين ، وحينئذ فخير له ان يكون عبد الله الصامت ، ولا يكون عبد الله القائل بلا دليل
ولك عندي في الاخير مثالان ، ليتضح لي ولك امران ، الامر الاول ليتضح لي هل الخلاف بيننا لفظي ام لا ، والامر الثاني ليتضح لك ان ضابط الحكم بالظواهر احوط واعم واشمل من ضابط تغير الحال والزمان في الحكم علي اصل الدين
وارجو منك اخي ان توسع صدرك ، وتتأني في ردك ، فانا وانت اخي ليس الا احد رجلين ، اما رجل يحاور علي حق يعتقده ، واما رجل لما يتبين له يرجع عن شيء كان يعتقده ، والله حسيبنا ولا نزكي علي الله احدا
المثال الاول ليتضح لي الامر الاول
في بلدة من بلاد يومنا هذه يعيش فيها مسلمون ومشركون ، وفي سوقها الذي يعتاده الطرفان وجدنا طفلا رضيعا لقيطا ، ولم يعرف ابواه ، فهنا انعدمت الظواهر، فهل انت ممن يقولون باستصحاب اصل الشرك له بناءا علي ان الاصل في الناس اليوم الشرك ، ام ممن يستصحب له اصل الاسلام بناءا علي ما فطر عليه ؟؟
المثال الثاني ليتضح لك الامر الثاني
وهو نفس المثال السابق مع اختلاف ان هذه البلدة ليس فيها الا المشركون ، ويستحيل ان يكون هذا الطفل من غيرهم او ياتي من بلدة غير بلدتهم ، فانتم تقولون نستصحب له اصل الشرك لان الاصل في الناس اليوم عموما وفي بلدته خصوصا الشرك ، ونحن نوافقكم علي الحكم ولكن ليس استصحابا لاصل ، ولا لان الاصل في الناس عموما الشرك وننكر عليكم هذا ، بل لان الظاهر ان ابويه ولا محاله مشركان ، فالظواهر قضت علي استصحاب اي اصل
وانتم عند انكارنا عليكم قولكم الاصل في الناس الشرك تقولون ، نحن لا نقصد اصل الفطرة بل اصل الدين ، واصل الدين بلدته الشرك ، فنقول لكم من اين علمتم ان اصل دين بلدته الشرك ، فستقولون بلا شك من ظواهرهم ( ولدوا من مشركين او احدثوا شركا) فارجعتم الحكم علي اصل الدين الي الظواهر
وان قلتم حكما علي هذا الطفل الرضيع باصل الشرك ، لان هذا الزمان اصبح الاصل في دين الناس الشرك ، قلنا لكم من اين علمتم ان في هذا الزمان اصبح الاصل في الناس الشرك ، قلتم من ظواهر الناس في هذا الزمان ( احداث الشرك او الولادة من المشركين ) فارجعتم هنا ايضا الحكم علي اصل الدين الي الظواهر ، وهذا هو عين قولنا بارك الله فيك ان ضابط الظواهر ، هو الاصح والاعم والاشمل والاحوط ، وان ضوابط الزمان والمكان وتغير الحال ترد هي اليه ليضبطها ، اللهم بلغت اللهم فاشهد

محمدعبداللطيف
2020-05-15, 11:40 PM
فانتم تقولون نستصحب له اصل الشرك لان الاصل في الناس اليوم عموما وفي بلدته خصوصا الشرك
سأخصص هذا المشاركة للرد على هذه الجملة فهذا افتراء علينا - فنحن فى جميع المواضيع ننكر القول بأن الاصل فى الناس اليوم الكفر هذا لم نقل به ابدا فى اى موضوع بل ما نقرره فى جميع مواضيعنا هو عدم عودة الجاهلية العامة التى كانت قبل مبعث النبى صلى الله عليه وسلم بمعنى [الاصل فى الناس الكفر]- والدليل على ذلك ارجع الى اعلى الصفحة يتبين لك ذلك وهذا الاقتباس
اما الجاهلية العامة المطلقة فلا جاهلية عامة بعد مبعث النبى صلى الله عليه وسلم ولكن تكون فى دار دون دار وفى ناحية دون اخرى وفى شحص دون شخص فمن اين فهمت انى اقول الاصل فى الناس اليوم الشرك- انا لم اقل ذلك ابدا انما ذلك فى الجاهليات التى سبقت دعوة الرسل
اما بعد مبعث النبى صلى الله عليه وسلم لايمكن ان تجتمع الامة على ضلاله بل لا تزال طائفة من امة النبى صلى الله عليه وسلم على الحق وهذا ما يمنع القول بان الاصل فى الناس الكفر او عودة الجاهلية العامة وعمومها لاهل الارض بل تكون مطلقه فى ديار الكفر وفى مصر دون مصر اما عمومها لاهل الارض فهذا لا نقول به---يقول شيخ الاسلام بن تيمية فى اقتضاء الصراط المستقيم- فالناس قبل مبعث الرسول صلى الله عليه وسلم، كانوا في حال جاهلية منسوبة إلى الجهل، فإن ما كانوا عليه من الأقوال والأعمال إنما أحدثه لهم جاهل، وإنما يفعله جاهل.وكذلك كلما يخالف ما جاءت به المرسلون: من يهودية، ونصرانية، فهي جاهلية، وتلك الجاهلية العامة، فأما بعد مبعث الرسول صلى الله عليه وسلم قد تكون في مصر دون مصر، كما هي في دار الكفار، وقد تكون في شخص دون شخص، كالرجل قبل أن يسلم، فإنه في جاهلية، وإن كان في دار الإسلام -فأما في زمان مطلق: فلا جاهلية بعد مبعث محمد صلى الله عليه وسلم، فإنه لا تزال من أمته طائفة ظاهرين، على الحق، إلى قيام الساعة.--- هذا هو ما يمنع القول بأن الاصل فى الناس الكفر فهذا كان قبل مبعث النبى صلى الله عليه وسلم اما بعد مبعث النبى صلى الله عليه وسلم فانه لا تزال طائفة من أمته ظاهرين، على الحق، إلى قيام الساعة فلا جاهلية مطلقة الا فى ديار الكفر فنحن لا نحكم على العموم ولكن احكام الكفر بالنسبة الى الديار فكما قال شيخ الاسلام -وكون الأرض دار كفر ودار إيمان ودار فاسقين ليست صفة لازمة لها بل هي صفة عارضة بحسب سكانها وكل أرض سكانها المؤمنون المتقون هي دار أولياء الله في ذلك الوقت وكل أرض سكانها الكفار فهي دار كفر في ذلك الوقت وكل أرض سكانها الفساق فهي دار فسق في ذلك الوقت فإن سكنها غير من ذكرنا وتبدلت بغيرهم فهي دارهم وكذلك المسجد إذا تبدل بخمارة أو صار دار فسق أو دار ظلم أو كنيسة يشرك فيها بالله كان بحسب سكانه وكذلك دار الخمر والفسوق ونحوها إذا جعلت مسجدا يعبد الله فيها عز و جل كان
بحسب ذلك وكذلك الرجل الصالح يصير فاسقا أو الفاسق يصير صالحا أو الكافر يصير مؤمنا أو المؤمن يصير كافراونحو ذلك كل بحسب انتقال الأحوال من حال إلى حال
****************************
سئل أبناء الشيخ، وحمد بن ناصر، رحمهم الله: هل تعتقدون كفر أهل الأرض على الإطلاق؟ أم لا؟
فأجابوا:.
تكفير أهل الأرض كلهم، فنحن نبرأ إلى الله من هذا، بل نعتقد أن أمة محمد صلى الله عليه وسلم لا تجتمع على ضلالة، بل قد أجارها الله عن ذلك، على لسان نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، ولا تزال طائفة منها على الحق منصورين، لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم، إلى أن تقوم الساعة، ---وكذلك وردت الأحاديث الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، مع إخباره بأن أمته تأخذ ما أخذت الأمم قبلها، وتتبع سنتهم، وتسلك مسالكهم فستفترق أمتي على ثلاث وسبعين ملة؛ كلهم في النار إلا ملة واحدة. قالوا: من هي يا رسول الله الناجية؟ قال: ما أنا عليه اليوم وأصحابي " وهذا الافتراق مشهور عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث أبي هريرة، وسعد، ومعاوية، وعمرو بن عدي.

وفي بلدته خصوصا الشرك نعم هذا قولى وقول علماء الدعوة
قال الشيخ العلامة حمد بن عتيق رحمه الله تعالى وأما إذا كان الشرك فاشيا، مثل دعاء الكعبة والمقام والحطيم، ودعاء الأنبياء والصالحين، وإفشاء توابع الشرك، مثل الزنى والربا، وأنواع الظلم، ونبذت السنة وراء الظهر، وفشت البدع والضلالات، وصار التحاكم إلى الأئمة الظلمة، ونواب المشركين، وصارت الدعوة إلى غير القرآن والسنة، وصار هذا معلوما في أي بلد كان، فلا يشك من له أدنى علم: أن هذه البلاد، محكوم عليها بأنها بلاد كفر وشرك; لا سيما إذا كانوا معادين لأهل التوحيد، وساعين في إزالة دينهم، ومعينين في تخريب بلاد الإسلام; وإذا أردت إقامة الدليل على ذلك، وجدت القرآن كله فيه، وقد أجمع عليه العلماء، فهو معلوم بالضرورة عند كل عالم.


قال بن قدامة المقدسي ( الأصل أن من كان في دار ، فهو من أهلها ،يثبت له حكمهم ما لم يقم على خلافه دليل ) المغني ج3 ص 478

قال القرافي ( اعلم أن الأصل اعتبار الغالب , وتقديمه على النادر ,وهو شأن الشريعة )الفروق ج 4 ص 104

قال شيخ الاسلام بن تيمية ( إذ الأصل إلحاق الفرد بالأعم الأغلب، دون النادر )مجموع الفتاوى ج31 ص 167


قال ابن القيم (الأحكام إنما هي للغالب الكثير، والنادر في حكم المعدوم) زاد المعاد ج5 ص 421 و في اعلام الموقعين ج 3 ص 191

محمدعبداللطيف
2020-05-16, 02:10 AM
اين الادلة هذه بارك الله فيك لا يرى نور الشمس من أغمض عينيه


لا اخلط ورب الكعبة ، بل افرق ولكني الفرق بيننا علي تقسيمك هو ، في اصل الفطرة اننا نثبت اصل الفطرة ولا نعتد بها في الحكم ، انا لم اطلب منك القسم ولكن طلبت الدليل على ايمان قوم لوط فاحتججت باصل الفطرة-- والا لماذ اقحمنا الكلام على استصحاب اصل الفطرة ان لم يكن للحكم- انت اتيت بدليل الفطرة كدليل على ايمان قوم لوط فلم اذا قولك انه لا يعتد به فى الحكم وما الفائدة فى ذكر شئ لا يعتد
وانت لا تعتدون بها في الحكم ولا تثبتونها بقولكم الاصل في الناس الشرك بل العلماء يعتدون بها فى الحكم وقد ذكرت لك كلام الامام النووى فى تعارض الاصل والظاهر فى حكم اطفال المشركين ولكنك اعرضت عنه لا اعرف لماذا
ولا تثبتونها بقولكم الاصل في الناس مسألة الاصل والظاهر وايهما يقدم عند التعارض فيها كلام كثير لاهل العلم لا اريد التعرض له لانه يحتاج الى بسط كثير يضيق الكلام فى ذكره
والفرق بيننا في اصل الدين اننا نعتبر فيه الحكم بالظاهر وهو هنا الولادة من ابوين كافرين او احداث الكفر ، وانتم تعتبرون تغير الحال والزمان ، ولا تعتبرون الظاهر واعتبار الظاهر هو الاصح
فما يمنع ان تقولوا ان الاصل في الناس جميعهم فطرة التوحيد ولكن الحكم بدينهم متوقف علي الظاهر منهم ( الولادة من كافرين او احداث الكفر ) ، وهذا الذي نقوله ضابط مستقيم ، ويشمل جميع الازمنة والامكنة هذه المسألة استوفينا الكلام عليها فى موضوع مستقل ووضحنا هل كفر اطفال المشركين تابع ام حقيقى قال شيخ الاسلام وكون الصغير يتبع اباه في احكام الدنيا هو لضرورة حياته في الدنيا فإنه لا بد له من مرب يربيه وانما يربيه ابواه فكان تابعا لهما ضرورة ولهذا متى سبي منفردا عنهما صار تابعا لسابيه عند جمهور العلماء كأبي حنيفة والشافعي واحمد والاوزاعي وغيرهم لكونه هو الذي يربيه واذا سبى منفردا عن احدهما أو معهما ففيه نزاع للعلماء
واحتجاج الفقهاء كأحمد وغيره بهذا الحديث على أنه متى سبي منفردا عن ابويه يصير مسلما لا يستلزم أن يكون المراد بتكفير الابوين مجرد لحاقه بهما في الدين ولكن وجه الحجة انه إذا ولد على الملة فإنما ينقله عنها الابوان اللذان يغيرانه عن الفطرة فمتى سباه المسلمون منفردا عنهما لم يكن هناك من يغير دينه وهو مولود على الملة الحنيفية فيصير مسلما بالمقتضى السالم عن المعارض
ولو كان الابوان يجعلانه كافرا في نفس الأمر بدون تعليم وتلقين لكان الصبي المسبى بمنزلة البالغ الكافر
ومعلوم أن الكافر البالغ إذا سباه المسلمون لم يصر مسلما لأنه صار كافرا حقيقة
فلو كان الصبي التابع لأبويه كافرا حقيقة لم ينتقل عن الكفر بالسباء
فعلم انه كان يجرى عليه حكم الكفر في الدنيا تبعا لأبويه لا لأنه صار كافرا في نفس الأمر
يبين ذلك انه لو سباه كفار لم يكن معه ابواه ولم يصر مسلما فهو هنا كافر في حكم الدنيا وان لم يكن ابواه هوداه ونصراه ومجساه
فعلم أن المراد بالحديث أن الابوين يلقنانه الكفر ويعلمانه اياه
وذكر صلى الله عليه وسلم الابوين لانهما الأصل العام الغالب في تربية الاطفال فإن كل طفل غير فلا بد له من ابوين وهما اللذان يربيانه مع بقائهما وقدرتهما بخلاف ما إذا ماتا أو عجزا لسبي الولد عنهما أو غير ذلك

ومما يبين ذلك قوله في الحديث الآخر
كل مولود يولد على الفطر حتى يعرب عنه لسانه فإما شاكرا وإما كفورا فجعله على الفطرة إلى أن يعقل ويميز
فحينئذ يثبت له أحد الامرين ولو كان كافرا في الباطن بكفر الابوين لكان ذلك من حين يولد قبل أن يعرب عنه لسانه
وكذلك قوله في الحديث الآخر الصحيح حديث عياض بن حمار عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه
اني خلقت عبادي حنفاء فاجتالتهم الشياطين وحرمت عليهم ما أحللت لهم وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم انزل به سلطانا صريح في انهم خلقوا على الحنيفية وان الشياطين اجتالتهم وحرمت عليهم الحلال وامرتهم بالشرك
فلو كان الطفل يصير كافرا في نفس الأمر من حين يولد لكونه يتبع ابويه في الدين قبل أن يعلمه أحد الكفر ويلقنه اياه
لم يكن الشياطين هم الذين غيروهم عن الحنيفية وأمروهم بالشرك بل كانوا مشركين من حين ولدوا تبعا لآبائهم

ومنشأ الاشتباه في هذه المسألة
اشتباه احكام الكفر في الدنيا باحكام الكفر في الاخرة
فإن اولاد الكفار لما كانوا يجري عليهم احكام الكفر في امور الدنيا مثل ثبوت الولاية عليهم لآبائهم وحضانة ابائهم لهم وتمكين آبائهم من تعليمهم وتأديبهم والموارثة بينهم وبني آبائهم واسترقاقهم إذا كان آباؤهم محاربين وغير ذلك
صار يظن من يظن انهم كفار في نفس الأمر كالذي تكلم بالكفر وعمل به --
ولمزيد فائدة هذا رابط الموضوع
https://majles.alukah.net/t182533/
--
وهذا الذي نقوله ضابط مستقيم ، ويشمل جميع الازمنة والامكنة ليس ضابط مستقيم لان حكم الظاهر مرتبط باحكام اخرى--
مثال- مجهول الحال فى دار الكفر اذا لم تظهر عليه علامات الاسلام ما حكمه واين الظاهر هنا
الجواب كما قال ابن قدامة الاصل ان من كان فى دار فهو من اهلها-- اذا لم يوجد ظاهر انتقلنا الى استصحاب الاصل- وهذا هو قولنا فى الجاهليات التى سبقت دعوة الرسل--- اما الظاهر فأنا سبق ان قلت لك انا لا اختلف معك على الاطلاق كل ما تقرره فى مسألة الظاهر قلت هو محل اتفاق- اتفق معك تماما - حتى مسألة تعارض الاصل والظاهر انا متفق معك - على ان دليل الظاهر - اقوى الادلة ودليل الاستصحاب اضعف الادلة-- وهو يقضى على دليلك باستصحاب الفطرة فى الحكم على ايمان قوم لوط
-- انت تبتعد عن محل الخلاف بادخالى بمسائل اخرى لا تتعلق بالمسألة -
انا اتكلم عن حكم شخص من اهل الجاهلية قابله زيد بن عمرو ابن نفيل ولم يعرف عنه شئ ما حكمه عند زيد مع انه لم يظهر منه كفر كيف يعامله زيد ابن عمرو -- بالاجماع فيما ورد عن زيد وغيره انهم كانوا يعاملونهم على انهم على غير الملة - استصحابا للاصل- لذلك كان زيد يقول لا اعلم احدا على ملة ابراهيم غيرى

فاستدل اذن علي موطن الاشكال وبينه ، الاشكال لماذا تقحم مسألة الاصل فى الناس الاسلام - فى الحكم اذا عمَّ الشرك اهل الارض كما فى زمن نوح وفى الجاهلية قبل مبعث النبى صلى الله عليه وسلم - ما دخل قولك الاصل فى الناس الاسلام بخصوص هذه المسألة - هذا هو موطن الخلاف فقط فلا تبتعد كثيرا فتشتت الموضوع - اما مسألة الاصل والظاهر وان الظاهر اقوى الادلة وانه يقضى على استصحاب الاصل هذا محل اتفاق -لا دخل له بموضوعنا- ولا اعرف لماذا اقحمت ذلك وقد بينت من اول مشاركة ان ذلك مسألة وفاقية بيننا -ركز على محل الخلاف ما دخل مسألة الاصل فى الناس الاسلام اذا عمَّ الكفر والشرك اهل الارض- وانبهك ان الكلام على عموم الكفر اهل الارض خاص بالجاهليات التى سبقت دعوة الرسل - اما تكفير عموم اهل الارض اليوم فليس بقول لنا وقد افردت المشاركة السابقة لبيان ذلك-
[QUOTE=ابن أمارة;936242]
، وليس في نزول العذاب علي قوم لوط دليل علي مخالفتهم لرسولهم في الاعتقاد قبل ارساله لهم ، فالرسول قد يرسل الي قوم يوافقونه في الاعتقاد ، كحال رسل بني اسرائيل، فأين الفارق المزعوم ، وما دخل انزال العقاب هنا وهذا بعد ارسال الرسل ، والايمان والكفر دلائل الكتاب والسنة تدل على هذا الفارق الذى زعمت انه مزعوم- وقد طالبتك بالدليل على ايمان قوم لوط فلم تقيم بنيان الادلة- الا باستصحاب الاصل فى الناس الاسلام ثم انقلبت على دليلك بما يهدم هذا الاصل وهو الظاهر - والسؤال ما هى ظواهر الكتاب والسنة فى المخالفين لدعوة الرسل- هل ظاهرهم الاسلام ام الكفر - وما هوالحكم المستصحب لمجهول الحال فيهم


وقولك ( لا نستصحب اصل الخلقة عند الحكم ولكن نستصحب الدين الموجود )
اليس هذا هو نفس قولي ( ولكن لا تعتبر في الحكم )وقولك ( الدين الموجود ) فدين الناس ما اظهروه ، فمرده الي الحكم بالظاهر ، لا الي الزماناذا كان نفس قولك فلم الاختلاف اذا

فدين الناس ما اظهروه ، فمرده الي الحكم بالظاهر ، لا الي الزمان لا ادرى كيف فهمت هذه- الزمان مجرى افعال العباد- المقصود بالزمان - حال اهل الجاهلية قبل مبعث النبى- او ما يسمى بزمن الجاهلية
فدين الناس ما اظهروه ، فمرده الي الحكم بالظاهر اذا السؤال ما هو الاصل المستصحب لاهل بلد اظهروا الكفر- اذا الحكم ليس متعلق بالظاهر فقط-- والدليل على ذالك قول الشيخ محمد ابن ابراهيم اثناء الكلام على حكم الدار واهلها بالاسلام والكفر - قال اذا كان الشرك فاشا ظاهرا فالدار دار كفر واذا كان الشرك ظاهرا نادرا وينكر فالدار دار اسلام- انظر اخر الكريم عدم تعليق الحكم بظهور الكفر مع ندرته وانكاره-- هل وصلك المقصود
[QUOTE=ابن أمارة;936242]
وقولك (ثم انتقل هذا الاصل الى اصل اخر حينما عمَّ الكفر اهل الارض واصبح الاصل الشرك)
وهنا ما ننكره ان يقال ان الاصل الشرك هكذا كما تزعمون ،.....
وذلك ان العلة عندك في انتقال الاصل وتغيره ، هي تغير حال الاقوام ، من اسلام وايمان الي شرك وكفران ، فلما لا تأخذ بنفس العلة علي شخص الانسان ، فكما تقول ان الاصل في الاقوام ( زمن آدم ) هو الفطرة والتوحيد ، فقل ان الاصل في الانسان هو الفطرة والتوحيد ، وكما تقول ان الاصل في الاقوام قد تغير ، فقل بتغير الاصل علي نفس الانسان بيدي ابويه غير المسلمين ، فيصير القول ان الاصل في الناس الفطرة ولكن الحكم علي ما ينتهون اليه بعد التغير، وهذا هو معني حديث كل مولود ، فبعلتك واستدلالك حاججناكماذا دهاك هل تستدل بما اقرره
ارجع البصر وتأمل التقسيم السابق فى اصل الناس انهم خلقو من ادم واصل الولادة انهم ولدوا على الفطرة واصل الدين الذى كان عليه ادم وزيته الى ان اختلف الناس- وانظر الى اول جاهلية قبل دعوة نوح والنبى صلى الله عليه وسلم- وانظر - ما الاصل بعد دعوة النبى صلى الله عليه وسلم وقد سبق فى المشاركة السابقة ان قلت
وعبارة الاصل فى الناس غير عبارة اصل الفطرة التى فطروا عليها لان البعض يخلط بين الامرين فالاصل فى الناس مرتبطة بزمان ومكان معين وليست مطلقة،فالكلام عن الاصل فى عموم بنى ادم شئ من جهة الاصل الذى فطروا عليه والكلام عن الواقع والحال يختلف من زمان الى زمان ومن جيل الى آخر - ، لأن هناك أمما مسلمة وأمما كافرة ، ومثال ذلك الأصل في أهل مكة قبل إسلامهم هو الكفر ، حتى يثبت عن الواحد منهم أنه مسلم،والأصل فيهم في القرون التي تلت الإسلام حتى يثبت عن الواحد منهم الكفر.
وقولك (ولا دخل هنا لاصل الخلقة على الاطلاق لذلك بعث الله النبيين )
لا دخل لاصل الخلقة باعتبارها في الحكم ، مع الاقرار بثبوتها علي كل انسان وفي كل زمان ، وعدم نفيها ، وبعث الله النبين ليردوا الناس الي فطرتهم ، لذلك كان الرسل يستدلون علي اقوامهم بما اقروا به من الفطرة والربوبية ، علي توحيد الالوهيةهل نازعك احد فى ذلك - هل وجدت فى كلامى نفى ان الناس ولدوا على الفطرة- كل مولود يولد على الفطرة فابواه يهودانه.... النزاع ليس فى ذلك - ما علاقة الفطرة فى قولك الاصل فى الناس الاسلام- وانت جئت به دليلا لاستصحاب الاصل فى ايمان قوم لوط وهذا ما انكرناه عليك
ان اخوة يوسف مسلمون لظاهرهم لا لزمانهم ، الاصل فى البلد التى امنت واتبعت رسلها ولم تكذب الاسلام - فاين هذا فى قوم لوط - الا قولك ..لعلهم .. لعلهم .... فلعلهم كانوا من بقايا غير مشركين ....
فنحن ننكر علي من يقول ان الاصل في الناس الشرك صحح كلامك انت تنكر على من يقول الاصل فى الناس فى الجاهلية التى سبقت دعوة النبى صلى الله عليه وسلم الشرك
فكما تنكر علي من يقول ان الاصل في الاقوام ( زمن آدم ) الشرك من قال ذلك نحن نقول الناس فى زمن ادم وزريته التوحيد الى ان حدث الشرك وعمَّ الارض واصبحوا امة واحدة على الشرك هذا ما نتكلم عنهم لذلك بعث الله نوح ليردهم الى دين ابيهم ادم
، فكما تنكر علي من يقول ان الاصل في الاقوام ( زمن آدم ) الشرك ، فنحن ننكر علي من يقول ان الاصل في الناس الشرك ، وكما تقول ان الاصل في الاقوام تغير لتغير الحال ، فكذلك قل ان الاصل في الانسان يتغير بتغير الحال ، مع كونه الاصل فيه فطرة التوحيد ، كما الاصل في الاقوام فطرة التوحيد ، فالاصل في كل انسان التوحيد ويتغير ذلك وفقا لابويه ، والحكم علي ماينتهي اليه بعد التغير ، بلا اعتبار اصل الفطرة في الحكم ، فانت محاج في الحالتين ولا مخرج عجيب انت -ابن امارة - هل تستد بما اقرره علىَّ
الاولي في عدم اعتبار الظواهر في الحكم في اصل الدينهل نازعتك فى اعتبار الظواهر ام انا قلت ان هذه المسألة محل اتفاق
والثانيه في اعتبار علة تغير اصل الدين انها الحال والزمان مع عدم انزال نفس هذه العلة علي الانسان بقولك ان الاصل في الناس الشرك
وقولك (وإِنَّ اللهَ نظر إلى أهْلِ الْأَرْضِ، فمقَتَهُمْ عَرَبَهُمْ وعَجَمَهُمْ)
فالله مقتهم عربهم وعجمهم ، لما اظهروه وبدلوا به فطرتهم من الشرك والكفر ، لا لعين زمانهم ، ولا لانه خلقهم مشركين وعاشوا علي شركهم ، بل خلقهم جميعهم علي فطرة التوحيد ، وهم بدلوها بانفسهم ، ولو حدث هذا السبب في اي زمان ومكان لترتب عليه نفس النتيجة ، ولا عبرة بالزمان نفسه في هذه النتيجة ، بل العبرة بالشرك والكفر الذي يحدثوه ويبدلوا به فطرة الله فهمك عجيب جدا هل انا قلت العبرة بالزمان نفسه فى النتيجة -
بل العبرة بالشرك والكفر الذي يحدثوه ويبدلوا به فطرة الله نعم هذه هى الخلاصة العبرة بالشرك والكفر الذي يحدثوه ويبدلوا به فطرة الله- السؤال بعد التبدليل هل تغير الاصل الذى فطروا عليه ام مازالوا على الاصل ويستصحب لهم عند جهالة الظاهر؟ - هذا هو السؤال الموجه اليك
فالله مقتهم عربهم وعجمهم ، لما اظهروه وبدلوا به فطرتهم من الشرك والكفر ما حكم هذا الظاهر اذا عم الارض قبل دعوة نوح ومحمد عليهما الصلاة والسلام
وهذا تناقض في مذهبكم ، فما الاصل قبل البلوغ الي سن التميز الاصل من جهة التبعية ام من جهة الفطرة التى فطروا عليها؟- من جهة التبعية بينها الامام النووى فيما سبق - ومن جهة الحقيقة التى فطروا عليها الاصل انهم ولودوا على التوحيد
ولكن يغيب عن بالك هنا شيء مهم سأوضحه لك ، وهو ان استصحاب الاصل ليس هو القاضي والحاكم علي الحكم بالظاهر ، بل الظواهر هي التي تقضي علي استصحاب الاصل وتحكم عليه وتبت في امره ، فإذا كان هناك امر ظاهر ، يعتبر به هو في الحكم ولا عبره بالاصل واستصحابه الا اذا عدمت الظواهر ، ومن يقول او يذهب الي استصحاب الاصل معناه انه قد عدمت الظواهر عنده ، فإذا جاءت الظواهر ( وهي هنا الولادة من كافرين او احداث الكفر ) فلا عبرة باستصحاب الاصل ، فافهم هذا وتدبره جيدا ، لتعي ما نقصده هذا من افضل ما جئت به على الاطلاق - وهذا يَنُمّ عن علمك وفقهك للدين - وهو جحة عليك لا لك - فكيف اوقعت نفسك فى هذا المأزق وتجادل عن قوم لوط{ فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ ٱلرَّوْعُ وَجَآءَتْهُ ٱلْبُشْرَىٰ يُجَادِلُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ } * { إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُّنِيبٌ } * {يَٰإِبْرَٰهِيم أَعْرِضْ عَنْ هَـٰذَآ إِنَّهُ قَدْ جَآءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَإِنَّهُمْ آتِيهِمْ عَذَابٌ غَيْرُ مَرْدُودٍ}اكتفى بذلك الان

محمدعبداللطيف
2020-05-16, 04:00 AM
ما يمنع ان تقولوا ان الاصل في الناس جميعهم فطرة التوحيد ولكن الحكم بدينهم متوقف علي الظاهر منهم السؤال ما هو الاصل المستصحب مع هذا الظاهر المتفق عليه فى الامم الكافرة- هل نقول فى امة كافرة من الامم السابقة- الاصل فى الناس الاسلام- ما فائدة اقحام هذا الدليل هنا- كلمة الاصل فى الناس الاسلام - يقحمها البعض كدليل للاعتذار عن تكفير اهل بلد اطبق فيها الشرك
فمن ضمن اعذارهم لهذه الديار التى نشأت على الكفر واستمروا عليه مع دعواهم الاسلام ان يقال الاصل فيهم الاسلام حتى يتبين عكس ذلك بحجة الاصل الاسلام - وينسون ما اطبق عليه اهل هذه البلد من الشرك وانه اصبح امة واحدة- فيكون الاصل الشرك حتى يثبت عكس ذلك هذا فى الامم الكافرة وفى دار دون دار كما تقدم عن شيخ الاسلام

ولكن فى آخر الزمان حين تهب ريح طيبة -كما فى حديث حديث أبي هريرة فى صحيح مسلم: إن الله يبعث ريحا من اليمن ألين من الحرير فلا تدع أحداً في قلبه مثقال ذرة من إيمان إلا قبضته. وله في آخر حديث النواس بن سمعان الطويل في قصة الدجال وعيسى ويأجوج ومأجوج: إذ بعث الله ريحا طيبة فتقبض روح كل مؤمن ومسلم ويبقى شرار الناس يتهارجون تهارج الحمر فعليهم تقوم الساعة - فى ذلك الوقت يبقى شرار الخلق ولا يقال الاصل فى الناس الاسلام- وهكذا فى كل الجاهليات التى سبقت الاسلام -لا دخل لمقولة الاصل فى الناس الاسلام-

وعلى العكس من ذلك فى اهل دار الاسلام يقال الاصل فى الناس الاسلام حتى يثبت عكس ذلك
- اذا ما دخل الفطرة ؟
الجواب
كما قال ابن القيم فى شفاء العليل
لكن فطرته موجبة مقتضية لدين الإسلام لقربه ومحبته. فنفس الفطرة تستلزم الإقرار بخالقه ومحبته وإخلاص الدين له.
وموجبات الفطرة ومقتضياتها تحصل شيئا بعد شيء بحسب كمال الفطرة إذا سلمت من المعارض.انتهى

فالطفل تبعٌ لأبوَيْه في أحكام الدنيا، فإِنْ كانا مُسلمَينِ أُلحِقَ بحكم الإسلام، لأنَّ فطرة المولود مُقتضِيَةٌ للإيمان والهدى، وسالمةٌ مِنْ تغييرٍ بالأصالة ـ هذا مِنْ جهةٍ ـ وأنَّ لأبوَيْه ـ مِنْ جهةٍ أخرى ـ تأثيرًا في تغييرِ فِطرَتِه وتحوُّلِه عنها ـ كما قال أنَّ النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم : «مَا مِنْ مَوْلُودٍ إِلَّا يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ، فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ وَيُنَصِّرَانِه ِ وَيُمَجِّسَانِه ِ، كَمَا تُنْتَجُ الْبَهِيمَةُ بَهِيمَةً جَمْعَاءَ، هَلْ تُحِسُّونَ فِيهَا مِنْ جَدْعَاءَ؟
فالحاصل: أنَّ المولود يُولَدُ على فطرةٍ سليمةٍ مُقتضِيَةٍ للإيمان ومُستلزِمةٍ للهدى مِنْ غير تغييرٍ كما دلَّ عليه الإجماعُ السابق في الآيةِ والآثارُ المنقولة عن السلف، ثمَّ يصير إلى ما سَبَق في علم الله مِنْ سعادةٍ أو شقاوةٍ بما يطرأ على فِطرَته السليمةِ، وما يعرض لها مِنْ تأثيرٍ؛ فيصير أمرُه إلى ما سَبَق به القَدَرُ،
وقال ابن القيم رحمه الله
الصحيح من هذه الأقوال ما دل عليه القرآن والسنة: أنهم ولدوا حنفاء على فطرة الإسلام، بحيث لو تركوا وفِطَرَهم لكانوا حنفاء مسلمين، كما ولدوا أصحاء كاملي الخلقة، فلو تركوا وخلقهم لم يكن فيهم مجدوع، ولا مشقوق الأذن. ولهذا لم يذكر النبي — صلى الله عليه وسلم — لذلك شرطا مقتضيا غير الفطرة، وجعل خلاف مقتضاها من فعل الأبوين. وقال النبي — صلى الله عليه وسلم — فيما يروي عن ربه عز وجل: “إني خلقت عبادي حنفاء، وإنهم أتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم”، فأخبر أن تغيير الحنيفية التي خلقوا عليها بأمر طارئ من جهة الشيطان، ولو كان الكفار منهم مفطورين على الكفر لقال: خلقت عبادي مشركين، فأتتهم الرسل فاقتطعتهم عن ذلك، كيف وقد قال: «خلقت عبادي حنفاء كلهم» “؟ فهذا القول أصح الأقوال، والله أعلم”احكام اهل الذمة
قال ابن القيم رحمه الله ( فلو أعطيت النصوص حقها لارتفع أكثر النزاع من العالم ولكن خفيت النصوص وفهم منها خلاف مرادها ...مدارج السالكين 35/2................
وهو ان استصحاب الاصل ليس هو القاضي والحاكم علي الحكم بالظاهر ، بل الظواهر هي التي تقضي علي استصحاب الاصل وتحكم عليه وتبت في امره ، فإذا كان هناك امر ظاهر ، يعتبر به هو في الحكم ولا عبره بالاصل واستصحابه الا اذا عدمت الظواهر نعم هذا هو مربط الفرس
الا اذا عدمت الظواهر ما الحكم اذا عدمت الظواهر؟ اليس باستصحاب الاصل- ما حكم مجهول الحال فى ازمنة الجاهلية-- او فى ديار الكفار ما حكم الميت الذى الذى لم تظهر عليه علامات الاسلام فى ديار الكفار - وما حكم الطفل الصغير الذى لم ينسب لأحد فى ديار الكفار - اليس مجهول الحال معدوم الظاهر- وغير ذلك من الامثلة فى ما إذا عدمت الظواهر-
اذا عدمت الظواهر أليس هذا اقرار منك فى ان الظواهر قد تعدم وتتعذر - فنلجأ الى غيرها من الادلة حتى ولو كانت أضْعَف

السعيد شويل
2020-05-16, 06:36 PM
***********
زادكم الله من أنواره أخى محمد .. والأمر لايحتاج إلى كل هذا التدليل والإثبات ..
.......
أولاً : ليس هناك مسلم ينكر أن قوم لوط كانوا مشركين .
ثانياً : ليس هناك مسلم ينكر أن الإنسان يولد على الفطرة ثم يطرأ عليه الكفر والشرك . ولهذا سيقول الكفار فى يوم القيامة لو كنا نسمع أو نعقل ماكنا فى أصحاب السعير .
...
ثالثاً : العجب كل العجب : أن نصدق ونتقبل أخبار الصحف والمجلات .. ونتساءل عما ورد فى كتاب الله . ونطلب الدليل على شرك قوم لوط .
**********

ابن أمارة
2020-05-16, 08:50 PM
يا اخي محمد بارك الله فيك ، تدبر اخي ما يقال وافهم المقصود ، فهذا يغنيك عن ان تنشأ اقوالا ، وهي مردود عليها بالفعل ، فيكون ما نفعله ليس الا تكرارا لكلامنا وحسب ، فنحن نتحري ان نوضح كلامنا ومقصودنا جيدا ، حتي اننا نفصل بين كل جملة حتي لا يختلط فهم الكلام ، ثم نجد ان لا يفهم علي وجه المراد في الاخير ، وكم طلبنا منك مرارا التدبر والتأمل فيما نقول ونقصد ، وناقش بعد التأمل والتدبر كيفما تشاء ، ولكن لا تناقش في امور اوضحناها مرارا علي انها لم توضح لك بعد ، واعلم ان التكرار يلجئ الي ممر السآمة ، وان ممر السآمة لا يلجئ الا الي غار السكوت
فمثلا قولك (وقد طالبتك بالدليل على ايمان قوم لوط ........ والسؤال ما هى ظواهر الكتاب والسنة فى المخالفين لدعوة الرسل )
فقد اوضحنا مرارا ومرارا بل ومرارا ان النزاع قبل ارسال الرسول ، ثم مازلنا نجدك تقول المخالفين لدعوة الرسل
ومثلا قولك (والا لماذ اقحمنا الكلام على استصحاب اصل الفطرة ان لم يكن للحكم- انت اتيت بدليل الفطرة كدليل على ايمان قوم لوط فلم اذا قولك انه لا يعتد به فى الحكم وما الفائدة فى ذكر شئ لا يعتد )
فقد اوضحنا مرارا انه لا يعتد بها مع وجود الظواهر ثم نجدك تقول هذا الكلام
ومثلا قولك (صحح كلامك انت تنكر على من يقول الاصل فى الناس فى الجاهلية التى سبقت دعوة النبى صلى الله عليه وسلم الشرك)
وهذا يدل علي انك في واد وما نقول في واد ، وان سوء الفهم اصبح مشكلة كبيرة في النقاش ، وفي كل مرة تأتي هذه المشكلة بوخيمة العواقب ، اذ اني انكرت لكونهم فقط قبل مبعث نبي ، فانكرت ان تكون العلة في الحكم علي اصل دينهم زمانهم ، كما انكرت عليك ان اخوة يوسف مسلمون لكونهم في زمن نبي الله يعقوب ، بل قلنا ان العلة ليست حال الزمان بل في ظواهرهم سواء قريش او اخوة يوسف ، والذي يقول اننا ننكر القول بان الاصل في جاهلية قريش الشرك ، غدا سيقول اننا ننكر القول بان اخوة يوسف مسلمون وان الاصل فيهم الاسلام ، وهذا نص قولنا ( مرة اخري نأتي علي ما اتفقنا عليه دون جديد يذكر ، فالاولي كانت ان قريشا مشركين ، وهذه ان اخوة يوسف مسلمين ، ونقول لك كما قلنا لك في قريش ، ان اخوة يوسف مسلمون لظاهرهم لا لزمانهم ، فظاهرهم انهم ولدوا من ابوين مسلمين ، ولم يحدثوا شركا ) ولا حول لنا ولا قوة الا بالله
وكل ما اثرته هنا هو مردود عليه في المشاركة السابقة لو تأملتها ، وهذا ما اعجب منه ، الا امورا لو ناقشناها هنا لتشعب الحال اكثر واكثر
ولكن دعني الخص كل ماسبق في ردي علي سؤالك التالي ونبني عليه النقاش من بعد
سؤالك هو ( فكيف اوقعت نفسك فى هذا المأزق وتجادل عن قوم لوط )
ببساطه لانه انعدمت عندي الظواهر علي شركهم ، وان كان عندك ظواهر علي شركهم فأرنا اياها ، وما علينا بعد ان تأتينا بها والتحقق منها الا ان نعتبرها في الحكم ، وتقضي هي علي ما استصحبناه من اصل الفطرة ، هذا الذي نوضحه ونبينه منذ ايام ومشاركات ، الم يصلك الي الان
ولكن انت تقول لماذا استصحبت لهم اصل الفطرة ، ولم تستصحب لهم اصل الدين الشركي المبدل ، اليس كذلك
فأقول لان اصل الدين هو نفسه متوقف علي الظواهر ، التي هي معدومة اصلا ، وكما بينا في المثال الثاني ، ان الظواهر هي التي يحكم بها علي الزمان والمكان ، فكيف نقول ان اصل دينهم تبدل الا بظاهر وهو معدوم ، فلا عبرة لزمانهم ولا لمكانهم ، ومن اين لنا انهم من المبدلين
وانت تقول نستصحب لهم اصل الدين الشركي المبدل ، فقل لي لماذا ، وعلي اي شيء تستند عليه في هذا ، فقط لاغير حتي لا نتشعب اكثر
وان كنت تقول لان الشرك كان دين جميع اهل الارض في زمانهم ، ولم يكن في زمانهم امم مسلمة وامم مشركة ( وذلك قولي لعلهم .... )، فذلك لم يكن ليتبين لنا الا بعد حديث الكذبات الثلاثة ، وعلي ما وضحنا فيه القول سابقا ، هل وضح لك يا اخي الامر بعد
ولقد افدتنا في هذه المشاركة بإجماع ، فارجو نقل نصه ، بارك الله فيك

محمدعبداللطيف
2020-05-16, 11:25 PM
والسؤال ما هى ظواهر الكتاب والسنة فى المخالفين لدعوة الرسل )
فقد اوضحنا مرارا ومرارا بل ومرارا ان النزاع قبل ارسال الرسول ، ثم مازلنا نجدك تقول المخالفين لدعوة الرسل ما من نبي إلا ودعا قومه إلى التوحيد ، وأمرهم بعبادة الله تعالى ، ونهاهم عن الشرك، كما دلت على ذلك الآيات الصريحة في كتاب الله تعالى ، ومن ذلك قوله تعالى: (ولَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ) النحل/ 36 . وقال تعالى: ( وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ) الأنبياء/25.
ولوط عليه السلام هو من جملة الرسل الذين يصدق عليهم ما نصت عليه الآيات ، كما قال تعالى: (وَإِنَّ لُوطاً لَّمِنَ الْمُرْسَلِينَ ) الصافات/ 133.
ويتضح ذلك بما ورد من النصوص الخاصة في قصة لوط ، والتي تدل على أنه دعاهم إلى التوحيد ، منها قوله تعالى: ( كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ الْمُرْسَلِينَ . إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلا تَتَّقُونَ . إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ . فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ . وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ) الشعراء / 160 – 163.
وأول ما يتقي العبد ربه به هو عبادته لله ، واجتناب الشرك والأوثان، وهذه الآية وردت في سورة الشعراء وسبقها وتلاها قصص للأنبياء عليهم السلام، وكلهم قال لقومه: (أَلا تَتَّقُونَ . إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ . فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ ) ، كما قال لوط عليه السلام مما يدل على اتحاد دعوتهم ، وأنها كانت دعوة إلى التوحيد ولوازمه ونهيا عن الشرك وشُعَبه.
ولذا قال ابن كثير ـ رحمه الله ـ : " فدعاهم إلى الله عز وجل، أن يعبدوه وحده لا شريك له، وأن يطيعوا رسولهم الذي بعثه الله إليهم، ونهاهم عن معصية الله، وارتكاب ما كانوا قد ابتدعوه في العالم، مما لم يسبقهم الخلائق إلى فعله، من إتيان الذكْران دون الإناث) انتهى من "تفسير ابن كثير " (6/ 157) . قال القرطبي في تفسير قوله تعالى ـ عن قوم لوط ـ : (بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ) الأعراف/ 81 : " نظيره [ قوله تعالى ] :( بل أنتم قوم عادون ) في جمعكم إلى الشرك هذه الفاحشة" .
فلا يصح أن يقال: إنه لم يبدأ قومه بالدعوة إلى التوحيد، ونهيهم عن الشرك، وإنما اقتصر في دعوته على النهي عن الفاحشة، للأدلة التي سبق إيرادها.
غاية ما في الأمر أن يقال : ما الحكمة من عدم تنصيص القرآن على أنه لم يرد في قصته مع قومه أنه قال لهم كما قال غيره من الأنبياء: ( اعبدوا الله ما لكم من إله غيره ).

فيقال ـ والله أعلم ـ : لعل من أسرار ذلك: التنبيه إلى بشاعة ما كان عليه قوم لوطٍ من العصيان، ومخالفتهم للطبع والشرع، حيث ابتدعوا ذنوبًا لم يُسْبَقوا إليها، ومن أشدها إتيانهم الرجال من دون النساء، وجعلوا ذلك عملاً شائعا معلناً، ونظاما اجتماعيا يضاهون به الفطرة، ويبدلون به الشريعة، بل ويحاربون وينبذون من نهاهم عن ذلك حتى يكون عرضة للإهانة والطرد من بلدهم، وقد أشار القرآن صراحة إلى استنكار لوط ـ عليه السلام ـ لذلك بقوله: ( أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ * إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ ) الأعراف/80 ، 81 .

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب

وهذا يدل علي انك في واد وما نقول في واد الحمد لله نحن فى الواد الايمن نُكَفِّر قوم لوط بالواضحات وليس بالمشتبهات

اذ اني انكرت لكونهم فقط قبل مبعث نبي ، فانكرت ان تكون العلة في الحكم علي اصل دينهم زمانهمهل انا علقت الحكم بالزمان ام ان الازمنة التى تسبق دعوة الرسل تكون ازمنة فترة من الرسل وانقطاع فيعم الكفر نظرا لغياب دعوة و دين الانبياء - ثم تأتى انت اخى الكريم فتدعى انى علقت الحكم بالزمان - ذكر الازمنة لانها محل او ظرف زمان فعلوا فيه الكفر - كما ان الاماكن والارض كالوعاء- ما ذنب الارض او الزمان -الازمنة كما سبق ان قلت هى مجرى تصاريف الله وانا اسألك ما معنى دار الكفر وما هى احكامها - - وهل الحكم متعلق بالظاهر فقط وهذا السؤال لم ترد عليه والجواب الحكم على الديار واهلها من جهة المجموع والافراد متعلق بأحكام كثيرة - ومن ضمنها حكم الغالب على سبيل المثال فقط -- انا علقت الحكم بعموم الكفر قبل الرسالة - الاصل ان الرسل تأتى على حين فترة تأتى حينما يعم الكفر اهل الارض هذا هو الاصل - ولذلك قلت انت اخى ابن امارة فى مشاركة سابقة الرسل جاءت ليردوهم الى دين التوحيد والفطرة
واما الحكمة من بعث الرسل فكما قال الله تعالى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ}
أوضح جل وعلا فى هذه الاية أنه بعث في جميع الأمم في كل أمة رسولا يقول لهم: اعبدوا الله، واجتنبوا الطاغوت، هذه دعوة الرسل كل واحد يقول لقومه وأمته: اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت.
فالرسل تقول للناس: أخلصوا العبادة له، وحدوه بها، واتركوا عبادة ما سواه، وأعداؤهم وخصومهم يقولون: لا بل نعبده ونعبد غيره، ما نخصه بالعبادة.
هذا هو محل النزاع بين الرسل والأمم. الأمم لا تنكر عبادته بالجملة، بل تعبده، ولكن النزاع هل يخص بها أم لا يخص؟
فالرسل بعثهم الله لتخصيص الرب بالعبادة، وتوحيده بها، دون كل ما سواه،
فلهذا دعت الرسل عليهم الصلاة والسلام جميع الأمم، إلى توحيد الله، وإخلاص العبادة له سبحانه وتعالى، وترك عبادة ما سواه..
إذ هذا هو المقصود، والأمم الكافرة تعبد الله وتعبد معه سواه،
المشركون من قديم الزمان: من عهد نوح يعبدون آلهة من دون الله منها: ود، وسواع، ويغوث، ويعوق، ونسر، وغير ذلك.
وهكذا العرب عندها آلهة كثيرة. وهكذا الفرس والروم وغيرهم كلهم عندهم آلهة يعبدونها مع الله. فعلم بذلك أن المقصود بقول: لا إله إلا الله هو المقصود بدعوة الرسل، وهو أن يوحد الله، ويخص بالعبادة دون كل ما سواه جل وعلا ولهذا قال سبحانه وتعالى: وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ
وفي هذا المعنى يقول سبحانه وتعالى: وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ [الأنبياء:25] وهذه الآية مثل الآية السابقة، يبين فيها سبحانه أن دعوة الرسل جميعا هي الدعوة إلى التوحيد وإخلاص العبادة لله وحده جل وعلا دون كل ما سواه،
الله سبحانه أنزل الكتب وأرسل الرسل ليعبد وحده لا شريك له، فلهذا بعثت الرسل عليهم الصلاة والسلام وأنزلت الكتب
ولما بعث الله نبيه محمدا عليه الصلاة والسلام، بدأ دعوته بالتوحيد، كالرسل السابقين سواء، فقال لقريش: يا قوم قولوا لا إله إلا الله تفلحوا هكذا بدأهم، ما أمرهم بالصلاة أو الزكاة أولا أو ترك الخمر أو الزنا أو شبه ذلك.
لا، بل بدأهم بالتوحيد لأنه الأساس، فإذا صلح الأساس جاء غيره بعد ذلك. فبدأهم بالأساس العظيم وهو توحيد الله والإخلاص له، والإيمان به وبرسله.
فأساس الملة وأساس الدين في شريعة كل رسول توحيد الله والإخلاص له، فتوحيد الله والإخلاص هو دين جميع المرسلين، وهو محل دعوتهم جميعا، وزبدة رسالتهم عليهم الصلاة والسلام كما سلف، ونبينا محمدا عليه الصلاة والسلام دعا إلى ما دعت إليه الرسل قبله من نوح ومن بعده، إلى توحيد الله والإخلاص له، وترك عبادة ما سواه.
هذه أول دعوته، وهذه زبدتها، وهي أهم واجب وأول واجب، وأعظم واجب، وكان بنو آدم على التوحيد من عهد آدم إلى عهد نوح عليه السلام عشرة قرون، كما قال ابن عباس وجماعته، فلما اختلفوا بسبب الشرك الذي وقع في قوم نوح، بعث الله الرسل قال الله عز وجل: كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ [البقرة:213]
المعنى كان الناس أمة واحدة على التوحيد والإيمان، فاختلفوا بعد ذلك، كما قال في آية أخرى في سورة يونس: وَمَا كَانَ النَّاسُ إِلَّا أُمَّةً وَاحِدَةً فَاخْتَلَفُوا [يونس:19] فالمعنى أنهم كانوا على التوحيد والإيمان، هذا هو القول الحق، ثم اختلفوا بعد ذلك بينهم بسبب دعوة الشيطان إلى عبادة ودّ وسواع ويغوث ويعوق ونسر.
فلما وقع الشرك في قوم نوح بسبب غلوهم في الصالحين، وتزيين الشيطان لهم عبادتهم من دون الله، بعث الله إليهم نوحا عليه الصلاة والسلام، فدعاهم إلى توحيد الله والإخلاص له، وترك عبادة ما سواه جل وعلا.
فكان نوح عليه الصلاة والسلام أول رسول أرسله الله إلى أهل الأرض بعدما وقع الشرك فيها، أما آدم فجاءت أحاديث ضعيفة تدل على أنه نبي ورسول مكلم، لكنها لا يعتمد عليها لضعف أسانيدها، ولا شك أنه أوحي إليه بشرع وأنه على شريعة من ربه عليه الصلاة والسلام، وكانت ذريته على شريعته وعلى توحيد الله، والإخلاص له، ثم بعد ذلك بعشرة قرون أو ما شاء الله من ذلك، وقع الشرك في قوم نوح في ود وسواع ويغوث ويعوق ونسر،
وقد جاء في الآثار المشهورة عن ابن عباس وغيره، أن ودًّا وسواعا ويغوث ويعوق ونسرا، كانوا رجالا صالحين، فلما هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم أن انصبوا إلى مجالسهم أنصابا، وسموها بأسمائهم ففعلوا ولم تعبد حتى إذا هلك أولئك ونسخ العلم عبدت من دون الله عز وجل.
أي لما ذهب العلم وقل العلماء المتبصرون جاء الشيطان إلى الناس فقال لهم: إن هذه الأصنام إنما صورت لأنها كانت تنفع وكانت تدعى ويستغاث بها، ويستسقى بها، فوقع الشرك في الناس بسبب ذلك.
وبهذا يعلم أن نوحا عليه الصلاة والسلام أول رسول أرسله الله إلى أهل الأرض، بعد وقوع الشرك فيها، كما جاء في الصحيحين وغيرهما من أن أهل الموقف يوم القيامة يقولون يا نوح أنت أول رسول أرسله الله إلى أهل الأرض فاشفع لنا إلى ربك الحديث.
أما آدم فقد ثبتت نبوته قبل ذلك عليه الصلاة والسلام بدلائل أخرى. الأنبياء والرسل لا يعلم عددهم إلا الله سبحانه وتعالى، لكنهم جم غفير، قص الله علينا أخبار بعضهم ولم يقص علينا أخبار البعض الآخر، لحكمته البالغة جل وعلا، والفائدة العظمى أن نعرف أنهم جميعهم دعوا إلى توحيد الله، والإخلاص له سبحانه وتعالى، وأنهم دعوا أممهم إلى ذلك، فمنهم من قبل هذه الدعوة، ومنهم من ردها، ومنهم من لم يتبعه إلا القليل ومنهم من لم يجبه أحد بالكلية كما أخبر بذلك نبينا محمد عليه الصلاة والسلام.
ونبينا وهو خاتمهم وأفضلهم عليه الصلاة والسلام

السعيد شويل
2020-05-16, 11:53 PM
.........
لقد طار عقلى ممن منحهم الله القدرة على البحث والفحص .. ثم يتبعون آراء أهل الشقاق والنفاق ممن عكفوا على إظهار الشبهات فى دين الله ..
إن كانت الحجة أن سيدنا لوط عليه السلام لم يخاطب قومه ويأمرهم بعبادة الله .. فليقرأوا قول الله :
{ وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ }
أليس سيدنا لوط رسول من رسل الله . ألم يبعثه الله إلى قومه ( قوم لوط ) أم أن الله بعثه إلى قومٍ فى أرضٍ غير هذه الأرض ..
.........

ابن أمارة
2020-05-17, 05:46 AM
اولا هل اذا اختلفت معك اخي محمد في شرك قوم لوط قبل ارسال لوط لهم ، مع تيقنا انهم بعد تكذيبهم الرسول مشركون كافرون ، فهل يحق لك ان تقول هكذا اننا نكفر قوم لوط بالمشتبهات ؟ هل هذا انصاف يرضي الله ؟ مع العلم ان هذه ثالث مرة ننكر عليك القاء التهم علينا ، فاعتبر يا اخي بارك الله فيك واما حسبك ، واما حسبي من النقاش معك ، فنحن هنا بارك الله فيك للاستفادة ومدارسة العلم ، ولسنا هنا لامراض القلوب والقاء التهم
ثانيا ما وجه الدلالة ياخي بارك الله فيك في الايتين اللتين ذكرتهما وهما ( ولَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ) ، وقوله تعالي ( وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ )
ما وجه الدلاله في الايتين علي شرك القوم المرسل اليهم هذا الرسول ، فهناك رسل ارسلت الي قومهم بـ اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت ، ولم تكن اقوامهم في الاصل مشركين ، وانا مثلا لو قلت لك يا اخي محمد اعبد الله واجتنب الطاغوت ، لا يعني بالضرورة انك مشرك ، فما وجه الدلالة التي تستند اليها هنا
ثالثا وهل هناك ظواهر اخري تستند اليها في شرك قوم لوط قبل ارسال لوط
رابعا لم تفدنا بنص الاجماع المذكور سابقا وهو لي مفيد حقا
خامسا ان رأيت ان تختصر الاجابة دون نقولات تطيلها فافعل مشكورا
واعلم اننا نتحاور ونتناقش مع من التمسنا فيهم العلم واتباع السنة ، اما من وجدنا عندهم الجهل واتباع الاهواء والجدل ، فهؤلاء الذين لا نرد عليهم كلامهم ابدا ، وكل لبيب بالاشارة يفهم

محمدعبداللطيف
2020-05-17, 12:37 PM
اولا هل اذا اختلفت معك اخي محمد في شرك قوم لوط قبل ارسال لوط لهم ، مع تيقنا انهم بعد تكذيبهم الرسول مشركون كافرون ، فهل يحق لك ان تقول هكذا اننا نكفر قوم لوط بالمشتبهات ؟ هل هذا انصاف يرضي الله ؟ مع العلم ان هذه ثالث مرة ننكر عليك القاء التهم علينا
اذا راجعت المشاركة جيدا اخى ابن امارة لوجدت انى اقصد نفسى - اقصدكلامى فى المخالفين للرسل انه من المحكمات وليس من المشتبهات- لا اقصدك بالمشتبهات - لان الكلام كان فى مَعْرِض الرد على قولك أنى لم آتى بدليل صريح فكان قولى انى جئت بالمحكمات الواضحات فى الاصل فى المخالفين لدعوة الرسل - وليس القول موجه لك ولكنى اعلم انك سحبته على نفسك من مشاركة سابقة حينما قلت - انه ليس لديك دليل الا ..لعلهم .. وحتى تعلم منزلتك عندى - اقول - لا اختلاف بينى وبينك فى اصل دين الاسلام- وهذه المسألة-لا تفسد هذا الاصل- بل هذا النقاش يُظْهِر لى مدى علمك وفقهك بأصل دين الانبياء والمرسلين- لا اختلاف بيننا على الاطلاق - - والنقاش فى هذه المسألة لا يفسد المودة فى الدين- فديننا انا وأنت واحد-وانا اعلم اعتقاد من أُناقش جيدا- تبين لى هذا الاعتقاد من نقاشك فى الحكم على المشرك الجاهل بالشرك
النقاش والحوار اخى الكريم فى المسائل الخلافية لابد ان يكون على هذا النمط فى عرض الاشكال والرد عليه- فبه يظهر الترجيح-- ألا ترى النقاش بينى وبين اخى الفاضل الطيبونى يعرض الاشكال ثم نتناقش حوله بغض النظر ما الراجح فى المسألة- الله سبحانه يعلم انى احبك فى الله- اما مسألة القطبيين فليست من باب الذم ولكن كانت من باب اختلاف المعايير المعتبرة فى قضية الحكم على الناس- ومنهج القطبيين فى قضية الحكم على الناس معروف- اما ما يرميهم به خصومهم من انهم يكفرون المجتمعات فليس هذا منهجهم- فخصومهم يتشبسون برميهم بتكفير المجتمعات-وذلك لبيانهم لحال المجتمعات- وهم لا يكفرون بالحال لانهم يستصحبون اصل الاسلام حتى يظهر العكس وهذا ليس دفاعا عن القطبيين او انى اتفق معهم فى ذلك ولكن الغرض- ان الحكم على المناهج لا يأخذ من الخصوم -- وهذا ما حدث تماما مع خصوم الدعوة النجدية- رموا دعوة الامام محمد بن عبد الوهاب بالتكفير بالعموم بناءا - على بيانه لحال بلاد نجد وما فشا فيها من الشرك والجاهلية وغربة الاسلام فيهم - فتلقف خصوم الدعوه بيانه لحال بلاد نجد - على انه يكفر بالعموم - فقام علماء الدعوة النجدية ببيان موقفهم من هذه المسائل وبينوا الفرق بين التكفير بالعموم والخصوص- والفرق بين الكفر الظاهر - وكفر العقاب- وحكم افعال االشرك قبل الحجة وبعدها-
اما من لم يفهم منهج علماء الدعوة واصولهم فى هذه المسائل فانه يرميهم بالتكفير بالعموم كما فعل خصوم الدعوة فى رميهم بالغلو ومذهب الخوارج - بسبب دعوتهم الى التوحيد والبراءة من الشرك واهله- والامر كما قال ابن القيم رحمه الله :
"ولكن أكثر الناس لا يشعرون بدخول الواقع تحته وتضمنه له ويظنونه في نوع وفي قوم قد خلوا من قبل ولم يعقبوا وارثا وهذا هو الذي يحول بين القلب وبين فهم القرآن ولعمر الله إن كان أولئك قد خلوا فقد ورثهم من هو مثلهم أو شر منهم أو دونهم وتناول القرآن لهم كتناوله لأولئك ولكن الأمر كما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه:(( إنما تنقض عرى الإسلام عروة عروة إذا نشأ في الإسلام من لا يعرف الجاهلية )) , وهذا لأنه إذا لم يعرف الجاهلية والشرك وما عابه القرآن وذمه : وقع فيه وأقره ودعا إليه وصوبه وحسنه وهو لا يعرف : أنه هو الذي كان عليه أهل الجاهلية أو نظيره أو شر منه أو دونه فينقض بذلك عرى الإسلام عن قلبه ويعود المعروف منكرا والمنكر معروفا والبدعة سنة والسنة بدعة ويكفر الرجل بمحض الإيمان وتجريد التوحيد ويبدع بتجريد متابعة الرسول ومفارقة الأهواء والبدع ومن له بصيرة وقلب حي يرى ذلك عيانا والله المستعان " أ.هـ مدارج السالكين:(1 / 344) . وقال رحمه الله فى النونية
وخصومنا قد كفرونا بِالَّذِي ... هُوَ غَايَة التَّوْحِيد وَالْإِيمَان

محمدعبداللطيف
2020-05-17, 01:13 PM
نرجع الى السؤال الذى لم تجب عليه

ما الحكم اذا عدمت الظواهر؟ اليس باستصحاب الاصل- ما حكم مجهول الحال فى ازمنة الجاهلية-- او فى ديار الكفار ما حكم الميت الذى الذى لم تظهر عليه علامات الاسلام فى ديار الكفار - وما حكم الطفل الصغير الذى لم ينسب لأحد فى ديار الكفار - اليس مجهول الحال معدوم الظاهر- وغير ذلك من الامثلة فى ما إذا عدمت الظواهر- أليس هذا اقرار منك فى ان الظواهر قد تعدم وتتعذر - فنلجأ الى غيرها من الادلة حتى ولو كانت أضْعَف

وعلى هذا السؤال يمكن الاجابة على - قوم لوط- اذا اختلفنا فى حال المكذبين للرسل فالاصل فيهم انهم على الشرك- لا نرجع الى الاصل الذى ولدوا عليه - او الاصل الذى كان عليه أبينا آدم وذريته- فهذا الاصل قد زال- وتأصل فيهم أصل جديد هو المعتبر فى الحكم عندما يتعذر الحكم بالظاهر-ألا ترى ان زيد ابن عمرو ماذا كان يعتبر فى حال الناس وماذا كان يظن عمرو ابن عبسة- كان يظن ان الناس كانوا على ضلالة- نعم هو حكم بالظاهر- ولكن ماذا كان يظن فيمن لم يرى منهم عبادة الاوثان -ألم يكن يستصحب لهم حكم الغالب وما أطبق عليه اهل الجاهلية من الشرك بالله - ام كان يحكم فيهم بأنهم على ملة ابراهيم - الجواب فى قوله - لا اعلم احد على ملة ابراهيم غيرى - لانه يعلم ان ملة ابراهيم قد غابت عنهم فى ذلك الوقت فكان يحكم عليهم بالجاهلية حتى يثبت عكس ذلك-- لذلك كان عمرو ابن زيد يبحث عن دين ابراهيم وهلك ولم يجد احدا- وقال النبى صلى الله عليه وسلم انه يبعث أمة وحده - أليس هذا دليلا على ان الناس فى الجاهلية كان الاصل فيهم الشرك- ولا يصح الاعتراض والالزام بقولك سابقا - فإذا كان الاصل في الناس الشرك ، فهذا معناه ان الانسان يولد ويخرج من بطن امه مشركا- وهذا ليس بلازم لاننا نقول ان الاصل الذى ولد عليه الناس الفطرة والتوحيد والاصل الذى كان عليه الناس فى زمن ادم انهم على دين ابيهم آدم التوحيد عشرة قرون -اما الاصل وكذلك الظاهر (صنوان ) - فى اهل الجاهلية الشرك حتى يتبين عكس ذلك
واذا اردت سيرة الحنفاء فى الجاهلية وسيرة النبى صلى الله عليه وسلم وسيرة صحابته فى استصحاب هذه الاصل مع اهل الجاهلية لوجدتها اكثر من ان تحصر- اما مسألة الاصل والظاهر - فلكل منهما حكمه فى الاشتراك والافتراق- وانت اخى الكريم ابن امارة قد افترضت انه قد يتعذر الظاهر وينعدم- السؤال ما الحكم عند التعذر والانعدام - أنستصحب الاصل الموجود ؟ -- ام نستصحب الاصل المفقود ؟ - الاصل المنعدم الذى مرَّ عليه قرون ؟؟؟- قال زيد ابن عمرو لا اعلم احد على ملة ابراهيم غيرى

ابن أمارة
2020-05-18, 05:55 AM
نعم بارك الله فيك ، واسأل الله بان يزيد بين المتحابين في الله وفاقا ، وان لا يجعل بين اهل التوحيد شقاقا
ولا شك ان قرينة ( حكم الغالب ) قرينة لها اعتبارها ، فتعتبر مع أخريات مع انعدام الادلة الظاهرة ، خصوصا هنا وفي ضوء حديث الكذبات الثلاثة ، وعسي الله ان يمن علينا بالنظر السديد ، والفهم الرشيد ، والفتح القريب ، وما ذلك علي الله بعزيز

محمدعبداللطيف
2020-05-18, 09:38 PM
نعم بارك الله فيك ، واسأل الله بان يزيد بين المتحابين في الله وفاقا ، وان لا يجعل بين اهل التوحيد شقاقا
ولا شك ان قرينة ( حكم الغالب ) قرينة لها اعتبارها ، فتعتبر مع أخريات مع انعدام الادلة الظاهرة ، خصوصا هنا وفي ضوء حديث الكذبات الثلاثة ، وعسي الله ان يمن علينا بالنظر السديد ، والفهم الرشيد ، والفتح القريب ، وما ذلك علي الله بعزيزأحسنت بارك الله فيك وجزاك الله خيرا