تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ماذا لو كان عدد دور التدبر بعدد دور الحفظ ؟



زبيدة 5
2010-01-22, 05:09 PM
انتشرت والحمد لله في بلادنا الإسلامية دور تحفيظ القرآن في كل مكان ، وظلت ثلمة عظيمة تؤرق هذا الصرح وتتجلى في عدم قرن الحفظ بالتدبر في كثير من الأحيان ، ما جعلنا للأسف لا نقيم لنعم الله وزنا ولا نملك استرتيجيات لترجمة المعاني إلى واقع نعيشه ، وقد رأينا في جنوب المغرب بعض الحفظة الأمازيغ الذين لا يعرفون العربية يقومون بأشياء لا أحب ذكرها هنا .
في باكستان حوالي سبعة آلاف حامل لكتاب الله وظلت هذه الدولة متخلفة بامتياز ولم تصل بالقرآن إلى درجة الشهادة على الناس وغيرها كثير .
هل نشيد إلى جانب دور الحفظ دورا للتدبر وأيهما أولا ؟

جمانة انس
2010-01-22, 05:49 PM
التدبر مهم ونزل القران للتدبر
ولكن
المشكلة ليست بعدم التدبر
انما جوهر المشكلة في التطبيق في التقوى
فنحن بحاجة الى ربط القلوب بالتقوى و مر اقبة الله

عبد السلام أيت باخة
2010-01-25, 02:12 AM
جزاك الله خيرا على هذه المشاركة الطيبة
مشكلة الحفظ من غير تدبر مشكلة مغربية قديمة، وقد أشار إليها ابن خلدون في مقدمة تاريخه الماتع، إذ لم يزل منهج المغاربة في تعليم الولدان والصبيان على هذا النمط المذكور.
يقول ابن خلدون: "فمذهبهم في الولدان الاقتصار على تعليم القرآن فقط وأخذهم أثناء المدارسة بالرسم ومسائله واختلاف حملة القرآن فيه، لايخلطون ذلك بسواه في شيء من مجالس تعليمهم لا من حديث ولا من فقه ولا من شعر ولا من كلام العرب" تنظر المقدمة ص 538.
وقد كانت نتيجة هذا المسلك الذي سلكه أجدادنا رحمهم الله أن الطلبة حصل عندهم قصور في ملكة اللسان العربي وكان حظهم الجمود في العبارات وقلة التصرف في الكلام.
ولهذا قال ابن العربي المالكي المعافري منتقدا هذا المنهج في التعليم، الذي يغلب الحفظ على الفهم: (ويا غفلة أهل بلادنا في أن يؤخذ الصبي بكتاب الله في أول عمره يقرأ ما لا يفهم وينصب في أمر غيره أهم عليه منه)
والمنهج الذي كان ينبغي أن يتبع في تعليم الصبيان هو ما كان عليه سلفنا الصالح رضوان الله عليهم. فعن أبي عبد الرحمن السلمي رحمه الله وهو من كبار التابعين قال: "حدثنا الذين كانوا يُقرِئوننا: أنهم كانوا يستقرِئون من النبي صلى الله عليه وسلم، فكانوا إذا تعلَّموا عَشْر آيات لم يخلِّفوها حتى يعملوا بما فيها من العمل، فتعلَّمنا القرآن والعمل جميعًا"[1] (http://majles.alukah.net/showthread.php?t=49337#_ftn1)
وما تذكرينه عن سوس صحيح إلى حد كبير، غير أن بهذه البلاد على مر التاريخ من كان ضليعا، جامعا بين الحفظ والتدبر، موازيا بين الرواية والدراية، فهذا الشيخ الأمازيغي محمد بن علي الهوزالي السوسي رحمه الله ينظم مختصر الشيخ خليل باللغة الأمازيغية في نظم بديع يتقاصر عنه كبار أهل العلم... ولم يسبقه أحد رحمه الله إلى مثل هذا العمل الجليل، حتى جاء العلامة محمد سالم ولد عدود فنظمه باللغة العربية...
قصدي من هذا الكلام أن فقهاء سوس وأدباءها هم الذين حفظوا للمغرب لغة الضاد، بل هم من أعلم أهل الأرض وأكثرهم عناية باللغة وعلومها، وقد يسر الله لي زيارات كثيرة لبعض المدارس المشهورة، وقفت فيها على مواهب في الشعر والأدب من الطراز الرفيع...
والآن ولله الحمد وقد انتشرت دور القرآن في كل مكان ببرنامج علمي ضابط، لم تعد مشكلة التدبر حاصلة، بل أصبحت هذه الدور وهذه المعاهد تخرج دعاة وعلماء، يقومون بالدعوة في جميع أنحاء العالم...
والكلام ذو شجون واعتذر عن هذه الإطالة لأنه ليس لدي وقت للاختصار....

[1] (http://majles.alukah.net/showthread.php?t=49337#_ftnref 1)[1] هذا الأثر صحيح متصل الإسناد كما قال العلامة أحمد شاكر رحمه الله. ينظر تفسير الطبري 1/80 .

أنهار المحيسن
2010-01-28, 12:43 AM
التدبر وفهم الآي لا شك هو الأولى بل المطلوب ابتداء، بدليل أن النصوص الشرعية المرغبة المؤكدة على الفهم والتدبر ومن ثم العمل، لا يقارن عددها بالنصوص المرغبة بالحفظ!
وأزعم أن المشكلة ليست قاصرة على مجتمع المغرب أو باكستان أو غيرهما
مما دعى بعض المهتمين في بلاد الحرمين أن ينادي بتغيير مسمى جمعيات (تحفيظ) القرآن الكريم الخيرية المنتشرة