هشيم بن بشير
2010-01-05, 09:07 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من خلال قرائتي في بعض كتب أهل العلم المعتبرين في علم الحديث واستماعي للشروح الحديثية, استوقفتني عبارتهم بشأن الإمام النسائي حين قالوا : ( وقد يوثق النسائي بعض المجاهيل ), فأخذت أتصفح في بعض تراجم من وصف بالجهالة من رواة الحديث مثل محمد بن الحسن (ذو النفس الزكية ), فقد أطلق بعض علماء الجرح والتعديل عليه حكم الجهالة, وقام النسائي بتوثيقه, فمن باب الحرص على الاستفادة من كلام أهل العلم من ذوي الإختصاص بعلم الحديث, قمت بمراسلة شيخنا المحدث العلامة عبد الله بن يوسف الجديع - حفظه الله تعالى ونفع بعلمه - بشأن هذه المسألة, فأجابني - وفقه الله - بالتالي :
(( دعوى أن النسائي يوثق المجاهيل، من إرسالات بعض المنتسبين لهذا العلم من المتأخرين والمعاصرين، وذلك مبني على تصويرهم لمعنى الجهالة ووضعهم حدا لها، فصاروا يحاكمون كل من تقدم من أئمة الجرح والتعديل بحدهم الموضوع، فيزعمون في فلان التشدد، وفي الآخر التساهل، ومن رأوه ألصق بمصطلحهم المعتدل، وهذا تجوز ولا يخلو من ظلم لعلوم السلف وتقليل من درايتهم، وما نحن إلا عالة على مناهجهم وطرقهم في هذا العلم، والنسائي كغيره من أئمة الحديث جرحوا وعدلوا، وسكتوا، ومعلوم أن النسائي ناقد فاحص، ومن كان في درجته فجرحه وتعديله محل الاعتبار والحجة، ما لم تقم الحجة على خلافه. وإذا كان استفيد هذا الوصف له بانفراده في حالات بتوثيق بعض الرواة، حيث لا يوجد من وافقه غير ابن حبان مثلا، فهناك من انفرد بتوثيقه مثلا من الكبار ابن معين أو أبو زرعة الرازي قبله، وغيرهما، ولا يطلق فيه القول: هو توثيق لمجهول، إذ مجرد تفرد الناقد بالتعديل قد يوجب مزيد تحر، لكن لا يقال: وثق مجهولاً. وربما اعتمد صاحب هذه المقالة على تلميح ابن حجر في مواضع من "التقريب" يقول في الراوي يوثقه النسائي دون غيره: "وثقه النسائي" ولا يطلق القول فيه: "ثقة"، وهذا ليس بميزان. )) ا.هـ
منقول
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من خلال قرائتي في بعض كتب أهل العلم المعتبرين في علم الحديث واستماعي للشروح الحديثية, استوقفتني عبارتهم بشأن الإمام النسائي حين قالوا : ( وقد يوثق النسائي بعض المجاهيل ), فأخذت أتصفح في بعض تراجم من وصف بالجهالة من رواة الحديث مثل محمد بن الحسن (ذو النفس الزكية ), فقد أطلق بعض علماء الجرح والتعديل عليه حكم الجهالة, وقام النسائي بتوثيقه, فمن باب الحرص على الاستفادة من كلام أهل العلم من ذوي الإختصاص بعلم الحديث, قمت بمراسلة شيخنا المحدث العلامة عبد الله بن يوسف الجديع - حفظه الله تعالى ونفع بعلمه - بشأن هذه المسألة, فأجابني - وفقه الله - بالتالي :
(( دعوى أن النسائي يوثق المجاهيل، من إرسالات بعض المنتسبين لهذا العلم من المتأخرين والمعاصرين، وذلك مبني على تصويرهم لمعنى الجهالة ووضعهم حدا لها، فصاروا يحاكمون كل من تقدم من أئمة الجرح والتعديل بحدهم الموضوع، فيزعمون في فلان التشدد، وفي الآخر التساهل، ومن رأوه ألصق بمصطلحهم المعتدل، وهذا تجوز ولا يخلو من ظلم لعلوم السلف وتقليل من درايتهم، وما نحن إلا عالة على مناهجهم وطرقهم في هذا العلم، والنسائي كغيره من أئمة الحديث جرحوا وعدلوا، وسكتوا، ومعلوم أن النسائي ناقد فاحص، ومن كان في درجته فجرحه وتعديله محل الاعتبار والحجة، ما لم تقم الحجة على خلافه. وإذا كان استفيد هذا الوصف له بانفراده في حالات بتوثيق بعض الرواة، حيث لا يوجد من وافقه غير ابن حبان مثلا، فهناك من انفرد بتوثيقه مثلا من الكبار ابن معين أو أبو زرعة الرازي قبله، وغيرهما، ولا يطلق فيه القول: هو توثيق لمجهول، إذ مجرد تفرد الناقد بالتعديل قد يوجب مزيد تحر، لكن لا يقال: وثق مجهولاً. وربما اعتمد صاحب هذه المقالة على تلميح ابن حجر في مواضع من "التقريب" يقول في الراوي يوثقه النسائي دون غيره: "وثقه النسائي" ولا يطلق القول فيه: "ثقة"، وهذا ليس بميزان. )) ا.هـ
منقول