مشاهدة النسخة كاملة : من طلب العلم لله فالقليل يكفيه
الحمادي
2007-07-02, 09:01 AM
يقول الإمام ابن عبدالبر -رحمه الله-:
من طلبَ العلم لله فالقليل يكفيه إذا عمل به، ومن طلبه للناس فحوائج الناس كثيرة
أشرف بن محمد
2007-07-02, 09:58 AM
جزاك الله خيرا شيخنا الحبيب
ظاهر العبارة مشكل
وعند التأمل (قد) يزول الإشكال ...
الخلاصة معنى العبارة فيما ظهر لي:
قوله: (مَن طلب العلم لله فالقليل يكفيه إذا عمل به) = المتعلم على سبيل نجاة
قوله: (ومن طلبه للناس فحوائج الناس كثيرة) = أي من طلبه للقيام على حوائج الناس - ويدخل فيه نفسه من باب أولى -، وهو في ذلك لا يطلبه إلا لله؛ فإن حوائج الناس ومشكلاتهم وحوادثهم كثيرة، ومَن كان هذا حاله، فلا يكفيه القليل من العلم ...
والله تعالى أعلم
وليد الدلبحي
2007-07-02, 10:35 AM
رحم الله ابن عبد البر وجزاك الله خيراً يا شيخ عبد الله وأحسن الله إليك.
أظن ان العبارة واضحة بينة لا تحتاج إلى تفسير فمن طلب العلم لله بارك الله في هذا العلم وإن كان قليلاً، ومن طلبه لمصلحة أو للتاس فحاجات الناس كثيرة بمعنى أنه لن يصل إلى مبتغاه الا مع شق الأنفس وإبتعاد البركة والتوفيق من هذا الرجل والله أعلم.
أشرف بن محمد
2007-07-02, 11:58 AM
الأخ وليد
ذكرتَ أن العبارة (واضحة) (بيّنة) (لا تحتاج إلى تفسير)
ومع ذلك يا أخ وليد قد اختلفنا ...
وليتك وفقك الله تحل لي هذا اللغز:
(ومن طلبه لمصلحة أو للتاس فحاجات الناس كثيرة بمعنى أنه لن يصل إلى مبتغاه الا مع شق الأنفس وإبتعاد البركة والتوفيق من هذا الرجل).
آل عامر
2007-07-02, 12:28 PM
بارك الله فيك شيخنا الحمادي
على هذه الفائدة
نعم والله ينبغي على طالب العلم أن يخلص نيته لله حتى يبارك الله له في علمه وإن كان قليل
بل ويفتح الله عليه من المعاني والمعارف مالا يحصلها صاحب العلم الكثير
أخي الحبيب أشرف
يشكل على تفسيرك رعاك الله قول ابن عبدالبر( مَن طلب العلم لله ) وفي الثانية قال :(طلبه للناس ) أي ليس لله
وليد الدلبحي
2007-07-02, 12:46 PM
أخي الكريم يفسر هذه العبارة من الإمام ابن عبد البر رحمه الله حديث (أول من تسعر بهم النار .....) فهذا الحديث يحل إشكال هذه العبارة ويزيد فيها من الفوائد والعجائب الشيء الكثير فعبارة ابن عبد البر جميلة ويستفاد منها كما ذكرتم وذكرنا سابقاً ويكمل هذه العبارة حديث رسول الله (صلى الله عليه وسلم) رغم أنه هو الأولى في المعرفة وفقني الله وأياك أخي الكريم.
أشرف بن محمد
2007-07-02, 12:52 PM
الأخ آل عامر
قد راعيت ما ذكرت
وهو ما أشرت إليه بقولي: (ظاهر العبارة مشكل)
وتأويل العبارة من وجهة نظري:
مَن طلب العلم لله، فالقليل منه يكفيه إذا عمل به في نفسه ومَن يلزمه، ومن طلبه للقيام على حوائج الناس - ويدخل فيه نفسه من باب أولى -، وهو في ذلك لا يطلبه إلا لله؛ فإنّ حوائج الناس ومشكلاتهم وحوادثهم كثيرة، ومَن كان هذا حاله، فلا يكفيه القليل من العلم ...
هذا مع التنبيه على أننا نفسّر عبارة خارج السياق ...
ونتعامل معها على أنها حِكمة وموعظة مفردة ...
والله أعلم
ابن رجب
2007-07-04, 11:05 PM
بارك الله فيكم شيخنا الحبيب
وكلام الامام ابن عبدالبر كالشمس .
أشرف بن محمد
2007-07-05, 03:01 AM
الأخ وليد قال:
أظن ان العبارة واضحة بينة لا تحتاج إلى تفسير
إشكال هذه العبارة
أشرف بن محمد
2007-07-05, 04:20 AM
وحتى لا نُرمَى بالبَلادة ثالثة ...
قد أجَدَّتْ من هذا الموضوع قَرُونِي
الحمادي
2007-07-05, 06:15 AM
وحتى لا نُرمَى بالبَلادة ثالثة ...
قد أجَدَّتْ من هذا الموضوع قَرُونِي
أعانك الله يا شيخ أشرف (ابتسامة)
الحمادي
2007-07-05, 06:16 AM
كتبتُ العبارة وهي عندي محتملة للمعنيين، وإن كان المعنى الذي ذكره الأخ أشرف أظهر
ولعل كلام الإمام ابن عبدالبر في موضع آخر يقوِّي هذا المعنى، حيث قال:
(...وفي فضل الصدقات آثارٌ كثيرة، ومن طلب العلمَ للعمل؛ وأراد به الله فالقليل
يكفيه إن شاء الله)
أبو محمد بن سعيد
2007-07-05, 05:04 PM
بارك الله في الاخوة
المعنى الذي ذكره الفاضلان المفيدان اشرف والحمادي معنى قوي جيد يدل على نباهة .
لكن لعل مراد ابن عبدالبر المعنى الثاني :
واليكم كلام ابن عبدالبر في اكثر من موضع - والنقل عن نسخة الكترونية -
((وفي تضعيف الله الصدقة المقبولة من الكسب الطيب إلى سائر ما ينتظم بهذه المعاني آثار كثيرة جدا تحتمل أن يفرد لها كتاب فضلا عن أن ترسل في باب ومن طلب العلم لله فالقليل يكفيه إن شاء الله)) التمهيد 2/284
((فسبحان المتفضل المنعم لا شريك له والآثار في هذا المعنى كثيرة جدا لأوجه لاجتلابها ومن طلب العلم لله فالقليل يكفيه ومن طلبه للناس فحوائج الناس كثيرة)) التمهيد 13/120
فالظاهر من هذا : ان العلم كثير والاثار كثيرة والروايات متعددة فمن اراد العلم ليعمل به واراد به وجه الله فالقليل يكفيه
لان علم صحته ويريد ان يعمل به فالقليل كاف له في هذا المعنى الذي اراده اما من يريد به اظهار العلم والتكاثر بحفظ الروايات وجمعها وانه جمع كذا كذا من الاوجه والروايات فهذا لن يكفيه القليل .
((والآثار في هذا الباب كثيرة جدا لا يمكن أن يحيط بها كتاب فالأحاديث اللينة ترجى والشديدة تخشى والمؤمن موقوف بين الخوف والرجاء والمذنب إن لم يتب في مشيئة الله روينا عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال ما في القرآن آية أحب إلى من هذه الآية إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن شرح الله صدره فالقليل يكفيه )) التمهيد 17 /27
((وفي فضل الصدقات آثار كثيرة ومن طلب العلم للعمل وأراد به الله فالقليل يكفيه إن شاء الله )) التمهيد
((والاثار في هذا الباب عن السلف كثيرة في معنى ما اوردناه وفيما ذكرنا تنبيه على ما إليه قصدنا ومن طلب العلم لله فالقليل يكفيه اذا عمل به )) الاستذكار .
((والآثار في هذا المعنى كثيرة عنه صلى الله عليه وسلم جدا ومن فهم ووفق فالقليل يكفيه )) الاستذكار .
فهو رحمه الله يكرر هذا المعنى عند تعدد الروايات وكثرتها فليس المقام او السياق سياق فتوى او مسائل علمية .
هذا مع التنبيه على أننا نفسّر عبارة خارج السياق ...
ونتعامل معها على أنها حِكمة وموعظة مفردة ...[
وعلى هذا الفرض فكما ترى يا شيخ اشرف اكثر القائلين لهذه العبارة يقولونها في سياق الاخلاص والحث عليه ولذلك فهم الاخوة وهم اكثر من اخ فهموا مباشرة هذا المعنى حتى قالوا انها لا تحتاج الى تفسير وهي واضحة لان من يذكرها مفردة من المؤلفين او المتحدثين يذكرها لهذا المعنى .
الحمادي
2007-07-05, 08:02 PM
بارك الله فيك أخي الكريم أبا محمد بن سعيد
أشرف بن محمد
2007-07-06, 12:23 AM
فالظاهر من هذا : ان العلم كثير والاثار كثيرة والروايات متعددة فمن اراد العلم ليعمل به واراد به وجه الله فالقليل يكفيه
لان علم صحته ويريد ان يعمل به فالقليل كاف له في هذا المعنى الذي اراده اما من يريد به اظهار العلم والتكاثر بحفظ الروايات وجمعها وانه جمع كذا كذا من الاوجه والروايات فهذا لن يكفيه القليل
هذا المعنى جيّد أخي العزيز ...
وكأنك تشرح، فتقول:
(ومن طلبه للناس) أي: رياء الناس
(فحوائج الناس كثيرة) يعني: مسائلهم كثيرة، لا يكفيها قليل العلم
وهو معنى قوي، ويبقى ما ذكرناه احتمالا ...
الباجي
2007-07-08, 01:44 AM
وفقكم الله ونفع بكم.
هذا الكلمة تنسب لمالك بن دينار - رحمه الله - والناس في استعمالها على المعنيين الذين تفضل بهما الأحباب ... وليس كل من قيل عنه : طلب العلم للناس محمول فعله على أنه أراد بعمله غير وجه الله ... فطالب العلم يتعلم العلم ليسلم في دينه ... ويطلبه لينذر قومه ... وقد مدح الله ذلك وحث عليه ... وربما تعالى أجر هذا على من اقتصر نفعه في طلب العلم على اصلاح نفسه دون سواها ... وقد قيل: طلبنا العلم لغير الله فأبى أن يكون إلا لله ... والله أعلم.
عبد الرحمن السديس
2007-07-08, 05:00 AM
بارك الله فيكم جميعا.
لاشك أن من طلب العلم ليعمل به = فالقليل منه يكفيه.
أما من طلبه ليتزين به عند الناس أو طلبه لينفع به الناس؛ فإنه لن يكفيه القليل؛ لأن حوائج الناس كثيرة ولا يسعفها قليل العلم.
فائدة :
قال مهنا قلت: لأحمد بن حنبل: ما أفضل الأعمال؟
قال: طلب العلم لمن صحت نيته.قلت: وأي شيء تصحيح النية؟
قال: ينوي يتواضع فيه، وينفي عنه الجهل.
ينظر: طبقات الحنابلة والفروع وغيرها .
أخرى :
في الآداب الشرعية :
نقل عن أحمد أنه قيل له: من نسأل بعدك ؟
فقال: عبد الوهاب الوراق.
فقيل: إنه ضيق العلم!
فقال: رجل صالح مثله يوفق لإصابة الحق .اهـ
لعله ذكرها بالمعنى فإني لم أر عند غيره لفظة : «ضيق العلم» .
وسم المعاني
2007-07-08, 10:13 AM
أحاديث ذات صلة أقتبستها من بحث منشور بعنوان: الهوى وأثره في الخلاف لعبدالله الغنيمان
حديث أبي هريرة الذي في الصحيح في الثلاثة الذين هم أول من تسعر بهم النار : " الأول من تعلم علما ليقال : هو عالم قارئ، والآخر من قاتل ليقال هو جريء شجاع، والثالث : من تصدق ليقال هو جواد كريم " (1) .
فهؤلاء إنما كان قصدهم مدح الناس لهم وطلب الجاه عندهم وتعظيمهم لهم، لم يقصدوا بفعلهم وجه الله وإن كانت صور أعمالهم حسنة في الظاهر .
وفي الحديث الآخر : " من طلب العلم ليباهي به العلماء أو ليماري به السفهاء أو ليصرف به وجوه الناس إليه فله من عمله النار " (2) .
فمباهات العلماء أن يظهر لهم أنه يعرف ما يعرفون، ويدرك ما لا يدركون من المعاني والاستنباطات، وأنه يستطيع أن يرد عليهم، ويبين أنهم يخطئون .
وأما مماراة السفهاء فهو مجادلتهم ومجاراتهم في السفه .
وأما صرف وجوه الناس إليه فالمراد به طلب ثنائهم ومدحهم له، وتعريفهم بأنه عالم، فهو بعمله هذا يتقرب إلى النار .
وفي الحديث الآخر : " من طلب علما مما يبتغي به وجه الله تعالى لا يطلبه إلا ليصيب به عرضا من الدنيا لم يرح رائحة الجنة (3) .
وإن ريحها ليوجد من مسيرة خمسمائة سنة " (4) .
ـــــــــــــــ ـــــــــــــ
(1) رواه مسلم في كتاب اللإمارة باب من قاتل للرياء والسمعة . ورواه الترمذى في أبواب الزهد . ورواه أحمد ج2 ص 321
(2) رواه الترمذي في أبواب العلم، باب فيمن يطلب بعلمه الدنيا، ورواه ابن ماجه في المقدمة وصححه الألبانى، ورواه الدرامي في المقدمة، باب التوبيخ لمن يطلب العلم لغير الله ج1 ص 102
(3) رواه أبو داود في كتاب العلم باب في طلب العلم لغير الله ، ورواه ابن ماجة في المقدمة وصححه الألبانى ، ورواه أحمد ج2 ص 338 ، والدارمى في المقدمة ج1 ص 80 .
(4) هذه الزيادة في موطأ مالك في كتاب اللباس : باب ما يكره للنساء لبسه .
رمضان أبو مالك
2007-07-08, 01:52 PM
للفائدة :
قال الإمام مسلم في " مقدِّمة صحيحه " (ص 3) :
" إلا أنَّ جملة ذلك : أنَّ ضبطَ القليل من هذا الشأن وإتقانه أيسر على المرء من معالجة الكثير منه ، ولا سيَّما عند من لا تمييز عنده من العوام إلا بأن يُوقِّفه على التمييز غيرُه ، فإذا كان الأمر في هذا كما وصَفْنا فالقصد منه إلى الصحيح القليل أولى بهم من ازدياد السقيم ، وإنَّما يُرجى بعضُ المنفعة في الاستكثار من هذا الشأن ، وجَمْعِ المُكرَّراتِ منه لِخاصَّةٍ من الناس ممن رُزِق فيه بعض التيقُّظ والمعرفة بأسبابه وعِلَله ، فذلك - إن شاء الله - يهجُمُ بما أُوتي من ذلك على الفائدة في الاستكثار من جَمْعه ، فأمَّا عوامُّ الناس - الذين هم بخلاف معاني الخاص من أهل التيقُّظ والمعرفة - فلا معنى لهم في طلب الكثير وقد عجزوا عن معرفة القليل " . اهـ المراد .
أشرف بن محمد
2007-07-08, 04:24 PM
ما أحسن كلامك شيخنا الحبيب الباجي وأبينه وأجمله ...
(وليس كل من قيل عنه : طلب العلم للناس محمول فعله على أنه أراد بعمله غير وجه الله ... فطالب العلم يتعلم العلم ليسلم في دينه ... ويطلبه لينذر قومه ... وقد مدح الله ذلك وحث عليه ... وربما تعالى أجر هذا على من اقتصر نفعه في طلب العلم على اصلاح نفسه دون سواها ...)
وهذا الذي جعلني أستشكل العبارة أولا، ثم أعملت فكري في تخريجها ثانيا ... فكان ما كان ...
ولكني في الحقيقة غلّبت هذا المعنى على غيره
وبعد مشاركة الأخ الفاضل أبي محمد بن سعيد، كأني مِلت إليه، ولكني أبقيت تفسيري محل احتمال معتبر ...
وقد استقر فكري، وثبت أمري على (استعمالها على المعنيين) ...
والموضوع بعد هذه المناقشات أشبه بالمجلس الشرعي ...
والله أعلم.
مستور الحال
2007-07-10, 03:57 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما أقوله هنا ليس هو المعنى المراد ولكن إيراده حسن
من طلب العلم لله فقليل من الجهد يكفيه، لأن الإخلاص في طلب العلم عزيز وصعب، ولا يوفق له إلا موفق ، ونفسٌ أبية زهدت في نفسها - اللهم إنا نسألك من فضلك.
وعلى ذلك فمن أخلص لله في هذه العبادة العظيمة أعانه الله على طلبه وحفظه وأبعد عنه النسيان وبهذا كفاه قليل من الجهد، وعلَّمه الله ما ينفعه ونفعه بما علَّمه، وزهَّده في عِلْمٍ لا ينفع، لأنه - باختصار - من كان مع الله كان الله معه .
وأما إن طلبت العلم للناس بمعنى رجاء التصدر والمدح، وليس لأجل القيام بواجب الوعظ والتعليم ؛ تشعّبت بك الهموم فقصدت إلى العلوم التي تصدِّرك إلى المجالس، وإلى المسائل التي تذيع اسمك ، ثم تنظر في نفسك وفي علم غيرك ، فتجتهد لتكون أعلم منهم، فتحرص على حفظ النصوص ليقال هو حافظ ، وتمهر في الخلاف ليقال متبحر، وتذكر الكتب وصفحاتها ليقال مطلع، وتحاول ذكر الغرائب ليقال من يجاري هذا البحر، وهكذا ، فتجوب في العلوم إلى بحر لا ساحل له، عاملةُ ناصبة تصلى ناراً حامية , والعياذ بالله.
ولو أننا تعلمنا العلم لنقوم بواجب عجزت عن حمله الجبال لكفانا منه القليل ومن الجهد أيضاً القليل، ثم بعد ذلك تفرغنا لنصر دين الله والخروج إلى الجبهات والمرابطة في الثغور، والقيامة بالدعوة في الأماكن النائية والدول الفقيرة، وقيادة الأمة.
نسأل التوفيق والمغفرة.
الحمادي
2007-07-14, 09:59 AM
بارك الله فيكم
محمد خلف سلامة
2007-07-14, 10:52 AM
جزاكم الله خيراً .
في الآداب الشرعية :
نقل عن أحمد أنه قيل له: من نسأل بعدك ؟
فقال: عبد الوهاب الوراق.
فقيل: إنه ضيق العلم!
فقال: رجل صالح مثله يوفق لإصابة الحق .اهـ
لعله ذكرها بالمعنى فإني لم أر عند غيره لفظة : «ضيق العلم» .
نعم ، يظهر أنه نقل هذا الأثر بمعناه ، فقد قال المروزي في (الورع) (ص7) :
(سمعت فتح بن أبي الفتح يقول لأبي عبد الله في مرضه الذي مات فيه : ادع الله أن يحسن الخلافة علينا بعدك ؛ وقال له : من نسأل بعدك ؟ فقال: سل عبد الوهاب ؛ وأخبرني من كان حاضراً أنه قال له: إنه ليس له اتساع فى العلم ، فقال أبو عبد الله : إنه رجل صالح ، مثله يوفق لإصابة الحق) .
محمد خلف سلامة
2007-07-14, 12:54 PM
جزاكم الله خيراً .
نعم ، يظهر أنه نقل هذا الأثر بمعناه ، فقد قال المروزي
هذا تصحيف مني والصواب (المروذي) ، وجزى الله من نبهني على هذا خير الجزاء .
أبو أيوب
2007-08-21, 09:11 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الحمادي جزاك الله خيرا، وأسأل الله أن تكون ابنتكم قد شفيت وعوفيت كأن لم تكن قد مسها ألم.
وفي تراجم السلف الصالح ما يدل على أن العلم القليل يكفي العامل المخلص، ويحضرني هنا ما قرأته في ترجمة معروف الكرخي رحمه الله، فقد ورد فيها: ((وجاء يحيى بن معين، وأحمد بن حنبل يكتبان عن معروف، وكان عنده جزء عن أبي حازم، أو لعله عن ابن أبي حازم، فقال يحيى: أريد أن أسأله عن مسألة. فقال له أحمد: دعه. فسأله يحيى عن سجدتي السهو، فقال له معروف: عقوبة للقلب؛ لم اشتغل وغفل عن الصلاة؟ فقال له أحمد بن حنبل: هذا في كيسك.
وذكر في مجلس أحمد بن حنبل أمر معروف الكرخي، فقال بعض من حضر: هو قصير العلم. فقال أحمد: امسك عافاك الله، وهل يراد من العلم إلا ما وصل إليه معروف؟
وقال الحسن بن منصور: كان حجام يأخذ من شارب معروف، وكان معروف يسبح، فقال الحجام: لا يتهيأ أخذ الشارب وأنت تسبح، فقال معروف: أنت تعمل وأنا لا أعمل؟
أما داؤد الطائي فقد كان أمره عجبا؛ قال حفص بن حميد: سئل داود الطائي عن مسألة، فقال: أليس المحارب إذا أراد أن يلقى الحرب أليس يجمع له آلته؟ فإذا أفنى عمره في جمع الآلة فمتى يحارب؟ إن العلم آلة العمل، فإذا أفنى عمره فمتى يعمل؟
وغير ذلك كثير في تراجم السلف الصالح. ولعل ذلك من مقاصد أبي عمر ابن عبد البر، رحمه الله.
الحمادي
2007-08-21, 09:44 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الحمادي جزاك الله خيرا، وأسأل الله أن تكون ابنتكم قد شفيت وعوفيت كأن لم تكن قد مسها ألم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاكم ربي خيراً يا أبا أيوب، وشكر لكم دعواتكم الطيبة وإفادتكم الكريمة، وأثابكم على ذلكم خيراً
عبدالله الشهري
2007-08-21, 11:48 PM
جزاك الله خيرا على طرح هذا الموضوع.
قال الذهبي في الموقظة (ص65): ((تصحيح النية من طالب العلم متعين ، فمن طلب الحديث للمكاثرة أو المفاخرة (1) ، أو ليروي (2) ، أو ليتناول الوظائف (3) ، أو ليثنى عليه وعلى معرفته (4) ، فقد خسر. وإن طلبه لله وللعمل به ، وللقربة بكثرة الصلاة على نبيه صبى الله عليه وسلم (5) ، ولنفع الناس (6) ، فقد فاز . وإن كانت النية ممزوجة بالأمرين فالحكم للغالب (7) . وإن كان طلبه لفرط المحبة فيه (8) ، مع قطع النظر عن الأجر وعن بني آدم ، فهذا كثيراً ما يعتري طلبة العلوم : فلعل النية أن يرزقها الله بعد. وأيضاً فمن طلب العلم للآخرة (9) كساه العلم خشية لله ، واستكان وتواضع ، ومن طلبه للدنيا (10) تكبر به وتكثر وتجبر ، وازدرى بالمسلمين العامة ، وكان عاقبة أمره إلى سفال وحقارة)).
============================== ===
(1) لا إشكال في معنى هذا.
(2) محل إشكال وهو أن مجرد الرواية في نفسها وسيلة ، ولكن المهم لماذا يروي ؟
(3) إن قصر نيته عليها وجعلها الأساس والغاية فصحيح ، ولكن إن جعلها مرغوباً يستعين به على الطلب والتفرغ له دون الانشغال بمشاكل التكسب المشغلة فلا يجري عليه ما ذكر.
(4) لا إشكال هنا.
(5) واضح صحيح.
(6) هل مجرد إرادة نفع الناس يصحح النية وبالتالي العمل ؟ كثير من الكفار يريدون الإحسان إلى الناس ونفعهم ، فما الفارق ؟ أقول: الفارق في وجود أصل الإسلام فهو يجعل كل إحسان ومنفعة أجر ولو لم يستحضر نية التقرب إلى الله بذلك ، والأدلة على ذلك كثيرة منها الحديث ((ما من مسلم يغرس غرساً أو يزرع زرعاً فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة إلا كان له به أجر)) أو كما قال صلى الله عليه وسلم. ومعلوم أن هذا الغارس أو الزارع ذاهل منصرف عن كثير من الآكلين وقت أكلهم ومع ذلك تكتب له الحسنات. كذلك حديث البغي التي سقت كلباً ، وظاهر القصة أن مصدر إحسانها مجرد الشفقة عليه ، ومع ذلك غُفر لها ، وكذلك حديث - وهو من أصرحها - حكيم بن حزام رضي الله عنه : أنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم : (( أرأيت أمورا كنت أتحنث بها في الجاهلية هل لي فيها من شيء فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم أسلمت على ما أسلفت من خير)) والتحنث التعبد، قال النووي رحمه الله : "...وذهب ابن بطال وغيره من المحققين إلى أن الحديث على ظاهره , وأنه إذا أسلم الكافر ومات على الإسلام يثاب على ما فعله من الخير في حال الكفر , واستدلوا بحديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه . قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا أسلم الكافر فحسن إسلامه كتب الله تعالى له كل حسنة زلفها , ومحا عنه بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف , والسيئة بمثلها إلا أن يتجاوز الله سبحانه وتعالى ) ذكره الدارقطني في غريب حديث مالك , ورواه عنه من تسع طرق , وثبت فيها كلها أن الكافر إذا حسن إسلامه يكتب له في الإسلام كل حسنة عملها في الشرك ". أ.هـ.
(7) بعض أهل العلم لا يرتضي هذا ، ويرى أن وجود ما يضاد النية الصحيحة ولو قليلاً يحبط العمل كله ، وأنا أميل إلى ميزان الذهبي هذا ، لأن النفس تعالج وتكابد مشقة عظيمة في أبواب النيات ، ومن رام النقاء فقد تجشم صعباً للغاية ، والله قد رفع الحرج عن هذه الأمة ، فما خرج عن طاقتها من أمور إصلاح النية وضبط أحوالها فإنها لا تؤاخذ به ، والحكم للغالب حكم عادل ، خاصة في هذا السياق ، وإلا فهناك أحوال لا يغتفر فيها اليسير مما يُقدر على دفعه.
(8) قلت : دفع لذة العلم مما لا يمكن دفعه ، بل لا بد له من لذة ، وقد عبر عنه القرآن بأنه "نور" و "شفاء" ، و "فضل" ، وهذه من أحوال اللذة العلمية ، ولكن إصلاح النية هنا أيسر من إصلاحها في حق من طلب العلم لغير الله : ثناء الناس ، المال ، الجاه...الخ.
(9) صدق والله نسأل أن يبلغنا إياها من منزلة.
(10) والعياذ بالله ، وهذا معيار مشاهد يعرف به الطالب عيوب مقاصده ، فمن وجد شيئا من هذا فليسعى إلى الإصلاح.
الحمادي
2007-08-23, 01:55 AM
شكر الله لكم ما تفضلتم به أخي أبا شهد، ونفع بكم، وسدد خطاكم
جهاد هاني
2008-04-15, 09:56 AM
مقولة جميلة
جزى الله الناقل خير الجزاء
ابن رشد
2008-04-15, 07:31 PM
زيدونا من هذه الدرر بارك الله فيكم
حمدان الجزائري
2008-04-16, 01:12 AM
نقل الشيخ الحمادي عن ابن عبد البر يبين مدى فهم وعمق ائمة السلف في انتقاء الكلمات
فكلام السلف قليل كثيرة الفائدة وكلام الخلف كثير قليل الفائدة
جزاكم الله خيرا
الحمادي
2008-04-20, 11:10 AM
الكرام الفضلاء
جهاد هاني وابن رشد وحمدان الجزائري
جزاكم ربي خير الجزاء
أسماء
2008-04-20, 08:37 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله كل خير
البحث العلمي
2008-04-21, 04:41 PM
فكلام السلف قليل كثيرة الفائدة وكلام الخلف كثير قليل الفائدة
نعم صدقتم و حالنا خير دليل على ذلك
جزاكم الله خيرا
الحمادي
2008-04-29, 12:35 AM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاكما ربي خيراً وبارك فيكما
الحمادي
2008-06-12, 02:16 AM
روي نحو هذه العبارة عن مالك بن دينار
أخرجها عنه الإمام أحمد في الزهد
وذكرها ابن عبدالبر في جامع بيان العلم وفضله
Powered by vBulletin® Version 4.2.2 Copyright © 2025 vBulletin Solutions، Inc. All rights reserved.