مشاهدة النسخة كاملة : إذا رأيت صاحبك قد غضب
آل عامر
2007-06-26, 07:15 PM
متى رأيت صاحبك قدغضب،وأخذ يتكلم بما لا يصلح فلا ينبغي أن تعقد على ما يقول خنصرا
أي لا تأخذ ما يقول بعين الاعتبار ولا أن تؤاخذه به؛ فإن حاله حال السكران , لا يدري ما يجري .
بل اصبر لفورته, ولا تعول عليها ؛ فإن الشيطان قد غلبه ,والطبع قد هاج , والعقل قد استتر.
ومتى أخذت في نفسك عليه ,وأجبته بمقتضى فعله كنت كعاقل واجه مجنونآ ,أو كمفيق عاتب
مغمى علية ,فالذنب لك.
بل انظر بعين الرحمة,وتلمح تصريف القدر له ,وتفرج في لعب الطبع به.
واعلم أنه إذا انتبه ندم على ما جرى , وعرف لك فضل الصبر.
وأقل الأقسام أن تسلمه فيما يفعل في غضبه إلى مايستريح به,وهذه الحالة ينبغي أن يتعلمها
الولد عند غضب الوالد والزوجة عند غضب الزوج؛ فتتركه يشتفي بما يقول ، ولا تعول على ذلك ؛ فسيعود نادما معتذرا .
ومتى قبل على حالته ، ومقالته ، صارت العداوة متمكنة ، وجازى في الإفاقة على مافعل في حقه وقت السكر .
وأكثر الناس على غير هذا الطريق : متى رأوا غضبانا قابلوه بما يقول ويعمل
وهذا على غير مقتضى الحكمة ، بل الحكمة مذاكرته ( وما يعقلها إلا العالمون )
صيد الخاطر لابن الجوزي
ص 468
الحمادي
2007-06-26, 07:20 PM
أحسنت أحسن الله إليك
ورحم الله ابن الجوزي
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أنا عضوة جديدة، و قد لفتني هذا الموضوع في هذا الموقع، و أردت أن أدلي بدلوي فإن أخطأت فمن نفسي و إن أصبت فهذا توفيق من الله
و أقول : الكثير يعلم بأنّ الزوجة تعتبر صاحبة لزوجها، و قد سبق و أن كانت لي صديقة طلقها زوجها في حالة الغضب و ليس في مرحلة الإغلاق و مع ذلك أفتاها بعض أئمة المساجد عندنا في الجزائر بأنّ الطلاق قد انقعد.
فكيف يقال : "متى رأيت صاحبك قدغضب،وأخذ يتكلم بما لا يصلح فلا ينبغي أن تعقد على ما يقول خنصرا أي لا تأخذ ما يقول بعين الاعتبار ولا أن تؤاخذه به" ؟!
أيضا بعض صديقاتي من باب التجوز يكفرن بالله العظيم في حالة الغضب فكيف لا آخذ ما يقلنه بعين الاعتبار ؟!
ثم في شرعنا يباح للشخص أن يهجر أخاه ثلاثة أيام إذا أساء معه المعاملة.
فالكلام الذي تفضلت به أخي الفاضل غير صحيح، نعم قد يغض أحيانا الطرف عن بعض تصرفات الأصحاب و لكن أن يجعل هذا أصلا أو يطلق هكذا من غير تقييد فهذا مما لا دليل عليه.
و قد سألت أحد أئمة المساجد عندنا في الجزائر عن ما يوجد في موضوعك فأجابني بأنّه غير صحيح و ذكر لي ما ذكرته لكم
ابن رجب
2007-06-26, 09:40 PM
بارك الله فيكم اخانا الحبيب
آل عامر
2007-06-27, 01:59 PM
وإليك أحسن شيخنا الفاضل الحمادي
آل عامر
2007-06-27, 02:00 PM
وفيك بارك أخي ابن رجب
آل عامر
2007-06-27, 02:37 PM
الأخت الكريمه هالة
وعليكم السلام رحمة الله و بركاته
أهلا ومرحبا بك في هذا المنتدى المبارك بأهله الطيبين
أولا - ما رأيت ليس لي وإنما هو لأبن الجوزي رحمه الله رحمة واسعة ولو كان ذلك من بنيات أفكاري ...
ثانيا-إن مقصود ابن الجوزي هو عدم إستثارة الغضبان حتى لا يزداد في غضبه
وكذلك يعذره فيما يقع منه من شتم أو سب أو تعيير في حالة هيجانه
ألا ترين الزوجة إذا غضبت تقول لزوجها ما رأيت منك خير قط !!
فهل تحب المرأة أن يعقد الزوج على ما قالت خنصرا؟!!
صاحبة السمو
2007-07-05, 10:12 PM
قال أحدهم ينصح ابنه : ( يا بني من غضب من إخوانك عليك ثلاث مرات ، فلم يقل فيك سوءا ًفاتخذه لنفسك خلاً ...)
أحمد الفارس
2007-07-30, 01:36 PM
لبعض الفضلاء هذا البيت :
ما فاز بالحمد إلا من غفل ## لا تصاحب من إذا قلتَ فعل
ومعناه : شر الأصحاب من ينتهز فلتات لسان إخوانه في حال الغضب ، والصديق الناصح العاقل من يتجاوز عن ذلك
عدنان البخاري
2007-07-30, 03:44 PM
/// نقلٌ موفَّقٌ أخي الكريم (آل عامر).. بارك الله فيك
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أنا عضوة جديدة، و قد لفتني هذا الموضوع في هذا الموقع، و أردت أن أدلي بدلوي فإن أخطأت فمن نفسي و إن أصبت فهذا توفيق من الله
و أقول : الكثير يعلم بأنّ الزوجة تعتبر صاحبة لزوجها، و قد سبق و أن كانت لي صديقة طلقها زوجها في حالة الغضب و ليس في مرحلة الإغلاق و مع ذلك أفتاها بعض أئمة المساجد عندنا في الجزائر بأنّ الطلاق قد انقعد.
فكيف يقال : "متى رأيت صاحبك قدغضب،وأخذ يتكلم بما لا يصلح فلا ينبغي أن تعقد على ما يقول خنصرا أي لا تأخذ ما يقول بعين الاعتبار ولا أن تؤاخذه به"؟!
/// وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، مسألة الطَّلاق وقت الغضب الشَّديد وقع فيها خلافٌ بين أهل العِلم، فلعلَّ من أفتى صديقتك على رأي من قال بوقوعه، أولم يَرَ الغضب قد بلغ مبلغًا من زوجها.
/// وللبيان في مثل هذا يبنبغي التَّفريق بين حكم الشَّرع الذي يجب الالتزام بما يترتَّب على وقوعه، وبين ما يجري بين النَّاس عمومًا.
/// ولأبيِّن لك من نفس المثال الذي ضربتيه ههنا، فإنَّ كثيرًا من النَّاس يقول كلامًا مع زوجته حال الغضب، وهو لا يقصده ولا يعتقده في الحقيقة، والدَّليل على ذلك أنَّه لو سكَن غضَبُه لندم واعتذر من كلِّ ما تفوَّه به حال الغضب؛ لأنَّه غطَّى عقله ولم يعد في كامل تركيزه ووعيه.
/// وفي حال شدَّة الغضب قد يتَّهم زوجته بالظُّلم والإهمال، وقد يخبرها بكرهه الشَّديد لها، وعزمه الأكيد على طلاقها، ولمَّا يأتي وقت الجِدِّ فتطلب منه الطَّلاق فههنا يفترق النَّاس.
فمن النَّاس من يعود ويثوب إلى رشده فيأبى التَّطليق، ومن النَّاس من يغلق عقله، ويركبه الشَّيطان فيُقدم على أمرٍ ليس مقتنعًا به، ثمَّ يندم بعدئذٍ.
/// ولو صفا ما بين هذا الرجل وما بين زوجته لاعتذر منها ومن كلماته النَّابية وأخبرها بحبِّه الشَّديد لها، وهو صادقٌ في ذلك، وأنَّ ما حمله على ذلك الكلام هو غضبه وحبُّه لها في وقت واحد... الخ
/// فإذا كان هذا يحصل مع الزَّوجة مع طول معاشرتها لزوجها، واحتياج كلِّ منهما للآخر، وقد يكون بينهما ولدًا، فكيف لو وقع مع الأبناء أوالأصحاب أوالمعارف الذين لا مصلحة دنيويَّة تجمع بينهم.
أيضا بعض صديقاتي من باب التجوز يكفرن بالله العظيم في حالة الغضب فكيف لا آخذ ما يقلنه بعين الاعتبار ؟!
ثم في شرعنا يباح للشخص أن يهجر أخاه ثلاثة أيام إذا أساء معه المعاملة.
فالكلام الذي تفضلت به أخي الفاضل غير صحيح، نعم قد يغض أحيانا الطرف عن بعض تصرفات الأصحاب و لكن أن يجعل هذا أصلا أو يطلق هكذا من غير تقييد فهذا مما لا دليل عليه.
و قد سألت أحد أئمة المساجد عندنا في الجزائر عن ما يوجد في موضوعك فأجابني بأنّه غير صحيح و ذكر لي ما ذكرته لكم
/// التعامل بالغضب مع البَشَر قد يسوغ، ولكنَّه لا يُقبل في التَّعامل مع الله سبحانه وتعالى، لا من جهة السَّبِّ، ولا الاعتراض، ولا الاستهزاء، ولا عدم القبول، ولا غير ذلك.
/// وكلام ابن الجوزي الذي نقله أخونا آل عامر في التعامل مع البشر لا مع ربِّهم.
ثم في شرعنا يباح للشخص أن يهجر أخاه ثلاثة أيام إذا أساء معه المعاملة.
فالكلام الذي تفضلت به أخي الفاضل غير صحيح، نعم قد يغض أحيانا الطرف عن بعض
/// لِمَ جعل الشَّارع الهجر ثلاثة أيامٍ ولم يطلقه؟ لأجل ما نتكلَّم عنه من وجود حظِّ النَّفس في طبيعة البَشر، ثمَّ حين يأتي حكم الشَّرع يجب الالتزام به وإلغاء حظِّ النَّفس التي أخذت حقَّها في الأيام الثلاثة.
/// ولاشكَّ أنَّ من غلِط في القول في حال الغضب مخطيءٌ لكن ما الطَّريقة المثلى في التّعامل مع مثل هؤلاء هو ترك الانتصار للنَّفس وعدم عقد خنصر على ما قال.
/// وكلام ابن الجوزي صحيحٌ من جهة النَّظَر إلى الأمثل والأولى الذي يجب لنا تربية أنفسنا عليه.
ولذا مدح الله عزوجل ونبيَّه في نصوص كثيرةٍ كظم الغيظ والعفو عن النَّاس وترك الانتقام والانتصار للنَّفس وإمرارا الغضب وهو قادرٌ على إمراره... الخ.
/// ولو حكَّم الإنسان طبيعته الإنسانيَّة التي خُلِق عليها لألغى كلَّ ما جاء به الشَّارع من مكارم الأخلاق، ولو عامل النَّاس بمثل ما يعاملونه به لما حصلت الفائدة من الدَّعوة إلى مكارم الأخلاق.
آل عامر
2007-07-30, 08:06 PM
أحسن الله إليكم شيخنا الكريم عدنان
ونفعنا الله بكم وبعلمكم
المسيطير
2007-07-30, 09:06 PM
بارك الله فيك أخي الحبيب / آل عامر
نقل موفق من أخٍ مبارك .....
ما عهدنا منه إلا المفيد .....
وما عرفنا عنه إلا حب الخير لإخوانه .
لا حرمك الله الأجر .
آل عامر
2007-07-31, 12:15 AM
مرحبا الف بـــ (الشيخ الفاضل والأخ الغالي - على القلب- سامي )
بإذن الله ....دمت موفقا، مسددا، مباركا
الحمادي
2007-07-31, 12:36 AM
رحم الله الإمام ابن الجوزي، وشكر لكم أخانا المفضال الشيخ آل عامر
لامية العرب
2007-07-31, 05:26 AM
جزاك الله خير الجزاء ياأخانا آل عامر
خلق قويم وضبط للنفس
نقل موفق ...ماأروع ماتنتقيه حفظك الله
آل عامر
2007-07-31, 08:37 PM
شيخنا الحبيب الحمادي..متعنا الله بك
أخي الكريم لامية العرب .. وفقه الله
جزاكم الله خيراً على كريم لفظكم ونبيل طبعكم.
أبو الفضل المصرى
2007-08-13, 12:06 AM
رحم الله الإمام ابن الجوزي، وجزاكم الله خيراً الشيخ المفضال آل عامر
آل عامر
2007-08-13, 02:41 AM
وجزاك أخي الحبيب من الخير ماتدخل به الجنة ، وتنجو به من النار
أسماء
2008-09-26, 07:37 PM
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
جزاك الله خير الجزاء آل عامر ...موضوع قيم بارك الله فيك
/// نقلٌ موفَّقٌ أخي الكريم (آل عامر).. بارك الله فيك
/// وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، مسألة الطَّلاق وقت الغضب الشَّديد وقع فيها خلافٌ بين أهل العِلم، فلعلَّ من أفتى صديقتك على رأي من قال بوقوعه، أولم يَرَ الغضب قد بلغ مبلغًا من زوجها.
/// وللبيان في مثل هذا يبنبغي التَّفريق بين حكم الشَّرع الذي يجب الالتزام بما يترتَّب على وقوعه، وبين ما يجري بين النَّاس عمومًا.
/// ولأبيِّن لك من نفس المثال الذي ضربتيه ههنا، فإنَّ كثيرًا من النَّاس يقول كلامًا مع زوجته حال الغضب، وهو لا يقصده ولا يعتقده في الحقيقة، والدَّليل على ذلك أنَّه لو سكَن غضَبُه لندم واعتذر من كلِّ ما تفوَّه به حال الغضب؛ لأنَّه غطَّى عقله ولم يعد في كامل تركيزه ووعيه.
/// وفي حال شدَّة الغضب قد يتَّهم زوجته بالظُّلم والإهمال، وقد يخبرها بكرهه الشَّديد لها، وعزمه الأكيد على طلاقها، ولمَّا يأتي وقت الجِدِّ فتطلب منه الطَّلاق فههنا يفترق النَّاس.
فمن النَّاس من يعود ويثوب إلى رشده فيأبى التَّطليق، ومن النَّاس من يغلق عقله، ويركبه الشَّيطان فيُقدم على أمرٍ ليس مقتنعًا به، ثمَّ يندم بعدئذٍ.
/// ولو صفا ما بين هذا الرجل وما بين زوجته لاعتذر منها ومن كلماته النَّابية وأخبرها بحبِّه الشَّديد لها، وهو صادقٌ في ذلك، وأنَّ ما حمله على ذلك الكلام هو غضبه وحبُّه لها في وقت واحد... الخ
/// فإذا كان هذا يحصل مع الزَّوجة مع طول معاشرتها لزوجها، واحتياج كلِّ منهما للآخر، وقد يكون بينهما ولدًا، فكيف لو وقع مع الأبناء أوالأصحاب أوالمعارف الذين لا مصلحة دنيويَّة تجمع بينهم.
/// التعامل بالغضب مع البَشَر قد يسوغ، ولكنَّه لا يُقبل في التَّعامل مع الله سبحانه وتعالى، لا من جهة السَّبِّ، ولا الاعتراض، ولا الاستهزاء، ولا عدم القبول، ولا غير ذلك.
/// وكلام ابن الجوزي الذي نقله أخونا آل عامر في التعامل مع البشر لا مع ربِّهم.
/// لِمَ جعل الشَّارع الهجر ثلاثة أيامٍ ولم يطلقه؟ لأجل ما نتكلَّم عنه من وجود حظِّ النَّفس في طبيعة البَشر، ثمَّ حين يأتي حكم الشَّرع يجب الالتزام به وإلغاء حظِّ النَّفس التي أخذت حقَّها في الأيام الثلاثة.
/// ولاشكَّ أنَّ من غلِط في القول في حال الغضب مخطيءٌ لكن ما الطَّريقة المثلى في التّعامل مع مثل هؤلاء هو ترك الانتصار للنَّفس وعدم عقد خنصر على ما قال.
/// وكلام ابن الجوزي صحيحٌ من جهة النَّظَر إلى الأمثل والأولى الذي يجب لنا تربية أنفسنا عليه.
ولذا مدح الله عزوجل ونبيَّه في نصوص كثيرةٍ كظم الغيظ والعفو عن النَّاس وترك الانتقام والانتصار للنَّفس وإمرارا الغضب وهو قادرٌ على إمراره... الخ.
/// ولو حكَّم الإنسان طبيعته الإنسانيَّة التي خُلِق عليها لألغى كلَّ ما جاء به الشَّارع من مكارم الأخلاق، ولو عامل النَّاس بمثل ما يعاملونه به لما حصلت الفائدة من الدَّعوة إلى مكارم الأخلاق.
جزاك الله خير الجزاء أخ عدنان الافادة القيمة و رحم الله الإمام ابن الجوزي
Powered by vBulletin® Version 4.2.2 Copyright © 2025 vBulletin Solutions، Inc. All rights reserved.