تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : بل هذا سوء أدب مع الله... فتأدب



أسـامة
2009-11-02, 03:04 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


وفقنا الله وإياكم إلى الخير... والخير كله في تقوى الله والعلم والعمل بما أمر واجتناب ما نهى.

ويكثر استخدام: ( هداك الله ) - ( وفقك الله لمعرفة الحق ) وما شابه ذلك أثناء النقاش أو الحوار... اهـ

فاعلم...
حتى يقبل الناس ما عندنا من الحق نحن أهل السنة والجماعة، وبالأخص مناقشة الأمور العقدية والنوازل، فلا بد من الرفق والرحمة والشفقة الخالصة لوجه الله تجاه الآخرين، سواء موافقون أم معارضون.

فبدلاً من الإنشغال بالمسألة أو البحث... وبدلاً من البيان والتوضيح... يلمز ويطعن... وينسب الجهل إلى من خالفه... وأنه ضال وغير ذلك... مما تكرهه النفوس... وقد يدسه مع الحق.. فبئس الصنيع.
فالنفوس تحب الخير وتميل إليه... وتحب اللين... ولا تحب التقليل من شأنها... مهما كانت.
وليس من سمة طلبة العلم الاستهزاء بمن خالفهم أو الإنتقاص منهم...
فماذا تريد؟
بيان الحق وتوضيحه؟
أم تريد شيء آخر؟

وأما سوء الأدب مع الله... أن تأتي بدعاء... بدلاً من أن تكون خاشعًا فيه... تستخدمه في اللمز والطعن... فأين تعظيم ذكر الله؟ وأين تعظيم شعائر الله؟ لا تدعي العلم وأنت لا تحمل أقل شيء يتسم أهله به.

فإن كنت صادقًا في دعاءك هذا... اجعله خالصًا بينك وبين الله في السر لا العلن.. وترفق بأخيك وادعو له دعوة مباركة... بالتي هي أحسن.

وأمثلة أخرى على سوء الأدب مع الله...
أن يُذكر اسم الله مجردًا ثم يسيد من هو دونه... سواء من الأنبياء والرسل أو من الملائكة أو غير ذلك.
ومن الأدب مع الله أنه إذا ذُكِر اسم الله مجردًا أن يُذكر ما دونه مجردًا.
حتى وصل هذا إلى الشهادة... فيقول قائل: أشهد أن لا إله إلا الله وأن (سيدنا) محمد رسول الله.
بل من أبشع ما أراه... أن يكون هناك الذي يهوى الأدب والشعر ومن أهل اللغة، ولا يدرك الأدب مع الله من باب أولى.
فالأدب الأدب... عفا الله عني وعنكم.
ـــ
ولا يظن أحدكم أن هذه الرسالة موجهة لشخصه... فالله حسبي أن استخدم مثل هذا مع من جعلهم الله لي اخوانا...
بل هي موجهة لسلوك، نحره نحر لنزغ الشيطان.

نور البيان
2009-11-02, 10:46 PM
نعم وقد يقرأ بعضهم في كتاب ويمر على الآيات فيقرأها سريعاً وقد يقفزها وإذا أتى إلى كلام عالم من العلماء توقف وتأمل فيه !!!

أبوعبيدة المصري
2009-11-03, 02:25 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
جزاكم الله خيرا شيخي المبجل أسامة
والله كلمات نافعة
بارك الله فيك و نفع بك

عبد الله الحمراني
2009-11-03, 02:39 PM
أحسنت
أحسن الله إليكم

محمود المصرى المسلم
2009-11-04, 07:46 AM
جزاك الله سبحانه وتعالى عنا خيرا
قد اصبت وفقك الله عز وجل لما يحبه ويرضاه

أبو عبد الرحمن من دمشق
2009-11-10, 11:30 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أحسنت أحسن الله إليك!
وإذا سأل سائلٌ عن سبب ما وصفتُم؟
فالجواب:

إنه اختلاطُ قصد نصرة الحقّ بنصرة النفس
والتباسُ هدف بيان الصواب بالتعصُّب للجماعة
وإكساءُ رعوناتِ النفس وأهوائِها ثوبَ الدين ومُسوحَ العلم.

فترى المرء يردُّ على زيد
وهدفه إبرازُ نفسِه
وازدراء مخالفه
وإشباعُ غريزة التعالي والغرور لديه
وتالله...
ما كان هذا سبيل المؤمنين
ولا ديدن المتقين
أجارنا الله وإياكم والمسلمين
أستغفر الله
وأصلي وأسلم على عبده سيدنا رسول الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أبو سعيد الباتني
2009-11-10, 01:05 PM
بورك فيك أيها الفاضل
نحتاج لمن يذكرنا دائما
أسأل الله أن يجعل بيننا دائما من يأمرنا بالمعروف، وينهانا عن المنكر.

الواحدي
2009-11-10, 02:28 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته




وفقنا الله وإياكم إلى الخير... والخير كله في تقوى الله والعلم والعمل بما أمر واجتناب ما نهى.




ويكثر استخدام: ( هداك الله ) - ( وفقك الله لمعرفة الحق ) وما شابه ذلك أثناء النقاش أو الحوار... اهـ


الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
أخي الكريم: بصّرني الله وإياك بمراشد الأمور.
لم أفهم عبارتك. هل تقصد أنّ استخدام مثل هذه الأدعية في الحوار من سوء الأدب مع الله؟

أسـامة
2009-11-10, 04:30 PM
بصّرني الله وإياك بمراشد الأمور.

اللهم آمين وإياك
الكلام في المشاركة الأولى يوضح بعضه بعضًا.
وبالمثال يتضح المقال:
نتحاور وأنت، فأقول لك:
هداك الله... أنت تقول كذا وكذا... والمسألة ليست كذلك - وفقك الله لمعرفة الحق - وإنما كذا وكذا. اهـ
القائل يحشو كلامه بالدعاء الذي يفيد أن الآخر على أمر مشين في دينه.
وهذا مما لا حاجة له في الحوار، بل التوضح والبيان للحق بالأدلة الشرعية... إعلاء للحق وبيانه.
وهذا البيان منضبط بشروط وضعها الله - عز وجل - بالحكمة (والحكمة هاهنا ليست بأنك ترميه بالجهل والضلالة ونحو ذلك... بل الحكمة في بيان الحق) والموعظة الحسنة (وحسنها في أدائها يستوجب أن ترفق به وتشفق عليه - لا أن تشق عليه بكلام ظاهره الحق وباطنه الطعن).
والدعاء عبادة كما لا يخفى عليكم... والعبادة تستلزم تعظيم المعبود، فالدعاء إلى الله من أعظم العبادات، ولكن أن تستخدمها في الطعن المباشر أو غير المباشر، فهنا أسيء استخدامها من ناحية، ومن ناحية أخرى لم تعظم المعبود بعمل يقصد منه التعبد أصلاً وهذا سوء الأدب.
ولكن هل ينتهي عند هذا الحد؟
يدخل في هذا الباب أمور أخرى...
فقد يستخدمها للطعن أصلاً... يقصد بها العلو أو ثأر أو نحو ذلك... فيكون اتخذ ما هو عبادة لله يراد بها الآخرة لعمل الدنيا... من علو أو غير ذلك... فيكون أشرك في نيته وقصده ليكون ما بين شرك أصغر أو شرك خفي.... ضمن شرك النية والقصد.
لقوله تعالى : فففمن كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسونقققالآيات
قال الشيخ ابن باز - رحمه الله: والآية في الكفار الذين عبدوا الله لأجل الدنيا كالمنافقين، وعمومه يوجب الحذر من إرادة الإنسان بعمله الدنيا ولو كان ذلك في بعض الأمور. اهـ
وبَيّن أيضًا: أنه يكون شرك أكبر تارة كالمنافقين وأصغر تارة لمن أراد الدنيا بعمله الآخرة (قلتُ: وهي العبادات). اهـ
وزاد الشيخ الفوزان في شرح الباب ذاته من كتاب التوحيد... لمن أراد الاستزاده.

مسألة:
ولئن كان المتحاور لا يريد شرًا بهذا ولا علوا وإنما يريد إعلاء الحق؟
نقول له: يحسن الدعاء له ولكن لا يحمل هذا الدعاء ما يفيد اللمز، كـ أحسن الله إليك، وفقك الله (دون حشو الحوار بها أيضًا)... فيقع على قلبه ما هو خير من اللمز.... وهذا في حق المدعي له.
وإن دعوت الله (دعوة خالصة أسررت بها) بالهداية والتوفيق للصواب، فهذا خير لك وله.
وفي حق الله حسن النية من ناحية، وحسن الموعظة كما أمر... اتباعًا لأمره - عز وجل.

والله الموفق.

أسـامة
2009-11-10, 04:41 PM
الأخوة / الأخوات...
نور البيان - أبو عبيدة المصري - عبد الله الحمراني - محمود المصري المسلم
أبو عبد الرحمن "من دمشق" - أبو سعيد الباتني - الواحدي
بارك الله فيكم... جزاكم الله خيرًا على الدعاء... ولكم المِثل من رب العالمين.

أسـامة
2009-11-10, 05:27 PM
فائدة جليلة:
قال الله - عز وجل - :
فففإن إبراهيم لحليم أواه منيب - يا إبراهيم أعرض عن هذا إنه قد جاء أمر ربكققق الآيات من سورة هود
وهنا البيان القرآني لسبيل الدعوة، يظهر في التقديم للثناء.
لأن الأمر بالإعراض وحده قد يكون فيه نوع من الزجر، وأما تقديم الثناء فَيُرَوِّح عن النفس ولها أقرب.

والله الموفق.

الواحدي
2009-11-10, 05:47 PM
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
أخي أسامة:
وفّقني الله وإياك إلى الصواب بإذنه.
لم أستبن بعدُ ما الذي جعلك تعتبر هذه الصيغة في الدعاء أثناء الحوار من باب سوء الأدب مع الله تعالى.
أمّا إن كانت بقصد سليم ونيّة خالصة، فلا ريب أنّه لا وجه لمنعها أو الاعتراض عليها. وشواهد ذلك كثيرة في كتب السلف. ولا وجه أيضًا للنصح بإخفائها، لا سيما إذا لمس قائلها من محاوره جدالا بغير علم أو إصرارًا على باطل من القول؛ بل قد يكون التلفّظ بها تذكيرًا للمحاور بالتماس سبيل الهداية والصواب.
وأمّا إن كانت بقصد التعالي أو التنقيص من المحاوِر، فهذا ممّا يتعلّق بسرائر الناس، والله وحده يعلمه. ولا يصحّ لنا أن نتهم المحاور في نيّته، إذا ما استعمل هذه الصيغة، أو نحملها محمل التضليل.
والحوار الخلافي السجالي بين اثنين، إذا لم يكن –ابتداءًا- ناشئا عن اعتقاد كلٍّ منهما أنّ الصواب إلى جانبه، فقَد هذه التسمية. وما من مناظرة إلاّ وسبب وقوعها اعتقاد كلٍّ من الطرفين أنّه على حق. فإذا قال أحدهما للآخر: "هداك الله" أو "وفّقك الله"، لم يسئ الأدب، لا مع الله –جلَّ شأنه- ولا مع محاوره؛ بل هو يسأل الله أن يهدي محاورَه إلى الحقِّ الذي يراه.
وصيغة الدعاء في المخاطبات والمراسلات ليست حشوًا، بل هي ممّا يزان به البيان. واستخدامها في الحوار قد يلطِّف مِن حدَّته، ولو كانت نية قائلها غير ذلك. فالعبرة بالمستمع، لا بالقائل. ومثال ذلك: استخدام بعضنا لعبارة "اتَّق الله" في الحوار يتقبّله العقلاء على أنّه نصيحة، ولو كان قصد قائله التعريض بالمحاوِر؛ ويرفضه بعض الجهلة بشدّة ويعتبرونه انتقاصًا، ولو كانت نية قائله سليمة. ولهذا كان من الأدب ألاّ تستعمل مثل هذه العبارات أثناء الخصومات أو أن يخاطَب بها الغضبان، خشيةَ أن يسيء المخاطَب بها إلى الله تعالى أو إلى الرسول صلّى الله عليه وسلّم، وإن كان اللوم والإثم يقعان على المسيء لا على القائل.
فاستعمال بعضهم لمثل هذه العبارات للطعن لا يعني أنها مطعون فيها؛ بل المطعون هو الطعن نفسه، سواء كان بصيغة الدعاء أو غيره.
وإذا كان فيها إشعار بخطأ المحاور وحيدته عن الصواب، فما الذي يضير في ذلك؟ وما الفرق بين قولنا "هداك الله إلى الصواب" وقولنا "أخطأت"؟
وقديمًا أجرى بعض الشعراء هذه العبارة على لسان الذئب، فجاءت على النحو الذي أشرتُ إليه، إذ قال:
فقلتُ له: يا ذئبُ هل لك في فتى --- يواسِي بلا مَنٍّ عليكَ ولا بخلِ
فقال: هداكَ الله للرُّشد إنّما --- دعوتَ لما لمْ يأتِه سبُعٌ قبْلِي
والأنسب المحبَّذ في هذا الباب: أن يبدأ المرء بالدعاء لنفسه قبل محاوره، كأن يقول: "هداني الله وإياك" أو "هدانا الله إلى الصواب" وما إلى ذلك... وكنتُ قرأت هذا المعنى لبعض السلف، لكنه لا يحضرني الآن.
والله أعلم.

أسـامة
2009-11-10, 07:26 PM
أخي الواحدي...
بارك الله فيك...
ألا ترى أن استخدام ذكر الله متمثلاً في الدعاء للنيل والتعريض واللمز سوء أدب مع الله؟
ألا ترى أن هذا يدخل في باب سوء الدعوة للأشخاص؟
ألا ترى أن الحق لا يعرف بالرجال؟
ألا ترى أن الحق ليس ظنونًا وإنما قال الله قال الرسول؟
ألا ترى أن من يعظم الله يعظم شعائره؟
ألا ترى أن تعظيم الشعائر إنما يكون بعيدًا عن الرياء والسمعة واللمز والقيل؟
ألا ترى أن بيان الحق بالأدلة الشرعية لا يحتاج إلى هذه الأدعية؟
ألا ترى أن استخدامها قد يأتي بنتيجة عكسية ويكون منفرًا من الحق الذي يتشدق الداعي بأنه داع له؟

- أما المنع، فله وجاهة عند أهل العلم المعتبرين مما قد سمعناه أثناء تربيتهم لنا، فليس هذا بجديد على طلبة العلم، وذكر الله أثناء النصح للتذكير به، ترغيبًا وترهيبا، وحال المعتدي على دين الله وبعذابه، تقده قيادة إلى التوبة لما هو واضح من الأدلة المسبقة إن كان مخالفًا، وتعلمه إن كان جهله بسيطًا... والمركب يزاد عليه من البيان.
فاللفظة التي تحتمل احتمالات لا تستخدم في الحوار ويستعمل غيرها،
قال الله تعالى: فففيا أيها الذين آمنوا لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا واسمعواققق
قال أهل العلم إنما النهي لأن اليهود استخدمت هذه الكلمة للسخرية والاستهزاء من الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم- وكذا أثر قتادة عند الطبري أنه قول كانت تقوله اليهود للاستهزاء فزجر الله المؤمنين أن يقولوا كقولهم.
ومن منظور مقاصد الشريعة... تجد أن أهل الإيمان لن يستخدموا مثل هذه الكلمات للنيل ولا السخرية، ولكن المنع حتى لا يحتمل الكلام احتمالات لا تحسن.
فهذا مراد الله في أمر خاص بالخطاب.
اعتذر لضيق الوقت...
لربما أكمل لاحقًا إن شاء الله ويسر ذلك.
بارك الله فيكم ونفع بكم.

أبو عمير الكريمي
2009-11-11, 12:04 AM
جزى الله كل المداخلين خير الجزاء على هذه الفوائد والدرر

أود أن ألفت الانتباه إلى شيء وهو أنه قد يرد شخص على مقال أو موضوع والرد كله يكون من باب ما ذكرتم من شهوة التصدر وحب الظهور بدون أن يستخدم هذه الألفاظ ويعتمد على تفسير بعيد جدا لما أراده الكاتب ويخلق بلبلة وحربا مصطنعة لا وجود لها ولكن الشهوة الخفية هي الدافع لذلك وأظن أن هذا ما يقع عليه نهي السلف عن المجادلة من أن تجادل من أتاك يتصدر ويتضح لذي البصيرة من نفس الكاتب أو طريقته فساد النية وذلك بالتأويلات المتكلفة وأشباهها.


وأضيف وقد يكون هذا أيضا لتوهم إشكال يخلط على كلا المتحاورين فيريد كل منهما شيئا لم يدركه الآخر ومن الطرف أنني اظن أن هذا هو من جنس ماحصل بين شيخنا أسامة و شيخنا الواحدي فحسب ما لمسته أن كلام الشيخ أسامة يتناول من يرد ويلمز باستخدام هذه الكلمات التي يفهم منها لمز المردود عليه غير أن ظاهرها يجعله في مأمن من الاتهام أو الاعتذار مما يثير حنق الطرف الآخر، بينما الشيخ الواحدي أراد من كتب تلطفا وتنزلا واقتداء بآداب المناقشة وما درج عند السلف مع من لا يعلم إصراره أو معاندته وإنما يغلب على الظن إرادته للحق.

ومن الطريف أن تقرأ كيف تخاطبا مع بعضهما:



الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
أخي أسامة:
وفّقني الله وإياك إلى الصواب بإذنه.





أخي الواحدي...
بارك الله فيك...

أسـامة
2009-11-11, 07:44 AM
أبو عمير الكريمي...
أصبت وصدقت... حفظك الله.
لذا أخذ أهل العلم في تصنيف الأبواب وجمع الأدلة على النهي عن المراء والجدال، كالإمام الآجري في كتابه الشريعة وغيره من المصنفين.
وكذلك أجدت الفهم - أحسن الله إليك - في باقي كلامك.
بل وذكرني بمراعاة حال المخاطب، وكما هو معلوم أنه فقد يلتمس هذه الدعوة من أحد أهل العلم الذين يرجو لدعوتهم القبول... ونحو ذلك كثير.
وقد يساء استخدامها... كما ذكر آنفًا.
بل وأن استخدامها أيضًا على سبيل الإخبار لا المخاطبة يدخل في باب الغيبة والنميمة.
كشخص يسأل آخر عن طرف ثالث.
فيسأل: كيف حال فلان؟
يرد قائلاً: هداه الله، فإني رأيته يواظب على صلاته في رمضان.
- الظاهر أنه جاء بالدعاء، وأنه ذكره بما لا يشينه... ألا وهي الصلاة.
إلا أن المفهوم غير المسموع.
فالمفهوم... أن هذا الشخص ليس بالذي هو خير، بل ولا يصلي وإنما جاء استثناء المواظبة على رمضان دون غيره.

أو أخت تسأل أخرى عن طرف ثالث (جارتها مثلاً)
كيف حال فلانة؟
فتقول: الحمد لله بخير، هداها الله لزوجها. (أو: هداها الله إلى الحق)، (أو: أصلح الله لها شأن أبناءها)
فجميع هذا قد يُتَخذ للعدوان إلا أن ظاهره الصلاح.

جزاك الله خيرًا على المداخلة اللطيفة... أدام الله عليك حسن الخلق.

أبو يوسف المنصوري
2009-11-26, 07:51 PM
جزاكم الله خيرا

أنس ع ح
2009-11-26, 11:16 PM
جزاكم الله خيراً

ونسأل الله أن يهدنيا إلى أحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا هو وأن يصرف عنا سيئها لا يصرف عنا سيئها إلا هو ،

أبوبكر الذيب
2009-11-27, 12:51 PM
بارك الله فيك ياأخينا أسامة على هذا الطرح الجميل والأسلوب الماتع والله قد أصبت كبد الحقيقة فقد جربت هذا و إني أتوب إلى الله من مثل هذا فلربما بدر مني شئ مثل هذا عافانا الله وإياكم من ذلك وبارك الله في أخينا نور البيان فلطالما كنت أقرأ الكتب و أمر على الايات من غير ما ألقى لها بالا و أدقق و أمحص فى أقوال العلماء عافانا الله و إياكم من ذلك .
اللهم ارزقنا حسن الاتباع و الفرار من الهوى والابتداع

أسـامة
2009-12-05, 05:29 AM
قال القرطبي ـ رحمه الله ـ في تفسيره لقوله تعالى فففوقولوا للناس حسناققق
فينبغي للإنسان أن يكون قوله للناس لينًا ووجهه منبسطًا طلقًا مع البر والفاجر، والسني و المبتدع، من غير مداهنة، ومن غير أن يتكلم معه بكلام يظن أنه يرضي مذهبه، لأن الله تعالى قال لموسى وهارون: ففففقولا له قولا ليناققق
فالقائل ليس بأفضل من موسى وهارون؛ والفاجر ليس بأخبث من فرعون، وقد أمرهما الله تعالى باللين معه.
وقال طلحة بن عمر: قلت لعطاء إنك رجل يجتمع عندك الناس ذوو أهواء مختلفة، وأنا رجل فيّ حِدّة فأقول لهم بعض القول الغليظ؛ فقال: لا تفعل! يقول االله تعالى: فففوقولوا للناس حسناققق فدخل في هذه الآية اليهود والنصارى فكيف بالحنيفيّ. اهـ

واحد مسلم
2009-12-05, 04:59 PM
جزاك الله اخي اسامة
فحاجتنا إلى مزيدٍ من الأدب أشد من حاجتنا إلى مزيدٍ من العلم
فالظن أن أغلب المهتمين بالعلم الشرعي قد حصل فرض عينه من العلم وزاد عليه من فروض الكفاية
وليس أغلبنا قد حصل فرض العين من الأدب خاصة عند الخلاف وبالأخص داخل الصف الاسلامي

محبة الفضيلة
2011-01-20, 01:30 PM
أحسنتم , أحسن الله إليكم وبارك فيكم و نفع بكم وهدى جميع المسلمين لأحسن الأخلاق .

أم معاذة
2011-01-20, 04:34 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا على ما تفضلتم به .
سؤال :ـ ما هو حكم إساءة الأدب مع الله ؟
بارك الله في الجميع.

أسـامة
2011-01-20, 09:13 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أحسن الله إليكم جميعًا، وبارك فيكم.

الإساءة على درجات. ويجب النظر في كل حالة على حدى.
فمنها ما يوجب التنبيه، فينتهي صاحبها عن فوره. وهذا هو حال المسلم الذي أسلم لله بحق.
ومنها ما يصل إلى درجة الكفر كالاستهزاء بالله ورسوله، وسب الله -والعياذ الله-، لقوله تعالى: فففوَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ (65) لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْققق
وهذا هو حال المنافقين -النفاق الاعتقادي-.
لذا فإن المسألة أكبر من أن تختزل في حكم. ولا بد من الأدب مع الله -سبحانه وتعالى-.
ولا يوجد مسلم قط يتعمد إساءة الأدب مع خالقه، وأما الذي قد يصدر من البعض.. فيتم التنبيه عليه، فإن انتهى فالحمد لله، وإلا فيعرض على القاضي الشرعي.. فقد ينصحه بعلم فينتهي، وقد يأمر بتعزيره أو غير ذلك حسب الحال.
والله أعلم.

أم معاذة
2011-01-20, 10:31 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم
أوافقك فيما ذهبت إليه من حسن الأسلوب في مخاطبة المخالفين ودعوتهم إلى الحق بالحكمة و الموعظة الحسنة حسب ما فسّرها أصحاب الشأن، ولكنّي أخالفك في حكمك على استعمال عبارة : هداك الله ونحوها، فلا يمكن أن يكون مجرّد التّلفّظ بها سوء أدب مع الباري ـ عزّ وجلّ ـ حتى ولو كان القصد منها النّيل من المخالف،فقد يحاسب القائل على نيّته وهي ابتغاء غير وجه الله في نصحه ودعائه ولكنّه لا يحاسب على استعمال لفظة فيها دعاء بالخير لغيره، والله أعلم.

أسـامة
2011-01-21, 03:14 AM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أختنا الكريمة.. الأمور بمقاصدها.
فإن كان القصد منه هو : التعريض، فهذا من سوء الأدب مع الله -سبحانه وتعالى-، لأنه أنزل هذا الدين لمقاصد معلومة. والاعتداء باستخدام الشرع في غير محله أمر لم يحله الشارع.
ومثله من ينبز محاوره بقوله: سلاما
ونحو ذلك من استخدام الشرع في غير محله.
فالشرع أنزله الله -سبحانه وتعالى- للعلم والعمل الذي يوافق الشرع من جميع الوجوه، فقد أباح الدعاء، ولم يحلل التنابز. فإن جمع بينهما الشخص فإنه أتى بالمقصد الشرعي على وجهه. دون خلل ولا اعتداء.
وأما استخدام الدعاء في غير محله أو الآيات القرآنية في غير محلها بل وفي أمر حرمه الله ونهى عنه، فإن لم يكن من سوء الأدب مع الله، فمن؟
والمسلم الحق لا يستخدم هذه الأساليب، وبالأخص مع الآيات القرآنية.
وقد يحدث من بعض من لم يؤتيه الله علم الكتاب والحكمة، فيأخذ بالظاهر دون العلم بالمعنى ومراد الشارع، ومثله يعذر ويعلم.
ولا يفهم من ذلك النهي عن استخدامه على الإطلاق أو في المناظرات. ولكن النهي عن استخدامه في المحل الذي قد يحدث فيه التنابز أو يظن ذلك.. اتقاء للذنب واتقاء للشبهة.
والله أعلم.

ربيع الأديب
2012-02-21, 01:57 AM
صدقتَ أخي الكريم أسامة ، لله درّك ، لا أخرج من نُصوصكَ إلاّ مُستفيداً ...
زادك الله من فضله

صالح الطريف
2012-02-21, 07:17 AM
قرأت خطابا للعلامة ابن باز رحمه الله مبتدئا بقوله للمخاطب /هداك الله للحق في الغضب والرضا ..فماالإشكال ..؟؟؟

أبو عبد الله الهوريني
2012-02-22, 12:41 AM
وأضم صوتي للأخ الفاضل أسامة فأقول : إن من سوء الأدب
مع الله تعالى في التشهد والصلاة الإبراهيمية تسويد المصطفى
صلى الله عليه وسلم : لفظة (سيدنا) فالكل عبيد عند الله تعالى
ولا يجوز زيادتها في موضع التشهد من الصلاة فالسيادة الكاملة
لله وحده لا شريك له : (( ألا له الخلق والأمر )) سورة الأعراف
أضف على ذلك أنها لم تثبت عن واحد من الصحابة ولا التابعين
ولا العلماء ولا الفقهاء والخير كل الخير في اتباع هدي السلف
في هيئة الصلاة بلا زيادة ولا نقصان والله المستعان .

أبو عبد الله الهوريني
2012-02-22, 12:42 AM
وهذه دعوة خاصة لك يا أسامة :
حفظك الخالق الباري ، وحفظت صحيح البخاري
ونجاك من العذاب المؤلم ، وحفظت صحيح مسلم
ووطد لك العقبات الكؤود ، وحفظت سنن أبي داود
وطيبك من العرف الشذي ، وحفظت جامع الترمذي
وعصمك من النساء اللائي ، وحفظت سنن النسائي
وقضى لك الحاجة ، وحفظت سنن ابن ماجة