المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فوائدُ عن النّمل والعنكبوتِ ..من كلام ربنا ذي الجّبروت ِ



أبو الهمام البرقاوي
2009-12-19, 04:25 PM
فوائدُ عن النّمل والعنكبوتِ ..من كلام ربنا ذي الجّبروت ِ
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه ..
وبعد .
قال الله تعالى {حتى إذا أتَوا علَى وادِ النّمل قالت نملة ٌيأيّها النّمل ادخلوا مساكنَكم لا يحطمنّكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون (18)فتبسّم ضاحكا من قولها وقال ربّ أوزعني أن أشكرَ نعمتَك التي أنعمتَ عليّ وعلى والديّ وأن أعمل صالحاً ترضاه وأدخلني برحمتكَ في عبادكَ الصالحين (19)..}

[نملة ] : النمل والنمُل ..: حيوان ٌ حريصٌ على جمع الغذاء , يتخذ قرى تحت الأرض فيها منازل ودهاليز ,وغرف يملؤها حبوبا ً وذخائر للشّتاء ..
جمع : نِمال
وهي : للذّكر والأنثى . . فالذكر نملة والأنثى نملة وكذا : حمامة ذكر وشاة ذكر ..

[قالت نملةٌ] :روعي فيه تأنيث اللفظ , والمعنى يحتمل على حدّ سواء ..

وقد اشتملت الآية الأولى : على أحد َعشر نوعاً من البلاغة ,يتولّد بعضها من بعض ..وقد ذكرها السيوطي .
أولها : النداء بيا
ثانيها : كنَّت بأي
ثالثها : نبّهت بها التنبيه
رابعها :سمّت بقولها النمل
خامسها : أمرت بقولها (ادخلوا )
سادسها : نصّت بقولها مساكنكم
سابعها : حذّرت بقولها (لا يحطمنّكم )
ثامنها : خصّصت بقولها (سليمان )
تاسعها : عمّمت بقولها ( وجنوده )
عاشرها : أشارت بقولها (وهم )
حادي عشرها : عذَرَت بقولها (لا يشعرون)

وأنشدوا ملغزين بنملة سليمان وبقرة بني إسرائيل ..
فمَا ميتٌ أحيا الله له ميتا ً
ليخـبرَ قوما ً أنذرُوا ببيان ِ
وعجفاءُ قد قامَت لتنذرَ قومها
وأهل َ قراها رهبـة َ الحدثَانِ
فائدة لغوية :
1_التوكيد ثلاثة أنواع :
أ*- مؤكّدة لعاملها لفظا ً ومعنىً .. نحو : ( وأرسلناك للنّاس رسولا ً) (كـ)
ب- مؤكّدة لعاملها معنىً فقط , واللفظ مختلف نحو ( فتبسّم ضاحكا) لأن التبسم نوع من الضحك ..واللفظ مختلف
ج- مؤكّدة لصاحبها نحو : ( لأمن من في الأرض كلّهم جميعاً )


قال الله تعالى ( مثل ُ الذين اتخذوا من دون الله أولياء َ كمثل ِ العنكـبوت اتّخذت بيتا ً وإن أوهن َ البيوتِ لبيتَ العنكبوت لو كانوا يعلمون (41) )

[العنكبوت] : دويّبة معروفة تنسجُ من لعابِها خيوطاً .وتصيد بذلك النسيج ِ طعامَها ..
الجمع : عناكب وعنكبوتات .
والعنكب : ذكرها
وتجمع : عناكب, عناكيب , عنكبة ,
· والعنكباة : أنثاها
· وتجمع :عناكب وعناكيب
· والنون أصلية ٌ فيه .والواو والتاء مزيدتان بدليل قولهم في الجمع : عناكب وفي التصغير : عينكيب
· وهناك التخبروت : الناقة الفارهة
· ومعنى الآية : مثل ما اتخذوه متكلا ومعتمدا في دينهم ,وتولوه من دون الله بما هو مثل عند الناس في الوهن , وضعف القوة , وهو نسج العنكبوت أي : كما صح أن أوهن البيوت بيت العنكبوت فقد صحّ أن دينهم أضعف الأديان وأوهنها .

اهـ ملخصا ..
ً من كلام الشيخ محيي الدين درويش .. الجزء الخامس ..

أبو الهمام البرقاوي
2010-03-01, 02:09 PM
للفائدة !!

السائر
2010-03-01, 04:16 PM
جزاك الله خيرا يا أبا الهمام

تلخيص طيب مرتب

وفقك الله لمرضاته

أبو الهمام البرقاوي
2010-03-01, 05:53 PM
وإياك أخي / السائر
آمين .

صالح الطريف
2010-03-01, 09:17 PM
لم تتكلم ياأخي عن همة النملة وخوفها على بني جنسها من تحطيم سليمان عليه السلام وجنوده لهذه المساكن ...
ليتنا ياأخي نحمل قلب نملة لإنقاذ البشرية من نار جهنم ...

أبو الهمام البرقاوي
2010-03-01, 11:33 PM
أحسنت أخي صالح .

ليت َ !

أبو عبد الله المصري
2014-10-05, 03:39 AM
ذَكَرَ الجاحظ في كتابِ "الحيوان" أنّ القرآنَ الكريمَ يدلُّ على أنّ للنّملةِ بياناً، وقولاً، ومنطقاً يفصلُ بين المعاني التي هي بسبيلها
فلعلها مكلَّفة، ومأمورةٌ منهيَّة، ومُطيِعةٌ عاصية
[الحيوان: ج:4، ص:9
تح. عبد السلام محمد هارون،
ط. مصطفى البابي الحلبي وأولاده، بمصر
ط.2، 1385هـ / 1966م]

ومن أمثال العرَب في النمل
ألطف من ذَرَّةٍ وأضْبطُ مِنْ نملة
[الحيوان: ج:4، ص:16]

أبو عبد الله المصري
2014-10-05, 03:40 AM
يقول الإمام ابن القيم - رحمه الله - في كتابه (شفاء العليل) :

ويكفي في هداية النمل ما حكاه الله سبحانه في القرآن عن النملة التي سمع سليمان كلامها وخطابها لأصحابها بقولها: {يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ} فاستفتحت خطابها بالنداء الذي يسمعه من خاطبته ثم أتت بالاسم المبهم ثم أتبعته بما يثبته من اسم الجنس إرادة للعموم ثم أمرتهم بأن يدخلوا مساكنهم فيتحصنون من العسكر ثم أخبرت عن سبب هذا الدخول وهو خشية أن يصيبهم معرة الجيش فيحطمهم سليمان وجنوده ثم اعتذرت عن نبي الله وجنوده بأنهم لا يشعرون بذلك وهذا من أعجب الهداية وتأمل كيف عظم الله سبحانه شأن النمل بقوله: {وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالإِنْسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ} ثم قال: {حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ} فأخبر أنهم بأجمعهم مروا على ذلك الوادي ودل على أن ذلك الوادي معروفا بالنمل كوادي السباع ونحوه ثم أخبر بما دل على شدة فطنة هذه النملة ودقة معرفتها حيث أمرتهم أن يدخلوا مساكنهم المختصة بهم فقد عرفت هي والنمل أن لكل طائفة منها مسكنا لا يدخل عليهم فيه سواهم ثم قالت لا يحطمنكم سليمان وجنوده فجمعت بين اسمه وعينه وعرفته بهما وعرفت جنوده وقائدها ثم قالت وهم لا يشعرون فكأنها جمعت بين الاعتذار عن مضرة الجيش بكونهم لا يشعرون وبين لوم أمة النمل حيث لم يأخذوا حذرهم ويدخلوا مساكنهم ولذلك تبسم نبي الله ضاحكا من قولها وأنه لموضع تعجب وتبسم