المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التحدث بأكثر من لهجة



العيدان
2007-07-14, 10:38 AM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ...

أسعد الله أوقاتكم ، و عمرها بالطاعات ..

بين يدي قضية لا أعرف كيف أعنون لها ، و لا بم تسمى ، و لا مكان تباحثها ..

القضية هي :
هل يصح الجمع في كلام متصل بين أكثر من لهجة أو لغة ؟
مثال ذلك :
قول الشاعر :
أعرف منها الأنف و العينانا... و منخرين أشبها ظبيانا

حيث إنه في ( العيانا ) جعلها منصوبة على لغة من يلزم المثنى الألف .
و في( منخرين ) جهلها منصوبة بالياء على لغة جمهرة العرب .

السؤال - بغض النظر عن صحة رواية هذا البيت - :
هل يصح مثل هذا الأسلوب ؟
و ما موارد بحثه عند النحاة ؟

جزاكم الله كل خير

عدنان البخاري
2007-07-14, 11:27 AM
/// بالنسبة لأمثال هذا البيت فقد يُقال إنَّه يجوز في الشِّعر ما لا يجوز في غيره.

عبد المحسن بن عبد الرحمن
2007-07-14, 11:36 AM
أظن أن الذي يفيدك فيه أكثر الحبيب اللبيب
أنت لها يا أبا مالك وفقك الله
نحن في انتظارك
وفي بقية الإخوان خير كذلك

العيدان
2007-07-14, 11:56 AM
بارك الله فيكم ..

أبو مالك العوضي
2007-07-14, 03:12 PM
الجمع بين اللغتين كثير جدا في كلام العرب، وقد أفردته بمبحث في ملتقى أهل الحديث
أمهلوني حتى أبحث عن الرابط

هالة
2007-07-14, 03:36 PM
في إنتظار بحث الفاضل : أبو مالك العوضي

فهذه المسألة مهمّة

أبو مالك العوضي
2007-07-14, 03:39 PM
ها هو ذا:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=68267

ولكن يبدو أنني لم أضعه كاملا، فنظرة إلى ميسرة حتى أراجع مسوداتي

العيدان
2007-07-14, 09:56 PM
بارك الله فيك أبا مالك

و لكن كثيراً من الشواهد المذكورة لا تنطبق على ما نحن بصدده ؛ إذ هي أوجه صحيحة ، لا إشكال في استعمالها مثل الثلاثي و الرباعي ، و نحوها

و إنما عنيت - و قصر عنه أسلوبي - ما كان كالمثال المذكور ؛ لأنه إما أن يكون ممن يرى النصب بالياء أو الألف و لا يمكن أن يجمع بينهما ..

عموما .. بارك الله لك في علمك .. و نفع بك ..

العيدان
2007-07-17, 02:30 AM
قال الشيخ محمد محيي الدين عبدالحميد :
هذا و اعلم أن أكثر النحاة يروون في بيت الشاهد الذي نحن بصدده : ( و منخرين ) على أنه منصوب بالياء نيابة عن الفتحة ...و نحن نستبعد كل الاستبعاد أن يقول الشعر في أول البيت ( و اليعنانا ) بالألف في موضع النصب ، ثم يقول في نفس البيت ( و منخرين ) بالياء ، و قد نص العلماء على أنه يكاد يكون من المحال أن يأتي العربي في بيت واحد بلغتين من لغات العرب في كلمة واحدة أو فيما يشابهها . ..

أبو مالك العوضي
2007-07-17, 03:47 PM
لو تكرمت بتخريج كلام الشيخ محمد محيي الدين

وكلامه رحمه الله عجيب جدا، وهو أعجب إذ يصدر منه هو؛ لأنه لا يخفى عليه أن أكثر العلماء قد احتجوا بهذا البيت وما شابهه على ذلك، وقوله (أكثر العلماء) من أعجب العجب؛ لأن أكثر العلماء على عكس ذلك، إلا أن يكون في كلام الشيخ محيي الدين ما لم أفهمه.

العيدان
2007-07-17, 08:27 PM
عزيزي أبا مالك ..
يبدو أن محل ما اوردت من شواهد تخالف ما انا أقصد ؛ إذ قصدي بعبارة أوضح : ( التلفيق بين اللغات في سياق واحد ) بمثل هذا الشاهد ، و هذا ما لا يتوارد على الأمثلة المذكورة في مشاركتك ..

بالنسبة لكلام الشيخ محمد محيي الدين عبدالحميد فهو في عدة السالك ، المطبوع بهامش أوضح المسالك (1/60-61) ، و أسوقه إليك بنصه :
- ( هذا و اعلم أن أكثر النحاة يروون في بيت الشاهد الذي نحن بصدده : ( و منخرين ) على أنه منصوب بالياء نيابة عن الفتحة كلغة جمهرة العرب و نحن نستبعد كل الاستبعاد أن يقول الشعر في أول البيت ( و العينانا ) بالألف في موضع النصب ، ثم يقول في نفس البيت ( و منخرين ) بالياء ، و قد نص العلماء على أنه يكاد يكون من المحال أن يأتي العربي في بيت واحد بلغتين من لغات العرب في كلمة واحدة أو فيما يشابهها ، فإن العربي القح لا يتكلم بغير لغة قبيلته ، و إنما يفعل ذلك الذين يتعلمون العربية ، و لبيست لغتهم ، و لأن هذا البذي أنكره هو رواية أكثر النحاة نص ابن هشام على أنه :مصنوع ، و نحن نستبعد على أنه مصنوع ، و نحيلك على رواية أبي زيد و هو من الثقات التي آثرناها في صدر الكلام على هذا البيت فقد اطردت فيها المثنيات على مساق واحد بالألف ) .

العيدان
2007-07-20, 11:41 PM
هل من مفيد

عبدالعزيز بن سعد
2007-07-21, 01:37 PM
ما المانع من الجمع
فقد يقول شاعر تميمي، وتأثر بلغة بني أسد بيتا من الشعر يجمع بين لغتين في موطن واحد
ونرى الآن رجلا من المغرب، ويعيش زمنا في مصر، فيجمع بين لهجتين
فالجواز العقلي يقتضيه
والمانع منتف عنه
ودليله الوقوع
ولا أقوى من دليل الوقوع كما يقول أهل الأصول

عبدالعزيز بن سعد
2007-07-21, 01:38 PM
نسيت أن أستغفر من الافتيات على أبي مالك العوضي، فأنت المسؤول، وأستغفر الله من الفضول

العيدان
2007-07-21, 02:52 PM
عزيزي عبدالعزيز ..
الجواز العقلي خارج عن محل النزاع ..
الوقوع :
هل ثبت هذا البيت ، لم يثبت بهذه اللفظة كما نقلت لك عن الشيخ محي الدين ..

سؤالي :
- هل نص أحد على الجواز ؟
- هل لهذا البيت نظائر ؟

أبو مالك العوضي
2007-07-21, 03:27 PM
أخي الكريم

سبب الإشكال عندك أنك تدعي أمرين:
= الأول: أن العربي لا بد أن يرى النصب بالياء أو بالألف
= الثاني: أن الأمثلة التي ذكرتُها أنا ليست من هذا الباب لأنها أوجه صحيحة

وأنا أقول لك:
الوجه الأول مثل الوجه الثاني تماما، فإن كنت تدعي أن العربي لا يمكن أن يجمع بينهما، فأنا أدعي مثله في الأبيات الأخرى، وإن كنت تدعي في الوجه الثاني أنها أوجه صحيحة فلا إشكال في الجمع بينها، فأنا أدعي مثل ذلك في الوجه الأول، فلا وجه للتفريق بينهما، فمن المعلوم أن كون الكلمة يصح فيها الثلاثي والرباعي مثلا لا يتعارض مع كون هذه الكلمات لغات قبائل مختلفة، كما يقول أهل اللغة كثيرا: الضم لغة كذا والفتح لغة كذا، أو الثلاثي لغة كذا والرباعي لغة كذا، فهي لغات قبائل مختلفة.
وهذا ليس بشرط، ولكنه هو المشهور عندهم، ولذلك يقولون: لغة قريش، لغة تميم، لغة نجد ... إلخ، كما يقولون: في هذه الكلمة ثلاث لغات ... سبع لغات ... عشر لغات، فاستعملوا كلمة (لغة) في الموضعين، فإن كانوا يقصدون معنيين مختلفين كان الظن بهم أن يبينوا ذلك، والله أعلم.

وكلام الشيخ محيي الدين رحمه الله متعقب بكلام غيره من أهل العلم كابن جني، وقد نقلت نصه في الرابط السابق.

وقد وجدنا أهل العلم ذكروا في كثير من ألفاظ القرآن أنها بلغة تميم أو بلغة نجد أو بلغة الحجاز أو بلغة كذا أو بلغة كذا، وهذا مشهور معروف في كتب اللغة وكتب التفسير، ومثل ذلك كثير في أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم.
فأنت ترى أن المتكلم واحد، ومع ذلك فاللغات المستعملة مختلفة، فلا مانع أن يجمع المتكلم الواحد في كلامه بين لغات مختلفة.

وقد تكلم أهل العلم على مسألة الجمع بين القراءات في القرآن وأجازوها بشروط، والقراء السبعة أنفسهم وغيرهم كانوا يتخيرون من القراءات التي يسمعونها ولا يتقيدون بلغة واحدة.

فمثلا قوله تعالى: {إن هذان لساحران} إن قيل: إن هذا على لغة من يلتزم الألف في التثنية، فمن المعلوم أن هذا الالتزام لم يأت في القرآن إلا في هذا الموضع، فكيف نقول إنه لا يجوز الجمع بين اللغتين، فقد جمع الله عز وجل بين اللغتين في القرآن.
وقوله تعالى: {ثم عموا وصموا كثير منهم} إن قيل: إن هذا على لغة (أكلوني البراغيث)، فمن المعلوم أن هذه اللغة لم تلتزم في القرآن.
وقوله تعالى: {ويخلد فيه مهانا} بزيادة ياء في (فيه) على قراءة حفص، من المعلوم أن هذا هو الموضع الوحيد عند حفص على هذه اللغة، ولم يلتزمها حفص، ومثله قوله تعالى: {ومن عاهد عليهُ الله} بضم هاء (عليه).
ومن ذلك قول الشاعر:

فظلت لدى البيت العتيق أخيلهُو ومطواي مشتاقان لهْ أرقان

فجمع بين اللغتين في تسكين الهاء وإشباعها واوا، قال ابن جني: جمع بين اللغتين .... وهو في لغة أزد السراة كثير.

ومثال آخر، وهو الكلمات التي تأتي على وزن (فَعِلة) بفتح فكسر، فمن المعلوم أن بعض العرب يلتزم فيها التخفيف بتسكين العين، وبعض العرب يجعلها بكسر الفاء مع تسكين العين، ومعلوم أن هذه لغات مختلفة لأقوام مختلفين، ومع ذلك لم أر أحدا خطأ ابن مالك في قوله:

واحده ( كلمة ) والقول عم ............ و ( كِلْمة ) بها كلام قد يؤم

فجمع بين اللغتين.
ومن المعلوم أن الكلمات التي على وزن (فُعُل) عند العرب منهم من يثقلها بضمتين، مثل (عُسُر) (عُمُر) (عُشُر) .. إلخ، ومنهم من يخففها بالتسكين، وهي لغات مختلفة لقبائل مختلفة، ومع ذلك لم نر أحدا خطأ الشاعر في قوله:

هو الجواد يعد البُخْل من جُبُن ........... وهو الشجاع يعد الجُبْن من بُخُل

فجمع بين اللغتين في الكلمتين.

والموضوع يقتضي بسطا أكثر من ذلك، ولكني لم أتفرغ للبحث فيه، فلعل الوقت يسعف في مرة قادمة إن شاء الله تعالى.

العيدان
2007-07-21, 09:40 PM
بارك الله فيك أبا مالك ..