مشاهدة النسخة كاملة : ما السَّببُ في اعتبارِ أن لحمَ الإبلِ ناقضاً لـ الوضُوء ؟
وعد بنت عبدالله
2007-06-22, 07:47 PM
/
مساحاتُكُم بـ النفع نابِضَة ..
/
أساتذتي ..
منذ أشهر حاولتُ الاجتهَادَ في الإجَابةِ على أمْرٍ حَيَّرني ..
ولـ الأسَف لمْ أتمكَّن !!
فـ أرجو من يجد لديْه المقْدِرة منكُم على تعليل هذا الحكم ..
تزويدي به عاجلاً بوركتم :
ما السَّببُ في اعتبارِ أن لحمَ الإبلِ ناقضاً لـ الوضُوء ؟
هل السَّبب يتعلَّقُ بـ التكْوينِ مثلاً !!
أم مَاذا ؟؟
/
بـ انتظار المُقبِل بـ الجَواب ..
فـ بُوركَ لهُ اجْتِهَادَهُ ..
إن أخْطَأ أو أصَاب ..
/
الحمادي
2007-06-22, 08:05 PM
بارك الله فيك
من أهل العلم من يرى الحكمَ تعبديَّاً
ويرى آخرون أنه معلل، ويميل إلى هذا الإمام ابن القيم حيث يقول في إعلام الموقعين:
(فصلٌ؛ الوضوءُ من لحوم الإبل يوافق القياس:
وأما قولهم: "إنَّ الوضوءَ من لحوم الإبل على خلاف القياس، لأنها لحمٌ، واللحمُ لا يُتوضأ منه"
فجوابه أنَّ الشارعَ فرَّقَ بين اللحمين، كما فرَّقَ بين المكانين، وكما فرَّقَ بين الرَّاعيين؛ رعاة
الإبل ورعاة الغنم، فأمرَ بالصلاة في مرابض الغنم دون أعطان الإبل
وأمر بالتوضؤ من لحوم الإبل دون الغنم
كما فرَّقَ بين الربا والبيع، والمذكى والميتة
فالقياس الذي يتضمَّن التسويةَ بين ما فرَّق الله بينه من أبطل القياس وأفسدِه
ونحن لا ننكر أنَّ في الشريعة ما يخالف القياس الباطل هذا، مع أنَّ الفرقَ بينهما ثابتٌ في نفس
الأمر، كما فرَّقَ بين أصحاب الإبل وأصحاب الغنم فقال:
"الفخر والخيلاء في الفدَّادين أصحابِ الإبل، والسكينةُ في أصحاب الغنم"
وقد جاء: أنَّ على ذروة كلِّ بعير شيطان
وجاء: أنها جنٌّ خُلِقت من جِنٍّ، ففيها قوةٌ شيطانية
والغاذى شبيهٌ بالمغتذي، ولهذا حرم كل ذي ناب من السباع،
ومخلب من الطير، لأنها دواب عادية، فالاغتذاء بها يجعل في طبيعة المغتذي من العدوان ما يضره
في دينه
فإذا اغتذى من لحوم الإبل وفيها تلك القوة الشيطانية، والشيطان خلق من نار، والنار تُطفأ بالماء
هكذا جاء الحديث
ونظيره الحديث الآخر: "إنَّ الغضبَ من الشيطان، فإذا غضب أحدكم فليتوضأ"
فإذا توضأ العبد من لحوم الإبل كان في وضوئه ما يطفىء يطفئ تلك القوة الشيطانية
فتزول تلك المفسدة...)
وعد بنت عبدالله
2007-06-22, 09:22 PM
/
اللهم آمين .. أجمعين ..
/
المشرف الفاضل : الحمادي ..
شاكرةً لكم مباردتكم الطيبة والسريعة ..
جعلها الله سبباً لـ سعادتكم في الداريْن ..
/
الشِّقُّ الأولُ والأخيرُ من توضيحكُم ..
بـ حمدِالله أدركتُه وأدركتُ القياسَ فيه ..
ولكن ذكرتُم هُنا :
وقد جاء: أنَّ على ذروة كلِّ بعير شيطان
وجاء: أنها جنٌّ خُلِقت من جِنٍّ، ففيها قوةٌ شيطانية
!!
قلتُم جاء !!
الحكم هُنا هل أعتبرهُ اجتهاداً بحتاً ؟؟
وهل الاستناد هُنا على ماذكرَ الإمامُ بن القيِّم رحمهُ الله فقط ؟
أم لديكُم من المصادرِ ما يُؤيُّد هذا الاحتمالَ ويُقوِّيه ؟
وعُذراً على الإلحاحِ إن سَاءَكُم ..
أخي الكريم ..
/
الحمادي
2007-06-22, 09:42 PM
آمين، وإياكم
قلتُم جاء !!
الحكم هُنا هل أعتبرهُ اجتهاداً بحتاً ؟؟
وهل الاستناد هُنا على ماذكرَ الإمامُ بن القيِّم رحمهُ الله فقط ؟
أم لديكُم من المصادرِ ما يُؤيُّد هذا الاحتمالَ ويُقوِّيه ؟
وعُذراً على الإلحاحِ إن سَاءَكُم ..
أخي الكريم ..
الإلحاح في العلم والبحث عن الدليل والتحقق من ثبوته= خصلة شريفة
أما الكلام الذي سألتِ عنه رعاك الله فهو جزءٌ من كلام الإمام ابن القيِّم رحمه الله
وإن شئت توثيق الحديثين المذكورين من كتب الحديث المعتمدة فلك ذلك
ولعلي أقوم بهذا بعد عودتي من مشوار عارض؛ إن لم يبادر بهذا أحد الفضلاء
وعد بنت عبدالله
2007-06-22, 09:54 PM
/
حَسَناً .. أتشرَّفُ بـ انتظارِ ميلادِ التوثيق ..
منكُم أو مِمَّن أدْرَكَ من الأنقياءِ ضَالَّتي ..
وبـ حفظِ الله أيْنمَا كُنتُم ..
أخي الكريم ..
/
الحمادي
2007-06-23, 12:25 AM
وفقك الله
أما حديث: (إنَّ على ذروة كلِّ بعير شيطان)
-فأخرجه ابن حبان في صحيحه والدارمي في سننه وأحمد في المسند وابن أبي شيبة في المصنف وغيرهم
من طريق أسامة بن زيد الليثي عن محمد بن حمزة بن عمرو الأسلمي عن أبيه أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال:
(على ظهر كل بعير شيطان، فإذا ركبتموها فسمُّوا الله عز وجل، ثم لا تقصِّروا عن حاجاتكم)
-وأخرجه ابن خزيمة في صحيحه والحاكم في المستدرك من طريق ابن أبي الزناد عن أبيه عن الأعرج عن أبي هريرة بنحوه
-وابن خزيمة في صحيحه والحاكم في المستدرك وأحمد في المسند وغيرهم من طريق محمد بن إبراهيم التيمي عن عمر بن الحكم بن ثوبان عن أبي لاسٍِ الخزاعي بنحوه
-وله شاهدٌ رابع من حديث عمر بن الخطاب بمعناه، لكنه ضعيف جداً، فلا حاجة إليه
والحديث صحيحٌ بمجموع طرقه الثلاث، وإن كان كلٌّ منها لا يخلو من مقال، ولكنه مقالٌ يسير مغتفر في باب الاعتبار
الحمادي
2007-06-23, 12:30 AM
وأما حديث: (أنها جنٌّ خُلِقت من جِنٍّ)
-فأخرجه النسائي في سننه الصغير والكبير وابن ماجه في سننه وابن حبان في صحيحه وأحمد في المسند وابن أبي شيبة في
المصنف وغيرهم من طرق كثيرة عن الحسن البصري عن عبدالله بن مغفل رضي الله عنه بلفظ:
(نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نصلي في أعطان الإبل ومبارك الإبل، لأنها خلقت من الشياطين، ونصلي
في مرابض الغنم)
وفي لفظ لأحمد في المسند: (لا تصلوا في عطن الإبل، فإنها من الجن خلقت، ألا ترون عيونها وهبابها إذا نفرت؟
وصلوا في مراح الغنم، فإنها هي أقرب من الرحمة)
وهو حديثٌ صحيح
-وروى سعيد بن منصور في سننه من حديث خالد بن معدان مرسلاً: (إن الإبل خلقت من الشياطين، وإن وراء كل بعير شيطان)
وعد بنت عبدالله
2007-06-23, 12:50 AM
/
عُلِم أستاذ : الحمادي !!
واللهَ أسألُ أنْ ينفعَ بكُم ..
وألا يحرمَكُم أَجْرَ عَناءَ عَوْدتِكُم لـ التوثيق ..
/
وُفِّقتُم وهُديتُم وكُفيتُم ..
ومن كُلِّ شرِّ وُقيتُم ..
أخي الكريم ..
/
أبو عبدالرحمن
2007-06-23, 04:23 AM
شكر الله لك يا شيخ عبدالله
كلامك على الحديثين خلاصةٌ طيبةٌ
آل عامر
2007-06-23, 01:16 PM
بارك الله فيك يا أبا محمد ،وزادك ربي من فضله وإحسانه
المقرئ
2007-06-23, 03:33 PM
[color="
-وابن خزيمة في صحيحه والحاكم في المستدرك وأحمد في المسند وغيرهم من طريق محمد بن إبراهيم التيمي عن عمر بن الحكم بن ثوبان عن أبي لاسٍِ الخزاعي بنحوه
[/color]
وفقكم الله وللفائدة
حديث أبي لاس ذكره البخاري في صحيحه بصيغة التمريض فقال ( ويذكر عن أبي لاس )
الفارس
2007-06-23, 05:33 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
وللفائدة الوضوء من لحم الإبل من مفردات الحنابلة . [ ينظر: المنح الشافيات : 1/171 ]
وقال العلامة ابن عثيمين رحمه الله :
"ثم إنه حسب ما علمناه له فائدة طبية لأنهم يقولون إن للحم الإبل تأثيراً على الأعصاب لا يهدئه ويبرده إلا الماء وهذا من حكمة الشرع وسواءٌ كانت هذه الحكمة أم كانت الحكمة غيرها نحن متعبدون بما أمرنا به (وما كان لمؤمنٍ ولا مؤمنةٍ إذا قضى الله الرسول أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم) ولهذا يقول الأطباء لا ينبغي للإنسان العصبي أن يكثر من أكل لحم الإبل لأن ذلك يؤثر عليه والله أعلم. "
http://www.ibnothaimeen.com/all/noor/article_914.shtml
وهنا سَوق الخلاف في المسألة المذكورة .
http://saaid.net/bahoth/3.htm
أشرف بن محمد
2007-06-23, 11:35 PM
وفقكم الله وللفائدة
حديث أبي لاس ذكره البخاري في صحيحه بصيغة التمريض فقال ( ويذكر عن أبي لاس )
شيخنا الحبيب المقرىء
بالنسبة لقول الإمام البخاري رحمه الله: (ويذكر ...)
قال ابن رجب رحمه الله في «فتح الباري» 4/366:
(هذه الصيغة (ويذكر) عنده لا تقتضي ضعفاً فيما علقه بها، وأنه يعلق بها الصحيح والضعيف، إلا أن أغلب ما يعلق بها ما ليس على شرطه).
وينظر: «فتح الباري» لابن رجب ط: غرباء، 1/195-196، ولابن حجر، 1/111، و«الإرشاد» للقسطلاني، 1/136.
أبو حماد
2007-06-24, 12:17 PM
مذاكرة شريفة، بارك الله في الجميع، وأخص الشيخ الحمادي لما بذله ويبذله من الجهود للأخذ بيد إخوانه لما فيه الفائدة والمعرفة.
سلمان أبو زيد
2007-06-24, 12:56 PM
جزاكم اللَّهُ خيرًا جميعًا ،
وحفظ أخانا الشّيخ عبد اللَّه الحِمادي .
وعد بنت عبدالله
2007-06-25, 12:03 AM
/
الفضلاء :
أبو عبدالرحمن ..
آل عامر ..
المقرئ ..
الفارس ..
أشرف محمد ..
أبو حماد ..
سلمان بن زيد ..
جُزيتُم عن أختكم خيْراً ..
ودُفِعَ بـ حضُوركُم عنكُم شرَّاً ..
ورُزِقْتُم الاحْتِسَابَ ودُمتُم لـ الإسْلامِ ذُخْراً ..
/
محب شيخ الإسلام
2007-08-07, 10:26 AM
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى :( أصول الفقه : عمل الصحابي إذا خالف القياس ) : (( فَصْلٌ وَأَمَّا قَوْلُ الْقَائِلِ : التَّوَضُّؤُ مِنْ لُحُومِ الْإِبِلِ عَلَى خِلَافِ الْقِيَاسِ فَهَذَا إنَّمَا قَالَهُ لِأَنَّهَا لَحْمٌ وَاللَّحْمُ لَا يُتَوَضَّأُ مِنْهُ وَصَاحِبُ الشَّرْعِ قَدْ فَرَّقَ بَيْنَ لَحْمِ الْغَنَمِ وَلَحْمِ الْإِبِلِ كَمَا فَرَّقَ بَيْنَ مَعَاطِنِ هَذِهِ وَمَبَارِكِ هَذِهِ فَأَمَرَ بِالصَّلَاةِ فِي هَذَا وَنَهَى عَنْ الصَّلَاةِ فِي هَذَا فَدَعْوَى الْمُدَّعِي أَنَّ الْقِيَاسَ التَّسْوِيَةُ بَيْنَهُمَا مِنْ جِنْسِ قَوْلِ الَّذِينَ قَالُوا { إنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا } وَالْفَرْقُ بَيْنَهُمَا ثَابِتٌ فِي نَفْسِ الْأَمْرِ كَمَا فَرَّقَ بَيْنَ أَصْحَابِ الْإِبِلِ وَأَصْحَابِ الْغَنَمِ فَقَالَ : { الْفَخْرُ وَالْخُيَلَاءُ فِي الْفَدَادِينِ أَصْحَابِ الْإِبِلِ وَالسَّكِينَةِ فِي أَهْلِ الْغَنَمِ } { وَرُوِيَ فِي الْإِبِلِ : أَنَّهَا جِنٌّ خُلِقَتْ مِنْ جِنٍّ وَرُوِيَ : عَلَى ذُرْوَةِ كُلِّ بَعِيرٍ شَيْطَانٌ } فَالْإِبِلُ فِيهَا قُوَّةٌ شَيْطَانِيَّةٌ وَالْغَاذِي شَبِيهٌ بِالْمُغْتَذَى . وَلِهَذَا حَرُمَ كُلُّ ذِي نَابٍ مِنْ السِّبَاعِ وَكُلُّ ذِي مِخْلَبٍ مِنْ الطَّيْرِ : لِأَنَّهَا دَوَابُّ عَادِيَةٌ بِالِاغْتِذَاءِ بِهَا تَجْعَلُ فِي خُلُقِ الْإِنْسَانِ مِنْ الْعُدْوَانِ مَا يَضُرُّهُ فِي دِينِهِ فَنَهَى اللَّهُ عَنْ ذَلِكَ لِأَنَّ الْمَقْصُودَ أَنْ يَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَالْإِبِلُ إذَا أَكَلَ مِنْهَا تُبْقِي فِيهِ قُوَّةً شَيْطَانِيَّةً . وَفِي الْحَدِيثِ الَّذِي فِي السُّنَنِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : { الْغَضَبُ مِنْ الشَّيْطَانِ وَالشَّيْطَانُ خُلِقَ مِنْ النَّارِ وَإِنَّمَا تُطْفَأُ النَّارُ بِالْمَاءِ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِذَا غَضِبَ أَحَدُكُمْ فَلْيَتَوَضَّأْ } فَإِذَا تَوَضَّأَ الْعَبْدُ مِنْ لُحُومِ الْإِبِلِ كَانَ فِي ذَلِكَ مِنْ إطْفَاءِ الْقُوَّةِ الشَّيْطَانِيَّ ةِ مَا يُزِيلُ الْمَفْسَدَةَ بِخِلَافِ مَنْ لَمْ يَتَوَضَّأْ مِنْهَا فَإِنَّ الْفَسَادَ حَاصِلٌ مَعَهُ وَلِهَذَا يُقَالُ : إنَّ الْأَعْرَابَ بِأَكْلِهِمْ لُحُومَ الْإِبِلِ مَعَ عَدَمِ الْوُضُوءِ مِنْهَا صَارَ فِيهِمْ مِنْ الْحِقْدِ مَا صَارَ )).
وقال أيضاً :( الفقه : مس النساء هل ينقض الوضوء ؟ ): (( كَمَا يُتَوَضَّأُ مِنْ الْغَضَبِ وَأَكْلِ لَحْمِ الْإِبِلِ ؛ لِمَا فِي ذَلِكَ مِنْ أَثَرِ الشَّيْطَانِ الَّذِي يُطْفَأُ بِالْوُضُوءِ )).
نضال مشهود
2007-11-28, 12:45 AM
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى :( أصول الفقه : عمل الصحابي إذا خالف القياس ) : (( فَصْلٌ وَأَمَّا قَوْلُ الْقَائِلِ : التَّوَضُّؤُ مِنْ لُحُومِ الْإِبِلِ عَلَى خِلَافِ الْقِيَاسِ فَهَذَا إنَّمَا قَالَهُ لِأَنَّهَا لَحْمٌ وَاللَّحْمُ لَا يُتَوَضَّأُ مِنْهُ وَصَاحِبُ الشَّرْعِ قَدْ فَرَّقَ بَيْنَ لَحْمِ الْغَنَمِ وَلَحْمِ الْإِبِلِ كَمَا فَرَّقَ بَيْنَ مَعَاطِنِ هَذِهِ وَمَبَارِكِ هَذِهِ فَأَمَرَ بِالصَّلَاةِ فِي هَذَا وَنَهَى عَنْ الصَّلَاةِ فِي هَذَا فَدَعْوَى الْمُدَّعِي أَنَّ الْقِيَاسَ التَّسْوِيَةُ بَيْنَهُمَا مِنْ جِنْسِ قَوْلِ الَّذِينَ قَالُوا { إنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا } وَالْفَرْقُ بَيْنَهُمَا ثَابِتٌ فِي نَفْسِ الْأَمْرِ كَمَا فَرَّقَ بَيْنَ أَصْحَابِ الْإِبِلِ وَأَصْحَابِ الْغَنَمِ فَقَالَ : { الْفَخْرُ وَالْخُيَلَاءُ فِي الْفَدَادِينِ أَصْحَابِ الْإِبِلِ وَالسَّكِينَةِ فِي أَهْلِ الْغَنَمِ } { وَرُوِيَ فِي الْإِبِلِ : أَنَّهَا جِنٌّ خُلِقَتْ مِنْ جِنٍّ وَرُوِيَ : عَلَى ذُرْوَةِ كُلِّ بَعِيرٍ شَيْطَانٌ } فَالْإِبِلُ فِيهَا قُوَّةٌ شَيْطَانِيَّةٌ وَالْغَاذِي شَبِيهٌ بِالْمُغْتَذَى . وَلِهَذَا حَرُمَ كُلُّ ذِي نَابٍ مِنْ السِّبَاعِ وَكُلُّ ذِي مِخْلَبٍ مِنْ الطَّيْرِ : لِأَنَّهَا دَوَابُّ عَادِيَةٌ بِالِاغْتِذَاءِ بِهَا تَجْعَلُ فِي خُلُقِ الْإِنْسَانِ مِنْ الْعُدْوَانِ مَا يَضُرُّهُ فِي دِينِهِ فَنَهَى اللَّهُ عَنْ ذَلِكَ لِأَنَّ الْمَقْصُودَ أَنْ يَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَالْإِبِلُ إذَا أَكَلَ مِنْهَا تُبْقِي فِيهِ قُوَّةً شَيْطَانِيَّةً . وَفِي الْحَدِيثِ الَّذِي فِي السُّنَنِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : { الْغَضَبُ مِنْ الشَّيْطَانِ وَالشَّيْطَانُ خُلِقَ مِنْ النَّارِ وَإِنَّمَا تُطْفَأُ النَّارُ بِالْمَاءِ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِذَا غَضِبَ أَحَدُكُمْ فَلْيَتَوَضَّأْ } فَإِذَا تَوَضَّأَ الْعَبْدُ مِنْ لُحُومِ الْإِبِلِ كَانَ فِي ذَلِكَ مِنْ إطْفَاءِ الْقُوَّةِ الشَّيْطَانِيَّ ةِ مَا يُزِيلُ الْمَفْسَدَةَ بِخِلَافِ مَنْ لَمْ يَتَوَضَّأْ مِنْهَا فَإِنَّ الْفَسَادَ حَاصِلٌ مَعَهُ وَلِهَذَا يُقَالُ : إنَّ الْأَعْرَابَ بِأَكْلِهِمْ لُحُومَ الْإِبِلِ مَعَ عَدَمِ الْوُضُوءِ مِنْهَا صَارَ فِيهِمْ مِنْ الْحِقْدِ مَا صَارَ )).
وقال أيضاً :( الفقه : مس النساء هل ينقض الوضوء ؟ ): (( كَمَا يُتَوَضَّأُ مِنْ الْغَضَبِ وَأَكْلِ لَحْمِ الْإِبِلِ ؛ لِمَا فِي ذَلِكَ مِنْ أَثَرِ الشَّيْطَانِ الَّذِي يُطْفَأُ بِالْوُضُوءِ )).
نعم ، أخذه ابن القيم من شيخه - فرحمهما الله رحمة واسعة .
لكن الذي أذكره أن شيخ الإسلام لا يرى أن الأمر بالوضوء من مس المرأة والقهقهة للوجوب . فهل هذا صحيح ؟
لامية العرب
2007-11-28, 07:03 AM
لماذا ينقض الوضوء أكل لحم الابل؟
السبب في أن أكل لحم الإبل ينقض الوضوء وباقي اللحوم لا تستوجب ذلك
أنه يجب الوضوء من أكل لحوم الإبل صغيراً كان أو كبيراً ذكراً أو أنثى مطبوخاً أو نيئاً ، وعلى هذا دلّت الأدلّة
*1 قال الله تعالى (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِم)
*2حديث جابر ، سئل النبي صلى الله عليه وسلم أنتوضأ من لحوم الإبل ؟ قال : نعم ، قال : أنتوضأ من لحوم الغنم ؟ قال :إن شئت . رواه مسلم
*3حديث البراء ، سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن لحوم الإبل ؟ قال : توضئوا منها ، وسئل عن لحوم الغنم فقال لا يتوضاٌ . رواه أبو داود و الترمذي
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: الحكمة في هذا هي طاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال توضأوا من لحوم الإبل وسئل صلى الله عليه وسلم أي سأله سائل فقال أتوضأ من لحوم الغنم قال إن شئت قال أتوضأ من لحوم الإبل قال نعم فكونه جعل الوضوء من لحم الغنم عائداً إلى مشيئة الإنسان أما في لحم الإبل فقال نعم دليل على أنه لا بد من الوضوء من لحم الإبل وأنه لا يرجع لاختيار الإنسان ومشيئته وإذا أمر النبي صلى الله عليه وسلم بشيء فإنه حكمة ويكفي المؤمن أن يكون أمراً لله ورسوله قال الله تعالى (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ) ولما سئلت عائشة رضي الله عنها عن المرأة الحائض تقضي الصوم ولا تقضي الصلاة قالت كان يصيبنا ذلك فنؤمر بقضاء الصوم ولا نؤمر بقضاء الصلاة فجعلت الحكمة هي الأمر فإذا أمر الله ورسوله بشيء فالحكمة في فعله على أن بعض أهل العلم أبدى حكمة في ذلك وهي أن لحوم الإبل فيها شيء من إثارة الأعصاب والوضوء يهدئ الأعصاب ويبردها ولهذا أمر الرجل إذا غضب أن يتوضأ والأطباء المعاصرون ينهون الرجل العصبي عن كثرة الأكل من لحم الإبل فإن صحت هذه الحكمة فذاك وإن لم تصح فإن الحكمة الأولى هي الحكمة وهي أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم والتعبد لله تعالى بتنفيذ أمر نبيه صلى الله عليه وسلم.
وقد سبق لي أن سئلت الشيخ عبد الله بن غديان عضو هيئة كبار العلماء عن ذلك فأجاب بنفس اجابة ابن عثيمين رحمه الله
الحلم والأناة
2007-11-28, 08:54 AM
أذكر عندما كنا صغارا كان أهلنا يقولون لنا إن الحكمة أن الصحابة أكلوا لحم الإبل فلما حضرت الصلاة حصل من أحدهم ريح فأمر النبي صلى الله عليه وسلم الجميع بالوضوء حتى لا يخجله.
فهل هذه القصة لها أصل؟
الأمل الراحل
2009-02-06, 02:41 AM
بارك الله في الجميع ...
الأخت وعد .. بالله عليك أين أنتِ ؟ آمل الرد .. الخاص لديك غير مفعل ..
عبدالله الشهري
2009-02-06, 02:46 AM
يٌنظر بحث مفيد لشيخ الإسلام في القواعد النورانية حول الموضوع.
أبو القاسم
2009-02-06, 02:51 AM
أذكر عندما كنا صغارا كان أهلنا يقولون لنا إن الحكمة أن الصحابة أكلوا لحم الإبل فلما حضرت الصلاة حصل من أحدهم ريح فأمر النبي صلى الله عليه وسلم الجميع بالوضوء حتى لا يخجله.
فهل هذه القصة لها أصل؟
هذه باطلة سندا ومتنا..
فالنبي صلى الله عليه وسلم لا يشرّع محاباة لأحد..
أو مراعاة لخجل أحد فينسحب هذا على أمة الإسلام
إلى قيام الساعة!
أبو محمد الطنطاوي
2009-02-07, 05:06 PM
هذه باطلة سندا ومتنا..
فالنبي صلى الله عليه وسلم لا يشرّع محاباة لأحد..
أو مراعاة لخجل أحد فينسحب هذا على أمة الإسلام
إلى قيام الساعة!
بارك الله فيكم
والمؤمن الصادق ينفذ ما قضى به الله ورسوله دون أن يبحث عن علة أو غيرها .
فالعلة هي أمر الله ورسوله .
أبو القاسم
2009-02-07, 05:11 PM
أخي المكرّم أبا محمد ..وفقه الله تعالى وسدده ونفع به
الشريعة نفسها هي التي علمتنا العلل والمعاني والحِكم..
لاشك هناك أمور تظهر علتها جلية..وهناك أمور تخفى..
فمثلا الإبراد في صلاة الظهر:علته هجير الصيف..
فإن قيل بل هو محض استجابة , كان ذلك من المكابر العقلية
أبو مالك المديني
2017-11-07, 04:34 PM
هذه باطلة سندا ومتنا!
ليس لها سند أصلا؟!
قال الشيخ الألباني رحمه الله في" السلسة الضعيفة " ( 3 / 268 ):
لا أصل لها في شيء من كتب السنة ولا في غيرها من كتب الفقه والتفسير فيما علمت.
احمد ابو انس
2022-10-03, 12:04 PM
https://majles.alukah.net/t198807/#post983008
Powered by vBulletin® Version 4.2.2 Copyright © 2025 vBulletin Solutions، Inc. All rights reserved.