مشاهدة النسخة كاملة : أكثر فلسفة أذهلتني في حياتي !
الأمل الراحل
2009-11-02, 11:40 PM
السلام عليكم ورحمه الله
فَلْسَفَــــــة ٌ
.
.
.
لو كان هناك مجموعتان من الاطفال يلعبون بالقرب من مسارين منفصلين لسكة الحديد
أحدهما معطل والآخر لازال يعمل
وكان هناك طفل واحد يلعب على المسار المعطل
ومجموعة اخرى من الاطفال يلعبون على المسار غير المعطل
.
وأنت تقف
بجوار محول
اتجاه القطار
.
ورأيت
الاطفال
ورأيت
القطار
قادم
وليس
امامك
الا
ثواني
لتقرر
في اي مسار يمكنك ان توجه القطار
فإما تترك القطار يسير كما هو مقرر له ويقتل مجموعة الاطفال .. ؟
أو تغير إتجاهه الي المسار الآخر ويقتل طفل واحد .. ؟
.
.
فأيهما تختار؟؟؟
.
.
ماهي النتائج التي سوف تنعكس على هذا القرار؟؟؟
.
.
أعطني قرارك أيها القارئ الكريم ... وسأزودك بالحل المنطقي لاحقا
أسـامة
2009-11-03, 12:40 AM
الانحراف أفسد...
لأن ما عهده الناس... يتحسبونه... وأما تغير المسار فهو إنحراف بغير المتوقع... فيزيد الالتباس وتكون النتيجة عكسية.
مسارين منفصلين
قطار
طفل
أطفال
قرار
أقرأ بين الاسطر امرا غير ما يبدو للقارئ ..!
فهل اصبت .؟
أبو الوليد التويجري
2009-11-03, 01:52 PM
يكون المسار على ما هو عليه لأمور :
1.أن المسار الثاني معطل؛ فسيقتل الركاب ويقتل الطفل .
2.أن الأطفال مجموعة؛ فسيتهافتون جميعًا للهرب، بخلاف الطفل، الذي قد يقف مذهولا !
هذا رأيي .
الأمل الراحل
2009-11-03, 01:54 PM
طيب / ودي بآراء أخرى .
وللأمانة : الحل المنطقي ليس مني .
الأخ جذيل / طيب ماذا ستقرر ؟
بارك الله فيكم
التبريزي
2009-11-03, 03:12 PM
تعقيد المسألة هي في اتخاذ القرار السريع في لحظات حاسمة... والعاطفة قد تجر إلى التضحية بالواحد مقابل المجموعة..
القطار يسير في مسار صحيح، إذن القطار آمن من الإنقلاب، لكن لو حوّر الإتجاه إلى المسار المعطل فسيكون القطار عرضة للإنقلاب وقتل الركاب مع الطفل، فتكون الكارثة المتوقعة أكبر...
الطفل يلعب في المسار العطلان آمنا، بينما الأطفال يلعبون في المسار الصحيح، فليس من الإنصاف التضحة بالعاقل فداءا لغير العقلاء..
فيكون القرار الصائب هو محاولة إيقاف القطار في مساره الصحيح، فإن كان من المتعذر إيقافه!! فيجب ترك القطار يمشي من غير تحوير مساره، حتى لو لم يهرب الأطفال...
أبو مسهر
2009-11-03, 10:43 PM
لو استخدمت المسار المعطل
فقد أضحى إضافة الى الطفل
بركاب القطار جميعا
فإذا كان الوقت الفاصل ثوان معدودة لا تكفى لإيقاف القطار
فخير وسيلة هى تنبيه أقرب شخص إليهم
مع تنبيه القطار للتهدئه قدر ما يمكن لإنقاذ ما يمكن انقاذه
أسـامة
2009-11-03, 10:55 PM
آراء الجميع متفقة على استكمال السير في مساره سواء أمكن توقفيه أم لا.
لما فيه من مصالح ومفاسد مترتبة...
فهل عندكم شيء آخر؟
شجرة الدرّ
2009-11-04, 02:55 AM
أغير إتجاهه إلى المسار الآخر - المُعطل - ولن يُصاب الطفل الواحد حينئذ ؛ لأن القطار سيتوقف تباعا فكيف يسير على مسار معطل ؟؟!!
يعني : ليس من المهم أن يكمل القطار مشواره ..
من صاحب النقب
2009-11-04, 03:10 AM
إذا قرأنا السطور نقول لا نغير شيء لأن الأطفال قرب المسار و ليسوا في المسار
أما إذا قرأنا ما بين السطور فهو دليل عقلي على قاعدة ارتكاب المفسدة الصغرى و ترك الكبرى إذا لم يمكن تجنب المفسدتين
أسـامة
2009-11-04, 04:06 AM
أغير إتجاهه إلى المسار الآخر - المُعطل - ولن يُصاب الطفل الواحد حينئذ ؛ لأن القطار سيتوقف تباعا فكيف يسير على مسار معطل ؟؟!!
يعني : ليس من المهم أن يكمل القطار مشواره ..
قد يكون مجديًا في غير هذه الحالة، لأن العزم الديناميكي المحرك للقطار عالي فلا يمكن السيطرة عليه في ثوان أو توقفه المفاجيء حال تعطل المسار، لأن القوة الاستاتيكية الناتجة عن عزم السرعة للعربات الخلفية ستقوم بدفع الماكينة والارتطام، وستكون كارثة.
فعلميًا لا يمكن التسليم بهذا الرأي لهذه الحالة.
ولعلها مشاركة نافعة لتنشيط الذهن وجمع زوايا النقاش... جزاكم الله خيرًا.
إذا قرأنا السطور نقول لا نغير شيء لأن الأطفال قرب المسار و ليسوا في المسار
أما إذا قرأنا ما بين السطور فهو دليل عقلي على قاعدة ارتكاب المفسدة الصغرى و ترك الكبرى إذا لم يمكن تجنب المفسدتين
هذا في السطور الأولى ثم تبع صاحب الموضوع بقوله:
وكان هناك طفل واحد يلعب على المسار المعطل
ومجموعة اخرى من الاطفال يلعبون على المسار غير المعطل
والمفسدتين واقعتين، الأولى معلومة بالنظر، والأخرى معلومة بالمشاهدة والخبرة الحياتية.
التضحية بطفل واحد ونجوم كارثة محتملة على تقدير عالي للقطار، حسب سرعته، وعند تحويلات القطار التي بعضها تحول عرضي وآخر انحرافي... والإنحرافي منها لا يهديء سرعته كما في العرضي.
والعرضي يكون هدوء القطار قبله بما لا يقل عن 400 - 500 متر... ولا يمكن تمييز وجود أطفال على هذا البعد.
فبقى احتمال واحد الأخذ به أقل المفاسد.
من صاحب النقب
2009-11-04, 04:23 AM
يبدو أنك فيزيائي أو باش مهندس زي ما بتؤلوا ( ابتسامة ) أنا لست بشيء في العلوم التجريبية لكن الأخت تقول أن هذه مجرد فلسفة و ليست مسألة فيزيائية ننتظر الإجابة من الأخت
الأمل الراحل
2009-11-04, 05:06 AM
طيب أشكركم جميعا ،، وأغلب المعقبين - من خلال إجاباتهم - يستحقون مناصب حكومية كبرى ، وذلك لـ :
أولا : لأمانتهم ( لم يبحثوا عبر محركات البحث عن الحل ) .
ثانيا : الحكمة ، والعدل في اختيارهم عدم تغيير المسار مع أن الخسائر البشرية تكون أقل ( هذا ما يبدو في ذهن صاحب القرار لأول وهلة ) .
ثالثا : أولا وثانيا ، تدل على أن المعقبين لن يشفعوا لأحد على حساب أحد ( يعني لن يعترفوا بفيتامين واو ) لذلك استحقوا المناصب العليا بجدارة ، فهنيئا لهم .. : )
- نقطة أخرى : الاجابة النموذجية أتوقع انها اجابة الأخ التبريزي ..
- وهذا هو الحل المنطقي من وجهة نظر صاحب الفلسفة المجهول :
معظمنا يرى انه الافضل التضحية بطفل واحد خير من مجموعة اطفال وهذا على اقل تقدير من الناحية العاطفية.فهل ياترى هذا القرار صحيح؟ هل فكرنا ان الطفل الذي كان يلعب على المسار المعطل قد تعمد اللعب هنا حتى يتجنب مخاطر القطار؟ومع ذلك يجب عليه ان يكون الضحية
في مقابل ان الاطفال الآخرون الذين في سنه
وهم مستهترون وغير مبالين و أصروا على اللعب في المسار العامل؟
.
.
هذه الفكرة مسيطرة علينا في كل يوم
في مجتمعتنا
في العمل
حتى في القرارات السياسة الديموقراطية ايضاً.
يضحى بمصالح الأقلية مقابل الاكثرية
بغض النظر عن قرار الاغلبية
حتى ولو كانت هذه الأغلبية غبيـــة وغير صالحة
والاقلية هي الصحيحة.
.
وهنا نقول ان القرار الصحيح
ليس من العدل تغيير مسار القطار
وذلك للأسباب التالية.
.
.1.
الأطفال الذين كان يلعبون في مسار القطار العام يعرفون ذلك
وسوف يهربون بمجرد سماعهم صوت القطار !؟
.
.
.2.لو انه تم تغيير مسار القطار فان الطفل الذي كان يعمل في المسار المعطل سوف يموت بالتأكيد
لأنه لن يتحرك من مكانه عندما يسمع صوت القطار
لانه يعتقد ان القطار لن يمر بهذا المسار كالعادة
.
.
.3.بالاضافة انه من المحتمل ان المسار الأخير لم يترك هكذا الا لأنه غير آمن
وتغيير مسار القطار الى هذ الاتجاه لن يقتل الطفل فقط
بل سوف يؤدي بحياة الركاب الى مخاطر
فبدلا من انقاذ حياة مجموعة من الاطفال فقد يتحول الأمر قتل مئات من الركاب
بالاضافة الي موت الطفل المحقق !!!؟
.
.مع علمنا ان حياتنا مليئة بالقرارات الصعبة التي يجب ان نتخذها
لكننا قد لاندرك ان القرار المتسرع عادة مايكون غير صائب.
.
تذكر *ان الصحيح ليس دائماً شائع
وان الشائع ليس دائما صحيح.
.قال تعالى
(وَإِنْ تَتَّبِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ)
أسـامة
2009-11-04, 05:38 AM
لعل تكون التسمية الصحيحة إذن : الحكمة في إتخاذ القرار... لأنها ليست مسألة فلسفية على قدر أنها منطقية علمية أصولية.
نختم الموضوع بـ
تهنئة صاحب الإجابة النموذجية
الأخ التبريزي
وهو يستحق أعلى من هذا
وفقه الله وحفظه
الحافظة
2009-11-04, 07:18 AM
.. أحسنت أختي الأمل الراحل موضوع قيم ومشوق وفقك ربي لما يحب ويرضى ..
هطول المطر
2009-11-04, 07:26 AM
بوركتِ الأمل الراحل رياضة رائعة للعقل ..
ومبارك للأخ التبريزي
أبوعلي العنزي
2009-11-04, 08:43 AM
السلام عليكم
التنظير والتعليل واعطاء الاجوبة بعيدا عن الحدث يكون أسهل
واحتمال الاصابة اكبر.
لكن اثناء الحدث قد يشط العقل ويتخذ القرار الخاطىء
وقد يوفق البليد للصواب وتكون رمية من غير رام.
موضوع جيد بارك الله فيكم
التبريزي
2009-11-04, 02:58 PM
بارك الله فيكم جميعا،،، وفي الأخت الأمل الراحل..
وكفى الله المسلمين شر القرارات الخاطئة...
وإليكم هذه الإستراحة المحزنة من تاريخ المسلمين..
من القرارات الخاطئة الكبرى في تاريخ المسلمين قرارات الملك خوارزم شاه، الذي كان السبب المباشر لاجتياح المغول الوثنيين مملكة خوارزم شاه، فقد طمع والي أحد ثغورها على نهر سيحون في أموال جماعة من التجار المغول كانوا قد جاءوا إلى هذا الثغر سنة 615هـ ومعهم أموال طائلة، وقد تذرع الوالي للاستيلاء على أموال هؤلاء التجار باتهامهم بالتجسس لحساب جينكيزخان وكتب إلى شاه خوارزم بذلك فأمره بقتلهم وكانوا نحو أربعمائة كما أمره بالاستيلاء على ما معهم من التجارة، فنفذ أمر الشاه واستولى على تلك التجارة وباعها لتجار بخارى وسمرقند وقبض ثمنها.
ولما بلغ ذلك جينكيزخان غضب غضبا شديدا، وأرسل رسولا إلى خوارزم شاه يطلب إليه تسليم هذا الوالي ليقتص منه، فكان عند خوارزم شاه وقتٌ كاف يفكر في كيفية تصرفه مع القطار القادم إليه، والذي يحمل معه النذير وفواجع الأمور!! فهل أبقى خوارزم شاه القطار في المسار الصحيح أم حوره إلى المسار الخاطيء؟! لقد كان قراره هو الجمع بين المسارين لتكون الكارثة الكبرى! فارتكب خوارزم شاه غباءا جديدا، وقرارا خاطئا، فقتل رسول خان المغول، وبذلك أتاح لجنكيزخان فرصة مهاجمة أملاكه ودفعه الغرور إلى البدء بالعدوان فجمع جيشه وهاجم حدود التركستان الغربية مما يلي مملكته، ولم يكن على حدود بلاد المغول حامية قوية لأن جينكيزخان وجيشه كانوا في مهمة داخل الأمبراطورية، ولم يكن على الحدود سوى عدد قليل من النساء والأطفال ومع ذلك لم يتمكن ذلك المغرور من التغلب عليهم وعاد بخفّي حنين..
أدرك خوارزم شاه خطأه وأحس أنه عرَّض دولته لخطر الغزو المغولي وأتاح لجينكيزخان الطامع في التوسع فرصة أخرى لاجتياح مملكته واستولى عليه الفزع فأمر سكان المدن القريبة من الحدود بالجلاء عنها خوفا من بطش المغول وكانت هذه المدن من أخصب بلاد الدولة وأكثرها حدائق وبساتين فهجرها سكانها وتركوها قفرا موحشة ولم يدر أنه بعمله هذا قد أخلى الطريق أمام الغزاة ومهد لهم سبيل الوصول إلى داخل مملكته.
ولما بلغ جينكيزخان خبر هجوم خوارزم شاه على أطراف أمبراطوريته عاد على رأس جيشه مسرعا إلى حدود الدولة الخوارزمية وأعد العدة لغزوها في أواخر سنة 616هـ وعبر نهر سيحون واجتاز الحدود بسهولة وواصل سيره نحو الغرب حتى وصل إلى أبواب مدينة بخارى وكانت حاميتها عشرين ألفا فلم تقو على الصمود في وجهه وولت مدبرة فدخلت جموع المغول المدينة وأسلمتها للنهب وفرّ من أمكنه الفرار من أهلها ومن لم يتمكن من الفرار ضرب عنقه، وقد اتخذ جينكيزخان من مساجد بخارى التي كانت عامرة بالتقى والعلم والأدب مرابض لخيله ووصف نفسه بأنه لعنة الله سلطها على خلقه عقوبة لهم على خطاياهم..
واصلت جيوش المغول سيرها نحو سمرقند في المحرم 617هـ وأنزلت بها ما نزل ببخارى وكان خوارزم شاه معسكرا غربي نهر جيحون يستعد للدفاع عن بلاده وصد تلك العاصفة المدمرة التي هبت عليها من الشرق فأرسل جينكيزخان عشرين ألفا من جيشه في طلبه فلما اقتربت تلك الفرقة من معسكر خوارزم شاه فرّ نحو الغرب يقصد نيسابور فتبعه إليها فغادرها إلى مازندران فطارت وراءه وما زال ينتقل من مكان إلى مكان وهي في أثره حتى لجأ إلى قلعة له على جزيرة بحر الخزر فتحصن بها هو وأتباعه وتوفي بعد ذلك بفترة قصيرة، واستمر الزحف المغولي غربا حتى وصلوا بغداد في هجوم وحشي عنيف بمساعدة ابن العلقمي الرافضي، وأصبحت بغداد التي كانت مضرب الأمثال في سعة العمران وتقدم الحضارة قفرا موحشة وتراكمت جثث القتلى في شوارعها فغيرت رائحتها وحدث بسبب هذا التغير وباء شديد راح ضحيته خلق كثير..
هذه نتيجة القرارات الفردية التي تصدر من أغبياء حمقى، بيدهم من القرار ما ليس بيد غيرهم، وهذا ما فعله خوارزم شاه، يداه أوكتا وفوه نفخ، وكان عنده وقت للتفكير ومشاورة العقلاء، ولكنه انفرد بالقرار الخاطيء، وبسببه حدثت كوارث تفوق الوصف، فيقول عنها ابن طباطبا واصفا بغداد: "فجرى من القتل الذريع والنهب العظيم والتمثيل البليغ ما يعظم سماعه جملة فما الظن بتفصيله".
وكان ما كان ما لست أذكره ~~~~ فظن ظنا ولا تسأل عن الخبر
الأمل الراحل
2009-11-04, 10:47 PM
شكرا لكم جميعا ،، أسعدتني مداخلاتكم ودعواتكم .
وفقكم الله .
حارث البديع
2009-11-05, 05:36 PM
مبروك ياتبريزي
الشّك العلمي
2009-11-10, 10:36 AM
شكرا .. يا التبريزي. على ما وفقت، وعلى مداخلتك الشّيّقة.
ولما بلغ ذلك جينكيزخان غضب غضبا شديدا، وأرسل رسولا إلى خوارزم شاه يطلب إليه تسليم هذا الوالي ليقتص منه، فكان عند خوارزم شاه وقتٌ كاف يفكر في كيفية تصرفه مع القطار القادم إليه، والذي يحمل معه النذير وفواجع الأمور!! فهل أبقى خوارزم شاه القطار في المسار الصحيح أم حوره إلى المسار الخاطيء؟! لقد كان قراره هو الجمع بين المسارين لتكون الكارثة الكبرى! فارتكب خوارزم شاه غباءا جديدا، وقرارا خاطئا، فقتل رسول خان المغول،
يعني أحرق القطار بما فيه قبل أن يصل المسارين.
( حكمة القطار وتطبيقاتها التّاريخيّة.) عنوان مقترح لمداخلتك.
الله يرضى عنك وعن والديك.
أبو مسهر
2009-11-14, 01:05 AM
أولا : مبارك للتبريزى
ثانيا :
يعني أحرق القطار بما فيه قبل أن يصل المسارين.
تعنى أحرق الأطفال قبل أن يصل القطار
فإن القطار المغولى قد دخل و وجد البلد خربه على عروشها
التبريزي
2009-11-14, 03:25 PM
بارك الله فيك أخي حارث البديع،
وبارك فيك أخي "الشك العلمي" حتى تصل درجة اليقين، واقتراحك قريبا من محله،
وملحوظة الأخ أبي مسهر في محلها...
خوارزم شاه له خلفاء وورثة، منهم أشباه الرجال الذين حكموا الأندلس في دويلات عديدة وصغيرة، فبعد الغاء الخلافة الاموية في قرطبة، وبعد انفراط عقد دولة الاندلس الاسلامية، عادت الصراعات والأطماع القديمة إلى الظهور، وانقسمت الدولة إلى عدد كبير من الممالك الصغيرة التي قد لا يتجاوز الواحدة منها مساحة المدينة الواحدة، وانحسرت عظمة قرطبة وتلك المدن العريقة!!
كانت دويلات الطوائف هذه متحاربة فيما بينها، ونسيت أن بينها جامع الدين والعصبية والمصالح المشتركة، فكان من المستحيل على مثل هذه الدويلات الاتحاد ضد خطر الاسبان الزاحف من الشمال، بل الأدهى أنه كان يستعين بعضهم بالنصارى ضد بعض لتحقيق نزواتهم والإبقاء على ممالكهم الصغيرة!!..
ومع الهبوط السريع لحكم الإسلام في الاندلس، لم يمض إلاّ وقت قصير حتى اندلعت فتنة البربر الذين دمروا مدينة الزهراء رائعة المدن في الاندلس، وتعاقب على حكم الدويلات امراء ضعاف لم يتركوا اثرا يذكر إلا غرام الشاعر ابن زيدون بالولادة بنت الخليفة المستكفي التي عافت حياة الحريم، وكانت على درجة كبيرة من الأدب والعلم، فأغرم بها الشاعر ابن زيدون الذي انتهى أمره معها بالفراق فخلدها بقصيدته:
أضحى التنائي بديلاً من تدانينا~~~وناب عن طيب لقيانا تجافينا
بنتم وبنا فما ابتلت جَوانحُنا~~~شوقا إليكم ولا جفت ماقينا
بالأمس كنا وما يخشى تفرقُنا~~~والآن نحن وما يرجى تلاقينا
يا جنّة الخلد بدلنا بَسلسلِها~~~والك ثر العذب زقوماً وغسلينا
حكاية الأمير الصغير أبي عبدالله
امتطى أبو عبدالله الصغير صهوة فرسه مولياً ظهره لقصر الحمراء الشهير في يوم بارد من ايام كانون الثاني 1492م. علت وجه أبي عبدالله سحابة كثيرة من الحزن وخيم على الركب الصغير صمت طويل ينبئ عما يكتنف قلوب هذا الركب من غم شديد. سار ابو عبدالله تتبعه امه وبعض من اهله وصحبه في ذلك الطريق الملتوي الطويل الذي يمر بين شعاب غرناطه وجبالها متجهاً إلى منفاه ليفارق غرناطة إلى الابد.
كانت الشمس قد آذنت بالغروب واخذت تعكس أشعتها الذهبية على جدران قصر الحمراء لتكسي حجارته بصبغة حمراء باهتة، فتضفي عليه سحراً وجاذبية، توقف أبو عبدالله قليلاً عند تلة صغيرة تشرف على وادي غرناطة ليلقي نظرة وداع أخيرة على مدينته الحزينة التي يتوسطها قصره الشهير، تسارعت في ذهن أبي عبدالله ذكريات الصبا وأيامه الجميلة التي قضاها في صالات وأروقة هذا القصر وفي حدائقه الغناء الواسعة.. كان أبو عبدالله يعرف أن تلك الوقفة سوف تكون الأخيرة، وأن تلك النظرة ستكون النهائية، تمنى ابو عبدالله لو تطول تلك الوقفة لعله يستطيع أن يملأ عينيه بتلك المناظر الساحرة التي تثير في نفسه ذكريات الصبا، إلا أن الحزن الذي يعتصر قلبه سرعان ما استحوذ على عينيه وإذا بهما تنهمران دمعاً ساخناً سخياً وقد حاول جاهداً أن يخفيه عن نظرات أمه الحادة التي عاجلته بلسانها فقالت:
إبك مثل النساء ملكاً مضاعاً ~~~ لم تحافظ عليه مثل الرجال
نسيت الأم انها كانت أيضا سببا مهما في سقوط غرناطة آخر معقل للإسلام في الديار الأندلسية بسبب غيرتها وتسلطها على ولدها أبي عبدالله، وبسبب أحابيل مكرها التي كانت تنسج شباكه في غرف القصر وصالاته.
وهكذا غادر ابو عبدالله آخر سلاطين بني الأحمر غرناطة تاركاً أهلها المسلمين لنقمة الأسبان الذين لم تعرف الرحمة يوماً إلى قلوبهم سبيلاً، ولتبدأ مرحلة بائسة طويلة مليئة بالأحزان والدموع، ومتسربلة بالدماء والمآسي، فقد بدأ التعسف والاضطهاد مباشرة بعد سقوط غرناطة، وبدأت حملات التنصير الإجباري للمسلمين، وبدأت محاكم التفتيش بمحاكمة وحرق من يشتبه فيه رفضه للتنصير أو كان تنصيره ظاهريا بسبب الخوف والرعب..
أبو إسحاق إبراهيم
2010-03-16, 04:21 AM
( ان الصحيح ليس دائماً شائع
وان الشائع ليس دائما صحيح. )
شكراً على العصف الذهني ..
وعلى الطريقة المنطقية في اتخاذ القرارات ..
رزقكم الله الحكمة
أمة القادر
2010-04-05, 01:08 AM
ومع الهبوط السريع لحكم الإسلام في الاندلس، لم يمض إلاّ وقت قصير حتى اندلعت فتنة البربر الذين دمروا مدينة الزهراء رائعة المدن في
هل يمكن أن توضحوا لنا المقصود من قولكم .. تكرما ؟
Powered by vBulletin® Version 4.2.2 Copyright © 2025 vBulletin Solutions، Inc. All rights reserved.