مشاهدة النسخة كاملة : ماذا يقول الإمام القرطبي ـ رحمه الله ـ فيمن أخبر عن كسوف الشمس والقمر؟
ضيدان بن عبد الرحمن اليامي
2010-01-15, 12:25 AM
للفائدة :
قال ـ رحمه الله ـ في تفسيره ( 7/1) : " فأمّا من أخبر عن كسوف الشمس والقمر فقد قال علماؤنا : يؤدّب ولا يسجن . أمّا عدم تكفيره فلأن جماعة قالوا: إنه أمر يُدرَك بالحساب وتقدير المنازل حسب ما أخبر الله عنه من قوله : ( وَٱلْقَمَرَ قَدَّرْنَـٰهُ مَنَازِلَ حَتَّىٰ عَادَ كَٱلْعُرْجُونِ ٱلْقَدِيمِ ) . وأما أدبهم فلأنهم يُدخلون الشك على العامّة ، إذ لا يدركون الفرق بين هذا وغيره ؛ فيشوّشون عقائدهم ويتركون قواعدهم في اليقين فأدِّبوا حتى يُسِروا ذلك إذا عرفوه ولا يعلِنوا به " .
أبو الوليد التويجري
2010-01-15, 02:18 PM
أحسنت أحسن الله إليك .
فائدة بديعة .
ضيدان بن عبد الرحمن اليامي
2010-01-15, 02:38 PM
سررت أبا الوليد بمرورك ـ حفظك الله ورعاك ـ .
أبو الوليد التويجري
2010-01-15, 03:03 PM
للفائدة : هو في طبعة التركي (8/403).
صالح الطريف
2010-01-15, 03:25 PM
الفلكيوووووون ..!!!!!!!!!
عدنان البخاري
2010-01-15, 04:44 PM
قال الإمام ابن تيمية رحمة الله عليه: «إذا تواطأ خبر أهل الحساب على ذلك = فلا يكادون يخطئون.
ومع هذا = فلا يترتب على خبرهم علم شرعي؛ فإن صلاة الكسوف والخسوف لا تصلى إلا إذا شاهدنا ذلك.
وإذا جوَّز الإنسان صدق المخبر بذلك أو غلب على ظنه؛ فنوى أن يصلي الكسوف والخسوف عند ذلك واستعد ذلك الوقت لرؤية ذلك = كان هذا حثا من باب المسارعة إلى طاعة الله تعالىوعبادته؛ فإن الصلاة عند الكسوف متفق عليها بين المسلمين، وقد تواترت بها السنن عن النبي صلى الله عليه وسلم ورواها أهل الصحيح والسنن والمسانيد من وجوه كثيرة».
مجموع الفتاوي 24/258.
...
عدنان البخاري
2010-01-15, 04:59 PM
/// وقال رحمه الله قبل ذلك (الفتاوى 24/254) حيث سئل عن قول أهل التقاويم في أن الرابع عشر من هذا الشهر يخسف القمر وفى التاسع والعشرين تكسف الشمس فهل يُصَدَّقون في ذلك؟ وإذا خَسَفا هل يصلِّي لهما أم يسبِّح، وإذا صلَّى كيف صفة الصلاة، ويذكر لنا أقوال العلماء في ذلك؟
فأجاب: الحمد لله.. الخسوف والكسوف لهما أوقات مقدَّرة، كما لطلوع الهلال وقتٌ مقدَّرٌ، وذلك ما أجرى الله عادته باللَّيل والنَّهار، والشِّتاء والصَّيف، وسائر ما يتبع جريان الشَّمس والقمر، وذلك من آيات الله تعالى، كما قال تعالى: ﴿وهو الذي خلق الليل والنهار والشمس والقمر كل في فلك يسبحون﴾، وقال تعالى: ﴿هو الذي جعل الشَّمس ضياءً والقمر نورًا وقدَّره منازل لتعلموا عدد السِّنين والحساب ما خلق الله ذلك إلَّا بالحق﴾، وقال تعالى: ﴿والشَّمس والقمر بحسبان﴾ وقال تعالى: ﴿فالق الإصباح وجعل اللَّيل سكنًا والشمس والقمر حسبانا ذلك تقدير العزيز العليم﴾ وقال تعالى: ﴿يسألونك عن الأهلَّة قل هي مواقيت للناس والحج﴾ وقال تعالى: ﴿إنَّ عِدَّة الشُّهور عند الله اثنا عشر شهرًا في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم﴾ وقال تعالى: ﴿وآيةٌ لهم اللَّيل نسلخ منه النهار فإذا هم مظلمون والشمس تجري لمستقرٍّ لها ذلك تقدير العزيز العليم والقمر قدَّرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا اللَّيل سابق النَّهار وكلٌّ في فَلَكٍ يسبحون﴾.
وكما أنَّ العادة التى أجراها الله تعالى أنَّ الهلال لا يستهلُّ إلَّا ليلة ثلاثين من الشهر أو ليلة إحدى وثلاثين وأنَّ الشَّهر لا يكون إلَّا ثلاثين أو تسعة وعشرين...».
عدنان البخاري
2010-01-15, 05:06 PM
السؤال الأول والثاني من الفتوى رقم (4667):
س1: فقد اطلعنا على ما نشرته جريدة المدينة في عددها 5402 في 4 / 3 / 1402هـ بأنه سيكون خسوف كلي للقمر يوم السبت القادم، وأنه يبدأ من الساعة الثامنة والنصف ليلًا، وينتهي الخسوف الجزئي يوم الأحد بعد منتصف الليل بـ 38 دقيقة، ويخرج القمر من شبه ظلال الأرض الساعة الواحدة و37 دقيقة صباحًا. وقد وقع ذلك على ما ذكر.
فأجابت: قد يعرف وقت خسوف القمر وكسوف الشمس عن طريق حساب سير الكواكب ويعرف به كذلك كون ذلك كليًا أو جزئيًا ولا غرابة في ذلك؛ لأنه ليس من الأمور الغيبية بالنسبة لكل أحد، بل غيبي بالنسبة لمن لا يعرف علم حساب سير الكواكب، وليس بغيبي بالنسبة لمن يعرف ذلك العام؛ لكونه يستطيع أن يعرف بسبب عادي، وهو هذا العلم، ولا ينافي ذلك كون الكسوف أوالخسوف آية من آيات الله تعالى التي يخوِّف بها عباده؛ ليرجعوا إلى ربهم، ويستقيموا على طاعته.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد ، وآله وصحبه وسلم.
اللَّجنة الدَّائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو: عبدالله بن قعود، عضو: عبدالله بن غديان
نائب رئيس اللَّجنة: عبدالرزاق عفيفي، الرئيس: عبدالعزيز بن عبدالله بن باز.
عدنان البخاري
2010-01-15, 05:14 PM
السؤال: فضيلة الشيخ: هناك من الناس من يرى بعدم الإخبار مسبقاً لخسوف القمر، كما يحصل في الوقت الحالي عبر الصحف والإذاعة فيرى بعض الناس أنه يكتبها في (الصلاة الجامعة) كي يقبل الناس على الخشوع والتقرب إلى الله سبحانه وتعالى؟
الشيخ: تقول: من الناس من يرى أنه لا ينبغي الإخبار للكسوف مسبقاً؟ السائل: نعم. الشيخ: ومن الناس؟ السائل: ما رأي فضيلتكم؟ الشيخ: اصبر! أنت قلت: (من الناس) أنت جئت بمن للتبعيض، فما قول البعض الآخر؟ السائل: سمعت من شخص أو شخصين. الشيخ: لكن أنت تقول: بعض الناس، أنا أريد الطرف الثاني. السائل: لا أدري. الشيخ: أجل لا تقول: من الناس. السائل: حسناً. الشيخ: على كل حال الذي نرى: أنه لا ينبغي الإخبار عن الكسوف قبل وقوعه؛ لأنه يزيل هيبته، ويصرف الخوف من الله عز وجل، ولهذا ترى الناس الآن إذا قرب وقت الكسوف تجدهم يخرجون إلى الشارع ينظرونه انكسف أو لا، كأنما يتراءون هلال العيد، وهذا لا شك أنه يزيل ما في القلوب من الخوف والرهبة. فالذي نرى: أنه لا يخبر، إذا جاء بدون خبر صار أهيب، إذا لم يدر الناس عنه إلا بالنداء: (الصلاة جامعة) يكون له قيمة ورهبة، لكن هذا من البلاء الذي ابتلي به المسلمون اليوم. سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.
فتاوى اللقاء المفتوح للشيخ ابن عثيمين.
عدنان البخاري
2010-01-15, 05:38 PM
ومن فتاوى الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله: أما أخبار الحسابين عن أوقات الكسوف فلا يعول عليها، وقد صرح بذلك جماعة من أهل العلم ، منهم: شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه العلامة ابن القيم رحمة الله عليهما؛ لأنهم يخطئون في بعض الأحيان في حسابهم، فلا يجوز التعويل عليهم، ولا يشرع لأحد أن يصلِّي صلاة الكسوف بناءً على قولهم، وإنَّما تشرع صلاة الكسوف عند وقوعه ومشاهدته.
فينبغي لوزارات الإعلام منع نشر أخبار أصحاب الحساب عن أوقات الكسوف حتى لا يغترَّ بأخبارهم بعض الناس؛ ولأنَّ نشر أخبارهم قد يخفف وقع أمر الكسوف في قلوب الناس، والله سبحانه وتعالى إنما قدره لتخويف الناس وتذكيرهم ؛ ليذكروه ويتقوه ويدعوه ويحسنوا إلى عباده. والله ولي التوفيق.
أبو الفداء
2010-01-16, 01:56 PM
جزاكم الله خيرا على الفائدة القيمة، ورحم الله الإمام القرطبي..
السؤال: فضيلة الشيخ: هناك من الناس من يرى بعدم الإخبار مسبقاً لخسوف القمر، كما يحصل في الوقت الحالي عبر الصحف والإذاعة فيرى بعض الناس أنه يكتبها في (الصلاة الجامعة) كي يقبل الناس على الخشوع والتقرب إلى الله سبحانه وتعالى؟
الشيخ: تقول: من الناس من يرى أنه لا ينبغي الإخبار للكسوف مسبقاً؟ السائل: نعم. الشيخ: ومن الناس؟ السائل: ما رأي فضيلتكم؟ الشيخ: اصبر! أنت قلت: (من الناس) أنت جئت بمن للتبعيض، فما قول البعض الآخر؟ السائل: سمعت من شخص أو شخصين. الشيخ: لكن أنت تقول: بعض الناس، أنا أريد الطرف الثاني. السائل: لا أدري. الشيخ: أجل لا تقول: من الناس. السائل: حسناً. الشيخ: على كل حال الذي نرى: أنه لا ينبغي الإخبار عن الكسوف قبل وقوعه؛ لأنه يزيل هيبته، ويصرف الخوف من الله عز وجل، ولهذا ترى الناس الآن إذا قرب وقت الكسوف تجدهم يخرجون إلى الشارع ينظرونه انكسف أو لا، كأنما يتراءون هلال العيد، وهذا لا شك أنه يزيل ما في القلوب من الخوف والرهبة. فالذي نرى: أنه لا يخبر، إذا جاء بدون خبر صار أهيب، إذا لم يدر الناس عنه إلا بالنداء: (الصلاة جامعة) يكون له قيمة ورهبة، لكن هذا من البلاء الذي ابتلي به المسلمون اليوم. سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.
فتاوى اللقاء المفتوح للشيخ ابن عثيمين.
شكر الله لكم هذا النقل النفيس يا شيخ عدنان، ورحم الله شيخنا العثيمين.
وفي الحقيقة فإن في هذا الحوار الذي دار بين الشيخ رحمه الله وصاحب السؤال من الفوائد ما لا يقل عن فائدة الإجابة نفسها. (وهي وإن كانت خارجة عن موضوع الصفحة، إلا أنها من الاستطراد النافع المفيد إن شاء الله تعالى)
تأمل كيف بادر السائلُ بقوله: "بعض الناس يقولون كذا"، فلم يفوتها الشيخ رحمه الله بفطنته حتى يعقب عليها ويوجه السائل لخطورة رمي الكلام على عواهنه! فسأله "من هم الناس" فقال الأخ - بعد مراوغة - سمعت من شخص أو شخصين!! هذا هو "بعض الناس" الذي أشار إليه السائل في كلامه! شخص مجهول أو شخصين! فنهاه الشيخ رحمه الله عن أن يقول "بعض الناس" والحالة هذه..
وهذا يستفاد منه فوائد:
في آداب المستفتي:
/// أن يحسن ضبط كلامه وأن يدقق فيما ينقل من الأقوال، فلا يخرج الكلام في السؤال بما يوحي بخلاف حقيقته.. فعليه أن يحسن إخراج سؤاله بين يدي المفتي حتى يكون أرجى لإصابة الجواب الصحيح.
/// ألا يتكلم أمام المفتي بما يوحي بأن له علما مسبقا بخلاف في المسألة (وليس الحال كذلك)،
لا سيما والمعروف في صنعة العلم أن "الناس" المعتبر بقولهم في المسائل الاجهتادية إنما هم العلماء لا غيرهم، فقول المستفتي: "من الناس من يرى مشروعية كذا أو كراهة كذا" توحي بأنه قد وقف على كلام لبعض أهل العلم في هذا.
/// يصح بل يستحسن (وفي بعض الأحيان يتعين) أن يُنقل الكلام على هذا النحو "بعض الناس يقولون" في حالة ما إذا أريد الإخبار عن فرد أو جماعة تقول بقول منكر أو مشكوك في مشروعيته أو مخالف للمشهور والمعمول به بين الناس فيريد السائل نقله للاستفصال عن حكمه دون التشهير بقائليه (وكذا عندما يتكلم المفتي أو العالم أو الخطيب لنفس العلة بصيغة "ما بال أقوام يقولون كذا")
/// ينبغي أن يتحلى المستفتي بالصبر والأدب بين يدي مفتيه وألا يراوغه، وأن يتحرى الصراحة والصدق في إجابته إن سأله، فإنما هو كالمريض بين يدي مطببه، وهو طالبٌ مريد لما عنده، فإن لم يحسن الطلب فلن يحصل على ما يريد!
وفي آداب المفتي:
/// ينبغي أن يحرص المفتي على فهم مراد السائل، فإن لم يفهمه من أول الأمر فليستفصل منه، مرة تلو مرة حتى يستوضح كل ما يلزمه معرفته قبل الجواب.
/// قد يجزئ المفتي إن اقتصر على الجواب بقوله "يجوز" أو "لا يجوز"، أو "صحيح" أو "خطأ" (على حسب حال السائل وفي تفصيل) ولكن من فقهه ونصيحته للمسلمين ومن طلبه للخير والهداية لهم فإنه يحسن به أن ينبه سائله إلى ما قد يتعلق بالسؤال من أمور يغلب على ظنه أن هذا السائل يجهلها، وهو يجهل أنه يجهلها.
/// ينبغي له كذلك ألا يفوت كلمة في كلام السائل قد تحمل على محمل غير صحيح، أو قد توحي بوجود خلافٍ حيث لا يُعلم الخلاف، فإن سكوت العالم قد يحمله العوام وبعض صغار الطلبة على أنه إقرار، دون الرجوع إلى المعلوم عن مذهبه في هذه المسألة أو تلك. فما أسهل أن يأتي رجل يقول: "الشيخ سمع السائل يقول كذا وكذا ولم يعترض، فلو كان هذا الكلام غير دقيق لنبهه"! وما أكثر ما عبث بعض طلبة العلم بفتاوى العلماء ونقولاتهم بمثل هذا!
/// أن ينتبه المفتي عند سؤال السائل "ما رأيكم فيمن يقول كذا وكذا" حيث يقرأ هذا السائل كلاما منقولا ويطلب الحكم على قائله، فإن كثيرا من البغي في المطاعن والجراحات التي يضرب بها بعض المرضى في بعض أهل الفضل إنما تأتي من مثل هذا! اجتزاء للكلام ونزعه من سياقه وتعمية خبيثة على شخص ومكانة المنقول كلامه طلبا للحكم عليه، والله المستعان.
هذا والله أعلى وأعلم.
أبو الفداء
2010-01-16, 02:21 PM
ولعل فتوى الشيخ رحمه الله يخاطب بها أهل الإعلام، إذ الغالب على أسلوبهم في الإبلاغ بهذا الخبر والإنباء به: الطابع العلماني في نقل الأخبار، وأعني به الطابع المجرد من الحرص على تحقيق المقصد الشرعي التعبدي من إعلام الناس بأمر هذا الحدث.. فقد ينقل الخبر للناس مع الحرص على تحقيق مهابة ذلك الحدث عند السامعين، وتذكيرهم بالله تعالى وآياته، والحث على العبادة والصلاة والاستغفار وإحياء السنة في أثنائه - وليس تتبعه بالنظارات البلاستيكية في المنتزهات!
فصحيح إن هذا الإنباء المبكر قد يقتل الرهبة والمهابة من الحدث في نفوس كثير من الناس، ولكن هذا إنما مرده إلى غفلة الأكثرين منهم، وغلبة ذلك الطابع الغربي العلماني على نقل أخبار حوادث "الطبيعة" بصفة عامة، وليس الكسوف فحسب.. والله المستعان.
محمد ال سالم
2010-01-16, 04:35 PM
الشكر الكبير لشيخنا الفاضل أبا عبد الرحمن اليامي على هذه الفائدة القيمة جزاك ربي كل خير
Powered by vBulletin® Version 4.2.2 Copyright © 2025 vBulletin Solutions، Inc. All rights reserved.