المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ما فائدة تعلم العربية؟؟



ابن عبيد الفيومي
2009-10-18, 10:12 AM
إخواني بارك الله فيكم، ما فائدة تعلم العربية التي تجعلنا نقضي في تعلمها الآجال الطويلة؟

أبو مالك العوضي
2009-10-18, 10:23 AM
كنت أود أن أتكلم عن أهمية العربية وارتباطها بعلوم الشريعة وأن الشريعة لا يمكن أن تفهم من غير تعمق في فهم العربية، وما إلى ذلك من الأمور المعروفة عندنا جميعا.

ولكن الذي شد انتباهي في سؤالك قولك (نقضي في تعلمها الآجال الطويلة) ؟!!

فأين هذه الآجال الطويلة التي نقضيها في العربية يا أخي الفاضل؟!

- الشافعي قضى عشرين سنة في البادية يتعلم العربية سليقةً.
- ابن جني ظل أربعين سنة يدرس النحو والعربية على يد شيخه.
- الإمام أبو العباس ثعلب لم يفقد من مجلس علم من العربية وغيرها سبعين سنة!
- إلخ إلخ.

أما حالنا الآن فهو من المضحك المبكي!! تجد الطالب يتعلم مبادئ النحو والصرف وغيرها، ثم ينظر في بعض كتب اللغة نظر المستوفز العجلان، ويطلع على بعض كلام المحققين اطلاع من لم يقف على مقاصدهم ولم يفهم مغزى كلامهم، وينظر في بعض المراجع المعاصرة التي تكثر فيها الدعاوى العريضة، ولا يستغرق في هذا كله إلا سنة واحدة، أو سنوات معدودة على أقصى تقدير، ثم بعد ذلك تسول له نفسه أنه قد صار إماما في لغة العرب، مرجوعا إليه في هذا العلم !

أين نحن من الشناقطة الذين يحفظون عشرات الألوف من الأبيات العربية الفصيحة؟
أين نحن من الأزهري وابن سيده والمعري وغيرهم ممن كانوا حفظون كتب اللغة حفظا كالفاتحة؟

؟؟

عصام عبدالله
2009-10-18, 10:47 AM
أتمنى من الأخ الكريم ابن عبيد أن يوضح سؤاله أكثر .
هل يقصد ما الفائدة مطلقاً ؟
أم يقصد ما الفائدة العملية ؟
لتكون مشاركات الإخوة أنفع للجميع ؟
إذ يبدو من سؤالك أمور تبحر بنا !.

ابن عبيد الفيومي
2009-10-18, 10:50 AM
بارك الله فيك يا أبا مالك، قد اعترضت على بعض قولي ولم تجب على سؤالي؟
ولن أناقشك في اعتراضك، ولكن أريد إجابة السؤال، واعلم أن لي بعد السؤال أسئلة، وما سؤالي هذا إلا فاتحة نقاش حول العربية وتعلمها.(ابتسامة )

ابن عبيد الفيومي
2009-10-18, 10:54 AM
أخي عصام
أقصد الفائدة مطلقة عامة، والفائدة العملية خاصة؟
بارك الله في الجميع.

أبو مالك العوضي
2009-10-18, 10:58 AM
للفائدة ينظر هنا:
http://www.alukah.net/articles/1/994.aspx

ابن عبيد الفيومي
2009-10-18, 11:06 AM
قرأت مقالتك يا أبا مالك، بارك الله فيك، وما فيها سوى أن تعلم العربية سبيل لتعلم الشرع، فهل عندك فوائد غير هذه؟

أبو مالك العوضي
2009-10-18, 11:10 AM
وفقك الله وبارك فيك

ليس هذا خلاصة مقالي، وإنما خلاصته [ العربية تطلب لأمرين: الفهم و الإفهام ]

ابن عبيد الفيومي
2009-10-18, 11:12 AM
فهم ماذا، وإفهام ماذا؟ أليس الشرع؟؟

أبو مالك العوضي
2009-10-18, 11:16 AM
بل فهم الكلام عموما، وإفهام الناس عموما.

فالفهم متعلق بكيفية التلقي الصحيح لمعنى الكلام الملقى إليك.
والإفهام متعلق بكيفية التعبير الصحيح عن المعاني التي تريد إيصالها إلى غيرك.

عصام عبدالله
2009-10-18, 11:23 AM
الفائدة العامة المتعلقة باللسان من حيث هو خاصة إنسانية :
فأول أمر تعلمه آدم عليه السلام هو الأسماء كلها ( وعلم آدم الأسماء كلها ) ، لأن بها يفهم الإنسان ما يدور حوله من أمور ، وبها يفرق بين المسميات ، وبها يتميز العارف من الجاهل .
ولو قرأت قصة آدم الأولى ( في سورة البقرة ) لعرفت أن الله تعالى لم يكلف آدم وزوجه إلا بعد تعلمه للغة التي سيكلف بها ، أيا كانت تلك اللغة .
الإنسان محتاج إلى اللغة في تعامله مع ربه متلقياً ومناجياً ، وفي تعامله مع نفسه في التفكير والتدبير والتذكر والتعلم ، وفي تعامله مع غيره من الناس مخاطِباً ومخاطَباً وطالباً ومطلوباً .
وعن هذه الفائدة العامة تأتي الفائدة الخاصة ، وهي المتعلقة باللسان العربي:
فاللسان العربي لسان حكيم ، اصطفاه الله تعالى لساناً لكتابه العزيز ( وكذلك أنزلناه حكماً عربياًُ ) ، وفي هذا اللسان لا تجد شيئاً تواضع عليه العرب وسنوا فيه طرائق من البيان إلا ولهم فيه حكمة .
ومن تلك الحكم أن فيه أموراً يشترك فيها مع غيره من الألسنة المختلفة ، وأموراً أخرى هي من خصائصه الصوتية والتركيبية والبيانية .
وقد كان العرب يفخرون كل الفخر بأنهم أهل اللسان والسنان ، وأنهم يقولون ويفعلون ، ودونوا ذلك في قلوبهم ، ثم في دواوينهم .
فنحن نتعلم حكمة العرب من لسانهم ومأثور شعرهم ونثرهم ، ولا نزال نتعلمها ، حتى يعود العامي المستعجم إلى الفصاحة والطلاقة ، ويعود المتعثلم العيي إلى الإتقان والإعراب ، ويعود اللسان واحداً كما كان في الزمان الأول المبارك .
ولا نتعلمها غاية بل وسيلة إلى فوائدها العملية المرجوة منها في تفهم الكتاب والسنة والتفاهم مع الناس ومع النفس .
ولن نتعلمها حتى نشعر بقيمتها في حياتنا ، حتى نشعر بقيمة الكلمة ، وفي الحق ما قيل : إن حضارتنا هي حضارة الكلمة .
ولا تكون حضارة الكلمة ذات بال حتى تتوازن تلك الكلمة مع الفعل . وإلا فهي هراء أو غثاء .
والله المستعان .
أرجو تكميل النقص ....
والله ولي التوفيق .

ابن عبيد الفيومي
2009-10-18, 11:24 AM
جميل، اقتربنا من لب المسألة.
ذكرت في مقالك (بل لو أمكن الوصول إلى المقاصد بلا وسائل لكانت الوسائلُ تحصيلاً للحاصل بلا فائدة) ونحن نرى الناس الذين لا يعرفون أي شيء عن علوم العربية يفهم بعضهم بعضا بعامياتهم ولا يكاد يحدث سوء فهم بينهم، وعلماء الشرع يُسألون (غالبا) بالعامية لا بالفصحى، فهم يحتاجون إلى معرفة العامية ليفهموا، ثم إن أجابوا بالفصحى لمن لا يعرفها فإنهم لن يُفهموه، وقد يحتاجون إلى إفهامه بالعامية التي يعرفها، ونحن قوم لا نتحدث العربية في حياتنا، ولا ننتج بها علما سوى علوم العربية وعلوم الشرع، فالآن عدنا إلى الفائدة الوحيدة وهو تعلم الشرع.
هل أنا مصيب فيما ذكرت؟

أبو مالك العوضي
2009-10-18, 11:34 AM
لا شك أن الغاية العظمى من تعلم علوم العربية هي معرفة الشريعة، ولكن لماذا نقصرها على ذلك ؟
هناك كثير من النصارى الذين يفنون أعمارهم في تعلم علوم العربية من أجل دراسات تاريخية أو استشراقية أو أدبية أو لغوية أو نحو ذلك.
وقد كان أديب كبير من أدباء القرن الماضي يوصي من أراد أن يكون بليغا بحفظ القرآن، مع أنه نصراني !

ابن عبيد الفيومي
2009-10-18, 11:43 AM
أخي عصام بارك الله فيك
لا أسأل عن فائدة اللغة (أي لغة)، فاللغة وسيلة للتواصل يستوي في ذلك العربية والإنجليزية والهندية ولغة الإشارة ولغة المرور...؟
وإنما الكلام عن العربية.
قولك إن الله اصطفى العربية لكتابه (تقصد القرآن الكريم)، فإن الله اصطفى لكتبه غير القرآن (صحف إبراهيم وموسى والزبور والتوراة والإنجيل...) غير العربية، وعلمي أن هذه الكتب جميعا كلام الله.
أما ذكرك أن العربية تتميز بأصواتها وحكمتها ...إلخ، فالحكمة موجودة في كل اللغات، ولا مزية لصوت على صوت ما دام يؤدي الغرض منه.
بل لعلك لو أردت العلم غير الشرعي والتواصل مع أكبر عدد من البشر والاطلاع على أكبر قدر من الحكمة أن تقوم بتعلم الإنجليزية، فلو كانت اللغة العربية قبل ذلك هي لغة الدنيا فلم تعد كذلك، ولو أردنا أن نعيدها فليس بتعلمها وتعليمها فقط، بل بجعلها وعاء للعلوم الشرعية وغير الشرعية.
وقولك إنها وسيلة للتفاهم مع الناس فهذا غير صحيح فمعظم الناس لا يعرف العربية، فلم يتبق إلا فهم الشرع.

ابن عبيد الفيومي
2009-10-18, 11:52 AM
أتفق معك يا أبا مالك في كل ما ذكرت في ردك الأخير ويخاصة قولك (ولكن لماذا نقصرها على ذلك ؟) فالواقع فيما أراه أننا نتعلم العربية لذاتها أو لذاتها وللشرع فقط، فنحن نتعلم لنُعلم في أحسن الأحوال، وقد نتعلم لنتعلم، دون أن يكون لتعلم العربية أي فائدة أخرى في حياتنا وممارساتنا، ولكن أين الإنتاج العلمي بالعربية في مجالات (الكيمياء، الفيزياء، الأحياء، علوم الحاسوب، الأدب شعرا ونثرا، الفلك، ......إلخ).
أين أنشطة دارسي اللغة العربية في هذه المجالات، هل حاولنا خدمة

ابن عبيد الفيومي
2009-10-18, 12:32 PM
وخلاصة قولي:
- العربية من حيث كونها لغة لا مزية لها على غيرها من اللغات.
- اللغة (أي لغة) مرآة تعكس حال أهلها، فإن كان في أهلها قوة (مطلق القوة) كان في لغتهم قوة، وإن كان في أهلها ضعف كان في لغتهم ضعف، ولا تقوى اللغة وتنتشر بدراستها فقط وإنما تنتشر بقوة أهلها في نواحي الحياة كافة.
- الأصل في تعلم اللغات الممارسة لا التنظير وإنما لجئ إلى التنظير عندما فقدت الممارسة (أعرابيان سمعا نحويين يتكلمان في مسائل نحوية فسأل أحد الأعرابيين الآخر: فيم يتحدثان؟ فأجابه: أراهما يتحدثان عن كلامنا بكلام ليس من كلامنا، أي أن كل علوم اللغة استخدمت مصطلحات لم يعرفها العرب بالمعاني التي قصدوها: فاعل .. مفعول.. نكرة.. إلخ)، وقد ثبت أن تعليم اللغة بالتنظير أسوأ وأضعف طرائق تعليمها، فنحن نحتاج إلى ممارسة اللغة في الدين وغير الدين في الحياة وفي علوم الطبيعة وغيرها.
- تعلم اللغة -دون ظهور أثر هذا التعلم في العلوم على اختلافها وفي ممارسة الحياة- مثل تعلم أحكام الشرع دون العمل به، فصاحب هذا عنده علم ولكنه علم لا ينفع، بل يضر لأنه يضع الوقت والجهد سدى.
- لنجعل العربية وسيلة لا غاية كما أرادها الله، وأذكركم بأن في العاميات نحوا وبلاغة وفصاحة، فللعاميات نحو يمكن دراسته وتدريسه، ولها بلاغة، وفيها غريب لا يعرفه إلا متبحر فيها، وفيها فصحاء يقال عن أحدهم بالمصري (لبلب)، ولها صوتياتها....إلخ، وتمتاز العاميات عن العربية الفصحى بهذا المقياس بأنها لغة سليقة لا لغة قواعد نظرية فالطفل يتعلمها في سنيه الأولى دون أن يجد أي عنت أو مشقة أو بحث أو طول مجالس علم، ولا تمتاز العربية الفصيحة عن العاميات سوى بأنها لغة الشرع (وهذا سبب بقائها حتى الآن)، فلو أغفلنا هذه المزية ما عادت للعربية مزية ونحن من فعل هذا بها لإهمالنا إياها في كل أمورنا عدا العلوم الشرعية.

ابن عبيد الفيومي
2009-10-18, 01:25 PM
- أين المهندسون، والأطباء، والفيزيائيون، والجغرافيون، والفلكيون، والحاسوبيون، ....إلخ من الكتابة والتأليف والتدريس والاصطلاح بالعربية فيكفوننا اضطرارنا لاستخدام اللغات الأخرى وبخاصة الإنجليزية لعدم اجتهادهم -في نظري- في استخدام العربية لغة لعلومهم اصطلاحا وتأليفا وتدريسا وتثقيفا، وفي المقابل نجد عشرات أو مئات كتب النحو التي تشرح القواعد نفسها في اجترار لا معنى له، (إذا الشمس كورت) إذا أعربنا (الشمس) فاعلا (حسب من قال إن إذا لا تدخل على الأسماء) أو مبتدأ (حسب من قال إن إذا تدخل على الأسماء) ما الفرق؟ إذا كانت هذه الصورة من الكلام جائزة ومفهومة فالخلاف في إعرابها هو خلاف مرده إلى اختلاف الأصول لا اختلاف اللغة، وما دامت الأصول تؤدي إلى لغة واحدة فلنكتف بتكوين نظرية نحوية تجمع أفضل الأصول والقواعد التي تحقق لنا أفضل فهم وإفهام بالعربية دون تضييع الأوقات في اختلافات لا مردود لها.

أبو مالك العوضي
2009-10-18, 01:30 PM
قد كان كلامك حسنا حتى المشاركة الأخيرة، وهي حسنة كذلك، إلا أن بها خللا ناتجا من التأثر بكلام المعاصرين !

تقول: ( فلنكتف بتكوين نظرية ... )
من نحن حتى نكتفي؟!
وهل اكتفاؤنا سيمنع من يجيء بعدنا أن يلقي بكلامنا ولا يعبأ به، ويرجع إلى الأصول التي استقينا منها؟
ولماذا لا تقول: إن من سبقونا قد اكتفوا بتكوين هذه النظرية ولكننا أهملنا كلامهم وظننا أننا المنفردون بالفهم؟
هذه هي الإشكالية عند أصحاب المجامع وغيرهم من المعاصرين، يظنون أننا نحن الذين نضع الأصول ونحن الذين نضع القواعد.

العلماء أفنوا أعمارهم في بحث ذلك، ولكن المشكلة أننا لا نقرأ ولا نبحث ولا ندرس ولا نتعلم، ونكتفي من ألوف الكتب المصنفة بكتاب أو عدة كتب.
وغاية ما يمكن أن يصل إليه المتأخر أن يفهم كلامهم على وجهه، ويختار من بين أقوالهم إذا اختلفوا.

ثم إن قولك ( فلنكتف بتكوين نظرية ... ) إلى من توجهه؟
إلى المتخصصين في العربية أم إلى غيرهم؟
إن كان إلى المتخصصين في العربية، فهو واضح الخطأ، ولا أظنك تقول به.
وإن كان إلى غيرهم، فمن قال إنهم لا يكتفون بذلك؟

هل ترى أحدا من غير المتخصصين في العربية يضيع عمره في الاختلافات النظرية بين النحويين؟!

طيب دعك من كل ما سبق، هل رأيت محاولات المعاصرين لوضع هذه النظرية لتيسير النحو ؟!
محاولات كثيرة متنوعة الطرائق، لكنها متحدة الهدف ألا وهو تيسير النحو، ومتحدة المنهج كذلك، وهو المنهج الإقصائي المبني على المصادرة !
ولم يأت أحد من هؤلاء المجددينات بشيء يمكن أن يعد نظرية نحوية متماسكة.
وقد كنت أقول بذلك بحسب ما اطلعت عليه، حتى قرأت رسالة ماجستير في مناقشة هذه المحاولات التجديدية المعاصرة، وهي من أروع رسائل الماجستير التي رأيتها، ولعلي أضع لكم الفوائد المنتقاة منها، إن يسر الله وكان في الوقت فسحة.
خلاصة هذه الرسالة أن كل هذه المحاولات التجديدية فيها من العيوب والإشكالات أكثر من العيوب والإشكالات التي زعمت وجودها في النحو التقليدي، وأنها مفتقرة إلى جودة الاستقراء لكلام العرب.

ابن عبيد الفيومي
2009-10-18, 01:38 PM
- أين الأدباء والشعراء من دارسي اللغة العربية؟ ما زلنا نعيش على آداب السلف أو السابقين شعرا ونثرا، أين الشعر الرصين الذي يعالج مشكلات عصرنا الذي نحياه، أين الرسائل الإخوانية التي تزدان بصنوف البلاغة، أين روايات حياتنا المعاصرة، أين مقاماتنا،.... إلخ؟ حتى علوم اللغة لم نجتهد فيها لنحل مشكلاتنا اللغوية المعاصرة بل ندرس علوم اللغة عند الأقدمين الذين كانوا يجتهدون في حل مشكلاتهم التي تؤرقهم، نحن عالة على السابقين في كل شيء شرعا ولغة بل فخرا، فما زلنا نفخر بأشعارهم ونثرهم وبديعهم وحكمتهم وقوتهم...إلخ دون أن يكون لنا نصيب من ذلك اليوم.

ابن عبيد الفيومي
2009-10-18, 01:55 PM
بارك الله فيك يا أبا مالك
وأنا أكتب ما أراه صوابا، ولا أنتظر تحسينا أو تقبيحا، ولكن أنتظر تصويبا أو تأكيدا لكلامي، وإشارتك إلى تأثري بالمعاصرين (من المعاصرون الذين تقصدهم؟) لا أفهمه، فأنا وأنت من المعاصرين، أم ترانا من السلف البائدين؟؟، هل المعاصرون رجس من عمل الشيطان لا ينبغي أن نتأثر بهم (على فرض أن تأثري بمن أسميتهم المعاصرين واقع) حتى إن أحسنوا، وقد يحسن المسيء وقد يسيء المحسن، وقد نصح الشيطان وصدق وهو كذوب!!!
وأنا أحب مناقشة الأفكار بعيدا عن الأشخاص والتيارات الفكرية فلا نقحمهم في مناقشة الفكرة.
بارك الله فيك ونفعنا بعلمك.
أما قولك (من نحن؟) نحن من يعيش الآن وإلينا عمارة الأرض وتطبيق الشرع ونحن من سيحاسب عما يحدث في عصرنا، فنحن المعنيون الآن بحل مشكلاتنا، وسلفنا في كل العلوم نتعلم منهم ونغير ما يحتاج إلى تغيير، دون مخالفة شرع صريح.
وإن كنت ترى غير هذا فلنمت، فمن نحن حتى نعيش؟؟؟

أبو حاتم ابن عاشور
2009-10-18, 02:08 PM
وقد كنت أقول بذلك بحسب ما اطلعت عليه، حتى قرأت رسالة ماجستير في مناقشة هذه المحاولات التجديدية المعاصرة، وهي من أروع رسائل الماجستير التي رأيتها، ولعلي أضع لكم الفوائد المنتقاة منها، إن يسر الله وكان في الوقت فسحة.


ما اسمها بارك الله فيك ونفعنا بعلمك

ابن عبيد الفيومي
2009-10-18, 02:37 PM
وأنا يا أبا مالك لم أدع إلى طرح ما أنجزه السلف في علوم اللغة وغيرها، وليس في كلامي ما يدل على ذلك، ولم يكن كلامي منصبا على النحو فقط، وإن كان المثل الذي ضربته من النحو، وإنما دعوت إلى (تجميع) نظرية لغوية من نظريات السلف وإضافة ما يمكن أن يضاف إليها من اجتهاد الخلف (الصالح) مما يساهم في حل مشكلاتنا اللغوية المعاصرة، ولا يكون همنا جمع النكات الدقيقة في الأمور اللغوية التي لا نكاد نستخدمها في شيء لنكون عالمين بها فقط دون أن يكون لهذا العلم أي فائدة في عموم حياتنا.
ويجمل قولي كله قول النبي: "ما قل وكفى خير مما كثر وألهي" أو كما قال.
فما قل (وكفى) من علوم اللغة خير مما كثر وألهى ولم يستفد منه، ومعلوم أن الصحابة كانوا يتعلمون عشر آيات من القرآن فلا يتجاوزنهن إلى غيرهن حتى يعملوا بهن.

أبو مالك العوضي
2009-10-18, 02:49 PM
يا أخي الفاضل كلامك واضح عندي، ولم يخف علي مرادك، ولو أنك تدعو لشيء من ذلك لما ناقشتك أصلا.

ولكن يبدو أنك لم تتبين مرادي، ولمزيد البيان أقول:
كلامك يحتمل معنيين:
- إما أن تقول: إن هذا الذي تطالب به هو شيء جديد على أمة الإسلام لم يحصل من قبل قط؟ ولم يفعله أحد من العلماء؟
- وإما أن تقول: بل هو حاصل في جميع العصور السابقة، فكل عصر يقوم علماؤه بمثل ذلك، وعلينا أن نسير على النهج نفسه فنفعل نحن أيضا ذلك في عصرنا؟

فإن كنت تقول بالأول فهذا هو الباطل بعينه الذي ينبغي أن نرفضه ولا نلقي له بالا، مع أن القائلين به من المعاصرين كثيرون، وأكثرهم أتي من الجهل وأقلهم من الزيغ.

وإن كنت تقول بالثاني فمن قال إن المعاصرين لم يفعلوه؟
ألا ترى العلماء المعاصرين في جميع التخصصات يصنفون الكتب المبنية على الاجتهاد في كلام السابقين، مع إضافة ما يحتاج إليه في عصرنا، ومحاولة حل ما يعرض من المشكلات؟
وكونك وقفت على بعض المعاصرين الذين يكررون كلام السابقين من غير تحرير ولا تجديد ولا مراعاة للحاجات المعاصرة فهذا لا يعني أن الجميع كذلك.
وكذلك فلا ينبغي أن تتوقع من المعاصرين أن يأتوا بالأمر المعجز الذي لم يستطعه الأوائل، فكل عمل بشري هو ملازم للنقص.

ومع أن الكتب التي تدعي الاجتهاد والتجديد كثيرة ومليئة بالدعاوى العريضة، إلا أن الأمر لا يخلو من ثلة من العلماء في جميع التخصصات اختارها الله عز وجل لتحمل لواء التجديد والاجتهاد الذي أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه لا ينقطع عن الأمة.

ابن عبيد الفيومي
2009-10-18, 03:08 PM
بارك الله فيك أبا مالك
أنا طبعا من القائلين بالقول الثاني، ولكني أرى أن ما يبذل فيه قليل جدا ولهذا دعوت كل متعلم للعربية إلى التفكير في هدفه من تعلمها والفائدة التي يرجوها من ذلك، فيكون ذلك مدعاة لأن نتعلم وننتج، انظر مثلا إلى موضوعات هذا المنتدى أين أشعار إخواننا فيه وأين نثرهم؟ لا تكاد تجد فيه إلا النكات العلمية الدقيقة، لماذا لا نقوم بتحرير مصطلحات العلوم بصورة آنية، فلا يكاد يظهر مصطلح في علم من العلوم حتى نضع له مقابلا بالعربية، لماذا لا نضع بأنفسنا معاجم للعلوم المعاصرة نشارك فيها جميعا؟
فمثلما نجمع نكات الأقدمين علينا أن نضع نحن نكاتنا العلمية، فهذا ما أدعو إليه، وهذا ما أتمنى أن أراه قريبا في هذا المنتدى وفي غيره.
وهذه دعوة لنفسي ولجميع الإخوان.
ولتكن حملة تحت اسم (خذ من العربية وأعطها) خذ منها علما وأعطها عملا مبنيا على هذا العلم.
وجزاكم الله خيرا

عصام عبدالله
2009-10-18, 03:46 PM
أخي ابن عبيد حياك الله .
الحكمة نسب بين الناس والألسنة ، ولكن نسبها في العربية أوفر .
اللسان العربي من حيث هو آلة وتراث هو لسان حكيم حكيم .. بل أحكم من كل لسان .
ودلالة حكمته أنه من أقدم الألسنة بقاء على التاريخ ، حتى لكأنه شيخ كبير قائم في روضة أطفال ( اللغات الأعجمية حديثة النشأة ). وكيف يعبر لسان أحمق كل تلك القرون الضاربة في عمق الدهر الماضي ، هو لسان حكيم لا شك .
وأنه أوسع معجم لفظي عدداً وعدة .
وأنه هو لسان الكتاب الخالد لفظاً ومعنى .
ولسان أكرم الخلق عليه الصلاة والسلام بياناً وفصاحةً .
ولسان أهل الجنة .
.......
ومن حكمته التي لا يشركه فيها أحد قابليته للعيش في كل الظروف .. في الصحراء العربية والبساتين الشامية والجبال العراقية والمغربية .
ومن حكمة أصواته أنها من أوضح الأصوات وأدقها توزيعاً على المخارج .
ومن حكمة نظام كلمته أنه نظام اشتقاقي تصريفي ، ينطوي على توالد المعاني وتفرعها من أصل واحد .
ومن حكمة جملته انقسامها إلى اسمية وفعلية ، انقساماً ثنائياً مزدوجاً ، وأنه توظيفهما له آثار فارقة في إيصال المعاني الثابتة والمتغيرة ، مع قابلية القصر والإيجاز والحذف وغير ذلك ...
ومن حكمة أساليبها استعمالها لأدوات التوضيح من التشبيه والاستعارة ، أو أساليب التلطيف من الكناية .
ومنها أنها لغة شاعرة ، لها مرونة في التعبير عن الماديات والمعنويات ، المشاهدات والغيبيات ، ولا ينفك المتكلمون بها يقرضون الشعر أو يتناشدونه .
واللغة إذا كانت لغة أدبية كان استعمالها في الأغراض العلمية سهلاً وميسوراً ، ولا عكس .
أين هذا التألق في اللغات الأخرى التي يعجز أهلها عن التعبير عن أمور معنوية كالوقوف على طلل وكالبحث عن سلوى أو أنيس ، في حياة دأبها التحول والتزيل .
ولو ذهبنا نقارن بين تراث اللغات لبان الثرى والثريا.
والمصيبة هي في أهلها نعم ..
وما هند إلا مهرة عربية .. سليلة أفراس ......

ابن عبيد الفيومي
2009-10-18, 04:11 PM
بارك الله فيك أخي عصام
ولكن كلامك كلام مرسل لا دليل عليه سوى أقوال المتقدمين التي تصدق على أحوالهم.
- الحكمة تكون في الشعوب وتظهر في لغاتهم، وأظن أن أحوالنا الآن تدل على أننا لا نملك إجمالا أي حكمة
- ولا أدري كيف تكون اللغات الأعجمية حديثة النشأة بل هي قديمة قدم العربية أو أقدم.
- (أنها تملك أكبر معجم لفظي عددا وعدة) بل لعل الإنجليزية أكبر منها.
- وكونها لسان أشرف البشرية فمعظم الأنبياء قبل النبي صلى الله عليه وسلم كانوا غير عرب.
- ولو سايرتك في أنها (لغة أهل الجنة) فهي لغة أهل النار، ولغة الشيطان.
- كون العربية تعيش في أي مكان، بل إن شئت فقل الإنجليزية (حتى على سطح القمر).
- أصوات العربية مثل أصوات غيرها، بل لعلك تستمتع صوتيا بلغات أخرى أكثر من العربية.
- الاشتقاق ليس حكرا على العربية بل هو في معظم اللغات إن لم يكن كلها.
- كون جملها (اسمية وفعلية) ما دامت جمل القوم غير العرب تكفيهم حاجتهم فلا مزية في هذا، وعلى الرغم من ذلك فالإنجليزية بها جملة فعلية (go to house)، وأظن كثيرا من اللغات التي تعد بالآلاف فيها جملا فعلية واسمية، بل في الألمانية الأنواع ثلاثة (مذكر ومؤنث ومحايد).
- (التشبيه والاستعارة...) كلها في اللغات الأخرى.
- كل اللغات تعبر عن المحسوسات والمعنويات...إلخ.
- قولك (واللغة إذا كانت لغة أدبية كان استعمالها في الأغراض العلمية سهلاً وميسوراً ) يؤيده واقعنا العلمي المبهر!!!
- قولك (ولو ذهبنا نقارن بين تراث اللغات لبان الثرى والثريا) صحيح فكلامك يصدق على التراث فقط لا الواقع الآني.
والخلاصة أريد دليلا على ما ذكرت، ودعك من الأقوال المرسلة التي أفسدت علينا اليابس واليابس (لا أخضر حتى يفسد).
ومع ذلك فأنا من أكثر الناس حبا للعربية لأنها لغة ديني ولغة قومي، لا لأنها تمتاز على غيرها في شيء، فالذي يتفاضل الناس ولغاتهم تبع لهم في هذا التمايز.

أبو مالك العوضي
2009-10-18, 04:22 PM
بارك الله فيك أبا مالك
وفيك بارك الله يا أخي الكريم



أنا طبعا من القائلين بالقول الثاني، ولكني أرى أن ما يبذل فيه قليل جدا ولهذا دعوت كل متعلم للعربية إلى التفكير في هدفه من تعلمها والفائدة التي يرجوها من ذلك، فيكون ذلك مدعاة لأن نتعلم وننتج، انظر مثلا إلى موضوعات هذا المنتدى أين أشعار إخواننا فيه وأين نثرهم؟

إن كنت ترى ذلك قليلا فالخطب يسير، مع أن غيرك قد يرى خلاف رأيك، ولا أدري كيف وصلت إلى هذه النتيجة؟ فالمنتديات مكتظة بالشعر والنثر المعاصر، والمطابع تخرج لنا مئات الدواوين والكتب الأدبية سنويا (إن لم تكن ألوفا).
ولكن لعلك تقصد أن الجيد من بين هذا الإنتاج قليل، وهذا لا إشكال فيه، فإن الجيد في كل عصر أقل القليل، والذي وصلنا عن القدماء أقل القليل مما أنتجوه أصلا.
والمجلس العلمي مليء بإبداعات الإخوة في الشعر والنثر، ولو ذهبت إلى شبكة الفصيح وغيرها من المنتديات المتخصصة في علوم العربية لوجدت ما لا يخطر لك ببال.



لماذا لا نقوم بتحرير مصطلحات العلوم بصورة آنية، فلا يكاد يظهر مصطلح في علم من العلوم حتى نضع له مقابلا بالعربية، لماذا لا نضع بأنفسنا معاجم للعلوم المعاصرة نشارك فيها جميعا؟
سبحان الله، لم أحسب أنك ستذكر هذا الأمر بعينه، لأنها أبعد ما تكون عن موافقة كلامك!
وذلك لسببين:
- الأول: أن هذا هو الشغل الشاغل للمجامع اللغوية في الدول العربية! لا يكادون يقومون بغيره، ولهم إصدارات كثيرة في معاجم المصطلحات في الكيمياء والفيزياء والفلك والطب وغيرها.
- الثاني: أن هذا الأمر (تعريب المصطلحات) في نظري أقل أهمية بكثير مما يجب أن نبذله في خدمة العربية، والعرب أنفسهم لم يمتنعوا من استعمال بعض الكلمات الأعجمية، فما بالنا تركنا الاختراع نفسه واشتغلنا بالتسميات الفارغة!
وهب أننا وضعنا أسماء مبتدعة جديدة لما يظهر من اصطلاحات العلوم، فهل هذا يزيد في العربية شيئا؟! الجواب لا؛ لأن ما اخترعناه من التسميات هو اصطلاح خاص بنا، شئنا أو أبينا.

أبو حاتم ابن عاشور
2009-10-18, 10:40 PM
فضل العربية ووجوب تعلمها على المسلمين
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=41204

عصام عبدالله
2009-10-18, 10:41 PM
بارك الله فيك أخي عصام
ولكن كلامك كلام مرسل لا دليل عليه سوى أقوال المتقدمين التي تصدق على أحوالهم.
- الحكمة تكون في الشعوب وتظهر في لغاتهم، وأظن أن أحوالنا الآن تدل على أننا لا نملك إجمالا أي حكمة
- ولا أدري كيف تكون اللغات الأعجمية حديثة النشأة بل هي قديمة قدم العربية أو أقدم.
- (أنها تملك أكبر معجم لفظي عددا وعدة) بل لعل الإنجليزية أكبر منها.
- وكونها لسان أشرف البشرية فمعظم الأنبياء قبل النبي صلى الله عليه وسلم كانوا غير عرب.
- ولو سايرتك في أنها (لغة أهل الجنة) فهي لغة أهل النار، ولغة الشيطان.
- كون العربية تعيش في أي مكان، بل إن شئت فقل الإنجليزية (حتى على سطح القمر).
- أصوات العربية مثل أصوات غيرها، بل لعلك تستمتع صوتيا بلغات أخرى أكثر من العربية.
- الاشتقاق ليس حكرا على العربية بل هو في معظم اللغات إن لم يكن كلها.
- كون جملها (اسمية وفعلية) ما دامت جمل القوم غير العرب تكفيهم حاجتهم فلا مزية في هذا، وعلى الرغم من ذلك فالإنجليزية بها جملة فعلية (go to house)، وأظن كثيرا من اللغات التي تعد بالآلاف فيها جملا فعلية واسمية، بل في الألمانية الأنواع ثلاثة (مذكر ومؤنث ومحايد).
- (التشبيه والاستعارة...) كلها في اللغات الأخرى.
- كل اللغات تعبر عن المحسوسات والمعنويات...إلخ.
- قولك (واللغة إذا كانت لغة أدبية كان استعمالها في الأغراض العلمية سهلاً وميسوراً ) يؤيده واقعنا العلمي المبهر!!!
- قولك (ولو ذهبنا نقارن بين تراث اللغات لبان الثرى والثريا) صحيح فكلامك يصدق على التراث فقط لا الواقع الآني.
والخلاصة أريد دليلا على ما ذكرت، ودعك من الأقوال المرسلة التي أفسدت علينا اليابس واليابس (لا أخضر حتى يفسد).
ومع ذلك فأنا من أكثر الناس حبا للعربية لأنها لغة ديني ولغة قومي، لا لأنها تمتاز على غيرها في شيء، فالذي يتفاضل الناس ولغاتهم تبع لهم في هذا التمايز.



أراك أيها الأخ الفاضل اعترضت على كل شيء مما قلتُ .. وكأني بك لا تبالي بأقوال المتقدمين ؟ .
وهذا لعمر الحق تباين كبير في التفكير والمرجعية والأداء .
ومما تعلمته أن المناقشين إذا كانوا في تضاد ، فالتوقف خير من المضي في خطين متعاكسين لا يلتقيان .
فأرجو أن يكون نقاشنا بنّاءً ، في قضية من أصول قضايانا التاريخية والآنية التي يستحب فيها التشدد !.
وأحب أن أنبّه على قضيتين :
الأولى : أننا في واقعنا الراهن نعاني من وهن لا يخفى في المخالفة عن مصادرنا المعرفية : اللسانية والشرعية والخُلقية والعملية والإبداعية .
فصرنا إلى لسان عاميّ ومستعجم ، وإلى ابتداع في الشرع وغفلة عن الحق ، وإلى ميوعة خلق وأدب ، وإلى كساد وبطالة وجمود ، وإلى تقليد وغباء وتخلف .
وسبب هذا الوهن هو نسياننا لتلك المصادر التي انبنت عليها حضارتنا العتيدة وكانت سبب صلاحها .
وأهمها في نظري اللسان العربي الذي لم يكن للعرب مقوم غيره إبان تنزل القرآن الكريم .
هو القاعدة الأولى التي انبنى عليها بنيان الحضارة الإسلامية . " لم يكن لهم علم أصح منه "
وعلاج هذا الوهن الراهن وإصلاحه هو بالرجوع إلى تلك المصادر التي كانت قوام قوة القرون الأولى . فلن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها ، من لا ماضي له لا حاضر له .
الثانية : أن التحديات الواقعة على لغتنا العربية في هذا الزمان كبيرة ومتنوعة ، ومنها هذا التشكيك في مناهجها باستيراد مناهج غربية أو شاذة ، ومنها محاولة عصرنتها بما ليس من قوانينها وسننها المعروفة والمشهورة ، ومنها انسحاق بعض أهلها تحت أقدام اللغات الأخرى .

***
وبعد التنبيه ها نحن الآن سمعنا من يقول : (( بل لعلك تستمتع صوتيا بلغات أخرى أكثر من العربية ... ولعل معجم الإنجليزية أكبر منها )) .
وهذا أمر لا يصح لي أن أسميه إلا استعجاماً على أقل تقدير .
ومثال واحد من هذا الاستعجام استعمال : ( لعل ) : فهي عند العرب الذي نتعبد بتوخي مناهجهم في التكلم والتفهم : حرف تمنٍّ أو ترجٍّ، ولكن يستعمله المستعجمون في هذا العصر المستعجم والمصر على العجمة : للتشكيك والظن في الأخبار الواردة عن أهل اللغة ! .
أو هم يتمنون أو يرجون أن يكون الانسجام بصوت جو وميكي وهوجو وبيتهوفن ولويس أكثر وأروع من صوت أعرابي جلف .
أو يتمنون ويرجون أن يكون معجم أوكسفورد أوسع وأدق من تاج العروس .
هذا إذا استعملنا طريقة العرب في الفهم .
وفرق بين التشكيك والتمني والرجاء .
يكفي أهل هذا الجيل من الحكمة أنهم باقون في أحسن بقاع الأرض ، وأغناها ، وأكثرها اعتدالاً ، في منازل الوحي وممرات الأرزاق والأسواق .
وأنهم كافحوا الاستعمار والصليبية والصهيونية والرافضة والشيوعيين وغيرهم .
وأنه الأذان لا يزال بحمد الله صادحاً في كل وقت ...
وهذا من حكمة واقعهم على قلتها .. وإن كنت عنيت حكمة اللغة نفسها ، في معمار اللسان نفسه .
وقد استنتج من أن العربية هي لسان أهل الجنة ولسان القرآن المحفوظ الباقي- أن لغة أهل النار ولغة الشيطان كذلك ! .
وهذا استنباط بديع لم يخطر لي ببال يوماً ، أغبطه عليه !.
ولكن لا أدري ما فائدته يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يكسبون .
قال : "ولا أدري كيف تكون اللغات الأعجمية حديثة النشأة بل هي قديمة قدم العربية أو أقدم". ! وأقدم كمان ؟
أين الدليل على أنها كانت هي هي إبان تنزل القرآن ؛ أي قبل 1500 سنة ؟. لا دليل .
إنما كانت اللاتينية أو السكسونية أو الجرمانية أو الرومانية ، وأين هي أو هما أو هنّ ؟ في الأقبية والدهاليز وتحت التراب وفي طي التاريخ ، في الهالكين .
وما الدليل أنها أقدم من العربية ؟ . لا دليل من باب أولى .
وقول لا أدري كيف تكون ، إخبار بجهل الكيفية من جهة في مقابل المصادرة التي حكم بها على أن تلك اللغات مساوية للعربية في القدم أو أقدم منها من جهة أخرى بلا سند تاريخي فعل المستشرقين أو من أدمن على القراءة لهم ؟
ما هذا المنطق ؟. لا أدري الكيفية ، إذن هي موجودة ، والمشكل في تصور كيفيته ، فلم يثبت وجوده ، وحار في تصوره ، وأثبت أسبقيته من بعد . اللهم فهمنا !!.
وأسألك : ما الذي جعل الإنجليزية ترقى إلى سطح القمر ، ( والحمد لله أنك ذكرت سطح القمر ، ولم تذكر بهاءه ونوره وجماله ) ؟.
والجواب عندي أنه بترول العرب وذهب غانا وعبيد الكونغو وتجارة الأرخبيل ورأس الرجاء الصالح ومحاربة المماليك .....، وليس مقوماتها الذاتية .
وهل فيها من المقومات ما يؤهلها لأن تصعد بهم إلى الفردوس الأعلى . الأمير البريطاني تشارلز يقول غير ذلك .
قال : " لا أخضر حتى يفسد " لا يأس من روح الله ، يكفي القرآن يتلى آناء الليل وأطراف النهار ، هذا الكتاب الذي عرّب البلاد وفتح القلوب وشرح الصدور .
قال: "كل اللغات تعبر عن المحسوسات والمعنويات...إلخ".
وأقول :
أكلَّ امرئ تحسبين امرأً .. ونار توقد بالليل ناراً .
قال: (التشبيه والاستعارة...) كلها في اللغات الأخرى .. مقالة ذكرتني بحسان رضي الله عنه وهو يحاج النابغة في سوق عكاظ ، حين عاب عليه بعض تشبيهاته وقال له: أقللت أسيافك وجفانك ...
فقال حسان : والله لأنا أشعر منك ومن أبيك ..
فتبسم النابغة ، وقال : يا ابن أخي ، إنك لا تحسن أن تقول :
فإنك كالليل الذي هو مدركي .. وإن خلت إن المنتأى عنك واسع .

عصام عبدالله
2009-10-19, 07:41 AM
ومع ذلك فأنا من أكثر الناس حبا للعربية لأنها لغة ديني ولغة قومي، لا لأنها تمتاز على غيرها في شيء، فالذي يتفاضل الناس ولغاتهم تبع لهم في هذا التمايز.



فلماذا تحبّها إذن .. بعد أن جردت محبوبتك من أسباب مزيتها وخاصتها ..
ما بقي إلا أنك تحبها تعصباً ، أو للإلف والعشرة ، أو ذر الرماد ، أو ملح للطبخة أو للا منطق ..... فنازلاً.
ولو قال أعجمي ما قلت عن لغتك ولغة قومك وكتابك لكان له عذر .
فكل أحد منطوٍ على حبّ غامر للغته مجبول على الدفاع عنها ، ولأنه يراها كما يرى الطفل أمه أحسنَ النساء وأجملهن وأرقهن وأرأفهن .
وحتى حب هذا الطفل مسبب بأسباب من جميل أسدته إليه لم يسده إليه أحد غيرها ، فهو يحبها عرفاناً بالجميل .
أم فهمتك خطأً ؟

ابن عبيد الفيومي
2009-10-19, 08:43 AM
بارك الله فيك أخي عصام وزادك حبا للعربية وذودا عنها في مواجهة (المستعجمين).
لكنك وياأسفا لم تأت بكلام علمي رصين أو رزين ولكنها دفق مشاعر لا تغني عن الحق شيئا.
وأنا أريد منك إن تحدثت تحدثت بدليل، فإن لم يكن عندك دليل فنشكر لك عاطفتك ودعك من النقاش، بارك الله في وفيك، ونفعنا بعلمك.
وليتك تفرق بين الكلام عن العربية (اللغة) والعرب (الشعوب) والمسلمين، فكلامنا عن العربية (اللغة)، لا عن العرب ولا عن المسلمين، فالعرب تاريخهم قبل الإسلام معروف، وحاضرهم الآن معروف، والمسلمون أوسع من العرب كما تعلم ومنهم الإنجليزي والأمريكي والصيني والياباني ومن كل أجناس الأرض.
مرة أخرى أنبهك أننا نتحدث عن العربية، وليتك تراجع تاريخ العرب والعربية في أي من المصادر التي تثق فيها، لتعرف تاريخها وكونها أقدم اللغات أم لا.
وأرى أن التعصب للعربية ورفعها عن بقية اللغات إنما هو تبع للتعصب للعرب ورفعهم عن بقية الأجناس، وكما تعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث للناس كافة وقال (لا فرق بين عربي وأعجمي إلا بالتقوى)، وقياسا على ذلك نقول لا فرق بين العربية وبين غيرها من اللغات إلا باجتهاد أهل اللغة في جعلها لغة قوية منتشرة كافية، وقد كانت العربية كذلك قبل ذلك أما الآن فأنت أعلم بحالها بين أهلها وبين شعوب العالم.*

ابن عبيد الفيومي
2009-10-19, 09:06 AM
وأود منك أخي عصام ألا تنشغل بي، فلعلي أكون مغرضا أو أعجميا أو مستعجما ........ أو شيطانا، دعك مني بل ركز في الفكرة، وهات دليلا على ما تقول، وأفحمني بالدليل لا بالأشعار، فإن الشعراء يقولون ما لا يفعلون، وأعذب الشعر أكذبه، والعلم إنما يكون بالدليل لا بالعواطف.

قاسم الشمري
2009-10-19, 09:11 AM
الفائدة أنك لاتستطيع أن تكون شيئاً بغير إجادة العربية ,والذي يستثقل تعلمها عليه أن يراجع نفسه ويقسرها على الولوج في دهاليزها عسى أن يصح ذوقه ويعتدل مزاجه فيحبها كما أحبها السلف فبلغوا بها عنان المعرفة وتبوؤا مقاليد الشرف في العلم والعمل

ابن عبيد الفيومي
2009-10-19, 09:25 AM
حياك الله أخي قاسم
ولكن يبدو أنك لم تقرأ المسألة كلها.

عصام عبدالله
2009-10-19, 10:30 AM
وليتك تفرق بين الكلام عن العربية (اللغة) والعرب (الشعوب) والمسلمين، فكلامنا عن العربية (اللغة)، لا عن العرب ولا عن المسلمين، فالعرب تاريخهم قبل الإسلام معروف، وحاضرهم الآن معروف....
وأرى أن التعصب للعربية ورفعها عن بقية اللغات إنما هو تبع للتعصب للعرب ورفعهم عن بقية الأجناس، وكما تعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث للناس كافة وقال (لا فرق بين عربي وأعجمي إلا بالتقوى). وقياسا على ذلك نقول لا فرق بين العربية وبين غيرها من اللغات إلا باجتهاد أهل اللغة في جعلها لغة قوية منتشرة كافية

راجعت نفسي في الفروق التي أوردتها ، فوجدتها على التفرقة التي ذكرتَ .
فالعربية أفضل اللغات . والعرب يتفاضلون بحسب فعلهم التاريخي . وبهذا ينتفي أنني أتعصب للعرب .
ولا أنفي تقديمي للعربية على غيرها ، فلو شئت أن نمضي في البرهنة على هذه الآلة التواصلية ( اللسان لعربي ) فعلى الرحب والسعة . ولكن اختر لي وللإخوة المشاركين عنواناً جيداً نستظل تحته ، بدل هذا العنوان المستبحر المغرّب .
ومعاذ الله أن أراك شيطاناً أو مغرضاً أو أسيء بك ظنّاً ..
واغفر لي زلة اليد التي ذكرت ما عساك فهمت منه ذلك ، فلم أكن أقصد إساءة لشخصك الكريم الفاضل الطيب .
تقبل احترامي وعرفاني أزجيهما إليك من هنا إلى الفيوم بلا غيوم ! :).

ابن عبيد الفيومي
2009-10-19, 10:49 AM
أعصامُ إني لستُ أحملُ غيرَ حبٍّ للعَرَبْ
لكنَّ قومي قد تمادوا في انتصارٍ قدْ غرَبْ
وأنا أريدُ لهم قياماً من وُحولٍ كالجرَبْ
اللهُ يعلمُ نيتي، وأراكَ يملؤكَ الأدَبْ
بارك الله فيك أخي عصام ولست أحمل لك إلا الحب والتقدير والاحترام، وإن اختلفنا فلن يؤثر ذلك على أخوتنا، واقترح أنت العنوان الذي تراه مناسبا للحوار، بشرط أن يكون الكلام بالدليل.
حياك ربي

عصام عبدالله
2009-10-19, 03:51 PM
أعصامُ إني لستُ أحملُ غيرَ حبٍّ للعَرَبْ
لكنَّ قومي قد تمادوا في انتصارٍ قدْ غرَبْ
وأنا أريدُ لهم قياماً من وُحولٍ كالجرَبْ
اللهُ يعلمُ نيتي، وأراكَ يملؤكَ الأدَبْ
بارك الله فيك أخي عصام ولست أحمل لك إلا الحب والتقدير والاحترام، وإن اختلفنا فلن يؤثر ذلك على أخوتنا، واقترح أنت العنوان الذي تراه مناسبا للحوار، بشرط أن يكون الكلام بالدليل.
حياك ربي


حياك الله وأشكرك على ودك وتكرمك بذكري في صدر أبياتك الكريمة .
العنوان المقترح : هل للعربية فضل على غيرها ؟

ابن عبيد الفيومي
2009-10-19, 03:56 PM
أوافقك على العنوان أخي عصام فلتبدأ.

أبوهناء
2009-10-20, 11:47 AM
اسمح لي أخي الكريم بمداخلة متواضعة: تخرجت من الثانوية وكتب لي أن أوفد لتعلم اللغة الانجليزية والعمل كمترجم وقبل ان يوفدونا ألزمونا بأخذ دورة تقوية في اللغة العربية (تصور ذلك) وكانوا على حق لأن جلنا إن لم يكن كلنا لم يكن يعير اللغة العربية أي اهتمام ولم أبال بذلك في حينها. رجعت بعد سبع سنوات من تعلم لغة الاعاجم وتفرغت لتعلم القرآن ومزاولة المهنة(الترجمة) وكم كان محزنا ومخجلا عندما اكتشفت ضعفي في لغتى الأم مقابل مهارتي في اللغة الثانية وكان ذلك بالنسبة تضاربا وخللا يبعث للشعور بالذنب.. شرعت بنفسي في تعلم اللغة العربية من جديد ولم الكتب المنهجية السابقة والحمد لله بتوفيق منه ومنة أحدثت توازنا يسترني في مقابلة النصوص الاجنبية بنصوص عربية ويعود الفضل كثيرا لزميل لي كان يصلح أخطائي العربية أحيانا مما بعثني للقيام بما قمت به..الحديث يطول والامثلة كثيرة واكتفي بهذا القدر لعلي قد أفدت..والسلام عليكم ورحمة الله

ابو الهمام
2009-10-20, 05:03 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته كيف حال الإخوة جميعهم أولا لقد قرأت جميع ما كتبه الإخوان من مناقشة للموضوع وٌرد أجادوا رحمهم الله فيما بينوا ولكني لم أفهم مرادالأخ ابن عبيد بعد كل الذي ذكره الإخوة الأفاضل

ابن عبيد الفيومي
2009-10-20, 05:34 PM
أخي أبا الهمام مرادي هو أن تفهم ما كتبه الإخوان وهو ما حدث، بارك الله فيك.

ابو الهمام
2009-10-20, 10:51 PM
أخي ابن عبيد أعتذر ولكني أقول لك إنك تلقي الكلام على عواهنه ولاتركز على مقصود واحد من الكلام وتضع غيرك في موقف الجاهل الذي لم يفهم كلامك فأحيانا تقول: مرادي(تجميع) نظرية لغوية من نظريات السلف وإضافة ما يمكن أن يضاف إليها من اجتهاد الخلف (الصالح) مما يساهم في حل مشكلاتنا اللغوية المعاصرة، وتارة تقول: أين الأدباء والشعراء من دارسي اللغة العربية؟ ما زلنا نعيش على آداب السلف أو السابقين شعرا ونثرا، أين الشعر الرصين الذي يعالج مشكلات عصرنا الذي نحياه، أين الرسائل الإخوانية التي تزدان بصنوف البلاغة، أين روايات حياتنا المعاصرة، أين مقاماتنا،.... إلخ؟ حتى علوم اللغة لم نجتهد فيها لنحل مشكلاتنا اللغوية المعاصرة بل ندرس علوم اللغة عند الأقدمين الذين كانوا يجتهدون في حل مشكلاتهم التي تؤرقهم، نحن عالة على السابقين في كل شيء شرعا ولغة بل فخرا، فما زلنا نفخر بأشعارهم ونثرهم وبديعهم وحكمتهم وقوتهم...إلخ دون أن يكون لنا نصيب من ذلك اليوم فأسألك بالله هل قرأت كتب الأوائل كم كتابا قرأت هل قرأت كتب النحو والصرف والبلاغة وفقه اللغة وكتب الأدب وغيرها من علوم اللغة التي أحكمها الأوائل أيما إحكام فلو أنك فعلت ذلك لعرفت الحقيقة ، وأذكر هنا لك نقلا عن شيخ الاسلام ابن تيمية:
(اللغة العربية من الدين، واعلم أن اعتياد اللغة يؤثر في العقل، ويؤثر أيضا في مشابهة صدر هذه الأمة من الصحابة والتابعين، ومشابهتهم تزيد العقل والدين والخلق.
وأيضاً - فإن نفس اللغة العربية من الدين، ومعرفتها فرض واجب، فإن فهم الكتاب والسنة فرض، ولا يفهم إلا بفهم اللغة العربية، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب.) أما قول الشعر فهذا ليس لكل أحد والشعر أحسنه ما جاء من غير تكلف فإن كان الله فتح عليك بقرض الشعر فاحمد الله على ذلك واستعمله في الخير وأنصحك أن تعتكف على ما كتبه علماؤنا ولو أنك أفنيت عمرك في القراءة ما أتيت على اليسير منه والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل

ابن عبيد الفيومي
2009-10-21, 09:11 AM
أخي أبا الهمام بارك الله في وفيك، ومعاذ الله أن يكون قصدي (وتضع غيرك في موقف الجاهل الذي لم يفهم كلامك)، وسوف أعيد لك مشاركة لي تجدها في صدر هذا الموضوع وأظن أنك قرأتها وهي واضحة المعنى:
وخلاصة قولي:
- العربية من حيث كونها لغة لا مزية لها على غيرها من اللغات.
- اللغة (أي لغة) مرآة تعكس حال أهلها، فإن كان في أهلها قوة (مطلق القوة) كان في لغتهم قوة، وإن كان في أهلها ضعف كان في لغتهم ضعف، ولا تقوى اللغة وتنتشر بدراستها فقط وإنما تنتشر بقوة أهلها في نواحي الحياة كافة.
- الأصل في تعلم اللغات الممارسة لا التنظير وإنما لجئ إلى التنظير عندما فقدت الممارسة (أعرابيان سمعا نحويين يتكلمان في مسائل نحوية فسأل أحد الأعرابيين الآخر: فيم يتحدثان؟ فأجابه: أراهما يتحدثان عن كلامنا بكلام ليس من كلامنا، أي أن كل علوم اللغة استخدمت مصطلحات لم يعرفها العرب بالمعاني التي قصدوها: فاعل .. مفعول.. نكرة.. إلخ)، وقد ثبت أن تعليم اللغة بالتنظير أسوأ وأضعف طرائق تعليمها، فنحن نحتاج إلى ممارسة اللغة في الدين وغير الدين في الحياة وفي علوم الطبيعة وغيرها.
- تعلم اللغة -دون ظهور أثر هذا التعلم في العلوم على اختلافها وفي ممارسة الحياة- مثل تعلم أحكام الشرع دون العمل به، فصاحب هذا عنده علم ولكنه علم لا ينفع، بل يضر لأنه يضع الوقت والجهد سدى.
- لنجعل العربية وسيلة لا غاية كما أرادها الله، وأذكركم بأن في العاميات نحوا وبلاغة وفصاحة، فللعاميات نحو يمكن دراسته وتدريسه، ولها بلاغة، وفيها غريب لا يعرفه إلا متبحر فيها، وفيها فصحاء يقال عن أحدهم بالمصري (لبلب)، ولها صوتياتها....إلخ، وتمتاز العاميات عن العربية الفصحى بهذا المقياس بأنها لغة سليقة لا لغة قواعد نظرية فالطفل يتعلمها في سنيه الأولى دون أن يجد أي عنت أو مشقة أو بحث أو طول مجالس علم، ولا تمتاز العربية الفصيحة عن العاميات سوى بأنها لغة الشرع (وهذا سبب بقائها حتى الآن)، فلو أغفلنا هذه المزية ما عادت للعربية مزية ونحن من فعل هذا بها لإهمالنا إياها في كل أمورنا عدا العلوم الشرعية.


فأنا أرى كثيرا من طلبة العلم يطلبون اللغة لذاتها لا لكونها وسيلة وأداة في سبيل تحصيل العلوم ونشر الآداب والفضائل، فتراهم يبحثون عن دقيق مسائلها وغريب فوائدها دون أن يكون لهذه المعرفة فائدة سوى الشعور بأن من حازها يعلم باللغة أكثر من غيره، وقد قال ابن رجب في كتابه (فضل علم السلف على الخلف) ما يلي:
(وكذلك التوسع في علم العربية لغة ونحواً هو مما يشغل عن العلم الأهم والوقوف معه يحرم علماً نافعاً. وقد كره القاسم بن مخيمرة علم النحو وقال أوله شغل وآخره بغي. وأراد به التوسع فيه ولذلك كره أحمد التوسع في معرفة اللغة وغريبها وأنكر على أبي عبيدة توسعه في ذلك وقال هو يشغل عما هو أهم منه. ولهذا يقال أن العربية في الكلام كالملح في الطعام يعني أنه يؤخذ منها ما يصلح الكلام كما يؤخذ من الملح ما يصلح الطعام وما زاد على ذلك فإنه يفسده)
فكان قصدي من الموضوع كله أن نراجع نحن طلاب العربية غرضنا من تعلمها، وألا ننسى أنها أداة لغيرها لا مطلب في ذاتها، وأنت ذكرت أن كتب النحو واللغة عموما كثيرة وتحديتني أن أكون قرأت كل كتب النحو، وأنا أقول لك يا أخي: نعم أنا لم ولن أقرأ كل كتب النحو واللغة لأنه -كما تعلم- كثيرمن كتب النحو واللغة ما هي إلا تكرار للمسائل نفسها وشرح لها بأكثر من طريقة، فبعضهم اختصر المبسوط ثم جاء من بسط المختصر ...وهكذا دون إضافة شيء يذكر إلى العلم، فبعضها يكفي عن كلها، وعندي أنه ليس من الحكمة الانشغال بها كلها فالعلوم كثيرة، ولا يكاد من أفنى عمره في دراسة وقراءة كتب اللغة أن ينتهي منها، فهل يضيع المرء عمره كله في دراسة اللغة فقط، هذا ما أردت أن أنبه إخواني إليه.
ومع ذلك يا أخي فأنا -بفضل الله- لست ضعيفا ولا بليدا في اللغة، فيقال: من جهل شيئا عاداه، وإنما لا يعجبني من يعرف دقائق اللغة ثم هو لا ينتج بها شيئا من آداب اللغة ولا العلوم عموما.
تحياتي لك أبا الهمام، وأصلح الله أحوالنا.

أبو حاتم ابن عاشور
2009-10-21, 12:29 PM
علم اللغة الكوني (http://majles.alukah.net/showthread.php?t=39268)
تحدث الدكتور سعيد الشربيني في المحاضرة عن النقاط التالية:
اللغة العربية هي أصل اللغات !!
هي لغة آدم عليه السلام !!
كل أسبوع تموت لغة تقريبا
اللغة العربية هي اللغة الباقية !!
محرك البحث جوجل يعتمد اللغة العربية أساسا للغات كلها !!
اللغة العربية أغنى اللغات على وجه الأرض !!
اللغة العربية تسمى اللغة الأم في جامعة لندن !!
بعض الدول تكتب المستندات المهمة باللغة العربية !!

ابو الهمام
2009-10-21, 03:27 PM
وفقنا الله وإياك يا ابن عبيد ، أقول ما أجمل طرحك لأخير هذا وأوضح مراده وهذا هو الأصل في السؤال أن يكون واضحا وإني أقول سؤالك لو كان واضحا من الأول لما احتيج إلى كل هذا التشعب الذي خاض فيه الإخوة الكرام من موضوع إلى الآخر وأقول جوابا لسؤالك الواضح : اعلم نه ليس كل من وفق لطلب العلم يكون عالما وليس كل من صار عالما يكتب له القبول، وهكذا ليس كل من درس اللغة والأدب يصير أديبا شاعرا فإن كثيرا من الناسيقول الشعر مع أنه لم يدرس عروضا ولا غيره من علوم اللغة ولكنها مواهب يهبها المولى لمن يشاء ولا يعني كلامي أن هذه العلوم لا تكتسب ولكن غالبا ما كون الذي يجيء عن طريق الاكساب متكلفا بخلاف ما عن سليقة وها مما لا يفى عليك وأما قولك بضرورة لآنتاج واستعمال اللغة فيما أخذت لأجله فأوافقك في ذلك وأرجوا من الجميع أن يوظف ما أخذه في النفع وما وصيتي لك بقءة كتب الأوائل فليس قصدي إفناء العمر في التوسع كما قال بحرق اليمني رحه الله (لاتتم فائدة معرفة غريب اللغة قبل معرفة مشهورها ) وكني أقول إن علوم اللغة كثية المهم منها ثلاث النحو والصرف والبلاغة وما ألف في هذه من لمهمات الشيء الكثير مما هو ضروري فليعتني الإنسان في بداية الطلب بالتأصيل وليدعوا الله أن يوفقه ويفتح عليه ما أغلق والله الموفق.