كوير التميمي
2009-10-31, 02:16 PM
الحمد لله ، وبعد:
فلا يزال الإعلام يأتينا بكل جديد من العظائم في باب الفتيا ، التي لم تقف عند إبراز الأقوال الشاذة، والغريبة، بل إلى تطبيع علمنة الشرع ـ إن صحت العبارة ـ وتسييس الفتاوى بشكل فجٍّ وممقوت حتى من غير من يحسبون على التيار الإسلامي، حتى أصبح بعض هؤلاء المفتين أضحوكة ومحطّاً للتندر في مجالس القوم ..
ولعل موقف شيخ الأزهر الأخير من قضية نقاب الفتاة الأزهرية ـ ولا أظنه آخر موقف ـ نموذج حيّ حاضر في الأذهان.
وأمثال هذه المواقف ليس شراً محضاً .. بل إني أرى أن في أمثال هذه المواقف رسالة لكل طالب علم تقول له:
1 ـ سل ربك الهداية إلى الحق، والثبات عليه.
2 ـ هذه عقوبة من آثر الدنيا على الدين !
قال ابن القيم ـ رحمه الله ـ :
"كل من آثر الدنيا من أهل العلم واستحبها ، فلا بد أن يقول علي الله غير الحق فى فتواه وحكمه فى خبره، وإلزامه لأن أحكام الرب سبحانه كثيراً ما تأتي على خلاف أغراض الناس؛ ولا سيما أهل الرياسة والذين يتبعون الشبهات؛ فإنهم لا تتم لهم أغراضهم الا بمخالفة الحق ودفعه كثيراً ، فاذا كان العالم والحاكم محبين للرياسة، متبعين للشهوات لم يتم لهم ذلك الا بدفع ما يضاده من الحق ، ولا سيما اذا قامت له شبهة فتتفق الشبهة والشهوة ويثور الهوى فيخفى الصواب وينطمس وجه الحق، وإن كان الحق ظاهراً لا خفاء به ولا شبة فيه، أقدم على مخالفته، وقال: لي مخرج بالتوبة ، وفى هؤلاء وأشباههم قال تعالى : {فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا} [مريم : 59]، وقال تعالى فيهم أيضا : { فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُوا الْكِتَابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَذَا الْأَدْنَى وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا وَإِنْ يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِثْلُهُ يَأْخُذُوهُ أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِيثَاقُ الْكِتَابِ أَنْ لَا يَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ وَدَرَسُوا مَا فِيهِ وَالدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ} [الأعراف : 169]... الخ كلامه النفيس .
فما أبغه من درس لكل عالم سلّم قياده للدنيا، وأهلها ...
اللهم إني أدعوك بما دعاك به الراسخون في العلم : {رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ}[آل عمران : 8].
والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
فلا يزال الإعلام يأتينا بكل جديد من العظائم في باب الفتيا ، التي لم تقف عند إبراز الأقوال الشاذة، والغريبة، بل إلى تطبيع علمنة الشرع ـ إن صحت العبارة ـ وتسييس الفتاوى بشكل فجٍّ وممقوت حتى من غير من يحسبون على التيار الإسلامي، حتى أصبح بعض هؤلاء المفتين أضحوكة ومحطّاً للتندر في مجالس القوم ..
ولعل موقف شيخ الأزهر الأخير من قضية نقاب الفتاة الأزهرية ـ ولا أظنه آخر موقف ـ نموذج حيّ حاضر في الأذهان.
وأمثال هذه المواقف ليس شراً محضاً .. بل إني أرى أن في أمثال هذه المواقف رسالة لكل طالب علم تقول له:
1 ـ سل ربك الهداية إلى الحق، والثبات عليه.
2 ـ هذه عقوبة من آثر الدنيا على الدين !
قال ابن القيم ـ رحمه الله ـ :
"كل من آثر الدنيا من أهل العلم واستحبها ، فلا بد أن يقول علي الله غير الحق فى فتواه وحكمه فى خبره، وإلزامه لأن أحكام الرب سبحانه كثيراً ما تأتي على خلاف أغراض الناس؛ ولا سيما أهل الرياسة والذين يتبعون الشبهات؛ فإنهم لا تتم لهم أغراضهم الا بمخالفة الحق ودفعه كثيراً ، فاذا كان العالم والحاكم محبين للرياسة، متبعين للشهوات لم يتم لهم ذلك الا بدفع ما يضاده من الحق ، ولا سيما اذا قامت له شبهة فتتفق الشبهة والشهوة ويثور الهوى فيخفى الصواب وينطمس وجه الحق، وإن كان الحق ظاهراً لا خفاء به ولا شبة فيه، أقدم على مخالفته، وقال: لي مخرج بالتوبة ، وفى هؤلاء وأشباههم قال تعالى : {فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا} [مريم : 59]، وقال تعالى فيهم أيضا : { فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُوا الْكِتَابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَذَا الْأَدْنَى وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا وَإِنْ يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِثْلُهُ يَأْخُذُوهُ أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِيثَاقُ الْكِتَابِ أَنْ لَا يَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ وَدَرَسُوا مَا فِيهِ وَالدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ} [الأعراف : 169]... الخ كلامه النفيس .
فما أبغه من درس لكل عالم سلّم قياده للدنيا، وأهلها ...
اللهم إني أدعوك بما دعاك به الراسخون في العلم : {رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ}[آل عمران : 8].
والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.