تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : يعتقد أهل السنة أن لله عينين...فماهو الدليل على ذلك؟!



عبد الله نياوني
2009-12-12, 06:41 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخواني في الله!
إن عقيدتنا -نحن أهل السنة والجماعة- كما ورد في كتيب الشيخ العثيمين رحمه الله، أن لله عينين وأن هذا ما اجتمع عليه السلف.
ولكن كيف يتفق ذلك مع النصوص الواردة في القرآن والسنة في إفراد العين له كقوله تعالى: (ولتصنع على عيني) كما جاء أيضا جمعا كما في قوله تعالى: (واصنع الفلك بأعيننا)
فليس في النص الصحيح-كما أعلم- ذكر العينين لله تعالى .
............
فكيف نجيب من سألنا عن الحجة في اعتقادنا هذا؟

عبد الكريم بن عبد الرحمن
2009-12-12, 06:47 PM
أخي الكريم ، بوب البخاري في صحيحه في كتاب التوحيد : باب قول الله تعالى ولتصنع على عيني

قال فيه :

باب قول الله تعالى ولتصنع على عيني تغذى وقوله جل ذكره تجري بأعيننا

حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا جويرية عن نافع عن عبد الله قال ذكر الدجال عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال إن الله لا يخفى عليكم إن الله ليس بأعور وأشار بيده إلى عينه وإن المسيح الدجال أعور العين اليمنى كأن عينه عنبة طافية


حدثنا حفص بن عمر حدثنا شعبة أخبرنا قتادة قال سمعت أنسا رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما بعث الله من نبي إلا أنذر قومه الأعور الكذاب إنه أعور وإن ربكم ليس بأعور مكتوب بين عينيه كافر اهــ

إذن الله ليس بأعور و العَوَرُ لغة : ذهابُ حِسِّ إِحدى العينين ، فمنه نستخلص أن لله عينين.

و يمكن النظر في كتاب التوحيد لإبن خزيمة رحمه الله ستجد فيه الكثير و الله أعلم

أسـامة
2009-12-12, 06:58 PM
جزاكما الله خيرًا... سؤال جيد وإجابة مسددة... سددكم الله ووفقكم.

أم تميم
2009-12-12, 07:16 PM
العين : صفةٌ ذاتيةٌ خبريَّةٌ ثابتةٌ لله عَزَّ وجلَّ بالكتاب والسنة ، وأهل السنة والجماعة يعتقدون أنَّ الله يبصر بعين، كما يعتقدون أن الله عَزَّ وجلَّ له عينان تليقان به ( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ ) .


· الدليل من الكتاب :

1- قولـه تعالى : )وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا ( [هود : 37] .

2- وقولـه : )وَأَلْقَيْـتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي([طه : 39]

3- و قولـه : )وَاصْبِرْ لِحُكمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا( [الطور : 48] .

· الدليل من السنة :

1- روى أبو داود (13/37 - عون) بإسناد حسن من حديث أبي هريرة رضي الله عنه : ((أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ هذه الآية )إِنَّ الله كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا( ، فَوَضَعَ إبْهَامَهُ عَلَى أذنه ، والتي تليها على عينيه)) .

2- حديث أنس رضي الله عنه : ((إنَّ الله لا يخفى عليكم إنَّ الله ليس بأعور (وأشار إلى عينيه) ، وإن المسيح الدجال أعور عين اليمنى ، كأن عينه عنبة طافية)). رواه البخاري (7407) .

قـال ابن خزيمة في ((كتاب التوحيد)) (1/97) بعد أن ذكر جملة من الآيـات

تثبت صفة العين : ((فواجب على كل مؤمن أن يثبت لخالقه وبارئه ما ثبَّت الخالق البارئ لنفسه من العين ، وغير مؤمن من ينفي عن الله تبارك وتعالى ما قد ثبَّته الله في محكم تَنْزيله ببيان النبي صلى الله عليه الذي جعله الله مبيِّناً عنه عَزَّ وجلَّ في قولـه : )وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ( ، فبين النبي صلى الله عليه وسلم أن لله عينين فكان بيانه موافقاً لبيان محكم التَنْزيل ، الذي هو مسطور بين الدفتين ، مقروء في المحاريب والكتاتيب)) .

وقال (1/114) : ((نحن نقول : لربنا الخالق عينان يبصر بهما ما تحت الثرى وتحت الأرض السابعة السفلى ، وما في السماوات العلى 000 ))اهـ .

وبوَّب الَّلالَكَائي في ((أصول الاعتقاد)) (3/412) بقولـه : ((سياق ما دل من كتاب الله عَزَّ وجلَّ وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم على أن صفات الله عَزَّ وجلَّ الوجه والعينين واليدين))اهـ .

وقال الشيخ عبد الله الغنيمان في ((شرح كتاب التوحيد من صحيح البخاري)) (1/285) : ((قولـه : ((إن الله ليس بأعور)) : هذه الجملة هي المقصودة من الحديث في هذا الباب ؛ فهذا يدل على أن لله عينين حقيقة ؛ لأن العور فقدُ أحد العينين أو ذهاب نورها)) . اهـ .

وقال الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله- في ((عقيدة أهل السنة والجماعة)) (ص 12) : ((وأجمع أهل السنة على أن العينين اثنتان ، ويؤيده قول النبي صلى الله عليه وسلم في الدجَّال : ((إنه أعور ، وإن ربكم ليس بأعور)) ))اهـ .

ولــه -رحمه الله- إجـابة مطولة حول هذه الصـفة ، وإثبات أن لله عينين في ((مجموع الفتاوى)) (3/41-50 – الطبعة الأولى) ؛ فلتراجع .



من كتاب صفات الله عز وجل الواردة في الكتاب والسنّة ..
للشيخ علوي السقَّاف ..

عبد الله نياوني
2009-12-12, 07:19 PM
أخي الكريم ، بوب البخاري في صحيحه في كتاب التوحيد : باب قول الله تعالى ولتصنع على عيني

قال فيه :

باب قول الله تعالى ولتصنع على عيني تغذى وقوله جل ذكره تجري بأعيننا

حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا جويرية عن نافع عن عبد الله قال ذكر الدجال عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال إن الله لا يخفى عليكم إن الله ليس بأعور وأشار بيده إلى عينه وإن المسيح الدجال أعور العين اليمنى كأن عينه عنبة طافية


حدثنا حفص بن عمر حدثنا شعبة أخبرنا قتادة قال سمعت أنسا رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما بعث الله من نبي إلا أنذر قومه الأعور الكذاب إنه أعور وإن ربكم ليس بأعور مكتوب بين عينيه كافر اهــ

إذن الله ليس بأعور و العَوَرُ لغة : ذهابُ حِسِّ إِحدى العينين ، فمنه نستخلص أن لله عينين.

و يمكن النظر في كتاب التوحيد لإبن خزيمة رحمه الله ستجد فيه الكثير و الله أعلم
أخي بارك الله فيك ونفع بك!!!
ما نقلته أخي الفاضل ليست فيه دلالة على أن لله عينين، بل غاية ما فيه بيان كمال الله تعالى، وبيان الأمارة التي تدل على كذب الدجال.
قال الإمام النووي رحمه الله:
قوله : ( ألا إنه أعور وإن ربكم ليس بأعور ) ‏
. هو بيان علامة تدل على كذب الدجال دلالة قطعية بديهية يدركها كل أحد , ولم يقتصر على كونه جسما أو غير ذلك من الدلائل القطعية لكون بعض العوام لا يهتدي إليها اهـ. ‏

والآية القرآنية واضحة وضوحا لايقبل -كما أعلم- التأويل (واصنع الفلك بأعيننا ووحينا)
وعقيدتنا إثبات ما أثبته سبحانه لنفسه من غير تأويل ولا تعطيل و....
..........
وعلى العموم شكرالله سعيك وبارك فيك..
...........
فأرجو مشاركة الإخوة المشايخ النبلاء بارك فيهم اللهُ تعالى.

عبد الكريم بن عبد الرحمن
2009-12-12, 07:42 PM
أخي بارك الله فيك ونفع بك!!!
ما نقلته أخي الفاضل ليست فيه دلالة على أن لله عينين، بل غاية ما فيه بيان كمال الله تعالى، وبيان الأمارة التي تدل على كذب الدجال.
قال الإمام النووي رحمه الله:
قوله : ( ألا إنه أعور وإن ربكم ليس بأعور ) ‏
. هو بيان علامة تدل على كذب الدجال دلالة قطعية بديهية يدركها كل أحد , ولم يقتصر على كونه جسما أو غير ذلك من الدلائل القطعية لكون بعض العوام لا يهتدي إليها اهـ. ‏

والآية القرآنية واضحة وضوحا لايقبل -كما أعلم- التأويل (واصنع الفلك بأعيننا ووحينا)
وعقيدتنا إثبات ما أثبته سبحانه لنفسه من غير تأويل ولا تعطيل و....
..........
وعلى العموم شكرالله سعيك وبارك فيك..
...........
فأرجو مشاركة الإخوة المشايخ النبلاء بارك فيهم اللهُ تعالى.


أخي الكريم الدليل يخصص بالاجماع و مادام هذا الدليل فهمه خصص بالاجماع على أن ذلك يعني أن لله عينين تليقان به لم يبقى لإستشكالك معنى لأن الأئمة الكرام هذا ما فهموه من هذا الحديث بدليل أن البخاري جعله تحت باب إثبات العينين و كذلك ابن خزيمة رحمه الله.


إذن الحديث دال على أن لله عينين و انما المشكلة في فهم اللغة و فهم أساليب العرب.


أما النووي فلا تؤخد منه العقيدة كما هو معلوم لذلك لا معنى لنقل كلامه و ترك كلام السلف.

أما الآية فكما تعلم أن الاثنان يجمعا كقوله تعالى إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما. و هما قلبان فقط.

أما قولك أن غاية ما في الحديث بيان امارة كذب الدجال فخطأ واضح لأن عكس العور معلوم باللغة و اثبات عكس العور هو اثبات عكس اللفظ العور ذهابُ حِسِّ إِحدى العينين. فلو كان لله عين واحدة لما جاء الجمع و لوكان له أكثر من ذلك فلا معنى لذكر العور لأن العور لابد فيه من ذهاب أحد العينين و الله أعلم

عبد الله نياوني
2009-12-12, 09:12 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
شكرالله الإخوة الكرام وبارك فيهم...
ثم رجعت لجواب الشيخ العثيمين رحمه الله المطول في المسألة فكان جوابا شافيا..
لقد سئل فضيلته هل ثبت أن لله عينين؟
فأجاب قائلا:
الجواب على ذلك يتحرر في مقامين:

المقام الأول: أن لله تعالى عينين، فهذا هو المعروف عن أهل السنة والجماعة، ولم يصرّح أحد منهم بخلافه فيما أعلم، وقد نقل ذلك عنهم أبو الحسن الأشعري في كتابه: "اختلاف المصلين ومقالات الإسلاميين"، قال: مقالة أهل السنة وأصحاب الحديث فذكر أشياء ثم قال: "وأن له عينين بلا كيف كما قال: {تجري بأعيننا}، نقله عنه شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتوى الحموية ص 90/5 من مجموع الفتاوى لابن قاسم، ونقل عنه أيضاً مثله في ص 92 عن كتابه: "اختلاف أهل القبلة في العرش"، ونقل عنه أيضاً مثله في ص 94 عن كتابه: "الإبانة في أصول الديانة"، وذكر له في هذا الكتاب ترجمة باب بلفظ: "باب الكلام في الوجه، والعينين، والبصر، واليدين"، ونقل شيخ الإسلام في هذه الفتوى ص 99 عن الباقلاني في كتابه: "الإبانة"، قوله: صفات ذاته التي لم يزل ولا يزال متصفاً بها هي الحياة والعلم، إلى أن قال: "والعينان واليدان".

ونقل ابن القيم ص 118، 119، 120 في كتابه: "اجتماع الجيوش الإسلامية على غزو المعطلة و الجهمية"عن أبي الحسن الأشعري وعن الباقلاني في كتابيه: "الإبانة والتمهيد" مثل ما نقل عنه شيخ الإسلام، ونقل قبل ذلك في ص 114 عن الأشعري في كتابه: "الإبانة" أنه ذكر ما خالفت به المعتزلة كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وإجماع الصحابة إلى أن قال: "وأنكروا أن يكون لله عينان مع قوله تعالى: {تجري بأعيننا}.

وقال الحافظ ابن خزيمة في: "كتاب التوحيد وإثبات صفات الرب" ص 30 بيان النبي صلى الله عليه وسلم الذي جعله الله مبيناً عنه في قوله عز وجل: {وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم}، فبيّن النبي صلى الله عليه وسلم أن لله عينين، فكان بيانه موافقاً لبيان محكم التنزيل، ثم ذكر الأدلة، ثم قال في ص 35: "نحن نقول: لربنا الخالق عينان يبصر بهما ما تحت الثرى".

وقال في ص 55، 56: "فتدبروا يا أولي الألباب ما نقوله في هذا الباب في ذكر اليدين ليجري قولنا في ذكر الوجه والعينين تستيقنوا بهداية الله إياكم، وشرحه جل وعلا صدوركم للإيمان بما قصه الله عز وجل في محكم تنزيله، وبينه على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم من صفات خالقنا عز وجل، وتعلموا بتوفيق الله إياكم أن الحق والصواب والعدل في هذا الجنس مذهباً مذهب أهل الآثار ومتبعي السنن، وتقفوا على جهل من يسميهم مشبهة" أ.هـ.

فتبين بما نقلناه أن مقالة أهل السنة والحديث أن لله تعالى عينين تليقان بجلاله وعظمته لا تُكيّفان، ولا تشبهان أعين المخلوقين، لقوله تعالى: {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير}، روى عثمان بن سعيد الدارمي ص 47 من رده على المريسي بسنده عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم: {إن الله كان سميعاً بصيراً}، فوضع أصبعه الدعاء على عينيه وإبهامه على أذنيه.


المقام الثاني: في ذكر الأدلة على إثبات العينين:

قال البخاري رحمه الله تعالى: باب قول الله تعالى: {ولتصنع على عيني}، وقوله جل ذكره: {تجري بأعيننا} ثم ساق بسنده حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال ذكر الدجال عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "إنه لا يخفى عليكم أن الله ليس بأعور، وأشار بيده إلى عينه، وإن المسيح الدجال أعور العين اليمنى كأن عينه عنبة طافية".

وقد استدل بحديث الدجال على أن لله تعالى عينين عثمان بن سعيد الدارمي في كتابه: "الرد على بشر المريس" الذي أثنى عليه شيخ الإسلام ابن تيمية، وقال: "إن فيهما من تقرير التوحيد والأسماء والصفات بالعقل والنقل ما ليس في غيرهما" يعني هذا الكتاب، وكتابه الثاني: "الرد على الجهمية" قال الدارمي في الكتاب المذكور(ص 43 ط أنصار السنة المحمدية )، بعد أن ساق آيتي صفة العينين: ثم ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الدجال فقال: "إنه أعور، وإن ربكم ليس بأعور"، قال: والعور عند الناس ضد البصر، والأعور عندهم ضد البصير بالعينين.

وقال في ص 48 ففي تأويل قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله ليس بأعور بيان أنه بصير ذو عينين خلاف الأعور.

واستدل به أيضاً الحافظ ابن خزيمة في كتاب التوحيد كما في ص 31 وما بعدها.

ووجه الاستدلال به ظاهر جداً، فإن النبي صلى الله عليه وسلم أراد أن يبين لأمته شيئاً مما ينتفي به الاشتباه عليهم في شأن الدجال في أمر محسوس، يتبين لذوي التفكير العالمين بالطرق العقلية وغيرهم، بذكر أن الدجال أعور العين والرب سبحانه ليس بأعور، ولو كان لله تعالى أكثر من عينين لكان البيان به أولى لظهوره وزيادة الثناء به على الله تعالى، فإن العين صفة كمال فلو كان لله أكثر من اثنتين كان الثناء بذلك على الله أبلغ.

وتقرير ذلك أن يقال: ما زاد على العينين فإما أن يكون كمالاً في حق الله تعالى أو نقصاً، فإن كان نقصاً فهو ممتنع على الله تعالى لامتناع صفات النقص في حقه، وإن كان كمالاً فكيف يهمله النبي صلى الله عليه وسلم مع كونه أبلغ في الثناء على الله تعالى!! فلما لم يذكره النبي صلى الله عليه وسلم عُلم أنه ليس بثابت لله عز وجل، وهذا هو المطلوب.

فإن قيل: ترك ذكره من أجل بيان نقص الدجال بكونه أعور.

قلنا: يمكن أن يذكر مع بيان نقص الدجال فيجمع بين الأمرين حتى لا يفوت ذكر كمال صفة الله عز وجل.

واعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر هذه العلامة الحسيّة ليبين نقص الدجال وأنه ليس بصالح لأن يكون رباً، ولظهورها لجميع الناس لكونها علامة حسية بخلاف العلامات العقلية، فإنها قد تحتاج إلى مقدمات تخفى على كثير من الناس، لاسيما عند قوة الفتنة، واشتداد المحنة، كما في هذه الفتنة فتنة الدجال، وكان هذا من حسن تعليمه صلى الله عليه وسلم حيث يعدل في بيانه إلى ما هو أظهر وأجلى مع وجود علامات أخرى.

وقد ذكر ابن خزيمة رحمه الله في "كتاب التوحيد" ص 31 حديثاً ساقه في ضمن الأدلة على أن النبي صلى الله عليه وسلم بين أن لله تعالى عينين، فساقه بسنده إلى أبي هريرة رضي الله عنه أنه يقرأ قوله تعالى: {إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها}، إلى قوله: {سميعاً بصيراً}، فيضع إبهامه على أذنه، والتي تليها على عينه، ويقول: هكذا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرؤها ويضع أصبعيه.

وقد سبقت رواية الدارمي له بلفظ التثنية، وذكر الحافظ ابن حجر في الفتح ( ص 373/13 ط خطيب) أن البيهقي ذكر له شاهداً من حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول على المنبر: "إن ربنا سميع بصير وأشار إلى عينيه" وسنده حسن أ.هـ.

وقد ذكر صاحب مختصر الصواعق ( ص 359 ط الإمام )، قبيل المثال السادس حديثاً عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: "إن العبد إذا قام إلى الصلاة فإنه بين عيني الرحمن" الحديث لكنه لم يعزُه فلينظر في صحته.

وبهذا تبين وجوب اعتقاد أن لله تعالى عينين، لأنه مقتضى النص وهو المنقول عن أهل السنة والحديث.

فإن قيل: ما تصنعون بقوله تعالى: {أن اصنع الفلك بأعيننا ووحينا}، وقوله: {تجري بأعيننا} حيث ذكر الله تعالى العين بلفظ الجمع؟

قلنا: نتلقاها بالقبول والتسليم، ونقول: إن كان أقل الجمع اثنين كما قيل به إما مطلقاً أو مع الدليل فلا إشكال لأن الجمع هنا قد دل الدليل على أن المراد به اثنتان فيكون المراد به ذلك، وإن كان أقل الجمع ثلاثة فإننا نقول جمع العين هنا كجمع اليد في قوله تعالى: {أولم يروا أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا أنعاماً}، يراد به التعظيم والمطابقة بين المضاف والمضاف إليه، وهو: "نا" المفيد للتعظيم دون حقيقة العدد، وحينئذ لا يصادم التثنية.

فإن قيل: فما تصنعون بقوله تعالى يخاطب موسى: {ولتصنع على عيني}، حيث جاءت بالإفراد؟

قلنا: لا مصادمة بينها وبين التثنية، لأن المفرد المضاف لا يمنع التعدد فيما كان متعدداً، ألا ترى إلى قوله تعالى: {وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها}، وقوله تعالى: {واذكروا نعمة الله عليكم}، فإن النعمة اسم مفرد، ومع ذلك فأفرادها لا تحصى.

وبهذا تبين ائتلاف النصوص واتفاقها وتلاؤمها، وأنها ولله الحمد كلها حق، وجاءت بالحق، لكنها تحتاج في بعض الأحيان إلى تأمل وتفكير، بقصد حسن، وأداة تامة، بحيث يكون عند العبد صدق نية بطلب الحق واستعداد تام لقبوله، وعلم بمدلولات الألفاظ، ومصادر الشرع وموارده، قال الله تعالى: {أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً}، فحث على تدبر القرآن الكريم وأشار إلى أنه بتدبره يزول عن العبد ما يجد في قلبه من الشبهات، حتى يتبين له أن القرآن حقٌ يصدق بعضه بعضاً، والله المستعان.

ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ــــــــــ

مجموع فتاوى و رسائل الشيخ محمد صالح العثيمين المجلد الأول - باب الأسماء والصفات.
...............
وأرجو من المشايخ الكرام الإفادة في تخريج هذا النص الوارد في مختصر الصواعق
وقد ذكر صاحب مختصر الصواعق ( ص 359 ط الإمام )، قبيل المثال السادس حديثاً عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: "إن العبد إذا قام إلى الصلاة فإنه بين عيني الرحمن" الحديث لكنه لم يعزُه فلينظر في صحته.
.........
وجزاكم الله خيرا ووفقنا للعلم النافع والعمل الصالح

أم تميم
2009-12-12, 10:14 PM
جزاكم الله خيرًا ..

أسـامة
2009-12-13, 01:09 PM
وأرجو من المشايخ الكرام الإفادة في تخريج هذا النص الوارد في مختصر الصواعق
وقد ذكر صاحب مختصر الصواعق ( ص 359 ط الإمام )، قبيل المثال السادس حديثاً عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: "إن العبد إذا قام إلى الصلاة فإنه بين عيني الرحمن" الحديث لكنه لم يعزُه فلينظر في صحته.
.........
وجزاكم الله خيرا ووفقنا للعلم النافع والعمل الصالح

التهجد وقيام الليل لابن أبي الدنيا - باب جامع من التهجد وقيام الليل
حديث:‏505‏
حدثنا محمد بن حسان الأزرق ، حدثنا إسحاق بن سليمان ، حدثنا إبراهيم الخوزي ، عن عطاء بن أبي رباح ، سمعت أبا هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن العبد إذا قام في الصلاة فإنه بين عيني الرحمن عز وجل فإذا التفت قال له الرب عز وجل : ابن آدم ، إلى من تلتفت إلى خير لك مني تلتفت ؟ ابن آدم ، أقبل إلى خير لك ممن تلتفت إليه "

تعظيم قدر الصلاة لمحمد بن نصر المروزي - كلام الرب تعالى لمن يلتفت في الصلاة
حديث:‏116‏
حدثنا أبو قدامة ، ثنا إسحاق بن سليمان ، قال : سمعت إبراهيم أبا إسماعيل الخوزي ، عن عطاء بن أبي رباح ، قال : سمعت أبا هريرة ، يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن العبد إذا قام في الصلاة فإنما هو بين عيني الرحمن ، فإذا التفت قال له الرب تبارك وتعالى : يا ابن آدم أقبل إلي ، فإن التفت الثانية قال له الرب : يا ابن آدم أقبل إلي ، فإن التفت الثالثة أو الرابعة قال له الرب : يا ابن آدم لا حاجة لي فيك " حدثنا أبو قدامة ، ثنا إسحاق بن سليمان ، ثنا أبو جعفر ، عن الربيع بن أنس ، قال : إن العبد إذا التفت في الصلاة قال له الرب : يا ابن آدم أقبل إلي ، فذكر بمثله قال أبو قدامة : هذا الحديث مثل حديث إبراهيم الخوزي ، وحدثنا بهما جميعا ، فلا أدري وهم أو سمع منهما جميعا ، هو لفظ واحد.

الضعفاء الكبير للعقيلي - باب الألف
باب إبراهيم - إبراهيم بن يزيد الخوزي
حديث:‏119‏
ومن حديثه ما حدثنا محمد بن إسماعيل بن سالم , قال : حدثنا إسحاق بن سليمان الرازي , قال : حدثنا إبراهيم بن يزيد الخوزي , عن عطاء , قال : سمعت أبا هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن العبد إذا قام في الصلاة فإنه بين عيني الرحمن فإذا التفت قال له الرب : يا ابن آدم إلى من تلتفت ؟ إلى من خير لك مني , ابن آدم أقبل على صلاتك فأنا خير لك ممن تلتفت إليه "

الحكم: ضعيف الإسناد، غير معلوم إلا من طريق الخوزي
وهو إبراهيم بن يزيد الخوزي المكي - وكنيته: أبو إسحق وقيل: أبو إسماعيل
قال أحمد: متروك
قال يحيى: ليس بثقة، وعنه أيضًا: ليس بشيء
قال البخاري: سكتوا عنه "أي: تركوه ولم يحدثوا عنه"
أبو زرعة وأبو حاتم وابن حبان: منكر الحديث

المزوغى
2009-12-13, 05:44 PM
قد يقال فى الاية باعيننا ليس فيها اثبات لصفة العينين لان معناها ما ذكره بن كثير بمرأى منى وفى تفسير البغوى قال قال ابن العباس بمراى منى وقال مقاتل بعلمنا وقيل بحفظنا وكذلك تفسير البيضاوى والقرطبى فليس فى المعنى المذكور اثبات لصفة العينين او فى اللفظ دلالة على ذلك ارجو من المشائخ الكرام الافادة ولكم جزيل الثواب

عبد الله نياوني
2009-12-13, 05:47 PM
التهجد وقيام الليل لابن أبي الدنيا - باب جامع من التهجد وقيام الليل
حديث:‏505‏
حدثنا محمد بن حسان الأزرق ، حدثنا إسحاق بن سليمان ، حدثنا إبراهيم الخوزي ، عن عطاء بن أبي رباح ، سمعت أبا هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن العبد إذا قام في الصلاة فإنه بين عيني الرحمن عز وجل فإذا التفت قال له الرب عز وجل : ابن آدم ، إلى من تلتفت إلى خير لك مني تلتفت ؟ ابن آدم ، أقبل إلى خير لك ممن تلتفت إليه "

تعظيم قدر الصلاة لمحمد بن نصر المروزي - كلام الرب تعالى لمن يلتفت في الصلاة
حديث:‏116‏
حدثنا أبو قدامة ، ثنا إسحاق بن سليمان ، قال : سمعت إبراهيم أبا إسماعيل الخوزي ، عن عطاء بن أبي رباح ، قال : سمعت أبا هريرة ، يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن العبد إذا قام في الصلاة فإنما هو بين عيني الرحمن ، فإذا التفت قال له الرب تبارك وتعالى : يا ابن آدم أقبل إلي ، فإن التفت الثانية قال له الرب : يا ابن آدم أقبل إلي ، فإن التفت الثالثة أو الرابعة قال له الرب : يا ابن آدم لا حاجة لي فيك " حدثنا أبو قدامة ، ثنا إسحاق بن سليمان ، ثنا أبو جعفر ، عن الربيع بن أنس ، قال : إن العبد إذا التفت في الصلاة قال له الرب : يا ابن آدم أقبل إلي ، فذكر بمثله قال أبو قدامة : هذا الحديث مثل حديث إبراهيم الخوزي ، وحدثنا بهما جميعا ، فلا أدري وهم أو سمع منهما جميعا ، هو لفظ واحد.

الضعفاء الكبير للعقيلي - باب الألف
باب إبراهيم - إبراهيم بن يزيد الخوزي
حديث:‏119‏
ومن حديثه ما حدثنا محمد بن إسماعيل بن سالم , قال : حدثنا إسحاق بن سليمان الرازي , قال : حدثنا إبراهيم بن يزيد الخوزي , عن عطاء , قال : سمعت أبا هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن العبد إذا قام في الصلاة فإنه بين عيني الرحمن فإذا التفت قال له الرب : يا ابن آدم إلى من تلتفت ؟ إلى من خير لك مني , ابن آدم أقبل على صلاتك فأنا خير لك ممن تلتفت إليه "

الحكم: ضعيف الإسناد، غير معلوم إلا من طريق الخوزي
وهو إبراهيم بن يزيد الخوزي المكي - وكنيته: أبو إسحق وقيل: أبو إسماعيل
قال أحمد: متروك
قال يحيى: ليس بثقة، وعنه أيضًا: ليس بشيء
قال البخاري: سكتوا عنه "أي: تركوه ولم يحدثوا عنه"
أبو زرعة وأبو حاتم وابن حبان: منكر الحديث
...........
لقد أفدت وأجدت فبارك الله فيك وزادك عونا لإخوانك المسلمين.

تعارف
2009-12-14, 12:04 AM
أمروها كما جاءت
أمروها كما جاءت
أمروها كما جاءت
أمروها كما جاءت
أمروها كما جاءت

الحبروك
2009-12-14, 12:16 AM
أعيننا
و ليس عينين
لله أعين لا عينان
بذا جاء القرءان
و أخيرا

أمروها كما جاءت
أمروها كما جاءت
أمروها كما جاءت
أمروها كما جاءت
أمروها كما جاءت

عبد الله نياوني
2009-12-14, 12:47 AM
أعيننا
و ليس عينين
لله أعين لا عينان
بذا جاء القرءان
و أخيرا
................
أخي كلام جميل يرفع المشكل:
قال الإمام ابن القيم: إذا أضيفت العين إلى اسم الجمع ظاهرًا أو مضمرًا فالأحسن جمعها مشاكلة للفظ، كقوله تعالى:« تجرى بأعيننا». و« فأوحينا إليه أن اصنع الفلك بأعيننا». وهذا نظير المشاكلة في لفظ اليد المضافة إلى المفرد كقوله تعالى:« بيدك الخير».، و« بيده الملك ». وإن أضيفت إلى جمع جمعت كقوله تعالى:« مما عملت أيدينا».
وتدل النصوص على أن لله تعالى عينين وأما قوله {بأعيننا } في الآيات المذكورة فإن لفظ عينين إذا أضيف إلى ضمير الجمع جمع كما يجمع مثنى قلب إذا أضيف إلى ضمير مثنى أو جمع كما في قوله تعالى:« إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما».

أم تميم
2009-12-18, 07:31 PM
إثبات صفة العينين للباري جلّ جلاله
بقلم » أبو عبدالله أسامة الطيبي


الحمد لله المتصف بصفات الجلال والكمال، والصلاة والسلام على خير الرجال، نبيّنا محمد وآله وصحبه أجمعين.

أما بعد:

فإن من منهج أهل السنة والجماعة ـ السلفيين ـ إثبات ما أثبته الله لنفسه، وما أثبته له نبيه ـ صلى الله عليه وسلم ـ من غير تكييف ولا تمثيل، ومن غير تشبيه ولا تعطيل، وقد وصف الله ـ عزّ وجلّ ـ نفسه بصفات الجلال، والجمال، والكمال، ومن هذه الصفات التي أثبتها الله لنفسه، وأثبتها له نبيّه ـ صلى الله عليه وسلم ـ صفة العينين على ما يليق بجلاله، وعظمته، وسلطانه.

ومن الأدلة التي استدل بها أهل السنة لإثبات هذه الصفة العظيمة ـ ولا يستدلون في هذا المقام إلا بنصوص الوحيين الشريفين ـ.

أولا : الأدلة من كتاب الله ـ عزّ وجلّ ـ:
قال الله ـ تعالى ـ: «وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي» [طه:39] ، وقال ـ جلّ ثناؤه ـ: «وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا» [الطور:48]، وقال ـ سبحانه ـ: «تَجْرِي بِأَعْيُنِناَ» [القمر:14].
ففي هذه الآيات الكريمات ـ وغيرها كثير ـ إضافة صفة العين لله ـ عزّ وجلّ ـ مفردة ومجموعة؛ ففهم أهل السنة السنيّة من هذه الآيات وما شابهها أن لله ـ تعالى ـ عينين اثنتين، ولم يقل أحد من السلف أن لله ـ سبحانه ـ عيناً واحدة، أو عدة أعين؛ ف«ذكر العين مفردة لا يدل على أنها عين واحدة فقط؛ لأن المفرد المضاف يراد به أكثر من واحد؛ مثل قوله ـ تعالى ـ: «وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا»، فالمراد نعم الله المتنوعة التي لا تدخل تحت الحصر والعدّ. وقوله ـ تعالى ـ: «أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَآئِكُمْ« فالمراد بها جميع ليالي رمضان. ولو قال قائل: نظرت بعيني، أو وضعت المنظار على عيني. لا يكاد يخطر ببال أحد ممن سمع هذا الكلام أن هذا القائل ليست له إلا عين واحدة. هذا ما لا يخطر ببال أحد أبداً. قال الإمام ابن القيم: إذا أضيفت العين إلى اسم الجمع ظاهراً، أو مضمراً فالأحسن جمعها مشاكلة للفظ؛ كقوله تعالى: «تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا»، و«فَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا »، وهذا نظير المشاكلة في لفظ اليد المضافة إلى المفرد؛ كقوله ـ تعالى ـ: «بِيَدِكَ الْخَيْرُ«، و«بِيَدِهِ الْمُلْكُ«. وإن أضيفت إلى جمع جمعت كقوله تعالى: «مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا».
«الصفات الإلهية في الكتاب والسنة النبوية»(ص317 ـ 318).
ومما يجدر التنبيه عليه في هذا الصدد ما وقع فيه ابن حزم ـ رحمه الله ـ من الخطأ الجسيم في هذا الباب؛ إذ يقول في كتابه «المحلى«(1/33): «وأن لله ـ عزّ وجلّ ـ عزاً وعزة، وجلالاً وإكراماً، ويداً ويدين وأيدياً، ووجهاً، وعيناً وأعين«.
فهذه زلة عظيمة من مثل هذا العالم، لا يتابع عليها، وما حمله على هذا إلا أنه من نفاة الصفات، مع تعظيمه ـ غفر الله له ـ للحديث والسنة، كما ذكر ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية في «منهاج السنة النبوية«(2/584).
ثانياً: الأدلة من السنة النبوية:
أخرج البخاري في «صحيحه«(7407) من حديث عبد الله بن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قال: ذُكر الدجال عند النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقال: «إن الله لا يخفى عليكم، إن الله ليس بأعور ـ وأشار بيده إلى عينه ـ وإن المسيح الدجال أعور العين اليمنى، كأن عينه عنبة طافية«.
فهذا الحديث وما جاء في معناه حجة لأهل الحق ـ أهل السنة ـ في إثبات العينين لله ـ تبارك وتعالى ـ وقد نصص على هذه العقيدة العلماء المتقدمين منهم والمتأخرين لا خلاف بينهم في ذلك؛ مثل: عثمان بن سعيد الدارمي، وإمام الإئمة أبو بكر بن خزيمة، وأبو إسماعيل الهروي، وابن قتيبة الدينوري، وأبو الحسن الأشعري، واللالكائي, وأبو عمرو الداني, وشيخ الإسلام ابن تيمية، وتلميذه ابن قيم الجوزية، وغيرهم كثير.
قال الإمام ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ وقد سئل عن إثبات العينين لله ـ تعالى ـ، ودليل ذلك؟
فأجاب بقوله: الجواب على ذلك يتحرر في مقامين:
المقام الأول:
أن لله تعالى عينين، فهذا هو المعروف عن أهل السنة والجماعة، ولم يصرح أحد منهم بخلافه فيما أعلم. وقد نقل ذلك عنهم أبو الحسن الأشعري في كتابه: «اختلاف المصلين ومقالات الإسلاميين«. قال: «مقالة أهل السنة وأصحاب الحديث« فذكر أشياء ثم قال: «وأن له عينين بلا كيف كما قال: «تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا« [القمر:14] «. نقله عنه شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتوى الحموية(ص 90/5) من مجموع الفتاوى لابن قاسم، ونقل عنه أيضاً مثله في(ص92) عن كتابه: «اختلاف أهل القبلة في العرش«. ونقل عنه أيضاً مثله في(ص94) عن كتابه : «الإبانة في أصول الديانة« . وذكر له في هذا الكتاب ترجمة باب بلفظ : «باب الكلام في الوجه، والعينين، والبصر، واليدين«. ونقل شيخ الإسلام في هذه الفتوى (ص99) عن الباقلاني في كتابه: «الإبانة«. قوله: «صفات ذاته التي لم يزل ولا يزال متصفاً بها هي الحياة والعلم«، إلى أن قال: «والعينان واليدان«.
ونقل ابن القيم(ص 118، 119، 120) في كتابه : «اجتماع الجيوش الإسلامية على غزو المعطلة والجهمية« عن أبي الحسن الأشعري، وعن الباقلاني في كتابيه: «الإبانة« و«التمهيد« مثل ما نقل عنه شيخ الإسلام، ونقل قبل ذلك في(ص114) عن الأشعري في كتابه: «الإبانة« أنه ذكر ما خَالفتْ به المعتزلة كتاب الله ـ تعالى ـ، وسنة رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ، وإجماع الصحابة إلى أن قال: «وأنكروا أن يكون لله عينان مع قوله ـ تعالى ـ: «تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا« [القمر:14].
وقال الحافظ ابن خزيمة في «كتاب التوحيد وإثبات صفات الرب«(ص30): «بيان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ الذي جعله الله مبيناً عنه في قوله ـ عزّ وجلّ ـ: «وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ« [النحل:44] فبين النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن لله عينين، فكان بيانه موافقاً لبيان محكم التنزيل، ثم ذكر الأدلة، ثم قال في(ص35): «نحن نقول: لربنا الخالق عينان يبصر بهما ما تحت الثرى«.
وقال في(ص 55، 56): «فتدبروا يا أولي الألباب ما نقوله في هذا الباب في ذكر اليدين؛ ليجري قولنا في ذكر الوجه والعينين تستيقنوا بهداية الله إياكم، وشرحه ـ جلّ وعلا ـ صدوركم للإيمان بما قصه الله ـ عزّ وجلّ ـ في محكم تنزيله، وبينه على لسان نبيه ـ صلى الله عليه وسلم ـ من صفات خالقنا ـ عزّ وجلّ ـ وتعلموا بتوفيق الله إياكم أن الحق والصواب والعدل في هذا الجنس مذهباً مذهب أهل الآثار ومتبعي السنن، وتقفوا على جهل من يسميهم مشبهة« ا.هـ.
فتبين بما نقلناه أن مقالة أهل السنة والحديث أن لله تعالى عينين تليقان بجلاله وعظمته لا تُكيّفان، ولا تشبهان أعين المخلوقين، لقوله ـ تعالى ـ: « لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ« [الشورى:11].
روى عثمان بن سعيد الدارمي(ص47) من رده على المريسي بسنده عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قرأ رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: «إِنَّ اللّهَ كَانَ سَمِيعاً بَصِير«. فوضع إصبعه الدعاء على عينيه، وإبهامه على أذنيه.
المقام الثاني:
في ذكر الأدلة على إثبات العينين:
1- قال البخاري ـ رحمه الله تعالى ـ: باب قول الله ـ تعالى ـ: «وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي« [طه:39] . وقوله ـ جل ذكره ـ: «تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا« [القمر:14] ثم ساق بسنده حديث عبد الله بن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قال: ذكر الدجال عند النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقال: «إنه لا يخفى عليكم أن الله ليس بأعور ـ وأشار بيده إلى عينه ـ وإن المسيح الدجال أعور العين اليمنى كأن عينه عنبة طافية »
2-وقد استدل بحديث الدجال على أن لله تعالى عينين عثمان بن سعيد الدارمي في كتابه: «الرد على بشر المريسي» الذي أثنى عليه شيخ الإسلام ابن تيمية. وقال: «إن فيهما من تقرير التوحيد والأسماء والصفات بالعقل والنقل ما ليس في غيرهم« ـ يعني ـ هذا الكتاب وكتابه الثاني : «الرد على الجهمية»
قال الدارمي في الكتاب المذكور(ص 43 ـ ط: أنصار السنة المحمدية )، بعد أن ساق آيتي صفة العينين: «ثم ذكر رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ الدجال فقال: إنه أعور، وإن ربكم ليس بأعور. قال: والعور عند الناس ضد البصر، والأعور عندهم ضد البصير بالعينين«.
وقال في(ص 48): «ففي تأويل قول رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: «إن الله ليس بأعور« بيان أنه بصير ذو عينين خلاف الأعور«.
واستدل به أيضاً الحافظ ابن خزيمة في «كتاب التوحيد« كما في(ص31) وما بعدها.
ووجه الاستدلال به ظاهر جداً؛ فإن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أراد أن يبين لأمته شيئاً مما ينتفي به الاشتباه عليهم في شأن الدجال في أمر محسوس، يتبين لذوي التفكير العالمين بالطرق العقلية وغيرهم، بذكر أن الدجال أعور العين، والرب ـ سبحانه ـ ليس بأعور، ولو كان لله ـ تعالى ـ أكثر من عينين لكان البيان به أولى لظهوره، وزيادة الثناء به على الله ـ تعالى ـ؛ فإن العين صفة كمال، فلو كان لله أكثر من اثنتين كان الثناء بذلك على الله أبلغ.
وتقرير ذلك أن يقال: ما زاد على العينين فإما أن يكون كمالاً في حق الله ـ تعالى ـ أو نقصاً، فإن كان نقصاً فهو ممتنع على الله ـ تعالى ـ لامتناع صفات النقص في حقه، وإن كان كمالاً فكيف يهمله النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ مع كونه أبلغ في الثناء على الله تعالى!! فلما لم يذكره النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ علم أنه ليس بثابت لله ـ عزّ وجلّ ـ وهذا هو المطلوب.
3- فإن قيل: ترك ذكره من أجل بيان نقص الدجال بكونه أعور.
قلنا:
يمكن أن يذكر مع بيان نقص الدجال فيجمع بين الأمرين حتى لا يفوت ذكر كمال صفة الله ـ عزّ وجلّ ـ.
واعلم أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ذكر هذه العلامة الحسية ليبين نقص الدجال، وأنه ليس بصالح لأن يكون رباً، ولظهورها لجميع الناس لكونها علامة حسية بخلاف العلامات العقلية، فإنها قد تحتاج إلى مقدمات تخفى على كثير من الناس، لا سيما عند قوة الفتنة، واشتداد المحنة، كما في هذه الفتنة فتنة الدجال، وكان هذا من حسن تعليمه ـ صلى الله عليه وسلم ـ حيث يعدل في بيانه إلى ما هو أظهر وأجلى مع وجود علامات أخرى.
3- وقد ذكر ابن خزيمة ـ رحمه الله ـ في «كتاب التوحيد«(ص31) حديثاً ساقه في ضمن الأدلة على أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بين أن لله ـ تعالى عينين ـ، فساقه بسنده إلى أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أنه يقرأ قوله ـ تعالى ـ:«إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا« إلى قوله: «سَمِيعاً بَصِير« فيضع إبهامه على أذنه، والتي تليها على عينه. ويقول : هكذا سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقرؤها ويضع أصبعيه.
وقد سبقت رواية الدارمي له بلفظ التثنية، وذكر الحافظ ابن حجر في الفتح (ص373/13 ـ ط: خطيب) أن البيهقي ذكر له شاهداً من حديث عقبة بن عامر ـ رضي الله عنه ـ سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول على المنبر: «إن ربنا سميع بصير، وأشار إلى عينيه« وسنده حسن ا.هـ.
وقد ذكر صاحب مختصر الصواعق (ص359 ـ ط: الإمام)، قبيل المثال السادس حديثاً عن أبي هريرة عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ : «إن العبد إذا قام إلى الصلاة فإنه بين عيني الرحمن«. الحديث لكنه لم يعزه، فلينظر في صحته.
وبهذا تبين وجوب اعتقاد أن لله ـ تعالى ـ عينين؛ لأنه مقتضى النص، وهو المنقول عن أهل السنة والحديث.
رد شبهات :
1- فإن قيل: ما تصنعون بقوله تعالى: «أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا«. وقوله: «تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا« حيث ذكر الله ـ تعالى ـ العين بلفظ الجمع؟
قلنا:
نتلقاها بالقبول والتسليم، ونقول: إن كان أقل الجمع اثنين ـ كما قيل به إما مطلقاً أو مع الدليل ـ فلا إشكال لأن الجمع هنا قد دل الدليل على أن المراد به اثنتان فيكون المراد به ذلك، وإن كان أقل الجمع ثلاثة فإننا نقول جمع العين هنا كجمع اليد في قوله تعالى:«أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا «. يراد به التعظيم والمطابقة بين المضاف والمضاف إليه، وهو ـ نا ـ المفيد للتعظيم دون حقيقة العدد، وحينئذ لا يصادم التثنية.
2-فإن قيل: فما تصنعون بقوله تعالى يخاطب موسى: «وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي«. حيث جاءت بالإفراد؟
قلنا:
لا مصادمة بينها وبين التثنية، لأن المفرد المضاف لا يمنع التعدد فيما كان متعدداً، ألا ترى إلى قوله تعالى: «وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا«. وقوله تعالى: «وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ«. فإن النعمة اسم مفرد، ومع ذلك فأَفرادها لا تحصى.
الخلاصة :
وبهذا تبين ائتلاف النصوص واتفاقها وتلاؤمها، وأنها ـ ولله الحمد ـ كلها حق، وجاءت بالحق، لكنها تحتاج في بعض الأحيان إلى تأمل وتفكير بقصد حسن، وأداة تامة، بحيث يكون عند العبد صدق نية بطلب الحق، واستعداد تام لقبوله، وعلم بمدلولات الألفاظ، ومصادر الشرع وموارده، قال الله تعالى: «أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيرا « [النساء:82].
فحث على تدبر القرآن الكريم، وأشار إلى أنه بتدبره يزول عن العبد ما يجد في قلبه من الشبهات، حتى يتبين له أن القرآن حق يصدق بعضه بعضاً. والله المستعان. «مجموع فتاوى ابن عثيمين«(1/146 ـ 153).
قلت: الحديث الذي طلب الشيخ التحقق من صحته: «إن العبد إذا قام إلى الصلاة فإنه بين عيني الرحمن«، لا يصح، ولا تقوم به حجة؛ فانظر غير مأمور «السلسلة الضعيفة«(1024)و(4399) .
وقال الإمام ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ: «ونؤمن بأن لله تعالى عينين اثنتين حقيقيتين؛ لقوله ـ تعالى ـ: «وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا« [هود:37]. وقال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: «حجابه النور لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه«.
وأجمع أهل السنة على أن العينين اثنتان؛ ويؤيده قول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في الدجال: «إنه أعور، وإن ربكم ليس بأعور«. «مجموع فتاوى ابن عثيمين«(3/234 ـ 235).
وقال الإمام ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ: «مذهب أهل السنة والجماعة أن لله عينين اثنتين، ينظر بهما حقيقة على الوجه اللائق به. وهما من الصفات الذاتية الثابتة بالكتاب، والسنة.
فمن أدلة الكتاب قوله تعالى: «تَجْرِي بِأَعْيُنِنَ« [القمر:14]. ومن أدلة السنة قول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: « إن ربكم ليس بأعور «، « ينظر إليكم أزلين قنطين«، «حجابه النور لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه«. فهما عينان حقيقيتان لا تشبهان أعين المخلوقين. «مجموع فتاوى ابن عثيمين«(4/58).
رد الإمام الألباني
وقال الإمام الألباني ـ رحمه الله ـ: «المنقول في كتب التوحيد، وكتب العقائد أن له عينين، وبعض العلماء القدامى يستدلون بحديث الدجال: «أنه أعور، وإن ربكم ليس بأعور، وإن أحدكم لا يرى ربه حتى يموت«. ليس عندنا نص صريح بأن له أكثر من عينين، والمتوارث عن عقيدة السلف هو إثبات العينين على ظاهر حديث الدجال على كثرة طرقه، فالذي يتبادر من هذا الحديث، ولا يخطر في البال سواه أن الدجال إحدى عينيه طافية, وهو أعور، وإن ربكم ليس بأعور؛ معنى ذلك: أن الله موصوف بالعينين، وليس بالثلاثة أو أكثر؛ لأنه ما عندنا نص بالأكثر، وكما نقول دائماً وأبداً: الأمور الغيبية ـ وبخاصة ـ ما يتعلق بغيب الغيوب؛ وهو رب العالمين ـ تبارك وتعالى ـ لا ينبغي أن نصفه بالأقيسة والعمومات وما شابه ذلك؛ وإنما بالشيء الذي جاءنا عن سلفنا الصالح، وجاءت به الأحاديث. «سلسلة الهدى والنور« شريط رقم(183).
قلت: ومن يَنقل عن الإمام الألباني ـ رحمه الله ـ خلاف هذه العقيدة السلفية إما مخطئ أو كاذب؛ فقد قال له قائل كما في شريط رقم(189) من «سلسلة الهدى والنور : « «بلغنا أنك تقول أن لله عيناً واحدة».
فقال الإمام الألباني ـ رحمه الله ـ بعد أن كان قد فصل عقيدة السلف في إثبات العينين الاثنتين لله ـ سبحانه: «ظهرت الكذبة، لا، هذا كذب». (11)

والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات





http://www.almenhaj.net/Report.php?linkid=%207446

عبدالمومن براهيم الجزائري
2009-12-18, 08:52 PM
بارك الله فيكم على هذه المعلومات القيمة .العقيدة نسير على درب السلف أهل السنة و الجماعة القرأن السنة الإجماع

أبو يوسف الحلبي
2010-01-04, 02:21 AM
التهجد وقيام الليل لابن أبي الدنيا - باب جامع من التهجد وقيام الليل
حديث:‏505‏
حدثنا محمد بن حسان الأزرق ، حدثنا إسحاق بن سليمان ، حدثنا إبراهيم الخوزي ، عن عطاء بن أبي رباح ، سمعت أبا هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن العبد إذا قام في الصلاة فإنه بين عيني الرحمن عز وجل فإذا التفت قال له الرب عز وجل : ابن آدم ، إلى من تلتفت إلى خير لك مني تلتفت ؟ ابن آدم ، أقبل إلى خير لك ممن تلتفت إليه "

تعظيم قدر الصلاة لمحمد بن نصر المروزي - كلام الرب تعالى لمن يلتفت في الصلاة
حديث:‏116‏
حدثنا أبو قدامة ، ثنا إسحاق بن سليمان ، قال : سمعت إبراهيم أبا إسماعيل الخوزي ، عن عطاء بن أبي رباح ، قال : سمعت أبا هريرة ، يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن العبد إذا قام في الصلاة فإنما هو بين عيني الرحمن ، فإذا التفت قال له الرب تبارك وتعالى : يا ابن آدم أقبل إلي ، فإن التفت الثانية قال له الرب : يا ابن آدم أقبل إلي ، فإن التفت الثالثة أو الرابعة قال له الرب : يا ابن آدم لا حاجة لي فيك " حدثنا أبو قدامة ، ثنا إسحاق بن سليمان ، ثنا أبو جعفر ، عن الربيع بن أنس ، قال : إن العبد إذا التفت في الصلاة قال له الرب : يا ابن آدم أقبل إلي ، فذكر بمثله قال أبو قدامة : هذا الحديث مثل حديث إبراهيم الخوزي ، وحدثنا بهما جميعا ، فلا أدري وهم أو سمع منهما جميعا ، هو لفظ واحد.

الضعفاء الكبير للعقيلي - باب الألف
باب إبراهيم - إبراهيم بن يزيد الخوزي
حديث:‏119‏
ومن حديثه ما حدثنا محمد بن إسماعيل بن سالم , قال : حدثنا إسحاق بن سليمان الرازي , قال : حدثنا إبراهيم بن يزيد الخوزي , عن عطاء , قال : سمعت أبا هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن العبد إذا قام في الصلاة فإنه بين عيني الرحمن فإذا التفت قال له الرب : يا ابن آدم إلى من تلتفت ؟ إلى من خير لك مني , ابن آدم أقبل على صلاتك فأنا خير لك ممن تلتفت إليه "

الحكم: ضعيف الإسناد، غير معلوم إلا من طريق الخوزي
وهو إبراهيم بن يزيد الخوزي المكي - وكنيته: أبو إسحق وقيل: أبو إسماعيل
قال أحمد: متروك
قال يحيى: ليس بثقة، وعنه أيضًا: ليس بشيء
قال البخاري: سكتوا عنه "أي: تركوه ولم يحدثوا عنه"
أبو زرعة وأبو حاتم وابن حبان: منكر الحديث

السلام عليكم ورحمة الله
جزاكم الله خيراً على ما أتحفتمونا به من خلال هذه المدارسة القيمة.

للفائدة >>>من موقع الدرر السنية:-
إن العبد إذا قام في الصلاة فإنه بين عيني الرحمن ، فإذا التفت قال له الرب : يا ابن آدم إلى من تلتفت ؟ إلى من هو خير لك مني ؟ ابن آدم أقبل على صلاتك فأنا خير لك ممن تلتفت إليه
الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الضعيفة - الصفحة أو الرقم: 1024
خلاصة حكم المحدث: ضعيف جداً

أبو محمد الطنطاوي
2010-01-04, 11:37 PM
أمروها كما جاءت
أمروها كما جاءت
أمروها كما جاءت
أمروها كما جاءت
أمروها كما جاءت
أحسنت أخى الكريم

تركي القحطاني
2010-01-11, 01:09 AM
بارك الله فيكم جميعا


وجدنا الفائده

العمطهطباوي
2010-11-05, 08:58 PM
سُئل شيخُنا المحقّقُ العلَّامةُ عبدُ الرّحمنِ بنُ ناصِرٍ البرَّاك :

صاحب الفضيلة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر البراك سلمه الله
يذهب بعض الناس في هذا العصر(1) إلى القدح في إثبات أهل السنة صفة العينين لله تعالى زاعماً أن أهل السنة اعتمدوا في ذلك على قياس الغائب على الشاهد أي قياس الخالق على المخلوق، فهل هذا المذهب والزعم صحيح؟ أفيدونا أثابكم الله.

فأجاب ـ رفع اللَّـهُ قدره ـ :
الحمد لله قال الله تعالى: "تجري بأعيننا" وقال سبحانه: "فاصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا" وقال: "ولتصنع على عيني"
ففي هذه الآيات إضافة العين إلى الله مفردة ومجموعة، ففهم أهل السنة من هذه الآيات أن لله عينين، ولم يقل أحد منهم بأنه ليس لله إلا عين واحدة أو له أعين.
فإنّ ذكر العين مفردة ومجموعة في هذه الآيات لا يدل على ذلك، وسبب هذا أنه يصح في اللغة أن تقول: رأيت بعيني، وإن كان لك عينان، ومن قواعد لغة العرب ذكر المثنى بلفظ الجمع إذا أضيف إلى صيغة الجمع أو التثنية، كقوله تعالى: "فبما كسبت أيديكم" وقوله: "فقد صغت قلوبكما"
ونظير هذه الآيات في العينين في الجمع والإفراد قوله تعالى في اليدين: "مما عملت أيدينا"وقوله: "بيده الملك"
والجمع والإفراد لليدين في الآيتين لا ينافي التصريح بأن لله تعالى يدين، كقوله تعالى: "بل يداه مبسوطتان"لأن الجمع والإفراد في الخبر عن المثنى له في اللغة أساليب تقتضيه، كما تقدم.
والسلف والأئمة أعلم باللغة التي نزل بها القرآن وجاءت بها السنة. فهم أعلم بدلالات الكتاب والسنة وأعلم بمراد الله من كلامه وبمراد سنة الرسول صلى الله عليه وسلم ممن جاء بعدهم، فكل فهم في القرآن أو في السنة يخالف فهم السلف فهو باطل مردود.
هذا، وقد استدل بعض أئمة السنة على إثبات العينين لله بقوله صلى الله عليه وسلم في الدجال: "إن ربكم ليس بأعور، وإن الدجال أعور عين اليمنى، كأن عينه عنبة طافية"(2)
وممن نص على إثبات العينين لله تعالى واستدل بالحديث: أبو محمد بن قتيبة(3) وعثمان ابن سعيد الدارمي(4)،وأبو بكربن خزيمة، وأبو بكر الباقلاني في كتابه(الرد على من نسب إلى الأشعري خلاف قوله كما نقلع شيخ الإسلام في بيان تلبيس الجهمية(2/34) (5) ،واللالكائي (6) ، وأبو عمرو الداني (7) ، وشيخ الإسلام بن تيمية(8) ، وابن القيم(9)
وممن نص على أيضاً على إثبات العينين لله تعالى أبو الحسن الأشعري(10) وأبو إسماعيل الهروي(11) وزَعْم المعترض أن"أهل السنة اعتمدوا في هذا الاستدلال على قياس الخالق على المخلوق"

زعم باطل وقول قبيح وافتراء على أئمة السنة، كيف وهم أعظم الناس إنكاراً على أهل التمثيل، وأبعد الناس عن هذا القياس الباطل.
وهل يقول المعترض: إن سمع الله إدراك الأصوات، وبصره إدراك المرئيات، أو له
وبعد فالمنكر على أهل السنة إثبات العينين لله يلزمه واحد من أربعة أمور:
1- أن لله عيناً واحدة.
2- أو له أعين كثيرة.
3- أو تجويز الأمرين.
وكل هذا لم يقل به أحد من أهل السنة، والرابع- مم يلزم المعترض- أن ينفي العين لله مطلقاً، وهذا سبيل الجهمية ومن وافقهم من المعتزلة والأشاعرة الذين لايثبتون لله لا عينين ولا وجهاً ولا يدين.
وأما قول ابن حزم: إن لله عينا واحدة وله أعين، فهذا من غلوه في ظاهرتيه.ولهذا يصرح بأن لا يقال: له سمع وبصر وحياة.ومن ذلك يعلم مذهبه في الصفات أنه لا يثبت عينا ولا أعينا صفة قائمة به سبحانه وتعالى تكون بها الرؤية. فحقيقة قوله إثبات هذه الألفاظ لورودها في القرآن، فابن حزم -رحمه الله- ممن لا يعتمد بقوله في الإعتقاد خصوصا في باب الأسماء والصفات، وهذا نظير قوله: (إن لله يدا ويدين وأيديا ومقصوده إثبات ألفاظ القرآن، ولا ينازعه أحد في ذلك، فإن جميع المسلمين يؤمنون بأن هذه الألفاظ جاءت في القرآن، ولا يجحدها إلا كافر بالرسول صلى الله عليه وسلم وما جاء به. ومعلوم أن من سلك هذا المسلك لا يثبت لله يدين يكون بهما الفعل كخلق آدم بيديه سبحانه، وأخذه السماوات بيده يوم القيامة. فحقيقة مذهب ابن حزم مذهب المعطلة من الجهمية ومن وافقهم.
فعلى هذا المعترض أن يوضح مذهبه في ذلك وفهمه للآيات.
ولا ريب أنه في هذه المسألة التي خالف فيها أهل السنة قد اتبع غير سبيل المؤمنين. فالله يهدبنا ويهدبه إلى معرفة الحق أتباعه والله الهادي إلى سواء السبيل.


رقم الفتوى : 36601
المصدر : الموقع الرّسمي للشّيخ.

ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــ
(1) ومنهم الشيخ عبدالله بن يوسف الجديع في كتابيه تيسير علم أصول الفقه( 378 ) والمقدمات الأساسية في علوم القرآن ( 365 )
(2) رواه البخاري 4/1598 (4141) ومسلم1/155 (169) عن ابن عمر رضي الله عنهما.
(3) الرد على بشر المريسي (ضمن عقائد السلف406).
(4) الرد على المريسي (48) (5) التوحيد (1/101) تحقيق عبدالعزيز الشهولن.
(5) شرح أصول اعتقاد أهل السنة (3/471).
(6) الرسالة الوافية (49) تحقيق محمد بن سعيد القحطاني.
(7) الجواب الصحيح (4/413)تحقيق الحسن العلوي.
(8) مختصر الصواعق المرسلة (1/66).
(9) الإبانة (129) ط الجامعة الإسلامية.
(10) كتاب الأربعين في دلائل التوحيد(64)تحقيق د.علي الفقيهي
(11) تحقيق د.ناصر الفقيهي

دامو
2010-11-06, 12:03 AM
بارك الله فيكم و حفظ الله الشيخ البراك و رحم الله الشيخ ابن عثيمين، كلامهم واضح كافي شافي و لله الحمد

أبو سفيان الأثرى
2010-11-06, 01:58 AM
1- روى أبو داود (13/37 - عون) بإسناد حسن من حديث أبي هريرة رضي الله عنه : ((أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ هذه الآية (إِنَّ الله كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا) ، فَوَضَعَ إبْهَامَهُ عَلَى أذنه ، والتي تليها على عينيه)) .

صفة العينين ثابتة لله جل فى علاه بأدلة كثيرة؛
لكن ما وجه الدلالة فى هذا الحديث؟

شريف شلبي
2010-11-08, 03:41 PM
لماذا تنتزع كلمة من سياقها ثم يبنى على انتزاعها حكماً؟؟
لماذا لا تفهم كما هي في سياقها وكما يرشد السلف : أمروها كما جاءت بلا كيف - كما جاءت هل جاءت " لله عينان " أم جاءت " فإنك بأعيننا " ؟

إن الآيات التي ذكر فيها لفظ العين مفردة أو جمعاً إنما جاءت في سياق بعيد عن مجال ذكر صفات الله عز وجل
ارجعوا إلى تفسير السلف لهذه الآيات
القرآن عربي ... والعرب تستخدم هذه الأساليب للدلالة على الرعاية والعناية .... بل نحن نستخدمها أيضاً ونقول لمن نحب : أنت في عيني
ولمن يستدل بقوله تعالى " إن الله كان سميعاً بصيراً " فهل يستلزم بصر الله عز وجل وجود عين له ؟؟
وهل يثبت لله عز وجل أذنين بدلالة قوله سميعاً ؟؟؟
وعجيب من قال : أما النووي فلا تؤخد منه العقيدة كما هو معلوم لذلك لا معنى لنقل كلامه !
ما هذه الانتقائية العجيبة ؟ وما الذي أهدر كلام النووي ؟ ألأنه على مذهب الخلف كما يزعم البعض ؟
والحقيقة غير ذلك وارجعوا الى كلامه وكلام ابن حجر تجدونهما يصرحان بتقديم مذهب السلف على مذهب الخلف ولكن المشكلة الحقيقية أنهما وغيرهما من علماء المسلمين - الذين يوصمون بمخالفة مذهب السلف ويهدر كلامهم لذلك - يفهمون مذهب السلف غير ما تفهمون .

أبو الفداء
2010-11-08, 03:50 PM
إن الآيات التي ذكر فيها لفظ العين مفردة أو جمعاً إنما جاءت في سياق بعيد عن مجال ذكر صفات الله عز وجل
ارجعوا إلى تفسير السلف لهذه الآيات ما معنى (مجال ذكر صفات الله) يا أخي الفاضل، وما هي صفة النص الذي ترى أنت أنه داخل في (مجال ذكر الصفات)؟

ونقول لمن نحب : أنت في عيني لو لم يكن للبشر في صفتهم أن لهم عينا لما صح لهم - لغة - أن يستعملوا هذا الأسلوب، ولما كان له معنى! وهل عدمت اللغة العربية على فساحتها وسعتها أساليب أخرى لبيان معنى العناية والرعاية والكلإ لا يلزم منها هذا اللازم الواضح، بحيث تكون أحكم وأضبط لمراد الله تعالى من أن توحي بما لا تصح نسبته إلى الله من صفات؟؟

شريف شلبي
2010-11-08, 04:32 PM
قلت : لو لم يكن للبشر في صفتهم أن لهم عينا لما صح لهم .
أقول : الله أمر رسوله صلى الله عليه وسلم بالتواضع للمؤمنين فقال " واخفض جناحك للمؤمنين " فهل للنبي جناح ؟؟
وهل عدمت اللغة العربية على فساحتها وسعتها أساليب أخرى لبيان معنى التواضع إلا استخدام لفظ الجناح ؟؟؟
أما حديثي عن مجال ذكر الصفات أقصد به أن هناك من الآيات ما يكون موضوعها الحديث عن صفات الله وأسمائه أفعاله والتعريف به مثل خواتيم كثير من الآيات وسورة الاخلاص وآخر سورة الحشر وكثير من الآيات في ثنايا السور يكون مقصودها الأول التعريف برب العزة جل وعلا وأسمائه وصفاته وأفعاله .

المسلم الحر
2010-11-08, 04:49 PM
سبحان الله ... الفرق بين السلفي و الخلفي يتضح هنا ...
السلفي يأخذ عقيدته من الكتاب و السنة بفهم السلف الصالح - أهل السنة و الجماعة - الأئمة الأربعة و من قبلهم ومن بعدهم ممن هم على منهج و اعتقاد أهل الحديث مثل سفيان الثوري و الأوزاعي وابن المبارك و مالك و الشافعي و أحمد بن حنيل ثم من بعدهم كالبخاري و مسلم و الترمذي و ابوداود والنسائي وابن خزيمة وغيرهم ...
كل هؤلاء وغيرهم يثبتون لله تعالى ما أثبته لنفسه و ما أثبته له نبيه صلى الله عليه وسلم من غير تشبيه ولا تأويل ولا تعطيل ويقولون معاني الصفات معلومة و الإيمان بها واجب وكيفها مجهول .. فما سمعنا أحدا من الصحابة الكرام ناقش هذه الصفات وأولها بل أمروها رضي الله عنهم كما جاءت وفهموها على حقيقتها الواضحة فقد ذكر لهم النبي صلى الله عليه و سلم أن الله تعالى له يدين و كلتا يديه يمين و أنه تعالى يضع الأشجار على أصبع والجبال على أصبع ثم يهزها و يقول أنا الملك أين ملوك الأرض أين الجبارون أين المتكبرون وأن السموات و الأرض مطويات بيمين الله تعالى يوم القيامة و غيرها من الصفات الكثيرة التي وردت في الكتاب و السنة وما خاضوا في الحديث عنها و حتى سلف هذه الأمة ما تكلموا في أسماء الله وصفاته و فصلوا فيها و وضعوا القواعد فيها إلا بعد أن خاض فيها أهل البدع من المعتزلة والجهمية و المعطلة و الأشاعره وغيرهم فلما تكلموا تكلم علماء الأمة وأزالوا الشبهات و وضحوا الأمور الخفيات التي قد تشكل على الناس ...
أما الخلفي الذي يتكلم في هذا المسائل فلا دليل عنده ولا سلف له بل تخبط وكلام متناقض ...
وأعظم وسيلة ينال بها العبد العلم الصحيح بصفات الله تعالى وفهم مراد كلام الله في كتابه و سنة نبيه صلى الله عليه و سلم هو في دعائه تبارك وتعالى ومنها دعاء .... اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم
أسأل الله العظيم أن يثبتنا على دينه و طاعته

أبو الفداء
2010-11-08, 05:12 PM
الله أمر رسوله صلى الله عليه وسلم بالتواضع للمؤمنين فقال " واخفض جناحك للمؤمنين " فهل للنبي جناح ؟؟هذا استشكال جيد في الحقيقة. والمسألة هنا في مقدار التجوز في الكلام (مقدار المجاز في المعنى المراد)، هل الأصل أن يُحمل الكلام على الحقيقة أم على المجاز؟ وهل يمكن أن يكون التعبير الواحد فيه حقيقة ومجاز معا؟ الأصل في الكلام الحقيقة لا المجاز. ولا يتطرق الذهن إلى إرادة المجاز إلا بمقدار ما عُلم من القرائن والأدلة المحتفة بالكلام أن مراده المجاز لا الحقيقة. فإذا كان ذلك كذلك، عُلم أن الكلام قد يجتمع فيه حقيقة ومجاز معا. فأما الحقيقة منه فما هو باق على الأصل دون وجود صارف له إلى المجاز. فإذا قيل لرجل اخفض جناحك لفلان، امتنع أن يُحمل هذا المعنى أو شيء منه على الحقيقة لأن الرجل معلوم بدلالة الحس والمشاهدة أنه لا جناح له! ولكن عندما يكون النص مما يتكلم به رب العزة تبارك وتعالى عن نفسه، فلا حس ولا مشاهدة هنا، وإنما يحمل المعنى على ما أفاده مجموع القرائن. فإن قال (فإنك بأعيننا) علم لجريان المعنى على هذا الوجه ولقرائن أخرى ظاهرة أن المراد "إنك بحفظنا ورعايتنا"، ولكن يبقى السؤال هل يشتمل هذا المعنى على لازم إثبات حقيقة العين لله تعالى فيصح دليلا عليها أم لا؟ الظاهر هو ثبوت حقيقة العين لله تعالى في هذا التعبير دون صارف ولا دافع، لأن الأصل أنك لن تستعمل مجازا كهذا في الكلام عن نفسك إلا إن كنت من جنس من الموجودات له من الصفات - على الحقيقة - ما ينبني عليه مفهوم المعنى المجازي في ذهن السامع على النحو اللائق بذاتك. وسواء كانت لله عينا على الحقيقة أم لم تكن له عين، فإن معنى وجود المخاطب بقوله تعالى (إنك بأعيننا) داخل تلك العين على الحقيقة ممتنع على أي حال، ومن ثمّ فهو مجاز ولابد بثبوت العين لله أو بعدم ثبوتها، ولكن لو لم تكن لله عين على الحقيقة كان المعنى أبعد عن الأصل الظاهر القريب من أذهان أهل هذا اللسان، وكان الأليق بذات الله تعالى والأقرب لأذهان الناس والأجرى على أصول اللغة أن تُثبت حقيقة العين في تلك العبارة، وكان النافي لحقيقة العين هنا هو المطالب بالدليل وليس المثبت، لأن في نفيه خرقا للأصل. بخلاف معنى الجناح التي تفضلت بذكره، فإنه إما أن يكون للنبي جناح، فالعبارة إذن كلها حقيقة لا مجاز، وإما ألا يكون له جناح، فهي كلها مجاز لا حقيقة.
فإن قيل إن ثبوت هذا اللازم المعنوي الحقيقي في الآية مدفوع بلزوم التشبيه بالمخلوقات قلنا هذا لزوم باطل يدفعه قوله تعالى (ليس كمثله شيء)، وانتقل النزاع حالئذ إلى أصل الخلاف فيما بيننا وبين الأشاعرة، وهو قولهم بلزوم التشبيه والتجسيم من مجرد إثبات تلك الصفات! فإنه إذا كان الإنسان يمتنع بالحس والمشاهدة أن يكون له جناح، فإن الله لا يمتنع لا حسا ولا عقلا أن تكون له عين لا يعلم كيفها وحقيقتها إلا هو سبحانه! بل هذا ثابت من أدلة شتى كما هو مزبور في هذه الصفحة! فإذا كان ذلك كذلك، بقينا على الأصل فيها وقلنا إنها تعضد أدلة إثبات العين لله تعالى مع كونها تحمل معنى مجازيا.
والذي ذكرته لك من كون اللغة تتسع إنما أردت به أن الله تعالى أحكم وأعلم من أن يستعمل في القرءان صورا مجازية في الكلام عن نفسه جل وعلا، يُنسب إليه منها - بإعمال الأصول اللغوية وإثبات المعاني الأقرب إلى الأذهان كما تقدم - صفات هو بريء منها، دون أن يترك لنا نصا واحدا يدفع فيه تلك المعاني الذاتية عن نفسه جل وعلا بجلاء! فالذين ينفون الصفات لا حجة لهم إلا أن مجرد ثبوت هذه المعاني يلزم منه التشبيه، وهذا لازم باطل لا دليل عليه من عقل ولا نقل! فكيف وقد توافرت الأدلة على إثبات تلك المعاني، وتقرر في القرءان الأصل المحكم الذي ترد إليه حقيقة تلك المعاني جميعا، ألا وهو قوله تعالى (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير)؟

أما حديثي عن مجال ذكر الصفات أقصد به أن هناك من الآيات ما يكون موضوعها الحديث عن صفات الله وأسمائه أفعاله والتعريف به مثل خواتيم كثير من الآيات وسورة الاخلاص وآخر سورة الحشر وكثير من الآيات في ثنايا السور يكون مقصودها الأول التعريف برب العزة جل وعلا وأسمائه وصفاته وأفعاله .هذا منك تحكم باطل، لأنك - على الأقل - تثبت لله صفة الرعاية والكلأ من قوله (فإنك بأعيننا) فبطل بذلك شرطك هذا، إذ هذه الآية حالئذ تكون داخلة في مجال ذكر الصفات والأفعال!!

دامو
2010-11-08, 10:22 PM
لا أريد الخروج عن الموضوع لكن ما توجيه لأهل العلم الذين يرون أنه لا مجاز في القرآن لهذه الآية" " واخفض جناحك للمؤمنين " يكفيني أن تعطوني مصدر للنظر فيه ، بارك الله فيكم

ابو نسيبة
2010-11-08, 10:40 PM
أليس الاصل في الجناح هنا الاضافة كما في الاية :
وَاخْفِضْ لَهُمَا (جَنَاحَ الذُّلِّ) مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً [الإسراء : 24]

يعني من باب اضافة : سيارتك أو نقودك .. فهل السيارة عضو أو النقود أعضاء للمرء ؟
فالجناح هنا الكلمة المركبة : (جناح الذل) وليس فقط المفردة المضافة : جناحك. وبالتالي جناحك فيها تقدير محذوف : الذل.
بعبارة اخرى اضافة الجناح للذل لا للمرء. والذل شئ معنوي.

مجرد تساؤل ما رأيكم فلست أفقه العربية في الواقع.

ابو معاذ المكي
2010-11-08, 10:44 PM
جزاكم الله خير اخوتي
وبارك الله فيكم
تكلم الشيخ إبن عثيمين رحمة الله في هذه المسألة فأحسن الكلام وكان ردة بالنقل والعقل وإليكالجواب على ذلك يتحرَّر في مقامين:

المقام الأول: أن لله – تعالى - عينين، فهذا هو المعروف عن أهل السنة والجماعة، ولم يصرح أحد منهم بخلافه فيما أعلم. وقد نقل ذلك عنهم أبو الحسن الأشعرى في كتابه: "اختلاف المصلين ومقالات الإسلاميين". قال: مقالة أهل السنة وأصحاب الحديث ـ فذكر أشياء ثم قال: ـ وأن له عينين بلا كيف كما قال: {تَجْرِى بِأَعْيُنِنَا} [القمر: 14]. نقله عنه شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتوى الحموية ص 90/5 مجموع الفتاوى لابن قاسم، ونقل عنه أيضًا مثله في ص 92 عن كتابة: "اختلاف أهل القبلة في العرش". ونقل عنه أيضًا مثله في ص 94 عن كتابه: "الإبانة في أصول الديانة". وذكر له في هذا الكتاب ترجمة باب بلفظ: "باب الكلام في الوجه، والعينين، والبصر، واليدين". ونقل شيخ الإسلام في هذه الفتوى ص 99 عن الباقلاني في كتابه: "الإبانة". قوله: صفات ذاته التي لم يزل ولا يزال متصفًا بها هي الحياة والعلم، إلى أن قال: "والعينان واليدان".

ونقل ابن القيم ص 188، 119، 120 في كتابه: "اجتماع الجيوش الإسلامية على غزو المعطلة والجهمية" عن أبي الحسن الأشعري وعن الباقلاني في كتابيه: "الإبانة والتمهيد" مثل ما نقل عنه شيخ الإسلام،ونقل قبل ذلك في ص 114 عن الأشعري في كتابه: "الإبانة" أنه ذكر ما خالفت به المعتزلة كتاب الله – تعالى - وسنة رسوله، صلى الله عليه سلم، وإجماع الصحابة إلى أن قال: "أنكروا أن يكون لله عينان مع قوله – تعالى -: {تَجْرِى بِأَعْيُنِنَا}".

وقال الحافظ ابن خزيمة في: "كتاب التوحيد وإثبات صفات الرب" ص 30 بيان النبي، صلى الله عليه وسلم، الذي جعله الله مبينًا عنه في قوله – عز وجل-: {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ ٱلذّكْرَ لِتُبَيّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزّلَ إِلَيْهِمْ} [النحل : 44]. فبين النبي صلى الله عليه وسلم أن لله عينين، فكان بيانه موافقًا لبيان محكم التنزيل، ثم ذكر الأدلة، ثم قال في ص 35: "نحن نقول: لربنا الخالق عينان يبصر بهما ما تحت الثرى".

وقال في ص 55، 56: "فتدبروا يا أولي الألباب ما نقوله في هذا الباب في ذكر اليدين ليجري قولنا في ذكر الوجه والعينين تستيقنوا بهداية الله إياكم، وشرحه – جل وعلا- صدوركم للإيمان بما قصه الله – عز وجل- في محكم تنزيله، وبينه على لسان نبيه، صلى الله عليه وسلم، من صفات خالقنا – عز وجل- وتعلموا بتوفيق الله إياكم أن الحق والصواب والعدل في هذا الجنس مذهبًا مذهب أهل الآثار ومتبعي السنن، وتقفوا على جهل من يسميهم مشبهة" اهـ.

فتبين بما نقلناه أن مقالة أهل السنة والحديث أن لله – تعالى - عينين تليقان بجلاله وعظمته لا تكيفان، ولا تشبهان أعين المخلوقين، لقوله – تعالى -: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَىْء وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}[الشورى: 11]. روى عثمان بن سعيد الدارمي ص 47 من رده على المريسي بسنده عن أبي هريرة – رضي الله عنه- قال: قرأ رسول الله، صلى الله عليه وسلم: {إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعاً بَصِيراً} [النساء: 58]. فوضع أصبعه الدعاء على عينيه وإبهامه على أذنيه.

المقام الثاني: في ذكر الأدلة على إثبات العينين:

قال البخاري – رحمه الله تعالى - باب قول الله – تعالى -: {وَلِتُصْنَعَ عَلَىا عَيْنِى} [طه:39]. وقوله –جل ذكره-: {تَجْرِى بِأَعْيُنِنَا جَزَاء لّمَن كَانَ كُفِرَ} [القمر:14] ثم ساق بسنده حديث عبد الله بن عمر –رضي الله عنهما- قال ذكر الدجال عند النبي، صلى الله عليه وسلم، فقال: ((إنه لا يخفى عليكم أن الله ليس بأعور – وأشار بيده إلى عينه- وإن المسيح الدجال أعور العين اليمنى كأن عينه عنبة طافية)).

وقد استدل بحديث الدجال على أن لله – تعالى - عينين عثمان بن سعيد الدارمي في كتابه: "الرد على بشر المريسي" الذي أثنى عليه شيخ الإسلام ابن تيمية. وقال: "إن فيهما من تقرير التوحيد والأسماء والصفات بالعقل والنقل ما ليس في غيرهما" يعني هذا الكتاب وكتابه الثاني: "الرد على الجهمية" قال الدارمي في الكتاب المذكور: (ص 43 ط أنصار السنة المحمدية)، بعد أن ساق آيتي صفة العينين: ثم ذكر رسول الله، صلى الله عليه وسلم، الدجال فقال: إنه أعور، وإن ربكم ليس بأعور، قال: والعور عند الناس ضد البصر، والأعور عندهم ضد البصير بالعينين. وقال في ص 48: ففي تأويل قول رسول الله، صلى الله عليه وسلم، إن الله ليس بأعور بيان أنه بصير ذو عينين خلاف الأعور.

واستدل به أيضًا الحافظ ابن خزيمة في كتاب التوحيد كما في ص 31 وما بعدها.

ووجه الاستدلال به ظاهر جدًّا فإن النبي، صلى الله عليه وسلم، أراد أن يبين لأمته شيئًا مما ينتفي به الاشتباه عليهم في شأن الدجال في أمر محسوس، يتبين لذوي التفكير العالمين بالطرق العقلية وغيرهم، بذكر أن الدجال أعور العين والرب – سبحانه - ليس بأعور، ولو كان لله – تعالى - أكثر من عينين لكان البيان به أولى لظهوره وزيادة الثناء به على الله – تعالى -، فإنَّ العين صفة كمال فلو كان لله أكثر من اثنتين كان الثناء بذلك على الله أبلغ.

وتقرير ذلك أن يقال: ما زاد على العينين فإما أن يكون كمالاً في حق الله – تعالى - أو نقصًا، فإن كان نقصًا فهو ممتنع على الله – تعالى - لامتناع صفات النقص في حقه، وإن كان كمالاً فكيف يهمله النبي، صلى الله عليه وسلم، مع كونه أبلغ في الثناء على الله تعالى !! فلما لم يذكره النبي، صلى الله عليه وسلم، علم أنه ليس بثابت لله – عز وجل- وهذا هو المطلوب.

فإن قيل: ترك ذكره من أجل بيان نقص الدجال بكونه أعور.

قلنا: يمكن أن يذكر مع بيان نقص الدجال فيجمع بين الأمرين حتى لا يفوت ذكر كمال صفة الله – عز وجل-.

واعلم أن النبي، صلى الله عليه وسلم، ذكر هذه العلامة الحسية ليـبين نقص الدجال وأنه ليس بصالح لأن يكون ربًّا، ولظهورها لجميع الناس لكونها علامة حسية بخلاف العلامات العقلية، فإنها قد تحتاج إلى مقدمات تخفى على كثير من الناس، لاسيما عند قوة الفتنة، واشتداد المحنة، كما في هذه الفتنة فتنة الدجال، وكان هذا من حسن تعليمه، صلى الله عليه وسلم، حيث يعدل في بيانه إلى ما هو أظهر وأجلى مع وجود علامات أخرى.

وقد ذكر ابن خزيمة –رحمه الله- في »كتاب التوحيد« ص 31 حديثًا ساقه في ضمن الأدلة على أن النبي، صلى الله عليه وسلم، بيَّن أن لله – تعالى - عينين، فساقه بسنده إلى أبي هريرة –رضي الله عنه- أنه يقرأ قوله – تعالى -: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الامَـانَـاتِ إِلَى أَهْلِهَا} إلى قوله: {سَمِيعاً بَصِيراً} [النساء:58]. فيضع إبهامه على أذنه، والتي تليها على عينه. ويقول: هكذا سمعت رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يقرؤها ويضع أصبعيه.

وقد سبقت رواية الدارمي له بلفظ التثنية، وذكر الحافظ ابن حجر في الفتح (ص 373 / 13 ط خطيب) أن البيهقي ذكر له شاهدًا من حديث عقبة بن عامر –رضي الله عنه- سمعت رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يقول على المنبر: ((إن ربنا بصير وأشار إلى عينيه)) وسنده حسن. اهـ.

وقد ذكر صاحب مختصر الصواعق (ص 359 ط الإمام)، قبيل المثال السادس حديثًا عن أبي هريرة عن النبي، صلى الله عليه وسلم: ((إن العبد إذا قام إلى الصلاة فإنه بين عيني الرحمن)). الحديث لكنه لم يعزه فلينظر في صحته.

وبهذا تبين وجوب اعتقاد أن لله – تعالى - عينين، لأنه مقتضى النص وهو المنقول عن أهل السنة والحديث.

فإن قيل ما تصنعون بقوله – تعالى -: {أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا} [المؤمنون: 27]. وقوله: {تَجْرِى بِأَعْيُنِنَا} [القمر: 14] حيث ذكر الله – تعالى - العين بلفظ الجمع؟

قلنا: نتلقاها بالقبول والتسليم، ونقول إن كان أقل الجمع اثنين –كما قيل به إما مطلقًا أو مع الدليل- فلا إشكال لأن الجمع هنا قد دل الدليل على أن المراد به اثنتان فيكون المراد به ذلك، وإن كان أقل الجمع ثلاثة فإننا نقول جمع العين هنا كجمع اليد في قوله – تعالى -: {أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّا خَلَقْنَا لَهُم مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعـٰماً} [يس : 71]. يراد به التعظيم والمطابقة بين المضاف والمضاف إليه، وهو – نا- المفيد للتعظيم دون حقيقة العدد، وحينئٍذ لا يصادم التثنية.

فإن قيل: فما تصنعون بقوله – تعالى - يخاطب موسى: {وَلِتُصْنَعَ عَلَىا عَيْنِى} حيث جاءت بالإفراد؟

قلنا: لا مصادمة بينها وبين التثنية، لأن المفرد المضاف لا يمنع التعدد فيـما كان متعددًا، ألا ترى إلى قوله – تعالى -: {وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ ٱللَّهِ لاَ تُحْصُوهَا} [إبراهيم:34]. وقوله – تعالى -: {وَٱذْكُرُواْ نِعْمَةَ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ }. فإن النعمة اسم مفرد، ومع ذلك فأفرادها لا تحصى.

وبهذا تبين ائتلاف النصوص واتفاقها وتلاؤمها، وأنها –ولله الحمد- كلها حق، وجاءت بالحق، لكنها تحتاج في بعض الأحيان إلى تأمل وتفكير، بقصد حسن،وأداة تامة، بحيث يكون عند العبد صدق نية بطلب الحق واستعـداد تام لقبوله، وعلم بمدلولات الألفاظ، ومصادر الشرع وموارده، قال الله – تعالى -: {أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ ٱلْقُرْءانَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ ٱللَّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ ٱخْتِلَـٰفاً كَثِيراً} [النساء:82]. فحث على تدبر القرآن الكريم وأشار إلى أنه بتدبره يزول عن العبد ما يجد في قلبه من الشبهات، حتى يتبين له أن القرآن حق يصدق بعضه بعضًا. والله المستعان.
ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ــــــــــــ
مصدرالفتوى: مجموع فتاوى ورسائل فضيلة الشيخ محمد صالح العثيمين - (1/146) [ رقم الفتوى في مصدرها: 63]
**********************
وفقنا ربي واياكم لما فيه الحق

شريف شلبي
2010-11-08, 10:55 PM
الأخ الفاضل العزيز المهذب / ابو الفدا
أشكر لك أولاً أسلوبك الهادي الرصين
ثانياً : ألا ترى أن الوقوف عند لفظ الآيات هو الأولى والأسلم والأقرب الى توجيهات السلف؟
فقد قالو عن مثل هذه الآيات : تأويلها تلاوتها...... وهو يعني عدم التنطع والزيادة على ما في الآيات والنصوص فنقول مثلاً صنع الله موسى على عينه ونقف عند ذلك ولا نتعداه الى غيره
ولا الى القول لله عينان ونجتهد باحثين عن نص يذكر العينين فلا نجد ، وفي نفس الوقت نتحرج أن ننفي العينين الاثنتين لدلالته الظاهرة على النقص
وننظر الى النصوص التي تذكر العين الواحدة والأعين الجمع ولا نجرؤ على اثباتها كما هي أيضاً لدلالته الظاهرة أيضاً على النقص ثم نضطر الى تأويل الآيات التي ذكرت ذلك - تماماً كما يفعل الاشاعرة الذين ننكر عليهم .
ولقد كنا في غنية عن ذلك بالتمسك باللفظ والاسلوب القرآني كما هو من غير زيادة عليه أو استنتاج منه .....والله أعلم

أبو سفيان الأثرى
2010-11-09, 12:23 AM
لا أريد الخروج عن الموضوع لكن ما توجيه لأهل العلم الذين يرون أنه لا مجاز في القرآن لهذه الآية" " واخفض جناحك للمؤمنين " يكفيني أن تعطوني مصدر للنظر فيه ، بارك الله فيكم



بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبى بعده وعلى آله وصحبه وبعد،
الجناح يطلق لغة على يد الإنسان وعضده، قال الأزهرى: ومعنى جَناحَك ههنا يقال العَضُدُ ويقال اليدُ كلُّها جَناحٌ (انظر لسان العرب، مادة "رهب")
لذا فإن الجناح فى الآية مستعمل فى معناه الحقيقى، كما أن الخفض مستعمل فى معناه الحقيقى أيضاً، فالخفض ضد الرفع، ومريد البطش يرفع جناحه، والمتواضع يخفضه.

أبو سفيان الأثرى
2010-11-09, 12:37 AM
أليس الاصل في الجناح هنا الاضافة كما في الاية :
وَاخْفِضْ لَهُمَا (جَنَاحَ الذُّلِّ) مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً [الإسراء : 24]

يعني من باب اضافة : سيارتك أو نقودك .. فهل السيارة عضو أو النقود أعضاء للمرء ؟
فالجناح هنا الكلمة المركبة : (جناح الذل) وليس فقط المفردة المضافة : جناحك. وبالتالي جناحك فيها تقدير محذوف : الذل.
بعبارة اخرى اضافة الجناح للذل لا للمرء. والذل شئ معنوي.

مجرد تساؤل ما رأيكم فلست أفقه العربية في الواقع.


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبى بعده وعلى آله وصحبه وبعد،
قوله تعالى فى واجب الابن اتجاه والديه:
{واخفض لهما جناح الذل من الرحمة}
لا ريب أن الذل ليس له جناح مثل جناح الطائر، كما أنه ليس للطائر جناح مثل أجنحة الملائكة، وإنما جناح الإنسان جانبه، كما أن جناح الطار جانبه أيضاً، والولد مأمور بخفض جانبه لأبويه، وينبغى أن يكون ذلك على وجه الذل لهما، لا على وجه الخفض الذى ليس معه ذل.
أما قوله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم {واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين} فأمره بخفض الجناح لهم فقط، من غير ذل، فلم يقل: واخفض جناح الذل لمن اتبعك، فالرسول مأمور بخفض جناحه - وهو جانبه - للمؤمنين، أما الولد فإنه مأمور بخفض جناحه أولاً، ومأمور - مع خفضه لجناحه أيضاً - أن يذل لأبويه ثانياً، بخلاف الرسول الذى لم يؤمر بالذل.

أبو سفيان الأثرى
2010-11-09, 12:39 AM
انظر فضلاً: بطلان المجاز وأثره فى إفساد التصور وتعطيل الكتاب والسنة (102 وما بعدها)

أبو الفداء
2010-11-09, 12:42 AM
بارك الله فيك أخي شريف،
توجيهات السلف ليس حاصلها منع الناس من السؤال عن معاني صفات الله تبارك وتعالى (تفويض المعنى)، وإنما حاصلها تفويض الكيف والسؤال عن حقائق الصفات، وهذا أمر يطول بسطه وليس هذا مقامه.
وقول القائل منهم - رضي الله عنهم - "تأيولها تلاوتها" إنما يدلك على أن معاني الصفات التي جاءت بها تلك النصوص أجلى وأظهر من أن تحتاج إلى أكثر من تلاوتها حتى يفهمها العربي صحيح اللسان، السالم من شبهات المتكلمين! فهذا من قائله نكير على المؤولة والمفوضة ومن لف لفهم في الحقيقة، وليس نكيرا على من أثبت الصفات على حقيقتها ومعناها الظاهر على مقتضى اللسان العربي الصحيح!
باختصار أخي الفاضل أقول: هل إثبات العينين لله - على نحو يليق بذاته جل وعلا - من قوله (تجري بأعيننا) و(فإنك بأعيننا) ونحوهما = أكمل في حقه سبحانه أم نفيها عنه أكمل؟ لا شك أن الإثبات أكمل، وإليه ينصرف الذهن عند من برأت نفسه من شبهة لزوم التشبيه!
فإن المتبادر إلى الذهن - بلا تكلف ولا تنطع - من هذا المجاز: إثبات العين على الحقيقة، ولا مدفع لذلك من نقل ولا من عقل! فكان المصير إلى هذا الإثبات = هو العمل بظاهر النص وهو الوقوف عند معناه كما وقف الأولون. والسبب في أنك لن تجد في المنقول من تفاسير الصحابة والتابعين - فيما جمعه أئمة التفاسير في كتبهم عند تلك الآيات - أنهم قالوا (نثبت لله عينا على الحقيقة من هذه النصوص) لأن الحاجة لم تكن تدعو لتقرير هذا الإثبات عند بيان المراد من تلك الآيات! وإنما احتيج إلى ذلك في مقام المحاججة، عندما خرج علينا النفاة والمعطلة والمؤولة من أذناب الفلاسفة بقولهم إن هذه الصفات لا يجوز إثباتها على ظاهرها لأن الإثبات فيه كذا ولازمه كذا، والله المستعان!

ابو نسيبة
2010-11-09, 01:10 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبى بعده وعلى آله وصحبه وبعد،
قوله تعالى فى واجب الابن اتجاه والديه:
{واخفض لهما جناح الذل من الرحمة}
لا ريب أن الذل ليس له جناح مثل جناح الطائر، كما أنه ليس للطائر جناح مثل أجنحة الملائكة، وإنما جناح الإنسان جانبه، كما أن جناح الطار جانبه أيضاً، والولد مأمور بخفض جانبه لأبويه، وينبغى أن يكون ذلك على وجه الذل لهما، لا على وجه الخفض الذى ليس معه ذل.
أما قوله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم {واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين} فأمره بخفض الجناح لهم فقط، من غير ذل، فلم يقل: واخفض جناح الذل لمن اتبعك، فالرسول مأمور بخفض جناحه - وهو جانبه - للمؤمنين، أما الولد فإنه مأمور بخفض جناحه أولاً، ومأمور - مع خفضه لجناحه أيضاً - أن يذل لأبويه ثانياً، بخلاف الرسول الذى لم يؤمر بالذل.
جزاك الله خيرا فلم انتبه لذلك وإلا فلا يقول بذلك مسلم.

شريف شلبي
2010-11-09, 01:23 PM
باختصار أخي الفاضل أقول: هل إثبات العينين لله - على نحو يليق بذاته جل وعلا - من قوله (تجري بأعيننا) و(فإنك بأعيننا) ونحوهما = أكمل في حقه سبحانه أم نفيها عنه أكمل؟ لا شك أن الإثبات أكمل،

وإليه ينصرف الذهن عند من برأت نفسه من شبهة لزوم التشبيه!

والسبب في أنك لن تجد في المنقول من تفاسير الصحابة والتابعين - فيما جمعه أئمة التفاسير في كتبهم عند تلك الآيات - أنهم قالوا (نثبت لله عينا على الحقيقة من هذه النصوص) لأن الحاجة لم تكن تدعو لتقرير هذا الإثبات عند بيان المراد من تلك الآيات! وإنما احتيج إلى ذلك في مقام المحاججة، عندما خرج علينا النفاة والمعطلة والمؤولة من أذناب الفلاسفة .


أولاً : القول بأن اثبات العينين أكمل في حق الله من نفيهما - غير مسلم به ، هو كذلك عند البشر يقيناً ، أما عندالله فالأمر مختلف ، فالولد مثلاً كمال للبشر بينما هو سب لذي الجلال والاكرام ، والقول بأن الاثبات أكمل انما ينطوي في حقيقته على قياس الرب عز وجل بخلقه !!

ثانياً : تالله لقد برأت أنفسنا من شبهة لزوم التشبيه عند الاثبات ، ولقد كنا نعتقد ما تعتقدون قرابة خمسة عشر عاماً على أنه مذهب السلف الصالح وارتضينا تضليل جماهير علماء المسلمين أمثال النووي وابن حجر وغيرهما الكثير لمخالفتهم - في نظرنا وقتها - مذهب السلف ، بيد أنه قد اتضح لنا بعد ذلك أن مذهب الاثبات بهذا الشكل إنما هو رؤية بعض علماء المسلمين مثل ابن خزيمة والدارمي والبيهقي وشيخ الاسلام ابن تيمية لمذهب السلف ، وأن غيرهم خالفهم في رؤيتهم لمذهب السلف .

ثالثاً : حجتك في عدم وجود نصوص عن السلف من الصحابة والتابعين في الاثبات الصريح بأن الحاجة ساعتها لم تكن تدعو الى ذلك ، فهي حجة - سامحني - داحضة ، فبوسع أي طرف مخالف لك في مذهبك من المؤولة بحق أو باطل أو من النافية أو من المفوضة أن يدعي مثل ما ادعيت !!!

أبو الفداء
2010-11-09, 01:50 PM
القول بأن اثبات العينين أكمل في حق الله من نفيهما - غير مسلم به ، هو كذلك عند البشر يقيناً ، أما عندالله فالأمر مختلف ، فالولد مثلاً كمال للبشر بينما هو سب لذي الجلال والاكرام ، والقول بأن الاثبات أكمل انما ينطوي في حقيقته على قياس الرب عز وجل بخلقه !!ليس بصحيح. فإن إثبات هذه الصفة ليست حجته هذا الكلام في تلك الآية وحدها! وليس هو بقياس وإنما إجراء لأصل لغوي واضح كما تقدم، وإعمال لما هو أقرب إلى ذهن السامع العربي صحيح اللسان.

تالله لقد برأت أنفسنا من شبهة لزوم التشبيه عند الاثبات ، ولقد كنا نعتقد ما تعتقدون قرابة خمسة عشر عاماً على أنه مذهب السلف الصالح وارتضينا تضليل جماهير علماء المسلمين أمثال النووي وابن حجر وغيرهما الكثير لمخالفتهم - في نظرنا وقتها - مذهب السلف ، بيد أنه قد اتضح لنا بعد ذلك أن مذهب الاثبات بهذا الشكل إنما هو رؤية بعض علماء المسلمين مثل ابن خزيمة والدارمي والبيهقي وشيخ الاسلام ابن تيمية لمذهب السلف ، وأن غيرهم خالفهم في رؤيتهم لمذهب السلف .عجيب كلامك هذا، فإن أوله يخالف آخره! مذهب من سميتهم بجماهير العلماء في التأويل إنما حملهم عليه مخافة لزوم التشبيه، واختلافهم في مقدار ذلك اللزوم العقلي وما يستتبعه من نفي وإثبات، أو من تأويل وتفويض، تبعا لاختلاف عقولهم في ذلك = معلوم مبذول في مظانه!! فإن كنت قد برأت من هذا اللزوم نفسه جملة واحدة فما بالك ترتضي مذهبهم بعدُ؟
أما قولك بأننا نضلل من ذكرت من العلماء - هكذا بهذا الإطلاق - فباطل واضح، فإن كان هذا مذهبك أنت في القديم فهذا شأنك ولا دخل لنا به.
فإن الإمامين النووي وابن حجر لأهل السنة في مذهبهما تفصيل معروف، فلا نخرجهما من أهل السنة رحمهما الله ولا نقرهما على ما وافقا فيه الأشاعرة.
وأما قولك بانحصار مذهبنا في كونه رؤية من سميت من العلماء فليس بصحيح، وقد سبق طرح هذا الأمر للنقاش هنا مرارا وقامت عليه البراهين الواضحة في غير موضع من هذا المجلس فلتنظر في مواضعها.
ولا شيء أسهل - على أي حال - من دعوى كل فريق إن مذهبهم مذهب جمهور العلماء ومذهب مخالفيهم مذهب قلة قليلة منهم! وأرجو أنك لا ترى في شيء من ذلك دليلا على صحة هذا المذهب أو ذاك!

فبوسع أي طرف مخالف لك في مذهبك من المؤولة بحق أو باطل أو من النافية أو من المفوضة أن يدعي مثل ما ادعيت !!! كلا ليس بوسعه ذلك، فهو صاحب الدعوى وهو المطالب بالبينة، لأنه ينسبهم إلى مذهب هو يدعيه، ويدعي أنه سبب سكوتهم! نحن نقول إن أصحاب النبي عليه السلام فهموا تلك النصوص على مقتضى اللسان العربي المستقيم، فلم يحملوا منها شيئا على المجاز إلا ما كانت قرائن اللغة تحمله عليه، وهذا هو الأصل في فهم خطاب اللغة. أما هم فيقولون ما حاصله أن الصحابة والتابعين اتخذوا لأنفسهم قاعدة عقلية مفادها تفويض كل نص يظهر منه التشبيه والتجسيم، أو تأويله على خلاف الظاهر! فأي الفريقين هو المطالب بالنقل عنهم لإثبات دعواه؟؟ نقول لهم إيتونا ببينة على مذهبكم من كلام الصحابة، ودونكم من اليوم إلى عشر سنوات قابلة، إن كنتم فاعلين.

دامو
2010-11-09, 11:04 PM
بارك الله فيكم أبو سفيان الأثرى

أبو سفيان الأثرى
2010-11-10, 12:48 AM
وفيك بارك أخى الحبيب

عبد الرحمن م
2010-11-14, 08:39 AM
بارك الله فيكم

أبو القاسم
2010-11-17, 03:30 PM
ردا على الأخ شريف شلبي ..إضافة لما قاله الشيخ أبو الفداء ..
قال الأخ شلبي سدده الله:هل للنبي جناح؟
الجواب:نعم..وحصر الجناح بما كان للطائر غير صحيح لأنه استعمل في كلام العرب من غير نكير في كل ما دل عليه أصله وهو الميل كما سيأتي ,فيصح أن يقال جناحا الطائر :يداه..ويداه :جناحاه..كما في قول الله عز وجل "واضمم يدك إلى جناحك"
وليس السياق هنا لإرادة معنى غير حسى حتى يؤول بالمجاز
قال صاحب اللسان :والجَوانح أَوائل الضلوع تحت الترائب مما يلي الصدر، كالضلوع مما يلي الظهر، سميت بذلك لجنوحها على القلب، ووقال ابن فارس:الجيم والنون والحاء أصلٌ واحدٌ يدل على الميل والعدوان.
ويقال جنح إلى كذا، أي مال إليه. انتهى
وهذا الاستقراء من ابن فارس غير منقوض ألبتة , وحينئذ لا يستشكل بمثل هذا من وجوه:
-أن نسبة الجناح للإنسان إنما ساغت لنفس السبب الذي من أجله استعملت مع الطائر وهو أصل الميل
-أنه على التسليم بأنه استعير من الطائر من باب التشبيه وأنه يخص الطير وحده ,فهذا لا ينفي صحة نسبة الجناح للإنسان
لأن معنى الشبه واضح فصار استعارة اسم الجناح لجانب الإنسان أو يده دالة على المقصود
فإذا قيل لم يصح أن يقال لفلان علي أياد بيضاء لولا وجود يدين كما قال أبو الفداء,فكذلك لم يصح إطلاق اسم الجناح إلا لوجود معنى الجُنح
بمنزلة قول القائل:محمد أسد ..فمع إضمار أداة التشبيه كان هذا بنفس وضوح :محمد كالأسد في شجاعته
وحينئذ يكون السؤال هل محمد أسد ,بمنزلة السؤال:هل محمد شجاع جدا؟
فثبت لمحمد القدر المعين من مشابهة الأسد وهو الشجاعة..كما ثبت جانبا الإنسان المشبّهان بجناحي الطائر
ولا أحد يقول إن القدر المشترك بين المشبه والمشبه به مجاز بل هو حقيقة وقصاراه أن يكون مشتملا على مبالغة في القدر
فنقول للنبي جناح كما أن محمدا أسد..والمقصود: إذا عرف وجه المشاكلة من النص بقرينة.. امتنع أن ينفى ما يسمى مجازا ,عنه.. لأن في الكلام تقديرا محذوفا ..يدل عليه الأسلوب والقرائن,
ثالثا-إذا تلا القاريء "واخفض جناحك" فقيل هل للنبي جناح ,فأجيب:لا ..هكذا! كان هذا بادي القبح , بخلاف ما لو أجيب بنعم..كان هذا موافقا للقرآن ثم يفسر معنى الجناح سواء قلنا بالمجاز أو لم نقل
نعم لا مانع أن يقال:ليس المقصود بالجناح أنه يطير به او يشبه جناح الطائر ..إلخ
وإذا صح إثبات هذا -وهو مما سمي مجازاً -لوجود قرينة ,فلأن يتعين إثبات العين لله عز وجل من باب اولى
لأنه لا قرينة تبيح نفي النسبة إلا استعمال الأهواء والعقليات ,والله تعالى نزه نفسه عما يصفه غير المرسلين
وقد علمنا هذه النسبة من النبي صلى الله عليه وسلم كتابا وسنة ,ولا أحد أعرف بالله منه ,
بخلاف الإنسان فنحن نراه ويمكننا أن نقيم الدليل على نفي نسبة إليه بالمعاينة ..وحينئذ لا يكون نفيك للجناح عن الإنسان بمثابة نفي يد الله أو عينه لأنك لم تر الله ولا رأيت مقيساً عليه
خامسا-الاحتجاج بأن هذا مجاز احتجاج بشيء غير مسلم به بل هو محل النزاع بين السلف والخلف,فلا يستقيم حينئذ
أخيرا-الإجماع في إثبات العين لله عز وجل وغيرها من الصفات متحقق في عهد السلف , ولا ينقضه مخالفة من جاء بعد ذلك, وقد آسفني مقالتك عن أنك كنت مخدوعا لسنوات حتى وقعت على الحقيقة !, فأسأل الله أن يغفر لنا ولكم
أكتفي بهذا الآن ..
والله المستعان

ابن الصديق
2010-11-17, 08:29 PM
بارك الله فيكم وهدانا واياكم الى الحق

شريف شلبي
2010-11-18, 09:37 PM
إذا سلمت لك أن للانسان جناح حقيقي وأنه ليس في الآية مجاز فما قولك في خفضه - أي الجناح ؟؟؟
هل هو على حقيقته أيضاَ ؟ وهل أمر النبي صلى الله عليه وسلم بأن يخفض يديه حقيقةً أو أن يضعهما على الأرض حينما يقبل عليه المؤمنون ؟
....
وتقول إن القول بأنه ليس للنبي جناح قول بادي القبح ، وأنت لا تستطيع أن تثبت على لازم هذا القول ، فما قولك فيمن سمع قوله تعالى " فنسيهم " فقال " الله لا ينسى ولكن معنى ذلك أنه تعالى أوكلهم الى نفوسهم ومنعهم توفيقه وهداه .
وما قولك فيمن سمع قول النبي فوالله لا يمل الله حتى تملوا فقال إن الله تعالى لا يمل ، ومن سمع قول الله فأتى الله بنيانهم فقال الله لم يجئ الى بنيانهم ولكن معناه هدم بنيان مكرهم وأبطل أثره .

أما قولك الأخير أن هذا إجماع السلف - فلإن أتيتني بقول صاحب واحد فقط - واحد فقط - صح السند اليه بأنه قال " لله عين " لتركت قولي وقلت به ، بل كان صحابة النبي صلى الله عليه وسلم أورع من التلفظ بذلك وإنما كان دينهم إمرار هذه الايات وفهمها كما هي .
ثم إني أعظكم ... أن تقومو لله مثنى وفرادى ثم تتفكروا 0000 هل لو كان في الامر اجماع حقيقي ..هل كان يحدث مثل هذا الاختلاف العظيم بين علماء الأمة فيه ؟؟

أبو القاسم
2010-11-18, 11:37 PM
أوصي نفسي وإياك بتقوى الله والتواضع.. فالجدل أخي الفاضل كلٌ يقدر عليه..وقد كنت أرى لك عقلا رجوت ألا يسلمك إلا إلى خير فلا تخيب ظني فيك,والله المستعان
-نعم الإجماع معقود ..وقد اعترف الغزالي وغيره أن طريقة المتكلمين مخالفة لما عليه السلف واشتهر عن بعض المتكلمين قولهم:طريقة السلف أسلم وطريقتنا أحكم,ونقل الإجماع المحكي ابن عبدالبر والترمذي وابن خزيمة وابن تيمية وغيرهم كثير وأقر ابن العربي المالكي الأشعري أن طريقة الإمام مالك هي ما نقوله من إثبات الصفة والمعنى مع تفويض الكيفية وكذا القرطبي ثم خالفاه!,قال الخطيب البغدادي: (أما الكلام في الصفات، فإن ما روي منها في السنن الصحاح، مذهب السلف إثباتها وإجراؤها على ظواهرها، ونفي الكيفية والتشبيه عنها.. إلى أن يقول: والأصل في هذا أن الكلام في الصفات فرع الكلام في الذات، ويحتذى في ذلك حذوه ومثاله، فإذا كان معلوما أن إثبات رب العالمين إنما هو إثبات وجود لا إثبات كيفية، فكذلك إثبات صفاته )ولايجوز اتهام السلف بتفويض المعنى كما فهمه بعض الأشعرية حيث وهموا أن معنى قولهم "بلا كيف" أي لا وجود للكيف أصلا! ,وإنما قلت لا يجوز فهم السلف بهذا لما تقرر عنهم من أن الله خاطبنا بما نعقل ونفهم ,ولما يلزم من اتهامهم بهذا أن تكون هذه الصفات بمنزلة الأسماء الجامدة التي لا معنى لها فتكون خالية من الدلالة على الكمال,وباختصار :مقالة أهل التفويض إنما يقولها أشرار أو جهلة
قال الإمام الحافظ الترمذي في جامعه (وهكذا قول أهل العلم من أهل السنة والجماعة، وأما الجهمية فأنكرت هذه الروايات وقالوا: هذا تشبيه. وقد ذكر الله عز وجل في غير موضع من كتابه: اليد والسمع والبصر، فتأولت الجهمية هذه الآيات ففسروها على غير ما فسر أهل العلم، وقالوا: إن الله لم يخلق آدم بيده. وقالوا: إن معنى اليد ههنا القوة.)فتأمل كيف مايز بين أهل العلم والجهمية مقابلة الحق للباطل,وقد انتهيت أخيراً مع الأسف إلى قول الجهمية
فأسأل الله لي ولك الهداية والسداد,لأن هذه المسائل إذا لم يوفق الله صاحبها لدرك الحق فلا ينفعه عبقريته ولو استعار عقول الناس أجمعين
-كلامك عن خفض الجناح فرغت من الجواب عنه في أصل ردي ولله الحمد,فالحقيقة هنا تشبيه شيء بشيء وليس عندنا لله شبيه فنشبهه به فخلص لنا حقيقة مذهب السلف, فلو سلمنا لك بكل ما تقوله عن الجناح فليس لك فيه حجة قط وقد رد عليه أخونا أبو الفداء بما يكفي,والحمدلله
-النسيان من معانيه الترك , وليس هذا من التأويل في شيء ,ولايمل حتى تملوا, ونحوها فما يكون من أفعال المقابلة كالاستهزاء والمكر يثبت منها وجه الكمال اللائق بالمعنى بقرينة المقابلة في سياقها الخاص بها واختلفوا في هذا الضرب خاصة ولايخلط بغيره مما جاء صفة مطلقة فالقياس عليه لا يصح .وباب الأفعال ليس كالأسماء ومطلق الصفات, بلا خلاف,وأما "فأتى الله بنيانهم من القواعد" ففي الكلام محذوف مقدر تعرفه العرب من كلامها ,والمعنى:أتاها بهدم
والأفعال التي تعدى بحرف لا تستوي مع التي تعدى بنفسها في المعنى ,وما تتم به الجملة من الفضلات قد يغير المعنى أيضا فإذا قلت:أتى محمد, وسكتّ يفهم منها كل عربي خلاف ما يفهمه من:أتى محمد بحجة, وهذه تختلف عما لو قال:أتى بيت العدو من قواعده فخرّ,ولكن الأصل أنه سيثبت نوعاً من الإتيان في كل حال ,ولن يعود بالنقض على الأصل لوجود شاهد فهم منه دلالة خاصة في سياق معين فهذا من التحكم وضرب المعاني بعضها ببعض .
فأي الفريقين أحق بالصدق:من يقول :الله لا يأتي بدليل هذا الشاهد! أم من يقول:الله يأتي ,وإتيانه في هذه الآية خاصة مفسر مبين بتتمتها وهو إتيان بالهدم لأنه لم يقل أتى وسكت,فكأن الآتي هو الهدم ونسبه لنفسه لأنه خالقه ومسببه كما لو قلت أتيتك بهدية سأرسلها مع صديق,والخلاصة فرق بين :أتى فلان وأتى فلان بكذا ونحوها,وفي كل إتيان ,فالمطلق يثبت بإطلاقه والمقيد يفسر بسياقه دون أن يعود بالنقض على أصل الصفة
وهذا خارج موضوعنا
والله الهادي إلى أقوم السبل

احمد ابو انس
2016-07-03, 05:25 AM
الأدلة على إثبات صفة العين لله عز وجل
السؤال: هل في تفسير قوله تعالى "ألم يعلم بأن الله يرى" دلاله أن لله عيناً ؟ وإن لم تكن كذلك ، فهل لله عين؟ وهل يوجد دليل ثابت على ذلك؟
تم النشر بتاريخ: 2010-01-02
الجواب :

الحمد لله

أولاً :

مذهب أهل السنة والجماعة إثبات صفة العين لله عز وجل ، على وجه يليق به سبحانه ، كما قال تعالى : ( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) الشورى : 11 .

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : " مذهب أهل السنة والجماعة : أن لله عينين اثنتين ، ينظر بهما حقيقة على الوجه اللائق به ، وهما من الصفات الذاتية " انتهى من "مجموع فتاوى ابن عثيمين" (4/58) .

ثانياً :

دلت النصوص من الكتاب والسنة على إثبات صفة العين لله عز وجل :

أما الأدلة من الكتاب :

1. قال تعالى : (وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا) هود : 37 .

ثبت عن ابن عباس رضي الله عنهما في قول الله تعالى : (واصْنَعِ الفُلْكَ بِأَعْيُنِنا) ، قال : بعين الله تبارك وتعالى ، رواه عنه البيهقي في "الأسماء والصفات" (2/116) .

قال ابن جرير الطبري رحمه الله : " وقوله : (بأعيننا) ، أي : بعين الله ووحيه كما يأمرك " انتهى .

2. قال تعالى : (وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي) طه : 39

3. قال تعالى : (وَاصْبِرْ لِحُكمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا) الطور : 48



وأما الأدلة من السنة ؛ فمنها ما رواه البخاري (6858) عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن الله لا يخفى عليكم ، إن الله ليس بأعور - وأشار بيده إلى عينه - وإن المسيح الدجال أعور العين اليمنى كأن عينه عنبة طافية ) .

قال ابن خزيمة رحمه الله – بعد ذكره للنصوص السابقة - : " فواجب على كل مؤمن أن يثبت لخالقه وبارئه ما ثبَّت الخالق البارئ لنفسه من العين ، وغير مؤمن من ينفي عن الله تبارك وتعالى ما قد ثبَّته الله في محكم تَنْزيله ببيان النبي صلى الله عليه الذي جعله الله مبيِّناً عنه عَزَّ وجلَّ في قوله : ( وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ ) ، فبين النبي صلى الله عليه وسلم أن لله عينين ، فكان بيانه موافقاً لبيان محكم التَنْزيل ، الذي هو مسطور بين الدفتين ، مقروء في المحاريب والكتاتيب " انتهى .

"كتاب التوحيد" (1/64) .

ثالثاً :

أما قوله تعالى : (ألم يعلم بأن الله يرى) ، فلا تدل على إثبات صفة العين ، بل هي دالة على إثبات صفة الرؤية والبصر لله سبحانه وتعالى ، وأما إثبات العين ، فهو أمر زائد على ذلك ، يرجع فيه إلى النصوص الواردة في الباب .

قال ابن كثير رحمه الله : " أما علم هذا الناهي لهذا المهتدي أن الله يراه ويسمع كلامه ، وسيجازيه على فعله أتم الجزاء " . انتهى من "تفسير ابن كثير" (4/646) .

وقد ذكر البيهقي رحمه الله : قوله تعالى : (ألم يعلم بأن الله يرى) في نصوص إثبات الرؤية والبصر له سبحانه . انتهى "الأسماء والصفات" (1/461) .

قال الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله : " والعين لله سبحانه وتعالى هي عينٌ حقيقيةٌ ، ودليل ذلك أن الله أثبتها لنفسه في غير موضع ، وأثبت الرؤية في غير موضع ، وإثبات هذا تارة وهذا تارةً يدل على التغاير بينهما ، فالرؤية شيءٌ ، والعين شيءٌ آخر ، فقوله تعالى : (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ) التوبة/105 ، وقوله : (أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى) العلق/14 ، فهاتان في الرؤية .

ولكن : (تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا) القمر/14 ، وقوله : (وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي) طـه/39 ، فهاتان الآيتان ليستا في الرؤية ، بل أثبتتا عيناً مخالفةً للرؤية ، ولهذا نقول : إن العين صفةٌ حقيقيةٌ " انتهى من "شرح العقيدة السفارينية" .

والله أعلم


الإسلام سؤال وجواب

مصطفى البغدادي
2016-07-03, 07:11 AM
يقول العلامة ابن خلدون: $إنَّ القرآنَ وردَ فيه وصفُ المعبود بالتنـزيه المطلق الظاهر الدِّلالة من غير تأويل في آي كثيرة، وهي سُلُوبٌ كلُّها، وصريحةٌ في بابها فوجبَ الإيمان بها، ووقع في كلام الشارع صلوات الله عليه وكلام الصحابة والتابعين تفسيرُها على ظاهرها، ثم وردت في القرآن آيات أخرى قليلة توهم التشبيه مرة في الذات، وأخرى في الصفات، فأما السلف فغلَّبوا أدلة التنـزيه؛ لكثرتها ووضوح دلالتها، وعلموا استحالة التشبيه، وقضوا بأن الآيات من كلام الله، فآمنوا بها ولم يتعرضوا لمعناها ببحث ولا تأويل، وهذا معنى قول الكثير منهم: أمروها كما جاءت. أي: آمنوا بأنها من عند الله، ولا تتعرضوا لتأويلها ولا تفسيرها؛ لجواز أن تكون ابتلاءً، فيجب الوقف والإذعان له([1] (http://majles.alukah.net/#_ftn1)).
وشذَّ لعصرهم مبتدعةٌ اتبعوا ما تشابه من الآيات وتوغَّلوا في التشبيه، ففريق شَبَّهوا في الذات: باعتقاد اليد والقدم والوجه، عملاً بظواهرَ وردت بذلك، فوقعوا في التجسيم الصريح، ومخالفة آي التنـزيه المطلق، التي هي أكثرُ موارد، وأوضحُ دلالة؛ لأن معقولية الجسم تقتضي النقصَ والافتقار.
وفريقٌ ذهبوا إلى التشبيه في الصفات: كإثبات الجهة والنـزول والصوت والحرف، وأمثال ذلك، وآل قولُهم إلى التجسيم#([2] (http://majles.alukah.net/#_ftn2)).
([1]) كما قال سفيان وغيره: قراءتها تفسيرها.

([2]) $مقدمة ابن خلدون# (ص: 463-464). طبعة مكتبة المثنى – بغداد.

محمد طه شعبان
2016-07-03, 11:48 AM
وفريقٌ ذهبوا إلى التشبيه في الصفات: كإثبات الجهة والنـزول والصوت والحرف، وأمثال ذلك، وآل قولُهم إلى التجسيم#([2] (http://majles.alukah.net/#_ftn2)).

أما الجهة، فالله تعالى هو الذي أثبت لنفسه جهة العلو؛ قال تعالى: {أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ} [الملك: 17].
وأما النزول، فالنبي صلى الله عليه وسلم هو الذي أثبته لله عز وجل؛ ففي الصحيحين عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ يَقُولُ: مَنْ يَدْعُونِي، فَأَسْتَجِيبَ لَهُ مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ، مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ ".
وأما الحرف والصوت، فالله تعالى هو الذي أثبتهما لنفسه وكذلك أثبتهما النبي صلى الله عليه وسلم؛ قال تعالى لموسى عليه السلام: {وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي}، فدل على أن موسى عليه السلام سمع كلام الله تعالى.
وعند البخاري عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ: «إِذَا تَكَلَّمَ اللَّهُ بِالوَحْيِ سَمِعَ أَهْلُ السَّمَوَاتِ شَيْئًا، فَإِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ وَسَكَنَ الصَّوْتُ، عَرَفُوا أَنَّهُ الحَقُّ وَنَادَوْا»: {مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الحَقَّ} [سبأ: 23] وَيُذْكَرُ عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُنَيْسٍ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " يَحْشُرُ اللَّهُ العِبَادَ، فَيُنَادِيهِمْ بِصَوْتٍ يَسْمَعُهُ مَنْ بَعُدَ كَمَا يَسْمَعُهُ مَنْ قَرُبَ: أَنَا المَلِكُ، أَنَا الدَّيَّانُ.وعن البخاري أيضًا عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ يَوْمَ القِيَامَةِ: يَا آدَمُ، يَقُولُ: لَبَّيْكَ رَبَّنَا وَسَعْدَيْكَ، فَيُنَادَى بِصَوْتٍ: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكَ أَنْ تُخْرِجَ مِنْ ذُرِّيَّتِكَ بَعْثًا إِلَى النَّارِ، قَالَ: يَا رَبِّ وَمَا بَعْثُ النَّارِ...الحدي .
وأما أهل السنة فيثبتون هذه الصفات وغيرها من غير تشبيه بالمخلوقين؛ كما أثبت الله تعالى السمع والبصر الثابتين للمخلوق، وقال: {ليس كثله شيء}.
وأما ابن خلدون، فمنهجه في الأسماء والصفات معروف وأنه كان من المتكلمين الأشاعرة في هذا الباب، فلا يعول على كلامه.

محمد عبد الغنى السيد
2016-07-03, 07:51 PM
للمتابعة

العمطهطباوي
2017-10-18, 08:50 PM
- الـعين


صفةٌ ذاتيةٌ خبريَّةٌ ثابتةٌ لله عزَّ وجلَّ بالكتاب والسنة، وأهل السنة والجماعة يعتقدون أنَّ الله يبصر بعين، كما يعتقدون أن الله عزَّ وجلَّ له عينان تليقان به؛ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ.
· الدليل من الكتاب:
1- قولـه تعالى: وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا [هود: 37].
2- وقولـه: وَأَلْقَيْـتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي [طه:39].
3- و قولـه: وَاصْبِرْ لِحُكمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا [الطور: 48].
· الدليل من السنة:
1- حديث أبي هريرة رضي الله عنه: ((أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ هذه الآية إِنَّ الله كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا، فَوَضَعَ إبْهَامَهُ عَلَى أذنه، والتي تليها على عينيه)) (2) .
2- حديث أنس رضي الله عنه: ((إنَّ الله لا يخفى عليكم إنَّ الله ليس بأعور (وأشار إلى عينيه)، وإن المسيح الدجال أعور عين اليمنى، كأن عينه عنبة طافية)) (3) .
قـال ابن خزيمة بعد أن ذكر جملة من الآيـات تثبت صفة العين: (فواجب على كل مؤمن أن يثبت لخالقه وبارئه ما ثبَّت الخالق البارئ لنفسه من العين، وغير مؤمن من ينفي عن الله تبارك وتعالى ما قد ثبَّته الله في محكم تَنْزيله ببيان النبي صلى الله عليه وسلم الذي جعله الله مبيِّناً عنه عزَّ وجلَّ في قولـه: وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ، فبين النبي صلى الله عليه وسلم أن لله عينين فكان بيانه موافقاً لبيان محكم التَّنْزيل، الذي هو مسطور بين الدفتين، مقروء في المحاريب والكتاتيب) (4).
وقال: (نحن نقول: لربنا الخالق عينان يبصر بهما ما تحت الثرى وتحت الأرض السابعة السفلى، وما في السماوات العلا...) (5) .
وبوَّب الَّلالَكَائي بقولـه: (سياق ما دل من كتاب الله عزَّ وجلَّ وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم على أن صفات الله عزَّ وجلَّ الوجه والعينين واليدين) (6) .
وقال الشيخ عبد الله الغنيمان: (قولـه: ((إن الله ليس بأعور)): هذه الجملة هي المقصودة من الحديث في هذا الباب؛ فهذا يدل على أن لله عينين حقيقة؛ لأن العور فقدُ أحد العينين أو ذهاب نورها) (7) .
وقال الشيخ ابن عثيمين: (وأجمع أهل السنة على أن العينين اثنتان، ويؤيده قول النبي صلى الله عليه وسلم في الدجَّال: ((إنه أعور، وإن ربكم ليس بأعور)) ) (8) .
ولــه -رحمه الله- إجـابة مطولة حول هذه الصـفة، وإثبات أن لله عينين (9) . فلتراجع.
وانظر كلام البغوي في صفة (الأصابع)، وكلام ابن كثير في صفة (السمع).

المبحث الثالث: صفات الله الواردة في الكتاب والسنة (1)ذا المبحث بالكامل أُخذ من كتاب ((صفات الله عز وجل الواردة في الكتاب والسنة)) للشيخ علوي بن عبد القادر السقاف (ص (https://dorar.net/aqadia/703)الشيخ علوي السقاف





https://dorar.net/aqadia/1002