ابن خويز
2010-01-04, 11:41 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
إخواني الأعزاء:
أود أن أطرق قلوبكم بما يلينها بعد قسوتها، وبما ينيرها بعد ظلمتها، وبما يهديها بإذن ربها، فإنه مولاها وسواه لا مولى لها.
أخي الحبيب:
هل أنت تائب؟ أنا أعلم أنك تقول: أستغفر الله ... ، لكن هل أنت تائب؟
قبل فترة من الوقت جلست أنا وإخوان لي – حفظهم الله- وتكلمت لهم عن أسرار التوبة، ففي أول يوم لنا سألتهم السؤال نفسه وكان الجواب كالمعتاد: طبعاً، فبعد أن مكثنا طويلا ونحن نتدارس أسرارها، قطعنا قطعا وجزمنا جزما أننا لم نتب بحق وصدق.
أخي الحبيب، أول درجات التوبة هي العلم، أعني العلم بعظم ضرر الذنب، فإذا علم العبد ضرر ذنبه الذي اقترف، وبالمعصية والجهل بمراقبة ربه على نفسه اعترف، حينئذ يقوم بالقلب الندم…
والسؤال هل أنت نادم على ما فعلت؟
أيها العبد الضعيف أتعرف ضابط الندم؟
ضابطه دمع غزير وحزن طويل… دمع على لحظة عصى العبدُ ربه فيها وهو يعلم أن الذي يمسكه لحظة معصيته الذي يمسك السموات والأرض أن تزولا…
دمع على ساعة بارز ربه فيها بالذنب وهو يعلم أن الله يراه ولو شاء أن يمسك أنفاسه لأمسكها… فلم تركه؟
فلم لم يقبض روحه؟ فلم لم يختم على قلبه؟
دمع لا ينفد لأن ما يدفعه لا ينفد… دمع ساخن يحمل حرارة القلب المكلوم من حجبه عن الله… إنه دمع موجع.
ضابطه حزن طويل، كما ذكر الإمام أحمد في كتاب الزهد عن الحسن البصري أنه كان إذا نظر في وجهه ظن أنه حديث عهد بمصيبة…
مثال هذا كشخص له ولد وحيد وهو له محب، فمرض ولده مرضا شديدا، فحمله إلى الطبيب ليعالجه، فأمر الطبيب الوالد أن يحقن ولده بإبرة معينه، فقام الوالد مسرعا فمن شدة خوفه أمسك الإبرة الخطأ وحقن ولده بها فمات الولد...
فما حال الوالد الآن؟ أنادم هو؟ فما حال ندمه؟ أهو مجرد أن يقول لم يكن قصدي... سامحني يا ولدي...
بل حاله هو الندم بحق… بدمع غزير وحزن طويل... كيف وهو غير قاصد أصلا... وولده لم يضع منه ضياعا مطلقا بل فقده في الدنيا المفقودة...
فما بالك أنت أيها العاصي بسبق إصرار وترصد… ما بالك وقد ضيعت ما لا سبيل إلى إرجاعه… ساعة كان يمكن أن تكون فيها من الطائعين أو تكتب فيها عند ربك من الذاكرين… ما بالك وقد ضيعت ما قد لا يرجع… صفاء قلب ورضى رب هو لك عند معصيتك من القالين... وما تدري متى يرفع مقته عنك… لا تقل متى تبت رضي الله عني، ففي كلامك محذوف لا يجوز إضماره، بل قل: متى تبت توبة مقبولة رضي الله عني، وهنا السر الأول من أسرار التوبة:
ضمنت الذنب… فهل ضمنت قبول التوبة؟
إخواني الأعزاء:
أود أن أطرق قلوبكم بما يلينها بعد قسوتها، وبما ينيرها بعد ظلمتها، وبما يهديها بإذن ربها، فإنه مولاها وسواه لا مولى لها.
أخي الحبيب:
هل أنت تائب؟ أنا أعلم أنك تقول: أستغفر الله ... ، لكن هل أنت تائب؟
قبل فترة من الوقت جلست أنا وإخوان لي – حفظهم الله- وتكلمت لهم عن أسرار التوبة، ففي أول يوم لنا سألتهم السؤال نفسه وكان الجواب كالمعتاد: طبعاً، فبعد أن مكثنا طويلا ونحن نتدارس أسرارها، قطعنا قطعا وجزمنا جزما أننا لم نتب بحق وصدق.
أخي الحبيب، أول درجات التوبة هي العلم، أعني العلم بعظم ضرر الذنب، فإذا علم العبد ضرر ذنبه الذي اقترف، وبالمعصية والجهل بمراقبة ربه على نفسه اعترف، حينئذ يقوم بالقلب الندم…
والسؤال هل أنت نادم على ما فعلت؟
أيها العبد الضعيف أتعرف ضابط الندم؟
ضابطه دمع غزير وحزن طويل… دمع على لحظة عصى العبدُ ربه فيها وهو يعلم أن الذي يمسكه لحظة معصيته الذي يمسك السموات والأرض أن تزولا…
دمع على ساعة بارز ربه فيها بالذنب وهو يعلم أن الله يراه ولو شاء أن يمسك أنفاسه لأمسكها… فلم تركه؟
فلم لم يقبض روحه؟ فلم لم يختم على قلبه؟
دمع لا ينفد لأن ما يدفعه لا ينفد… دمع ساخن يحمل حرارة القلب المكلوم من حجبه عن الله… إنه دمع موجع.
ضابطه حزن طويل، كما ذكر الإمام أحمد في كتاب الزهد عن الحسن البصري أنه كان إذا نظر في وجهه ظن أنه حديث عهد بمصيبة…
مثال هذا كشخص له ولد وحيد وهو له محب، فمرض ولده مرضا شديدا، فحمله إلى الطبيب ليعالجه، فأمر الطبيب الوالد أن يحقن ولده بإبرة معينه، فقام الوالد مسرعا فمن شدة خوفه أمسك الإبرة الخطأ وحقن ولده بها فمات الولد...
فما حال الوالد الآن؟ أنادم هو؟ فما حال ندمه؟ أهو مجرد أن يقول لم يكن قصدي... سامحني يا ولدي...
بل حاله هو الندم بحق… بدمع غزير وحزن طويل... كيف وهو غير قاصد أصلا... وولده لم يضع منه ضياعا مطلقا بل فقده في الدنيا المفقودة...
فما بالك أنت أيها العاصي بسبق إصرار وترصد… ما بالك وقد ضيعت ما لا سبيل إلى إرجاعه… ساعة كان يمكن أن تكون فيها من الطائعين أو تكتب فيها عند ربك من الذاكرين… ما بالك وقد ضيعت ما قد لا يرجع… صفاء قلب ورضى رب هو لك عند معصيتك من القالين... وما تدري متى يرفع مقته عنك… لا تقل متى تبت رضي الله عني، ففي كلامك محذوف لا يجوز إضماره، بل قل: متى تبت توبة مقبولة رضي الله عني، وهنا السر الأول من أسرار التوبة:
ضمنت الذنب… فهل ضمنت قبول التوبة؟