المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حذف ألف تنوين النصب في الرسم تطبيقا للغة ربيعة



فريد البيدق
2010-01-20, 01:26 PM
لهذه المعلومة دورة علمية.
كيف؟
قرأت قبلا أنه يجوز حذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة كما يحذف تنوين الضم والكسر، لكن لأن ذلك لم يكن مستعملا فيما يصادفني من نصوص قلت: هي معلومة للعلم فقط.
ثم صادفني ذلك مكتوبا، فتمت رحلة هذه المعلومة مع هذا الأمر، وقلت: لم تكن المعلومة للعلم فقط، بل للتطبيق أيضا، وقد طبقها البعض.
فقررت سرد ذلك مكتفيا بنماذج من التنظير والتطبيق حتى إذا صادفها أحدنا في كتاب تراثي تركها كما هي ولم يعدها خطأ، لكن في إنشائنا يجب أن نساير اللغة المشهورة التي تبدل التنوين المنصوب ألفا.
ومن أراد الاستزادة فعليه بمراجعة باب الوقف في كتب الصرف للتنظير، وقراءة الكتب التراثية للتطبيق.
وهاكم الرحلة بشقيها:
أولا: التنظير:
1- توضيح المقاصد والمسالك بشرح ألفية ابن مالك- (3/ 1469) المؤلف: أبو محمد بدر الدين حسن بن قاسم بن عبد الله بن عليّ المرادي المصري المالكي (المتوفى : 749هـ)- شرح وتحقيق : عبد الرحمن علي سليمان ، أستاذ اللغويات في جامعة الأزهر
في الوقف على المنون ثلاث لغات:
الأولى: وهي الفصحى، أن يوقف عليه بإبدال تنوينه ألفا إن كان بعد فتحة، وبحذفه إن كان بعد ضمة أو كسرة، كقولك: رأيت زيدَا، وهذا زيدْ، ومررت بزيدْ.
والثانية: أن يوقف عليه بحذف التنوين وسكون الآخر مطلقا، وذكر ذلك أبو الحسن وقطرب وأبو عبيد والكوفيون، ونسبها المصنف إلى ربيعة. قال في الإفصاح: والجماعة يرون أن هذا مما جاء في الشعر، ولا يجوز في الكلام.
والثالثة: أن يوقف عليه بإبدال التنوين ألفا بعد الفتحة، وواوا بعد الضمة، وياء بعد الكسرة، ونسبها المصنف إلى الأزد، وقيده غيره بأزد السراة. وادعى أبو عثمان أنها لغة قوم من أهل اليمن ليسوا فصحاء واقتصر هنا على الفصحاء.
2- جامع الدروس العربية للشيخ الغلاييني:
(1) إذا وقفتَ على مُنَوَّنٍ، حذفت تنوينه بعد الضمة والكسرة، وأسكنتَ آخرَهُ، مثلُ "هذا خالدْ. مررتُ بخالدْ". فإن كانت الحركةُ فتحةً أبدلتَ التنوينَ ألفاً، مثل "رأيتُ خالداً". هذه هي اللغة الفُصحى وهي أرجحُ اللُّغاتِ وأكثرها. وربيعةُ تُجيزُ الوقفَ على المنوَّن المنصوب، كما يوقفُ على المرفوع منه والمجرور، فيقولون "رأيتُ خالدْ".
ثانيا: التطبيق
1- الجزء الخامس من مصنف أبي عوانة:
وجدت الاستخدام الحي لهذا الرأي فيه، وهذا مثال من أمثلة صادفتني في هذا الجزء حذف فيها ألف النصب:
"(28) مُبْتَدَأُ كِتَابِ الصَّيْدِ
1 - بَابُ إِبَاحَةِ صَيْدِ الْكَلْبِ الْمُعَلَّمِ إِذَا ذَكَرَ صَاحِبُهُ عَلَيْهِ اسْمَ اللَّهِ وَإِنْ قَتَلَ، وَحَظْرِ أَكْلِهِ إِذَا شَرَكَ فِيهِ كَلْبٌ آخَرُ، أَوْ كَانَ الصَّائِدُ كَلْبً غَيْرَ مُعَلَّمٍ ، أَوْ لَمْ يَذْكُرِ اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ".

2- عمدة القاري
عثر الزميل أحمد عبد الله على نموذج تخريجي في الجزء الرابع والعشرين ص215 من "عمدة القاري" للإمام العيني على كلمة "قريب" تظهر قيمة هذا الرأي بصورة عملية.
قال البخاري: "حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَقْتَتِلَ فِئَتَانِ عَظِيمَتَانِ يَكُونُ بَيْنَهُمَا مَقْتَلَةٌ عَظِيمَةٌ دَعْوَتُهُمَا وَاحِدَةٌ، وَحَتَّى يُبْعَثَ دَجَّالُونَ كَذَّابُونَ قَرِيبٌ مِنْ ثَلَاثِينَ، كُلُّهُمْ يَزْعُمُ أَنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ، ..."
قال الإمام العيني: قوله : "قريب" مرفوع على أنه خبر مبتدأ محذوف، أي عددهم قريب. قال الكرماني : أو منصوب مكتوب بلا ألف على اللغة الربيعية.

أبوبكر الذيب
2010-01-20, 03:13 PM
بارك الله فيك فائدة طيبة ومعلومة جديدة ....

فريد البيدق
2010-01-20, 06:04 PM
أكرمت أخي الحبيب أبا بكر!

عبد الله الحمراني
2010-01-20, 08:03 PM
وقد وقفت على أمثلة وبحث حول هذه المسألة ذكرها محققو "علل ابن أبي حاتم" التي أشرف عليها فضيلة الشيخ سعد، والدكتور خالد الجريسي؛ فأردت أن أضم خيرا إلى خير، وأن أجمع الماس إلى اللؤلؤ:
جاء في العلل مسألة (34) [1/ 449]: عن أبي مالك؛ قال: سمعتُ عَمَّارً. (كذا).
قال المشايخ المحققون:
كذا في جميع النسخ من غير ألف بعد الراء، وهو منصوبٌ مصروفٌ بلا خلاف، وكانت الجادَّة أنْ يُكتَبَ بالألف؛ لأنه مفعول «سمعتُ»، لكنَّه جاء هنا على لغةِ ربيعة؛ فإنهم لا يُبْدِلُونَ من التنوين في حال النصب ألفًا - كما يفعل جمهور العرب - بل يحذفون التنوين ويقفون بسكون الحرف الذي قبله؛ كالمرفوع والمجرور، ولابد من قراءتِهِ منوَّنًا في حال الوصل؛ غير أنَّ الألف لا تُكْتَبُ؛ لأنَّ الخط مداره على الوقف. والظاهر: أنَّ هذا غير لازم في لغة ربيعة؛ فالوقف على المنصوب المنوَّن بالألف: كثيرٌ جدًّا في أشعارهم؛ فكأنَّ الذي اخْتصُّوا به هو جوازُ الإبدال. قال ابن جني في "الخصائص" (2/97): «ولم يحك سيبويه هذه اللغة، لكن حكاها الجماعة: أبو الحسن [الأخفش]، وأبو عبيدة وقطرب وأكثر الكوفيين».اهـ.
وقد وقَع من ذلك في الأحاديث والآثار وكلام المحدِّثين وكلام العرب: شيءٌ كثير؛ فقد قال النوويُّ عن حديث البخاري (3239)، ومسلم (165): «قوله صلى الله عليه وسلم : «وأُرِيَ مالكًا خَازِنَ النَّارِ»... . ووقع في أكثر الأصول: «مالك» بالرفع [أي: على صورة المرفوع]؛ وهذا قد يُنْكَرُ، ويقال: هذا لَحْنٌ، لا يجوزُ في العربية ، ولكنْ عنه جوابٌ حسَنٌ، وهو أنَّ لفظةَ «مالك» منصوبةٌ، ولكنْ أسقطتِ الألفُ في الكتابة، وهذا يفعلُهُ المحدِّثون كثيرًا؛ فيكتبون: «سمعتُ أنسً» بغير ألف، ويقرؤونه بالنصب، وكذلك «مالكً» كتبوه بغير ألف، ويقرؤونه بالنصب؛ فهذا - إن شاء الله تعالى - مِنْ أحسنِ ما يقال فيه، وفيه فوائدُ يتنبَّه بها على غيره، والله أعلم». "شرح النووي على مسلم" (2/227)، وانظر نحوه في (8/83، 225).
ونقل العيني في "عمدة القاري" (6/252) عن الكرماني قوله في مثل هذا بعد تخريجه على لغة ربيعة: «ومِثْلُهُ كثير في هذا الصحيح [يعني: صحيح البخاري]؛ نحو: سمعتُ أنسً، ورأيتُ سالمً». وانظر أيضًا: (8/262) و(22/87)، و"فتح الباري" (9/621)، و"شرح السيوطي على سنن النسائي، مع حاشية السندي" (5/180)، وشواهد لغة ربيعة أكثر من أن تحصى، شعرًا ونثرًا.
ولغة ربيعة هي إحدى ثلاث لغات للعرب في الوقف على الاسم المنوَّن:
واللغة الفصحى: أن يوقفَ عليه بإبدال تنوينه ألفًا؛ إن كان بعد فتحة، وبحذفه إن كان بعد ضمة، أو كسرة، بلا بَدَل؛ تقول: رأيتُ زَيْدَا، وهذا زَيْدْ، ومررتُ بزَيْدْ.
والثالثة: أن يوقفَ عليه بإبدال التنوين ألفًا بعد الفتحة، وواوًا بعد الضمة، وياءً بعد الكسرة، وهي لغة الأَزْد؛ يقولون: رأيتُ زَيْدَا، وهذا زَيْدُو، ومررتُ بزَيْدِي.
انظر في هذه اللغة وشواهدها: "سر صناعة الإعراب" لابن جني (2/477 - 479)، و"الخصائص" (2/97)، و"شواهد التوضيح والتصحيح، لمشكلات الجامع الصحيح" لابن مالك (ص89، 91، 102 - 103 مبحث رقم 6، 7، 10)، و"المساعد، على تسهيل الفوائد" لابن عقيل (4/302 - 303)، و"شرح قطر الندى" لابن هشام (ص356)، و"شرح الأشموني على الألفية" (4/351)، و"همع الهوامع" للسيوطي (3/427 باب الوقف)، و"خزانة الأدب" للبغدادي (1/99)، (4/445 - 447)، (10/478).

أبو حاتم ابن عاشور
2010-01-20, 08:28 PM
بارك الله في أخينا فريد على بحوثه المفيدة
وجزاك الله خيرا يا أخ عبد الله على نقلك النافع

ملتقى أهل الأثر
2010-01-20, 08:55 PM
ولأبي الأشبال أحمد محمد شاكر رحمه الله بحثٌ في هذه المسألة في تحقيقه لرسالة الإمام الشافعي رحمه الله.
وهو بحثٌ قيمٌ للغاية.

أبوبكر الذيب
2010-01-21, 05:55 PM
قال في الكشاف عن ضلالات السقاف :ثم إن قول السَّقَّاف: (خصوصاً أن في سنده أعني الكتاب لابن أحمد مجهول) . خطأ نحوي صوابه: مجهولاً بالنصب . فالسَّقَّاف يلحن في القول والفعل مع أنه في: (ص191) يطعن على الشيخ الألباني في العربية. قلت {أبوبكر} الفائدة التي ذكرها الاخ فريد ـ وفقه الله ـ تصلح استدراكا على ـ ودفاعا عن السخاف هذا إذا قلنا إن السخاف يعرف لغة ربيعة هذه{ابتسامة }

فريد البيدق
2010-01-25, 04:50 PM
دام إثراؤك مشرفنا الحبيب عبد الله!

فريد البيدق
2010-01-25, 04:51 PM
بوركت أخي الحبيب أبا حاتم!

فريد البيدق
2010-01-25, 04:52 PM
هلا ذكرته أخي الحبيب ملتقى أهل الأثر!

فريد البيدق
2010-01-25, 04:53 PM
أكرمت أخي الحبيب أبا بكر!

همام ابن سليمان
2010-01-25, 07:19 PM
قد رأيت نماذج من ذلك في مخطوطات معتمدة، منها بخط المنذري.
ولعلي أدرج صورته إن يسر الله.

ملتقى أهل الأثر
2010-01-25, 07:39 PM
هلا ذكرته أخي الحبيب ملتقى أهل الأثر!
النص المراد من كتاب الرسالة للإمام الشافعي ررر، بتحقيق أبي الأشبال أحمد محمد شاكر رحمه الله.

http://majles.alukah.net/imgcache/broken.gif