رشيد الكيلاني
2010-02-14, 03:39 PM
القسم الثالث :
تكلَّمنا في القِسم الثَّاني عن الملامِح الرَّئيسة لمنهج الآلوسي في التأليف، وتناولنا اتجاهاتِ وأهدافَ التأليف عند الآلوسي - رحمه الله - والغايات التي سعى في تحقيقِها من خلال نشاطه العلمي والأدبي، وختمنا البحث بسرْدٍ كاملٍ لمؤلَّفاته المطبوعة والمخطوطة، ونتناول في هذا البحْث مَا لا يقلُّ أهمّيَّة عن مؤلَّفاته العلميَّة والأدبيَّة، ألا وهي مراسلاتُه مع معاصريه من علماء، وأُدباء ومفكِّرين، من مسلمين وعرب ومستشْرقين، والتي هي عبارة عن رسائلَ ووثائق، كان الآلوسي يتواصل من خلالِها مع مثقَّفي عصرِه لمتابعة كلِّ ما يستجد من تطوُّرات في الجانب العلمي، وتكشف النِّقاب عن العلاقات الفكريَّة والمعرفيَّة بين النخب المثقفة، وسنحاول في البحث تناول ما يلي:
موقع الآلوسي كعالم ومصلِح بين علماء عصره، ومِن خلال مراسلاته معهم، ثم نُتْبِع ذلك ببيان منهجِه وأسلوبه في مراسلاته، والأهْداف الَّتي كان يقصدها من ذلك، ونَختم البحث بسرْدٍ لما تحصَّل لديْنا من مراسلات مع عُلماء عصره بقدر المستطاع، وبالله التوفيق.
توطئة:
بلغتْ شهرة الآلوسي - رحمه الله - الآفاق، وذاع صيته في كل واد وناد، خاصة في أوائل القرن الرابع عشر الهجري وما قبل ذلك، بعد أنِ انتهى من تحبير كتابه الموسوم بـ "بلوغ الأرب في أحوال العرب"، والذي فاز به في مضْمار لجنة اللغات الشرقيَّة في أستكهولم بدعوة من ملك النرويج[1] (http://www.alukah.net/articles/1/10246.aspx#_ftn1)، وقد استوعب الكتاب أحوالَ العرب وعوائدهم في الجاهليَّة، وبعث إليه على إثرِها الكنت كرولدي لندبرج برسالتَين أثنى بهما عليه[2] (http://www.alukah.net/articles/1/10246.aspx#_ftn2)، وازدادت شهرته وسطع نجمه بعد أن خلع ربقة التَّقليد من عنقه، ونالتْ يده من خزائن كتُب عمِّه نعمان الآلوسي، والَّتي فتحت له آفاقًا واسعة في العلم، والتعرُّف على دعاة الإصلاح والاتِّصال بهم، وكان ذلك من الدَّوافع للمراسلة لما يرِدُ عليه من أسئلة وفتاوى واستفسارات، بالرَّغم من صعوبة المراسلة وكُلْفَتها آنذاك، فبدأتْ مراسلاته مع أغلب مثقَّفي العالم من علماء وأدباء ودعاة إصلاح، وعرب ومستشرقين، وقد تناولت المراسلات كلَّ ما يهم المفكر المصلح الغيور على تراث أمَّته وعروبتها، والمحافظة على دينها وعقيدتها، كما سيأتي بيانه.
ثروة علميَّة:
تعتبر تلك الرسائل المتبادلة بين الآلوسي وعلماء عصره ثروةً من المنظور العلمي والتَّربوي؛ لما تضمَّنتْه من معلومات وإشارات ربَّما لم تحوِها حتَّى الكتب والمصنَّفات، وتعطينا مادَّة معرفيَّة عن النشاط الفكري في تلك الحقبة - بالرَّغم من تعرُّض الأمَّة الإسلاميَّة والعربيَّة للاستعمار الغربي يومئذ - وحرص علمائها وأدبائها بمختلف اتِّجاهاتهم على متابعة كلِّ ما يجري ويدور، ويكتب وينشر، وخاصَّة فيما يتعلَّق بالمخطوطات - اللغويَّة والشَّرعيَّة والأدبيَّة والتَّاريخيَّة - التي عثر عليها، والَّتي لولا جهودُهم لمَّا تسنَّى لنا الاطلاع عليها، وغالب تلك الرسائل - بل أغلبُها - هي التي تبادلَها الآلوسي - رحمه الله - مع أنستاس ماري الكرملي، حيث تَجاوزت 547 رسالة، مضمونُها في جمع الكتب، والحصول عليْها أو تبادلها وطبعها، وأسعار ومشاكل النساخ، إضافة إلى ما يعترض ذلك من مشاكل، منها على سبيل المثال: عدم الاطلاع على النُّسخة الخطّيَّة أحيانًا، وإنَّما معرفة محتوياتها فحسب، أو عدم استِكتابها إلاَّ في داخل المكتب لأجْل شرْط الواقف في النسخ[3] (http://www.alukah.net/articles/1/10246.aspx#_ftn3).
أسلوب الآلوسي - رحمه الله - في مراسلاته:
وهو من أصحاب الأساليب السهلة، يتَّخذ الكتابة والمراسلة لأجْل نشر الوعي وإفهام السَّامع، وقد اشتهر عنه أنَّه لازم القلم والأداة منذ سنّ العشرين حتَّى وافاه الأجل، وأنَّه يتمتَّع بأسلوب مؤثر قوي، وخير مَن يحدِّثُنا عن أسلوبه ومنهجه في التَّأليف عمومًا وفي المراسلة خصوصًا: تلميذه محمد بهجة الأثري - رحمه الله - حيث يقول: "كان السيّد - محمود شكري - سريعًا في الإملاء، تَجري البراعة بيده جرْي السَّابح بصاحبه، ويُملي ببديهة لا يروي فيها ولا يفكِّر إلاَّ نادرًا، وقد التزم أوَّل أمره طريقة السَّجع التي كانت ذات السُّلطان القوي على أقلام الأدباء لذلك العهد، ثم مال إلى طريقة الترسُّل حيث يتمكَّن من الإفادة والتبيان، وأخذ يسير مع الطبع؛ أي: يكتب كما يفكِّر أو كما يتحدَّث تاركًا السجع ..."[4] (http://www.alukah.net/articles/1/10246.aspx#_ftn4).
ويمكن تلخيص أسلوب الآلوسي - رحمه الله - في مراسلاته إلى ما يلي:
أوَّلاً: الترسُّل وعدم التكلُّف والتعقيد، والتَّحرُّر من قيود السَّجع، كالترصيع وغيره، وهو أسلوب شاع بين الكتَّاب أوائل القرن العشرين، وإن وجدتْ بعض رسائله التي التزم فيها طريقة السَّجع متأثِّرًا بالمؤلِّفين القدماء، وأوَّلهم جدُّه المفسِّر أبو الثناء الآلوسي، ومن تلك الرَّسائل التي التزم فيها السَّجع رسالة جوابيَّة عن القصيدة الشَّاوية، حيث يقول الآلوسي - رحِمه الله -: "أعرض لمولاي بحر العلم وكنز الأدب، وعباب البيان من بين فصحاء العرب، وتيار الفضل الذي ينسل من كل أرب، أفضل من تضلع من الدقائق، وأجلّ من اطلع على غوامض الحقائق، بعد تقْبيل أياديه التي رفعت للمجد رايات، ونالت من الشَّرف غاية الغايات، متَّعنا الله بحياته، ومعجز أقواله وبيِّنات آياته، أنَّ العبد الفقير المعترف بالعجز والتَّقصير، قد تشرَّف من سيده وسنده، ومطلع شموس فخرِه ومجده، بقصيدة تخرُّ لها تيجان رؤوس أساطين الأدَب على الأذقان، مشتملة على فرائد تتحلَّى بها المسامع والأذهان، وأبياتٍ كآيات بيِّنات يسجد عند تلاوتها فصحاء قحطان وعدنان ....."[5] (http://www.alukah.net/articles/1/10246.aspx#_ftn5).
ثانيًا: ومن الناحية الفنِّيَّة والشكليَّة، فالمراسلات الَّتي أرسلها بخطِّه إلى علماء وأُدباء عصره كان يفضل فيها خط التعليق أو "النستعليق" - فرع منه - في عامَّة مؤلَّفاته ومراسلاته، والتَّعليق المسمَّى بالفارسي يعدُّ من أفضل وأجمل الخطوط في العالَم، مثل تلك الرسائل التي وجَّهها إلى علاَّمة الشَّام القاسمي - رحمه الله - وأوْدعها في كتابه "رياض النَّاظرين ومراسلات المعاصرين"، ومن ناحية التَّوقيع، فأحيانًا تكون الرَّسائل مذيَّلة من غير توْقيع، مثل تلك الرِّسالة المرسلة إلى الشَّيخ التونسي محمَّد المكِّي بن عزُّوز[6] (http://www.alukah.net/articles/1/10246.aspx#_ftn6) - كان من دعاة القبوريَّة - والَّتي تضمَّنت خطابًا وعظيًّا رقيقًا، ينصحُه بلزوم منهج السَّلف في الاعتِقاد والسُّلوك، وقد أرْفق مع الرِّسالة كتاب "نقض التقديس" لعُلماء نجد في الدَّعوة والتَّوحيد، وكان للرِّسالة موقعها من قلب الشَّيخ التونسي؛ حيثُ بصَّره الله - تعالى - بالحق فاعتنقه وأصبح يدافع عنه[7] (http://www.alukah.net/articles/1/10246.aspx#_ftn7).
وأحيانًا بتوقيع مختصر (الفقير م)، وأحيانا باسم مستعار (أبو المعالي الحُسيني السلامي)؛ خوفًا من بطش الدَّولة العثمانيَّة، حيث لم يستطِع يومئذٍ أن يُجاهر بآرائه؛ بل اضطرَّ إلى المجاملة والتستُّر تحت ستار التقيَّة؛ خشية أن يقع بِيَد مَن لا يخاف الله ولا يرحمه، مع عدم مَن ينصره ويأخذ بيده، كما ذكر هو عن نفسه[8] (http://www.alukah.net/articles/1/10246.aspx#_ftn8).
وقد كانت مراسلاته في آخر الفترة باسمه الصَّريح (آلوسي زاده محمود شكري)، بعد أن قوي ساعدُه، وبعد انتِشار أصدقائه ومحبيه في سائر البلاد، وصار له شأن يدفع عنه عاديات الاضطِهاد، خلع عنه ذلكم الرِّداء - رداء المجاملة والتقية - وهتَفَ مع شدَّة وطاء الاستبداد الحميدي، بضرورة تطْهير الدين من آصار البدع التي طرأت عليه[9] (http://www.alukah.net/articles/1/10246.aspx#_ftn9).
أهداف المراسلة:
للمراسلة عند الآلوسي أهداف واضحة، تعكس شخصيَّته العلمية، ومنزلته وموقعه بين العلماء والمستشرقين، وتبيّن أنَّها كانت لأهداف علميَّة إصلاحيَّة وتربويَّة، ومنها:
أوَّلاً:الهدف العلمي:
وغالب ذلك في البحث عن الكتُب ونوادر المخطوطات، وما نشر منها وما لا يزال حبيسًا أدراج المكتبات، والحثّ على نشْرها ونسخها، والسؤال عن أماكِنِ وجودها وتتبُّعها، وخاصَّة كتُب الشَّيخ ابن تيمية وابن القيِّم وأئمَّة السَّلف، وكتُب اللغة والأدَب، والاتِّصال بأهْل الغنى والفضل ممَّن يحبُّون منهج السَّلف، وحثِّهم على نشرها وطبعها، وغير ذلك، وغالب كتُب شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم وأئمَّة الحديث واللُّغة، والتي انتشرت في المكتبة الإسلاميَّة أيَّام السبعينيَّات وما قبلها هي من جهود الآلوسي والقاسمي، ورشيد رضا وغيرهم، وهي سلسلة من الكتُب القيِّمة ذَكَر بهجة الأثري في أعلام العِراق طرفًا منها[10] (http://www.alukah.net/articles/1/10246.aspx#_ftn10).
"وكان - الآلوسي - يبذل في الحصول عليها كلَّ نفيسٍ وغال، ويسهر في نسْخِها وتصحيحها الليالي، حتَّى نشر بالطبع الشَّيء الكثير منها، ولو لم يكن له من العمل سوى السَّعي في نشر "منهاج السنَّة النبويَّة" ذلك الكتاب العظيم الَّذي لم يكتب مثله عالم في الإسلام، لكفى"[11] (http://www.alukah.net/articles/1/10246.aspx#_ftn11).
وأمَّا ما نظر فيه وأعدَّه للنَّشر، وصحَّحه أو حقَّقه، أو كتبَه بخطِّه، فكما قال بهجة الأثري تلميذه: إنه يصعُب إحصاؤُه[12] (http://www.alukah.net/articles/1/10246.aspx#_ftn12).
ثانيًا:الهدف التربوي الإصلاحي:
وضَّحت تلك المراسلات من الآلوسي - رحمه الله - إلى أدباء ومفكِّري العصر مدى حِرْص الآلوسي على مصالح المسلمين الدينيَّة والدنيويَّة، وسعْيه الشَّديد في إصلاح ما أمكن إصلاحه، في وقْت تكالبَ فيه أعداء الأمَّة على خيراتها وثرواتها، ووجَّهوا سهامَهم الفكريَّة نحوها للنَّيل من تراثها وعروبتها، وكان أكثر ما يزعجه ويؤرِّق تفكيره عدم اكتِراث البعض بهموم الأمَّة ونشْر دينها، وتفقُّد آثارها، وتلمس ذلك من رسائِله الموجَّهة إلى العُلماء والمفكِّرين، غَيرةَ العالِم والمصلِح والمُدافع عن الدين، والتوجُّع لما آل إليه حال أهل الإسلام والمسلمين، فما يكاد يسمع بموت عالم إلاَّ وسارع إلى نعيِه، ولا يسمع بمفسدٍ ضالّ إلاَّ وبادر إلى الرَّدّ عليه وفضحه على رؤوس الأشهاد[13] (http://www.alukah.net/articles/1/10246.aspx#_ftn13)، ولا تائه حيران إلاَّ وكاتبه وراسله حتَّى هداه الله إلى الحقّ، ولا تكاسل مَن آتاه الله الثَّروة والمال عن نُصرة دينه ونشْر آثار السَّلف إلاَّ أحزنه وآلمه ذلك جدًّا، وحاول نصحَه وإرشادَه وتوجيهَه، ولا سمِع بعالم نشَر علمًا أو طبع كتابًا، أو نشر مخطوطًا، إلاَّ وابتهج وسرَّ غاية السرور، بل شمِل سؤاله واستفساره بعض المستشْرقين ممَّن عُرِف عنهم عدم التحيُّز وعدم الحقد على الإسلام والمسلمين، ممَّن له همة في حماية اللغة العربيَّة، وقد احتسب حياته كلَّها لخدمة الدين الإسلامي والدفاع عن قضاياه.
مراسلات الآلوسي المطبوعة والمخطوطة:
قد يكون من اليسير توزيع وحصر مؤلَّفات الآلوسي - رحمه الله - ومصنَّفاته على المجالات العلمية والمعرفية، حيث يمكننا تصنيف أكثر من ستِّين مؤلَّفًا من مؤلفات مطبوعة أو مخطوطة غالبُها لم يطبع، كما فعلنا في القسم الثاني من "جولة مع مؤلَّفات الآلوسي المطبوعة والمخطوطة"، ولكن من الصعوبة بمكان الاطِّلاع على أكثر من 500 رسالة[14] (http://www.alukah.net/articles/1/10246.aspx#_ftn14)، بعضُها من غير توقيع أو ختْم، تبادَلَها - رحمه الله - مع عشَرات الشخصيَّات العلميَّة والفكريَّة في سائر الأقطار والأمصار، ولا يزال البعضُ منها في عداد المفقود[15] (http://www.alukah.net/articles/1/10246.aspx#_ftn15) أو المخطوط، وقد أوْدع الآلوسي - رحمه الله - بعضًا من مراسلاته لمعاصريه في مصنَّفاته التَّالية:
الأوَّل: كتاب "بدائع الإنشاء" توجد نسخة منه في المتحف - دار صدام حاليًّا - على الأرقام 8550 في 106، ورقم 8551 في 340 صفحة، ورقم 9164 في 80 صفحة، ونسخة أخرى في مكتبة الأوقاف رقم 13717 - 2 في 16 صفحة، وهو كتاب غزير الفائدة، يتكوَّن من جزأين، أورد المؤلِّف في الجزء الأوَّل رسائل علماء عصره - ومنهُم الجدُّ عليه الرَّحمة - وفي الجزء الثاني تكلَّم المؤلف حول طريقة كتابة الرَّسائل، وقواعد الإملاء، وغير ذلك من المسائل النَّافعة التي تضمَّنها الكتاب.
الثَّاني: "رياض النَّاظرين في مراسلات المعاصرين"، توجد منه نسخة في المتحف رقم 8534 كبير الحجم في 560 صفحة، ولم يطْبع بعد، وهو أوْسع من الَّذي قبله، تضمَّن مراسلاته مع سائر البلاد والأمصار والأقطار، من نَجد والشَّام ومصر وفلَسطين، وقد طبعت مراسلاته مع العلامة القاسمي فحسْب في رسالة مستقلَّة بعنوان "الرسائل المتبادلة بين الآلوسي والقاسمي"[16] (http://www.alukah.net/articles/1/10246.aspx#_ftn16).
الثالث: مخطوط "الدر النَّضيد في شرح القصيدة الشَّاوية": مخطوط في مكتبة المتحف رقم 8721 - 1، يقع في 80 صفحة، وقد عملتُ له دراسة وتحليلاً، ونُشِر على موقع الألوكة، وقد أودع فيه المؤلف العديد من مراسلاته من أدباء وشعراء، إضافةً إلى شرح القصيدة المسمَّاة بالشاوية، وقد التزم الآلوسي - رحمه الله - السَّجع والتَّرصيع في مراسلاته كما أشرنا من قبل.
الرابع :اللؤلؤ المنثور من حلي الصدور :والكتاب عبارة عن مجموعة من مراسلات الاب والجد عليهم الرحمه ،ذكر الاستاذ القيسي ان نسخة خطية - بخط مصنفه- في مكتبة الاثار العامة برقم (8654) في (225صفحة ).
الخامس: "أدب الرسائل بين الآلوسي والكرملي"، وهو من تأليف كوركيس عواد[17] (http://www.alukah.net/articles/1/10246.aspx#_ftn17) وميخائيل عواد[18] (http://www.alukah.net/articles/1/10246.aspx#_ftn18)، أوْدعا فيها مراسلات الآلوسي مع أنستاس ماري الكرملي، وقد طُبع بدار الرَّافد العربي ويقع في 670، واشتمل على فرائد وفوائد لغويَّة وأدبيَّة وتاريخيَّة عجيبة قلَّ أن توجد في كتاب، والكتاب الآن قيد التَّحقيق لطبعة ثانية منقَّحة لشيخِنا وأستاذنا إياد القيسي - رعاه الله.
وبعد تتبُّع رسائل الآلوسي - رحِمه الله - تحصَّل لي ما أمكَنني تدوينُه هنا، وهو:
وبقية البحث تجده على الرابط التالي :http://www.alukah.net/articles/1/10246.aspx
ويليه ان شاء الله ما استكتبه الالوسي رحمه الله من مؤلفات غيره
تكلَّمنا في القِسم الثَّاني عن الملامِح الرَّئيسة لمنهج الآلوسي في التأليف، وتناولنا اتجاهاتِ وأهدافَ التأليف عند الآلوسي - رحمه الله - والغايات التي سعى في تحقيقِها من خلال نشاطه العلمي والأدبي، وختمنا البحث بسرْدٍ كاملٍ لمؤلَّفاته المطبوعة والمخطوطة، ونتناول في هذا البحْث مَا لا يقلُّ أهمّيَّة عن مؤلَّفاته العلميَّة والأدبيَّة، ألا وهي مراسلاتُه مع معاصريه من علماء، وأُدباء ومفكِّرين، من مسلمين وعرب ومستشْرقين، والتي هي عبارة عن رسائلَ ووثائق، كان الآلوسي يتواصل من خلالِها مع مثقَّفي عصرِه لمتابعة كلِّ ما يستجد من تطوُّرات في الجانب العلمي، وتكشف النِّقاب عن العلاقات الفكريَّة والمعرفيَّة بين النخب المثقفة، وسنحاول في البحث تناول ما يلي:
موقع الآلوسي كعالم ومصلِح بين علماء عصره، ومِن خلال مراسلاته معهم، ثم نُتْبِع ذلك ببيان منهجِه وأسلوبه في مراسلاته، والأهْداف الَّتي كان يقصدها من ذلك، ونَختم البحث بسرْدٍ لما تحصَّل لديْنا من مراسلات مع عُلماء عصره بقدر المستطاع، وبالله التوفيق.
توطئة:
بلغتْ شهرة الآلوسي - رحمه الله - الآفاق، وذاع صيته في كل واد وناد، خاصة في أوائل القرن الرابع عشر الهجري وما قبل ذلك، بعد أنِ انتهى من تحبير كتابه الموسوم بـ "بلوغ الأرب في أحوال العرب"، والذي فاز به في مضْمار لجنة اللغات الشرقيَّة في أستكهولم بدعوة من ملك النرويج[1] (http://www.alukah.net/articles/1/10246.aspx#_ftn1)، وقد استوعب الكتاب أحوالَ العرب وعوائدهم في الجاهليَّة، وبعث إليه على إثرِها الكنت كرولدي لندبرج برسالتَين أثنى بهما عليه[2] (http://www.alukah.net/articles/1/10246.aspx#_ftn2)، وازدادت شهرته وسطع نجمه بعد أن خلع ربقة التَّقليد من عنقه، ونالتْ يده من خزائن كتُب عمِّه نعمان الآلوسي، والَّتي فتحت له آفاقًا واسعة في العلم، والتعرُّف على دعاة الإصلاح والاتِّصال بهم، وكان ذلك من الدَّوافع للمراسلة لما يرِدُ عليه من أسئلة وفتاوى واستفسارات، بالرَّغم من صعوبة المراسلة وكُلْفَتها آنذاك، فبدأتْ مراسلاته مع أغلب مثقَّفي العالم من علماء وأدباء ودعاة إصلاح، وعرب ومستشرقين، وقد تناولت المراسلات كلَّ ما يهم المفكر المصلح الغيور على تراث أمَّته وعروبتها، والمحافظة على دينها وعقيدتها، كما سيأتي بيانه.
ثروة علميَّة:
تعتبر تلك الرسائل المتبادلة بين الآلوسي وعلماء عصره ثروةً من المنظور العلمي والتَّربوي؛ لما تضمَّنتْه من معلومات وإشارات ربَّما لم تحوِها حتَّى الكتب والمصنَّفات، وتعطينا مادَّة معرفيَّة عن النشاط الفكري في تلك الحقبة - بالرَّغم من تعرُّض الأمَّة الإسلاميَّة والعربيَّة للاستعمار الغربي يومئذ - وحرص علمائها وأدبائها بمختلف اتِّجاهاتهم على متابعة كلِّ ما يجري ويدور، ويكتب وينشر، وخاصَّة فيما يتعلَّق بالمخطوطات - اللغويَّة والشَّرعيَّة والأدبيَّة والتَّاريخيَّة - التي عثر عليها، والَّتي لولا جهودُهم لمَّا تسنَّى لنا الاطلاع عليها، وغالب تلك الرسائل - بل أغلبُها - هي التي تبادلَها الآلوسي - رحمه الله - مع أنستاس ماري الكرملي، حيث تَجاوزت 547 رسالة، مضمونُها في جمع الكتب، والحصول عليْها أو تبادلها وطبعها، وأسعار ومشاكل النساخ، إضافة إلى ما يعترض ذلك من مشاكل، منها على سبيل المثال: عدم الاطلاع على النُّسخة الخطّيَّة أحيانًا، وإنَّما معرفة محتوياتها فحسب، أو عدم استِكتابها إلاَّ في داخل المكتب لأجْل شرْط الواقف في النسخ[3] (http://www.alukah.net/articles/1/10246.aspx#_ftn3).
أسلوب الآلوسي - رحمه الله - في مراسلاته:
وهو من أصحاب الأساليب السهلة، يتَّخذ الكتابة والمراسلة لأجْل نشر الوعي وإفهام السَّامع، وقد اشتهر عنه أنَّه لازم القلم والأداة منذ سنّ العشرين حتَّى وافاه الأجل، وأنَّه يتمتَّع بأسلوب مؤثر قوي، وخير مَن يحدِّثُنا عن أسلوبه ومنهجه في التَّأليف عمومًا وفي المراسلة خصوصًا: تلميذه محمد بهجة الأثري - رحمه الله - حيث يقول: "كان السيّد - محمود شكري - سريعًا في الإملاء، تَجري البراعة بيده جرْي السَّابح بصاحبه، ويُملي ببديهة لا يروي فيها ولا يفكِّر إلاَّ نادرًا، وقد التزم أوَّل أمره طريقة السَّجع التي كانت ذات السُّلطان القوي على أقلام الأدباء لذلك العهد، ثم مال إلى طريقة الترسُّل حيث يتمكَّن من الإفادة والتبيان، وأخذ يسير مع الطبع؛ أي: يكتب كما يفكِّر أو كما يتحدَّث تاركًا السجع ..."[4] (http://www.alukah.net/articles/1/10246.aspx#_ftn4).
ويمكن تلخيص أسلوب الآلوسي - رحمه الله - في مراسلاته إلى ما يلي:
أوَّلاً: الترسُّل وعدم التكلُّف والتعقيد، والتَّحرُّر من قيود السَّجع، كالترصيع وغيره، وهو أسلوب شاع بين الكتَّاب أوائل القرن العشرين، وإن وجدتْ بعض رسائله التي التزم فيها طريقة السَّجع متأثِّرًا بالمؤلِّفين القدماء، وأوَّلهم جدُّه المفسِّر أبو الثناء الآلوسي، ومن تلك الرَّسائل التي التزم فيها السَّجع رسالة جوابيَّة عن القصيدة الشَّاوية، حيث يقول الآلوسي - رحِمه الله -: "أعرض لمولاي بحر العلم وكنز الأدب، وعباب البيان من بين فصحاء العرب، وتيار الفضل الذي ينسل من كل أرب، أفضل من تضلع من الدقائق، وأجلّ من اطلع على غوامض الحقائق، بعد تقْبيل أياديه التي رفعت للمجد رايات، ونالت من الشَّرف غاية الغايات، متَّعنا الله بحياته، ومعجز أقواله وبيِّنات آياته، أنَّ العبد الفقير المعترف بالعجز والتَّقصير، قد تشرَّف من سيده وسنده، ومطلع شموس فخرِه ومجده، بقصيدة تخرُّ لها تيجان رؤوس أساطين الأدَب على الأذقان، مشتملة على فرائد تتحلَّى بها المسامع والأذهان، وأبياتٍ كآيات بيِّنات يسجد عند تلاوتها فصحاء قحطان وعدنان ....."[5] (http://www.alukah.net/articles/1/10246.aspx#_ftn5).
ثانيًا: ومن الناحية الفنِّيَّة والشكليَّة، فالمراسلات الَّتي أرسلها بخطِّه إلى علماء وأُدباء عصره كان يفضل فيها خط التعليق أو "النستعليق" - فرع منه - في عامَّة مؤلَّفاته ومراسلاته، والتَّعليق المسمَّى بالفارسي يعدُّ من أفضل وأجمل الخطوط في العالَم، مثل تلك الرسائل التي وجَّهها إلى علاَّمة الشَّام القاسمي - رحمه الله - وأوْدعها في كتابه "رياض النَّاظرين ومراسلات المعاصرين"، ومن ناحية التَّوقيع، فأحيانًا تكون الرَّسائل مذيَّلة من غير توْقيع، مثل تلك الرِّسالة المرسلة إلى الشَّيخ التونسي محمَّد المكِّي بن عزُّوز[6] (http://www.alukah.net/articles/1/10246.aspx#_ftn6) - كان من دعاة القبوريَّة - والَّتي تضمَّنت خطابًا وعظيًّا رقيقًا، ينصحُه بلزوم منهج السَّلف في الاعتِقاد والسُّلوك، وقد أرْفق مع الرِّسالة كتاب "نقض التقديس" لعُلماء نجد في الدَّعوة والتَّوحيد، وكان للرِّسالة موقعها من قلب الشَّيخ التونسي؛ حيثُ بصَّره الله - تعالى - بالحق فاعتنقه وأصبح يدافع عنه[7] (http://www.alukah.net/articles/1/10246.aspx#_ftn7).
وأحيانًا بتوقيع مختصر (الفقير م)، وأحيانا باسم مستعار (أبو المعالي الحُسيني السلامي)؛ خوفًا من بطش الدَّولة العثمانيَّة، حيث لم يستطِع يومئذٍ أن يُجاهر بآرائه؛ بل اضطرَّ إلى المجاملة والتستُّر تحت ستار التقيَّة؛ خشية أن يقع بِيَد مَن لا يخاف الله ولا يرحمه، مع عدم مَن ينصره ويأخذ بيده، كما ذكر هو عن نفسه[8] (http://www.alukah.net/articles/1/10246.aspx#_ftn8).
وقد كانت مراسلاته في آخر الفترة باسمه الصَّريح (آلوسي زاده محمود شكري)، بعد أن قوي ساعدُه، وبعد انتِشار أصدقائه ومحبيه في سائر البلاد، وصار له شأن يدفع عنه عاديات الاضطِهاد، خلع عنه ذلكم الرِّداء - رداء المجاملة والتقية - وهتَفَ مع شدَّة وطاء الاستبداد الحميدي، بضرورة تطْهير الدين من آصار البدع التي طرأت عليه[9] (http://www.alukah.net/articles/1/10246.aspx#_ftn9).
أهداف المراسلة:
للمراسلة عند الآلوسي أهداف واضحة، تعكس شخصيَّته العلمية، ومنزلته وموقعه بين العلماء والمستشرقين، وتبيّن أنَّها كانت لأهداف علميَّة إصلاحيَّة وتربويَّة، ومنها:
أوَّلاً:الهدف العلمي:
وغالب ذلك في البحث عن الكتُب ونوادر المخطوطات، وما نشر منها وما لا يزال حبيسًا أدراج المكتبات، والحثّ على نشْرها ونسخها، والسؤال عن أماكِنِ وجودها وتتبُّعها، وخاصَّة كتُب الشَّيخ ابن تيمية وابن القيِّم وأئمَّة السَّلف، وكتُب اللغة والأدَب، والاتِّصال بأهْل الغنى والفضل ممَّن يحبُّون منهج السَّلف، وحثِّهم على نشرها وطبعها، وغير ذلك، وغالب كتُب شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم وأئمَّة الحديث واللُّغة، والتي انتشرت في المكتبة الإسلاميَّة أيَّام السبعينيَّات وما قبلها هي من جهود الآلوسي والقاسمي، ورشيد رضا وغيرهم، وهي سلسلة من الكتُب القيِّمة ذَكَر بهجة الأثري في أعلام العِراق طرفًا منها[10] (http://www.alukah.net/articles/1/10246.aspx#_ftn10).
"وكان - الآلوسي - يبذل في الحصول عليها كلَّ نفيسٍ وغال، ويسهر في نسْخِها وتصحيحها الليالي، حتَّى نشر بالطبع الشَّيء الكثير منها، ولو لم يكن له من العمل سوى السَّعي في نشر "منهاج السنَّة النبويَّة" ذلك الكتاب العظيم الَّذي لم يكتب مثله عالم في الإسلام، لكفى"[11] (http://www.alukah.net/articles/1/10246.aspx#_ftn11).
وأمَّا ما نظر فيه وأعدَّه للنَّشر، وصحَّحه أو حقَّقه، أو كتبَه بخطِّه، فكما قال بهجة الأثري تلميذه: إنه يصعُب إحصاؤُه[12] (http://www.alukah.net/articles/1/10246.aspx#_ftn12).
ثانيًا:الهدف التربوي الإصلاحي:
وضَّحت تلك المراسلات من الآلوسي - رحمه الله - إلى أدباء ومفكِّري العصر مدى حِرْص الآلوسي على مصالح المسلمين الدينيَّة والدنيويَّة، وسعْيه الشَّديد في إصلاح ما أمكن إصلاحه، في وقْت تكالبَ فيه أعداء الأمَّة على خيراتها وثرواتها، ووجَّهوا سهامَهم الفكريَّة نحوها للنَّيل من تراثها وعروبتها، وكان أكثر ما يزعجه ويؤرِّق تفكيره عدم اكتِراث البعض بهموم الأمَّة ونشْر دينها، وتفقُّد آثارها، وتلمس ذلك من رسائِله الموجَّهة إلى العُلماء والمفكِّرين، غَيرةَ العالِم والمصلِح والمُدافع عن الدين، والتوجُّع لما آل إليه حال أهل الإسلام والمسلمين، فما يكاد يسمع بموت عالم إلاَّ وسارع إلى نعيِه، ولا يسمع بمفسدٍ ضالّ إلاَّ وبادر إلى الرَّدّ عليه وفضحه على رؤوس الأشهاد[13] (http://www.alukah.net/articles/1/10246.aspx#_ftn13)، ولا تائه حيران إلاَّ وكاتبه وراسله حتَّى هداه الله إلى الحقّ، ولا تكاسل مَن آتاه الله الثَّروة والمال عن نُصرة دينه ونشْر آثار السَّلف إلاَّ أحزنه وآلمه ذلك جدًّا، وحاول نصحَه وإرشادَه وتوجيهَه، ولا سمِع بعالم نشَر علمًا أو طبع كتابًا، أو نشر مخطوطًا، إلاَّ وابتهج وسرَّ غاية السرور، بل شمِل سؤاله واستفساره بعض المستشْرقين ممَّن عُرِف عنهم عدم التحيُّز وعدم الحقد على الإسلام والمسلمين، ممَّن له همة في حماية اللغة العربيَّة، وقد احتسب حياته كلَّها لخدمة الدين الإسلامي والدفاع عن قضاياه.
مراسلات الآلوسي المطبوعة والمخطوطة:
قد يكون من اليسير توزيع وحصر مؤلَّفات الآلوسي - رحمه الله - ومصنَّفاته على المجالات العلمية والمعرفية، حيث يمكننا تصنيف أكثر من ستِّين مؤلَّفًا من مؤلفات مطبوعة أو مخطوطة غالبُها لم يطبع، كما فعلنا في القسم الثاني من "جولة مع مؤلَّفات الآلوسي المطبوعة والمخطوطة"، ولكن من الصعوبة بمكان الاطِّلاع على أكثر من 500 رسالة[14] (http://www.alukah.net/articles/1/10246.aspx#_ftn14)، بعضُها من غير توقيع أو ختْم، تبادَلَها - رحمه الله - مع عشَرات الشخصيَّات العلميَّة والفكريَّة في سائر الأقطار والأمصار، ولا يزال البعضُ منها في عداد المفقود[15] (http://www.alukah.net/articles/1/10246.aspx#_ftn15) أو المخطوط، وقد أوْدع الآلوسي - رحمه الله - بعضًا من مراسلاته لمعاصريه في مصنَّفاته التَّالية:
الأوَّل: كتاب "بدائع الإنشاء" توجد نسخة منه في المتحف - دار صدام حاليًّا - على الأرقام 8550 في 106، ورقم 8551 في 340 صفحة، ورقم 9164 في 80 صفحة، ونسخة أخرى في مكتبة الأوقاف رقم 13717 - 2 في 16 صفحة، وهو كتاب غزير الفائدة، يتكوَّن من جزأين، أورد المؤلِّف في الجزء الأوَّل رسائل علماء عصره - ومنهُم الجدُّ عليه الرَّحمة - وفي الجزء الثاني تكلَّم المؤلف حول طريقة كتابة الرَّسائل، وقواعد الإملاء، وغير ذلك من المسائل النَّافعة التي تضمَّنها الكتاب.
الثَّاني: "رياض النَّاظرين في مراسلات المعاصرين"، توجد منه نسخة في المتحف رقم 8534 كبير الحجم في 560 صفحة، ولم يطْبع بعد، وهو أوْسع من الَّذي قبله، تضمَّن مراسلاته مع سائر البلاد والأمصار والأقطار، من نَجد والشَّام ومصر وفلَسطين، وقد طبعت مراسلاته مع العلامة القاسمي فحسْب في رسالة مستقلَّة بعنوان "الرسائل المتبادلة بين الآلوسي والقاسمي"[16] (http://www.alukah.net/articles/1/10246.aspx#_ftn16).
الثالث: مخطوط "الدر النَّضيد في شرح القصيدة الشَّاوية": مخطوط في مكتبة المتحف رقم 8721 - 1، يقع في 80 صفحة، وقد عملتُ له دراسة وتحليلاً، ونُشِر على موقع الألوكة، وقد أودع فيه المؤلف العديد من مراسلاته من أدباء وشعراء، إضافةً إلى شرح القصيدة المسمَّاة بالشاوية، وقد التزم الآلوسي - رحمه الله - السَّجع والتَّرصيع في مراسلاته كما أشرنا من قبل.
الرابع :اللؤلؤ المنثور من حلي الصدور :والكتاب عبارة عن مجموعة من مراسلات الاب والجد عليهم الرحمه ،ذكر الاستاذ القيسي ان نسخة خطية - بخط مصنفه- في مكتبة الاثار العامة برقم (8654) في (225صفحة ).
الخامس: "أدب الرسائل بين الآلوسي والكرملي"، وهو من تأليف كوركيس عواد[17] (http://www.alukah.net/articles/1/10246.aspx#_ftn17) وميخائيل عواد[18] (http://www.alukah.net/articles/1/10246.aspx#_ftn18)، أوْدعا فيها مراسلات الآلوسي مع أنستاس ماري الكرملي، وقد طُبع بدار الرَّافد العربي ويقع في 670، واشتمل على فرائد وفوائد لغويَّة وأدبيَّة وتاريخيَّة عجيبة قلَّ أن توجد في كتاب، والكتاب الآن قيد التَّحقيق لطبعة ثانية منقَّحة لشيخِنا وأستاذنا إياد القيسي - رعاه الله.
وبعد تتبُّع رسائل الآلوسي - رحِمه الله - تحصَّل لي ما أمكَنني تدوينُه هنا، وهو:
وبقية البحث تجده على الرابط التالي :http://www.alukah.net/articles/1/10246.aspx
ويليه ان شاء الله ما استكتبه الالوسي رحمه الله من مؤلفات غيره