عبد الله الحمراني
2010-01-09, 05:24 PM
بسم الله الرحمن الرحيم.
"قال تعالى : { وما تفرق الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءتهم البينة } وقال تعالى : { كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه وما اختلف فيه إلا الذين أوتوه من بعد ما جاءتهم البينات بغيا بينهم } . وقال تعالى : { ولقد آتينا بني إسرائيل الكتاب والحكم والنبوة } الآية وقال تعالى في موسى بن عمران مثل ذلك وقال : { ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات } وقال : { إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء } وقال : { فأقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون } { منيبين إليه واتقوه وأقيموا الصلاة ولا تكونوا من المشركين } { من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون } لأن المشركين كل منهم يعبد إلها يهواه . كما قال في الآية الأولى : { كبر على المشركين ما تدعوهم إليه } وقال : { يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا إني بما تعملون عليم } { وإن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون } { فتقطعوا أمرهم بينهم زبرا كل حزب بما لديهم فرحون } .
فظهر أن:
سبب الاجتماع والألفة جمع الدين والعمل به كله ، وهو عبادة الله وحده لا شريك له ، كما أمر به باطنا، وظاهرا .
وسبب الفرقة : ترك حظ مما أمر العبد به ، والبغي بينهم .
ونتيجة الجماعة : رحمة الله ، ورضوانه ، وصلواته ، وسعادة الدنيا والآخرة ، وبياض الوجوه .
ونتيجة الفرقة : عذاب الله ، ولعنته ، وسواد الوجوه ، وبراءة الرسول صلى الله عليه وسلم منهم . اهـ من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله كما في مجموع الفتاوى (1 / 16).
فلا اجتماع مع فساد عقيدة، ولا خير في دعوى اجتماع اختلطت فيه العقائد، فلم يعرف فيه القاصد والكائد، فالخير في الائتلاف على العقيدة السلمية الصافية، ونبذ الفُرْقة والتفرق، ومن هذا الباب كنت قد وقفت على أبيات من قصيدة للقُطامِي عمير بن شُيَيْم فيها نفَس الاجتماع والحث عليه، والترهيب من الفرقة وضرب أمثلة على عاقبة الافتراق، فأردت أن أسوقها إلى القارئ الكريم:
فيا قومي هلم إلى جميع /// وفيما قد مضى كان اعتبارُ
ألم يخز التفرق جند كسرى /// وأجلوا عن مدائنهم فطاروا
وشُق البحرُ عن أصحاب موسى /// وغرِّقت الفراعنة الكفارُ
فكم من مدة سبقت لقوم /// زمانا ثم يلحقها انتبار
فما من جِدة إلا ستبلى /// وتَقْضَأُ بعد جدتها الحِبار
فأنذركم مصائر قوم نوح /// وكانت أمة فيها انشتار
وكان يسبح الرحمن شكرا /// ولله المحامد والوقار
فلما أن أراد الله أمرا /// مضى والمشركون لهم جؤار
ونادى صاحبُ التنور نوحا /// وصُب عليهمُ منه الوَبار
وضجوا عند جيئته إليهم /// ولا ينجي من القدَر الحِذار
وجاش الماء منهمرا إليهم /// كأن غثاءه خِرَقٌ نِشار
وعامت وهي قاصدة بإذنٍ /// ولولا الله جار بها الجَوار
إلى الجودي حتى صار حِجْرا /// وحان لتالك الغُمَر انحسار.
"قال تعالى : { وما تفرق الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءتهم البينة } وقال تعالى : { كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه وما اختلف فيه إلا الذين أوتوه من بعد ما جاءتهم البينات بغيا بينهم } . وقال تعالى : { ولقد آتينا بني إسرائيل الكتاب والحكم والنبوة } الآية وقال تعالى في موسى بن عمران مثل ذلك وقال : { ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات } وقال : { إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء } وقال : { فأقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون } { منيبين إليه واتقوه وأقيموا الصلاة ولا تكونوا من المشركين } { من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون } لأن المشركين كل منهم يعبد إلها يهواه . كما قال في الآية الأولى : { كبر على المشركين ما تدعوهم إليه } وقال : { يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا إني بما تعملون عليم } { وإن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون } { فتقطعوا أمرهم بينهم زبرا كل حزب بما لديهم فرحون } .
فظهر أن:
سبب الاجتماع والألفة جمع الدين والعمل به كله ، وهو عبادة الله وحده لا شريك له ، كما أمر به باطنا، وظاهرا .
وسبب الفرقة : ترك حظ مما أمر العبد به ، والبغي بينهم .
ونتيجة الجماعة : رحمة الله ، ورضوانه ، وصلواته ، وسعادة الدنيا والآخرة ، وبياض الوجوه .
ونتيجة الفرقة : عذاب الله ، ولعنته ، وسواد الوجوه ، وبراءة الرسول صلى الله عليه وسلم منهم . اهـ من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله كما في مجموع الفتاوى (1 / 16).
فلا اجتماع مع فساد عقيدة، ولا خير في دعوى اجتماع اختلطت فيه العقائد، فلم يعرف فيه القاصد والكائد، فالخير في الائتلاف على العقيدة السلمية الصافية، ونبذ الفُرْقة والتفرق، ومن هذا الباب كنت قد وقفت على أبيات من قصيدة للقُطامِي عمير بن شُيَيْم فيها نفَس الاجتماع والحث عليه، والترهيب من الفرقة وضرب أمثلة على عاقبة الافتراق، فأردت أن أسوقها إلى القارئ الكريم:
فيا قومي هلم إلى جميع /// وفيما قد مضى كان اعتبارُ
ألم يخز التفرق جند كسرى /// وأجلوا عن مدائنهم فطاروا
وشُق البحرُ عن أصحاب موسى /// وغرِّقت الفراعنة الكفارُ
فكم من مدة سبقت لقوم /// زمانا ثم يلحقها انتبار
فما من جِدة إلا ستبلى /// وتَقْضَأُ بعد جدتها الحِبار
فأنذركم مصائر قوم نوح /// وكانت أمة فيها انشتار
وكان يسبح الرحمن شكرا /// ولله المحامد والوقار
فلما أن أراد الله أمرا /// مضى والمشركون لهم جؤار
ونادى صاحبُ التنور نوحا /// وصُب عليهمُ منه الوَبار
وضجوا عند جيئته إليهم /// ولا ينجي من القدَر الحِذار
وجاش الماء منهمرا إليهم /// كأن غثاءه خِرَقٌ نِشار
وعامت وهي قاصدة بإذنٍ /// ولولا الله جار بها الجَوار
إلى الجودي حتى صار حِجْرا /// وحان لتالك الغُمَر انحسار.