عبد الله محمد بدير
2010-02-15, 04:23 PM
حوسبة العربية والدعوة الإسلامية
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله ، أحمده ، وأستعينه ، وأستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا.
وأصلى وأسلم على من بعثه الله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره الكافرون.
وبعد
إخواني الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يعنى بحوسبة اللغة العربية أعدادها بما يناسب تعاطي الحاسوب معها ومن ثم تسخير إمكانياته الهائلة في خدمتها .
وذلك الإعداد يقتضى تحليل العناصر اللغوية ، ووصف قيمها ووظائفها ، ومعجمه مفرداتها ، والتنظير لقوانين ونظم تساوقها وتضافرها لنسج النتاج اللغوي المحكم من هذه العناصر .
ثم مسا عفة ذلك المجهود اللغوي بمجهود آخر برمجي يضع لنا التدابير التي تضع هذه الحصيلة في قالب حاسوبي ،أعنى ترميز هذه العناصر في شكلها الإفرادى ، وصياغة الخوارزميات والقوانين التي تمكن الحاسب من إظهارها في شكلها التركيبي .
لقد بات هذا الفرع اللغوي المستجد ( حوسبة اللغة ) يكتسب أهمية متزايدة ، ناجمة عن تزايد تغلغل الاستخدامات الحاسوبية في كافة مناحي الحياة.
مما وضع اللغة العربية في مأزق مؤلم بسبب عجمة الحاسوب غير القادر على التعاطي مع لغة لم تحوسب بعد ، مع حاجتنا إلى التعامل اليومي مع آلة باتت من ضروريات العصر.
وهكذا تستعجم أمتنا كل يوم ... ، فهل لذلك من تلاف ؟
لقد دفع هذا الوضع الحرج بعضا من أبناء الأمة ومؤسساتها إلى الاهتمام بهذا الموضوع إلى حد ما ، في مجهودات تتسم بقصور المعيار ، وضعف الشمول ، ونقص التواصل والتنسيق، على أنه لابد من اهتمام دعاة الإسلام بهذا الموضوع ، فإن معظم المهتمين به اليوم ينطلقون من منطلق قومي صغير ، فإنهم إنما يعنيهم الحفاظ على قدر من العربية ( الحديثة ) كمكون قومي في مقابل القوميات ، لكننا- ومنذ أن خط أول نحوي في قرطاس بقلم – إنما يعيننا الحفاظ على لغة الوحي ، وتجديد الحاجات اللغوية لكل عصر على غرار قانونها، وفي صبغة من مزاجها ، حتى تبقى دعوة الله ( الوحي ) حية ، وحجته باقية ، وحتى تظل الأمة واجدة من هيبة الوحي وسلطان آياته ما كان يجد الصدر الأول ، ومسترشدة من بيان معانيه بما كان يسترشد به الرعيل الأول ، وداعية إلى الله منه بمثل ما كانوا يدعون .
إن الدعوة الإسلامية يمكنها أن تفيد بقوة من تطبيقات هذه الحوسبة، على مستوى خطابها للعرب وغير العرب، بما تتيحه من الدرس التفاعلي الماتع، في مقابل الدرس القديم المرهق الذي لا تصابره عامة الناس.
وما في ذلك من تسهيل عوربة أذواق المدعوين- عند خطابهم بالعربية- وتسهيل نقل معاني الدعوة إليهم- عند خطابهم بلغاتهم – عن طريق نظم الترجمة الآلية، فيما لو تم لها التطور الملائم .
إن تطوير مثل هذه الوسائل مهمة لازمة على عاتق هذه الدعوة العالمية ؛ تحقيقا لقوله تعالى {وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم} إبراهيم: ٤
إن معظم مجهودات حوسبة العربية اليوم – وهى قليلة – تفتقد إلى كثير من معايير الأصالة من ثمّ .
إنهم يريدون لنا أن نبقى عرباً في مقابل الإنجليز ، ونحن نريد أن نكون عرباً في مقابل المولدين فمن بعدهم .
أننا نريد للحوسبة - من ثم - أن تنطلق من معيار الأصالة والمعاصرة والشمول لتحقيق ما ينبغي أن يكون لا للتشبث بالحفاظ على ما هو كائن ، وترسم المعالم في طريق بعث العربية (عربية البعثة ) من بين دفّات الدفاتر إلى الوجود اللغوي وفي طريق تقدمها من موقف الدفاع المستبسل إلى موقف الغلب المهيمن .
ومع قولنا ذلك فإن دراسات الحوسبة المعاصرة قد أنجزت أعمالا جليلة، على المستوى الصرفي والصوتي والإملائي والرسمي من مثل المحلل الصرفي ، والقارئ الآلي والمدقق الإملائي وبرمجيات كتابة الأحرف العربية وطباعتها بالحاسوب ، ولقد رفعت هذه الإنجازات مستوى خدمة الحاسوب للغة العربية ، كما هو معلوم من وجود موسوعات علمية شرعية وإمكان البحث ( بالكلمة ) فيها. لكن الطريق ما زال طويلاً أمام ضرورات الحوسبة الأخرى التي لم تحظ بعناية كبيرة أو ربما مطلقة من مثل حوسبة النحو والدلالة، بل وحتى هذه المجلات التي عنيت بها الحوسبة المعاصرة - والمذكورة آنفا- ما زالت بحاجة إلى كثير من التطوير والإصلاح .
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله ، أحمده ، وأستعينه ، وأستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا.
وأصلى وأسلم على من بعثه الله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره الكافرون.
وبعد
إخواني الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يعنى بحوسبة اللغة العربية أعدادها بما يناسب تعاطي الحاسوب معها ومن ثم تسخير إمكانياته الهائلة في خدمتها .
وذلك الإعداد يقتضى تحليل العناصر اللغوية ، ووصف قيمها ووظائفها ، ومعجمه مفرداتها ، والتنظير لقوانين ونظم تساوقها وتضافرها لنسج النتاج اللغوي المحكم من هذه العناصر .
ثم مسا عفة ذلك المجهود اللغوي بمجهود آخر برمجي يضع لنا التدابير التي تضع هذه الحصيلة في قالب حاسوبي ،أعنى ترميز هذه العناصر في شكلها الإفرادى ، وصياغة الخوارزميات والقوانين التي تمكن الحاسب من إظهارها في شكلها التركيبي .
لقد بات هذا الفرع اللغوي المستجد ( حوسبة اللغة ) يكتسب أهمية متزايدة ، ناجمة عن تزايد تغلغل الاستخدامات الحاسوبية في كافة مناحي الحياة.
مما وضع اللغة العربية في مأزق مؤلم بسبب عجمة الحاسوب غير القادر على التعاطي مع لغة لم تحوسب بعد ، مع حاجتنا إلى التعامل اليومي مع آلة باتت من ضروريات العصر.
وهكذا تستعجم أمتنا كل يوم ... ، فهل لذلك من تلاف ؟
لقد دفع هذا الوضع الحرج بعضا من أبناء الأمة ومؤسساتها إلى الاهتمام بهذا الموضوع إلى حد ما ، في مجهودات تتسم بقصور المعيار ، وضعف الشمول ، ونقص التواصل والتنسيق، على أنه لابد من اهتمام دعاة الإسلام بهذا الموضوع ، فإن معظم المهتمين به اليوم ينطلقون من منطلق قومي صغير ، فإنهم إنما يعنيهم الحفاظ على قدر من العربية ( الحديثة ) كمكون قومي في مقابل القوميات ، لكننا- ومنذ أن خط أول نحوي في قرطاس بقلم – إنما يعيننا الحفاظ على لغة الوحي ، وتجديد الحاجات اللغوية لكل عصر على غرار قانونها، وفي صبغة من مزاجها ، حتى تبقى دعوة الله ( الوحي ) حية ، وحجته باقية ، وحتى تظل الأمة واجدة من هيبة الوحي وسلطان آياته ما كان يجد الصدر الأول ، ومسترشدة من بيان معانيه بما كان يسترشد به الرعيل الأول ، وداعية إلى الله منه بمثل ما كانوا يدعون .
إن الدعوة الإسلامية يمكنها أن تفيد بقوة من تطبيقات هذه الحوسبة، على مستوى خطابها للعرب وغير العرب، بما تتيحه من الدرس التفاعلي الماتع، في مقابل الدرس القديم المرهق الذي لا تصابره عامة الناس.
وما في ذلك من تسهيل عوربة أذواق المدعوين- عند خطابهم بالعربية- وتسهيل نقل معاني الدعوة إليهم- عند خطابهم بلغاتهم – عن طريق نظم الترجمة الآلية، فيما لو تم لها التطور الملائم .
إن تطوير مثل هذه الوسائل مهمة لازمة على عاتق هذه الدعوة العالمية ؛ تحقيقا لقوله تعالى {وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم} إبراهيم: ٤
إن معظم مجهودات حوسبة العربية اليوم – وهى قليلة – تفتقد إلى كثير من معايير الأصالة من ثمّ .
إنهم يريدون لنا أن نبقى عرباً في مقابل الإنجليز ، ونحن نريد أن نكون عرباً في مقابل المولدين فمن بعدهم .
أننا نريد للحوسبة - من ثم - أن تنطلق من معيار الأصالة والمعاصرة والشمول لتحقيق ما ينبغي أن يكون لا للتشبث بالحفاظ على ما هو كائن ، وترسم المعالم في طريق بعث العربية (عربية البعثة ) من بين دفّات الدفاتر إلى الوجود اللغوي وفي طريق تقدمها من موقف الدفاع المستبسل إلى موقف الغلب المهيمن .
ومع قولنا ذلك فإن دراسات الحوسبة المعاصرة قد أنجزت أعمالا جليلة، على المستوى الصرفي والصوتي والإملائي والرسمي من مثل المحلل الصرفي ، والقارئ الآلي والمدقق الإملائي وبرمجيات كتابة الأحرف العربية وطباعتها بالحاسوب ، ولقد رفعت هذه الإنجازات مستوى خدمة الحاسوب للغة العربية ، كما هو معلوم من وجود موسوعات علمية شرعية وإمكان البحث ( بالكلمة ) فيها. لكن الطريق ما زال طويلاً أمام ضرورات الحوسبة الأخرى التي لم تحظ بعناية كبيرة أو ربما مطلقة من مثل حوسبة النحو والدلالة، بل وحتى هذه المجلات التي عنيت بها الحوسبة المعاصرة - والمذكورة آنفا- ما زالت بحاجة إلى كثير من التطوير والإصلاح .